كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

محمود الجندى.. الفنان الجوكر

شريف نادى

رحيل الفنان

محمود الجندي

   
 
 
 
 
 
 

«سلامة الطفشان» فى «شمس الزناتى»، «عبدالرحمن» فى «حكايات الغريب»، «الكولانجى» فى «أصدقاء الشيطان»، محمد شكرون فى «قلب الليل»، «حسن أبو على» فى «أحلى من الشرف مفيش»، وغيرها العديد من الأعمال التى قاربت على 400 عمل تنوعت ما بين السينما والمسرح والتليفزيون، لتؤكد على أن من يقدمها حتى وإن لم يتصدر البطولة فيها، إلا أنه لا بديل عنه ومن الصعب أن يقدمها شخصا آخر غيره، هكذا فعل وأثبت بالدليل القاطع الفنان الكبير محمود الجندى ابن مدينة البحيرة الذى رحل عن عالمنا فى الساعات الأولى من صباح أمس تاركا وراءه إرثاً فنياً كبيرا فى مجالات السينما والمسرح والدراما والغناء، حيث شيعت جنازته أمس من مسجد أبو المطامير بمسقط رأسه بالبحيرة.

من البداية عقد محمود الجندى ما يشبه اتفاقا بينه وبين الجمهور حول أنه فنان شامل «جوكر»، قادر على تقديم أى شيء معتبرا التمثيل لعبته وهوايته المفضلة التى لا يستطيع الاستغناء عنها، حتى فى أحلك الظروف التى تعرض له بداية من حريق منزله ووفاة زوجته وكذلك شعوره فى الفترة الأخيرة بعدم التقدير الكافى من المنتجين والمخرجين الشباب لدرجة حذف جزء كبير من مشاهده واتخاذه قرار الاعتزال اعتراضا على ما يحدث له، لكنه لم يستطع استكمال ما قرره أو حتى فسخ تعاقده مع الجمهور والابتعاد عن عشقه الذى ارتبط به وأصبحت العلاقة مثل الروح والجسد لا تنتهى إلا بالموت، ولعل أبرز مثال على ذلك هو رحيله أثناء تصوير ما يقرب من ثلاثة أعمال كان يجرى تصويرهم وهم مسلسل «أبو جبل» بطولة مصطفى شعبان، «ممالك النار»، و«ريا وسكينة».

ارتباط الجمهور بالفنان الراحل بشكل كبير، كان جليا فى كل المراحل التى مر بها، حيث لم يكن هذا الارتباط على مستوى الفن فحسب، لكنه على الصعيد الشخصى أيضا، حيث تعاطف معه الجمهور عقب حريق منزله ووفاة زوجته، وكان مساندا له حينما أعلن أن هذه الحادثة قربته من الله وهو كان سببا فى موافقته على مسلسل «الخواجة عبد القادر» حيث وجد العمل أنه الأقرب إلى شخصيته الحقيقية، نظرا لأنه يحمل نزعة روحانية صوفية، كما فرح الجمهور لزواجه من الفنانة عبلة كامل، وكان مشهد النهاية حينما التف الجمهور حول جثمانه ليشيعوه إلى مثواه الأخير داعين له بالرحمة والمغفرة، بحضور عدد من القيادات التنفيذية والشعبية والأدباء والمثقفين، والفنان أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية، والفنان أحمد السقا.

وعلى الرغم من تقديم محمود الجندى العديد من الأدوار المميزة فإنه أسوة بعدد كبير من الفنانين فى هذا الوقت، قرر أن يقدم تجربة سينمائية من إنتاجه، وهو فيلم «المرشد» الذى عُرض فى ثمانينات القرن الماضى، وشاركه البطولة الفنان فاروق الفيشاوى، وقدّم به عددًا من المواويل، غير أن عدم نجاح التجربة كانت كفيلة بألا يكررها، لكنه حقق منها عدة أهداف كانت أبرزها قدرته على تقديم كل شيء سواء غناء أو تمثيل.

لم يكن الجندى صاحب الـ74 عاما مجرد ممثل عابر يستجدى المنتجين ليظهر فى مشهد أو اثنين مجاملة لتقدمه فى العمر، لكن النجاح الكبير الذى حققه على كل المستويات وقدرته على تقديم كل الألوان من تراجيدى إلى كوميدى، كانت دافعا ليكون واحدا من النجوم الكبار الذين يتم الاستعانة بهم فى أغلب الأفلام والمسلسلات، مثل شخصية «عم دهب» فى مسلسل «نيللى وشريهان»، «على الزناتى» فى فيلم «الهرم الرابع»، «منير الخطير» فى فيلم «سمير وشهير وبهير»، «خادم المسجد» فى فيلم «كلب بلدى».

