كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"روما" ألفونسو كوارون: تكريم لوحدة النساء

شفيق طبارة

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2019)

   
 
 
 
 
 
 

في ختام مهرجان البندقية للأفلام في نسخته الـ75، حمل ألفونسو كوارون، الأسد الذهبي، عن أكثر أفلامه ذاتية وخصوصية، "روما" الفيلم الذي دوّن فيه ذكرياته بين أُمَّين وأزماتٍ إجتماعية وسياسية.

نحن في كولونيا روما، مقاطعة في مدينة مكسيكو. إنها إحدى أكثر مدن أميركا الوسطى حيوية، فهي مركز ثقافي اجتماعي اقتصادي غني بالمطاعم، النوادي، المحال والمعارض الفنية. يقدّم ألفونسو كوارون مسقط رأسه ويعرّفنا إليه تدريجيا. تفاصيل منزل برجوازي كبير، البداية من الأسفل من أرضية من ألواح بلاط كبيرة ثمّ ماءٌ يُسكب عليها، نحدّق فلا ندري من يرمي المياه، تتراءى الصورة في الأرضية المبللة، منزلٌ، شرفة، قطعة من السماء وطائرة في الأفق تدور جيئة وذهابا. هي سبعينيات المدينة الجميلة، ترتفع الكاميرا لنرى الخادمة كليو (ياليتزا إباريسيو) تنظف أرضية الممر قبيل قدوم الأطفال من المدرسة. من هذه المشاهد الأولى يشرّع المنزل المكسيكي أبوابه لنا، نخطو في بيئة أليفة، يتسلل الينا هدوء الحياة اليومية والسكينة المتدفقة من وجه كليو، من صوتها ومن دندنات حنونة تغنيها خلال بالعمل.

نقتحم ذاكرة كوارون بالأبيض والأسود، في زمن عانت فيه المكسيك، انقسامات عرقية وطبقية، وانتفاضات شعبية عنيفة. انها ذاكرته كما أحبّ أن يسقطها، تربيته ونشأته كرجل حساس وترميم للأحداث التي أثّرت في مسيرته الفنية. تفاصيلٌ من ماضيه، الأثاث، البيت، الحي، كما لو أن المخرج يعيد بناء الذاكرة من خلال عناصرها المادية. تصبح الذكريات واقعية تتحرك بينها الكاميرا بسلاسة. ها هي طفولة المكسيكي تمرّ أمام أعيننا، بلطافة وسلاسة من دون توتر مؤرق أو تباين حاسم أو تناقضات حادة. الحياة اليومية كما هي. ربة منزل، أطفال أربعة، وجَدّة، ثمّ كليو الخادمة التي تهتم بكل شيء. تجلب الطعام، تنظف، ترتب المائدة، تطوي الملابس، تحتضن وتحب.. لا أحد يعيرها أهمية، نحن والكاميرا فقط نراقبها من بعيد. يشبك كوارون قصّة مربيته مع الواقع السياسي الاجتماعي المظلم للمكسيك في تلك الحقبة. خارج جدران المنزل الأربعة، مشاكل، ثمّ في داخلها مشاكل من طابع مختلف، لكنها لا بدّ أن تكون مترابطة. حياة الاسرة خاضعة لحالة المجتمع ولتقلبات السياسة آنذاك. نحن في كنف أسرة برجوازية تتمسّك، بمخالبها، بأسلوب الحياة المرفّه في خضمّ تقلبات وثورات إجتماعية. سيارة العائلة الكبيرة التي لا يتسع لها باب المرآب، الطائرات التي تمر فوق المنزل، موجات الهجرة. ستشاهد الأسرة مجزرة "كوربوس كريستي" من نافذة منزلها الفخم، تماماً كما حُفرت في ذاكرة كوارون الطفل، وفي الخلفية انطباعات سياسية حفرت في ذاكرة العائلة وأثّرت في وجدان كوارون بالأخص.

ضوء ناعم بذاكرة ناعمة، تخترق الوجوه القلوب والأشياء، إنها ذاكرته والنساء اللواتي شكلنه. كليو الخادمة والمربية وصوفيا (مارينا دو تافيرا) والدته. والدته البيولوجية هجرها زوجها، أمّا والدته الروحية كليو فتنتمي الى مجموعة عرقية من الأهالي الأصليين وتعاني التمييز وتُذيِّل التسلسل الهرمي الطبقي في البلاد. هي أمٌ فطرية تحب أبناء صوفيا كما لو كانو اولادها. انها قصة عن النساء المجروحات اللواتي يحاولن بناء حياتهن من جديد. عن غريزة الأمومة والتضامن النسوي تحت جناح الأسرة، ولو غاب رابط الدم. هذه المرأة المهيمنة على حنايا ذاكرته، هي إلهام الفيلم وبقعة الضوء فيه، بطبيعتها وقوتها وقدرتها على التحمل وقابليتها الدائمة للتكيف. "مهما قلتم، نحن النساء دائماً وحدنا"، من هذه الجملة ولهذا السبب، ولتكريم وحدتهن، أنجز كوارون فيلمه تكريماً للأنثى التي ربّته وخدمته وكوَت ثيابه وهي التي اهداها فيلمه.

الثقل الرئيس يقع على الشخصيات من خلال تصوير البيئة ونقل العادات وتطابق اللغة المحكية. العناء في تقديم المضمون الواقعي واضح، بينما نقّحها كوارون فنياً ببعضٍ من العشوائية في المشاهد، فنقل صورة تفصيلية عن ذاك العصر. "روما" هو الحياة بحد ذاتها، عالم كامل مليء بالضوضاء والصمت والروتين، وشخصيات تركت بصماتها في طفولة المخرج. تحفة حميمة قدمها كوارون بإخلاص على الصعيد الشخصي كما أخذ وقتاً موازياً في البناء البطيء والتدريجي للتاريخ الإجتماعي والسياسي وقتها.

