كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان " كان " السينمائي 72 يوزع جوائزه

بقلم صلاح هاشم

كان السينمائي الدولي

الدورة الثانية والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

· فيلم "طفيلي" للمخرج الكوري بونج جون-هو يفوز بسعفة "كان" الذهبية، ويتسلمها من يد النجمة الفرنسية كاترين دينوف..

· الفرنسية السنغالية ماتي ديوب تفوز بالجائزة الكبرى بفيلمها "أتلانتيك " ..

احتفل مهرجان " كان " السينمائي العالمي مساء يوم السبت الموافق 25 مايو بتوزيع  جوائز الدورة 72 التي كانت دورة ناجحة بإمتياز، وعقدت على مدار 12 يوما في الفترة من 14الى 25 مايو، في مدينة " كان " الفرنسية في أعماق الجنوب الفرنسي،على شاطيي البحر المتوسطي الكبير،وعرضت أكثر من مائة فيلم من جميع أنحاء العالم، لعدد من كبار المخرجين المشاهير،ومجموعة كبيرة من المواهب السينمائية الجديدة، صعدت بهذه الدورة 72 – بسبب من جودة وتوهج وتألق أفلامها الى القمة..

 وتوزعت جوائز المسابقة الرسمية للدورة 72 التي ترأس لجنة تحكيمها المخرج المكسيكي الكبير اليخاندرو جونزاليس إيناريتو، وكانت بمثابة " منجم ذهب" - كالتالي:

 السعفة الذهبية : حصل  الفيلم الكوري الجنوبي " بارازيت " – أي طفيلي – للمخرج الكوري بونج جون-هو على السعفة الذهبية، وهو أول فيلم كوري يفوز بتلك الجائزة في تاريخ المهرجان، وتسلم المخرج جائزته من يد الفنانة النجمة الفرنسية الكبيرة كاترين دينوف..

الجائزة الكبري : فازت بها المخرجة الفرنسية السنغالية الشابة ماتي ديوب عن فيلمها " أتلانتيك "- العمل الأول لمخرجته ،ويمثل قارة افريقيا في المسابقة - وتسلمت جائزتها من يد النجم الأمريكي العالمي سيلفستر ستالون..

جائزة أحس مخرج : ذهبت للشقيقين داردين عن فيلمهما " الصغير أحمد " ..

جائزة لجنة التحكيم : وزعت مناصفة بين فيلم " البؤساء " للمخرج الفرنسي لادج لي، وفيلم " باكوراو " اخراج كليبر مندونسا فيلهو وجوليانو دورينلس من البرازيل..

 جائزة أحسن سيناريو : فازت بها سيلين سياما عن فيلمها " صورة الشابة على نار "..

جائزة أحس ممثلة : فازت بها الممثلة الانجليزية إيميلي بيكام عن دورها في فيلم " جو الصغير"..

تنويه خاص : ذهب لفيلم " لابد أنها الجنة " للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان من الناصرة ..

 

سبنما إيزيس في

26.05.2019

 
 
 
 
 

سعفة مهرجان كان الذهبية لفيلم «طفيلي» الكوري وأفضل إخراج للشقيقين داردين عن فيلمهما حول تطرّف الشباب

حسام عاصي

كان – «القدس العربي»: للعام الثاني على التوالي، يمنح مهرجان كان السينمائي السعفة الذهبية لفيلم أسيوي، وهو فيلم «طفيلي» «بارازايت» للمخرج الجنوب كوري بونغ جون – هو، ليصبح أول كوري يفوز بها.

موضوع الفيلم لا يختلف كثيرا عن موضوع فائز العام الماضي، الياباني «شوب ليفترز». كلاهما يتمحور حول عائلة فقيرة، لكن بدلا من اللجوء للسرقة والاحتيال في الفيلم الياباني، تحاول العائلة في طفيلي تحسين وضعها الاقتصادي والاجتماعي من خلال التسلل الى والاستيلاء على بيت عائلة غنية.

الفيلم لقى مدح النقاد منذ عرضه الأول في الأسبوع الثاني من المهرجان، وتصدر التكهنات بالفوز بالسعفة الذهبية أو بمشاركة فيلم كونتين تارنتينو «حدث ذات مرة في هوليوود»، ومع ذلك جاء فوزه مفاجئا، لأن قرارات لجنة تحكيم مهرجان كان، التي ترأسها هذا العام المخرج المكسيكي اليخاندور انيريتوا غونزاليس، قلما تتطابق مع ذوق النقاد.

حدث ذات مرة

فعلا، ففيلم «حدث ذات مرة في هوليوود»، الذي يتمحور حول ممثل (ليوناردو ديكابري) وبديله (براد بيت) في فترة نهاية العصر الذهبي في هوليوود عام 1969، كان متوقعا أن يهيمن علي الجوائز، لكنه خرج بخفي حنين.

عرض الفيلم في الأسبوع الثاني للمهرجان، وحضور نجومه العالميين، ليوناردو ديكابريو وبراد بيت ومارغوت روبي كان أهم حدث، إذ أنه أيقظ المهرجان من سباته وجذب جماهيره والإعلام، الذين اختفوا في الأسبوع الأول عن البساط الأحمر الشهير. لهذا توقع المعلقون أن يمنح المهرجان تارانتينو سعفة ذهبية ثانية، بعد 25 عاما من فوزه بالسعفة الأولى عن فيلمه «بالب فيكشين». بغض النظر عن اخفاق فيلم تارانتيو في تحقيق جوائز في مهرجان كان، فليس هناك شك في أنه سوف يبرز في موسم الجوائز الهوليوودية، وربما يهمين على جوائز الأوسكار العام المقبل، وخاصة بعد أن أثار مدح النقاد، الذين وصفوه بأفضل فيلم للمخرج العريق.
جوائز المهرجان الأخرى كانت أقل تطابقااًمع آراء النقاد وعلى رأسها جائزة أفضل مخرج للأخوين جون- بيير ولوك داردين عن فيلمهما «أحمد الفتى»، الذي يدور حول طالب ثانوية مسلم يحاول أن يقتل معلمته لكونها كافرة، بعد أن يقع في فخ التطرف الإسلامي. الفيلم لم يلق إعجاب النقاد بسبب طرحه السطحي النمطي، الذي لم يمنح الطالب بعدا نفسيا واجتماعيا لفهم دوافع تصرفاته. كما تشارك فيلمان سياسيان جائزة الحكام، وهما فيلم المخرج الفرنسي لادج لي «البؤساء»، الذي يتناول ممارسة عناصر الشرطة الفرنسية العنف في حارات المسلمين في باريس، وفيلم المخرج البرازيلي كليبر ميندونسا فيلهو «باكوراو»، الذي يحكي قصة زمرة من الأمريكيين الأغنياء يصطادون ببنادقهم سكان قرية نائية في امازون البرازيل. ويذكر أن الفيلم من انتاج التونسي -الفرنسي سعيد بن سعيد.