كان الجندى حريصا على أن يكون نموذجا للفنان المثقف وحريصًا على أن يؤدى رسالته على أكمل وجه، وهو ما ظهر من خلال اختياراته لأدواره التى لا تبرز الاسفاف بقدر ما تعمل على التنوير والتثقيف، إلى جانب الترفيه، بداية من أدواره الأولى فى «الشهد والدموع»، ومسرحية «إنها حقا عائلة محترمة»، انتهاء لحصوله على موافقة بإنشاء قصر للثقافة فى مسقط رأسه «أبو المطامير» بهدف أن يصبح هناك مكان قادر على إخراج نشء مثقف ليس عرضة للاستغلال بشكل خاطئ.

 

####

 

فى آخر حواراته مع « الأهرام المسائى»:

فكرت فى الاعتزال ولم أستطع.. وغير راضٍ عن بعض الأعمال التى شاركت بها

إيمان بسطاوى**

على الرغم من امتلاك الفنان محمود الجندىرصيدًا كبيرًا فى عالم الفن نجح فى تكوينه على مدار أكثر من 40 عاما، إلا أنه كشف فى آخر حواراته مع «الأهرام المسائى» قبل وفاته بعدة أشهر،

 أنه لم يكن راضيا عن عدد من الأعمال التى شارك فيها مؤخرا، وهو ما كان يدفعه للانسحاب من بعضها بعد دخولها، مرجعا السبب فى ذلك إلى ضعف الورق، إضافة إلى أن الشخصية التى يلعبها لا تتناسب مع تاريخه الطويل الذى بناه لسنوات، وهو ما تسبب فى وصوله لحالة من الضيق والتذمر فى الفترة الأخيرة من حياته نتيجه شعوره باستهانة البعض وعدم تقديرهم لمشواره وتاريخه الفنى.

وقال محمود الجندى، فى آخر حواراته مع «الأهرام المسائى» إنه فكر جديا فى اعتزال الفن غير أنه لم يستطع، لكنه فى الوقت نفسه بدأ ينتقى أعماله بعد مرحلة فاصلة فى حياته، لدرجة أنه إذا وجد بها شيئا مخلا وغير مناسب له لا يقدمها.

وأعرب الجندى عن تذمره من الحركة المسرحيةوالعروض الضعيفة التى تخرج للنور، وعقد مقارنة بينها وبين المسرح قديما قائلا: «المسرح اختلف كثيرا عن زمان من كل الجوانب، سواء بالنسبة للاهتمام من جانب مؤلفى المسرح حيث لم نعد نقدم بالمسارح نماذج قدوة فى ظل غياب توفيق الحكيم وصلاح عبد الصبور والركائز الكبيرة التى أسست المسرح لدرجة أن الجيل الجديد نسيهم، ولم نؤكد على أعمالهم حتى نتخذهم قدوة، لنترك المسارح تقدم عروض عشوائية وتعتمد على الضحك الفارغ دون مضمون، وهو ما يشير إلى انهيار المسرح فى ظل غياب قيم المسرح القديم.

وأشاد الجندى فى حواره مع «الأهرام المسائى»، بالمسرح الذى يقدمه الفنان يحيى الفخرانى، مشيرا إلى أنه ينتقى عروضه بعناية مستعينا بنصوص المسرح القديم، بينما اعترض على إطلاق كلمة مسرح على التجارب المسرحية الجديدة التى نراها حاليا، قائلا: هذه العروض لا ترقى إلى عمل مسرحى ولا يجوز أن أطلق على ما يقدمونه مسرح، هؤلاء مونولوجست ومهرجين لإضحاك الناس فقط.

وعن رأيه فى الحركة المسرحية فى الأقاليم باعتباره من أبناء محافظة البحيرة، قال: «أسست فرقة مسرحية تابعة لمسرح الأقاليم بمحافظة البحيرة وقدمت فيها دروس فى الشعر والمسرح،وهو واجب ورد للجميل ينبغى أن أفعله تجاه أبناء بلدتى.

استأنف قائلا: «وزارة الثقافة ممثلة فى وزير الثقافة وهيئة قصور الثقافة مقصرة للغاية فى القيام بدورها فى مسارح الأقاليم، ولا تدعمها وهى تحتاج دعما أكثر من ذلك، ولا أعرف السبب الحقيقى وراء تجاهل هذه المسارح، وأتساءل هل هو عدم حماس من جانب الوزير والوزارة أم أنهم مشغولون بأشياء أخرى غير الفن والمسرح».

وكشف الجندى عن مواقف فاصلة فى حياته ومنها حريق منزله ووفاة زوجته وهو ما تسبب فى إعادة اكتشاف من حوله وتغير نظرته للحياة، وأن هذه الواقعة كانت سببا فى التزامه وتدينه.

