كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في موسم الجوائز.. فيلم نادين لبكي ما زال في المقدمة

بالم سبرينغز (كاليفورنيا): محمد رُضـا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2019)

   
 
 
 
 
 
 

معركة تكسير العظام تنتظر «كفرناحوم» في سباق الأفلام الأجنبية

بعد أن دخل نطاق الأفلام الخمسة المتسابقة للاستحواذ على جائزة «غولدن غلوبس» كأفضل فيلم أجنبي في السابع من الشهر المقبل، اجتاز «كفرناحوم» مرحلة صعبة أولى بدخوله قائمة الترشيحات لجائزة الـ«أوسكار» في الشهر الثاني من العام المقبل. ليست القائمة النهائية، بل قائمة رسمية تحتوي على تسعة أفلام سيتم اختيار خمسة منها نتيجة تصويت أعضاء الأكاديمية.

بدورها، هي مرحلة صعبة أخرى، فخلاصة الأفلام الأجنبية التي تم ترشيحها لـ«أوسكار» السنة المقبلة والتي قاربت على الثمانين فيلماً، هي تلك الأفلام التسعة التي نالت أعلى قدر من الأصوات في لجنة هذه المسابقة. وهي لجنة تضم عشرات الأعضاء شاهدوا كل تلك الأفلام وصوّتوا لصالح ما رأوه الأكثر جدارة. وهم يحوّلون ما توصلوا إليه (أي هذه الأفلام التسعة) إلى كل الأعضاء المنتمين إلى هذا الجسد العريق.

هنا سيدخل «كفرناحوم» والأفلام الثمانية الأخرى معه معركة كسر عظم إذا أخذنا في الحسبان أهمية وجودة الأفلام المنافسة وهي:

> «طيور الممر» لكرستينا غاليغو وسيرو غويرا (كولومبيا).

> «المذنب» لغوستاف مولر (دنمارك).

> «لا تنظر بعيداً مطلقاً» لفلوريان ڤون دونرزمارك (ألمانيا).

> «نشالو المحال» لهيروزاكو كوري - إيدا (اليابان).

> «روما» لألفونسو كوارون (مكسيك).

> «آيكا» لسيرغي دفورتسفوي (كازاخستان).

> «حرب باردة» لبافل بافليكوفسكي (بولندا).

> «محترق» لتشانغ دونغ - لي (كوريا الجنوبية).

- أفلام عائلية

كل واحد من هذه الأفلام يمسك ناصية موضوع مختلف فنياً جدير بدخوله الترشيحات المذكورة إن لم يكن كسب الجائزة المرموقة. «طيور الممر» هو عن كيف غيّـرت الحياة العصرية أحوال قبيلة من هنود كولومبيا ودمّرت أجمل وأعرق ما كان لديهم من عادات وتقاليد وذلك منذ أن بدأ بعضهم التعامل مع تجارة المخدرات سعياً للربح.

«المذنب» حول امرأة تطلب النجدة من شرطي سابق تم تخفيض وظيفته إلى عامل سنترال في الدائرة. لن نرى المرأة لكننا سنعرف مشكلتها وسنراقب بطل الفيلم وهو يحاول إنقاذها. تشويق فعال قلّما نجد نوعه من الأفلام داخل ترشيحات الـ«أوسكار».

بدوره يسرد «لا تنظر بعيداً مطلقاً» حالة رجل يعاني من ذكريات صباه حين نشأ أيام النازية، ثم تحت سطوة النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية التي هرب منها إلى الجزء الغربي من دون التخلي عن تلك الذكريات الصعبة.

«حرب باردة» يختلف رغم عودته إلى هواجس الأمس أيضاً. إنه حول قصّة حب بين مؤلف موسيقي والمغنية الشابة التي يبحث حولها. لا «مولد نجمة» هنا، بل قصة حب شائكة على خلفية الحياة البولندية في الخمسينات واختلاف التطلعات الفردية حيال ذلك الوضع ومشتقاته.

مزيد من العقد النفسية والعاطفية نجدها في «محترق»، حيث يلاحق بطل الفيلم رجلاً يهوى حرق البيوت، باعترافه، وخلال ذلك يجد نفسه وسط شخصيات كل منها أكثر غموضاً من سواها.

«أيكا» يلخص حجم العائلة إلى امرأة وطفلها. طُردت من عملها، ما زاد من أعباء حياتها، وعملها الجديد منهِك، ووضعها يدفعها إلى البحث عن طوق نجاة غير متاح.

أما «نشالو المحال» فهو عن عائلة تتبنى فتاة تشردت وتدرِّبها على المهنة التي تجيدها وهي السرقة من المحال التجارية التي تدخلها. يوعز المخرج كوري - إيدا بأن معظم أفراد العائلة ربما كانوا، مثل الطفلة التي تبنوها، ليسوا من نسل الأب والأم ذاتيهما.

«روما» هو الوحيد الذي يتناول حياة عائلية كاملة. مثل معظم ما سبق أحداثه مدفونة في الماضي، لكن المختلف في أن المخرج ألفونسو كوارون يسرد فيه مذكراته وبطريقة لا يجعل من نفسه (في أحداث تقع في العاصمة المكسيكية في السبعينات) البطل، بل يمنح ذلك الدور لخادمة المنزل (كليو) ياليتزا أبارثيو، ومن خلالها حياة تلك الخادمة الشخصية كما وضعها في عائلة منحتها الرعاية والعناية وتعاملت مع الفاصل الطبقي بأفضل ما تستطيع.

فيلم نادين لبكي «كفرناحوم» يدور حول العائلة أيضاً. لكنها ليست عائلة متحابة ومتآلفة كما الحال في «نشالو المحال» و«روما»، بل عائلة متقاتلة وغير متجانسة تعيش في وباء التخلف والجهل الاجتماعي والفقر الذي انصاعت إليه وتعاملت معه طويلاً. بعض الفقر يولِّد التحدي ويثمر عن خوض معتركات الحياة بنجاح، لكنّ هذا الفقر يبدو هنا -وبغياب طرح موضوعي للوضع المعيش- مقصوداً لذاته، وشخصياته هي المسؤولة عنه كونها شخصيات سلبية تماماً بدءاً بالأم التي لا تتوقف عن استخدام لسانها في الشتائم المقذعة الموجهة إلى كل فرد في عائلةٍ تمادت إنجاباً رغم وضعها المعيشي.

- الواقع والحقيقة

من مطلع الفيلم تحدد المخرجة نادين لبكي موقفها مما سنراه. صبي في الثانية عشرة من عمره يقاضي، بحضور محامية تؤديها نادين لبكي بنفسها، عائلته في المحكمة. لماذا؟ يسأل القاضي فيكون الجواب لأنها أنجبته في هذه البيئة. هو في المحكمة ليس فقط لرفع قضية ضد والديه (نشاهدهما في المحكمة بدوريهما لاحقاً) بل متهَماً بجريمة تحاول المحامية إقناع القاضي بعدم مسؤوليته عنها.

التمهيد هو حياكة لمكان وزمان وقضية وملامح طائفية. بعده ننطلق في سلسلة من المشاهد الاستعادية (فلاشباك) نطّلع فيها على تلك الحياة البائسة التي يعيشها الصبي زين داخل عائلته و-لاحقاً- خارجها بعدما قرر أن يتخلى عنها ويمضي بعيداً شاقّاً طريقاً صعباً على الكبار في وضعه فما البال بولد غير بالغ بعد!

