كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

ترشيحات الأوسكار...واحنا ونصيبنا

ترشيحات "روز اليوسف" لجوائز الأوسكار 2019

عصام زكريا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2019)

   
 
 
 
 
 
 

لـ"روما" نصيب الأسد وفنانو العالم يجتاحون الأكاديمية الأمريكية!

ساعات وتعلن جوائز الأوسكار الواحدة والتسعين، لتنهي واحدا من أصعب السباقات وأغربها في تاريخ المهرجان.

الفيلم الأكثر استحقاقا للجوائز، وهو "روما"، لا ينتمي إلى السينما بمفهومها التقليدي أصلا. ولو إنه صنع من عشر سنوات مثلا لما كان سيسمح له بدخول السباق، لإنه غير مخصص للعرض العام في دور العرض السينمائي، ولا حتى للتليفزيون، ولكن للعرض عبر شبكة الانترنت، وفوق ذلك هو فيلم أجنبي ناطق بالاسبانية كان أقصى طموحه منذ سنوات أن يرشح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي.

أعضاء أكاديمية علوم وفنون السينما وصل عددهم إلى حوالي ثمانية آلاف شخص بعد أن توسعت إدارة الأكاديمية خلال العامين الأخيرين لإضفاء مزيد من الأعراق والجنسيات والألوان عقب الاتهامات بالعنصرية للبيض التي تعرضت لها الأكاديمية. وهؤلاء الآلاف الثمانية مقسمون حسب المهن السينمائية المختلفة، من المنتجين والمخرجين والممثلين وحتى متخصصي الخدع ومصممي الملابس و"المزينين" ( واضعي الماكياج وقصات الشعر).

لذلك، وعلى عكس ما يعتقد البعض تتراوح اهتمامات وأذواق وتحيزات هؤلاء الأعضاء كثيرا، وأحيانا تحسم النتائج بفارق أصوات معدودة، وللأسف لم تسمح الأكاديمية، التي تأسست عام 1927، بنشر تفاصيل التصويتات القديمة حتى الآن، مع إن قوانين بعض الدول تفرض على أجهزة المخابرات نشر وثائقها القديمة بعد مرور ربع أو نصف قرن!

لو أن المسألة تتعلق بفن السينما فقط، فإن "روما" هو الأفضل بلا كثير من الجدل، ولكن هناك قطاع من أصحاب الأصوات، من المنتجين والموزعين تحديدا، سيقفون ضده لإنه من انتاج "نتفليكس"، التي أصبحت تجربتها الناجحة تهدد فكرة السينما من اساسها، ولن نستغرب بعد عشر أو عشرين سنة إذا رأينا أن دور العرض السينمائي تنقرض وتتحول إلى آثار للذكريات!

"نتفليكس" قد تكون الخطر، ولكن ربما تكون الأمل أيضا في بقاء فن السينما، كما حدث مع التليفزيون منذ أكثر من نصف قرن. والشركة العملاقة قامت بحملة دعاية هائلة لاقناع السينمائيين بإنها ليست ضد السينما، بل طوق انقاذها من الغرق، وهذه الحملة ستقنع البعض، ولكنها ستستفز البعض الآخر لمقاومة غزو الانترنت.

لكن الصراع حول "روما" لا يقتصر على مجال السينما. عندك رئيس أمريكي مهووس يهدد ببناء سور حول الحدود الأمريكية المكسيكية على طريقة الجدار الاسرائيلي، وهاهو فيلم مكسيكي قلبا وقالبا ناطق بالإسبانية مرشح لأكبر الجوائز الأمريكية. كيف سيرد أعضاء الأكاديمية على عنصرية ترامب؟

الصراعات "خارج الفيلم" لم تقتصر أيضا على "روما". هذا العام هناك جدل كثير حول كثير من الأفلام المرشحة، ربما أكثرها هو استبعاد المخرج اللامع برايان سينجر من استكمال فيلمه "قصيدة بوهيمية" بسبب سوء معاملته مع فريق العمل، وبالتحديد بطل الفيلم رامي مالك، ثم الاتهامات التي تعرض لها بالاعتداء على عدد من الصبية في أوقات مختلفة من حياته. كذلك لاحقت اتهامات "جنسية" و"عنصرية" مختلفة كل من مخرج ومؤلف فيلم "الكتاب الأخضر"، المرشح بقوة لمنافسة "روما" على جائزة أفضل فيلم، بالرغم من أن مخرجه بيتر فاريللي لم يرشح لأوسكار أفضل مخرج، في واحدة من نوادر الأكاديمية!

خلال السنوات القليلة الماضية غيرت الأكاديمية عددا من لوائحها الخاصة بشروط العضوية وشروط الترشح للجوائز، ونتج عن ذلك مظاهر غريبة مثل دخول الأفلام الأجنبية سباق الجوائز العادية، مثلما نجد هذا العام من حصول "روما" على ترشيحي أفضل فيلم وأفضل فيلم أجنبي، أو ترشح فيلم تحريك لجائزتي أفضل فيلم وأفضل فيلم تحريك!

لكن الأمر الايجابي هو أن هذه التغييرات ضربت في الصميم أفكارا عنصرية وجنسية ووطنية وسياسية كثيرة، وجعلت للأوسكار وجها كوزموبوليتانيا ليبراليا يحمل ألوان الطيف، أو على الأقل بعض ملامح هذا الوجه، الذي يكتسي هذا العام بملامح مكسيكية ومصرية وأفريقية ويابانية.

على أية حال، وبعيدا عن الجدل المثار حول الأكاديمة وأعضائها والأفلام المرشحة، فيما يلي تقديراتنا للنتائج التي ستعلن مساء الأحد القادم- فجر الاثنين بتوقيتنا. 

أفضل فيلم

"روما" هو الأجدر بكل المقاييس، ولو فاز "الكتاب الأخضر" ستكون سقطة جديدة لديموقراطية الأوسكار لا تقل عن السقطة التي أتت بترامب!

أفضل اخراج

ألفونسو كوران عن "روما". 

