كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

فيلم «عن الآباء والأبناء»:

عن الجيل الثاني من الدواعش

أنيس أفندي

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2019)

   
 
 
 
 
 
 

أب محب لأطفاله، لكنه ﻻ يتورع عن إرسالهم إلى الموت باسم الدين.

هذا هو محور الفيلم التسجيلي «عن الآباء والأبناء Of Fathers and Sons» للمخرج طلال ديركي، المولود في دمشق بسوريا، ويعيش مع أسرته في المنفى، في برلين بألمانيا. في هذا الفيلم يعود ديركي إلى سوريا، وبالتحديد إلى ريف إدلب، لينخرط وسط المجتمع الجهادي المتطرف، بوصفه أحد المتعاطفين مع الفكر الجهادي، لما يقارب العامين عاش فيهما وسط عائلة أحد الجهاديين بجبهة النصرة، يرصد حياته اليومية وبشكل خاص علاقته بأطفاله.

يعتبر الفيلم الجزء الثاني من ثلاثية سينمائية عن الحرب في سوريا. حقق ديركي الجزء الأول بعنوان «العودة إلى حمص The Return to Homs» والذي فاز عنه بجائزة سينما العالم للأفلام التسجيلية من مهرجان صندانس، أكبر وأهم المهرجانات بالولايات المتحدة الأمريكية، عام 2014. يتناول الفيلم كيف تحولت الثورة السلمية إلى نزاع مسلح، من خلال التركيز على مدينة حمص وما لحق بها في السنوات التي أعقبت الثورة.

يعود ديركي هذا العام إلى مهرجان صندانس ويفوز بالجائزة نفسها عن الجزء الثاني من سلسلته، فيلم «عن الآباء والأبناء». كما شارك الفيلم في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بمهرجان الجونة السينمائي في دورته الثانية، والمنعقدة في الفترة من 20 إلى 28 سبتمبر الماضي، وحصد جائزة النجمة الفضية.

على مدار سنوات الحرب السورية الثمانية، حققت الكثير والكثير من الأفلام السينمائية التسجيلية والروائية التي تتخذ من الحرب موضوعًا لها، غير أن ديركي يغوص إلى أعماق الحرب، ويرصدها من الداخل، متجاهلاً كل المخاطر التي تحف هذا الاقتراب، ومحافظًا في الوقت نفسه على التوازن ما بين الهدف الأقرب وهو توثيق سوريا في سنوات الحرب، وبين الهدف الأبعد وهو تحقيق فيلم سينمائي ﻻ تتغول فيه الجوانب الإنسانية على تلك الفنية. فنحن هنا بصدد عمل فني حقيقي، وليس فقط مغامرة مهنية لمخرج قرر أن يتحدى الخطر، ويعيش على حافة الموت لعامين كاملين.

فيلم يستحق المخاطرة

لم تكن المهمة سهلة، فقد كان على ديركي أن يكتسب ثقة المجتمع الجهادي في إدلب. يقول ديركي عن ذلك: «قدمت نفسي كمصور حرب، وعرضت عليهم لقطات من فيلمي الأول، واصطنعت موالاة الحركة الجهادية، فاكتسبت ثقتهم».[1] ويضيف أنه قام بعدد من المداخلات مع الإذاعات السورية المعارضة، وتعمد مدح المجاهدين في هذه المداخلات وقدم نفسه بأنه معتنق لأفكارهم، وأفاض في وصف نور الإيمان الذي دخل قلبه، والحديث عن الظلمات التي عاشها الشعب السوري تحت حكم نظام الأسد.

مخاطرة كبيرة بالطبع تلك التي كان على ديركي ومدير تصويره «قحطان حسون» أن يخوضاها لمدة عامين، للخروج بأصدق صورة عن المجتمع الجهادي وكيف ينشأ الجيل الثاني من الأبناء في أجواء الحرب السورية. يقول ديركي إنه قام برسم مخطط كامل لباقي طاقم العمل لاستكمال الفيلم حال لقي مصرعه.

لقد شهدت موت الكثير من المراهقين والأطفال المنخرطين في الحرب، ومن مختلف الأطراف المتقاتلة، ولكن أكثر ما همني هو الجانب الديني لهذا الانخراط في الجهاد المسلح. لقد شهدت الكثير من الأشياء التي لم تظهر في فيلمي الأول، لكنها ظلت تطاردني. إنني أب، ولكن حتى لو لم أكن، فإنني لم أنفك أفكر في أبي وكيف أنشأني. والآن، هناك أجيال نشأت في سوريا لم تعرف من الحياة سوى الحرب.

الخط الأساسي لفيلم «العودة إلى حمص» هو خط سياسي يقوم على توثيق واقع مدينة حمص من خلال شخصيتين؛ إحداهما اتخذت التوجه السلمي، والأخرى قررت حمل السلاحيقول ديركي: «خرجت من فيلمي الأول وأنا أشعر أنه لم ينته، فالوضع يتطور بسرعة كبيرة، وأنا أمتلك العديد من العلاقات وقنوات الاتصال بالمجاهدين، كان علي أن أستغلها»، ومن هنا خرج فيلم «عن الآباء والأبناء».

الجهاد أسلوب حياة

على مدار العامين، وفيما يتخطي 300 ساعة تصوير،[1] رصد طلال ديركي الحياة اليومية لأبي أسامة، أحد الأعضاء البارزين في جبهة النصرة، الذراع العسكري لتنظيم القاعدة في سوريا، وهو أيضًا أب متفانٍ ومحب لأطفاله الثمانية.

أبو أسامة هو متخصص بالمتفجرات، يقوم بتفكيك السيارات المفخخة، وتفخيخ السيارات، والكشف عن الألغام وتفكيكها. عمل محفوف بالمخاطر، لكنه يقوم به بشكل اعتيادي، كما لو كان مدرسًا، أو عاملاً بسيطًا. يؤمن أبو أسامة بأن الجهاد هو فرض ﻻ مفر منه، فالأمر بالنسبة له يتجاوز مجرد الإيمان بأيديولوجية إلى الاعتناق الديني الكامل، يقول ديركي: «هذا رجل يؤمن بما يفعله بنسبة 100% ولا يداخله أي شك».

الكثير من المشاهد نرى فيها أبا أسامة يقوم بعمله ويواصل حياته اليومية كما لو كانت حياة طبيعية في أكثر المدن الهادئة في العالم، وليس في إدلب، أحد معاقل الحرب السورية الطاحنة. في أحد المشاهد نسمع حديثه الشاعري عن حادثة اعتقاله بصيدنايا، وكيف أنه كان يشم رائحة ابنه أسامة وﻻ يراه، تفيض كلماته بمشاعر الأبوة، بينما هو في الوقت نفسه يقوم بقنص أحد الأشخاص. ﻻ يشعر أبو أسامة بأي تناقض، فهذه هي حياته الطبيعية.

