كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الفيلم السوري «يوم أضعت ظلي»: عندما تقتات الحرب على روح الإنسان

نسرين سيد أحمد

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2019)

   
 
 
 
 
 
 

لندن ـ «القدس العربي»: في فيلمها الروائي الأول «يوم أضعت ظلي»، المشارك في مسابقة الفيلم الروائي الأول في مهرجان لندن السينمائي في دورته الثانية والستين (10 إلى 21 أكتوبر/تشرين الأول)، تجعل المخرجة السورية سؤدد كعدان من ظل الإنسان رمزا لألمه ومعاناته في حرب تقتات على كل ما يعز عليه وتفتك بروحه وأرواح الجميع.

يفقد الإنسان ظله، ذلك الذي يرافقه أينما حل ويرتسم على الأرض جواره، مع الانعدام التام للضوء، وتتخذ كعدان من فقدان الظل رمزا لهذه الحالة من العتمة والعذاب والفقد، التي تتسبب فيها الحرب. يفقد الإنسان ظله عندما يواجه مأساة تفتك بضوء روحه وتقتل الأمل في داخله وتتركه يتخبط في متاهة من الحزن والألم.

يروي الفيلم قصة أم سورية لطفل صغير في بدايات الحرب عام 2012. حلم الأم والصبي حلم بسيط للغاية لأسرة تحاول التشبث بالقدر اليسير للغاية من العادية والطبيعية وسط حياة أصبحت خارجة تماما عن المألوف والمفهوم والمنطق. حلم الأم أن تعد لصغيرها طعاما يدفئه في ليل الشتاء والقليل من الضوء، ولكن نفاد اسطوانة الغاز وسط أزمة طاحنة بسبب الحرب يدفع الأم للخروج في رحلة بحث عن قنينة غاز. هناك في رحلة البحث عما يمنح حياتها وحياة صغيرها بعض الدفء والعادية، تواجه الأم معنى الألم ومعنى أن يفقد الإنسان ظله بسبب الحرب، وترى البطش والظلم مجسدين في صورة جنود، وترى الخوف يرتسم على الوجوه، وترى الأمهات يحفرن قبورا لأبناء يعلمون أنهم لن يعودوا إلى ديارهم.

تصبح رحلة سناء للعودة إلى ابنها هي رحلتنا نحن أيضا، ونرافقها في طريقها على أمل أن نراها في صحبة ابنها مجددا، أمل قد لا يتحقق في بلد يواجه المأساة.

يجمع الفيلم بين الواقعية والواقعية السحرية، بين الحقيقة والرمز، وتغدو فيه سناء (سوسن أرشيد) رمزا لكل أم سورية تحاول أن توفر بعض الأمن والدفء لأطفالها، وتغدو رحلتها للبحث عن اسطوانة الغاز رمزا لسعي الإنسان السوري للبحث عن بعض الأمن والفهم والمعنى في حياة فقدت فجأة ملامحها الطبيعية. في رحلتها للبحث عن اسطوانة الغاز، تلتقي سناء بالشقيقين ريم (ريهام الكسار) وجلال (سامر إسماعيل)، ويتفق الثلاثة على أن يواصلوا معا البحث عن الغاز الشحيح. هناك على مشارف دمشق تدرك سناء لأول مرة مفهوم فقدان الظل، فجلال يسير بلا ظل على الأرض. يروي جلال أنه فقد ظله بعد أن شاهد واستمع إلى تنكيل الجنود بأخيه وتعذيبهم له وهو غير قادر على حمايته أو نجدته. يكاد يكون فقدان الظل في الفيلم موازيا لفقدان الروح، الروح التي يلتهمها الخوف والبطش والتعذيب. فقدان الظل هو أن تقف عاجزا عن حماية من يعزون عليك وأن يكبل البطش يديك فتصبح غير قادر على صد العدوان عمن تحب.

تستغرق أحداث رحلة سناء للبحث عن الغاز ثلاثة أيام. إنها بدايات الحرب، وسناء كانت تحاول أن تنأى بنفسها وبصغيرها عما يدور في البلاد، وتحاول ألا تفكر مليا في مصير الطبيب المالك للصيدلية الذي اختفى، أو أنه قد يكون اعتقل لموقف سياسي، ولا تفكر مليا في الصيدلية التي ينهب الجنود كل يوم مخزونها من الأدوية، ولكن رحلتها للبحث عما هو عادي تماما ومنزلي تماما مثل قنينة الغاز تصبح أمرا محفوفا بالمخاطر، ورحلة للوعي بالبلاد وبالذات تجعلها تحدق بعينين مفتوحتين على اتساعها في ما تعنيه الحرب.

في طريقها تحل سناء ضيفة على منزل أسرة، وفي مشهد يوضح لنا ولسناء فداحة الحرب، تقول طفلة صغيرة لا تزيد في العمر عن نحو الثامنة إن هذا هو الموعد اليومي للحفر، وتمسك يد سناء وتصحبها كي تساعدها في الحفر.

كل نساء المنطقة يتعاون في حفر قبور لأبناء وأزواج وإخوة يعلمون أنهم لن يعودوا، قبور تمتلئ بجثث الأحبة كل يوم ليعاودوا الحفر لمواراة جثامين أحبة جدد في اليوم التالي.

لا يتعمق الفيلم في رسم الشخصيات، وفي رحلة سناء مع الشقيقين جلال وريم، لا نعرف عن حياة سناء نفسها الكثير، إلا أن كل حياتها هو صغيرها خليل، الذي سافر والده منذ أعوام خارج البلاد وتركهما. ولا نعرف عن جلال وريم سوى أن ريم تحاول جاهدة حماية شقيقها لأنه كل ما تبقى لأمها ولها في الحياة.
ولكن علّ عدم التعمق في دراسة الشخصيات هو ما تتعمده كعدان تماما، ففي الحرب وفي محاولة البقاء على قيد الحياة للعودة إلى من نحب حقا يقابل المرء الكثيرين الذين يرافقونه جزءا من الطريق ويبوحون له ببعض مكنونات الروح، ثم لا يلبث أن يفرق الطريق ثانية من جمعهم، وأن تشتت الحرب من اجتمعوا بعض أيام أو ساعات.

قلب الفيلم وجوهره هو تلك الصلة المليئة بالحب بين سناء وصغيرها خليل، ففي المشاهد الأولى للفيلم يضيء خليل الشاشة بابتسامته وبعلاقته شديدة العذوبة والدفء بأمه، وتصبح رحلة سناء للعودة إلى ابنها هي رحلتنا نحن أيضا، ونرافقها في طريقها على أمل أن نراها في صحبة ابنها مجددا، أمل قد لا يتحقق في بلد يواجه المأساة.

