كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«بلاكككلانسمان».. حكاية بلا نهاية

محمود عبد الشكور

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2019)

   
 
 
 
 
 
 

لا يستدعى المخرج الأمريكى سبايك لى علاقة السود والبيض فى السبعينيات من خلال شخصية حقيقية، لمجرد أن يصنع عملا مشوقا وذكيا ومتقن الصنع فحسب، ولكنه أراد من خلال فيلمه البديع «بلاكككلانسمان» أن يترك انطباعا قويا بأن الصراع سيظل بلا نهاية: ما زال فقدان الثقة موجودا حتى اليوم، وما زالت الاضرابات العنصرية تتكرر، بل إن هناك إسقاطا واضحا على إدارة الرئيس ترامب، التى ترفع شعار «أمريكا أولا»، وهو نفس الشعار الذى كان يردده أنصار جماعة «كوكلاكس كلان» البيضاء العنصرية فى أمريكا!

الفيلم مأخوذ عن كتاب يروى حكاية رون ستولورث، الذى أصبح أول شرطى أسود فى قسم شرطة كولورادو سبرينجز فى السبعينيات، لكن نجاحه الأهم فى قدرته على اختراق جماعة كوكلاكس كلان البيضاء، من خلال حيرة بارعة للغاية، فقد استخدم صوته فى التليفون مدعيا أنه رجل أبيض يكره السود واليهود، ويريد الانتقام من رجل أسود أقام علاقة مع شقيقته، ثم أرسل رون زميله الأبيض اليهودى منتحلا اسمه، وهكذا أصبح رون له صوت شرطى أسود، وصورة شرطى أبيض، أما العنوان الغريب الذى يتكرر فيه حرف الكاف ثلاث مرات متتالية فيعنى «رجل كوكلاكس كلان الأسود»، وهو تعبير ساخر، مثل معالجة الفيلم الذكية.

من حيث الشكل يمكن القول إن سبايك لى استلهم فكرة الحلقات التليفزيونية الشهيرة «مهمة مستحيلة»، فنحن أمام بناء بوليسى متقن، يتم من خلاله زرع رجل شرطة فى قلب عصابة إرهابية بيضاء تعمل ضد السود، قائد العملية أسود يديرها بالتليفون، ومنفذها أبيض مهدد بكشف أمره فى أى وقت، وتنشأ الكوميديا بالأساس بسبب وجهى العملية الأبيض والأسود معا، كما تنشأ من غباء المتعصبين، الذين يرحبون بكل شخص ضد اليهود والزنوج.

لكن هذه المهمة المستحيلة الممتعة تخفى مستوى أعمق وأجمل؛ لأن سبايك لى يجعل من بطله الأسود تعبيرا عن تيار يرى أنه يمكن أن يأخذ السود حقهم من خلال القانون، ومن خلال العمل مع النظام، مع الصمود أمام الاستفزازات، رون ستولورث لا يتردد فى أن يعلن أنه ينتمى لشرطة كولورادو سبرينجرز فقط، ولذلك سيقبل أن يتجسس على اجتماع لزعيم أسود يدعو إلى الثورة، ويطالب بالرد على البيض بالعنف.

يضع الفيلم رون فى مواجهة تيار تعبر عنه يياتريس، الفتاة السوداء التى أحبها، إنها من أنصار «القوة السوداء»، ولذلك ستغضب من رون عندما تكتشف أنه شرطى تجسس على السود، ورغم نجاح رون فى كشف تفاصيل محاولة تفجير إرهابى ضد السود، إلا أن ملف القضية يحفظ، مما يبرر فى النهاية مواجهة رون وبياتريس للخطر معا، وهما يحملان المسدسات، وكأن سبايك لى يقول إن تيار القانون، وتيار رد العنف بالعنف، كانا وسيظلان موجودين بين السود، بينما ستظل كوكلاكس كلان حاضرة، وستتواصل الاضرابات العنصرية، كما حدث فى العام 2017، والتى يقدم الفيلم لقطات عنيفة ودموية لها، مشفوعة بتعليقات من ترامب، يتهم فيها الطرفان، السود والبيض.

هما إذا لعبتان مندمجتان فى الفيلم: لعبة بوليسية كوميدية، ولعبة عنصرية مأساوية، وبينما ينتقد سبايك لى أفلاما شهيرة مثل «ذهب مع الريح» و«مولد أمة»؛ لأنها أساءت إلى صورة السود، فإنه يرد على هذه الصورة بفيلم يسخر فيه الشرطى الأسود، من ذكاء زعيم كوكلاكس كلان الأبيض.

يصبح الرجل الأسود هو قائد المهمة المستحيلة، بينما ينفذها رجل أبيض يهودى، تبدو الحكاية أشمل من عنصرية اللون، لتنتقل إلى العنصرية بسبب الدين، يستدرجنا السرد من البوليسى إلى السياسى، ومن السبعينيات إلى ترامب، ومن حكاية جيسى واشنطن الذى أحرقوه لاتهامة باغتصاب سيدة بيضاء، إلى اضطرابات عنصرية قريبة، تضيع ألوان العلم الأمريكى، ليصبح فقط بالأبيض والأسود.

خطورة هذا الفيلم، الذى عرض فى مهرجان القاهرة السينمائى 2018، أنه يذكر المتفرج بأن التعصب فكرة تتلون حسب كل مرحلة، وأن كوكلوكس كلان تلجأ إلى التسلل إلى السلطة من خلال رجالها، ولكنها لم تتخل أيضا عن العنف، وسيرد السود دوما بنفس الطريقة.

الشروق المصرية في

27.12.2018

 
 
 
 
 

أفضل 10 أفلام عالمية يتقدمها "ولادة نجمة" و"غرين بوك"

محمد حجازي

لا شك أن نتاج العام المنصرم 2018 في مجال السينما العالمية كان ممتازاً كمّاً ونوعاً، ومن خلال عملية الرصد الميداني لما ميّز هذه الأفلام نكتشف سريعاً أن النسبة المرتفعة منها حققت إيرادات عالية في أميركا الشمالية والعالم، والنسبة الأكبر غلب عليها الخيال العلمي، والأكشن والرعب مع نماذج جيدة من الأعمال الغنائية والرومانسية، مما جعل الغناء يتربع على قمة العروض جاذباً أعلى أرقام الإيرادات من دون منازع.

هذا الكلام يعني الشريطين الضخمين "a star is born" و"bohemian rhapsody"، الأول بطولة وإخراج "برادلي كوبر" ومعه "ليدي غاغا" في دور شكّل مفاجأة كاملة حتى لها مما جعل أوساط المنتجين تحسب حسابها في أعمال أخرى خصوصاً وأنها نالت العديد من الجوائز المميزة من مهرجانات مختلفة، في 135 دقيقة مشحونة ونوعية. أما الثاني فأخرجه "برايان سنغر" عن نص قوي ومشحون بالأحداث لـ "أنطوني ماكارتون" رصد فيه قصة حياة ومعاناة ثم موت المغني المجنون "فريدي ميركوري" لكن ما إستوقف المراقبين الكاستنغ الذي جاء بـ"رامي مالك" للدور الأول وإذا به مدهش في تفاعله مع الشخصية وتمّ ترشيحه كأفضل ممثل عن الدور في لائحة الغولدن غلوب.

 لكن هناك شريطاً ينعزل لوحده في قيمته وتميزه ويُهدد بالإطاحة بالجميع، إنه "green book" للمخرج "بيتر فاريللي" عن سيناريو له صاغه مع "نيك فاليلونغا" و "بريان هايس كوري" عن تواصل بين عازف بيانوملوّن شهير الدكتور دون تشيرلي(ماهرشالا علي) وسائقه الإيطالي "توني ليب" (يلعب دوره فيغو مورتنسون) في أجواء كوميدية تبطن مواقف جادة ومهمة من العنصرية ضد السود عرفت مباركة جماهيرية واسعة. وشاهدنا شريطين إيرانيين تباعاً شكّلا صورة مختلفة عن السائد. الأول "دمشق الرحلة2701" إخراج "إبراهيم حاتمي كيا" يدير "باباك حميديان" وفريق كبير من الممثلين اللبنانيين برز منهم: "ندى أبو فرحات"، "خالد السيد"، "بيار داغر"، "سينثيا كرم"، "رامي عطالله"، وكارمن بصيبص". والثاني عرض في إفتتاح مهرجان أفلام المقاومة وعنوانه "majaray nimroz" (أحداث الظهيرة) إخراج "محمد حسين مهدافيان" كتب نصه مع "إبراهيم أميني" في صورة جريئة ومنسقة عن الصدامات التي حصلت مع "مجاهدي خلق" في 111 دقيقة رائعة وتحبس الأنفاس.