مسار الفيلم دقيق وانيق، هناك غاية أكبر من سرد ذاتي، بعدما قدم لنا الحياة ونشأته، أطلق المخرج المكسيكي بنهر من العواطف في النصف الثاني والنهاية، مشاعر فياضة بلا أيّ مبالغات.

"روما" ليس طرح كوارون الأوّل حول وحدة الانسان المتواجد داخل جماعة وحول الحدود الشخصية والمجتمعية وكيفية تغلّب المرء عليها. لماذا تميّز روما إذاً؟ إنها الواقعية، الصدق والوعي والأمانة والطمأنينة التي تسللت الينا وتيقنّا منها.. منذ أن تقع عيوننا على ملصق الفيلم الذي تستحوذ عليه السماء، منذ انعكاس السماء على الأرضية الرخامية وحتى ثواني النهاية، يريد كوارون منّا أن نرفع رؤوسنا عالياً، أن ننظر مباشرة إلى الأفق، وأن ننظر الى السماء عوضاً عن انتظار رؤية انعكاسها على الارض.

(*)فاز فيلم "روما" للمخرج الحائز جائزة الأوسكار، ألفونسو كوارون، بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي.

المدن الإلكترونية في

15.09.2018

 
 
 
 
 

الفارق الزمني يؤدي دورًا حاسمًا

سباق "أوسكار" الأفلام يبدأ في مهرجان البندقية

ترجمة عبدالاله مجيد

يبدأ السباق على "الأوسكار" في مهرجاني البندقية وتيلورايد، لأنهما الأقرب زمنيًا إلى توقيت إعلان النتائج، لذا يؤديان دورًا مهمًا في التأثير في لجنة التحكيم.

إيلاف: من يتكهن بجوائز الأوسكار في مطلع العام المقبل، عليه أن يضع في اعتباره مهرجان البندقية السينمائي، الذي انتهت فاعليات نسختة الخامسة والسبعين في 8 سبتمبر، ومهرجان تيلورايد السينمائي، الذي أقيم في ولاية كولورادو الأميركية بعد يومين على افتتاح مهرجان البندقية.

الاحتمالات كبيرة بأن يُعرض الفيلم الذي سيفوز بأوسكار أفضل فيلم في أحد هذين المهرجانين أو في كليهما أولًا.

أين عُرضت أولًا؟

لاحظت "إيكونومست" أن أربعة من الأفلام التي فازت بأوسكار أفضل فيلم خلال السنوات العشر الماضية عُرضت أولًا في مهرجان البندقية، ومنها "شكل الماء" و"خزانة الألم"، وخمسة أفلام عرضت في تيلورايد، منها "ضوء القمر" و"سلامدوغ مليونير". 

ومن بين الأفلام العشرة الأخيرة التي فازت بأوسكار أفضل فيلم، الفيلم الوحيد الباقي عُرض أولًا في مهرجان كان، وهو فيلم "الفنان".

لكن، لهذه القاعدة استثناءات. ففي عام 2006، فاز "كراش" بأوسكار أفضل فيلم بعد عرضه للمرة الأولى في مهرجان تورنتو السينمائي العالمي. قبل ذلك، كان كل فيلم فاز بالأوسكار عُرض للمرة الأولى في لوس أنجليس أو نيويورك. 

ما تغير منذ ذلك الوقت أن هوليود تخلت عن الأفلام التجارية الملحمية التي هيمنت على جوائز الأوسكار مثل "القلب الشجاع" و"تايتانيك" و"المصارع" لمصلحة أفلام البطل الخارق. وتعتبر جائزة الأوسكار الجديدة عن "الإنجاز في فيلم شعبي" والمعروفة أيضًا بلقب "أوسكار البوب كورن" تعبيرًا عن هذا التغيير. 

في هذه الأثناء، تكون الأفلام التي تفوز بالجوائز التقليدية في العادة أفلامًا ذات ميزانية متواضعة، وأعمالًا درامية متميزة بمستواها الفني، وهي تحتاج مهرجانات سينمائية لتعزيز فرصها وتسويق نفسها.

غير متساوية الأهمية

نقلت "إيكونومست" عن ألبرتو باربيرا، مدير مهرجان البندقية، قوله إن المهرجان عندما اختار فيلم "الرجل العصفور" لافتتاح فاعلياته في عام 2014، لم يتوقع أحد أن يفوز هذا الفيلم بأوسكار أفضل فيلم في أميركا.

لكن آراء النقاد بهذا الفيلم الذي أخرجه أليخاندرو أنياريتو جعلته منافسًا قويًا على الأوسكار. يصح الشيء نفسه على فيلم "الغرفة" الذي عُرض للمرة الأولى في مهرجان تيلورايد في عام 2015، ثم رُشح لنيل أوسكار أفضل فيلم. وفازت نجمته بيري لارسن بأوسكار أفضل ممثلة.

في رهانات الأوسكار، لا تكون المهرجانات كلها متساوية الأهمية. عرض الفيلم في أي من المهرجات المعروفة يساعد على لفت الانتباه إليه، لكن التوقيت هو العامل الحاسم.

على الرغم مما يتمتع به مهرجانا برلين وكان من سمعة عالية، فإنهما يُقامان في فبراير ومايو على التوالي، وهو وقت مبكر، حيث لا يمكن التأثير في أعضاء لجنة تحكيم الأوسكار عندما يدلون بأصواتهم في شتاء العام التالي. لهذا السبب، يبدأ السباق على الأوسكار في البندقية وتيلورايد.  

