كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان الإسماعيلية.. يستعيد البريق بعد سنين من الوهن والارتباك

د. أمــل الجمل

الإسماعيلية الدولي

الدورة الحادية والعشرون

   
 
 
 
 
 
 

·        حصد فيلم "رمسيس راح فين" للمخرج عمرو بيومي الجائزة الكبرى للأفلام التسجيلية في المهرجان

بعد أن فات في سنوات من الوهن والارتباك وكاد أن يتم سحب البساط من تحت قدميه، نجح أخيراً الناقد السينمائي المتميز عصام زكريا في إعادة البريق والثقة لمهرجان الإسماعيلية الذي ظل لسنوات طويلة أهم مهرجان سينمائي للأفلام التسجيلية والقصيرة في مصر والعالم العربي.

لسنوات كانت الحافلات تتحرك في الصباح الباكر من القاهرة مُحملة بالجمهور من الطلاب والمثقفين والمهتمين لتلحق بعروض الأفلام في قصر ثقافة الإسماعيلية قبل أن تعود بهم إلى القاهرة في المساء، هذا إلى جانب عدد كبير من الضيوف من شتى أنحاء العالم الذين يتم استضافتهم بالقرية الأولمبية بالإسماعيلية. فقد كان المهرجان خلال تلك السنوات من التسعينيات ومستهل الألفية الثالثة بوابتنا على عوالم متباينة شاسعة الآفاق تلتقي فيها الثقافات والحضارات على أشرطة الفن السابع.

حملت دورة العام الماضي مؤشرات لنجاح هذه الدورة وتثبيت أقدام هذه التظاهرة على خارطة المهرجانات السينمائية خصوصاً في ظل استمرار رئاسة زكريا، فليلة أمس بعد سبعة أيام من اللهاث بين عروض الأفلام والتكريمات وقاعات الندوات وحلقات البحث الثرية والخصبة، أُسدل الستار على فعاليات مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الحادية والعشرين -الممتدة بين 10 و16 أبريل/نيسان الجاري- بمشاركة 150 فيلما من نحو 51 دولة حول العالم، وسط إشادة بالتنظيم وبمستوي العروض من جميع ضيوف المهرجان المصريين والأجانب وبينهم مديري مهرجانات كُبري مثل كريس ماكدونالد رئيس مهرجان هوت دوكس الكندي الدولي للأفلام الوثائقية والذي يُعتبر أكبر مهرجان للسينما التسجيلية في أمريكا الشمالية.

في "نحن منا أميرات" تلتقي مجموعة من النساء السوريات اللاجئات في بيروت عندما يتم اختيارهن لأداء أدوار في مسرحية أنتيجون اليونانية لسوفوكليس

نحن مَنّا أميرات.. لاجئات سوريات يسردن حكايتهن

فعاليات الدورة الحادية والعشرين التي اختتمت أمس الثلاثاء في حفل اقتصر على توزيع الجوائز وفقرة غنائية كُتبت خصيصا لمهرجان الإسماعيلية أدتها المطربة المغربية "أسما لزرق" من كلمات أحمد حسن راؤول وتلحين كريم عرفة وتوزيع أيمن التونسي، بينما اقتصر حفل الافتتاح على تقديم للفنان سمير صبري أعقبه عرض فيلم "نحن منا أميرات" للمخرجتين السورية عتاب عزام والإنجليزية بريدجيت أوجير.

تبلغ مدة الفيلم 75 دقيقة ويذكرنا في أسلوبه السردي بالفيلم الوثائقي "يوميات شهرزاد" المنتَج عام 2013 للمخرجة اللبنانية زينة دكاش التي قامت بتصميم عرض مسرحي يهدف إلى استخدام الدراما في علاج موضوع السجينات بلبنان. وينهض العمل على التطهر والحكي إذ تقوم المخرجة بإجراء حوارات وتسجيل اعترافات السجينات التي ستكون جزءاً من العرض المسرحي والفيلم في آن واحد، وكذلك يتضمن الشريط الوثائقي بعض كواليس التصوير.

أسلوب السرد والمعالجة متشابه جدا، ربما باستثناء توظيف الرسوم المتحركة بالفيلم الأحدث لسببين، للتعبير عن مشاهد وقعت في الماضي مثل إحدى المشاركات التي تحكي عن رحلة مرض طفلها وموته وجنازته التي لم يحضرها أحد سواها أثناء الحرب، أو لأن بعض المشاركات منعها الأهل من الظهور بالفيلم فاكتفت بظهور صوتها لسرد حكايتها. لكن يظل فيلم دكاش أكثر جرأة وقوة.

في "نحن منا أميرات" تلتقي مجموعة من النساء السوريات اللاجئات في بيروت عندما يتم اختيارهن لأداء أدوار في مسرحية أنتيجون اليونانية لسوفوكليس، وتبدأ كل منهن في سرد تفاصيل من حكايتها في مجتمع أبوي ذكوري، مروراً برحلة الفقد على مستويات عدة؛ فقْدِ الوطن، وفقد الأبناء بالتقاطع مع الراهن الذي يعيشونه في المجتمع اللبناني.

أهم شيء برحلة التطهر هنا أننا نشعر أن هؤلاء النسوة لا يحاولن فقط مواصلة الحياة رغم تفاقم الأوضاع في الوطن، ولكنهن يكتشفن مكامن القوة بدواخلهن، مثلما يستعدن المرح والقدرة على الضحك، بل إن تلك المأساة قد أعادت إليهن كينونتهن وهويتهن، مما يجعلنا نتساءل: هل تأثرت مخرجتا الفيلم بتجربة الممثل والمخرج الأمريكي شون بين في الفيلم القصير -المشترك مع آخرين- عن أحداث ١١ سبتمبر/أيلول عندما جعل بطله الأرمل فاقد الذاكرة يستعيد وعيه عقب سقوط البرج الأول لمركز التجارة العالمي، إذ مع السقوط الكارثي للبرجين بدأت الشمس تدخل إلى بيت الرجل وتفتحت الورود بعد غياب، وسرعان ما أفاق الرجل من أوهامه؟!