هذه جائزة شبه مؤكدة، وغير ذلك لن يكون سقطة، بل جريمة. كوران حصل على أوسكار أفضل مخرج منذ بضعة أعوام عن فيلمه "الجاذبية الأرضية"، 

أفضل ممثلة

جلين كلوز عن دورها في فيلم "الزوجة". 

كلوز رشحت للجائزة سبع مرات من قبل ولم تحصل عليها، إلا أنها الأقرب للجائزة تقديرا لمسيرتها الفنية، ولفكرة المرأة المبدعة التي تضطر للعمل "من الباطن"خلف واجهة زوجها، مع أنها فكرة سبق أن رأيناها في فيلم "عيون كبيرة" منذ عدة أعوام، وبالرغم من أن "الزوجة" ليس فيلما عظيما، بسبب بعض أخطاء السيناريو والمونتاج وتواضع موهبة مخرجه. ولو أنصفت الأكاديمية فسوف تحصل أوليفيا كولمان عن تجسيدها لدور آن ملكة بريطانيا في فيلم "المفضلة".

أفضل ممثل

رامي مالك عن دوره في "قصيدة بوهيمية".

يلعب رامي، المصري الأصل، شخصية فريد ميركوري نجم فريق "كوين" الذي سحرت موسيقاه أجيال. هناك لحظات في الفيلم ترتبك أمام أداء مالك معتقدا بالفعل أنه ميركوري. يضاف إلى ذلك الجهد الخرافي الذي بذله من أجل الدور...يعني موهبة واجتهاد. ماذا تحتاج أكثر من ذلك لتحصل على الأوسكار؟

أفضل ممثلة مساعدة

ريجينا كينج عن دورها في فيلم "لو تكلم شارع بيل؟"

هذا فيلم بسيط مؤثر، مقتبس عن رواية شهيرة للاديب الأسود جيمس بالدوين، يدور عن العنصرية وعن شخصية امراة سوداء قوية ونبيلة الخلق، تلعبها ممثلة كبيرة لم تواا الفرصة من قبل للعب دور بهذا العمق.

أفضل ممثل مساعد

ماهرشالا علي ممثل أسود أيضا موهوب وبارع لفت الأنظار منذ عدة أعوام بدوره في فيلم "مونلايت" الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم متفوقا على "لالا لاند". علي يلعب دورا رائعا آخر في "الكتاب الأخضر" هو العنصر الأكثر تميزا في الفيلم.

أفضل سيناريو مقتبس عن وسيط آخر

من عجائب الأوسكار أن مخرجا كبيرا بحجم سبايك لي لم يرشح أبدا لأوسكار أفضل مخرج. وفيلمه الأخير ذو العنوان المضحك "بلاكككلانسمان" واحد من أفضل أعماله، ولكن فرصه ضعيفة للفوز بأفضل فيلم أو مخرج، لكن على الأقل سيفوز باوسكار أفضل سيناريو الذي شارك سبايك لي في كتابته.

افضل سيناريو مكتوب مباشرة للسينما

"المفضلة" مرشح لعشرة جوائز مثله مثل "روما"، ولكن حظوظه تكاد تنحصر في التمثيل والملابس والديكور، وبالقطع في السيناريو الذي كتبته ديبورا ديفيز بمساعدة توني ماكنمارا، وهو سيناريو شاق يحتاج إلى سنوات من البحث والتنقيب والصياغة حتى يمكن أن يخرج بهذه الدقة التاريخية والمتعة الفنية مع خفة دم أيضا.

أفضل تصوير

"روما" 

ألفونسو كوران مرشح كمنتج ومخرج ومؤلف ومصور ومونتير. ربما لا يحصل "روما" على أوسكار أفضل فيلم للأسباب السابق ذكرها، لكن كوران يستحق بالتأكيد أوسكاري أفضل مخرج ومدير تصوير. 

أفضل مونتاج

"قصيدة بوهيمية" المبني على طريقة الفيديو كليب، الذي تتوافق فيه الموسيقى مع الصورة بشكل شديد الروعة، ثم "النائب" الذي يعتمد على سيناريو مبتكر يتنقل بين الأزمنة والواقع التاريخي والخيال القصصي لا يمكن تنفيذه بدون مونتاج خلاق ودقيق، وهو العنصر الأفضل في هذا الفيلم.

أفضل موسيقى تصويرية

لا يكفي أن تكون الموسيقى التصويرية جميلة، أو معبرة عن المضمون ومكملة له، لكنها يجب أن تعطي للعمل مزاجا وروحا، وأن تبقى داخلك بعد مشاهدة الفيلم بأيام، وكل هذا ينطبق على موسيقى فيلم "لو تكلم شارع بيل؟" 

أفضل مؤثرات بصرية

"المنتقمون: حرب الأبدية"، فهو عبارة عن مؤثرات خاصة نبت لها فيلم!

أفضل تصميم انتاج، أو "ديكور"

"المفضلة" و "النمر الأسود" هما الأكثر حظا، لكن الثاني هو الأرجح.

أفضل تصميم ملابس

"المفضلة"

أفضل مونتاج صوت

"قصيدة بوهيمية"

أفضل مزج صوت

"مولد نجمة" أو "قصيدة بوهيمية"، والثاني الأرجح.

أفضل أغنية

"قصيدة بوهيمية" طبعا، لكنها قديمة ولا تنطبق عليها الشروط أصلا!! لذلك ستفوز أغنية "شالو" أو "ضحل" غناء الدويتو ليدي جاجا وبرادلي كوبر من فيلم "مولد نجمة"

أفضل فيلم تحريك

كالعادة يتنافس على الجائزة عدد من الأفلام الرائعة، منها "جزيرة الكلاب" للمخرج ويز أندرسون صاحب الأفلام الخيالية مثل "فندق بودابست الكبير" و"الرائع مستر فوكس"، لكن العمل الأفضل على مستوى فن التحريك، وأيضا لفكرته التي تدور حول بطل خارق أسود، هو "سبايدرمان: داخل نسيج العنكبوت". 