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "إيكونومست". الأصل منشور على الرابط:

https://www.economist.com/books-and-arts/2018/08/30/the-race-for-the-oscars-begins-in-venice

موقع "إيلاف" في

15.09.2018

 
 
 
 
 

بعد فوزه بـ6 جوائز دولية ..فيلم "الرحلة" يمثل العراق في سباق الأوسكار

كتب - مصراوي :

اختارت وزارة الثقافة العراقية فيلم "الرحلة" للمخرج محمد الدراجي، لتمثيل العراق في المنافسة على جائزة أوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي لعام 2019، بعدما حقق الفيلم نجاحات على المستوى التجاري والمشاركة في مهرجانات دولية.

ومؤخراً عُرض الرحلة ضمن فعاليات مهرجان قازان الدولي للسينما الإسلامية، والمعهد الهولندي الفلمنكي بالقاهرة، بالإضافة لحصوله على تنويه خاص من مهرجان وهران، وفاز بجائزتيّ لجنة التحكيم وأفضل ممثلة في مهرجان مسقط السينمائي الدولي، كما حصل أيضاً على جائزة لجنة التحكيم في عرضه الأول بمصر بـمهرجان شرم الشيخ السينمائي؛ بالإضافة لجائزتين من مهرجان السينما العربية بباريس وهما الجائزة الكبرى لـمعهد العالم العربي وجائزة أفضل ممثلة لـزهراء الغندور.

وتدور أحداث فيلم الرحلة في بغداد عام 2006، حيث تستعد سارة للقيام بفعل مرعب إنسانياَ، إلا أن مواجهة غير متوقعة وغريبة تمنحها فرصة لتشهد عواقب فعلها التدميري. لكن هل هذا معناه حصولها على فرصة ثانية أم اعترافها بالذنب؟

الفيلم من بطولة زهراء غندور وأمير جبارة ومن تأليف إيزابيل ستيد ومحمد الدراجي الذي يتولى إخراجه أيضاً.

موقع "مصراوي" في

15.09.2018

 
 
 
 
 

«كتاب أخضر» يفوز بجائزة الجمهور في مهرجان تورنتو السينمائي و بطله المسلم: أفضل ممثل

وضع النساء تحسن كثيرا هذا العام والتغيير طال أيضا الأقليات العرقية

حسام عاصي

تورينتو – «القدس العربي» : بعد عرض ما يقارب ثلاثمئة فيلم في دورته الثالثة والأربعين خلال العشرة أيام الأخيرة أعلن مهرجان تورنتو السينمائي صباح أمس عن فائز جائزة اختيار الجمهور، التي ذهبت لفيلم بيتر فارلي «كتاب أخضر»، المقتبس عن قصة حقيقية تدور أحداثها في بداية الستينيات جنوب الولايات المتحدة، ويقوم ببطولته علي ماهرشالله، وهو المسلم الوحيد الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل، التي حصدها عام 2017، ويجسد في الفيلم دور موسيقي أسود ينطلق في جولة عروض برفقة سائقه الأبيض، الذي يلعب دوره فيغو مورتينسين.

ودُرّج في المرتبة الثانية، فيلم «لو تمكن شارع بيل أن يتكلم» من المخرج الأسود باري جانكينز، الذي فاز فيلمه «مونلايت» بأوسكار أفضل فيلم عام 2017. الفيلم مقتبس عن رواية جيمس بالدوين، وهي قصة حب في حارة هارليم في نيويورك تتمحور حول شاب يتهم ظلما باغتصاب.

واحتل المرتبة الثالثة فيلم المخرج المكسيكي الفونسو كوارون «روما»، الذي فاز مؤخرا بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينسينا السينمائي. ويدور الفيلم الشاعري المصور بالأبيض والأسود حول خادمة في بيت عائلة من الطبقة الوسطى في سبعينيات مكسيكو سيتي.

تعتبرُ جائزةُ اختيارِ الجمهورِ واحدة من أهم جوائز المهرجانات، وذلك لأنها مؤشرً مهم لجوائزِ الأوسكار، إذ أن معظمَ الأفلامِ التي فازتْ بها في الأعوامِ الأخيرةِ ذهبت لتحصدَ أوسكار أفضلَ فيلمٍ على غرارِ أفلامِ «المليونير المتشرد»، و»إثنا عشر عامًا عبدًا» و»خطابُ الملك». ويتم اختيارُها على أيدي روادِ المهرجان، الذين عادة ً ما يتجاوز عددُهم مئةَ ألف شخصٍ، يملأون دورَ العرضِ في أنحاءِ المدينةِ من الصباحِ حتى المساء، وبعد مشاهدتِهم فيلمًا ما يقيّمونه على موقع المهرجان الالكتروني.

وفضلاً عن جمهوره الضخم، يجمعُ مهرجانُ تورنتو أكبرَ عددٍ من نجومِ هوليوود والسينما العالمية، الذين يحضرُونَ عروضَ أفلامِهم ويروجون لها أمامَ الإعلامِ العالميِ تحضيرًا لموسمِ الجوائزِ الذي ينطلقُ نهايةَ المهرجان. كما تحضرُه كلُ استوديوهاتِ هوليوود وشركاتُ الانتاجِ والتوزيعِ العالميةُ لعقدِ صفقاتِ البيع والشراءِ، وذلك لأنه يعرضُ أكبرَ عددٍ من الأفلامِ التي تضمُ أفلاما من مهرجاناتٍ سابقةٍ، فضلاً عن أفلامٍ تعرضُ للمرة الأولى.

