كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

صراع عالمى بين 13 دولة للتتويج بأفضل فيلم أجنبى فى أوسكار 2019

* خالد محمود *

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2019)

   
 
 
 
 
 
 

اليابان تخوض السباق بـ«سارقو المتاجر» و«فتاة» بلجيكا يلفت الأنظار

فلسطين حاضرة بـ«صائدو الأشباح»

رومانيا تغازل الجائزة تحت شعار «لا يهمنى إذا ذهبنا للتاريخ كبربر».. والفيلم يفضح مجزرة أوديسا الشهيرة خلال الحرب العالمية الثانية

يبدو أن المنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى، التى سيتم إعلانها أوائل العام القادم فى حفل الجائزة الأكبر فى العالم والتى تحمل رقم 91 ستكون ساخنة للغاية، وقد كشفت مبكرا دول عديدة عن الأفلام التى رشحتها لتمثيلها لخوض السباق

وهى التى عرضت فى المهرجانات السينمائية الكبرى ونالت معظم جوائزها، كما حظيت على تقدير وإعجاب الجمهور والنقاد معا، لما تتمتع به من مستوى فنى رفيع، وما تطرحه من قضايا وإشكاليات اجتماعية وسياسية معاصرة كبرى، بالاضافة إلى إعادة قراءة ومحاكمة لأحداث تاريخية مؤثرة مضت، وهى انتظار التتويج بالجائزة الأسمى يوم 24 من فبراير 2019.

ووفق موقع «فارايتى» اختارت اليابان فيلم «Shoplifters» أو «سارقو المتاجر» الحائز على السعفة الذهبية فى الدورة السابقة من مهرجان كان السينمائى ليكون ممثلها الرسمى فى جائزة الأوسكار للمنافسة على جائزة أفضل أجنبى، الفيلم من تأليف وإخراج «هيروكازو كوريدا» وهذه هى المرة الثانية التى ينافس فيها فيلم لـ«كوريدا» على جائزة الأوسكار بعد ترشيح فيلمه السابق «Nobody Knows» لجائزة الأوسكار فى فئة أفضل فيلم أجنبى.

«سارقو المتاجر» من بطولة ليلى فرانكى وساكورا أندو، وهو فيلم يجعلنا نتساءل عن الصلات بيننا وبين أسرتنا وبين من نعدهم أقرب الناس إلينا.

حيث تدور أحداثه حول عائلة تعيش على سرقة المحال التجارية، يقررون تبنى إحدى فتيات الشوارع، لتنقلب الأحداث فى إطار من الدراما والكوميديا، فنحن أمام أوسامو شيباتا (ليلى فرانكى) رجل نحيل ذو قسمات طيبة، نراه فى بداية الفيلم فى متجر للمواد الغذائية والمنزلية بصحبة الصغير شوتا (جايو كايرى). يبدوان لنا كأب وابنه فى جولة للتسوق، ولكننا نلحظ أن شوتا الصغير يتحين الفرص لوضع بعض الأغراض فى حقيبته بدون دفع ثمنها. يتضح لنا أن أوسامو هو رب أسرة كبيرة تتعايش على هذه السرقات الصغيرة، وتقتاد يومها منها. فى ليلة باردة بعد جولة لسرقة بعض الحوائج المنزلية، يجد أوسامو طفلة صغيرة فى نحو الخامسة، تبدو خائفة، وترتعد بردا وجوعا وتختبئ من الأنواء، فيقرر اصطحابها لبيته حتى تحظى ببعض الدفء والطعام.

مخرج الفيلم هيروكازو كوريدا قال «إن الفيلم يتمحور حول العائلة ووقوفهم معا وقت الشدة».

وأعلنت بلجيكا عن ترشحيها لفيلمها الدرامى «Girl» أو «فتاة» للمخرج لوكاس دونت، للمنافسة على الجائزة.

يدور الفيلم حول «لارا» التى تبلغ من العمر 15 عاما، تحلم بأن تصبح راقصة باليه ونجمة.. وبدعم من والدها، تسعى بكل قوة وإرادة فى تدريباتها للوصول لهدفها حتى وإن كانت هناك بعض المعاناة، لكن هذا الجسد الذى ينمو كجسد صبى لا ينحنى بسهولة أمام الانضباط والسلوك الذى تفرضه لارا، لأنها ولدت فتى.

الفيلم يحمل عنوانا مباشرا وتلك هى الاشارة الأولى المميزة من المخرج والمثيرة للاهتمام، والميزة الاخرى هى جرأته فى معالجة موضوع صعب كالذى نحن بصدده، والذى منح شخصياته فرصة أداء رائع برع فيه الممثلون، وهذه هى الميزة الثالثة للمخرج لوكاس دونت، فهو دائما ما يصنع من المواهب نجوما مثلما قدم فى فيلمنا فيكتور بولستر.

رحلة بطلتنا أو بطلنا كانت مليئة بالتحديات، فهى تذهب دائما للطبيب بحثا عن علاج يخلصها من الذكورة، لتنمو كأنثى، يمنحها الطبيب الأمل، لكن المسألة تسير ببطء وتشعر بالقلق تجاه متاعب تدريبات الباليه، ثم تجىء النهاية التى صفق لها جمهور المهرجان طويلا، حيث قررت بطلتنا التخلص من «العضو الذكرى» بجسدها لتصبح بالفعل «Girl».. تلك النهاية بلا شك واحدة من أكثر النهايات جدلا وحديثا كبيرا لدى عرض الفيلم بشكل عام بالعالم.

