كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"نتفليكس" ومشاهدة الأفلام:

لا حرب بين المنصّة وصالات السينما

نديم جرجوره

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2019)

   
 
 
 
 
 
 

يستمرّ النقاش حول التأثيرات المختلفة للمنصّة الأميركية "نتفليكس" على صناعة السينما، إنتاجًا وتوزيعًا ومُشاهدة. فالمنصّة فاعلة في المشهد السينمائي الدولي، منذ بداية أعوام الألفين، ومخرجون متنوّعو الأساليب والهواجس والجنسيات يخوضون تجربة العمل المُنتَج بأموالها، وبعضهم حاصل على جوائز في مهرجانات دولية، ومُرشَّح لجوائز سينمائية معروفة، كـ"غولدن غلوب" و"أوسكار". أبرز تلك الأفلام المُرشَّحة لهاتين الجائزتين في دورة العام المقبل هو "روما" للمكسيكي ألفونسو كوارون. 

آخر المسائل المتعلّقة بالموضوع نفسه تتمثّل بالدراسة التي أصدرتها "EY" (مجموعة الاقتصاد الكمي والإحصاءات) في واشنطن أخيرًا، بعد تحليل إحصائية مرتكزة على آراء 2500 شخص. إذْ تبيّن لها أن الذين يشاهدون الأفلام في الصالات السينمائية هم أنفسهم الذين يستهلكون المحتوى المُقدَّم إليهم من منصّات كـ"نتفليكس". وبحسب العنوان الإنكليزي للمقالة المنشورة في الموقع الإلكتروني للمجلة الأميركية "فاراييتي" (17 ديسمبر/ كانون الأول 2018) بقلم برنت لانغ، فإنّ المنصّة الأميركية هذه "لا تقتل صالات السينما"، علمًا أنّ عدد المشتركين في "نتفليكس" بلغ 137 مليون شخص في أنحاء مختلفة في العالم، ومع هذا فهي "لن تحول دون ارتياد الصالات التي لا تزال تتمتّع بجاذبية"، كما يُعلّق متابعون عديدون على الدراسة. 

وبحسب الدراسة،التي أوصت بها "الجمعية الوطنية لمالكي الصالات" (في الولايات المتحدّة الأميركية)، فإنّ المشاهدين الذين يذهبون غالبًا إلى صالات السينما هم أيضًا الأكثر استخدامًا لمحتويات المنصّة، إلى درجة أن "صالة السينما ومنصّة البثّ ستكونان أكثر تكاملاً مما نعتقد"، بحسب برنت لانغ. فالذين يُشاهدون على الأقل 9 أفلام في الصالات خلال عام واحد، هم الذين يستفيدون من خدمات بثّ المنصّة لمدّة 11 ساعة أسبوعيًا (معدّل عام)، في مقابل 7 ساعات للمُشاهدين الذين لا يذهبون إلى صالات السينما إلاّ مرة واحدة أو مرتين سنويًا. 

يُذكر أنّ "الجمعية الوطنية لمالكي الصالات" تُعتبر من جماعات الضغط الأبرز في مجال العروض، وكانت صريحة للغاية في انتقادها قرار "نتفليكس" عدم إطلاق العروض التجارية لأفلامها في الصالات السينمائية. 

بالإضافة إلى ذلك، يرى معلّقون على الدراسة أن لزيادة تدفّق المحتوى، الذي تقدّمه منصّات البثّ، تأثيرًا أكبر وأهمّ على "محطات البثّ التلفزيوني المدفوعة مسبقًا" التي تفقد غالبيتُها قوّتَها. لكن هذا لا يحول دون التنبّه إلى أنّ ارتياد الصالات السينمائية "لا يتوقّف عن التقلّص، وهذا منذ خمسينيات القرن الـ20". 

فبحسب الصحافي السينمائيّ الفرنسي ماكسيم غرانجورج (الموقع الإلكتروني للمجلة السينمائية الفرنسية "بروميير"، 18 ديسمبر/ كانون الأول 2018)، فـ"إنّ مشاهدًا فرنسيًا واحدًا يشاهد 9.1 أفلام في الصالات عام 1955، مقابل 3.1 عام 2015". أما عدد الأفلام التي يُشَاهدها الأميركيون في الصالات، فانتقل من 14.2 إلى 3.7 بين عامي 1955 و2015: "تطوّر التلفزيون ووسائل البثّ الجديدة (أشرطة الفيديو، وإسطوانات الـ"لايزر"، ونسخ الـ"دي. في. دي.") مسؤولة، إلى حد كبير، عن هذا الانخفاض في ارتياد الصالات" في تلك المرحلة الزمنية. 

غير أن غرانجورج يُشير إلى أنّ "السؤال الحقيقي الذي يُفترض بنا أن نطرحه لا يتعلّق بارتياد المشاهدين لصالات السينما، بقدر ما يجب أن يتناول الإنتاج وتوزيع الأفلام المقبلة في الصالات"، مُقدِّمًا ـ في الوقت نفسه ـ أمثلة على ذلك: "أنشودة باستر سكرغز" للأخوين جويل وإيثان كُوِن و"الإيرلندي" لمارتن سكورسيزي و"بينوكيو" لغييرمو دِلْ تورو. 

بالعودة إلى الدراسة نفسها، فإنّ 80 في المائة من الذين استهدفتهم يقولون إنهم شاهدوا فيلمًا واحدًا على الأقل في الصالات خلال العام المنصرم. كما أن خدمة البثّ سمحت لعدد قليل من أفلام المنصّة بأن يكون لها عرض تجاري حصري وخاص وصغير، علمًا أن "نتفليكس" ستلتزم، إلى حدّ كبير، سياسة "عرض الأفلام في الصالات السينمائية للمرة الأولى في الوقت نفسه لعرضها على شاشتها"، كما في مقالة برنت لانغ الذي نقل عن فيل كانترينو، مدير "البحث والميديا" في "الجمعية الوطنية" قوله إنّ "الرسالة هنا واضحة: لا توجد حرب بين بثّ المحتوى الخاص بالمنصّة والصالات"، مضيفًا أن "الذين يحبّون المحتوى يشاهدونه عبر الأنظمة الأساسية، وللمنصّات كلّها "مكان" في أذهان المستهلكين". 

ويرى متابعون أن الذين يذهبون إلى صالات السينما يتجنّبون عادة مشاهدة كميات وافرة من العروض والأفلام وفقًا لخدمات البث، علمًا أنّ نصف الذين استهدفتهم الدراسة يقولون إنهم لم يقصدوا صالة سينما واحدة في الأشهر الـ12 الماضية، وفي الوقت نفسه لم يستخدموا أي محتوى من خدمات البثّ في "إنترنت" أو المنصّات: "فقط 18 في المائة من الذين يتفادون الصالات يستخدمون المحتوى وخدمات البثّ 8 ساعات أو أكثر أسبوعيًا". 

في المقابل، يبدو أن البثّ ليس "مصدر إلهام لنوعٍ من المراهقين"، إذْ إنّ الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا يشاهدون ما معدّله 7.3 أفلام ويستهلكون 9.2 ساعات من محتويات البثّ، وهذا أعلى مستوى في أي فئة عمرية؛ في حين أن المستهلكين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و37 عامًا "ذهبوا إلى الصالات 6 مرات العام الماضي (أدنى نسبة بين أي فئة عمرية)، وشاهدوا 8.6 ساعات من محتوى البثّ أسبوعيًا (ثالث أكبر نسبة)".

