كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

كانّ ٧٢ – "البؤساء" للادج لي:

الضواحي على الكراوزيت!

كانّ - هوفيك حبشيان - المصدر: "النهار"

كان السينمائي الدولي

الدورة الثانية والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

بعيداً من جادّاتها الساحرة وساحاتها التاريخية ومقاهيها الرومنطيقية، هناك فرنسا ما، فرنسا الضواحي - مادة دائمة للتجاذب السياسي - لا يعرفها السيّاح. مدن بعيدة من الأنظار، يلفّها العنف والاهمال والتشدد حيث المهاجرون يعيشون في نوع من غيتوات ويفرضون في أحايين كثيرة قانونهم الخاص، في ظل تغاضي الدولة وأجهزتها، الجزئي أو الكلي، لما يحدث في هذه الأماكن. هذه الضواحي الأشبه بالقنابل الموقوتة، حظيت بمعالجات سينمائية لا تُحصى، أشهرها ربما "الكراهية" (١٩٩٥) لماتيو كاسوفيتس الذي بات مدرسة في هذا المجال، حد ان "أفلام الضواحي" تحولت جانراً سينمائياً قائماً في ذاته.

"البؤساء" للادج لي (باكورة سينمائي من أصول مالية يبلغ الثامنة والثلاثين من العمر) المعروض في مسابقة الدورة ٧٢ من مهرجان #كانّ السينمائي (١٤ - ٢٥ الجاري) يقحمنا في هذه المنطقة حيث يتشابك الثقافات، الشلل، العصابات، الأخوان المسلمون، والقوّادون الذين نصبوا أنفسهم أولياء على البسطاء من الناس. هؤلاء الذين يعتبرهم لادج لي "بؤساء"، في اشارة إلى فيكتور هوغو الذي كتب روايته الشهيرة في مونفرماي (سين سان دوني)، البقعة التي تجري فيها الأحداث.

النتيجة مرضية إلى حدّ ما، ذلك ان لادج لي، ابن هذه الضواحي، يعرف عمّا يتحدّث بقدر معرفته بمحتوى جيبه الصغير. ولكن لنطمئن: لسنا حيال تحفة فنية! لا شيء استثنائياً في هذا العمل الذي سارع بعض الصحافة إلى كيل المدائح في شأنه على نحو مستفز. حتى ان بعضهم تمنى له "السعفة"، في حين ان النسبة الكبرى من أفلام المسابقة لم تُعرض بعد.

الحكاية بسيطة: ثلاثة عناصر من الشرطة المحلية (داميان بونار وألكسيس ماننتي وجبريل زونغا) يواجهون سلسلة مشاكل في منطقتهم وينبغي لهم التعامل معها وإيجاد حلّ لها. أحد هؤلاء الثلاثة، يأتي من منطقة أخرى ليشكّل فريقاً مع اثنين معروفين في المنطقة وينشطان منذ زمن فيها، فلا يزال عوده طرياً، وهو، بطراوته وهشاشته وحيرته وأخلاقه، يمثّل "العين الخارجية العذراء غير الملوثة" على الحوادث. مع بعض المبالغة، يمكن تبني نظرية انه المُشاهد نفسه، بعدما زُجّ به في داخل الفيلم.

ما نراه في الساعة الأولى من "البؤساء"، بصعوده وهبوطه المستمرين، لا يتعدى كونه مسحاً لأوضاع الضاحية وسكّانها، من وجهة نظر هؤلاء الثلاثة. كلٌّ من الشرطيين المخضرمين (أحدهما فرنسي أصيل والثاني من أصول أفريقية) لا يكنّانالكثير من العاطفة لسكّان هذه الأحياء حيث تربّيا، ولكن أسباب "كراهيتهما" لهم تختلف من الواحد إلى الآخر. الشرطي الثالث، صديقنا، هو هنا ليراقب، ويحلل ويفهم. لا مواقف مسبقة لديه، الأمر الذي يقربنا منه، ويبعدنا من الاثنين الآخرين. أما الأربعون دقيقة الأخيرة من الفيلم، فهي تكريس لقسوة بالغة، استوحاها المخرج من حادث عرضي وقع في سين سان دوني عام ٢٠٠٨، وكان شاهداً عليها بكاميراته: صبي له سوابق في الشغب، يسرق شبلاً من سيرك جوّال لغجر استقروا في المنطقة، الأمر الذي يحدث معركة بين العصابات المختلفة في المنطقة. يهدد الغجر، أصحاب الشبل، بالفوضى! فتأخذ الشرطة على عاتقها العثور على اللص، الا انه خلال القبض عليه، يحدث ما ليس في الحسبان.

في ظلّ تكاثر الحديث أخيراً عن الشرطة الفرنسية ومعاناة عناصرها خلال التظاهرات وحالات التصادم مع الشعب (٢٤ شرطياً فرنسياً انتحروا منذ بداية هذا العام في فرنسا)، يأتي الفيلم ليقدّم صورة شاملة عن مهام هؤلاء اليومية، وتعقّبهم للمخالفين في المناطق "الصعبة"، كما يُقال في فرنسا. يرصد الفيلم تحركاتهم في مناخ شديد التوتر والضغط. مع ذلك، لاينتصر لهم تماماً، اذ يريهم بعللهم وهشاشتهم وتجاوزاتهم ومزاجيتهم. حقيقة انهم يقفون ضد شلّة من الخارجين عن القانون والفوضويين وتجّار المخدرات والمتطرفين الذين يمارسون نشاطهم ويفرضون أفكارهم بعيداً من منطق الجمهورية، لا تمنحهم أي سبب تخفيفي لأفعالهم.

خلافاً لأي منطق، يفضّل الفيلم، ان يضع الكلّ، بلا استثناء، في سلّة واحدة، وهذا شيء مقبول سينمائياً وإن لم يكن مفهوماًسياسياً. لا صح أو خطأ في “البؤساء”. بمهذا المعنى فأي وقوف في صفّ الشرطي وإن كان محقاً (يعرف المخرج انه) لا يوفر الا فيلماً "فاشياً"، في حين إيجاد مسوّغات لممارسات المهاجرين، يصنع هو أيضاً، فيلماً أبله منفصلاً عن الواقع. لذلك، يجد الواحد منّا نفسه في صف الشرطي الحائر الذي يجسّد أرقى درجات الامتحان لإنسانيته، وسط الخراب الذي يشهد عليه.