وعن كواليس انقاذ الفنانة شيريهان له من الديون قال: «كنت أنتج فيلم المرشد وكانت تعمل معى ووقفت بجانبى وشجعتنى وحتى أثناء التصوير عندما كان يتأخر الموزع على الفلوس، تقوم هى بالتصرف وتدفع أجور الفنانين حتى لا أتأخر على فريق العمل، وأنقذتنى وقتها من الديون، وكانت لها مواقف كثيرة لن أنساها، وقدمت معها فى التليفزيون مسلسل «ألف ليلة وليلة»، والفوازير، وعلى مستوى المسرح قدمت معها عرض «علشان خاطر عيونك» مع الفنان فؤاد المهندس.

 

####

 

شخصياته المسرحية تحولت إلى إفيهات كوميدية

منى شديد

«يا هانى يا حيانى» لا يمكن أن تتذكر هذا الإفيه بدون أن تتذكر الفنان الراحل محمود الجندى ومشهد التنويم المغناطيسى الشهير فى مسرحية «البرنسيسة»، الذى يستدعى فيه الفنان الراحل محمد متولى الفنان سمير فريد الذى يقوم بدور منوم مغناطيسى لكى يكشف حقيقة هانى الحيانى، الجندي، قبل أن يستولى على قلب «البرنسيسة» الفنانة ليلى علوى، فيتحول المشهد إلى واحد من أشهر المشاهد الكوميدية فى مسرح القطاع الخاص. «البرنسيسة» إنتاج عام 1984، وفترة الثمانينات تعتبر من الفترات المهمة فى حياته الجندى المهنية وشهدت مرحلة تألقه خاصة على مستوى المسرح، ودوره فى «البرنسيسة» يعتبر من أهم الأدوار التى قدمها فى هذه الفترة فعلى الرغم من أنه لا يعتبر البطل الرئيسى للمسرحية التى كان بطلها فاروق الفيشاوى إلا أن دور هانى الحيانى المغنى الشعبى الصعلوك الذى يحاول استغلال فهلوته فى الإيقاع بسماح الجميلة الثرية بالاتفاق مع خادمها الذى يقوم بدوره سيد عزمى، يعتبر من الادوار التى فرضت نفسها فى المسرحية وحقق نجاحا كبيرا، حيث شكل مع محمد متولى وسيد عزمى ثلاثى كوميدى رائع استطاع أن يجتذب الضحكات بسهولة من الجمهور بالصراع الكوميدى بينهم والحضور القوى للثلاثى على خشبة المسرح.

ولا تعتبر هذه هى المرة الأولى التى يتحول فيها اسم الشخصية التى يقدمها محمود الجندى على المسرح إلى «إفيه» كوميدى شهير، فمنذ أن بدأ العمل فى عالم الفن وشارك مع الفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس فى بطولة مسرحية «إنها حقا عائلة محترمة» فى 1979 بشخصية الابن الجامعى نور الدين أبو الفضل تحول اسم «نور» إلى إفيه نتيجة للطريقة الكوميدية التى كان ينطق بها فؤاد المهندس الاسم فى المسرحية وهو يحاول إقناع الابن بشىء هو غير مقتنع به فينطقه بهذه الطريقة «أانووور»، وتألق الجندى بأدائه أمام العملاق الراحل وفى شخصية الابن المثقف الذى يحاول التمرد على سلطة الأب ويجادله الحجة بالحجة.

وتكرر النجاح الذى حققه مع فؤاد المهندس مرة أخرى فى مرحلة لاحقة عندما شارك معه للمرة الثانية فى مسرحية «علشان خاطر عيونك» 1987 التى شاركتهما فيها النجمة شريهان وضمت المسرحية العديد من المشاهد الكوميدية المعتمدة على سوء الفهم و الطرق المختلفة فى تفسير الكلام، ويعتبر من أشهر المشاهد الكوميدية فى المسرحية عندما تحاول رزة، شريهان، إقناع مراد، الجندي، بأن يخطو سبع مرات فوق حجاب المحبة الذى وضعته أسفل السجادة دون أن يدرى فتختلق الحجج لتنتقل فى أرجاء الغرفة وتجذبه إليها أكثر من مرة.