جائزة الحكام الكبرى

أما جائزة الحكام الكبرى فكانت من نصيب فيلم «اتلانتيكس» للمخرجة ماتي ديوب، التي صنعت تاريخا كأول مخرجة سوداء تشارك في المنافسة الرئيسية.

الفيلم يطرح أزمة الهجرة الى أوروبا من منظور إمرأة يتركها حبيبها، عندما يقرر أن يحاول دخول أوروبا بشك غير قانوني.

فيلم المخرج الإسباني العريق بيدرو المودوفار «ألم ومجد»، الذي قوبل بالتصفيق الحار ومدح النقاد، خرج بجائزة أفضل ممثل لبطله انطونيو بانديراس، الذي يؤدي دور مخرج، المادوفار نفسه، يمر بأزمة نفسية وابداعية. بينما ذهبت جائزة أفضل ممثلة لايملي بيشام، بطلة فيلم المخرجة النمساوية جيسيكا هاوسنر «جو الصغير،» الذي لعبت فيه دور عالمة تشك أن النبتة التي صممتها جينيا تحمل عواقب وخيمة. فيلم نسائي آخر وهو «صورة امرأة على نار» نال جائزة أفضل سيناريو لمخرجته سيلين سياما. الفيلم يسبر فكرة نظرة الأنثى في الماضي والحاضر من خلال علاقة رومانسية بين فتاتين.

منافسة نظرة ما هذه العام كانت الأكثر نسائية في تاريخ المهرجان إذ أنها ضمت 9 أفلام لمخرجات نساء من أصل 18 فيلما، من ضمنها كان 3 أفلام من مخرجات عربيات. كما ترأست لجنة تحكيمها اللبنانية نادين لبكي. حتى أفلام المخرجين الرجال في هذه المنافسة كانت نسائية. من ضمنها الفيلم الفائز «حياة أوريديس غوزماو الخفية»، من المخرج البرازيلي – من أصول جزائرية كريم آينوز. الفيلم يدور حول أختين يُفصلن عن بعضهن البعض على يد والديهما بعد أن تحمل واحدة منهن خارج نطاق الزواج.

الحمل خارج نطاق الزواج عولج في عدة أفلام في مهرجان هذا العام على غرار فيلم المغربية مريم توزاني «أدم»، الذي يتمحور حول امرأتين، الأولى، سامية، فتاة ريفية حامل خارح نطاق الزواج تبتعد عن أهلها حتى تنجب مولودها وتتخلص منه، والثانية، عبلة، أرملة وأم لطفلة، تعيش من مخبز. عبلة تأوي سامية وتتطور علاقة عائلية بينهما تدفع سامية لاعادة التفكير في مشروعها.

وفيلم المخرج التونسي علاء الدين سليم، طلاميس، الذي شارك في فئة نصف شهر المخرجين، ويتمحور حول جندي هارب من الجيش، يلتقي امرأة حاملا أثناء تجولها في الأحراش ويخضعها لسيطرته، ويعيشان معا في الملجأ ويحضّران لاستقبال المولود بدون أن ينطقا كلمة واحدة لأنهما يتواصلان بعيونهما. بلا شك أن مهرجان كانّ قدّم مائدة دسمة من اأفلام ذات قيم فنية راقية ومواضيع مهمة ومثيرة في دورته الثانية والسبعين. لكن من جهة أخرى بدا واضحا أنه لا يمكنه جذب جمهور عريض واهتمام الإعلام العالمي بدون حضور نجوم هوليوود، كما شاهدنا في العرض الأول لفيلم تارانتينو، ومن أجل تحقيق ذلك لا بد له أن يتأقلم مع الواقع الجديد، وأن يفتح أبوابه لمنصات البث الالكتروني مثل «نيفليكس». فالسؤال الذي ما زال يشغل بال رواده، ليس هل بل متى سيغير المهرجان نهجه؟

 

####

«لا بد أنها الجنة» للفلسطيني إيليا سليمان…

السخرية كسبيل للتعامل مع الواقع الفلسطيني والعالمي

نسرين سيد أحمد

كان ـ «القدس العربي»: في أفلامه الروائية الثلاثة الماضية، انصب اهتمام المخرج الفلسطيني إيليا سليمان على تصوير الواقع الغرائبي في بلاده، مصورا تناقضات وعجائبية العيش في الأراضي المحتلة. صور سليمان الواقع اليومي للفلسطينيين بقدر كبير من السخرية والكوميدية، فهذا الواقع على مرارته، يحمل قدرا كبيرا من المفارقات وخيبات الأمل، التي لا يمكن العيش معها إلا بالسخرية منها وتحويلها لضحكات، هي ضحكات لا تخلو من السياسة، ولكن تتجاوزها لتصور سيريالية حياة الفلسطينيين.

وفي فيلمه الجديد «لا بد أنها الجنة»، المنافس على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي في دورته الثانية والسبعين، يصوب سليمان نظرته وسخريته صوب الخارج، صوب العالم الذي يجد في واقعه الحالي الكثير من الشبه والمقارنة مع الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال. يركز سليمان في جديده أيضا على واقعه كمخرج فلسطيني، وعلى توقعات العالم منه كفنان يمثل بلدا يواجه صراعا واحتلالا.

يلعب سليمان دور نفسه في «لا بد أنها الجنة»، فهو في دوره في الفيلم مخرج فلسطيني يسعى لإيجاد سبل لتمويل مشروعه السينمائي الجديد. نراه طوال الفيلم لا ينطق كلمة واحدة، ولكنه يشاهد ما يجري حوله، ويدرك ما يحمله من سخرية وعبثية وغرائبية. تبدأ أحداث الفيلم في مدينة سليمان وموطنه: الناصرة. إنها مدينة ترتبط في الأذهان بمن ولد على أرضها: يسوع المسيح. يقابل سليمان سائق سيارة أجرة أمريكيا، وحين يقول له إنه فلسطيني من الناصرة، تكون دهشة السائق عظيمة، فهو من بلد عرفات، التي ينطقها كارافات، ومن مدينة المسيح. ولكن سليمان يسخر من الجدية الملقاة على عاتقه كفلسطيني يفترض أن يمثل تاريخا عريقا وأديانا وقضية. يبدأ الفيلم بموكب كنسي في الناصرة، ولكننا نضج بالضحك من ذلك الشخص الذي يبدو مخمورا فيحيل جلال الموكب إلى ضحكات، ويستحيل الموقف من مسيرة دينية جليلة إلى تشابك بالأيدي.

الحياة في الناصرة كما يصورها سليمان مليئة بالمفارقات المثيرة للضحك والحزن في آن، والفلسطينيون كما يراهم ليسوا ملائكة دوما، وليسوا ضحايا دوما، بل يتعايشون مع واقعهم. الجيران ليسوا دوما لطفاء، ولكنهم في ضعفهم الإنساني وجرائمهم الصغيرة، مثل سرقة الثمار الناضجة من حديقته، بشر كجميع البشر. في مشهد عابر نرى ضابطين إسرائيليين يبتسمان ويطالعان وجهيهما في مرآة السيارة بعد تبادل نظارات الشمس، بينما تقبع على المقعد الخلفي للسيارة شابة فلسطينية باكية مقيدة اليدين. وفي بيت الجيران شجار وسباب بين أب وابنه. إنها الحياة التي تتواصل رغم الاحتلال وصعوبة الواقع.