العربي الجديد اللندنية في

22.12.2018

 
 
 
 
 

أزمات الأطفال العرب تصل بصناع السينما إلى "أوسكار"

كتب: نورهان نصرالله

للعام الثاني على التوالي تصل السينما العربية إلى القوائم القصيرة للتنافس على جائزة أوسكار في نسختها الـ 91، في الوقت الذي تعد فيه قضايا الأطفال من أهم الفضايا المطروحة على الساحة العالمية وتحظى باهتمام بالغ، وتكون السبب في وصول تلك الأعمال إلى تلك المكانة بسبب أهمية تناولها للأزمات التى يعاني منها الأطفال وهم فيلمي "كفر ناحوم" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي في فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية، و"عن الآباء والأبناء" للمخرج السوري طلال دريكي في فئة أفضل فيلم وثائقي.

اختارت المخرجة نادين لبكي قضية أطفال الشوارع لتلقي عليها الضوء في فيلمها الروائي الثالث "كفر ناحوم" الذي شارك في الدورة الـ 71 من مهرجان كان السينمائي، وحصل جائزة لجنة التحكيم الخاصة، يكشف الفيلم حياة المهمشين في لبنان، من خلال الطفل زين الذي لا يعرف أهله عمره بدقة ولم يمتلكوا شهادة ميلاد له يوما، ويعيش معهم في شقة متواضعة برفقة عدد كبير من الأخوة، بينما يعمل أطفال الأسرة كباعة متجولين في الشوارع، وعندما يقضي "زين" عقوبة السجن لمدة 5 سنوات نتيجة طعنه شخصًا ما، يطلب محاكمة والديه لأنهما أتيا به إلى الحياة، ويقوم ببطولة الفيلم زين الرافعي، وهو لاجئ سوري يبلغ من العمر 14 عامًا، ويتسبب الفيلم في حصوله على لجوء في النرويج.

لا يقتصر الفيلم على التطرق إلى قضايا مثل عمالة الأطفال وأطفال الشوارع بل إلى بعض الفئات المهمشة في لبنان، وعلقت المخرجة نادين لبكي على ترشيح فيلمها لجائزة "جولدن جلوب"، وفقا لمجلة "variety"، قائلة: "إنه فيلم صغير محلي صنعناه بأنفسنا، لذلك نعتبر الترشيح إنجاز كبير لكل من عمل في الفيلم، ولكل ممثل شارك في الفيلم، فهم ليسوا ممثلين محترفين، لقد كانوا يعطون صوتهم للذين لا صوت لهم، بطريقة ما، يمثلون هذه المجتمعات غير المرئية، يحاول الفيلم أن ينقل أصواتهم بحيث يتردد صداها أعلى، خاصة فيما يتعلق بحقوق الطفل، آمل أن يكون ذلك قد تعرض بشكل أكبر الآن ".

وبعيدا عن السياسة، تعتبر فكرة اغتيال براءة الأطفال وتحويلهم إلى قتلة كانت الموجودة في ذهن السوري طلال دريكي عندما قرر إخرج الفيلم الوثائقي "عن الأباء والأبناء"، والذي ظل بسببه ما يزيد عن عامين في منزل أحد الجهادين ليرصد حياة الأطفال اللذين يعيشون داخل كيان ما يطلق عليه الدولة "الإسلامية".

لا تنصب قصة الفيلم على "أبو أسامة" المنتمي لـ "جبهة النصرة" في مدينة إدلب شمال سوريا، ويحارب تحت شعارات الجهاد من أجل الخلافة الإسلامية، ولكن القضية الأساسية بالنسبة لمخرج الفيلم هى الأبناء الذين ينشئون في تلك الظروف ويحملون أسماء "أسامة" و"أيمن" تيمنا بأسامة بن لادن وأيمن الظواهري قادة تنظيم القاعدة، ويغذيهم الأب بتلك الأفكار الظلامية والممارسات العنيفة التي تقتل برائتهم، بعد تدريبهم على ذبح الطيور واستخدام السلاح، وإلحاقهم بالمعسكرات التدريبية، وهنا يبرز التناقض في علاقة الأب والأبناء التي يتخللها الحنان والمرح ويقومون معا بتلك الممارسات بشكل طبيعى باعتبارها أشياء معتادة.

الوطن المصرية في

22.12.2018

 
 
 
 
 

قام بزيادة وزنه 30 كيلوغراماً

كريستيان بيل يتألق بتقمص شخصية «ديك تشيني» في فيلم «نائب»

عبدالستار ناجي

حينما ستشاهد عزيزي القارئ النجم الاميركي كريستيان بيل وهو يتقمص شخصية ديك تشيني في فيلم «نائب» لن يخطر ببالك ان هذا النجم الوسيم النحيف قد قام بزيادة وزنه لاكثر من 30 كيلو غراما دفعة واحدة بعد أن خضع لنظام غذائي راح خلاله يلتهم أكبر كمية من المعجنات والحلويات للارتفاع بوزنه للوصول الى ما يشبه شخصية نائب الرئيس الاميركي الأسبق ديك تشيني كما قام أيضا بحلق رأسه والتحرك بالشكل الذي يجعلنا نعتقد بان رقبته قصيرة على طريقته الشخصية التي عاشها وتقمصها باحترافية عالية تجعله أحد أقوى المرشحين هذا العام لاقتناص العدد الاكبر من الجوائز خصوصا بعد أن ترشح هو والفيلم لاكبر عدد من جوائز الغولدن الغلوب التي تمهد الطريق للاوسكار

ونعود لبيت القصيد، إلى حيث ذلك الفيلم الى يرصد جوانب من مشوار تلك الشخصية التي لعبت دورا اساسيا في السياسة الاميركية الداخلية والخارجية، انطلاقا من ذلك اللقاء الذي جمع بين الرئيس الاميركي جورج بوش «الابن» والذي اختاره ليكون نائبا للرئيس في بداية حملته الانتخابية واثر العلاقة الحميمة الطويلة التي جمعت بين هذا الثاني ومن قبله أسرة «بوش» بقيادة الراحل جورج بوش الأب

فيلم يذهب الى التفاصيل الدقيقة لتلك الشخصية وعلاقته الاسرية وأيضا ظروفه الصحية والأزمات القلبية التي عصفت به، وصولا الى الأساليب السياسية التي شكلها والتي لانزال نشعر بها حتى يومنا هذا من دور ومكانة كبرى للولايات المتحدة الاميركية

قال كريستيان بيل انه بسبب أسلوب المخرج آدم مكاي الارتجالي كان عليه ان يقوم بمزيد من الأبحاث لهذا الفيلم والشخصية أكثر من أي فيلم أو شخصية أخرى، من أجل أن يكتسب شخصيته طابعا معينا، أو كما يقول كريستيان بأنه لم يكن بحاجة الى سلوكيات ديك تشيني وأسلوبه العامي فحسب . بل كان عليه ان يعرف السياسات ومثيلاتها والاختصارات التي سيكون نائب الرئيس على علم بها في أي لحظة

ولذا قام كريستيان بزيادة وزنه لأكثر من 30 كيلوغراما وحلق رأسه ووضح حاجبيه ومارس تماسكا في رقبته ليكون أكثر قربا من الشخصية وتفاصيلها، وهكذا الأمر على صعيد النطق والأداء حيث شاهد مئات الساعات من اللقاءات والاحاديث والمشاهد الخاصة والرسمية، كل تلك المعطيات أسهمت في أن يذهب بيل الى منطقة شديدة التفرد في تقمص شخصية أهم وأقوى نائب رئيس في تاريخ اميركا.