وقدم الجندى عددًا كبيرًا من المسرحيات فى مسرحى القطاع الخاص والعام أيضا ومنها «شبورة» و«باللو» و«طرائيعو» إخراج سمير العصفورى و«عيب يامحترم» مع المخرج أحمد البدرى، و«حالة طوارىء» مع المخرج السيد راضى، و«اللى عايزنى يجينى» لرزيق البهنساوى، ومحدش يقدر عليهم» و«مبروك» لشاكر عبد اللطيف و«ايه اللى حصل فى شهر العسل» لمجدى الابيارى، و«الرعب اللذيذ» لحسن عبد السلام، و«زواج البنات» لعبد الغنى زكى، و«المليم بأربعة» و«بحبك يا مجرم» و«تتجوزينى يا عسل» لجلال الشرقاوى، و«ست الحسن» لعبد الرحمن الشافعى و«عائلة الفك المفترس» لأشرف زكى و«حلاق بغداد» لهناء عبد الفتاح و«شىء فى صبرى» لعصام السيد و«سى على وتابعه قفه» لمراد منير، وشارك فى مسرحية «اللى بنى مصر» مرتين.

وكانت أخر مرة يقف فيها الجندى على خشبة المسرح مع فرقة المسرح القومى فى عرض «اضحك لما تموت» العام الماضى.

 

####

 

انطلق فى الدراما مع العظماء .. وساند الشباب فىرحلته

انجى سمير

شهدت بداية الفنان محمود الجندى المشاركة فى عدد من الأعمال الدرامية والتى كانت علامة مضيئة فى تاريخ الدراما التليفزيونية وارتبط بها الجمهور ارتباطا وثيقا، وساهمت بشكل كبير فى أن تثقل قيمته عند الجمهور، وتجعله يقفز خطوات للأمام ليحقق الشهر والنجاح فى وقت قصير، ومن بين أبرز هذه المسلسلات التى ساهمت فى نجاح الجندى «أبنائى الأعزاء..شكرا» التى قدم فيها شخصية محمود، و«دموع فى عيون وقحة» بشخصية مصطفى محمود الشوان، و«رحلة أبو العلا البشرى» الذى جسد فيه شخصية عمرو وقدم بالعمل أغنيته الشهيرة مع المطرب على الحجار «أحنا الثنائى محسن وعمرو» وكانت من أشهر أغانى هذا الوقت حيث ارتبط بها الجمهور.

من بين الأعمال التى تميز فيها الفنان الراحل أيضا مسلسل «الشهد والدموع»، ومسلسل الأطفال «كوكى كاك»، ومسلسل «عائلة شلش»، و«ضمير أبلة حكمت». بداية الجندى مع العظماء فى الدراما سواء على مستوى الكتابة والإخراج والنجوم أيضا، جعلته حريصا فى اختياراته حيث استمر على هذا النهج فى الاختيار حتى وفاته ليستكمل مسيرة المشاركة فى أعمال مهمة مثل «السيرة الهلالية»، «حديث الصباح والمساء»، «الجماعة»، «الحارة»، «هارون الرشيد»، «الدالى»، و«الأدهم»، ومسلسلات دينية وتاريخية مثل «الإمام الغزالى»، «الملك فاروق» الذى جسد فيه دور أحمد ماهر باشا، ويعرض حاليا له الجزء الثانى من مسلسل «أفراح إبليس» على إحدى القنوات المشفرة، والذى يجسد فيه شخصية «عابد النمر» وهو خصم جمال سليمان.

وأوضح مجدى صابر مؤلف العمل لـ«الأهرام المسائى» أن الفنان الراحل انتهى من تصوير الجزء الثانى الذى يجسد فيه شخصية جديدة، وكان من المفترض أن يكون من أبطال الجزء الثالث لأن دوره لن ينتهى فى الثانى، وهو ما سيدفعنا عند الاستعداد لتصوير الجزء الثالث لعقد جلسات عمل مع الجهة المنتجة للبحث عن فنان بديل، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فحسب لكن هناك أعمال أخرى كان مقرر للفنان الراحل أن يبدأ تصويرها، و لم يتحدد مصيرها بعد ومنهامسلسل «ممالك النار» بطولة خالد النبوى، وتأليف محمد سليمان عبد المالك ومن إخراج بيتر ويبر. أما بالنسبة لمسلسل «حكايتى» بطولة ياسمين صبرى فقد اعتذر عنه من البداية لشعوره بوعكة صحية وبالتالى قامت أسرة العمل باستبداله منذ البداية بالفنان جميل برسوم.

 

####

 

عاشق «الموال»

هبة اسماعيل

«الدنيا كانت كُحيلة، لازمها واد خيّال، لكنها الوقت شيلة لازمها واد شيّال، عينى علينا يا دنيا كل ليلة فى حال، بتكارمى أندال وبتزلى سبوعة فى حال نامت القوالب براسها وقامت انصفها...» محمود الجندى عاشق الموال رغم حبه للغناء وتقديمه محاولات عديدة به إلا أنه فضل عدم إحترافه، والموال السابق من فيلم «المرشد» وهو عمل من إنتاجه وبطولته كتب الكلمات الشاعر الراحل سيد حجاب ولحنها الراحل عمار الشريعى.