أفضل فيلم أجنبي

بالنسبة لي "سارقوا المتاجر" الياباني هو الأفضل، ولكن "حرب باردة" قد ترجح كفته بسبب مضمونه السياسي الذي ينتقد الديكتاتورية الشيوعية، وربما يفعلها "روما" أيضا. المشكلة أن الذي سيعطون "روما" صوتهم كأفضل فيلم غالبا سيختارون عملا غيره كأفضل فيلم أجنبي، والعكس بالعكس!

أفضل فيلم وثائقي طويل

"عزف حر" Free Solo أحد انتاجات "ناشيونال جيوجرافيك" المتميزة حول متسلقي الجبال، عمل كبير فنيا وممتع للمشاهد. و"RBG" فيلم مهم ومؤثر عن نضال إحدى قاضيات المحكمة الدستورية العليا في الولايات المتحدة الأمريكية. شئ محير!

أفضل فيلم وثائقي قصير

الفيلم الهندي "نقطة. انتهت الجملة" للمخرجة الشابة رايقا زيتابشي، الذي يتناول حياة الفتيات العاملات غير المتعلمات في إحدى القرى الهندية.

افضل فيلم روائي قصير

"مارجريت" للمخرجة الكندية ماريان فيرلي عن العلاقة التي تنشأ بين امرأة مسنة وخادمتها، ليس فقط لقصته الانسانية، ولكن لطموحه الفني الذي يجعل من كل لقطة لوحة زيتية على اسلوب فان جوخ.

أفضل فيلم تحريك قصير

"بوا" من انتاج بيكسار واخراج الصينية الأصل دومي شي عبارة عن تحفة فنية!

الـ FaceBook في

22.02.2019

 
 
 
 
 

رحلة ليدي جاجا إلى أوسكار 2019.. حلم يتحقق بعد استسلام 16 عامًا

أحمد حتحوت

"عندما يقول الناس أنهم يعرفون من هي ليدي جاجا، أريد أن أذكرهم أنهم لا يعرفونها"، هذا ما قالته ليدي جاجا، وستيفاني جيرمانوتا، ووالدة الوحوش، وإينيجما، وآلي عن نفسها في أوائل المقابلات الصحفية لها، وقضت 10 سونات من حياتها تثبته.

ولدت ستيفاني أنجيلينا جوان جيرمانوتا في الـ28 من مارس عام 1986 في مدينة نيويورك لوالدين ذوي أصل إيطالي. بدأت ستيفاني تعلم العزف على البيانو في الرابعة من عمرها بعد تحفيز من والديها زاد من اهتمامها بالموسيقى وأدى إلى اشتراكها في عدة ورش فنية.

لم يتمكن التنمر المتواصل الذي تعرضت له أثناء دراستها، بسبب ولعها بالموسيقى والمسرح، من خطف شغفها منها. إذ استمرت في تقديم عروض غنائية حية في مختلف المطاعم والكافيهات في مراهقتها، كما أنها درست التمثيل المنهجي في معهد لي ستارسبيرج للسينما والمسرح لمدة 10 سنوات.

بعد عدة محاولات فاشلة في اختبارات تجارب الأداء التمثيلي، وجهت جيرمانوتا تركيزها للموسيقى وحصلت على قبول مبكر في الـ17 من عمرها لدراسة الموسيقى بجامعة نيويورك. وتركت الجامعة أثناء العام الثاني لها عام 2005 استعجالًا لبدء مهنتها الموسيقية، وطاردت الحانات والملاهي الليلية وهي حاملة للبيانو الخاص بها في شوارع نيويورك، ويذكر أنها كانت تتصل بالمسؤولين مدعية أنها مدير الأعمال الخاص بها وتقول: "مرحبًا، أنا مدير ستيفاني جيرمانوتا وهي ذات شعبية كبيرة حاليًا وتريد تأدية عرض في تمام العاشرة مساءً."

وفي عام 2006، اشتركت جيرمانوتا في مسابقة المؤلفين الجدد بصالة الشهرة للمؤلفين، وبعد انتهاء المسابقة، اقترحت مكتشفة المواهب ويندي ستارلاند على الموزع الموسيقي روب فوساري أن يعمل مع ستيفاني. وبالفعل عمل معها على عدة أغاني، ويشار إلى أنه صرح بأنه الذي أعطاها الاسم المستعار "ليدي جاجا" نسبة لأغنية Radio Ga Ga لفرقة Queen.

أرسل الثنائي أعمالهما لعدة منتجين موسيقيين تنفيذيين، لتتعاقد شركة Def Jam مع جاجا في سبتمبر 2006، ولكن بسبب إجبارها على استخدام أساليب موسيقية ومؤثرات تختلف عن إرادتها، انفصلت جاجا عن الشركة بعد 3 اشهر. لم يتوقف الثنائي عن الإنتاج، وأرسلا بعض الأغاني إلى المنتج فينسينت هيربيرت. في عام 2007، تعاقدت جاجا مع شركته Streamline، التي هي أحد بصمات شركة Interscope. وبعد عملها كمؤلفة أغاني مساعدة، مضت عقدا لكتابة الأغاني مع شركة Sony، وعينت لتؤلف أغاني لبريتني سبيرز، وفيرجي، وفرقة The Pussycat Dolls وغيرهم.

إنبهر المغني والمنتج الأمريكي أكون، أو "جاكسون ماين" الحقيقي، مما رآه من غناء وتأليف من جاجا، وأقنع المدير التنفيزي لشركة Interscope أن يتعاقد معها. ومن هنا بدأت في تسجيل وكتابة أول ألبوم لها The Fame ذو الأغاني الموزعة على يد الموزع المغربي نادر خياط، الشهير بـRedOne، أهمهم Just Dance وPoker Face.

حقق الألبوم نجاحًا ساحقًا ونال جائزتي جرامي على الرغم من تردد إذاعات الراديو الأمريكية في تشغيل الأغاني لكونها سريعة وراقصة، ولكن جاجا كانت دائمًا ترد: "أنا ليدي جاجا وعملت في هذا المجال لسنوات، وأود أن أخبرك أن هذه الموسيقى هي المستقبل".