تأتون من بعيد.. الشتات الفلسطيني

من أبرز جديد هذه الدورة أنها ضمت أربع مسابقات رئيسية تم تقسيمها على لجنتي تحكيم في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المهرجان، وكان عصام زكريا قد أكد أن هناك نية أن تصل إلى أربع لجان تحكيم في السنوات المقبلة.

اللافت أيضاً مشاركة عدد من الأفلام المصرية المتميزة التي نالت نصيب الأسد من الجوائز، ومن أهمها فيلم "تأتون من بعيد" للمخرجة أمل رمسيس والذي أُنتج بتمويل مشترك بين مصر لبنان وإسبانيا وقطر. وهو الفيلم ذاته الذي شهد عرضه الأول خارج مصر ونال جوائز في قرطاج وتطوان مثلما تم الاحتفاء به في تظاهرات بالأردن ولبنان، ومؤخرا حصد اثنتين من أهم جوائز مهرجان الإسماعيلية هما جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية (فيبريسي)، وكذلك جائزة لجنة تحكيم نقاد السينما الأفريقية.

من الفيلم نتعرف على عائلة فلسطينية تتكون من أبوين مناضلين وأبنائهما الثلاثة، ومن خلال رحلة الشتات لهذه العائلة ترسم المخرجة المصرية أمل رمسيس بورتريه للشتات الفلسطيني، كاشفة كيف أثر النضال والآراء الحرة على حياة ومسار المناضلين ومنهم الفلسطيني نجاتي صدقي المخلص لأفكاره ومبادئه اليسارية الأممية التي شاركته فيها زوجته الأوكرانية، ورحلة نضاله ضد الفاشيات، مروراً بكثير من الثورات في العالم ضد الإمبريالية، وكيف تم استغلال العرب في بعض هذه الحروب.

ولم تفوت رمسيس الفرصة للاستعانة بكثير من اللقطات الأرشيفية من نكبة فلسطين، ومن الحرب الأهلية الإسبانية، والوجود العربي في تلك الحرب، وكيف أصبحت اللغة عائقًا في طريق فهم أفراد هذه العائلة لبعضهم البعض.

نال الفيلم إعجاب الكثيرين حتى إن بعض الفلسطينيين المثقفين اعتبره بمثابة اكتشاف مهم ليس فقط فيما يتعلق بشخصية نجاتي صدقي، ولكن أيضاً لأن أمل رمسيس أثبتت خلال بحثها مشاركة أكثر من ألف مناضل عربي جاء غالبيتهم من الجزائر وتبعهم آخرون من دول أخرى إلى جانب فلسطين ولبنان وسوريا وتونس والمغرب.

الجحيم الأبيض.. بين عُمّال المحاجر

أما الفيلم المصري الوثائقي القصير "الجحيم الأبيض" البالغ 14 دقيقة للمخرجين أحمد عاصم ومحمود خالد وعمر شاش، فنال جائزة لجنة التحكيم برئاسة المخرج المصري يسري نصر الله، وبعضوية كل من كريس ماكدونالد من كندا، وسلاف فواخرجي من سوريا، وبيدرو بيمينلا من موزمبيق، وشيريل تشانج من الصين، وقد منحته اللجنة جائزتها لأحداثه غير المألوفة، ولمعالجته السوريالية.

تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من عمال المحاجر وصعوبات الحياة، فهناك نحو 35 ألف عامل يعملون مقابل مبلغ لا يتجاوز 50 جنيهاً في تلك المهنة رغم المخاطر التي يتعرضون لها، وربما يكون هذا المكان واحداً من أخطر بيئات العمل بمصر حيث أدوات قطع الحجارة والسائقين الذين يسرعون بين سحب الغبار الأبيض الذي يشكل خطرا داهما على صحة العمال، إذ يتسلل إلى الرئتين ويصيبها بالتليف وعدم القدرة على التنفس.

تتجسد أهمية فيلم "رمسيس راح فين" على مستوى الشكل الفني والموضوع اللذين يصعب فصلهما عن بعضهما البعض

رمسيس راح فين.. عن تاريخ مصر

المفاجأة الكبرى بين الأفلام المصرية فجرها فيلم "رمسيس راح فين" للمخرج المبدع عمرو بيومي، فمنذ عرضه الأول في الليلة الأخيرة قبل الختام نال التصفيق الحماسي طويلاً، وجاءت نتيجة لجنة التحكيم مرضية تماماً إذ حصد الجائزة الكبرى للأفلام التسجيلية الطويلة من بين ١٢ فيلم آخر.

كان بيومي قد بدأ مسيرته الروائية بفيلم "الجسر" عام 1997 من بطولة الفنان القدير محمود مرسي ومادلين طبر، وكان العمل لافتاً لموهبة المخرج الشاب حينها ودالا على قدراته في إدارة الممثل وضبط الإحساس وإيقاع الزمن النفسي للعمل، ثم قدم عمرو بيومي شريطه الروائي الثاني "بلد البنات" عام 2008، مثلما قدم بعض الأفلام الوثائقية منها "كلام في الجنس".

أما فيلمه الأحدث "رمسيس راح فين" الذي يعود به بعد غياب طويل، فترجع فكرته إلى عام 2006 عندما بدأت تنتشر الأخبار عن نقل تمثال رمسيس من الميدان الشهير، فتتبع عمرو الأخبار وعندما تم التنفيذ قام بتصوير مرحلة شديدة الأهمية من رحلة الخروج. وقتها لم يكن عمرو قد حسم أمره بشأن أسلوب المعالجة أو كيف سيصنع الفيلم وذلك وفق تصريحه، ثم عادت الفكرة للظهور عام 2013 عندما انتقل للإقامة مرة أخرى بشقة أسرته في السكاكيني حيث بدأت علاقته بتمثال رمسيس في الطفولة. أما مرحلة كتابة السيناريو والعمل الجاد على الفيلم مع الشركة المنتجة فبدأت منذ عام 2015 ليخرج فيلمه الرائع للنور في الربع الأول من 2019.