يتناول سليمان في الفيلم أيضا واقعه كمخرج فلسطيني يواجه توقعات العالم عما يجب أن يكون عليه فيلم من إنجاز فلسطيني، مخرج يتوقع منه العالم أن يكون صوتا لقضية لا تعبيرا عن ذاتيته وتجربته الإبداعية.

دوما في خلفية الحدث، مراقبا وشاهدا على عبثيته وسيرياليته، ينتقل بنا سليمان من الناصرة إلى باريس، التي يأتيها محاولا العثور على جهة منتجة لفيلمه. ما إن يصل إلى باريس، ويجلس في مقهى باريسي، حتى نرى الجميلات يتهادين في ثيابهن الأنيقة على وقع أغنية نينا سيمون الشهيرة. إنها باريس كما نتوقعها: شمسا ومقاهي وجميلات أنيقات. لكن سرعان ما يكشف لنا سليمان أن الواقع الفرنسي لا يختلف كثيرا عن الواقع تحت الاحتلال. كما في الناصرة، يجد وجودا شرطيا مكثفا، وفي مشهد غرائبي تماما، نرى الدبابات تمر في تمام تسليحها أمام مقر البنك المركزي الفرنسي في باريس. باريس المشمسة تحولت إلى منطقة عالية التسليح شرطتها مدججة بالسلاح في تأهب أمني دائم، كما هو الحال مع مدينته الناصرة، ومع الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال. إنه واقع عالمي يعمه الخوف والتوتر والقلق، وتعمه النظرة المتشككة للآخر. أينما حل، يجد سليمان ما يثير الدهشة والإعجاب والعجب، ولكنه أيضا يجد أن أي مكان حل فيه يشبه واقعه في فلسطين. في نيويورك يراقب بعجب، ونراقب معه، كيف يحمل الجميع السلاح، وكيف يمكن شراء السلاح هكذا بدون عوائق من المتجر ذاته الذي يبتاع منه الطعام. ويراقب سليمان بأسى محاولات الشرطة القبض على فتاة في متنزه سنترال بارك لا تحمل سلاحا وترتدي قميصا مزينا بعلم فلسطين، وتعبيرا عن تأييدها لقضيتهم. بينما كان قدر الفلسطيني أن تواجهه قوات الاحتلال بالقمع والتشكك والتنكيل وبينما كان قدر الفلسطيني أن يعيش في دولة عسكرية مدججة بالسلاح، أصبح العالم بأسره عسكريا مدججا بالسلاح. نشاهد الواقع بعيني سليمان، فتتعالى ضحكاتنا، ولكنها ضحكات تنم عن مدى غرابة واقعنا الذي لا ندرك مدى غرابته إلا عندما نراه مصورا على الشاشة. يبدو لنا كما لو كان الضحك والسخرية هما سبيل سليمان في المقاومة وفي التحدي.

يتناول سليمان في الفيلم أيضا واقعه كمخرج فلسطيني يواجه توقعات العالم عما يجب أن يكون عليه فيلم من إنجاز فلسطيني، مخرج يتوقع منه العالم أن يكون صوتا لقضية لا تعبيرا عن ذاتيته وتجربته الإبداعية. يقول له منتج فرنسي إن أفلامه «ليست عن فلسطين بالدرجة الكافية»، أي أنها لا تمثل القضية بالدرجة الكافية، وليست مسيسة خطابية غاضبة رنانة بالقدر الكافي. وفي نيويورك يجابه سليمان بادعاء أستاذ جامعي في مجال السينما، يحاول أن يوضح له في تقعر ما يُتوقع منه كمخرج فلسطيني، في ندوة حضورها طلاب لا يعنيهم الأمر. يختتم سليمان الفيلم بتحد كبير لتوقعات العالم عن واقع الفلسطينيين وحياتهم، فالعالم يتوقع من الفلسطيني، إما أن يكون الضحية أو المقاوم المدجج بالسلاح، أما أن يحيا كغيره من البشر، فهذا خارج تصور العالم للفلسطيني. يختتم سليمان الفيلم في ملهى في الناصرة، يستمع فيه الشباب للموسيقى ويرقصون، كما لو أن سليمان يود أن يقول لنا إن التحدي الحقيقي والمقاومة الحقيقية هي أن تحيا وتحاول الاستمتاع بالحياة وتضحك، رغم كل المصاعب التي يفرضها الواقع والاحتلال.

 

القدس العربي اللندنية في

26.05.2019

 
 
 
 
 

«الشروق» ترصد مفاجآت جوائز الدورة الـ72 من مهرجان كان

مهرجان كان ــ خالد محمود:

·        مخرج «الطفيلي» الكوري يدهش العالم باقتناص السعفة الذهبية لمهرجان كان.. وخروج تارنتينو خالي الوفاض

·        أنطونيو بانديراس بعد حصوله على جائزة أفضل ممثل: هذه ليلة المجد بالنسبة لى.. وإميلى بيتشام أفضل ممثلة

·        تنويه خاص للفيلم الفسطينى «لابد أنها الجنة».. والسنغالية ماتى ديوب تفوز بالجائزة الكبرى بفيلم «أتلانتيكس»

·        جائزة لجنة التحكيم مناصفة بين «البؤساء» و«باكوراو».. وجائزة الإخراج تذهب للأخوين «داردين» عن فيلم «الشاب أحمد»

جاءت بعض جوائز مهرجان كان السينمائى الدولى عن الدورة الـ 72 حسب توقعات نقاد السينما العالمية وكذلك «الشروق»، وخاصة تلك الأفلام التى أثارت دهشة وإعجاب جمهور المهرجان، بينما جاء بعضها مخالفا لتلك التوقعات.. وبين هذا وذاك، فإن دورة هذا العام جاءت حافلة بمجموعة من الأفلام المهمة والمتميزة، التى تبارى فيها المخرجون والنجوم لتقديم أدوار وقصص وحكايات ورؤى فنية عميقة وجديدة وكاشفة عن أبعاد جديدة لفن السينما، وكانت هناك مجموعة أخرى من الأفلام التى خيبت الظن فى مخرجيها الكبار، وجاءت أقل مما كان متوقعا لها.

