كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الدورة ٧٢: المعلمون صنعوا مجدها... وخرجوا صفر اليدين

سعيد محمد

كان السينمائي الدولي

الدورة الثانية والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

نهاية عابقة بالإثارة والألق في ليلة إعلان أسماء الفائزين بجوائز الدورة 72 من «مهرجان كان السينمائي الدولي». أول من أمس، سُلمت السعفة الذهبية للمخرج الكوريّ الجنوبيّ بونغ جون-هو عن فيلمه «باراسايت» Parasite الذي حظي بإجماع لجنة التحكيم، رغم المنافسة الشديدة من أفلام من العيار الثقيل، ليس أقلها «للأسف لقد نسيناك» لشيخ المخرجين البريطاني كين لوتش و«كان يا ما كان في هوليوود» لعرّاب السينما الأميركيّة كوينتين تارانتينو. جائزة أفضل ممثل مُنحت للإسباني أنطونيو بانديراس عن دوره في «ألم ومجد»، وأفضل ممثّلة للبريطانيّة إميلي بتشام عن دورها في «جو الصغير». لكن الفائز الأكبر وراء التظاهرة العريقة لم يكن سوى «مهرجان كان» نفسه. بفضل دورته الأقوى منذ سنوات، منح الحدث المدينة الفرنسيّة الحالمة مكانة عاصمة للتنوير والمقاومة في وجه ظلام الفاشيّات الجديدة، كما الفنّ السابع الذي ربح كوكبة من أعمال ستترك بلا شك بصمتها على الذاكرة البصريّة للعالم.

انتهت أول من أمس الدورة 72 من «مهرجان كان» في ليلة ملؤها الإثارة والألق والفرح، كرّست المهرجان السينمائي الأهم أوروبياً في مكانة ملك المهرجانات الثقافية تنظيماً ومحتوى ونتائج. هكذا، أطلقت في سماء الفنّ السابع كوكبة من أعمال سينمائيّة لمخرجين كهنة حكماء مخضرمين، وآخرين صاعدين واعدين محمّلة بثيمات إنسانية كبرى، وبرسائل تحدّ وصمود ومواجهة في الأزمنة المظلمة التي قادتنا إليها الرأسمالية العالميّة وفاشيّات الهويّات المفتعلة، كما لو أنها بقيّة من روح مايو 1968، ستترك دون شكّ أثراً لا يُنسى على الذاكرة البصريّة للعالم، مانحةً المهرجان العتيد عمراً أطول بكثير من أيّامه القصيرة المكثّفة

بدت لجنة التحكيم التي قادها بنجاح مشهود المخرج المكسيكيّ أليخاندرو غونزاليس إيناريتو في مطلق الثقة والاحترافية والجرأة، وهي تمنح سعفتها الذهبية كما بقيّة جوائز المهرجان لمستحقيها، غير عابئة بالضغوط الأدبية والتجارية الهائلة التي فرضتها مشاركات كثيرة بدت استثنائية في قوتها التقنيّة، كما في رمزيتها السياسيّة ومعناها في إطار السينما والثقافة العالميين. توافقت اللجنة – وبغير ما اعتدنا عليه – على منح سعفتها الذهبيّة للمخرج الكوريّ الجنوبيّ بونغ جون- هو عن فيلمه العبقري «باراسايت» أو «المتطفلون» ضمن ما اعتبره جون-هو تحيّة عالميّة مزجاة للسينما في بلاده التي تحتفل هذا العام بمئويتها. جون -هو أوّل كوري يحظى بالسعفة وثاني آسيوي بعد الياباني هيروكازو كور-إيدا الذي سبقه إليها العام الماضي عن «سارقو المتاجر» Shoplifters. مَنْحُ السعفة الذهبيّة للـ«المتطفلون» كان بالضرورة أيضاً قراراً بحجبها عن أفلام أخرى استحقتها بجدارة من بينها «للأسف لقد نسيناك» لكين لوتش و«كان يا ما كان في هوليوود» لكوينتين تارانتينو، فيما اعتبره المراقبون إرادة واعيّة عند المحكمين لتوسيع دائرة الأضواء نحو التجارب السينمائيّة الجديدة، لا سيّما تلك الآتية من وراء البحار، بدلاً من تجديد منح السعفة لفائزين سابقين بها.

الفيلم المتوّج بالسعفة الذهبيّة كوميديا سوداء غير تقليديّة، تحكي قصّة عائلة كوريّة ثريّة وأخرى معدمة من العاطلين عن العمل تجمعهما الأقدار ليختلطا في القصر الباذخ متوزعين بين عالم فوقيّ مليء بالسّفاهة والإسراف والتسطيح، وعالم سفليّ مليء بالحسد والحقد والكذب، كأنها قصّة هذا العالم برمّته. هذه العلاقة المرتبكة بين الطرفين المفعمة بالمفارقات والّلمزات الذكيّة، تمنح الفيلم قدرةً على الانسياب بأناقة وثقة نادرة. وقد منحت اللجنة جائزتها الكبرى للمخرجة السنغاليّة ماتي ديوب عن باكورة أعمالها «أتلانتيكس» Atlantics. فيلم يخلط وقائع الانقسام الطبقي في بلادها والهجرة المترتبة عليها بأجواء روحيّة غريبة خارقة للطبيعة، لتكون بذلك أوّل مخرجة سوداء يعرض فيلمها في «كان» ولتحصل إلى جانب ذلك الشرّف، على هذا التكريم الرفيع لتصعّب المهمّة على المُخرجات من أصول أفريقية في الدّورات المقبلة