 

####

كانّ ٧٢ - "باكوراو": انشودة للروح المقاومة

كانّ - هوفيك حبشيان - المصدر: "النهار"

اكتشفنا المخرج البرازيلي كليبير مندونسا فيلو قبل ثلاث سنوات في مهرجان #كانّ، يوم كان يعرض فيه "أكواريوس" الذي روى من خلال سيدة تصر على البقاء في شقتها القديمة على رغم إلحاج المُضارِب العقاري عليها لبيعها، إلى أين يمكن ان يصل خبث الرأسمالية لتحقيق هدفها ومعاقبة كلّ ما يعترض طريقها. تلك الرأسمالية اللطيفة، الودودة، التي تتبنى لغة البساطة والشفافية. مع جديده، "باكوراو"، المعروض في مسابقة الدورة ٧٢ (١٤ - ٢٥ الجاري)، تغيرت اللغة، باتت أشد توتراً، علماً ان القسوة هي هي. طبيعي وقد حلّت بالبرازيل، موطن فيلو الناقد الذي تحوّل مخرجاً، كارثة حقيقية، مع وصول بولسونارو إلى سدة الرئاسة. هذا وصول كافٍ عند الكثير من الفنّانين، وآخرهم فاغنر مورا الذي التقته "النهار" في مهرجان برلين الأخير، لإعلان حال الطوارئ، أقله سينمائياً، في البلاد.

"باكوراو" اسم قرية منسية في البرازيل (منطقة سرتاو)، فيلم غريب اللهجة، "لقيط"، سواء شكلاً أو مضموناً. يتبنى فيلو وشريكه في الإخراج جوليانو دورنيليس، صيغة مختلفة توحي بأننا في باروديا لأفلام وسترن ستيناتية. شيء ما بين سينما سيرجيو كوربوتشي وسام بكنباه، ولكن مع اضافات برازيلية. الأحداث تجري في مستقبل قريب جداً، في اشارة واضحة وصريحة إلى حال البرازيل راهناً، اجتماعياً وسياسياً. كأن الفيلم يحذّر من حدوث الأسوأ، تحت سماء ملبدة بالغيوم. الاحساس بنهاية العالم يخيّم على كل ّلقطة، منذ الافتتاحية حتى لحظة الختام. البلدة الصغيرة التي تجري فيها الحوادث قد تختزل في نظر المخرجين، برازيل الحالية الواقعة في فخ الكراهية والعنف والرغبة المتصاعدة في تصفية الآخر، وكلّ هذه الأشياء الآتية من كلّ حدب وصوب، وليست البلدة منبعها في أي حال.

على رغم هذا كله، لا يوجد في الفيلم أي كلام مباشر عن المواضيع المطروحة. بل يجد الخطاب طريقه الينا من خلال سلسلة حوادث مجسّدة. الجزء الأول من الفيلم يستعرض الجماعة التي تعيش بتناغم معيّن مع البيئة، ولكن ليس من دون صراعات داخلية. مراسم دفن احدى كبيرات السن، تغدو مناسبة لرسم بورتريه جميل للعادات والتقاليد في البلدة، برؤية انثروبولوجية. هذا التمهيد يصبح ذا معنى، وتتضح نيّاته، مع دخول بعض السياح إلى البلدة وانطلاق أحداث دموية ندعكم تكتشفونها. فجأة، سيجد سكّان البلدة، انهم لم يعودوا على الخريطة!

بالتأكيد، نحن أمام فيلم له شخصية وأسلوب، وكذلك رؤية ساخطة للأشياء، يطرحها بطريقته الملتبسة. ولكن، في النهاية، ثمة الكثير من العاطفة والقلب والحبّ في النحو الذي يصوّر فيها البرازيل، البلد العملاق المنهمك تحت طبقات من العنف، وعلى المُشاهد القيام ربما ببعض الجهد للعثور على هذا العنف. فـ"باكوراو" احتفاء ساخط لا يساوم ولا يتوانى عن استخدام أيٍّ من المؤثرات الاسلوبية القديمة؛ احتفاء بمقاومة شعبية تتصدى للأعداء الذين يريدون القضاء على الروح البرازيلية الهائمة فوق البلدة منذ مئات السنين.

عندما أقول "لا يساوم"، أعني أنه يذهب إلى أبعد نقطة في الفكرة التي يقولها، وفي الوقوف إلى جانب المهمّشين والمنسيين والمنكوبين. وذلك بالكثير من الدم والغبار، والفوضى والإحساس بالعار والتشويق والألم، ليتحوّل الفيلم برمته إلى انشودة لفكرة الحرية واستعادة الحق بالقوة، ولكن من دون ان يغدو نصّاً مناضلاً وملتزماً. هذا هو بعضٌ من أهمية فيلم يرينا العنف الذي يولّده الافراط في استخدام السلطة.

 

النهار اللبنانية في

17.05.2019

 
 
 
 
 

موسم خصب للسينمائيات العربيات في مهرجان كان

نادين لبكي رئيسة للجنة تحكيم "نظرة ما" وخمس سينمائيات عربيات يشاركن في مختلف تظاهرات المهرجان

عثمان تزغارت

عودة قوية تسجلها السينما العربية في مهرجان كان السينمائي هذه السنة، من خلال 10 أفلام من فلسطين وتونس والمغرب والجزائر ومصر، تُعرض في مختلف تظاهرات المهرجان. وتعود حصة الأسد في هذه المشاركات العربية إلى النساء، إذ تشارك ثلاث سينمائيات في فعالية "نظرة ما"، ثاني أهم تظاهرات المهرجان بعد مسابقة السعفة الذهبية. بينما تشارك سينمائيتان أخريان في تظاهرة "أسبوع النقاد" المخصصة للأفلام التي تعد الأعمال الأولى لمخرجيها.

