كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في موسم الجوائز:

جوائز «غولدن غلوبز» متنوعة ومثيرة وترسم معالم الأوسكار

لوس أنجليس: محمد رُضـا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2019)

   
 
 
 
 
 
 

الفيلم اللبناني رسم مآسي البلد

أعلنت، في السادس من هذا الشهر، ترشيحات جوائز غولدن غلوبز السنوية، وهي الدورة السادسة والسبعون لمؤسسة صحافية اسمها «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» (Hollywood Foreign Press Assocaition) قامت سنة 1943 وأطلقت حفلتها السنوية الأولى سنة 1944.

سنوات مديدة مرّت منذ ذلك الحين وكل ما يمت إلى صناعة الفيلم وفنه تغير عدة مرّات وصولاً لما هو عليه اليوم. أحد المتغيرات الأساسية أن ما كان بسيط التنفيذ في جمعية قوامها لا يزيد على عشرين شخصا (رحل اليوم معظمهم) بات كياناً سينمائياً جامعاً يحتل داخل هوليوود أهمية قصوى.

جوائز «غولدن غلوب» هي المناسبة الثانية في هوليوود من حيث الحجم والأهمية. والمحطة التي تمر عبرها الكثير من الأسماء والعناوين في طريقها إلى المناسبة الأولى وهي الأوسكار. الإعلام يلتف حولها وينتظرها ويتداول ترشيحاتها ويبدأ من يوم إعلانها تعداد الأيام الفاصلة بين هذه الترشيحات وترشيحات الأوسكار المرتقبة في الشهر المقبل.

- الفيلم اللبناني

لكن هل «غولدن غلوبز» مهمّة خارج الولايات المتحدة أيضاً؟

السينمائيون الذين تتبارى أفلامهم للفوز بغولدن «غلوب أفضل فيلم أجنبي» يعتقدون ذلك. في كل سنة ينتظر المخرجون الذين تقدمت أفلامهم لدخول ترشيحات هذه الجائزة النتائج بفارغ الصبر. وهم بالتأكيد يعتقدون أن المناسبة مهمة عالمياً لأنها تمنحهم الحضور الإعلامي الكبير كما تهدي أحدهم جائزة ثمينة حين فوزه.

تستطيع المخرجة اللبنانية نادين لبكي أن تؤكد ذلك. ففيلمها «كفرناحوم» من بين الأفلام الخمسة المرشحة للغولدن غلوب في هذا المجال، هي قفزت من فرحها أول ما وصلها النبأ وأدلت لكاميرا أحد التلفزيونات العربية بتصريح عبّـرت فيه عن سعادتها المطلقة وبدأت - ولو باكراً - بشكر عدة أسماء شخصية ومهنية من تلك التي أحاطت بها أثناء العمل.

لكن «كفرناحوم» ليس وحده بالطبع في هذا القسم المهم بل هو محاط بأربعة أفلام أخرى اثنان منها من تلك التي سيكون من الصعب إغفالهما. الأول هو «نشالون» (Shoplifters) للياباني هيروكازو كورييدا. شهد هذا الفيلم الذي يدور حول عائلة من النشالين المتخصصين بسرقة الدكاكين في مهرجان «كان» الماضي وخرج بجائزته الكبرى («كفرناحوم» من عروض مهرجان «كان» أيضاً ونال جائزة «لجنة التحكيم»).

الفيلم الآخر هو «روما» وهو للمخرج المكسيكي ألفونسو كوارون، وتم عرضه في مهرجان فنيسيا حيث نال جائزة المهرجان الذهبية الأولى.

الفيلمان الآخر محصوران بين هذه الأفلام الثلاثة في الواقع. الفيلم البلجيكي للوكاس دونت خرج من «كان» بجائزة «الكاميرا الذهبية» التي تمنح للفيلم الأول أو الثاني لمخرجه. والفيلم الثاني هو «لا تنظر بعيداً أبداً» (Never Look Away) للألماني فلوريان هنكل ڤون دونرسمارك.

بذلك فإن كل هذه الأفلام الخمسة المتسابقة لنيل غولدن غلوب «أفضل فيلم أجنبي» هي من خريجي مهرجاني «كان» و«فنيسيا» فقط. واحتمالات فوزها - بكل حيادية ممكنة - تتوزع على النحو التالي:

> «روما» (المكسيك)

> «كفرناحوم» و«نشالون» (لبنان، يابان)

> «لا تنظر بعيداً أبداً» (المكسيك)

> «فتاة» (بلجيكا).

لا بد من ملاحظة مهمّة هنا هي أن «كفرناحوم» و«نشالون» المتساويان في المركز الثاني يدوران حول موضوع متشابه إلى حد بعيد. «كفرناحوم» عن ولد مشرّد وعائلة مفككة وشوارع تنتمي إلى بيئة فالتة من ضوابطها الأخلاقية، و«نشالون» عن أولاد تم تدريبهم على السرقة وعائلة تخفي أسرارها في بيئة قد لا تكون بفوضى تلك اللبنانية، لكنها تعاني مما تعاني منه أيضاً.

- دراما وكوميديا

وجود «كفرناحوم» وحظوظه الجيدة، للساعة، يهم الجمهور العربي بالدرجة الأولى. يهم أقل الإعلاميين الأميركيين الذين يتحلقون حول الأفلام الأميركية العشرة الموزعة في مسابقتي «أفضل فيلم درامي» و«أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي».

يجب عدم الاستهانة بالاختيارات المبثوثة حتى وإن حوت المسابقة الأولى على فيلم «بلاك بانثر» القائم على الفانتازيا ومغامرات السوبر هيرو. ولا حتى إذا ضمت مسابقة «أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي» فيلماً من مستوى «آسيويون أثرياء مجانين». ما يمنح جوائز هذه الجمعية جزءاً من قيمتها الكلية هو أنها تنطلق من آراء صحافيين ونقاد سينما لا ينتمون إلى المهن السينمائية ذاتها. هم ليسوا مخرجين ولا منتجين ولا كتاب سيناريو ولا ممثلين (رغم أن اثنين من الأعضاء التسعين يزاولان هذه المهنة كلما استطاعا)، هم صحافيون. بالتالي تختلف الاختيارات باختلاف انتماءات ذوقية ومفاهيم متعددة في الأساس. على أن هذا ليس للقول بأن هؤلاء الأعضاء غير جديرين بمعاينة الأفلام على أساس نقدي. على العكس، برهن معظمهم على دراية جيدة بكل مكوّنات وطبائع العمل السينمائي لذلك عاشت هذه الجائزة أكثر من سبعين سنة وازدادت حضوراً وتأثيراً وبالتالي قوّة.

> الأفلام الخمسة التي تم ترشيحها لجائزة غولدن غلوب في مسابقة الفيلم الدرامي هي «بلاكككلانسمان» لسبايك لي و«لو أن شارع بيلز تكلم» لباري جنكنز و«مولد نجمة» لبرادلي كوبر و«بلاك بانثر» لرايان غوغلر و«بوهيميان رابسودي» لبرايان سينجر.

> تلك التي تتنافس على غولدن غلوب الفيلم الكوميدي والموسيقي هي: «آسيويون أثرياء مجانين» لجون شو و«المفضلة» ليورغوس لانتيموس و«كتاب أخضر» لبيتر فارلي و«عودة ماري بوبينز» لروب مارشال و«رذيلة» لأدام ماكاي.

بعض الأسئلة هنا مبررة حول توزيع تلك الأفلام ما بين الجائزتين. واللجنة المتخصصة بتصنيف الأفلام داخل الجمعية لا بد أنها تداولت الأمر طويلاً قبل أن تضم «بلاكككلانسمان» للدراما عوض الكوميديا و«كتاب أخضر» للكوميديا عوض الدراما. كذلك مثير للاهتمام أن فيلم «رذيلة» الذي يسرد بعض علاقة ديك تشايني بالبيت الأبيض ورئيسه أيام ما كان تشايني نائباً للرئيس دخل المسابقة الكوميدية بينما تم ضم «بوهيمان رابسودي» الذي يروي بعض سنوات حياة المغني الأول لفرقة «كوين» إلى الدراما.

بعض العذر يكمن في أن الخيوط متقاربة. «بوهميان رابسودي» درامي ولو أنه موسيقي و«رذيلة» معالج من قِـبل المخرج أدام ماكاي بالسلاسة ذاتها الذي عالج فيها فيلمه السابق «التقصير» (The Big Short) محاذياً الخط الكوميدي الساخر. أما فيلم سبايك لي فهو درامي الاهتمام كوميدي المعالجة في الوقت ذاته.

ما هو لافت أيضاً أن ثلاثة من مخرجي الأفلام المحسوبة درامياً هم من الأفرو - أميركيين (أمر لم يحدث بعد داخل ترشيحات الأوسكار) وهم سبايك لي (بلاكككلانسمان») وباري جنكينز («لو تكلم شارع بيلز») ورايان غوغلر («بلاك بانثر»).

كذلك فإن جون تشو («آسيويون أثرياء مجانين») هو صيني الأصل وليورغوس لانتيموس يوناني يحقق فيلمه، «المفضلة»، بالإنجليزية.

لافت أيضاً غياب بعض الأفلام التي تمحور النقد حولها بإعجاب في الآونة الأخيرة. ومن بينها فيلم داميان شازيل «رجل أول» (من عروض فنيسيا أيضاً). هذا ما دفع أحد النقاد للقول: «يبدو أنه من السهل وصول رجل إلى القمر بينما من الصعب وصول الفيلم إلى الترشيحات». المفارقة بالطبع هي «رجل أول» يتحدث عن كيف حط نيل أرمسترونغ على ظهر القمر.

هذا الفيلم يرد ذكره في مسابقتي «أفضل ممثلة مساندة» (ذهبت لكلير فوي) وكأفضل موسيقى (التي وضعها جوستين هورفيتز).

فيلم آخر تغاضت عنه الجمعية في ترشيحاتها هو «أرامل» للبريطاني ستيف ماكوين. أذكره هنا فقط لأنه نال تقديرات نقدية عالية من قِبل جمعيات نقدية مختلفة. لكن هناك الكثير من الأفلام الجيدة التي من الطبيعي أن يتم العبور فوقها من بينها «فيرست ريفورمد» لبول شرادر الذي أنجز أيضاً نقاطاً عالية بين النقاد داخل وخارج الولايات المتحدة.

- نيكول كيدمان و14 ترشيحاً

في التمثيل النسائي الدرامي تأكد الآن للجميع بأن أعضاء الجمعية يحبون نيكول كدمان فهي من بين أكثر الممثلات نيلاً لترشيحات «غولدن غلوب». تحديداً تم ترشيحها 13 مرّة سابقة وربحت الجائزة 5 مرات. وهي الآن في عداد الممثلات المرشحات للمرة الرابعة عشرة وذلك عن دورها في «مدمِّرة» وهو دور مهم لكدمان في إخراج متوعك لكارين كوساما.

المرشحات الأخريات هن روزمند بايك عن «حرب خاصة» وميلسا مكارثي التي انتقلت في «هل تستطيع أن تسامحني؟» من الكوميديا إلى الدراما. هناك أيضا ليدي غاغا التي تغني وتمثل بطولة «مولد نجمة»، كما غلن كلوز (أكثر المذكورات استحقاقاً) عن دورها في «الزوجة».

المقابل الرجالي في سباق التمثيل الدرامي يتألف من (المصري الأصل) رامي مالك ومن برادلي كوبر عن «مولد أمّـة» وجون ديفيد واشنطن عن «بلاكككلانسمان» كما لوكاس هدجز عن «فتى ممحى» والجائزة قد تذهب إلى ويليام دافو عن «عند بوابة الأبدية».

على صعيد التمثيل الكوميدي - الموسيقي بين الرجال لدينا فيغو مورتنسن عن «كتاب أخضر» وكرستيان بايل عن «رذيلة» كما لين مانويل ميراندا عن «عودة ماري بوبنز» وجون س. رايلي عن «ستان وأولي». أكبر المرشحين سنا (ومن بين أكثرهم استحقاقاً) روبرت ردفورد عن «العجوز والمسدس»).

