كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

حفل الأوسكار الـ91: ضخّ دماء جديدة

سناء عبد العزيز

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2019)

   
 
 
 
 
 
 

منذ أيام قليلة، تمّ توزيع جوائز الأوسكار الـ91، في حفل قامت بنقله شاشة قناة ABC، وكان هنالك ما يكفي من الأخبار الجيدة، أو الأخبار التي تحمل دلالة معينة، بأن هذا الحفل ليس مجرد حفل آخر من جوائز الأوسكار الذي عادة ما يثير كثيراً من السخط والجدل والانتقاد، بل ثمة بوادر جديدة حقيقية أوردتها الصحف العالمية يمكن قراءتها في ترشيحات هذا العام.

تفاعل مع هاشتاغ راين

حضر حفل توزيع الجوائز أهم نجوم الصف الأول في هوليوود، وكان من ضمن الحضور، نقلاً عن الإندبندنت، الناشطة أبريل راين، وهي أول امرأة مسؤولة عن هاشتاغ #OscarsSoWhite الذي ظهر في عام 2015، بعبارته التي بلورت في ثلاث كلمات سجالاً حاسماً ومعقداً حول التنوع (أو عدم وجوده) في شعار انتشر بشكل واسع، ولم يعد بإمكان الأكاديمية تجاهله.

ويذهب المقال إلى أنه بعد عامين من اتخاذ الأكاديمية خطوات تستهدف تعديل التركيبة الغالب عليها الذكور البيض، قامت بدعوة 774 عضواً جديداً - من بينهم 39% من النساء و30% من الملونين - للانضمام إلى صفوفها، حيث لاحت كما يبدو بوادر التقدم. ولقد صُنع تاريخ في حفل الأوسكار هذا العام في الواقع، حين أصبحت مصممة أزياء فيلم "الفهد الأسود" Black Panther روث كارتر، ومصممة إنتاجه هانا بيتشلر، أول فائزتين أميركيتين أفريقيتين على الإطلاق في فئتيهما. وقالت كارتر، محتفية بـ"أسلوب المرأة وزاوية رؤيتها للشاشة": "واو، لقد استغرق هذا وقتًا طويلاً".

"أكاديمية السينما عدلت التركيبة الغالب عليها الذكور البيض، فدعت 774 عضواً جديداً - من بينهم 39% من النساء و30% من الملونين - للانضمام إلى صفوفها"

وفي تغريدة حازت على ما يقرب من 30000 لايك، قال كايل بوكانان، من نيويورك تايمز: 3 من النساء السود فقط فزن بجائزة الأوسكار عن أي شيء آخر غير التمثيل، اثنتان منهن حصلتا عليها هذا العام. عندما فازت ريجينا كينغ بجائزة الغولدن غلوب الشهر الماضي، قالت إنه في الفيلم المأخوذ من رواية جيمس بالدوين التي تحمل الاسم نفسه من إخراج باري

جينكنز، كانت المرة الأولى التي يرى ابنها نفسه ممثلا على الشاشة. وهو الرأي الذي ردده مخرجو فيلم Spider-man: Into the Spider-Verse، الفائز بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة: "عندما نسمع أن طفلا قد شاهد الفيلم، والتفت إلى أبويه ليخبرهم: "إنه يشبهني"، في إشارة إلى بطل الفيلم الشاب الأسود، نشعر بأننا فزنا بالفعل".

في مكان آخر فاز فيلم "Period. End of Sentence." الذي يطرح تابو الحيض في الهند، بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير. وقالت مخرجة الفيلم ريكا زيهتابتشي: "لا أستطيع أن أصدق أن فيلمًا عن الطمث يفوز بجائزة الأوسكار"، مختتمة كلامها بذلك التصريح: "لا بد أن تنتهي الجملة بنقطة، وليس بتعليم الفتاة".

قصتي تُكتب الآن

بعد ثلاث سنوات من مقاطعة المخرج سبايك لي حفل جوائز الأوسكار بسبب غلبة البيض على مرشحيها، وما يقرب من 30 عامًا منذ فوز فيلمه "افعل الشيء الصواب" دون أن يتم ترشيحه حتى الآن ("سائق الآنسة ديزي"، الذي يعتبر الآن توصيفًا ضعيفًا لتبني العلاقات بين الأعراق، فاز في نفس العام)، كان على خشبة المسرح يستقبل أول جائزة أوسكار له على الإطلاق، ولم يدع منصته مهملة. أشاد لي، الفائز بجائزة أفضل سيناريو مقتبس عن فيلمه BlacKkKlansman، بدور النساء اللائي ساعدنه في الوصول إلى ما هو عليه اليوم، لافتا إلى حقيقة أن هذا العام يصادف مرور 400 عام على جلب العبيد لأول مرة إلى أميركا بالقوة في عام 1619.

