كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

نال جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينسيا

«روما» يتناول سيرة مخرجه في صباه

محمد رُضا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2019)

   
 
 
 
 
 
 

لا علاقة لعنوان الفيلم الفائز بجائزة الأسد الذهبي، مع نهاية أعمال الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان فينسيا السينمائي 29 أغسطس/ آب - 8 سبتمبر/ أيلول وهو «روما» بالعاصمة الإيطالية على الإطلاق

الفيلم الذي أخرجه ألفونسو كوارون لم يفز فقط بجائزة أهم مهرجان سينمائي أوروبي هذا العام، بل كذلك بجواز سفر يخوّل هذا الفيلم الاجتماعي الحميم دخول سباق أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

فيلم كوارون، المخرج الذي من بين أفلامه المهمّة «أطفال الرجال» و«جاذبية»، هو استيحاء من ذكرياته. يختار المخرج سرد حكاية مستوحاة من ذكرياته عندما كان صبياً يعيش وسط عائلته المرتاحة مادياً في ضاحية روما في العاصمة المكسيكية. الفيلم ليس سيرة ذاتية، كما هي العادة في مثل هذه الأعمال، بل حكاية الخادمة التي تعمل لدى العائلة، وذلك من وجهة نظره كشاهد على بعض ما حدث لها خلال تلك السنوات الغابرة من حياته.

في الوقت ذاته فإن عنوان الفيلم له علاقة بضاحية «كولونيا روما» في العاصمة المكسيكية. والأحداث تقع في مطلع السبعينات والتصوير بالأبيض والأسود وقام به المخرج بنفسه وهو كتب السيناريو وشارك في التوليف كذلك. استخدم كاميرا من نوع ARRI ALEXA بمقاس عريض (65 مم) وصوّر في منزل واسع مؤلف من طابقين يحتوي على الزوجين وأم أحدهما وأربعة أولاد (بينهم فتاة واحدة) وخادمتين.

الخادمة كليو (ياليتزا أبريكيو) شابة من السكان الأصليين (هنود المكسيك) كذلك الخادمة الأخرى الأكبر سناً، بينما العائلة ذاتها إسبانية الأصول. تتعرّف كليو على شاب، تحبل منه بعد حين، لكنه يتركها ويعود إلى البيئة الهندية التي جاء منها. ستحمل كليو، خبر حبلها إلى ربة البيت صوفيا (مارينا دي تافيرا) التي توصي بقبول الواقع. ذات يوم تقصد الجدة وكليو، متجراً في الحي لشراء سرير صغير للطفل المنتظر. خلال وجودهما في المحل تقع مواجهة بين الأمن والمتظاهرين ويلاحق رجال أمن، مدنيون، أحد المتظاهرين داخل المتجر ويقتلونه. سواء نتيجة الصدمة أو نتيجة الإجهاد فإن الطفل يولد، في اليوم نفسه، ميتاً.

يبني المخرج فيلمه على محطات متباعدة من الأحداث. ليست هناك حبكة ولا هو بوادر صنع فيلم تقليدي وهذا أيضاً يأتي في عداد ما يرد في الذاكرة الشخصية. إنه يتذكر مرحلة وليس حكاية. رغم هذا فإن المشاهد قد يشعر بالتعب من جراء مشاهدة حالات مختارة لا تتوحد تحت قبضة الحبكة الواحدة، لكن ما بين خيانة الذات لتحقيق فيلم أكثر جماهيرية وبين الالتصاق بواقع معبّر عنه بحس توّاق للحنان والألفة ولا يخلو من الشعر بصرياً فإن اختيار المخرج كان واضحاً وصائباً.

المخرج المكسيكي الذي يعمل في هوليوود، ووجد في شركة «نتفلكس»، الترحيب لتمويل فيلمه هذا، هو المخرج الوحيد الذي يعود إلى التاريخ، بل هناك العديد من الأفلام يتقدمها فيلم مايك لي «بيترلو».

إنه فيلم بريطاني- أمريكي الإنتاج، كان من المقرر له دخول مهرجان «كان» الماضي (مايو/ أيار )، لولا أن المهرجان الفرنسي لا يستطيع قبول إنتاجات شركات لا تعرض أفلامها في صالات السينما. و«بيترلو»، هو من إنتاج شركة أمازون التي تعرض أفلامها، مثل نتفلكس، في المنازل مباشرة. يتعامل هنا مع أحداث وقعت في مانشستر في العام 1819 عندما أدى فساد الحكومة وارتفاع نسبة الضرائب وتجاهل مطالب المزارعين والفقراء عموماً إلى مظاهرة حاشدة واجهتها الحكومة المركزية والبرلمان البريطاني بعنف، ما نتج عنه مقتل عدد كبير من الرجال والنساء والأطفال.

يبدأ مايك لي فيلمه بموقعة ووترلو سنة 1815. المعركة دائرة. قصف وقنص وقتال وهناك جندي مذهول بما شاهده (ديفيد مورست) يترك الموقع ويمشي عائداً إلى بيت والدته منهكاً. سيتركه الفيلم عند هذه اللحظة ويتابع شخصيات أخرى أكثر حضوراً، ولو أننا نشاهد الجندي في بضع مشاهد موزعة، بينها مشهد الواقعة التالية بين المتظاهرين وقوى الأمن. لي سيوجه اهتمامه للشخصيات التي قادت التمرد وتلك التي في المعسكر المقابل من رئيس الوزراء إلى القائد العسكري وإلى رئيس البرلمان وصولاً إلى أصحاب المصالح السياسية والمالية المناهضة للثورة التي تأخذ وقتها قبل أن تنضج. ينتقل المخرج بين الموقفين أكثر من مرّة، لكنه يصرف معظمه، ولسبب وجيه، على دعاة الثورة ضد الفساد الحكومي وبينهم من يؤمن بحمل السلاح لمواجهة استعداد الأمن لمجابهة المظاهرات بالقوة ومن يؤمن بأن تبقى المظاهرات سلمية من دون حتى عصا أو حجارة. في مقدّمة هؤلاء الخطيب الآتي من لندن هنري هنت (روري كينير) الذي يبدو شخصاً نافذاً وخطيباً جهورياً لكن بعيد عن التعامل مع الواقع

المشكلة التي يواجهها المشاهد مع هذا الفيلم، هي أن ما يُعرض كثير وكثيف لكنه ليس حاراً. هذا الفيلم، الذي كان سيتوجه إلى مهرجان «كان» ثم عدل عن ذلك ليدخل فينيسيا، كان بحاجة إلى ما هو أكثر من العرض بقليل. يصل إلى تصوير وضع غير منصف للعموم (مشاهد المحاكمات حيث تؤدي سرقة معطف قديم إلى إعدام السارق)، ثم يتقهقر مكتفياً بسرد التفاصيل المثيرة للاهتمام كمعالجة وتكوينات بصرية

في سياق العودة إلى التاريخ لا يمكن تجاهل فيلمين آخرين هما «غروب» و«عند بوابة الأبدية». الفيلم الأول هو للمخرج لازلو نيميش صاحب «ابن شاوول» الذي شهد تقديراً أعلى مما يستحق. ولو فاز هذا الفيلم لحصد المصير نفسه. يشبه فيلمه السابق «ابن شاوول» من حيث الأسلوب العريض والعام: التركيز على محنة شخصية واحدة محاطة بمئات الأشخاص الذين لا أهمية لهم بالنسبة للأحدث. مجاميع تمر في الأسواق أو تتظاهر وشخصيات أخرى لها أدوار تدخل وتخرج من السياق متى شيء لها. ضجيج متعالٍ مع تفعيل شريط الصوت ليضم أي شيء ممكن ضمه وفي وقت واحد: صوت مطرقة، صوت عجلات عربة أو حوافر الجياد أو خليط من أصوات أخرى لا تحديد لها. فوق ذلك، صوت خطوات بطلة الفيلم وهي تنشد البحث عن أخيها منتقلة ما بين شخصيات عرفته لكنها لا تودّ الإفصاح عن مكانه.

