كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"لا بُدّ أنْ تكون الجنّة" لإيليا سليمان:

مرارة العالم

كانّ ــ محمد هاشم عبد السلام

كان السينمائي الدولي

الدورة الثانية والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

بعد نحو 10 أعوام على توقّفه عن الإخراج، حقّق الفلسطيني إيليا سليمان (1960) "لا بُدّ أنْ تكون الجنّة"، المُشارك في المسابقة الرسمية للدورة الـ72 (14 ـ 25 مايو/أيار 2019)لمهرجان "كانّ" السينمائي الدوليّ (عُرض يوم الجمعة، 24 مايو/أيار الحالي، للمرة الأولى دوليًا). هذه ثالث مُشاركة لسليمان في المسابقة الرسمية للمهرجان نفسه، بعد "يد إلهية" (2002 ـ جائزتا لجنة التحكيم و"الاتحاد الدولي للنقّاد") و"الزمن الباقي" (2009).

في جديده هذا، خرج إيليا سليمان إلى حدّ ما من فلسطين، التي حَصَر فيها أفلامه السابقة، محتفظًا في الوقت نفسه بالناصرة كمكان للانطلاق والعودة. لكنّ الفيلم يمضي إلى فضاءات ذات محاور أبعد وأعمق، متّجهًا إلى باريس ونيويورك، ومُوسّعًا الرؤية، ومتجاوزًا الحدود، ومتعمّقًا في الأفكار، مُكسبًا إياها أبعادًا إنسانية كثيرة، خارج الوطن والجنسية. فالعالم الذي يتناوله سليمان، ووفقًا لرؤيته وكلماته، صار فعلاً صورة مُصغّرة عن فلسطين، لا العكس.

"لا بُدّ أنْ تكون الجنّة" سيرة ذاتية لإيليا سليمان، الباحث عن مستقبل وطنه فلسطين، ببحثه عن مستقبله هو. إنّه رحلة حياته، وما انتهت إليه مسيرته السينمائية كمخرجٍ يبحث عن تمويل لمشروعه الجديد، فيواجه رؤية نمطية إنتاجية ترفض طرحه، إمّا لأنه عن الصراع، وإمّا لأنه غير فلسطيني بما فيه الكفاية. أثناء تلك الرحلة، ترصد عينا المخرج، كالعادة، العالم الخارجي وعبثيته وسورياليته، وتغوصان ـ في الوقت نفسه ـ في صميم الشخصية نفسها، فتُفصحان عن مكنوناتها، من دون قول كلمة واحدة عن كينونتها.

بين ذاته ووطنه، لا يغفل إيليا سليمان حدود العالم الذي نعيش فيه، والتغيّرات الطارئة عليه: العنف والأنانية والمادية والتنمّر والتربّص بالآخر. وقبل كلّ شيء، الأسلبة المُعاشة يوميًا. الاغتراب حاضر بقوّة، إنْ في فلسطين أو في فرنسا وأميركا. والاغتراب ليس فقط بالنسبة إلى المخرج فحسب، إذْ هناك اغتراب كونيّ، يضع يده عليه بأكثر من صورة، أبسطها تلك الشوارع الخالية من البشر، إلاّ نادرًا.

الجميع يبحثون عن هوية، بشكل أو بآخر، وليس الفلسطيني فقط، أو إيليا سليمان، أو بطل الفيلم. لكنْ، أي هوية، في خضم عالم لا يرحم؟ عالم تحوّل إلى دولة قمعية بوليسية باتّساع الكون، حيث التفتيش المُهين، وأجهزة الفحص والرقابة المنتشرة في كلّ مكان، بينما يحمل الأفراد السلاح في الشوارع، وأثناء التبضّع في الأسواق وركوب سيارات الأجرة، من دون أن يُلفِت هذا انتباه أحد. أما من تتظاهر من أجل السلام، أو ترسم على جسدها علم فلسطين، تُطاردها الشرطة وطائرات الهليكوبتر.

بجلاءٍ، يستهجن إيليا سليمان القمع، ويسخر من الأمن والشرطة، ويُبرز ـ بسخرية مريرة ـ مدى الرعب من حروب مجهولة، إذْ تسير الدبابات في شوارع باريس، وتتعالى الأصوات المزعجة للطائرات الحربية في سماء المدينة، حتى وإنْ اتّضح بعد ذلك أن هذا كلّه يحصل احتفاءً بالثورة. والتمعّن عن كثب في كوميديا سليمان، المتجلّية في جديده هذا، ينتبه إلى أنها مغلّفة، غالبًا، بالسياسيّ، وفي العمق هناك الإنسانيّ المثير للحزن والرثاء، بشكلٍ سوداوي.

البصمات المميّزة لسليمان، الموجودة في أفلامه السابقة، واضحة بقوّة في "لا بُدّ أنْ تكون الجنة"، بدءًا بالسيناريو والتمثيل (يؤدّي الدور الرئيسيّ)، والافتتاحية المُعتادة (مشهد كوميدي متعلّق بقدّاس الفصح)، المنفصلة أو شبه المنفصلة عن مجريات الفيلم وأحداثه، وصولاً إلى النهاية. كما أنه يتعمَّد الحكي عبر الصُوَر، لذا فإنّ الحوارات مُقتضبة عامة، إنْ وُجدت. وإزاء الفوضى والعبثية اللتين تعمّان الحياة، تلوذ الشخصية الأساسية بالصمت والتأمّل، ولا تفتح فمها إلاّ في الثلث الأخير من الفيلم، إذْ تضطرّ إلى الإجابة على سؤال سائق سيارة الأجرة عن بلدها: "من الناصرة. أنا فلسطينيّ".

المُفارقات طريفة ومُضحكة من دون مجانيّة ولا عشوائية، تنبع من المواقف الدرامية شبه المتّصلة/ المنفصلة، المتراكمة على الشاشة في بناء سردي خطي الاتجاه. أحيانًا، يتفجّر الضحك، الذي يصل حدّ الـ"فَارْس"، بسبب حوارات جدّية ساخرة بين الشخصيات العابرة، أو تلك المُوجّهة إلى البطل/ المخرج.