وفي الأثناء، جاء فوز رامي مالك كأفضل ممثل فرحة يشوبها الألم إلى حد ما، بالنظر إلى أن "الملحمة البوهيمية" بدرجة ما أسوأ الأفلام المرشحة لأفضل صورة، وإلى اتهامه بالإساءة الجنسية لفريدي ميركوري، فضلا عن اتهامات بالاعتداء الجنسي موجهة إلى مخرجه بريان سينغر (مزاعم كانت معلنة قبل أن يقوم أي شخص بالتوقيع على العمل معه).

وصرح مالك: "لقد صنعنا فيلما عن شاب مثلي الجنس، مهاجر، عاش حياته فقط بشكل لا يحتمل اعتذاراً لنفسه. حقيقة أني هنا الليلة هي دليل على أننا نتوق إلى قصص مثل هذه. أنا ابن مهاجر من مصر، وقصتي تُكتب الآن".

وقد يكون "روما" فشل في الفوز بجائزة أفضل فيلم، على الرغم من كونه المرشح المرجح، لكن ألفونسو كوارون فاز على الأقل بجائزة أفضل مخرج وأفضل تصوير سينمائي وجائزة أفضل فيلم أجنبي، وهو أول فيلم مكسيكي يفوز بهذه الجائزة.

وفي كلمته، شكر الأكاديمية على "الاعتراف بفيلم يركز على امرأة من السكان الأصليين: الشخصية التي استبعدت تاريخياً إلى الخلفية في السينما". وتراجع "روما" أمام "الكتاب الأخضر"، وهو فيلم قوي متفرد لكنه يتبع النهج العنصري نفسه المتمركز حول البيض كالأفلام الفائزة سابقا بالأوسكار مثل "سائق الآنسة ديزي" و"الاستغاثة" و"الجانب المعتم"، ربما كان أكثر لحظة مدهشة في الحفل.

"أهدى ألفونسو كوارون مخرج فيلم "روما" الجوائز التي حصدها الفيلم إلى المكسيك، مؤكداً على انتماء البشر للعالم بأسره، في رد على عزم ترامب إقامة جدار شمال المكسيك"

أجواء سياسية

على الرغم من الطابع الفني للحفل، جرى التطرق إلى السياسة، نتيجة للتوتر الدائر في الولايات المتحدة بشأن إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إقامة جدار مع المكسيك

للحد من الهجرة غير الشرعية. وعلى خلفية ذلك أعلن ألفونسو كوارون مخرج فيلم "روما" عن إهداء الجوائز التي حصدها الفيلم إلى المكسيك مؤكدا على انتماء البشر للعالم بأسره.

وردا على هذا الكلام اتهم ترامب عقب الحفل المخرج الأميركي بالعنصرية، وصرح بأنه "يشن حملة عنصرية على رئيسه".

أما أوليفيا كولمان، أفضل ممثلة فازت بدورها المضحك والمفجع في فيلم "المفضلة"، فقد تحدثت لبضع دقائق بسعادة خالصة. وكتب بيتر برادشو على صفحات الغارديان البريطانية "لقد حازت أوليفيا كولمان بالفعل على لقب ملكة القلوب، وعندما بدا الأمر كما لو أن فيلم المفضلة، من إخراج يورغوس لانثيموس، سيذهب إلى البيت من دون أي شيء على الإطلاق، أضافت كولمان جائزة الأوسكار إلى خزانة فضياتها المكتظة، وتكلمت بطريقة ساحرة وممتعة".