التالي "venom" ودور عمر الممثل "توم هاردي" يديره المخرج "روبن فلاتشر" في 112 دقيقة، يقدم شخصية تتبدل سريعاً وتصبح خارقة في قوتها، كما أن "aquaman" للمخرج الماليزي "جيمس وان" صُرف عليه 160 مليون دولار، يدير "جايسون موموا" المولود في "هونولولو" (جزر هاواي)، وعرف الأسبوعان الأخيران قبل نهاية العام 2018 حضوراً نوعياً لشريط ديزني الجميل "mary poppins returns" إخراج "روب مارشال" مع (إيميلي بلانت، بن ويشاو، وميريل ستريب). كذلك أسعدنا شريط "loving Pablo" للمخرج "فرناندو ليون دوأرانوا" الذي قدّم فيلماً عن سيد التهريب في أميركا الجنوبية "بابلو أسكوبار" ويلعب دوره الأسباني "خافييه بارديم"، وعاشر اللائحة "wilde life" للممثل بول دانو في أول فيلم من إخراجه يدير فيه "جاك غيللينهال" و"كاري موليغان" عن الخيانة في العلاقات الزوجية.

الميادين نت في

27.12.2018

 
 
 
 
 

فيلم ساندرا بولوك يشعل صراعا بين النقاد والجمهور

تحرير:حليمة الشرباصي

أحيانًا كثيرة يتسبب صدور فيلم في إشعال خلاف بين النقاد والجمهور، وقد فعلها فيلم Venom من قبل، إذ هاجمه النقاد بشراسة بينما كتب الجمهور له النجاح، ليحقق أكثر من 800 مليون دولار في شباك التذاكر بأمريكا، ويبدو أن فيلم Bird Box للممثلة ساندرا بولوك مثله، فبينما وصفه الجمهور الذي شاهده على شبكة نتفليكس بأنه الأكثر إثارة للرعب هذا العام، وأن ساندرا بولوك تستحق تلقي ترشيح للأوسكار عنه، جاء رأي النقاد مختلفا تمامًا، معتبرين أن قصة الفيلم سطحية وأن أداء الأبطال مصطنعًا وغير قادر على أن يقنع طفلًا صغيرًا، حسب موقع This Is Insider الأمريكي.

ويحكي الفيلم عن عالم تعيش فيه مجموعة من الكائنات الخارقة للطبيعة قادرة على أن تجعل البشر ينتحرون إذا نظروا في عينها، فتقرر ساندرا مع ابنيها أن تقوم بمغامرة وهي مغمضة العينين في محاولة للنجاة.

وحقق Bird Box نجاحًا كبيرًا منذ عرضه، حيث شاهده أكثر من 45 مليون مشترك في نتفليكس خلال أسبوع واحد بمعدل 33% من إجمالي المشاهدين وهي سابقة لم تحدث في أي فيلم أنتجته الشبكة من قبل، رغم أن الاحصائيات لم تحدد إن كان المشاهدون أنهوا الفيلم أم لا.

ورغم الشعبية التي يحظى بها الفيلم على نتفليكس وتصدره أحاديث رواد السوشيال ميديا فإن النقاد كان لهم رأي آخر، حيث منحوه تقييمًا منخفضًا عبر موقع Rotten Tomatoes وصل إلى 68%. قد يهمك قراءة (بعد دخول «نتفليكس» مصر.. تعرّف على هذه الخدمة الخيالية وقيمة اشتراكها)

التحرير المصرية في

27.12.2018

 
 
 
 
 

فيلم «Beautiful Boy»: الأب والابن والإدمان

حسام فهمي

اغلق عينيك،

لا تخف،

لقد ذهب الوحش،

لقد هرب،

وأبوك هنا الآن.

بهذه الكلمات بدأ المطرب الإنجليزي الشهير جون لينون أغنيته «Beautiful Boy» في عام 1980. لم يكن يدرك لينون حينها أنه وعقب 38 عامًا ستتحول تلك الكلمات لجزء من خطاب أب يحاول استعادة ابنه، وذلك من خلال أحد مشاهد فيلم أمريكي يحمل نفس اسم الأغنية.

الفيلم عن قصة حقيقية كتبها الأب وابنه في كتابين يمثلان سيرتهما الذاتية، والوحش هنا مختلف عن الوحوش التي كان يحكي عنها الآباء لأبنائهم قبل النوم. الوحش هنا هو الإدمان. الإدمان الذي يقتل من البشر سنويًا أكثر مما تقتل الحروب.

نتحدث معكم اليوم عن فيلم «Beautiful Boy» الذي يمثل معالجة المخرج البلجيكي فيلكس فان جرونيجن، في فيلمه الأول الناطق بالإنجليزية، من بطولة ستيف كاريل وتيموثي شالومي، عن قصة الصحفي الأمريكي ديفيد شيف وابنه نيك. قصة الأب والابن والإدمان.

الأب: البحث عن الابن

يبدأ الفيلم بمشهد نتابع فيه رجلًا يجلس في غرفته وحيدًا، يتصل بأحد المستشفيات ليسأل إن كانوا قد استقبلوا ابنه، يصف الأب مواصفات ابنه الشكلية، يبدو من صوته أنه متعب، في النهاية لا يجد ردًا ولا يجد ابنه.

يمكننا اعتبار هذا المشهد كتأسيس لما نشاهده فيما هو قادم من زمن الفيلم، رحلة بحث وإعادة بحث طويلة من الأب عن ابنه. يتقاطع مع هذه الرحلة مجموعة من الذكريات المستعادة flashbacks التي تجمع الأب والابن في طفولته، في عالم يشبه الجنة. يعتمد فان جرونيجن على أسلوب سرد غير خطي، تتداخل فيه الذكريات التي تجمع الأب والابن، والواقع الذي ينفصلان فيه.

الزمان هنا يذكرنا برؤية الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر، حيث لا فواصل حقيقية بين ماضي وحاضر ومستقبل. لا تسير الحياة في اتجاه خطي، ولكن الزمن هو الوجود، فالماضي حاضر بعلاماته وأثره في اللحظة الآنية، وهكذا الحاضر بالنسبة للمستقبل، الزمن بوجوهه الثلاثة يحضر في نفس اللحظة.

وهكذا يستمر فان جرونيجن في سرد حكايته من وجهة نظر الأب، يبحث عن ابنه في المشافي وفي الطرقات، ويرى ذكرياتهم المشتركة سويًا، في نفس اللحظة، يفتش أين أخطأ، وأين بدأ الإدمان في افتراس ولده؟

يعتمد جرونيجن في سرده البصري على كادرات تظهر الأب وحيدًا، داخل أبواب زجاجية. من المثير للتأمل أن أبواب بيت الأب كلها زجاجية، وكأنه محاصر داخل ذكرياته، هش دون فتاة المحبوب. في المقابل كادرات مفتوحة تظهر الأب سعيدًا ومنطلقًا برفقة ابنه في ذكرياتهما، على الشاطئ، في البحر، وفي حديقة المنزل. يرافق هذه الكادرات ذات الطابع الناعم موسيقى تصويرية مكونة بالأساس من مجموعة من أغاني البوب، وكأن الابن يحضر من خلالها.

العنصر الأهم في رحلة الأب أنه يعتبر الإدمان وحشًا دخيلًا على عالمه، يظن أن الإنقاذ سيأتي باستعادة الابن، يجده في أحد المشاهد فيصرخ فيه: «هذا ليس نحن». باستثناء لحظات الانفجار النادرة تلك، يظهر الأب صموتًا ومهمومًا في معظم أحداث الفيلم، يعبر ستيف كاريل عن الحزن والتخبط بوجهه وجسده، وتفيض عيناه بالحب في كل مشاهده المشتركة مع الابن. مرة أخرى يبرهن كاريل أنه ممثل ومجسد متميز، لا ينبغي حصره بتاتًا في أدوار الكوميديا الخالصة وفقط.