الفيلم بالفعل يشكل حالة سينمائية متقنة وخالصة الابداع كفيلة بتحقيقه النجاح. وهو يعكس روح مهرجان كان فى اختياراته، والى أى مدى تعكس القصص الإنسانية حتى لو كانت «استكشاف الجنس»، مذاقا خاصا للسينما ومجالا رحبا للتألق.

والفيلم شارك مؤخرا بعدد من المهرجانات العالمية، منها مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الأخيرة، بمسابقة «نظرة ما» وفوزه بـ4 جوائز وهم جائزة «الفبريسى» وجائزة «الكاميرا الذهبية»، وجائزة «Queen Palm»، وجائزة أفضل ممثل لفيكتور بولستر، وسط إشادة العديد من النقاد والسينمائيين بالمستوى الفنى للفيلم، ومن المقرر عرض الفيلم تجاريا فى شهر نوفمبر المقبل.

ومن أهم الأفلام المشاركة بالقائمة هذا العام، هو الفيلم الفلسطينى «Ghost Hunting» او «اصطياد الاشباح»، وفيه يقدم المخرج الفلسطينى رائد أنضونى فيلمه الجديد، الفائز بجائزة سعدالدين وهبة بالقاهرة السينمائى وأفضل وثائقى بمهرجان برلين فى دورته الاخيرة، والذى يعد إعادة تركيب للواقع، وهو واقع السجناء والذاكرة المؤلمة للمخرج نفسه الذى أمضى فى سجن المسكوبية الشهير وعانى قسوة المعاملة بداخله، ثلاث سنوات، وهو يصور طريقة التحقيقات التى يقوم بها الإسرائيليون مع السجناء الفلسطينيين فى هذا السجن.

فى الفيلم يضع المخرج رائد أنضونى إعلانا بصحيفة فى رام الله. أنه يبحث عن السجناء السابقين من مركز الاستجواب المسكوبية فى القدس حيث قضوا مرحلة من حياتهم.. فى إعلانه يطلب أنه يجب أن يكون لدى هؤلاء الرجال أيضا خبرة الحرفيين والمهندسين المعماريين. لأنه سيشارك من يقع عليهم الاختيار ليس فقط فى تجسيد أدوارهم بالسجن، وما تعرضوا له بداخله، ولكن ليساهموا ببناء ديكور لنسخة طبق الأصل من غرف الاستجواب بالمركز كما شاهدوه فى الواقع، حيث ستكون القاعات تحت إشراف دقيق من السجناء السابقين وبناء على ذاكرتهم. ثم بعد ذلك يقومون بإعادة تمثيل عمليات الاستجواب، وهذا هو ما يجرى بالفعل داخل أحداث الفيلم، فالمخرج والمساجين يدخلون طوال الوقت فى مناقشة تفاصيل صغيرة حول مشاهد العنف وعن الإهانة التى واجهوها أثناء احتجازهم، وذلك باستخدام تقنيات تشبه ما يسمى «مسرح المضطهدين».. يعملون معا لتهويل تجارب الحياة الحقيقية. وأجمل لحظات الفيلم هى ان تلك الذكريات المؤلمة أعادت مشاهد الصدمة إلى الواجهة من جديد لتترك تأثيرها الكبير على الرجال جسديا وعقليا على حد سواء لاندماجهم الكامل فى تجسيد المأساة التى يعيشونها.

فطوال الوقت يهيم حولك السؤال: أنت أمام سجناء سابقين أم ممثلين يجسدون شخصيات اعتقلت بالسجون الإسرائيلية.. إنهم بلا شك الاثنان معا، فالكادر يطوف طوال الوقت بين صرخات أوقات مؤلمة، وأحلام تسكن حريتها الجدران.. لقد أراد رائد أنضونى أن يتجاوز كل أشباح ومآسى تجربته الشخصية، بل ويهزمها بداخله بعمل يجسد فيه شخصيته الحقيقية كمخرج ذاق الاعتقال، وهو يصور حاضره وحاضر أبطاله، فى لغة سرد طازجة تلمس معها بسخرية الذكريات والتشوهات النفسية احيانا

مع تتابع المشاهد تكتشف أن الآلام لا تزال حية بآهاتها داخل شخصيات أنضونى، وهو ما يعبر عنها حديثهم عنها طوال الوقت، ليضفى حميمية واقعية، فالكثير من مشاهد الانهيار والدموع والآلام نتابعها فى رحلة بناء السجن، ويبدو أن المخرج نجح فى أن يضبط انفعالات شخصيات الفيلم والتعامل معها دون إيذاء مشاعرهم وخاصة فى لحظات الحكى الشخصية لفترات الاعتقال وفقدان النفس والجسد والتى تجعل من الخيال المهرب الوحيد، لنرى تنوع مواهبهم بين الشعر والرسم التى مزجت بين التسجيلى والروائى وهو القالب الذى منحه التميز.

حقق المخرج الفلسطينى «رائد أنضونى» انتصارا مزدوجا عبر فيلمه «اصطياد أشباح» الذى عرض فى ختام مهرجان «أيام بيروت السينمائية»، فهو أولا أحيا الذاكرة الدموية للممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية فى سجون الاحتلال من خلال قصص واقعية رواها سجناء «المسكوبية» فى القدس، وثانيا فوز الفيلم بالجائزة الفضية من مهرجان برلين السينمائى الدولى الـ 67.