في مرحلة متقدمة من الفيلم يصاب أبو أسامة أثناء قيامه بتفكيك أحد الألغام، ويضطر الطبيب لبتر ساقه اليسرى. يعلق أبو أسامة على الحادثة: «لقد دعوت الله أن يكون ابتلائي في ساقي اليسرى وليست اليمنى، حتى أتمكن من قيادة السيارة». هكذا بكل بساطة، كل ما كان يشغل باله هو أن تنجو ساقه اليمنى، ليتمكن من قيادة سيارته ومواصلة الحياة.

هذا عن الأب، ولكن ماذا عن الأبناء؟

يعيش الأطفال في أجواء الحرب كبيئة طبيعية، كما لو كانت وضعًا صحيًا ﻻ شاذًا. يحرص الأب على تلقين أبنائه معتقدات الجهاد، يحضر العنف في عالمهم كما لو كان من طبائع الأمور. نرى العنف الممارس ضدهم من الآباء، ونرى عنفهم ضد بعضهم البعض، واستضعافهم للنساء والحيوانات والطيور.

في أحد المشاهد ينصب الأطفال فخًا لطائر صغير ويمسكون به، يسأل الأب ابنه الأصغر: «ماذا فعلت بالطائر؟» يجيب الابن: «ذبحناه». ليصيح الأب: «الله أكبر». هكذا بكل بساطة. في مشهد آخر نرى الأب بصحبة أطفاله يقومون بصناعة قنبلة منزليًا، يتبارى الأطفال في استرجاع خطوات صناعة القنبلة، وبعد الانتهاء من صنعها يتداولون اللعب بها إلى أن تنفجر مصدرة دويًا عظيمًا فزع له كل من حضر عرض الفيلم بإحدى قاعات السينما بمنتجع الجونة، كما لو كان ما يرونه على الشاشة هو من نسج خيال المخرج، وليس توثيقًا لممارسة اعتيادية في حياة المجتمع الجهادي.

عن الأبناء

أكد ديركي أن الأبناء هم أبطال فيلمه، وبالإنجليزية «The Protagonists»، أما الآباء فهم أضداد الأبطال، أو «Anti-Protagonists». من بين ثمانية أطفال لأبي أسامة، يركز ديركي على أكبر أبنائه، أسامة (13 عامًا)، وأيمن (12 عامًا). سمى أسامة تيمنًا باسم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن ﻻدن، أما أيمن فهو على اسم الرجل الثاني في التنظيم، أيمن الظواهري. هكذا بكل أريحية يتفاخر الأب بأسماء أبنائه الذين اختار لهم مصيرهم منذ أن تفتحت عيونهم على الدنيا، غير أن مراقبة الطفلين تحيلنا إلى واقع مغاير.

على مدار ما يقرب من 100 دقيقة، نراقب أسامة وأيمن، ونرى كيف تتباين الشقة بين الشقيقين. أسامة يميل إلى العنف، يعتنق أفكار أبيه عن الجهاد المسلح، وإن كان يفتقر إلى مظاهر التدين البسيط. في أحد المشاهد نسمع حديث الأخ الأصغر «عمر» عن أسامة، وكيف أنه يكذب بشأن الصلاة، وأنه بذلك يكفر ويخرج عن الملة، وفقًا لعبارات الطفل المستقاة من الأب.

في أحد المشاهد نراقب أسامة في عراكه مع أحد الأطفال، بينما تتحلق حولهم مجموعة أخرى من الأطفال يراقبون العراك في تلذذ واضح. يقع أسامة أرضًا، بينما يصيح الأطفال من حوله «قتلك.. قتلك».

وبينما نرى أسامة وقد قتلت طفولته على مرأى من أبيه، يتمسك أيمن بطفولته، وينبذ العنف، ويرغب في مواصلة تعليمه. في مرحلة متقدمة من الفيلم، يزج الأب بابنيه في أحد معسكرات التدريب، نتابع التدريبات الصارمة لأطفال لم تتجاوز أعمارهم الثالثة عشر، يتطاير الرصاص ما بين أقدامهم، وتحفهم النار من كل جانب. يعود الطفلان من المعسكر مع تنويه من المسئولين عن التدريب بأن أسامة من المتفوقين، في حين أن أيمن غير جاهز للجهاد، لضعف لياقته وشروده الدائم.

السرد بين التقني والتسجيلي

خرج ديركي بعد عامين بمادة فيلمية ضخمة، وكان أمامه أن ينتقي منها ما يؤدي به إلى هدفه المباشر (التوثيق)، دون الإخلال بتماسك الفيلم على المستوى الفني.

أعمال المونتاج هي بحق أقوى العناصر الفنية في فيلم «عن الآباء والأبناء». فأن يخرج الفيلم في أقل من 100 دقيقة من إجمالي 300 ساعة، ليست بالمهمة السهلة، ناهيك عن الخروج بها بشكل فني.

اعتمد ديركي بشكل كبير على السرد من خلال الصورة، فنلاحظ أن التعليق الصوتي جاء في حد الأدنى، بهدف إضافة منظور شخصي على قصة الفيلم، من خلال المقاربة بين علاقة ديركي الشخصية بأبيه، وبين علاقة أبي أسامة بأبنائه، وبين نشأته في سوريا ما قبل الحرب، وبين نشأة جيل كامل من الأطفال لم تعرف حياتهم سواها. في أحد المشاهد نرى الأطفال يراقبون قصف الطائرات لمدينة إدلب، ﻻ يحاولون الاحتماء، ولكنهم يقفون مكانهم يراقبون الطائرات، فهذا ليس بالأمر الشاذ، ولكنها حياتهم الطبيعية.

اعتمد ديركي على المونتاج المتوازي لتقديم شخصيتي أسامة وأيمن. نرى ذلك في مشاهد المعسكر التدريبي، فبينما يقوم أسامة بتسلق أحد الجدران معتمدًا على الحبال، نرى في لقطات موازية أيمن وهو يلعب بالحصى، يعلوه ملل واضح من وجوده في هذا المعسكر. في مشهد آخر نرى أيمن يلعب بالحصى مع أحد الأطفال، وفي الخلفية أصوات ضرب النار، حيث أسامة يعلمه أبوه استخدام السلاح.

أثناء حضوري للعرض الأول للفيلم بمهرجان الجونة السينمائي، جاءت جلستي بالكرسي المجاور لأحد الممرات، وقبالتي جلس رجل مصري خمسيني، وخلفه جلست امرأة خمسينية أجنبية. وبينما تعرض الشاشة مشاهد نقل أبي أسامة إلى المشفى بعد إصابته، يعتدل أبو أسامة جالسًا، وتتحرك الكاميرا ببطء لتمسحه من أعلى إلى أسفل، لنرى في النهاية ساقه المبتورة للمرة الأولى. عند هذه اللحظة صاحت المرأة الأجنبية: «Oh, No»، ليرد عليها الرجل المصري: «أوه نو إيه.. ما يغور في داهية»!