الابن: الإدمان والبحث عن الحياة

لم أستطع أن أجد مكاني

أتمنى أن تلتئم جروحي.

كلمات أغنية «Treasure» للمغني الأمريكي سامفا تعبر بشمل كبير عن الابن. نيك في زمن التيه يعبر عن جيل بأكلمه، جيل ما بعد الصراعات الكبرى، ما بعد الحداثة، حيث للحزن والاكتئاب طابع رومانسي، وينعدم أي معنى الحياة.

يخاطبه أبوه في أحد المشاهد مقترحًا أن يخرجا للتزلج على الماء، يرد الابن بأنه أصبح يحب أشياء أخرى، على سبيل المثال قراءة كتب وروايات كتاب بائسين ويائسين. هكذا يصفهم نيك حيث يبدو بؤسهم ويأسهم جزءًا من عبقريتهم. نيك وحيد ومنعزل، وبرغم تفوقه الدراسي وذكائه، حيث استطاع الحصول على القبول من أربع جامعات من المرة الأولى وهو ابن 18 عامًا، إلا أنه اتجه للمخدرات، بدءًا بالماريجوانا وانتهاء بكريستالات الميث ومرورًا بكل شيء تقريبًا.

المخدرات بالنسبة لهذا الجيل هي باب لعالم جديد، عالم ملون وملئ بالمفاجآت، في مقابل حياة منعدمة اللون والطعم، يرونها هكذا حتى ولو لم تكن، يبدأ الأمر هكذا ثم ينطفئ هذا العالم شيئًا فشيئًا، فتزداد الجرعة بحثًا عن المهرب. يتحدث نيك بلا خجل حتى وهو ممتنع عن التعاطي. يخبر الجميع أن شعوره وهو يتعاطى الميث كان أفضل شعور حظي به طوال حياته. يبحث الأب عن الابن، يبحث الابن عن عالم الميث الملون. يعود الابن ثم ينتكس فيسقط مرة أخرى.

نرى نيك وحيدًا في رحلته، كمعظم أبناء جيله، حتى أنه يتعاطى الميث وحيدًا، ولا يجد شريكًا للتعاطي غير قرب النهاية. الجديد في رحلة نيك أن المدمن هنا شاب طيب من أسرة متوسطة، بعيد تمامًا عن كليشيهات الشكل السينمائي للمدمن. يجسده تيموثي بأداء هادئ ومنعزل، كلماته هادئه وبطيئة، تشبه الهمهمات، وحس ساخر من النفس ومن قيمة الحياة، كمعظم شباب جيله.

الإدمان يقتل: دائرة الصواب والخطأ

معالجة فان جرونيجن تصحبنا في رحلة من الصواب والخطأ، الامتناع والانتكاس. لا يحبذ جرونيجن النهايات السعيدة، يجدها هوليوودية تضعف المعنى، وتجهض النقاشات والأسئلة عن الفيلم قبل أن تبدأ.

يمكننا رؤية معالجته كرحلة إنسانية جديدة، عن الأب والابن والإدمان، حيث الميث هو بديل الروح في هذا العصر. رحلة اكتشاف لوحش جديد، قاتل شرس، يخاطب من خلالها الفيلم كل من عاين الإدمان أو عانى منه، يخبرنا بأن الرحلة طويلة والمحاولة يجب أن تتكرر، والامتناع ينجح خطوة بخطوة، يحتاج للكثير من الصبر والكثير من المثابرة، والإرادة الشخصية قبل كل شيء. رحلة عاطفية نراها ونشعر بالألفة معها، حيث الفقد جزء من الرحلة، لا مفر منه.

موقع "إضاءات" في

28.12.2018

 
 
 
 
 

"ماري بوبنز" تعود إلى الحياة بعد 54 عام غياب

محمد حجازي

كل هذه الأحداث تتشكّل على الشاشة لوحات غنائية إستعراضية مبهرة، إعتادتها نتاجات "ديزني" التي أطلقت النسخة الجديدة على الشاشات العالمية بدءاً من 19 كانون الأول / ديسمبر الجاري.

أحيت شركة "ديزني" إحدى أهم شخصياتها السينمائية "ماري بوبنز" التي قدمتها عام 1964 مع النجمة الإنكليزية "جولي أندروز" (عمرها اليوم 83 عاماً)، في شريط جميل وساحر بعنوان "mary poppins returns" بإدارة المخرج "روب مارشال" (58 عاماً) وأُسندت البطولة إلى الإنكليزية أيضاً "إميلي بلانت" (35 عاماً) لكن رغم حضورها الجيد إلا أن صورة "أندروز" لم تُغادر مخيلتنا طوال مدة العرض.

الشريط الجديد كما القديم الذي أخرجه "روبرت ستيفنسون" (توفي عام 86 عن 81 عاماً) يستند إلى كتاب الأوسترالية "بيل ترافرس" (توفيت في لندن عام 96 عن 96 عاماً) وتكلف إنتاجه 130 مليون دولار، بينما صُرف على الأول قبل 54 عاماً 6 ملايين دولار فقط.

المخرج "مارشال" وضع القصة السينمائية مع "جان دو لوكا" و"ديفيد ماغي" الذي تولّى منفرداً صياغة السيناريو، فجاء متماسكاً متسلسلاً وجاذباً، نتعرف فيه على عائلة "بانكس" المهددة بخسارة منزلها بسبب لعبة خبيثة من مدير المصرف "ويلكنز" (كولن فيرث) الذي أخفى أوراقاً تثبت أن العائلة تمتلك أسهماً في المصرف وبالتالي فهي لم تُفلس حتى يتخذ المصرف إجراء الحجز على المنزل، من دون إعطاء الطرف المتضرر فرصة إضافية لتأمين ما يُثبت أن لها أسهماً في المصرف.

وفي الوقت الذي تنشغل فيه العائلة: الزوج "مايكل" (بن ويشاو) والزوجة "جين" (إميلي مورتيمر) والأبناء "أنا بيل" (بيكسي ديفيس) "جاين" (ناتانيال صالح) و"جورجي" (جويل داوسون)، باخثة عن أفضل المخارج والحلول لمسألة طردهم من البيت العريق تظهر إمرأة جميلة في سماء المكان خارجة من بين الغيوم ممسكة بمظلة صغيرة تهبط بهدوء داخل فناء المنزل حيث تُستقبل بالترحاب لكثرة ما سمعوا عنها، وأول ما تفعله هوطمأنتهم إلى أن أحداً لا يستطيع طردهم من منزلهم، وتُباشر مع أفراد العائلة عملية تفتيش عن الوثائق لضمان حق العائلة والتي تكشف زيف إدعاءات مدير المصرف، ويحصل فجأة أن المستند الرئيسي المطلوب موجود على طائرة ورقية تكونت من قصاصات بينها الوثيقة فحُملت إلى المصرف مع دعوى للبوليس الذي وصل في الوقت المناسب وإعتقل "ويلكنز".

كل هذه الأحداث تتشكّل على الشاشة لوحات غنائية إستعراضية مبهرة، إعتادتها نتاجات "ديزني" التي أطلقت النسخة الجديدة على الشاشات العالمية بدءاً من 19 كانون الأول / ديسمبر الجاري في ساعتين وعشر دقائق، بفارق 9 دقائق أقل من مدة نسخة العام 64، وتشارك الممثلة الكبيرة "ميريل ستريب" في الشريط بشخصية "توبسي"، وكم كنا نتمنى لو أنها كانت هي "ماري بوبنز" لكننا على ثقة من وجود إعتبارات أخرى عند "ديزني" لإختيار "بلانت"، وكان حضور رئيسي لخبراء المؤثرات الخاصة والمشهدية بقيادة (ستيفن وارنر، و ماريا بارباديللو).