نسائياً في هذا القسم رشحت إميلي بلنت عن «عودة ماري بوبنز» وأوليفيا كولمن عن «المفضلة» ثم إليسي فيشر عن «الصف الثامن» كما تشارليز ثيرون عن «تولي» وكونستانس وو عن «آسيويون أثرياء مجانين».

اللواتي يتسابقن لنيل غولدن غلوب أفضل ممثلة مساندة (هذا القسم لا يعرف التصنيف الكوميدي أو الدرامي) هن آمي أدامز عن «رذيلة» وراتشل فايز («المفضلة») وإيما ستون («المفضلة» أيضاً) ورجينا كينغ («لو أن شارع بيل يتكلم») وكلير فوي («رجل أول») وهي المرجحة الأولى في هذه المرحلة المبكرة من التوقعات.

رجالياً، ماهرشالا علي عن «كتاب أخضر» وتيموثي شالامت عن «صبي جميل» كما أدم درايفر («بلاكككلانسمان») ورتشارد إ. غرانت («هل تستطيع أن تسامحني؟») وسام روكوَل («رذيلة»).

برادلي كوبر في عداد المخرجين الخمسة المتنافسين على غولدن غلوب الإخراج. معالجته لفيلم «مولد نجمة» (الأول له في هذا المجال) فاجأت الكثيرين بحسن تناولها الموضوع الذي تناولته السينما في هوليوود أربع مرّات من قبل.

لجانبه نجد أدام ماكاي عن «رذيلة» وسبايك لي عن «بلاكككلانسمان» وبيتر فارلي عن «كتاب أخضر» وألفونسو كوارون عن «روما».

هنا لا بد من ذكر أن الجمعية التي توزع هذه الجوائز منقسمة تبعاً لهويات أعضائها. فهناك أعضاء إيطاليون وأميركيون وبريطانيون وألمان وإسبان ولاتينيون وبضعة آسيويين وحفنة من العرب أو ذوي الأصول العربية.

بالتالي، لن يكون مستبعداً فوز مخرج ما بفضل الحشد الواقف وراءه من بني هويته. بكلمات أوضح إذا ما فاز ألفونسو كوارون بغولدن غلوب أفضل إخراج، فإن جزءاً كبيراً من الفضل سيعود إلى لفيف اللاتينيين القادمين من المكسيك والأرجنتين والكولومبيين والإسبان. على ذلك فإن فوز هذا المخرج سيتوقف على الأعضاء المستقلين وبعض الأوروبيين كذلك.

يستحق ألفونسو كوارون بلا ريب. ففيلمه من بين الأبرز على أكثر من صعيد هذا العام. لكن التوسع في قراءة الاحتمالات ما زال مبكراً وسنعود إليه قريباً كذلك إلى أهم ما تتضمنه الترشيحات على صعيد الأعمال التلفزيونية التي تحتل النصف الآخر من اهتمامات الجمعية وجوائزها.

الشرق الأوسط في

08.12.2018

 
 
 
 
 

نادين لبكي عن "كفر ناحوم": طرح المشاكل على الشاشة واجب

العين الإخبارية - مراكش - حسن أحمد

بحفاوة كبيرة استقبل جمهور مهرجان "مراكش" الفيلم اللبناني "كفر ناحوم" للمخرجة نادين لبكي الذي عُرض ضمن قسم "العروض الخاصة" بالمهرجان، وحضره عدد كبير من السينمائيين العرب والأجانب.

ويتناول الفيلم الحائز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان "كان" السينمائي الدولي بدورته الماضية قضية العنف والقهر اللذين يتعرض لهما الأطفال نتيجة الفقر، فيما سيواصل الفيلم جولاته بعد مشاركته بمهرجان "مراكش"، إذ من المقرر عرضه في بعض دور العرض بمدينة نيويورك الأمريكية، كما يشارك في مسابقة "الجولدن جلوب".

واستعانت نادين لبكي بعدد من الممثلين غير المحترفين في فيلمها الأخير، كما ظهرت في دور صغير وجسّدت شخصية محامية.

وعن تجربتها السينمائية الأخيرة، قالت نادين لبكي: السينما من المفترض أن تكون وسيلة لطرح المشاكل، فلا يمكن لها إيجاد الحلول، لكنها تطرح المشاكل للبحث عن الحل، وأنا أحب طرح مثل هذه المشاكل من خلال الشيء الذي أعرفه وهو السينما، وهذا بالنسبة لي ليس خيارا ولكنه واجب.

وأضافت لبكي: ليس هناك فن من أجل الفن في المطلق، أو أن هناك أفلاما هادفة فقط، هناك النقيضان، ومن الجيد أن نتكيف مع كل أنواع الفن، وفي تجربتي في فيلم "كفر ناحوم" كنت أسعى لتقديم فن هادف، لتوصيل صوت هؤلاء الأطفال المهمشين، فبالنسبة لي موضوع الطفل موضوع أساسي، وشعرت أن من واجبي أن أتطرق إليه.

وحول اختيار أبطال "كفر ناحوم"، قالت: أغلب أبطال الفيلم ممثلون غير محترفين، وكانت هناك صعوبة كبيرة في ذلك، وساعدني كثيرا أنه كان لدي متسع من الوقت، فمن البداية كنت أعرف احتياجي لكثير من الوقت، لتنفيذ ما أفكر فيه، ولكي أبني هذه العلاقة المتينة بيني وبين الممثلين غير المحترفين الذين يقفون أمام الكاميرا لأول مرة في حياتهم، وكان من المفترض أن أتأقلم مع شخصياتهم، فالممثل غير المحترف لا يمكن أن يأتي للتصوير وهو يحفظ النص، وكان لا بد من خلق مساحة لكي يكون أداؤهم طبيعيا، وطلبت منهم أن يكونوا مثلما هم في الحياة ولا يمثلون، وهذا الوقت سمح لي بهذه العلاقة المتينة، وفي النهاية هم كانوا يتعاونون معي في مهمتي، لدرجة أنهم شعروا أنهم جزء من المهمة، وأنهم صوت الناس الذين يمثلون قصتهم

حول الرهان على التوجه نحو المهرجانات العالمية بعد مشاركة "كفر ناحوم" في أكثر من مهرجان دولي، قالت: من البداية وأنا أصنع فيلما للجمهور اللبناني والعربي، فإذا ذهب الفيلم إلى مهرجان عالمي فهو بمثابة إضافة، لأن ذلك سيسلط الضوء على مشكلة معينة أو موضوع معين، خصوصا هذا الفيلم الذي عرض في مهرجان مثل "كان"، وعموما ليست هناك وصفة، لكي يصل أي فيلم إلى مهرجان عالمي، فالمبدع يعمل بقلبه ويجرب كيفية توصيل الرسالة، وفي النهاية ما يحدد اختيار أي فيلم لمهرجان عالمي هو جودته.

وعن ضعف الحضور السياسي في أفلامها رغم ممارستها السياسة على أرض الواقع وخوضها الانتخابات البلدية في لبنان، قالت: بالنسبة لي الفيلم هدفه أن أغير الأشياء على الأرض، لذلك أنا أشتغل السياسة على طريقتي الخاصة ومفهومي الخاص. وحول تأثير نادين لبكي الأم على نادين لبكي كاتبة سيناريو ومخرجة فيلم "كفر ناحوم"، قالت: نادين لبكي الأم هي التي كتبت السيناريو وليس العكس، فإحساسي بالأمومة وإحساسي كامرأة لديها وجهة نظر خاصة ومختلفة عن وجهة نظر الرجل هي التي تجعلني أحكي موضوعات بطريقة مختلفة، وكوني امرأة وأم هو الذي يدفعني إلى كتابة قصص لها علاقة بالأطفال أو النساء.

وعن مشاكل الإنتاج والتمويل في "كفر ناحوم"، قالت: في هذه التجربة تحديدا قمنا بالإنتاج، فزوجي كان المنتج الأساسي، وهو لم يخض تجربة الإنتاج من قبل، فهو مؤلف موسيقي، وتم استدانة مبالغ مالية وبدأنا بمفردنا قبل أن تتحمس جهات إنتاج أخرى، وربما كان الاعتماد على أنفسنا في البداية، بحثًا عن الاستقلالية وحتى لا يتدخل أحد فيما نقدمه.

وحول تراجع نادين لبكي الممثلة لصالح نادين لبكي المخرجة في "كفر ناحوم"، تابعت: في هذا الفيلم شعرت أنه لا بد أن تتوارى الممثلة. ربما كان من الممكن ألا أكون موجودة بالمرة، والدور كان أقرب من ذلك بكثير، لكنني حذفت كثيرا من المشاهد، لأنني شعرت بأنني الأكذوبة الوحيدة في الفيلم، فأنا لست محامية في الحياة، وحذفت أغلب المشاهد وتركت نحو دقيقة لكي نفهم كيف استطاع الطفل أن يوصل صوته ويقف أمام القاضي.

وعن تعبير سينما "المرأة العربية" بشكل واقعي عن قضايا المرأة العربية، قالت لبكي: لا يمكن أن نتحدث في المطلق، فهناك أفلام كثيرة تحكي عن المرأة العربية، وهناك أيضا أفلام لا تحكي عنها، لا يمكن أن نعمم، لأن هناك أفلاما جيدة كثيرة عبّرت عن وضع المرأة العربية بطريقة حقيقية، وأنا جربت تقديم قضايا تخص المرأة، وفي تجربتي الأخيرة في "كفر ناحوم" أناقش قضية تخص حقوق الطفل، وعموما لا أصنع الأفلام بطريقة أنني أريد أن أحكي عن امرأة، ولكن يكون هناك هاجس معين هو الذي يوجهني إلى موضوع معين، وحاليا المشكلة التي تؤرق أغلب دول العالم مشكلة الأطفال المهمشين الذين يصل عددهم إلى نحو 280 مليون طفل حول العالم يعلمون ويعيلون عائلات، وليست لديهم الفرصة للالتحاق بالمدرسة، وقررت أن أحكي عن هؤلاء الأطفال، لأنني إذا التزمت الصمت أكن مشاركة في جريمة.

الأربعاء 2018.12.12 10:11 صباحا بتوقيت أبوظبي

عرض الفيلم اللبناني "كفر ناحوم" في أمريكا 14 ديسمبر

العين الإخبارية

تعرض صالات السينما في الولايات المتحدة الأمريكية الفيلم اللبناني "كفر ناحوم" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي بداية من 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وحقق "كفر ناحوم" نجاحاً كبيراً، إذ فاز بجائزة لجنة التحكيم الدولي وجائزة الجمهور في مهرجان ملبورن بأستراليا، وحصد عدداً من الجوائز العالمية، وتم ترشيحه لجائزة الجولدن جلوب.

ويتناول "كفر ناحوم" العنف والقهر اللذين يتعرض لهما الأطفال، وآثارهما على نفسية الطفل.

وحرصت نادين لبكي على تقريب الفيلم من المشاهد، بإشراك عدد من الممثلين غير المحترفين ممن مروا بتجارب صعبة، حيث أتاحت لهم مساحة كافية ليكونوا على طبيعتهم، ويقدموا التجربة دون تمثيل

يذكر أن الفيلم يحتل المرتبة الأولى بشباك تذاكر السينما اللبنانية، وتخطى حتى اليوم الـ120 ألف مشاهد.

بوابة العين الإماراتية في

08.12.2018

 
 
 
 
 

«على كف عفريت».. بلاغة سينمائية ومخرجة واعدة

محمد بدر الدين

الفيلم التونسي “علي كف عفريت” للمخرجة الشابة القديرة كوثر بن هنية حظى باهتمام النقاد والجمهور في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير .. وكان قد سبق عرضه في مهرجان كان ٢٠١٧ في قسم “نظرة ما” ولقي احتفاء واضحا يستحقه الفيلم بكل تأكيد. الفيلم مستلهم من قصة حقيقية عن جريمة اغتصاب فتاة بواسطة الشرطة، تم معالجتها عبر سرد سينمائي متألق وتجسيد فني راق، لم يقف عند حد إدانة الشرطيين الذين اغتصبا الفتاة فحسب، بل كان صريحا في إدانة مجمل ممارسات مؤسسات النفوذ والحكم في تونس وأوجه الفساد التي سعي الشعب ولا يزال إلي التخلص منها في ثورة الياسمين مطلع عام ٢٠١١.