الأفلام التي تتعايش والأوضاع الصعبة للعائلات كثيرة رأيناها في السينما الإيطالية واللاتينية وبعض العربية، بالإضافة إلى عدد من أفلام الأخوين البلجيكيين لوك وجان - بيير داردين. وهي تنقسم إلى وضعين: إما العمل على معاينة الظروف الاجتماعية والسياسية التي تحيط بتلك العائلات وتفرض عليها معايشاتها وسبل تلك المعايشات، وإما استخراج شخصيات إيجابية منها تنتصر، بحدود أو بأخرى، على تلك الظروف وتستمد طاقتها لتحدي الأوضاع من عنادها في سبيل حياة أفضل.

فيلم نادين لبكي ليس لديه أي وظيفة في أيٍّ من هذين الشأنين. دراما لحياة مدقعة لا يمكن الوثوق بوقائعها تنضوي على طفل يتصرف سنوات أكبر من قدرته على التفكير والتصرف، تضعه المخرجة في أزمة جديدة بعد تركه البيت وهجرته الداخلية إلى مأوى آخر في مخيمٍ ما. هناك يلتقي عاملة أفريقية لديها طفل رضيع تمنح الولد بيتاً ثم تترك طفلها تحت رعايته ليوم لا تعود في نهايته. الآن على الولد أن يسعى للعناية بالطفل، والمخرجة ترسم صورة عاطفية وإعلامية بديعة لهذا الوضع قبل أن يقبل الولد بيع الطفل لمن سيبيعه بدوره لعائلة محرومة.

كل الشخصيات القابعة في أسفل السلم هي سلبية (وكلها مسلمة). لا أحد من بينها، بدايةً من العائلة التي تتحدث في ما بينها بأكثر من لهجة تبعاً لتباين لهجات الممثلين، وصولاً إلى بعض نساء الحي الجديد الذي انتقل إليه «زين»، مروراً بالرجل الذي يريد شراء الطفل وبيعه، وبآخرين مترامين هنا وهناك، هم كتلة من الشخصيات السلبية. الفيلم الجيد هو ما يوظف الوضع للبحث فيه. الفيلم الآخر هو الذي يتكل على الوضع لعرضه فقط.

- براعات فنية

العنوان مأخوذ عما ورد على لسان المسيح في أنجيل ماتيو عندما قال: «وأنت يا كابرنوم، هل سترتقي إلى الجنة؟ لا، سوف تنحدر إلى الجحيم» (الكلمة المستخدمة لوصف الجحيم هي Hades وتعني ما هو تحت الأرض حيث تعيش الأرواح المغضوب عليها). لا يوجد تماثل فعلي للعنوان في ما نراه، بل استخدام ذكي له كاستخدام الحبكة بأسرها لطرح عمل يبدو للغربيين (بعضهم على الأقل) على غير ما يتبدّى للبنانيين أساساً. فما نراه هو توفير حكاية واقعية السمات لكنها غير حقيقية. ولدى المخرجة منطلقات مختلفة. فالعائلة المسلمة مصدر المشكلات التي تحيط نفسها بها. المحامية، كونها من ديانة وطبقة اجتماعية مختلفتين، هي طوق نجاة يتجسد في الطريقة التي حلّت بها كل الإشكالات بما فيها إعادة الطفل الرضيع إلى أمّه وربح قضية الولد ضد والديه اللذين ما زالا يتساءلان عما فعلاه حياله لكي يرفع ضدهما تلك الدعوة.

في كيانه يقترح «كفرناحوم» وجود مجتمعين واحد صحيح والآخر خطأ. وعلى عكس أفلام فيتوريو دي سيكا الواقعية، ليست الظروف السياسية والحروب وتلك المعيشية هي السبب في ولادة المشكلات، بل الشخصيات ذاتها. كل ذلك يأتي بطريقة تهيمن فيها المخرجة على مشاعر المتلقي الأقل خبرة، وتصوير الطوائف على نحو شامل يشبه تكبير صورة الحي العشوائي (غير المسمّى) إلى مساحة تبدو كما لو كانت بيروت بأسرها.

براعات لبكي الفنية مشهودة هنا كما في فيلميها السابقين «سكر بنات» (2007)، و«هلأ لوين؟» (2011). لديها القدرة على سرد الوضع الذي تختاره لأي موضوع تطرحه وتجعله ضرورياً للمتابعة. لا يحدها في ذلك أي عائق تعبيري أو درامي، وكل شيء تعالجه تضع فيه شغفها بالسينما كأداة تعبير وبشروط بصرية بحد ذاتها جيدة.

فيلمها الأول «سكر بنات» (أو «كاراميل» كما اشتهر أيضاً) كوميديا اجتماعية منسوجة بحب شديد لشخصياتها، وبعيد عن أن يحكم لها أو عليها. كل ما يبغيه تقديم شرائحه من الشخصيات من دون أن يحمّلها أعباء ستدفع بها إلى التميّز. يرمي أيضاً إلى توفير العالم الصغير - الكبير لهذه الشخصيات ولألفتها والاحتفاء بضرورة الحب وانتصاره إذا ما استطاع أن ينفذ من الشباك والأقفاص التي عادةً ما يجد نفسه محاطاً بها. لكنها الشخصيات القريبة من بيئتها (في معظم الحالات). تعيش أوضاعاً مرتاحة وكل ما لديها من هموم هو عاطفي متجانس مع وضع يخلو من المعاناة في أي نطاق آخر.

كان عملاً حساساً ومبهجاً وأنثوياً رقيقاً ويجمع خيوطه من دون جهد على تعددها.

أيضاً هو فيلم يحمل نهاية رمزية رائعة تحلّق كالحمامة البيضاء التي ينتهي عليها: مشهد عند نهاية الفيلم تكثّف فيه المخرجة شعور البهجة إلى آفاق ربما لم يحملها فيلم لبناني من قبل: الفتاة المسلمة تُزفُّ إلى من تحب. إنها واحدة من بين أربع فتيات، ثلاث منهن مسيحيات، يعملن في صالون حلاقة نسائي. وفي العرس يرقص لها الجميع، مسيحيين ومسلمين. وتلتقط الكاميرا مشهداً لحمامة بيضاء ترتفع عالياً في السماء وتطير. ترتفع كالآمال التي لا تزال ترفرف في صدور الشعب اللبناني بأن يأتي يوم تُزال فيه الحواجز النفسية والعاطفية والطائفية ويتم لجيل جديد شق طريق حياة أفضل غير مُتاح اليوم.

- يستحق؟ لا يستحق؟

ذلك الفيلم الأول ما زال الأفضل. بعده جاء «هلأ لوين؟» الذي تقع أحداثه في قرية مختلطة في إحدى السنوات المبكرة للحرب الأهلية. لا نرى تلك الحرب (نسمع عنها فقط)، والهم هنا هو كم كان الوضع سيختلف لو أن المرأة -وليس الرجل- هي من أدارت شؤون البلاد سياسياً واجتماعياً؟

ما حدث هو أنه، وبعد النجاح المستطرد لها، أصبحت نادين لبكي قوّة سينمائية لبنانية ضاربة. مخرجة موهوبة برهنت على حسّـها السينمائي اللافت في «سكر بنات» الذي كان، كهذا الفيلم الثاني لها، نسائيَّ الهمّ والتركيبة والأحداث.