القدس العربي اللندنية في

16.10.2018

 
 
 
 
 

هل يشهد حفل الأوسكار القادم فوز أحد الأفلام العربية؟

إيهاب التركي

منذ أيام أعلنت أكاديمية العلوم والفنون الأمريكية عن قائمة الأفلام الأجنبية التى تم قبولها للتنافس على جائزة أوسكار الفيلم الأجنبى، عن الدورة رقم 91 التى ستقام يوم الأحد 24 فبراير العام القادم، وكانت 89 دولة قد أعلنت أنها سترسل أفلام للمسابقة، لكن تخلفت دولتان عن إرسال أعمال تمثلها، هما هندوراس وبورتو ريكو، وبهذا ضمت القائمة النهائية للأفلام المقبولة من حيث استيفاء شروط الأكاديمية للتسابق على الجائزة 87 دولة، وتنتظر هذه الدول التصفيات الأولى التى ستضم تسعة أفلام فى القائمة الطويلة، يتم اختصارها إلى خمسة أفلام فى القائمة النهائية للأفلام التى ستنافس على التمثال الذهبى لأفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية.

تضم قائمة الأفلام التى أعلنتها أكاديمية الأوسكار ثمانية أفلام مُرشحة من الدول العربية؛ هى أفلام «يوم الدين» من مصر، و«كفرناحوم» من لبنان، و«اصطياد الأشباح» من فلسطين، و«الجميلة والكلاب» من تونس، و«إلى أخر الزمان» من الجزائر، و«مُحترق» من المغرب، و«الرحلة» من العراق، و«عشرة أيام قبل الزفاف» من اليمن.

الانسان المنبوذ هى تيمة الفيلم المصرى «يوم الدين»، إخراج أبو بكر شوقى، وبطولة راضى جمال وأحمد عبد الحافظ، ورُشح للسعفة الذهبية فى مهرجان كان السينمائى لعام 2018، وهو يحكى عن رجل قبطى يعمل بجمع القمامة وعاش فترة طويلة من حياته داخل مستعمرة للجذام بالقاهرة، وبعد تعافيه من مرضه يذهب فى رحلة بصحبة صبي يتيم وحمار للعثور على أفراد عائلته فى الصعيد، الذين نبذوه حينما أصيب بالمرض، وعاش فترات فى مستعمرة للجذام. الفيلم الذى يأمل كثيرون فى وصوله للمراحل النهائية لقوائم ترشيحات الأوسكار، ينافسه عدد من الأفلام القوية والهامة، من السينما العالمية ومن السينما العربية.

الفيلم اللبنانى «كفرناحوم»، إخراج نادين لبكى، من أكثر الأفلام العربية المرشحة للوصل للقائمة النهائية لترشيحات أوسكار الفيلم الأجنبى، وقد تم ترشيحه للسعفة الذهبية فى مهرجان كان 2018، وهو يتناول حكاية طفل يعيش فى قرية لبنانية تعانى مثل كثير من القرى العربية من الفقر والجهل والمرض والعادات والتقاليد الرجعية، ويقرر الطفل الذى نشأ فى هذه الأجواء التمرد على واقعه البائس، ورفع دعوى قضائية على والديه لأنهما أنجباه فى هذه الظروف الصعبة.

الحب يبدأ من داخل مقبرة فى الفيلم الجزائرى «إلى أخر الزمان» للمخرجة ياسمين شويخ، والفيلم ليس من أعمال الرعب كما توحى فكرته، بل يتناول قصة حب بين حفار قبور وأرملة اعتادت زيارة مقبرة شقيقتها، ومن خلال قصة الحب يعرج الفيلم على أوضاع المرأة فى الريف الجزائرى، وبشكل ساخر ينتقد الفيلم تغلغل الخرافات والجهل والتخلف فى البيئة القروية، ورغم الأجواء المقبضة للمكان الذى يمثل مسرح قصة الحب الغريبة، يدعو الفيلم فى جوهره إلى التثبث بالحياة حتى أخر لحظة.

تشارك اليمن فى الأوسكار رغم أهوال الحرب التى تتعرض لها بالفيلم اليمنى «عشرة أيام قبل الزفة»، تأليف وإخراج عمرو جمال، وبطولة هديل عبد الحكيم، وعبير عبد الكريم، وقد حقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً لدى عرضه المحدود فى عدن، مما دفع صُناع الفيلم لمد عرضه بالرغم من الأوضاع الأمنية المتدهورة فى العاصمة اليمنية. الفيلم يتناول حكاية عروسين تتحطم آمالهما فى إتمام زفافهما القريب بسبب تداعيات الحرب، ويحاول الفيلم إعادة صورة الإنسان اليمني ومشاكله لبؤرة الضوء بعد أن أصبحت أخبار اليمن مجرد أخبار عسكرية وسياسية مكانها عناوين نشرات الأخبار.

الفيلم المغربى «مُحترق»، للمخرج نور الدين لخمارى، يتناول حكايات لمجموعة شخصيات تعيش فى الدار البيضاء، ويركز على شخصية طفل يعمل ماسح للأحذية، وبسبب وسامته وهيئته التى لا تعكس حقيقة فقره، لا ينسجم مع رفاقه ماسحى الأحذية، ويرصد الفيلم أيضاً حكاية أم الصبى، الأرملة العرجاء، الذى تسبب مسمار فى إصابتها وبتر قدمها، وحرمانها من العمل فى الموقف.

يحمل الفيلم التونسى «الجميلة والكلاب»، إخراج كوثر بن هنية عنوان أخر هو «على كف عفريت»، ويبدو الاسم الثانى من أجل العرض المحلى، بسبب حساسية موضوع الفيلم، وتم عرضه فى قسم “نظرة ما” بمهرجان كان عام 2017، والفيلم يتناول صورة الحياة المعاصرة فى تونس بعد ثورة عام 2011، واختارت هنية موضوعاً يحمل حساسية خاصة، من خلال حكاية زوجة شابة تتعرض للاغتصاب على شاطىء البحر ليلاً من قبل رجال شرطة، بعد استغلالهم وجودها بصحبة صديق لها فى مكان لا يوجد به أشخاص، ويصور الفيلم الفساد الذى ينخر المؤسسة الأمنية التونسية، وإستغلال النفوذ للضغط على البطلة حتى تتنازل عن إتهام رجال الأمن بإغتصابها.

الإرهاب هو موضوع الفيلم العراقى «الرحلة»، إخراج محمد الدراجى، وتم عرضه فى قسم السينما العالمية المعاصرة فى مهرجان تورنتو 2017، وتدور أحداث الفيلم فى محطة القطار المركزية فى بغداد، ويرصد صورة شابة إنتحارية تدعى سارة، تتجه إلى طريق الإرهاب بعد إجهاض أحلامها، وقبل تنفيذها عملية إنتحارية تُتاح لها الفرصة لمراجعة أفكارها التكفيرية. الفيلم بطولة زهراء غندور وأمير جبارة، وتأليف إيزابيل ستيد ومحمد الدراجى.

أزمة الأسر فى السجون الإسرائيلية هو موضوع الفيلم الفلسطينى «إصطياد الأشباح»، تأليف وإخراج رائد أندونى، وهو يجمع بين الدراما الروائية والوثائقية، من خلال حكاية مجموعة من الأسرى الفلسطينيين، الذين خرجوا من سجون الاحتلال الإسرائيلى، ويحاولون إستدعاء أحداث التحقيق معهم، وظروف أسرهم، فى محاكاة تستدعى كل ما مروا به من خوف وألم ومعاناة.