قالت المغنية والكاتبة والممثلة في حوار مع THR، أنها استغلت نجاحها كمطربة لتعوض فشلها كممثلة. إذ قضت مسيرتها الغنائية تجسد شخصيات خيالية على المسرح وتختلف من ألبومًا للآخر. ففي فترة الألبوم الأول، جسدت شخصية امرأة مشهورة ذات أزياء لامعة تغني عن حياتها تحت الأضواء، وفي فترة الألبوم الثاني، اتجهت إلى جانب مظلم من شخصيتها وجعلت ألبوم The Fame Monster بأكمله عن مخاوفها وكيفية تعايشها معها، وفي فترة الألبوم الثالث Born This Way، ركزت على الظهور مختلفة عمن حولها بهدف تشجيع الاختلاف وإنهاء التنمر على المختلفين، وأثناء فترة الألبوم الرابع ARTPOP، التزمت جاجا برسالة أن حرية الإبداع الفني أهم من إرضاء العامة والنجاح التجاري; ولذلك جسدت أغلب الوقت شخصيات من لوحات فنية شهيرة. أما في ألبومها الخامس Joanne، فهو ذو جو هادئ وواقعي وعن تجارب شخصية لجاجا; ولذلك حرصت على الظهور بأزياء تقليدية على عكس عادتها.

عينت جاجا على يد المخرج التلفزيوني ريان مورفي في مسلسل الرعب American Horror Story لتلعب دور مديرة الفندق "إليزابيث" مصاصة الدماء، ونسبة لما شاهدناه في أغانيها المصورة ذات الأجواء المظلمة، فإن لا شيء قد تتقنه جاجا أكثر من دورٍ مخيف كهذا; ولذلك نال الدور جولدن جلوب أفضل ممثلة في مسلسل تلفزيوني درامي عام 2016.

على الرغم من أنها حلمت أن تكون ممثلة قبل أن تحلم أن تكون مغنية، تسبب الحلم الأخير في كسر حواجز الحلم الأول. فعندما شاهد برادلي كوبر جاجا تغني الأغنية الفرنسية La Vie En Rose في حفلة خيرية لشون باركر في أبريل 2016، شاهد حلمه كمخرج سينمائي يتحقق، ولكنه لم يكن يعلم أنه شاهد حلم ممثلة صاعدة يتحقق أيضًا.

نتيجة لتأثره من أدائها، عرض كوبر دور "آلي" في النسخة الرابعة من فيلم الموسيقى والدراما A Star Is Born، الذي هو أول فيلم من إخراجه، وهكذا أصبح كلاهما يجرب شيئًا لأول مرة.

لم يجد كوبر صعوبة في إقناع جاجا بقبول الدور، ولكن تطلب الأمر منه أن يعمل بجد في إقناع المديرين التنفيذيين لشركة Warner Bros.، إذ قالت جاجا طوال الجولة الصحفية للفيلم: "قد يكون هناك 100 شخص في غرفة و99 منهم غير مؤمنين بموهبتك وكل ما تريده أن يؤمن واحد فقط بك، وكان هذا برادلي كوبر."

تحول إيمان الشخص الوحيد إلى إيمان الـ100 شخص بأكملهم، حين شاهد العالم أداء الممثلة والمغنية البالغة من العمر 33 عامًا لدور "آلي"، المغنية الموهوبة التي – على عكس جاجا – ينقصها الثقة في النفس وتستسلم عن تحقيق حلمها، إلى أن تقابل المغني المشهور "جاكسون ماين" (برادلي كوبر) الذي يدفعها إلى الشهرة.

علمت جاجا أن كل تجارب التمثيل التي واجهتها في حياتها لم تضيع. من تأدية "أديليد" في Guys And Dolls و"فيليا" في A Funny Thing Happened On The Way To The Forum على مسرح المدرسة، وظهورها في مسلسل The Sopranos في الـ15 من عمرها لمدة دقيقة ونصف، وظهورها في فيلم Machete Kills لمدة 4 دقائق في الـ27 من عمرها، وظهورها في فيلم Sin City: A Dame To Kill For في الـ28 من عمرها لمدة دقيقة.

يظل عامي 2010 و2011 أهم عامين في مسيرة ليدي جاجا كمغنية، ولكن في عامي 2018 و2019 وجدت قمة جديدة ووصلت إليها; بفيلمها ذو الإشادات النقدية العالمية، ومبيعات تذاكر حفلات تخطت حاجز الـ600 مليون دولار، ومبيعات ألبومات وصلت لـ32 مليون نسخة، ومبيعات أغاني وصلت لـ121 مليون أغنية، و9 جوائز جرامي، وأغنية Shallow التي أصبحت ثاني أكثر أغنية حاصلة على جوائز في التاريخ. في الـ33 من عمرها، رشحت جاجا لجائزتي أوسكار وهم أفضل ممثلة في دور رئيسي وأفضل أغنية أصلية عن Shallow.

شهدنا شائعات عن عروض مختلف الأدوار لجاجا من ضمنها "أورسولا" في النسخة الحية من The Little Mermaid والملكة كليوباترا، إلا أنه لم يأتي أي خبرٍ مؤكد. وأيًا كان ما ستقبل به الفنانة، فنحن على قمة الاستعداد للانبهار بما ستقدمه.

 

####

 

ساخر- النسخ الصادقة لأفلام أوسكار 2019..

عن إبليس وفضلات الكلب ومضاجعة الملكة

أمل مجدي

خلال الفترة الحالية، يحرص عدد كبير من محبي حفلات الأوسكار على مشاهدة الأفلام المرشحة لمعرفة موضوعاتها وتكوين وجهة نظر حيال مدى استحقاقها للفوز، قبل ليلة توزيع الجوائز التي ستقام في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين المقبل.

وكالعادة، أجرت المواقع الساخرة مثل The Shiznit وCollege Humor تعديلات على الملصقات الدعائية للأفلام المرشحة لجوائز أوسكار 2019. تحمل هذه التعديلات طابعا كوميديا يهدف إلى السخرية من الموضوعات المطروحة.

الصور التي يُطلق عليها "النسخ الصادقة للملصقات الدعائية" شملت الأفلام الثمانية المرشحة لجائزة أفضل فيلم هذا العام.