ويشير كريستيان بان تشيني كان يعاني من مشاكل قلبية موثقة بشكل جيد في معظم حياته لذا قام كريستيان بدراسة منع النوبات القلبية كجزء أساسي من فهم الشخصية والاقتراب منها، وهذا ما جعل نصائحة الى انقاذ حياة المخرج آدم مكاي الذي عانى من أزمة قلبية خفيفة خلال فترة تصوير الفيلم اضطرته لوضع إحدى الدعامات في القلب وليمكل التصوير لاحقا، وهو التعاون الثالث بين بايل وادمز بعد أفلام «فايتر» و«أمريكان هوستل». في الفيلم عدد بارز من النجوم بالاضافة الى كريستيان بيل ومعه سام روكويل «جورج بوش الابن» وايمي ادمر وستيف كاريل وأليسون بيل وجيسي بيلمونز

فيلم كبير عن شخصية كبيرة ومهمة واداء مذهل لنجم كبير هو كريستيان بيل الذي يجعلنا نتوقف مطولا لدراسة وتحليل دور الممثل ومدى مقدرته على الذهاب الى تلك المنطقة الاحترافية والتي من النادر بلوغها إلا من قبل القلة الكبار ومن بينهم هذا النجم الذي قدم للسينما الكثير من التحف ومن بينها «المقاتل» و«امريكان هوستل» و«هوستلس» بالاضافة الى سلسلة أفلام «باتمان». ويبقى ان نقول بان «نائب» هو أحد الرهانات السينمائية للموسم السينمائي المقبل واحد فرسان الرهان على الاوسكار ومن قبلة قائمة أخرى من الجوائز السينمائية الكبرى.

النهار الكويتية في

23.12.2018

 
 
 
 
 

أطفال سورية في قائمة "أوسكار"

صبا جميل عمر

احتلّت مأساة أطفال سورية وخصوصاً في مخيمات اللجوء ومناطق الصراعات المسلحة، مكاناً لافتاً في السينما السورية والعالمية، سواء الروائية منها أو الوثائقية. وها هو الفيلم الوثائقي "عن الآباء والأبناء" يقترب من الترشح للقائمة النهائية لجائزة "أوسكار" عن فئة أفضل فيلم وثائقي، بعدما أعلنت الأكاديمية الأفلام التي وصلت إلى القائمة القصيرة.

نشر موقع ترشيحات جوائز "أوسكار" القائمة القصيرة. وجاء فيلم "عن الآباء والأبناء" للمخرج السوري طلال ديركي، من بين 15 فيلماً وصلت إلى تلك القائمة. وكتب المخرج طلال ديركي، عبر صفحته في "فيسبوك" ما يلي: "هذه اللحظة هي السعادة الخالصة لي، وأريد أن أشاركها مع فريق الفيلم". وسبق أن فاز فيلم "عن الآباء والأبناء" قبل أيام بجائزة "أنهار" لأفضل فيلم عربي في مهرجان أيام قرطاج المسرحية. كما سبق أن فاز بجائزة التحكيم في مهرجان "ساندانس" في الولايات المتحدة الأميركية. يروي الفيلم المعاناة النفسية للسوريين في محافظة إدلب، بعدما دخل المخرج بيوتَ عائلات سورية عايشت الحرب، وما أصابها من تبعاتها النفسية. وركز الفيلم في تفاصيله على عائلة سورية انضم معيلُها إلى بعض الفصائل المسلحة، ومنها "جبهة النصرة"، ثم لحق به أطفاله وأكبرهم عمره 13 عاماً، في إشارة لما تعكسه الحرب على تفكير الأطفال، وسعيها نحو سلبهم براءتهم. 

أما الفيلم الثاني الذي انضم إلى "عن الآباء والأبناء" في القائمة القصيرة لترشيحات "أوسكار"، فهو فيلم المخرجة اللبنانية نادين لبكي "كفرناحوم"، الذي كان له حصة كبيرة من جوائز هذا العام. ووصل "كفرناحوم" للقائمة القصيرة لجائزة أفضل فيلم أجنبي. وفي حال وصوله إلى الترشيحات النهائية التي سيتم إعلانها في يناير/ كانون الثاني المقبل، سيكون الفيلم اللبناني الثاني الذي يترشح لـ"أوسكار" أفضل فيلم أجنبي بعد فيلم "القضية رقم 23" للمخرج زياد دويري. وتبدو حظوظ "كفرناحوم" كبيرة بالوصول إلى الترشيحات النهائية، خصوصاً بعد ترشيحه لجائزة "غولدن غلوب". ومن المتعارف عليه أن هذه الجائزة تمهد لجائزة "أوسكار". كما سبق أن فاز الفيلم بعدة جوائز، منها جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمهرجان "كان" في فرنسا، في دورته الـ71.

الفيلم من إخراج اللبنانية نادين لبكي، وبطولة طفل سوري لاجئ في لبنان هو زين الرفاعي. وفيلم "كفرناحوم"، بحسب ما قالت لبكي، "مستوحى من الحياة الواقعية التي يعيشها الأطفال اللاجئون، وخاصة بشأن زواج القاصرات"، ويروي قصة طفل لاجئ يعيش في أحد أحياء بيروت الفقيرة، وعزمه على رفع دعوى قضائية ضد والديه اللذين يصرّان على تزويج شقيقته وهي في سن صغيرة (11 عاماً)، رغم محاولاته المتكررة لثنيهما عن هذا القرار، بالإضافة إلى حرمانه من الحصول على هوية، وتشارك الطفل "زين" في بطولة الفيلم، لاجئةٌ من إريتريا، وهي المرأة الإثيوبية التي يلجأ إليها بعد أن يهرب من بيت ذويه، فتربيه كما لو أنه ولدها. 

أما الفيلم الهولندي Nothing To Declare (لا شيء أصرح عنه)، فقد تم ترشيحه لجائزة "أوسكار" لأفضل فيلم أجنبي روائي قصير، وهو من بطولة مجموعة من الأطفال السوريين اللاجئين في هولندا، وهم يزن الحكيم، خالص وراق، وراما الطاهر، ومن إخراج الهولندية هيتي دي كراوف، وسيناريو باستيان كروغر، وأحداث الفيلم مستوحاة من حادثة "شاحنة الموت" في النمسا، التي لقي عدد من المهاجرين مصرعهم فيها اختناقاً، بعدما لبثوا فيها مدة طويلة.

العربي الجديد اللندنية في

23.12.2018

 
 
 
 
 

خاص الشروق| عن السينما وسوريا واللجوء.. حوار مع بطل «كفر ناحوم»

إنجي عبدالوهاب

الأب: السر وراء صدق أداء «زين» التشابه بين دوره في الفيلم وواقع حياة اللجوء

زين: لم أكن أتوقع يومًا أن أمشي فوق السجادة الحمراء وألتقي مشاهير العالم

يحكي الطفل زين رحلته منذ الفرار من درعا السورية مرورًا باللجوء في بيروت ووصولًا للصدفة التي قدمته للمحافل الدولية وانتهاءا باستقراره وأسرته في النرويج بعد قبول المفوضية السامية لشئون اللاجئين إعادة توطينهم بها بمساعدة نادين لبكي، أبهر زين العالم بصدق أدائه في بطولة فيلم "كفر ناحوم"، الحاصل على 19 جائزة دولية، والمرشح لأوسكار والصاعد لقائمتها المختصرة أيضًا.

وفي حواره مع «الشروق» يسرد زين تفاصيل رحلته منذ الفرار من درعا السورية مرورًا بسنوات عصيبة عاشها كلاجئ بالمخيمات اللبنانية وصولًا للصدفة التي جمعته بالمخرجة اللبنانية نادين لبكي وطاقم عملها، ليقع اختيارها عليه كبطل للفيلم.

الفيلم الذي التقت أدوار أبطاله بواقعهم

تدور أحداث فيلم الدراما الواقعية "كفر ناحوم" في أحد الأحياء الفقيرة بلبنان، إذ يصور الفيلم أجواء منطقة تعاني أزمات سياسية واجتماعية طاحنة، ويحكي عن الطفولة المهملة في الأحياء الفقيرة، من خلال تتبع حياة البطل زين وهو طفل قرر التمرد على والديه اللذين رفضا إرساله للمدرسة، وعلى نمط الحياة التي يخضع لها، بلغ غضب الطفل المتمرد ذروته عندما أقدم والداه على تزويج شقيقته الصغرى في سن الـ11عامًا، والتي حاول دون جدوى منع تزويجها لكنه لا يفلح لتموت بنهاية الفيلم.