أعقب الفيلم ندوة للمناقشة بحضور المخرج طلال ديركي، شارك في المناقشة الممثل السوري «جمال سليمان»، الذي وصف الفيلم بالـ«مضلل»، وأنه محاولة للتعاطف مع الجهاديين السوريين.

مشهدان معبران عن مدى تأثير الفيلم، فما جمعه ديركي من مادة فيلمية في أقل من ساعتين هو أكثر مما يستطيع المشاهد العادي استيعابه ومعالجته والخروج منه بدرجة من درجات الاستقرار النفسي والذهني. وعليه فإن أقرب الطرق إلى هذا الاستقرار هو الإنكار التام. لكن الفيلم يحاول توثيق الحياة اليومية لجيل من الأطفال نشأوا بين جنبات حرب مشتعلة، ولم يعرفوا غيرها مرادفًا للحياة.

واصل ديركي المناقشة في محاولة -تبدو بائسة- لإقناع الحضور الساخط بأن فيلمه لم يكن إﻻ عن هؤلاء الأطفال الذين يعيشون حياة شاذة بوصفها طبيعية، وأن فيلمه هو بمثابة نذير للضمير الإنساني لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

موقع "إضاءات" في

05.10.2018

 
 
 
 
 

"وريثات" مارتينيسي: عفوية السرد

محمد جابر

في الدورة الـ68 (15 ـ 25 فبراير/ شباط 2018) لـ"مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله)"، نال "الوريثات" لمارسيلو مارتينيسي (1973) مديحًا وديًا لافتًا للانتباه من نقاد ومشاهدين، قبل اكتمال ذلك بفوز آنا بْرون (وهي الخمسينية التي تقف أمام الكاميرا السينمائية للمرة الأولى) بجائزة "الدب الفضّي" كأفضل ممثلة. لم ينبع الاحتفاء الكبير من كون الفيلم العمل الأول لمخرج آتٍ من بلدٍ (باراغواي) لا يُنتج فيلمًا إلّا كلّ أعوام عديدة، ولا لأن مخرجه يتّخذ خيارات ثرية جدًا بشأن بطلات فيلمه، ودمج بعض الشخصيات الحقيقية في حبكة العمل. الأهم أنّ الفيلم مختلفٌ في عناصره كلّها، ويحكي ـ بحساسية كبيرة ـ عن مشاعر امرأة في خريف عمرها، لم تعد الأفلام في العالم تهتم بأمرها. لكن مارتينيسي يهتمّ بها، مانحًا إياها 95 دقيقة على الشاشة الكبيرة بلغة سينمائية هادئة ورزينة تخفي أكثر مما تكشف، دافعًا إلى التواصل مع ما في داخلها.

يتحرك الفيلم ـ المُشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في الدورة الثانية (20 ـ 28 سبتمبر/ أيلول 2018) لـ"مهرجان الجونة السينمائي" ـ مع شخصية تشيلا من بدايته إلى نهايته. في البداية، تظهر علاقتها برفيقتها تشيكيتا (مارغريتا إيرون)، في الخمسينيات من عمرها هي أيضًا. متباينتان جدًا في الطباع، إذْ تستحوذ تشيكيتا على اهتمام المُشاهد لأنها اجتماعية ولبقة ومتحدثة، بينما تبتعد تشيلا لأنها مكتئبة وحذرة وغاضبة في تلك اللحظة من حياتها. تعيشان معًا منذ عقود (يتيح الفيلم مساحة فهم طبيعة علاقتهما، من دون أن يكشف أو يصرّح). تعانيان ضائقة مالية حادّة تدفعهما إلى بيع أثاث البيت الضخم الذي تعيشان فيه. لكن تشيكيتا تُسجن بسبب توقيعها على أوراقٍ وديون. فجأة، تُصبح تشيلا وحيدةً في البيت، مع مخاوفها وهواجسها وحزنها. يتغير هذا الوضع قليلاً مع عملها كسائقة (سيارتها الخاصّة) لسيدات مسنّات. أثناء ذلك، تتعرّف إلى الشابة آنجي (آنا إيفانوفا). شيئًا فشيئًا، تشعر إزاءها بشيء حسّي وعاطفي.

يدرك مارسيلو مارتينيسي ما يُحرِّك فيلمه. هدفه الأساسي كمخرج خلق صورة مقرّبة لتشيلا، والتأثّر بتفاصيل صغيرة هشّة جدًا، تغيِّر عالمها ببطء. هناك فجوة وحالة نفور كبير بينها وبين السجن وعالمه، هي السيدة المتحدّرة من طبقة بورجوازية، قبل انكشاف اهتمامها بآنجي، المتمثّل في خليطٍ من النظرات العابرة والوقوف أمام المرآة ثوانيَ إضافية. مارتينيسي رقيق إلى درجة أنه يجعل أمرًا عابرًا، كتدخين تشيلا سيجارة للمرّة الأولى في حياتها، كافيًا لمعرفة الأثر الكبير الذي يحدث في حياتها في الوقت هذا. هناك أيضًا الارتباك الشديد الذي تمرّ به بين رغبتها في آنجي والعقود الطويلة التي تجمعها بتشيكيتا. 
بهذا كلّه، يعي مارسيلو مارتينيسي طوال الوقت كيفية سرد حكاية فيلمه بحساسية، من دون أحكام أو مساءلات لشخصياته. فما يحركه صدق مشاعرهنّ فقط، بالتناقضات والهواجس كلّها التي تنتابهنّ.

سينمائياً، يعتمد مارتينيسي على أكبر قدر من البساطة واللازخرفة، ليمنح فيلمه الواقعية والهدوء المناسبين لحكاية سيدة في الخمسين من عمرها. لا حوارات طويلة. لا حركة مُعقّدة للكاميرا. لا مَشَاهد درامية حادّة. كلّ شيء يتّخذ إيقاع تشيلا وانفتاحها الحذر على العالم، في لحظة مرتبكة من حياتها. 

رغم موهبة مارتينيسي الظاهرة كسيناريست ومخرج، فإن منجزَه الأكبر إدارتُه لممثّلاته اللواتي يقفن أمام الكاميرا للمرّة الأولى: مارغريتا إيرون وآنا إيفانوفا والعجائز وسيدات السجن اللواتي تروي بعضهنّ حكاياتها الحقيقية. وقبلهنّ الممثلة آنا بْرون نفسها، حاملة روح الشخصية والفيلم معًا، التي تُقدّم أداءً عظيمًا تستحق عنه جائزتها في "برليناله".

