السينما العربية تغزو مهرجان «كان» بـ11 فيلماً فى 6
أقسام..
والمشاركة المصرية تقتصر على «فخ»
كتب: نورهان
نصر الله
الدورة الـ72 من مهرجان كان السينمائى هى واحدة من الدورات
الأبرز فى تاريخ المهرجان، ليس فقط بسبب مشاركة مجموعة من أهم المخرجين حول
العالم بأفلام رسمت ملامح دورة مميزة، ولكن على مستوى المشاركة العربية
أيضاً، يشهد المهرجان هذا العام مشاركة غير مسبوقة من المخرجين العرب فى
مختلف فئات المهرجان، يصل عددها إلى 11 فيلماً، أرجع البعض احتضان السينما
العربية بسخاء فى المهرجان فى الدورتين الأخيرتين إلى نبذ «نيتفليكس»،
مدفوعاً بالموقف العدائى للموزعين الفرنسيين ومطالباتهم بتجاهل منصة العرض
الإلكترونى.
من ضمن 21 فيلماً تشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان، يمثل
المشاركة العربية اثنان من المخرجين المخضرمين تحت عنوان «العائدون»، حيث
يعود المخرج الفلسطينى إيليا سليمان بعد غياب 6 سنوات عن المهرجان، منذ
مشاركته الأخيرة بفيلم «7Days
in Havana»،
فى قسم «نظرة ما» عام 2012، ويوجد هذا العام بفيلم «It
Must Be Heaven»،
وسبق أن حصل على جائزة لجنة التحكيم من المهرجان عام 2002، عن فيلمه «Divine
Intervention»،
وبالرغم من عمق الموضوع الذى يقدمه الفيلم حيث يتطرق إلى مفاهيم الهوية
والانتماء، إلا أنه يأتى بنظرة هزلية على الأحداث الصعبة، وهو ما أكده
«سليمان» وفقاً لتصريحاته التى نشرتها صحيفة «The
New York Times»،
قائلاً: «هذا أكثر فيلم كوميدى لى حتى الآن، وهذا ما يخبرنا بأن العالم فى
وضع رهيب حقاً».
فلسطين تشارك بعملين وتونس صاحبة نصيب الأسد
بعد خمس سنوات عاد المخرج التونسى عبداللطيف كشيش إلى
مهرجان كان، منذ حصوله على السعفة الذهبية عن فيلم «Blue
Is the Warmest Color»
عام 2013، فى الدورة الـ66 من المهرجان، ليعود الدورة الحالية بـ«Mektoub،
My Love: Intermezzo»،
وهو يعتبر الجزء الثانى من فيلم «Mektoub،
My Love: Canto Uno»،
الذى عرض للمرة الأولى فى المسابقة الرسمية للدورة الـ74 من مهرجان فينسيا
السينمائى، وهو مأخوذ عن رواية «La
blessure la vraie»
للكاتب الصحفى الفرنسى فرانسوا بيجودو، وتصل مدة الفيلم إلى
4 ساعات متواصلة.
تشهد المشاركة العربية فى مسابقة «نظرة ما»، والتى تترأس
لجنة تحكيمها المخرجة اللبنانية نادين لبكى، مشاركة مخرجين بتجاربهم الأولى
من بينهم المخرجة المغربية مريم توزانى بفيلمها «آدم»، وهو قصة لقاء صدفة
بين سيدتين فى مدينة الدار البيضاء؛ «سامية» امرأة شابة حامل، و«عبلة»
أرملة تكافح من أجل تلبية احتياجاتها ورعاية ابنتها البالغة من العمر ثمانى
سنوات، يغير اللقاء مجرى حياتهما ويأخذ كل منهما فى رحلة داخلية.
ومن الجزائر تشارك المخرجة منية مدور، بفيلم «Papicha»،
وتدور أحداث الفيلم فى التسعينات من القرن الماضى، حول «نجمة» الفتاة
البالغة من العمر 18 عاماً، ومتحمسة لدراسة تصميم الأزياء، حيث تمنعها
الأحداث المأساوية فى الحرب الأهلية الجزائرية من العيش حياة طبيعية
والخروج ليلاً مع صديقتها وسيلة، نظراً لأن المناخ الاجتماعى يصبح أكثر
محافظة، فإنها ترفض الحظر الجديد الذى حدده المتطرفون وتقرر الكفاح من أجل
حريتها واستقلالها من خلال تقديم عرض للأزياء، وهو يعتبر أيضاً الفيلم
الروائى الطويل الأول للمخرجة.