الميادين نت في

28.12.2018

 
 
 
 
 

«روما» كوارون غير «روما» فيليني والبطولة للمرأة

فاز بـ88 جائزة والموسم في بدايته

بالم سبرينغز: محمد رُضـا

«روما» لألفونسو كوارون فيلم عائلي بالدرجة الأولى. تقع أحداثه في رحى أسرة ميسورة لديها خادمتان وتعيش في حي باسم روما يقع في العاصمة المكسيكية في مطلع سبعينات القرن الماضي. العائلة هي عائلة المخرج المولود هناك الذي يسرد عاماً في حياة تلك الأسرة عندما كان لا يزال صغيراً. اليوم بعض أفراد الأسرة مات. والده توفي قبل ثلاث سنوات. والدته فارقت الحياة قبل انتهاء التصوير. بعض أقاربه شاهدوا الفيلم مرّة واحدة (غالباً في العروض التجارية). الشخص الوحيد الذي انتمى إلى تلك الأسرة وشاهده ثلاث مرات هي بطلة الفيلم ياليتزا أبارثيو التي تؤدي دور الخادمة كليو. استعان بها المخرج من دون خبرة تمثيل ووضعها في البطولة. هي شاهدت الفيلم ثلاث مرات حتى الآن و، حسب تصريح المخرج، بكت في كل مرّة.

أكثر من ذلك، هذه الفتاة الآتية من قبيلة هندية (وليست من المواطنين ذوي الأصول الإسبانية كحال كوارون)، مرشحة في مسابقات المؤسسات السينمائية كأفضل ممثلة أولى. جنباً إلى جنب الممثلات المحترفات نيكول كدمان وإميلي بلنت وغلن كلوز وسواهن الساعيات للفوز بجوائز الغولدن غلوبس و«لندن فيلم سيركل» وسواهما. الفيلم نفسه رُشح حتى الآن لـ105 جائزة نال منها 88 جائزة. صحيح أن معظمها جوائز مؤسسات نقدية وأخرى قلما نسمع عنها، لكن هذا لا يمنع من القول إن هذه المؤسسات جميعاً منحت «روما» ثقتها وتصويتها. الجوائز هي مثل المال. كل جزء منها يساهم في بناء ثروة و88 جائزة ليست نكتة، بل كنز ينتظر التاج الكبير إما في سباق الغولدن غلوبس أو في سباق الأوسكار… أو في كليهما.

- بين كوارون وفيليني

ما فعله ألفونسو كوارون يختلف عما يقوم به معظم المخرجين الآخرين حين يسردون نتف حياتهم الشخصية. فعوض أن يسرد حكاية يكون هو بطلها ومن خلاله يعرض لما يراه ذلك البطل من أحداث تمر أمامه وحوله (طريقة فرنسوا غودار مثلاً في «400 نفخة» أو رباعية يوسف شاهين المعروفة)، يسرد حكاية الخادمة كليو التي اشتغلت في كنف العائلة معظم حياتها الشابة وما بعد. تكاد لا تدرك، لولا التمهيد الإعلامي الذي صاحب الفيلم، أن ألفونسو كوارون هو ذلك الصبي الذي نراه (مع شقيقيه) كأحد أفراد العائلة. في الواقع، تبدو الحكاية مناسبة لأي خادمة في أي بيت بظروفها الاجتماعية والعاطفية. بكلمات أخرى، تبدو الحكاية الواقعية المغزولة بحنين الأبيض والأسود، خيالية ولو أنها ليست كذلك.

الفكرة ليست جديدة. لم يستيقظ كوارون من النوم قبل سنتين أو ثلاثة وفي باله تحقيق هذا الفيلم، بل زارته الحاجة لتحقيقه قبل أكثر من عشر سنوات عندما كان يعمل على إنجاز فيلم Harry Potter and the Prisoner of Azkaban سنة 2004. ذلك الفيلم بدوره كان - ولا يزال - من بين أفضل أفلام تلك السلسلة الشهيرة. يحمل شغفاً خاصّـاً ودراية إبداعية تتجاوز الرغبة في تنفيذ حكاية هاري بوتر وصحبه ومغامراته.

كون «روما» اسم الضاحية التي أمضى فيها كوارون حياته صغيراً شيء واستخدام الكلمة في العنوان شيء آخر. «روما» عنوان مقرون بعنوان آخر ذائع الشهرة هو «فيليني روما» (1972)، الذي كان بدوره انعكاس رؤية المخرج فديريكو فيليني للعاصمة الإيطالية وشخصياتها وظروفها الاجتماعية. بعده على التوالي حقق «أماركورد» («أتذكر») الذي نقل إليه مرحلته حين كان شاباً صغيراً في بلدة ريميني.

رغم ذلك، نفى فديريكو على أن أحد فيلميه هذين (وبالأخص «أماركورد») فيلم سيرة ذاتية. وهذا ينطبق، إلى حد، مع روما - كوارون. ليس فقط أن الحكاية تبدو مكتملة ومتحررة من الانتماء الذاتي للمخرج فقط، بل كوارون صبياً ليس بطلها مخصصاً معظم المشاهد للخادمة كليو التي عانت قدراً لا بأس به من مشاق الحياة.

نتعرّف عليها في شبابها. مرتاحة، بالمقارنة ربما، في كنف عائلة تعاملها كخادمة خلال النهار وشريكة في سهراتها على شاشة التلفزيون في الليل. مشهد دال لها وهي تجلس لجانب ألفونسو الصغير وتحنو عليه كما لو كان ابنها. قليلة هي المرّات التي توجه لها الأم نبرة غاضبة. وعندما تكتشف كليو أنها حامل (تخبر الخادمة الأخرى الأكبر منها أولاً) لا تبدي الأم امتعاضا ولا تغير طريقتها في معاملة كليو. على العكس تساعدها في طرح الجنين وتصحبها إلى المستشفى لتكون إلى جانبها.

مشكلة كليو ليست هنا بل في أن الشاب (من المواطنين الأصليين أيضاً) الذي عاشرها تركها في ذلك المأزق وعاد إلى قريته خارج العاصمة. تذهب كليو إليه فيصرفها. تعود محبطة وذلك يدفعها لكي تزداد التصاقاً بالعائلة «البيضاء» كونها الكنف الوحيد لها.

وهناك ذلك الفصل المهم من المشاهد عندما تدخل بصحبة الأم وبعض أفراد العائلة متجراً كبيراً لبيع الأثاث. الغاية هي شراء سرير للطفل الذي ستنجبه كليو. تتوقف السيارة (يقودها سائق خاص) قرب المتجر ويصعد الجميع إلى الدور الأول. هناك في الشارع مظاهرة طلابية (صدى لمظاهرة فعلية وقعت فعلياً). بعد دخول العائلة إلى المتجر تسمع (لجانب أصوات المتظاهرين) أصوات طلقات نارية، ثم ها هو أحد المتظاهرين الشبّـان يقتحم المكان طالباً اللجوء هرباً من مطارديه من رجال البوليس. الأم وكليو والآخرون (كما باقي الزبائن والموظفين) يصابون بالهلع وهم يرون اعتداء البوليس على ذلك الشاب.

- جدارة

يوظف كوارون هذه المشاهد لتدلي بدلوها السياسي. الفيلم مرسوم على لوحة أحداث فعلية سنة 1971 ليبث ضوءاً سياسيا لكنه ليس الضوء السياسي الفاقع فالحدث يتوقف عملياً بانتهاء الحاجة إليه ونعود إلى تكملة حكاية كليو التي ستدخل المستشفى وتلد طفلاً ميتاً. لكن ما يأتي به ذلك الفصل من المشاهد وتلك التي تقع في القرية الهندية الفقيرة والمهمّشة ليس عبثياً أو مجرد صدفة بل هو تعبير عن وضع اجتماعي خاص. هذا الوضع مدمج بالعنصرية حيال المواطنين وبالطبقية بين الأسياد والخدم ولو أن عائلة كوارون لا تبدي أي مشاعر عنصرية أو تتعامل طبقياً مع كليو (أو الخادمة الأخرى).

لكن من اللافت جداً أن ما يبثه الفيلم في هذه الشؤون متوفر إلى اليوم. وقبل أشهر قليلة عندما قامت مجلة «فوغ» النسائية بوضع صورة الممثلة ياليتزا أبارثيو على غلاف أحد أعدادها، انشغلت وسائط التواصل الاجتماعي برسالات عنصرية ضد الممثلة مصدر معظمها من المكسيكيين البيض. وفي عرف المخرج، كما يقول في بعض أحاديثه، أن الوضع العنصري لم يتبدل عما كان عليه، بل ربما ازداد سوءاً.

في فصل آخر، يستخدم فيه المخرج كاميرا منسابة في «تراكينغ شوت» طويل، نشاهد كليو وهي تترك الشاطئ الرملي وتتجه صوب البحر الهادر بالأمواج العاتية لإنقاذ ابنة العائلة من الغرق علماً بأن كليو لا تعرف السباحة. هذا المشهد الاحتفائي بكليو وجدارتها هو أيضا احتفاء باللحمة القوية التي تربط كليو بالعائلة والعائلة بها.