الموضوعات العربية التى يغلب عليها حكايات إنسانية بائسة ستشاهدها لجنة اختيار الأكاديمية، ونأمل أن تحظى السينما العربية بفرصة الحصول على الجائزة، وكانت شيلى هى أخر دولة فازت بأوسكار الفيلم الأجنبى، وذلك عن فيلم Una mujer fantástica  «امرأة رائعة»، وتضم ترشيحات هذا العام أعمال هامة ومرشحة بقوة للحصول على الجائزة منها الفيلم المكسيكى  Roma«روما»، إخراج ألفونسو كوارون، والفيلم البولندى Cold War  «الحرب الباردة»، إخراج بافل بافليكوفسكى.

نقلا عن المقال

موقع "إعلا.أورغ" في

11.10.2018

 
 
 
 
 

ليدي جاجا "تغني وتمثل".. مع برادلي كوبر

"مولد نجمة".. حب ينتهي بمأساة!

حسام حافظ

يشاهد الجمهور حالياً فيلم "مولد نجمة" star is born أول اخراج للنجم برادلي كوبر وهو يقوم ببطولة الفيلم ايضاً وتشاركه المغنية الشهيرة ليدي جاجا في اول بطولة لها كممثلة وكان العرض العالمي الاول للفيلم في مهرجان فينسيا الصيف الماضي. والفيلم مأخوذ عن قصة من الادب الشعبي الامريكي قدمتها هوليوود من قبل 3 مرات اعوام 1937 و1954 و1976 والاخيرة هي الاشهر من بطولة بربارا سترايسند وكريس كريستوفر وقد حصل هذا الفيلم علي 4 جوائز جولدن جلوب في ذلك العام. 

يحكي الفيلم عن قصة الحب التي جمعت مغني معروفاً يدعي جاك ماين "برادلي كوبر" والمغنية المغمورة ألاي "ليدي جاجا". يساعدها ويلحن كلماتها ويقدمها للجمهور وتحقق نجاحاً كبيراً . ولكن كما بدأت رحلة صعود ونجاح المغنية الشابة تبدأ رحلة سقوط وانهيار المغني الشهير بسبب ادمانه للكحول والمخدرات ونعرف من الاحداث انه كان يعاني من الاكتئاب وانه فكر في الانتحار وهو في سن الثالثة عشرة!! ويتضمن الفيلم مجموعة رائعة من الاغاني بصوت ليدي جاجا. إلي جانب براعة كاتب السيناريو ايريك روث الذي شاركه برادلي كوبر في كتابته. 

شاهدنا قبل عامين الفيلم الوثائقي الحائز علي الاوسكار "ايمي" للمخرج عاصف كاباديا. الذي قدم مأساة مغنية بريطانية شابة حققت نجاحاً كبيراً و3 جوائز جرامي وماتت وعمرها 29 عاماً وهي ايمي وينهاوس وكان الكحول والهيروين السبب المباشر لوفاتها رغم نجاحها المذهل. وشعرنا بالتعاطف مع ايمي لسبب اساسي وهي انها قصة حقيقية شاهدنا فصولها المأساوية في الفيلم الوثائقي. كما ان المخرج عاصف كاباديا وجه ادانة صريحة لاسرة المغنية ايمي المفككة والفاسدة والتي لم تحترم موهبة ابنتهم ولم يقدروا نجاحها وحب الجمهور لها وتركوها لمصيرها. كذلك ادان المخرج المجتمع البريطاني ووسائل الاعلام التي تعيش علي الفضائح والسبق الصحفي بغض النظر عن امكانية التدخل لانقاذ موهبة كبيرة مثل ايمي وينهاوس وتركوها للادمان والموت المبكر. 

في فيلم "مولد نجمة" اخطأ المخرج والبطل برادلي كوبر عندما بالغ في تصوير جماهيرية المغني جاك ماين وجعله يغني امام مئات الآلاف من الجماهير وكأنه الفيس بريسلي او فرانك سيناترا في حين ان القصة الاصلية لمطرب ناجح وليس لمطرب اسطوري!!.. والغريب انه عندما دخل جاك حياة ألاي دفعها للامام وقدم لها خلاصة تجربته الفنية لذلك حققت نجاحاً كبيراً. في حين ان تأثير ألاي في حياة جاك كان عكسياً لان رحلة نجاح وصعود ألاي ترافق مع رحلة انهيار جاك في اشارة واضحة إلي ان الحب ليس بالضرورة ان يمنح الرجل حياة جديدة. والحب في "مولد نجمة" لم يمنح البطل لحظة من الاحساس بالجمال وبقيمة الحياة حتي يتمسك بها. واذا كان جاك مريضاً بالاكتئاب منذ صغره فإن حبه لألاي يكاد يكون ساهم في تدميره. وكأنه كان ينتظر هذا الحب الكبير حتي يقول للحياة "وداعاً"! وللاسف الفيلم الذي بدأ عاطفياً موسيقياً انتهي إلي مأساة حقيقية. 

من المعروف ان القصص الشعبية التي حصلت علي شهرة مثل "مولد نجمة" تعتمد علي اثارة العواطف والمفارقات الدرامية لانه في الوقت الذي تفرح فيه بنجاح ألاي تحزن فيه علي انهيار وموت جاك. ولكن برادلي كوبر تعمد الابتعاد عن الميلو دراما واثارة العاطفة وهو اسلوب لم يعط المشاهد لحظات من التأمل لحال الدنيا وكيف ان هذا المغني لفظ الحياة التي منحته الحب والشهرة والنجاح والثراء ورغم كل ذلك يدير لها ظهره وينتحر!.. هل في ذلك قيمة انسانية يبحث عنها المشاهد؟ وهل في ذلك متعة فنية تستحق المشاهدة؟ 

الفيلم في مجمله قدم حالة من التناغم بين كوبر وليدي جاجا وقدما الاداء التمثيلي المتوقع منهما بأسلوب اعتمد علي بعض المبالغة خاصة من ليدي جاجا اما برادلي كوبر فقد اصبح الطريق ممهداً امامه للحصول علي جوائز ذات قيمة عن دوره في اول تجربة اخراجية له وان كان للاسف الشديد افتقد للرؤية التي تمنح للقصة أبعاداً اكثر من التي شاهدها الجمهور علي الشاشة. 

الجمهورية المصرية في

17.10.2018

 
 
 
 
 

87 فيلماً تتنافس على «أوسكار أفضل فيلم أجنبى».. واليابان وبلجيكا الأقرب

كتب: نورهان نصرالله

أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة المانحة لجوائز أوسكار، عن القائمة النهائية للأفلام التى رشحتها بلدانها للتنافس فى فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية، تم قبول 87 فيلماً من أصل 89 تقدمت للمسابقة، من بينها فيلمان من دول تشارك للمرة الأولى وهما، مالاوى بـ«The Road to Sunrise»، والنيجر بـ«The Wedding Ring»، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن القائمة النهائية للأفلام المتنافسة على الجائزة فى 22 يناير 2019، على أن يقام حفل توزيع الجوائز فى فبراير المقبل.