حضور مزدوج

وإلى جانب هذه الأفلام النسائية العربية المشاركة، تسجل المخرجة اللبنانية نادين لبكي حضوراً مزدوجاً، من خلال اختيارها لرئاسة لجنة تحكيم تظاهرة "نظرة ما"، واستضافتها ضمن نخبة من النساء السينمائيات اللواتي يحتفى بهن ضمن فعالية تحمل اسم women in motion. عُرض فيلمان من بين هذه المشاركات النسوية العربية. الأول "امرأة أخي" لمونيا شكري، وهي سينمائية مغربية مقيمة في كندا، والثاني "بابيشا" للجزائرية مونيا مدور. وكانت شكري قد اشتهرت كممثلة، خصوصاً في أفلام الكندي غزافييه دولان (30 سنة)، الذي نال الجائزة الكبرى في كان، عام 2016، عن فيلمه "نهاية العالم وحسب". يعد "امرأة أخي" أول تجربة لها كمخرجة، لذا ينافس الفيلم أيضاً على جائزة الكاميرا الذهبية، التي تكافئ الأعمال الأولى.

تأثيرات غزافييه دولان

وتوقع النقاد أن يحمل الفيلم تأثيرات غزافييه دولان الذي تعد مونيا شكري واحدة من ممثلاته الأثيرات. لكن فيلمها أتى أقرب إلى مدرسة الكوميديا السوداء الكندية، التي أسّس لها دونيس أركان، صاحب "الغزوات البربرية" (2003) و"عصر الظلمات" (2007) و"انهيار الإمبراطورية الأميركية" (2018). وظهرت تأثيرات بصماته الإخراجية بوضوح في الأسلوب الذي رسمت به مونيا شكري في فيلمها بورتريهاً حميماً لامرأة كندية في الثلاثين تتحدر من أصول مهاجرة مغربية، مثل المخرجة، وتعاني من قلق وجودي مزمن رصده الفيلم في قالب متقن جمع بين التأملات الفلسفية والنبرة الكوميدية الساخرة. ما جعله يحظى بحفاوة كبيرة، وقارنه البعض برائعة "الغزوات البربرية" (أوسكار أفضل فيلم أجنبي – 2004).

أما مونيا مدور، وهي ابنة المخرج الجزائري الراحل عز الدين مدور، فقد رسمت في فيلمها "بابيشا" بورتريهاً جماعياً لشلة من الطالبات الشابات اللواتي يكافحن لتحقيق مستقبلهن خلال سنوات العنف والاقتتال الجزائري في التسعينات. لكن أحلامهن في التحرر والانعتاق تجهض، حين يتعرضن إلى هجوم من جانب جماعة دينية مسلحة على الحي الجامعي الذي يقطنن فيه. ولفتت الممثلة الجزائرية الناشئة لينا خذري (24 سنة) الأنظار بأدائها المبهر في الفيلم. ما جعل توقعات النقاد ترجح أن تكرّر المفاجأة التي أحدثتها حين خطفت جائزة أفضل ممثلة في مهرجان البندقية عام 2017، عن دورها في فيلم "السعداء" لمواطنتها المخرجة الجزائرية صوفيا جمة. وستتوالى المشاركات العربية في الأيام المقبلة، بفيلمين سيتنافسان على السعفة الذهبية، وهما "لا شك أنها الجنة" للفلسطيني إيليا سليمان، و"مكتوب، يا حبي" للتونسي عبد اللطيف قشيش. بينما تحتضن تظاهرة "نظرة ما" فيلماً نسوياً آخر هو "آدم" للمغربية مريم توازني، رفيقة درب المخرج الكبير نبيل عيوش. إضافة إلى فيلم عربي يحمل عنوان "الحياة السرية لإوريدوس غوسمار"، للمخرج البرازيلي ذي الأصل الجزائري، كريم عينوز. بينما يحتضن "أسبوع النقاد" أربعة أفلام عربية، هي "القديس المجهول" للمغربي علاء الدين الجم، و"أبو ليلى" للجزائري أمين سيدي بومدين، و"تستحق حباً" للفرنسية من أصل تونسي حفصية حرزي، و"فخ" للمصرية ندى رياض.             

صحافي @Tazaghart 

 

إندبيندينت عربية في

17.05.2019

 
 
 
 
 

الهتاف بسقوط بشار من منصة مهرجان (كان)!

طارق الشناوي

عدة دقائق من التصفيق مع وقوف كل الحاضرين تحية وتقديرًا لفيلم (إلى سما) للمخرجة السورية وعد الخطيب والمخرج إدوارد واتس، المعروض في القسم الخاص للمهرجان، حظى الفيلم بأكبر قسط من الإعجاب والدفء والتعاطف.

المخرجة كانت واعية ومدركة أن تلك اللحظات من عمرها والتى عاشتها مدينة حلب تحت الحصار في أعقاب الثورة السورية لن تصبح لقطات عابرة في الحياة، سترسم مسار ملامحها وتفاصيل مصيرها.. وهكذا وثقت بالكاميرا الثورة بعيون الطفلة التي ولدت على أصوات المدافع وأزيز الطائرات الروسية سوخوى، حيث الضربات العشوائية التي انهالت على رؤوس الجميع.

هذا الفيلم وصل للذروة بدرجة التماهى التي حققها مع الجمهور، لأنه قائم على تجسيد كل تفاصيل الحياة وما جرى في حلب السورية من قتل ودمار وتشريد.

اللقطة المسجلة كانت وستظل هي السلاح الأهم الذي لا يستطيع أحد تجاهله أو التشكيك في مصداقيته، وثورات الربيع العربى وثقتها كحد أدنى كاميرا الموبايل بالآلاف من اللقطات ومن مختلف الزوايا، ولهذا كانت استعادتها من الأرشيف وبثها للحياة ولاتزال من الأفكار القادرة على مخاطبة الوجدان.

قطعًا المدن السورية تعرضت للحرب أو شهدت ميلاد الثورة وأيضا موتها، الشرارة بدأت في (درعا)، ولكن محافظة (حلب) لم تكن بعيدة أبدًا عن الثورة ولا عن محاولة أيضا قمعها، والكاميرا كانت جاهزة تلتقط وتوثق.