رغم إثارته الضحكات، يصعب تجاوز الحزن المخيم في الفيلم، ويتعذّر اجتناب النبرة اليائسة على نحو جلي، حتى على وجه البطل/ المخرج. ورغم الرؤية المتشائمة إزاء العالم والبشر، التي يبدو أن إيليا سليمان بلغها من دون رجعة، إلا أنّ الفيلم مُشوِّق وممتع للغاية. لذا، تصل رسالة سليمان بسهولة بالغة إلى المُشاهد. 

بذلك، يُحقِّق أهدافه من دون عناء، وبلا أي افتعال أو تصنّع. ففي جديده، تفاصيل ذكية وكثيرة، تنمّ عن تفكيرٍ وتعمّق كثيرين في الكتابة، وعن براعة توظيفهما. بالإضافة إلى الرؤية البصرية المميّزة للغاية، والمتمثّلة في عمل مدير التصوير سُفيان الفاني، وبتوظيف الكادرات والإطارات، والتنقّل بين لقطات عامة وأخرى متوسّطة وقريبة لوجه البطل/المخرج. هناك تميّز لونيّ لافت للانتباه أيضًا، وحرفيّة اختيار أماكن التصوير، في أكثر من مشهد، ما يجلعها تحفًا تشكيلية في عصر النهضة.

 

العربي الجديد اللندنية في

25.05.2019

 
 
 
 
 

الليلة ختام مهرجان «كان».. وهذه الأفلام مرشحة للجوائز

رسالة كان: أسامة عبد الفتاح

فيما يترقب العالم ختام الدورة 72 من مهرجان كان السينمائى الدولى الليلة، أعلنت مساء أمس الجمعة جوائز مسابقة «نظرة ما» الرسمية بالمهرجان، حيث فاز بالجائزة الأولى الفيلم البرازيلى «الحياة الخفية ليوريديس جوسماو»، إخراج كريم آينوز، وذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلم «النار قادمة»، للمخرج أوليفييه لاكس، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى «حرية» لألبير سيرا.

ومنحت لجنة التحكيم جائزة التمثيل لكيارا ماسترويانى عن فيلم «ليلة سحرية» للمخرج كريستوف أونوريه، وجائزة الإخراج لكانتيمير بالاجوف عن فيلمه «فتاة كبيرة»، كما منحت اللجنة تنويها خاصا لفيلم «جان دارك» للمخرج برونو دومون.

شارك فى مسابقة «نظرة ما»18 فيلما، نصفها من الأعمال الأولى للمخرجين، ورأست لجنة التحكيم المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، وضمت فى عضويتها الممثلة الفرنسية مارينا فوي، والمنتجة الألمانية نورهان سيكرسي- بورست، والمخرج الأرجنتينى ليساندرو ألونسو، والمخرج البلجيكى لوكاس دون.
ويختتم المهرجان الليلة فى حفل كبير بمسرح لوميير يقدمه الممثل الفرنسى إيمانويل باير، كما قدم حفل الافتتاح، ويُعرض بعد الحفل وتوزيع الجوائز فيلم الختام «المتميزون»، إخراج إيريك توليدانو وأوليفييه نقاش.
ويتنافس 21 فيلما على جوائز المهرجان وأشهرها السعفة الذهبية، إلا أن أقربها للتتويج الفرنسى «البؤساء»، الذى يرتقى لمستوى التحفة السينمائية الحقيقية، رغم كونه العمل الطويل الأول لمخرجه لادج لي.. والفيلم ليس له علاقة مباشرة بـ«بؤساء» فيكتور هوجو، لكنه ينطلق من إحدى عبارات هوجو ليس هناك نبات سيئ، ولا رجال سيئون، ولكن هناك مزارعون سيئون، ليقدم رصدا آنيا جدا ومتوهجا ومفعما بالحيوية والخشونة لباريس اليوم
.

وهناك تحفة أخرى قادمة من كوريا الجنوبية هى فيلم «طفيلى» للمخرج «بونج جوون هو»، الذى يُعد صرخة ضد الطبقية فى كوريا الجنوبية والتفاوت الكبير بين الأغنياء والفقراء.

وهناك فيلم المخرج الفلسطينى الكبير إيليا سليمان »لا بد أن تكون هى الجنة»، الذى عُرض فى آخر أيام المهرجان، ولاقى ترحيبا كبيرا وتصفيقا استمر عشر دقائق.. وكذلك فيلم «نأسف لعدم لحاقنا بك» للمخرج البريطانى الكبير كين لوتش، وهو من أفضل وأهم أفلامه خلال السنوات الأخيرة، وفيه يثبت مجددا أنه أستاذ الدراما الاجتماعية، التى تظل تتصاعد وتتصاعد حتى تبلغ ذروة كاشفة تنتصر دائما للإنسان وتدين المجتمعات الرأسمالية المادية. وينافس بقوة المخرج الإسبانى الكبير بدرو ألمودوفار، الذى قدم فيلما جميلا باسم »الألم والمجد» وضع فيه خلاصة خبرته الطويلة، ورصد برهافة وصدق شديدين أزمة مخرج سينمائى (جسده النجم أنطونيو بانديراس) يتراجع على جميع المستويات، سواء لمرضه أو لإحساسه بأنه لم يعد لديه ما يقدمه.

وفى التمثيل، هناك فى فئة الرجال بانديراس وبطل فيلم كين لوتش وبطل فيلم «حياة خفية» للمخرج تيرنس ماليك، ومن الممكن أن يطغى بريق النجومية فيتم منح الجائزة لأى من ليوناردو ديكابريو أو براد بت عن فيلم «حدث ذات مرة فى هوليوود».. وفى فئة النساء نويمى ميرلان أو آديل آنيل عن فيلم «بورتريه للفتاة المحترقة»، ومن الممكن أن تتقاسم الممثلتان الجائزة.

ولا شك أن مهمة الاختيار صعبة جدا على لجنة التحكيم الرئيسية التى يطلقون على رئيسها فى «كان» لقب «رئيس المهرجان»، وتضم ثلاثة من أهم مخرجى العالم حاليا، وهم رئيسها المكسيكى أليخاندرو جونزاليس إينياريتو، واليونانى يورجوس لانتيموس، والبولندى بافل بافليكوفسكي، كما تضم فى عضويتها الممثلة الأمريكية إيل فانينج، والممثلة ميمونة نداى من بوركينا فاسو، والمخرجة الأمريكية كيلى ريكارت، والمخرجة الإيطالية أليس رورووتشر، ومؤلف الرسوم المتحركة الفرنسى إنكى بلال، والمخرج الفرنسى روبن كامبيلو.