الأداء الفطرى والمؤثر للابطال كان ملفتا، صحيح أن بعضهم محترفون (رمزى مقدسى) إلاّ أن عددا كبيرا من السجناء السابقين شاركوا بواقعية شديدة وأعادوا تجسيد المعاناة التى عاشوها، ما أعطى فرصة أكبر للتنفيس عن آثار الممارسات القاسية التى واجهوها بعزيمة؛ يتحررون مرة أخرى بدفء «العائلة والأرض والوطن».

بينما رشحت بيلا روسيا فيلم «Crystal Swan» أو «بجعة كريستال» من إخراج داريا زوك تدور أحداثه فى فترة التسعينيات، حول فتاة تعمل كمنسقة موسيقية وتواجه العديد من المشاكل بسبب تزويرها لجواز سفرها، وهو الأمر الذى يضعها فى موقف صعب ما بين العودة إلى وطنها، أو تحقيق الحلم الأمريكى بطريقة غير شرعية، وقد عرض الفيلم مؤخرا بفاعليات مهرجان «كارلوفى فارى السينمائى الدولى»، ورشح لجائزة «شرق الغرب»، ومن المقرر عرض الفيلم تجاريا نهاية الشهر الجارى فى روسيا.

فيما رشحت ألمانيا فيلم الدراما والتشويق «Never Look Away» لا تنظر بيعيدا «للمخرج الشهير هينكل فون دونير سمارك لتمثيلها بفئة الأفلام الأجنبية فى التنافس على جوائز الأوسكار الـ 91، وهو بطولة بولا بير، وتوم شيلينج وتدور أحداثه فى التى تمتد لأكثر من مائة وثمانين دقيقة، حول فنان ألمانى يدعى «كيرت بارنرت» والذى يفر من ألمانيا الشرقية ليعيش فى ألمانيا الغربية، ولكن يجد صراعا ما بين طفولته التى عاشها وسط النازية والحكم الألمانى الذى يدعمه الاتحاد السوفيتيى، ولذلك يستخدم لوحاته للتصالح مع صدمات طفولته ويمتدّ الفيلم إلى ثلاث فترات مضطربة فى التاريخ الألمانى، وقد عرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الأخيرة، ورشح لجائزة أفضل فيلم، بالإضافة إلى العرض فى البندقية، سيتم عرض الفيلم أيضًا كجزء من تشكيلة مهرجان تورنتو السينمائى الدولى، وفقا لما نشره موقع «Variety».

اختارت فنزويلا فيلم «العائلة» ليمثلها بصورة رسمية فى قسم «فئة الأفلام الأجنبية» فى حفل توزيع جوائز الأوسكار رقم 91

الفيلم أخرجه جوستافو روندو كوردوفا، ويتناول قصة أب وطفلة بالغة من العمر 12 عاما، يذهبان سويا فى رحلة تغير الحياة، وكانت آخر مرة اختارت فيه فنزويلا فيلما ليمثلها فى جائزة الأوسكار فى عام 1978.

كما تشارك أوكرانيا هذا العام بفيلمها الدرامى «Donbass» «دوناباس» من إخراج سيرجى لوزنيتسا، والذى شارك مؤخرا بمسابقة «نظرة ما» بفاعليات مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الأخيرة، كما فاز بجائزة الإخراج للمخرج الروسى سيرجى لوزنيتسا، والذى تدور أحداثه فى أوكرانيا الشرقية، ومعاناة المجتمع الأوكرانى خلال تأثير حملات التشويه والتلاعب الحاصل فى هذه الفترة.

بينما اختارت السويد فيلم «Border» أو «حدود» للمنافسة على جائزة الأوسكار وتدور أحداث الفيلم فى إطار من الإثارة والفانتازيا حول أحد ضباط الجمارك والذى يقوم بالتحقيق مع أحد الغرباء ليكتشف ان قضيتها تتمحور حول سؤال يتعلق بوجودها فى الحياة، والفيلم للمخرج الإيرانى على عباسى، وفاز الفيلم بجائزة «نظرة ما» بفاعليات مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الأخيرة، إلى جانب فوزه بجائزة «CineVision» بفاعليات مهرجان ميونيخ السينمائى فى دورته الأخيرة.

اما المملكة المتحدة فدفعت بفيلم «I Am Not a Witch» أو «أنا لست ساحرة» اخراج رونجانو نيونى، وقد فاز الفيلم بجائزة البافتا كأفضل كاتب ومخرج ومنتج بريطانى، كما رشح لجائزة «الكاميرا الذهبية» بفاعليات مهرجان كان السينمائى عام 2017، وتدور أحداث الفيلم على مدار 93 دقيقة حول فتاة زامبية تتهم بممارستها للشعوذة، والفيلم حقق نجاحا كبيرا على المستوى النقدى، ومن المقرر عرض الفيلم تجاريا خلال هذا الشهر.

ورشحت تركيا فيلمها الدرامى «The Wild Pear Tree» «شجرة الكمثرى البرية» للمنافسة على جائزة الأوسكار بقائمة أفضل فيلم أجنبى بحفل توزيع الجوائز العام المقبل، والفيلم تدور أحداثه على مدار 188 دقيقة، حول عودة كاتب واعد إلى بلدته القروية، لتلاحقه ديون والده، والفيلم نافس على جائزة «السعفة الذهبية» بفاعليات مهرجان كان السينمائي وهناك الفيلم الرومانى I Do Not Care If We Go Down in History as Barbarians «أنا لا يهمنى اذا ذهبنا إلى التاريخ كبربر» للمخرج رادو جود

والفيلم تم عرضه عالميا بفاعليات مهرجان «كارلوفى فارى السينمائى الدولى» فى دورته الأخيرة، كما فاز بجائزتى «Crystal Globe» كأفضل فيلم، وجائزة «Label Europa Cinemas»، والفيلم يمثل المشاركة الثانية لرومانيا بهذه القائمة منذ ترشيحها لفيلم «Aferim!» عام 2016، وتدور أحداثه حول مدير مسرح تدعى «ماريانا»، والتى تحاول فضح مجزة أوديسا الشهيرة عام 1941 خلال الحرب العالمية الثانية، والتى قام الجيش الرومانى بقتل الآلاف من اليهود، ومن المقرر طرح الفيلم تجاريا فى شهر سبتمبر من العام الجارى.