الفيلم، كما ذكرت، بالأبيض والأسود لكن التصوير لم يتم بكاميرا 35 مم تيمناً بتقنيات السينما السابقة، بل استخدم الدجيتال في التصوير (كاميرا Alexa 65 مع عدسات 65 مم لاستخراج نسخة للشاشة العريضة). رمزياً على الأقل، ربط المخرج الماضي بالحاضر سارداً بعض رؤيته وذكرياته التي ما زالت حيّـة في باله والآن باتت مطبوعة على الشاشة ومتاحة للجميع.

####

شاشة الناقد

Aquaman

> إخراج: جيمس وان.

> تمثيل: جاسون موموا، أمبر هيرد، باتريك ولسون، ويلم دافو، نيكول كدمان.

> مغامرات فانتازية (2018)

> تقييم: (وسط)

هل تصدر وحوش الماء أصوات زئير أو شخيرا وهي تسبح في قاع البحر؟ ربما للدلافين طريقة تواصل صوتية لكن هذا الوحش الذي يشبه تمساحاً بظهر ديناصور يزأر غاضباً عندما يمر بنا بسرعة كبيرة مهدداً حياة بطل الفيلم جاسون موموا. كيف يفتح فمه ويطلق صوته المنذر بالخطر وهو في الماء؟
الشخصية التي يؤديها جاسون موموا باسم «أكوامان» («رجل الماء») من بنات شخصيات الكوميكس المتداولة. ظهر أكوامان على نحو محدود في «باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة» وفي «فريق العدالة» لكنه هنا يتولّـى، بإنتاج من وورنر تجاوز 90 مليون دولار، البطولة
.

حسب الأحداث المعروضة، وُلد في أميركا ليكتشف بأنه الوريث الشرعي لقارة أتلانتيس وأن هناك من يخطط لتدميرها فينبري - كما فعل «بلاك بانثر» من قبل، - لاستعادة مكانته ولإنقاذ القارة المطمورة من مصيرها. يحدوه الأمل باستعادة عرشه ويتميز بالقوة الجسدية والمهارة القتالية لتحقيق ذلك. لكن ليس قبل مضي ساعتين وثلث الساعة (هناك عشر دقائق إضافية للبطاقة الفنية في النهاية) يشعر معها المشاهد بأنه اكتفى من مشاهد تحت الماء حيناً وفوقها حيناً وسيئة التنفيذ معظم الأحيان. نتعرّف على الملكة أتلانا (نيكول كدمان) وهي تهرب من زواج مصلحة وتسبح المسافة من قاع المحيط إلى الساحل الأميركي. هي حبلى وتلد صبياً تسميه آرثر (موموا) ثم تموت. هو يدرك منذ صباه بأنه الملك الفعلي لأتلانتيس وعليه الآن أن يعود إلى مملكته ليحارب من استولى على عرشها وليردأ الطامعين بها.

هذا يعني، مباشرة ومن دون جهد يذكر، أن المعارك البرمائية ستحتدم بين آرثر وأعدائه. تعرف من دون جهد أيضاً أين يكمن الخير وأين يكمن الشر وكيف أن حياة البحار لا تختلف عن حياة اليابسة فالقدر نفسه من المؤامرات والحجم ذاته من المعارك… فقط يتمنى المرء لو أن هناك عمقاً ما في كل ما يحدث أو حتى في شخصية آرثر. الكثير من مشاهد القتال هي تدريبات على مشاهد سابقة. السيف يكاد يبتر جسد آرثر، فينحني آرثر إلى الوراء ليمر السيف فوق جسده على بعض سنتمتر واحد من صدره. الأصوات مزعجة والموسيقا تبدو هي ذاتها من آخر فيلم كوميكس سابق. الحسنة الفعلية الوحيدة هي أن هناك القليل من الحوار المتبادل وما نسمعه ضحل الكلمات وبلا عمق أو أبعاد.

كان المخرج جيمس وان (وهو تقني ماهر) يستطيع أن يتكفّـل بمعالجة تعني أكثر من مجرد تبرير مشاهد قتال تقفز كل قليل، لكنه لم يرغب في ذلك أو ليس أهلاً لذلك، وهو الذي سبق له أن أنجز بعض أفلام سلسلة The Fast and Fury بالخفة الذهنية ذاتها. على الأقل يبدو ممثل القوى البدنية جاسون موموا مناسباً للدور وتلقائياً في مشاهد القتال. يواكبه في القدرات الأفريقي يحيى عبد المتين. أما دور نيكول كدمان فهو أصغر من أن يُحسب لها أو عليها. ويلم دافو يبدو مثل سمكة خارج الماء… أو هل نقول خارج المحيط؟

الشرق الأوسط في

28.12.2018

 
 
 
 
 

"أكوامان" وأزمة "دي سي": قبولٌ وعثرات

محمد جابر

لو تخيّلنا أن شركة "دي سي" للقصص المصورة بدأت في تأسيس عالمها الواسع، الذي يربط أبطالها الخارقين بعضهم ببعض قبل 10 أعوام لا 5، أي قبل ظهور "الرجل الحديدي" (2008) لجون فافرو، أول افلام "مارفل"، لا بعد ظهور "أفنجرز" (2012) لجوس ويدون، سادس أفلامها؛ لو حدث هذا، لأمكن حلّ "المشاكل المتكررة" في هذا النوع من الأفلام، وآخرها "أكوامان" (2018) لجيمس وان. لكن "دي سي" تتجاهل حقيقة أن اللحظة الزمنية متغيّرة، والمشاكل مستمرة. 

بدايةً، قررت الشركة، في فيلمها الثاني Batman vs Superman لزاك سنايدر (2016)، أن تجمع الأبطال الخارقين في فيلمٍ واحد، كي تنافس Avengers "مارفل". النتيجة: هناك تسرّع من قِبَل "دي سي" في طرح مزيد من الأبطال الخارقين في Justice League لسنايدر نفسه (2017)، اعتمادًا على أنّ جاذبيتهم في القصص المصوّرة كافية للتأثير في شباك التذاكر. ما حدث أن استقبال الفيلم ضعيف تجاريًا، قياسًا إلى طموحه، وتقديم الشخصيات التي يُفترض بها أن تكون "بطلة" أفلام لاحقة فاترٌ جدًا.

المثل الأخير هو "أكوامان" (Aquaman). صحيح أن موجة تفاؤل شعر بها محبّو النوع مع اختيار المخرج الناجح جيمس وان، صانع أفلام Saw 2004 عام 2004 وجزئي Conjuring عامي 2013 و2016. إلا أن التفاؤل هذا مشوب بالحذر، نظرًا إلى أنّ تفوقه الأهم كامنٌ في صناعة أفلام رعب، فهو لا علاقة له بالأبطال الخارقين.

مع مشاهدة الفيلم، تبرز مشكلة ثالثة: "دي سي" أتت بعد "مارفل". هذا يعني أن أصالة العوالم والصراع ليست موجودة. وعلى عكس ما حدث في الـ"كوميكس"، التي أسّست فيه الثانية بعد الأولى بعقود، فإن فارق أعوام عديدة جعل من الميثولوجيا (الأساطير)، التي تتشارك فيها عوالم الأبطال الخارقين، تُشعر المشاهدين بأنّ "دي سي" تتأثّر بقصص "مارفل". 