وفي ما اعتُبر بمثابة تكريم على مجمل أعماله، مُنح النجم الإسباني المحبوب أنطونيو بانديراس جائزة أفضل ممثل عن دوره في «ألم ومجد» للإسباني بيدرو ألمودوفار. يعدّ الشريط نظرة ذاتيّة على سيرة المخرج الكبير بعد أربعة عقود من العمل بما فيها سبعة أفلام مشتركة مع بانداريس ذاته ككمثل رئيسي. للحقيقة، فإن فيلم ألمودوفار خيّب الآمال التي كانت معقودة عليه، وبدا أقلّ كثيراً من تقديم حصة سينمائية تليق بالألم أو بالمجد اللذين وعدنا بهما. لكن حكماء «كان» تجنبوا ــ من خلال ديبلوماسيّة بارعة ــ توجيه صفعة صريحة له عبر منح بانديراس جائزة أفضل ممثل.

الأخوان داردين المتوّجان بجائزة أفضل إخراج، اتُّهما بالنفخ في أتون الإسلاموفوبيا

البريطانيّة الحسناء إميلي بيتشام حصلت بدورها على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «جو الصّغير». هو فيلم خيال علمي غرائبي من إخراج النمساويّة جيسيكا هاوزنر، يبدو كما لو أنّه حلقة من السلسة الشهيرة «المرآة السوداء» اختصت بالبيولوجيا. في هذا الشريط، تلعب بيتشام دور أمّ تعمل باحثة في مركز لاستزراع نبتة تنشر الفرح تحوّلت إلى فرانكشتاين نباتي، فخرجت عن طوع خالقيها وشرعت تتسبب في أعراض جانبيّة لمن يستنشق عبيرها قبل نضوجها التّام. تبلغ عقدة الفيلم ذروتها عندما تتعلق الأم بأحبال الشك حول تغيّر سلوك ولدها الصغير جو بعدما أحضرت نموذجاً من تلك النبتة إلى البيت. راحت تتساءل ما إذا كانت تلك تحولات مقلقة لكل طبيعة يمرّ بها الصّغار أثناء عبورهم إلى النضج، أم أنها أعراض النبتة اللعينة

وتقاسمت أفلام سياسيّة الهوى جائزة لجنة التحكيم، فحاز مناصفة كلٌّ من فيلم «البؤساء» للمخرج الفرنسي من أصول أفريقيّة لاداج لي الذي يحكي عن قسوة العيش في ضواحي باريس المعاصرة، والبرازيلي «باكيورا» لكليبر مندونكا فيليو، وخوليانو دورنيلليس، وهو ديستوبيا تبدأ من قرية برازيليّة نائية في مستقبل قريب تصارع أزمات متلاحقة تنتهي إزائها إلى نضال لمجرّد البقاء تماماً، كأنها تروي قصة البرازيل المزمنة في الفساد السياسي والانشطارات الطبقيّة.

المخرجان البلجيكيان المخضرمان، الأخوان جان-بيار ولوك داردين حصلا على جائزة أفضل إخراج عن فيلمهما «أحمد» الذي يحكي قصّة تحوّل فتى مسلم في الثالثة عشرة من عمره إلى التطرّف الديني على يد مشايخ مسجد حيّه، رغم الانتقادات الشديدة التي وجهها نقاد عديدون إلى الشريط بوصفه ينفخ في أتون الإسلاموفوبيا التي تجتاح مجتمعات الغرب المعاصرة، ويقع في مطب الرؤية الاستشراقيّة الساذجة حول الإسلام والمسلمين ليخدم قضيّة اليمين الأوروبي المتطرّف ضد المهاجرين بدلاً من فتح كوّة للتلاقي والتوحد.

جائزة أفضل سيناريو راحت للمخرجة الفرنسيّة سيلين سيامّا عن فيلمها الخلّاب «امرأة تشتعل» A Lady on Fire وهي قصّة مسرحها القرن الثامن عشر تسجّل وقائع صادمة عن التهاب مشاعر الغرام بين رسامة وفتاة شابّة، كانت الرسامة قد استُدعيت لإنجاز بورتريه لها بوصفها مرشّحة لزواج أرستقراطي من قبل نبيل ثري. وللحق، فإن عبقريّة فيلم سياما تتبدى أكثر ما يكون بإدارتها للكاميرا وأدوات السينوغرافيا كما الأداء الاستثنائي للبطلتين في تقديم تعابير الوجوه والتعبير عن الخوالج المتردّدة والمضطربة في آن، ربّما أكثر بكثير من السيناريو المشوّق والمتأثّر بأسلوب المخرج ذائع الصيت ألفريد هيتشكوك