وخلافا للأعوام الأخيرة حيث شح عدد الأفلام ذات الجودة الراقية، نالت أفلام عدة هذا العام اعجاب رواد المهرجان ومدح النقاد ومن ضمنها كان فيلم برادلي كوبر «مولد نجمة»، من بطولة نجمة الروك ليدي غاغا، التي أشعلت صراخ معجبيها عندما حضرت عرض الفيلم الأول. و»رجل أول»، الذي يتناول قصة الفضائي، نيل أرمسترونغ، أول رجل يخطو على القمر وهو من إخراج ديميان شازيل، الذي فاز فيلمه الأخير «لا لا لاند» بجائزة اختيار الجمهور قبل عامين وذهب ليحقق أوسكار أفضل مخرج له.

قضايا النساء

من أهمِ ما ميزَ دورةَ هذا العامِ كان غياب المنتجِ المتورطِ في فضائحَ جنسيةٍ، هارفي واينستين، للمرة الأولى، بعد أن كان يُعتبر سيدَ جوائزِ الأوسكار، والحضورُ القويُ لحركاتِ «أنا أيضا» و»كفاية» النسائية، التي استمرتْ في المطالبةِ بمنحِ النساءِ دورًا أكبرَ في صناعةِ الأفلام.

وتألقتْ على البساطِ الأحمرِ إحدى زعيماتِ الحركاتِ النسائية في هوليوود، سملى حايك، التي حضرتْ مع فيلمِها الجديد «هامينغبيرد بروجيكت»، الذي تلعبُ فيه دورَ رئيسة شركة تجارةِ أوراقٍ مالية تحاولُ أن تحطمَ مشروع ابني عمٍ، يحاولانِ مدَ ألياف ضوئية عبرَ الولاياتِ المتحدةِ لتسريعِ المعلوماتِ بين البورصات. وفي حديث معها أكدّت لي أن وضع النساء تحسن كثيرا هذا العام، علما أن عددا كبير من الأفلام تتمحور حول شخصيات نسائية. «حقيقة أنني حصلت على هذا الدور، يثبت ذلك»، تقول حايك، التي تضيف أن التغيير طال أيضا الأقليات العرقية.

فعلا فإن الثلاثة أفلام الفائزة المذكورة أعلاه تتمحور حول شخصيات غير بيضاء. الأول والثاني يتناولان قصص شخصيات سوداء، كما أن الأول من اخراج مخرج أسود والثالث من إخراج لاتيني ويحكي قصة فتاة من المكسيكيين الأصليين. وهذا يدل على أن الجماهير البيضاء معنية بمشاهدة أفلام عن الأعراق الأخرى وليس فقط عن الأبطال البيض، الذين كانت هوليوود تفرضهم على العالم عبر العقود.

صعود اليمين المتطرف

ظاهرةُ ترامب وصعودُ اليمينِ المتطرفِ والعداء للهجرةِ في الولاياتِ المتحدةِ وأوروبا كانت أيضا محوّر عدةِ أفلامٍ عرضَها المهرجان. أولها كان فيلم المخرج المثير للجدل مايكل مور الوثائقي «فاهرنهايت 9/11»، الذي يسبر فيه الأسباب التي أدت الى انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة وعواقب ذلك على المجتمع الأمريكي.

وفي فيلمِ «الثاني والعشرون من يوليو/تموز» تناولَ المخرجُ البريطانيُ بول غرينغراس عواقبَ هجوم يمينيٍ متطرفٍ على مخيمٍ صيفيٍ في النرويج عامَ 2011 قتلَ فيه 77 طالبًا، لكي يحذر من ظاهرة التطرف اليميني في أوروبا. «هذه مشكلة الغرب. إذا استمروا بالترويج لهذه الأفكار اليمينية الخطيرة فسوف نضطر الى مواجهة إرهاب جديد من اليمين المتطرف لا يختلف عن إرهاب الإسلاميين المتطرفين،» قال لي في حديث معه.

المسلسلات التلفزيونية

ارتقاءُ جودةِ المسلسلات التلفزيونيةِ وتفوقِها على الأفلامِ دفعَ المهرجانَ، كغيرهِ من المهرجانات الأخرى، في الأعوام الأخيرة الى إدراجِها في برنامجِه في فئة خاصة بها وهي «برايم تايم». وفي يِومه الأول عرض المسلسلُ التلفزيونيُ «هومكومينكغ» للأمريكي المصري سام إسماعيل، الذي تدورُ أحداُثه حولَ عاملةٍ اجتماعيةٍ في مركزٍ أبحاثٍ حكومي سري، تدعى هايدي (جوليا روبرتس)، تحاول أن تساعدُ جنودًا على إعادة الاندماج في المجتمع، ولكن سرعان ما تكتشف أن هدف المركز هو اجراء تجارب على هؤلاء الجنود وليس مساعدتهم.

وهذه هي المرة الثانية التي يُدرّج فيها مسلسل تلفزيوني من انتاج وتأليف اسماعيل. فقبل ثلاثة أعوام شارك مسلسله الأول «سيد روبوت» في مهرجان الأفلام المستقلة «ساوث باي ساوث ويست»، حيث نال جائزة أفضل مشروع. والمثير هو أن شخصية مسلسله الجديد «هايدي» لا تختلف كثيرا عن شخصية اليوت، بطل مسلسل سيد روبورت.

«هما يعكسان شخصيتي»، يقول لي في حديث معه. «أنا ترعرعت هنا في الولايات المتحدة كعربي أمريكي ودائما شعرت أنني خارجي ومنبوذ ولهذا أنجذب لشخصيات خارجية ومنبوذة في صراع مستمر مع النظام الفاسد.»