تتجسد أهمية فيلمه "رمسيس راح فين" على مستوى الشكل الفني والموضوع اللذين يصعب فصلهما عن بعضهما البعض، فعمرو من خلال رسم بورتريه ذاتي له منذ طفولته وعلاقته بوالده يرسم لنا بورتريه لهذا البلد خلال ثلاثة رؤساء.

يمزج الفيلم بذكاء بين سلطة الأب التي تنتهك آدمية الإنسان، وسلطة من يتولى شؤون إدارة وحكم البلد، ويمزج بين المظاهرات الناجمة عن ارتفاع الأسعار عام 1977 والتي أَطلق عليها مَنْ هم في سدة الحكم "انتفاضة الحرامية"، وبين أحداث ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

ينتقل الفيلم بين أسباب استقدام ونقل تمثال رمسيس إلى الميدان الشهير وبين محاولات إعادته ثانية إلى متحف "ميت رهينة"، يُنقب في الأسباب ويأخذ آراء المختصين، لكن اللافت أن عمرو بيومي أثناء الانتقال بين العام والخاص يفعل ذلك بسلاسة وانسيابية لافتة في حساسيتها، فهو يروح ويجيء بين الماضي والحاضر بدرجات متفاوتة بمهارة لا تخلو من جعل المتفرج ينطلق بالضحك عالياً، والفيلم في ذات الوقت مغلف بالسخرية السوداء وأحيانا بالمرارة.

إنه فيلم لا يحكي فقط عن تمثال رمسيس، ولكنه يحكي عن محطات من تاريخ مصر، يجعلنا نتساءل: أين ذهبت الشركات الوطنية الجيدة، وأين ذهب الإنسان المصري، ولماذا اختفى؟ فيلم سينمائى يبحث في التاريخ، في السياسة، في البنية المجتمعية، ولكنه يفعل ذلك بهدوء ومن دون ضجيج، ومن دون أن يقول إنه يفعل.

الفيلم الوثائقي "يوميات شهرزاد" المنتَج عام 2013 للمخرجة اللبنانية زينة دكاش التي قامت بتصميم عرض مسرحي يهدف إلى استخدام الدراما في علاج موضوع السجينات بلبنان

النسمة الزرقاء ومونولوج السمك وتانغو الحنين

على جانب آخر، كانت هناك أفلام عديدة جيدة ومهمة بالدورة الحادية والعشرين من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، ومنها مثلاً الفيلم التسجيلي الطويل "النسمة الزرقاء"، وهو إنتاج برتغالي فنلندي فرنسي مشترك منحته اللجنة جائزتها الخاصة. كما نوهت اللجنة بفيلم "مايكل ودانيال" من تأليف وإخراج الأوكراني أندريه زاجدانسكي.

أما في مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة فقد فاز بالجائزة الكبرى فيلم "بعيدا" من إخراج بيجم زولدوباي من قرغيزستان، وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة فاز بالجائزة الكبرى الفيلم المكسيكي "أركانغيل" للمخرج أنجليس كروز. وفاز بجائزة لجنة التحكيم الفيلم الهندي "مونولوج السمك" للمخرجة سوبورنا سينجوتي توشي، وفي مسابقة أفلام التحريك، فاز بالجائزة الكبرى الفيلم السويسري "أطفال" للمخرج مايكل فري، بينما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم البولندي "تانغو الحَنين" للمخرجة مارتا سزيمايسكا.

 

الجزيرة الوثائقية في

17.04.2019

 
 
 
 
 

حوار| خالد عبد الجليل:

مهرجان الإسماعيلية سيكون الأقوى بالمنطقة.. والرقابة لا تمنع الإبداع

محمد طه

- هناك محدودية في ميزانية مهرجان الإسماعيلية.. ولكنها ليست مشكلة

- المركز القومي للسينما العقل الذي يفكر للصناعة

- طلبنا من الدولة زيادة دعم السينما لـ50 مليون جنيه

- مشروع مدينة السينما أهم أولوياتي

- لا صدام بين الرقابة وصناع الأفلام.. ومسلسلات رمضان حصلت على التصريح

- غرامات كبيرة على السينمات المخالفة للتصنيف العمري

- حب الأطفال لـ محمد رمضان سبب منعي «جواب اعتقال»

شهدت الدورة الـ21 من مهرجان الإسماعيلية الذي أقامه المركز القومي للسينما برئاسةالدكتور خالد عبد الجليل، نجاحا كبيرا خلال فعالياته في الفترة من 10 إلى 16 أبريل، بقصر ثقافة الإسماعيلية، بمشاركة كبيرة من صناع الأفلام والنقاد والصحفيين المهتمين بالأفلام التسجيلية والقصيرة.

«بوابة أخبار اليوم» التقت الدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة لشئون السينما، ورئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية للحديث حول أسباب نجاح المهرجان والصعوبات التي واجهته وكيفية النهوض بصناعة السينما في مصر وكذلك الجدل المُثار دائما حول جهاز الرقابة على المصنفات، وإليكم نص الحوار..

- في البداية.. نُهنئك على نجاح الدورة 21 من مهرجان الإسماعيلية.. فما أسباب ذلك؟

الحمد الله كانت دورة موفقة فالجميع حرص على إنجاح تلك الدورة وكنا نعمل بروح الحب والتعاون وكفريق، فلا فرق بيني وبين الشباب المشاركين في المهرجان، بالإضافة لمشاركة أكثر من 1500 فیلم من 93 دولة، وحرص ما يقرب من 90% من صناع الأعمال على الحضور بأنفسهم، وكذلك النجوم بعكس الدورات الماضية، وهذا سبب ظهور المهرجان بشكل جيد.