هل سيختفي السجال بشأن ترشيحات الأوسكار؟

وفقا للانطباعات التي أدلى بها البعض عن ترشيحات الأوسكار لهذا العام، وبعد أربع سنوات من هاشتاج راين، يتضح أنه ما زال هناك الكثير مما ينبغي القيام به، لسبب واحد أنه لم توجد امرأة واحدة ترشحت لأفضل مخرج، ولم يكن هناك فيلم موجه إلى المرأة ليحصل على أفضل فيلم. وتقول راين بهذا الصدد "إلى أن تختفي أحاديثنا حول الفائزين في عام 2019، وإلى أن نرى أن لكل شخص فرصة، أيا كان عرقه أو إثنيته، أو توجهه الجنسي، أو عدم أهليته الشرعية، أو للسكان الأصليين في هذا البلد، وحتى يصبح بوسعنا أن نرى أنفسنا ممثلة على الشاشة، وليس فقط خلال موسم الجوائز بل على مدار العام، سأستمر في الحديث عن #OscarsSoWhite. لكن بالنظر إلى الفائزين في تلك الليلة وإذا كانت هذه علامة على أشياء آتية فهي علامة واعدة جدًا بالفعل".

ضفة ثالثة اللندنية في

06.03.2019

 
 
 
 
 

رشح للأوسكار ونال جائزة «كان» وتصفيق السينمائيين 15 دقيقة

«كفرناحوم».. تساؤلات مؤلمة عن الهوية

مارلين سلوم

في الحديث عن «كفرناحوم»، من أين تنطلق؟ سمعتَ عنه الكثير وقرأت الكثير، لكن مشاهدتك له تضعك في مكان آخر، وتأخذك إلى عالم من الصعب أن تخترقه وحدك، أو أن تذهب إليه بملء إرادتك. المخرجة نادين لبكي، جعلت من الفيلم كتلة من الألم، من المشاعر، من الحقائق والصور التي لا تنتمي إلى العالم الافتراضي بأي شكل من الأشكال. ننصحكم أن تشاهدوه بكامل إنسانيتكم وضميركم، وستجدون كفرناحوم في كثير من الأماكن، وستجدون فيه خريطة مختلفة للحياة.

لا تخيّرك نادين لبكي، بل تجبرك على التعاطف مع أبطالها والقصة التي اختارت تناولها. لا تتركك تائهاً بين ال«نعم» وال«لا»، وتفهم سريعاً لماذا استحقت جائزة لجنة تحكيم مهرجان «كان السينمائي الدولي»، وصفق الحضور للفيلم أكثر من 15 دقيقة متواصلة. لا بأس إن لم تنل جائزة «الأوسكار» أيضاً، فهذا لا يقلل من قيمة عملها، إذ من المستحيل أن يفوز كل المتنافسين في المسابقة.

في المشهد الأول ترى مجموعة أطفال يلعبون في أحد شوارع الأحياء الشعبية أو تلك التي يسمونها «العشوائيات»، يحملون بنادق مصنوعة من خشب، ويتقاتلون في حرب وهمية. زين الحاج (يؤديه زين الرفاعي) طفل من هؤلاء، دخل السجن بسبب ارتكابه جناية، حيث طعن أحدهم بالسكين، ويمثل أمام القاضي كمدعي على والديه سعاد وسليم الحاج «لأنهما أنجباه». شكوى زين تقف بك على مشارف القصة وسلسلة المآسي التي أدت بالصبي ابن ال 12 عاماً -تقريباً، لأنه بلا هوية أو مستند يؤكد تاريخ ولادته- إلى هذه الحال، ومنها تنطلق إلى التفاصيل التي تحرص لبكي على التدقيق فيها.

زين هو «الصبي الوحيد» في أسرة لا يمكنك حصر عدد أطفالها البنات، نعرف لاحقاً أن له شقيقاً أكبر في السجن. يعيشون في «ما يشبه المنزل»، ينامون جميعاً والأم والأب أيضاً في غرفة واحدة. يتصرف كرجل، يتحمل مسؤولية العائلة ويرعى أخواته. محروم من التعليم ليعمل في دكان أسعد، الذي يغازل شقيقته سحر ابنة ال11 عاماً. تنتقل لبكي بسلاسة بين خيوط الأزمات التي تسلط عليها الضوء في عملها، فتجمع أزمة نشأة أطفال بلا هوية وغير مسجلين في الدوائر الرسمية، مع أزمة زواج القاصرات، ثم النازحين السوريين وحلم الهجرة إلى بلد أجنبي، والخادمات المخالفات للقانون وإنجابهن أطفالاً في السر ليولدوا أيضاً بلا هوية وأوراق رسمية.

