كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

رفضه صلاح جاهين..

محمود الجندي صاحب المدارس في الحياة والتمثيل

سارة نعمة الله

رحيل الفنان

محمود الجندي

   
 
 
 
 
 
 

لماذا بقي محمود الجندي محتفظًا بمكانته حتى مع فترات الانقطاع عن التمثيل؟ هذا التساؤل الذي يبقى في بوادر الأذهان مع تذكر اسم الراحل الذي فارق الحياة في ساعات مبكرة من اليوم، والإجابة على هذا التساؤل في حقيقتها تتضمن الكثير والكثير خصوصًا وأن الساحة الفنية في سنواتها الأخيرة أزاحت الكثيرين من الفنانين القدامى من المشهد وأدخلت نجوما جددا سواء كانوا من الكبار في السن أو الأصغر سناً لكن الجندي احتفظ بمكانته التي وضعته في مرتبة خاصة صحيح أنه لم يبق فيها بطلًا منفردًا للعمل لكنه كان دائمًا جزءًا مهما ورئيسيًا به.

نجاح ومكانة محمود الجندي ارتبطت بالكثير من المحطات المهمة والمؤثرة في مقدمتها الطفولة التي شكلت وصنعت الموهبة، فقد كان والده الراحل أول من أسس دار سينما في مركز أبو المطامير بالبحيرة وكان حينها يجلس بجوار مكينة العرض مما جعله يتعلق بحب السينما والعمل بها، تلك البوابة التي جعلته فيما بعد يقرر دراسة التمثيل والعمل به في مرحلة الشباب. 

التحدي لدى الجندي نشأ معه من الطفولة فقد كان الراحل الابن الأوسط لثمانية أشقاء آخرين، ومع تزايد مصروفات الأسرة خصوصًا أن أشقاءه أنهوا مراحل تعليمهم الجامعية، قرر تخفيف العبء من على الأسرة وذهب إلى الالتحاق بمدرسة الثانوي الصناعي ودرس النسيج تلك الدراسة التي جعلته يتعامل بأدواته الجسدية والعملية والذهنية مع المنتج الفني ويشعر بملمسه ما دفع به للتعرف على فنون أخرى "تطبيقية" و"تشكيلية" لاشك أنها جزء لا يتجزأ من صناعة السينما التي يقوم بناءها الأساسي على التشكيل. 

ويستمر التحدي لدى الراحل فيقرر الذهاب إلى القاهرة ويبدأ رحلة بحثه للإلتحاق بمعهد السينما ولأنه يعرف جيدًا أن الحالة الإقتصادية للأسرة غير مستقرة يقرر العمل في مصنع للنسيج بالعباسية بجوار دراسته في المعهد لكن تحديا آخر يقابله في هذه الرحلة وهو أنه بعد تجاوزه لاختبارات معهد السينما بقيت مشكلة دخوله إليه رسميًّا حيث إنه لم يكن من المعتاد أن يدخل شخص للدراسة بدون شهادة الثانوية العامة لكن عميد المعهد حينها محمد كريم قرر منحه فرصة، خاصة نظرًا لتفوقه في اختبارات القبول فألزمه بمهلة ستة أشهر يختبر فيها قدراته في دراسة اللغات وغيرها وبالفعل أثبت تفوقه حتى أنه كان يحصل على مكافأة مالية حينها بقيمة ٨ جنيهات ونصف. 