في "أكوامان"، هناك "أرثر"، سيد المحيط والوريث الشرعي لمملكة ما تحت البحر، الذي عليه ـ كي يستعيد مُلكه ـ أن يدخل في صراع مع "أورم"، الأخ غير الشقيق له، الذي يسعى إلى يخضع المملكة لسيطرته. كشخص، عليه أن ينضج ويتجاوز غروره ليكون أهلاً للحكم. هذا الخط القصصي، الممتدّ على 150 دقيقة، يشبه بشكل واضح حكاية "ثُوْر"، بطل "مارفل" الذي يجسده كريس هيسمورث، وتحديدًا في الجزء الأول (2009)، وهذا يؤثّر ـ بشكلٍ فاعلٍ جدًا ـ في استقبال "أكوامان"، إذْ يظهر شعورٌ بأنه منسوخ من شركة إلى أخرى، لأن "دي سي" لا تواكِب اللحظة الزمنية، وتتعامل مع المسائل كأنها لا تزال في عام 2008، أي كما لو أنه لم تمرّ 10 أعوام، تغيّر خلالها شكل السينما واستقبال الجمهور لميثولوجيا الأبطال الخارقين

في المقابل، هناك نقطة كبيرة تميّز الفيلم، تكمن في صورته، وفي جانبه البصري والتقني، وهو أمر مركّب قليلاً. من ناحية أولى، صنع جيمس وان شيئًا لم تسبق رؤيته في أفلام الأبطال الخارقين، واستفاد إلى أبعد مدى من المحيط والبحر والعالم الموازي الذي تجرى فيه الأحداث (تحت الماء)، محوّلاً إياه إلى مهرجان ممتع من الألوان، ومن أفكار المعارك المختلفة. في هذه المسألة، كان الفيلم جيدًا فعلاً. لكن، من ناحية أخرى، فإن الإفراط في استخدام الـCGI والتقنيات الرقمية في كلّ لحظة جعله ـ في لحظات عديدة ـ أقرب إلى فيلم كرتوني، من دون خلق توازن مع الوجود الأرضي الذي ينتمي إليه أبطال الشركة الخارقين الآخرين. 

إلى ذلك فإن شكل الألوان، وتحديدًا على مستوى غلبة اللون الأزرق، وشكل الكائنات والأماكن في عالم الأحداث، يشبه كثيرًا "أفاتار" (2009) لجيمس كاميرون. فإذا بالنتيجة، إجمالاً، أن "أكوامان" يبدو خليطًا هجينًا من أشياء كثيرة سابقة عليه، ومفتقدًا الشعور بالأصالة أو الاختلاف. كما أنه، بالتأكيد، لا يحقّق للشركة ما فعله "المرأة الخارقة" (2017) لباتي جنكينز سابقًا، بدفعها إلى الأمام وإخراجها من عثراتها، إذْ إنّ أزمة "دي سي" لا تزال مستمرة، وإنْ يكن الفيلم مقبولاً، وصالحًا للمُشاهدة.

العربي الجديد اللندنية في

28.12.2018

 
 
 
 
 

هذه كواليس تصوير Aquaman في المغرب

حمزة الترباوي

في فيلم Aquaman الجديد تظهر مملكة الصحراء كأول مملكة تنفصل عن "أتلانتس" الأسطورية، حيث يختار "الصحراويون" مغادرة المحيط الأطلسي إلى بحر داخلي، لكن مياه هذا البحر تجفّ وتتحول إلى صحراء ما سيؤدي إلى انقراض المملكة.

وتم تصوير مشاهد الصحراء جنوب شرق المغرب، وبالضبط نواحي مرزوكة.

وقال المشرف المغربي على الخدع البصرية في الفيلم عبد الله الفقير، إن المنتجين اختاروا مرزوكة بالضبط لأنها "مشهورة بتلالها الرملية العملاقة، كانوا يبحثون عن شيء مدهش، وهذا المكان رائع من الناحية البصرية، خصوصاً عندما تكون السماء صافية".

هوس بالدقة

يحكي الفقير لموقع "العربي الجديد" تفاصيل العمل مع فريق أشرف على عمل بحجم "أكوا مان" الذي تصدر الإيرادات: "إنهم دقيقون جداً، لديهم لكل مشهد مدير، وكل مدير ينسق مع مدير آخر في أميركا، لقد كان يُطلب منا تقرير دقيق في كل يوم، قبل نهاية اليوم، مهما تأخر العمل ليلاً، وقبل التفكير في النوم".

دقة تظهر في اختيار الفريق نفسه: "لقد أشرفت شركة بريطانية على توظيفي، خلال الحوارات يتم التدقيق معك في كل التفاصيل، وفي حالة ما أحسوا بأنك غير كفء ولو بنسبة قليلة فلن تحصل على العمل، لكن بمجرد إثبات ذاتك تُمنح لك ثقة واسعة والكثير من الحرية".

الوقت والمال لا يهمّان

وكشف الفقير أن الشركة المنتجة لا تتهم بعنصري المال والوقت: "لا توجد قيود مالية، لقد كانت المعدّات ضخمة والإمكانات هائلة، كما لا تهتم الشركة باحترام الوقت بطريقة صارمة، إذا كنا مضطرين لإضافة أسبوع فسوف نضيفه من دون مشاكل، كل ما همّ الشركة هو الحصول على مشاهد مدهشة، مدهشة إلى أقصى حد ممكن".

وأضاف: "من أجل أن تكون المناطق التي تم تصويرها مطابقة مع متطلبات الفيلم والخدع البصرية يتم قياس كل شيء، كل اتجاهات المشاهد وإضاءتها وكل لون على حدة، بشكل عالي الدقة".

ولم تكن المهمة سهلة خلال العمل على الفيلم في المغرب، فبالإضافة إلى المتطلبات العالمية، كان الجوّ الصحراوي يؤدي دور المعرقل أيضاً: "كان صعباً العمل في الصحراء والحرارة".

إيرادات ضخمة

رغم الصعوبات، يقول الفقير إن العمل كان ممتعاً واستثنائياً: "من الممتع العمل مع هذا الفيلم، إنها أول مرة أشتغل فيها بإنتاج ضخم ومع كل هذه الإمكانات، لقد كانوا يدفعون نحو الحرية، حرية التعبير وإبداء الرأي في كل تفاصيل العمل، وحرية اختيار أفضل المشاهد من دون ضرورة التقيد بما هو مكتوب على الورق".

يُذكر أن "أكوا مان" فيلم مغامرة وأكشن من بطولة جايسون موموا، آمبر هيرد، وليام دافو، ونيكول كيدمان، ومن إخراج جيمس وان. ويحكي قصة "آرثر" الذي يكتشف أنه وريث مملكة أتلانتس تحت الماء، ويجب عليه أن يتقدم ليقود شعبه ويصبح بطلاً للعالم. وتصدر الفيلم إيرادات السينما الأميركية في مطلع الأسبوع، بحيث حقق 67 مليون دولار.

العربي الجديد اللندنية في

29.12.2018

 
 
 
 
 

أرماندو إيانوتشي لـ"المدن": موت ستالين فيلم معاصر

محمد صبحي

في البداية تهكم على السياسة البريطانية في مسلسله "ذا ثيك أوف إت"، ثم السياسة الأميركية في مسلسله "فيب"، ثم جاء رئيس أميركي جديد، وتبين أنه في الواقع أكثر حماقة مما يمكن لأرماندو إيانوتشي تخيله في مسلسله. في هذه الأثناء، ما الذي يجب عليك فعله كفنان ساخر؟ صناعة كوميديا ​​عن الخوف والبارانويا، عن طغاة بأسنان بيضاء مثل الثلج، أو ببساطة "موت ستالين"*.

لم تكن الأمور سهلة في في زمن ستالين، ولم يسهّلها هو الآخر على نفسه. لسنوات عديدة، كان قد قتل أو نفى مجموعة من أطبائه المعالجين إلى سيبيريا، لأنه اعتقد أن المثقفين خطرون، ثم ذهب للموت. مات ستالين، بعد يومين من الإهمال الطبي، عقب صدمة خادمته العجوز التي وجدته ملقى على الأرض ذات صباح. وفي فراغ السلطة نشأ صراع ذو أبعاد ملحمية حول من يخلف القائد الأعلى ليصبح الزعيم الجديد للاتحاد السوفييتي؟