استطاع المخرج الكورى الجنوبى بونج جون ــ هو أن يقتنص السعفة الذهبية رقم 63 لأفضل فيلم روائى طويل باقتدار، بفيلمه «الطفيلى، Parasite»، وهو يعد بحق من أفضل الأفلام التى عرضت بالمسابقة الرسمية وكان جديرا بالفوز بحسب مجلة «لو فيلم فرانسيه»، والذى يتطرق فيه بونج جون إلى قضايا صراع الطبقات الاجتماعية فى كوريا الجنوبية المعاصرة، بأسلوب مشوق فى إطار من الكوميديا السوداء، وذلك من خلال قصة أسرة سيئة الحظ مؤلفة من أربعة أفراد تتملق أسرة ثرية من أجل توظيفها، وتستطيع هذه الأسرة التسلل إلى حياة الأسرة الثرية وكسب ثقتها قبل أن تسوء الأمور. فنحن أمام قصة عائلة من العاطلين عن العمل وعلى رأسها الوالد كى ــ تايك (يجسد دوره سونغ كانغ ــ هو أبرز الممثلين فى أفلام بونغ جونغ ــ هو)، يعيشون فى شقة قاتمة وبائسة تحت الأرض، وتتغير حياة هذه العائلة المكونة من زوجين وولديهما عندما يحصل الابن كى ــ وو على عمل كمدرس لغة إنجليزية لفتاة فى عائلة برجوازية تقطن فى دارة فارهة مع حديقة وباحات فسيحة وديكور مميز.

وصرح بونج الذى أصبح أول مخرج كورى جنوبى يفوز بالجائزة أن فيلمه، يعكس واقع الحياة، وقد سخر من حماس الأم الثرية المفرط تجاه موهبة ابنها الفنية وأيضا من أسرة فى شقة مزدحمة تحاول التقاط إشارة الإنترنت من الجيران، والواقع أننى أفضل أن أقدم المشكلات السياسية والاجتماعية الكبرى بنوع من السخرية أكثر من الإطار الذى يمتلئ بالجدية، وقال؛ شكرا جزيلا. هذا شرف عظيم لى، لطالما شكلت السينما الفرنسية مصدر إلهام لى، أشكر هنرى جورج كلوزو وكلود شابرول، وقد أعلن رئيس لجنة التحكيم فى المهرجان هذا العام المخرج المكسيكى أليخاندرو جونزاليس إيناريتو أن السعفة الذهبية منحت بإجماع أعضاء اللجنة، وقال: «لقد دهشنا بالفيلم وهذه الدهشة زادت على مر الأيام، من هنا جاء قرارنا بالإجماع».

ويأتى فوز المخرجة الفرنسية السنغالية ماتى ديوب «٣٦ عاما» بالجائزة الكبرى فى المهرجان بفيلمها «أتلانتيكس» ليتوج سينما المرأة التى كان لها حضور مميز فى دورة هذا العام، وقد تناولت ديوب فى عملها حياة المهاجرين للمخرجة وهذا أول فيلم طويل للمخرجة واعتمد على فيلم وثائقى لها فى 2009، والفيلم على قدر كبير من الجرأة والتجريب فى بناه وحبكته السردية، ليبدو عملا شكلت فيه الصورة ملامح إنسانية كبيرة لبعض الشخصيات التى تعانى قهر نفسها؛ حيث يتطرق الفيلم إلى مصير المهاجرين والشباب فى دكار بأسلوب يجمع بين السياسة والطابع الكلاسيكي.

المخرج لادج لى استحق عن جدارة الفوز بجائزة لجنة التحكيم لفيلم «البؤساء» مناصفة مع البرازيليين كليبير ميندوزا فيلو وجوليانو دورنيليس اللذان حصلا على نفس الجائزة بفيلمهما «باكوراو».

وفيلم البؤساء الذى يحمل عنوان الرواية الشهيرة للكاتب الفرنسى فيكتور هوجو وتدور أحداثه بجزء منها بضاحية مونفرميل فى شرق باريس، يرصد الأحداث التى تدور فى الأيام الأولى لانخراط الشرطى بنتو (يؤدى دوره داميان بونار) فى وحدة مكافحة الجريمة بعد فوز المنتخب الفرنسى فى كأس العالم لكرة القدم، ليرصد الفيلم بوجع نفسى كبير تلاك المواجهات بين الفتيان الذين ينتمون إلى أصول إفريقية إسلامية، والشرطة من ناحية وبينهما وبين المجتمع من ناحية أخرى.

بينما فيلم «باكوراو» يجمع بين نمطى الويسترن والفنتازيا، وتدور قصته حول ظواهر غريبة تشهدها قرية باكوراو المتخيلة فى منطقة سيرتاو القاحلة والفقيرة فى شمال شرق البرازيل.

و«باكوراو» هو ثالث الأفلام الطويلة لمندونسا الذى تعرف عليه الجمهور قبل ثلاث سنوات مع فيلم «أكواريس»، وفاز النجم أنطونيو بانديراس بجائزة أفضل ممثل عن فيلم Pain and Glory ــ الألم والمجد»، وقد أثنى الجميع على دوره بالفيلم، والذى يعد محطة مختلفة ومهمة فى مشواره مع مخرج كبير بحجم المودوفار، وقال بانديراس الذى يجسد فى الفيلم دور مخرج يتخبط فى الاكتئاب «هذه الليلة ليلة المجد لى، وأضاف، دهشنا بالفيلم وهذه الدهشة زادت على مر الأيام، «ووجه نجم هوليوود الإسبانى تحية لمواطنه بيدرو ألمودوفار قائلا «أكن له الاحترام والإعجاب والحب، هو معلمى وقد أعطانى الكثير لذا فإنى أهديه هذه المكافأة».

فيما فازت الممثلة الإنجليزية إميلى بيتشام، «٣٥ عاما» بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان كان السينمائى عن دورها بفيلم «Little Joe» أو جو الصغير إخراج جيسيكا هاوزنر، وهى إحدى مفاجآت لجنة تحكيم المهرجان؛ حيث كان متوقعا فوز الثنائى بطلتى فيلم «بورتريه لسيدة تحترق» اديل هاينيل، ونويمى ميرلانت، واللتين قدمتا أداء رائعا بفيلم بديع، وذهبت جائزة الإخراج فى مهرجان كان السينمائى للأخوين لوك وجان بيار داردين عن فيلم «الشاب أحمد».

وهما من القلائل الحائزين على السعفة الذهبية مرتين فى مسيرتهما الفنية، جائزة أفضل إخراج عن فيلم «لو جون أحمد» (الشاب أحمد) عن قصة مراهق ينخرط فى التيارات المتشددة.

ومنحت لجنة التحكيم تنويه خاص للفيلم الفسطينى It Must Be Heaven «لابد أنها الجنة» للمخرج إيليا سليمان.

وضمت المسابقة الرسمية، التى ترأسها المخرج المكسيكى أليخاندرو جونزاليس إيناريتو، 12 فيلما، شملت عددا من الأسماء اللامعة فى مجال صناعة السينما، من بينهم: البريطانى كين لوتش، والأمريكى تيرينس مالك، والإسبانى بيدرو ألمودوفار، والشقيقان البلجيكيان لوك وجان ــ بيير داردين، والكورى الجنوبى بونج جون هو، والمخرج الأمريكى الشهير كوينتن تارانتينو، بالإضافة إلى المخرج الفلسطينى إيليا سليمان.