يعرضُ مهرجانُ تورنتو أكبر عدد من الأفلام العربيةِ بين مهرجاناتِ السينما العالمية خارج العالمِ العربي. ويخصصُ قسمًا للسينما العربيةِ، وقالت لي مديرة القسم كيفا ديردان التي تجوبُ مهرجانات العالم بحثًا عن أفلام عربية لعرضها هنا، أن هناك اهتماما كبيرا من قبل جمهور تورنتو بأفلام الشرق الأوسط.

فعلا، فهذا العام عُرضت سبعة أفلام، منها كانت شاركت في مهرجانات آنفة على غرار فيلم نادين لبكي «كفر ناحوم»، الذي فاز بجائزة حكام مهرجان كان السينمائي في شهر مايو/أيار. ومن الأفلام التي شاركت في مهرجان البندقية الأخير حضر فيلم الفلسطيني سامح زعبي «تل أبيب على نار»، الذي فاز بجائزة أفضل ممثل لبطله قيس ناشف هناك وفيلم السورية، سؤدد قعدان «يوم أضعت ظلي»، الذي توج بجائزة أسد المستقبل وفيلم الفلسطيني بسام الجرباوي «مفك». كما عُرضت أفلام عربية روائية ووثائقية لأول مرة على غرار فيلم الجزائري مرزوق علوش «ريح ربانية»، الذي يدور حول فتاة اسلامية متطرفة وشاب بسيط يُرسلا الى الصحراء لتنفيذ عملية ارهابية ضد شركات النفط هناك.

كما عُرض فيلم التونسي نجيب بينقاضي «في عينيي»، الذي يتناول قصةَ رجل يُضطرُ للعودة الى تونس من فرنسا، حيثُ يعيش مع حبيبتِه الفرنسية الحامل، ليعتني بابنه المتوحد، الذي لا يتعرفُ عليه ويقلبُ حياتَه رأسا على عقب.

ومع إسدالِ الستارِ على هذا المهرجان تعود مدينة تورنتو الى حياتها الطبيعية، بينما تنتقل معارك موسم الجوائز، التي يتوقع أن تكون صاخبة هذا العام، الى هوليوود، حيث تستمرُ حتى توزيع جوائز الأوسكار بداية العام المقبل.

القدس العربي اللندنية في

18.09.2018

 
 
 
 
 

هل موعد مصر مع الأوسكار فى «يوم الدين»؟

إيهاب التركى

لماذا لم تصل الأفلام المصرية إلى القائمة القصيرة رغم التقدم 32 مرة للمسابقة؟ كيف أصبحت أفلام الشباب هى الأكثر حظًّا فى الترشح للمهرجانات الدولية؟

بعد اختيار الفيلم المصرى «يوم الدين» للترشح لجائزة أوسكار الفيلم الناطق بلغة غير الإنجليزية، يكون رصيد مصر من التقدم للمسابقة 33 مرة، بدأت بتقديم فيلم المخرج يوسف شاهين «باب الحديد» للأكاديمية عام 1958، وكان الترشح باسم الجمهورية العربية المتحدة، وفى العام الماضى تقدمت مصر بفيلم «شيخ جاكسون» للمخرج عمرو سلامة، ويوسف شاهين حتى الآن هو صاحب الرصيد الأكبر لعدد مرات التقدم للمسابقة، إذ تقدمت أربعة من أفلامه للترشح للأوسكار.

رغم هذا التاريخ الطويل من التقدم للمسابقة، لم يحدث أن فاز فيلم مصرى بالجائزة، ولم يصل حتى إلى القائمة القصيرة للترشيحات النهائية، وربما لهذا يحاول البعض أحيانًا، ومن قبيل تشجيع الذات والبحث عن «الشير واللايكات»، تصوير قبول الأكاديمية الأمريكية الفيلم المصرى على أنه ترشيح للجائزة، وتُقام الأفراح، وتُدبَج مانشيتات المواقع الإلكترونية، وتُزغرد بوستات السوشال ميديا، رغم أنه مجرد قبول روتينى لاستيفاء الفيلم شروط التقدم.

الرغبة والأمل فى الحصول على جائزة الأوسكار أمر يُعبّر عنه الاهتمام السنوى بالتقدم للمسابقة، ويناقضه تهوين بعض النقاد والمهتمين بالشأن السينمائى من قيمة الجائزة، والتقليل من أهميتها، والتشكيك فى حساباتها السياسية ومعاييرها الفنية.

جاء اختيار «يوم الدين» بأغلبية أصوات لجنة ترشيح الأفلام المصرية للأوسكار، من قائمة قصيرة ضمت خمسة أفلام متميزة، والأفلام الأخرى هى: «أخضر يابس» إخراج محمد حماد، و«زهرة الصبار» إخراج هالة القوصى، و«فوتوكوبى» إخراج تامر عشرى، و«تراب الماس» إخراج مروان حامد.

فى كل عام يطرح اختيار فيلم مصرى جديد للتقدم للأوسكار عدة أسئلة، منها: هل الفيلم المُختار هو الأفضل كممثل للسينما المصرية المعاصرة؟ ومتى يدخل الفيلم المصرى الباب الملكى للفوز بالأوسكار؟

فيلم «يوم الدين» المُختار للتقدم لترشيحات أوسكار الفيلم الأجنبى من تأليف وإخراج أبو بكر شوقى، وإنتاج دينا إمام، وتصوير فيدريكو سيسكا، وبطولة راضى جمال وأحمد عبد الحافظ وشهيرة فهمى وعادل عبد السلام، الذى وافته المنية قبل أسابيع. الفيلم من نوعية أفلام الطريق، ويحكى عن بشاى، وهو جامع قمامة قبطى ومريض يعيش فى مستعمرة للجذام، وبعد شفائه ووفاة زوجته التى كانت مريضة جذام أيضًا، يستعد لرحلة صعبة للبحث عن المتبقى من أهله فى الصعيد، وكان أهله قد تخلوا عنه بعد إصابته بمرض الجذام، ويخرج بشاى للمرة الأولى من مستعمرة الجذام مستعينًا فى رحلته بعربة يجرها حمار، وبصحبة صبى نوبى يتيم يُدعى أوباما.