واستقبل مهرجان «كان» أمس بكل الحفاوة النجم الأمريكى سيلفستر ستالون، وأقام له تكريما مبهرا شمل جلسة تصوير صباحا أمام عشرات المصورين والآلاف من الجماهير، ثم لقاء مع الصحفيين ظهرا أجاب خلاله على أسئلتهم، ثم حفلا بمسرح لوميير الكبير مساء شمل عرض فيلمه الشهير «رامبو.. الدم الأول».

 

الأهرام المسائي في

25.05.2019

 
 
 
 
 

3 ساعات من المشاهد الساخنة في فيلم ينافس على السعفة الذهبية

رانيا الزاهد

أثار فيلم "مكتوب حبي: إنترمتزو" للمخرج الفرنسي التونسي عبد اللطيف كشيش، الجدل في وسائل الإعلام العالمية، بعد عرضه الأول في مهرجان كان السينمائي، وأطلقت عليه الصحف "فيلم المؤخرات العارية" حيث ينافس في المسابقة الرسمية.

غادر العديد من الحضور، قاعة العرض أثناء العرض الخاص الصحافة، بينما انتظر البعض الأخر لنهاية الفيلم الذي امتدت لـ 3 ساعات، لمعرفة كيفية توجيه الانتقادات في اليوم التالي أثناء المؤتمر الصحفي.

وركز فيلم كشيش، الفائز بالسعفة الذهبية قبل ست سنوات، على جسد المرأة كثيرا وجماليته، بل واستخدم الجنس فيه كما كان منتظرا من جمهور كان وحمل الكثير من المشاهد الساخنة، وأطلق فيه العنان للأجساد الأنثوية لإظهار مفاتنها منذ البداية وحتى النهاية.

الفيلم لم يخرج عن تكهنات الكثير من المهتمين بالشأن السينمائي، الذين تحدثوا عنه قبل عرضه على أن عنوانه الأكبر سيكون الأرداف، والمشهد الأول من الفيلم كان إشارة أولى من المخرج للمشاهد أنه تنتظره مشاهد أكثر سخونة في فيلم دام أكثر من ثلاث ساعات.

الفيلم هو الجزء الثاني لفيلم "مكتوب حبي النشيد الأول" والذي يراهن فيه عبد اللطيف كشيش مرة أخرى على تيمة الجسد والاحتفاء به بشهوانية كما قدم في أعماله السابقة.

وتبرز حدود سينما عبد اللطيف كشيش كما يراها النقاد في فيلمه الجديد بشكل لافت فنجده يعمل جاهدا على الركض خلف هاجس الجسد الذي جعله يكرس الكثير من المساحات للتلصص على الأجساد العارية للفتيات اللواتي يبحثن عن المتعة على الشاطئ.

يذكر أن بطلة الفيلم رفعت دعوى ضد المخرج في أكتوبر الماضي واتهمته بالتعدي الجنسي عليها خلال تصوير مشهد جنسي، وعرض كشيش هذا المشهد في الفيلم خلال المهرجان وامتد لـ13 دقيقة كاملة من إجمالي مدة الفيلم.

 

####

سلفستر ستالون: أحلم بإنتاج جزء جديد من «ROCKY»

رانيا الزاهد

على مدار ساعتين كاملتين، تحدث النجم العالمي سيلفستر ستالون لجمهوره والصحافة والإعلام، وذلك خلال الندوة التي اقيمت له على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي هذا العام

فقد قرر المهرجان الاحتفاء بالأسطورة ستالون من خلال عرض مشاهد ترويجية لفيلمه الجديد "رامبو 5 الدماء الأخيرة" في قاعات قصر المهرجانات كما تم عرض الجزء الاول من الفيلم "First Blood" بعد الترميم بتقنية 4K.

وتدور قصة الفيلم الجديد حول البطل الشهير "رامبو" الذي يتجه إلى المكسيك لإنقاذ ابنته بالتبني من عصابة مخدرات.. وتحدث ستالون عن حياته ومشواره الفني وعن طموحاته ايضا، وقال إنه يريد إنتاج جزء جديد من سلسلة "Rocky" يلتقي فيه بملاكم مهاجر يعيش بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف "ستالون" خلال الندوة التي نظمها مهرجان كان السينمائي للحديث عن أبرز محطات نجم سلسلة "Rambo"، إنه ليس لديه أي خطط للظهور في فيلم آخر في جزء جديد من سلسلة "Creed"، قائلا إنه يركز في الوقت الحالي على جزء جديد من سلسلة "Rocky"، ولم يوضح الممثل ما إذا كان "روكي" سوف يدرب المهاجر كملاكم أو ما إذا كان الفيلم سيتخذ اتجاهًا مختلفًا.

وقال "ستالون"، إن فيلم "Rocky" لم يكن مقصودًا منه أن يحمل طابعا سياسيًا، مشيرًا إلى أن الأشخاص الذين يعتقدون إن "روكي" كان يمينيًا؛ روكي رجل بسيط نشأ في هذا النوع من العقلية، هذه هي الطريقة التي كانت عليها في ذلك الوقت، إنه ليس سياسيًا، لذلك عندما يلف العلم من حوله، يعتقد أنه يقوم بعمل جيد".

وأشار: "عندما يرفع الملاكمون علم أمتهم، يكون هذا تلقائيًا تمامًا. إنهم لا يقولون نحن أفضل من الأخر إنه ما تم تدريبهم على القيام به، لذلك أنا لم أعتبر الأمر شيئًا من المواجهة".

يذكر أن اللقاء عقد في أكبر ثاني قاعات المهرجان وهى قاعة "ديبوسي" المخصصه للعروض الصحفية بعدما كان من المقرر اقامته في صالة "بونيل" المخصصة للندوات وذلك للإقبال الكبير على حضور اللقاء مع النجم ستالون.

 

####

جائزة لجنة التحكيم الكبرى بمهرجان «كان» لفيلم «الحريق أتي»

د.ميرفت ميلاد

فاز فيلم «حياة غير مرئية» للمخرج البرازيلي من أصل جزائري كريم عنزي، بجائزة أفضل فيلم في قسم «نظرة ما»، بمهرجان كان.