"ممل، ومثير للاشمئزاز، ومهين". هذه بعض الأوصاف التي يمكن تخيّل خروجها من أحد الساسة الروس الحاليين لوصف فيلم "موت ستالين"، الذي حظره الكرملين في وقت سابق من هذا العام. أسباب الحظر متنوعة، ولكنها تتشارك في اعتبار الفيلم مهيناً للحقبة السوفييتية التي تصدّت للخطر النازي. في أماكن أخرى من العالم، استقبل الفيلم بطريقة أكثر إيجابية، على الرغم من أن مخرجه والمشارك في تأليفه الإسكتلندي أرماندو يانوتشي تعرَّض لبعض الانتقادات في الصحافة البريطانية أيضاً. التخيل السينمائي لحالة الاضطراب التالية لوفاة جوزيف ستالين عام 1953، كما يصوّرها "موت ستالين"، ليس أقل من مبالغة مترامية الأطراف، لكنه، في الوقت نفسه، حقيقي للغاية في تصوير دولة الرعب الستالينية ووساوس قياداتها الأمنية والسياسية. بعيداً من ذلك الانتقاد حول دقة الفيلم تاريخياً، طفا سؤال آخر عما إذا كان هناك ما يبرر الضحك على سفّاح جماعي خلّف ملايين الضحايا. هل يمكننا إطلاق النكات حول الهولوكوست مثلاً؟ وبالطبع حضر النقاش المحتد المعتاد في معظم أفلام السير التاريخية: هل يجب الالتزام بعادة تطويب وتبجيل الرموز التاريخية، في رصف شريط سينمائي مليء بالأيقنة والتعريض الطيب؟ وفي حالة "موت ستالين" تحديداً، هل يمكن لبريطانيا قبول خروج فيلم روسي يسخر من موت تشرشل؟

إيانوتشي، المعروف بكوميدياته ​​السياسية الحادة مثل "إن ذا لووب" (2009) والسلسلة التلفزيونية الشهيرة "فيب"، يتجاوب مع نقد عمله باقتضاب يفسّر وجهة نظره، في حواره مع "المدن". وفقاً له، يكاد يكون من المستحيل عدم الضحك على هذه القصة: "إذا كنت تنوي تمثيل الأحداث المحيطة بوفاة ستالين كعمل درامي جاد، ستواجهك مشكلة تتعلق بنقص إدراكي حاد في ملاحظة السخافة والتفاهة، مهما كان السياق فظيعاً. للحفاظ على مصداقية الفيلم إلى حد ما، أضعفنا الحقيقة في أكثر من مناسبة". يشير إيانوتشي إلى المشهد الافتتاحي للفيلم: قبل فترة قصيرة من استسلامه لنزيف دماغي، يستمع ستالين إلى حفلة موسيقية مذاعة على الراديو. يسأل عن التسجيل، والذي لم يتم هذه المرة. في حالة من الهلع، يتقرر أداء الحفلة على الفور، حتى يتمكن الضابط المكلف من تسليم تسجيله إلى ستالين. يقول إيانوتشي: "في الفيلم، تقوم قوة من الجنود بالذهاب إلى بيت المايسترو وإيقاظه من النوم لقيادة الأوركسترا، وتجبر مجموعة من العمال وربات البيوت على حضور الحفل المُعاد، كي يتمكنوا من تصوير الحفلة وإرسالها إلى ستالين بأقصى سرعة. لقد حدث ذلك بالفعل، لكن في الواقع كان المايسترو الأصلي مخموراً للغاية، ولا يقدر على التصرف، لذا استبدلوه أيضاً. لم نفعل ذلك في الفيلم، لأننا كنا خائفين من أن المشاهدين سيجدون من الصعب تصديق ذلك".

 - مع ذلك فقد تعاملت مع الفيلم ككوميديا صرفة.

* لا. من البداية، كان من الواضح أن الفكاهة يجب أن تأتي من غباء النظام. لم نكن نطلق النكات عن العنف والأهوال التي عاناها الناس. لم تكن الفكرة من الفكاهة وضع الرعب في الواجهة، ولكن تعزيزه. لم أرغب في استدعاء ابتسامة مسترخية، بل ضحك متململ وعصبي.

- هل هذا المزيج من الفكاهة والرعب موجود أيضاً في قصة الكوميكس الفرنسية التي يرتكز عليها الفيلم؟

* نعم، النبرة الملتبسة للقصة جذبتني على الفور. لفترة من الوقت كنت أفكر في إنجاز فيلم ساخر عن ديكتاتور خيالي، ولكن لم يكن لديّ قصة جيدة حتى ذلك الوقت. عندما قرأت القصة المصورة، فكرت: هذا ما كنت أبحث عنه. هذا مثالي، وفي الحقيقة الفكاهة جعلتها أقوى تأثيراً.

- هل وجدت من المهم أن تبقى دقيقاً تاريخياً؟

* سمحنا لأنفسنا بالكثير من الحرية عند الكتابة. قمنا بتفصيل الحوارات بأنفسنا، وحذفنا أحداثاً ولخصّنا أخرى. لكني اعتقدت أنه من المهم أن يكون الجوهر الأساسي صحيحاً. ليس فقط الخطوط الرئيسية للقصة، ولكن أيضا الجو، جنون العظمة الذي ساد في تلك الأيام. أجرينا الكثير من الأبحاث حول هذا الأمر، والروس الذين شاهدوا الفيلم يقولون إن هذا الشعور مصوَّر بشكل جيد.

- هل هناك العديد من الروس الذين شاهدوا الفيلم؟

* نعم، إنه يُشاهد هناك بشكل جماعي. وفقا لدراسة استقصائية في صحيفة "موسكو تايمز"، فإن 60 في المائة من الروس خططوا لرؤية الفيلم. هذا الحظر لا معنى له على الإطلاق في وقتنا هذا. إذا كان بإمكانك الحصول على الأفلام بشكل سري، ستكون روسيا نموذجاً رائداً.

- ما تعليقك على قرار الحظر؟

كنت أتوقع أن يكون هناك بعض الجلبة، ولكن في البداية الفيلم اجتاز الفحص الرقابي. دُبلج بالروسية بالفعل، وأجرينا عروضاً للصحافيين الروس، حتى أننا ظللنا نجري مقابلات طوال اليوم. لكن أحدهم ظلّ غاضباً وساخطاً على الفيلم. الحقيقة أن أكثر ما أدهشني في قصة الحظر كلها هو ذلك الخطاب السوفييتي المخزي الذي رافق إعلان حظر الفيلم. شعرت بالحزن، بشكل خاص، أن مثل هذه الأشياء لا تزال تحدث في عام 2018.

- هل لديك فكرة أن ستالين لا يزال يعتبر بطلاً قومياً في روسيا؟

* هناك شيء مخادع للغاية في حالة ستالين. جرائمه، على سبيل المثال، لا تُخفى في المدارس، لكنه يصوَّر أيضاً على أنه الرجل الذي هزم هتلر وأحدث ثورة تصنيعية في البلاد. عندما كنا في موسكو لإجراء الأبحاث، كانت صورته معلقة على جدار غرفتنا الفندقية. هل يمكنك تخيّل أن تجد في برلين صورة لهتلر؟

ستالين لا يزال حياً هناك. ومن هذا المنطلق، لم تفعل السينما الغربية أي شيء مع الرجل. أعتقد أن السبب يعود إلى أننا، في الغرب، لم نقرر بعد كيف نرى ستالين. يمكنك ببساطة أن تربض على ظهر أحدهم وتقول له "يا رفيق"، لكن "يا نازي" مختلفة للغاية وتثير حساسية بالغة.

- لكنك صنعت كوميديا ​​عن ستالين. حسناً، عن حاشيته وبطانته. أعرف أشخاصاً ذوي خلفية روسية لا يريدون مشاهدة الفيلم لأنه، حسب رأيهم، لا يمكنك عمل فيلم كوميدي عن سفّاح.

* حين كنت في بروكسيل حاضراً أحد عروض الفيلم، أخبرتني إحدى المشاهدات إنها لم تكن تتطلع لرؤية الفيلم لهذا السبب، ولكنها شعرت أن الفيلم يعامل التاريخ باحترام، فهو ليس هزلياً. هو ما أسميه "كوميديا ​​الخوف". إنه عن الأشخاص الذين يحاولون النجاة من الفراغ الكلي للسلطة بعد وفاة ستالين. الكوميديا ​​تنبع من مصدر الخوف نفسه، وهذا هو السبيل الوحيد لصنع كوميديا ​​عن ستالين.

- هل تريد بفيلمك عمل إسقاط على الحاضر؟

*بكل تأكيد. من الواضح أنه لا يمكنك فقط مقارنة شخص مثل بوتين مع ستالين، ولكن روح تلك الحقبة، حيث لا أحد يثق بأي أحد والسياسيين دائماً يتصرفون بشكل مثير للشك، تكون أحياناً مشابهة جداً. ليس فقط في روسيا، بالطبع. لقد كان اختياراً متعمداً عدم إفراط التركيز على الزمان والمكان في الفيلم، بحيث يمكنك أيضاً، كمشاهد، تخيُّل حدوث هذا في مكان آخر، في الوقت الحاضر. لهذا السبب، على سبيل المثال، اخترتُ ممثلين معروفين يتحدثون اللغة الإنكليزية دون أي لهجة.