«على كف عفريت» يجسد آلام فتاة تونسية تعرضت للاغتصاب.. والعراق يشارك بـ«الرحلة» و«إلى آخر الزمان» حكاية حب لعجوز جزائرية مع حفار القبور.. ومصر حاضرة بـ«يوم الدين»

ضمت قائمة الترشيحات النهائية 8 أفلام من المنطقة العربية، كانت فلسطين من أوائل الدول التى أعلنت ترشيحها للفيلم الوثائقى «اصطياد أشباح» للمخرج رائد أنضونى، والفائز بجائزة أفضل فيلم وثائقى من الدورة الـ67 من مهرجان برلين السينمائى، ويبرز العمل الذى يجمع بين القالبين الروائى والتسجيلى، تجربة السجن التى تعرض لها المخرج وآخرون فى سجن «المسكوبية» الإسرائيلى، مجسدين تجاربهم الشخصية فيه.

ووقع اختيار مصر على فيلم «يوم الدين» للمخرج أبوبكر شوقى لتمثيلها فى الأوسكار، ليصبح الترشيح الـ33 لها دون الوصول إلى القائمة الطويلة على مدار مشاركتها فى الجائزة التى تم إطلاقها عام 1956. ومن أبرز الأفلام العربية المتوقع وصولها إلى القائمة الطويلة، الفيلم اللبنانى «كفر ناحوم» للمخرجة نادين لبكى، وهو الفيلم الذى حصل على جائزة لجنة التحكيم فى المسابقة الرسمية للدورة الـ71 من مهرجان كان السينمائى.

رشحت الجزائر، التى تعد الدولة العربية الوحيدة التى حصلت على جائزة أوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية عن فيلم «زد» إخراج للمخرج كوستا جافراس، عام 1969، فيلم «إلى آخر الزمان» للمخرجة ياسمين شويخ، وتدور أحداثه حول سيدة مسنة تدخل فى علاقة حب مع حفار قبور عندما تذهب لترتيب أمور خاصة بجنازتها. واختارت تونس فيلم «على كف عفريت» للمخرجة كوثر بن هنية، الذى شارك فى مسابقة «نظرة ما» بالدورة الـ70 من مهرجان كان السينمائى، وقصة الفيلم مستوحاة من أحداث حقيقية لفتاة تعرضت للاغتصاب على يد رجال الشرطة، بينما وقع اختيار العراق على فيلم «الرحلة» للمخرج محمد الدراجى، الذى شارك فى الدورة السابقة من مهرجان تورونتو السينمائى، بينما رشحت المغرب فيلم «بورن آوت» للمخرج نور الدين الخمارى، وكانت اليمن آخر الدول التى انضمت للقائمة بفيلم «10 أيام قبل الزفة» للمخرج عمرو جمال.

«كفر ناحوم» الأقرب عربياً.. و«أنضونى» يسجل تجربته مع سجون الاحتلال فى «اصطياد أشباح»

بعيداً عن إسهامات الدول العربية فى المسابقة، هناك مجموعة من الأفلام المهمة التى من المتوقع وصولها للقائمة الطويلة للجائزة، وفقاً لتوقعات مجموعة من المواقع الفنية حول العالم، منها اليابان التى رشحت فيلمها الحاصل على السعفة الذهبية فى الدورة الـ71 من مهرجان كان السينمائى، «Shoplifters» للمخرج هاروكازو كويردا، بالإضافة إلى الفيلم البلجيكى «Girl» الذى يحظى بفرصة جيدة للمخرج لوكاس دونت، وهو الحاصل على جائزة الكاميرا الذهبية كأفضل عمل أول، كما حصل بطله فيكتور بولستر على جائزة أفضل ممثل فى قسم «نظرة ما» بمهرجان كان السينمائى، إلى جانب جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولى للنقاد (فيبريسى).

وتحظى المكسيك التى وصلت للقائمة النهائية 8 مرات دون فوز، بفرصة جيدة من خلال فيلم «Roma» تأليف وإخراج ألفونسو كوارون، الفائز بجائزة الأسد الذهبى فى الدورة الـ75 من مهرجان فينيسيا السينمائى، بالإضافة إلى الفيلم البولندى «Cold War» إخراج بافل بافليكوفسكى، الذى حصل على جائزة أفضل مخرج بالدورة السابقة من مهرجان كان السينمائى، ومن كوريا الجنوبية فيلم «Burning» للمخرج لى تشانج دونج، الذى حصل على جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولى للنقاد (فيبريسى)، فى الدورة السابقة من مهرجان كان السينمائى. اختارت إيطاليا فيلم «Dogman» للمخرج ماتيو جارون، الذى شارك بالدورة الـ71 من مهرجان كان السينمائى، وحصد بطله مارشيلو فونتى جائزة أفضل ممثل، إيطاليا رشحت أعمالها للمسابقة 64 مرة على مدار تاريخ الجائزة، وصلت فيها لقائمة الترشيحات النهائية 31 مرة، كما تعد صاحبة المرتبة الأولى فى عدد مرات الحصول على جوائز الأوسكار برصيد 14 جائزة، كانت آخرها فى عام 2013 عن فيلم «The Great Beauty» للمخرج باولو سورينتينو.

ومن الأفلام المتوقع وجودها فى القائمة الطويلة، الفيلم الكولومبى «Birds of Passage» إخراج كريستينا جاليجو وسيرو جيرا، الذى افتتح الدورة الـ50 من قسم «نصف شهر المخرجين» المقام على هامش فعاليات كان السينمائى، ومن باراجواى فيلم «The Heiresses» إخراج مارسيلو مارتينيسى، الذى فازت بطلته آنت بورن بجائزة الدب الفضى أفضل ممثلة عن دورها فى الفيلم، بالدورة الأخيرة من مهرجان برلين السينمائى، ومن الدنمارك ترشح فيلم «The Guilty» للمخرج جوستاف مولر الفائز بجائزة الجمهور فى الدورة السابقة بمهرجان «روتردام»، ورشحت تركيا فيلم «The Wild Pear Tree» للمخرج نورى بيلجى جيلان، الذى شارك فى المسابقة الرسمية بالدورة الـ71 من مهرجان كان السينمائى، بينما اختارت أوكرانيا فيلم «Donbass» للمخرج سيرجى لوزنيتسا، الفائز بجائزة أفضل مخرج فى «مسابقة نظرة ما» فى نفس الدورة من المهرجان، ورشحت ألمانيا فيلم «Never Look Away» لتمثيلها فى النسخة الـ91 من الأوسكار، وهو فيلم من إخراج فلوريان هينكل فون دونيرسمارك، بينما وقع اختيار السويد على فيلم «Border» للمخرج الدنماركى الإيرانى على عباسى، لتمثيلها بالمسابقة، أما فرنسا فقد اختارت فيلم «Memoir of War» إخراج إيمانويل فينكل، ورشحت إيران فيلم «No Date، No Sign» إخراج وحيد جليلفاند.

الوطن المصرية في

19.10.2018

 
 
 
 
 

"آرمسترونغ" تابعه العالم وهو يطأ سطح القمر.. إلاّ زوجته

محمد حجازي

ضاعت معالم الحدث العالمي الكبير والمدوّي الذي حصل قبل نصف قرن تقريباً "هبوط أول إنسان على سطح القمر" (في 20 تموز/يوليو1969) "نيل آرمسترونغ" (يجسده الكندي ريان غوسلنغ – 38 عاماً) في التصرفات التي صدرت عن زوجته "جانيت" (الإنكليزية كلير فوي – 34 عاماً) والتي لم يشغلها إلاّ الخوف على حياتها مع ولديها فيما لو قضى زوجها في واحدة من مهماته الفضائية، وتُوّجت بعدم رضاها عن رحلته التاريخية إلى القمر وأغفل الفيلم ردة فعلها حين وطأ زوجها أرض القمر.