وكما يليق بعاصمة مقاومة ضد الظلاميّات، غابت «إسرائيل» عن السمع بينما حضرت فلسطين بقوّة في قلب الحدث العالمي من خلال تحفة الفلسطينيّ الكبير إيليا سليمان (راجع مقال الزميل طارق حمدان) الذي وقف الجمهور مصفقاً له لدقائق طويلة. الفيلم ينطلق من الناصرة ويأخذ سليمان ذاته في دور مخرج يسافر إلى باريس ونيويورك سعياً لبيع فكرة فيلم عن فلسطين من دون نجاح يُذكر، بينما يواجه سطحيّة العالم والأشخاص بصمت وسخرية ونظرة دهشةٍ تكاد تقترب إلى حدّ البلاهة. لكنها بلاهة ساخرة مفعمة برسائل سياسيّة وإنسانيّة عميقة تكمل مسيرة هذا الفنان المبدع في أفلامه السابقة المشغولة أبداً بالهم الفلسطينيّ، حاملاً وحده كما لو كان شارلي شابلن عربيّاً لواء السينما الصامتة في العالم. وقد أهدى سليمان فيلمه إلى الناقد البريطاني اليساري الراحل جون برجر الذي علّم العالم في كتبه ذائعة الصيت كيف ينظّر للأعمال الفنيّة

هكذا، غُيّبت الثقافة الأميركيّة بالكامل عن منصّة التكريم سواء من خلال منع أعمال شركة نتفليكس (وشقيقاتها) من المشاركة في المسابقة أو حجب الجوائز عمّن شارك من الأفلام بالفعل كفيلم تارنتينو، لكنّ مايكل مور ملك الوثائقيّات المتوّج، أبى أن تمرّ المناسبة من دون تقريع لاذع للرئيس الأميركي دونالد ترامب. اعتبر مور أنّه «في الأوقات المظلمة، فإن الفنّ ساعد دوماً على إنقاذ البشريّة من الأوتوقراط والحمقى» وأنه «بعكس الفنّ الذي هو كذبة تمنحنا القدرة على إدراك الحقيقة، فإنّ ترامب هو كذبة تدفعنا إلى مزيد من الكذب».

إذن، دورة استثنائيّة، ووعود بالمُقاومة والتنوير في وجه الظلام والتسطيح، ولجنة تحكيم أشبه بالحلم، ومخرجون نجوم تلمع، وأخرى ستملأ سماءنا لعام كامل. شكراً «كان»، لقد منحتنا الأمل.

 

####

لماذا غاب الإيرانيون عن الكروازيت؟

محمد الأمين الكرخي

لم يعد «مهرجان كان» قبلة السينمائيين الإيرانيين. المهرجان الذي كان أساسياً في الشهرة العالمية للسينما الإيرانية وتكريسها كإحدى أهم السينمات، افتقد في دورته الثانية والسبعين الحضور الإيراني، إذ سجّل أقل عدد من صناع الأفلام الإيرانيين في هذا الحدث خلال العقود الثلاثة الماضية. السوق أيضاً لم تشهد مشاركة إيرانية فاعلة على غرار السنوات الماضية، والأمر يبدو بسبب الارتفاع الهائل في قيمة اليورو، ويمكن اعتبار الحدّ من القدرة المالية للسينمائيين الإيرانيين لحضور هذا الحدث إحدى السمات المميزة لتأثير انخفاض قيمة العملة على الأنشطة الثقافية الدولية لإيران.

بالنسبة إلى المنتجين السينمائيين الإيرانيين، فإنّ الأمر يتعدى البعد الاقتصادي. هناك العديد من شركات الإنتاج السينمائي الإيراني تتمركز في أوروبا وبعضها أسّس فروعاً له في فرنسا وألمانيا على سبيل المثال، وكان بمقدورها المشاركة بزخم كبير على غرار دورات الأعوام الخمسة الماضية.

في ظلّ الوضع الحالي وبالنظر إلى الزيادة الهائلة في قيمة اليورو مقابل الريال، لا حافز لصنّاع الأفلام الذين لا تشارك أفلامهم في المهرجان للحضور إلى الكروازيت. من ناحية أخرى، ليس لدى شركات الإنتاج والتوزيع الإيرانية أمل كبير في بيع أفلامها، نظراً إلى عدم الالتزام بقانون حقوق النشر الدولي في إيران وعدم وجود حاجة لشراء الأفلام الأجنبية

صحيح أن حضور السينما الإيرانية خلال العقود الثلاثة الماضية، كان ملفتاً للأنظار سواء في التنافس على جوائز الأقسام الرئيسية والثانوية للمهرجان، أو في لجان التحكيم وفي مستوى أساس آخر في سوق الأفلام، لكن صحيح أيضاً أن الأمر قد تغيّر كثيراً مع دورة هذا العام، ما دفع بعض المنتجين الإيرانيين المتضررين للاعتقاد بوجود تغييب مقصود لسينما بلادهم بسبب التوتر السياسي بين طهران من جهة والحلفاء الأوروبيين لواشنطن من جهة أخرى. وثمة من يبرر هذا الغياب بحكم انفتاح المهرجان العريق على سينمات صاعدة صار بمقدورها التنافس بقوة مع السينما الإيرانية. محمد حقيقت المخرج والناقد السينمائي المقيم في باريس منذ حوالى أربعة عقود، قال لـ «الأخبار»: «لقد وصل إلى إدارة «مهرجان كان» 50 فيلماً روائياً طويلاً من إيران ولم يتم اختيار أي منها. السينما الإيرانية تكرر نفسها في السنوات الأخيرة وعليها أن تجد مخرجاً لمأزق النمطية. هذا هو سبب الغياب، يضاف إلى ذلك بروز مواهب سينمائية تنتمي إلى خرائط كانت على هامش الفن السابع واستطاعت أن تتفوق على السينما الإيرانية في السنوات الأخيرة».