غروب نيميش الفيلم من نحو ثلاث ساعات (كشأن معظم الأفلام التي عرضت في المسابقة) مصوّر بالأبيض والأسود وبكاميرا فيلم وليس بكاميرا دجيتال. خذ مثلاً المشاهد التي تلاحق الكاميرا، فيها بطلة الفيلم في كل مرة تخرج فيها من مشهد داخلي إلى آخر خارجي. تسير بتؤدة وعزيمة حتى عندما لا يكون لديها علم إلى أين هي ماضية. الكاميرا في كل هذه المشاهد والحالات تلحقها في لقطة خلفية متوسطة. دائماً على البعد نفسه، وبذات الحجم ما يجعل من البديهي القول إنه لو تخلى المخرج عن نصف هذه المشاهد المتكررة لاستطاع توفير فيلم من نحو ساعتين وربع الساعة أو نحوها.

أما «عند بوابة الأبدية» فهو للأمريكي جوليان شنابل، الذي يروي جانباً من حياة الفنان فنسنت فان جوخ.

كان هذا الرسام موضوع العديد من الأفلام عبر سنوات التاريخ. من أوائل تلك الأعمال «شهوة للحياة» لفنسنت مينيللي (1956) الذي قام كيرك دوجلاس ببطولة الدور ومن آخرها فيلم الرسوم البولندي - البريطاني «حب ڤنسنت» لدوريتا كوبيلة (2016). بين الفيلمين هناك «فنسنت وثيو» لروبرت ألتمن (1974) والفيلم التلفزيوني «البيت الأصفر» الذي تم إنجازه سنة 2007.

الخليج الإماراتية في

12.09.2018

 
 
 
 
 

نقابة المهن السينمائية تختار فيلم «يوم الدين» لتمثيلها في حفل الأوسكار.. فهل يتحقق حلم المصريين هذا العام؟

يبدو أن حلم المصريين الذي يراودهم منذ ستينيات القرن الماضي، بحصول فيلم مصري على جائزة أوسكار، اقترب من التحقق.

إذ استقرت لجنة اختيار الفيلم المصري، التي شكَّلتها نقابة المهن السينمائية، على فيلم «يوم الدين» للمخرج أبو بكر شوقي، لتمثيلها في النسخة الـ91 من مسابقة أوسكار ضمن فئة «أفضل فيلم غير ناطق بالإنكليزية».

وعلى الرغم من أن الفيلم تم رفض مشاركته من قبلُ في 3 مهرجانات معروفة بأوروبا وأميركا الشمالية، فإنه نجح في الوصول لـ«كان».

وبعدما كان مقرراً عرضه ضمن قسم «نظرة ما» بالمهرجان، قرَّرت إدارة المهرجان وضعه في المسابقة الرسمية.

ما هي قصة الفيلم؟

تدور قصة الفيلم في إطار درامي كوميدي حول رجل يدعى «بشاي»، بمنتصف العمر، ترعرع داخل مُستعمرة للمصابين بالجذام.

وبعد وفاة زوجته المصابة هي الأخرى بالجذام، يغادر المستعمرة ويبدأ مغامرته الأولى في حياته برفقة صديقه النوبي أوباما، في رحلة يمر فيها على مناطق كثيرة بمصر، في محاولة منه للوصول لعائلته التي تركته في تلك المستعمرة وهو صغير.

ويلقى الفيلم اهتماماً كبيراً من صنّاع السينما في مصر، حتى إنه الفيلم المصري الوحيد الذي تم اختياره لتمثيل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة «مسابقة الأفلام الروائية الطويلة».

حيث سيبدأ الفيلم عرضه التجاري في مصر، بداية من 26 سبتمبر/أيلول 2018؛ لتحقيق شرط الأكاديمية الأميركية بعرض الفيلم قبل نهاية سبتمبر/أيلول 2018.

والفيلم من بطولة راضي جمال، وأسامة عبد الله، ومحمد عبد العظيم، وأحمد عبد الحافظ، وشهيرة فهمي، وشهاب إبراهيم، وعادل عبد السلام، وهو من تأليف وإخراج أبو بكر شوقي، ومن إنتاج دينا إمام، وأبو بكر شوقي.

بالاعتماد على التمويل الشخصي وبعض المنح من جهات مختلفة، منها معهد ترابيكا ومهرجان الجونة في دورته الأولى، بالإضافة إلى مشاركة المنتج محمد حفظي في عملية الإنتاج بتمويله في مرحلة ما بعد التصوير.

فرصته كبيرة للظفر بالأوسكار

ما يزيد من فرص الفيلم في الحصول على الأوسكار هو تحقيقه نجاحات مختلفة في المهرجانات التي شارك فيها.

حيث حصد جائزة Francois chalais في مهرجان «كان»، وهي الجائزة التي تخص الأحداث الواقعية في الأفلام.

كما أنه شارك في مهرجان ملبورن السينمائي بأستراليا، في أغسطس/آب 2018، وقررت إدارة المهرجان إعادة عرضه بعد نجاح عرضه الأول، وكذلك تخصيص 3 عروض له بمهرجان لندن، المقام في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

هذا بالإضافة إلى وجوده في المسابقة الرسمية بمهرجان الجونة السينمائي، وهو ما يزيد من ثقة اللجنة به للمنافسة على جائزة الأوسكار.

يوم يتساوى فيه البشر!

ترجع تسمية الفيلم بـ»يوم الدين»، وفقاً لصُناعه، إلى أن «يوم الدين هو يوم يتساوى فيه البشر، فلا يفرّق بينهم شكل أو لون بشرة أو مظهر، ويصبح المقياس الأول والأخير، هو جوهرهم».

على مدار تاريخ المسابقة، نال جائزة «أفضل فيلم غير ناطق بالإنكليزية»، فيلم عربي وحيد وهو «زد»، إنتاج مشترك بين الجزائر وفرنسا عام 1969، من إخراج كوستا جافراس.

وتقام جائزة الأوسكار، المقدمة من الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم الصور المتحركة، يوم 24 فبراير/شباط 2019.

وهي الجائزة السينمائية الأهم والأرفع في العالم، التي يسعى الجميع للحصول عليها، فهل سيعيد المصريون أمجاد السينما العربية إلى الواجهة؟

ساسة بوست في

13.09.2018

 
 
 
 
 

"كفرناحوم": طفلان يتمردان على مجتمع جنى عليهما ولم يقهرهما

محمد حجازي

وأخيراً قُدّم شريط "كفرناحوم" للمخرجة "نادين لبكي" الفائز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي الدولي، في عدة عروض خاصة أولاً للجنة وزارة الثقافة الخاصة بإختيار الفيلم الذي سيمثل لبنان في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي غير ناطق باللغة الإنكليزية، ثم في عرض للصحافة، فثالث لمدعوين من مختلف الشرائح ليكون في العشرين من أيلول/سبتمبر الجاري على أوسع مساحة من الشاشات التجارية اللبنانية.

طفلان أبدعا في الحركة والسكون والتفاعل أمام الكاميرا، فأعطتهما لجنة تحكيم مهرجان كان الأخير بركتها. إنهما السوري "زين" (من منطقة درعا مواليد العام 2004) "زين الرفيع" الذي رفع دعوى ضد والديه لأنهما أنجباه، والثاني "يوناس" مواليد العام 2015 في مستشفى بيروتي من أم إريترية وأب نيجيري، وتبين بعد العرض أنه فتاة تُدعى "بولواتيف ترايجر بنقولة" (تعيش حالياً مع والدتها في كينيا) لكن الدور أرادها ذكراً وكان صعباً إكتشاف ذلك. كل الأحداث تمحورت حولهما، الأول ترك ذويه (يلعب الدوران: كوثر الحداد، وفادي يوسف) لأنه لم يعد يتحمل الشقاء والذل والجوع، والثاني لأن والدته الأفريقية "رحيل" (يوردانوس شيفراو) إعتقلتها الشرطة اللبنانية لأنها مقيمة بصورة غير شرعية في البلاد. "زين" لم يجد حرجاً في خدمة "يوناس" من تجهيز وجبة الحليب وتبديل ملابسه وحمله معه في شوارع المدينة على خاصرته، أو جرّه في وعاء معدني على قياسه في الشوارع بحثاً عن كل شيء: الغذاء الأمان ، أمه، والخلاص.

