كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

السينما وخبايا الزمن.. !

قراءة في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة الــ21

نعمة الله حسين

الإسماعيلية الدولي

الدورة الحادية والعشرون

   
 
 
 
 
 
 

المدينة الباسلة.. الإسماعيلية رمز المقاومة الشعبية.. تحتفل بمهرجانها الدولي الـ21 للأفلام التسجيلية والقصيرة الذي يعد واحدا من أهم المهرجانات السينمائية التي تقام بمصر.

وهو مهرجان جاد ويجمع بين الفن والثقافة والمتعة ولسنوات طويلة عانت السينما التسجيلية من الإهمال والتجاهل الشديد وكذلك الأفلام القصيرة.. وهي لا تجد حظا في العروض السينمائية علي العكس من العالم كله.. ولذا نطلق عليها في مصر مجازا أنها سينما يتيمة.. ولقد استطاع مهرجان الإسماعيلية علي مدي سنوات طويلة أن يثبت وجوده ويحقق نجاحا كبيرا.. كما استطاع وهذا هو الأهم أن يجذب جمهور المدينة الباسلة في التواصل معه ويحرصوا علي متابعة أفلامه.

وللعام الثالث علي التوالي يقام المهرجان تحت مظلة المركز القومي للسينما برئاسة د.خالد عبدالجليل وبرئاسة الناقد عصام زكريا والحقيقة أن المتابع للمهرجان يجد جهدا ملموسا وتطورا كبيرا سواء في مجال اختيار الأفلام أو التنظيم والخدمات الصحفية تديره كتيبة متميزة من الشباب المنضبط وهو ما يبشر بالخير.

وفي هذه الدورة التي افتتحتها وزيرة الثقافة د.إيناس عبدالدايم.. بحضور محافظ الإسماعيلية اللواء أ.ح حمدي عثمان الذي سخر إمكانيات المحافظة لراحة الضيوف خاصة الأجانب الذين جاءوا من أربعين دولة ليعرضوا أكثر من مائة فيلم ما بين تسجيلي وروائي قصير.

> > >

هذه الدورة تحمل اسم المخرجة الراحلة عطيات الأبنودي التي أثرت السينما التسجيلية بأعمالها الهامة.. كما تم تكريم كل من الفنان القدير فنا وخلقا »سعيد شيمي» والمخرج »برهان علوية» والمخرج الإفريقي  »موازيه نجانجورا».

من بين الأفلام الجميلة الممتعة التي لفتت الاهتمام في إطار المسابقة الرسمية فيلم »تأتون من بعيد» للمخرجة »أمل رمسيس». وقد أمضت »أمل» ما يزيد عن العشر سنوات في الإعداد لفيلمها الذي يحمل حكاية إنسانية لأسرة مناضل فلسطيني دفع حياته وحياة أسرته زوجته وأبنائه ثمنا لمبادئه ونضاله..

الحكاية لفتت أنظار أمل عندما قرأت خبرا صغيرا عن مشاركة العرب الجمهوريين في إسبانيا في نضالهم ضد الطاغية »فرانكو» وكان المتعارف أن فرانكو استعان ببعض قوات المغاربة لقمع الجمهوريين .. في رحلة البحث والاستقصاء التقت »أمل» »بهند» »ابنة المناضل »نجاتي صدقي» أحد الأعضاء البارزين في الحزب الشيوعي.. »نجاتي صدقي» المناضل الفلسطيني بعد مولد ابنته الكبري »دولت» من زوجته الأوكرانية رفيقة كفاحه.. وعندما تأتي ثورة 1936 يتم القبض عليه وترحل »دولت» الطفلة الصغيرة لتوضع في ملجأ للأيتام في روسيا مع أبناء المناضلين.. ويتم ترحيل أبويها عن فلسطين ليذهبا لباريس بعدما غادرا سوريا أيضا ويبدآ مرحلة جديدة في الكفاح وإصدار الجرائد السرية.. خاصة في فرنسا.. ويسافران إلي إسبانيا للمشاركة في حزب الحرية وينجبان ابنتهما »هند» وشقيقها »سعيد»، هند بقيت بعد ذلك في اليونان مع والديها.. أما سعيد فهاجر إلي البرازيل وعاشت الأسرة في شتات.

بعد رحلة إنسانية طويلة استطاعت المخرجة أمل رمسيس أن تجمع شتات الأشقاء سنة 2015 في موسكو ليلتقي الإخوة الثلاثة للمرة الأولي بعد سنوات طويلة من الغربة والاغتراب عن وطنهم وعن بعضهم.. وخلال مدة الفيلم تشعر بالفخر والاعتزاز والتقدير من الأبناء الثلاثة لكفاح أبيهم ووالدتهم والتي نعرف في آخر الفيلم أنها يهودية آمنت بنضال زوجها الفلسطيني وقضية بلاده العادلة.

> > >

الفيلم مليء بالمشاعر الإنسانية الجياشة ولحظات الصدق المؤثرة ولذا ليس بغريب أن يستغرق إعداد وزمن البحث فيه ما يزيد عن أربعة عشر عاما.

وفي اللقاء الذي أعقب عرض الفيلم قالت »أمل» إنها في البداية كانت تقوم هي بالتصوير ولذلك جاءت المشاهد في البداية ليست بجودة المشاهد النهائية التي استعانت فيها بمصورة لبنانية محترفة.. كما أن التمويل كان إحدي العقبات التي واجهت هذا الفيلم.. بالإضافة للقائها مع دولت التي كانت لا تتحدث سوي الروسية فقط.. إنه فيلم جميل يكشف أيضا ولأول مرة مشاركة العرب في الحرب الأهلية الإسبانية سنة 36 ووقوفهم في وجه فرانكو..

والمؤسف أن »دولت» بعد لقائها بأشقائها بفترة قصيرة جدا.. وأمنيتها أن ينثر رماد جسدها فوق القدس البلد الذي ولدت به.. وإذا كان أخواها لن يسمح لهما بالذهاب للقدس فربما حفيدتها قد تستطيع يوما تنفيذ وصيتها.. ويبقي لـ»أمل» السعادة الحقيقية ليست في صنع هذا الفيلم فقط بل نجاحها في لم شتات عائلة والجمع بين الإخوة الثلاثة الذين عاشوا زمنا طويلا لا يعرف أحدهم الآخر.

وغالبا فإن البشر البسطاء هم ضحايا الحرب والعدوان.. والوطن العربي من أكثر الأماكن التي تعيش صراعات الحرب وويلاتها.. ويكفي السينما فخرا أنها إحدي الوسائل التي تكشف بصدق »خبايا الزمن» وهذه هي قيمة السينما التسجيلية.

> > >

أما الفيلم الذي كان بمثابة الصدمة للمشاهدين وعلي رأسهم النقاد فهو فيلم »إخوان النازي» للمخرجة »جيهان يحيي توفيق» وقد أعد المادة البحثية والأرشيفية والوثائقية توحيد مجدي الذي تشارك مع جيهان في كتابة السيناريو وكذلك الإنتاج.