يهرب زين ويلجأ إلى راحيل وهي إثيوبية لا تمتلك أوراق إقامة بلبنان، والتي تستغل وجوده معها ليقوم برعاية طفلها لتتمكن من العمل، ثم تختفي راحيل ويضطر للاعتناء بطفلها، وتظهر مجددًا في المحاكمة التي ترد بأول مشاهد الفيلم.

يبدأ الفيلم بصرخة الطفل زين بقاعة محكمة، حيث يقاضي والديه لأنهما جاءا به إلى الحياة، وذلك في حبكة ابتكرها صناع الفيلم الذين التزموا بنقل حقائق شهدتها مخرجته وعاشها الكثيرون من أفراد طاقم التمثيل في الواقع، إذ تعمدت لبكي اختيار أبطال عاشوا حياة مشابهة للأدوار التي قاموا بها في الفيلم.

جوائز للفيلم وأخرى لزين

وبحسب والد زين فإن طفله حاز على جائزتين كأفضل ممثل إحداهما في مهرجان "أنطاليا" السينمائي، والأخرى في المكسيك عن أول أدواره كبطل لفيلم "كفر ناحوم" الذي أبكى مشاهديه حول العالم، والذي يقترب من جائزة "أوسكار" بعد ترشحه للقائمة المختصرة للأفلام الناطقة بالإنجليزية مع 8 أفلام أخرى، بعدما حصد 19 جائزة بمشاركته في العديد من المهرجانات والمحافل الدولية، أبرزها جائزة لجنة تحكيم مهرجان "كان" السينمائي في دورته الأخيرة بفرنسا، وهي جائزة منحتها له اللجنة بدون تصويت، كما نال جائزة الجمهور في مهرجان"سراييفو" وجائزة الجمهور لأفضل فيلم روائي في مهرجان "ملبورن" بالإضافة لترشحه للمنافسة على جائزة "جولدن جلوب" ويتوقع زين أن يصعد الفيلم للدائرة الأضيق والمكونة من 5 أفلام في يناير المقبل.

من درعا إلى لبنان وصولًا للمحافل الدولية

حكى زين علي الرفيع، الذي ولد بمحافظة "درعا" في 24 أكتوبر 2004، أنه يتذكر في عمر السابعة كيف لم يتمكن من الذهاب للمدرسة بسبب اندلاع الحرب في سوريا وأنه بعد عام من تلك الأحداث فر وأسرته المكونة من أب وأم وثلاث إخوة بينهم بنتين، من درعا إلى أقرب نقطة لجوء في العاصمة اللبنانية بيروت.
ثم سرد تفاصيل 7 سنوات عصيبة لم يتمكن خلالها أيضًا من الالتحاق بإحدى مدارس بيروت بسبب فقدان أسرته للأوراق التي تثبت أنه سجل بإحدى مدارس درعا بالإضافة لتأخر والديه عن موعد التقديم له ولإخوته ظنًا منهما أنه بالإمكان العودة إلى سوريا خلال أشهر
.

صدفة جمعته بنادين لبكي

حكى زين كذلك عن الصدفة التي جمعته بنادين لبكي، وفريق عملها التي كلفتهم بالبحث عن أشخاص من فئات المجتمع المهمشة بالأحياء الفقيرة ليتناسبوا مع أدوار فيلمها "كفر ناحوم"، حينها لفت زين نظرهم أثناء مشاجرة دخلها دفاعًا عن طفلة ضربها آخر في الشارع، ثم وقع اختيارهم عليه ليلتقي بنادين لبكي لأول مرة في تجربة الأداء، والتي حضرها عشرات الأطفال لكن اختيارها وقع عليه أيضًا لتتحول علاقتهما لاحقًا لصداقة قوية، فهي تشعر بالمسئولية تجاهه، وهو أيضًا يراها أمه الثانية.

علاقة زين بمخرجة الفيلم وأبطاله وآداء فاجئ الجميع

وعن تجارب الأداء حكى كل من زين ووالده كيف دهش الجميع بأداء الطفل، وكيف أبهر نادين لبكي، التي كانت تسمح له بإضافة طابعه الشخصي للمشاهد، وتدفعه أن يتعامل بتلقائية جعلت من دوره قيمة مضافة أبكت كل من شاهد الفيلم.

يصف زين علاقته بنادين لبكي بالمميزة، وكذلك علاقته بكل زملائه بالفيلم وعلى وجه الخصوص الطفلة سيدرا التي لعبت دور أخته سحر بالفيلم، وتمنى أن يستمر مشواره الفني، بعد أن قبلت المفوضية السامية لشؤن اللاجئين طلب أسرته إعادة التوطين واستقرارهم في النرويج، وشروعه وإخوته في الدراسة كما كان يحلم، أما عن الجوائز التي حصدها الفيلم فقال إن القدر فاجأه، وأن أعظم فرحة شهدها كانت وقت تسلمه جائزة "كان" بفرنسا، قائلًا "لم أكن أتوقع يومًا أن أمشي على السجادة الحمراء، وأن التقي مشاهير العالم، أو أنال جوائز نالوها"

زين رجل في ثوب طفل

وبسؤاله عن متى راودته فكرة العمل بالفن؛ رد قائلًا "كنت أفكر بالعمل لمساعدة والدي، أما الفن فجاء عن طريق المصادفة، ولكن أتمنى استكمال مسيرتي به، خاصة بعدما قادني أول دور لأجوب العالم، وأعانني وأسرتي على تحسين أوضاعنا، كما ساعدنا على اللجوء في النرويج بعد 7 أعوام صعبة قضيناها في لبنان.

وأكد والده أن زين "رجل بثوب طفل" لأنه كان يصر على العمل لمساعدته، وأنهم جميعا فخورين به، وممتنون للنقلة النوعية التي تسبب لهم بها، وعن هواياته قال زين أنه يهوى تربية الحيوانات والطيور، وخاصة الحمام، الذي يحاوره ويطلق عليه أسماء يناديه بها.

ينتظر أوسكار بفارغ الصبر

أما عن جائزة أوسكار؛ يقول زين إنه يطلق طموحه للعنان ويتمنى أن يستمر القدر في مفاجأته، وأنه ينتظرها بفارغ الصبر، ويحلم يوميًا بمكالمة هاتفية من نادين تبلغه أنهما فازا بالجائزة، خاصة بعدما صعد الفيلم مع 20 آخرين لـ"كان" بعد تصفية نحو 1950 فيلم كانت متقدمة لنيل الجائزة.

وباقتراب الفيلم من "أوسكار" يتوقع زين ووالده أن يصعد للقائمة الأقرب من الجائزة والمكونة من 5 أفلام في يناير المقبل.

زين: أريد الدفاع عن صورة العرب

وكانت المفاجأة حينما تحدث زين كمثقف على درجة من الوعي بالنسبة لسنه الصغيرة : "أريد أن أدافع عن صورة العرب أمام العالم وأقول لهم إن العرب لا يزوجون بناتهم في الحادية عشرة"، لكنه على الجانب الآخر أقر بأن الفيلم ينقل تفاصيل كثيرة من الواقع العربي خاصة في المناطق التي تشهد اضطرابات سياسية.
كذلك تحدث متأثرًا بلبكي مخرجة الفيلم، ومقتبسًا كلماتها حول أن الفيلم يعبر عن الطفولة المهملة في العالم أجمع، ولا يتناول العرب فحسب، فهناك أطفال بالبرازيل والهند وغيرهما من البلدان يعملون ويعانون ظروفًا ربما أكثر قسوة من المشاهد التي نقلها الفيلم
.

يذكر أن كفر ناحوم هي بلدة تاريخية موجودة في فلسطين المحتلة، ورد ذكرها في الإنجيل، لكنها في الأدب العالمي كلمة تعني أرض الفوضى والغضب والجحيم، وهي حالة تعيشها كثير من المدن الفقيرة في العالم بسبب الاضطرابات السياسية.