ينجح الفيلم في إيراد أدق التفاصيل عنهما، وبموازاة ذلك الإشارة إلى عمليات الإتجار بالبشر (علاء شيشنييه)، وعدم الإهتمام بتقديم ما يلزم لصغار لا حول لهم ولا قوة على تحمّل تبعات الحياة. ومن حول الطفلين هناك الشخصيات الملحقة بهما وقد إجتهدت "نادين" في إختيار نماذج واقعية للعب أدوار ذوي الطفلين مما جعل الأجواء ملائمة ومناسبة للإقناع بتدنّي مستوى العيش والقصور في تلقّي أي مساعدة لسد الإحتياجات الإنسانية الطبيعية، وبالتالي إسباغ حالة من الميلودراما على الصورة العامة تؤكد منحى التهميش والفاقة في دنيا باتت اللقمة فيها صعبة المنال. وتمكنت المخرجة الأكثر تفاعلاً مع الناس وقضاياهم من إلتقاط لحظات بالغة التأثير رسمها الطفلان، وكأننا بها تؤشّر على واقع متجانس مع محيطه المحلي للقول إن البؤس بات حالة حاضرة وقوية ميدانياً مهما حاولنا تجاهله لإعتبارات مختلفة.

"كفرناحوم" المتباري في مسابقة مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، على موعد شبه مؤكد مع تمثيل لبنان في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وهو الثالث لـ "نادين" محلياً بعد "سكر بنات" (2007) و "وهلأ لوين" (2011)، والرابع في مفكرتها إذا ما ضممْنا مساهمتها في شريط "ريو أحبك" العالمي حين صوّرت مقطعاً من بطولة "هارفي كيتل" بعنوان " o milage " (2014). الشريط الجديد أنتجه وصاغ موسيقاه "خالد مزنر" وتعاون على النص (نادين لبكي، جهاد حجيلي، وميشيل كسرواني) بالإشتراك مع "خالد مزنّر" وبالتعاون مع "جورج خباز"، ولفت الإنتباه مهارة "كريستوفر عون" في إدارة التصوير وشفافية اللقطات في التعبير عن حال البؤس في مساكن الفقراء والمهمّشين في المجتمع.

الميادين نت في

13.09.2018

 
 
 
 
 

«يوم الدين» يمهد الطريق لمصر نحو أوسكار «أفضل فيلم أجنبي»

كتب - خالد محمود

نقاد العالم أشادوا بالفيلم ومخرجه بعد عرضه في مهرجان «كان» كأحد أفضل الأعمال الإنسانية
26
صوتًا من أصل 41، حسمت اختيار فيلم «يوم الدين»، إخراج أبو بكر شوقي، ليمثل مصر في مسابقة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، والتي تُعد الجائزة الأشهر في العالم
.

مشهد اختيار الفيلم من اللجنة المشكلة بقرار من مسعد فودة نقيب السينمائيين، يعيد إلى الأذهان استقبال جمهور مهرجان «كان» السينمائي الدولي في دورته الأخيرة للفيلم المصري «يوم الدين» بتصفيق حار وإعجاب كبير، في ليلة عرضه الافتتاحي بمسرح لومير بقصر المهرجانات، وشارك ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان.

فيلم «يوم الدين»، الذي يشهد مهرجان «الجونة» عرضه الأول في مصر في الفترة من 20 إلى 28 سبتمبر الجاري، يعرض تجاريًا في المنيا يوم 23 سبتمبر الحالي، وهو ينتمي لنوع من السينما لها واقعيتها الخاصة، أو بمعنى أصح يمكن أن تطلق عليها أنها تطورًا لواقعية سينمائية مصرية جديدة، فالفيلم يمزج بين عمق البعد الاجتماعي والإنساني لشخصياته، وبين حالة توهج لمفردات فنية رائعة بدءًا من الفكرة والأسلوب السردي لطرحها وطزاجة الأداء وبريق الصورة والموسيقى الموحية.

فهو يقدم لنا قصة «بيشوي» الرجل المسيحي، المصاب بالجذام منذ الصغر، بعد أن انتشرت التشوهات في وجهه، ويقوم أبيه بتركه أمام باب مستعمرة للمصابين بالجذام، ويتم إيداعه هناك ليعيش سنوات من عمره، بينما يعمل خلال اليوم، كجامع قمامة، وبعد وفاة زوجته يتحلى بالشجاعة ويقرر مغادرة المستعمرة لأول مرة منذ أن تم التخلي عنه هناك عندما كان طفلًا، ويبدأ الرحلة برفقة الطفل اليتيم «أوباما»، على عربة يجرها حمار، إلى مسقط رأسه بقرية بحور بالصعيد لمعرفة السبب الذي جعل والده يخلف وعده بالعودة من أجله، وخلال الرحلة يتعرض «بيشوي» و«أوباما» لمواقف عدة مليئة بالشجن والسخرية، والتساؤلات الحائرة حول القدر والتسامح والإيمان والظلم والقوى والضعيف والتدين الخادع.

ويكشف كيف تغير المجتمع، وكيف أن البيروقراطية المتوغلة في أجهزة حكومية وراء فقدان أشياء كثيرة حلوة وضياع مشاعر وحقوق، وهناك العديد من المشاهد الرائعة التي كانت بين «بيشوي» و«أوباما»، منها مشهد دفن الزوجة، ويسأل أوباما بشاي تفتكر هتتحساب «يقصد الزوجة» فيقول له بيشوي إن شاء الله تدخل الجنة، المرضى لا يحاسبون، وفي مشهد آخر عندما يلجأ بيشوي ليعمل «شحات» لكي توفير ثمن وجبة لأوباما، وهنا يلتف حوله شحات المنطقة الذي يطرده وبمجرد معرفة قصته يأخذه معه ويساعده على الركوب لأهله، بينما يقول له النشال، وهو يشرح له لماذا ينامون تحت الكوبري «سنكون جميعًا أسوياء يوم الدين.. وهي اللحظة الوحيدة التي نشعر فيها بالمساواة وبالحق والعدل».

العمل التراجيدي خففته بعض الجمل الحوارية التلقائية، التي انتزعت ضحكات الجمهور، وهو يشاهد بيشوي وقد نجح المخرج في أن يقود مجموعة من الهواة لم يسبق لهم احتراف التمثيل، ومنهم بطلنا بيشوي الذي جسده راضي جمال، وكذلك أحمد عبدالحافظ، وشهيرة فهمي وشهاب إبراهيم، ومحمد عبدالعظيم، منح المخرج أبطاله وبعضهم لا يعرف القراءة والكتابة مساحة للإبداع التلقائي، أراد أن يتعاملون أمام الكاميرا بصدق شديد، ونجحت كاميرا مدير التصوير الأرجنتيني فدريكو سيسكا في خلق صورة سينمائية مبهرة لواقع مؤلم.

وهي تترجم سيناريو جذاب كتبه أبو بكر شوقي أيضًا، جعلت المشاهدين في حالة انتظار مصير بيشوي، الذي بمجرد أن ذهب وشاهد أهله وأذاب مخاوفه من رفضه، قرر العودة هو وأوباما مرة أخرى إلى الحياة التي تعودوا عليها في المستشفى، وكانت بحق نهاية رائعة.