لكن «هلأ لوين؟» يختلف في كل شيء آخر. في حين أن «سكّـر بنات» كان عملاً يحمل نبرات فنية واضحة وهدوءاً في التحليل والمعالجة على حد سواء، جاء هذا الفيلم كخضم من الأحداث الممتزجة، فهو يُـضحك ويُسلّي ويتحدّث في الوقت ذاته عن موضوع جاد، وهذه ليست المشكلة. المشكلة هي أن هناك تمازجاً يُنتج عملاً جيّداً، وآخر لا يُنتج. والواقع هنا هو أن هذا التمازج يعمل على افتراضية قبوله كما هو ويفتقر إلى المقومات الفنية والأسلوبية الشاملة بحيث لا يبدو كما لو أن مشاهده الكوميدية وفكرته الفانتازية ورموزه الواقعية ضُـمَّ بعضها إلى بعض على نحو لاصق في سياق هو نصف ناجح في أفضل الأحوال.

هذا ما جعل الموسيقى والغناء والحكاية الفانتازية التي تدور على خلفية واقعية والمواقف المرحة والنتائج الحزينة أكثر مما يحتمله الفيلم. فكرة كبيرة تحوي في عناصرها كل ما يمكن أن ينتج عملاً ترفيهياً جماهيرياً، إنما على حساب بلاغة فنية سبق للمخرجة أن حققتها من قبل. يدور حول سكّان قرية لبنانية هم مزيج من المسلمين والمسيحيين. هناك وئام حذر بين الطرفين وحرب أهلية خارج حدود القرية. لكن هناك مناوشات. هذا إلى أن يخرج شاب مسيحي من القرية إلى حيث تقع الحرب التي لا نراها، ويعود جثّة هامدة. تحسّـباً للفتنة، تقوم الأم الثكلى بإخفاء جثّة ابنها لكنّ سر الجثّة ينكشف بعد حين وتقف القرية على حدود حرب طائفية.

الحل هو أن تقوم نساء القرية اللواتي برهنّ من مطلع الفيلم على أنهن رأس الحكمة وأنقى من الرجال تفكيراً، بإقامة حفلة عشاء كبيرة يتم فيها حشو الحلوى بحشيشة الكيف. إلى هذا الحد هو ما زال فيلماً كوميدياً، فلا مانع من السخرية ومعالجة وضع حساس بالهزل مكان الجد، لكن وضع الذات مكان الواقع ليس السبيل لطرحٍ جيد أو جاد. والذات هنا ليست ممثَّلة بالدور الرئيس الذي قامت به لبكي أمام الكاميرا أيضاً فقط، بل في وضع تصوّر يحتم على الواقع الرضوخ للفكرة التي تعتنقها المخرجة حول الحرب ومعالجتها التي لا تخلو من السذاجة.

أبعد من أن يقال في «كفرناحوم» إنه ساذج. هو فعل مدروس على صعيدَي المضمون والشكل وبالطريقة التي تتسلل بها إلى إثارة المشاهد الغربي على النحو الذي يمنح الفيلم غطاءه الإعلامي المناسب.

هل نتمنّـى لها الـ«غولدن غلوبس» والـ«أوسكار»؟ عاطفياً، ولكونها لبنانية، ما سيرفع من شأن البلد الذي يحتاج إلى ثورة ثقافية تحميه من جهل سياسييه، «نعم» كبيرة. «كفرناحوم» ربما كان عملاً غير منصف للواقع مع تغييب ظروفه الحقيقية، لكنه فيلم لبناني (وبالتالي عربي) لامرأة ذات موهبة فعلية، وطموح عالٍ يستحق النجاح.

هو أيضاً فيلم يحتاج إليه لبنان بأسره ليبني بعض ما يحتاج إليه من دعاية إيجابية تشي بأنه ليس بأكمله بلد يتخبط في مشكلاته ويتعثر في علاقاته الخارجية وأوضاعه. صحيح أن الصورة التي في الفيلم تكشف عن وضع لا يخدم الوطن، لكنّ بلوغ جائزة بمستوى الـ«غولدن غلوبس» أو الـ«أوسكار» يضع السينما اللبنانية بأسرها على آفاق لم تحققها من قبل.

ما سبق، بالتالي، نقد سينمائي يتضمن، بالضرورة، الإشارة إلى المضمون أيضاً. رأيٌ في حسنات العمل وفي سلبياته وليس نقداً لأسبابه ودواعيه. الخيط، ربما، يبدو نحيفاً لكنه ليس غائباً عن ملاحظة نقاد آخرين (عرب وغربيين) وجدوا فيه أكثر مما ذهب هذا البحث إليه من وقائع وحالات.

ما يجب أن نتطلع إليه هو أن «روما» و«حرب باردة» و«لا تلتفت بعيداً مطلقاً» و«طيور الممر» هي أفلام تحتوي على شخصيات إيجابية التكوين والاندفاع حتى في ظروف لا تقل صعوبة. والثلاثة الأولى هي أجود تنفيذاً وأقل سعياً للهيمنة على المشاعر بحدّة المشاهد المعروضة، لذلك تبلغ المستوى الذي تطمح إليه بسهولة وعفوية أعلى.

الشرق الأوسط في

24.12.2018

 
 
 
 
 

"الكتاب الأخضر" .. كوميديا مدهشة عن قبول الآخر

محمود عبد الشكور

من النادر أن يكون فيلم الإفتتاح لمهرجان القاهرة السينمائى بهذه القوة، وبذلك التأثير الذى حققه الفيلم الأمريكى الكوميدى " الكتاب الأخضر" من إخراج بيتر فاريللى، وبطولة فيجو مورتنسين وماهرشالا على، والذى عرض فى افتتاح الدورة الأربعين للمهرجان، ولمرة واحدة فقط، كان ذلك شرط موزعى الفيلم، الذين يراهنون فيما يبدو على ترشيحات للفيلم فى جوائز الأوسكار القادمة، مما يفتح الباب لعروض تجارية كثيرة، ربما كانوا على صواب، بالنظر الى ارتفاع مستوى الكثير من العناصر الفنية للفيلم، وخصوصا أداء بطليه، والسيناريو والحوار.

يمكن أن ننظر الى الفيلم من أكثر من زاوية متميزة، إنه يتحدث بالأساس عن التفرقة العنصرية فى الولايات المتحدة فى الستينيات من القرن العشرين، وبالتحديد فى العام 1962، حيث ذروة الصراع بين حركة الحقوق المدنية بزعامة مارتن لوثر كينج، وخصومها، ولكن الفيلم يقدم معالجة غير مباشرة، أساسها دراسة شخصيتى البطلين، وهما أصلا شخصيات واقعية، ولكن لا البطل الأبيض يشبه الأبطال البيض المتعجرفين، ولا البطل الأسود مثل الأبطال السود الخانعين، وبينما تعودنا أن تلعب أفلام التفرقة العنصرية على العلاقة بين سيد أبيض، ومرؤوس أو خادم اسود، فإن فيلمنا الساخر يعكس العلاقة، فيجعل سائقا أبيض من أصول إيطالية، ومن بيئة اجتماعي بسيطة، ومستوى ثقافى متواضع، يعمل ، من أجل ظروفه المالية، سائقا عند عازف بيانو أسود عبقرى، يحمل درجة الدكتوراه فى الموسيقى وعلم النفس، ويعتبر من أمهر عازفى البيانو فى عصره، وهو بالطبع أكثر ثقافة وثراء!