و»جيهان» مخرجة في التليفزيون المصري منذ عام 1966 في البرامج التوثيقية و»إخوان النازي» هو فيلمها التسجيلي الأول..

وتكمن أهمية هذا الفيلم في الوثائق التي خرجت لأول مرة وأزاحت الستار عن علاقة »حسن البنا» مؤسس الإخوان المسلمين بالزعيم الألماني »أدولف هتلر».. وكيف استطاع »البنا» تجنيد ما يقارب من خمسة عشر ألف شاب حاربوا في صفوف النازي ضد الحلفاء والغريب في الأمر أن عدد الإخوان المسلمين الذين شاركوا مع النازيين وصل إلي 55 ألفا الكثير منهم من دول أوروبا والبلقان.

> > >

خلال 55 دقيقة هي زمن الفيلم عن علاقة الإخوان بقيادة »حسن البنا» بالنازية ومن قوام جيش كبير بلغ خمسة وخمسين ألفا من الدول العربية وأوروبا تم حشدهم وتجنيدهم لم ينج سوي (939) فقط عادوا إلي مصر عبر ميناء الإسكندرية.. وقد ذكر الباحث »توحيد مجدي» أن معظم المجندين جاء بهم »حسن البنا» من الفقراء المعدمين وأطفال الملاجئ أي الذين لا أسر خلفهم ترفع القضايا أو تهتم بهم بعد وفاتهم.

الوثائق التي أتي بها توحيد لم يسبق أن أعلن عنها وتنشر للمرة الأولي ومن بين ما كشفت عنه تعاون »حسن البنا» مع الشيخ »أمين الحسيني» الذي استعان به »البنا» في لقاء »هتلر».. وبالمناسبة كان الشيخ هو مسئول الإذاعة العربية في ألمانيا.. كما كشفت الوثائق تأثير »البنا» علي الفريق عزيز باشا المصري.

> > >

والجدير بالذكر أن »البنا» استأجر شقة أمام قصر عابدين استغلها للتجسس لصالح الألمان وهي العملية التي عرفت باسم »شرفة عابدين» وأعلنت جيهان وتوحيد أنهما بصدد الإعداد لفيلم جديد يحمل هذا الاسم.

ومن بين الوثائق التي عثر عليها في مقر الرايخ الأموال المزورة من العملات الأوروبية والمصرية التي اشتري بها »حسن البنا» سلاحا من البريطانيين.

إن هذا الفيلم يحمل الكثير من الخبايا والأسرار عن تاريخ الإخوان وجرائمهم وتعاونهم في البداية مع النازي.. ثم بعد استبعاد »البنا» وأمين الحسيني.. من محاكمات »نورمبرج» وتعاونهم مع البريطانيين فهي جماعة لا تؤمن سوي بمصلحتها الشخصية ولديها استعداد للتحالف مع الشيطان نفسه.

> > >

ومن بين من استعانت بهم المخرجة من الباحثين عدد ممن انشق علي الجماعة بالإضافة إلي اللواء »فؤاد علام» الوكيل السابق لجهاز مباحث أمن الدولة ومسئول الجماعات الدينية في وزارة الداخلية الذي لم يجزم بمعرفته عن علاقة »البنا» و»هتلر».. إن هذا الفيلم الذي اعتمد علي البحث والتوثيق وأزاح الستار عن أوراق ووسائل تعلن عنها للمرة الأولي أثار جدلا كبيرا وسيظل يثيره لكن يكفي صانعيه أنهم نجحوا في الكشف عن »خبايا الزمان».. بكل ما تحمله من أسرار علي درجة عالية من الخطورة.
فتحية للسينما التسجيلية وللدور الهام والجاد الذي يلعبه في حياتنا
.

 

آخر ساعة المصرية في

16.04.2019

 
 
 
 
 

اليوم.. ختام الدورة الـ21 لـ«الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة»

كتبت ــ إيناس عبدالله:

·        توقعات بفوز الفيلم المصرى «تأتون من بعيد» بجائزة... ولا يزال ضعف الإقبال الجماهيرى مشكلة تؤرق إدارة المهرجان

·        يسرى نصر الله: مهمة اختيار لجنة التحكيم كانت صعبة وهناك تطور ملحوظ فى المهرجان

يسدل مساء اليوم الستار على فاعليات الدورة الـ 21 لمهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، هذه الدورة التى تحمل اسم رائدة السينما التسجيلية فى مصر الراحلة عطيات الأبنودى، والتى شهدت العديد من الفاعليات سواء على مستوى الندوات أو المؤتمرات إلى جانب مستوى الأفلام التى نال معظمها إعجاب الحضور.

ويقام فى السابعة مساء حفل الختام على خشبة مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية، والذى يشهد إعلان أسماء الأعمال الفائزة وتسليم الجوائز، وسط توقعات كبيرة بحصول الفيلم المصرى اللبنانى «تأتون من بعيد» للمخرجة أمل رمسيس بإحدى الجوائز، بعد أن لاقى استحسان وقبول وإعجاب الجميع سواء نقاد أو جمهور عادى، وكان من أكثر الأفلام التى حظيت بحضور جماهيرى كبير حتى بعد إعادة عرضه فى أكثر من مكان، رغم أن هذه الدورة لم تشهد إقبالا جماهيريا مرضيا فى معظم العروض، وكانت قاعة العرض كثيرا ما تمتلئ بالضيوف الذين جاءوا من خارج الإسماعيلية لمشاهدة أفلام المهرجان بدون تواجد لأهل المدينة.
وقبل إعلان النتائج عقدت لجنة تحكيم مسابقة الفيلم التسجيلى الطويل والقصير الذى يترأسها المخرج يسرى نصر الله، مؤتمرا صحفيا غابت عنه الفنانة السورية سلاف فواخرجى، عضوة لجنة التحكيم، بزعم عدم رغبتها أن تطغى نجوميتها على الهدف الحقيقى من المؤتمر، فيلتفت الحضور لها ويحيطون بها ويخرج المؤتمر عن سياقه كما صرح عصام زكريا، رئيس المهرجان للـ«الشروق» مضيفا أنه تم بذل جهد كبير لإقناعها بالعدول عن رأيها لكن هذه الجهود لم تثمر عن شىء
.