سرد الفيلم بشجاعة وقائع محاولات تستر هذه المؤسسات على جريمة الشرطيين، سعيا لحمايتهما علي حساب الحق والعدالة، وتورطها في إهانة بشعة للفتاة الضحية لمجرد أنها أرادت أن تبلغ عن جريمة مروعة.

في بلاغة سينمائية استعرض الفيلم عبر تسعة فصول متتابعة، بدا كل فصل منها كمشهد واحد مهما امتد، لا تقطعه الكاميرا إلي لقطات، لتحقق المخرجة ما أرادته من زمن حقيقي يقدم فيه الفيلم كله وخلال ليلة واحدة.

مع براعة مجمل العناصر الفنية في الفيلم، من تصوير ومونتاج وتمثيل، خاصة رهافة ودقة أداء الممثلة الجديدة بطلة هذا العمل، ما يعكس إمكانات مخرجة قديرة مهمومة بقضايا حقيقية متنوعة، لا تقتصر شواغلها علي قضية المرأة وأبعادها.

الحقيقة أن ما سبق للمخرجة من تقديمه من أفلام بالغة الأهمية والجدية، يرشحها بقوة أن تكون ممن تعول عليهم السينما العربية في إثراء الإبداع السينمائي فكرا وتعبيرا، فالفيلم يقدم معالجة فنية راقية لما يعانيه عالمنا العربي من واقع مرير يسعى الشعب إلى تغييره وتجاوزه، وعندما يريد الشعب، لابد أن يستجيب القدر، كما يصدح الشابي شاعر تونس وأمة العرب الخالد، في صيحته المدوية وقصيدته الباقية على مدى الزمن.

موقع "أصوات أونلاين" في

08.12.2018

 
 
 
 
 

بعد 42 عاما من الجوائز.. "A Star Is Born" يعود لـ"جولدن جلوب"

كتب: نورهان نصرالله

بعد 42 عاما من حصوله على خمس جوائز بالنسخة الـ34 من حفل توزيع جوائز الـ"جولدن جلوب"، في عام 1977، يعود فيلم "A Star Is Born" للتنافس على الجوائز الأبرز في النسخة الـ76، المقامة في يناير المقبل.

بالرغم أن نسخة عام 1976 من فيلم "A Star Is Born" للمخرج فرانك بيرسون، لم تكن الأولى إلا أنها نجحت في حصد 5 جوائز في الفئات التي ترشح لها الفيلم، وهي أفضل فيلم موسيقي، أفضل ممثلة لباربرا سترايساند، أفضل ممثل لكريس كريستوفيرسن، أفضل موسيقى تصويرية بالإضافة إلى أفضل أغنية أصلية، فتعود النسخة الأصلية من الفيلم إلى عام 1937، من بطولة جانيت جاينور وفريدريك مارج، وتم إعادة إنتاجه فى عام 1954 تم تقديمه كفيلم موسيقي من بطولة جودي جارلندووجيمس ماسونو.

وفي أولى تجاربه الإخراجية قرر الممثل الأمريكي برادلي كوبر إعادة إنتاج الفيلم للمرة الرابعة، حيث شارك في بطولته مع المغنية ليدي جاجا، وعرض للمرة الأولى في الدورة الـ75 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وترشح الفيلم لـ5 جوائز في النسخة الحالية من "جولدن جلوب"، وهى جائزة أفضل فيلم موسيقي، جائزة أفضل ممثلة لليدي جاجا، جائزتي أفضل ممثل ومخرج لبرادلي كوبر، بالإضافة إلى جائزة أفضل أغنية أصلية لـ"Shallow".

وتدور أحداث الفيلم حول النجم الشهير "جاكسون" الذي أصبح مستقبله الفني على حافة انهيار، قبل أن يكتشف "آلي" الفتاة الموهوبة التي تملك صوتاً رائعاً، لكن مشكلتها الوحيدة أنها غير واثقة بجمالها، وتنشأ بينهما علاقة عاطفية، وينجح في دفعها إلى دائرة الضوء والنجاح، بينما هو يعاني في الحفاظ على مكانته.

الوطن المصرية في

08.12.2018

 
 
 
 
 

ماري كالفن سينمائياً «حرب خاصة»:

«ماري كالفن» بين السينما والواقع… عين واحدة رأت مالم يرغب العالم برؤيته

آية الأتاسي 

تعرض الصالات السينمائية حالياً الفيلم الروائي الطويل «حرب خاصة»، وهو يروي السيرة الذاتية للمراسلة الأمريكية ماري كالفن، التي قتلت في مدينة حمص عام 2012، عندما دخلت سراً حي «بابا عمرو» برفقة زميلها المصور بول كونروي لتغطية يوميات الحصار عليه، في ظل منع السلطات السورية للصحافيين من نقل ما يجري في المناطق الثائرة.

الفيلم يبدأ في حمص، من مشهد بانورامي لأبنية مدمرة بالكامل، ليعود بنا 11 سنة إلى الوراء، إلى مكاتب جريدة «صاندي تايمز» اللندنية حيث تعمل كالفن، ثم إلى سيرلانكا حيث تقوم بتغطية تمرد «نمور التاميل» ضد السلطة الحاكمة، وهناك ستصاب عينها اليسرى بشظية، ما سيضطرها في ما بعد إلى ارتداء «العصبة السوداء» ومتابعة المهمة التي نذرت نفسها لها أي «نقل الحقيقة». أما الزمن خلال الفيلم فمرجعيته مدينة حمص، حيث قتلت كالفن، وكأن حمص هي «ساعة الصفر»، أو كان الزمن يعود بنا إلى ساحة الاعتصام الحمصية و«الساعة «في وسطها شاهدة على المذبحة في بداية الثورة السورية.

إثر قصف الطيران السوري للمركز الإعلامي بعد رصد المكالمة مع القناة التلفزيونية، ستفارق كالفن الحياة، ويصاب زميلها كونوري في ساقه.

وهكذا حسب التقويم الحمصي سنتابع أحداث الفيلم في ما بعد بين لندن وأماكن الصراعات والحروب، حيث كانت ماري حاضرة لتنقل معاناة الناس العاديين، وقود الحرب، أي حرب. بداية، حرب العراق، حيث تلتقي المصور بول كونروي، وتبدأ بينهما علاقة زمالة وصداقة. ثم ليبيا، خلال الربيع العربي، ولقاء القذافي قبل أن يتحول إلى جثة في صورة «سيلفي والطاغية خلفي». وأخيراً، ينتهي الفيلم حيث بدأ في حمص، بعد قصف المركز الإعلامي، الذي أجرت كالفن فيه مقابلاتها الشهيرة مع محطة «سي أن أن»، وقالت: «لا توجد جماعات إرهابية هنا، أنا محاطة بمدنيين يموتون من البرد والجوع والقصف». إثر قصف الطيران السوري للمركز الإعلامي بعد رصد المكالمة مع القناة التلفزيونية، ستفارق كالفن الحياة، ويصاب زميلها كونوري في ساقه، ولكنه سيتمكن من الخروج بمساعدة ناشطين سوريين، لم يطلبوا منه عند نهاية النفق المؤدي إلى حريته، سوى أن يخبر العالم قصتهم، وهذا ما فعله في كتابه «تحت الأسلاك»، ولا يزال حتى اليوم يتابع كل ما يحدث في سوريا، ويكتب عنه.

لن ينتهي الفيلم بمقتل بطلته الرئيسية، فالمخرج ماثيو هاينمان القادم من عالم الفيلم الوثائقي، يلجأ إلى نهاية أكثر واقعية، حيث تظهر ماري كالفن الحقيقية في مقابلة سابقة لتقول: «في لحظات الخطر لا أشعر بالخوف، الخوف يأتي في ما بعد». وتتوالى بعدها صور ماري كالفن ومقالاتها، مصحوبة بأغنية للمغنية آني لينوكس، التي ابتعدت عن الكتابة والغناء منذ سنوات وتفرغت للدفاع عن حقوق المرأة، إلا أنها لم تستطع عندما طلب منها المخرج أغنية للفيلم، إلا أن تصغي لصوت كالفن، الذي كان صوتاً لمن لا صوت لهم. ومن هنا جاء عنوان الأغنية «لماذا»، مستوحى من جملة كالفن الأخيرة: «لماذا لا يلتفت أحد إلى السوريين، الذين يموتون كل يوم بالمئات». وجدير بالذكر هنا أن ظهور كالفن في نهاية الفيلم، لم يكن الجانب التوثيقي الوحيد في فيلم يختلط فيه الوثائقي بالروائي بشكل كبير، ويعود الفضل في هذا إلى المخرج ماثيو هانيمان، الذي أخرج سابقاً العديد من الأفلام الوثائقية، آخرها كان فيلماً يحكي عن فظائع «داعش» ضد الناشطين الإعلاميين في مدينة الرقة السورية، وفي فيلمه عن كالفن، كان لافتاً عنايته بأدق التفاصيل، من حيث لهجات الناس ولباسهم وفقاً للمناطق المفترض أنهم يأتون منها، ثم اختيار أمكنة التصوير ومحاكاتها لجغرافية الأمكنة الواقعية من سيرلانكا إلى سوريا مروراً بالعراق، على الرغم من أن المشاهد بكاملها صورت في الأردن، بالإضافة إلى الاستعانة بناس حقيقيين يروون قصصهم ولا يقومون بتمثيلها، وكل هذا أعطى للعمل مصداقية عالية. ففي مشهد المقبرة الجماعية في العراق، لم تكن النساء اللواتي ينتحبن إلا أرامل فقدن أزواجهن في الحرب العراقية، والأب الحمصي قرب فراش طفله المحتضر في المشفى الميداني، لم يكن إلا لاجئاً فقد ابن أخيه في مشهد مماثل، وهكذا لم يكن الرجل يمثل بل كان يذرف دموعاً حقيقية. أما المرأة الحمصية في «قبو الأرامل»، كما أسمته كالفن في مقالتها الأخيرة، فهي لاجئة من «بابا عمرو» ترك لها المخرج حرية الكلام، فقالت: «نحن لسنا أرقاماً، لقد رحل أجمل الشباب».

ظهرت الأشباح في الفيلم على هيئة فتاة مقطوعة اليدين تتراءى لكالفن ممددة على فراشها، والواقع أن هذه الفتاة ما هي إلا شابة فلسطينية كتبت كالفن عنها أثناء تغطيتها لحرب المخيمات في لبنان سنة 1987.

هذا فيما يخص الممثلين الثانويين، الذين كانوا يمثلون حياتهم، أما الدور الرئيسي أي ماري كالفن فقد قامت بأدائه الممثلة البريطانية روزاموند بايك، التي لم تكتف بدراسة نفسية عميقة للشخصية التي جسدتها، بل بذلت جهداً كبيراً للعثور على نبرة صوت كالفن داخلها، كما غيرت في لهجتها الإنكليزية وحركة جسدها لمحاكاة جسد ولهجة كالفن. وما شكل إضافة مهمة أيضاً للفيلم، اختيار مدير تصوير مثل روبرت ريتشاردسون، له باع طويل في تصوير المشاهد الحربية، في أفلام شهيرة مثل «بلاتون» و«الجنة والأرض». كما أن كاتب السيناريو بدوره لم يكن غريباً عن منطقة الشرق الأوسط ومشاكله، حيث أن آرش عامل هو أمريكي إيراني الأصل، وقد استند في كتابة السيناريو إلى مقال للكاتبة ماري برنر عن كالفن تحت عنوان «حرب خاصة»، ونجح عامل إلى حد بعيد في تصوير كالفن الإنسانة بكل ضعفها وقوتها، فتلك المرأة التي كانت الشجاعة لديها مرتبطة بـ«عدم الخوف» من «الخوف»، لم تكن دائماً «امرأة فولاذية»، فأشباح الحرب لم تكن تغادرها حتى وهي في شقتها اللندنية، وعذابات البشر وآلامهم لم تكن يوماً سبقاً صحافيا لها بل التزاماً ومسؤولية. وقد ظهرت الأشباح في الفيلم على هيئة فتاة مقطوعة اليدين تتراءى لكالفن ممددة على فراشها، والواقع أن هذه الفتاة ما هي إلا شابة فلسطينية كتبت كالفن عنها أثناء تغطيتها لحرب المخيمات في لبنان سنة 1987. كالفن التي رأت جثة الفتاة بأم عينيها، استوقفها القرط الجميل في أذن الصبية، وكأنها تجملت لتحيا لا لتموت.