تقع أحداث الفيلم في مدينة ريوديجانيرو في خمسينات القرن الماضي، وهو قصة شقيقتين "أروديس 18 عام" و"جيدا 20 عام، وكلا منهما تتطلع لمستقبل مشرق، حيث تحلم إحداهما بأن تصبح عازفة بيانو مشهورة، والأخت الأصغر تتطلع إلى فتى الأحلام ولكن مشاكل عائلية تفرقهما.

قدم كريم عنزي، أول فيلم روائي طويل «مدام ساتا» في قسم «نظرة ما» عام 2002 ولم يحصل الفيلم على جائزة في مهرجان كان، ولكن الفيلم حصل على جوائز تقديرية أخرى.

 يذكر أن المخرج ولد في البرازيل ودرس الهندسة ثم سافر إلى مدينة نيويورك لدراسة السينما تخصص في التصوير، وأخرج أول فيلم له عام 1992.

أما جائزة لجنة التحكيم الكبرى حصل عليها فيلم «الحريق أتي» للمخرج الفرنسي أليفيه لاكس، ويروى الفيلم قصة أمادور، الذي خرج من السحن بعد أن قضي عقوبة لأنه أشعل نيران في القرية، وعاد للعيش مع والدته المسنة، يعملان معا في تربية البقر إلى أن أشتعل حريق أخر في القرية فوجهت له كل أصابع الاتهام.

 

####

براد بيت: شعرت براحة في العمل مع «دي كابريو»

رانيا الزاهد

تحدث النجم براد بيت، عن دوره في فيلم "ذات مرة في هوليوود" خلال المؤتمر الصحفي الذي امتد 30 دقيقة، وشارك فيه أبطال العمل براد بيت، ليوناردو دي كابريو، مارجوت روبي، والمخرج كوينتن تارانتيو، على القصة الحقيقية وراء الفيلم، إذ تم استلهامه من جماعة "تشارلز مانسون" الإجرامية، التي روّعت أمريكا سنة 1969، وتسبّبت في قتل الممثلة الأمريكية شارون تيت، زوجة المخرج البولندي رومان بولانسكي.

قال براد بيت، عن مشاهد العنف في الفيلم: "لا أرى أن مشاهد العنف تستهدف النساء تحديداً، ذلك لا يعتبر تشجيعا على العنف ضد المرأة ولكن المشهد بأكمله كان يمثل ثورةً لفقدان السيطرة والطريقة الوحشية التي استخدمها المجرمون في قتل الأبرياء".

وأضاف بيت، أن القصة المأساوية للممثلة شارون تيت التي قتلت على أيدي أفراد مانسون ، والتي لعبت دورها مارجوت روبي ، المرشحة لجائزة الأوسكار الأسترالية ، تحمل سحرًا حفيا فلها القدرة على جذب النجوم لتأديتها والجمهور للتفاعل معها.

وأكمل:"في الوقت الذي وقعت فيه الأحداث، كانت هناك حركة حب حرة، كان هناك الكثير من الأمل ، كان هناك الكثير من الأفكار الجديدة التي طرحت لإنقاذ الوضع، وبالفعل تم إعادة ضبط صناعة السينما، فعندما وقع هذا الحدث والخسارة المأساوية لشارون وآخرين اصيب الناس بالخوف. وهذا ما يجعل القصة مؤثرة وتدوم طويلا حتى يومنا هذا وأعتقد أنها كانت جزء من الجانب المظلم للطبيعة البشرية. كانت تلك اللحظة المحورية خسارة حقيقية للبراءة وهذا ما يعالجه الفيلم بجمال خاص".

وعن دوره في الفيلم، قال براد بيت:" لقد قدمت شخصية دوبلير النجم كليف الذي يقدمه ديكابريو، وهو أحد أجزاء صناعة السينما، وكانت الشخصية مميزة واردت تقديمها بأفضل شكل، فهو شخص متمكن وواثق من نفسه وأيضا متقبل وضعه وشكل حياته بهدوء وبساطة ورغم انه محاط بالنجوم لم يسعى لفرصه فهو يمثل حالة من نقبل النفس والواقع وانا أحببت الشخصية للغاية".

على الرغم من لعب كل من بيت وديكابريو دور البطولة في أفلام للمخرج المكسيكي أليخاندرو جونزاليس إيناريتو ، الذي يرأس لجنة تحكيم كان هذا العام، إلا أن هذا هو أول عمل يجمعها على الشاشة، فقد استغرق الأمر عقودًا حتى يتمكن كل منهم بالفوز بجائزة الأوسكار، حيث فاز دي كابريو أخيرًا بجائزة أفضل ممثل في عام 2016 عن فيلم إناريتو ذا ريفينانت ، بينما احتل بيت دور التمثال في عام 2014 كمنتج مشارك لأفضل صورة ، 12 عامًا في فيلم الرقيق.

 

####

ليوناردو دي كابريو: براد بيت ممثل محترف وأتمنى العمل معه مجددا

رانيا الزاهد

قال النجم ليوناردو دي كابريو، بطل فيلم "ذات مرة في هوليوود " إنه الفيلم تجربة مميزة في مشاوره الفني وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد العرض الخاص للفيلم أنه أراد الاستفادة من الذكريات التي يتناولها الفيلم عن صناعة السينما واهم الشخصيات في ذلك الوقت،  وقال أن الفيلم "رسالة حب" إلى حالمي الصناعة.

وعما إذا كانت كواليس العمل بينه وبين النجم براد بيت اتسمت بالتنافسية، قال دي كابريوا:" علة العكس استعبدنا الغرابة سريالية التي تتسبب فسها الشهرة بين النجوم وكان العمل معه أكثر من رائع فقد شعرت براحة كبيرة وأتمنى أن يجمعنا عمل آخر في الفترة المقبلة".

وأضاف دي كابريو: "كانت هناك راحة مدهشة في التواصل مع براد، لقد نشأنا في نفس الجيل، وبدأنا في نفس الوقت تقريبًا، لقد قدم لنا كوينتين هذه القصة المذهلة لشخصياتنا ... عملهم معًا وصداقتهم معًا وما مروا به في هذه الصناعة معًا، لقد ساهم كل ذلك في توفير الراحة والسهولة المذهلة التي وجدناها مع بعضنا البعض."