ومن جانبهم حرص أعضاء اللجنة فى بداية المؤتمر على الإشادة بالتطور الكبير الذى يشهده مهرجان الإسماعيلية، وقوة الأفلام المشاركة فى المسابقات، والتى وضعتهم فى حيرة بالغة، فمن بين 12 فيلما فى مسابقة الفيلم التسجيلى الطويل كان هناك 10 أفلام مستواها رائع، وبالتالى مهمة اختيار أفضلها كانت صعبة للغاية، على حد قول يسرى نصر الله، حينما قال:

المشكلة الكبيرة التى كانت تواجهنا هى صعوبة الاختيار، فالأفلام قوية جدا، سواء بمسابقة الفيلم الطويل أو القصير، وإن كانت لدى ملاحظات على بعض الأفلام، مثل فيلم مدته 54 دقيقة ويشارك فى مسابقة الفيلم القصير، رغم أنه كان يستحق الاشتراك فى مسابقة الفيلم الطويل، فمن الظلم أن نقارن بين فيلم مدته 9 دقائق بآخر اقترب من الساعة، وهناك أيضا فيلم امتلأ بالرسوم المتحركة وكان من باب أولى الاشتراك فى مسابقة التحريك، لكن كل هذا يعنى أنه لم يعد هناك هذا المفهوم الجامد والنمطى عن الفيلم التسجيلى، فلقد اعتدنا أنه عبارة عن صورة بلا صوت ويعتمد مخرجه على الموسيقى التصويرية فقط، لكن الوضع تغير الآن جذريا.

وتابع يسرى حديثه: استمتعت بكل لحظة شاهدت فيها هذه الأفلام، حتى تلك التى لم تتمتع بمستوى جيد، فربما مشهد واحد بالفيلم يأخذنى لرحلة طويلة من المتعة، وأنا سعدت كثيرا بهذه التجربة، وأود أن أشيد بالدور الذى لعبته لجنة المشاهدة فى اختيارها أفلاما متنوعة ومختلفة وذات مستوى رائع.

وتحدث عن لقائه الأول بأعضاء لجنة التحكيم وقال: حرصت أن أطلب من الجميع طرح الأيدلوجيات الخاصة بهم جانبا، فبالطبع لكل منا فكر ورؤية، لكن فى حال اختيارنا للعب دور المحكم، فيجب أن ننفصل تماما وأن نحكم على العمل بمعايير فنية، وعليه فبرغم أننا كثيرا ما اختلفنا وتناقشنا، لكن النتيجة كانت كلها بالإجماع.

وعما إذا استهواه هذا النوع من السينما لدرجة تدفعه لإخراج فيلم تسجيلى، حكى يسرى نصرالله أنه قام بالفعل بإخرج فيلم تسجيلى بعنوان «صبيان وبنات» وتم عرضه بمهرجان الإسماعيلية، كما شارك فى العديد من المهرجانات.

وقال: حينما أعمل على مشروع فيلم، لابد أن أتواجد معه ويكون جزءا منى وأكون جزءا منه، وفكرة أنه روائى أو تسجيلى لا تشغلنى، فأنا لا أنحاز لشكل عن الآخر، فالأمانة واحدة، فلابد أن أكون رجلا أمينا وأنا أعبر عن أبطالى سواء كانوا شخوصا على ورق أو حقيقين، فتجربة «صبيان وبنات» استغرقت عامين كاملين ما بين تصوير ومونتاج وغيره، وكنت أحرص ألا أخون الناس الذى قمت بالتصوير معهم، وأن أنقل ما قالوه بأمانة شديدة، وبذلت جهدا كبيرا، فمهمة إخراج فيلم تسجيلى ليست سهلة على الإطلاق.

وانتقل يسرى نصر الله بالحديث عن أزمة تسويق الفيلم التسجيلى وضعف الإقبال الجماهيرى قائلا:

جزء كبير من السينما المصرية يعانى من سوء التوزيع، والأفلام الجادة لا تجد إقبالا من الموزعين أو القنوات الفضائية حتى لو حصدت العديد من الجوائز العالمية، أضف إلى هذا أن الفيلم التسجيلى يعانى عدم تسليط الضوء عليه إعلاميا كان سببا فى عدم إقبال الجمهور لمشاهدته، فمخطئ من يظن أن ضعف الإقبال الجماهيرى أزمة يعانى منها مهرجان الإسماعيلية وحده، بل هى مشكلة تؤرق كل المهرجانات الأخرى، والموضوع بحاجة لبذل مزيد من الجهد لنشر هذا النوع من السينما ومحاولة إيجاد وسائل عرض بالجامعات والمدارس والقنوات الفضائية.

وهنا طلب د.خالد عبدالجليل، رئيس المركز القومى للسينما ــ الجهة المنظمة لمهرجان الإسماعيلية ــ الكلمة وحكى معاناته الشديدة فى عمل رواج لهذا النوع من السينما المختلفة تماما عن السينما التجارية، وعن كم المشاكل والعراقيل التى واجهته، حينما حاول عمل بروتوكول مع المدارس لعرض أفلام للطلبة، لكن المسئولين تحججوا بضيق الوقت، كما حاول تسويق الأفلام للقنوات، لكن جرأة الطرح التى تميز هذه الأفلام، لم تحمس المسئولين عن هذه القنوات، بينما القنوات التى رحبت بعرض هذه الأفلام لا تتمتع بنسب مشاهدة مقبولة، وفى إطار إمكانياته يحاول عمل أندية للسينما بالمحافظات المختلفة لعرض هذه الأفلام على الجمهور، ومساندته للشباب الذين يعشقون هذه السينما، واستشهد بما فعله مع الشباب المنظم لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير حينما منحهم سينما فريال الموجودة فى محطة الرمل بالإسكندرية وشاهد بنفسه الإقبال الجماهيرى الكبير وامتلاء القاعة بالكامل.

 

####

دموع وحنين في يوم تكريم 3 رواد للسينما التسجيلية والوثائقية بمهرجان الإسماعيلية

إيناس عبدالله:

      أسرة فريدة عرمان تطالب مسئولي ماسبيرو بالبحث عن أرشيفها الضائع.. ورئيس المركز القومي للسينما يتعهد بفيلم عن عطيات الأبنودي

      مطالبة بإنقاذ أفلام أسامة فوزي من التلف

في لحظة وفاء كبيرة لرموز الفيلم التسجيلي والوثائقي، أقام مهرجان الإسماعيلية الدولي للفيلم التسجيلي والقصير بدورته الـ21، 3 ندوات لتكريم 3 قامات فنية مصرية كبيرة يحتفي بهم المهرجان هذا العام، وهم المخرجة عطيات الأبنودي التي تم إهداء الدورة الـ21 لها، والمخرجة فريدة عرمان إحدى رائدات الفيلم الوثائقي، والمخرج أسامة فوزي.

وشهدت الندوات دموع وحنين من أسر ومحبي وأصدقاء المبدعين الراحلين الذين اجتمعوا على حقيقة لا تقبل الجدال، وهي أن الفنان لا يموت، فربما رحل عن عالمنا بجسده، لكن تبقى روحه وأعماله على قيد الحياة أبد الدهر.