وفى تقديمه لفيلمه قال المخرج رادو جود ــ بعد أن شكر فريق عمله ــ إن الفيلم مصنوع بحب، وإن به كثيرًا من الكلام والحوارات، وكثيرًا من الفكاهة، وبعض الألم، وفى المنتصف سيكون به بعض الملل والضجر، وربما ترغبون فى الخروج وعدم إكماله، لكن قرب نهاية الفيلم سيعود له الإيقاع القوى، وسيكون «الماستر سين» فى ختام الفيلم.

وينافس ايضا فيلم Take It or Leave It «خذها أو اتركها» الذى يمثل إستونيا، من إخراج لينا تروشكينا فاناتالو.
وتدور أحداث الفيلم فى إطار درامى حول رجل يبلغ من العمر ثلاثين عاما، وهو عامل بناء يتلقى نبأ حول صديقته السابقة «مونيكا» التى لم يرها منذ 6 أشهر والتى تقرر أن تعمل فى محاولة منهما لأخذ قرار حول تربية ابنتهما والتى ستوضع للتبنى إذا لم يصلا لقرار نهائى
.

كما ينافس من سلوفاكيا فيلم «The Interpreter» «المترجم» من اخراج مارتن سوليك

الفيلم من نوعية الأعمال الدرامية، والتى تدور أحداثها حول رجل عمره 80 عاما، يقوم بقراءة كتاب خاص بأحد ضباط وحدات الـ«إس إس» التابعة لمنظمة الحزب النازى الألمانى، والذى يصف من خلاله وقت الحرب أثناء خدمته فى سلوفاكيا، ليكتشف العديد من الأسرار بالكتاب منها مقتل والديه على يد هذا الضابط، والفيل رشح لجائزة «The LianVanLeer» بمهرجان القدس السينمائى فى دورته الأخيرة.

الشروق المصرية في

09.09.2018

 
 
 
 
 

«رد فورد» ترك عين الكاميرا ووقف خلفها....

محمد حجازي

مع مباشرة عرض آخر أفلامه (The old man and the gun) في 28 أيلول/سبتمبر الجاري في الصالات الاميركية يبدأ النجم المخضرم الكبير روبرت ردفورد (82 عاماً) إعتزالاً ميدانياً للعمل كممثل على الشاشة الكبيرة، لكنه لم يحسم أمر الإخراج في حياته، وما إذا كان بصدد التوقف أم لا عن الإخراج تاركاً ذلك للظروف التي تواجهه.

في الفيلم الأخير يلعب «رد فورد» دور اللص الظريف والمحترف فوريست توكر الذي إعتاد السرقة ومن ثم الخروج بريئاً من أي تهمة توجه إليه، ومعه في الشريط كايزي أفلك، وزميلته القديمة سيسي سباسبك (في دور جويل) وهي اليوم في التاسعة والستين من عمرها، وداني كلافر، توم واتيس.

الفيلم الذي توزعه فوكس تولى إخراجه ديفيد لوري الذي كتب السيناريو بالتعاون مع ديفيد غران الذي كتب العديد من المقالات كانت مصدر الهام للفيلم، وتم التصوير في بنتل أوهايو، وجاءت النسخة الموزعة في 93 دقيقة فقط.

مئة تجعيدة وتجعيدة على صفحة وجهه الوسيم إعتبرها أخيراً من علامات وضع حد لمسيرته الطويلة التي بلغت الـ 6 عقود من النجاحات والعمل مع أهم النجوم الأسطوريين الذين مروا على هوليوود، وهو اليوم مع كيرك دوغلاس (102 من السنوات) يعتبر من آخر الكبار الخالدين الذين عرفوا شهرة عالمية كاسحة وما زالت أخبارهم تحظى بالإهتمام في كل مكان من العالم نظراً لماضيهما المشرف على الشاشة وفي الحياة.

لم تمر حياة «رد فورد» هباء، فهو من الندرة الذي إستطاع أن يقف ويقول لا للشركات الكبرى في هوليوود، رافضاً إستحواذها على كل المشاريع السينمائية الضخمة ومنعها عن باقي المواهب المستقلة، وهو ما جعله ينطلق مع السينما المستقلة ويطلق المهرجان السينمائي الأهم بعد الأوسكار في أميركا: «ساندانس»، الذي عرف اكتشافات سينمائية لمخرجين أنجزوا أفلامهم من خلال شركات إنتاجية متوسطة ومتواضعة الميزانيات، لكنها إستطاعت إنجاز أفلام مهمة فتحت الباب أمام سينمائيين متميزين قادرين على إبداع أفلام من نوع آخر، مغاير للنمطية التي باتت عليها نتاجات الشركات الكبيرة من مترو غولدن ماير، الى يونيفرسال، فوكس، كولومبيا، وحتى تلك التي يملك ثلث أسهمها ستيفن سبيلبرغ «دريم وورك».

مشروع ردفورد كان رائعاً، وقد عرفنا على سينما مختلفة، أقوى أحياناً لكنها في كل الأحوال تتمتع باستقلالية ما على الاقل، وإختلاف هو في مصلحة الفن السابع دونما شك.