بطل الفيلم «راضى جمال» مريض بالجذام تم شفاؤه، وقابله المخرج فى أثناء إخراجه فيلمًا وثائقيًّا عن مستعمرة الجذام بأبو زعبل، فنشأت فكرة فيلم «يوم الدين»، ورغم الملامح الميلودرامية لموضوع الفيلم، فإنه مُصنف كعمل كوميدى.

الفيلم لم يُعرض بعدُ بصورة تجارية، ومُقرر عرضه للجمهور قبل نهاية الشهر الجارى، ليحقق واحدًا من شروط التقدم للمسابقة، وهو العرض العام فى دور السينما قبل الموعد الأخير والنهائى للتقدم للمسابقة، وهو 1 أكتوبر 2018.

تم اختيار الفيلم للعرض فى المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» فى دورته الأخيرة، التى أُقيمت العام الحالى، ومثَّل عرضه عودة الفيلم المصرى إلى قائمة المنافسة على جائزة السعفة الذهبية بعد غياب سنوات، وكان فيلم «بعد الموقعة»، للمخرج يسرى نصر الله، هو آخر فيلم مصرى شارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» قبل مشاركة فيلم «يوم الدين»، وكان ذلك فى عام 2013. فيلم «يوم الدين» فاز بجائزة فرانسوا شاليه من مهرجان «كان»، وهى جائزة مُخصصة للأعمال التى تهتم بقيم الحياة الإنسانية.

خلال العقد الأخير بات واضحًا أن السينما تضع أملها «عالميًّا» على عاتق المخرجين الشباب، ربما لأنهم الأقرب لفهم اللغة السينمائية الحديثة، ولطزاجة أفكارهم وجدية موضوعات أفلامهم؛ ولهذا تتغاضى لجان الاختيار، وقد تكون معذورة، عن حقيقة أن اللغة السينمائية الحديثة وطزاجة الأفكار بلا رؤية فنية أصيلة ولا دقة فى الصناعة، تنتج العمل الأول جيدًا ومُبشرًا ولافتًا، لكنه لن يصمد فى المسابقات العالمية أمام الأفلام التى تترك بصمة وعلامة بقوة لغتها وأصالتها الفنية ولياقتها السينمائية المرتفعة.

هل هذا يعنى أن أفلام المخرجين الكبار هى الأقدر على المنافسة؟ هذا ليس شرطًا، فخلال العشر سنوات الأخيرة تقدمت أفلام «فى شقة مصر الجديدة» و«فتاة المصنع»، للمخرج الراحل محمد خان، للأوسكار، ولم تصل إلى القائمة الطويلة، وكذلك فيلم «رسائل البحر» للمخرج داود عبد السيد، و«الجزيرة» للمخرج شريف عرفة، ولكن باقى الأفلام التى تقدمت للمسابقة، منذ بداية الألفية الثالثة، هى أفلام لمخرجين شباب، منها «عمارة يعقوبيان» لمروان حامد، و«سهر الليالى» للمخرج هانى خليفة، و«الشتا اللى فات» للمخرج إبراهيم البطوط، وقبل فيلم «يوم الدين» تقدمت مصر فى العام الماضى بفيلم «شيخ جاكسون» للمخرج عمرو سلامة، وفى العام قبل الماضى تقدم للمسابقة فيلم «اشتباك» للمخرج محمد دياب.

القليل الجيد من الأفلام المصرية المُنتجة كل عام يجعل اختيار اللجنة المختصة بتقديم فيلم للأوسكار مهمة صعبة، ومؤكد أن الفكرة اللافتة، والجدية، والاختلاف عن السينما التجارية السائدة هى عوامل تضع الأفلام التى تصل إلى القائمة القصيرة فى مهمة صعبة وحاسمة، وهى ضرورة اختيار عمل واحد لتمثيل مصر فى الأوسكار.

فى بعض الأعوام تبدو القائمة القصيرة جيدة من الناحية الفنية، لكنها لا ترقى لمستوى المنافسة، فهى أفلام جيدة كأعمال أولى لصُناعها، وأعمال تُبشر بأن مخرجيها قد يقدمون يومًا ما فيلمًا يجمع بين الإبداع الفنى والرؤية المتماسكة والصناعة الجيدة، ويستطيع المنافسة على جوائز الأوسكار، والسعفة الذهبية لـ«كان»، ودب برلين، وأسد فينيسيا، والبافتا، والجولدن جلوب، ويصبح حديث جميع المهتمين بالشأن السينمائى، وحديث الجمهور.

المقال المصرية في

18.09.2018

 
 
 
 
 

رغم تدخل المعارضين رفضاً للسياسة الأميركية

اختيار الفيلم الإيراني لمسابقة الأوسكار

شيماء صافي

"إيلاف" من القاهرة: رُشِّحَ الفيلم الإيراني "بدون تاريخ، بدون إمضاء" للمخرج وحيد جليلفاند، للمنافسة على جائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية في مهرجان جوائز الأوسكار، في خطوة تجاهلت موقف المطالين بمقاطعة المسابقة الأميركية احتجاجاً على مواقف الرئيس الأميركي تجاه إيران وانسحابه من الاتفاق النووي الإيراني. حيث أوضحت ""مؤسسة الفارابي السينمائية" أنه لا ينبغي الخلط بين الحكومة الأميركية والأكاديمية لكونها تُعدّ مؤسسة غير حكومية وتنتمي إلى صنّاع السينما الأميركيين. مع الإشارة إلى أن غالبية أعضائها يعارضون عنصرية رئيس بلادهم العنصرية، وينتقدونه رفضاً لسياسته الشعبوية".