تحمِّلنا كاتبة العمل ومخرجته الكثير من الوجع، فتشعر وكأنك تعيش في الساعتين عمراً بكامله، وأن الوقت ثقيل وأنت مكبّل في مقعدك. زين يحارب على أكثر من جبهة، يسعى لتأمين لقمة العيش، يخرج مع شقيقاته لبيع العصائر أو السكاكر في الشارع، يشتري من الصيدليات الترامادول بوصفة طبية مزورة ليطحن حبوبها مع والدته وشقيقاته ويسربونها إلى شقيقه في السجن. في ملامحه الكثير من البراءة والحزن، وفي نشأته الكثير من القسوة التي علمته طرقاً مختلفة للتحايل والسرقة. هو الأخ الحنون الذي يبكيك على حاله وحال أخته سحر، التي يحاول جاهداً منع زواجها من أسعد، في مشهد مؤثر جداً، وصراع تتمزق معه الأسرة فترحل سحر مرغمة مع أبيها إلى بيت زوجها، ويرحل زين عن المنزل، فتبدأ معاناة جديدة مع البحث عن مكان يبيت فيه وعمل.

يجر مآسيه وينتقل إلى أماكن أكثر بؤساً، حيث يلتقي خادمة تعيش مأساة إخفاء طفلها «يوناس» عن العيون لأنه «غير شرعي» وبلا أوراق. تأويه مع صغيرها في غرفة، ثم يجد زين نفسه مسؤولاً عن الطفل. في التفاصيل تقدم المخرجة الكثير مما يشير إلى ذكاء ابن ال12 عاماً، الذي يصبح رجلاً غصباً عنه، عليه أن يتدبر أمره ويجيد التصرف كيفما رمته الظروف وعصرته الحياة. عليه أن يكون أماً وأختاً وأخاً وأباً وناصحاً وبائعاً وتاجراً.. كل شيء إلا «طفلاً بريئاً». الأطفال ضحايا الكبار، من أنجبوهم، ومن تسببوا في تشردهم، ومن أجبروهم على العمل والكذب وسرقوا منهم طفولتهم وحقهم في التعليم، ومن زوجوا البنات مبكراً.. الرسائل تصلك مغلفة بمشاهد لا يمكن إلا أن تصدقها. الفيلم ليس تجارياً، ولا ترفيهياً، والتصوير فيه يبتعد عن التفنن في التقنيات. يعتمد أكثر على الظلمة والأجواء الخريفية والشتوية والغيوم، كي يزيد من حزنك حزناً.

تكتفي نادين لبكي بالظهور في مشهدين فقط كمحامية تترافع عن الطفل زين، وتترك له ولأسرته وللخادمة البطولة. لو اختصرت من الفيلم بعض مشاهده لكان أفضل، لأنه طويل ومثقل بالهموم، رغم جماله وأهميته، ورغم نهايته الباسمة والمبشرة والمفتوحة على الأمل.

هناك من اتهم المخرجة وحاول سوق الفيلم نحو أهداف وتحليلات سياسية غير منطقية، وهناك من رآه مجرد سرد حالات بلا أي مجهود في الإخراج، إلا أن مثل هذا النوع من الأعمال لا يحتاج أبداً إلى فذلكات، بل إلى تركيز المخرج على حسن استخدام أدواته وبساطة الصورة لتعكس عمقها بشفافية. والمخرجة استخدمت في «كفرناحوم» الكثير من المنطق، مثل تحويل زين أدوات المطبخ والحلل إلى ما يشبه العربة لوضع الطفل يوناس وجره مسافات بحثاً عن أمه. مهما تحدثنا، فسرد الأحداث بعيداً عن المشاهدة، لا يكفي لحملك إلى عمق «كفرناحوم» أو إدخالك في صميم عالم أبطاله.

marlynsalloum@gmail.com

الخليج الإماراتية في

06.03.2019

 
 
 
 
 

جوائز «روما» تثير حنق هوليوود.. حملة سبيلبرج تهدد عرش أفلام الإنترنت

رشا عبد الوهاب

«تجربة السينما تظل بلا منافس، وهذه ليست أفلاما حقيقية».. هذا الرأى استند إليه المخرج الشهير ستيفن سبيلبرج، الحائز جائزتى الأوسكار، فى حملته لمنع مشاركة أشهر منصة أو شركة للبث عبر الإنترنت فى مسابقة أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة لعام 2020.