سما تلك الطفلة التي ولدت عام 2012، بينما يعيش البلد أسوأ أيامه، حيث الدمار والقتل العشوائى والدفن الجماعى الذي وثقته الكاميرا، وشاهدنا جانبًا منه.

ثلاثية الحب والزواج والإنجاب جمعت بين المرأة والرجل في عز الدمار والدموية، وجاءت بعدها بعام واحد سما لتعيش طفولة بائسة، تسأل الأم دائما: هل أخطأت عندما قررت إنجابها في هذا التوقيت؟.. الأسرة تؤدى واجبها تجاه الجميع، لأن الزوج يعمل طبيبًا في مستشفى بلا إمكانيات، بينما الدماء لا تتوقف عن النزيف، الدماء التي أريقت على الأرض والأجساد التي وُوريت التراب تبقى في الذاكرة محفوظة ولا يجرؤ أحد على أن يمارس أي محاولة لاغتيال الحقيقة، الثورة السورية بدأت وهى لا تحلم سوى بالحرية، ولكن جاء عنف النظام بضراوة، وكانت الضربات العشوائية تنهال على البسطاء الذين كانوا يهتفون فقط للحرية، ومزقوا صور وتماثيل بشار وأبيه حافظ، فدفعوا الثمن ولا يزالون.

لم يخف أبدا مهرجان (كان) انحيازه الدائم للثورة السورية ووقوفه ضد استمرار بشار الأسد رئيسًا للبلاد، وهو للتوثيق أول مهرجان عالمى كبير يقرر المشاركة في دعم ثورات الربيع العربى، وعرض في 2011 لمصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن العديد من الأفلام التي انحازت للثورة، وكان لمصر نصيب معتبر منها، عدد من المشاركات كان وراءها البعد السياسى، ولكن هذه المرة جاء الفيلم السورى وهو يرتكن إلى إبداع وصدق.

شاهدنا العديد من اللقطات التي أكدت أن الرغبة في الحياة تمتلك أسلحة لمواجهة الموت، طفل بين الحياة والموت بكل التفاصيل نراه وتتعلق أنفاسنا بأول شهقة له في الدنيا.

مخرجة الفيلم وزوجها الطبيب يعيشان في حلب الحلم والذكرى، قبل عامين، شدت الأسرة الرحال خارج الحدود، واصطحبت معها تلك التسجيلات ووثقتها في فيلم، ليصبح شاهد إثبات على كل ما جرى.

العام الماضى، عرض المهرجان الفيلم السورى (قماشتى المفضلة) للمخرجة أرمنية الجذور سورية الهوية، جايا جيجى، في قسم (نظرة ما)، كانت المخرجة بنعومة شديدة وبلا مباشرة تعلن رأيها ضد بشار.. قبل عرض الفيلم، بشر وقتها التليفزيون الرسمى السورى بالفيلم لأنه لم يسبق لهم مشاهدته، ولكن بعد العرض لم يعد مسموحًا بالإشارة إليه، بينما (إلى سما) من البداية لم يتم الحفاوة به في سوريا، لأنهم يعلمون أن الهدف هو انتقاد النظام والمطالبة بالتغيير وتنشيط الذاكرة بالمذابح التي شهدتها العديد من المحافظات السورية، وعلى رأسها طبعا حلب.

ورغم تعدد المهرجانات المصرية والعربية إلا أنها لم تعرض (قماشتى المفضلة)، وأظنها ستتحرج أكثر في عرض (إلى سما).

لم تعد أوروبا سياسيًّا تتبنى هذا الرأى الذي يضع تنحى بشار مقابل بداية الحل، وأغلب الدول العربية تنازلت أيضا طواعية عن هذا الشرط المسبق الذي كان يقف دائما في مواجهة أي تسوية.

هناك توافق شبه عربى، حتى لو اختلف في التفاصيل، على القفز فوق تلك النقطة الشائكة، إلا أن الفنان يتعامل بالحلم، ولا يعنيه في كثير أو قليل تغير المعادلات على الأرض القابلة في أي لحظة أيضا للتغير 180 درجة.

هل مهرجان (كان) يتبنى السياسة الفرنسية؟.. لا أتصوره يفعل ذلك حرفيًا، هو قطعًا لا يقف على الجانب الآخر من الموقف الرسمى للدولة، ولكنه من المؤكد لا ينطق باسمه، السياسة قائمة على قانون الممكن، بينما الفن يرنو للمستحيل، ولهذا تحلق الأفلام بعيدا إلى السما، ومنها أيضا جاء اسم الفيلم (إلى سما)!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

17.05.2019

 
 
 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان «كان» (4): «إلى سما» يعيد طرح الحرب السورية من جديد

رسالة مفتوحة من أم لطفلتها

كان: محمد رُضـا

يطلق الفيلم الجديد «إلى سما» صوته المعارض في مهرجان «كان» السينمائي، متناولاً الوضع في مدينة حلب عندما استعر القتال حولها وفيها بين جهتي النزاع السوري القائم.

ليس في ذلك أي جديد؛ فالأفلام التي تناولت الحرب السورية سبق لبعضها وأن دار في حلب وانتقل بعضها الآخر لمواقع أخرى مثل حمص ودمشق، أو تركت الحدث يحلق في محيط عام بلا تحديد. والغالب أنه لن يمر وقت طويل قبل أن نرى فيلماً أو أكثر عن مدينة إدلب أو أي من المدن المتنازع عليها في الشمال السوري.

يطل الفيلم من على الشرفة «الكانية» خارج المسابقة بعدما كان جال بضعة مهرجانات سابقة بينها «هوت دوكس» الكندي، حيث خرج بالجائزة الأولى لأفضل فيلم تسجيلي طويل (95 دقيقة) ومهرجان SXSW الأميركي، حيث خرج بجائزة لجنة التحكيم الخاصة كما بجائزة الجمهور، والسعي جار لإبقاء فتيل الفيلم مشتعلاً وصولاً إلى الأوسكار كحال سواه من الأفلام التي دارت في الموضوع نفسه ودخلت فيما بعد ترشيحات الأوسكار الرسمية.