- ما هدفك من مهرجان الإسماعيلية؟

هدفي أن يكون مهرجان الإسماعيلية أقوى مهرجان للأفلام التسجيلية والقصيرة في المنطقة العربية خلال سنتين، ففي الدورة الحالية تضاعف عدد الضيوف وكثير من السينمائيين المصريين طلبوا الحضور للمهرجان بعد العزوف عنه في الدورات الماضية، فالمهرجان شهد إقبالاً كبيرًا في دورته الحالية، وزيرة الثقافة دعمتنا بنصف مليون زيادة عن ميزانية المهرجان، وكذلك دعمتنا نقابة السينمائيين وكذلك المنتج هشام عبد الخالق دعمنا بمبلغ كبير، فكل هذا الدعم بسبب المُنتَج الجيد الذي نقدمه في المهرجان.

- ما آليات أن يصبح مهرجان الإسماعيلية الأقوى في المنطقة العربية؟

عن طريق الوصول لأعلى أداء احترافي في المهرجان، سواء مستوى لجان التحكيم ومستوى الأفلام المشاركة والبرمجة ومستوى البرامج المختلفة، فكلما زادت الاحترافية زادت قوة المهرجان، فأنا أتمنى توزيع نشرة يومية للمهرجان في الدورة المقبلة، وسيكون هناك موقع كبير للمركز يتواجد بداخله منصة إلكترونية خاصة بفعاليات المهرجان.

- ماذا عن تواجد المخرج الكبير يسري نصر الله كرئيس للجنة تحكيم المهرجان؟

وجود يسري نصر الله كرئيس للجنة التحكيم وإشادته بأفلام المهرجان أسعدني، وإجماع أعضاء اللجنة بأن جميع الأفلام التسجيلية الطويلة جيدة جدا فهذا نجاح للمهرجان، وأتمنى تواجد نجوم آخرين للمهرجان في الدورات المقبلة.

- هل حقق البرنامج الإفريقي والفرنسي بالمهرجان الغرض منه؟

تواجد البرنامجين في الدورة الحالية تزامنا مع الاحتفال بالعام المصري الثقافي الفرنسي وعام رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، فهما حدثين هامين كان لابد من الاحتفاء بهما بتواجدهما في الدورة الحالية من المهرجان، فسيكون هناك كل دورة احتفاءً لشيء ما طبقا للأحداث المصرية والدولية.

- لماذا طالبت بفصل رئاسة مهرجان الإسماعيلية عن المركز القومي للسينما؟

بعد عودتي للمركز القومي للسينما عام 2017، وضعت استراتيجيات عمل مرتبطة بالأهداف التي يجب الوصول لها، فكان بقاء المهرجان كما كان بأن يظل رئيس المركز هو رئيس المهرجان لا يصلح، فلابد من وجود هيكل مستقل للمهرجان برئيس مستقل، ومع الوقت كان سيصبح المهرجان بمثابة نشاط مع مجموعة من الأنشطة، لذلك جاء التفكير بالفصل وتشكيل هيكل تنظيمي للمهرجان مع رئيس مستقل.

- ما أهمية الفصل؟

خلال الـ5 سنوات الماضية تغير 6 رؤساء للمركز، فأصبح لا يوجد للمهرجان سياسة أو نظام، ولكن الآن أصبح رئيس المهرجان الناقد عصام زكريا مع هيكل تنظيمي ثابت، فأصبح للمهرجان منهج وعقل مستقل ليس له علاقة بالمركز القومي للسينما وبرئيسه، فأصبح خلال الـ3 دورات الماضية للمهرجان شكل ونظام مختلف يميزه نتيجة للفصل.

- هل يعاني مهرجان الإسماعيلية من محدودية الميزانية؟

هناك محدودية بالفعل لكنها ليس مشكلة، فالأهم فيما تصرف تلك الميزانية المحدودة، فمعظم المهرجانات تحتاج ميزانية كبيرة ولكن الأهم ما الفعاليات التي يحتاجها المهرجان والهدف منها، وبالتالي يتم الصرف على المهرجان من هذا المنطلق، ففي أول عام توليت فيه رئاسة المركز القومي أصبح للمهرجان ميزانية مستقلة له، فهدفنا وجود حالة رضا من المهرجان عن طريق انتظام العروض وجودة الأفلام وتوفير المواصلات.

- ما الصعوبات التي واجهت الدورة 21؟

لا يوجد ما يسمى مشاكل أو صعوبات، بل هناك حلول فأنا لا أتوقف على شيء، فعلى سبيل المثال طالبت عام 2008 بعودة قصور السينما لوزارة الثقافة وبالفعل عادت في 2015، وقلت منذ 3 سنوات سيكون هناك مهرجان قوي بالإسماعيلية وهذا حدث.

- ما حقيقة تغيير موعد مهرجان الإسماعيلية؟

هناك خطة لتعديله، فكان يقام ما بين شهري سبتمبر وأكتوبر، ثم أصبح يقام في شهر يونيو، والآن يقام في أبريل، ونسعى لعودته في موعده التاريخي، وسيحدث هذا ولكنه يتطلب أن يقام دورتين للمهرجان في عام واحد، فهناك اجتماع للجنة العليا للمهرجانات في الفترة المقبلة بتكليف من الوزيرة إيناس عبد الدايم بإعادة برمجة المهرجانات.

- هل تتدخل في عمل لجان المهرجان؟

أنا أحب عملي وأن أقوم بكل شيء بنفسي حتى وإن كانت ليست من اختصاصاتي، فهو بمثابة تعاون مع فريق العمل وليس تدخلاً في اختصاصات عملهم، لكي تخرج الصورة النهائية بشكل مشرف، فعلى مدى 3 دورات ماضية للمهرجان لم يحدث خلاف واحد بيني وبين رئيس المهرجان عصام زكريا، فأنا أدعمه في جميع قراراته الفنية.