ليس السينمائيون الإيرانيون وحدهم. الصحافيون أيضاً غابوا عن الكروازيت. في هذا الإطار، كتب المحرر الفني في موقع «تابناك»: «في الفترة التي لم تشهد فيها البلاد تغيّراً كبيراً في قيمة العملات الأجنبية، لم يكن صناع الأفلام والمخرجون السينمائيون حاضرين بقوة في «كان» بل كان للصحافيين الإيرانيين أيضاً حضور قوي من أجل تقييم آخر لتفاصيل عالم السينما وجودة الإنتاج. لكن كلفة هذا التقييم قد أصبحت باهظة إلى حد كبير، وقد عرقلت هذا التقييم. في الواقع، نحن إزاء أحد الآثار الواضحة لتأثير انخفاض قيمة العملة الوطنية على الأنشطة الدولية للسينما الإيرانية. وهو أمر يتوقع أن يصل إلى بعد أوسع ولا يقتصر على جودة وكمية حضور المهرجانات الدولية والفعاليات السينمائية».

 

####

إيليا سليمان: العالم كلّه فلسطين

طارق حمدان

عشر سنوات تفصل ما بين رائعته «الزمن الباقي» وفيلمه الجديد It must be heaven أو «إن شئت كما في السماء». عنوان يحمل قدراً من المواجهة المختلطة بالسخرية سواء في الإنكليزية أو العربية. الفيلم الذي طال انتظاره للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان (1960) عمل جديد يكمل دائرة كانت قد انطلقت مع فيلمه الطويل الأول «سجل اختفاء» (1996) واستمرت مع «يد إلهية» (2002) و«الزمن الباقي» (2009). ثلاثية استطاع المخرج من خلالها أن يخلق هوية ولغة سينمائية وضعت بصمتها الخاصة في سينما العالم اليوم. ها هو إيليا سليمان يكمل دائرته مستفيداً من كل العناصر التي ظهرت في أفلامه السابقة. نجد الوصفة والمكونات ذاتها التي صنعت سمعة أفلامه التراجيكوميكية: الأفكار التي تغرف من النكبة الفلسطينية، السخرية، الشخصيات التي تظهر إلينا في كل فيلم (نلاحظ كيف تقدموا في السن هذه المرة)، إيليا نفسه يلعب ذات الدور السلبي، المتفرج الصامت، يراقب عالماً سخيفاً مصنوعاً من الظلم والعنف، تفاصيل التصوير، الحركات الكوريغرافية، الحبكة التي تأخذ أهميتها في الطول أو التكرار، الإيقاع الذي يعتمد الصمت ـ ليس اي الصمت بل الصمت الصاخب ـ خيبة الأمل، المقاومة بالفنتازيا، أو فانتازيا المقاومة، مدينة الناصرة وصراعات الحي، الحياة اليومية. الخاسرون. إلا أن إيليا في فيلمه الجديد، يبدو وحيداً أكثر، فقد والديه، يشرب ويدخن كثيراً كما لم نره في أي فيلم. حتى الموسيقى التي تحتل موقعاً مهماً في أفلامه، نسمع نفس الريبرتوار: نجاة الصغيرة وليونارد كوهين، ربما للتأكيد على جمالية ما، أو ربما النوستالجيا باعتبارها مأساة الراهن.

ولكن ما الجديد في الفيلم الأخير؟ ما الذي يريد قوله في فيلمه الرابع بعد عقد من الزمن؟

في «إن شئت كما في السماء»، يكمل سليمان سيرته الذاتية بين الناصرة وباريس ونيويورك، في كوميديا كاوية تتأرجح ما بين البدايات والنهايات. سيغادر فلسطين، ستتسع الدائرة أكثر، لتتعدد الخطابات، لن يكون المجاز هو اللاعب الوحيد، بل المباشرة أحياناً، والمخرج الذي لطالما لعب دور الشخصية الأولى في أفلامه صامتاً، سنسمع صوته للمرة الأولى، سيتكلم، ليقول جملة واحدة فقط: «أنا من الناصرة، أنا فلسطيني». 