أما جائزة أفضل سيناريو ففازت بها المخرجة الفرنسية سيلين سياما عن فيلمها «بورتريه لسيدة تحترق» الذى يروى قصة حب محظورة بين امرأتين فى القرن الثامن عشر.

كان من أبرز مفاجآت الجوائز هى خروج المخرج الكبير كوينتن ترانتينوا دون الفوز بجائزة؛ حيث توقع معظم نقاد السينما العالمية وجمهور المهرجان أن يقتنص تارانتينو إحدى الجوائز عن تجربته المدهشة «ذات مرة فى هوليوود» والذى لعب بطولته براد بيت وليوناردو ديكابريو، ومما زاد من حدة التكهنات حول الفوز هى حضور تارنتينو بنجوم فيلمه، وهوليوود لها بريق خاص، لكن يبدو أن لجنة التحكيم كان لها رأى آخر.

 

الشروق المصرية في

26.05.2019

 
 
 
 
 

جوائز مهرجان كان المتوقعة إلى «بانديراس» والمفاجأة إلى «بونج جون»

حنان أبو الضياء

يبدو أن مهرجان كان السينمائي 2019 في دورته 72 قد حظى بسلسلة من المفاجآت الى جانب العودة الى الاحتفاء بنجوم سابقين فازوا بجوائز من المهرجان من قبل، فلقد حقق  فيلم المخرج الكوري الجنوبي بونج جون «طفيلي» المفاجأة وفاز بالسعفة الذهبية. ليصبح أول كوري جنوبي ينال المكافأة الكبرى الذى انتابته حالة غامرة من السعادة. ويرى النقاد أن سبب فوز الفيلم بالجائزة قدرته على مزج ما هو اجتماعي وفكاهي وحتى سياسي، كما أنه كشف للجمهور الجزء الاجتماعي غير المرئي في المجتمع الكوري الجنوبي. الرائع المخرج الكوري الجنوبي بونج جون تنافس مع مخرجين عالميين كبار بينهم البريطاني كين لوتش والمخرجان البلجيكيان الأخوان داردان، اللذان فاز فيلمهما «أحمد الصغير» بجائزة أحسن إخراج، والمخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار الذي اعتقد الجميع أن فيلمه «الألم والمجد» سيكون الأقرب للجائزة ومع ذلك حصل بطله أونطونيو بانديراس على جائزة أحسن ممثل؛ وربما هذا يفسر ما قاله رئيس لجنة التحكيم المخرج المكسيكي أليخاندرو جونزاليس إينياريتو قبل بداية الإعلان عن اسم الفائز بالسعفة الذهبية، إن هذه الجائزة لا تعني اختيار كل العالم، وإنما هي «تعكس رأي ستة أشخاص فقط» في إشارة إلى عدد أفراد لجنة التحكيم. وجاءت كلمته كتوضيح منه على الضجيج الإعلامي، الذي سبق إعلان النتائج، حول المخرج الأجدر بجائزة السعفة الذهبية.

ويبدو المخرج أن الفلسطيني إليا سليمان صاحب فيلم «إيد إلهية» الذى عرض فى كان من قبل أنه اعتاد على التكريم فى كان فلقد حصل على الجائزة الخاصة من مهرجان كان عن فيلمه «لا بد أن تكون هي الجنة»، الفيلم العربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية الذى تم وصفه من قبل النقاد بأنه لوحة تجريدية، يسافر من خلالها المشاهد داخل نفس وقلق الإنسان الفلسطيني في الداخل والخارج. وفضل فيه بطل الفيلم، وهو المخرج نفسه، الصمت، محاولا إيجاد إجابات للعديد من الأسئلة. ونالت الجائزة الكبرى في المهرجان الفرنسية - السنغالية ماتي ديوب (36 عامًا) عن فيلمها «أتلانتيك» الذي يتطرق إلى مصير المهاجرين والشباب في داكار بأسلوب يجمع بين السياسة والطابع الطوباوي. وحصد فيلمى (البؤساء) للفرنسي لادج لي و«باكوراو» للبرازيليين كليبير مندونسا فيليو وجوليانو دورنيليس مناصفة جائزة لجنة التحكيم.

وفيلم البؤساء يمزج بين الرواية الشهيرة للكاتب الفرنسي فيكتور هوجو الى جانب رصد الأحداث التي تدور في الأيام الأولى لدخول الشرطي بنتو (داميان بونار) وحدة مكافحة الجريمة بعد فوز المنتخب الفرنسي في كأس العالم لكرة القدم صيف 2018. بينما يستعرض فيلم «باكوراو» بين ظاهرة غريبة تشهدها قرية باكوراو المتخيلة في منطقة سيرتاو القاحلة والفقيرة في شمال شرق البرازيل مستخدمًا أسلوب الويسترون والفانتازيا. وحصدت جائزة أحسن سيناريو المخرجة الفرنسية سيلين سياما بفيلمها «بورتريه» (بورتريه شابة تحترق)، عن الحياة المثلية لامرأتين في القرن الثامن عشر.

ونال الشقيقان لوك وجان بيار داردين جائزة أفضل إخراج عن فيلم «أحمد الصغير» لتكون بمثابة الجائزة الثالثة بعد أن فازا بسعفتين ذهبيتين من قبل ، وتوج الفيلم أيضا بفوز الأمريكية الإنجليزية إميلي بيتشام بجائزة أفضل ممثلة في المهرجان عن دورها في فيلم «أحمد الصغير».وفاز فيلم «حياة غير مرئية»، للمخرج البرازيلي من أصل جزائري كريم عينوز، بجائزة «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي. بعد المنافسة مع 18 عملًا، منها فيلما «بابيشا» للمخرجة الجزائرية منية مدور و«آدم» للمغربية مريم التوزاني. عن قصة شقيقتين في الخمسينيات، عاشتا في عمر الشباب حياة مشتركة في البرازيل إلى أن فرق بينهما يوما القدر، وتعملان جاهدتين فيما بعد على تجديد اللقاء بينهما.

 

الوفد المصرية في

26.05.2019

 
 
 
 
 

فلسطين تنتزع جائزة بمهرجان «كان»

كان ــ د.أحمد عاطف دره

فى إنجاز رائع وإضافة مهمة للسينما فى فلسطين فاز الفيلم «امبيانس» للفلسطينى وسام الجعفرى بالمركز الثالث فى تظاهرة «السينى فونداسيون» لافلام طلبة السينما للدورة 72 لمهرجان كان السينمائي. وهى احدى الجوائز الرسمية للفيلم القصير.

وقال الجعفرى بعد فوزه بالجائزة: أشكر وأُبارك عائلتي، أهالى مخيم الدهيشة، لا يسعنى إلّا أنْ أُهدى هذه الجائزة إلى صديقى المُمثّل «محمد الخمور»، بطل الفيلم الذى يؤسفنا عدم قدرته على الوجود معنا، حيث يقبع فى مُعتقلات قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء الفيلم تعويضا عن المستوى السيئ لفيلم «لابد أن تكون الجنة» للمخرج الفلسطينى اليا سليمان. وهو آخر فيلم عرض فى المسابقة الرسمية للمهرجان.