الشركة الشهيرة خرجت بنتائج مذهلة خلال الدورة 91 من جوائز الأوسكار بحصولها على 15 ترشيحا، وتحقيقها ثلاثة انتصارات، كلها كانت من نصيب فيلم »روما» للمخرج ألفونسو كوارون الذى يعتبر أول فيلم من إنتاج هذه الشركة يحصل على أرفع جائزة سينمائية فى العالم. سبيلبرج لا يريد فيلما مثل «روما» مجددا فى جوائز الأكاديمية، الذى أنفقت عليه الشركة نحو 15 مليون دولار كميزانية إنتاج. سبلبيرج ــ 72 عاما ــ باعتباره أحد المحكمين فى جوائز الأكاديمية، قرر إطلاق حملة بين زملائه المخرجين لدعم تغييرات فى قواعد الجوائز.

فقد أعلن أنه يشعر بفرق بين الأفلام المنتجة للبث بلا توقف على الإنترنت، والأفلام المنتجة خصيصا لشاشات السينما، ولهذا قرر إطلاق حملة ضد هذه النوعية من الأفلام ضعيفة الجودة والقيمة الفنية من وجهة نظره، التى لا ترقى بأى حال من الأحوال لمستوى أفلام هوليوود.

المخرج الأسطورى لسلسلة أفلام مثل «الفك المفترس» و«آنديانا جونز» و«حديقة الديناصورات»، وأخيرا «ذا بوست»، الحائز جائزتى أوسكار أفضل مخرج، يرى أن هذه النوعية من الأفلام لا تستحق جوائز الأوسكار، وأنها يجب أن تتنافس على جوائز إيمى التليفزيونية وليس جوائز سينمائية، إذ ان أفلامها لا تعرض طويلا فى دور العرض.

هذا كان موقف مهرجان كان الفرنسى أيضا، الذى رفض مشاركة هذه النوعية من الأفلام فى دورته الأخيرة خلال العام الماضي.. وموقف سيبلبرج وجد مؤيدين ومعارضين لمبادرته، فقد أكدت المخرجة آفا دوفرناي، التى حصلت على أول ترشيح للأوسكار عبر الشركة عن فيلمها التسجيلى «13» عام 2017، أن المخرجين مثلها لديهم رؤية مختلفة.

ومع ارتفاع أسهم فيلم «روما» فى بورصة ترشيحات الأوسكار، قبل فوزه الفعلى بالجائزة، اشتعل جنون استديوهات هوليوود، لعدة أسباب، منها أن هذه الشركة تنفق مبالغ طائلة على الأفلام، فقد أنفقت 50 مليون دولار من أجل فوز «روما» وما بين 5 إلى 25 مليون دولار من أجل فوز «الكتاب الأخضر» حسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، بينما تصر الشركة على أن هذه الجوائز وهذه الأرقام ضمن الميزانية التسويقية. كما أن دفع فيلم «روما» بهذه الميزانية الضخمة كان له تأثير سلبى على موزعى الأفلام الأجنبية، رغم أنه تم عرضه على شاشات السينما حصريا لمدة 3 أسابيع فقط.

وانتقد أحد المحكمين فى الجائزة تنامى شعور الشركة بأنها تحولت لشركة إنتاج، موضحا أنه لابد من وجود معايير واضحة للإنتاج. حالة الجدل لن تنتهي، فهناك من يرى أن الشركة ساعدت فى تنامى نفوذ الأفلام المستقلة، ومساعدة أفلام الأقليات والسود على المنافسة بعيدا عن هوليوود «البيضاء» والعنصرية، التى تقف وراء نجومها البيض والذكور على حساب الجميع، وأسهمت الشركة كذلك فى ظهور موجة الأفلام ذات الميزانيات المحدودة بعيدا عن الأرقام الخيالية المعروفة عن الأفلام الأمريكية. ولعل خروج فيلم «الأيرلندي» للمخرج الشهير مارتن سكورسيزي، الذى سيكون من إنتاج الشركة، إلى النور خلال العام الحالي، والذى يقوم ببطولته نجوم بحجم روبرت دى نيرو وآل باتشينو سيصب فى مسار تقوية ودعم الشركة التى احتكرت توزيع الأفلام على الإنترنت بل إنها تنافس كبريات شركات الإنتاج فى هوليوود، خلال محاولاتها إنتاج محتوى أصلي. الشركة تأسست عام 1997 فى أضخم وأغلى صفقة اندماج بين شركتين فى تاريخ وادى السيلكون، المتحكم الرئيسى فى شرايين العالم، حيث توجد مقار كبريات الشركات العالمية فى التكنولوجيا، للبث بلا توقف على الإنترنت مقابل اشتراكات لتأجير أقراص «دى فى دي» تحمل مكتبة رقمية من الأفلام والبرامج. الشركة، كانت تريد استنساخ تجربة منصة رقمية أخرى تعتبر الأشهر فى أمريكا فى البيع الإلكتروني، إلا أنها تحولت إلى «حوت» احتكارى فى مجال توزيع وإنتاج الأفلام والمسلسلات على الإنترنت، لتعلن وفاة التليفزيون إكلينيكيا. وفى يناير الماضي، وصلت قيمة الاشتراكات إلى 139 مليون دولار، من بينها نحو 58 مليونا دولار داخل الولايات المتحدة، ووصل عدد المشتركين إلى 148 مليون شخص فى 190 دولة. صعود الشركة أثر على الطريقة التى يشاهد بها الجمهور التليفزيون، وقال نيل هانت مدير الإنتاج بالشركة: إن الإنترنت يسمح للمستخدمين بحرية مشاهدة المسلسلات على حسب ظروفهم.