الشروق المصرية في

23.12.2018

 
 
 
 
 

"فهرنهايت 11/9"لمايكل مور: مؤشرات النظام الشمولي في أميركا

علاء رشيدي

يقدم مور مقاربة عن الوضع السياسي والإجتماعي والثقافي بين الولايات المتحدة اليوم

يختلف عنوان فيلم مايكل مور فهرنهايت 9/11، عن عنوان فيلمه هذا العام فهرنهايت 11/9، فالأول يحمل تاريخ وقوع الهجمات على برجي مبنى التجارة العالمي في نيويورك العام 2001، وأدت إلى نشوب عدد من الحروب منها حرب أفانستان والغزو الأميركي للعراق. أما فهرنهايت إنتاج هذا العام فهو يقلب تاريخ اليوم والشهر، يصبح التاريخ التاسع من شهر تشرين الثاني، أي تاريخ إعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، التي أفضت إلى فوز الرئيس الحالي دونالد ترامب بالرئاسة.

في الإنتخابات الرئاسية 2016، كانت هيلاري كلينتون المرشحة الأوفر حظاً بالفوز حسب الإحصائيات في مراكز الإستطلاع، قدرت نسبة نجاحها ب 82 %، مقابل 18 % لدونالد ترامب، ولكن كيف حصل ذلك إذاً؟ وفاز ترامب.

يقودنا فيلم مايكل مور الجديد في الحال الإجتماعي، السياسي، الإقتصادي والثقافي الأميركي، في محاولة للإجابة عن سؤال " كيف حصل هذا؟" ورغم أن هذا الحدث الأميركي الذي أثر على العالم، قد أُشبع في التحليل والتعليق، إلا أن فيلم مايكل مور استطاع ان يحمل ما هو جديد، وأكثر عمقاً في ربط الأحداث وتحليلها وتقديم المعلومات الجديدة عنه، منها: الكشف عن أخطاء الديمقراطيين، دور وسائل الإعلام المعادية لترامب الآن في صناعته والربح المادي منه، وذكورية الثقافة الأمريكية وجوانب أخرى.

خبرة التحكم بنسب المشاهدة

بقراءة لماحة، يبين مور أن للتلفزيون وبرامج الترفيه دوراً في ظهور شخصية رجل الأعمال الثري دونالد ترامب كشخصية عامة. ومن خلال خبرة ترامب في هذا المجال اكتسب تلك الأساليب والمخططات الإعلامية التي تحاول استغلال سياسة قياس نسب المشاهدة، Rating، والتخطيط لها من خلال خطط وأحداث إعلامية مبتكرة لهذه الغاية. لقد استطاع ترامب وقبل فوزه بالإنتخابات بأن يحول أي لقاء أو ظهور إعلامي له إلى سبق صحافي لوسائل الإعلام، التي تبدو حالياً في صراع مع إدارته في البيت الأبيض، إلا أن وسائل الإعلام هذه تجني الأرباح من أفعاله والأخبار المتعلقة به وبتصرفاته. مثلاً تأخر ترامب عن الظهور على المنبر للتحدث إلى الجمهور في إحدى حملاته الإنتخابية 25 دقيقة، هذا التأخير تقنية تجعل من ظهوره حدثاً مهماً تتسابق وسائل الإعلام على نقل الخبر المتعلق به.

يرى مايكل مور أن الإنهيار ابتدأ مع فترة ولاية باراك أوباما، ففي عهده تسممت مياه فلينت بسبب صفقة عقدت بين حاكم المدينة ومعمل جنرال موتورز، بسبب تحويل المياه العذبة لصالح المعمل، وجعل المدينة تشرب من مياه ملوثة رغم أنها تملك مقدرات مائية عذبة هائلة خصصت لعمليات تصنيع السيارات في شركة جنرال موتورز. عمل حاكم ولاية ميتشيغن ريك ساندرس، على إخفاء معدلات الرصاص الحقيقية في الإختبارات الطبية لمياه الشرب الموصولة إلى منازل المدينة. يلتقي مايكل مور مع موظفة في مستشفى رفضت تزوير الأرقام الحقيقية لمعدلات الرصاص، وفقدت على إثر ذلك عملها. أدت الحادثة إلى تدخل الرئيس الأميركي أوباما في حينها، الذي وصل إلى فلينت وإن كان متأخراً، ولكن ما قدمه كان حيلة مسرحية أمام الجماهير، حيث طلب كأساً من مياه المدينة، ومَثّل بأنه شرب منه جرعة في دلالة على نقاء مياه المدينة، برأت فعلة أوباما حاكم الولاية الفاسد في حينها. يقول مايكل مور في لقاء تلفزيوني: "8 ملايين مواطن كان يصوتون لأوباما، انتقلوا للتصويت لصالح ترامب".

الشعب الأميركي يساري

عبر الأقارم والإحصائيات يوضح مايكل مور في الفيلم رؤيته حول ميول الأميركيين إلى اليسار السياسي، خلافا للنظرة السائدة عن الأميركيين، تبين الإحصائيات أن ما نسبته بين 70 – 80 % من الأميركيين يؤيدون ساسيات حكومية تعتبر من المناهج الحكومية اليسارية، منها: الضمان الصحي، المساواة في الأجور، مجانية قطاع التعليم، وحتى تشريع المارغوانا التي تعتبر علامة على اليسار، حقوق المثليين، إلغاء حق الأفراد بإمتلاك السلاح. هذه الغالبية الأميركية لم تعد تجد بالحزب الديمقراطي ممثلاً جيداً لسياسات اليسار في التكافل الإجتماعي، وتدخل الدولة في بعض القطاعات المهمة كالصحة والتعليم. يقول مايكل مور: "100 مليون أميركي، لا ينتمون إلى أي من الحزبين، ولا يصوتون في أية انتخابات، ما يعادل أكثر من 80 % من الناخبين الأميركيين".

في الفيلم، يثبت مايكل مور أن تحول الحزب الديمقراطي من سياسات اليسار إلى سياسة أكثر يمينية تم في عهد الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون، وهو أول من استعمل عبارة "استعادة أميركا قوية مجدداً Make America Great Again"، الشعار الذي استعمله مجدداً ترامب كشعار استقطاب جماهيري في حملته الإنتخابية، وهو ما سيقارنه الفيلم لاحقاً مع شعارات الحزب الألماني النازي بعد الحرب العالمية الأولى أي عودة "ألمانيا أمة عظيمة مجدداً".

أفول الحزب الديمقراطي

أصدر الرئيس بيل كلينتون العديد من القرارات التي حابت الشركات وأصحاب المال، ومنها تخفيض الضرائب على الأغنياء، خصخصة بعض القطاعات في الدولة، وبعض السياسات الأخرى التي اعتبرت في حينها لصالح الأثرياء، الذين هم ممولو الأحزاب الكبرى في الولايات المتحدة. كانت هذه بداية انهيار الثقة بين الشعب الأميركي والحزب الديمقراطي، الإنهيار الذي بلغ ذروته في الانتخابات الأخيرة، حيث تلاعب متنفذو الحزب بأرقام الناخبين، لكي تصبح (هيلاري كلينون ) ممثلة الحزب الديمقراطي بدلاً من بيرني ساندرز، الذي كان مقرباً من الطبقات الشابة في الحزب، واضطر للخروج بناءً على إحصائيات التصويت الداخلي، الذي يثبت فيلم مايكل مور عملية التزوير فيها لصالح هيلاري كلينتون.