وفي أدواره التي أداها لطالما وقفنا عند جديد فيها، لا بد لها أن تحمل ما هو خاص، ورسالة من نوع نموذجي، بحيث لا يكون هذا الفيلم أو ذاك مجرد زيادة عدد، وهو القائل:

«أردت دائماً من السينما أن تحمل جواباً على أسئلة إنسانية تراودني في الغالب، وعندما أتأخر في تقديم الجديد يكون علي العثور على جديد لم أتوصل إليه بعد».

ما زال هذا الممثل حتى اليوم محط أنظار جميلات السينما. جين فوندا وصفته بالرجل المتكامل الذي تحلم به أي امرأة، وقالت عنه «بربارا سترايسند»: إن الكاريسما التي سحر بها مشاهدي الشاشة الكبيرة طوال 60 عاماً، ليست سوى سر إلهي يحمله في روحه الرائعة كرجل وإنسان، إنه كيان خاص: أما بول نيومان زميله في (Butch cassidy and the sundance kid) فأعطاه لقب: النجم الساحر، مشيراً إلى ان هذا الفنان يلمع مهما فعل، إنه فعلياً يمتلك طاقة مذهلة من الضوء في شخصيته.

وربما كانت أهم مغامراته السينمائية الفيلم الذي صوره قبل خمس سنوات بعنوان: (All in lost) للمخرج «جي ساندور» في ساعة و46 دقيقة، وظهر فيه لوحده يعاند ويصارع العواصف والأمواج على متن مركب في عرض البحر، وكان ممثلاً عظيماً مقنعاً ومتماسكاً إلى آخر الحدود.

ينسحب النجم الكبير من أمام عين الكاميرا، ويلتف خلفها لمعرفة ما إذا كان ممكناً بعد أن يدير عملاً سينمائياً بخبرة إبن الـ 60 عام خبرة.

اللواء اللبنانية في

10.09.2018

 
 
 
 
 

قائمة "الخمسة".. من يمثل مصر في الأوسكار؟

بقلم: أسامة عبد الفتاح

** لجنة "السينمائيين" تختار غدا من بين أفلام التصفية الأخيرة بعد عروض خاصة لها

يتحدد غدا الأربعاء الفيلم الذي سيمثل مصر في مسابقة الأوسكار الأمريكية لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية – غير الإنجليزية بطبيعة الحال – وذلك في التصويت النهائي الذي تجريه اللجنة التي شكلها المخرج مسعد فودة، نقيب السينمائيين، لاختيار فيلم واحد من قائمة قصيرة تضم خمسة أفلام تنطبق عليها شروط أكاديمية الأوسكار الأمريكية، وأهمها أن يكون الفيلم قد عُرض تجاريا في الفترة من أول أكتوبر 2017 إلى آخر سبتمبر 2018.

وكانت اللجنة قد اختارت الأفلام الخمسة في اقتراع سري مباشر خلال أول اجتماعاتها الثلاثاء الماضي بالمجلس الأعلى للثقافة بحضور 37 من أعضائها اتفقوا على آلية اختيار القائمة القصيرة، ثم تنظيم عروض خاصة لمن لم يشاهد أيا من أفلامها، ثم التصويت الحاسم غدا.. والأفلام الخمسة هي: "يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقي، و"أخضر يابس" لمحمد حماد، و"تراب الماس" لمروان حامد، و"فوتوكوبي" لتامر عشري، و"زهرة الصبار" لهالة القوصي، فمن يمثل مصر؟ فيما يلي نظرة على الأفلام الخمسة قد تساعد على الإجابة:

رغم أن كثيرين يعتقدون أن "يوم الدين" قريب من هذا الشرف لأنه شارك في المسابقة الرسمية للدورة الأخيرة من مهرجان "كان" السينمائي، وبالتالي يحظى بسمعة دولية طيبة، إلا أنني أرى أن الأمور ليست محسومة بالنسبة له لأن بعض أعضاء اللجنة - ممن أثق في رأيهم - كانوا قد شاهدوه في عروض سابقة وأبدوا بعض التحفظات الفنية عليه، لكنه يظل الأوفر حظا بلا شك، علما بأنني شخصيا لم أشاهده حتى كتابة هذه السطور.

وهناك "أخضر يابس" الذي حقق نجاحا دوليا هو الآخر وفاز بالعديد من الجوائز حول العالم ومنها ذهبية الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان المكسيك السينمائي وجائزة أفضل مخرج لمحمد حماد من مهرجان دبي السينمائي الدولي 2016.. وهو ينتمي إلى سينما حقيقية تتحدث - بصدق وحميمية - عنا، وعن الذين يشبهوننا من الشريحتين الوسطى والدنيا من الطبقة المتوسطة المصرية، وليس عن المهمشين وسكان العشوائيات الذين يتاجر بهم البعض دون أن يساعدوا في حل مشكلاتهم، ولا عن رجال الأعمال الذين ينشغل بهم البعض الآخر ويداعبون بعالمهم المخملي خيال البسطاء.

وبالإضافة للتفاصيل الفنية، يمثل العمل تجربة صناعية سينمائية جديرة بالإعجاب والدراسة أيضا، حيث اشترك في إنتاجه وتنفيذه مجموعة من الأقارب والأصدقاء، في تأكيد على روح الفريق، وفي دليل على أن الفن الجيد لا يحتاج بالضرورة إلى ميزانيات ضخمة وشركات كبيرة، بل يتطلب فقط الحب والجدية والإيمان بالمشروع المراد تنفيذه.