لن نتحدث هنا عن الناصرة، شاهدناها في أفلامه السابقة وهي بالمناسبة ذاتها في فيلمه الجديد. سيغادر إلى باريس، المدينة المتحف ذات الديكور السياحي الأقرب إلى استعراض هزلي، تنطوي وراءه العدالة الغائبة متخذة أشكالاً متعددة، من الأزياء إلى القطع الحربية التي تجوب العاصمة احتفالاً باليوم الوطني؛ هذا اليوم الذي نشاهد فيه الأسود من أصول إفريقية كعامل نظافة، والأبيض على مدرعة عسكرية، هذا الديكور الأبَّهة الذي يسحق الأنوار في «مدينة الأنوار» التي تخفي خلف واجهتها الفاتنة؛ عالماً سفلياً يسكنه الفقراء والمشردون واللصوص والمتحرشون. وللمرة الأولى، يتطرق إيليا في فيلمه الجديد إلى صناعة السينما، عندما يزور أحد المنتجين الفرنسيين، الذي يعتذر له عن عدم إنتاج فيلمه، كون السيناريو ليس «فلسطينياً» بما فيه الكفاية. وهنا يشير إلى أمر فادح يخص الإنتاج الثقافي والفني الفلسطيني، وبالتحديد الفنان الفلسطيني الذي غالباً ما يطغى تصنيفه الفلسطيني على الفني.

كوميديا كاوية وسيرته الذاتية بين الناصرة وباريس ونيويورك

بعد باريس، ينتقل بنا سليمان إلى نيويورك، في قسم تتكثف فيه السخرية. نجد مدينة مدججة بالأسلحة التي تتحول إلى مكمل أو أكسسوار عادي يحمل كالحقائب على أكتاف الجميع، في الشوارع والسوبرماركت والتاكسي. ولأن الموضوع الفلسطيني محرم وقد يرتقي إلى فعل مجرَّم، نجد هذه الفكرة تتخذ شكل امرأة على هيئة ملاك يغطي صدرها علم فلسطين، تطاردها جموع الشرطة حتى يهيأ إليهم أنهم انقضوا عليها لتختفي بعد ذلك. يلجأ سليمان إلى قارئ الحظوظ لمعرفة إجابة حول سؤال جوهري «هل سيكون هناك فلسطين؟» ليكون الجواب «نعم.. ولكن ليس في حياتك». وفي نيويورك، يتوقف المخرج مجدداً عند عمله كصانع أفلام، مقدماً خطاباً جريئاً حول صناعة السينما. ففي القسم الباريسي السابق؛ نجد إيليا سليمان خارج مستوى توقعات هذه المراكز المهيمنة في السينما، التي تقوم بتمويل الفنون عن «طيب خاطر»، بشرط أن تنتج المزيد من الأفلام التي تتفق مع أمزجتها وسياساتها، بينما في نيويورك، سليمان هو حتى غير موجود في مشهد سينمائي مغرق في أميركيته وسخافته. هنا يستعين المخرج بالممثل المكسيكي الشهير غابرييل غارسيا برسنال الذي يرافق إيليا لإجراء مقابلة في إحدى شركات الإنتاج، حيث تهتم المنتجة أو المخرجة الأميركية ببرسنال الذي تريد استخدامه في فيلم ذي لكنة أميركية يتناول الصراع الكولونيالي في المكسيك، بينما يتم تجاهل سليمان، فالنظام الاستعماري يتم تكريره (بكولونيالية فنية) مسيطراً مادياً وثقافياً على صناعة السينما

ماذا تبقى للحديث عن هذا الفيلم؟ الكثير الكثير طبعاً، هو فيلم أخرجه صاحبه من عشرات الدفاتر التي رافقته في أسفاره خلال العقدين الأخيرين، حيث دوَّن أفكاره وملاحظاته وأحلامه. سنجد رواية في كل مشهد، وحدثاً في كل إيماءة، وطبقات متعددة تحتمل الكثير من التأويلات. تجتمع الفانتازيا مع المجاز، في ملهاة مأساوية تقترح أن العالم بأكمله يميل إلى أن يكون فلسطين. عالم تحاصره الدول البوليسية، والقوى المهيمنة بأسلحتها التي تتمظهر في أشكال عدة لتؤدي الغرض نفسه، سواء كانت أسلحة إسرائيلية تفتك بأصحاب الأرض، أو طائرات ودبابات تستعرض في شوارع «مدينة الأنوار»، أو بنادق ومسدسات معلقة على أكتاف وخصور الأميركيين. هو فيلم عن الهيمنة لا الخشنة فقط، بل حتى الناعمة التي قد تظهر على هيئة عمل سينمائي. في نهاية الفيلم، يعود إيليا سليمان إلى الناصرة «جنته المفقودة»، ويزور القرية المهجَّرة ليرى طيفاً ساحراً لامرأة فلسطينية من الماضي (ما قبل النكبة). بعدها، ينتقل بنا إلى الحاضر في إحدى الحانات الفلسطينية، وهكذا يعد نهاية لا تقول شيئاً كثيراً في فيلم يهديه إلى صديقيه المفكر والناقد البريطاني جون برجر والمنتج الفرنسي هامبر بلزان وإلى والديه.