بدأت الاحتفالية بندوة تكريم الراحلة عطيات الأبنودي، بحضور ابنتها أسماء يحيى الطاهر، وابن شقيقها أحمد السعيد، وسبق بدء الندوة عرض فيلم "ساندوتش واحد" من بين 25 فيلما أثرت بهم عطيات -الملقبة بـ"سفيرة الغلابة"- ذاكرة السينما التسجيلية.

وبعد الفيلم، تحدثت أسماء يحيى الطاهر عن أمها المبدعة الراحلة وقالت: "علاقتي بوالدتي عطيات تمت بالاختيار المشترك حينما كان عمري 5 سنوات، فعندما جاءت إلينا لتجمع أوراق والدي الراحل (يحيى الطاهر عبدالله) ولم تكن رأتني منذ أن كنت رضيعة، سألت عني وعلمت أني ابنة يحيى الطاهر، وطلبت أن تقوم بتربيتي، وظلت تتعامل معي على أني ابنتها ورفضت أن يطلق في أي مكان أنها تكفلني، ولكن دائما كانت تقول هذه ابنتي".

وتابعت: "لم تكن والدتي لديها أشياء مسلمة في حياتها، ولكن كانت تتعامل مع حياتها دائما بالاختيار، سواء في العمل أو الحياة الشخصية، فقد أعطت الجميع درسا أن كل إنسان يستطيع صنع حياته التي يحبها".

وقال أحمد السعيد ابن أخ الراحلة، إنه كان يستقي منها معلومات عن الحياة، وقامت هي باختياره من بين كل أفراد العائلة ليكون مقربا منها. وأضاف أنها لم تكن تهتم بالتقاليد وكانت تفعل دائما ما تريد، وتقول إنها تحلم بمشروع كاميرا ديجيتال لكل مواطن؛ لتصوير يوم من أيامه ليعيد مشاهدته مرة أخرى، ويجدد حياته.

ثم تحدث أصدقاء الراحلة الذين تعاونوا معها، فحكي محمود عبدالسميع مدير التصوير، عن أول تجربة عمل جمعت بينهما، وكيف كانت عطيات الأبنودي تعشق عملها ولا ترضى بأي نتيجة حتى لو اضطرت تصوير الفيلم مرة ثانية وثالثة، ولو كلفها بيع ذهبها وإنفاق كل ما تملك عليه ليخرج بالشكل الذي ينال رضاها.

ولم يجد المبدع الكبير هاشم النحاس حرجا في أن يصف عطيات بأنها "كانت أكثر شجاعة منه".
وأضاف: "عطيات الأبنودي سيدة عظيمة، وهي صفة من الصعب أن ينالها إنسان في ذهني، فكل مره أشاهد أعمال عطيات يزداد حبي لها ولأعمالها، فهي تعد أشجع مخرجة في تاريخ السينما التسجيلية، ولم تتنازل يوما عن أفكارها، ونقلت الفيلم التسجيلي نقله فعلية، واستطاعت تغيير تيار السينما التسجيلية والتعبير عن أفكارها من خلال مناقشة مشاكل الإنسان المهمش والدفاع عن حقوقه المهدرة
".

كما تحدث عنها كل من المخرج يسري نصرالله، ومدير التصوير سعيد شيمي، والكاتب خالد منتصر، والناقد كمال رمزي، وأسماء أخرى دفعت الدكتور خالد عبدالجليل رئيس المركز القومي للسينما -الجهة المنظمة للمهرجان- أن يعلن للجميع قراره بتكليف المخرج علي الغزولي بعمل فيلم تسجيلي من إنتاج المركز يجمع فيه شهادات كل هؤلاء المبدعين عن الراحلة عطيات الأبنودي، ووافق على اقتراح إطلاق اسمها على إحدى قاعات المركز تكريما وتقديرا لها.

كما أعلن عن استعداد المركز لترميم أفلامها وعرضها في احتفالية خاصة بها في شهر أغسطس القادم بتونس.

ثم جاء موعد ثاني ندوات تكريم هذا اليوم، وهي الندوة الخاصة بالراحلة فريدة عرمان، وفوجيء الحضور بصور المخرجة الراحلة تزين القاعة، مع وجود سيرة ذاتية مزينة بصورتها على كل مقعد، وعرف الجميع أن الإعلامية جميلة إسماعيل ابنة المخرجة الراحلة هي من تقف وراء هذا الشكل المبهج للندوة في إطار مشاركتها في تكريم والدتها، وجاءت بصحبة شقيقها وأحفاد المخرجة الراحلة، كما حضرت أيضا المخرجة إيمان عرمان شقيقة فريدة عرمان، وكان هناك جو عائلي رائع بالندوة عكس حب وإعجاب الأسرة بهذه القامة الفنية التي نجحت في تخليد اسمها بحروف من نور.

ولكن فوجيء الجميع بخبر صادم أعلنته إيمان شقيقة المخرجة الراحلة، حينما كشفت عن أن أرشيف شقيقتها المليء بالأعمال الرائعة والعظيمة ليس له وجود بمكتبات التليفزيون المصري، حيث كانت تعمل.

وقالت: "واجهت مشكلة أثناء بحثي عن أفلام شقيقتي بمكتبات التليفزيون، ولم أجد أي فيلم منها"، وتابعت: "طلبت في خطاب رسمي الحصول على أرشيف فريدة عرمان، فأنا كنت مساعدتها، وقبل انتقالها لمجلة الإذاعة جمعت لها كل أعمالها على شرائط ديجيتال وتم وضعها في المكتبة التسجيلية للتليفزيون، وعندما ذهبنا إلى المكتبة للحصول على الأفلام لم نجد إلا فيلما واحدا فقط من إجمالي 80 أو 90 فيلما، وعليه قررت التقدم بشكوى لرئيس التليفزيون كي يبحث لنا عن باقي الشرائط".

وتحدث الكاتب الصحفي وائل عبدالفتاح عن فيلم "أفراح مصرية" للمخرجة فريدة عرمان، والذي تم عرضه قبل الندوة، أنه حينما شاهده وقف أمام شيئا هاما، وهي غواية التوصيف التي سيطرت على فريدة عرمان والتي ارتبطت بوجود كاميرا التليفزيون، فهي كانت تحب التصوير والإخراج والمونتاج وظلت تعمل لآخر نفس في عمرها، وتلك الغواية معتمدة على الأرشيف السياسي والاجتماعي والفني، وتعتمد تلك الغواية على فكرة إظهار كيف نعيش ونفكر بعيداً عن التنميط.