وكالة الـ "ناسا" أمنت لـ "جانيت" خطاً مباشراً يرصد لها كامل تفاصيل الإتصالات في رحلات زوجها الفضائية، وفي إحدى المرات إضطرّت إدارتها إلى قطع البث عنها إثر خطر داهم تعرضت له مركبة تجريبية يقودها "آرمسترونغ" في الفضاء الخارجي، فقصدت مقر عمليات الوكالة وأنّبتهم على تصرفهم وإعتبرت ما يقومون به لا قيمة له وبلا جدوى. شريط "first man" للمخرج الأميركي الشاب "داميان شازيل (33 عاماً) والفائز بالأوسكار عن رائعته "la la land" لم يتوان عن إعطاء حيز بارز من الإهتمام في الفيلم الضخم الذي صوّر في أتلانتا- جورجيا بميزانية 60 مليون دولار، لمزاجها وعصبيتها وعدم إكتراثها بالقيمة العلمية والإنسانية لما قام به زوجها، بل كان كل همها الرعب من تصوّر نفسها وحيدة مع ولديها من دون معيل.

للشريط تأثير عائلي أكثر منه رصد للحدث الكبير المتمثل بسير أول رجل على سطح القمر، وقد هالنا ألاّ نرى بالمطلق أي رد فعل على الأرض من غرفة عمليات الناسا، أو الناس العاديين في أميركا أو العالم على ما حصل، وكذلك البيت الأبيض، فقط كان هناك رصد لخطاب الرئيس الراحل "جون كيتيدي" عن مشاريع إستكشاف الفضاء عموماً رافضاً الحُجّة القائلة بأنه كان أوْلى بالحكومة أن تحل مشاكل نيويورك وواشنطن بدل دفع الميزانيات الكبيرة والذهاب بعيداً من دون فائدة ملموسة للأميركيين. الفيلم ومدته 141 دقيقة واكب في نسبة كبيرة منه ما واجه "آرمسترونغ" من مخاطر في مهماته الفضائية وكيف تفادى أكثر من كارثة بفعل نباهته ووعيه وقوة إرادته، بينما أضاء السيناريو لـ"جوش سينغر" المأخوذ عن كتاب لـ "جيمس.ر.هانسن" على رواد عديدين قضوا في حوادث تحطم طائراتهم أو مركباتهم أو إحتراق بعضهم، من دون أي حرج.

الفيلم جيد لكنه ليس خارقاً ونُعجب لبرودة الممثل "غوسلنغ" في كل المواقف سواء مع زملائه أو مع زوجته. وقد واكبت الفيلم أنغام جميلة صاغها "جاستن هورفيتز"، ويحسب لمدير التصوير "لينوس ساندغرين" أنه قدّم لنا إستعراضاً مشهدياً شفافاً وعميقاً، من دون الإهتمام بوجوه الممثلين كما يحصل عادة في الأشرطة المماثلة، والموقف الإنساني المؤثر في سياق الشريط عندما أصرت "جانيت"على زوجها "نيل" أن يتحدث إلى ولديه عن إمكانية عدم عودته لأن المهمة إلى القمر بالغة الصعوبة والتعقيد. المؤثرات الخاصة والمشهدية قاد فريقيها "جي دي شوالم" و"كاترين ليو"، بينما لعب باقي الأدوار(الأوسترالي جايسون كلارك، الإيرلندي سياران هاندس، كيل شاندلر، كوري ستول، وباتريك فوجيت).

الميادين نت في

19.10.2018

 
 
 
 
 

ضمن مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"

«يوم الدين»: عن سلامة ”المشوّهين“ وإرث السينما المعاق

صالح ذباح

سؤدد كعدان: الإنسان هو المركز في «يوم فقدت ظلّي»

«يوم الدين»: عن سلامة ”المشوّهين“ وإرث السينما المعاق

"البرج"... مخيّم اللاجئين على طريقة الرسوم المتحرّكة

مانيفيل... عندما ينعي الوطنَ رجلٌ آلي!

أتاحت رحلة بشاي وأوباما والحمار حربي للجمهور العربي والعالمي أن يري صعيد مصر من خلال بحث البطلين في سوهاج وقنا عن أصولهما، نرى مصر أخرى غير القاهرة التي تبدو حلمًا بعيدًا ومعقّمًا لبشاي كما جاء على لسانه في أحد المشاهد: ”أهل القاهرة ما بيجلهمش جُزام“، أو كما تُرجم شعور البعد الساحق عن مركز الدولة والحضارة المدنيّة عندما تساءل ”أوباما“ لدى مصادفته هرمًا صغيرا في طريقهما: ”مش همّا تلاتة؟ هما التانيين فين؟“.

يتحدّى صنّاع فيلم ”يوم الدين“ وعلى رأسهم كاتب ومخرج العمل أبو بكر شوقي في فيلمه الروائي الطويل الأول، المفاهيم المذوّتة والجامدة في مجتمعاتنا العربية حول معنى الاختلاف والبطولة، ويختبر السينما المصريّة، بصفتها أغزر مصنع للسرديات الفيلمية عربيّا وأكثرها انتشارًا وتأثيرًا، ويحرجها في كثير من المواضع  لتبنّي صنّاعها في أغلب الأفلام أبطالًا وقصصًا تنصاع لأشكال متعدّدة من المركزيّة: مركزيّة القاهرة فضاءً مدنيًّا تنضُب أمامه أي فضاءات أخرى في مساحات مصر الشاسعة، مركزيّة البطل ”السليم“ المنصاع لقوانين نجم الشبّاك في أفلام القوالب الجاهزة وفق خلطات ”سوق“، مركزيّة سيادة الحضارة الإسلاميّة في معظم الأفلام والتحسّس من عرض ما هو مخالف لسرديّة يوضع في مركزها البروتاجونسيت الذكر المسلم السنّي، إلّا في تجارب قليلة حاولت الخروج عن المألوف وزعزعت قليلًا التصوّرات التجارية المدغدغة لما يعتقد على أنّه يعجب الجماهير المتخيّلة في قاعات العرض.

يندرج الشريط المصري الذي شارك في المسابقة الرسميّة في الدورة الأخيرة من مهرجان كان هذا العام  في خانة أفلام الرحلة (trip films)، خطوط الحبكة الرئيسيّة غير معقّدة: بشاي رجل أربيعني مسيحي تعافى من مرض الجذام لكن لم يفلت من المظاهر القاسية لهذا المرض الجلدي على وجهه وأطرافه،  يسكن منذ سنّ الخامسة  تقريبا -بعد تخلّي عائلته عنه-  في ما يعرف بالمستعمرة، وهي منطقة نائية يوضع فيها مرضى الجذام وذوو الإعاقات الجسديّة والأيتام. يحاول بعد وفاة زوجته المريضة أن يبدأ رحلة بحثه عن أهله، علمًا أنّه  لم يغادر المتسعمرة من قبل، ويستند في رحلته على خريطة بدائية جدّا  وُصفت له كي يصل إلى قنا في الصعيد، مرتجلاً حماره ”حربي“. يفاجئه بانضمامه لرحلته ”أوباما“، طفل مسلم من أصول نوبيّة، أُودع في مدرسة أيتام ومن سكان المستعمرة المنبوذة.