- ما أهمية المركز القومي للسينما للصناعة؟

مركز السينما في أي دولة بالعالم هو العقل الذي يفكر للصناعة ويضع السياسة والاستراتجيات، فالسينمائيين يقولون أن مشكلة السينما تتمثل في الدعم وتسهيلات التصوير ودور العرض، حلول هذه المشاكل في وجود مركز سينما حقيقي يفكر للصناعة، لذلك فكرت في إنشاء مركز سينمائي حقيقي له كل الصلاحيات سيكون عقل للصناعة، وبالتالي أنشأت مشروعًا لتحويل المركز لهيئة تناقش تلك العوائق التي تواجه السينمائيين، وقدمت المشروع لوزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم وحولته لمجلس الوزراء لدراسته، وأعدكم إذا تم إنشاؤه فصناعة السينما ستكون في مكانة أخرى

- ماذا عن زيادة دعم الدولة للسينما؟ 

طلبنا رفع دعم السينما من 20 إلى 50 مليون جنيه، ونسعى لمشروع جديد بعنوان مدينة السينما للحفاظ على التراث، وهناك وحدة لتنمية صناعة السينما تعطي دعمًا غير مسترد للسينما، تحتوي على مبالغ عبارة عن 3% من صافي أرباح الشركة القابضة و2% من إعلانات التليفزيون، وكذلك مبلغ من وزارة المالية، ونرغب في ضح أموال في مشروع مدينة السينما الذي يشمل "أرشيف وسينما تك ومتحف"، فلا يصح عظمة السينما المصرية 120 سنة ولا ويجد لدينا "سينما تك".

- لماذا يوجد تصادم دائما بين جهاز الرقابة وصناع الأفلام؟

لا يوجد تصادم بين الجهتين فالرقابة لا تتعارض مع الإبداع، فهناك نوع من المبدعين يتعامل كما أنه لا يوجد جهاز رقابة من الأساس، فأنا أتولى رئاسة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية منذ عام 2015 فمعظم المشاكل تأتي بأن المنتج يقوم بإدخال السيناريو للرقابة ويتجه للتصوير دون الحصول على الموافقة، أو يحصل المنتج من الرقابة على موافقة السيناريو وينشر البرومو على "اليوتيوب" وموعد العرض دون الحصول على موافقة الجهاز، هناك موافقتين من الرقابة على السيناريو والعرض.

- كيف تتعامل الرقابة مع مسلسلات رمضان التي يتواصل تصوير بعضها حتى آخر يوم؟

جهاز الرقابة يتابع ذلك مع منتجي وصناع تلك الأعمال يومًا بيوم، ونقول ملاحظاتنا، وبالفعل تحدث تعديلات وحذف لبعض اللقطات من تلك الأعمال.

- ماذا عن التصنيف العمري في الأفلام والمسلسلات؟

الجمهور المصري تعود على أن الأفلام إما أن تكون عرضًا عامًا أو للكبار فقط (جنس أو سياسة)، فكان هناك مطالب لجهاز الرقابة بمنع الأفلام الشعبية التجارية والتي يظهر فيها الأطفال بالأسلحة البيضاء وهذه ثقافة ليست جيدة فكيف لمبدع أن يطالب بالمنع؟فآخر ما يفكر فيه جهاز الرقابة هو المنع، فمن الوارد ألا يحتوي الفيلم على أي مشاهد غريبة ولكن يوجد به مشهد دم مكبر أو ذبح وهو ما يجعل الفيلم يدخل تصنيف عمري +16، ونعرض على المنتج حذف ذلك المشهد وسيتم تصنيفه كعرض عام.

- هل يطبق التصنيف العمري على أرض الواقع في السينمات؟

بالتأكيد يتم تطبيقه، فعند مرور مفتشي الرقابة على السينمات ويرون عكس ذلك تطبق عليهم مخالفات مالية كبيرة، فأنا مع منع الأطفال من دخول السينمات فهي ليست حديقة للتنزه، فلا يجب أن يشاهد الأطفال أعمال لا تليق بعمرهم.

- ما حقيقة الأزمة التي أثيرت حول فيلم «جواب اعتقال» لمحمد رمضان؟

أزمة الفيلم هو شعبية محمد رمضان وقيامه في الفيلم بدور رئيس الجهاز العسكري للإخوان، فكان من المستحيل الموافقة عليه، بسبب حب الأطفال لـ محمد رمضان، فيجب ألا يرونه في هذه الصورة حتى لا يقوموا بتقليده، لذلك تم التعديل في سيناريو الفيلم حتى تمت الموافقة عليه بشكله الجديد، فالرقابة لا تمنع الإبداع.

- ماذا عن مسلسلات رمضان 2019 التي حصلت على تصريح الرقابة؟

كل مسلسلات رمضان المقبل أخذت تصريحًا من الرقابة بالسيناريو والعرض، وكلها أعمال جيدة.

- ماذا ينقص جهاز الرقابة للقيام بدوره على أكمل وجه؟

نحتاج ما نقوم به حاليا وهو الموافقة على مشروع إعادة هيكلة جهاز الرقابة، وزيادة عدد الرقباء والمفتشين، وسنقوم بنقل الجهاز لمكان جديد على أعلى مستوى سواء من الناحية التكنولوجية واللوجيستية، فجهاز الرقابة يد الدولة لوضع الأطر الأخلاقية والاجتماعية والأمنية للأعمال الدرامية.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

18.04.2019

 
 
 
 
 

تعرف على رؤية رئيس المركز القومى لحل مشكلات صناعة السينما

على الكشوطى

قال الدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة لشئون السينما ورئيس المركز القومى المنظم لمهرجان الإسماعيلية فى تصريحات لـ"عين" إن المهرجان كان له دورتان للحياة الأولى هى دورة الحياة التى قامت بتأسيس المهرجان وإقامة دوراته حتى عام 2017 ودورة حياة أخرى بعد هذا التاريخ، حيث تم فصل رئاسة المهرجان عن رئاسة المركز القومى خاصة وأن اللائحة كانت تنص على أن رئيس المركز القومى هو من يترأس مهرجان الإسماعيلية.