وقالت الناقدة ماجدة موريس، إن فريدة عرمان ظهرت في جيل النساء الأول في التليفزيون المصري، في وقت وصلت فيه سيدات لمواقع قيادية داخل التليفزيون، وأوضحت أن المخرجة الراحلة كانت تتسم بالابتسامة والصبر الجميل وكان بها ملامح من فيلم "أفراح مصرية" الذي تم عرضه، وكيف تركت مهنة الصحافة من أجل التليفزيون، وكان لديها حلم تقديم المجتمع المصري من خلال أفلامها، وهي كاتبة سيناريو ومخرجة ومونتيرة رائعة، وما ساعدها في ذلك أن الأفق كان مفتوحا في بداية التليفزيون المصري في توثيق الحياة المصرية، فهي قامت بإخراج سلسلة أفلام عن العادات والتقاليد وغيرها عن المجتمع، وأخرى عن المساجد والأناشيد وسلسلة أخرى عن الحضارة المصرية، فهي أكثر مخرجة قدمت سلاسل من الأعمال التسجيلية على الشاشة.

وقالت موريس: "لم يكن لدى فريدة عرمان أي مشكلة أن تذهب لمعاينة مكان التصوير أكثر من 5 مرات أو إعادة التصوير أو المونتاج، فكل ما كان يهمها هو أن تصل رسالتها بشكل جيد للجمهور".

بعد ذلك، تحدثت ابنتها المذيعة جميلة إسماعيل التي توجهت بالشكر لمهرجان الإسماعيلية على تكريم والدتها، وهو تكريم مستحق على مشوارها الفني الغني بالأعمال، فهي لديها تاريخ فني مازال هم كعائلة يتعرفون عليه حتى الآن، وأكدت أن والدتها كانت تعمل وتتعلم حتى آخر نفس لها في الحياة، وطوال الوقت كان لديها شغف للعمل وتعلم الأساليب الحديثة، وتبحث عن مواكبة أحدث طرق الإخراج والمونتاح، وكانت لديها القدرة على مواكبة التطور، وتستعين بأحفادها كثيراً ليساعدونها على فهم كل ما هو جديد، وأوضحت أن فيلم "أفراح مصرية" الذي تم عرضه قامت بإخراجه في وقت مرورها بمحنة كبيرة عندما فقدت ابنتها "أميرة"، متابعة أنها كانت صغيرة في ذلك الوقت.

وأضافت أن شقيقها إسماعيل فكر في عمل مؤسسة "فريدة عرمان" لتشجيع الأجيال الجديدة على العمل الوثائقي، مثلما كانت والدتهم تفكر دائماً في التواصل مع الأجيال الجديدة.

بعدها تحدث إسماعيل ابن المخرجة الراحلة، وأكد أنه كان يتمنى أن يكون هذا التكريم في حياتها، سواء من المهرجان أو الدولة، وقال إن فكرة المؤسسة تقوم على مساعدة الشباب المهتمين بإخراج أعمال وثائقية ومساعدتهم في تقديم أفكارهم سواء بالمشاركة في الإنتاج أو بالأجهزة والمعدات، وتحدث عن الجزء الإنساني في حياة والدته، موضحا أنها كانت شخصية قوية وتصمد أمام أي مشاكل وهموم، وتعرف كيف تخوض معاركها، مضيفا أنه سيكون هناك تعاون بين المؤسسة والمهرجان في الدورات القادمة.

وأكد الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان، أن تاريخ المخرجة الراحلة كبير جدا، وهي لها السبق في أشياء كثيرة من خلال أفلامها، وقال إنه سيتبنى اقتراح في جمعية النقاد بعمل برنامج لأفلامها بشكل أوسع، بالإضافة لتبني حملة للبحث عن أفلامها والحصول عليها من خلال التليفزيون أو من أي مكان آخر.

وشهدت ندوة تكريم المخرج الراحل أسامة فوزي، عرض فيلم "إنساني إنساني جدا" الذي أخرجه عام 2009، ويدور حول أمانة وأخلاق طفل مجتهد يعمل على ميكروباص، ويكافح للتوفيق بين العمل والتفوق في دراسته ومساعدة أسرته ورعايتها.

حضر الندوة كل من شقيقته عفاف فوزي، والناقد كمال رمزي، والمخرجة منى أسعد، والمخرج يسري نصر الله، وأدارها الناقد محسن ويفي الذي قام بتأليف كتاب عن المخرج الراحل، وحرص في بداية كلامه على أن يشدد على الدور الإيجابي الذي يلعبه مهرجان الإسماعيلية في الاحتفاء بالحاضرين الغائبين من صناع السينما، ومنهم المخرج الراحل أسامة فوزي، الذي كان إنسانا مميزا ولديه طاقة محبة كبيرة، كما تحمل أفلامه بصمة إنسانية مميزة.

وأضاف أنه تعرف على أسامة فوزي عن طريق صديقهما المشترك رضوان الكاشف، منذ أكثر من 30 عاما، وكان قد قدم أول أفلامه "عفاريت الأسفلت"، وزاره في بيته وتعرف عليه، وتابع: "منذ الوهلة الأولى أخذت انطباعا جيدا جدا فهو شخص هاديء ومستمع جيد ومثابر".

وأوضح ويفي أنه لم تتح له الفرصة لمعرفته معرفة وثيقة جدا، خاصة مع موته المفاجئ، ولكنه تأثر به بشدة كما تأثر بأفلامه المميزة، فعرض على رئيس مهرجان الإسماعيلية فكرة تقديم كتاب لتكريمه وهو ما وافق عليه فورا.

وتحدث الحضور حول إبداع فوزي في أفلامه، الذي اتفق عليه الجميع، مستعرضون المشكلات التي واجهته في تقديم أفلامه للمجتمع، والتي تأثر بها كثيرا، واختلفوا حول وفاته المفاجأة، فمنهم من رأى أنه توفي إثر إحباطه بسبب محاولات ذبح أفلامه وإطفاء إبداعه، ومنهم من دافع بقوة عن إيجابية فوزي وروحه البراقة التي تأبى الاستسلام للاكتئاب.

من جانبه، أكد المخرج يسري نصر الله أن السينما بشكل عام تمر بأزمة احتكار كبيرة، وهو ما تسبب في تقييد إبداع شاب مثل فوزي وعدم قدرته على تقديم كل ما يحمله في جعبته.

بدورها، طالبت المخرجة منى أسعد بفتح ملف الاهتمام بترميم الأفلام وأخذ قرارات جادة للحفاظ على التراث السينمائي، خاصة لما تعرضت له نسخ أفلام فوزي من تلف تسبب في ضياع بعضها، وتوافر نسخ سيئة للبعض الآخر.

واختتمت الندوات بتسليم عصام زكريا -رئيس المهرجان- دروع التكريم لأهل المبدعين الراحلين والتقاط صور تذكارية معهم.

كما قدمت نقابة المهن السينمائية برئاسة النقيب مسعد فودة، شهادة تقدير وميدالية فضية إلى شقيقة الراحل أسامة فوزي؛ تقديرا لتاريخة السينمائي، وقام بتقديمها عبدالحكيم التونسي عضو مجلس إدارة نقابة المهن السينمائية.