يُذكر أن الفيلم من كتابة وإخراج "جليلفاند"، الذي يروي من خلاله قصةً معقَّدة تدور حول طبيب شرعي يتسبب بإصابة صبي في الثامنة من عمره، خلال حادث تصادم مع دراجة نارية كان يقودها والده. وفيما يتم رفض عروض المساعدة من قبل الطبيب "ناريمان" الذي يؤدي دوره الممثل أمير آغاي، يكتشف بعد فترةٍ وجيزة، أن الصبي أُحضِرَ إلى المستشفى الذي يعمل فيه من أجل تشريح جثته بعد حادثٍ مريب.

يشار إلى أن العمل شارك في مهرجان البندقية السينمائي الدولي في نسخته لعام 2017، وفاز بجائزتي أفضل مخرج وأفضل ممثل لنجم الفيلم، الممثل نافيد محمد زاده، الذي يؤدي دور الأب.

موقع "إيلاف" في

18.09.2018

 
 
 
 
 

«يوم الدين».. من المنيا إلي الأوسكار 91

فيلم يوم الدين.. وقع عليه اختيار لجنة ترشيح الأفلام للأوسكار، من بين خمسة أفلام، رغم أن هناك من الخمسة أفلام ما نال إعجاب النقاد، إلا أن اللجنة لعبت في اختيارها ليوم الدين علي الرصيد الذي حصده في مهرجان كان العام الماضي، فالعالم الغربي له رؤية للأفلام الواقعية التي تنبش في الجذور، وتفضح الواقع المؤلم، لذلك تم اختيار فيلم يصور حياة مرضي الجذام في مصر وقد أُخرج بأسلوب غير مألوف، ولكنها لا تمس الواقع من ناحية المجتمع الذي جُسد الواقع في صورة فقر مدقع وصحاري وقري يتيمة بالإضافة إلي مشاهد النفايات والفقر والتسول والملابس الممزقة المُهلكة التي توحي بالبدائية والجهل الذي جسد محرمات المجتمع وصورت جسد الرجل مشوها ومبتورا يظهر في شكل مرعب

استقرت لجنة ترشيح الأفلام المصرية المُرشحة للأوسكار والمكونة من 38 عضوا من أبرز السينمائيين والنقاد، جاء اختيار اللجنة في قائمة تضم 5 أفلام وهي » يوم الدين» إخراج أبو بكر شوقي، »أخضر يابس» إخراج محمد حماد، »فوتو كوبي» إخراج تامر عشري، »زهرة الصبار» إخراج هالة القوصي، وخامسها »تراب الماس» إخراج مروان حامد.

بعد خمس سنوات شهدتها مصر في الأوسكار وعدم وصول أي من الأفلام المصرية للتصفيات النهائية للمنافسة للحصول علي جائزة أفضل فيلم يعود المخرج الشاب »أبو بكر شوقي» بأمل جديد بعد اختيار فيلمه » يوم الدين» لينافس علي الجائزة الاشهر في العالم ممثلا للسينما المصرية بعد حصول هذا الفيلم علي 26 صوتا وبعده »أخضر يابس» 16 صوتا ويليه »فوتو كوبي» صوتين، »تراب الماس» صوتا واحدا فقط وبناء علي هذا يُصبح فيلم »يوم الدين» إخراج أبو بكر شوقي هو ممثل السينما المصرية في مسابقة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية.

يعتبر فيلم يوم الدين هو أول فيلم روائي طويل بطولة »راضي جمال» و»أحمد عبد الحافظ»، إخراج »أبوبكر شوقي» يعرض الفيلم حياة مرضي الجُذام؛ تلك القضية التي يواجه أصحابها العديد من المشكلات في المجتمع والفيلم مقتبس من قصة حقيقية عن »راضي جمال» شُفي بعد تلقيه العلاج في مستعمرة الجُذام بأبو زعبل وتدور أحداث الفيلم حول »بشاي» وهو رجل شُفي من مرض الجُذام لكنه لا يزال يحمل آثار المرض في جسده؛ وبعد وفاة زوجته يقرر »بشاي» أن يخرج من هذه المستعمرة حيث أهملته عائلته وهو صغير للبحث عن جذوره في جنوب البلاد. ويترك »أوباما» وراءه الميتم المجاور الذي نشأ فيه، لينطلق مع صديقه علي متن عربة يجرها الحمار »حربي» عبر أنحاء مصر في اتجاه محافظة قنا في مصر ويغادر علي حماره ويصاحبه »أوباما» وهو صبي نوبي يتيم يرفض أن يترك بشاي بمفرده ويريد أن يصاحبه ويخرج الاثنان من المستعمرة علي الطريق في رحلتهما.

أول عرض جماهيري للفيلم قرر مخرجه أبو بكر شوقي أن يكون محافظة المنيا التي شهدت العديد من حوادث العنف الطائفي والسبب الآخر أن بطل الفيلم، راضي جمال، وهو مريض جذامٍ حقيقي، ابنُ محافظة المنيا، يعرض شوقي خلال أحداث فيلمه الروائي الأول حكاية بشاي الذي تركته عائلته بسبب مرضه، ثم قرر مغادرة العالم الصغير الذي تربي وعاش فيه سنين طويلة، مستعمرة مرضي الجذام، ليكتشف عالماً أوسع بكثير، هو مصر الصاخبة المليئة بالبشر والأحداث والحكايات.