مشاركة الفيلم في مهرجان "كان"، محطة إيجابية كبرى، ويمثل عودة مصر الكبيرة، وهو ما يعنى أن مسئولي المهرجان وجدوا فيه شيئًا براقًا، فهم لا يجاملون أحد خاصة في الأعمال المشاركة في المسابقة الرسمية، بدليل أنهم لم يختاروا سوى 21 فيلمًا فقط من بين 900 فيلم تقدمت.

خلال مشاركته في مهرجان "كان"، أبرزت وسائل إعلام فرنسية مسيرة أبو بكر شوقي، مشيرةً إلى أنه من أب مصري وأم نمساوية، وينتمي لجيل جديد من المخرجين يمثل أمل السينما المصرية.

وأبرزت مسيرته الفنية، من خلال عمله كمساعد مخرج في عدد من الأفلام في مصر، حيث أنهى دراسته قبل أن يسافر إلى نيويورك، وأن رواد الإنترنت ساهموا في دعم إنتاج الفيلم من خلال حملة أطلقت في عام 2015.

نقاد العالم أشادوا بالتجربة، وأكدوا أن مخرجه الشاب أبو بكر شوقي، أحد الواعدين في السينما المصرية، ومنحوه جائزة فرانسوا شاليه، كأحد أفضل الأعمال الإنسانية في مايو الماضي، كما اعتبروه أحد اكتشافات مهرجان "كان" الأكبر، في دنيا المهرجانات، لاسيما وأن «يوم الدين» هو العمل الأول له في الأفلام الروائية الطويلة، وذكر موقع «The wrap»، أن الفيلم تخطى التوقعات، خاصة أنه كان من المقرر أن يشارك في مسابقة نظرة، ما التي ترعى المواهب الشابة وصانعي الأفلام للمرة الأولي، ولكنه تفوق على نفسه بالوصول إلى هذه المرحلة واستطاع أن يأخذ فيلمه الدرامي إلى القمة.

وأشارت التقارير، أن الفيلم استطاع أن يكسر قواعد "كان" التقليدية، بسبب جرأة المخرج، الذي حشد الجماهير لمشاهدته، ليتم استقباله بحفاوة بالغة وتصفيق حار في نهاية العرض، ولذا يعتبر هذا الفيلم من الأفلام القليلة جدًا في مهرجان الذي يستحق مصطلح "الحلو".

وأشادت التقارير بالفيلم إلى أن "شوقي"، لديه موهبة في سرد ​​القصص بشكل مباشر والممثل راضي جمال، الذي يلعب دور بيشوي، أعطى أداء متعدد الأوصاف بين المؤثر والساحر والمرعب مع الحزن العميق، وأيضًا أحمد عبد الحافظ الذي قام بدور أوباما.

كثير من نجوم العالم، الذين شاهدوا الفيلم في مهرجان "كان" أثنوا كثيرًا على العمل وصفقوا لمخرجه، ومنهم جوليان مور وإيرينا شايك، ولويس بورجوان، وكيكو ميزوهارا، وكذلك حيا مدير المهرجان تيري فيرمو أسرة العمل، الذي حرص حينها على الوجود واستقبال نجوم الفيلم، ورافقه المنتج محمد حفظي أحد المشاركين والداعمين للعمل، وكذلك المنتجة إليزابيث شوقى.

يذكر أنه تم اختيار فيلم "يوم الدين"، ليمثل مصر لخوض ترشيحات ومنافسات «أوسكار 2019» لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، وفقا لتصويت سري بين أعضاء اللجنة المشكلة لاختيار الفيلم بقرار من نقيب السينمائيين، وبعد حصر المشاركين في التصويت السري، لمن حضر بنفسه لمقر اللجنة لإجراء التصويت أو ترك ظرفا مغلقا بداخله اسم الفيلم، حصل الفيلم على 26 صوتا من إجمالي 41 صوتا، بينما حصل فيلم "أخضر يابس" على 12 صوتا، وحصل "فوتوكوبي" على صوتين، فيما حصل "تراب الماس" على صوت واحد، ولم يحصل فيلم "زهرة الصبار" على أي صوت.

وبناءًا على هذا يُصبح فيلم "يوم الدين"، إخراج أبو بكر شوقي هو ممثل السينما المصرية في مسابقة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة إجنبية، وفي حال تعذر عرضه تجارياً، لأي سبب من الأسباب، الأمر الذي يُخل بشروط الترشح للمسابقة، يتم اختيار الفيلم الذي يليه في عدد الأصوات .

كانت اللجنة قد عقدت جلسة، عقب تشكيلها مباشرة، وضعت خلالها آلية اختيار الفيلم المرشح، واتفق أعضاء اللجنة، بالاجماع، على تصفية الأفلام المصرية، التي تنطبق عليها شروط الترشيح، وعددها 38 فيلماً، لتصل، بعد تصويت سري، إلى 5 أفلام فقط، هي: "يوم الدين" إخراج أبو بكر شوقي، "أخضر يابس" إخراج محمد حماد، "تراب الماس" إخراج مروان حامد، "فوتوكوبي" إخراج تامر عشري و"زهرة الصبار" إخراج هالة القوصي.

وبعد مشاهدة الأفلام الخمسة، في عروض، خاصة يومي الأحد والاثنين 9 و10سبتمبر، حسمت اللجنة قرارها في جلسة 12 سبتمبر، التي شهدت إعلان الفيلم الذي يمثل السينما المصرية في المسابقة التي تنظمها الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم الصورة.

الشروق المصرية في

13.09.2018

 
 
 
 
 

فيلم "BlacKkKlansman".. الرد الشرس على بلادة نظام ترامب

ألترا صوت - فريق التحرير

فيلم "بلاك كلانزمان" فيلم سيرة، مقتبس من مذكرات "بلاك كلانزمان" للكاتب رون ستالورث. يتناول الفيلم العنصرية ضد السود في سبعينات القرن الفائت، من خلال قالب تشويقي، يمزج الجريمة والسيرة، ليقدم سخرية لاذعةالمقال المترجم الآتي يراجع العمل.

يلمع فيلم "بلاك كلانزمان" للمخرج سبايك لي مثل ماكينة لعبة كرة الدبابيس، حيث يومض ويصدر أزيزًا لينثر الاستعارات الاستغلالية العنصرية ضد السود، والمفارقات التاريخية، وهواجس غير ملحوظة لنظام ترامب الجديد. هذا هو إعادة صياغة تكتيك الدعابة، بمعنى أنه في مرحلة ما، يتحدث شخص ما عن إيجاد "وسيلة لأميركا لاستعادة عظمتها السابقة".

فيلم "بلاك كلانسمان" عبارة عن كوميديا ساخرة مُوسّعة لحرب الأعراق في السبعينيات في الولايات المتحدة

الفيلم عبارة عن كوميديا ساخرة مُوسّعة لحرب الأعراق في السبعينات في الولايات المتحدة، وهي حكاية عبور للسود وعبور للبيض، وكلها تستند إلى القصة الحقيقية لرون ستالورث، ضابط شرطة أسود من كولورادو، الذي دبر عملية اختراق الفرع المحلّي لمنظمة كو كلوكس كلان (KKK) العنصرية، عن طريق التظاهر كمتعصّب أبيض عبر الهاتف، وإرسال الضباط البيض للعمل وجهًا لوجه.

ينطلق الفيلم بظهور شرفي حادّ ومُزعزِع من أليك بالدوين، وهو مقلّد عظيم لترامب نفسه في برنامج SNL، ويلعب دور متطرّف أبيض عنصري. لكن كوميديا الفيلم اللاذعة والمتناثرة، تُفسح المجال أمام الخطاب المباشر، حيث يضع لي مشاهد فيديو لعنف اليمين المتطرف بمنطقة شارلوتسفيل في الوقت الحالي وسط الدراما السبعيناتية التي صنعها، كما يضع إدّعاء الرئيس في وقت لاحق أنه يرى "أشخاص طيبين للغاية" في صفوفهم. وهذا مشابه للطريقة التي بدأ بها لي فيلم السيرة الذاتية "مالكوم إكس" بعملية ضرب رودني كينج المشينة. قد يرغب المخرج أن نتذكر ذلك، ونتأمل كيف تغير القليل جدًا في ربع قرن.