"الفنان الشامل"عادة تتعلق هذه العبارة بالفنانات أكثر نظرًا لكونهما يؤدون أكثر من وظيفة مثل التمثيل والغناء والرقص الاستعراضي وغيرها إن أمكن لكن الجندي لعله كسر هذه القاعدة مبكرًا مع بداية الرحلة فقد كان شاعرًا ومطربًا وممثلًا وصانعًا فنيًّا من واقع دراسته للنسيج وعمله في "النول" تحديدًا، فقد كان لكل هذا تراكمات في حقيبة الفنان التي وظف كلًا منها توظيفيًا جيدًا، وكانت البداية مع الأشعار التي كان يكتبها للمسرحيات وهو ممثل مبتدىء وكان في مقدمة ذلك مسرحية بعنوان "شكسبير في العتبة" التي كتب أشعارها للمخرج سمير العصفوري دون أن يتقاضى آجر بسبب ضعف ميزانية العمل، وهنا أبهر الجندي الحضور بشعره حيث قال:

"سيداتي سادتي في شىء خطير فبرغم أن شكسبير قدملهم في الفترة دى روايات كتير ماكبث ولير.هاملت عطيل لكن الفكر ضاع والفن لاص.الفن أصبح سمسرة متعة وتجارة ومسخرة ومفيش مكان بقى للحماس.فشكسبير قالك خلاص لا مناص..جمع قوام خمسين حب وغرام وكام جرام خيال متشعلق فالهوا ورش فوقهم من إزازة المضحكات حبة حاجات كانت عبارة عن مقالب شاحنة كانت عبارة عن حلم ليلة صيف" 

كان من بين الحضور حينها الشاعر الراحل صلاح جاهين، والذي ولع بشعره وقال له" أنا أنصحك تبعد عن التمثيل طالما أنك موهوب في الشعر لأن شكسبير كان ممثلا فاشلا برغم من عظمة كتاباته" ولكن برغم رأي الشاعر إلا أنه لم يلتفت لحديثه وواصل رحلته. 

أما الغناء الذي ورث حبه من والدته وتحديدًا المواويل التي تألق فيها خلال عمله بالعديد من المسرحيات فكانت سببًا آخر في انتشار جماهيريته وتعلق الكثيرون بنبرة صوته خصوصًا مع اختفاء غناء المواويل في تلك المرحلة من ناحية، وبحث الفنان عن الموروث الشعبي من هذه المواويل أشهرها ما قدمه في مسرحية "علشان خاطر عيونك" مع شريهان ويقول فيه:" ياغاوي مشي الحريم..مشي الحريم بطال..". 

ويدخل الجندي مرحلة النضج الفني شيئًا فشّيئا مكتسبًا خبرة الوقوف أمام العملاقة مثل فؤاد المهندس الذي وقف أمامه في مسرحيتي: علشان خاطر عيونك، وحقًّا إنها عائلة محترمة. كما وقف أمام عبد المنعم مدبولي في مسلسل "بابا عبده" الذي كان سببا في شهرته هو والآخرون من الفنانين، والحقيقة أن المدرستين اللتين وقف أمامهما الجندي "المهندس ومدبولي" كفيلتان بأن يصنعا موهبة وخبرة الراحل التي من المؤكد أنها نقلته من مرحلة الممثل المبتدىء للممثل المحترف الذي يجيد المزج بين دوره وحركاته الجسمانية ويمتلك سريعة البديهة، ويتميز بإطلالة خاصة تجعله مميزا عن الآخرين.

كما أن الوقوف أمام ممثل كوميدي في دور اجتماعي، مثل عبد المنعم مدبولي في "بابا عبده" لابد وأنه خطوة تستوجب الدراسة من أي فنان وهو ما ظهر في نمط أعمال الجندي بعد ذلك التي حافظ فيها على هذا المستوى من الخبرة التي اكتسبها من الوقوف أمام هؤلاء العمالقة. 

من هنا نجح الجندي في خلق مدرسته الخاصة في الأداء والتي كان من الاحترافية فيها أن يجمع بين أكثر من مدرسة تمثيل كل بحسب الدور وطبيعة المنظومة الفنية التي يعمل بها.

ففي المسرح بعيدا عن كونه مستحقا لعبارة "الفنان الشامل" فإن الجندي جمع بين المدرسة الكلاسيكية التي تعتمد على لغة الجسم وبين نظيرتها الأسلوبية التي تعتمد تهيئة الفنان لأداء دوره وفقا للطريقة الواقعية وغير المتكلفة والمستمدة من الذات كالارتجال والحوار مع الذات وغيرها. 