- وماذا تأمل أن يستخلصه المشاهدون عن الحاضر؟

أعتقد أن الديمقراطية غالباً ما تعتبر من المسلَّمات. إذا لم تكن قد عرفت أي شيء آخر، يمكنك البدء بالتفكير: آه، الديمقراطية، هل هذا النظام مثالي، ألا توجد بدائل؟ بلى، هناك بدائل بالتأكيد، فقط الق نظرة على هذا الفيلم.

- قمت بعمل مسلسلين تلفزيونيين عن المكائد السياسية المعاصرة. لماذا فيلم عن ديكتاتور ميت؟ لماذا ليس ترامب أو برلسكوني أو حتى فيكتور أوربان؟

 *كما أخبرتك، كانت لدي فكرة صنع فيلم روائي عن ديكتاتور معاصر لنرى أين يمكن أن نذهب مع أمثال ترامب وبرلسكوني وأوربان، وبعد ذلك تلقيت مكالمة هاتفية من فرنسا بأن منتجاً يريد أفلمة "موت ستالين" ووقع عليّ الاختيار لأكون مخرجاً. لماذا نبتكر شيئاً خيالياً إذا كانت الحقائق نفسها غريبة وعجيبة؟

أيضاً، "موت ستالين" مهتم أكثر ببيئة السلطة وكواليسها، وهذا إرث وحكاية قديمة. يمكننا أن نفكر في "لعبة العروش"، "الأب الروحي"، روما القديمة. السؤال هو مَن سيكون الحاكم القادم.

- هل أنت قلق بشأن هؤلاء القادة الجدد؟

* نعم، هذا هو السبب في أنني أردت صناعة كوميديا ​​عن الخوف. تنشأ الأجيال الجديدة وهي لا تعرف شيئاً سوى الديمقراطية، وإذا لم تحصل على ما اعتادته مادياً، فبإمكانها في بعض الأحيان اختيار بديل غير معروف، فقط انطلاقاً من الجهل بالأشياء الأخرى. بدائل بأسنان ثلجية بيضاء وبزّات مصممة حسب الطلب.

-ماذا يمكن أن تفعل السخرية عندما يكون هناك جنون في السلطة؟

 * في كل الأحوال، لا تتغير تفضيلات الناس السياسية. أجد ذلك صعباً. كل ما تخترعه حول الغرور السياسي والجهل والجنون، يتحول إلى حقيقة في اليوم التالي. ماذا تفعل عندما يتحدث السياسيون على أعلى مستوى بأشياء يخجل من التفوه بها أي شخص محترم؟!

(*) "موت ستالين" يُعرض حالياً في القاهرة (سينما زاوية).

فاز الفيلم مؤخراً بجائزة أفضل فيلم كوميدي ضمن "جوائز الفيلم الأوروبي"، كما رُشّح لجائزتي بافتا (أفضل فيلم بريطاني، وأفضل سيناريو).

المدن الإلكترونية في

29.12.2018

 
 
 
 
 

القصص الحقيقية تمنح النجوم الفرصة لحصد الجوائز

مني شديد

حققت الكثير من الأفلام السينمائية التي تجسد قصصا حقيقية وشخصيات تاريخية معروفة ناجحا كبيرا‏,‏ وتحولت إلي أعمال كلاسيكية عظيمة محفورة في سجل تاريخ السينما‏,‏ وكانت سببا في حصول أبطالها علي جوائز الأوسكار في التمثيل‏,‏ فعلي مدار تاريخ الأوسكار الممتد لأكثر من‏90‏ دورة حصل‏43‏ ممثلا وممثلة علي جائزة الأوسكار عن تجسيدهم لشخصيات حقيقية‏.‏

ومن المتوقع أن تشهد الدورة الـ91 أيضا منافسة علي جوائز التمثيل بين نجوم يجسدون شخصيات حقيقية مع اقتراب الممثل الأمريكي من أصل مصري رامي مالك من ترشيحات الأوسكار المنتظر إعلانها في يناير المقبل عن تجسيده لشخصية المطرب والموسيقي الشهير فريدي ميركوري في فيلم بوهيميان رابسودي, حيث حصل رامي علي عدد من الجوائز والترشيحات الأخري منها ترشحه لجائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل, وجائزة سكرين أكتورز جيلد, وحصل علي أفضل ممثل من مهرجان بالم سبرينجز وجمعية النقاد في شمال تكساس, وفي لوس انجلوس.

وينافسه عليها فيجو مورتنسن بطل فيلم جرين بوك أو كتاب أخضر الذي عرض في افتتاح الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الشهر الماضي, ويجسد فيه مورتنسن شخصية توني فاليلونجا الشهير بـليب ويروي قصة صداقته بالموسيقي د.دون شيرلي الذي يجسد شخصيته ماهرشالا علي وأهلته للترشح لجوائز أفضل ممثل مساعد, حيث حظي بترشيح من الجولدن جلوب وعدد من جمعيات النقاد وسكرين اكتورز جيلد, وينتظر الأوسكار, بينما حصل مورتنسن علي الترشيحات نفسها ولكن علي أفضل ممثل, وحصل علي جائزة من مهرجانات بوسطن, وبالم سبرنجز, وسانتا بربرا.

أما النجم كريستيان بيل الحائز علي الأوسكار أفضل ممثل مساعد عام2011 فيسعي للأوسكار أفضل ممثل هذا العام بتجسيده لشخصية ديك تشيني نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في أثناء ولاية جورج بوش في فيلم فيس أو النائب, ويحكي الفيلم عن قصة صعوده إلي أن تولي زمام الأمور وأصبح أقوي نائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية, ورشح كريستيان عن هذا الدور للجولدن جلوب وسكرين اكتورز جيلد, بالإضافة إلي عدد من ترشيحات وجوائز جمعيات النقاد.

ويلحق بهم في سباق الأوسكار الممثل الأسمر جون ديفيد واشنطن الذي يجسد شخصية ضابط الشرطة رون ستالورث في فيلم بلاكككلنزمن الذي يعتبر أول محقق أسود في الشرطة وتدور الاحداث في سبعينيات القرن العشرين في كلورادو سبرينغز, أثناء محاولته اختراق وفضح الفرع المحلي لعصابات كو كلوكس كلان التي تضطهد الأمريكيين الأفارقة وتستخدم العنف ضدهم. ويحاول جون سي رايلي كذلك المنافسة علي الترشيحات والجوائز بتجسيده لشخصية أوليفر هاردي أمام ستيف كوجان في دور ستان لوريل في الفيلم الكوميدي ستان وأولي الذي يروي قصة النجمان الأمريكيان المعروفان باسم لوريل وهاردي أشهر ثنائي كوميدي ظهر في تاريخ السينما العالمية منذ بدايتها.

ويدخل النجم وليم ديفو معهم المنافسة أيضا علي استحياء بتجسيده لشخصية الرسام الشهير فينسنت فان جوخ في فيلم علي أبواب الأبدية الذي رشح عنه أيضا لجائزة الجولدن جلوب وجائزة نقاد فلوريدا وسان فرانسيسكو, إلي أنه من المستبعد أن يصل للأوسكار نظرا للانتقادات التي يتعرض لها الفيلم بسبب عمر وليم ديفو الذي وصل الي63 عاما بينما من المعروف عن فان جوخ أنه انتحر وعمره لم يتعد37 عاما!.

ويعتبر الممثل البريطاني جورج ارليس أول من حصل علي أوسكار أفضل ممثل في عام1930 عن فيلم دزرائيلي الذي جسد فيه شخصية رئيس الوزراء البريطاني بينجامين دزرائيلي1874-1881 والمعارك التي خاضها داخليا ومع روسيا من أجل تامين شراء قناة السويس. وفي العام الماضي حصل النجم جاري أولدمان علي جائزة الأوسكار أفضل ممثل عن دوره في فيلم دراكيست اور الذي جسد فيه شخصية وينستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا والقرارات الصعبة التي اضطر لاتخاذها في بداية الحرب العالمية الثانية لمواجهة هتلر.

الأهرام المسائي في

29.12.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)