-فيلم A Star Is Born

تغير اسم الفيلم المنافس على 8 جوائز أوسكار إلى "الأنف الكبيرة لا تجعلك قبيحة"، في إشارة إلى بطلة الفيلم التي كانت تشعر بأنها غير قادرة على تحقيق الشهرة بسبب أنفها الكبير.

يعد الفيلم التجربة الإخراجية الأولى لبرادلي كوبر، والنسخة الرابعة التي تحمل اسم A Star Is Born، وتتناول قصة حب تنشأ بين نجم موسيقى على حافة انهيار مستقبله الفني، و فتاة موهوبة لديها صوت رائع لكنها غير واثقة في جمالها. حيث ينجح في دفعها إلى دائرة الضوء والنجاح، وبينما تؤسس هي لقاعدتها الجماهيرية، يعاني هو من صعوبة الحفاظ على مجده الذي يضيع.

-فيلم Vice

تحول اسم الفيلم المرشح لـ8 جوائز أوسكار من "نائب الرئيس" إلى "إبليس" في سخرية من السياسي ديك تشيني. وفي أعلى الملصق الدعائي كتبت عبارة: "لم يكن لدي أي فكرة أن السياسة الأمريكية كانت مخادعة وفاسدة، شكرا آدم مكاي".

الفيلم مأخوذ عن أحداث حقيقية، ويتتبع صعود ديك تشيني، الذي أصبح نائبا للرئيس الأمريكي جورج بوش. فقد استطاع فرض هيمنته على جميع أجهزة الدولة، وكان الحاكم الخفي للولايات المتحدة الأمريكية، وتسببت سياسته بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، في غزو العراق والزج بالكثير من الأشخاص داخل السجون.

-فيلم Bohemian Rhapsody

"فليحفظ الله الملكة"، هكذا تحول اسم الفيلم الذي يتناول قصة صعود فرقة Queen، في محاولة لتمجيده على طريقة المملكة البريطانية في تعاملها مع الملكة. ولكن حمل الملصق الدعائي عبارة "محو الرموز مثلية الجنس". يأتي هذا بعد الانتقادات التي تعرض لها الفيلم المرشح لـ5 جوائز أوسكار حول تعامله بسطحية مع ميول فريدي ميركوري الجنسية.

الفيلم يرصد قصة صعود فرقة Queen، إحدى الفرق الأكثر نجاحا في تاريخ موسيقى الروك منذ العام 1970 حتى الوصول إلى الحفلة الشهيرة Live Aid عام 1985. تركز الأحداث على حياة المطرب ومؤلف الأغاني فريدي ميركوري، العضو الرئيسي في الفرقة الذي أصيب بمرض الإيدز، وتوفي عام 1991.

-فيلم Black Panther

منذ طرح الفيلم المأخوذ عن القصص المصورة التي تنتجها شركة Marvel، تحدث كثيرون حول فرص ترشحه لأوسكار أفضل فيلم بالرغم من أن مثل هذه النوعية من الأفلام لا تنافس على الجائزة الكبرى

حاولت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة أن تجد مخرجا من المأزق، وقررت استحداث جائزة جديدة تحمل اسم "أفضل فيلم جماهيري" لكن اعترض كثيرون على الاقتراح وفي النهاية تم التراجع عنه. ومع ذلك، قررت الأكاديمية أن ترشحه لجائزة أفضل فيلم، إلى جانب منافسته على 6 جوائز أخرى.

لذلك، تم السخرية من الملصق الدعائي للفيلم وتسميته بـ"أفضل فيلم جماهيري"، مصحوبا بعبارة "حسنا .. هذه كانت الخطة على أي حال".

-فيلم Roma

وصف موقع Shiznit الفيلم المرشح لـ10 جوائز أوسكار بأنه النسخة المكسيكية الحزينة من المربية "ماري بوبينز"، نظرا لأن يحتفي بمربية يعتبرها الأطفال بمثابة أم ثانية لهم، مستعدة للتضحية بحياتها من أجلهم.

كما حمل الملصق الدعائي عبارة تؤكد أن فضلات الكلب الذي ظهر في الفيلم مختلفة عن أفلام Netflix الأخرى. في إشارة إلى أن مستوى الفيلم يفوق باقي أفلام الشركة التي عادة ما تنال تقييمات متوسطة أو ضعيفة.

ينسج المخرج ألفونسو كوارون فيلمه من خيوط ذكريات الطفولة، ليقدم صورة حميمية بالأبيض والأسود لأسرته الصغيرة في حي روما المكسيكي، أوائل سبعينيات القرن الماضي حيث الحرب دائرة في الشوارع بين ميليشيا تدعمها الحكومة ومتظاهرين من الطلاب

-فيلم Green Book

كان الملصق الدعائي لفيلم Green Book صاحب النصيب الأكبر من السخرية. بداية من تغيير اسمه إلى Driving Mr. Jazzy، نظرا لأن فكرته قريبة من فيلم Driving Miss Daisy إنتاج عام 1989

مرورا بالسخرية من كاتب الفيلم نيك فاليلونجا، مع وصفه بأنه شخص يعاني من رهاب الإسلام، بسبب تغريدة كان قد كتبها في عام 2015، تحمل قدرا كبيرا من العنصرية تجاه المسلمين. إلى جانب السخرية من مخرج الفيلم بيتر فاريلي، الذي تورط في سوء سلوك جنسي، نظرا لأنه كان يكشف عن عضوه الذكري أمام الناس في الماضي كنوع من المزاح.

وأخيرا حمل الملصق الدعائي عبارة تنتقد قصة الفيلم هي "معا تغلبا على العنصرية بالكياسة".

تدور أحداث الفيلم المنافس على 5 جوائز أوسكار، في ستينيات القرن الماضي حول توني ليب، الذي قاد سيارة مصطحبا عازف البيانو الأسمر البشرة، دون شيرلي، في جولة موسيقية بولايات الجنوب الأمريكي الأكثر تعصبًا ضد الملونين.