والفيلم لا يعدو الا ان يكون وصلة سخرية من الفلسطينيين وتبرير ان ما يحدث لهم عادى ومشابه للاحتياطات الامنية فى العالم كله. وصنف الفيلم وكأنه تبرير لصفقة القرن المعلن عنها، حتى ان الفيلم ربط بين الفلسطينيين وبين الشعوب الاصلية فى امريكا اللاتينية وكأنهم شعوب انقرضت وانتهت.

اما قسم نظرة ما، فقد اعلنت المخرجة اللبنانية نادين لبكى رئيسة لجنة التحكيم جوائزه والتى حرمت منها كل الافلام العربية المشاركة وجاءت أغلب الجوائز للافلام الفرنسية رغم عدم إجماع النقاد على جودتها: الجائزة الكبرى للقسم حصل عليها فيلم «الحياة السرية». جائزة لجنة التحكيم لـ«ستأتى النار». جائزة التمثيل نساء لكيارا ماسترويانى عن دورها فى «الغرفة 212». جائزة لجنة التحكيم الخاصة لـ «حرية» . واشادة خاصة للفيلم الفرنسى جان. اما قسم اسبوع النقاد الموازى لافلام العمل الاول فحصل على جائزته الكبرى الفيلم الفرنسى «فقدت جسدي». وجائزة الفيلم القصير للفيلم الصينى «إنها تجري».

وقسم نصف شهر المخرجين الموازى منحت جائزة افضل فيلم فرانكفونى للفيلم الفرنسى «فتاة سهلة». وجائزة التمثيل لزاهيا دهار عن نفس الفيلم. جائزة اوروبا سينما للفيلم الفرنسى «اليس والعمدة». اما فئة الافلام القصيرة بالقسم فقد فاز بها «ابقى مستيقظا وكن جاهزا» للمخرج الفيتنامى فام ثيين ان.

 

الأهرام اليومي في

26.05.2019

 
 
 
 
 

10 ملاحظات سريعة على "كان 2019"

العين الإخبارية - حليمة الشرباصي

يقدم مهرجان كان السينمائي كل عام مجموعة متميزة من الأفلام والوجوه الصاعدة، التي من شأنها أن تجتاح هوليوود فيما بعد، كما حدث مع الممثلة ليا سودو، التي انطلقت مسيرتها من "كان" بفضل فيلم "حياة آديل"، إلى أن تحولت إلى واحدة من كبرى نجمات هوليوود.

ورغم تركير مهرجان كان السينمائي على الأفلام وصناعة السينما، لكن ذلك لا يعني خلوه من الأحداث الجدلية والطرائف المميزة التي تأسر عقول وقلوب متابعي المهرجان كل عام.

نستعرض فيما يلي أهم الملاحظات على مهرجان كان السينمائي لعام 2019، والتي أوردها موقع "دويتشه فيله" في نسخته الإنجليزية..

1- فيلم افتتاحي دون المستوى

وقع اختيار منظمي مهرجان كان لهذا العام على فيلم "الموتى لا يموتون The Dead Don't Die" للمخرج جيم جارموش، كونه من المخرجين المفضلين في مهرجان كان، إلا أن هذا العام لم يحالفه الحظ، رغم مشاركة نجوم كبار في الفيلم الكوميدي والخيال العلمي مثل بيل موراي، وسيلينا جوميز، وآدم درايفر، إلا أن الفيلم واجه انتقادات حادة بسبب غياب التوجيه وعشوائية الممثلين.

2- عودة المخرج كوينتن تارانتينو

عودة المخرج الأمريكي كوينتن تارانتينو إلى مهرجان كان السينمائي بعد غياب 25 عاما، هو حدث مميز بلا شك، خاصة عندما يعود المخرج بفيلم "حدث ذات مرة في هوليوود Once Upon a Time in Hollywood"، والذي يشارك في بطولته ليوناردو دي كابريو وبراد بيت.

تدور أحداث الفيلم حول ممثل مغمور ومؤدي الحركات الخطرة الخاص به، يتحالفان سويا على أمل أن يستعيدا مجدهما في هوليوود، وفي خلفية الأحداث يتطرق المخرج إلى جريمة قتل الممثلة شارون تيت على يد عصابة تشارلز مانسون الإجرامية.

وتلقى الفيلم تقييمات إيجابية من النقاد فور عرضه، واستمر التصفيق له لأكثر من 7 دقائق كاملة.

3- منافسة قوية

تنافس هذه الدورة نحو 19 مخرجا على جائزة السعفة الذهبية، قبل أن تذهب إلى المخرج الكورى الجنوبى بونج جون-هو عن فيلمه "طفيل".

كان من الأسماء المرشحة جيم جارموش، وكوينتن تارانتينو، والإسباني بيدرو ألمودوبار، والمخرجين جان بيير، ولوك داردين، اللذان سبق أن فازا بالسعفة الذهبية، إلا أن فيلمها الذي يناقش التطرف الديني فشل في إقناع النقاد هذا العام.

وعاد المخرج الفائز بالسعفة الذهبية كين لوتش إلى مهرجان كان هذا العام بفيلم "نأسف اشتقنا إليك Sorry We Missed You، ونافسه المخرج الكندي الشاب خافيير دولان بفيلم Matthias & Maxime، الذي تلقى ردود فعل إيجابية من النقاد.

كما نافست المخرجة الفرنسية سيلين سياما بفيلمها "لوحة سيدة على النار Portrait of a Lady on Fire"، وكانت ستدخل التاريخ حال فوزها بصفتها ثاني مخرجة تفوز بالسعفة الذهبية، لكن هذا لم يحدث هذه الدورة على الأقل.

وكان اقتناص فيلم "طفيلي Parasite" من كوريا الجنوبية للجائزة الرسمية للمهرجان أمر متوقعا خاصة بعد الإشادة والتصفيق المطول الذي ناله من الجمهور.

4- غياب الألمان 

ما زالت الأفلام الألمانية غائبة عن مهرجان كان لعدم دعوتها بشكل رسمي من منظمي المهرجان، ورغم ذلك كان لها وجود ملموس من خلال فيلم "جو الصغير Little Joe" الناطق بالألمانية، كما شارك في المهرجان 4 شركات إنتاج ممولة من ألمانيا.

5- لجنة تحكيم متنوعة 

حافظت إدارة كان على مبادئها التنوعية، وعينت لجنة تحكيم متبانية، إذ مُنح المخرج المكسيكي أليخاندرو جونزاليس لقب رئيس لجنة التحكيم، وشاركه العضوية المخرج اليوناني جورج لانثيموس، والممثلة الأمريكية إيل فانينج، والمخرجة الإيطالية أليس رورفاكر، والمخرج الفرنسي روبن كامبيو

6- مناسبات جانبية خاصة

تضمن مهرجان "كان" هذا العام الكثير من الأنشطة والفعاليات الجانبية التي أقيمت على شرف الدورة، وفي هذا العام خطف فيلم "روكيت مان Rocketman" الأنظار، ويتناول الفيلم قصة حياة مغني الروك الأسطوري إلتون جون.