أما محمود الجندي في السينما والتلفزيون فقد تعامل بمنطق المدرسة التشخيصية في التمثيل والتي ينفصل فيها الفنان عن أي إحساس خاص به ويبدأ في خلق الشخصية التي يتلاحم معها سواء كان الدور شريرا أو خيرا.

وهل كانت كل هذه الخبرات كافية ليحتفظ الراحل بمكانته في الوسط الفني ويعود بين الحين والآخر بدور مهم ومؤثر ربما يكون كافيا لدى البعض لكن في رحلة الجندي الأمر يختلف فبجانب هذه الخبرات والمدارس التي تعامل بها الجندي في مشواره الفني كان هناك الملامح الشخصية التي كان يطوعها لخدمة دوره لعل أبرز هذه الملامح "حاجبيه" شديدة السمك وعينيه الجاحظتان واللذان كان لهم دور كبير في خدمة ما يؤديه من أدوار. 

بخلاف ذلك اكتسب الجندي كثير من الخبرات الحياتية التي لاشك أنها جعلته يقرأ ويستكشف الكثير أبرزها رحلته من الشك إلى اليقين وإيمانه بوجود الخالق فهذه الرحلة كفيلة أن تقوم بأمرين أما أن تقضي على صاحبها أو أنها تنقله لمرحلة الجهل أو التنوير، وتلك الرحلة الشاقة لابد أن تكون محملة بالتفكير والتعقل حتى وإن كان خاطئا وهي المنهجية التي تعامل فيها الراحل مع أدواره.

 

####

 

صلاة في الخفاء وانضمام للجماعة وموقف محرج مع شريهان..

أسرار في حياة محمود الجندي| صور

سارة نعمة الله

تمتلىء حياة الفنان الراحل محمود الجندي بالعديد من الأسرار على مدار رحلته الفنية بدأت معه منذ مرحلة الشباب حينما قرر دراسة التمثيل بجانب عمله في مصنع للنسيج بالعباسية حتى يستطيع تجميع نفقات تعليمه، وهنا كانت بداية الأسرار حيث أخفى الجندي عن والده الذي درس في الأزهر نيته في الإلتحاق بمعهد السينما وبعد اجتيازه مرحلة القبول أخبر والده الذي فاجأه فيما بعد بدعمه له وذهب معه لمعهد السينما لتقديم أوراقه.

ورغم موافقة الوالد على دراسة الابن للفن إلا أنه كان معترضًا على فكرة عمله بمصنع النسيج، وفي إحدى المرات انتظره في المنزل ليعود الجندي بملابس العمل في وقت متأخر مما جعل والده يغضب منه ويقرر تركه للعمل ويصمم على الاهتمام بدراسته فقط. 

وفي جعبة الجندي المزيد من الأسرار حيث إنه كان عضوًا في جماعة الإخوان وهو في عمر الثامنة إلى أن قرر الانفصال عنها بعد اتهام الجماعة بكونها تُمارس نشاطا غير دعوي بخلاف رفض الكثيرين لها، وهنا خاض الجندي صراعًا آخر، حيث إنه كان يشعر دائمًا بأن هذه الجماعة تقوم بنشاط مخالف لحقيقة الدين وكانت مهمته بها تنحصر في أن يقوم بالسفر من بلدة إلى أخرى ويروي للأطفال ما تعلمه منهم.

وجاءت مرحلة التجنيد ودخول الجيش في حياة الجندي في مرحلة النكسة ١٩٦٧ بعد انتهائه من دراسته بالمعهد، وهنا جاءت لحظة الانكسار التي أطاحت بالطموح الفني حيث المكوث بالجيش لسنوات لا يعرف متى تنتهي، فلا يوجد حديث عن استعدادات لحرب أو غيرها وهنا خلال هذه الرحلة كان عشق الراحل للسينما سيضعه في عقاب شديد حينما طلب منه تسليم مظروف سري للغاية إلى وحدته وأغفل الميعاد بسبب ذهابه للسينما حينها كان سيتعرض لجزاء شديد لولا تفهم قائد وحدته للموقف. 