العربي الجديد اللندنية في

05.10.2018

 
 
 
 
 

أكاديمية الأوسكار تدعم مخرجات السينما بسلسلة مبادرات جديدة

مصطفى الجداوي

أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المنظمة لجوائز الأوسكار، عن انطلاق سلسلة مبادرات جديدة، من أجل تشجيع مخرجات السينما، وذلك بعد ضغوط من النساء في صناعة السينما من أجل دور أقوى وأجور أفضل وتوفير مزيد من فرص العمل خلف الكاميرا وأمامها.

ومن المقرر أن يتضمن برنامج تشجيع المخرجات، والذي يطلق عليه «أكشن: مبادرة الأكاديمية لدعم المرأة»؛ منحة دراسية لمدة عام للمخرجات ومديرات الإنتاج، ولقاء يجمع العاملات بقطاع السينما، ودليلا توجيهيا يستهدف تحسين الربط بين النساء وفرص العمل بهذا القطاع.

وقالت دون هدسون الرئيسة التنفيذية للأكاديمية في بيان، أنهم مستمرون في الدفاع عن قضية الإدماج، وفي نفس الوقت يشرفهم جمع أعضاء الأكاديمية ومجتمع صناعة السينما معا لدعم النساء في جميع مراحل حياتهن المهنية، مشيرة إلى أن لقاء نساء الأكاديمية في كل من لندن ولوس انجليس سيتم هذا الشهر، وستقدم المنحة الدراسية لمدة عام لمخرجة ناشئة في الولايات المتحدة وفي بريطانيا.

يذكر أن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المنظمة لجوائز الأوسكار، بذلت جهودا خلال العامين الماضيين لتنويع صفوف العاملين بها والذين يبلغ عددهم 8 آلاف، حيث يغلب عليهم البيض والمسنون والذكور، وذلك بدعوة مئات النساء والملونين للانضمام إلى صفوفها.

وتعهدت الأكاديمية في عام 2016 بمضاعفة عدد النساء والعمل على تنويع أعضائها بحلول عام 2020.

الشروق المصرية في

05.10.2018

 
 
 
 
 

بعد اختيار "يوم الدين".. 30 فيلمًا مثلت مصر بالأوسكار دون الوصول للقائمة النهائية

كتب - مروان الطيب:

استقرت لجنة ترشيح الأفلام المصرية المرشحة للأوسكار على الفيلم المصري "يوم الدين" لتمثيلها بالأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي لعام 2019، وذلك بعد النجاح الكبير للفيلم مؤخرًا ومشاركته ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" السينمائي الدولي في دورته الأخيرة مطلع العام الجاري.

وترشحت مصر لما يقرب من ثلاثين فيلمًا سينمائيًا خلال الأعوام الستين الماضية، وتعد مصر الأولى عربيًا التي ترشحت لجوائز الأوسكار، إلا أنه رغم الترشح رسميًا لم تستطع مصر الوصول إلى الترشيحات النهائية ولم تشفع لها المشاركات الهامة والمميزة.

في التقرير التالي نستعرض ترشيحات مصر لجوائز الأوسكار بفئة أفضل فيلم أجنبي:

1. "باب الحديد" للمخرج يوسف شاهين 1958

عُرض لأول مرة في سينما أوديون عام 1958، ويحتل رقم 4 في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

2. "دعاء الكروان" للمخرج بركات 1959

منحته الدولة العديد من الجوائز؛ منها أفضل ممثل للكبير أحمد مظهر، وأفضل ممثلة للسيدة فاتن حمامة. ويحتل الفيلم المركز الـ 14 في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

3. "المراهقات" للمخرج أحمد ضياء الدين 1960

يحتل المركز 67 في قائمة أفضل فيلم في ذاكرة السينما المصرية.

4. "وإسلاماه" للمخرج أندرو مارتون 1961

وصفه النقاد بأحد أعظم الأفلام المصرية في تاريخها، وقد ضم نخبة كبيرة من نجوم السينما المصرية، وهو عن قصة للكاتب علي أحمد بكثير، ويحتل المركز الـ87 في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية.

5. "اللص والكلاب" للمخرج كمال الشيخ 1962

أحداثه مأخوذة عن رواية "كونت دي مونت كريستو" للروائي الفرنسي ألكسندر دوما، والتي صدرت عام 1846، وقُدمت بأكثر من معالجة سينمائية كان أشهرها أمير الدهاء، وأمير الانتقام.

6. "أم العروسة" للمخرج عاطف سالم 1963

يحتل المركز الـ17 بقائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما.

7. "المستحيل" للمخرج حسين كمال 1965

مأخوذ عن قصة للدكتور "مصطفى محمود"، ويحتل المركز 62 في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية.

8. "القاهرة 30" للمخرج صلاح أبو سيف 1966

يحتل الفيلم رقم 18 في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

9. "المومياء" للمخرج شادي عبد السلام 1970

تدور أحداث الفيلم حول أحداث حقيقية رُصدت في العام 1871 زمن قبيلة "الحربات" التي تعيش في صعيد مصر، وتشتهر بالتنقيب عن الآثار الفرعونية وبيعها. وكان يحمل عنوانًا آخر هو "ليلة حصاد السنين"، واعتبره النقاد أحد أفضل الأفلام المصرية في تاريخها، وهو مأخوذ عن قصة اكتشاف موقع موميات الدير البحري عام 1881.

10. "زوجتي والكلب" للمخرج سعيد مرزوق 1971

الفيلم الروائي الأول للمخرج سعيد مرزوق. تدور أحداثه حول الريس مرسي الذي تطارده أشباح ذكرياته مع زوجات زملائه والتي توقعه في دوامة توقعه الخيانة من زوجته الجميلة.

11. "إمبراطورية ميم" للمخرج حسين كمال 1972

يعتبره النقاد الفيلم العائلي الأول بالسينما المصرية متفوقًا على عدد من الأفلام المهمة منها "الحفيد". ويحتل الفيلم المركز 89 بقائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

12. "أريد حلاً" للمخرج سعيد مرزوق "1975

يحتل المركز 21 في قائمة أفضل 100 في ذاكرة السينما المصرية.

13. "إسكندرية ليه" للمخرج يوسف شاهين 1978

يتطرق الفيلم للسياسة بحكاية مجموعة من الشباب يريدون التخلص من الاحتلال الإنجليزي. وفي السياق يلفت إلى نشأة العصابات اليهودية. وقد فاز الفيلم بجائزة "الدب الفضي" في مهرجان برلين عام 1979، ويحتل المركز 32 بقائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

14. "أهل القمة" للمخرج علي بدرخان 1981

تعرض الفيلم في البداية للمنع من العرض بقرار النبوي إسماعيل وزير الداخلية آنذاك، لما طرحه الفيلم من انتقاد لسياسة الانفتاح الاقتصادي الذي اتبعه الرئيس الراحل أنور السادات. ويحتل الفيلم رقم 37 في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

15. "إسكندرية كمان وكمان" للمخرج يوسف شاهين 1990

الفيلم مأخوذ عن واقعة حقيقية لإضراب الفنانين عام 1987 احتجاجًا على صدور القانون رقم 103، والذي كان يخول للنقيب أن يرشح نفسه مدى الحياة، وليس لدورتين فقط.