وعن دوره في الفيلم قال ديكابريو:" الفيلم تدور قصته حول السنوات المظلمة التي شهدتها لوس أنجلوس عام 1969 فبعد سلسلة الجرائم التي نفذتها عائلة مانسون، أقدم دور نجمًا تلفزيونيًا يتلاشى بريقه ويبدأ رحلة بحث مع الذات لإعادة هذا الوهج الذي فقده، كانت الشخصية ثرية ومليئة بالمشاعر والصعبة فكانت السهل الممتنع فأنا أقدم شخصية تشبهني وتشبه حياتي وما أمر به لكن الأمر لم يكن سهلا".

وعن المعالجة الدرامية للقصة الحقيقية قال:" القصة الحقيقية مؤلمة ولكن تارنتينو فضل أن تكون النهاية سعيدة ومختلفة، لذلك اعتبر الفيلم رسالة حب وأمل لكل العالم وليس العاملين في صناعه السينما فقط".

وأضاف دي كابريو :" عندما يضعك كوينتين في هذه السيناريوهات المرتجلة، كان من السهل للغاية العمل مع براد. لقد صاغنا رابطة سينمائية رائعة في فيلم عن صناعتنا، فكان لدينا نفس النقاط المرجعية ... لقد مررنا بهذا كله في نفس الوقت ، ولدينا تجارب مماثلة نضحك عليها أوقات وآمال نعيش لنحصل عليها أيضًأً".

 

####

«مهرجان كان» يختتم فعالياته الليلة.. في انتظار الفائز بـ«السعفة الذهبية»

رانيا الزاهد

يختتم مهرجان كان السينمائي الدولي دورته الـ 72، مساء اليوم السبت 25 مايو، في مدينة كان الفرنسية في تمام السابعة مساءً، بعد 12 يوماً من النافس بين الأفلام من جميع أنحاء العالم في انتظار الفائز بجائزة «السعفة الذهبية» التي لها تأثير كبير على تاريخ أي عمل فني وأي نجم يشارك فيه.

ينافس على جائزة «السعفة الذهبية» 19 فيلماً من بينها أفلام لأشهر المخرجين العالميين والذي سيكون بينهم 4 نساء في صدفة نادراً ما تتكرر في حفلات الجوائز وخصوصاً المهرجانات السينمائية العالمية.

قائمة الأفلام كالتالي :

"Atlantique" ماتي ديوب

"Bacarau" كليبر ميندونسا فيلهو وجوليانو دورنيليس

"Frankie" إيرا ساكس

"A Hidden Life" تيرينس ماليك

"It Must Be Heaven" إيليا سليمان

"Les Misérables" لادج لاي

"Little Joe" جيسيكا هاوزنر

"Matthias and Maxime" كزافييه دولان

"!Oh Mercy" أرنود ديبليشين

"Parasite" بونج جون هو

"Portrait of a Young Girl on Fire" سيلين صياما

"Sibyl" جاستين ترييت

"Sorry We Missed You" كين لوش

"Pain and Glory" بيدرو ألمودوفار

"The Traitor" ماركو بيلوتشيو

"The Whistlers" كورنيلو بورومبويو

"The Wild Goose Lake" دياو يينان

" Young Ahmed" جان بيير داردين ولوك داردين

من المقرر أن يتم توزيع جوائز السعفة الذهبية للأعمال السينمائية الفائزة، ثم يتبعه عرض خاص لفيلم الدراما والرومانسية الفرنسي "The Specials" للمخرجين أوليفر ناكاتشي وإيريك توليدانو.

تدور أحداث الفيلم حول قصة رجلين ومربين للأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد، ويشارك في بطولة الفيلم النجم الفرنسي فينسنت كاسل، والممثل الفرنسي ذو الأصول الجزائرية رضا كاتب.

 

####

منافسة مشتعلة بين أربعة أفلام بمهرجان كان

رانيا الزاهد

يسدل مهرجان كان السينمائي الدولي، اليوم، الستار على واحدة من أهم وأكثر الدورات إثارة وهي الدورة الـ72، حيث شهدت منافسة قوية بين العديد من الأعمال الفنية المتميزة في جميع أقسام المهرجان، ومشاركة كبار النجوم في العالم ويتم إعلان الجوائز في تمام السابعة مساء بالمسرح الكبير بقصر المهرجانات لتتويج أهم الأعمال بالسعفة الذهبية.

طوال مدة المهرجان لم يمر يوما مرور الكرام أو دون حدث هام بداية من عروض الأفلام التي انتظرها الجمهور بالآلاف خارج صر المهرجانات باحثين عن دعوات، أو الذين يقفون منذ الصباح الباكر أمام السجادة الحمراء لمشاهدة نجمهم المفضل، أو الفرصة الكبيرة التي يقدمها المهرجان من خلال عقد ندوات مع كبار النجوم مثل آلان ديلون وسيلفستر ستالون.

«أزمة آلان ديلون»..

أثار تكريم النجم العالمي آلان ديلون الجدل بعد أن شنت الصحف المحلية حملة تطالب بإلغاء تكريمه مع منظمات حقوق المرأة لتورطه في حوادث عنف منزلي ضد زوجته، بالإضافة لوصفه بزير نساء ومعادي لحقوق المثليين جنسيا، حيث أعلن رفضه لتبني المثليين للأطفال. ولكن إدارة المهرجان أعلنت تمسكها بتكريم ديلون فهو فنان له تاريخ طويل ومشوار فني لا يمكن تجاهله، ووجهات نظره لا يمكنها محو هذا التاريخ.

وخلال تكريمه، قال ديلون:"سبق أن اعتذرت لإدارة المهرجان ورفضت أن أكرم قبل سنوات، لان مسيرتي السينمائية لم تكن لتعرف بهذا الشكل و الشهرة لولا عملي مع مخرجين كبار، فهم أولى بهذا التكريم ، عادت إدارة المهرجان هذا العام و فاتحتني بموضوع التكريم مرة أخرى، فقلت لهم نفس الكلام، الشيء المحزن هذه المرة أن مدير المهرجان قال لي أنا احترم موقفك تجاه المخرجين، لكن لا يوجد احد منهم الآن على قيد الحياة، فمن هنا جاءت موافقتي وقبولي التكريم و أود أن أهدي هذه السعفة التكريمية لكل المخرجين الذين صنعوا مني آلان ديلون".