-فيلم The Favourite

"ضاجع الملكة"، هكذا تحول اسم الفيلم الذي يترجم عربيا إلى "صاحبة الحظوة". وذلك للسخرية من قصته الذي تدور أحداثها في بداية القرن الـ18، حول الملكة آن، التي تتغير علاقتها الوطيدة مع مستشارتها المقربة ودوقة مارلبورو "سارة تشرشل" بعد وصول الشابة الأصغر سنا "أبيجيل". يتحول الأمر إلى صراع بينهما على المكانة والقرب من الملكة.

الفيلم مرشح لـ10 جوائز أوسكار، ويعد من الأفلام التي تنافس بقوة على جائزة أفضل فيلم إلى جانب Roma وGreen Book.

-فيلم BlacKkKlansman

تغير اسم فيلم المخرج سبايك لي إلى "ناس رقيقة جدا على كلا الجانبين"، مع عبارة ساخرة تحمد الله على أن العنصرية باتت من الماضي.

الفيلم المرشح لـ6 جوائز أوسكار تدور أحداثه في فترة السبعينيات من القرن الماضي، و تركز على ضابط من أصحاب البشرة السمراء يدعى رون ستالورث، يلتحق بشرطة كولورادو في وقت يحيط الانقسام ومشاعر الكراهية بين السود والبيض في أمريكا. حيث يتولى مهمة يقوم خلالها بتغيير نبرة صوته ويتصل هاتفيا بأحد زعماء منظمة الكو كلوكس كلان العنصرية، ليقنعه بأنه ينتمى إلى العرق الأبيض ويمقط الملونين. وعندما يحين موعد اللقاء وجها لوجه، يتم التحايل على الموقف وإرسال ضابط آخر أبيض اللون يهودي يخفي ديانته المضطهدة ويقنع الأعضاء بأنه "ستالورث".

اعتمد سبايك لي على أحداث حقيقية لتقديم فيلمه الذي ينتقد بشكل لاذع وساخر ما يجري في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة الحالية، مؤكدا أن التاريخ يعيد نفسه وأن العنصرية فكرة راسخة في أذهان الشعب منذ سنوات طويلة.

 

####

 

كل ما تحتاج معرفته عن أوسكار 2019.. خوف من مصير كارثي وكل هذه الاستعراضات

أمل مجدي

في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين المقبل، ينطلق حفل توزيع جوائز أوسكار 2019، المنظم من قبل أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأمريكية.

إذا كنت قد انتهيت من مشاهدة الأفلام المرشحة للأوسكار، أو أوشكت على الانتهاء منها، فبالتأكيد ترغب في معرفة كافة التفاصيل عن الحفل الأهم في هوليوود. وحتى إذا لم تكن من المهتمين بمتابعة موسم الجوائز الحالي، فإن حفل أوسكار 2019، يتضمن العديد من الفقرات التي يمكنك الاستمتاع بها، بداية من إطلالات النجوم على السجادة الحمراء، مرورا بالاستعراضات المميزة خلال الحفل، وصولا إلى خطابات الممثلين عقب تسلم الجوائز، الحافلة بعبارات مؤثرة ومواقف مضحكة في بعض الأحيان.

وفي السطور التالية، يرصد FilFan.com كل ما تود معرفته عن حفل أوسكار 2019:

القناة الناقلة

يقام حفل الأوسكار في دورته الـ91 على مسرح دولبي في هوليوود، وسيعرض على الهواء مباشرة عبر قناة ABC. إلى جانب أن الحساب الرسمي لأكاديمية الأوسكار عبر موقع Twitter سيتولى نقل لقاءات حصرية مع المشاهير على السجادة الحمراء

حفل دون مقدم

خلال السنوات الأخيرة، اعتاد المشاهدون على وجود مقدم لحفلات الأوسكار. هذا العام يغيب مقدم الحفل عن المشهد، وتعد هذه المرة الأولى منذ 30 عامًا التي يحدث فيها مثل هذا الاستثناء.

فقد أقيم حفل أوسكار عام 1989، دون مقدم رئيسي، ولم تسر الأمور على ما يرام. فقد ذكرت الصحف والمواقع الأجنبية آنذاك أنها كانت ليلة كارثية. لذلك، يسعى المسؤولون عن تنظيم حفل هذا العام إلى التخطيط المسبق لكل شيء، والتكتم على عدد من المفاجآت، حتى يمر الحدث الفني دون أخطاء وينجح في إبهار العالم.

جدير بالذكر أن هناك 3 حفلات أوسكار أقيمت دون مقدم، سبقت حفل عام 1989. وهي الحفلات التي أقيمت من 1969 إلى 1971. خلال هذه المرات تولى مجموعة من أصدقاء الأكاديمية التقديم يتراوح عددهم من 17 إلى 34 مقدما.

مقدمو الجوائز

وفقا للتقليد المتبع، فإن الممثلين المتوجين بالأوسكار في العام الماضي، يشاركون في تقديم الجوائز وهم جاري أولدمان وفرانسيس ماكدورماند وأليسون جاني وسام روكويل.

تضم القائمة أيضًا جينيفر لوبيز وتشارليز ثيرون ودانيال كريج ومايكل بي جوردن وجيمس مكافوي وميليسا مكارثي وبري لارسون وكريس إيفانز وخافير بارديم وإيميليا كلارك وصامويل جاكسون ومايكل كيتون وهيلين ميرين.

وفيما يخص الأفلام الثمانية المرشحة لجائزة أوسكار أفضل فيلم، فقد وقع الاختيار على 8 أشخاص من خارج دائرة السينمائيين، لتولي التقديم، من بينهم لاعبة التنس سيرينا ويليامز.

الاستعرضات الغنائية

تخصص فقرات الاستعرضات خلال الحفل للأغاني المرشحة لجائزة أوسكار أفضل أغنية في فيلم.

أعلنت الصفحة الرسمية للأكاديمية عبر موقع Twitter، أن جينيفر هدسون ستؤدي أغنية I’ll Fight من فيلم RBG.