دفع إيليا سليمان بفيلمه في آخر اللحظات للمشاركة في «مهرجان كان السينمائي» الذي شهد هذا العام دورة قوية مستعرة شارك فيها العديد من المخرجين الذين كانوا قد نالوا سعفاً ذهبية سابقاً. حاز الفيلم «جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما ـ فيبرسي»، وحصل على «تنويه خاص» في الحفل الختامي للمهرجان بعدما ظهر اسمه في أربع ترشيحات للجوائز الرسمية. قد لا يكون الفيلم الأفضل لإيليا سليمان، قد نتوقف عند بعض المشاهد ونشعر أنها طويلة، لكنه بدون شك فيلم يحكي فيه المخرج بجرأة عن الكثير من المواضيع التي نازعته

بعد انتهاء عرض الفيلم في قاعة «لوي لوميير»، وقف الجمهور بتصفيق حار استمر لعدة دقائق. سيقف ابن الناصرة، الخجول قليل الكلام الذي طالما قاوم بصمت «لأن العدو يحب الضجيج»، سيقف هذه المرة وهو يقاوم انهمار دموعه التي رأيناها تترقرق في عينيه، هل هي دموع الفرح؟ المرارة؟ الأسى على فلسطين والعالم؟ ربما كانت كل ذلك وأكثر.

 

####

«مهرجان كان» يعيد الاعتبار إلى السياسة... ضد «حمقى العالم»

(ملف)

نهاية عابقة بالإثارة والألق في ليلة إعلان أسماء الفائزين بجوائز الدورة 72 من «مهرجان كان السينمائي الدولي». أول من أمس، سُلمت السعفة الذهبية للمخرج الكوريّ الجنوبيّ بونغ جون-هو عن فيلمه «باراسايت» Parasite الذي حظي بإجماع لجنة التحكيم، رغم المنافسة الشديدة من أفلام من العيار الثقيل، ليس أقلها «للأسف لقد نسيناك» لشيخ المخرجين البريطاني كين لوتش و«كان يا ما كان في هوليوود» لعرّاب السينما الأميركيّة كوينتين تارانتينو.

 

الأخبار اللبنانية في

27.05.2019

 
 
 
 
 

السينما الجديدة تهزم كبار المخضرمين في العالم

محمد حجازي

منذ الدورة الخمسين لمهرجان كان السينمائي الدولي التي فاز بسعفتها الذهبية كبير المخرجين العرب "يوسف شاهين"، وهذا المنبر الثاني عالمياً بعد الأوسكار يُنفذ وعده بإفساح المجال أمام السينما الجديدة والبديلة والشابة بأن تجد لها مكاناً بارزاً في إهتمامات كان، لذا لم تكن السعفة التي حازها ليل السبت في 25 أيار/مايو 2019 الكوري الجنوبي "بونغ جون هو" عن فيلمه "parasite" (طفيلي)، مفاجئة بل تراعي السياق المتبع لتظهير طاقات سينمائية مبدعة من كل زوايا العالم.

إنه إنتصار آسيوي بكل ما للكلمة من معنى، مسجلاً ثاني إختراق للقارة بعد سعفة الياباني "هوروكايزو كورايدا" عن شريطه الجميل "shoplifters" (سارقو المتاجر)، في وقت بدا واضحاً أن المخرج المكسيكي "إيناريتو" رئيس لجنة التحكيم والذي يحق له بصوتين حين التصويت على الفيلم الفائز، أراد تسجيل هدف كبير في مرمى الكبار (تيرنس ماليك، كن لوتش، كوينتن تارانتينو، بدرو آلمودوفار، وغيرهم) بحيث لا يحق لهم إستقطاب الجوائز دائماً على حساب المواهب الكبيرة الشابة في العالم، وهو ما يصب أولاً وأخيراً في مرمى المهرجان الساعي إلى صورة عصرية لمهرجان في الثانية والسبعين من عمره، وإن كان ما زال رافضاً الإعتراف بتجربة ناتفليكس لجهة رفضه لعرض الأفلام على الأنترنت، في غير مكانها الطبيعي الصالات المظلمة.

فاز الشريط الكوري الجنوبي الذي إشتغل على موضوع عالمي يتناول الأثرياء والفقراء في مكان واحد، وذهبت الجائزة الكبرى إلى الفرنسية من أصل سنغالي "ماتي ديوب" عن شريطها "atlantique"، وتوزّع جائزة لجنة التحكيم شريطا "les miserables" (البؤساء) لـ "لادج لي" و"bacuran" للمخرجين (كيبر ميندوتسا فيلهو، وجوليانو دورنيل)، وذهبت سعفة الإخراج إلى الأخوين البلجيكيين (جان بيار ولوك داردين) عن فيلمهما "الشاب أحمد" والذي يتحدث عن فتى مسلم تشرب الفكر التكفيري في أحد مساجد بروكسل، ونال النجم الأسباني العالمي "أنطونيو بانديراس" جائزة التمثيل عن سابع فيلم له (ألم ومجد) بإدارة المخرج المتميز "بدرو ألمودوفار"، وحازت الإنكليزية "إيميلي بيشام" سعفة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "جو الصغير" للمخرجة النمساوية "جيسيكا هوسنر"، ونال فيلم "حياة سيدة النار" جائزة أفضل سيناريو لـ "سيلين سياما".