«أفلام المسابقة الرسمية»

المخرج كوانتين تارانتينو جمع في فيلمه "ذات مرة في هوليوود" توليفة من النجوم العالميين أبرزهم براد بيت، وليوناردو دي كابريو، ومارجو روبي، وإميل هيرش، آل باتشينو، ليخلق مزيج لا يقاوم من سحر الأداء الرائع لكل نجم في دوره. الفيلم بكل تفاصيله يأخذنا لرحلة نوستالجيا في العصر الذهبي في هوليود، حيث يقدم نموذج لكل الشخصيات المتعلقة بصناعة السينما وتضم عددًا من أسماء شهيرة ظهرت على الشاشة الفضية في ذلك الوقت بداية من النجم التلفزيوني الذي يقدمه ليونارديو ديكابريو ومهنة الدوبلير التي يقدمها براد بيت والعديد من الشخصيات الثرية التي جسدت مراحل الصعود والهبوط في حياة النجوم من خلال ربطها بمحور أساسي وهو سلسلة جرائم القتل التي نفتها "عائلة ماديسون" في هوليوود في ذلك الوقت وأسفرت عن مقتل النجمة شارون تيت، ولكن معالجة الفيلم للقصة مختلفة عن الواقع بالإضافة للخط الكوميدي الذي أضافه تارانتينو للفيلم وهو ما جعل مدته الزمنية المبالغ فيها تمر على المشاهدين بسلام، حيث وصلت مدة عرضه ساعتين و 40 دقيقة.

 فيلم "حياة خفية" لترنس ماليك أيضًا يعتبر من الأفلام الطويلة في المسابقة حيث اقترب للثلاث ساعات، ولكن ما هون على الجمهور هذه المدة هو التصوير الرائع للفيلم. فبعد ثمانية أعوام من فيلمه "شجرة الحياة"، المتوج بالسعفة الذهبية في مهرجان كان عام 2011، يعود ماليك بـ"حياة خفية" هذا العام، للمنافسة على السعفة الذهبية في مهرجان كان حيث قضى الأعوام السابقة باحثا عن العمل الذي يعيده بقوه وقد كان. الفيلم يقدم رؤية ماليك للإنسانية وللحياة والإيمان بالمبدأ، حتى لو تطلب ذلك السير عكس التيار. تدور قصته عن مزارع يرفض الحرب والانضمام لصفوف هتلر عد أن شاهد الضحايا من النساء والأطفال، وانتهت الرحلة بإعدامه بعد اتهامه بالخيانة العظمى.

فيلم طفيلي للمخرج الكوري بونج جون هو قلب الموازين في آخر لحظة، بعد أن أصبح منافس قوي للأفلام السابقة، حيث تفاعل معه الجمهور من خلال  التصفيق ، ليس فقط في نهاية العرض، ولكن أيضًا في منتصف عرض الفيلم مرتين. الفيلم كوميديا سوداء حول الوضع الاجتماعي والطموح  والأمور المادية ، ووحدة الأسرة، من خلال سيناريو سرد أكثر من رائع للأحداث.

ولكن لا يزال فيلم بيدرو ألمودوفار يتربع على عرش قائمة الأفلام المرشحة للفوز بسعفة ذهبية، فبجانب تقديمه لفيلم أشبه لوحة فنية من خلال اللعب بالألوان والجدران المزخرف والديكور الداخلي الموسيقى الرائعة المصاحبة للحوار الرشيق، يعتبر أداء النجم انطونيو بانديراس الأقوى والأعظم في الفيلم، فقد قدم شخصية مختلفة تماما عن ما عرفه الجمهور به، فطالما كان الفتى الشقي والبطل الذي لا يهزم، ولكن اليوم قدم شخصية مخرج في الـ60 من عمره وطوال الفيلم لا يسعك سوى التعجب، من أين لك كل هذه الموهبة، كيف استطاع المودوفار أن يخرج من بانديراس هذه التعبيرات والأداء الذي جعله المرشح الأقوى لجائزة أفضل ممثل.

يلعب أنطونيو بانديراس دور سلفادور مالو ، مخرج سينمائي شهير وناجح في الستينيات من عمره ويعيش في مدريد، ويعاني سلفادور من قائمة من الأوجاع والآلام والأمراض مثل مشاكل في الجهاز الهضمي ، والصداع النصفي ، والقلق ، وأسوأ من كل ذلك ، آلام الظهر. لديه الكثير من المال ، لكنه لم يصنع فيلماً منذ عقود، ولكن مقابله مع صديق قديم تغير مجرى الأحداث.

«صداع في رأس فرنسا»

"البؤساء" للمخرج لادج لي  و"أحمد الصغير" للأخوين داردين من الأفلام التي عبرت عن واقع المجتمع الفرنسي المشتعل هذه الفترة، الأول قدم نموذج للمهاجرين من الأفارقة والعرب ورصد عن كثب واقع حياتهم اليومية من خلال تعامل 3 ضباط مع حادثة سرقة لطفل من ذوي البشرة السمراء، وكانت معالجة المخرج سرده للأحداث منطقية ومترابطة، على عكس فيلم "احمد الصغير"، فقد تعامل المخرجين مع أبعاد شخصية المراهق، الذي يخضع لعملية غسيل مخ من أمام المسجد المتطرف ويدفعه لقتل معلمته، بسطحية وعدم وعي كافي والمام بمدى تقبل هذه العقلية للنصح، لك جاءت النهاية غير موفقة. على رغم تباين مستوى الفلمين إلا أن ما جمع بينهما هو ملامسة القصة لواقع فرنسا الآن وإلقاء اللوم على المهاجرين بشكل عام والمسلمين بشكل خاص، في كل ما تشهده فرنسا حاليا من أوضاع غير مستقرة.

«المثلية الجنسية»

كالعادة، يتجه بعض المخرجين للقصص المناصرة لحقوق مثليي الجنس، باعتبارها حديث الساعة كما أنها كارت مضمون لنجاح الفيلم أو أثارته للجدل على اقل تقدير، فيلم "لوحة لامرأة على نار" للمخرجة سيلين سياما و "ماتيس و ماكسيم" للمخرج خافيير دولان، كلاهما يتحدث عن المثلية الجنسية الأول لامرأتين في العصور الوسطى والآخر لصديقين منذ الطفولة ينتهي بهما الأمر في علاقة حب، ولكن الفارق بين العملين بغض النظر عن القصة، هو المعايير الفنية التي التزمت بها سلينا فخرج فيلم جيد الصنع من حيث الديكور والسيناريو والموسيقى وترابط الأحداث بالإضافة لأداء البطلات، ولكن للاف فيلم دولان جاء ممل وإيقاعه بطئ وأحداثه متوقعه.