يلعب جون ديفيد واشنطن دور ستالورث، وهو شاب أسود في منطقة كولورادو سبرينغز يرغب في الانضمام إلى قوات الشرطة، ويحفزّه على ذلك تحرّكات إيجابية على مستوى الولاية ضد العنف. بعد فترة مهينة في قسم السجلات، حيث طلب منه الضباط مرارًا فتح ملف عن "الضفادع". يتم نقل رون إلى العمل السري، حيث يتعين عليه التجسس على اجتماع لحركة الفهود السود (تنظيم للدفاع عن حقوق السود)، وارتداء جهاز تسجيل وتجسس، والشعور بالكراهية لنفسه، حتى عندما يقع في حب الناشطة الجميلة، باتريس (تقوم بدورها لورا هارير).

تهينه التجربة، ولكنها بغرابة أيضًا تحوله لمتطرّف، وتلهمه ليستخدم التكتيكات السرية في إتجاه جديد. يدرك رون أنه يمتلك موهبة غريبة لتقليد الأصوات البشعة للرجال البيض، وهو مفهوم تم استكشافه أيضًا في عروض الستاند أب كوميدي مثل ريتشارد بريور وإيدي ميرفي (وسرعان ما سيتم استكشافه أكثر في فيلم "آسف لإزعاجك -Sorry to Bother You"، الذي كان صانعه بوتس رايلي ينتقد فيلم بلاك كلانسمان لتقديمه الساذج لعمليات إختراق الشرطة).

يحتاج رون أيضًا إلى مواجهة زملائه بما تبدو عليه العنصرية اللاواعية عندما تظهر في الحديث. يتّصل رون بفرع منظمة KKK، ويتظاهر بأنه متعصب ويستخدم اسمه الحقيقي بشكل طائش. تشعر الشرطة، جزئيًا بسبب الإحراج، بأن عليهم العمل على خطة رون لإختراق KKK، ويُرسلون ضابط يهودي أبيض يُدعى فليب (يقوم بدوره آدم درايفر) لكسب ثقتهم. لا يبدو فليب أقل تضاربًا من رون.

تخلق المفارقات، جنبًا إلى جنب مع الحديث العنصري المتواصل والمثير للغثيان، جوًا خانقًا غريبًا لهذا الفيلم، كوشم متحرك، أو ملصق ثلاثي الأبعاد على مصدّ السيارة الامامي. هناك لحظات متوهجة لا تتردد في خلق تناقضات كبيرة واضحة. في الوقت الذي تقترب فيه ساعة انطلاق الإرهاب العنصري المرتقب ضد السود، يضع لي في خضم ذلك مشهد يظهر فيه هاري بيلافونت ظهورًا شرفيًا كناشط مخضرم يخاطب جمهوره، وسلسلة من المشاهد يحتفل فيها أعضاء KKK بمراسم غريبة شبه ماسونية بإنضمام الأعضاء الجدد. وتُختتم هذه المشاهد بصيحات متجاورة صريحة عن "القوة البيضاء!" و "القوة السوداء"! إنه تكافؤ ضمني يجعل الدراما شديدة الوعي بذاتها.

يبدو أن فيلم بلاك كلانزمان في بعض الأحيان يسعى للحصول على غرابة ذكية لاذعة على غرار فيلم "الاحتيال الأمريكي - American Hustle" لمخرجه ديفيد أو. راسل - ولكن أيضًا يسعى إلى نوع من التغريب البريختي (نسبة للكاتب الألماني برتولت بريخت)، وأسلوبه المسرحي الليهرشتوك (Lehrstücke)، حيث يستخدم بشكل واضح مقاطع من أفلام "ذهب مع الريح" و"مولد أمة".
يبدو أن فيلم "بلاك كلانسمان" في بعض الأحيان يسعى للحصول على غرابة ذكية لاذعة على غرار فيلم "الاحتيال الأمريكي" لتوبير غريس دور صغير شرير وهو دور ديفيد كيوك رئيس KKK، ويتم تقديمه كموظف مثير للشفقة مرتبط بالعمل المكتبي الروتيني، على الرغم من أن الفيلم يعطي بالتأكيد هذا الرجل السخيف الكثير من المساحة للتعبير، في كل أشكاله الخيالية والواقعية
.

يُصيب لي أهدافه بشكل فعال: مرارًا وتكرارًا. تستمر هذه الأهداف في الظهور مثل الأهداف في نوادي الرماية، ثم تُصاب لتسقط مرة أخرى مصدرة صوتًا مزعجًا. في هذا الفيلم، تتصادم الكوميديا و الجديّة ببعضهما البعض مثل مصارعي رياضة WWE. يترك توازن الأجواء اللامع في فيلم مثل "Get Out" لجوردان بيل هذا الفيلم مكشوفًا قليلًا، ولكنه مسلٍ. يرد فيلم بلاك كلانزمان بشراسة وببراعة على بلادة الذهن المتوطنة في قلب نظام ترامب، ويرد له الصاع صاعين بنفس عملته الخاصة.

موقع "ألترا صوت" في

13.09.2018

 
 
 
 
 

"كتاب أخضر Green Book".. مفاجأة سباق الأوسكار من مخرج "غباء × غباء" – خاص من تورنتو

كتبه أحمد شوقي

يعتبر مهرجان تورنتو أحد البوابات الرئيسية للأوسكار، فمعظم الأفلام التي تتنافس في موسم الجوائز الأمريكي تبدأ رحلتها من أونتاريو الكندية، باعتباره المهرجان صاحب السوق والتغطية الصحفية الأكبر في أمريكا الشمالية، بالإضافة لموعده في سبتمبر والذي يجعل الصدى الذي يحققه الفيلم فيه بداية مثالية لدعاية الأوسكار. ويكفي أن الفيلم الفائز بجائزة اختيار الجهور في تورنتو خلال آخر ست سنوات ضم قائمة فيها كل من "Silver Linings Playbook"، "12 Years a Slave"، "The Imitation Game"، "Room"، "La La Land"  و"Three Billboards Outside Ebbing, Missouri"، وجميعها بلا استثناء فازت بجوائز أوسكار في فبراير التالي للمهرجان.

لكن ما هي الأفلام التي يمكن قبل المهرجان أن نترقبها وننتظر وجودها بقوة في موسم الجوائز؟ بالتأكيد هي أفلام كبار المخرجين الذين نتوقع منهم الكثير، عندما تترقب فيلم ستيف ماكوين أو داميان شازيل أو ألفونسو كوارون الجديد هذا أمر منطقي، لكن أن تأتي المفاجأة السارة من مخرج تضم قائمة أفلامه عناوين مثل "Dumb and Dumber" الذي نعرفه في مصر بعنوان "غباء × غباء"، ولم يفز طوال 24 سنة من الإخراج سوى بخمس جوائز مغمورة منها جائزة "راتزي" لأسوأ مخرج في العام، فهذه مفاجأة تستحق أن نتوقف عندها باهتمام.

حكاية مثيرة ولكن

المخرج هو بيتر فارلي الذي اعتاد تقديم أفلام كوميدية خفيفة من نوعية "There's Something About Mar" و"Me, Myself & Irene".  أما الفيلم فهو "كتاب أخضر Green Book"  الذي تجمع بطولته النجمين فيجو مورتنسن وماهرشالا علي، عن القصة الحقيقية لسائق ذي أصول إيطالية لديه ميول عنصرية تضطره الظروف في مطلع الستينيات للعمل كسائق وحارس خاص لعازف بيانو عالمي أسود.