وفي القائمة "تراب الماس"، الذي كنت قد نسبت تألقه، وما بدا عليه من جودة وتماسك، وما حققه من نجاح تجاري، بالكامل لمخرجه مروان حامد وقدراته التقنية الملحوظة، والفنانين والفنيين الأكفاء المهرة الذين تعامل معهم، وليس للسيناريو والبناء الدرامي الذي يعاني عددا من العيوب، والذي يحتوي على بعض الشخصيات والخطوط والأفكار الدرامية النمطية، التي بذل حامد جهدا كبيرا لمداراتها. ويمكن للمرء أن يلمس هذا الجهد الكبير في إدارة الممثلين، واستخراج أفضل ما لديهم، والعناية الفائقة بالتفاصيل الصغيرة لتصميم المناظر، والدراسة العلمية لزوايا وعدسات التصوير، ومعدات وأساليب الإضاءة، والعمل الشاق المبدع على المونتاج.

والفيلم الرابع هو "فوتوكوبي"، الذي ينتمي للنوعية التي أحبها من السينما الإنسانية الناعمة ذات الإيقاع الذي يدعو للتأمل من خلال عامل مطبعة سابق في "دار الهلال" يمتلك مكتبة لتصوير ونسخ المستندات، ويرى أن مهنته والعالم من حوله يتلاشى تدريجيًا ولا يقدر على التكيف معه.. وأثناء تصويره أحد المستندات، يعثر على موضوع عن الديناصورات ليبدأ رحلة البحث عن أسباب انقراضها كأنه يسعى لمنع انقراضه هو الآخر، ويدفعه هذا الهوس الذي يتحول إلى تشبث بالبقاء، وكذلك شغفه بجارته، إلى إعادة اكتشاف الحب والصداقة والمعنى الحقيقي للحياة.

لكنني، في نفس الوقت، أرى أن العمل يبدو مثل مشروع فيلم قصير تم مطه وتكبيره ليصبح طويلا، بدليل "قماشته" الدرامية الضيقة ومشاهده الستاتيكية التي تمت إعادتها مرارا وتكرارا لملء المساحة وتطويل المدة.. وتتركز معظم مشكلات الفيلم في السيناريو، الذي انشغل بتلك المشاهد عن تعميق الشخصيات والخطوط الدرامية الضرورية لإبراز فكرة الفيلم الجيدة.

أما الفيلم الخامس والأخير، فهو "زهرة الصبار"، الفائز بجائزة أفضل ممثلة لبطلته منحة البطراوي في مهرجان دبي الأخير، وهو ينتمي إلى ما اُصطلح على تسميته بالسينما البديلة، أو المختلفة، التي لا تقيم وزنا للاعتبارات التجارية المعروفة، وأولها الاستعانة بالنجوم، حيث يقوم ببطولته اثنان من الشباب غير المعروفين، بالإضافة إلى بعض الممثلين الراسخين الذين يخاصمون النجومية، وفي مقدمتهم البطراوي وعارفة عبد الرسول.

وعلى نحو أكثر خصوصية، يحمل الفيلم هوية الشق البصري للسينما كفن للصورة قبل كل شيء، حيث يولي عناية فائقة بتلك الصورة ومؤثراتها وطريقة تكوينها.. المشكلة أن بعض عيوب العمل نبعت من مميزاته، فمن ميزة إسناد البطولة للشباب ظهر عيب ضعف الممثلة سلمى سامي التي أدت الشخصية الرئيسية، كما تمت المبالغة في الاهتمام بالصورة والإبداع فيها في بعض الأحيان، إلى درجة انفصال هذه الصورة عن الدراما وعدم قدرتها على التعبير عنها.

جريدة القاهرة في

11.09.2018

 
 
 
 
 

عرض خاص لفيلم نادين لبكي «كفرناحوم» في بيروت

قبيل موعد إطلاقه في صالات السينما في 20 الجاري

بيروت: فيفيان حداد

في عرض سينمائي خاص لبّى أهل الصحافة والإعلام دعوة نادين لبكي لحضور فيلمها «كفرناحوم» الحائز على جائزة التحكيم في مهرجان «كان» في مايو (أيار) الفائت.

هذا العرض الذي يسبق موعد 20 سبتمبر (أيلول) الحالي، لإطلاق العمل رسمياً في صالات السينما اللبنانية ترجم خلاله المدعوون حماسهم لمتابعته بعد أن دخلوا صالات سينما «أمبير» في منطقة «السوديكو» المستضيفة للحدث قبل وقت عرضه بفترة.

وما إن استُهلّ العرض بمشهد يصور بطله (زين الرافعي) مكبل اليدين يستعد لحضور محاكمته، حتى خيّم الصمت على الصالة رقم «3» بشكل لافت. فنادين لبكي أسَرت الحضور منذ اللحظة الأولى لبداية الفيلم بكاميرتها الواضحة والتي تحاول فيها تقريب الواقع إلى عالم الشاشة الذهبية من خلال تفاصيل صغيرة تعتمدها عادةً في أعمالها السينمائية. ويعد «كفرناحوم» العمل السينمائي الثالث الذي تطل به نادين على جمهورها بعد «سكر بنات» و«هلأ لوين». فمسافة السنين التي تتجاوز الـ4 أعوام بين عمل سينمائي وآخر لها باتت عنصراً تشويقياً تستخدمه المخرجة اللبنانية لحث جمهورها على انتظار أفلامها بفارغ الصبر، كونها تأخذ وقتها في تحضير فكرته وعملية تنفيذه. موضوع الفيلم الذي بات معروفا لدى هواة الأفلام السينمائية والمطلعين على أخبارها يحكي عن طفل يعيش في منطقة فقيرة ويقرر التمرد على نمط الحياة الذي يخضع له فيقوم برفع دعوى قضائية ضد والديه اللذين -حسب رأيه- لم يتحملا المسؤولية الكافية لتربيته في ظروف أفضل.