16. "أرض الأحلام" للمخرج داوود عبد السيد 1993

تدور أحداث الفيلم حول استعداد نرجس للسفر هجرة إلى أمريكا لتلحق بأولادها، لكنها تفقد جواز سفرها قبل السفر بساعات، وعليها أن تعثر عليه في الأماكن التي ذهبت إليها أو لدى الأشخاص الذين قابلتهم. وأثناء ذلك تلتقي بساحر غريب الأطوار يجوب ملاهي المدينة، وتتعرض لأحداث عديدة تغير وجهة نظرها في السفر.

17. "المصير" للمخرج يوسف شاهين 1997

يتناول الفيلم سيرة الفيلسوف الإسلامي الكبير ابن رشد، ويتطرق في تفاصيل الحكاية للعوامل التي أدت إلى سقوط دولة المسلمين في الأندلس.

18. "أسرار البنات" للمخرج مجدي أحمد علي 2001

تدور أحداث الفيلم حول المشاكل التي يتعرّض لها شباب الجيل الحالي خاصة عندما يقع في الحب، وذلك من وجهة نظر فتاة لا تتجاوز السابعة عشر من عمرها.

19. "سهر الليالي" للمخرج هاني خليفة 2003

فاز بجائزة التمثيل لأفضل ممثلة وممثل، ومنحت الجائزة لفريق عمل الفيلم في "بينالي" السينما العربية.

20. "بحب السيما" للمخرج أسامة فوزي 2004

أثار الفيلم ضجة كبيرة وقت عرضه، إذ تقدم عدد من المحامين ورجال الدين المسيحي بدعاوي قضائية تطالب بوقف عرض الفيلم بدعوى إساءته للعقيدة المسيحية.

21. "عمارة يعقوبيان" للمخرج مروان حامد 2006

الفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب علاء الأسواني، تناول فيها حكايات من نسج الخيال اختار لموقع أحداثها عمارة سكنية شهيرة تقع بشارع طلعت حرب، أسسها المليونير هاغوب يعقوبيان (عميد الجالية الأرمنية) عام 1937.

22. "في شقة مصر الجديدة" للمخرج محمد خان 2007

حصل على العديد من الجوائز؛ منها أفضل فيلم عربي بهرجان دمشق السينمائي عام 2007، و"الخنجر الفضي"، ولجنة النقاد والصحفيين في مهرجان مسقط السينمائي عام 2008.

23. "الجزيرة" للمخرج شريف عرفة 2008

تدور أحداثه حول أشهر تجار السلاح والمخدرات في صعيد مصر. وهو فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية وقعت أحداثها في محافظة أسيوط جنوب البلاد.

24. "رسائل البحر" للمخرج داوود عبد السيد 2010

كان من المقرر أن تُسند بطولته للنجم الراحل أحمد زكي إلا أن مرضه حال دون بدء التصوير، والاستقرار في النهاية على آسر ياسين.

25. "الشوق" للمخرج خالد الحجر 2011

حصل هذا الفيلم على دعم من وزارة الثقافة الفرنسية.

26. "الشتا اللي فات" للمخرج إبراهيم البطوط 2013

تدور أحداث الفليم أثناء ثورة 25 يناير وذلك في إطار ثلاث قصص إنسانية، تتناول الأسباب التي أدت إلى تفشي الفساد طوال 30 سنة منصرمة وأسفرت في النهاية عن ثورة شعبية كبيرة.

27. "فتاة المصنع" للمخرج محمد خان 2014

حصل على عدد وصل إلى 15 جائزة خلال مهرجانات السينما المحلية والدولية.

28. "بتوقيت القاهرة" للمخرج أمير رمسيس 2015

الفيلم يمثل التعاون الأول بين ميرفت أمين ونور الشريف منذ فيلمهما "أولى ثانوي" عام 2001، وشارك بقسم "ليال عربية" ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2014.

29. "اشتباك" للمخرج محمد دياب 2016

تدور أحداث الفيلم بعد 30 يونيو 2013 داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين لحكم جماعة اﻹخوان. وقد تم تصويره في مساحة لا تزيد عن 8 أمتار.

30. "شيخ جاكسون" للمخرج عمرو سلامة 2017

اعترضت الرقابة على المصنفات الفنية على اسمه بداعي سخريته من الشيوخ.​

موقع "مصراوي" في

06.10.2018

 
 
 
 
 

الطفل اللاجئ في فيلم «كفر ناحوم» يفوز بجائزة أفضل ممثل في «أنطاليا السينمائي»

بيروت ـ «سينماتوغراف»

أعلنت المخرجة نادين لبكي عبر حسابها بموقع “إنستجرام” عن فوز بطل فيلمها الطفل اللاجئ زين الرفاعي بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “كفر ناحوم”، بمهرجان أنطاليا السينمائي.

وتدور أحداث الفيلم، في إحدى مناطق العالم العربي، التي تعصف بها أزمات ومشاكل سياسية واجتماعية طاحنة، ويسلط الضوء على حياة طفل يعيش بإحدى قرى المنطقة، ويعاني من المشاكل ذاتها التي يعاني منها الجميع في المنطقة ومن نمط الحياة الذي فرضته هذه الظروف، لكن هذا الطفل يرفض الاستسلام لهذا الواقع، ويقرر التمرد على نمط الحياة في قريته.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يقرر الطفل، رفع دعوى قضائية للضغط على الحكومة ومجتمعه بشكل عام لتنفيذ مطالبه، وهو من بطولة كوثر الحداد، نادين لبكي، فادي يوسف، بولوواتيف تريجر بانكول، ومن تأليف جهاد حجيلي، ومن إخراج نادين لبكي.

جدير بالذكر أن فيلم “كفر ناحوم” يعرض رسميا في صالات السينما الفرنسية ابتداء من يوم 17 أكتوبر الجاري.

موقع "سينماتوغراف" في

06.10.2018

 
 
 
 
 

علياء طلعت تكتب:

أفلام في الأوسكار (3).. “Shoplifters”

انتهى الموعد النهائي لتقديم أفلام أوسكار أفضل فيلم أجنبي، والتي يجب أن تكون عُرضت في الفترة ما بين الأول من أكتوبر عام 2017 و30 سبتمبر 2018، وهذه السلسلة ستضم مجموعة من أهم الأفلام التي قدمتها بلادها لتدخل القائمة الطويلة لترشيحات الأوسكار، تلك القائمة التي سيتم اختصارها بعد إعلان ترشيحات الأوسكار في بداية 2019.