يختبر شوقي أبصارنا وبصيرتنا في يوم الدين، لا ندرك متى تحديدًا في الفيلم، يرتقي وعينا كمتلقّين إلى ما هو أبعد من الأطراف المقطوعة وآثار التسلّخات الجلدية على جسد بشاي  وأصدقائه في محيطه، وعلى من يقابلهم من مختلفين أو مشوّهين في رحلته. ينجح شوقي في مهمّة صعبة للغاية: أنسنة الإنسان أمامنا! يردّني هذا الموتيف إلى بدايات تعامل السينما العالمية مع  ذوي التشوّهات الخَلقية، من المستحيل تناسي فيلم طليعيّ  كفيلم the Freaks عام 1932، لتود براوننج، الذي قدّم أكبر عدد من أصحاب التشوّهات الخلقية في شريط واحد، وجعل منهم أبطالًا للفيلم الذي أنتج في فترة ما قبل قانون هايز للرقابة، وجعل من البطلة السليمة جسديًا في الفيلم، الأكثر تشوهًا من باقي الممثلّين المعوّقين فعليّا. يصنع شوقي أمرًا مماثلًا، يجعلنا نفكّر في معنى التشوّه والسلامة الجسديّة وربطها بالجوهر الإنساني، لننظرإلى بشاي القابع داخل كلّ منّا في حالات ضعفنا وحالات التمييز التي قد نتعرّض لها، ويجعلنا نتقزّز من تقزّز الناس منه في معاركه اليومية الصغيرة لدي مواجهة المجتمع الخارجي.

رسخت  عقليّة تمييز  في طريقة تناول الآخر المختلف في  معظم ما قدّمت السينما المصرية عبر تاريخها العريق، سواء كان هذا الآخر  نوبيًا، أو يهوديًا  أو مسيحيًا أو مثليًا أو مشوّهًا، لذا يشكّل  ”يوم الدين“  إضاءةً وإضافةً نوعيّة للسرديّات التي تتناول المختلف، في زمنٍ نحن في أمسّ الحاجة فيه عربيًا إلى تقبّل رأي آخر في مجتمعاتنا، وأهمّ ما في هذا التناول السينمائيّ الابتعاد عن إثارة الشفقة والابتذال الميلودراميّ في الحديث عن المشوّهين، كم بالحري عندما نعلم أنّ بطل الفيلم (راضي جمال)  كان مريضًا بالجذام وأنّ آثار المرض على وجهه حقيقية، وبالرغم من ذلك أنجز دورًا لا مثيل له في السينما العربية لخصوصية ظرفة، وكأنّه يحيّي مرضه بانتصار جريح، المرض الذي جعل منه بطلًا سينمائيًا يكسر كل المعاني المكرّسة للبطولة في السينما المصرية.

تتداخل دوائر تهميش بشاي: يحمل تشوّهات مرض الجذام، مسيحي الديانه، منبوذ من أهله، يحاول أن يستردّ آدميّته من خلال رحلته ليتمكّن من الوصول إلى ذويه، وكأنها مسيرة مخاض وولادة جديدة في عمر الأربعين للبطل، ولعلّ أكثر الموتيفات البصريّة العالقة في الذهن هي مشاهد ارتدائه لقبّعة نسجت عليها قطعة قماش تتدلّى على وجهه المندوب، ناوله إياها أوباما كي لا يثير نفور الناس الغرباء من حوله، في محاكاه وتكريم لفيلم سينمائي آخر وهو The Elephat Man عام 1982 للمخرج ديفيد لينش، صارخًا نفس الجملة بعد تجمهر الناس حوله ومحاولة إيذائه في القطار: أنا إنسان!

أتاحت رحلة بشاي وأوباما والحمار حربي للجمهور العربي والعالمي أن يري صعيد مصر من خلال بحث البطلين في سوهاج وقنا عن أصولهما، نرى مصر أخرى غير القاهرة التي تبدو حلمًا بعيدًا ومعقّمًا لبشاي كما جاء على لسانه في أحد المشاهد: ”أهل القاهرة ما بيجلهمش جُزام“، أو كما تُرجم شعور البعد الساحق عن مركز الدولة والحضارة المدنيّة عندما تساءل ”أوباما“ لدى مصادفته هرمًا صغيرا في طريقهما: ”مش همّا تلاتة؟ هما التانيين فين؟“.

يعود الفضل في الصورة الجميلة  على الشاشة إلى مدير التصوير الأرجنتيني فرديريكو تشيسكا،  زميل المخرج  في دراسة السينما في جامعة نيويورك، خالقًا مسافة قريبة من الشخصيات دون فذلكة واستعراض تقني هدفه الإبهار، لتكون الألوان الرملية الصفراء والترابية والنارية مسيطرة بجمال على قسم كبير من مشاهد الفيلم وإحكام التعامل مع الإضاءة في مشاهد اجتماع المجذومين حول النار في الليالي الحالكة السواد، ليولّد جماليّات بصرية وُلدت أساسًا ممّا اتُفق مجتمعيّا على أنّه قُبح، متّسقةً مع جماليّآت المضمون الذي خلقه كاتب ومخرج العمل  لما يعنيه شكل هذا التجمّع المشوّه أو المختلف وكأنّه اجتماع قمّة مصغّر يسخر من العالم، يحاكي مشهدًا آخر قدّمه المخرج خيري بشارة في ”آيس كريم في جليم“ بعد عرض ساخر غنـّي فيه عمرو دياب مع مجموعة من الفنانين ”المكرسحين“: يا معوّقين الدنيا اتحدّوا … الكون مشاع كان في البدايات!

على مستوى آخر من التناول للاختلاف وإمكانية احتوائه في أكثر الظروف غرابةً، ورغم ابتعاد المخرج عن تناول الواقع السياسي في مصر وعدم اهتماهه كثيرًا بتصدير هذا الجانب إلى الغرب كما صرح في حواراته، كان لافتًا مشهد اعتقال بشاي المسيحيّ الديانة وربطه بقيود واحدة مع سجين آخر من خلفية إسلاميّة سلفيّة أو إخوانيّة كما يُلمّح فيها، يهربان معًا رغم تخوّف كلّ منهما من الآخر لأسباب مختلفة، في مشهد مُضحك ومحرّك لديناميّة الفيلم، أو مشهد تقوقع بشاي واختبائه داخل نفسه، في زاوية ما في المسجد الذي يلجأ إليه مع أوباما منتظرًا لحظة اللقاء الصعبة. يدخل عليه شقيقه إثر معرفته أنّ أخاه المشوّه لا زال على قيد الحياة، لتتحقّق بعدها أمنية بشاي بالتعرّف على أسرته وأن تتقبّله، ليكون هو وأمثاله سواسيّة مع بقيّة الناس -ولو لساعات معدودة- ولا يضطرّ أن ينتظر يومًا غيبيّا ليتحقّق ذلك. في رحلته المضنية، استطاع بشاي أن يصل، ونحن معه،  إلى يوم الدين.