من بين الأسرار التي تحويها جعبة الجندي أنه حينما كان يصور فيلمه مع الفنانة شريهان الذي يحمل عنوان "مدام شلاطة" كان هناك مشهد قبلة يجمعهما سويًا، ولأنه كان يعتز بصديقته ويخجل منها كان يشعر بحرج شديد من تأدية المشهد لذلك طلب من المخرج يحيى العلمي أن يخلي لوكيشن التصوير حينها وأن يتواجد فيه فقط هو كمخرج ومعه مدير التصوير دون وجود أي عامل آخر.

ولأن الجندي عاش صراعًا دينيًّا في أفكاره ومعتقداته فبعيدًا عن رحلته الشهيرة من "الشك إلى اليقين" التي جعلته ينتقل لمرحلة أكثر إيمانية وتقوى، فكان من الطبيعي أن يجتمع بعدد من الأصدقاء الذين يحصرون مقابلاتهم في إطار السهرات الليلية هنا كان يشعر الراحل بمرحلة ارتباك نظرًا لعدم ارتياحه لهذه البيئة، فكان يذهب للصلاة في الخفاء حتى لا يتهمه أصدقاؤه بالرجعية. 

وبعد عودة الجندي لرشده الديني بفترة أصابه الشغف بارتداء الجلباب الأبيض ليس لفكر إخواني معين كما احتسبه البعض، لكنه كان يشعر بارتياح في ملبسه هذا، وفي إحدى المرات التي كان من المقرر أن يحل فيها ضيفًا على الهواء مباشرة بأحد البرامج التلفزيونية منع من الظهور بسبب حضوره بهذا الجلباب، الأمر الذي كان سيفتح معه الكثير من الأقاويل.

 

####

 

ختام مهرجان دمنهور الدولي السابع للفلكلور بالوقوف دقيقة حداد على روح محمود الجندي

سارة نعمة الله

اختتمت الدورة السابعة من مهرجان دمنهور الدولي للفلكلور فعالياتها مساء أمس الخميس، حيث بدأت بالسلام الوطني ثم وقف الجميع دقيقة حداد علي روح الفنان محمود الجندي ابن محافظة البحيرة.

بعدها قدمت الفرقة القومية للموسيقي والآلات الشعبية التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية مجموعة من التابلوهات والأغاني الشعبية منها قمر ، محروسه يا أرض الأحلام ، علي الترعة ، مربعات صعيدي ، ياما دقت علي الراس طبول ، ميدلي النوبة ، ثم استقبل المسرح فرقة كنعان للثقافة والفنون الفلسطينية والتى قدمت فقرات الدبكة ، اشتقنا ، فلسطيني ، علي دلعونا ، ياجبل ما يهزك ريح ، فتونيات ، الزفة ، وودع المهرجان جمهوره بفرقة الحرية للفنون الشعبية السكندرية والتي رسمت عدة لوحات تعكس الموروثات الشعبية فى مدينة الثغر منها الصيادين ، التنورة ، غزل اسكندراني ، الزفة الإسكندراني إلى جانب حلاوة شمسنا وعمار يا إسكندرية .

وفي نهاية الحفل حرص رئيس الأوبرا ورئيس جامعة دمنهور على تكريم الفرق المشاركة وتبادلا الدروع التذكارية .