 

####

«الشروق» تنشر نتائج مسابقات الدورة الـ21 لمهرجان الإسماعيلية السينمائي

مصر تفوز بجائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل «رمسيس راح فين»

انطلقت فعاليات حفل ختام وتوزيع جوائز مسابقات الدورة 21 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للفيلم التسجيلي والروائي القصير، مساء اليوم الثلاثاء.

وجاءت نتائج مسابقات المهرجان كالتالي:

جوائز مسابقة الطلبة:

جائزة أفضل فيلم روائي قصير: "غراب البين" للمخرج أحمد دحروج.

ونظرًا لتميز الأفلام التسجيلية قررت اللجنة منح جائزة لفيلمين تسجيليين: "ذاكرة النسيان" للمخرجة "دنيا سلام " وفيلم "سابع سما"، للمخرجة كريستين حنا.

وفي مسابقة جمعية الرسوم المتحركة فاز بجائزة التمييز الفني tangi of longing إخراج مارتا سزيمايسكا، وفاز فيلم kids بجائزة أفضل فيلم، إخراج مايكل فري، من سويسرا.

ومنحت جائزة لجنة اتحاد نقاد السينما الإفريقية لفيلم " تأتون من بعيد"، أمل رمسيس، إنتاج (مصر- لبنان- إسبانيا).

وذهبت جائزة الفيبريسى او الاتحاد الدولي للنقاد لفيلم "تأتون من بعيد " أيضا للمخرجة أمل رمسيس مصر.

وفي المسابقات الرسمية، جاءت النتائج:

أولا مسابقة التحريك:

فاز فيلم tangi of longing للمخرج مارتا سزيمايسكا" (بولندا) بجائزة لجنة التحكيم، وفاز الفيلم السويسري "أطفال" أو kids بجائزة أفضل فيلم.

ثانيًا: مسابقة الأفلام الروائية القصيرة:

حصل فيلم A Country of moving pictures على تنويه خاص للمخرج أرنما ريبيتا، وحصل الفيلم الهندي Fish Monologue على جائزة لجنة التحكيم، بينما فاز الفيلم المكسيكي "أركانجيل" إخراج أنجليس كروز على جائزة أفضل فيلم لفيلم "أركانجيل".

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة:

فاز الفيلم نال الفيلم الروسي A Quite Street على تنويه خاص، بينما حصل علي جائزة لجنة التحكيم فيلم "الجحيم الأبيض" إخراج "أحمد عاصم – محمود خالد – عمر شاش " مصر، وفاز بجائزة أفضل فيلم، الفيلم التسجيلي القصير Far Away.

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة:

نال فيلم "مايكل ودانيال" على تنويه خاص لفيلم للمخرج "أندريه زاجدانسكى"، وتم منح جائزة لجنة التحكيم لفيلم "النسمة الزرقاء" إخراج رودريجو أرياس وهو إنتاج ( البرتغال. فنلندا, فرنسا)، وذهبت جائزة أفضل فيلم، للفيلم المصري "رمسيس راح فين" إخراج عمرو بيومي.

 

الشروق المصرية في

16.04.2019

 
 
 
 
 

قبل ختامه بساعات.. 4 "نقاط مضيئة" بدورة مهرجان الإسماعيلية الـ21

كتب: خالد فرج

تُختتم، مساء اليوم، فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، على مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية، بحضور المحافظ اللواء حمدي عثمان والدكتور خالد عبدالجليل، مستشار وزير الثقافة لشؤون السينما والناقد عصام زكريا، رئيس المهرجان.

وترصد "الوطن" 4 مكاسب حققتها هذه الدورة، التي حملت اسم المخرجة الراحلة عطيات الأبنودي، رائدة السينما التسجيلية في مصر.

 - اتسمت فعاليات الدورة بالتنظيم الشديد، والدقة المتناهية في مواعيد العروض، فضلاً عن إقامة الندوات وفقاً لمواعيدها المحددة دون إلغائها أو تأجيلها.

- كانت الأفلام المصرية حاضرة بقوة في مسابقات الدورة، إذ ضمت مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة 3 أفلام مصرية، وهي "الجحيم الأبيض، معجزة النقاد، والغريب"، فيما شهدت مسابقة الأفلام الروائية القصيرة مشاركة فيلم "باب الله"، أما على مستوى مسابقة التحريك فشارك فيها الفيلم المصري "العرض الأخير".

- تم تحديد لجنتَي تحكيم منفصلتين وليست واحدة، لتخفيف العبء الذي كان يلقى على عاتق المحكمين بسبب كثرة الأفلام وضيق الوقت، وفقاً لتصريحات الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان، وترأس المخرج يسري نصرالله لجنة تحكيم مسابقتَي الأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة، وضمت في عضويتها كريس ماكدونالد، رئيس مهرجان "هوت دوكس" للأفلام الوثائقية في كندا، ومن موزمبيق شارك المنتج بيدرو بيمينتا، بالإضافة إلى شيريل تشانج، وهي سينمائية صينية ومؤسسة أول مهرجان دولي مستقل للفيلم التسجيلي في الصين، والممثلة السورية سلاف فواخرجي.

بينما ترأست الممثلة الفرنسية ماربين كانتو لجنة تحكيم مسابقتَي الأفلام الروائية القصيرة، وأفلام التحريك، وتضم في عضويتها كلاً من المخرجة والمونتيرة كاثرين ميبورج من جنوب أفريقيا، وأنستاسيا ديمتريا، أستاذ في قسم الاتصالات والتكنولوجيا الثقافية بجامعة إيجة باليونان، والممثل والمخرج الإماراتي نواف الجناحي، بالإضافة إلى المخرج والسيناريست المصري محمد حماد.

- شهدت الدورة تكريم أسماء المبدعين الذين رحلوا عن عالمنا الفترة الماضية، على رأسهم المخرجة الكبيرة عطيات الأبنودي التي تُعتبر واحدة من رواد السينما التسجيلية في مصر، والتي قررت إدارة المهرجان أن تحمل الدورة اسمها، والمخرج أسامة فوزي، والإعلامية والمخرجة فريدة عرمان، بالإضافة إلى المخرجة اللبنانية جوسلين صعب.

 

####

"ضحك ولعب وفن".. ورش للأطفال ورحلة لقناة السويس بمهرجان الإسماعيلية

كتب: نورهان نصرالله

يختتم مهرجان الإسماعيلية، الليلة،  فعاليات دورته الـ21، والتي استمرت على مدار 7 أيام عرضت على مدارهم ما يقرب من 150 فيلما، في أقسامه المختلفة، فضلا عن الندوات والنقاشات بحضور مجموعة من السينمائيين البارزين، وتكريم عدد من الأسماء الهامة فى صناعة السينما في مصر والعالم.