 “سارقوا المتاجر” أو “Shoplifters”، هو آخر أعمال المخرج الياباني هيروكازو كوريدا والذي حصل على السعفة الذهبية، وقدمته اليابان ليمثلها في ترشيحات الأوسكار، وعُرض مؤخرًا في مهرجان الجونة السينمائي.

سارقوا المتاجر عمل يسرق القلوب، تشعر منذ البداية إنه يفتنك ويجعلك تتلاحم مع هذه المجموعة العجيبة من البشر، ترغب في سبر أغوارهم، لا تعلم هل هم بالفعل أبرياء لا يرغبون سوى في سرقة القليل من الطعام يسدون به جوعهم، أم ورائهم أسرار أكبر.

عائلة يجمعها رباط واهي من الفقر والجوع وأحيانًا الحب:

يبدأ الفيلم في متجر صغير حيث نتعرف على البطل رجل في منتصف العمر مع طفل صغير ببدايات المراهقة يقومان بسرقة المنتجات في احتراف شديد، يعودان للمنزل ليجدا طفلة تكاد تتجمد بردًا بملابس خفيفة، يقرر الأب أن يأخذها إلى المنزل لتحظى ببعض الدفء وعشاء يسد جوعها، وهناك نتعرف على باقي أفراد العائلة الغريبة، وهم سيدة شابة، وفتاة مراهقة، وجدة.

تعيش العائلة على حافة الحياة، يجمعون المال بشتى الطرق فقط بهدف سد الجوع، وامضاء الأيام يومًا بعد الآخر، لا تعلم ما هي الصلة التي تربطهم في الحقيقة، فالرجل والمرأة يتصرفان تصرفات الأزواج، فتظن بديهيًا أن الجدة والدة أحدهما، والطفل والمراهقة ابنائهما، ولكن يظلل الشك ذهن المشاهد حول هذه العلاقات هل هي بالفعل صحيحة أم لا؟ ولكن يتناسى هذه الظنون عندما توضع العائلة أمام معضلة أخلاقية، فالصغيرة يمتلئ جسدها بالندوب، تبول وهي نائمة، ومن الواضح إنها تعيش حالة عنف أسري بغيضة، فهل يجب عليهم إرجاعها لأهلها؟

على الرغم من شظف عيشهم فقد اختاروا أن يبقوها معهم كفم جديد يحتاج للطعام، ولكن الأهم كقلب جديد يحتاج للحنان.

البيت الورقي يتهاوى:

عندما يسأل أفراد العائلة بعضهم البعض ماذا يجمعهم، تجيب المراهقة “المال” فالحاجة للمال هي التي تبقيهم معًا أغلب الأوقات، فكل منهم يؤدي دورًا يدفع المسيرة خطوة للأمام.

قام المخرج في هذا الفيلم باستعراض مشاكل اقتصادية تتعرض لها هذه الطبقة في المجتمع الياباني العملي للغاية، والذي تسير فيه كل التروس بانتظام شديد، ولكن تبقى التروس الصغيرة تُسحق بسهولة وسط الزحام.

هذه العائلة مهمشة للغاية، تبدو كما لو إنها غير موجودة على خريطة المجتمع، لا يوجد تأمين أو معاش حكومي لأي شخص منها سوى الجدة، وذلك لأن زوجها المتوفي كان جنديًا سابقًا، الزوجة تعمل بجد في مغسلة ملابس، ولكن بسبب الرغبة في تقليل عدد العاملين يتم طردها دون تقديم أي حلول بديلة، عندما يصاب الزوج في قدمه يصبح شبه مفصول من العمل.

الصبي لا يذهب لمدرسة نظامية، ولا يبدو أن أحد مكترث بذلك، والطفلة واضح إنها كانت تعيش حياة قاسية بين أبوين لا يرغبان بها، ولكن لم يتحرك شخص لتبليغ الأمن عن غيابها سوى الجيران، واللذين لم يهتموا من قبل بالتبليغ عن العنف الذي تتعرض له.

أظهر الفيلم الحقيقة خلف الصورة المصدرة دومًا للمجتمع الياباني، الأمر الذي يظهر في بوستر الفيلم، عائلة كبيرة سعيدة، يحتضنون بعضهم البعض وفي الخلفية المنزل المهترأ، الذي على الرغم من ضيقه وكونه يبدو غير قابل للسكنى إلا إنه النقطة الرئيسية التي تجمع هؤلاء الأفراد.

حبكة مثل أوراق الكوتشينة لا تتكشف إلا بالتدريج:

واحدة من مميزات الفيلم حبكته وطريقة السرد الخاصة به، والتي تجعلك تطرح مع كل مشهد جديد سؤال، فما أن تحصل على إجابته حتى يطرأ على ذهنك سؤال آخر، شكوك كثير تظل تطن في رأس المشاهد، ولكن تأتي النهاية التي تجعله يكتشف أن ظنونه كانت أكثر سذاجة مما يظن وأن هذه العائلة لا زالت تخفي الكثير.

على الرغم من أن هذا النوع من الحبكات غالبًا ما يستخدم في أفلام الإثارة والتشويق ولكن استخدامها في هذا الفيلم الاجتماعي جاء رائعًا لأن الفيلم في حد ذاته يستخدم كسر أفق توقعات المشاهد ليفاجئه بأن الواقع أكثر بؤسًا مما يتخيل وهو الغرض الأساسي للمخرج.

ممثلون لا يقدمون أداءً بل حقيقة:

واحدة من أكثر الأشياء التي يتخوف منها المخرجون عند تفكيرهم بالطاقم التمثيلي هو التعامل مع الأطفال، وإدارتهم خلال العمل، ولكن يبدو أن هذا لم يزعج كوريدا الذي قدم في فيلمه هذا بدلًا من الطفل إثنين وكلاهما لم يقف أمام الكاميرا من قبل، ليستخلص منهم أداء تمثيليًا قمة في السلاسة والواقعية، فالطفلة Miyu Sasaki مايو ساساكي في دور يوري دورها لم يحتوي على الكثير من الكلمات على الرغم من المساحة الكبيرة المفردة لها، وذلك لأنه يعتمد بصورة كبيرة على الايماءات والنظرات والتفاعل الجسدي بينها وبين الأبطال الآخرين، وكذلك الطفل Kairi Jō كيري جو في دور المراهق الصغير الذي نشعر طوال الوقت بعدم راحته فيما يفعله مع عائلته، ولا انتماءه الكامل لها ولا نعرف لماذا حتى النهاية.