نقطة انطلاق مثيرة بالفعل، خاصة وأنه على العكس مما يمكن توقعه، لا يستند السيناريو لعمل أدبي أو أصل سابق تناول القصة، بل كتبه مباشرة للشاشة نيك فاليلونيا، ابن بطل الحكاية ذي الأصل الإيطالي، والذي كتب السيناريو بمشاركة المخرج بيتر فارلي والممثل بريان كوري الذي يظهر في الفيلم في دور صغير.

الحكاية جذابة بالفعل، لكنها تحمل داخلها كل أسباب الحذر طبقًا للخبرات السابقة في السنوات الأخيرة. فيلم عن العنصرية في الستينيات فيه لقاء بين أبيض عنصري وأسود متحقق، تبدو أرضية خصبة لصنع فيلم قضية آخر مليئ بالمواقف التي لا يجرؤ أحد على وصفها بالافتعال فقط لأنها تطرح قضية فوق مستوى النقد، لا سيما عندما نعرف أن العازف دون شيرلي كان أيضًا مثليًا. لكن لحسن الحظ ـ وربما لخلفية صناع "كتاب أخضر" الخفيفة - جاءت النتيجة أكثر من مرضية، على مستوى تناول الموضوع وتنفيذ الفيلم.

لقاء الكليشيه بالاستثناء

يبدأ الفيلم بتقديم شخصية طوني، الحارس الأبيض في أحد الملاهي الليلة في نيويورك، والذي قد يمتلك بعض الحيل التي اكتسبها من سنوات العمل، لكنه في المقابل عنيف، مندفع، منخفض الذكاء، يمتلك كل السمات ويؤمن بكل الأفكار الساذجة والصور النمطية التي يمكن أن يمتلكها أمريكي إيطالي في ستينيات القرن العشرين: الذكورة المفرطة، النهم المبالغ فيه، العاطفية الشديدة، والأحكام السطحية على البشر وفقًا لأعراقهم، بما يتضمن احتقار للملونين سيعرف لاحقًا إنه لم يفكر لحظة في أسبابه أو يقرر فعلًا أن يمارسه، فقط فعلها مثل الآخرين، نسخة أخرى ممن حوله، كليشيه.

قناعات طوني الراسخة تهتز عندما يقابل دون شيرلي أو "الدكتور" كما ينادونه بسبب حصوله على الدكتوراه في الموسيقى من الإتحاد السوفيتي. شيرلي فنان عالمي متحقق، يتحدث عدة لغات بطلاقة، يتكلم الإنجليزية الكلاسيكية بطريقة اللوردات، متأنق طيلة الوقت ويتعامل مع العالم بحذر، ولا يفعل أي شيء كان طوني يتوقعه منه وفقًا لتصوره عن الملونين، يكفي إنه لا يسمع موسيقى الجاز ولم يأكل في حياته ولو قطعة من دجاج كنتاكي. شيرلي استثناء لا بد من وجوده لتحريك المياه الراكدة، لكن من قال أن حياة الاستثنائيين تسير بسلاسة ودون مشكلات؟ "مهما حدث ومهما تعرضتما له، عليك أن تجعله يصعد إلى المسرح في موعده" يقولها منظم الجولة الموسيقية التي يقوم بها الدكتور في الجنوب الأمريكي، ويقبلها طوني بعقله البسيط وثقته المتناهية في نفسه، دون أن يتصور معنى خوض رحلة في جنوب الستينيات مع رجل زنجي، في الوقت الذي كان من الطبيعي فيه أن يلعب شيرلي على المسرح فيسمعه الحضور البيض ويستمتعون به، ثم يمنعونه من الذهاب لنفس المرحاض معهم والذي يُمنع على الملونين استخدامه!

لهذا نحب هوليوود

الموقف السابق هو أبسط المواقف التي يتعرض لها بطلا "كتاب أخضر"، وهذا الكتاب بالمناسبة كتاب منحه منظم الجولة لطوني يضم الفنادق والمطاعم الجنوبية التي تستقبل زبائن ملونين، والذي يتحول إلى إحدى الموتيفات الكثيرة التي يجيد الفيلم استخدامها: قطع اكسسوار يتم توظيفها داخل الحكاية ومنحها معنى وقيمة تساهم في دفع الصراع لأعلى والأحداث للأمام. أداء يستحق ترشيح الأوسكار من بطلي الفيلم، حوار مكتوب بخفة ظل واضحة يضم عدة عبارات تعلق في الذهن، وسيناريو مكتوب على الطريقة الهوليوودية الكلاسيكية، يزرع كل شيء بهدوء ليعود فيحصده بعد الوصول لنهاية يمكن توقعها، فما الذي يمكن أن ينتهي عليه فيلم كهذا إلا أن يصير الرجلان أصدقاء ويتغلبا على متاعب الرحلة معًا؟ لكن السؤال هنا لا يكون "ما هي النهاية؟" ولكن "كيف سنصل لهذه النهاية؟". وطريق الوصول هنا درس في صناعة الفيلم الهوليوودي الكلاسيكي: القصة محكمة البناء، الأبطال الفاعلين، الاختيار المتميز للممثلين، وضبط إيقاع الأحداث بما يلائم النوع. هذه هي الأسباب التي صنعت شعبية هوليوود بل وشعبية السينما في كل مكان بالعالم، وكون الصياغة الهوليوودية باتت وصفًا سيئ السمعة بسبب ابتذاله في مئات الأفلام الساذجة، فإن صناع السينما الأمريكية يفاجئوننا كل فترة بفيلم كهذا يعيد الاعتبار للسينما الكلاسيكية، ويجعلنا نعرف لماذا وقعنا في حب هوليوود قديمًا. "كتاب أخضر" ليس مجرد فيلم عن العنصرية، وإنما هو حكاية عن الصداقة بالأساس، الصداقة بين رجلين لم ينل أي منهما الفرصة في حياته للاستماع للآخر، فلما أجبرتهما الظروف عليها، اكتشف كل منهما في قرينه السمات ذاتها: الشهامة والنبل وخفة الظل والشجاعة حتى في أحلك الظروف. وعندما يتم هذا الفهم يغدو الحديث عن كل ما يفرق البشر مجرد عبث، لا يستحق أكثر من سخرية طوني وسبابه اللاذع.

السينما.كوم في

14.09.2018

 
 
 
 
 

"يوم الدين" يُمثِّل مصر في مسابقة الأوسكار

أحمد طه

"إيلاف" من القاهرة: اختير الفيلم المصري "يوم الدين" ليكون ممثل السينما المصرية في مسابقة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغةٍ أجنبية من اللجنة التي شكلتها نقابة السينمائيين وضمت مجموعة من النقاد والإعلاميين.
وعقدت اللجنة اجتماعها الأخير أمس بحضور 24 عضو بالإضافة إلى 17 عضو آخرين قاموا بإرسال إجابتهم عبر مظاريف مغلقة تم تلاوة نتائجها على الحاضرين. حيث حصل فيلم "يوم الدين" على 26 صوت، بفارق اكثر من الضعف عن اقرب منافسيه وهو فيلم "اخضر يابس". فيما حصل فيلم "فوتوكوبي" على صوتين، وتراب الماس على صوت واحد فقط، فيما لم يحصد فيلم "زهرة الصبار" للمخرجة هالة القوصي على أي صوت.
يُذكر أن الفيلم لم يُعرَض تجارياً حتى الآن. ومن المفترض أن ينطلق في صالةٍ واحدة قبل نهاية شهر سبتمبر بأسبوعٍ واحد وفق شروط الترشح. حيث تعهد منتجه بعرضه في محافظة المنيا اعتباراً من 23 سبتمبر وقبل انطلاقه تجارياً بعدة أيام.

وأعلنت اللجنة انه في حال تعذر عرضه تجارياً، لأي سبب من الأسباب، سيُصيِح مخلاً بشروط الترشح للمسابقة، وبالتالي، يتم اختيار الفيلم الذي يليه في عدد الأصوات وهو فيلم "اخضر يابس" للمخرج محمد حماد.