 

بوابة الأهرام في

12.04.2019

 
 
 
 
 

رحل بعد معاناة مع الجحود والمرض

كتب ـ صفوت دسوقى:

ليس للموت نظام أو ترتيب أو اختيار فى لحظة فاصلة يتوقف النبض وتغيب الأنفاس ويتحول الإنسان إلى ذكرى وماض. منذ ساعات فقد الوسط الفنى الفنان الكبير محمود الجندى ذلك الإنسان النبيل الذى صنع من الفن طريقا كى يعشش ويتمدد فى وجدان الناس.. لم تكن حياة محمود الجندى ناعمة أو مفروشة بالحرير.. كانت مليئه بالصعاب والأشواك.. تارة كان الأمل يدفعه للطير فى السماء ومرات كثيرة كان اليأس يلف خيوطه حول عنقه ويهدد عزيمته.

قبل عامين أصيب الراحل محمود الجندى بحالة من الاكتئاب الأمر الذى دفعه دفعاً قوياً لإعلان اعتزال الفن والانسحاب من الساحة والاكتفاء بمتابعة المشهد من بعيد والاستمتاع بذكريات جميلة مضت. كان القرار غريباً وصادماً خاصة أنه كان متوهجاً ولامعاً ومطلوباً.. وأجرت «الوفد» حواراً مع الفنان الكبير قبل رحيله بعدة أشهر لمعرفة الأسباب التى دفعته لهذا القرار ومهموماً وحزيناً الى حد كبير وتحدث بشكل صريح كعادته وقال: بعد هذا العمر وبعد هذا الرحلة الكبيرة شركات الإنتاج تعاملنى مثل خيل الحكومة فقد غاب المنتج الذى يقدر قيمة الفن والإبداع وظهر المنتج الجشع.

أعرب «الجندى» وقتذاك عن أسفه لأن منتجاً شهيراً خفض أجره وماطل فى سداد مساحاته ولم يحترم اسمه.. قائلا:

الأعراف انتهت والوسط أصابه الجحود لذا فضلت الانسحاب والاعتزال.

كان الرجل مصراً على الانسحاب وصاحب قراره ضجة كبيرة وتدخل فنانون من العيار الثقيل للعدول عن قراره، وبالفعل عاد ولكن كان فى الحلق مرارة دائمة لأن المناخ الفنى أدار ظهره لأبناء جيله ودفع البعض منهم للعمل باليومية.

جاء الجندى من أبوالمطامير بمحافظة البحيرة بعد حصول على الثانوية الصناعية قسم نسيج وراح يبحث عن نافذة تؤهله لاحتراف الفن وبعد تفكير عميق التحق بمعهد الفنون المسرحية ولفت الأنظار داخل المعهد وبعد التخرج رفض الخوض فى أى مشاريع فنية إلا بعد تلبيه نداء الوطن فالتحق بالجيش وبسبب ظروف الحرب مكث فيه سبع سنوات وخرج بعد انتصار أكتوبر عام 1973.

وقال «الجندى» عن هذا المرحلة: أحب وطنى إلى حد الهيام به وكنت سعيداً بأداء الواجب العسكرى والمشاركة فى الحرب وتخيلت بعد الخروج من الجيش والانتصار أن الدنيا سوف تبتسم إلا أن الواقع كان مؤلماً، حيث وجدت زملاء المعهد صاروا نجوماً تحاصرهم الشهرة من كل جانب، تخلى عنى زملائى ولم يساعدنى أحد، بدأت من الصفر وصعدت السلم من أول درجة وقبلت بأدوار ثانوية، وشيئاً فشيئاً عرفنى الجمهور حتى ابتسم ليّ الحظ.. صحيح أننى نجحت أن أصل القلوب الجمهور، لكن ضريبة النجاح كانت من الصحة والعمر.