7- أزمة آلان ديلون 

كل عام تذهب جائزة السعفة الذهبية الشرفية إلى ممثل أو ممثلة يستحقانها، وهذا العام ذهبت للممثل الفرنسي آلان ديلون، الذي ولد عام 1935، وعمل بالسينما منذ عام 1950 أي ما يقرب من 6 عقود كاملة، مشاركاً في مجموعة من روائع السينما الفرنسية على مدار مسيرته.

ورغم تاريخ "ديلون" الفني لكن تكريمه كان محل انتقاد من حملتي "مي تو" و"تايمز أب"، اللتين انتقدتا تكريم رجل اعترف بمضايقاته للنساء وتحرشه بهن.

8- نتفليكس ضيف غير مرغوب فيه 

على مدار الأعوام الأخيرة تحول مهرجان كان والقائمون عليه إلى رواد في مواجهة شبكة البث الإلكتروني نتفليكس المتزايدة.

وعلى عكس مهرجانات أخرى مثل فينيسيا وبرلين، لا يبدو أن "كان" على وشك تغيير قواعده والسماح لأفلام نتفليكس بالمنافسة ضمن فعالياته، حتى لو كان ذلك يعني عدم السماح لمخرج بقامة مارتن سكورسيزي من المشاركة في فعاليات هذا الدورة، ورفض مشاركة فيلمه "الأيرلندي The Irishman" الذي أنتجته نتفليكس.

9- الترحيب بالنساء

على عكس الأعوام السابقة، أعلن مهرجان كان زيادة نسبة المخرجات النساء المشاركات هذا العام، ووصول عددهن إلى 13 مخرجة، في سابقة لم تحدث منذ عام 2011.

10- فيلم الختام

وقع الاختيار على فيلم Hors Normes لختام مهرجان كان السينمائي، في لفتة إنسانية من المهرجان، كون الفيلم يتناول مرض التوحد ومعاناة المصابين به.

 

بوابة العين الإماراتية في

26.05.2019

 
 
 
 
 

كوريا وسوريا وإفريقيا تفوز بجوائز «كان» الرسمية

كان ــ د. أحمد عاطف درة

استطاعت لجنة التحكيم الرسمية للدورة الـ 72 لمهرجان كان السينمائى أن تنتصر للفن الجيد والأفلام المهمومة بالقضايا الملحة بالعالم وخاصة قضايا العرب والأفارقة، حيث منحت جوائزها لمن يستحق بدون أى توازنات سياسية أو أخري، فحصل على السعفة الذهبية أكبر جوائز المهرجان الفيلم الكورى «طفيلي» للمخرج بونج جوون هوعن الفروق الاجتماعية الضخمة فى كوريا الجنوبية. أما جائزة لجنة التحكيم الكبري، فحصلت عليها السنغالية ماتى ديوب عن فيلم «أطلنطيات« عن معاناة فتاة سنغالية. وجائزة لجنة التحكيم الخاصة ذهبت للفيلم الفرنسى «البؤساء» إخراج المالى لادج لى عن الفقر فى ضواحى باريس لأصحاب الأصول العربية والإفريقية. مناصفة مع الفيلم البرازيلى «بوكاراو». كما حصل النجم الاسبانى الشهير انطونيو بانديراس على جائزة أفضل ممثل عن فيلم «مجد وألم» لالمودوبار.

كما حصلت السورية وعد الخطيب على جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلى فى كل أقسام المهرجان عن فيلمها «من أجل سما» عن حرب سوريا ورفعت هى وزوجها لافتة «أوقفوا قصف المستشفيات».

 

الأهرام اليومي في

27.05.2019

 
 
 
 
 

«Parasite» يحصل على السعفة الذهبية بالإجماع.. والجائزة الكبرى لمخرجة أفريقية للمرة الأولى

كتب: الوطن

«ليلة المفاجآت المتوقعة».. هو الوصف الذى ينطبق على نتائج مسابقات الدورة الـ72 من مهرجان كان السينمائى، التى اختتمت فعالياتها مساء أمس الأول فى المدينة الفرنسية البارزة، بحضور صنّاع السينما ومبدعيها من مختلف بقاع العالم، أعلنت لجنة التحكيم برئاسة المخرج المكسيكى أليخاندرو إيناريتو، منح السعفة الذهبية للفيلم الكورى «Parasite» للمخرج «بونج جون هو» بالإجماع، وذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى تلا حفل توزيع الجوائز، مشيراً إلى أن هذه الجائزة لا تمثل اختيار كل العالم، وإنما تعكس رأى ستة أشخاص فقط، (فى إشارة إلى أعضاء لجنة التحكيم)، وللعام الثانى على التوالى تذهب الجائزة للسينما الآسيوية، وذلك بعد حصول الفيلم اليابانى «Shoplifters» للمخرج «هيروكازو كورى إيدا» على السعفة الذهبية العام الماضى.

وقال المخرج «جون هو» فى كلمة ألقاها بعد الفوز بالجائزة: «شكراً جزيلاً، هذا شرف عظيم لى، لطالما شكّلت السينما الفرنسية مصدر إلهام لى، أشكر هنرى جورج كلوزو وكلود شابرول»، بينما وأوضح «إيناريتو» سبب اختيار لجنة التحكيم الفيلم للفوز بالجائزة الأبرز فى المهرجان، قائلاً: «لقد تشاركنا جميعاً الحالة الغامضة غير المتوقعة التى أخذنا بها الفيلم إلى أساليب مختلفة، بطريقة مرحة، فهو عالمى فى فيلم محلى، فهو يفهم ما هو الفيلم فعلاً، كنا جميعاً مفتونين عند مشاهدته، وبدأ يزيد ذلك شيئاً فشيئاً، لذلك كان قراراً بالإجماع»، وفى المؤتمر الصحفى بعد المهرجان قال مخرج الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية: «إنها الذكرى المئوية للسينما فى كوريا هذا العام، أعتقد أن مهرجان كان قد منح السينما الكورية هدية رائعة، وسعيد للغاية بأن لجنة التحكيم قد صوتت بالإجماع لصالح الفيلم».

تنويه خاص لـ"It Must Be Heaven" للفلسطينى إيليا سليمان.. و"العين الذهبية» للوثائقى السورى "من أجل سما"

فى إطار من الكوميديا السوداء، تدور أحداث الفيلم فى 133 دقيقة، حول عائلة فقيرة مكونة من 4 أفراد، عاطلين عن العمل، يبذلون قصارى جهدهم لجمع أموال تساعدهم على البقاء فى منزلهم المتواضع، ولكن عرضاً غير عادى يدفعهم إلى الاحتيال عندما يزوّر أحد أفراد العائلة شهادة ليتمكن من إعطاء دروس لغة إنجليزية لابن عائلة أرستقراطية ثرية، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث التى لا يمكن السيطرة عليها.