الفيلم بريطاني من إنتاج «شانل 4 نيوز» والإخراج قام به اثنان وعد الكاتب وإدوارد ووتس. الأولى من الميدان والثاني لتركيب العمل على سكتيه الفنيّتين وتنفيذ شروطه الفنية بعد التصوير. والموضوع آسر كما يتوقع المرء من فيلم توجه فيه أم من حلب (مخرجة الفيلم) كلامها إلى طفلتها سما التي أنجبتها خلال القصف.

وعد الكاتب كانت درست الإعلام في جامعة حلب قبل بداية الحرب الأهلية هناك سنة 2011. حين بدأت مصحوبة بتحوّل المعارضة من مظاهرات سلمية واجهتها القوى النظامية بالبطش إلى مسلحة هدفها تغيير النظام، كانت وعد في قلب المدينة التي سريعاً ما انتقل الصراع إليها. لخمس سنوات تابعت المخرجة المعارك، حيث تحوّلت إلى مراسلة حربية للقناة الرابعة البريطانية. كم مما سبق له وأن صوّرته موجود في هذا الفيلم لا علم لنا به، لكن إذا ما وُجد فهو قليل جداً لأن ما لدينا هنا هو فيلم كامل من وجهة نظر امرأة تزوّجت وأنجبت وتصنع الفيلم لتتحدث فيه عن حياتها خلال المحنة كما عن طفلتها التي تقول عنها: «أعلم أنك تعرفين ما يحدث حولك».

إنها رحلتها الخاصة في هذا المخاض الصعب. وعد الكاتب اختارت صف المعارضة وتتحدث، من خلال تعليق موجه لطفلتها، عن هذا الاختيار وتطلب منها أن تسامحها كونها أنجبتها في مثل هذه الظروف.

مثل سواه من الأفلام التي خرجت من أتون تلك الحرب، كما حال «عن الآباء والأبناء» و«الخوذات البيض» هناك تغييب لأي نوع من التحليل السياسي لما يقع. المسألة المثارة هنا، وسط القصف والدمار وأصوات الحرب الأخرى، هو صوت الأم الملائكي في طبيعته وهي تشرح ظروف الحياة وتؤرخ لبعض ما حدث وكيف تداعت الأمور إلى ما وصلت إليها، لكن لا قدرة على هذا الصياغ الإلمام بمرجعيات ما دار ولا حتى البحث فيما إذا كانت المعارضة المسلحة جميعاً تقف في صف واحد أو أن بعضها، كما الحال الآن، ينتمي إلى ميليشيات تركية وإيرانية السند.

على ذلك، ما يعرضه الفيلم مؤثر لأنه لا يغفل عن سرد الحكاية الشخصية. تاريخها الخاص وكيف تعرفت على زوجها الطبيب ثم ساعدته عندما أنشأ عيادته الجراحية الخاصة (نشاهد بعض عملياته) وتزوّجته (تعرض ليلة الزفاف) وكيف انتقلا إلى منزل جديد أنجبت فيه ابنتها وهو المنزل الذي تهدم جداره بفعل القصف.

هذا التلازم بين الواقع المعاش خارج الخاص، وذاك الخاص يبقى من وجهة نظر شخصية يعمد المخرج البريطاني إدوارد ووتس إلى حياكتها بنجاح. ووعد، التي صوّرت الفيلم بنفسها (لكن من صوّرها وهي أمام الكاميرا)، لديها طاقة كبيرة في أن تبقى محافظة على رباطة جأشها الذي يتطلبه تحقيق هذا الفيلم.

تمويل خارجي

اختيار المهرجانات الدولية لعرض تجارب الحرب السورية أمر بدهي في أساسه. خلال سنوات الحرب المدمرة سعى المخرجون إلى عرض أفلامهم في تلك المنصات كما سعت المهرجانات لاستحواذ العدد الأكبر من بينها. للمخرجين رغباتهم في عرض القضايا والانتقال معها، أو من دونها، إلى مستقبل ناجح حتى وإن لم يتضمن العودة إلى حكايات الحرب. بالنسبة للمهرجانات فإن عرض أعمال جيدة عن الحرب الأهلية (أو عن أي حرب اشتعلت شرارتها في السنوات السبع الماضية) يحمل تلبية لرغبات الجمهور الحاضر وتأمين مساهمة المهرجان المعني بالمشاركة في الحدث الدائر.

معظم هذه الأفلام لم تكن لتتم كذلك من دون مشاركات إنتاجية خارجية (أوروبية غالباً)، فالسينمائيون المعارضون ليسوا قادرين على تأمين التمويل اللازم، ولا على إنجاز الأعمال على نحو تقني جيد من دون تلك المعونة الخارجية. لذلك كان سهلاً على المهرجانات تداول تلك الأفلام كونها آتية من مكاتب إنتاج خارجية. وهذا كان حال «عن الآباء والأبناء» لطلال الديركي الذي تم تمويله ألمانياً. «لسه منسجل» لسعيد البطل وغيث أيوب استمد تمويله من بضعة محطات بينها بريطانيا وفرنسا وقطر و«يوم أضعت ظلي» لسؤدد كعدان هو فرنسي- قطري مشترك، بينما «آخر رجال حلب» لفراس فياض إنتاج دنماركي.

وكل هذه الأفلام وسواها شهدت عروضاً قبل تسلل بعضها إلى الأسواق التجارية. «لسه منسجل» شهد عروضه في مهرجان فينيسيا (أسبوع النقاد) ثم في مهرجان مراكش ولوكمسبورغ. «يوم فقدت ظلي» (وهو من القليل الروائي في هذا المجال) عرض أولاً في مهرجاني فينيسيا وتورونتو ثم في «الجونة» وبوسان وسنغابور بين أخرى.

«فوضى» وهو فيلم تسجيلي آخر إنما بنبرة هادئة حققته سارة فتّـاحي بتمويل نمساوي غالب، نال جائزة في مهرجان لوكارنو ثم انتقل منها إلى مهرجانات فيينا ومونتريال بين أخرى.