تألق «الجندى» على شاشة السينما وقدم أعمالاً مهمة ورائعة أبرزها فيلم «اللعب مع الكبار» أمام عادل إمام وحسين فهمى، من إخراج شريف عرفة. واحداً من أهم أعماله، حيثُ جسد فى الفيلم دور «على الزهار» عامل التليفونات الذى ساقته الصدفة إلى الاستماع لمكالمات تليفونية خطيرة ودفعه حبه لوطنه الى البوح بالأمر لصاحبه الذى راح يخطر الأمن على أنه حلم.. وفى نهاية الأمر يدفع على الزهار حياته ثمن الحلم وحبه لوطنه فقد قرر الكبار قتله وإيمانه إلى الأبد.. قدم الجندى على شاشة السينما أعمالاً متنوعة منها - حكايات الغريب - ناجى العلى - شفيقة ومتولى - وتوهج فى الدراما التليفزيونية وقدم أعمالاً كثيرة أهمها -الشهد والدموع - الناس فى كفر عسكر - على الزئبق - عصفور النار - كما قدم أعمالاً مهمة على خشبة المسرح وكان يحلم بإعادة المسرح المدرسى وكان يشعر بالحزن لتراجع دور المسرح.

كان «الجندى» إلى جانب قدرته على التمثيل يمتلك خامة صوت مميزة، حيثُ قدم ألبوماً كاملاً بعنوان فنان فقير عام 1990 ولكن لم يحقق النجاح المنتظر لذا تراجع عن الغناء، واكتفى بالتمثيل الذى صنع منه نجماً وخلق له مكانة فى قلب الجمهور العربى من المحيط إلى الخليج.

تزوج الجندى ثلاث مرات كانت الأولى من السيدة ضحى حسن وأنجب منها ثلاث بنات وولداً هو المخرج أحمد الجندى وبعد وفاتها تزوج عام 2003 من الفنانة عبلة كامل ولم يستمر الزواج طويلاً وحدث الانفصال بعد عامين وكرر التجربة مرة ثالثة من هيام نجله الفنان جمال إسماعيل.

رحل محمود الجندى عن عمر يناهز 74 عاماً تاركاً خلفه سمعة طيبة وميراثاً مشرفاً من الأعمال الفنية الرائعة ليؤكد أن الفنان الحقيقى يرحل جسده فقط لكن أعماله تضمن له البقاء فى وجدان الناس.

 

####

 

«حكايتى» و«أبوجبل» يبحثان عن بديل بعد رحيله

كتبت ـ بوسى عبدالجواد:

عندما يحل الموت بقسوته، وإن كان فيه شىء من الرحمة، تنتظر على عتبته العديد من الخطط والمشاريع التى كانت تشق طريقها إلى النور مترنحة ومحتضرة بسبب رحيل صاحبها، فهناك خمسة أعمال فنية كان الفنان محمود الجندى مرتبطاً بها قبل أن يفارق الحياة فجر الخميس عن عمر يناهز 74 عاماً.

يتسبب رحيل أحد صُناع العمل قبل استكمال دوره فيه أزمة كبيرة، إذ يضع القائمين عليه فى مأزق، ما يلزم معه وجود حل، إما بتعديل السيناريو، أو استبداله بفنان آخر فى نفس العمل الفنى.

كان محمود الجندى الذى عدل عن قرار اعتزاله مؤخراً، بعد محاولات مضنية من جانب أقرانه من الوسط الفنى، يخوض السباق الرمضانى المقبل بعملين، هما مسلسل «حكايتي» الذى يمثل البطولة المطلقة للفنانة ياسمين صبرى، والذى صور فيه الجندى شوطاً

كبيراً من مشاهده.

كما كان مرتبطاً بتصوير دوره فى مسلسل «أبوجبل» بطولة مصطفى شعبان، وهو العمل الذى بدأ تصويره منذ فترة، ولكن لظروف مرضه التى استدعت دخوله المستشفى توقف التصوير ليرحل دون استكمال مشاهده.

وهناك عمل آخر كان متعاقداً عليه «الجندى» قبل رحيله، وهما مسلسل «ممالك النار» مع خالد النبوى.