لم يخلوا عملا مسرحيا تقريبا له دون أن يقدم أحد مواويله فأول موال قدمه لجمهور فى مسرحية «انها حقا عائلة محترمة» كان «لو كنت أعرف بأن الوعد متدارى، ما كنت أطلع ولا اخرج أصلى من دارى، ياريت ما حبيت ولا كان العذاب جانى، ودارى على بلوتك ياللى ابتليت دارى» وهو جزء من موال حسن ونعيمة ولأن الجندى نجح فى جذب الجمهور لأدائه الموال فى المسرحية، أصبح مواله فى كل عمل يقدمه علامة ميزة، وساعده فى ذلك حبه لتراث ومعرفته الجيدة به خاصة فن الموال والطقطوقة، ومعرفته أيضا بتراث سيد درويش خاصة عندما قدم فى مسرحية «بالو» أغنية «المنذول»، وهذا هو الحال فى باقى المسرحيات مثل «البرنسيسة»، و«على شان خاطر عيونها» الذى قدم فيها أغانى مشتركة مع شريهان، ومسرحية «ست الحسن».

لكن أبرز تجربة درامية قام بالغناء فيها هى «أنا وانت وبابا فى المشمش» لأنه كان عمل غنائى استعراضى شاركته البطولة فيه الفنانة فردوس عبد الحميد.

وقالت فردوس: أن رحيل محمود الجندى خسارة فنية وإنسانية كبيرة جدا فلم يكن فنان مهم فقط لكنه كان انسان رقيق وفنان جوكر يعمل جميعالأدوار كوميدى وتراجيدى، وعملت معه فى «عصفور النار»،و«الشارع الجديد» الذى يعاد عرضه حاليا وبالصدفة الحلقة التى تموت فيها الشخصية التى يقدمها الجندى تزامنت مع خبر رحيله.

وأضافت «قدمت معه أنا وأنت وبابا فى المشمش» فهو فنان متميز صوته جميل
رغم أن محمود الجندى لم يحترف الغناء بشكل واضح إلا أنه كتب ولحن له كبار المبدعين وله شريط غنائى واحد عام 1990، بعنوان «فنان فقير» كتب أغانيه الشاعر فؤاد حداد ولحنه محمد الشيخ، وتضمن عدد من الأغنيات هى «على عكازين»، «بنت السلطان»، «الطرطور»، «البنى آدم»، «كمان وكمان»، «موال حسن ونعيمة»، «فنان فقير»، «القهوة»، «الشمس»، «نطو بلاطه
».

 

الأهرام المسائي في

12.04.2019

 
 
 
 
 

رحيل

محمود الجندي... وداعاً فتى الشاشة الثاني

فيصل العربي

القاهرةصدمة منتصف الليل! هكذا يمكن أن نلخّص ما شعر به الجمهور المصري والعربي المحب للفنان محمود الجندي (1945 ـــــ 2019) بعد انتشار خبر وفاته في الساعات الأولى من يوم أمس الخميس. الصدمة لم تعكس فقط مدى محبة الجمهور لشخص وفن محمود الجندي، لكن أيضاً عدم علمه بأنه عانى خلال الأيام العشرة الماضية من أزمة صحية أودت بحياته، فجاء الخبر الحزين مفاجئاً لكثيرين.

عاد جسد محمود الجندي إلى قرية أبو المطامير في محافظة البحيرة (شمال غرب القاهرة)، وهي القرية التي وُلد فيها عام 1945 قبل أن يمتهن صناعة النسيج في مقتبل الشباب ومنها إلى المعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرّج منه عام 1967. لكنه لم يرَ أضواء الفن مباشرة، بل انتظر ستّ سنوات أخرى أمضاها على الجبهة مقاتلاً في الجيش المصري، ومشاركاً في تحرير سيناء من الجيش الإسرائيلي، لينطلق فنياً بداية في عام 1974

حسب موقع السينما «دوت كوم»، فإن الممثل الذي رحل عن عمر ناهز 74 عاماً قدّم ما يقرب من 390 عملاً، ما يعكس الطلب الكبير عليه من المخرجين عبر العصور، في السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، وكذلك عدم تمسكه بأي شروط من تلك التي يفرضها النجوم للوقوف أمام الكاميرا. كان الجندي نجماً من طراز خاص، نموذجاً لفتى الشاشة الثاني وليس الأول القادر على ولوج قلوب المشاهدين، أياً كانت مساحة الدور. وإن كان هذا الخيار بدا له غير مرض في سنواته الأخيرة، إلا أنّه مكّنه من ترك إرث غير قابل للحصر من الشخصيات التي تذكرها الجمهور فور إعلان الخبر الحزين. معظمهم لم يكتب «وداعاً محمود الجندي» عبر صفحات التواصل الاجتماعي، بل كتب «وداعاً سلامة الطفشان» (شخصيته في فيلم «شمس الزناتي» ـ 1991) أو «علي الزهار» (شخصيته في فيلم «اللعب مع الكبار » ــــ 1991) وغيرهما من الشخصيات الأخرى التي تنوعت ما بين الكوميدي والتراجيدي.