النظرة الدونية إلى المرأة الرئيسة

لا يشكك مايكل مور، كون هيلاري كلينتون امرأة، ودونالد ترامب ذكراً، قد أدى إلى فوز الأخير. في الفيلم نسمع العديد من الإعلاميين ومقدمي البرامج السياسية، وهم يتأففون من إمكانية أن تحكم امرأة الولايات المتحدة، يقدم الفيلم معلومات حول كل منهم، وعدد اتهامات التحرش الجنسي التي تطال هؤلاء الإعلاميين، يحاول مايكل مور أن يوضح أن القطاع السياسي والإعلامي الأميركي محكوم من قبل مجموعة من الشخصيات الذكورية، وأن من الصعوبة أن تعبر المرأة إلى الرئاسة الأميركية.

ربما من موضوعة التمييز ضد المرأة، تبدأ مرحلة ثانية في الفيلم، فبعد التساؤل: "كيف حدث هذا؟"، يصبح السؤال: "هل هناك تخوف على الديمقراطية الأميركية؟"، "ما هي العوامل الموجودة في الدول الشمولية والتي يمكن مقاطعتها مع الواقع السياسي الأميركي الحالي؟"

كارتل السلاح

كان مايكل مور قد خصص فيلمه (بولينغ لأجل كولومباين، 2002 ) لحادثة إطلاق النار التي قام بها طالبان في ثانوية كولومباين العليا في العام 1999، قتل على إثرها 20 طالباً وطالبة، وأصيب 20 آخرون بجروح بليغة. ومنذ فيلمه التحقيقي هذا والذي نال عليه جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي ذلك العام، ومايكل مور يتابع نفوذ شركات تصنيع الأسلحة في الولايات المتحدة، والقوانين والتشريعات الحكومية التي يعتبرها المخرج تصب في صالح الأرباح التي يحققها تجار وصناع السلاح في الولايات المتحدة.

في السنتين الماضيتين، ارتفعت وتيرة حوادث إطلاق النار الجماعية في الولايات المتحدة، تقدرها منظمة (أرشيف عنف السلاح) بـ 300 حادثة في العام الجاري. (فهرنهايت 2018) يتابع حادثة إطلاق النار في شباط 2018 داخل مدرسة بارك لاند الثانوية بفلوريدا، والتي قتل على إثرها 17 ضحية. يهتم المخرج برد فعل الطلاب المراهقين الناجين من هذه الحادثة، وتأسيسهم لحركة احتجاجات وضغط اعلامي على السياسيين لتغيير القوانين والتشريعات المتعلقة بتنظيم حمل السلاح في الولايات المتحدة، خصوصاً بعد أن كان رد ترامب بوجوب تسليح الأساتذة في المدارس، كي لا تحدث حالات اعتداء مجدداً على الطلاب. يجد المخرج بهذه النشاطات والفعاليات المنظمة بالكامل من قبل مراهقين وطلاب، والتي نجحت في استقطاب حركة وعي واحتجاج شعبية واسعة على قوانين حمل السلاح في أميركا، يجد بهم نموذجاً للشعب حين يرغب أن ينتظم ويقاوم السياسيات الحكومية التي تحابي صناع الأسلحة.

قوى متمردة ديمقراطية صاعدة.

نموذج اجتماعي – سياسي إيجابي آخر يقدمه الفيلم، وهو المتمثل بالقوى الشابة الصاعدة في الحزب الديمقراطي، والمتمردة على القيادات الديمقراطية التقليدية، والتي تمثلت في انتخابات الكونغرس النصفية هذا العام، حيث ترشحت 400 امرأة للمرة الأولى، وتمكنت أسماء جديدة ومتمردة من الفوز وتحقيق شعبية منهم رشيدة طليب، أول مسلمة تدخل الكونغرس عن ولاية ميتشيغن، وألكسندرا رودريغز مرشحة أميركية لاتينية. يقدم الفيلم وثيقة سمعية مسجلة للقيادي الثاني في الحزب الديمقراطي وهو يحاول الطلب من هؤلاء الصاعدين الشبان بالتنحي لصالح مرشحين آخرين تقليديين يختارهم الحزب بالتزكية، دون انتخابات، في إشارة جديدة من الفيلم إلى تراجع أداء الحزب الديمقراطي.

قياس الشمولية والديمقراطية

 يقدم مور مقاربة عن الوضع السياسي والإجتماعي والثقافي بين الولايات المتحدة اليوم، وألمانيا خلال فترة استلام الحزب النازي للسلطة، شعارات قومية من قبيل عودة اميركا قوية مجدداً، ظهرت أيضاً في خطابات الحزب النازي. ففي كلا التجربتين خطاب ينادي بالحنين إلى عظمة قومية سابقة.

النظرة العنصرية تجاه الآخر – المختلف، سادت في ألمانيا تجاه اليهود، ويحاول اليوم ترامب تسويق الإسلام والمهاجرين المكسيكيين كأعداء للتجربة الأميركية والخطر على وجودي يهدد الحلم الأميركي، فقد منع جنسيات دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، ومايزال يصارع في سبيل تحقيق وعده ببناء جدار عازل بين الحدود المكسيكية والأميركية. كما أن العديد من مناصري ترامب اعتدوا على مهاجرين وأفارقة أميركيين في مناسبات عديدة. يظهر الفيلم فيديوهات توضح طرد ترامب لحضور في مهرجاناته الإنتخابية من ذوي البشرة السمراء، وكذلك لمحجبة.

روّج ترامب في هجومه على الصحافة ووسائل الإعلام مقولة :Fake news، يتهم بها كل ما يخالف توجهاته بما يصدره الإعلام. ونشير إلى أن النظرية ذاتها (الإعلام المضلل) استعملت من قبل الأنظمة الديكتاتورية العربية في إنكار حراك الربيع العربي. وهي هذا المفهوم شمولي يساعد الأنظمة القمعية على إنكار أي خبر سياسي أو حدث اجتماعي لا يتوافق ورؤيتها، واعتباره في خانة المعلومة المضللة، على اعتبار أن الحكومة هي التي تُعرّف الحقيقة.

في الفيلم، يظهر مايكل مور عدد الحالات التي طرد فيها بعض الصحافيين من لقاءات واجتماعات مع ترامب لم ترقه فيها أسئلتهم. كما أن ترمب وصف وسائل الإعلام الإخبارية بكونها ( Enemy of the people)، أي أعداء الشعب، مما يذكر بالتهم التي وجهها النظام النازي للفنانين الألمان والأوروبيين الطليعيين والمجددين في الفن في تلك المرحلة من حكم هتلر. يقارن الفيلم بين استفادة النازية من الإعلام للبروباغندا، وبين الطريقة التي يرغب فيها ترمب إدارة وسائل الإعلام في الولايات المتحدة.

ابتكار التهديد الأمني 

نظرية الإستقرار بدلاً عن الحرية، هي نظرية استعملت في الفكر السياسي على مدار التاريخ لقمع التحركات الإجتماعية المطالبة بالمزيد من الحريات والديمقراطية، استعملت أيضاً في وجه العديد من حركات الربيع العربي، وها هو ترامب يرددها في لقاءاته الصحافية وخطاباته، يبين (فهرنهايت 2018 ) أن الإدارة الأميركية الحالية تحاول تخويف الشعب من أعداء محتملين مثل الإرهاب، الإسلام، أو الهجمات النووية من قبل كوريا الشمالية، نشاهد في الفيلم خطأً من النظام الأمني في هاواي، معلناً عبر الرسائل النصية للسكان ضرورة التحرك فوراً إلى الملاجئ لأن هجوماً نووياً كورياً شمالياً قد بدأ، لتعود وتعتذر الإدارة الأمنية عن هذا الخطأ. لكن مايكل مور يعرض الحادثة الواقعية في سياق التخويف من العدو الخارجي

تكتب حنة آرنت في كتابها "في الثورة": "إن كان هناك عدو خارجي، فإن أي ثورة داخلية ستفضي إلى ديكتاتور جديد".

 (*) يعرض الفيلم في سينما أمبير صوفيل.