صورة هذه الشابة وصور أخرى كثيرة لم تكن تغادر ذاكرة كالفن، ما جعلها تعاني من مرض «اضطرابات ما بعد الصدمة»، الذي يصيب عادة الجنود العائدين من الحروب، ولكن ماري رأت أكثر مما يرى الجنود، أو ربما امتلكت قلباً لا يحتمل الحرب، رغم إصرار الضمير على نقل الحقيقة. وللتغلب على معاناتها الشخصية وإطفاء كوابيس الليل، كثيراً ما كانت كالفن تلجأ إلى الفودكا، ونراها في الفيلم تقارع الشراب في لندن، بحثاً عن الخلاص أو النسيان. أما فيما يتعلق بعلاقاتها العاطفية فقد باءت في غالبيتها بالفشل، وانتهت بطلاقين، العلاقة الأخيرة لها كانت مع رجل الأعمال ريتشارد فليه، الذي التقته في آخر حياتها، وظهر في الفيلم تحت اسم «توني»، وإليه كتبت رسالتها الأخيرة من حمص: «كل يوم هنا هو رعب حقيقي، أفكر بك باستمرار، أتشوق للقائنا بعد أسبوع في لندن». ولكن الحقيقة، حسب ما قاله المصور كونوري في مقابلة صحافية معه، هي أن ماري شعرت بأنها قد لا تعيش حتى يوم الجمعة لترسل مقالها إلى «صاندي تايمز»، ولهذا حاولت أن تنقل عبر الأقمار الصناعية ما يجري على أرض الواقع، ودفعت حياتها ثمناً لهذا.
أما كونوري توأم المهنة والعين الثالثة أو عين ماري كالفن المفقودة، فقد كان حاضراً في الفيلم كبطل رئيسي، حيث قام بأداء دوره الممثل الإيرلندي جيمي دورنان، ولكنه كان حاضراً أيضاً خلف الكاميرا، حيث رافق فريق العمل طوال فترة التصوير، وكان مرجعاً للكثير من الأحداث والمشاهد، لكنه انسحب بهدوء عند تصوير مشهد مقتل كالفن، فلا نحتاج لأن نرى من نحبهم يموتون مرتين.

 لم ترغب كالفن يوماً في أن تكون «القصة» بل كانت دائماً مسكونة بقصص الآخرين ومعاناتهم، إلا أن أهمية الفيلم تكمن في أنه يعيد تسليط الضوء على حياتها، في زمن يُقتل فيه الصحافيون وتكمم أفواههم.

ويمكننا القول في المحصلة إن الفيلم استطاع بمصداقية وحرفية عالية، نقل قصة المراسلة الحربية، التي بعين واحدة رأت ما لم يرغب هذا العالم برؤيته. صحيح أن كالفن لم ترغب يوماً في أن تكون «القصة» بل كانت دائماً مسكونة بقصص الآخرين ومعاناتهم، إلا أن أهمية الفيلم تكمن في أنه يعيد تسليط الضوء على حياتها، في زمن يُقتل فيه الصحافيون وتكمم أفواههم، فلا شيء يخيف الطغاة أكثر من صوت حر ينقل الحقيقة. بعد أن انتهى الفيلم وقبل أن نغادر الصالة، التفت إلى ابنتي التي كانت قربي، فوجدتها تبكي، لوهلة أردت أن أقول لها ما اعتدت على قوله عندما كانت صغيرة «هذا تمثيل وليس حقيقة»، ولكنني كنت أعرف أنها تعرف أن هذا الفيلم هو «الحقيقة»، التي أرادتها كالفن وماتت في سبيلها.

ماري كالفن واقعياً «امرأة بحمالة صدر حمراء وعصبة عين سوداء»:

بعيداً عن الفيلم، فإن ما كتبته كالفن بقلمها إثر إصابتها في سيرلانكا، يعبر أفضل تعبير عن التداخل بين الموت والحياة في سيرتها: «عندما اُلتقطت صور لي بعد إصابتي، وبدت فيها حمالة الصدر الحمراء من تحت سترتي، أثار مشهد الحمالة شهية بعض المتطفلين، الذين تساءلوا عن سر ارتداء مراسلة حربية لحمالة صدر حمراء مثيرة في أرض المعركة. لم يلتفت حينها أحد إلى أن لون الحمالة كان أبيض حليبي، لكنها تضرجت بدمائي الحمراء». بعد تلك الحادثة، أصبحت «عصبة العين» السوداء، المرتبطة عادة بالأشرار والقراصنة، رمزاً للإنسانية وعلامة كالفن المميزة ولم تنزعها إلا في حمص، وكأنها أرادت أن ترى بملء عينيها ما يحدث هناك، بعد أن وصفت الحرب في سوريا بأنها أبشع ما شاهدته في حياتها. المؤلم في الأمر أن كالفن التي استطاعت إنقاذ حياة 1500 امرأة وطفل في تيمور الشرقية، حين رفضت المغادرة قبل إجلائهم، ونجت من الموت والحروب مرات عديدة، قتلت في النهاية في سوريا، وانضم جثمانها إلى قافلة طويلة من الصحافيين والناشطين الذين قتلوا هناك، وكأن سوريا في هذا الزمن هي المقبرة الجماعية للضمير والإنسانية.

٭ كاتبة سورية

 

####

 

رالف و"إنترنت": حبّ في عالم افتراضي

محمد جابر

عام 2012، أنتجت شركة "ديزني" فيلمها الكرتوني Wreck-It Ralph، بفكرة ذكية تقضي بتحويل "فيديو جيم" وشخصياته الشهيرة، في ثمانينيات القرن الـ20 وتسعينياته، إلى عالم حقيقي، يحاول فيه رالف المدمِّر، شرير اللعبة التي تحمل الاسم نفسه، أن يكون بطلاً محبوبًا من الناس. 

نجح الفيلم بشكل مقبول جدًا. بعد 6 أعوام، قرّرت الشركة نفسها استغلال هذا النجاح بفكرة أخرى لا تقل ذكاءً: ماذا لو وُضعت الشخصيات الكلاسيكية للـ"فيديو جيم" في عالم "إنترنت" اليوم؟ 

يبدأ الجزء الجديد، وهو بعنوان "رالف يكسر إنترنت" (Ralph Breaks The Internet) لريتش موور وفِلْ جونستن، بعد أعوام على انتهاء الجزء السابق. الصداقة تجمع رالف (صوت جون سي. رايلي) بفانيلوبّي (صوت ساره سيلفرمان)، بطلة لعبة سباق السيارات، التي تشعر بالضجر من عالم لعبتها المحدود، والمسارات المتوقَّعة التي صارت تعرفها كلّها. يحاول رالف تجديد شكل لعبتها، لكن مشكلة تحدث، وتؤدي إلى كسر جهاز التحكّم في محل الألعاب، وبالتالي تتوقّف اللعبة عن العمل، وتشرد شخصياتها. أما الحل فيكمن في الحصول على النسخة الوحيدة المتبقية من جهاز التحكم على موقع "إيباي" في الفضاء الإلكتروني، لتبدأ مغامرة طويلة بين رالف وفانيلوبّي في عالم "إنترنت"، يسعيان فيها إلى شراء الجهاز المطلوب لإحياء اللعبة مجدّدًا، وعودة الجميع إلى منازلهم. 

في النصف الأول من الأحداث، أدرك صنّاع الفيلم أن ما يُميّز عملهم متمثّل بتحويل العوالم الافتراضية غير الملموسة إلى عوالم مادية ذات تفاعلات ومشاعر وشخصيات. وبعد تمهيد فعّال جدًا، في الدقائق الـ10 الأولى، لشخصيتي رالف وفانيلوبّي، تبدأ الرحلة الحقيقية، حيث يبتكر الصنّاع مُوازيًا بصريًا لتفاصيل "إنترنت"، يتحوّل فيه الفضاء الإلكتروني إلى مدينة عملاقة، وملايين المستخدمين إلى أشخاص يتجوّلون فيها، والمواقع والشبكات إلى أماكن مادية يُمكن الذهاب إليها بحسب "سرعة الاستخدام". وفي منتصف هذا كلّه، تأتي شخصيّتان في ألعاب الفيديو من الثمانينيات الفائتة، فتكون النتيجة فوضى كاملة ومُضحكة، مع تفاصيل ذكية وجذّابة كثيرة تُقدَّم للمتفرّج، كالتفاعل مع الإعلانات، ومحرّكات البحث، وطريقة المزاد، وكيفية الشراء من موقع "إيباي"، والدخول إلى لعبة حديثة للحصول على أموالٍ تسمح بشراء جهاز التحكّم. 

في كلّ دقيقة، يُفاجئ الفيلم بتقديمه تفاصيل لمّاحة ومتنوّعة، قبل أن تخفّ الوتيرة قليلاً مع تقدّم الأحداث، لسببين: الأول، أن رهان الفيلم من البداية كان على تحويل "غير المادي" إلى "مادي" في عالم "إنترنت"، من دون تأسيس الأحداث على مستوى درامي بطريقة أقوى أو أكثر تماسكًا، فظهرت نقلات مهمّة في المغامرة مبتورة وغير مقنعة، كالفيديوهات الكوميدية لرالف، وتحويل "الإعجابات والقلوب" إلى أموال، ومنطق حدوث ذلك في ساعات عديدة.

الثاني هو الشعور بتحوّل الفيلم في بعض لحظاته إلى إعلان مطوّل عن عالم "ديزني"، وهذا بدأ بشكل جيد مع مقابلة فانيلوبّي أميرات "ديزني" (سنو وايت وسندريلا، بالإضافة إلى ميريدا بطلة فيلم Brave)، والكوميديا النابعة من اختلاف شخصيتها عن الشخصيات تلك، لكن مع مشاهد زائدة ذات صيغة دعائية، ما أفقد الفيلم بعض إيقاعه. 

من ناحية أخرى، امتلك الفيلم ميزة غير معتادة في أفلام "ديزني"، تحمل صبغة مُحافظة في أفكارها. ففي مقابل إعلاء أفلام مشابهة قيمة "العودة إلى المنزل" و"الأصدقاء القدامى"، تعامل "رالف يكسر إنترنت" مع "الرسالة" التي يحملها بدرجة أنضج، بتركه المجال في النهاية لفانيلوبّي كي تكتشف العالم، وتعيش حياة أخرى بعيدًا عن رالف، من دون أن يبدو ذلك أنانيًا أو مرفوضًا، بل ببحثٍ عن طرق أخرى للتواصل، إلى درجة يبدو معها مُدانًا في لحظات بسبب محاولة السيطرة عليها، ما جعل نهاية الفيلم مفاجأة أصدق من المعتاد، متمثّلة بخلاصة نهائية مرضية للغاية في جزءٍ ثانٍ ناجح.

 

####

 

"غولدن غلوب": سِير حياتية وحضور عربي مُثير للتساؤلات

كريستين أبيض

مع كلّ ترشيح لجوائز سينمائية دولية، يُطرَح سؤالٌ عن سبب اختيار أفلام دون أخرى. هذا تقليد يتّبعه كثيرون، إذْ يرى البعض في اللوائح الرسمية نقصًا متمثّلاً بعدم ورود أسماء مفضَّلة لديه، بينما يعتبر آخرون أن ما فيها من أسماء كافٍ، لأن الأسماء الواردة تستحق الترشيح، والفوز لاحقًا. 