إنقلاب الأدوار، ومجرد ظهور سيارة يقودها أبيض، ويجلس فى مقعدها الخلفى موسيقار أسود مثقف وثرى ومتعجرف، منح المعالجة الأساس للكوميديا التى ستنشأ من هذا الإختلاف، كما أنه عمل، فى نفس الوقت، على توسيع دائرة الفكرة، لتتجاوز العلاقة بين البيض والسود، رغم أنها بالطبع قوية وحاضرة، لأن السيارة ستحمل الرجلين فى رحلة موسيقية الى ولايات الجنوب الأمريكى المعادية للسود، والرافضة منذ القدم لتحرير العبيد، كما أن عنوان الفيلم يشير الى كتاب أخضر كان يتم توزيعه على السائقين، لكى يحدد أماكن الفنادق والمطاعم التى تسمح بدخول السود، إذا لم يتم قبولهم فى المطاعم والفنادق التى يديرها البيض!

إضافة الثقافة والطبقة الإجتماعية والطباع الشخصية الى اختلاف اللون، منح الفيلم مساحة أوسع لعرض فكرته، وجعل الإختلاف شاملا تقريبا، خصوصا أننا سنعرف مثلا أن دونالد شيرلى، العازف الأسود، له ميول مثلية، وأنه بدون عائلة بعد انفصاله عن زوجته، ولا يتواصل مع أخيه الوحيد، بينما يبدو طونى ليبّ ، السائق الأبيض، زوجا مثاليا، يكدح من أجل زوجه تحبه، وطفلين صغيرين، بل إن عائلته تتسع لتشمل والده، وأهل زوجته، مما يجعلنا أمام قبيلة ضخمة، كعادة العائلات الإيطالية، وهكذا تصبح الرحلة ليست مجرد محاولة شجاعة لمواجهة التفرقة العنصرية فى الجنوب الأمريكى، ولكنها محاولة أكثر اتساعا لقبول الآخر المختلف فى كل شىء، وبالتالى فإن العلاقة الإنسانية بين رجلين من عالمين مختلفين جذريا، تكتسح فكرة استحالة التواصل بين المختلفين عموما، وتأخذ فى طريقها بالمرة مسألة التمييز العنصرى، وتعليمات الكتاب الأخضر البغيضة.

يكسر الفيلم كل توقعات مشاهده: طونى ليس عنصريا على ألإطلاق، فهو يحب أغنيات السود، ولكنه يرفض أن يكون خادما كما طلب دكتور شيرلى، والدافع الوحيد لموافقته على هذه الرحلة الموسيقية، التى تستمر لمدة شهرين، هو المال الذى يحتاجه بشده، بعد توقف الملهى الليلى الذى كان يعمل به، ود شيرلى، من ناحية أخرى، ليس منحازا للسود على طول الخط، بل إنه لا يحب أغنياتهم، ولا يعرف معاناتهم، وهو أصلا لا يختلط بهم، لأنه ثرى ومتعلم ومثقف، وهم ليسوا كذلك، كل حفلاته فى قصور، وأماكن فاخرة، ولكنه أيضا ليس من البيض، الذين يسعدون بعزفه، ويتفاخرون بوجوده، لكى يظهروا أكثر ثقافة، ولكنهم لا يسمحون له فى بعض الأماكن بأن يدخل المطعم، ولا أن يستخدم مراحيض القصر، بل إنهم يخصصون له ذات مرة حجرة الملابس، لكى يستعد فيها للحفل.

هذه المناطق الرمادية والوسطى، وليست الحديّة، فى الشخصيات، هى التى جعلت الدراما شديدة الحيوية، لا يوجد تنميط على الإطلاق، بل إن طونى يبدو تدريجيا مثل حلاّل المشاكل، وولىّ أمر د طونى: يدافع عنه، ويحميه من الإهانة والضرب، ويعلّمه كيف يأكل الدجاج المقلى، ويكسر الروتين والقواعد، بينما يقوم د شيرلى بدور المدرّس لطونى: يحدثه عن الموسيقى الكلاسيكية، ويمليه الخطابات الرقيقة لزوجته ، وفى النهاية سيتأثر كل منهما بالآخر، ولن يقتصرا على مجرد التواصل، وتبادل المنافع: سيصبح د شيرلى أكثر اقترابا من أهله السود، وسيبدو طونى أكثر لباقة وإنسانية، سيلمس كل طرف جوهر الطرف الآخر، وسنعرف أخيرا سر إصرار د شيرلى على هذه الجولة الخطرة، فقد أراد أن يرد على ما حدث فى العام 1956 مع ناتكينج كول، المغنى الأسود العظيم، الذى تعرض للإهانة فى إحدى مدن الجنوب، رغم أنه من أشهر وأعظم المغنيين، كانت الرحلة محاولة لتغيير القلوب بشجاعة، لأن الذكاء وحده لا يكفى، والموهبة وحدها لن تصلح ما أفسدته العنصرية، وقد كان طونى الرجل المناسب للمهمة، بعد أن أعجب بقدرات وشخصية د شيرلى، وبعد أن اكتشف حماقة ولامنطقية من يفتحون صالاتهم لعزف فنان أسود عبقرى، ويصفقون له، ولكنهم يرفضون أن يتناول الطعام فى مطاعمهم !

فى المشهد الأخير يبدو د شيرلى كمن وجد أخيرا عائلة بديلة، حيث ينضم الى احتفال عائلة طونى الكبيرة بعيد الميلاد، وتخبرنا كلمات النهاية أن د شيرلى وطونى ظلا فعلا أصدقاء حتى توفيا عام 2013، تظهر صور الرجلين الحقيقية، ونتأكد أن د شيرلى كان عازفا عبقريا بالفعل، شهد له بالمهارة الموسيقار الروسى العظيم سترافينسكى، أما طونى فقد وجد عملا بعد عودته من الرحلة، واشترك أحد أبنائه فى كتابة سيناريو الفيلم البديع.

لا يبتعد الفيلم كثيرا عن فكرة متكررة فى أفلام الأخوين فاريللى وهو رفض التمييز، وأهمية وإمكانية تواصل المختلفين، فيلم مثل " هال السطحى"، الذى اقتبسته السينما المصرية فى فيلم " جبيبى نائما"، كان يقدم نماذج متطرفة فى الإختلاف، وليس فقط نموذج الفتاة البدينة، بيتر فاريللى يواصل تقديم هذه التنويعة، بعيدا عن شقيقه، من خلال صداقة بين رجلين عاشا بالفعل فى الواقع، أما المشاهد الكوميدية فهى ممتازة وكثيرة، منها مثلا مشهد إملاء د شيرلى للخطابات على طونى، الذى يخطىء فى كتابة الكلمات، ومثل مشهد تناول د شيرلى لفراخ كنتاكى لأول مرة على يد طونى، ومشهد محاولة د شيرلى تهذيب ألفاظ شيرلى النابية، حتى يكون على مستوى العمل كمساعد لعازف بيانو شهير، ومثل مشهد استماع عائلة طونى بأكملها لخطاباته الرقيقة، التى أملاها عليه د شيرلى.

يحقق بطلا الفيلم مستويات رفيعة حقا فى أداء الدورين: فيجو موريتنسين يتحول الى سائق أقرب الى بودى جارد، أمريكى إيطالى فهلوى، كان يمكن أن يصبح نصابا ومحتالا صريحا، لولا أنه يحب العمل، أىّ عمل، ولولا عشقه لأسرته، من أجلهم يدخل مسابقة لالتهام أكبر عدد من ساندويتشات الهامبورجر، ليحصل على 50 دولارا يعطيها لزوجته، ورغم ثقافته الموسيقية الضحلة، التى تجعله يعتقد أن شوبان اسمه "جوبان"، إلا أنه يميّز بفطرته أنه أمام عازف عظيم، يراقب أصابعه وهى تعزف ببراعة، ويحميه حتى من نفسه، حتى لا يقضى على مستقبله المهنى.