صحافي من فلسطين

رمان الفلسطينية في

19.10.2018

 
 
 
 
 

حولت غضبها إلى فيلم.. أبرز تصريحات نادين لبكي عن "كفرناحوم"

كتب: نورهان نصرالله

مخرجة مميزة نجحت في الوصول بالسينما اللبنانية إلى المحافل الدولية، حيث يعتبر فيلمها الأحدث "كفر ناحوم" من الأعمال الأقرب إلى قائمة "أوسكار" الطويلة لأفضل فيلم غير ناطق بالإنجيليزية، وذلك بعد حصوله على جائزة لجنة التحكيم الخاصة بالدورة الـ 71 من مهرجان كان السينمائي الدولي، لتلتفت أنظار العالم إلى المخرجة اللبنانية نادين لبكي.

وتدور أحداث الفيلم في 120 دقيقة، حول الطفل "زين" الذي يبلغ من العمر 12 عاما، ويقوم برفع دعوى قضائية ضد والديه، بسبب جلبه إلى الحياة المليئة بالمعاناة التي يعيشها، ويعتمد الفيلم في بطولته على مجموعة من الممثلين غير المحترفين، على رأسهم الطفل زين الرافعي، وهو لاجئ سوري، ويقيم في حي شعبي في بيروت، بالإضافة إلى كوثر الحداد، فادي كامل يوسف، نور الحسيني، وسيدرا عزام.

شارك الفيلم في عدد من المهرجانات السينمائية حول العالم، من بينها مهرجان "تورنتو" السينمائي، وحصد جوائز مجموعة من الجوائز منها جائزة الجمهور في مهرجان "سراييفو" السينمائي، بالإضافة إلى جوائز الجمهور في مهرجان الفيلم "النرويجي" الدولي، و"ملبورن" السينمائي.

وفيما يلي أبرز تصريحات المخرجة اللبنانية نادين لبكي في حوار أجرته في موقع "La Croix" الفرنسي، حول فيلمها "كفرناحوم"، وتتطرق إلى ظروف التصوير ومعاني فيلمها عن الذي يتناول أزمة أطفال الشوارع في بيروت:

- "أردت أن أحول غضبي إلى فعل ليكون مؤثر وفعال، لإلقاء الضوء على مشكلات أطفال الشوارع، الإساءة التي تعرضون لها والرفض، نستمر في العيش دون رؤيتهم وهم موجودون في مدننا، وخاصة في بيروت".

- "الكاميرا دائما على كتفي دون توقف، دائما جاهزة لاقتناص غير المتوقع، تمكنا من الذوبان في زحام أحياء مدينة بيروت، كنت قادرة على تصوير الحركة والتوتر، للبقاء أقرب إلى حقيقة الواقع، التعامل مع غير المحترفين كان أمرا صعبا، ولكن كان يجب أن أراقب بصمت قسوة حياتهم، وفي التصوير يجب أن أكون غير مرئية لتبرز لحظات الصدق وأكون ممنفتحة على ما كنت سأتلقاه".

- "كان هناك خطر فقدان فريق العمل، وعدم العثور عليهم مرة أخرى في اليوم التالي، لذلك التصوير كان لمثابة شرنقة، فقاعة خارج الزمن وملاذا للسلام، زين (الطفل الصغير بطل الفيلم) كان عليه القتال يوميا، ولكن معنا كان محبوب، كوثر حداد (سعاد، والدة زين) التي يقول جواز سفرها أنها مواطنة من الدرجة الثانية، حيث كانت تعيش في جحيم يوميا وتسعى لإطعام أطفالها".

"أما يوردانوس شيفراو (رحيل والدة الطفل يوناس)، بعد يومان من تصوير مشهد القبض عليها، جرى اعتقالها في الواقع ولنفس الأسباب أنها إريتريى ولا تملك أوراق، كلهم كانوا مرفوضين مهمشين وغير مرئيين، ما كنا نفعله هو إعطائهم أجنحة".

 

####

 

حاصل على "سعفة كان" ومرشح لـ"أوسكار".. 7 معلومات عن "Shoplifters"

كتب: نورهان نصرالله

تستعد سينما "زاوية" بوسط القاهرة، خلال الفترة المقبلة عرض فيلم "Shoplifters" للمخرج الياباني هاروكازو كويردا، المرشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي في النسخة الـ91 من حفل توزيع الجوائز.

يلقي المخرج الضوء على حياة عائلة تعيش على السرقات الصغيرة، وبعد واحدة من سرقاتهم، وجد "أوسامو" وابنه فتاة صغيرة في البرد القارس، في البداية تردد في إيوائها، لكن زوجة "أوسامو" وافقت على الاعتناء بها، رغم أن العائلة فقيرة، وبالكاد تكسب ما يكفي من المال من أجل البقاء من خلال الجرائم الصغيرة، كان يبدو أنهم يعيشون بسعادة معًا، لكن حادثًا غير متوقع يكشف عن أسرار خفية، تجعلهم يختبرون الروابط التى توحّدهم.

وفيما يلي أبرز معلومات عن الفيلم:

-عرض الفيلم للمرة الأولى في الدورة الـ 71 من مهرجان كان السينمائي، حيث حصل على السعفة الذهبية أفضل فيلم.

- في يوليو 2018، فاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم دولي في مهرجان ميونيخ السينمائي.

- حقق الفيلم إيرادات وصلت، منذ طرحه في دور العرض الحول العالم في يونيو الماضي إلى 54 مليون دولار.

- تبدأ أحداث الفيلم في مكان ما في طوكيو، يعيش أوسامو شيباتا وزوجته نوبويو في فقر، في حين أن أوسامو يعمل من حين لآخر، ولدى نوبويو وظيفة منخفضة الأجر، فإن العائلة تعتمد في جزء كبير منها على معاش الجدة، وبينما يتجول في محلات البقالة مع ابنه شوتا، يكتشفان يوري، وهي فتاة بلا مأوى، تأخذ أوسامو منزلها ، حيث ترى العائلة أدلة على سوء المعاملة التى تعرضت لها الطفلة الصغيرة، على الرغم من مشاكلهم المادية، إلا أنهم يتبنونها بشكل غير رسمي.

- قال المخرج هاروكازو كويردا إنه طور قصة "Shoplifters" عندما نظر في فيلمه السابق "Like Father. like Son"، وتساءل ما الذي يصنع العائلة، وكان يرغب في الرد على هذا السؤال قبل سنوات من صنع الفيلم.

- تدور أحداث القصة في مدينة طوكيو وتظهر التأثر بالركود الياباني، بما في ذلك تقارير إعلامية عن كيفية عيش الناس في الفقر وسرقة المتاجر، وللبحث في المشروع، قام المخرج بجولة في دار للأيتام وكتب مشهدًا مستوحى من فتاة.

- بدأ الإنتاج في ديسمبر 2017، انضم كل من ليلي فرانكي، ساكورا أندو إلى فريق التمثيل قبل بدء التصوير الرئيسي في منتصف ديسمبر، بينما انضم كل من سوسوكي إيكماتسو، وتشيزورو إيكيواكي، ويوكي يامادا إلى فريق التمثيل في فبراير.