ومع إعلان الترشيحات الرسمية لـ"جوائز غولدن غلوب" ـ التي تُعرف نتائجها التي سيعلن عنها في 7 يناير/ كانون الثاني 2019، بأنها "تمهيد" للفوز بـ"جوائز أوسكار" ـ تداول مهتمّون ومتابعون السؤال نفسه، خصوصًا مع ورود اسم لايدي غاغا في لائحة المرشّحات لجائزة أفضل ممثلة في فيلم درامي، عن دورها في "ولادة نجمة" (A Star Is Born) لبرادلي كووبر، الفيلم المُرشَّح لـ5 جوائز، بينها أفضل فيلم درامي، علمًا أن كووبر مُرشَّح، عن الفيلم نفسه، لجائزتي أفضل مخرج وأفضل ممثل.

أما "افتتان البوهيمية" (Bohemian Rhapsody) لبراين سينغر، فحاضرٌ في ترشيحات متعلّقة بـ"الفيلم الدرامي"، في مقابل وجود فئة "الفيلم الكوميدي أو الموسيقيّ"، رغم أنه معنيّ بالغناء والموسيقى والاستعراضات الفنية. هذا الفيلم، الذي يتناول فصولاً من سيرة فْرَد مركوري وفرقة "كوين"، نال ترشيحين في فئتي أفضل فيلم درامي وأفضل ممثل درامي، حصل عليها رامي مالك، الأميركي المصري الأصل.

السؤال مشروع، لكن الإجابة عليه صعبة، إذْ تتحكّم أمزجة أعضاء "رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود" ـ مانحة الــ"غولدن غلوب" ـ ومتطلّباتهم ورغباتهم وأهدافهم بقراراتهم الخاصة بترشيح فيلم ثم بمنحه جائزة، كحال أعضاء لجان تحكيم وجمعيات تمنح جوائز سينمائية مختلفة.

إلى ذلك، فإن اللافت للانتباه كامنٌ في طغيان أفلام السِيَر الذاتية على تلك المُرشَّحة لجوائز الدورة الـ76؛ أي تلك المستلّة من وقائع عاشتها شخصية أو أكثر. وهذا ناتج من الاهتمام المتزايد في صناعة الأفلام في العالم بالجوانب الحياتية لأناس يمتلكون حضورًا في بيئاتهم وتاريخ بلدانهم ومجتمعاتهم، ولهم تأثير، مباشر أو غير مباشر، في تلك البيئات والبلدان والمجتمعات، وفي ذاك التاريخ. فـ"افتتان البوهيمية" مثلاً يستعيد وقائع من الحياة المهنية لمركوري وفرقة الـ"روك" البريطانية الأشهر (كوين)، و"بلاككلانسمان" لسبايك لي يستعيد تجربة رون ستالوورث، أول محقِّق أسود (مركز شرطة كولورادو سبرينغز) يتمكّن، بحنكته وذكائه وجرأته، من اختراق أحد معاقل الجمعية العنصرية البيضاء "كو كلوكس كلان" عبر الهاتف، في إحدى أجرأ العمليات وأكثرها إثارة للسخرية، عام 1972 (4 ترشيحات: أفضل فيلم درامي، وأفضل مخرج درامي، وأفضل ممثلين أول وثان في فيلم درامي، لجون ديفيد واشنطن وآدم درايفر).

أما "عند بوابة الأبدية" (At Eternity’s Gate) لجوليان شنايبل، فيتناول سيرة الرسّام الهولندي فنسنت فان غوغ، أثناء إقامته في جنوب فرنسا في ثمانينيات القرن الـ19 (ترشيح ميليام دافو في فئة أفضل ممثل درامي)؛ بينما يعود "كتاب أخضر" (Green Book) لبيتر فاريلّي إلى عام 1962، ليسرد حكاية لقاء توني ليب (عميل أمني أميركي إيطالي) بعازف البيانو ومؤلّف موسيقى الجاز دون شيرلاي (أميركي من أصل جامايكي)، الراغب في جولة موسيقية في الولايات الأميركية الجنوبية المُحافظة جدًا في تلك الفترة (5 ترشيحات في فئة الفيلم الكوميدي أو الموسيقي: أفضل فيلم وأفضل إخراج، وأفضل ممثلين أول وثان لفيغو مورتنسن وماهرشالا علي، وأفضل سيناريو لبيتر فاريلي وبراين كوري ونِكْ ماليلونغا).

هناك أيضًا Vice لآدم ماكاي، الذي يُقدِّم مسار السياسي الأميركي ديك تشيني، أثناء تولّيه منصب نائب الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بين عامي 2001 و2009، وقد نال 6 ترشيحات في فئة الفيلم الكوميدي أو الموسيقي: أفضل فيلم وأفضل إخراج لماكاي، الحاصل على ترشيح ثانٍ له ككاتب سيناريو، وأفضل ممثل أول وثان لكريستيان بايل وسام روكويل، وأفضل ممثلة في دور ثان لآمي آدامس.

إلى ذلك، أثار ترشيح "كفرناحوم" للّبنانية نادين لبكي لـ"جائزة غولدن غلوب" في فئة أفضل فيلم أجنبي ردود فعل متناقضة بين مؤيّد بقوّة لترشيح يرى أن الفيلم يستحقّه، وساخر من الفيلم ومخرجته على الطريقة اللبنانية. فبعد نحو 7 أشهر على فوزه بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بالدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/أيار 2018) لمهرجان "كانّ"، وبعد 3 أشهر على اختياره من قِبل وزارة الثقافة اللبنانية للمنافسة على ترشيحات "أوسكار" 2019، بات "كفرناحوم" على اللائحة الرسمية لـ"جوائز غولدن غلوب". لكن إلقاء نظرة على الأفلام الـ4 الأخرى المُرشّحة في الفئة نفسها ("روما" للمكسيكي ألفونسو كوارون، و"فتاة" للبلجيكي لوكاس دونت، وNever Look Away للألماني فلوريان هانكل فون دونرسمارك، و"عائلة السرقة" للياباني هيروكازو كوري ـ إيدا) تشير إلى أن الفوز صعبٌ للغاية، إنْ يتمّ التصويت على الجانب السينمائيّ البحت، بدلاً من الوقوع في فخّ الاهتمام بجوانب أخرى، كالموضوع وكون مخرج "كفرناحوم" امرأة، في زمن الاجتهاد في تأمين المساواة بين النساء والرجال في صناعة السينما في العالم.

العربي الجديد اللندنية في

09.12.2018

 
 
 
 
 

"كفر ناحوم".. فيلم لبنانى جديد فى هوليوود

محمود صلاح

نجح الفيلم اللبنانى "كفر ناحوم" للمخرجة نادين لبكى، في الوصول إلى القائمة النهائية لأفضل فيلم أجنبى لجوائز"الجولدن جلوب" الأمريكية، التى تقام فى السابع من يناير القادم فى بيفرلى هليتون بكالفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

الفيلم تدور أحداثه حول طفل يدعى زين، يعانى مع أسرته الفقيرة التى لا توفر له حياة طبيعية، فلا توجد شهادة ميلاد له ولم يلتحق بالمدرسة، ولا يحصل على الطعام والرعاية الكافية، بل إن الوالدين لا يعرفان عمره الحقيقي، فيقرر الطفل أن يعلن احتجاجه على الأوضاع التى يعيشها، ويرفع قضية على والدَيه، للمطالبة بحقوقه كطفل.

ويدخل "كفر نعوم" المنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبى مع أفلام "GIRL" من بلجيكا للمخرج لوكاس دونت، والفيلم المكسيكى "ROMA" للمخرج ألفونسو كوارون، وفيلم "Werk ohne Autor" من ألمانيا للمخرج فلوريان هينكل فون دونرسمارك، والفيلم الياباني "Shoplifters" للمخرج هيروكازو كوريدا.

لبنان تستمر فى صعودها نحو هوليوود

وصول فيلم "كفر ناحوم" للمنافسة على جائزة الجولدن جلوب يضع لبنان من جديد على خريطة السينما العالمية، فللمرة الثانية يستطيع فيلم لبنانى أن يصل إلى أهم الجوائز فى هوليوود بعدما نجح من قبل فيلم "قضية 23" للمخرج زياد دويرى، فى الوصول إلى القائمة النهائية لجائز أفضل فيلم أجنبى فى حفل الأوسكار 2018.

نادين لبكى ومشروع سينمائى يتوَّج

حققت المخرجة نادين لبكى فى فيلمها الجديد عددًا من الجوائز من مهرجانات سينمائية، أهمها جائزة لجنة التحكيم من مهرجان "كان" بدورته الأخيرة، فضلًا عن ترشيح الفيلم لأكثر من 24 جائزة، حصل على 16 منها.

نادين لبكى كمخرجة وكاتبة، قدَّمت أربعة أفلام روائية طويلة، وكممثلة شاركت في بطولة ثلاثة عشر عملًا سينمائيًّا بين الطويل والقصير، فباتت أيقونة للسينما العربية لا اللبنانية فقط.

المقال المصرية في

09.12.2018

 
 
 
 
 

فيلم "Green Book".. دليلك لاكتشاف ذاتك بالآخرين

يحكي الفيلم قصة الهوية الضائعة في زمن العنصرية ضد السود بالولايات المتحدة (Green Book)

إعدادمحمد العتر وخالد فودة

ملاحظة: تتضمن هذه المادة حرقًا لبعض أحداث الفيلم.

في البداية اعتقدنا أن فيلم "Green Book"، الذي بدأ عرضه قبل أسابيع قليلة، ربما يتحدث عن العقيد معمر القذافي صاحب "الكتاب الأخضر"، أو يتناول قصة على غرار قصته. لكن الكتاب الأخضر في الحقيقة لم يكن سوى دليل إرشادي، أُعد خصيصًا لعدم الالتزام بإرشاداته!

بني فيلم "Green Book" على قصة حقيقية، وهي اللقاء الذي جمع بين الموسيقار دون شيرلي وتوني ليب الذي سيصبح ممثلًا ومؤلفًا

قبل البدء في أولى مشاهده، يقول صُناع الفيلم، الذي أخرجه بيتر فاريلي، إن الفيلم مقتبس عن قصة واقعية. وبالفعل، فأحد بطلي الفيلم هو الدكتور دون شيرلي، الذي جسّد شخصيته الممثل ماهرشالا علي. ودون شيرلي هو موسيقار أمريكي من أصول أفريقية. كان نابغة في الموسيقى الكلاسيكية، وعزف موسيقى الجاز أيضًا. وكان طبيبًا نفسيًا، عاد للموسيقى من خلال أداء تجربة نفسية على جمهوره دون أن يعلموا بها.

ولشيرلي أيضًا نصيب من النضال ضد نظام الفصل العنصري في الولايات المتحدة، تجسّد دوره هذا أكثر في الستينات، وهو حكاية الفيلم. وكان من أوائل السود المرحب بهم على مضض للعزف في الأوركسترا الأمريكية الوطنية. كما عزف في البيت الأبيض، قبل أن يسبقه أي أسود لذلك

والبطل الثاني وهو توني ليب فاليلونغا، الذي سيصبح بعد ذلك ممثلًا ومؤلفًا، حيث شارك في سلسلة "The Godfather"، وغيرها من الأفلام. وتخصص في لعب أدوار تتعلق بعصابات المافيا في الولايات المتحدة.

وفي مطلع الستينات، وكان ليب حينها يبحث عن عمل لشهرين للاسترزاق، حتى يتم الانتهاء من التجديدات في الملهى الليلي الذي كان يعمل به؛ تقابل مع دكتور شيرلي، كسائق ومرافق وحارس شخصي له خلال جولته الموسيقية في ولايات الجنوب الأمريكية، في أوج العنصرية ضد السود.