الأهرام اليومي في

06.03.2019

 
 
 
 
 

سيطر على جوائز سيزار الـ44..

«حتى الحضانة» فيلم رائع يناهض العنف ضد المرأة

كتبهويدا حمدي

كالعادة سيطرت جوائز الأوسكار والجدل الذى صاحبها سلبا أو إيجابا على المشهد السينمائى والمهتمين به، وتوارت أحداث وجوائز مهمة واكبت حفل الأوسكار الذى أقيم فى ٢٤ فبراير، كان بينها جوائز سيزار الفرنسية ال٤٤، والتى تمنحها أكاديمية الفنون وتقنيات السينما الفرنسية، أعلنت قبل الأوسكار بيومين، وفاز بأربع من جوائزها الفيلم الرائع «Jusqu'A La Garde» «حتى الحضانة» لكزافييه لو جران، توج بأفضل فيلم، وأفضل سيناريو وأفضل مونتاج وأفضل ممثلة للنجمة الفرنسية ليا دروكير والتى لعبت دورا رائعا ينافسها الطفل الموهوب جدا توماس جيوريا الذى كان يستحق أفضل ممثل بلا منازع.

تأتى أهمية الفيلم الذى أتمنى عرضه فى مصر، فى أى من المهرجانات أو التجمعات المهتمة بحقوق المرأة، بتصديه بشكل قوى وصادم لقضية العنف ضد المرأة والأطفال.. سيناريو رائع كتبه المخرج لو جران يعرض ببلاغة لا تحتاج حوارا أزمة أسرة تعانى من عنف وبطش الزوج الذى لا يستطيع السيطرة على إنفعالاته، حتى أنه تسبب فى إصابة بدنية لابنته الشابة، والأكثر مرارة ما سببه من بؤس وذعر وهلع للأسرة كلها، وعلى الأخص طفله الصغير جوليان الذى لم يتجاوز ١١ عاما.

تبدأ الأحداث فى غرفة ضيقة مغلقة تضم الزوجة الشاحبة بنظرة حزينة شاردة ومحاميتها، والزوج الضخم ومحاميته التى تشبهه حجما، والقاضية المرتبكة فى حيرة واضحة تحقق فى طلب الزوجة بحضانة الطفل جوليان بشكل كامل، فلا يسمح للأب بأخذه لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، وذلك بناء على طلب الطفل الذى لم يعد يحتمل سلوك أبيه العدوانى حتى ولو بالصراخ والعنف الذى يسبب له فزعا وألما أكثر من الضرب !، وما بين دفاع كل محامية عن حق موكلها فى حضانة الطفل،و حق الطفل نفسه فى تقرير مصيره، وتمسك الأب بحقه فى المشاركة فى رعاية ابنه الصغير، بادعاء أنه لا يميز مصلحته فى تلك السن فلا ينبغى الاستجابة لطلبه، ترفض القاضية طلب الأم، ليبقى الوضع على ماهو عليه.

بدا المخرج من المشاهد الأولى بارعا فى عرض قضيته، ففى حين أبرزت الكاميرا نظرات الخوف فى عين الزوجة المسكينة ليكسب تعاطفك معها، ركزت الكاميرا على عين الزوج البليدة، ونظراته الحادة القاسية، وكانت رأسه فى معظم اللقطات خارج الكادر مكتفيا بصوته الضخم وجسمه الأضخم، وظل هكذا فى معظم كادرات الفيلم خاصة وهو مع الطفل الصغير ليؤكد انه لا يعرف لغة العقل ويده تسبقه دائما، فكان يسير ويده تطبق على رقبة الصبى المرتعد خوفا وكأنه أسير حرب!