والملاحظ من هذا النسيج، الذي لا يشمل هنا كل ما تم إنتاجه من أفلام المعارضة لضيق المساحة، هو أن هذه الأفلام كانت لها اليد الطولى في الوصول إلى المهرجانات الكبرى (كان، فينيسيا، لوكارنو، برلين، تورونتو، صندانس إلخ…) في حين أن الأفلام التي أنتجتها مؤسسة السينما السورية، وهي مؤسسة حكومية، أو شركات إنتاج تعمل في دمشق، لم تصل إلا لنذر يسير من هذه المهرجانات أو، تحديداً، إلى مهرجانات إقليمية مثل القاهرة والجونة وأيام قرطاج السينمائية. ليس هذا تبعاً لمستويات فنية غير متوفرة للجهات المنتجة (على العكس أحياناً)، بل لأن المهرجانات الغربية لم تشأ أن تجد نفسها كما لو أنها تشارك النظام غاياته السياسية.

من هذه الناحية وحدها، وبعيداً عن التسييس، فقد الجمهور العالمي القدرة على المقارنة وتشكيل موقفه إثر معاينة شاملة.

 

الشرق الأوسط في

17.05.2019

 
 
 
 
 

مهرجان كانّ: السينما تُشيّد مسارحها

محمد هاشم عبد السلام

انطلقت الثلاثاء، الدورة الـ72 من مهرجان "كانّ" السينمائي الدولي (14 - 25 مايو/ أيار 2019)، في المدينة الساحلية الفرنسية، التي يحمل المهرجان اسمها. موعد يتجدّد سنويًا، في الشهر الخامس تحديدًا، منذ عقود بعيدة. ينتظره مهتمّون بالشأن السينمائي. بسببه، تكتظّ المدينة، فيتضاعف عدد سكانها مرة واحدة على الأقلّ، على نقيض بقية الأشهر، رغم التظاهرات والمؤتمرات والنشاطات غير السينمائية التي تُقام فيها. 

يظنّ البعض أن مسابقات وبرامج مهرجان "كانّ" تنعقد كلّها في "قصر المهرجانات" الضخم، الكائن في شارع "لا كروازيت". هذا ليس صحيحًا، فالقصر يحتضن أهمها، كالمسابقة الرسمية، ومسابقة "نظرة خاصة"، وحفلي الافتتاح والختام، وسوق الفيلم، وهو الأكبر دوليًا، وبعض المسابقات الفرعية. 

منذ عام 1949، كان يُقام المهرجان في "قصر الكروازيت"، الذي صمَّمه السير أوبير بينيت، قريبًا من موقع القصر الحالي. هُدم القديم، وحلّ مكانه فندق "جي. دبليو. ماريوت"، حيث تُعرض أفلام برنامج "نصف شهر المخرجين" أو "أسبوعا المخرجين"، في سينما قائمة في طابق تحت الأرض. هذا البرنامج بدأ عام 1969، بإشراف "نقابة المخرجين الفرنسيين"، بشكل مستقلّ تمامًا، إداريًا وماليًا، عن مهرجان "كانّ". اختير للبرنامج هذا الاسم لانعقاده في مرحلةٍ كان المهرجان يمتد على 14 يومًا. 

أما التظاهرة الأقدم، "أسبوع النقاد"، فتخضع بالكامل لإشراف "نقابة نقّاد السينما الفرنسيين" وتنظيمها، منذ تأسيسها عام 1962، وتُقام نشاطاتها وعروضها في فندق "قصر ميرامار"، على بُعد أمتارٍ قليلة من مكان انعقاد "نصف شهر المخرجين". هذا يعني أن البرنامجين يُقامان في مكان يبتعد عن "قصر المهرجانات" نحو كيلومتر. لكلّ منهما نظام خاص يختلف عن الآخر، وجداول عروضهما مُستقلّة. فعليًا، تُعتبر التظاهرتان بمثابة مهرجانين منفصلين عن مهرجان "كانّ"، إذ تتقاطع عروضهما معه، وأحيانًا كثيرة، تتفوّق أفلامهما على الأفلام المختارة رسميًا للمهرجان. 

في عام 1979، ونظرًا إلى زيادة نشاطات المدينة وعدد زائريها، بدأت أعمال البناء في ما سيُعرف لاحقًا بـ"قصر المهرجانات" و"قاعة مؤتمرات مدينة كانّ". القصر الجديد، الذي صمّمه المعماري فرانسوا درويه، انتهى تشييده عام 1982، العام الذي شهد افتتاحه أيضًا. منذ ذلك الحين، يُقام المهرجان السينمائي فيه، بالإضافة إلى نشاطات ومهرجانات وفعاليات أخرى متنوّعة. تبلغ مساحته 30 ألف متر مربع تقريبًا، وهو مُؤلّف من ستة طوابق، ويضمّ خمس صالات، يراوح عدد مقاعدها بين 150 و2300. هناك مساحة شاسعة في الطابق الأرضي وحول القصر، تُقام فيها فعاليات وعروض سوق الفيلم. 

رغم عمليات "التوسعة" التي شهدها القصر عام 1999، بإضافة 10 آلاف متر مربع إلى مساحته السابقة، خضع ـ منذ عام 2010 ـ لأعمال صيانة وتطوير وتوسعة ضخمة، امتد بعضها لثلاثة أعوام (2013 – 2015). الجزء الأكبر من عمليات الترميم والتجديد والتطوير كان من نصيب الصالة الكبرى، المعروفة باسم "مسرح لوميير"، فارتفع عدد مقاعدها إلى 2309. هي الصالة الأكبر في القصر. شاشتها من أكبر شاشات العالم. تستأثر بانتباه وسائل الإعلام واهتمامها، لكونها الصالة الرئيسية التي تشهد عرضي الافتتاح والختام، وتوزَّع فيها الجوائز. على درجاتها الـ24، يصعد أهم المخرجين والنجوم وأشهرهم، وتُلتَقط لهم الصُوَر التذكارية. 
يلي "مسرح لوميير"، من حيث الأهمية والمساحة، "مسرح كلود دوبوسّي" (1068 مقعدًا)، ثم "لوي بونويل" (452 مقعدًا)، و"أندريه بازان" (280 مقعدًا). في جانب من القصر، تُنصب خيمة "صالة الـ60" منذ عام 2007، المتّسعة لـ500 مقعد، والمُجهّزة بأحدث تقنيات العرض. تُفكَّك لاحقًا بعد انتهاء كلّ دورة، وتنصَب مجدّدًا قبل الدورة الجديدة بأيامٍ قليلة. 