تصادق شيرلي وليب بعد هذه الرحلة العصيبة والمسلية، والكاشفة. وماتا سويًا في نفس العام 2013. وفي حين كان أحدهما ذا بشرة سوداء، وهو شيرلي، إلا أنه كان أبيض أكثر من ليب صاحب البشرة البيضاء، وذي الأصول الإيطالية.

يبدأ فيلم "الكتاب الأخضر" أو "Green Book"، بمشهد من الملهى الليلي الذي يعمل فيه ليب الذي جسّد دوره الممثل فيغو مورتينسين. وهو المشهد الذي تبرز فيه أولى ملامح شخصية ليب

ولعب مورتينسين في شخصية توني ليب دورًا يختلف عمّا اشتهر به، بل وما رُشّح للأوسكار من خلاله، والذي يتصادف أنه الترشيح في مواجهة ماهرشالا علي الذي حازها في 2017 عن فيلمه "Moonlight"، في حين كان مورتينسين مرشحًا عن دوره في فيلم "Captain Fantastic".

لكن مورتينسين استطاع أن يكون ليب جدًا، أي الشخص المراوغ، ابن الحارة وربيب الكازينوهات والنوادي الليلية. ومع ذلك، كان رب أسرة جيّدًا. راوغ ليب في المشهد الأول، مراوغة غير مؤذية، لكنها تسببت في حرق الملهى الذي كان يعمل به، أو هكذا شاءت الأقدار، ليكون سبيله للقاء المفصلي بالدكتور شيرلي.

راوغ توني، ويراوغ، مراوغات ذكية ولئيمة للحصول على القدر اليسير من المال، دون أذية، لكن أيضًا دون توخٍ كامل للحذر من العواقب. يعيش ليب حياة الرجل الأسود في تلك الحقبة، بانتمائه الطبقي. وقالها مرّة لدكتور شيرلي: "أنا أسود أكثر منك"، غير أنه، وكابن صالحٍ لبيئته وظروف مجتمعه، كان يشمئز من السود. هنا صوّر الفيلم، كيف أن عمالًا سودًا كانوا يجرون بعض التصليحات في منزله، لمّا قدمت لهم زوجته المتعاطفة مع الجميع، كأسين من العصير. وعندما غادرا، ألقى ليب بالكأسين في القمامة، من اشمئزازه. لكن زوجته أعادتهما.

جمعت شخصية توني ليب تناقضات المحافظة والثورة؛ ثورة النفس والطبقة. عمل ليب سائقًا لشاحنة قمامة، ثم عمل كل شيء في الملهى الليلي الذي كان يعمل به: ما بين أنه سائق لصاحب الملهى، وما بين أنه حارس شخصي له، وعامٌ للمكان؛ يفض النزاعات، ويضرب المتطفلين أو غير المرغوب فيهم. لا يُخلف اتفاقًا. يراوغ بدهاء وهكذا يأكل عيشه. محب ومخلص لزوجته وأبنائه، وسيفعل من أجلهم أي شيء، وإن اشتغل لدى رجلٍ أسود

ينتقل الفيلم إلى مشهد اللقاء بين ليب وشيرلي الذي يسكن شقة فارهة أعلى قاعة مسرح بنيويورك. كان شيرلي بحاجة إلى مرافق له كسائق وحارس شخصي في جولته الموسيقية بولايات الجنوب الأمريكية؛ معقل أكثر العنصريين تعصبًا في عنصريتهم، وقد رُشّح له ليب من قبل عدة أشخاص. لكن الأخير تفاجأ بالرجل الأسود الذي يجلس على كرسي كالعرش، ويُجلس ضيوفه أمامه صاغرين.

رفض ليب عرض شيرلي، وأملى عليه بدوره عرضه: أن يعمل سائقًا وحارسًا شخصيًا، مقابل 125 دولارًا في الأسبوع، ولمدة شهرين. رفض شيرلي في البداية، ثم وافق. وكان ليب في أمس الحاجة للمال، لأنه لا يستطيع تناول 26 شطيرة سجق يوميًا. وهي منافسة اعتاد أن يخوضها، بثقة شخصٍ شره، مقابل عشرات الدولارات يقضي بها حاجات أسرته.

بدأت الرحلة: يركب الرجل المتأنق -وهو هنا الأسود- في الخلف، كمالكٍ أرستقراطي. ويقود به الرجل المهرجل -وهو هنا الأبيض- كفاعل باليومية، أو الأجرة الأسبوعية، متبسط وضحوك، وصاحب نكتة، وله رأي في الحياة، ولا يحُب السود، قبل أن تتغير تلك الأخيرة من الرحلة مع شيرلي

أنا أسود أكثر منك

لا تتوافق شخصية ليب وشيرلي. وعلى العكس من المتوقع، فإن عدم التوافق نابع من اختلافٍ في أداء الأدوار: كان شيرلي، ربيب البيت المتدين، عالم النفس، والموسيقار الأشهر، الذي تعلم العزف على أنغام أعرق السيمفونيات الكلاسيكية، وصديق الرئيس الأمريكي جون كينيدي؛ رجلًا أرستقراطيًا، أبيض في سلوكه، أو هكذا كان يدعي. في حين كان ليب رجل شارع، يأكل بعرق الجبين، ويصارع من أجل لقمة العيش. كانت نظرة كل منهما للحياة مختلفة، وعلى النقيض في تبادلٍ للأدوار التقليدية. وهنا كان مكمن الصراع في الفيلم

لكن جليد عدم التوافق، أذابته بالتدريج، الرفقة وتجربة الرحلة أو الجولة الموسيقية التي لم تكن سهلةً أبدًا. كان لدى شيرلي أملٌ في أن يحدث فارقًا بموسيقاه لدى ذوي البشرة البيضاء. لكن على ما يبدو، أنه أراد أن يحدث الفارق في نفسه ولنفسه عند ذوي البشرة البيضاء. كان شيرلي يبحث عن الاعتراف به، بعد أن استغرق فيما يبدو في احتقار ذاته السوداء، وأنكر على زملائه من فطاحلة موسيقيي الجاز، سلوكهم في الأداء الموسيقي. لذلك فهو يلعب السيمفونيات الكلاسيكية. ويفخر بتميزه، ويشدد على الأناقة والإتيكيت.

أما ليب فكان يرى أنه ليس هكذا تورد الإبل. كان ليب أكثر اتساقًا مع كينونته، ومع فروض الضروريات المعيشية. بأخلاق أبناء الشارع الكادحين، من غير استعلاءٍ أبيض -وهو أبيض- ينافي واقع معيشته، وبدون انسحاقٍ يتعارض مع كونه رجلًا يأكل من عمل يده.

يطوفان -ومعهما شخصان آخران هما تتمة الفرقة الموسيقية الخاصة بشيرلي- ولايات الجنوب. يرَحب بهم على المسارح وفي الحفلات الخاصة، لكن النظام نظام! فيمنع شيرلي من استخدام حمامات البيض، ويمنع من تجربة ملابسهم في متاجر الملابس، وأخيرًا سيمنع من تناول الطعام معهم في مطعمٍ استدعاه لأداء عرضٍ موسيقي. وهنا، في هذا الجزء من الفيلم يتجسد الانقلاب.

لكن قبل هذا، مع الطواف والترحال، تكاشف ليب وشارلي، بدفعٍ حقيقي من ليب الأريب. كان ليب، وكأي شخصٍ سيسعد برفقةٍ طيبة في الغربة، ورحلة هادئة؛ يسعى لإرضاء رب عمله على قدر ما يفهم ويُفضّل، فكانت موسيقى الرحلة التي يُشغلها ليب، هي موسيقى الجاز، لكن المفارقة أن شيرلي، وإن كان يعرف اسمًا موسيقيي الجاز، والذين هم من أبناء جلدته، إلا أنه كان يجهل أعمالهم، بما فيها أعظمها. في حين كان ليب يحفظها عن ظهر قلب، وكان يتعجب بأداءٍ مسرحي من جهل شيرلي لأبناء جلدته

لا تتوافق شخصية توني ليب ودون شيرلي. وعلى العكس من المتوقع، فإن عدم التوافق نابع من اختلافٍ في أداء الأدوار

أوضح شيرلي أنه لا يحب أن يكون مثل هؤلاء الموسيقيين السود، الذين تموضعوا واتخذوا أدوارهم داخل النظام العام العنصري. وأدوا أدوار الضحايا بمشهدية كؤوس الويسكي على تخت البيانو، والسيجارة بين أصابعهم، وأجسادهم تتمايل كما الذين صُلبت أجسادهم، وقد صُلبت أرواحهم. يرفض شيرلي أن يكون إلا كمثل الذين يُصفقون له بعد انتهاء عروضه الموسيقية "البيضاء". 

لكن ما كان يضمره شيرلي في أعمق نقطة في نفسه، ويطمر عليه، هو أنه على العكس تمامًا، لم يكن إلّا ابنًا بارًا للنظام الذي استدعى خطابه في نفسه، وابتلعه تمامًا، حتى انمحت هويته وانسحقت تحت وطأة التطلع لكينونة الرجل الأبيض، أو بالأحرى ألقه السلطوي.

انفعل ليب بظُرفٍ، وقال لشيرلي، وهما تائهان على طريقٍ جانبية موحشة تحت زخات المطر: "يا رجل، أنا أسود أكثر منك"!

المكاشفة.. الآخر مرآة الأنا

لا بأس إذا وجدت حجرًا ملونًا على الأرض أن تلتقطه وتحفتظ به لنفسك. لا بأس حتى لو كان الحجر ساقطًا من كومة أحجار مماثلة تُباع لجلب الحظ، وأنت تعلم ذلك. لا بأس، ففي النهاية التقطتَ الحجر من على أرض مليئة بالحجارة. ولا بأس خاصةً لو كنتَ توني ليب الباحث عن بعض الحظ في رحلته مجهولة المصير لكسب الرزق من أجل زوجته وعياله؛ مع سيده الأسود!

 لكن لدى شيرلي المتأنق رأيٌ آخر، ينسحب على سلوكه العام، كرجل يبحث عن القبول بين من يرفضونه، فيتطبع بطباعهم، ويتخلق بأخلاقهم. يعلم أنه غير مقبول تمامًا، لكن يحدوه الأمل بأن يحدث فارقًا في النظام، بأدوات أصحاب النظام والقائمين على ديمومته. لذا فإنه سيطلب بشدة من ليب أن يُرجع الحجر لمكانه، وبالفعل سيعود ليب مضطرًا، ضجرًا، لإعادة الحجر لمكانه، لكنه لن يُرجعه في الحقيقة.

وفي إحدى الحفلات، وبعد أن أدى شيرلي عرضًا أولًا، اتجه لدخول دورة المياه في الاستراحة، لكن مقيم العرض، الذي استضاف شيرلي وأطعمه الدجاج المقلي كوجبةٍ "على شرف ضيف من كبار الزوار"؛ سيرفض إلا أن يدخل دورةَ مياه مهملة في حديقة البيت، أو على شيرلي أن يعود لفندقه لاستعمال دورة المياه هناك.

تأنف نفس شيرلي، ويرفض في نفس الوقت أن يخوض معركة كرامة، فيقرر العودة للفندق لاستخدام تواليت غرفته. وفي الطريق لهناك، يقول له ليب إنه كان بإمكانه أن يفعلها في أي مكان في الخلاء. بالطبع بعد أن أبدى استياءً من قبول شيرلي لهذه الهزيمة النفسية. وكأن ليب أشار إلى تناقضات تعاطي شيرلي مع النظام، وكأنه أراد أن يقول له: إذا أردت أن تنصاع للنظام، فأكمل ذلك للنهاية، ولا داعي لأن تناقض نفسك.