وأضاف الدكتور خالد عبد الجليل أن المركز القومى للسينما فى كل دولة فى العالم هو العقل الذى يحرك صناعة السينما فيما عدا مصر، وعلى سبيل المثال فإن المركز القومى للسينما فى المغرب هو من جعل هناك طفرة فى صناعة السينما لأنه مركز سينمائى حقيقى يضع الاستراتيجيات ويضح حلول لكل مشاكل السينما.

وأوضح الدكتور خالد عبد الجليل أن الحل الحقيقى لمشكلات السينما هو أن يكون المركز القومى للسينما له كل الصلاحيات ليكون عقل للصناعة لذلك عمل على مشروع لتحويل المركز القومى إلى هيئة تؤدى دورها فى دعم الصناعة وتسهيل تصوير الأعمال الاجنبية على أرض مصر وإنشاء مدينة للسينما وضع آلية إنتاج وإنتاج مشترك وتواصل دولى وذلك فى سياق الرؤية العامة للصناعة.

واستكمل الدكتور خالد عبد الجليل حديثه قائلا إن المشروع تم تقديمه عبر أكثر من وزير للثقافة وفى عهد الدكتورة ايناس عبد الدايم تم تحويل المشروع إلى رئاسة الوزراء حيث يدرس حاليا ليكون هناك مركز سينمائى حقيقى موجها الشكر للدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة لدعمها فكرة المشروع وتحويل المركز القومى لهيئة وهو الأمر الذى كان فى تفكيرى منذ البداية لذلك قمنا بفصل رئاسة المهرجان عن رئيس المركز القومى ليكون هناك نظام وهيكل لا يتأثر برحيل رئيس المركز.

وأشار الدكتور خالد عبد الجليل إلى أن الميزانية المحدودة ليست عائق كما يتصور البعض فالأهم كيف ستنفقها موضحا أن أول ميزانية مستقلة للمهرجان كانت بناءا على طلبه.

 

عين المشاهير المصرية في

18.04.2019

 
 
 
 
 

أفلام غير تجارية تتوج في مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية

فيلم "تأتون من بعيد" للمخرجة المصرية أمل رمسيس يقتنص جائزتي لجنة تحكيم الفيدرالية الأفريقية للنقد السينمائي ولجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما "الفيبريسي".

القاهرةتُوج الفيلم التسجيلي “رمسيس راح فين” للمخرج عمرو بيومي بالجائزة الكبرى لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الحادية والعشرين التي اختتمت الثلاثاء في مصر.

يدور الفيلم عن تمثال الملك رمسيس الثاني الأثري الذي كان يزين قلب القاهرة ورحلة نقله عام 2006 لوضعه بالمتحف المصري الكبير في الجيزة. وقالت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة في حيثيات منح الجائزة إن الفيلم “تمكن من ربط تاريخ شخصي مركب بتاريخ بلد بأكمله، موثقا لحدث غير عادي”.

ومنحت اللجنة جائزتها الخاصة لفيلم “النسمة الزرقاء” وهو إنتاج برتغالي فنلندي فرنسي مشترك، كما نوهت اللجنة بفيلم “مايكل ودانيال” من تأليف وإخراج الأوكراني أندريه زاجدانسكي.

المهرجان الذي ينظمه سنويا المركز القومي للسينما في مصر هو الأكبر والأقدم في مجال الأفلام غير التجارية

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، فاز بالجائزة الكبرى فيلم “بعيدا” من إخراج بيجم زولدوباي من قرغيزستان بينما حصل الفيلم المصري “الجحيم الأبيض” على جائزة لجنة التحكيم.

وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، فاز بالجائزة الكبرى الفيلم المكسيكي “أركانجيل” للمخرج أنجليس كروز. وفاز بجائزة لجنة التحكيم الفيلم الهندي “مونولوج السمك” للمخرجة سوبورنا سينجوتي توشي.

أما في مسابقة أفلام التحريك، فاز بالجائزة الكبرى الفيلم السويسري “أطفال” للمخرج مايكل فري بينما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم البولندي “تانجو الحَنين” للمخرجة مارتا سزيمايسكا.

واقتنص فيلم “تأتون من بعيد” للمخرجة المصرية أمل رمسيس جائزتي لجنة تحكيم الفيدرالية الأفريقية للنقد السينمائي ولجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما “الفيبريسي”.

وإضافة إلى عروض الأفلام قدم المهرجان عددا من الورش الفنية، وتضمنت الورش هذا العام ورشة “cut out” وورشة “ورق مقصوص” و“بسكليشن” و“2d” وورشة “ستوب موشن” بالإضافة إلى ورشة “فن تشكيلي وورشة عرائس”.

وأقيمت هذه الورش تحت إشراف فناني الرسوم المتحركة بالمركز القومي للسينما زينب مصطفى، نوال مصطفى، هالة طارق، عمر فرج، مصطفى جمال، أحمد عماد. كما شارك في تأطيرها مدير التصوير مصطفى نبيل والمونتير إسلام أحمد وعلاء أبوباشا وإسكندر عزيز.

والمهرجان الذي ينظمه سنويا المركز القومي للسينما في مصر هو الأكبر والأقدم محليا وعربيا بمجال الأفلام غير التجارية ويعد نافذة مفتوحة على الأعمال الأولى للسينمائيين الشبان.