ولعل عملية اختيار الفريق التمثيلي بمن فيه الطفل ابن الـ12 سنة، زين الرافعي، الذي اكتشفته إحدى أعضاء فريق الـ«كاستينغ» التابع لنادين خلال وجودها في منطقة الطريق الجديدة، ومروراً بيوردانوس شيفراو (تجسد دور العاملة الإثيوبية «رحيل»)، ووصولاً إلى الطفل الأفريقي الأصل (تريجر بنقوله)، شكلت هذه الشخصيات المحور الرئيسي لآراء أهل الإعلام، الذين أثنوا عليهم بعد أن تابعوا الفيلم لمدة ساعتين كاملتين دون أن يرفّ لهم جفن.

فجميعهم أدّوا أدواراً يعيشون ما يشبهها تماماً في حياتهم العادية وهو ما ساهم في نجاحهم فيها. ويأتي ذلك تزامناً مع إدارة نادين لبكي المشهود لها بمهارة تحريك ممثلي أفلامها أمام كاميرتها.

فعند انتهاء العرض تحدث الحاضرون عن قدرة نادين لبكي على تقديم شخصيات أفلامها من واقع حي يجعل مشاهدها يصدق كاميرتها فيُخيَّل إليه أنه يتابع قصة معيشة عن قرب وليس فيلماً سينمائياً استغرق تصويره نحو 6 أشهر.

وبغض النظر عن السجال الذي أثاره موضوع الفيلم إثر عرضه في مهرجان «كان» من قِبل البعض لأنه يدرج لبنان في خانة بلدان العالم الثالث غير المتحضر، إلا أنه استطاع أن يولّد تعاطفاً شديداً بين أبطاله ومشاهده بعد أن كشف عن شريحة اجتماعية يسكنها البؤس لطالما حاول (المشاهد) غض النظر عن وجودها وتجاهلها على أرض الواقع من باب رفضه تصديقها أو فكرة الانتماء إلى وطن يحتضنها تحت سقفه.

حضور نادين لبكي في الفيلم كان بمثابة «ضيف شرف» يمثل همزة الوصل ما بين طفل معذب وأحلامه المستقبلية. فـ«زين» وجد في محاميته (تؤدي دور محامية الطفل) بصيص النور الذي قد يسمح له بالتفكير في الغد. وهو الأمر الذي قد يلزمه معجزة ليتحقق في ظل عدم وجود أي إثبات أو وثيقة رسمية تؤكد ولادته.

تعليقات مختلفة بادر إلى تكرارها ضيوف العرض من أهل الصحافة والإعلام. وتضمنت في غالبيتها ردوداً عفوية على أسئلة كثيرة تطرحها لبكي في الفيلم دون أن تعطينا الجواب الشافي لها. «طيب لماذا الإنجاب إذا لا يستطيع الأهل أن يتحملوا مسؤولية تربية أولادهم؟»، و«لا أصدق أن هناك مواطنين يشبهون شخصيات الفيلم ويعيشون هنا بيننا!»، و«لقد دفعتنا نادين للتفكير ملياً قبل اتخاذ القرار بالزواج والإنجاب». ربما أرادت نادين لبكي أن تستفزّنا وتحرك عواطفنا وتفكيرنا ورؤيتنا نحو لبنان أفضل عندما نجحت في لفت نظرنا إلى مشكلات عديدة نعيش أحياناً على هامشها كالزواج المبكر وتحديد النسل وعمالة الأطفال، والتي حسب تقرير صدر مؤخراً أظهر أن هناك 100 ألف طفل يقعون ضحاياها في لبنان.

وعن اسم الفيلم «كفرناحوم» توضح نادين لبكي: «الاسم فرض نفسه عليّ عندما رحت أضع رؤوس أقلام الموضوعات التي سأعالجها في هذا الفيلم. يومها كنت أجلس مع زوجي خالد مزنر في غرفة الجلوس في منزلنا عندما أعدت النظر بتلك العناوين وقرأتها من جديد فإذا بي أقول له: في الواقع هذه العناوين تصنع كفرناحوم حقيقية». والمعروف أن عبارة كفرناحوم تعني بالفرنسية مكاناً تعمّه الفوضى.

الشرق الأوسط في

12.09.2018

 
 
 
 
 

رسالة تورنتو - "روما"..

فيلم الأسد الذهبي يعود بكوران من الفضاء لمكسيك السبعينيات

أحمد شوقي

قبل يومين من عرضه الجماهيري الأول في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي الثالث والأربعين، فاز "روما Roma" فيلم المخرج المكسيكي ألفونسو كوران الجديد بأسد فينيسيا الذهبي، الجائزة الأكبر لأعرق مهرجان سينمائي في العالم، مع كتابات نقدية لم تتوقف عن مدح الفيلم منذ عُرض قبل أيام، ليرتفع مؤشر الترقب مما جعل المئات يقفون وسط عاصفة ممطرة أمام سينما أميرة ويلز Princess of Wales العريقة، في صف امتد لأكثر من نصف كيلومتر رغبة في اللحاق بالفيلم، ولحسن الحظ لم يخيب كوران أمل المنتظرين.