في نفس الوقت، فإن ليب وهو يقول لشيرلي أنه كان بإمكانه أن يفعلها في أي مكان، إنما أراد أن يتماشى مع طريقة رب عمله الذي انبهر بأدائه الموسيقي لدرجة أنه قال لزوجته في إحدى الرسائل التي حرص على كتابتها لها أثناء رحلته؛ إنه "عبقري. يلعب على البيانو بعبقرية، وكأنه ليس برجل أسود". وقبل أن يقترح ليب على شيرلي أن يفعلها في أي مكان، قال له إنه لو تعرض لنفس الموقف، لفعلها في صالون المنزل

لا يُحب ليب السود، لأنه نشأ في حي، ومدينة، وبلدٍ لا تحب السود. لكنه لا يفهم كيف يقبل أي شخصٍ، وإن كان أسود، أن يعامل بإهانة. لكن شيرلي كان يعتقد أنه ليفرض نفسه على الذين يرفضونه، عليه أن يفعل ذلك دون إزعاج، وبطريقةٍ فيها احترامٌ للنظام.

تعرض شيرلي في الرحلة للمضايقات العنصرية، لكن أوجها تمثل في مرتين: الأولى حين تعرض للضرب في إحدى البارات المحلية بإحدى ولايات الجنوب، لأنه رجل أسود، قبل أن ينقذه ليب بالحيلة. والثانية عندما قبض عليه عاريًا مع رجل كان يمارس معه الجنس، وأنقذه ليب بالحيلة أيضًا. كانت لدى دون شيرلي ميولٌ جنسية مثلية. لكن لا يعلم على وجه الدقة إذا ما كان مثليًا فقط، أم ثنائي الميول الجنسية.

في هذه المرة التي اعتقل فيها شيرلي عاريًا، أخرجه ليب برشوة ضابطي البوليس اللذين اعتقلاه. وقد أبدى شيرلي امتعاضه من ذلك، وقال مغاضبًا: "لقد أهاناني، وأنت تكافئهما؟!"، ليرد عليه ليب: "هذا بدلًا من أن تشكرني لأنني أنقذتك"، فيصرخ فيه شيرلي: "أنقذتني لأنك ترغب في إكمال الجولة للحصول على مالك".

تمثّل شيرلي هنا دور الضحية، وقد سيطر عليه حس المظلومية الذي يرمي به زملاءه موسيقيي الجاز السكارى، غير أنه على عكس موسيقيي الجاز الذين يدقون أوتار البيانو في بارات الهامش الصغيرة، متمثلين أدوارهم الحقيقية في رفض خطاب النظام بتراقصهم مع أنغام ما يلعبونه بمرح وشجون، وقبل ذلك بتنغيم الموسيقى التي تنتمي إليهم وينتمون إليها.. على العكس من ذلك، كان شيرلي قد تمثل دور الضحية بقناع حارس قيم النظام الذي يلفظه مرة، ثم يُعيد استخدامه مرة أخرى؛ للتسلية والترفيه، وللطمأنينة الثقافوية الكاذبة بأنهم، أي البيض العنصريين، قادرون على التسامح مع فكرة أنه رجلٌ أسود، لكنه يلعب موسيقاهم بمهارة، لأنهم مثقفون مترفعون في ذوقهم! إنها إعادة إنتاج لمقولة ليب لزوجته في الرسالة: "يلعب على البيانو بعبقرية وكأنه ليس برجل أسود"، مع فارق أنهم يرونه رجلًا أسود يلعب البيانو بعبقرية.

بدأ حرث ليب يأتي بأكله، وهو حرث السجيّة وخبرة الرجل بالشارع والناس، وليس حرثًا بعلوم الكتب والمدارس وأناقة صالونات العروض الفنية ولا قاعات الموسيقى الكلاسيكية. وما كان حرثه إلا دفعًا متبادلًا للمكاشفة بينه وبين الآخر المعكوس المتمثل في شيرلي

وكان شيرلي يكتب لليب رسائله لزوجته، بعبارات منمقة فائقة الرومانسية، أو كما قال عنها ليب: "هنا توجد الكثير من الرومانسية". وبدورها، كانت زوجته تفخر بهذه الرسائل أمام عائلته، حتى لقبوه بشكسبير. قبل أن يتقن ليب لعبة الرسائل المنمقة، ويعرف طريقها

أضاف شيرلي إذًا لليب أداة معرفة أبناء الذوات وما يتحصلون عليه في الصالونات، وهي طريقة التعبير، ووسيلة البوح الأنسب عما يختلج في الصدور. لكن يبقى ما يختلج في الصدر مختلجًا أصلًا لدى ليب. كل العواطف والمحبة الصادقة قائمة في قلبه لزوجته التي فارقها أسابيع لحاجة لا في نفس يعقوب، وإنما لعين عياله قضاها.

وأضاف له أمرًا آخر، وهو مسامحة الحمقى، وتقبّل الآخر، فأمّا الثانية فقد بدا أنها مستقرة لدى ليب، وإن طمستها ظروف بيئته والمجتمع، ولا ننس أنه قال لشيرلي بعد حادثة القبض عليه عاريًا بيوم: "أنا أعمل في الكباريهات والنوادي الليلية، وأرى مثل ذلك وأكثر"، يقصد مثليته التي كان يرفضها كما يرفض بشرته السوداء، لأنه نشأ على ما وجد عليه آباءه والمجتمع، وشغله الاسترزاق وأكل العيش عن أن يتفكر في حق الجميع في الوجود والممارسة. لكن لمّا جرّب، قبله بسهولة.

في المقابل أضاف ليب لشيرلي سبر أغوار نفسه بالبوح والمكاشفة، من خلال أسلوبه التهكمي اللاذع والناقد والشوارعي أحيانًا كثيرة. وتجلى ذلك في مشهد الذروة، وهو نفسه المشهد الذي قال فيه ليب لشيرلي: "أنا أسود أكثر منك". فبعد ضغوط ليب، انفجر شيرلي في نفسه قبل أن ينفجر في ليب. تعرّى شيرلي أمام نفسه، وأخرج ما يُخبِئه في أعماقها: شتاته واحتقاره لذاته وضياع هويته، في مقابل أنه ليس إلا أداة ترفيه للرجل الأبيض الذي يسعى لأن يحظى بقبوله ولو بالانسحاق لشروطه.

انفجر الغضب المتراكم في شيرلي، وكانت سجية ليب الشعلة، أو بالأحرى أن ليب لم يكن إلا معكوس الأنا المشوهة لشيرلي، أو حقيقة ذاته وكينونته التي يرفضها بالتقنّع، فما في جبّة شيرلي إلا ليب متقنّع بأقنية البيض وأخلاق نظامهم، فهو هو، لكنه لم يقبل ذاته، حتى انكشفت له في صورة ليب، الأبيض!

أنا هو أنا  

 في العرض الموسيقي التالي سيرفض المطعم الذي يستضيف العرض، أن يتناول شيرلي الطعام على المائدة مع رفقته، بين البيض: "إما أن تأكل في حجرة تغيير الملابس"، ولم تكن سوى خزنة ضيقة، "أو تذهب للمطعم الشهير للسود في آخر الشارع". تتمثل ذروة الانقلاب هنا، أو أثر المكاشفة التي دُفع لها شيرلي من قبل ليب، ليستعيد ذاته المسلوبة تحت وطأة التطلع للقبول؛ فيرفض شيرلي، ويحكم مصير العرض الموسيقي بتناول الطعام على الطاولة بين الناس، البيض، لكن القائمين على المطعم يصرون في رفضهم، مع تمسكهم بإقامة العرض الذي "جاء كل هؤلاء من أجله". 

ما في جبّة شيرلي إلا ليب متقنّع بأقنية البيض وأخلاق نظامهم، فهو هو، لكنه لم يقبل ذاته، حتى انكشفت له في صورة ليب، الأبيض!

في العادة كان شيرلي سيقبل، من أجل أن يحظى بتصفيق البيض على موسيقاه الماهرة. لكنه هذه المرة لن يقبل، وسيُلغي العرض، ويخرج من المطعم متوجهًا رفقة ليب إلى مطعم السود الشهير في آخر الشارع، وهناك سيعزف مع فرقة الجاز على البيانو، في البار الصغير، وعلى تخت البيانو كأس ويسكي، سينزلها شيرلي على الأرض، ويضحك ليب، ويندمج شيرلي في العزف متراقصًا على أنغام ما يلعبه في مرحٍ، وتحقق.

أمّا الكتاب الأخضر، فكان دليل الإرشادات الذي أعطته الشركة التي وظفت ليب لدى شيرلي. وفي كل ورطة، كان ليب يُخرجه ليطلع على ما يتقرحه الكتاب. وفي كل مرة كان ليب يُخالف الإرشادات، ويعمل بتجربته وعلى سجيته.

موقع "ألترا صوت" في

09.12.2018

 
 
 
 
 

"Destroyer".. الترشيح الـ14 لنيكول كيدمان في "جولدن جلوب"

كتب: نورهان نصرالله

وسط قائمة تضم مجموعة من الممثلات المخضرمات، يتواجد اسم العالمية نيكول كيدمان في قائمة المرشحات لجائزة "جولدن جلوب" أفضل ممثلة في فيلم دراما عن دورها في فيلم "Destroyer" إخراج كارين كوساما، ليكون الترشيح الـ14 في مسيرتها الفنية التي بدأتها في هوليود عام 1992 بـ"Far and Away" مع توم كروز، وبحصولها على الجائزة هذا العام سيرتفع عدد جوائزها من 4 إلى 5 جوائز في التمثيل بالإضافة إلى جائزة في الإنتاج.

"إيرين بيل" أحدث الشخصيات التي أدتها "كيدمان" في أحدث أعمالها "Destroyer" والذي ضمن لها ترشيحًا في قائمة الممثلات الأفضل، وتقدم خلال الفيلم شرطية متقاعدة كانت تعمل متخفية مع عصابة، وسبب لها الأمر عواقب مدمرة، عندما ظهر زعيم تلك العصابة مرة أخرى بعد عدة سنوات، يجب عليها أن تعود من خلال الأعضاء الباقين إلى تاريخها الخاص معهم، حتى تصفى حسابتها مع دمروا ماضيها.

1992 كان الترشيح نيكول كيدمان الأول لجائزة "جولدن جلوب" عن أفضل أفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلم "Billy Bathgate" للمخرج روبرت بنتون، وفي 1996 كان الترشيح الثاني للجائزة أفضل ممثلة عن فيلم كوميدى أو موسيقى عن دورها في "To Die For"، وبالفعل حصدت الجائزة هذا العام لتصبح الأولى بالنسبة لها، بينما ترشحت عام 2002 لجائزتي أفضل ممثل في فيلم دراما عن دورها في فيلم "The Others"، وأفضل ممثلة في فيلم استعراضي عن "Moulin Rouge"، لتحصل على الأخيرة وتكون جائزة جولدن جلوب الثانية التي تحصدها.

لم يمر سوى عام واحد لتحقق "كيدمان" جائزتها الثالثة لـ"جولدن جلوب" أفضل ممثلة في فيلم دراما عن دورها في "The Hours"، إخراج ستيفن دالدري، تم ترشيحها للجائزة عن نفس الفئة على مدار عامي 2004 و2005 عن "Cold Mountain" و"Birth"، وفى 2011 تم ترشيحها للجائزة للمرة الثامنة عن دورها في "Rabbit Hole".

تكرر ترشيحها لجائزتين في فئتين مختلفتين عام 2013، حيث تم ترشيحها لجائزة أفضل ممثلة دور ثان عن أدائها في "The Paperboy"، بالإضافة إلى ترشيحها لجائزة أفضل ممثلة في فيلم تلفزيوني عن "Hemingway & Gellhorn"، كما ترشحت لجائزة التمثيل في 2017 عن دورها في فيلم "Lion"، وتكرر ترشيحها في 2018 لتحصد الجائزة الرابعة لأفضل ممثلة رئيسية في مسلسل قصير عن دورها في "Big Little Lies"، وحصد الجائزة الخامسة فى نفس العام للإنتاج عن نفس المسلسل الذي حصد جائزة أفضل مسلسل قصير.