يشار إلى أنه فيلم روائي طويل من بطولة راضي جمال وأحمد عبد الحفيظ، وإخراج أبو بكر شوقي وكان العرض العالمي الأول للفيلم قد أقيم في مهرجان كان السينمائي الدولي، بحضور مخرجه أبو بكر شوقي والمنتجة دينا إمام، حيث نافس الفيلم على جائزة السعفة الذهبية وفاز بجائزة فرانسوا شاليه "Francois Chalais"،

وتدور أحداثه حول بشاي، اارجل الذي شُفي من مرض الجذام ولكنه ما زال يحمل آثاره بجسده، ويعيش في مستعمرة لم يغادرها يومًا. بعد وفاة زوجته، يقرر أن ينطلق في رحلة في قلب مصر بحثًا عن جذوره، فيغادر على حماره بصحبة أوباما، الصبي النوبي اليتيم الذي يرفض مفارقته أينما ذهب، وسرعان ما ينطلق الاثنان خارج المستعمرة لأول مرة ليكتشفا الحياة بكل ما فيها.

####

"يوم الدين" يُثير الجدل بلجنة الفيلم المصري المرشح للأوسكار

أحمد طه

"إيلاف" من القاهرة: أثار فيلم "يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقي الجدل في لجنة اختيار الفيلم المصري المرشح للأوسكار والتي عقدت اجتماعها الأول مساء أمس الأول واستقرت بعد تصويت سري على اختيار 5 أفلام من انتاجات السينما المصرية خلال الفترة من أول اكتوبر الماضي وحتى نهاية الشهر الجاري عبر تصويت سري.

وحسم التصويت الخيار بين الأفلام الخمسة في التصويت السري لتكون "تراب الماس"، "فوتوكوبي"، "اخضر يابس"، "زهرة الصبار" وفيلم "يوم الدين"الذي أثار اختياره ضمن القائمة من قبل النقاد حالةً من الجدل واللغط لأن غالبيتهم لم يشاهدوا الفيلم الذي عُرِضَ للمرةِ الأولى ضمن فاعليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الأخيرة. حيث اعتبر البعض ان اختياره أصبح أمراً حتمياً خاصةً وان مصر لم تشارك بأي فيلم في مسابقات "كان" منذ عدة سنوات.

ومن المقرر أن تُقام العروض الخاصة في الأسبوع المقبل على مدار يومين لمشاهدة الأفلام الخمسة التي تم الإستقرار عليها. علماً بأن "يوم الدين" الذي لم يُعرَض بعد في الصالات. سيُعرَض في سينما بمحافظة المنيا بمسقط رأس البطل على مدار أسبوع قبل 30 سبتمبر لتحقيق شرط الترشح من أجل تمثيل مصر في مسابقة الأوسكار،مع الإشارة إلى أن العروض التجارية ستنطلق يوم 26 سبتمبر بعد مشاركة الفيلم في مهرجان الجونة السينمائي بدورته الثانية.

موقع "إيلاف" في

14.09.2018

 
 
 
 
 

«كفرناحوم» ينجح في التعبير عن الطفولة البائسة والمستغلة

ندين لبكي تتغلغل في حياة المهمشين والمقهورين

زهرة مرعي

بيروت – «القدس العربي» : اختارت المخرجة اللبنانية ندين لبكي في عملها السينمائي الجديد «كفرناحوم» الناس المسحوقين أبطالاً. كانت الطفولة المعذّبة والمستغلة خيارها الأول ومن خلالهم، برزت مشاهد العائلات، التي تواصل العيش، دون أن تعرف تصنيفاً لحالها، وإن كانت من بين الأحياء أم بين الأموات. المهمشون بفئاتهم كافة حضروا في هذا الفيلم من أثيوبيا، وبنغلاديش وغيرها، تساندوا وأحسّ كل منهم بدفء الآخر.

جالت الكاميرا على الأحياء الفقيرة من فوق، صوبت أحياناً على أزقتها المهملة. طال المشهد، علّ الصورة تنطبع في الذاكرة وتطرح الأسئلة عن المسؤولية حيال هؤلاء الناس. أن يبدأ الفيلم بطبيب في مهمة رسمية لتحديد عمر سجين قاصر من خلال أسنانه، فالمشهد يباغت المتلقي بكم لا حدود له من التهميش ونكران وجود فئة من الناس. فالطفل «زين» ارتكب جناية ويقبع في سجن الأحداث، حيث لا أوراق رسمية تؤرخ لميلاده، ولا من يعترف بوجوده. حسب كشف الطبيب عمر زين 12 سنة.

اختارت ندين لبكي في سيناريو «كفرناحوم» أن يكون بطلها متميزاً بذكاء وسرعة بديهة في قراءة الواقع وما سيليه من أفعال. تعددت المشاهد التي فاق فيها وعي زين ما يمكن لبيئته أن تُكسبه من خبرات، بعضها يفوق الوصف، خاصة علاقته العاطفية القوية بشقيقته «سحر». تصغره بسنة، وكان بمثابة الأب والأم والمرشد، رغم وجود الوالدين. ثمة مشهد قاسٍ لا يغادر الذاكرة. صراع وصراخ في الشارع بين زين ووالدته، التي تحمل طفلاً على يدها، وتقود طفلتها سحر إلى قدرها المحتوم. هو مشهد الجحيم الحقيقي والتشظي العائلي. الأم تقود ابنتها إلى زواج وهي في عمر الـ11 سنة وزين يصارع رافضاً. وكأن زين كان يقرأ قدر سحر. هرب من عائلته التي قهرته وبدأ بطرح الأسئلة.

يتميز زين برحمة ورأفة اكتسبها بمعايشته لواقعه. خياله فعّال ساعده في تخطي بعض المصاعب. هكذا أرادته ندين لبكي، ربما بهدف الإبقاء على الأمل بقدرة بعض البشر على تخطي الواقع المرير. كان يفك الجنزير، الذي تُربط به شقيقته الصغيرة. ففي داخله كان يفرق بين الإنسان والحيوان. 

في أكثر من مشهد كان ثمة تماه بين زين وجانب من حياة بطل فيكتور هيغو في رواية «البؤساء». «جان فالجان» أحياء الفقر في لبنان سرق الفوط الصحية لشقيقته التي بلغت ولم تدركها والدتها بالارشاد، فكان زين مرشد التغيرات الجسدية الحاسمة. وسرق لإطعام الطفل يوناس بعد اختفاء والدته، لكن الأخير لم يستسغ الحليب المجفف، فهو اعتاد صدر والدته، والجوع كان يدفعه للبحث عنه تحت قميص زين.

إسترسلت ندين لبكي في التفاصيل التي تضيء على قهر نفسي متواصل لدى زين، خاصة مشهد اتوكار المدرسة الذي تكرر، والطفل يراقبه متحسراً. وكذلك مشاهد عنايته بالطفل يوناس. ومقابل ذاك القهر كان ذكاء زين يظهر في أكثر من مناسبة، حيث يصح فيه المثل القائل «الحاجة أم الاختراع».

يكتمل لقاء المشردين والمنبوذين والفقراء من لبنانيين وعرب وأجانب في سوق الأحد. ولا يغيب مشهد السماسرة ومهربي وتجّار البشر عن المكان، الذي يتكاتف فيه المهمشون أو يتصارعون. وفي لحظة قهر خلال محاكمة زين يستخلص أن «رب العالمين بدو يخلينا مماسح للأرض». 

في «كفرناحوم» يتساوى المهمشون من كافة الطوائف والمذاهب. بسرعة مرّت الكاميرا على مشهد الصليب المعلق وسط الشارع، وعلى المئذنة المرتفعة في الحي نفسه. مهمشون من النازحين السوريين، ومعهم لبنانيون كثر، ومن البلدان الأفريقية والأسيوية كافة، التي صارت لها جاليات كبيرة من العمالة في لبنان.