 العرب حضروا بتواضع في لائحة الجوائز، ففاز المخرج الفلسطيني "إيليا سليمان"(له: سجل إختفاء، يد إلهية، الزمن الباقي) بتقدير خاص عن فيلمه "it must be heaven" (لا بد أن تكون الجنة)، الذي إنقسمت الآراء حول توجهه خصوصاً في مسألة الأسلوب الساخر الذي إعتمده في قراءته لمعنى وجود الحواجز الإسرائيلية الكثيرة والتي إعتبرها عادية كما في كل العالم، ونال المخرج الجزائري الأصل والذي يحمل الجنسية البرازيلية "كريم إينوز" الجائزة الأولى في مسابقة "نظرة ما" التي ترأس تحكيمها اللبنانية "نادين لبكي" عن فيلمه "الحياة اللامرئية لـ أوريديس كوسماو"، وفي المسابقة إياها فازت الكندية من أصل تونسي "منية شكري" بـ "الجائزة المفضلة" عن فيلمها "زوجة أخي" الذي يعرض تجارياً بدءاً من 7 حزيران/ يونيو في كيبيك كندا. ونال الشريط القصير"ambience" ومدته 15 دقيقة بالجائزة الثالثة من جوائز "cinefondation" للفلسطيني "وسام الجعفري" الذي أهدى الجائزة إلى أحد أبطال الفيلم "محمد الخمود" الموجود في أحد سجون الإحتلال.

 

الميادين نت في

27.05.2019

 
 
 
 
 

هل قررت لجنة التحكيم معاقبة المخرجين الكبار؟!

طارق الشناوي

المهرجان ساحة للتعبير السياسى والاجتماعى والعاطفى أيضا، وهكذا وجدنا مظاهرات لمناصرة غزة وتهتف ضد العدوان الإسرائيلى، وأخرى تناصر حلب في صمودها، وشاهدنا من تحتج على منعها من الصعود على السجادة الحمراء لأنها لم ترتد كعبا عاليا، ويأتى ردها، وهل اشترط أحد على الرجال ضرورة ارتداء كعب؟!.

تم تطبيق القرار الصارم للعام الثانى على التوالى، الذي أصدره المدير الفنى للمهرجان، تييرى فريمو، بمنع التصوير (السلفى) الذي كان يعرقل الحركة على سلم قاعة (لوميير) ويستغرق زمنا كبيرا، كما أن قراره الذي اتخذه العام الماضى بمنع العروض الصحفية الصباحية، والتى كانت تسبق العرض الرسمى، حجة المدير الفنى أن كتابة الرأى ونشره قبل العرض الليلى الرسمى قد يؤثر سلبا على نجوم الفيلم، لو لم تكن التعقيبات التي تناولت الفيلم إيجابية، وهكذا أضاع الإحساس بالسبق على الصحفيين والإعلاميين، رغم أن الجمهور عادة لا يعنيه ما الذي تمت كتابته عن العمل الفنى قدر اهتمامه بحضور النجوم، من اللقطات التي لا تنسى هذا العاشق المجنون الذي تقدم للزواج من حسناء على السجادة الحمراء، وركع على ركبتيه ليسرق الاهتمام، الملاحظ أيضا أن التشدد الأمنى في (كان) لو قارنته بما يجرى في مهرجان مماثل، وهو (برلين) مثلا، لوجدت كأنك ضربت في عشرة، في العدد والعدة، ورغم ذلك لم يخل الأمر من حوادث سرقة تمت في (كان) مع كل هذه الدرجة من الاستنفار، رئيس لجنة التحكيم المخرج المكسيكى إليخاندرو انيريتو وجدها فرصة لمهاجمة السياسة العالمية التي تؤدى إلى مزيد من الحنق والغضب والدموية في العالم.

في تحليل نتائج التحكيم نحاول أن نقرأ الصورة كما هي أمامنا، رغم أن التحليل لا يمكن أن يصبح هو الحقيقة أو حتى قريبا منها، إنها فقط محاولة للتفسير، وربما لم تتدخل أي عوامل أخرى في الوصول لتلك النتائج، وأنها كانت تعبر فقط عن قناعات اللجنة.

عندما يأتى حفل الختام ولا نجد من بين الفائزين مخرجين كبارا بحجم ألمودوفار وجيم جاراموش وتارنتينو وكين لوتش وتيرانس ماليك ولا يتوج أي منهم بالسعفة، رغم أن هناك حفاوة ضخمة بأفلامهم عبرت عنها الأرقام التي حصلوا عليها في المجلات المصاحبة للمهرجان، لديكم مثلا ألمودوفار في فيلمه (ألم ومجد)، كان الكل يترقب تتويجه بجائزة الأفضل، فهو كثيرا ما انتظرها وخذلته أكثر من مرة، ولا يزال يحلم بالسعفة، ولم يشف غليله حصوله على الأوسكار.

ولم يكن من نصيبه سوى جائزة مستحقة أفضل ممثل لانطونيو بانديراس الذي كان يؤدى دوره في الفيلم الذي يروى فيه بأسلوب غير مباشر جانبا من حياته.