وعلى صعيد السينما، كان مرتبطاً بعملين، حيث كان يشارك بدور رئيسى فى فيلم «براءة ريا وسكينة» بطولة منة فضالى، وحورية فرغلى ووفاء عامر، الذى يدور حول محاولة إثبات براءة سفاحتى الإسكندرية ريا وسكينة، استنادًا لوقوعهما فريسة ظروف المجتمع وقسوتها، وذلك من خلال الاستشهاد بالعديد من المراجع التاريخية الموثقة. حيثُ صور شوطاً كبيراً من دوره، وفيلم «الطيارة» الذى كان مقرراً أن يبدأ فى تصويره خلال الأشهر المقبلة، وهو من بطولة شريف رمزى، وسلوى خطاب.

 

####

 

وداعًا مصطفى الشوان.. «الجندى» أسطى الدور الثانى

كتب ـ أحمد عثمان:

القدر لا يفرق بين أحد سواء غنيا أو فقيرا مشهورا أو شخصا عاديا هذه كانت آخر جملة سمعتها من النجم الكبير الراحل محمود الجندى فى اتصال تليفونى لحوار لم يكتمل لظروفه الصحية.. لكن الكلمات التى قالها استوقفتنى كثيراً وعادت ذاكرتى مع هذا الفنان الكبير للوراء من حيث أهم المحطات الفنية التى صنعت منه نجماً متميزاً يجيد اللعب فى الأدوار الثانية ويعطيها حجمًا وقيمة ويضيف عليها لدرجة تأخذ عين المشاهد من الدور الأول ربما يكون دور «مصطفى الشوان» فى مسلسل «دموع فى عيون وقحة» أمام الزعيم عادل إمام والراحلة معالى زايد ونخبة من نجوم هذا الجيل كان هو بداية النجومية لـ«الجندى» عندما أبدع فى أداء دور شقيق عادل إمام وأضاف للمساحة التى لعبها فى الدور نجومية خاصة وطعماً مختلفاً لم تفرق بين الدور الأول لعادل إمام والدور الثانى لمحمود الجندى - وفتح دور «مصطفى الشوان» باب الحظ أمام النجم الراحل وتوالت محطاته سواء فى السينما أو الدراما أو المسرح، فتألق فى مسرحية «البرنسيسة» أمام ليلى علوى وفاروق الفيشاوى ونجح فى أن يكون نجم الدور الثانى بلا منافس لسنوات طويلة وصنع محطات سينمائية لا تنسى سواء فى أفلام «اللعب مع الكبار» «حكايات الغريب»، شفيقة ومتولى. وعلى صعيد الدراما لا أحد ينسى أدوار «الجندى» الشهيرة بدءاً من «مصطفى الشوال» ومسلسل أنا وأنت وبابا فى المشمش - الشهد والدموع - أبوالعلا البشرى.

عاش نجماً ورحل غاضباً من الوسط الفنى ولا نملك إلا أن نقول وداعًا مصطفى الشوان أسطى الدور الثانى.

 

الوفد المصرية في

12.04.2019

 
 
 
 
 

الأب والأخ يحضران المشهد الأخير.. رفقاء "رمضان كريم" في عزاء الجندي

كتب: محمود عباس

شخصيات عامة عديدة حضرت إلى مبنى المجمع الإسلامي بمنطقة الشيخ زايد في 6 أكتوبر، لتقديم العزاء في الفنان الراحل محمود الجندي، الذي وافته المنية في الساعات الأولى من صباح أمس عن عمر يناهز 74 عامًا، بعد أزمة مرضية لاحقته خلال الأيام القليلة الماضية فارق على أثرها الحياة.

النجم سيد رجب كان على رأس الحاضرين لتقديم العزاء في "الجندي"، حيث سبق وأن التقى ذلك الثنائي في عمل درامي حمل اسم "رمضان كريم" وتم عرضه خلال شهر رمضان المبارك، قبل عامين، حيث كان "الجندي" و"رجب" شقيقين يجسدان معاني الحب وصلة الرحم في أبهى صورها، وجمعتهما مشاهد إنسانية عديدة ضمن أحداث المسلسل، فالحاج كريم، أو الفنان محمود الجندي، كان دائم الحرص على تهنئة شقيقه "رمضان" بحلول الشهر الفضيل وإرسال حقائب ممتلئة بالتمر والمكسرات والطعام كتقليد عرفته الحارة المصرية الأصيلة.