الفقراء المهمشون يسكنون الأحياء الفقيرة نفسها ويتقاسمون المرارة نفسها مهما كانت الجنسية. ويتجاورون في أماكن التوقيف المكتظة لدى الأمن العام اللبناني.

هذا الأسى المكثّف يترك لدى مشاهدته الكثير من الأعباء النفسية. وهنا يمكن التأكيد على نجاح المشاهد التي قدمتها المخرجة، التي تضافرت مع السيناريو وتغلغلت في النفوس. مشاهد تركت المتلقين حيال أسئلة تشكل عبئاً على الضمير الإنساني. لكنها ليست كذلك على من يأكلون «اللقمة من تم» من فم الفقراء.

إختصار «كفرناحوم» بالسؤال المباشر من القاضي لزين: «لماذا قررت أن تقاضي والديك؟ والجواب: لأنهم خلفوني». أي حصر الأسباب بكثرة الإنجاب تسطيح للمشاكل الإجتماعية والإقتصادية، وتبرئة للمسؤولين من مسؤولياتهم. 

ابتسم زين للصورة، التي ستحملها بطاقة هويته. ابتسم بإلحاح من المصور. ابتسامته جميلة ومشرقة. فهو ولأول مرّة يملك اعترافاً بوجوده، لكن هذا ليس حلاً كاملاً لطفولته المنتهكة. يحتاج لاعتراف بإنسانيته وحقوقه كطفل!

دخول المخرجة ندين لبكي إلى حياة المهمشين تميز بالشفافية والإحساس العالي. اختارت ممثلي فيلمها من غير المحترفين ونجحت في إدارتهم جيداً. في «كفرناحوم» تعاونت مع المؤلف الموسيقي خالد مزنر في كتابة الموسيقى التصويرية، وكذلك في ادارة الإنتاج. وقد سجلا معاً نجاحاً مميزاً لفيلم امتد 123 دقيقة، حصد جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان. ينطلق في صالات لبنان بدءاً من 20 الشهر الجاري.

القدس العربي اللندنية في

14.09.2018

 
 
 
 
 

"عشرة أيام قبل الزفّة" يعيد سحر السينما إلى اليمنيين في عدن

عرض فيلم "عشرة أيام قبل الزفّة" للمخرج اليمني عمرو جمال في مسرح مؤقت في عدن يلاقي إقبالا كبيرا من قبل اليمنيين.

فكرة مجنونة

عدن – حبس المخرج اليمني عمرو جمال أنفاسه ليلة العرض الأول لفيلمه الأول في مسرح مؤقت في عدن، خوفا من عدم حضور أي شخص، لكن ليلة بعد ليلة صارت الصالة تمتلئ بسكان المدينة.

ففي هذا البلد الذي تمزّقه الحرب، لا يُتصوّر أن يتوافد الناس بكثافة على صالات العرض، لكن فيلم “عشرة أيام قبل الزفّة” الذي أخرجه عمرو جمال، وهو واحد من الأفلام اليمنيّة القليلة في السنوات الماضية، جعل الكثيرين من سكان عدن يُقبلون عليه، مصطحبين أطفالهم وأصدقاءهم وجيرانهم.

تدور قصة الفيلم حول رشا ومأمون اللذين أجّلا موعد زفافهما العام 2015 مع بدء تدخّل التحالف العربي لوقف تقدّم المتمرّدين الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء في سبتمبر 2014.

ويحاول مأمون ورشا مرة أخرى الزواج بعد هدوء الحال في عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، لكنهما يواجهان صعوبات ما بعد الحرب من بينها الفقر والاغتيالات والاشتباكات المتقطعة.

ويقول المخرج عمرو جمال “كنا متخوفين من عدم قدوم الجمهور (…) قلنا من المستحيل أن يكون الحضور كثيفا لأن الناس خائفة”.

فيلم يمثّل اليمنيين

وأضاف “لكن ما حصل كان غير متوقع”.

ويرى جمال أن “هناك حرباً موازية دائما بعد انقضاء الحرب بشكلها الرسمي” موضحا أن فيلمه الذي حقق نجاحا كبيرا في أوساط السكان في عدن يتحدث عن “ظلال هذه الحروب وتبعاتها (…) طموح الشباب وأحلامهم كيف تُدمّر أمام هذه التبعات في كل بلدان النزاع حتى هذا اليوم في الوطن العربي”.

ولاقى الفيلم الذي يحاكي مشاعر الكثير من اليمنيين نجاحا في محافظة عدن.

ويقول علي اليافعي الذي حضر أحد العروض “الفيلم كان رائعا. تجربة جميلة جدا في عدن. لقد تحدّث عن واقع عدن، عن هموم الناس، عن الحروب التي مرت بهذه المدينة التي تعاني وتستحق الالتفات لها”.

ورأى محمد أنور الذي أتى لصالة العرض مع طفلته الرضيعة أن الفيلم “لا يوصف”، وأنه “يصوّر الواقع”.

ومع أن الفيلم حقق نجاحا محليا، لكن مُخرجه عانى للحصول على تمويل “متواضع″، وقد صُوّرت مشاهده في اليمن بميزانية قدرها 33 ألف دولار.

ولم يعثر الفريق على أي صالة لعرض الفيلم، كون صالات السينما المحلية أغلقت أبوابها بسبب الخراب أو نقص المال.

ولذا، قام الفريق بتحويل صالة أفراح محلية إلى مسرح لعرض الفيلم، وقاموا بترتيب الكراسي في صفوف ونصبوا شاشة واسعة.

وواجه فريق العمل صعوبات يومية في اليمن مثل انقطاع الكهرباء أو قطع شبكات الهواتف النقالة.

ويشرح المخرج “كنا نضطر إلى التوجه إلى بيوت الممثلين، وبيوتهم في أماكن مترامية الأطراف، لإبلاغهم بتغييرات في الجدول أو موقع التصوير”.

ويقول إن الفضل في إنتاج الفيلم يعود إلى الشعب اليمني. مؤكدا أن العديد من الناس ساعدوا طاقم العمل وقدموا لهم المياه وشجّعوهم وتعاونوا معهم للتصوير في منازلهم ومتاجرهم.

ويعترف جمال أن فكرة صنع فيلم في اليمن وسط الحرب، كانت “مجنونة”.

ولكنه يرى أن ذلك “أضفى للعمل قيمة أكبر لأنه أصبح يمثل روحا للتحدي” حتى للجمهور “الذي شعر أن الفيلم يمثّله”.

لطالما سعى صانعو الأفلام اليمنيون إلى تمثيل بلادهم وشعبهم على الشاشة الفضية لعقود.

وبعد توحيد الشطرين الجنوبي والشمالي العام 1990، خسرت اليمن تدريجيا صالات السينما بسبب الإهمال والفقر والحرب، وحتى الفتاوى الدينية.

ولكن المخرجين اليمنيين لم يستسلموا، وظلّ البلد ينتج عددا صغيرا من الأفلام عرضت في السنوات الماضية.

ورُشّح فيلم “ليس للكرامة جدران” للمخرجة اليمنية سارة إسحاق لجوائز الأوسكار في فئة أفضل فيلم وثائقي قصير، ويحكي الفيلم قصة خروج تظاهرة غير مسلّحة في شوارع العاصمة صنعاء ووجهت برصاص القناصة.

والتظاهرة التي خرجت في 18 من مارس 2011 في العاصمة اليمنية أصبحت واحدة من أكثر الأيام دموية في تاريخ البلاد.

وأخرجت اليمنية خديجة السلامي فيلم “أنا نجوم، ابنة العاشرة ومطلقة” العام 2014. ويروي قصة الطفلة نجود محمد علي، أول طفلة يمنية تحصل على الطلاق متحدّية والديها، بعدما زُوّجت قسراً.

العرب اللندنية في

14.09.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)