الوطن المصرية في

20.10.2018

 
 
 
 
 

علياء طلعت تكتب:

أفلام في الأوسكار (5).. The Heiresses

انتهى الموعد النهائي لتقديم أفلام أوسكار أفضل فيلم أجنبي، والتي يجب أن تكون عُرضت في الفترة ما بين الأول من أكتوبر عام 2017 و30 سبتمبر 2018، وهذه السلسلة ستضم مجموعة من أهم الأفلام التي قدمتها بلادها لتدخل القائمة الطويلة لترشيحات الأوسكار، تلك القائمة التي سيتم اختصارها بعد إعلان ترشيحات الأوسكار في بداية 2019.

الوريثات “The Heiresses”، الفيلم الذي اختارته بارجواي ليمثلها في الأوسكار الـ 91 لعام 2019، وعُرض لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي لتفوز بطلته آنا برون بجائزة التمثيل، ثم يُعرض بمهرجان الجونة السينمائي لعام 2018 ويحظى باهتمام كبير من المشاهدين خاصة في المؤتمر الصحفي بعد العرض واللقاء مع مخرج الفيلم مارشيللو مارتينسي وبطلتا العمل.

لا يوجد وقت متأخر لبدء الحياة:

تبدأ أحداث الفيلم بالخسارة، فبطلتاه شيكيتا وشيلاه يبيعان أثاث منزلهما ومقتنياتهما الثمينة لسداد ديون متأخرة، سيدتان تعديتا الشباب بسنوات، عاشتا سويًا لمدة ثلاثون عامًا، من الطبقة المخملية، لم يعملا طيلة حياتهما، أحدهما شيكيتا الأقوى شخصية في العلاقة، من تأخذ القرارات، وتقود السيارة، وتحمي الطرف الأكثر رهافة من إزعاجات الحياة، تضعها في فقاعة وهمية تنفجر عندما يصبح على الأولى الذهاب للسجن.

شيلا تبدو في نهايات الخمسينات على الأقل، ولكنها تعيش حياة الفتاة العشرينية، وهو العمر الذي بدأت فيه قصتها مع شيكيتا، فمنذ هذه اللحظة بدأت وانتهت حياتها، فظلت محبوسة في هذه العلاقة التي وفرت لها كل احتياجتها من محبة واهتمام وعناية بكل التفاصيل، لكن لم تعطي لها الفرصة لتنضج وتتعرف على واقع الحياة.

في إحدى المشاهد تدرب شيكيتا الخادمة الجديدة على كيفية العناية بشيلا بعد غيابها، كيف تدللها وتعاملها كطفلة صغيرة، وتجعل احتياجاتها دومًا في متناول يدها، ثم تترك كل شيء وتذهب للسجن لتتأقلم بعد أيام معدودة وتتركها الكاميرا وتبدأ في تتبع الطرف الأكثر ضعفًا لكن الأقوى دراما.
ويطرح الفيلم سؤالًا هل هناك عمر متأخر لا يمكن أن تبدء من بعده الحياة؟ وهل بعدما خرجت شيلا من القوقعة يمكن أن تعود لها مرة أخرى صاغرة؟

أداء أول لكن أفضل من الكثير من المحترفين:

يحمل الفيلم الكثير من كلمة لأول مرة، فهو الفيلم الروائي الأول لمخرجه مارشيللو ماتينسي، والمرة الأولى التي تقف بطلته آنا برون أمام الكاميرا، وهو الفيلم الثاني لبطلته الأخرى مارجريتا أيرون، وكل من الثلاثي كان مبهرًا في مجاله.

فآنا برون أو شيلا قدمت أداء مبهر لهذه الشخصية المعقدة التي تتعرف على العالم بشخصية فتاة مراهقة، وجسد امرأة كهلة، خوف وحيرة وقلق دائمين بداخلها، واستطاعت أن تخرج كل انفعال سواء على ملامح وجهها أو حركات جسدها ببراعة شديدة ودون ميلودرامية أو ابتذال، وفي الحدود المطلوبة، ولم يساعدها في ذلك نص أو حوار لأن السيناريو الخاص بالفيلم والذي كتبه مخرجه كذلك لم يعتمد على الكثير من الكلمات في تقديم فكرته، بل كانت الصورة مع أداء البطلتان هما محركا الأحداث الحقيقين.

مارشيللو ماتينسي يلعب في منطقة خارج الحدود:

اختار مخرج الفيلم ومؤلفه موضوعًا يبدو من الخارج شائكًا جاذبًا للأنظار مثيرًا للجدل، ولكنه لم يرغب في كل هذه الضجة والإثارة، بل اختار من هذا الموضوع خيطًا واحدًا مليئًا بالشاعرية والحساسية.

فبطلتا الفيلم مثليتان، تعيشان معًا منذ ثلاثون عامًا أي منذ الثمانينات مثلًا، أي شخص يقرأ هذا السطر سيظن أن الفيلم سيسلط الضوء على انعكاس هذه العلاقة على المجتمع في فترة لم تكن العلاقات المثلية حتى في أكثر الدول تفتحًا تؤخذ بسهولة أو يتم التعامل معها بسلاسة، أو المعوقات التي بالتأكيد تعرضت لها هاتان السيدات حتى يفرضا على من حولهما التعامل معهما كوحدة واحدة.

أدار المخرج ظهره لكل هذا، وبدأ قصته من الأزمة التي وقعت فيها البطلتان، ففي النهاية شيلا امرأة قضت حياتها في علاقة كانت مختبئة في ظلالها، سواء كان الطرف الآخر ذكر أم أنثى تلك نقطة جانبية.
رحلة البطلة المتآخرة، واعتمادها على نفسها، وطريقة تعاملها مع التحديات المختلفة، وتعرفها على أنواع أخرى من البشر، بل عملها لكسب عيشها بشكل ما، ورد فعلها لغياب الشريكة، تلك هي النقاط الرئيسية التي نقلتها كاميرا مارشيللو ماتينسي
.

شاعرية الصورة:

اعتمد الفيلم باليته ألوان هادئة أقرب للدفء طوال الأحداث، بما يليق مع موضوعه الحميمي والبسيط، بينما أخذت الكثير من اللقطات من مسافات قريبة من البطلة، زيادة في التماهي مع مشاعرها وكذلك لإشعار المشاهد بعدم الراحة النفسية والجسدية التي تتعرض له وهي تخرج للعالم لأول مرة رغمًا عن إرادتها، وشعورها المضطرب اتجاه جسدها الذي تغير كثيرًا ما كانت معتقدة وهي التي ترى نفسها لازالت كما كانت عندما تعرفت على شيكيتا لأول مرة، فهل تستطيع بهذا الجسد الممتلئ دهونًا وتجاعيد البدء من جديد؟

الوريثات واحد من أجمل أفلام 2018 وأكثرها رقة وشاعرية، قدم قصة بسيطة شاهدناها كثيرًا عن الخروج للحياة للمرة الأولى، ولكن من وجهة نظر وفترة عمرية مختلفة.

موقع "إعلا.أورغ" في

21.10.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)