وتقدم "الوطن" فيما يلي، أبرز نقاط تميز الدورة الحالية:

- وصل إجمالى الأفلام المصرية المشاركة في أقسام المسابقة الدولية إلى 7 أفلام، ما بين فيلمين في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، 3 أفلام في مسابقة الأفلام التسجيلية لقصيرة، وفيلم في المسابقة الروائية القصيرة، وآخر في مسابقة التحريك، وذلك بعد مجموعة من الدورات اقتصر فيها التمثيل المصري على فيلم أو اثنين في كل أقسام المسابقات.

- ضمن فعاليات المهرجان، قرر الدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزيرة الثقافة لشؤون السينما، ورئيس المركز القومي للسينما، إنتاج فيلم تسجيلي عن المخرجة الراحلة عطيات الأبنودي، التي حملت الدورة اسمها، من إنتاج المركز وإخراج علي الغزولي.

- لأول مرة شهدت الدورة الحالية، اختيار لجنتان تحكيم منفصلتان، لتخفيف العبء الذى كان يلقى على عاتق المحكمين بسبب كثرة الأفلام وضيق الوقت، الأولى برئاسة المخرجة يسري نصرالله، وعضوية مجموعة من السينمائيين البارزين حول العالم، لتحكيم مسابقتَى الأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة، بينما تترأس الممثلة الفرنسية ماربين كانتو لجنة تحكيم مسابقتَى الأفلام الروائية القصيرة، وأفلام التحريك.

- أشاد عدد كبير من السينمائيين والنقاد من حضور المهرجان بالدقة والالتزام في مواعيد بدء الأفلام والندوات، بالإضافة إلى انتظام عروض الأفلام المواقع المحددة منها قصر ثقافة إسماعيلية، مكتبة مصر وسينما دنيا.

- نظم الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، على هامش فعاليات المهرجان الإسماعيلية، رحلة بحرية لضيوف المهرجان الذين ينتمون لما يقرب من 60 دولة عربية وأجنبية حول العالم، وتضمنت الرحلة زيارة قناة السويس القديمة والجديدة.

- لم تقتصر فعاليات المهرجان على النشاط السينمائي فقط، بل تم تنظيم عدد من الورش للأطفال تحت إشراف فناني الرسوم المتحركة بالمركز القومي للسينما، من بينها ورش "Cut Out"، "ورق مقصوص"، "D2"، بالإضافة إلى فن تشكيلي وعرائس.

 

الوطن المصرية في

16.04.2019

 
 
 
 
 

خالد عبد الجليل: الرقابة يد الدولة الأخلاقية

تحرير:محمد عبد المنعم

عكس ما يعتقده الكثيرون لا يحب رئيس جهاز الرقابة أن يمنع أيا من الأعمال، فهو يقول إنه يطيل قراءة السيناريوهات المقدمة له كي يجد مع صناعها حلولًا حتى لا يتم إيقافها

نطالع يوميًا أخبارا عن تدخلات الرقابة ضد الأعمال الدرامية، وآخرها نبأ وقف فيلم "بطل عادي" للفنان محمد رمضان، بدون إبداء أسباب، وقبل فترة، كانت أصابع الاتهام موجهة إلى الرقابة، في مسألة عدم عرض فيلم "رأس السنة". خالد عبد الجليل، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، نفى لـ"التحرير" صحة الخبر الأول، كما أكد أنه لم يكن هناك أي مشكلات بين الرقابة وصناع "رأس السنة"، والأمر متعلق بأشياء تجارية خاصة بهم، والدليل عدم شكواهم ضد الجهاز، مشيرًا إلى تصريحات المنتج محمد حفظي، التي نفى خلالها ما أثير حول وجود خلافات مع الرقابة.

"خالد" يحب أن يأخذ وقته في قراءة السيناريوهات المعروضة عليه قبل الموافقة عليها، ولا يرى أن هناك تصادما بين الرقابة على المصنفات الفنية وصناع الأفلام، إلا أن هذا لا يعني أنه لا تقع مشكلات بين الطرفين، فيقول: "الأزمة أن المبدعين يعتقدون أن الرقابة لا وجود لها، ويجب أن يفهموا أن الرقابة لا تتعارض مع الإبداع".

وحسب "خالد"، فإن "المشاكل تأتي بسبب أن السينمائيين وصناع الدراما يقدمون لنا السيناريو ويذهبون للتصوير دون أن يأخذوا الإذن، ونفاجأ بطرح البروموهات وبدء الحملات الإعلانية دون تصريح"، معقبًا: "ثم يصدمون بعد ذلك حين لا نوافق على العرض، وهنا تبدأ المشكلات".

وعن دراما رمضان 2019، بيَّن أنهم وافقوا على كل السيناريوهات المشاركة في الموسم، واصفًا إياها بـ"الأعمال الجيدة"، ولفت إلى أن هناك لجنة تتخصص منذ بداية رمضان لمتابعة الحلقات يومًا بيوم، وتحذف المشاهد غير المصرح بها.

وبالنسبة للتصنيفات العمرية لتلك الأعمال، أوضح أن الأمر يعود إلى صناع الدراما، فهم من يملكون في أيديهم أن يجعلوا أعمالهم تصلح للجمهور العام، لكنهم يرفضون حذف بعض المشاهد فيتم وضع التصنيف، وأكمل: "الفيلم قد يحتوى على لقطة دم واحدة في مشهد تحول العمل من جمهور عام إلى (+16)".

رئيس جهاز الرقابة لا يؤيد منع الأعمال، لذلك يتأخر في الرد على صناعها، في بعض الأوقات؛ لأنه يريد أن يعطيها التصريح بالعرض، وضرب مثلا بفيلم "الضيف"، وغيره.

وتعجب "خالد" من المعترضين علي قرارات الرقابة، مشيرًا إلى أن الجمهور نفسه أصبح رقيبًا ويحاسب الرقابة، وحينما يقدم أي شيء مسيء في أحد الأعمال يتساءلون عن الرقابة، وأين هي مما يحدث.

الرقابة لا تقوم بدور الأب والأم، ولكن هي يد الدولة لوضع النظم الأخلاقية، كما يشرح لنا "خالد"، الذي أكد أن التصنيف العمري يتم تطبيقه في دور العرض السينمائية، ويحرص على أن يكون هناك دائما مفتشون للتأكد من الالتزام بعدم حضور فئات عمرية معينة لبعض الأفلام، وإذا لم يكن هناك التزام، يتم على الفور توقيع عقوبة مالية على دور العرض المخالفة.

وأما بالنسبة للمعروض على التليفزيون، فالتصنيف موضوع للإرشاد العائلي، كما يقول "خالد"، الذي أخلى مسئوليته من "قنوات بير السلم"، حسب تعبيره، التي تعرض بعض المحتويات، ومنها كليبات غنائية لم تقدم إلى الرقابة في الأساس، ولا يمكن محاسبته عليها الآن.

وبصفته رئيس المركز القومي للسينما، المؤسس لمهرجان الإسماعيلية السينمائي للأفلام التسجيلية والقصيرة، تحدث عن الدورة الـ21 للمهرجان، مبينًا أنه لا يمكن الحكم على نجاحها إلا بعد انتهاء حفل الختام غدًا، وأنه بالفعل كان حريصًا على ظهور أدق تفاصيل بالمهرجان بشكل جيد.