 

####

أفلام المغرب وتونس والجزائر تخطف الأنظار في «نظرة ما» بمهرجان كان

رانيا الزاهد

تعتبر مسابقة «نظرة ما»، ثاني أهم مسابقة في مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 72،  بعد المسابقة الرسمية، والتي تترأس لجنته تحكيمها في هذه الدورة المخرجة اللبنانية نادين لبكي، شهدت العديد من الأفلام القوية منها أفلام عربية رائعة على رأسها فيلم افتتاح المسابقة "حبيبة أخي: للمخرجة التونسية مونيا شكري، و"بابيشا" للجزائرية مونيا مدور و"ادم"  للمغربية مريم التوزاني.

يتحدث فيلمٌ التونسية مونيا شكري، "حبيبة أخي"، عن حب العائلة وتماسكها في الغربة وهو من إنتاج كندي فرنسي، حيث "قامت بكتابة قصته المخرجة، وتدور أحداثه حول أخ وأخت تربطهما علاقته حب وتفاهم قوية ولكن الوضع يتغير بدخوله قصة حب جديدة لتشعر الأخت بالغيرة وتبدأ في خلق المشاكل ينهما.

أما "بابيشا" يعود بنا لموجة الإرهاب والتطرف التي اجتاحت العالم العربي في التسعينات، وعرضت المخرجة تأثر المجتمع الجزائري بالأحداث حيث أطلق عليها "السنوات السوداء"، وذلك من خلال حياة فتاة جامعية شابة تقدمها الممثلة الموهوبة لينا خضري التي تعيش مع مجموعة من صديقاتها في بيت الطالبات وتحلم بأن تكون مصممة أزياء عالمية لشغفها بعالم الموضة و الخياطة و الأزياء، في مجتمع متحفظ وتتعرض شقيقتها للاغتيال على يد جماعات متطرفة، وبدلا من الاستسلام لسنوات الظلام قررت التمرد وأصرت على عمل عرض أزياء في بيت الطالبات انتهت بهجوم إرهابي على القاعة.

بتبيشا هو أول عمل لمخرجته التي اختارت قصة عن حياة المرأة العربية وقدمتها بمنتهى القوة.

فيلم "آدم" للمخرجةِ المغربية مريام توزاني، أيضا ينتصر لأوضاع المرأة العربية في المغرب حيث تدور قصته حول سامية وهي فتاة حامل خارج إطار الزواج وتبحث عن مكان بعيد لتقضيه فيه فترة الولادة، لتجمعها الأقدار بامرأة أرملة لتغير في كثير من حياتها.

«ليلوش يغرد خارج السرب»

لحظات استثنائية شهدها جمهور مهرجان كان السينمائي الـ 72 حيث غنى الجمهور بصوت واحد الأغنية الشهيرة لفيلم " رجل وامرأة A Man and a Woman" تحية لمخرج العمل كلود لولوش وبطليه جان- لوي ترانتينيان وأنوك إيميه حيث استمر التصفيق لأكثر من 10 دقائق ثم بدأ بعدها المسرح الكبير بأكمله يغني أغنية الفيلم.

سبب هذا التأثر الكبير هو قدرة ليلوش على جمع أبطال العمل الأول حيث يروي قصة اللقاء بين بطلي فيلم "رجل وامرأة" الحائز السعفة الذهبية العام 1966 وجائزتي أوسكار أفضل فيلم أجنبي وأفضل سيناريو.

ظهرت بطلة الفيلم التي وصلت الآن لعمر 87 عاماً على السجادة الحمراء للانضمام إلى جان لوي ترنتينيان الذي وصل هو الآخر لعمر 88 عاماً ولكنه الذي يعاني من وضع صحي صعب، لحضور العرض العالمي الأول ويشارك في الفيلم أيضاً أنطوان سير وسعاد أميدو اللذان كانا يؤديان دور طفلي الزوجين في الجزء الأول، وأصبحا اليوم حمسينيين، فضلاً عن ظهور خاص للنجمة مونيكا بيلوتشي وماريان دونيكور.

ويعرض الفيلم خارج إطار المسابقة. تم تصوير الفيلم الذي يشارك في القسم الرسمي خارج المسابقة، في غضون عشرة أيام وقد ألف موسيقاه فرانسيس لاي مؤلف موسيقى الجزء الأول قبل 53 عاماً والذي توفي في نوفمبر 2018 والمغني كالوجيرو، وهو يروي عودة بطلي قصة الحب الجارف مجدداً

وكان لولوش أخرج العام 1986 تكملة أولى لفيلمه الأشهر بعنوان "رجل وامرأة بعد عشرين عاماً" الذي عرض أيضاً في مهرجان كان خارج إطار المسابقة الرسمية.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

20.05.2019

 
 
 
 
 

قوة الضعيف فى الكون

د. أحمد عاطف دره

طفيلي, اخراج الكورى بونج جوون هو، هو احد أهم الافلام التى عرضت فى الدورة 72 لمهرجان كان السينمائى. يبدأ الفيلم بتقديم عائلة فى كوريا الجنوبية تعانى البطالة والفقر الشديد، وهو وجه غير معروف لأغلب الجماهير. لا تجد العائلة عملا الا فى طى علب البيتزا لاحد المحال وسرعان ما تفقد حتى هذا العمل التافه. يعيشون فى بدروم تحت مستوى الارض مليء بالحشرات وليس به إلا نافذة واحدة يطلون منها فقط على قاذورات البشر. يجد الابن الشاب للأسرة عملا مدرسا للغة الانجليزية عند عائلة ثرية جدا، بعد ان زورت له اخته الشابة شهادة من جامعة اكسفورد. تصنع العائلة الفقيرة كل المؤامرات الممكنة لكى يلتحق كل افرادها بالعمل عند العائلة الثرية بدون إظهار العلاقة الاسرية فيما بينهم. يتآمرون على السائق ويتم اقتراح الاب مكانه. ويتم الادعاء بأن مديرة المنزل مصابة بالسل فتطرد هى الاخرى وتجلب الام كبديلة لها. حتى الابنة الشابة تأتى لتعمل معلمة رسم للطفل المشاغب ابن الاثرياء. وكل ذلك يقدم بأسلوب من الكوميديا السوداء التى تجعلنا نضحك من مرارة الوضع. لا احد من الاسرة الثرية يستطيع اكتشاف الرابط بينهم إلا الطفل المشاغب الذى يقول ان كل العاملين لديهم لهم نفس الرائحة الغريبة.