الفنان شريف سلامة، كان هو الآخر ضمن المعزين في رحيل "الجندي"، وربما يعزز ذلك علاقة الأب وابنه التي بدت واضحة في مسلسل "رمضان كريم" بين "سلامة" و"الجندي"، حيث كان الأب "كريم" دائما ما يحفز ابنه "يوسف" على تحمل مسؤولية البيت من بعده، وكان ناصحا أمينا له بالتمسك بصلة الرحم مع أشقائه وأبناء عمومته وعدم الانخراط في غيابات التكنولوجيا التي تباعد بين الأقارب والأصدقاء.

"بتاخدني الجلالة وانا بقلد الشيخ علي محمود"، عبارة عكست طابعا دينيا بدا واضحا في شخصية "الحاج كريم"، التي جسدها الراحل محمود الجندي، في المسلسل، كانت نموذجا لرجل مصري بسيط تعلق قلبه بمسجد لم تمنعه حشرجة لزمت حنجرته من اعتلاء منبره لرفع الأذان رغم انتقاد الكثيرين من جيرانه لرداءة صوته، إلى جانب كون الجد الذي يشجع حفيده على حفظ القرآن الكريم ويعده بمكافأة كبيرة حال إتمام حفظ آخر أجزائه.

 

####

 

قبل العزاء.. وحيد حامد والجندي شريكا اللعب مع الكبار "علي الزهار مات"

كتب: محمد علي حسن

حرص السيناريست وحيد حامد، على تقديم وجاب العزاء في الفنان الراحل محمود الجندي، الذي توفى عن عمر يناهز 74 عاما، بأحد مستشفيات مدينة السادس من أكتوبر، بعد أزمة مرضية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث استمر في المستشفى لما يقرب من 10 أيام حتى فارق الحياة.

وشارك محمود الجندي في فيلم "اللعب مع الكبار" الذي قام بتأليفه وحيد حامد عام 1991، حيث يحكي الفيلم عن حسن بهنسي بهلول الذي جسد دوره الفنان عادل إمام كنموذج للإنسان البسيط الذي أجبرته ظروف الحياة على أن يعيش حالة البطالة، فهو لا يعمل ولا يستطيع حتى الزواج من خطيبته، ويحاول أن يعيش حياته معتمدًا على قدراته وخبراته في الحياة. واقعه مظلم وآماله محطمة، إلا أنه يملك قدراً كبيراً من الحب والإحساس بالمسؤولية تجاه وطنه.

عندما يجري حسن اتصالا بإحدى أجهزة الأمن، ويتحدث إلى الضابط "حسين فهمي" ليبلغه عن توقيت حريق سيحدث في أحد المصانع في اليوم التالي.

وعندما يسأله الضابط عن كيفية معرفته بذلك، يبلغه حسن بأنه شاهد الحادث في الحلم، وبالفعل يقع الحادث، لتبدأ علاقة من نوع خاص بين حسن والضابط، ويتضح بعد ذلك أن صديقه حسن الزهار الذي أدى دوره الفنان الراحل محمود الجندي يسرب له بعض المكالمات التي لها علاقة بالفساد أو العمليات الإرهابية، ليتتبعه أحد الفاسدين ويقتله ويكون المشهد الأخير في الفيلم، حيث يصرخ عادل إمام "علي الزهار مات".

وشيعت جنازة الفنان الراحل، ظهر الخميس، وأدى المئات من أهالى أبو المطامير بمحافظة البحيرة، صلاة الجنازة على جثمانه، بمسجد الشيخ عبد الحكم، بمشاركة عدد من نجوم الفن، منهم الفنان فاروق الفيشاوى، والفنان بيومى فؤاد، الدكتور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية، والنجم أحمد السقا.

 

الوطن المصرية في

12.04.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004