هذا بالطبع لا ينفي الأداء الأكثر من مميز من باقي طاقم التمثيل على رأسهم كيرين كي كي في دور الجدة والتي توفت هذا العام وكان هذا آخر أدوارها.

في النهاية “سارقوا المتاجر” واحد من أجمل أفلام 2018 وأكثرهم عذوبة حتى الآن، وأتوقع له الترشح لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي.

موقع "إعلام.أورغ" في

06.10.2018

 
 
 
 
 

فيلم Vice .. قصة ديك تشينى تلمع صورة جورج بوش.. رئيس أمريكا الأسبق يحظى بشعبية فى عهد ترامب لم تكن موجودة فى عهده.. كريستيان بيل يظهر النائب فى صورة الرئيس الحقيقى.. ويكشف مخطط الكوارث المتسببة فى تدهور أمريكا

كتبت - سالى حسام

الأفلام التى تتناول حياة شخصية سياسية ليست أمرا غريبا لكنها تنتظر مرور فترة زمنية لا بأس بها قبل أن تظهر.. لكن الحال مع ديك تشينى نائب الرئيس الأمريكى الأسبق يختلف.. ضجة على مواقع التواصل الاجتماعى بسبب تقمص الممثل كريستيان بيل لشخصية تشينى سواء فى زيادة وزنه أو المكياج المقنع.

الجانب السياسى للفيلم الذى سيصدر فى ديسمبر المقبل، كان تحت الأضواء أيضا.. فالفيلم فى نظر كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعى يبدو وكأنه يظهر بوش فى صورة رئيس لا يتحمل المسئولية لكون ديك تشينى هو المسئول والمخطط لغزو العراق.

يبدأ إعلان فيلم Vice بمشهد طلب جورج بوش من ديك تشينى أن يكون نائبه.. عندها يقول تشينى "جورج .. أنا رئيس مجلس إدارة شركة كبيرة وقبلها كنت وزير دفاع وكنت أيضا كبير موظفى البيت الأبيض لكن نائب رئيس هى وظيفة رمزية فى غالبيتها .. لكن إذا كان بيننا اتفاق فيمكننى تولى بعض المهام العادية الروتينية مثل الجيش والسياسة الخارجية والطاقة".. وبالطبع يوافق جورج بوش.

هنا الإعلان جعل جورج بوش رئيسا مهمشا بينما ديك تشينى هو الرئيس الفعلى وهو الذى يتخذ القرارات المهمة بما فيها حرب العراق.

وبحسب موقع "كوارتز" فإنه فى السابق كانت النظرة العامة لإدارة بوش هى أنها الإدارة التى تسببت فى تدهور السياسة الأمريكية ونتج عنها بشكل غير مباشر صعود ترامب والتيار اليمينى المتطرف فى الدول الغربية.

لكن الأن فإن فيلم Vice ربما يأتى متماشيا مع موجة جديدة فى الإعلام الأمريكى تتعاطف مع بوش أو على الأقل تظهره فى شكل أقل سوء.. وهى النغمة التى بدأت بعدد من التقارير الإيجابية تجاه عائلة بوش مثل إبراز انتقاداته لترامب الذى عرف باختلافاته الحادة مع بوش الأب والابن وأيضا مع جيب بوش شقيق الرئيس الأمريكى الأسبق والذى كان يطمح ليكون ثالث أفراد العائلة فى البيت الأبيض.

الممثل ويل فاريل كان اشتهر بتقمص شخصية جورج بوش فى برنامج SNL عاد فى يناير 2018 لتأدية نفس الشخصية قائلا إنه فعل هذا ليذكر الناس أن جورج بوش كان رئيسا سيئا للغاية.

وكان يقول فى البرنامج " فى عهدى لم نكن نلجأ لروسيا للتلاعب بالانتخابات بل كنا نلجأ للمحكمة العليا كأمريكيين" وذلك فى إشارة لرفع حملة بوش الانتخابية قضية فى المحكمة العليا تطلب إعادة حصر الأصوات فى فلوريدا فى انتخابات 2000 الأمر الذى ألقى ظلالا من الشك وقتها على شرعية جورج بوش كرئيس لأمريكا.. وأضاف أيضا "لا تنسوا أننا الأن فى حالة حرب مستمرة كنت بدأتها أنا".

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قالت إن بوش الذى ترك المنصب وشعبيته منخفضة أصبحت صورته تتحسن مع الوقت خلال 10 سنوات التالية.

قارن هذا بفيلم مثل "W" الذى صدر عام 2008 وكان يظهر الممثل جوش برولين فى دور "جورج بوش الابن" كشخص فاشل يحاول صنع مجد لنفسه ليتفوق على والده الذى كان عضو كونجرس ثم رئيسا لأمريكا وكيف أن والده كان ينظر له باعتباره عبء على العائلة يشرب الخمور بكثرة ولن يحقق شيئا فى حياته.. فكانت النتيجة أنه يشن حرب أفغانستان والعراق ويترك البلاد فى أزمة سياسية.

لكن فى فيلم  Vice يظهر الممثل سام روكويل فى دور بوش بشكل مختلف فهو شخص تبدو نيته حسنة يتعرض للخداع والتلاعب من قبل ديك تشينى الراغب فى الاستحواذ على السلطة الحقيقية لدرجة تسليمه أهم الملفات التى يتولاها رئيس أمريكا "الجيش والسياسة الخارجية والطاقة".

اليوم السابع المصرية في

06.10.2018

 
 
 
 
 

يوم أضعت ظلي”.. عندما أضاعت سؤدد كعدان ظلها

فيصل شيباني

بعد عرضه العالمي الأول بمهرجان البندقية السينمائي الدولي حل الفيلم السوري “عندما أضعت ظلي” للمخرجة سؤدد كعدان، بمهرجان الجونة السينمائي في دورته الثانية وعرض ضمن المسابقة الرسمية في فئة الأفلام الروائية الطويلة التي عرفت مشاركة أفلام قوية من مختلف دول العالم، وانتظره الجمهور الحاضر بالمدينة لكونه فيلما عربيا من جهة، ومن جهة ثانية لأنه العمل الروائي الأول للمخرجة السورية سؤدد كعدان ومن جهة ثالثة لكونه توج بجائزة أسد المستقبل بمهرجان البندقية.. كل هذه الأمور جعلت الفيلم محط أنظار المتواجدين بالمهرجان، ويحظى باهتمام كبير، مع العلم أن المخرجة لم تتمكن من الحضور لعدم حصولها على التأشيرة هي وطاقم الفيلم.