أما ماهرشالا على فهو يبدو مثل لورد أسود اللون، أرستقراطى يرفع رأسه، يتكلم من طرف أنفه، ويتأفف من لمس قطعة الدجاج فى يديه، ولكن وراء هذا التعالى، نفس متألمة، تتحمل تناقضات التعامل معه، ما بين الإعجاب بعزفه، واحتقار لونه وهويته، من ناحية أخرى فهو بعيد عن قومه، لا يعرفهم ، وفى أحد أجمل مشاهد الفيلم، يصرخ طونى لأنه ليس مقبولا عند البيض، ولا عند السود، ليس أبيض، وليس أسود، فماذا يكونب الضبط؟! وفى مشهد آخر يقول له طونى إنه أسود أكثر منه، بمعنى أن طونى أقرب الى السود فى فقره وبساطته وحياته الصعبة فى سبيل لقمة العيش.

تنمحى كل الإختلافات إذا امتلكنا الشجاعة لتغيير القلوب، ولن يتم ذلك إلا بالوصول الى المشتركات الإنسانية، يقال كل ذلك عبر الموسيقى والكوميديا الممتزجة أحيانا بالمرارة، كان يمكن أن يكون هذا الفيلم كئيبا جدا، لأن فيه ما يسمح بذلك، ولكن صنّاعه انتصروا للحياة، وللمحبة، وللبهجة، رغم كل شىء، ثم إننا أمام أحد أفلام الطريق المدهشة، التى لا تشعرك أبدا بالملل، رغم تنوع الأماكن، واختلاف الطرق والولايات والمدن، ذلك أننا نتأمل فى إعجاب هذا البناء المحكم، الذى ينتهى الى صداقة من لا يمكن أن نتخيل أبدا أن يكونوا أصدقاء.

أكتوبر المصرية في

24.12.2018

 
 
 
 
 

«روما» كوارون..واقعية مكسيكو الساحرة

المصدر: إعداد: غسان خروب

لا يمكن بأي حال الاستهانة بما يقدمه المخرج المكسيكي ألفونسو كوارون من أعمال سينمائية، لكل واحد منها طابعه الخاص، ونظرته وحكايته التي تقرّبنا نحو أحد الأفلاك التي يدور فيها، وهو الذي حرّرنا من قيود الأرض في فيلمه «غرافيتي»، وقدم لنا أساليب متنوعة في «وأمك أيضاً»، و«هاري بوتر وسجين أزكابان» الذي يعد الأفضل ضمن سلسلة «هاري بوتر».

وها هو يطل علينا بتحفة أخاذة عنوانها «روما» لينافس من خلالها على جائزة الأوسكار 2018 لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، حيث يروي فيه حكايته وحكاية حيه، بكل تفاصيله الحلوة والمرة، ففي «روما» لم يكتفِ كوارون بمهمة الإخراج فقط، وإنما امتدت مهمته نحو المونتاج والتصوير، ليقدم لنا عملاً ساحراً يحمل في طياته بعضاً من ذاكرته الخاصة.

«روما» فيلم رائع بكل أوجهه، فهو يشبه حلماً جميلاً لا تود الاستيقاظ منه، بدءاً من صورته بالأبيض والأسود، التي أحكم كوارون حياكتها، وليس انتهاء بقصته التي تدور حول «كليو»، الخادمة التي تقضي أيامها في بيت عائلة ميسورة الحال، لتبدو حياتها بكل تقلباتها تجسيداً مصغراً لما تشهده حياة تلك العائلة التي يتركها الأب مبتعداً عنها، لأجل قضاء لحظات «يعتقد» أنها «أجمل»، حيث تجد الأم وأبناؤها أنفسهم فجأة بلا رب أسرة.

حي

في «روما» يعيدنا ألفونسو كوارون نحو السبعينيات، لنعيش أجواء إحدى أحياء مدينة مكسيكو سيتي، حيث تعيش «كليو»، التي استنبطها كوران من رحم قصة حقيقية لامرأة تدعى «ليبو»، ليسرد من خلالها بعضاً من تفاصيل الحياة التي عاشها هو نفسه في ذات الحي الذي يدعى «روما».

فجاء الفيلم أشبه بسرد خفي لحكايته وسيرته الذاتية، لذا نجده فيه مغرقاً بالتفاصيل الصغيرة، وهو ما يمكن اكتشافه من المشهد الأول الذي يبدأ فيه بمشهد لأحجار مربعة مهدت مدخل بيت الأسرة، وقد صوّرت من أعلى حتى بدت أشبه بنماذج من الماس في صورة انطباعية بحتة لا تتكرر كثيراً في الفيلم؛ وهي تشير إلى أسلوب كوارون في تحويل الأشياء المعتادة إلى دلالات جديدة، إذ تنهمر المياه فوق الأحجار، لتستقر الصورة على الأرض حيث تنظف «كليو» مدخل البيت.

ونجد الفيلم بصورة عامة، نابضاً بملامح واقعية ساحرة تشد المتلقي إلى تفاصيلها وحكاياتها بقوة.

صدارة

في الفيلم، يحدد كوارون مهمة «كليو»، فهي ليست خادمة فقط وإنما مربية أيضاً، تتبادل الحب مع أطفال العائلة، ورغم ذلك يشعرك بأنها ورغم كل شيء، تظل جزءاً غير ثابت في الأسرة، ولكن في المقابل، يحافظ على بقائها في الصدارة، فهي تشكل الحجر الرئيسي في العمل، وكثيراً ما تركز الكاميرا في حركاتها على وجه «كليو»، التي تؤدي شخصيتها الممثلة ياليتسا أباريسيو بكل براعة..

وتعكس انفعالات «كليو» بصدق، خاصة عندما تكتشف حملها، حيث نشهد تخلي من أحبت عنها، في مشهد مدهش، يعبر عن الحياة الواقعية لشخوص نلتقيها يومياً في حياتنا، تظهر «كليو» ـ بعد خروجها من السينما ـ مرتبكة، تعتريها خيبة الأمل، لتدرك أنها تعيش في عالم لا مكان فيه للمشاعر الجياشة.

كوارون نجح بخلق عالم واقعي قدم فيه لحظات مؤثرة، كما في مشهد القلاقل السياسية، ولحظات الميلاد التي تفقد فيها «كليو» طفلتها، حتى المشاهد الأخيرة التي تكاد فيها الأسرة تفقد أبنائها في البحر، وتسهم «كليو» بإنقاذهم من فم الموج.

البيان الإماراتية في

26.12.2018

 
 
 
 
 

فيلم Roma.. لوحة مرسومة من وحي الذكريات

أمل مجدي

غالبية الأفلام الناطقة بغير الإنجليزية التي اكتسبت شهرة واسعة خلال العام الجاري، كان عرضها العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي. لكن هناك فيلما فلت من بين أيدي المنظمين إثر خلافهم الشهير مع شركة Netflix المنتجة، ليصبح فيما بعد العمل السينمائي الأهم في عام 2018. نتحدث هنا عن فيلم Roma للمخرج المكسيكي ألفونسو كوارون، الحائز على جائزة الأسد الذهبي من مهرجان فينيسيا السينمائي.