المدن الإلكترونية في

23.12.2018

 
 
 
 
 

شاهد.. ليدي جاجا تقترب من تحقيق رقمًا قياسيًا بأوسكار 2019

كتب - إسراء حسين

من بين 63 فنان ترشحوا لجوائز الأوسكار على مدار تاريخها، 4 فنانات فقط هن من حظين بشرف الفوز بهذه الجائزة العريقة  فمن الممكن أن تكون النجمة العالمية ليدي جاجا، هى خامس فنانة تحقق هذا الإنجاز، عقب ظهورها بأداء مميز بفيلم "A Star is Born" الذي يقوم ببطولته و إخراجه الممثل الشهير برادلي كوبر.

جاجا  استطاعت ان ترسم ملامح مستقبلها السينمائي بفيلمها الجديد "A Star is

Born"، الذي نالت عنه حتى الآن 4 ترشيحات جوائز، اثنين منهم بجوائز "جولدن جلوب" في فئات: أفضل ممثلة وأفضل أغنية أصلية، والترشيحين الأخرين بجوائز نقابة ممثلي الشاشةٍSAG" بفئات التمثيل وأفضل فريق عمل.

هذه الترشيحات تحدد بنسبة كبيرة ملامح مستقبل ترشيحات جوائز الأوسكار لعام 2019، والتي من المتوقع أن تتضمن أسم "جاجا" في فئات أفضل ممثلة بدور رئيسي وأفضل أغنية أصلية وهى أغنية "Shallow"، ولكن يبقى التحدي الأكبر وهو الظفر بهاتين الجائزتين، لتدخل التاريخ بجانب أسماء نسائية لامعة مثل كاثرين بيجلو وكاثرين مارتن.

تدور أحداث فيلم "A Star is Born" حول جاكسون ماين (برادلي كوبر)، نجم موسيقى كانتري على حافة التراجع في مستواه، يكتشف فتاة موهوبة مغمورة تُدعى آلي جيرمانوتا (ليدي جاجا). عندما تشرع علاقة عاطفية بينهما في التأجج، يقوم جاكسون بدفع جيرمانوتا.

الفيلم ترشح لـ5 جوائز "جولدن جلوب"، كما تصدر ترشيحات جوائز "SAG" بـ4 جوائز.

الوفد المصرية في

24.12.2018

 
 
 
 
 

Black Panther الأنجح.. أفلام بإيرادات خرافية في 2018

إيرادات الأفلام دليل على شعبيتها.. وقد شهد عام 2018 طرح العديد من الأفلام التي كسبت شعبية كبيرة وحققت مليارات الدولارات.. أبرزها أفنجزر إنفنتي وور وبلاك بانثر

تحرير:حليمة الشرباصي

يوشك 2018 على الانتهاء، وبينما نستعد لتوديعها باحتفالات رأس السنة، نستعيد الأفلام التي صدرت هذا العام، محققة إيرادات ضخمة، وفي مقدمتها فيلم Black Panther الذي فاز بلقب الفيلم الأعلى إيرادات في أمريكا، وثالث أعلى إيرادات عالميًا، مفاجئًا صناعه قبل الجمهور كونه أول فيلم لمارفل أبطاله جميعًا من ذوي البشرة السمراء، ويظل حتى الآن من أهم أفلام مارفل وأنجحها بسبب التنوع الذي أسست له في عالم الأبطال الخارقين، بدلًا من الصورة النمطية للسوبر هيروز ذوي البشرة البيضاء.. وفي تقرير موقع Screen Rant الأمريكي نستعرض أعلى الأفلام إيرادات لهذا العام.

1- فيلم Avengers: Infinity War

من بطولة روبرت داوني جونيور، وكريس إيفانز، وكريس هيمسورث، وسكارليت جوهانسون، ومارك رافالو، ويحكي عن ثانوس الشرير الذي يخطط لامتلاك أحجار القوى الخمسة للسيطرة على العالم بأكمله ومحو نصف الكائنات الحية على الأرض، بينما الحائل الوحيد بينه وبين تحقيق مخططاته الشريرة فريق "أفنجرز" أو المنتقمون.

لم يفاجأ نجاح فيلم Avengers: Infinity War الجمهور، فمنذ الإعلان عن توقيت صدوره ويتوقع له النقاد والجمهور نجاحًا كبيرًا، لكن تحقيقه 2.05 مليار دولار في دور العرض، وإطاحته بفيلم The Force Awakens من صدارته السابقة لأعلى الأفلام إيرادات في أمريكا كانت مفاجأة قوية، ومع الإعلان عن صدور الجزء الرابع والأخير من السلسلة في إبريل القادم يتساءل النقاد هل يتمكن صناع السلسلة من مفاجأة الجمهور مجددًا؟

2- فيلم Black Panther

من بطولة تشادويك بوسمان، ومايكل جوردن بي، ويحكي الفيلم عن مملكة واكاندا التي يحكمها الملك تشالا بعد أن ورث العرش من والده، لكن تحديا من ابن عمه يعرض مكانته للخطر، خاصة بعد أن ينتصر الأول عليه ويستخدم قوى المملكة الخارقة لخدمة مصالحه الشريرة.

نجح الفيلم في أن يجمع 1.35 مليار دولار، كما حظى بتقييم مرتفع عبر موقع Rotten Tomatoes للنقاد 97%، إذ وصفه البعض بأهم أفلام مارفل على الإطلاق.

3- فيلم Jurassic World: Fallen Kingdom 

من بطولة كريس برات، وبرايس دالاس هوارد، وجيف جولدبلوم، ويحكي الجزء الثاني من سلسلة "جوراسيك وورلد" عن مغامرة جديدة يحاول فيها أوين وكلير إنقاذ الديناصورات من المحمية التي يعيشون فيها قبل انفجار بركان خامل يوشك على أن يكون السبب في انقراض الديناصورات للمرة الثانية.

رغم الفشل النقدي الذي واجه الفيلم، إذ قيمه النقاد بنسبة 51%، فإنه نجح في اقتناص مركز في قائمة الأعلى إيرادات محققًا 1.30 مليار دولار.

4- فيلم Incredibles 2

قام بالأداء الصوتي براد بيرد، وهولي هنتر، وكريج تي نيلسون، ويحكي الفيلم عن عائلة مستر إنكريدابلز التي تعاني وسط مجتمع لا يتقبل قواها الخارقة، ويقع على عاتق الأم مهمة تحسين صورة العائلة أمام المجتمع، بينما الأب يجلس في المنزل يرعى الأبناء.

حقق الفيلم الكوميدي 1.24 مليار دولار، والسبب في ذلك هو تشوق الجمهور لعودة أبطاله بجزء ثان بعد غياب 10 أعوام فصلت بين الجزءين الأول والثاني.

5- فيلم Venom

من بطولة توم هاردي، وريز أحمد، وميشيل ويليامز، ويحكي عن كائن فضائي يحتل جسد صحفي يدعى برودي، وعلى الأخير أن يتخلص منه قبل أن يقضي على حياته، لكن تطور الأحداث يقود الاثنين للتحالف معا لإنقاذ الأرض.

نجح الفيلم في أن يجمع 854.4 مليون دولار عالميًا، ومن المتوقع أن يعود في جزء ثان بسبب النجاح الكبير الذي حظى به.

6- فيلم Mission: Impossible - Fallout 

من بطولة توم كروز، وهنري كافيل، وريبيكا فيرجسون، ويحكي عن محاولة العميل إيثان هانت إنقاذ البشرية في مهمة مستحيلة جديدة لو فشل فيها سيدمر العالم بقنبلة نووية، وقد استطاع توم كروز بهذا الفيلم أن يجمع 791 مليون دولار، كما تلقى تقييمًا عاليًا من النقاد على موقع Rotten Tomatoes الأمريكي وصل إلى 97%.