كما تم التأكيد على أن أغنية The Place Where Lost Things Go من فيلم Mary Poppins Returns ستغنى على المسرح ليلة بواسطة بيت مدلر. جدير بالذكر أن الأغنية قدمها لين مانويل ميراندا وإيميلي بلانت خلال أحداث الفيلم الموسيقي.

أما الأغنية الأقرب للفوز Shallow من فيلم A Star Is Born، سيغنيها كل من ليدي جاجا وبرادلي كوبر معا

ويتعاون كل من جيليان ويلش وديفيد رولينجس في تقديم أغنية When A Cowboy Trades His Spurs For Wings من فيلم The Ballad of Buster Scruggs.

الأغنية الوحيدة من بين الأغاني المرشحة التي لا يعرف أحد إذا كانت ستؤدى على المسرح أم لا هي All The Stars من فيلم Black Panther. فقد تأكد أن كيندريك لمار وسزا لن يغنياها خلال الحفل، ولم يكشف بعد عن اسم مغني آخر لتولي المهمة.

واستغلالا لنجاح فيلم Bohemian Rhapsody، تقرر تخصيص عرض غنائي لفرقة Queen البريطانية خلال الحفل. تتألف الفرقة البريطانية الشهيرة حاليا من أعضائها الأصليين براين ماي وروجر تايلور إلى جانب المغني الأمريكي آدم لامبرت، الذي انضم إليها عام 2011.

أهم الأفلام المرشحة

تصدر كل من فيلمي Roma للمخرج المكسيكي ألفونسوا كوارون، وThe Favourite للمخرج اليوناني يورجوس لانثيموس، ترشيحات أوسكار 2019، حيث ينافس كل منهما على 10 جوائز، من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج.

وجاء في المركز الثاني فيلمان A Star Is Born للمخرج الأمريكي برادلي كوبر وVice للمخرج الأمريكي آدم مكاي، بواقع 8 ترشيحات لكل منهما.

ولأول مرة في تاريخ الأوسكار، يترشح فيلم مأخوذ عن القصص المصورة في فئة أفضل فيلم. فقد وقع الاختيار على فيلم Black panther ليكون من بين الـ8 أفلام التي تنافس على الجائزة الكبرى.

ينافس على جائزة أفضل فيلم BlacKkKlansman، وBohemian Rhapsody، وThe Favourite، وGreen Book، وRoma، وVice، وBlack Panther، وA Star Is Born.

تضم قائمة الترشيحات فيلمين عربيين هما "كفرناحوم" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، منافسا على جائزة أفضل فيلم أجنبي، وفيلم "عن الآباء والأبناء" للمخرج السوري طلال ديركي مرشحا لجائزة أفضل فيلم وثائقي طويلالقائمة الكاملة لترشيحات أوسكار 2019

تصميم المسرح

كشف مصمم إنتاج الحفل، ديفيد كورينز، عن شكل المسرح احتفاء بالدورة الـ91. أطلق على التصميم اسم CRYSTAL CLOUD "سحابة الكريستال"، وذكر أن هناك 40 ألف وردة حقيقية موجودة على المسرح.

وقد قال البعض إن التصميم جاء على شكل تسريحة شعر تعود إلى أحد الرؤساء! بحسب ما ذكرت مجلة Vulture.

أزمات لاحقت أوسكار 2019

أثارت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة جدلا واسعا خلال الفترة الماضية، بعد إصدار عدة قرارات غير مدروسة، تراجعت عنها في نهاية المطاف

بداية من فئة الفيلم الجماهيري، التي اعترض عليها كثيرون وانتهى الحال بالتراجع عنها، مرورا بأزمة الممثل الكوميدي كيفين هارت واعتذاره عن تقديم الحفل إثر الهجوم عليه بسبب تصريحاته حول المثلية الجنسية، وصولا إلى تداول أخبار عن الاكتفاء بعرض أغنيتين فقط من الأغاني المرشحة لجائزة أفضل أغنية، الأمر الذي قوبل بهجوم حاد من قبل صناع الموسيقى، حتى تم الإعلان عن مشاركة الأغاني

وأخيرا الكشف عن عدم عرض أربع فئات على الهواء مباشرة لتقصير مدة الحفل، ثم التراجع عن القرار بعدما أرسل عدد من السينمائيين المرموقين خطابا إلى الأكاديمية للتعبير عن مدى استيائهم، منهم المخرج سبايك لي والمخرج كوينتن تارانتتينو والمخرج مارتن سكورسيزي، والمخرج داميان شازيل، والمصور السينمائي روجر ديكنز، والمصور السينمائي روبيرت ريتشاردسون، والمونتير توم كروس، والمونتير وليام جولدنبرج، مطالبين الأكاديمية بالتراجع عن قرارها.

 

####

 

فيلم The Favourite.. التاريخ على طريقة يورجوس لانثيموس

أمل مجدي

ماذا سيفعل يورجوس لانثيموس بحكايات التاريخ الإنجليزي؟ سؤال ورد على أذهان متابعي مسيرة المخرج اليوناني المعروف بميله إلى الأفكار العبثية الجامحة التي تعصف دوما بكل ما هو ثابت في حياتنا، معتمدة على ثنائية السلطة والحب. وعلى الرغم من أن فيلم The Favourite يعتبر تقليديا من حيث فكرته، فإنه يسير على خطى أفلام لانثيموس السابقة.

في الفيلم الجديد الذي لم يشارك في كتابته المخرج اليوناني، على غير العادة، نعود إلى الماضي وبالتحديد القرن الـ18، حيث ثلاثة سيدات يعشن في حرب داخل أروقة القصر، بينما هناك صراع في أوروبا على الخلافة الإسبانية. فالملكة آن (أوليفيا كولمان) غارقة في معاناة نفسية وجسدية، لا تجيد التصرف في أي شيء دون مساعدة صديقة طفولتها ومستشارتها ليدي سارة (رايتشل فايز)، التي تفرض سيطرتها على مقاليد الحكم مستغلة حب الملكة لها وعلاقتهما التي تصل حد الجماع في الفراش. يتبدل الحال، مع قدوم الخادمة أبيجل (إيما ستون)، التي تستخدم كل أسلحتها لتشغل مكان قريبتها سارة حتى تنجح في النهاية.