ذهبت الجائزة الكبرى فى المهرجان للمخرجة الفرنسية السنغالية «ماتى ديوب» عن فيلمها الروائى الطويل الأول «Atlantics»، لتكون أول مخرجة من أصول أفريقية تحصل على الجائزة، ويتناول الفيلم أزمة اللاجئين فى أوروبا من خلال عيون امرأة مهجورة من قبَل الرجل الذى تحبه، عندما يقرر الهجرة بطريقة غير قانونية بحثاً عن مستقبل أفضل، وهو الفيلم الذى وصفته الممثلة الأمريكية إيل فانينج، عضو لجنة تحكيم المهرجان، بـ«حكاية جميلة»، متابعة: «بالرغم من أن الفيلم يتعامل مع تلك القضايا فإنه شخصى وثمين ملىء بالمشاعر». وقد حصلت منصة «Netflix» على حقوق عرضه بعد فوزه فى المهرجان، بالإضافة إلى فيلم الرسوم المتحركة «I Lost My Body» الذى حصل على جائزة أفضل فيلم فى أسبوع النقاد الدولى.

"Netflix" تحصل على حقوق "Atlantics" و"I Lost My Body" بعد فوزهما

بالرغم من وصف النقاد لـ«Young Ahmed» بأنه «خيبة أمل» فإن الأخوين لوك وجان بيار داردين، حصلا على جائزة الإخراج عن الفيلم، لتكون الجائزة السابعة التى يحصدانها من المهرجان، حيث سبق أن فازا بسعفتين ذهبيتين عن «Rosetta» و«L›enfant»، وتناولا من خلال الفيلم قصة مراهق مسلم يعيش فى بلجيكا، ويحاول قتل معلمته بعد تعرضه لغسيل مخ على يد شيخ متطرف، أما جائزة السيناريو فذهبت إلى المخرجة والكاتبة سيلين سياما عن فيلمها «Portrait of a Lady on Fire».

كان حصول أنطونيو بانديراس على جائزة أفضل ممثل عن دوره فى فيلم «Pain and Glory» للمخرج الإسبانى بيدرو ألمودوفار، أمراً متوقعاً بصورة كبيرة، حيث يقدم خلال الفيلم قصة مخرج سينمائى يواجه منتصف العمر وأزمة إبداعية، ويُعتبر الفيلم بشكل أو آخر سيرة ذاتية لـ«ألمودوفار»، وأهدى «باندريس» الجائزة للمخرج الإسبانى، قائلاً: «يعتقد الناس أننا نعيش فى سجادة حمراء، لكن هذا ليس صحيحاً، نحن نعانى كثيراً، هناك الكثير من الألم وراء الممثل من أى نوع، ولكن هناك أيضاً مجداً، وهذه هى ليلة المجد بالنسبة لى، والأفضل ما زال مقبلاً»، بينما حصلت الممثلة الإنجليزية الصاعدة إميلى بيتشام على جائزة أفضل ممثلة فى المهرجان عن دورها فى فيلم «Little Joe» للمخرجة النمساوية جيسيكا هاوزر، حيث تؤدى فى فيلم الخيال العلمى دور عالمة تبدأ فى الشك فى أن النبات الذى عدّلته وراثياً قد يكون له آثار جانبية ضارة.

مُنحت جائزة لجنة التحكيم مناصفة بين الفيلم السياسى «Les Misérables» للمخرج لادج لى، و«Bacurau» للمخرجين البرازيليين كليبير ماندوسا فيلو وجوليانو دورنيليس، ولم يفوّت المخرج الأمريكى مايكل مور الفرصة أثناء تقديم جائزة لجنة التحكيم حفل توزيع الجوائز للدخول فى السياسة منتقداً سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قائلاً: «الفن هو الكذبة التى تمكننا من إدراك الحقيقة، وترامب هو الكذبة التى تتيح المزيد من الكذب. فى الأوقات المظلمة، الفن هو الذى ساعد فى إنقاذ البشرية من الأوتوقراطيين والأغبياء».

حصل فيلم المخرج الفلسطينى إيليا سليمان «It Must Be Heaven» على تنويه خاص من لجنة التحكيم، بالإضافة إلى جائزة الاتحاد الدولى لنقاد السينما «فيبرسى»، ليكون الفيلم العربى الوحيد الذى حصد جائزة فى المهرجان، بينما خرجت باقى الأفلام خالية الوفاض، بخلاف الفيلم الفلسطينى «أمبيانس» إخراج وسام الجعفرى الذى حصل على المركز الثالث مناصفة مع فيلم «Duszyczka»، فى مسابقة أفلام الطلاب «Cinéfondation».

وحصل فيلم «من أجل سما» للمخرجة السورية وعد الخطيب والإنجليزى إدوار واتس، الذى كان مشاركاً فى قسم «العروض الخاصة» على جائزة «العين الذهبية» للأفلام الوثائقية، والتى تُمنح لأفضل فيلم وثائقى معروض فى أى من أقسام المهرجان، بمبادرة من المجتمع المدنى لمؤلفى الوسائط المتعددة، بالشراكة مع المعهد الوطنى للدراسات الصوتية، وبدعم من مهرجان كان السينمائى، لتُعتبر تلك الجائزة الثانية للفيلم بعد حصوله على جائزتَى لجنة التحكيم الكبرى والجمهور من مهرجان «SXSW».

 

####

بعد فوزه بـ "الجائزة الكبرى".. "Netflix" تشتري حقوق عرض "Atlantics"

كتب: نورهان نصرالله

حصلت منصة "Netflix" على حقوق عرض فيلمي "Atlantics" للمخرجة ماتي ديوب، الذي حصل على الجائزة الكبرى في الدورة لـ 72 من مهرجان كان السينمائي، السبت الماضي، بالإضافة إلى فيلم الرسوم المتحركة "I Lost My Body" الذى حصل على جائزة أفضل فيلم في أسبوع النقاد الدولي، في نفس المهرجان.

تتمتع "Netflix" بحقوق عرض الأفلام 36 شهرا بعد الطرح السينمائي في فرنسا وبنلوكس وسويسرا لفيلم "Atlantics" وفي فرنسا لـ "I Lost My Body".

يذكر أن الجائزة الكبرى فى مهرجان "كان" ذهبت للمخرجة الفرنسية السنغالية ماتى ديوب عن فيلمها الروائى الطويل الأول "Atlantics"، لتكون أول مخرجة من أصول أفريقية تحصل على الجائزة، ويتناول الفيلم أزمة اللاجئين في أوروبا من خلال عيون امرأة مهجورة من قبل الرجل الذي تحبه، عندما يقرر الهجرة بطريقة غير قانونية بحثا عن مستقبل أفضل، وهو الفيلم الذى وصفته الممثلة الأمريكية إيل فانينج، عضو لجنة تحكيم المهرجان بـ"الحكاية جميلة"، متابعة: "بالرغم من أن الفيلم يتعامل مع تلك القضايا إلا أنه شخصى وثمين ملئ بالمشاعر".

 

الوطن المصرية في

27.05.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004