خالد أكد أنه لم يقع أي تعارض بينه وبين رئيس المهرجان عصام زكريا، وكانا متوافقين في معظم الأوقات، منوهًا بأنه حريص على أن يحدث فصل بين مهرجان الإسماعيلية والمركز القومي للسينما خلال الدورات المقبلة، ولا مانع أن يكون تحت مظلته، لكي يتمتع بقدر أكبر من النجاح.

 

####

تفاصيل ختام مهرجان إسماعيلية: «رمسيس راح فين» الأفضل

تحرير:محمد عبد المنعم

انتهى حفل ختام مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، في دورته الـ21، والذي شهد عرض العديد من الأفلام من 51 دولة على مدى 6 أيام.

اختتم مساء اليوم الثلاثاء مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، دورته الحادية والعشرين، التي يرأسها الناقد عصام زكريا، وشهدت على مدى 6 أيام ماضية، عددا من عروض الأفلام والندوات التي ناقشت حال السينما التسجيلية والقصيرة، وأُقيم حفل الختام في قصر ثقافة محافظة الإسماعيلية، بحضور أعضاء لجان تحكيم المسابقات المختلفة، منهم المخرج يسري نصر الله، والفنانة السورية سلاف فواخرجي، بالإضافة لحضور الدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزيرة الثقافة ورئيس المركز القومي للسينما، ومحافظ الإسماعيلية اللواء حمدي عثمان.

بدأ حفل ختام مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، بالسلام الوطني، وبعده عُرض فيلم قصير عن أبرز ما حدث في المهرجان، ويتضمن لقطات من حفل الافتتاح والندوات وكل الفعاليات، وفي أثناء الحفل قدّمت المطربة المغربية أسماء لزرق أغنية "نتقابل في الإسماعيلية"، كلمات أحمد حسن راؤول، وتلحين كريم عرفة.

وتوجه الناقد عصام زكريا، بالشكر لكل من شارك بالمهرجان، وقال إن نجاح الدورة 21 هو نتاج جهد كل من وجد بالمهرجان، مضيفًا: "أتمنى أن تكونوا استمتعم بأسبوع من الفن وهو ثمرة عمل جهود كثيرة من الجميع، ولا يسعني سوي أن أشكر كل من أسهم في هذا المهرجان، وأخص بالذكر الرعاة والشركاء الذين قاموا بدعمنا، من بينهم نقابة المهن السينمائية وشركة الماسة للإنتاج الفني والسينمائي، وهيئة قناة السويس، والهيئة العامة للكتاب، وشركة نيوسنشري، وفندق توليب، وشركة مصر للسياحة".

وعبر الدكتور خالد عبد الجليل عن سعادته بإشرافه على مهرجان كبير مثل الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، ولفت إلى أنه فخور بمشاركة العرب والأجانب في المهرجان، وإعرابهم عن سعادتهم بكل العروض الموجودة بالمهرجان، وتوجه بالشكر لوزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم لدعمها المهرجان، مضيفًا: "قبل الصعود على المنصة، هناك من قال لي لا تظهر سعادتك كثيرا، ولكن أود أن أقول إني سعيد للغاية بالمهرجان، وذلك لأنني أشرف على مهرجان في مدينة عريقة وعظيمة ولها تاريخ كبير من الكفاح مثل الإسماعيلية".

وأضاف عبد الجليل: "فوجئت هذا العام أن هناك نموذجا للقيادة المحبة للفن والتي تحاول توفير المناخ الدافئ للفن وهو اللواء أركان حرب حمدي عثمان محافظ الإسماعيلية، وأنا أشرف بالعمل في هذه الدورة مع وزيرة تستحق التحية وهي الفنانة قبل الوزيرة إيناس عبد الدايم، أنا محظوظ لوجودي وسط هذه الكوكبة الكبيرة من الفنانين العرب والمصريين والضيوف، وشرفت بقبولهم لدعوة حضور المهرجان، بالإضافة لوجود قامة كبيرة منهم أستاذي الذي تعلمت علي يده المخرج محمد عبد العزيز، وصديقي المخرج عمر عبد العزيز، ونقيب السينمائيين مسعد فودة".

وبعد ذلك أعلن المهرجان عن جوائز الدورة 21، وصعد اللواء أركان حرب حمدي عثمان لتسليم الجوائز، وفي جائزة مسابقة الطلبة حصل فيلم "غراب البين" للمخرج أحمد دحروج، على جائزة أفضل فيلم روائى قصير، ونظراَ لتميز الأفلام التسجيلية قررت اللجنة منح جائزة لفيلمين تسجيليين هما: "ذاكرة النسيان" للمخرجة دنيا سلام، و"سابع سما" للمخرجة كريستين حنا.

أما جوائز جمعية الرسوم المتحركة فكانت لفيلم "تانجو الحنين" للمخرج مارتا سزيمايسكبولاندا، فيما ذهبت جائزة التميز الفني للمخرج "مايكل فرى" من سويسرا عن فيلم "أطفال"، فيما ذهبت جائزة لجنة اتحاد نقاد السينما الإفريقية لفيلم "تأتون من بعيد"، للمخرجة أمل رمسيس من مصر، وحصل أيضا الفيلم على جائزة الفيبريسى.

وفي مسابقة الأفلام الروائية والتحريك فازت مارتا سزيمايسكا (بولندا) عن فيلم " تانجو الحنين"، وفي جائزة لجنة التحكيم فاز فيلم "أطفال" بجائزة أفضل فيلم، وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، حصل فيلم "بلد في صور متحركة" على تنويه خاص، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم "مونولوج السمك"، وذهبت جائزة أفضل فيلم لـ"أركانجيل".

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، حصل فيلم "شارع هادي" على تنويه خاص، وذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم "الجحيم الأبيض" للمخرجين أحمد عاصم، ومحمود خالد، وعمر شاش من مصر، وحصل فيلم "بعيدا" على جائزة أفضل فيلم تسجيلى قصير.

أما فى جوائز مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، فقد حصل فيلم "مايكل ودانيال" للمخرج أندريه زاجدانسكى على تنويه خاص، وفاز فيلم "النسمة الزرقاء" إخراج رودريجو أرياس مشترك ما بين البرتغال، وفنلندا، وفرنسا، على جائزة لجنة التحكيم، فيما حصل فيلم "رمسيس راح فين" للمخرج عمرو بيومي على جائزة أفضل فيلم.

وفي النهاية حرص كل الفائزين على التقاط صور مع رئيس المهرجان عصام زكريا، وخالد عبد الجليل مستشار وزيرة الثقافة، وعرضت أفلام الورش التي قدمها المهرجان.

 

التحرير المصرية في

16.04.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004