إيليا سليمان و"كشيش" يخوضان سباق السعفة الذهبية فيلم
"طلامس"
يشارك المخرج الفلسطينى وسام الجعفرى بفيلم «أمبيانس» فى
مسابقة أفلام الطلاب «Cinéfondation»،
تدور أحداثه بالأبيض والأسود حول شابين فلسطينيين يحاولان تسجيل عرض
للمشاركة فى مسابقة موسيقية، إذا نجحوا فى الفوز بجائزة ألبوم الموسيقى،
ولكن بعد العديد من المحاولات السيئة، بسبب الفوضى والإزعاج فى المخيم،
خرجوا أخيراً بفكرة تسجيل الصوت وتحويله إلى موسيقى.
بعد حصوله على جائزتى لجنة التحكيم الكبرى والجمهور من
مهرجان «SXSW»،
تم إدراج الفيلم الوثائقى «من أجل سما» للمخرجة السورية وعد الخطيب
والإنجليزى إدوار واتس، ضمن قسم العروض الخاصة فى المهرجان، وترصد أحداث
الفيلم فى 95 دقيقة، حياة شابة تكافح من أجل الحب والحرب والأمومة على مدار
خمس سنوات فى ظل الحرب السورية، حيث يوثق الفيلم خمس سنوات فى حياة المخرجة
كصحفية طموحة فى مدينة حلب المحاصرة فى حلب، التى تزوجت من آخر الأطباء فى
المدينة وصولاً إلى ولادة ابنتها «سما»، محور الفيلم، عام 2015، لتمنح أمها
الأمل، رغم أنهما تعيشان فى غرفة شبابيكها محميّة بأكياس الرمل من أجل
تفادى أى انفجار قد يقتلهما، وخصصت «وعد» الفيلم لابنتها، حيث يعتبر نوعاً
من الرسائل إليها، يشرح كيف ولدت فى أجواء الحرب، ويطرح سؤالاً ما إذا كان
ينبغى لـ«وعد» أن تفر من المدينة وتحمى ابنتها.
فى النسخة الـ58 من أسبوع النقاد المقام على هامش فعاليات
مهرجان كان السينمائى، يشارك عدد من الأعمال العربية، من بينها «أبو ليلى»
للمخرج الجزائرى أمين سيدى بومدين، وتدور أحداث الفيلم فى الجزائر عام
1994، بعد أحداث إرهابية دامية شهدتها البلاد، يخوض صديقان رحلة فى الصحراء
بحثاً عن إرهابى خطير هارب يدعى «أبو ليلى»، بالإضافة إلى فيلم «القديس
المجهول» للمخرج المغربى علاء الدين الجم، وتدور أحداث الفيلم حول لص يعود
بعد سنوات من السجن لاسترجاع المال الذى سرقه، فيكتشف بناء ضريح ضخم فوق
الموقع الذى خبأ فيه المال لتكريم ولىّ كان يعيش فى المنطقة، لتكون مجرد
محاولة يائسة لاسترجاع الأموال.
تخوض الممثلة الفرنسية من أصول تونسية جزائرية حفصية حرزى
أولى تجاربها الإخراجية، بفيلم «Tu
Mérites Un amour»
أو «You
Deserve a Love»،
وتدور أحداث الفيلم حول انفصال الزوجين «ريمى» و«ليلا»، ويستكشفان آثار
الانفصال الدائمة عليهما، ولا يقتصر دور «حفصية» على الإخراج فقط، بل تقوم
ببطولة الفيلم بالإضافة إلى المشاركة بالتمثيل فى فيلم «Mektoub،
My Love»
للمخرج عبداللطيف كشيش، المشارك فى المسابقة الرسمية، وفى
قسم الأفلام القصيرة بأسبوع النقاد، يشارك فيلم «فخ» للمخرجة المصرية ندى
رياض، وتدور أحداث الفيلم حول شاب وفتاة غير متزوجين يرغبان فى قضاء وقت
معاً فى منتجع ساحلى مهجور، ويتم اختبار العلاقة بينهما عندما تكشف الفتاة
عن رغبتها فى الانفصال عنه.
والمخرج التونسى علاء الدين سليم يشارك فى النسخة الـ51 من
مسابقة نصف شهر المخرجين المقامة على هامش فعاليات المهرجان، بفيلم
«طلامس»، وهو التجربة الإخراجة الثانية بعد فيلم «آخر واحد فينا» الذى حصل
على جائزة «أسد المستقبل» فى الدورة الـ73 من مهرجان فينسيا السينمائى،
وتدور أحداث الفيلم حول جندى شاب فى الصحراء الجنوبية لتونس، يحصل على
إجازة لمدة أسبوع ويعود إلى المنزل عندما يتلقى خبر وفاة والدته، ويقرر
بعدها التخلى عن الجيش مما يجعله مطلوباً من قبل السلطات، بعد عدة مشادات
مع الشرطة يصاب بجروح خطيرة ويلجأ إلى غابة قريبة، وبعد سنوات قليلة تعيش
امرأة شابة حامل متزوجة من رجل أعمال ثرى فى فيلا فاخرة، فى صباح أحد
الأيام خرجت بمفردها فى نزهة فى الغابة ولكنها لم تعد. |