 

العرب اللندنية في

18.04.2019

 
 
 
 
 

«الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة» يصل إلى سن النضج

زين خيرى شلبى

لم يفاجئنى فوز الفيلم المصرى «رمسيس راح فين؟» للمخرج عمرو بيومى، بجائزة أفضل فيلم تسجيلى طويل فى الدورة الحادية والعشرين لمهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة؛ فالفيلم يحقق ببساطة المعادلة النموذجية لخلق فيلم تسجيلى يجمع بين الذاتى والجمعى والتوثيقى التاريخى دون أن تشعر بأى تنافر بين أقطاب الفيلم المتعددة.

فيلم «رمسيس راح فين؟» يربط بين نقل تمثال الملك الفرعونى رمسيس الثانى من ميدانه الشهير إلى مقر المتحف المصرى الكبير بالجيزة والحياة الشخصية لمخرج الفيلم وكاتبه عمرو بيومى الذى نشأ فى ميدان قريب من ميدان رمسيس وهو ميدان السكاكينى، ويعرض عبر العديد من الوثائق تاريخ التمثال وتاريخ صاحبه والميدان الذى حمل اسمه وسبب النقل المعلن والخفى، وعارجا فى الوقت نفسه على تاريخ مصر بشكل عام منذ ثورة 1919 وحتى ما بعد ثورة 25 يناير 2011، فى تناغم شديد بين رحلتى البطلين رمسيس الثانى وعمرو بيومى نفسه، وهو ما يدفعنى للقول إن هذا الفيلم أفضل وأنضج تجارب عمرو بيومى سواء الروائية والتسجيلية.

وكما استحق «رمسيس راح فين؟» جائزته استحق كذلك فيلم «تأتون من بعيد»، للمخرجة المصرية أمل رمسيس جائزتى النقاد (الفيبريسي) والاتحاد الأفريقى كأفضل فيلم تسجيلى طويل، بجانب الاستقبال الجيد من جمهور الحضور، فهو يقدم فى 84 دقيقة رحلة أخرى على مستوى عال من الشاعرية والإنسانية، مستندا على جناحين قويين هما الرؤية الواضحة للمخرجة فى تناولها لقصة الأشقاء الثلاثة الذين كتب عليهم الشتات، والجهد البحثى التوثيقى الكبير لأسباب وتفاصيل تلك الرحلة عبر العديد من الدول؛ من فلسطين إلى أسبانيا ومن لبنان إلى روسيا، فلم نخرج من الفيلم فقط بكم كبير من المشاعر المتعاطفة مع هؤلاء الأشقاء، بل وبمعلومات ومواد فيلمية مهمة جدا عن تاريخ الصراعات فى العالم فى القرن العشرين، من الحرب الأهلية فى أسبانيا إلى الحرب الأهلية فى لبنان مرورا بالحرب العالمية الثانية ونكبة فلسطين، وكلها تم تضمينها فى الفيلم الإنسانى بسلاسة شديدة ودون أن نشعر بأى إقحام من مخرجة الفيلم لهذه المعلومات على حساب الموضوع الأصلى.

الفيلمان يستحقان بالتأكيد مقالين منفصلين عنهما، ولكن يهمنا فى هذا المجال أنهما يؤكدان وجود سينما تسجيلية مصرية على أعلى مستوى، ينقصها فقط أن تصل إلى الجمهور لا أن تظل حبيسة المهرجانات السينمائية المتخصصة مهما زاد عدد هذه المهرجانات التى يستطيع كل فيلم الوصول إليها، ففى النهاية لا يراها إلا عدد محدود من المهتمين بالسينما حول العالم.

فيلم مصرى ثالث يجب الإشارة إليه كذلك لفوزه بجائزة لجنة التحكيم فى مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة وهو فيلم «الجحيم الأبيض» من تصوير وإخراج أحمد عاصم محمد، ومحمود خالد السيد، وعمر أشرف شاش، وهو عن عمال محاجر المنيا والصعوبات التى تواجههم فى حياتهم. ولم يتميز الفيلم فقط بموضوعه الإنسانى وإنما بمشاهده التى كانت تشبه اللوحات الفنية، حيث تم تصميم كل كادر منه وكأنه لوحة فنية منفصلة، فخرج باهرا فى صورته التى وضعتنا فى قلب الحالة الصعبة التى يعيشها العاملون فى هذه المحاجر.

بقية الجوائز كانت منطقية إلى حد كبير وذهبت إلى أفلام متميزة، حيث فاز بجائزة أفلام الطلبة فيلم «غراب البين» من إخراج أحمد دحروج، كأفضل فيلم روائى قصير، ونظرا لتميز الأفلام التسجيلية قررت اللجنة منح جائزتين لفيلمين هما «ذاكرة النسيان» لدنيا سلام، و«سابع سما» لكريستين حنا.

أما فى مسابقة أفلام التحريك فذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى الفيلم البولندى «Tango of Longing»، وفاز فيلم «Kids» من سويسرا بجائزة أفضل فيلم. بينما فى مسابقة الأفلام الروائية القصيرة منحت لجنة التحكيم تنويها خاصا للفيلم الفلبينى «A Country in moving pictures»، وذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم «Fish Monologue» وهو إنتاج هندى بنغالى مشترك، أما جائزة أفضل فيلم فكانت لفيلم «Arcangel».

فى مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة ذهب تنويه خاص لفيلم «شارع هادئ» من إخراج أليكساندرا ماركافا وهو من بيلاروسيا، وذهبت جائزة لجنة التحكيم كما نوهنا إلى فيلم «الجحيم الأبيض»، بينما فاز بجائزة أفضل فيلم تسجيلى قصير «Faraway» من قيرغستان.

وفى مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة ذهب تنويه خاص لفيلم «مايكل ودانييل» وهو إنتاج أوكرانى أمريكى تشيكى. وفاز بجائزة لجنة التحكيم فيلم «النسمة الزرقاء» وهو إنتاج برتغالى فنلندى فرنسى. بينما فاز فيلمنا المصرى «رمسيس راح فين؟» بجائزة أفضل فيلم كما تم التنويه لذلك.