ينسج كوارون فيلمه من خيوط ذكريات الطفولة، ليقدم صورة حميمية بالأبيض والأسود لأسرته الصغيرة في حي روما المكسيكي، أوائل سبعينيات القرن الماضي حيث الحرب دائرة في الشوارع بين ميليشيا تدعمها الحكومة ومتظاهرين من الطلاب. ويختار تركيز الأحداث على "كليو"، التي تعمل لدى أسرة من الطبقة المتوسطة، لكن دورها غير قاصر على النظافة وإعداد الطعام فحسب، وإنما هي مربية للأطفال، وبمثابة أم ثانية لهم، تسهر على راحتهم، وتكاد تضحي بحياتها من أجلهم. هذه السيدة هادئة الطباع، الحنونة، التي تشعر أنها تحمل حبا في قلبها يكفي العالم بأسره، تعد تجسيدا حيا لمربيته ليبو، التي يهدي لها الفيلم تعبيرا عن حبه وامتنانه لوجودها في حياته. ومع ذلك، فهي ليست الشخصية الوحيدة التي يحتفي بها، وإنما والدته حاضرة في الصورة بقوة.

تتقاطع المأساة التي تتعرض لها "كليو"، مع الأزمة التي تواجهها سيدة المنزل "صوفيا"، بالرغم من تباين المستوى الاجتماعي والثقافي بينهما. فالمشكلة واحدة؛ الرجال يخذلون النساء ويتركهن وحدهن يواجهن المجهول. تتعلق "كليو" بشاب فقير مهووس بالفنون القتالية، لكنه يتهرب منها عندما يعلم بحملها، وينكر أبوته للجنين. وفي الوقت نفسه، يقرر رب الأسرة ترك زوجته وأولاده، ليلهث وراء امرأة أخرى. فتجد "صوفيا" نفسها مسؤولة عن إعالة أربعة أطفال، وتعويضهم عن غياب الأب الذي لم يعد يفكر سوى في نفسه. فتصبح كل واحدة من السيدتين، سندا للأخرى في محنتها. وبذلك، يبقى الدفء والهدوء مسيطرين على المشهد، صحيح أن هناك ألما وحزنا لكن بلا ميلودراما، أو صخب، وإنما في صمت

يستخدم كوارون أسلوبه المفضل في التصوير السينمائي لتوصيل هذه الحالة المشحونة بصراعات داخلية وخارجية. فهو مشهور باللقطات الممتدة الطويلة لأنها تبدو حقيقية وقريبة من الزمن الواقعي، إلى جانب أنها تمنح المشاهد فرصة لتأمل الأشياء ومراقبتها بعناية. في فيلمه الجديد يميل إلى الأحجام الواسعة للقطات وينوع بين الثبات والحركات البانورامية محافظا على مسافة من الحدث فلا يقترب إلا في مرات قليلة، ليتيح فرصة متابعة الشخصيات داخل المكان. لأن هذه العائلة بكل ما تواجهه من مواقف عصيبة يمثل جزءا من بلد في حالة غليان وانقسام.

الماء هو العنصر الأبرز في الصورة، بداية من المشهد الافتتاحي الذي تتدفق فيه المياه على أرضية مدخل البيت، كأنها ذكريات تتوارد إلى ذهن كوارون. مرورا باستخدامه الدائم في التنظيف والاغتسال في محاولة لمحو آثار كل ما يلوث حياة الأسرة. ثم نزوله من بين قدمي "كليو" عند المخاض، مبشرا بولادة طفلة تأتي إلى الحياة ميتة بسبب اشتعال الحرب في الشوارع وازدحام الطرق. وصولا إلى البحر الذي كاد يبتلع طفلين لولا تدخل المربية لإنقاذهما في مشهد سينمائي رائع، يقودها إلى الكشف عن مشاعرها الحقيقية تجاه الحمل ويدفعها أخيرا إلى التصالح مع الحياة. فالماء بالأساس مرأة شفافة تعكس العديد من الدلالات النفسية والاجتماعية

الموت أيضًا يخيم بظلاله على الأحداث دون قدرة على كبح جماحه، فنسمع عنه في حكاية الطفل الذي قتله الجندي بعدما ألقى الماء على سيارة عسكرية، وفي القصص التي تتلوها الخادمة العجوز في الريف عن الرجل الذي فقد ابنه بسبب نزاع على الأرض، أو الكلاب التي ماتت على مدار السنوات. ثم نشعر به مع حدوث زلزال في المستشفى أثناء زيارة "كليو" لجناح المولودين حديثا، وسقوط كوب الاحتفال نخب الجنين والعام الجديد، إلى جانب اندلاع الحريق الهائل في الغابات. وأخير يظهر بنفسه في موت الشباب خلال المواجهات، وموت الطفلة

بالرغم من أن هذا الفيلم يركز بالأساس على المربية ويمنحها دور البطولة، فإن كوارون يرجع بذاكرته ليكشف لنا بالصورة عن الأشياء التي تعلق بها في صغره، وأثرت على اختياراته في الحياة، وجعلته واحدا من أهم صناع الأفلام في وقتنا الحالي. فقد كان الفن مهما في حياة الأسرة، ووسيلة من وسائل الترفيه بالنسبة له ولأشقائه. على سبيل المثال، في أحد المشاهد الحميمية، يجلس الجميع، قبل رحيل الأب، حول التليفزيون يضحكون من قلوبهم، حتى "كليو" متواجدة معهم، صحيح تضطر إلى استئناف عملها، لكن في النهاية تظل هذه الأوقات تشكل جزءًا من ذكرياتهم السعيدة. كما أن دار السينما تشهد على وقوع عدد من الأحداث المهمة في الفيلم، حتى وإن كانت غالبيتها حزينة، لأنها تشغل حيزا من دنياهم. يتجلى تأثيرها عليه، في اللقطة التي تظهر على الشاشة الكبيرة من فيلم الخيال العلمي Marooned، فقد استلهم منه كوارون فيلمه الفائز بسبع جوائز أوسكار Gravity. 

"في هذه المرحلة، أتمنى صناعة فيلم صغير في المكسيك. أشعر بالحنين إليها. لقد مر وقتا طويلا على زيارتي لها...أعتقد أنني في حاجة إلى إعادة التواصل مع شعوري الخاص بالوجود" ألفونسو كوارون، قبل صناعة فيلم Gravity.

يمكننا القول إن كلمة السر في هذه التجربة السينمائية الفريدة هي المكسيك. فصحيح أن كوارون حقق شهرة عالمية عندما صنع أفلاما تنتمي إلى الخيال العلمي والفانتازيا مثل Children of Men، و Harry Potter and the Prisoner of Azkaban، وGravity، منحته إشادات نقدية وجوائز مرموقة إلى جانب قاعدة جماهيرية واسعة. إلا أن موطنه الأصلي كان دوما النقطة التي يرجع إليها لاستعادة الشغف، ومواصلة الإبداع. فأفلامه الثلاثة المكسيكية تقدم قصصا اجتماعية في قوالب مختلفة، أبطالها أشخاص عاديين يعيشون حياة يحوم حولها الموت. وكما عاد إلى المكسيك بعد صناعة فيلمين بإنتاج هوليوودي، ليقدم فيلم Y Tu Mamá También عام 2001، الذي اكسبه أهمية كبيرة ومنحه جائزتين من مهرجان فينسيا السينمائي. قرر الرجوع مرة ثانية إلى حكاياتها، بعد 17 عامًا أثبت خلالها قدرته على التنوع والمحافظة على أسلوبه البصري المميز. لكن هذه المرة لم تكن زيارة عابرة، بل المحطة الفنية الأهم في حياته التي يعود فيها إلى أصل كل شيء، ويسترجع خلالها ذكرياته عن العائلة والوطن.