وفي المركز السابع جاء فيلم Deadpool 2 للممثل الكندي رايان رينولدز، وقد جمع 735.6 مليون دولار، أما المركز الثامن فاستحقه فيلم Bohemian Rhapsody للممثل رامي مالك برصيد 643.6 مليون دولار، وفي المركز التاسع جاء فيلم Ant-Man and the Wasp برصيد 622.7 مليون دولار، وأخيرا Fantastic Beasts: The Crimes of Grindelwald الذى حقق 597.7 مليون دولار.

التحرير المصرية في

24.12.2018

 
 
 
 
 

"بلاك بانثر" الأعلى إيرادا في 2018 والأكثر تمردا على زمن "ترامب"

العين الإخبارية - ماهر منصور

يتصدر فيلم "بلاك بانثر" قائمة إيرادات أفلام عام 2018 بـ"1,347,071,259" دولارا، إلا أن ترتيبه الأول في قائمة الأعلى إيراداً هذا العام لن يكون الامتياز الوحيد له، إذ ينطوي أيضاً على مجموعة من نقاط التفرد التي تجعله واحداً من أهم الأفلام التي شهدتها هوليوود في تاريخها، ليس على صعيد صالات السينما وحسب، بل خارجها أيضاً.

 ولعلنا لا نبالغ بالقول إن الفيلم تجاوز حضوره السينمائي وبناءه الحكائي القائم على دراما "الأكشن" بكل ما فيها من عنف وقتال ودماء وقتل، ليثير على نحو غير مباشر قضايا مجتمعية وتاريخية وسياسية أيضاً.

يعد فيلم " Black Panther" أول فيلم في عالم Marvel السينمائي تقوم حكايته على بطل من أصحاب البشرة السمراء تلك الفرضية ستفتح بدورها الباب على كثير من القضايا التي تتعلق بأصحاب الأصول الأفريقية في عالم يحكمه أصحاب البشرة البيضاء.

لكن الفيلم لا يبدو معنياً بطرح السؤال العريض التقليدي الذي لطالما قاربته الدراما بالحديث عن معنى أن يكون المرء من أصحاب البشرة السمراء في عالم يمارس التمييز العنصري تجاهه، وهو بطبيعة الحال لن يدير ظهره للقضايا الشائكة التي تتعلق بهذا المعنى، ولكنه سيقاربها على نحو أكثر ذكاء من دون أن يخوض الصراعات التقليدية حولها.

ببساطة، يقلب "Black Panther" الطاولة على أساليب المعالجة النمطية لقضايا أصحاب الأصول الأفريقية المتعلقة بالعرق والهوية، وذلك بمقاربتها عبر دراما خيالية تدور أحداثها في مكان متخيل لا يمت للحقيقة بصلة، هي مملكة "واكاندا".

 ورغم أن ظاهر الحكاية يدور حول مملكة "واكاندا" الأفريقية المعزولة عن العالم التي تستخدم أحدث وسائل التكنولوجيا لامتلاكها معدن الـVibranium (معدن خيالي)، وتخوض بقيادة أميرها "تشالا" حربها ضد قوى معادية داخلية وخارجية يهددون أمنها واستقرارها، إلا أن واحداً من التأويلات الفكرية لتلك الحكاية يثير سؤالاً مفاداه: ماذا لو امتلك الأفارقة القوة التكنولوجية والعسكرية لتصحيح أوضاعهم، وتجاوز تاريخ وحشي عاشوه عانوا خلاله وما زالوا من القتل والرق والتمييز العنصري؟

بالطبع يحتاج أي تأويل فكري إلى سياق يبرر مشروعية طرحه، وهو في فيلم "Black Panther" مملكة سكانها من أصحاب البشرة السمراء يتعرضون لقوة معادية، أما ماهية هذا التأويل فيكتسب ملامحه عادة من مرجعيات في ذهن المشاهد تتعلق بحياة عاشها أو حيوات آخرين سمع عنها وشهدها.

مرجعية تأويل أحداث "Black Panther" وفرتها المصادفة حين تزامن عرض الفيلم مع حكم دونالد ترامب للولايات المتحدة الأمريكية وما عرف عنه من تصريحات عنصرية ضد الأفارقة في بلاده وفي العالم، ولعل تلك المصادفة لم توفر مرجعية فكرية لفيلم "Black Panther" وحسب، وإنما وضعته أيضاً في واجهة المقاومة لسياسات ترامب رغم أن الفيلم لا يتكلم بالسياسة.

كان من المقدر لفيلم "Black Panther" الذي أعلن عن نية تنفيذه في عام 2014 أن يكون جزءاً من البروباجندا الدعائية للولايات المتحدة الأمريكية في حقبة الرئيس السابق باراك أوباما كأول رئيس من أصول أفريقية يصل إلى البيت الأبيض، إذ رصد للفيلم ميزانية كبيرة لم تشهدها هوليوود من قبل لأفلام تتعلق بأصحاب الأصول الأفريقية، ولم يكن ممثلو الفيلم الأمريكي من أصحاب البشرة السمراء فقط، وإنما أتيحت الفرصة لآخرين من أصول أفريقية أيضاً للعمل في إدارة العملية الإنتاجية والفنية للفيلم، ومع عرض هذا الأخير في حقبة ترامب، بات الفيلم جزءاً من التيار المقاوم لسياساته.

ذلك الأمر يجعلنا نفهم معنى أن يصلح الفن لكل زمان ومكان إذا لامس مرجعية ما عند مشاهديه، كما يصلح أن نستند إليه في تفسير جزء من أسباب نجاح فيلم "Black Panther" بوصفه الأعلى إيراداً في عام 2018، إذ كان تصدره قائمة أفلام هذا العام، أشبه برسالة احتجاج ضد ترامب، وتضامن مع أصحاب البشرة السمراء، بل برهان على تفوق الأفارقة السود الذي يصفهم الرئيس بالأغبياء، وهذا ما تؤكده إيرادات الفيلم في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي بلغت "700,059,566" دولارا.

لم يختر فيلم "Black Panther" مكانه في واجهة السياسة وإنما شاءت له الظروف المرافقة لعرضه ذلك الدور، وبالتالي من الظالم أن نتعامل معه كعمل فني بمستوى رفيع يشهد عليه ما ناله من جوائز في عدد من المهرجانات العالمية، إذ حصد 4 جوائز في حفل توزيع جوائز إم تي في العالمية للسينما والتلفزيون؛ هي أفضل فيلم لعام 2018، وأفضل ممثل وأفضل بطل خارق للممثل تشادويك بوسيمان، وحصد النجم مايكل بي جوردان جائزة أفضل شخصية شريرة.

وترشح الفيلم للتنافس على نيل ألقاب (أفضل فيلم دراما، وأفضل موسيقى تصويرية، وأفضل أغنية) في الدورة الـ76، وجائزة جولدن جلوب المقرر الإعلان عنها في 7 يناير/كانون الثاني المقبل، ودخل الفيلم مؤخراً 4 من القوائم المختصرة لجوائز الأوسكار رقم 91، ضمن الفئات التسع التي أعلن عنها من أصل 24 فئة؛ هي: أفضل ماكياج وتصفيف الشعر، وأفضل موسيقى تصويرية، وأفضل أغنية، وأفضل مؤثرات بصرية. وها هي أرقام شباك التذاكر في الولايات المتحدة وخارجها تؤكد أن حكاية عن أصحاب البشرة السمراء، بوصفهم أبطالاً خارقين، من الممكن أن تحصد أرباحاً خيالية

كل ذلك يجعل من "Black Panther" نقطة تحول في هوليوود في حجم واتجاهات الأفلام الخاصة بأصحاب الأصول الأفريقية، بعد أن أثبتوا جدارتهم عبر هذا الفيلم في حصد الإيرادات والمنافسة في ترشيحات للجوائز العالمية الكبرى، فاستحق فيلم "Black Panther" أن يكون مفاجأة عام 2018 وواحدا من أهم أحداثه.

بوابة العين الإماراتية في

24.12.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)