ترحل الاسرة الثرية لقضاء إجازة، فتستغل العائلة الفقيرة الفرصة وتستمتع بكل صور الرفاهية فى المنزل الفخم فوق العادة. لا يقض مضجعهم الا عودة مديرة المنزل القديمة فى ليلة ليلاء تبدأ ولا تنتهى الا بنهاية الفيلم. تهطل الامطار ومديرة المنزل تترجى خليفتها فى العمل، الدخول للمنزل لأنها نسيت شيئا مهما لم تنتبه لتركه. يتداولون الامر سريعا ويقررون السماح للسيدة بالدخول ويختبئون جميعا ما عدا أمهم. الاخيرة تصاحب مديرة المنزل القديمة فتكتشف ان ما نسيته موجود بقبو سرى تحت المنزل. وسرعان ما تفصح لها السيدة انها تخبيء زوجها العاطل المدان فى هذا المكان وتطعمه منذ سنوات فى الخفاء لانه لا حياة آمنة له بالخارج. تهددهما الام بإبلاغ البوليس وفجأة يقع بقية افراد اسرتها من على السلم و تفتضح كذبتهم امام مديرة المنزل وزوجها المختبئ، والذى يصور افتضاح امرهم سريعا بهاتفه. تعقد الحال امام الاسرة الفقيرة التى ما إن رأت الحياة قد طابت لها حتى جاءهم عزول بل وتحول لعدو. يتصل الاثرياء بأم الاسرة الفقيرة لإخبارها بأنهم الغوا الرحلة وسيعودون للمنزل لرداءة الطقس. كان الحل الوحيد امام الفقراء هو استخدام العنف مع مديرة المنزل القديمة وزوجها وتقييدهما داخل القبو السرى. ثم كان عليهم لاحقا الاختباء تحت العفش وحبس أنفاسهم لكى لا يتم اكتشافهم من أسرة الاثرياء. فليس مسموحا ظهورهم ماعدا امهم التى اصبحت مديرة المنزل الجديدة. وقضوا ليلة صعبة مهينة بسبب ذلك. فى النهاية هربوا جميعا خارج المنزل فى الليلة المطيرة. وجدوا منزلهم القابع فى البدروم قد اصبح بحيرة، و حاول كل منهم إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ذكرياته وأشيائه المهمة.

وفى حين صحت الاسرة الغنية من النوم لتقرر تنظيم حفل عيد ميلاد ابنهم فى حديقة المنزل الفخم، صحوا هم مع فقراء المدينة على وجودهم فى ملعب رياضى وفرته لهم السلطات للحماية من الإعصار بعد النوم على أرضه. تم إبلاغ افراد الاسرة الفقيرة واحدا تلو الاخر لحضور الحفل كل بصفته، وذهبوا. اما عن الكارثة الجديدة، فقد كان رأى اب الاسرة الفقيرة عدم فتح القبو ونسيان ما حدث، لكن اجتمع اغلبهم على النزول للتفاوض مع مديرة المنزل وزوجها. عند العودة للقبو، فوجئوا بان السيدة قد قتلت من عنفهم، وزوجها اصبح ثائرا، وتخلص من قيوده وخرج بهيستيريا غضب وانتقام ليقتل كل من امامه.. موهبة المخرج عبقرية حقا لأنه تنقل بنا عبر الاساليب الفنية بكل سلاسة، من كوميديا لجريمة، لتحليل فلسفى يعكس الظلم الاجتماعى وعدم المساواة بين الطبقات بكوريا الجنوبية. اما عنوان الفيلم فهو يحيلنا الى معناه الأعمق، وهو الطفيليات. التطفل هو أحد أنواع العلاقات التكافلية بين الكائنات الحية من مختلف الأنواع، حيث يعتمد الكائن الحى، الطفيل، فى المعيشة على العائل.

يتعلق الضرر والمنفعة فى العلاقات التطفلية بما يسمى التكيف البيولوجى بين الكائنات الحية. يقول لنا الفيلم ان اى مجتمع اذا لم يسمح لطفيلياته بالحياة فسيقتل عائلها كما يحدث فى عالم الكائنات الحية. والقاعدة تقول إن الضعيف له حق فى هذا الكون، حتما سيناله حتى لو لم يسمح له المجتمع بذلك. لانها ببساطة غريزة البقاء.

 

####

«ستالونى» وعرب فرنسا فى ختام «كان»

كان ــ د.أحمد عاطف دره

آثر مهرجان «كان» السينمائى أن يقدم فى يومه الأخير وجبة مثيرة من الأفلام والضيوف المثيرين للجدل.

ومثلما حدث مع آلان ديلون، اعترض عشاق المهرجان الأشهر فى العالم على تقديمه تحية خاصة للنجم الهوليوودى الكبير سيلفستر ستالوني، الذى قدم ما يسمى بدرس السينما، وقالوا إن ستالونى لم يضف لفن السينما الحقيقي.

وقد عرض خلال اللقاء أجزاء من الجزء الخامس والجديد من سلسلة أفلام «رامبو» الشهيرة.

وعرض أمس أيضا فيلما لمخرج آخر مثير للجدل هو التونسى الفرنسى عبداللطيف قشيش، وفى فيلمه المعروض «مكتوب حبي: النشيد الثاني» يركز قشيش على تيمة الجسد والاحتفاء به فى شهوانية عالية مثل أعماله السابقة، وبطلة أفلامه الدائمة الممثلة حفصية حرزى ذات الأصل الجزائرى عرض لها قسم أسبوع النقاد فيلمها الأول كمخرجة: «تستحقين الحب»، وهو عن تبعات الطلاق.

بالإضافة للنجم رضا كاتب الذى يقوم ببطولة فيلم «خارج المألوف» المعروض فى حفل ختام للمهرجان، وهو عن رجلين يعملان فى مجال مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد. كما ظهر بالمهرجان كذلك لكن بدون أفلام النجوم الفرنسيين من أصول عربية جمال دبوز وجاد المالح ورشدى زيم وعارضة الأزياء نبيلة.

 

الأهرام اليومي في

25.05.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004