بعد الجلسة وانتصار الأب وفوزه بحضانة ابنه فى عطلة الأسبوع، تبدأ جولات من الفزع الإنسانى الذى عبر عنه الطفل الموهوب بشكل مدهش يحسب للمخرج المتمكن، غابت عن الطفل وملامحه البريئة مشاعر الطفولة والأمان ليحل محلها الرعب والهلع والدموع فى مواجهة قسوة أب يطارد أسرته وزوجته التى يشك فى ارتباطها بآخر، ويتهجم عليها فى منزل والديها ثم منزلها الجديد الذى تختبئ فيه بعدما غيرت عنوانها وتليفونها مرات لتحمى نفسها وابنتها وابنها من بطشه، وهو يتخبط كالمجنون يطاردها بصراخ وعنف يتحول فى نفس المشهد لدموع وتوسلات مريض بائس، تزيد من رعب وآلام الصبى الذى يتمزق حرفيا فى تلك الأجواء القاسية،و لا يجد ملجأ سوى حضن أمه المذعورة أصلا، وحين ييأس الزوج الهمجى من قبول زوجته للصلح يفقد عقله، يحاول اقتحام البيت وتحطيم الباب مستخدما سلاحه، ولا يهتم بفزع الصبى وصراخه الهيستيرى خوفا من الرصاص الذى اخترق الباب، تستنجد الأم بالشرطة التى تنصحها بالاختباء بمسبح الحمام، فتحتضن ابنها المنهار فى مشهد رائع، حتى تأتى الشرطة وتلقى القبض على الزوج المجنون،و الابن وأمه يرتعدان خوفا وهلعا.. يغلق الباب وثقوب رصاصات الأب التى اخترقته مازالت موجودة، وينتهى الفيلم. وهو أروع ما تعرض لقضية العنف الأُسَرى فى السينما.

أهدت النجمة ليا دروكير جائزة افضل ممثلة لكل امرأة تتعرض للعنف فى العالم وتعانى من هذا الواقع المأساوى.. والمؤسف أن نضال المرأة حتى فى الغرب لم يسفر حتى الآن عن قوانين حاسمة تحد من ظاهرة العنف التى يدفع ثمنها الأبناء قبل الأم، وليس هناك مايحمى الأطفال حقا من عنف آبائهم رغم وجود قوانين تقر ذلك. الجدير بالذكر أن عرض الفيلم وفوزه بسيزار أفضل فيلم فى الحفل المقام بباريس يأتى مواكبا ليوم المرأة العالمى الذى يحتفل به العالم بعد غد (٨ مارس ) وهو ذكرى أول مؤتمر للاتحاد النسائى العالمى الذى عقد بباريس عام ١٩٤٥ أى منذ ٧٤ عاما.

بوابة أخبار اليوم المصرية في

06.03.2019

 
 
 
 
 

رامى مالك ونظرية المؤامرة!

جيهان الجوهري

لأننا شعب عاشق «للهري» أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى لا هم لها إلا التعجب من المبالغة التى احتفى بها الإعلام والجمهور  باستحقاق  رامى مالك  جائزة أوسكار أفضل مُمثل، بينما رأى فريق آخر أن أداءه دور شاذ هو وراء فوزه  ووصل الأمر لحد  تبنى نظرية التآمر والتفسير السياسى. ووصلت شطحات الفريق الثانى بنفى مصريته  وأنه ابن الغرب فى الوقت الذى يقوم رامى مالك فى كل حوارته التليفزيونية بالتأكيد على أنه ابن المصريين.  