في هذه الصالات، تُعرض أفلام المسابقات الرئيسية والفرعية ("سيني فونداسيون" و"الأفلام القصيرة" مثلاً). بنية تحتية مجهّزة بأفضل التقنيات الخاصّة بالعروض والمُشاهدة والخدمات الصحافية، فالمهرجان يحظى بتغطية أكثر من 4500 صحافي، وهذه أكبر تغطية إعلامية يحظى بها حدثٌ دوليّ في العالم، بعد "أولمبياد". 
هذا كلّه وضع مدينة كانّ في المرتبة الثانية بعد باريس، في لائحة المدن الفرنسية جذبًا لأعداد هائلة من الزوّار، القادمين لأسبابٍ ثقافية وسياحية وتجارية. فالمؤتمرات والنشاطات تُقام في القصر نفسه، على امتداد العام: موسيقى، مسرح، ورش عمل، معارض فنية، بالإضافة إلى السينما طبعًا. 
هناك أيضًا مهرجان "كانّ ليونز" الدولي للإبداع، وأهمّ معارض العقارات والسياحة واليخوت والطعام والتسويق الفندقي. وأُضيف إلى القائمة أخيرًا "مهرجان كانّ للمسلسلات"، الذي انعقدت دورته الثانية بين 4 و11 إبريل/ نيسان 2019.

 

العربي الجديد اللندنية في

17.05.2019

 
 
 
 
 

رسالة كان: فيلم «البؤساء» للادج لي… الغضب الذي يعتمل تحت سماء فرنسا

نسرين سيد أحمد

كان: في فيلمه الروائي الأول، الذي ينافس على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي في دورته الثانية والسبعين (14 إلى 25 مايو/أيار الجاري) يتناول المخرج الفرنسي لادج لي الغضب الذي يعتمل تحت ما يبدو لنا أنه السطح الفرنسي الهادئ، يتناول حياة المهمشين في إحدى ضواحي باريس الفقيرة، وتعامل الشرطة معهم. لا يجمّل لي هؤلاء المهمشين، فمنهم المتطرف المتشدد، ومنهم اللص والمجرم، ومنهم أعين الشرطة والمتعاونون معها. كما أنه لا يجمل الشرطة، بل يظهرها تجبرها وبغيها.

يبدأ الفيلم بمشهد بهيج، يحمل الكثير من الفخر والشعور بالمجد الوطني. صبي أسمر نحيل يلتف بالعلم الفرنسي، ويعدو مبتهجا لينضم إلى الجموع الغفيرة المهللة المتهللة قرب قوس النصر في باريس، بعد فوز فرنسا بكأس العالم عام 2018. هو مشهد ذابت فيه الفئات والطبقات والألوان، وسط السعادة الغامرة بفوز فرنسا بالكأس. وإن كان هذا المشهد هو الواجهة الناصعة للبنية الفرنسية، فإننا ننتقل بعده لنرى ما تخفيه هذه الواجهة من مظالم وظلم.

يأتي عنوان الفيلم في إشارة لرواية «البؤساء» لفيكتور هوغو. إن كان الفيلم غير مقتبس عن الرواية، إلا أنه على صلة قوية بها، ففيلم لي تدور أحداثه في ضاحية مونتفرمي الباريسية الفقيرة، التي اتخذ منها هوغو مسرحا لأحداث روايته الملحمية. وكأن القرون لم تمر، والعصور لم تتبدل، فهذه المنطقة المهمشة الفقيرة الغاضبة، بقيت على حالها، وأصبحت موطنا للاجئين والفقراء ومن يطلبهم القانون، ومن تنساهم الدولة ومؤسساتها.

«لا توجد نبتة سيئة ولا يوجد رجل سيئ، ولكن ثمة فقط زارع سيئ». بهذا الاقتباس يختتم لي فيلمه، الذي ربما يود به أن يشير إلى أن الضغوط البالغة والمظالم الفادحة التي يتعرض لها أهل هذه الضاحية الباريسية الفقيرة، هو ما يدفعهم للغضب والجريمة والكراهية. إنه فيلم يبدو متأثرا إلى حد كبير بفيلم «الكراهية» لماثيو كازوفيتس (1995)، وامتدادا له في التعبير عن هذا الاحتقان والغضب في المناطق الباريسية المهمشة. إنها محاولة من لي للسير على خطى فيلم كبير، ولتصوير تجبر الشرطة من جهة، وحنق المهمشين من جهة أخرى. يقدم لي فيلما لاهث الإيقاع متفجرا، وإن كان على إيقاعه السريع يبدو أطول مما ينبغي أحيانا، ويبدو كما لو كان يكرر ذاته أحيانا، ولكن بمزيد من العنف والحنق.

خليط متفجر من الفقر والإحباط والجماعات غير المتناغمة ورغبة كل جماعة أن تفرض سطوتها على الحي، وكراهية الجميع المشتركة للشرطة، تنذر بتحويل أي خلاف إلى حمام دم.