ما أغضب الجندي في السنوات الأخيرة هو «قلة التقدير» على حدّ قوله، سواء من المهرجانات الفنية الرسمية التي اتهمها بالفساد لأنها لم ترَ في ما قدمه ما يستحق التكريم، أو التعامل داخل الوسط الفني الذي دفعه إلى إعلان الاعتزال بعد نهاية شهر رمضان 2017 قبل أن يقنعه أصدقاؤه بالعودة إلى الأضواء.

كان قادراً على ولوج قلوب المشاهدين، أياً كانت مساحة الدور

في حياة محمود الجندي دراما أخرى غير تلك التي قدمها على الشاشة. تعرّض منزله لحريق أودى بحياة زوجته عام 2001 ليخرج بعدها شخصاً آخر، ويتراجع عن أفكار وصفها بالبعيدة عن الدين قبل هذا الحريق. ظلّ لسنوات طويلة بعد هذه الفاجعة، ملتزماً بزي سلفي طالما هو خارج البلاتوهات قبل أن يتحرر منه لاحقاً. في تلك الفترة ارتبط بالفنانة عبلة كامل عام 2003، لكن الزيجة لم تستمر طويلاً وارتبط بعدها بكريمة الفنان الراحل جمال اسماعيل، وهو والد المخرج المعروف أحمد الجندي صاحب العديد من الأعمال الكوميدية الناجحة خلال السنوات العشر الأخيرة.

ترك محمود الجندي بصمات مؤثرة خلف معظم الشخصيات التي قدمها للجمهور العربي على مدى مشواره الفني الطويل. إلى جانب «سلامة الطفشان» و«علي الزهار» السابق ذكرهما، تألق في شخصية «الشيخ معاوية» في مسلسل «حديث الصباح والمساء» (2001) أمام عبلة كامل. كما قدم شخصية لطيفة للغاية هي «هاني الحياني» في مسرحية «البرنسيسة» (1984) مع فاروق الفيشاوي وليلى علوي، وهي المسرحية التي أدّى فيها موّاله الأشهر «لو كنت أعرف إن الوعد مداري». غير أن الموال ظهر من قبل في أول مسرحية عرفه الجمهور من خلالها «إنها حقاً عائلة محترمة» التي قدمها عام 1979 مع فؤاد المهندس. وإلى جوار المهندس، ظهر مرة أخرى في مسرحية «علشان خاطر عيونك» (1987). تضاف إلى ما سبق شخصيتا «شوقي رضوان» و«حسين» في الجزءين الأول والثاني من مسلسل أسامة أنور عكاشة الشهير «الشهد والدموع» (1983). كما وقف أمام نور الشريف في الفيلم/ الأزمة «ناجي العلي» (1992). ومن أبرز أفلامه في المرحلة الأخيرة «الفرح» (2009) حيث مشهده الأشهر مع سوسن بدر وإقناعها بالعودة إلى الرقص الذي انتشر بشدة ككوميكس على مواقع التواصل الاجتماعي. كذلك جسد شخصية الأب الغاضب من استهتار نجله في فيلم «الحرب العالمية الثالثة» (2014) أمام أحمد فهمي، ومعه أيضاً ظهر كضيف شرف في فيلم «الكويسين» (2018)، وتألق مع يحيى الفخراني في مسلسل «الخواجة عبد القادر» (2012) فيما كان آخر أعماله التي تعرضها القنوات حالياً «أفراح إبليس» بجزئه الثاني.

 

الأخبار اللبنانية في

12.04.2019

 
 
 
 
 

محطّات صعبة في حياة محمود الجندي... "مابحبش اشتكي"

محمود إبراهيم - المصدر: "النهار"

رحل عن دنيانا الفنان محمود الجندي منذ ساعات بعد أن قدّم تاريخاً حافلاً في مجال الفن بعشرات المسلسلات والأفلام والمسرحيات عن عمر ناهز الـ74 عاماً.