هل يمكن القول أن كل ما أثير من ضجة حول الفيلم لم يستحقها على الأقل فنيا بحكم العمل الذي يمكن أن نطلق عليه بأنه “بروبجاندا” معاكسة وفق سيناريو ساذج ليس بعيدا عن الافلام التي ينتجها نظام بشار الأسد؟ فمن منطلق “البروبجاندا”  التي بني عليها قصة الفيلم، تحاول المخرجة أن تقدم لنا طبخة فنية بتوابل سياسية ضاعت فيها اللمسة الفنية وانتصرت للسياسة. سياسة ضاع فيها عناصر الفيلم ولو أن القصة كان يمكن أن تقدم بشكل أفضل بحكم وجود عناصر سيناريو قوي لو ابتعد عن العبارات الرنانة واتكأ على آداء تمثيلي قوي.

يوم أضعت ظلي” يروي قصة “سنا” التي تخرج من منزلها باحثة عن قارورة غاز في محيط مدينة دمشق، حيث تلتقي بناشطين في سيارة، بعد هرب سائقها من جنود نقطة التفتيش، لتجد نفسها معهم في مواجهة آثار ما تركته الحرب المريعة. تضيع “سنا” في رحلة تستمر ثلاثة أيام في ضواحي دمشق، لتكتشف أن الناس بدؤا يفقدون ظلالهم خلال الحرب، تواجه سنا مصيرا مجهولا مع الناشطين، انفعالات وتوتر يعكس الحالة التي يعيشها السوريون في الحرب، التوجس من المحيط الخوف من الإنسان او بالأحرى الشر الذي يسكن بعضهم، المخرجة التي وإن حاولت أن تضع مسافة بينها وبين أطراف الصراع في سوريا إلا أنها فشلت، رغم أنها تسلط الضوء على حياة السوريين مع بداية الحرب مباشرة أي قبل صعود التيار المتطرف، التطرف هنا يبقى محل استفهام وفق نظرة المخرجة لمفهوم التطرف هل هو تطرف الجيش النظامي الذي يعامل المتظاهرين بقسوة أم تطرف المتظاهرين الذين تظهرهم في صنفين صنف بلباس عصري أي متحضر ولو بالمظهر فقط وصنف في مظهر إسلامي؟ وبين هذا وذاك ضاعت سؤدد كعدان وأضاعت ظلها.

هل انتصرت “كعدان” للإنسان السوري في الحرب أم ظلمته مع تصنيفاتها السياسية؟ وهل نقلت الحقيقة التي يعيشها أم خدمت إيديولوجيا معينة دون أخرى؟ بعيدا عن إطلاق الأحكام فإن مخرجة الفيلم أظهرت الإنسان منكسرا، مشاهد النساء وهن يحفرن القبور استعداد لدفن الضحايا الذين يخرجون كل جمعة في المظاهرات ضد النظام السوري، معاناة في إيجاد قارورة الغاز التي تصبح هما يؤرق كاهل السوريين ما يجبرهم على التنقل مسافات بعيدة للحصول عليها وحتى إن وجدت يأخذها عناصر الأمن مشاهد أرادت بها سؤدد كعدان توريط النظام في كل ما يحصل في بلاد الشام والخراب الذي حل بها، متناسية ربما الأطراف الأخرى في الصراع والتي لها يد في دمار سوريا.

نظرة المخرجة فيها الكثير من الانحياز للطرف المعارض للنظام السوري ما يجعلها سجينة إيديولوجيا معينة توقعها في فخ الانحياز السياسي وتجعلها فاقدة للمصداقية وحالها كحال الكثير من المخرجين العرب الذين يقدمون سينما وفق مقاس الخارج ويحتفى بهم في أكبر المحافل السينمائية العالمية رغم المؤاخذات الفنية العديدة التي يمكن تسجيلها على اعمالهم وفيلم “يوم أضعت ظلي” خير مثال على ذلك..

موقع "إعلام.أورغ" في

07.10.2018

 
 
 
 
 

طفل "كفرناحوم" السوري "زين الرفاعي" أفضل ممثل في "أنطاليا"

محمد حجازي

أضاف شريط "كفرناحوم" للمخرجة اللبنانية "نادين لبكي" جائزة غالية ولافتة إلى التقديرات العديدة التي نالها وأبرزها جائزة التحكيم في مهرجان كان، عندما أعلن مهرجان أنطاليا السينمائي الدولي مساء السبت في 6 تشرين الأول /أكتوبر الجاري، منح بطل الفيلم الطفل السوري "زين الرفاعي" (12 عاماً) جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "لبكي" الذاهب للتباري بإسم لبنان في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنكليزية، مع حظ وافر للوصول إلى التصفية النهائية.

الطفل إبن درعا السورية يعيش الآن في النروج مع ذويه بعدما أمضى عدة سنوات نازحاً في لبنان بعيداً عن تداعيات الحرب في سوريا، وقد وُفّق الفريق المساعد لـ "نادين" في العثور عليه كنموذج للطفل الذي تبحث عنه لبطولة فيلمها "كفرناحوم" وسرعان ما تم إعتماده للدور بعد أول تجربة كاميرا، ويعرف كل من شاهد الفيلم القدرة التي أبداها وأظهرها "زين" خلال التصوير وكأنه ممثل محترف، يتصرف بثقة وأعصاب باردة جداً وقدرة على إستيعاب كامل الطلبات والملاحظات التي يتلقاها من المخرجة التي كانت حريصة بالمقابل على تأمين كافة الأجواء الملائمة لأخذ أقصى ما يُمكن من "زين" أمام الكاميرا.

"زين" الذي بات في عالم مختلف بعد الفيلم وبعد قبوله مع عائلته في النروج، يريد بكل بساطة أن يتابع تحصيله العلمي وأن يعود حين تستتب الأمور تماماً في سوريا إلى بلدته التي إشتاقها كثيراً، وهو عبّر عن حبه وإحترامه لذويه بعدما لعب في الشريط دور الطفل المشرد الفقير الذي يدّعي على والديه لأنهما أنجباه من دون القدرة على تربيته في أجواء ملائمة له كآدمي. وقد إعتبرت الجائزة ثاني حالة إستثنائة في جوائز المهرجانات العالمية، بعد 28 عاماً على المعركة التي خاضها المخرج الكبير "يوسف شاهين" عام 1990 في أيام قرطاج السينمائية عندما أصر رغم إعتراض بعض أعضاء لجنة التحكيم على منح الطفل التونسي "سليم بوغدير" إبن شقيق مخرج فيلم "حلفاوين – عصفور السطح" "فريد بوغدير"، جائزة أفضل ممثل، وقال: "أنا رئيس اللجنة وعندي صوتان أمنحهما لهذا الطفل" وهكذا كان.

الشريط يعرض حالياً على الشاشات اللبنانية، وتعلن مخرجته أن قضية الأطفال المشردين تتحمل تبعاتها حتى النهاية وهي ستعمل على الدعم والمساعدة ما أمكنتها الوسائل المتاحة.

الميادين نت في

07.10.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)