«أنا القانون»، هكذا يصيح ضابط شرطة مؤكدا سطوته على الشارع في حي مونتفرمي الذي يعج بالفئات المختلفة من الفقراء، الذين يعيشون في مساكن بائسة توفرها الدولة، ولكن القانون في نظر هذا الشرطي لا يعني العدل في أي حال من الأحوال، بل يعني فرض السطوة، وإن كان ذلك عن طريق البطش والعنف والتستر على جرائم الشرطة. إنه اليوم الأول لضابط الشرطة ستيفان (داميان بونار) في مونتفرمي، التي نُقل إليها مؤخرا. يبدو لنا ستيفان متعقلا رابط الجأش ملتزما بالإجراءات والقواعد التي يجب على الشرطة مراعاتها، كما يبدو متهيبا للعمل في هذه المنطقة الصاخبة التي تتفشى فيها الجريمة. يبدو ستيفان كما لو كان العين التي تقيم إجراءات زميليه اللذين أُلحق بالعمل معهما للتدرب على منطقة عمله الجديدة، والتعرف عليها. يشكل الثلاثة جزءا من شرطة مكافحة الجريمة في المنطقة. زميلا ستيفان هما غوادا (جبريل زونغا) الذي ينحدر من المنطقة، ويعرف أهلها وتقيم أسرته فيها، والذي رغم فهمه للتركيبة العرقية والسكانية والاجتماعية للمنطقة، إلا أنه تحت وطأة ضغط العمل يتجاوز القواعد الموضوعة لعمله، وينجرف نحو العنف. الضابط الآخر هو كريس (أليكسيس مانينتي)، الذي يفاخر بجنوحه للعنف ويباهي بعنصريته، ويسعى للتحرش بفتيات المنطقة، حين يفتشهن للاشتباه، بل إنه قد يفتش بعض الفتيات لمجرد التحرش بهن.

تبدو رحلة ستيفان في سيارة الشرطة مع زميليه للتعرف على عمله الجديد، رحلتنا نحن أيضا إلى داخل هذا الحي وتركيبته الاجتماعية والعرقية المعقدة المتشابكة. مراهقون فقراء لا تستوعب الدولة طاقتهم فيعبثون في الشوارع والطرقات وسطوح البنايات، يفيض الكثير منهم إحباطا وغضبا، منتمون للجماعات الإسلامية المتطرفة ممن يطلقون لحاهم ويرتدون الجلباب، عائدون من «الجهاد» في الشرق الأوسط، لصوص ومجرمون، مهربو مخدرات، وأسر من الغجر تدير سيركا للحيوانات، وتتنمر على غيرها من الجماعات. هؤلاء بعض سكان المنطقة وأهلها. خليط متفجر من الفقر والإحباط والجماعات غير المتناغمة ورغبة كل جماعة أن تفرض سطوتها على الحي، وكراهية الجميع المشتركة للشرطة، تنذر بتحويل أي خلاف إلى حمام دم.

أن تمتلك قدرا يسيرا من السلطة هو ما يمكنك من العيش في هذا الخضم من المظالم والفقر في هذه المنطقة البائسة. الكل يسعى لفرض سطوته على الحي، فالإسلاميون يحاولون فرض سطوتهم الدينية والاستقواء بقوتهم العددية، وغجر روما يحتمون بقوتهم الجسدية وعضلاتهم، والمراهقون يعتمدون على التكنولوجيا التي تمكنهم من الاحتفاظ بمعلومات قد تدين الشرطة. إنها شريعة الغاب التي تعم وسط تجبر الشرطة وتعاظم الشعور بالغبن الاجتماعي.

الضغط يولد الانفجار وهذا ما تتصاعد إليه أحداث الفيلم. بطش الشرطة لا محالة من أن يؤدي إلى عنف مضاد. تتبدل الدفة، وبعد أن كانت الشرطة صاحبة السطوة والسيطرة، نرى اليد العليا للغضب العارم من مراهقي الحي. لا يحسم لي الصراع ويترك النزاع بين الجانبين، ونتيجته مفتوحين للتأويل. ولكن الحقيقة المؤكدة هي أن الصراع مستمر وأن المواجهات بين الجانبين لن تنتهي سريعا.

 

القدس العربي اللندنية في

17.05.2019

 
 
 
 
 

فى مهرجان كان.. ديبيكا بادوكون تخطف أنظار الحاضرين بفستان أوف وايت

نشوى طارق رضوان

ظهرت الممثلة الهندية الهوليودية ديبيكا بادوكون على السجادة الحمراء بمهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ72 بفستان غريب بعض الشىء على هيئة "فيونكا" اوف وايت وبسبب ذلك الفستان ذو الإطلالة الفريدة، استطاعت الممثلة الهندية ديبيكا بادوكون أن تخطف جميع الأنظار إليها بمهرجان كان السينمائى الدولى مثل "أعضاء لجنة التحكيم، الممثلين من جميع أنحاء العالم، النقاد، الجمهور" معبرين عن مدى إعجابهم بها وبفستانها.

وعن تفاصيل إطلالتها فإن فستانها الأوف وايت الفريد على هيئة فيونكا قام بتصميمه مصمم الأزياء العالمى "بيتر دونداس"، أما عن تسريحة شعرها ووضع الميكاب الخاص بها وعناية بشرتها فقد تولته ماركة التجميل العالمية "لوريال باريس"، "L'oreal Paris"، بينما كانت المجوهرات الثمينة الفاخرة التى ارتدتها من صنع مصممة المجوهرات العالمية لورين سيتشوارتز، لتبدو ديبيكا أنيقة بالمهرجان.

يذكر أن الممثلة الهندية ديبيكا بادوكون شاركت اليوم فى مهرجان كان السينمائى الدولى بفيلمها البوليودى الأخير "Padmavat" الذى حقق نجاحا ساحقا على مستوى الجماهير والنقاد. 

ديبيكا بادوكون هى ممثلة هندية هوليودية عرفت بأفلام بوليودية مثل  " Yeh Jawani Hai Dewaane، Om Shanti Om، Ram Leela، Bajirao Mastani، والفيلم الهوليودى XXX مع الممثل الامريكى فان ديسل.

 

عين المشاهير المصرية في

17.05.2019

 
 
 
 
 

بنيلوبي كروز وأنطونيو بانديراس في العرض الخاص لفيلم "DOLORY GLORIA"

رانيا الزاهد

تألقت النجمة بنيلوبي كروز، مساء اليوم، على السجادة الحمراء مع "dolory gloria" مع فريق عمل فيلمها الجديد بصحبة النجم أنطونيو بانديراس، حيث يشارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان هذا العام.

وارتدت كروز، ثوبا أنيقا من اللون الأبيض مطرزا باللون الأزرق الداكن، واختارات أن تصفف خصلات شعرها بطريقة كلاسيكية أنيقة.

يذكر أن كروز، شاركت في المهرجان العام الماضي أيضا بفيلم "EVERY BODY KNOWS".

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

17.05.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004