وبعيدا عن الجوائز جاءت الدورة 21 للمهرجان تتويجا لمسيرة ناجحة تم خلالها تنظيم 20 دورة سابقة عبر حوالى 28 عاما، وبالتحديد منذ الدورة الأولى فى العام 1991، ولكن هذه الدورة الأخيرة أثبتت أن المهرجان الذى ينظمه المركز القومى للسينما برئاسة الدكتور خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة لشئون السينما، وصل بالفعل لسن النضج خصوصا مع الاستقرار الذى يشهده باستمرار الناقد السينمائى عصام زكريا رئيسا له، وسط دعم كبير من وزارة الثقافة وعلى رأسها الوزيرة الفنانة إيناس عبدالدايم، فكانت الأخطاء والمشاكل التنظيمية محدودة جدا ولم تؤثر على انتظام برنامج الدورة كما كان مخططا له باستثناءات قليلة.

 

الأهرام اليومي في

19.04.2019

 
 
 
 
 

مخرجة «بالبيك آب»: هذا سر إطلاق اسم سيارة على الفيلم

تحرير:محمد عبد المنعم

على هامش مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، كان لنا لقاء مع المخرجة ليال عقيقي، حكت خلاله عن فيلم «بالبيك آب» الذى عرض بالمهرجان

«سالي» فتاة في العشرينيات من عمرها، تعمل ضمن فريق إنتاج في موقع تصوير، وتشارك مع صديق لها في مسابقة مهمة، لكن تحدث مشكلة حينما يغيب هذا الصديق، ويقع على عاتقها أن تقوم بمهامه، ومع اقتراب الموعد النهائي لتسليم المشروع، لا تجد أحدًا يساندها سوى سائق السيارة الذى كان يرافقها. هذه قصة الفيلم اللبناني القصير (بالبيك آب) الذي عرض في مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، ونال إشادات من الحضور، وتابعته بشغف مخرجة العمل ليال عقيقي، التى حرصت على الحضور إلى مصر لترى أصداء فيلمها. وكان لـ«التحرير» لقاء معها تحدثت فيه عن كواليس تحضير العمل.

الفيلم مدته ربع ساعة، وقد حاولت «ليال» أن تقول من خلاله إن المساعدات تأتي دائما من خلال الأشخاص الذين لا نتوقع منهم المساندة، مثلما فعل سائق «البيك آب» مع سالي فى نهاية العمل، فكانت تنتظر المساعدة من أقرب الأشخاص إليها، لكنهم خذلوها، وفي النهاية هو من وقف بجانبها.

فكرة العمل تدور داخل لوكيشن تصوير، وجاءت لـ«ليال» من أكثر من تجربة مرت بها بحكم عملها مخرجة، وشعرت أن بداخلها مشاعر كثيرة تريد أن تترجمها إلى فيلم تحكي خلاله عن الضغط الذي يمر به صناع السينما، فتقول: «أردت أن أهدي الفيلم لمن يعمل تحت ضغط، ولمُحبي السينما فى لبنان».

«البيك آب» هو نوع شاحنة مشهور بلبنان، وكان يمتلك جد «ليال» واحدة قديما، واعتاد أن يأخذها معه فيها خلال النزهات في ضواحي وجبال لبنان، ما جعل «ليال» تحب هذه العربة، وتسمي الفيلم بها، إلى جانب أن الشخصية التى تساند سالي فى الفيلم هو سائق العربة.

أنتجت «ليال» الفيلم على نفقتها الخاصة، لأنه كان مشروع التخرج الخاص بها في الجامعة اللبنانية، ولم تحصل على أى دعم، فكان عليها أن تتكفل هى بالمصاريف، وكل من عمل معها فى العمل تطوعوا ورفضوا الحصول على أى أموال.

كانت مشكلة «ليال» فى الضغط وإيجاد فكرة مناسبة تقدمها فى عمل سينمائي قصير، لكن فور الانتهاء من سيناريو الفيلم وبدء التصوير، صارت الأمور سلسة، خاصة أن كل من عمل معها كانوا أصدقاءها وأقاربها، وفرحت بردود الفعل التى وجدتها من جمهور مهرجان الإسماعيلية، ونوهت بأنها شاركت في المهرجان عن طريق أحد أصدقائها الذي يعمل مخرجا مساعدا، مبدية سعادتها بقدرتها على الوجود فى مصر ومتابعة الأفلام المشاركة في المهرجان، قائلة: «هذا شرف كبير لي».

الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة ليس المهرجان الأول الذى تشارك فيه «ليال» بفيلمها «بالبيك آب»، فقد حضرت قبل ذلك في عدة مهرجانات بلبنان وحصلت على جائزة تصويت الجمهور، كما فاز العمل بالجائزة الثالثة لأفضل فيلم من مهرجان جامعة نوتردام لويز السينمائي، وشاركت فى 7 مهرجانات فى العالم، وتحضّر حاليا لفيلم قصير ما زالت فى مرحلة الكتابة الخاصة به

وبسؤالها عن أنها أظهرت "سالي" بطلة الفليم فى البداية شخصية مشغولة وتقوم بأكثر من عمل فى نفس الوقت، ثم بعد ذلك يهدأ إيقاعها، أوضحت أنها أرادت أن تُظهر طبيعة الشخصية فى الأول والمهام الكثيرة التى تقوم بها، قبل أن تنقلها إلى الهدف الرئيسي من الفيلم.

ليال عقيقي، مخرجة لبنانية ولدت فى عام 1992، وتخرجت في كلية الفنون بالجامعة اللبنانية عام 2018، وحصلت على الماجستير فى الإخراج السينمائي، وأخرجت فيلما قبل هذا يحمل اسم «من النظارة الوردية» شارك فى عدد من المهرجانات المحلية والدولية عام 2016

 

التحرير المصرية في

19.04.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004