كانت القصة الأشهر في حياته، هي إلحاده وانجرافه نحو أفكار اقتنع بها بسبب شعوره بامتلاك المعرفة في جميع المجالات، وميله إلى اتخاذ طريق مختلف لم يتخذه أحد من عائلته لالتزامها دينياً، إلى جانب مروره بمرحلة سمّاها "المراهقة الفكرية"، التي عاش فيها سنتين أو ثلاثاً، حتى رجع عن ذلك وأبدى ندمه.

رحيل زوجته، في حريق شقته، بجانب إصابة ابنته بحروق متوسطة ونجاته مع ثلاثة من أولاده، أدخله بحزن دائم، خصوصاً لارتباط هذا الحدث بقصة إلحاده والرسائل الربانية التي بعثها الله إليه وعقابه للرجوع عن إلحاده، على حد وصفه.

كما أن قصة حبه وزواجه من الفنانة عبلة كامل، كانت موقفاً مؤلماً بالنسبة له، حيث كشف الجندي أنه خلال زواجه بعبلة كامل، كانت هناك أعمال تعرض عليه مجاملة لها، نظراً لأنها أكثر نجومية منه، فرفض تلك الأعمال لإحساسه بأن ذلك يجعله في المنطقة الأقل، وانتهت الحياة الزوجية بينهما سريعاً.

في "الجيم" للمرة الأولى: شاهدوا ماذا فعلت!

في نهاية حياته، ومع مرضه والتقدم في العمر، لم يعرض عليه المنتجون أعمالاً، وظل مهمّشاً، حتى اضطر لتخفيض أجره حتى يستطيع أن يظهر في أعمالهم الفنية، فغابت عنه الضحكة في الأيام الأخيرة، حيث ظهر في برنامج "معكم" وقال متأثراً والدموع تملأ عينيه إن هناك الكثير من الأشياء التي تزعجه لكنه لا يحب أن يشتكي أو يقول إنه ظُلم.

 

النهار اللبنانية في

12.04.2019

 
 
 
 
 

مصر تودع محمود الجندي بعد مشوار فني حافل

وزيرة الثقافة نعته... ونجوم الفن يشاركون في جنازته

القاهرة: عبد الفتاح فرج

بملامحه المصرية الأصيلة، وأحلامه الكبيرة، وإصراره الصلب، راهن محمود الجندي، خريج قسم «النسيج» بالمدرسة الثانوية الصناعية بمحافظة البحيرة (شمالي القاهرة) على موهبته وحسب، فترك عمله بأحد مصانع النسيج، ليدرس بالمعهد العالي للسينما بالقاهرة، ليتخرج فيه عام 1967، ويبدأ مشواره الطويل في السينما والمسرح والتلفزيون، قبل أن يغيّبه الموت فجر أمس، عن عمر يناهز 74 عاما إثر إصابته بوعكة صحية. ليسدل الستار أخيراً على قصة نجاح فنية وقودها الكفاح والمثابرة أثرت الوسط الفني، بمصر والعالم العربي.

اتخذ الجندي من اسمه دافعاً له لمواصلة تحقيق حلمه، فمثلما كان جندياً في صفوف القوات المسلحة المصرية أثناء حرب أكتوبر (تشرين الأول) في عام 1973، كان جندياً لامعاً في كل الأعمال الدرامية التي شارك فيها، رغم عدم إسناد البطولة المطلقة إليه على مدار مشواره الفني، باستثناء أعمال نادرة، قد لا يتذكرها الجمهور، بينما تركت أدواره الثانية بصمة قوية، حتى صارت أسماء أدواره علامة بارزة في تاريخ الدراما فمن «الأسطى موافي» بالمسلسل الإذاعي «أحلام روبابيكيا» في بداية سبعينات القرن الماضي، و«أحمد الشاعر» بمسرحية «مدرسة المشاغبين» (العرض الثاني)، و«حلاوة» في فيلم «دعاء المظلومين»، مروراً بـ«نور الدين أبو الفضل» بمسرحية «إنها حقاً عائلة محترمة» 1979، مع الفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس»، و«محمود» في مسلسل «أبنائي الأعزاء شكراً» 1979 مع الفنان الكبير الراحل عبد المنعم مدبولي، برز اسم محمود الجندي وكان من الممثلين المطلوبين في معظم الأعمال الفنية، لدرجة أن الفنان الراحل شارك في أكثر من 300 عمل سينمائي وإذاعي ومسرحي وتلفزيوني.

وقدم الجندي أيضاً أدوار «مصطفى محمود الشوان» بمسلسل «دموع في عيون وقحة» 1980، مع الفنان عادل إمام، و«شوقي رضوان» بمسلسل «الشهد والدموع» عام 1983.