الوطن المصرية في

09.12.2018

 
 
 
 
 

آرمسترونغ... خمسون سنة على سطح القمر

صبا جميل عمر

يستخدم فيلم وثائقي جديد عن رائد الفضاء الأميركي نيل آرمسترونغ، لقطات فيديو منزلي صورها آرمسترونغ بنفسه، بالإضافة إلى استخدام بعض المقاطع التي صورتها وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، لتقديم قصة رائد الفضاء الأميركي نيل آرمسترونغ. الفيلم الآن في طور الإنتاج، وسيتم إطلاقه عام 2019 بالتزامن مع الذكرى الخمسين لنزول نيل على سطح القمر لأول مرة في التاريخ. تتولى إنتاج الفيلم الذي يحمل اسم "آرمسترونغ" شركة "تين غوز فيلمز"، التي تمتاز بخبرة كافية في عالم الفضاء، وخصوصاً أن هذه الشركة سبق لها أن أنتجت فيلمين وثائقيين في هذا المجال، هما "آخر رجل على القمر"، و"مهمة التحكم.. أبطال أبولو غير المرئيين"، الذي وصفته مجلة "فارييتي" بأنه "نظرة من خلف الكواليس على أجهزة التحكم بالطائرات وأطقم الدعم التي ساعدت أميركا على تصدر سباق الفضاء". 

ومن المتوقع أن يكون الفيلم جاهزاً للعرض في ربيع 2019، حين يصادف يوم العشرين من يوليو/ تمّوز المقبل الذكرى الخمسين لوقوف نيل على سطح القمر عام 1969، وهذا الفيلم ليس المشروع الوحيد الذي يحتفي بهذا الحدث التاريخي، إذ سبق أن أطلق المخرج داميان شازيل، فيلماً بعنوان الرجل الأول "فيرست مان" عام 2018، الذي ركز على شخصية أرمسترونغ، وثمة كذلك المسلسل الدرامي الذي يحمل عنوان "قفزة عملاقة واحدة" من إنتاج مايك ميدافوي، الذي سيتم إطلاقه أيضاً عام 2019 بالتزامن مع الذكرى الخمسين. وتقول مجلة "فاريتي" إن المقاطع المصورة المنزلية التي سيتم عرضها في الفيلم الوثائقي "آرمسترونغ"، لم يسبق أن شاهدها أحد سوى أفراد عائلة نيل حصراً، وسيتم استخدام هذه المقاطع إلى جانب الصور الأخرى الثابتة والمقاطع المصورة العائدة لوكالة "ناسا"، وأرشيف آرمسترونغ في جامعة "برودو" في إنديانا، وبهذا سيغطي الفيلم الأيام الأولى في "ناسا" والدراما والتشويق المرافقين لبعثتي "جيميني 8" و"أبولو 11"، بالإضافة إلى عرض الاختبارات التي خاضها نيل، التي كانت قريبة من الموت، بوصفه كان طياراً مقاتلاً في البحرية الأميركية في كوريا، والتحديات التي طرأت في النهاية بسبب شخصيته غير الاعتيادية، التي جعلت منه بطلاً قومياً عبر تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، بالرغم من كون اختفائه المتعمد عن الأنظار كان يُظهره أحياناً كبطل متردد. لذلك قررت الشركة المنتجة أن تستخدم صوت نيل الحقيقي في المقابلات، وذلك لإتمام الخط السردي للفيلم الوثائقي، إلى جانب عرض مقابلات جديدة مع أصدقاء آرمسترونغ، وأفراد عائلته ورواد فضاء سابقين وحاليين، في وكالة الفضاء "ناسا"، ومن بين هؤلاء مايكل كولينز الذي شارك في مهمة "أبولو11" باتجاه الهبوط على سطح القمر، وديف سكوت من طاقم مهمة جيميني 8. 

وتوفي آرمسترونغ في أغسطس/ آب من عام 2012، عن عمر ناهز 82 عاماً، على إثر مضاعفات عمل جراحي في القلب. وكان قد اشتهر بعبارته التي قالها عندما هبط على سطح القمر في يوليو 1969، بينما ملايين الناس حول العالم يشاهدون هذا الحدث، حين قال: "إن خطوة صغيرة لإنسان هي قفزة كبيرة للبشرية"، التي اعتبرت من أشهر العبارات في القرن العشرين. ورافق جنازة آرمسترونغ تنكيس الأعلام في الولايات المتحدة الأميركية، بعدما أعلن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الحداد العام عليه في يوم التشييع، إذْ وصفه آنذاك، بقوله "آرمسترونغ ليس بطل زمانه فحسب، بل إنه بطل كل الأزمنة".

العربي الجديد اللندنية في

10.12.2018

 
 
 
 
 

ترشيحات جوائز الجرامى لعام 2019 تنصف النساء

كتبت- بوسى عبد الجواد

بعد الاتهامات التى لاحقت «الجرامي»، أحد الجوائز الموسيقية السنوية الأربع الكبرى فى الولايات المتحدة الأمريكية، والتى تُقام فى فبراير من كل عام، وهى تشبه إلى حد بعيد حفل توزيع جوائز الأوسكار الخاصة بالسينما و حفل توزيع جوائز إيمى الخاصة بالمسلسلات و حفلة جائزة تونى الخاصة بالمسرح، واتهامها بالعنصرية، والتحيز للذكور على حساب الإناث، جاءت ترشيحات الجوائز لعام 2019 مخالفة لتوقعات المتربصين للجائزة الأرفع فى عالم الموسيقى، حيثُ لوحظ سيطرة الفنانات على الفئات الرئيسية فى الترشيحات.

وقال نيل بورترنو رئيس الأكاديمية للتسجيل فى بيان: إعادة التقييم جاء لمنح فرصة أكبر للعنصر النسائى بالدخول إلى الترشيحات والمنافسة على اللقب.

وتنافس كل من مغنية الهيب هوب كاردى بى بالبوم Invasion of Privacy، ومغنية الروك براندى كارلايل بألبوم By the Way, I Forgive You، ومغنية الأر أند بى جانيل مونالى بألبوم Dirty Computer، و كاسى موجرافيس بالبوم Golden Hour، على لقب ألبوم العام. جنبا إلى جنب مع دريك وبوست مالون.

كما هيمنت كل من كاميليا كابيليو، كيلى كلاركسون، وإريانا جراندى، وتايلور سويفت، وبينك فى فئة أفضل البوم بوب.

وسيطرت كل من ليدى جاجا، وإيلا ماى، وبراندى كارلى فى ترشيحات أغنية العام.

وفى قائمة أفضل البوم ار آن دبى، تواجدت فى قائمة الترشيحات تونى بريكستون، ولالا.

يُشار إلى أنه العام الماضى هيمن النجم الشهير كيندريك لامار، على جوائز الجرامى بواقع 5 جوائز خاصة بفئة موسيقى الراب، من بينها الجائزة الأهم وهى أفضل ألبوم لموسيقى الراب. وكان اللافت فى الحفل أن النجم العالمى جاى زي Jay Z ، والذى كان له حصة الأسد فى عدد الترشيحات بثمانى جوائز، لم يحصل على أيّ جائزة.

الوفد المصرية في

10.12.2018

 
 
 
 
 

«نادين لبكي» تتصدّر المرشحين الخمسة للـ «غولدن غلوب»

«كفرناحوم» يعبر واثقاً صوب أوسكار أفضل فيلم أجنبي ..

محمد حجازي

منذ أشهر قليلة وفيلم «كفرناحوم» للمخرجة الرائعة «نادين لبكي» يحصد النجاح الجماهيري، والجوائز العديدة، أينما حل على إمتداد العالم، وفيما برمجته الصالات الأميركية للعرض بدءاً من 14 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، فإن الموعد الأهم هو السادس من كانون الثاني/يناير 2019 حيث يقام في بيفرلي هيلز – كاليفورنيا حفل ضخم توزّع فيه جوائز «رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية» – الغولدن غلوب، والتي يبدو شبه محسوم أن فيلمها الذي يتصدر التصفية النهائية للخمسة أفلام المتبارية على جائزة أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنكليزية، سيكون الفائز، تمهيداً لترشيحه الرسمي للأوسكار الذي يوزع جوائزه ليل 24 شباط/ فبراير بتوقيت أميركا.

نعم الفيلم يسير بخطىً واثقة صوب التتويج، فمنذ عرضه في مهرجان تورونتو وهو لا يكف عن التقديرات المجزية من التظاهرات العربية والأجنبية فارضاً حضوره بقوة موضوعه وعمق معالجته. وشكّل ترشيحه للغولدن غلوب فرحة عارمة في الأوساط الفنية اللبنانية التي أكدت أن الفن اللبناني يضيء على أرفع المستويات العالمية، بينما المناخ السياسي يشكّل صدمات سلبية متلاحقة تهدد الكثير من معالم الأمل في حياة اللبنانيين المتمسكين بالوطن العظيم فخراً لهم حتى في أحلك الظروف. يقابل هذه الصورة سحبه من الصالات اللبنانية التي يعرض على شاشاتها وبنجاح طيب طوال أسابيع متلاحقة وممددة.

ونحصر في مقالتنا هنا الكلام عن الأفلام الأجنبية الأربعة المرشحة في مواجهة الشريط اللبناني، وهي بالمناسبة حاضرة بخلفية واثقة أيضاً من الفوز لأنها ببساطة من الإنتاج المحترم والمتألق إلى حد بعيد، لكننا مع ذلك نكاد نجزم بأن الغلبة لـ «كفرناحوم» عند توزيع الجوائز مع نهاية أول أسبوع من السنة الجديدة، لأن مخرجتنا ترجمت خبرتها وموهبتها الكبيرة على أفضل وجه إلى حد إنحسار الأصوات النشاز التي إعتادت الشوشرة على نجاحات اللبنانيين والأمل معقود على فوزين في الغولدن غلوب والأوسكار لتكون «نادين» الثانية في حمل التمثال الذهبي بعد مواطنها المؤلف الموسيقي «غبريال يارد» الفائز بأوسكار أفضل موسيقى عن فيلم «المريض الإنكليزي».

المنافسون الأربعة يتقدمهم المخرج المكسيكي العالمي «آلفونسو كوارون» (57 عاماً)بفيلم «roma» الذي يتناول طبيعة حياة إحدى الأسر المتوسطة في السبعينات، من خلال تفاصيل دقيقة تُعيد رسم ما كانت عليه المكسيك في تلك الفترة. يلعب الأدوار الرئيسية :بالتزا أباريسيو، دييغو كورتينا أوتري، مارينا روفافيرا، وكارلوس بيرالتا.

_ الثاني بعنوان «girl». وهو حائز على جائزة الكاميرا الذهبية من الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي الدولي. أخرجه البلجيكي «لوكاس دونت» ويتناول الإشكالية التي عاشتها الفتاة الجميلة «لارا» التي ولدت وكل ما فيها يدل على الذكورة، لكنها في الوقت نفسه تهوى العمل راقصة باليه لأنها تعشق هذا الفن بشدة. يلعب دور «لارا» الممثل الشاب «فيكتور بولستر». أما مدة الشريط فـ ساعة و49 دقيقة.

_ الثالث عنوانه «shoplifters» ويحمل سعفة مهرجان كان السينمائي الدولي الذهبية للعام 2018، أخرجه الياباني «هيروكازو كوريدا (56 عاماً). يتناول الشريط بمزيد من الواقعية حياة أسرة يابانية تمر بمصاعب خطيرة تواجهها بصبر وأناة وثقة. الفيلم ومدته ساعتان ودقيقة واحدة يجسد أدواره البارزة : ساكورا أندو، ليلي فرانكي، جيو كايري، مايو ماتسواكا، وميو ساساكي.

_ أما الرابع فهو الألماني «never look away « للمخرج «فلوريان هانكل فون دونرسمارك» (45 عاماً) كتب نصاً جميلاً عن عالم الرسم وكيفية نزول وحي الإبداع على فنان رقيق. لعب الشخصيات الرئيسية :بولا بير، توم شيلينغ، سيباستيان كوش، لكن مدته تتجاوز الثلاث ساعات بـ 8 دقائق

علينا فقط الإنتظار حتى يوم السادس من كانون الثاني 2019 لمعرفة النتيجة.

اللواء اللبنانية في

11.12.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)