ثنائية السلطة والحب

تأثير السلطة على حياة البشر، قضية حاضرة في أفلام لانثيموس، يطرحها بأشكال مختلفة، ويربطها دوما بالحب. ففي Dogtooth يركز على مفهوم السلطة الأبوية التي تحرم الأبناء من حريتهم وتجعلهم في حالة عزلة عن العالم الخارجي، بدافع الحب. تتخذ السلطة شكلا آخر في فيلم The Lobster، حيث النظام يجبر المواطن على البحث عن حبيب/شريك للعيش معه، وإذا لم يتمكن من ذلك خلال 45 يومًا يتحول لحيوان يختاره بنفسه، وعلى الجانب الآخر جماعة تناهض النظام وتجرم الحب. وفي فيلم The Killing of a Sacred Deer، تتمثل السلطة في مراهق يتحكم في مصير أسرة بسبب خطأ الأب. ثم تنتقل من يده إلى يد الأب المجبر على اختيار فرد من أفراد أسرته لقتله، فيحاول الجميع إظهار حبهم له تجنبا للمصير المأسوي

في The Favourite يتحول الأمر كله إلى صراع على السلطة والحب بين سارة وأبيجل. فالأولى تظهر واثقة في نفسها، تتحكم في تصرفات الملكة وتقسو عليها وتنتقدها في بعض الأحيان، إلى جانب أنها عقلانية لا تتساهل في التعبير عن مشاعرها. تستغل الثانية فكرة افتقاد الملكة للعطف، فتبالغ في إظهار محبتها وتمتدح هيئتها وتدللها، وبالتالي ترتفع أسهمها في المملكة. آن أيضًا ليست غبية، تعلم أن السيدتين تتنافسان على محبتها، فتتأرجح مشاعرها بينهما.

يفتتح الفيلم بمشهد تطلب فيه الملكة من سارة أن ترحب بأرانبها، التي تعتبرهم بمثابة أطفالها السبعة عشر الذين فقدتهم، لكن سارة ترفض قائلة: "الحب لديه حدود"، وترد الملكة "لا ينبغي أن يكون كذلك". يطرح الفيلم سؤالا حول ماهية الحب، فبالرغم من حدة سارة وتهديدها للملكة بفضح علاقتهما فإنها تحبها بصدق، أما أبيجل لا تكترث سوى بالوصول إلى السلطة والنفوذ والتحرر من تحكم الآخرين بها. لذلك، عندما تتبدل الأماكن، وتصبح أبيجل الأقرب، يكون الأمر أشبه بفكرة الأرانب والأطفال بالنسبة للملكة، فهي مجرد صورة تحل محل النسخة الأصلية، غير قادرة على تعويضها عما فقدته حقا.

عالم عبثي

كان أمام لانثيموس خيارين عند تقديم قصة حب البلاط الملكي، أولهما أن يصنع فيلما ينتمى إلى نوعية دراما الأزياء أو أفلام الحقب الزمنية التي تضفي هالة على حكايات التاريخ، أو يتمسك بأسلوبه اللاذع العبثي ليسخر ممن في أيديهم السلطة. وقد مال للاختيار الثاني، مقدما صورة تؤكد على عزلة القصر عما يحدث في العالم الحقيقي

فقد استخدم الكثير من تفاصيل فن الباروك الذي ساد في هذه الحقبة الزمنية، على مستوى الديكورات والموسيقى. لكن اختار أن يجعل صورته تسخر من كل شيء في هذا القصر، وتشوه معالمه وتظهره على اعتبار أنه مكان موحش لا يمكن العيش بداخله. فجاءت حفلات النبلاء داخل القصر ومسابقاتهم الهزلية، معبرة عن سطحيتهم وخواء عقولهم في وقت الحرب.

مثلث التمثيل

عادة ما يلاحظ أن أداء الممثلين في أفلام لانثيموس يميل إلى التحفظ، ويخلو من تعبيرات الوجه المؤثرة. وقد ذكر في أكثر من حوار أنه يفضل التعامل مع ممثلين شاهدوا أفلامه من قبل، حتى تكون المهمة أسهل عليه. يغير المخرج هذه القاعدة في فيلمه الأخير، ويترك الممثلات الثلاث يعبرن بطرق تتماشي مع طبيعة الشخصيات. والنتيجة، منافسة على ثلاث جوائز أوسكار في فئات التمثيل، من بين عشرة ترشيحات نالها الفيلم

قدمت أوليفيا كولمان، المرشحة لجائزة أفضل ممثلة، أداءً مميزا لملكة تعيسة ، فتراها تارة ضائعة تبحث عن حب يداوي جراح القلب والجسد، وتارة أخرى امرأة قوية تستخدم سلطاتها لتفعل ما يحلو لها. تتنقل بين الهدوء والغضب قادرة على ضبط انفعالاتها، دون أي مبالغة. الحال نفسه ينطبق على رايتشل فايز، التي تنافس إيما ستون على جائزة أفضل ممثلة مساعدة. فايز تجسد دور سيدة طموحة وقوية لم تسمح لجنسها أن يمنعها من العمل بالسياسة، فتستغل مكانتها عند الملكة لتصبح هي الحاكم الفعلي للبلاد. وتحاول بمكر استعادة أهميتها، وعندما تخفق في ذلك تأبى التذلل حفاظا على كرامتها. ستون أيضًا تقدم دورا جديدا عليها، تمزج فيه بين البراءة المزيفة والدهاء السام، فتتخطى كافة الحواجز حتى تصل لما تطمح إليه معتقدة أنها ستنال استقلالها.

تكمن القوة الحقيقية لفيلم The Favourite في قدرته على نيل إعجاب محبي أفلام لانثيموس، إلى جانب الوصول إلى قطاع أوسع من الجمهور لم يحب الأجواء الغرائبية في السابق. فقد صنع المخرج اليوناني فيلما ممتعا متحررا من ثقل الجانب التاريخي، ليجذبك إلى متابعته على مدار ساعتين دون ملل.

موقع "في الفن" في

22.02.2019

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2019)