ولمع الفنان الراحل في دور «ضيا الناجي» في فيلم «التوت والنبوت» عام 1986، و«محمود شكرون» في فيلم «قلب الليل» عام 1989، و«بشير أبو السعد» في «أنا وأنت وبابا في المشمش» عام 1989، و«محمود» في «عائلة الأستاذ شلش» عام 1990، و«علي الزهار» في فيلم «اللعب مع الكبار» عام 1991، و«صلاح» في «المطلقات والذئاب». و«سلامة الطفشان» في فيلم «شمس الزناتي» عام 1991، و«عبد الرحمن» في فيلم «حكايات الغريب»، 1992، و«عادل» في فيلم «موعد مع الذئاب»، و«حسونة» في فيلم «غريب في الميناء».

أدى الجندي أيضاً دور «معاوية القليوبي» في مسلسل «حديث الصباح والمساء». و«حسنين مدندش» في مسلسل «الناس في كفر عسكر». ووالد الفنان كريم عبد العزيز في فيلم «واحد من الناس» في عام 2006، و«علي الوكيل» في فيلم «خارج على القانون»، و«حامد» في مسلسل «باب الخلق»، مع الفنان الكبير الراحل محمود عبد العزيز، و«كمال» في مسلسل «الخواجة عبد القادر»، و«عم زكريا» في مسلسل «شارع عبد العزيز» 2014.

كما لعب دور الأب البخيل والشرير بنجاح عبر دور «رشدي» في مسلسل «ابن حلال» مع الفنان محمد رمضان عام 2014، و«حسن المندوه» في مسلسل «الطوفان» عام 2017، وأمير الجماعة الإرهابية في فيلم «سوق الجمعة» 2018.

أما مسلسل «حكايتي» وفيلم «الطيارة» فلم يمهله القدر ليظهر بهما. ومات أثناء إعدادهما.

ونعى الفنان الراحل عدد كبير من نجوم الفن في مصر، واهتم متابعو مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً بخبر وفاته، وقاموا بنشر صور أدواره المميزة بمسيرته الفنية، وودعوه وداعاً يليق باسمه وتاريخه الفني.

في حين قال عنه الناقد الفني المصري محمود عبد الشكور عبر صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك» أمس: «أحد أكثر أبناء جيله موهبة وكفاحاً لتحقيق أحلامه... ربما يمكننا الحديث تحديداً عن ثلاثة ممثلين انطلقوا في السبعينات، وعبّروا عن شخصية الإنسان العادي، وتميزوا بموهبة عظيمة، وأداء شديد البساطة، وأبعد ما يكون عن المبالغة: أحمد زكي ويحيى الفخراني، ومحمود الجندي، ورسخّوا أقدامهم فيما بعد».

وأضاف: «محمود الجندي أكثر من ممثل مهم وكبير، إنه عنوان جيل بأكمله: بموهبته، وبحفره طريقه بالمثابرة والصبر، جيل لم يسقط بعد هزيمة يونيو (حزيران)، لكنه حارب وانتصر في الحرب والفن معاً... ربنا يرحمه».

ونعته الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، أمس، بقولها: إن «الراحل صنع جزءاً من تاريخ الدراما المصرية مجسداً الكثير من القيم الإيجابية في المجتمع». وتم تشييع جثمان الفنان الكبير محمود الجندي بمسقط رأسه بمركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، وتم دفنه بمقابر الأسرة هناك بعد أداء صلاة الجنازة ظهر أمس بمسجد الشيخ عبد الحكم بالبحيرة.

وحرص بعض نجوم الفن على تشييع جثمان الفنان الراحل محمود الجندي بمسقط رأسه، من بينهم الدكتور أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية رئيس أكاديمية الفنون، والنجمان أحمد السقا، وأحمد فهمي، والفنان الكبير فاروق الفيشاوي، وبيومي فؤاد، وممثل «مسرح مصر» محمد عبد الرحمن، والفنان أيمن عزب.

وجدير بالذكر أن زوجته الأولى ضحى حسن قد توفيت عام 2001 إثر اندلاع حريق في منزلهما، بعدما أنجب منها 3 بنات وولدا، هو المخرج أحمد الجندي. وفي عام 2003 تزوج الفنان الراحل الفنانة عبلة كامل، ولكن انتهى زواجهما بالانفصال في عام 2005، ليتزوج بعد ذلك هيام ابنة الفنان جمال إسماعيل.

وقال الجندي في لقاء تلفزيوني أنه «راجع نفسه من الناحية الدينية والإيمانية، عقب وفاة زوجته الأولى، بالإضافة إلى وفاة صديقة مصطفى متولي». ولفت إلى أنه «حزن بشدة بعد فقدانهما».

 

الشرق الأوسط في

12.04.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004