بينما ذهبت السعفة الذهبية للفيلم الذي مثل كوريا الجنوبية (طفيل) للمخرج بونج جون هو، وجه له رئيس الوزراء الكورى رسالة كلها اعتزاز بالإنجاز الذي حققه، خاصة أنها المرة الأولى التي تتوج فيها السينما الكورية بهذه الجائزة، وبالصدفة العام الماضى كانت الجائزة للفيلم اليابانى (سارقو المتاجر) وبالطبع التوجه لقارة آسيا ليس مقصودا، ربما كان الأخوان (داردين) من بلجيكا أسعد حظا بجائزة الإخراج عن (أحمد الصغير)، الأخوان كانا يطمعان في أوسكار ثالثة، المخرج الهولييودى الشهير، والذى ارتبط دوما بالصخب، تارنتينو كان هو صاحب الفيلم الأكثر ترقبا لديه من النجوم ليونارو دى كابيرو وبراد بيت (حدث ذات مرة في هولييود) علاقة بين نجم ودوبلير، ولكن لجنة التحكيم كان لها رأى آخر، بينما إحدى المنظمات التي تهتم بالكلاب منحت جائزة الأفضل للكلب الذي شارك في الفيلم واطلقوا عليها سعفة الكلب.

لجنة النقاد العالميين (الفيبرسكى) منحت جائزة الأفضل لإيليا سليمان عن فيلمه (إنها حتما الجنة) والذى حظى بمساحة معتبرة من التصفيق وقوفا بعد عرضه، كما أشارت كل التغطيات الصحفية، لم ألحق بمشاهدة الفيلم الذي عرض في اليوم الأخير للمهرجان، إيليا أحد أهم المخرجين على الساحة الفلسطينية وسبق له أن حصل في (كان) 2002 على جائزة لجنة التحكيم عن فيلم (يد إلهية).

من الواضح أن هناك من كان يناصر الفيلم داخل اللجنة وهكذا حصل على تنويه خاص، أتصور أن أكثر من عضو في اللجنة أعلن انحيازه للفيلم فتم منحه هذه الجائزة، وهى أشبه بترضية.

التوجه العام لا أتصوره لبلد من آسيا مثلا ولا هو يعبر عن موقف سياسى ضد أمريكا لأن أغلب الفنانين الأمريكيين أساسا ضد سياسة ترامب، مهرجان (كان) لا يعانى أي حساسية في هذا الشأن، والدليل الجمعة الماضى تم تكريم أحد أساطين الممثلين الأمريكين سالفيستر ستالون.

المهرجان ليس مجرد أفلام تتنافس ويحلم مخرجوها بالسعفة، ولكنه دُنيا متكاملة تجد فيها عناقا بين السياسة والفن والغرام على السجادة الحمراء.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

27.05.2019

 
 
 
 
 

تقارير- هل ضغط المخرج عبد اللطيف كشيش على ممثليه لتقديم مشهد جنسي؟

أمل مجدي

قبل أيام قليلة، أثار فيلم Mektoub, My Love: Intermezzo للمخرج التونسي الفرنسي عبد اللطيف كشيش، جدلا واسعا عند عرضه في مهرجان كان السينمائي ضمن برنامج المسابقة الرسمية. فقد تباينت الآراء حول القيمة الفنية لبعض التفاصيل مثل مشهد الجنس الفموي الذي استمر حوالي 15 دقيقة على الشاشة، إلى جانب ظهور الكثير من المؤخرات العارية على مدار الأحداث.

ووفقا لما ورد على موقع IndieWire، فإن هناك تقريرا منشورا في إحدى الصحف الفرنسية يزعم أن كشيش استخدم بعض الأساليب غير التقليدية لإقناع ممثليه لأداء مشهد الجنس الفموي.

حيث نشرت صحفية Midi Libre، تصريحا لمصدر قريب من إنتاج الفيلم، يؤكد أن المخرج التونسي الفرنسي ضغط على ممثليه لتقديم المشهد. وجاء نصا: "لقد أراد كشيش مشهدا جنسيا حقيقيا، الأمر الذي لم يرغب الممثلون في فعله. لكن من خلال إصراره، ومع مرور الوقت، وتناول الكحوليات بانتظام، تمكن في النهاية من تحقيق غايته".

دققت صحيفة Le Figaro في التصريح المنشور، وكشفت عن المزيد من التفاصيل والمعلومات حول الواقعة. "لقد أعاد المخرج مشاهد صالة الرقص لساعات طويلة، مما أدى إلى استنزاف جميع الممثلين، خاصة مع طول فترة التصوير حتى وقت متأخر من الليل"، هكذا استفاد كشيش من الموقف وحوله لصالحه.

وصف موقع IndieWire، التصريح بأنه مقلق للغاية، ويثير التساؤل حول أخلاقيات تصوير المشهد، وهل كان الممثلون في حالة تسمح لهم بالموافقة أو الرفض. لافتا إلى أنه يمكن اعتبار هناك حالة من التواطؤ من قبل العاملين في موقع التصوير، إذا كان الإدعاء صحيحا.

يعتبر فيلم Intermezzo جزءًا ثانيا لفيلم Mektoub, My Love: Canto Uno، الذي عرض لأول مرة في مهرجان فينسيسا السينمائي عام 2017.

 

موقع "في الفن" في

27.05.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004