بالتأكيد كوارون ليس أول من يقدم لمحات من حياته الشخصية في فيلم سينمائي، وقد سبقه العديد من المخرجين الكبار على مدار السنوات، لكن يبقى Roma فيلما رقيقا شاعريا لمخرج يكشف عن أوجاعه أمام الجميع، حتى يتحرر من ثقل الماضي، ويحلق إلى آفاق جديدة، تاركا خلفه لوحة فنية تسحر من يشاهدها، وتأسر قلبه.

 

####

 

5 معلومات قد لا تعرفها عن النسخة الجديدة من "ماري بوبينز"..

جولي آندوز رفضت المشاركة

أمل مجدي

يعتبر الفيلم الموسيقي Mary Poppins Return للمخرج روب مارشال، واحدا من أهم أفلام عام 2018، ومن المرتقب اقتناصه لعدد من الجوائز المرموقة في الموسم الحالي.

يعتبر تتمة للفيلم الكلاسيكي Mary Poppins الحائز على 5 جوائز أوسكار في عام 1965. تدور أحداث القصة الجديدة في فترة الكساد العظيم في لندن، حيث نرى أن الطفلين "مايكل" و"جين" أصبحا ناضجين الآن ولكل منهما حياته، لكن بعد تعرض مايكل لمأساة وخسارة كبيرة، تعاود "ماري بوبيبنز" الظهور من جديد في حياة عائلة "بانكس" لتساعدهم على استعادة الفرح والأمل في الحياة.

الفيلم المنتج من قبل شركة Disney يعرض حاليا في مختلف دور السينما، وقد بلغت إيراداته على مستوى العالم 54 مليونا و431 ألف دولار. في السطور التالية، نرصد مجموعة من المعلومات التي ربما لا تعرفها عن الفيلم الجديد.

-لا يوجد سوى "ماري بوبينز" واحدة

كانت الممثلة إيميلي بلانت، المرشحة الأولى والوحيدة للفيلم الجديد. فقد تمسك بها المخرج روب مارشال، وربط بين موافقتها وتنفيذ الفيلم من أساسه.

تقول بلانت في حوارها مع Vogue "أخبرني روب: إذا كنت لا ترغبين في التعاون معنا، فسوف نجد شيئا آخر لنفعله. لأننا لن نقدم هذا الفيلم إذا كنت لا تودين المشاركة فيه".

فيما يعلق مارشال: "بالنسبة لي، لم يكن هناك شخص آخر سوى إيميلي. لم يكن هناك خيارات أخرى محتملة".

يشار إلى أن هذا التعاون الثاني بينهما بعد فيلم Into the Woods المنتج عام 2014.

-العائلة تضحى من أجل "ماري بوبينز"

صحيح أن إيميلي بلانت مواطنة بريطانية في الأساس، لكنها انتقلت للإقامة في أمريكا فيما بعد لتحقيق الشهرة والنجاح

عادت الممثلة صاحبة الـ35 عامًا، إلى إنجلترا مرة ثانية بعد ولادة ابنتها الثانية، لبدء تصوير الفيلم. هذه المرة، اصطحبت معها جميع أفراد عائلتها.

تتحدث عن الأمر مع Harper's Bazaar، "لقد أعدت اكتشاف كم أحب هذا المكان، أنني أحب الجو العام هنا. عدم التكلف والأصالة. أحب العودة مرة ثانية لرؤية أصدقائي والذهاب إلى جميع الأماكن المألوفة".

- جولي آندروز ترفض المشاركة في الفيلم

الجميع أحب "ماري بوبينز" بسبب أداء الممثلة جولي آندروز في النسخة الأصلية، وبالتالي كان من المفترض أن تشارك في الجزء الجديد، لكنها رفضت تماما.

يتحدث روب مارشال عن الأمر مع مجلة Variety، قائلا: "لقد قالت لا، دون تردد. وأضافت أن هذا فيلم إيميلي بلانت، وأنها لا تريد إفساد الأمر عليها".

وذكر أنها فضلت ألا تسرق الأضواء من بلانت، وقررت الانسحاب بهدوء. جدير بالذكر أن بلانت كانت خائفة للغاية من تجسيد الدور، خوفا من مقارنتها بالممثلة الأيقونية.

-الملابس المفضلة

تعد الأزياء التي يرتديها الممثلون طوال أحداث الفيلم الجديد، مبهرة ومميزة. لكن ما هو الطاقم المفضل لدى إيميلي بلانت.

تؤكد الممثلة الحائزة على جولدن جلوب أنها أحبت البذلة الحمراء ذات التنورة الواسعة، لأنها مرتبطة بهذه الحقبة الزمنية.

-مصادر الإلهام

ربما يعتقد البعض أن إيميلي بلانت، استوحت تفاصيل الشخصية من جولي آندروز، لكن الحقيقة أنها قرأت الكتب وتأثرت بها كثيرا.

تقول في حوارها مع Harper's Bazaar، "استلهمت الشخصية من الكتب، حيث تظهر حقيقتها الغريبة، العبثية، المتغطرسة".

المصدر الثاني للإلهام، جاء من شخصية "هيلدي جونسون" في فيلم His Girl Friday المنتج عام 1940.

موقع "في الفن" في

26.12.2018

 
 
 
 
 

نيكول كيدمان.. مخيفة ومرهقة في «مدمر»

للممثلة الأميركية نيكول كيدمان نصيب جيد من الجمال، ذاك الذي بددته مشاهد فيلمها الأخير «مدمر» (Destroyer) للمخرجة كارين كوساما، حيث تبدو فيه كيدمان مرهقة ومخيفة، لدرجة أنها بثت الرعب في قلوب أطفالها، عندما كانت تقوم بالتدرب على مشاهدها في البيت، وفق ما كشفت عنه أخيراً، في مقابلة معها نشر موقع «سينما بلند» أجزاء منها، حيث قالت فيها: «كانوا خائفين بعض الشيء، فقد شعروا أنني مخيفة، وأعتقد أن ذلك كان حقيقياً، فشخصيتي في الفيلم غاضبة، ولدي الكثير من الغضب في داخلي، لدرجة شعرت فيها أنني بحاجة إلى الصراخ، لما يعتصر قلب الشخصية من ألم، وما تبذله من محاولات حثيثة لأن تشفى منه».

تعب وإرهاق

أحداث الفيلم تدور حول محققة شرطة تُدعى «إيرين بيل» (نيكول كيدمان)، تبدو عليها ملامح التعب والإرهاق، بسبب ماضيها الذي يطاردها بعد سنوات من تسللها إلى عصابة متخفية في عملية كانت لها عواقب مدمّرة. كيدمان وصفت دورها في حديث مع «فانيتي فير» بقولها: «لست مهتمة بما أعرفه، بل مهتمة بما لا أعرفه»، ليبدو ذلك تصريحاً منطقياً، بعد مسيرة مهنية طويلة، ملآى بالجوائز، التي حازتها كيدمان عن أدوارها المختلفة، لتأتي شخصيتها في «المدمر» معقدة ومختلفة تماماً.