عُرض »يوم الدين» عالميا أول مرة في مهرجان كان السينمائي الدولي، بحضور مخرجه أبو بكر شوقي منافساً علي جائزة السعفة الذهبية، وفاز بجائزة فرانسوا شاليه وكان اختيار الفيلم للمشاركة في مهرجان كان في مايو الماضي مفاجأة للكثيرين، لسببين رئيسيين، أولهما أن العمل نفذ بهدوء شديد، ودون دعاية ضخمة كحال باقي الأفلام المصرية التجارية، ثانيهما أن بطل الفيلم ليس لديه أي خبرات تمثيلية سابقة، كما لا يحوي العمل وجوهاً فنية معروفة.

آخر ساعة المصرية في

15.09.2018

 
 
 
 
 

«كفرناحوم» لـ «نادين لبكي» يمثّل لبنان في الأوسكار

شريط قوي شفاف حمّل الطفولة أوزاراً ثقيلة..

محمد حجازي

لم يكن مفاجئاً التصويت ظهر يوم الثلاثاء في 18 أيلول/سبتمبر الجاري لصالح فيلم «كفرناحوم» للمخرجة «نادين لبكي»، في اللجنة التابعة لوزارة الثقافة والمولجة مهمة إختيار الفيلم اللبناني الذي سيمثّل لبنان في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنكليزية، وهو يأتي بعد أيام قليلة من إختيار مصر لفيلم «يوم الدين» لـ «أبو بكر شوقي» لتمثيلها في المسابقة.

يأتي هذا الحدث قبل يومين من مباشرة العروض الجماهيرية لـ «كفرناحوم» في 20 الجاري، بعد عدد من العروض الخاصة للفيلم الفائز بجائزة لجنة التحكيم من مهرجان كان السينمائي الدولي الأخير، بدأت في 12 الجاري للصحافة، وفي 17 منه إفتتح مهرجان الفيلم اللبناني (قدّم 65 شريطاً في معظم التظاهرات). إنه الشريط المحلي الثالث لـ «نادين» خلال 11 عاماً (سكر بنات 2007) (وهلأ لوين 2011) والرابع في جعبتها بعد مقطع في الشريط العالمي «ريو أحبك» بعنوان «o milage» بطولة «هارفي كيتل».

عمل جميل وعميق. في خبطة سينمائية جديدة وموفقة تؤكد كامل الرهانات على الكبيرة «نادين»التي لم تصور عملاً حتى الآن إلاّ وحمل قضية لها وزنها وقيمتها وتوازنها وتواصلها مع المجتمع. فعلى مدى 123 دقيقة إستطاعت إختصار قضية الهجرة والتشرد والفقر والطفولة البائسة في إطار شفاف، يلامس شغاف القلب ويجعل المشاعر مستنفرة إلى حد إهراق دمع ساخن على المناخ الذي نواكبه.

طفلان هما بطلا العمل

«زين الرفيع» الذي يبلغ الآن 14 عاماً وموجود حالياً في النروج مع والديه و3 إخوة، وفد من إحدى مناطق درعا مهجّراً إلى لبنان عام 2012 عثرت عليه إحدى مساعدات  «نادين» للعب الدور الرئيسي، و «يوناس» الذي يُقدمه الفيلم طفلاً صغيراً جداً بينما هو في الواقع بنت تُدعى «تريجور بنقولة» من أب نيجيري وأم إريترية، إنفصل الأبوان وتعيش «تريجور» ووالدتها حالياً في كينيا.

الهم الواحد جمع الطفلين: إنها الحرب. كلاهما في لبنان بحكم الحرب في بلديهما، وهما يعيشان في ظروف بالغة القساوة، جعلتهما يتنقلان بإستمرار معاً من مكان إلى آخر من دون مساعدة أي شخص راشد. فـ «زين» إدّعى على والديه لأنهما أنجباه، و «يوناس» تركته والدته المقيمة بصورة غير شرعية في لبنان، فتم توقيفها وإحتجازها، مما إضطر «زين» لتولّي رعاية الطفل بالكامل وكأنه شقيقه الأصغر، وشوهد دائماً يحمله على خاصرته أو يجرّه في وعاء معدني فوق دراجة لها دواليب معدنية، حتى لا يتركه وحيداً في «بيت التنك» الذي يقيمان فيه.

الرائع في الفيلم هو قدرة الطفلين على رسم خريطة فقر خطيرة من خلال المشاهد المصوّرة، وبدا «زين» وكأنه تدرب كثيراً على شخصيته، بينما الحقيقة أنها شخصيته وذكاؤه وأسلوب حياته الخاص، كلها صفات فرضت نفسها على أدائه الفائق العفوية، إلى حد بدا معه وكأنه محترف تمثيل، أما «يوناس» فهو الآخر لا يقل إجادة ومناورة متميزة، في صورة أظهرتهما طفلين متشردين حقيقيين لاحقتهما الكاميرا من دون علمهما، وهو ما يُسجل لمدير التصوير «كريستوفر عون» من دقة وشفافية، متواكبة مع موسيقى لـ «خالد مزنر»، مع نص تعاونت عليه «نادين» مع (جهاد حجيلي، ميشيل كسرواني) بالإشتراك مع خالد مزنر، و بالتعاون مع جورج خباز. ولعب الأدوار الرئيسية من حول الطفلين كل من (كوثر الحداد، فادي يوسف، يوردانو سشيفيراو، سيدرا حداد، و علاء شيشنييه).

ساهم في إنتاج الفيلم (4 ملايين دولار) كل من ميشال ماركت، خالد مزنر، وبيار صراف، وتعرضه الصالات الأميركية بدءاً 14 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

اللواء اللبنانية في

19.09.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)