قرأت تعليقات من شخصيات مرموقة تعمل بمجالات مختلفة لاعلاقة لها بالفن، وفى ذات الوقت الحوار معها غير مُجدٍ لإقناعها أن المُمثل يجب عليه تجسيد كل الشخصيات لأن هذه مهنته التى اختارها بمحض إرادته وما يعنيه فى المقام الأول كيفية تقديم هذه الشخصيات بشكل  فنى جيد وهذا الأمر له علاقة بعناصر أخرى مثل السيناريو والإخراج والجهة المُنتجة وتظل مسئوليته محصورة بحكم خبرته  فى مدى ثقته بالعناصر  التى ستنفذ ذلك العمل خاصة إذا تناول سيرة ذاتية لشخصية عامة.  لكن ما ليس مقبولا يا سادة أن نرى  ممثلين مُحترفين لا يفرقون بين تجسيد الشخصيات وما تتبناها من أفكار وشخصياتهم الحقيقية التى لن تتبنى بالقطع أفكار الشخصية التى يتم تجسيدها على الشاشة. إنهم هنا يضعون  نفسهم فى كفة واحدة مع جمهور يتصور أن تجسيد المُمثل لأى شخصية مُنحرفة وخارجة عن القانون أو لديها ارتباك فى ميولها الجنسية بمثابة انعكاس لشخصيته الحقيقية، والدليل  رفض عدد من النجوم لعب شخصيات شاذة من منطلق نظرة الجمهور لهم.

الطريف أن إحدى المُمثلات شنت هجوما على الذين بالغوا فى احتفالهم برامى مالك وأرجعت الأمر لـ«تحدى سياسى أمريكي»، ففى الوقت الذى تحرق فيه مصر «علم المثليين»  أمريكا تعطى «الأوسكار» لأحد أبنائها. ليس هذا فقط بل ذهب خيالها لأبعد من ذلك أن رامى مالك أصبح قدوة من وجهة نظر الشباب الذين يرددون أنه جرى خلف حلمه الذى حققته له أمريكا  إلخ  وأنه أصبح قدوة للشباب وهايبقى له كلمة عليهم  طيب بالذمة ده كلام منطقي؟!.

هل هذا  كلام يصدر من فنانة مُخضرمة تعلم معنى تجسيد شخصية؟ هى لم تشاهد الفيلم أصلًا لترى مستوى الفيلم والأداء الرائع لرامى مالك لشخصية المُغنى الأسطورة فريدى ميركورى لكنها اكتفت بوضع صورة  لمشهد يقبل فيه صديقه مُعلقة «هذا هو المشهد الذى جعله يحصل على جائزة الأوسكار».

أريد توجيه سؤال لنفس الممثلة والتى بالمناسبة أكن لها كل تقدير واحترام لموهبتها،  هل أمريكا استغلت  من قبل نجومية وجماهيرية عمر الشريف؟ الذى هاجر لأمريكا فى عز شبابه وتألقه الفنى فى مصر -  أنا هنا بقول عمر الشريف اللى كان معروف أصلًا -  لكى تستغل رامى مالك  الأمريكى من أصل مصرى والذى لم يسمع عنه أحد شيئًا فى مصر قبل حفل الأوسكار  باستثناء المتابعين والمهتمين بالسينما العالمية، هل يعقل أن أمريكا تدخل تحديا سياسيا من خلال شاب لايعرفه المصريون وغير مهتمين بالأوسكار ولابالمهرجانات السينمائية العالمية؟  بالعكس ده رامى مالك ممكن يتعاون مع مهرجان القاهرة السينمائى الدولي  يعنى فى النهاية نحن المُستفيدون. وإذا نظرنا بفكرنا سريعًا على النجوم والنجمات الذين قدموا أدوارا ضد أخلاقيات المجتمع والخارجين على القانون سنجدهم كثيرين لايتسع المجال لسرد أسمائهم العديدة.ليبقى السؤال هل  هؤلاء علموا الأجيال الشذوذ والإدمان والخيانة والخروج عن القانون فى الوقت الذى لم يكن مُتاحا فيه الإنترنت؟

الأجيال الجديدة ياسادة ليست فى حاجة لمشاهدة فيلم تتعلم منه ماهو ضد أخلاقيات المجتمع. الجيل الجديد هو رقيب على نفسه فى ظل التقدم التكنولوجى.

رامى مالك مصرى فخورون به  كممثل موهوب اشتغل على نفسه كثيرا لكى يحصل على أوسكار أفضل ممثل وعمره لم يتعد ٣٧، إذا لم يشعر الذين هاجموه بهذا الفخر على الأقل لاتفسدوا  فرحتنا بموهبته وشطارته التى جعلته يقتنص أوسكار أفضل ممثل من متنافسين  من العيار الثقيل بحجم «فيجو مورتينسين»  و«برادلى كوبر» و«كريستيان بيل» و«وليام دافو».

صباح الخير المصرية في

06.03.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2019)