بعض المواقع المهتمة بالشأن السينمائي والتي استعرضت الفيلم الذي عرض في مهرجان تيلورايد بالولايات المتحدة في أغسطس الماضي، اعتبرت أن شخصية «إيرين بيل» من أفضل الأدوار التي قدمتها نيكول كيدمان حتى الآن، رغم ما تمتلكه الممثلة من أدوار مهمة في مسيرتها، وبينت هذه المواقع أن أهمية هذا الدور تكمن في قدرة كيدما على استعراض موهبتها بصورة فائقة، كونها برعت في تقديم شخصية «مكسورة الروح»، تملك عيوناً قلقة خائفة.

إضاءة

ووفق التقارير التي نقلتها المواقع السينمائية، ففيلم «مدمر» تميز بتصويره وإضاءته، معتبرة أن ذلك من أهم نقاط العمل، فمن خلالهما يمكن التفريق بين جزأي الفيلم الماضي والحاضر بطريقة بصرية مميزة، سواء باستخدام الإضاءة القوية باللون الأبيض وإنارة وجوه الشخصيات بوضوح في الجزء الأول، بينما في الجزء الثاني، حيث حاضر إيرين تميزت الإضاءة بكونها داكنة تبرز هيئتها الرثة، وسوء حالتها، لتعود الإضاءة لتصبح قوية مرة أخرى قرب النهاية عندما وصلت إيرين لخلاصها.

البيان الإماراتية في

26.12.2018

 
 
 
 
 

قائمة مجلة فاريتى الأمريكية لأسوأ 5 أفلام فى 2018

نجلاء سليمان

قدمت مجلة فاريتى الأمريكية قائمة عن أسوأ الأفلام التى شهدتها السينما العالمية خلال عام 2018 طبقا لتصنيف نقادها، وضمت هذه القائمة أفلاما روائية طويلة لأبطال اعتاد بعضهم تصدر شباك التذاكر لفترات طويلة، ولكن هذا العام انضمت أعمالهم لأسوأ الأفلام من وجهة نظرهم، وهى:

Avengers: Infinity War

لم تستطع المجموعة الكاملة لأبطال شركة مارفل الخارقين من إقناع نقاد فاريتى بفيلمهم الأخير الذى طرح فى إبريل 2018، وعلى الرغم من حصول «الحرب الأزلية ــ Avengers: Infinity War» على تقييم 8.5 من 10 على موقع الأفلام الشهير «imdb»، وتحقيقه إيرادات تخطت 2 مليار دولار فى شباك التذاكر العالمى ــ فإن فاريتى وصفت القائمين على هذه السلسلة بالجنون، وبأن قصصهم أصبحت خارجة عن السيطرة، واتجاههم لقصص تفجير كواكب، وعلى الرغم من أن هذه الأفلام تتحدث عن أبطال خارقين فإن تتابع الإصدارات يظهرهم ضعاف الشخصية على الرغم من قوة البنيان والقدرات الخارقة، كما انتقد النقاد إصدار 20 فيلما على مدى 10 سنوات وهو ما يعد إهدار للوقت والمال

تضم سلسلة الخارقين مجموعة كبيرة من الأبطال هم: روبرت داونى، مارك رافلو، كريس هيمسوورث، سكارليت جوهانسون، بيندكت كامبرباتش، توم هولاند، وكريس إيفانز وغيرهم من نجوم هوليوود.

Duck Butter

جاء فيلم «زبدة البطة ــ Duck Butter»، فى المرتبة الثانية لأسوأ أفلام العام، وهو فيلم كوميدى تدور أحداثه فى نحو 90 دقيقة، عن امرأتين لم تقابلا الإخلاص فى كل علاقاتهما العاطفية، وقررتا الارتباط لمدة 24 ساعة وخوض تجربة العلاقة الخالية من العيوب مع بعضهما، صدر فى إبريل 2018، ولم تتخط إيراداته الـ7 ملايين دولار، ويعتبره نقاد فاريتى فيلما سيئا بدءا من اسمه غير المفهوم، نهاية بمحاولة البطلتين تقديم مشاهد ساخرة عن طريق التصوير فى المرحاض، وإلقاء قاذورات على بعضهن، ويبدو أن أزمة الفيلم وصلت إلى الجمهور الذى قرر مشاهدته وتقييمه على «imdb» بخمس درجات فقط، الفيلم بطولة عاليا شوكت، وليا كوستا ومن إخراج ميجيل أرتيتا.

Gotti
يبدو أن جون ترافولتا أخفق جدا هذا العام، لدرجة أن فيلمه «جوتى ــ Gotti»، لم يحظ بأى متابعة إعلامية أو فنية، بل وطالب نقاد فاريتى بضرورة التوقف عن إنتاج هذه النوعية من الأفلام التى ترصد قصص حياة زعماء المافيا، خاصة أن هذا الفيلم إعادة إصدار لنفس القصة عام 1996، وطالبوا ترافولتا بالخروج من قالب أفلام الجريمة وقصص الإجرام، عن الشاب جون جوتى الذى يناضل ليلقى إعجاب والده زعيم المافيا وشغل منصبه كرئيس للمنظمة مثل والده

الفيلم الذى صدر فى يونيو 2018 نال تقدير أقل من 5 عبر موقع «imdb»، وسبب إحراجا شديدا لبطله ترافولتا فى أثناء عرضه الهامشى فى مهرجان كان السينمائى فى قاعة صغيرة تسع 300 مشاهد فقط، وحقق أقل من 5 ملايين دولار فى شباك التذاكر العالمى، ويشارك ترافولتا البطولة كل من كيلى بريستون، ويليام ديميو، ليو روسى، سبينسر روكو، ومن إخراج كيفين كونولى.

Life Itself

انتقد نقاد فاريتى مخرج فيلم «الحياة نفسها ــ Life Itself»، دان فوجلمان مخرج مسلسل «This Is Us» الذى حاول تطبيق نفس فكرة المسلسل التى تدور حول رجل العائلة الذى يعتنى بأسرته ويتوارث أبناؤه من بعده هذه الصفة فى دراما عائلية مليئة بالحب والتقدير وترشح للعديد من الجوائز، ولكنه فشل فى إقناع الجمهور والنقاد بفيلمه، الذى تدور أحداثه حول زوجين من نيويورك تقابلا فى الجامعة ويستقبلان معا مولودهما الأول، وعلى الرغم من تقلبات الحياة والمشكلات التى تواجههما فإنهما يصمدان معا
الفيلم بطولة أوسكار أيزاك، وأوليفيا وايلد، وطرح فى السينمات سبتمبر 2018، وحقق 4 ملايين دولار عالميا، ونال تقييم 6 درجات من الجمهور عبر الموقع المذكور سابقا
.

Hunter Killer

يبدو أن جيرارد باتلر فقد سحره وتأثيره الرومانسى على الفتيات، ودخل آخر أفلامه «الصياد القاتل ــ Hunter Killer»، ضمن قائمة الأسوأ هذا العام، وتدور أحداثه حول قائد فريق غواصة أمريكى يحاول إنقاذ الرئيس الروسى المختطف على يد جنرال منشق، وقال عنه النقاد أن باتلر حاول الغوص فى قصص الحرب الباردة الجديدة بين الدول، ولكن النتيجة النهائية تجعلك تشعر بالحنين للحقبة التى كان يقدم بها أفلاما مثل هذه ولكن بشكل أقيم وبقصة مليئة بالحبكة

يشارك باتلر البطولة كل من جارى أولدمان الحائز على جائزة الأوسكار، زين هولتر، وكومن، أخرجه دونوفان مارش، طرح فى السينمات أكتوبر الماضى، وحقق 16 مليون دولار فقثط، بينما نال تقييم أقل من 7 درجات عبر موقع «imdb».

الشروق المصرية في

27.12.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)