بعد تحقيق إنجاز فيلمي ما، يجنح المخرجون عادة إما لإعادة استغلال ما نجحوا فيه بصياغة مختلفة قليلًا، أو الابتعاد تمامًا عما سبق وخوض تجربة مغايرة كليًا. المكسيكي المخضرم ينحاز نسبيًا للخيار الثاني، فبعد خمس سنوات من فيلمه السابق المتوج بسبع جوائز أوسكار "جاذبية Gravity"، والذي كان أوديسا فضائية هوليوودية تدور خارج كوكب الأرض بتصوير إيمانويل لوبيزكي وبطولة ساندرا بولوك وجورج كلوني، ينتقل كوران إلى الضفة الثانية من كل شيء.

"روما" الذي أنتجته شبكة نتفليكس ليكون أفضل إنتاجاتها السينمائية بلا جدال بعد سنوات من إنتاج المسلسلات الرائعة والأفلام المتوسطة والرديئة، تدور أحداثه هناك في المكسيك، مسقط رأس كوران، وتحديدًا في حي روما الذي شهد طفولته، والتي يروي المخرج فصلًا منها مدته عام تقريبًا، بين 1970 و1971، وسط احتقان سياسي تشهده شوارع البلاد، واحتقان أسري داخل أسرة والده الطبيب الذي أخبر أولاده الأربعة أنه سيسافر كندا عدة أسابيع بينما في الحقيقة قرر أن يتركهم دون عودة.

ثلاثة قرارات جذرية

كوران يتخذ عدة قرارات كبيرة في الفيلم، تبدأ من أن يتحمل مسؤولية التصوير بمفرده، وهو قرار مخيف في فيلم بهذه الضخامة من مخرج اعتاد العمل مع لوبيزكي نفسه، أمر لم يقدم عليه كوران منذ أن أدار تصوير فيلم تلفزيوني قدمه عام 1990، أي بتقنيات مختلفة تمامًا. كوران لا يكتفي بالتصوير بنفسه بل يفعلها باستخدام خام 65 ملليمتر بما يعنيه من اتساع ضخم لمساحة الصورة وضرورة للمزيد من الاهتمام بأدق التفاصيل، في فيلم تدور أحداثه قبل نصف قرن من الآن.

القرار الثاني هو التصوير بالأسود / أبيض، بأناقة مدهشة لم نرها من سنوات في توظيف جماليات "المونوكروم"، مما يرتبط بالطبيعة النوستالجية للحكاية، وللطابع الروائي الذي ينتهجه السرد؛ لا أحدث كبيرة هنا، فقط وقائع حياة، نشاهدها في لقطات بانورامية عرضية بعدسات واسعة تستعرض العالم الفيلمي، عالم المكسيك في مطلع السبعينيات، وكأن كوران يستعيد بناء ذاكرته بصريًا أمام أعيننا.

ثالث القرارات هو ألا يرتكن الفيلم على مذكرات الصبي أو يجعله مركزًا للأحداث، بل إن النص يتعامل مع الأبناء الأربعة (ثلاثة أولاد وبنت) بشكل جمعي، فهم "الأولاد" وحسب، دون انخراط حقيقي في تحليل نفسية كل منهم، مثلما يحدث لشخصيتي الأم والخادمة المنتمية للسكان الأصليين، اللتين تقتسمان مساحة الأحداث تقريبًا، باقتراب مراقب ومحلل ومتفهم لكل منهما في المأزق الذي تمر به خلال العام.

كل لقطة لوحة

في عصر الصور المخلقة رقميًا يُبدع المكسيكي الموهوب في صناعة فيلم على النسق القديم: فيلم ضخم يضم ديكورات ومجاميع ومشاهد معقدة، كل لقطة في "روما" أشبه باللوحة المليئة بالتفاصيل، وعشرة مشاهد على الأقل ستبقى في ذهنك لأيام بعد المشاهدة بتفاصيلها وتكوينها البصري واللوني (بدرجات الإضاءة واللون الأسود) البديع.

لكن يبقى الأهم هو أن هذا الإنجاز البصري، الذي يستحق المخرج المصوّر الثناء عليه بشكل مستقل ـ ربما وجدناه يترشح لأوسكار التصوير بعد ثلاثة أشهر ـ الأهم إنه ليس مجرد نجاح تقني فحسب، ليست لوحات معلقة في الهواء، وإنما كل خيارات التصوير هنا مرتبطة بشكل عضوي بالحكاية وأسلوب السرد، فإذا كان "روما" هو إعادة بناء روائية لذاكرة طفولة صانعه، فإن جميع العناصر البصرية والدرامية هنا هي الكلمات التي يشغل بها كوران روايته الاستعادية.

الانتقال الرشيق بين اللقطات البانورامية الاستكشافية البطيئة واللقطات القريبة "كلوز آب" التي تغوص في أعماق الشخصيات، إلحاق أشد اللحظات قسوة بخفة ظل وسخرية مريرة نادرًا ما تخلوه ذكرياتنا عن مصائب الحياة منها، الربط بين العام والخاص بذكاء وهدوء، فحكاية الأسرة هي بشكل أو بآخر حكاية المكسيك، لكن هذا لا يُقال ولو بكلمة واحدة، فقط يُفهم مما يدور في خلفية الفيلم من وقائع، وغيرها من العناصر التي جعلت "روما" كوران واحدًا من أرق وأكمل أفلام العام، التي سيكون لها دون شك وجودًا قويًا ضمن ترشيحات الأوسكار وموسم الجوائز بشكل عام.

تتبقى الإشارة إلى نبل اختيار المخرج بجعل الشخصية المركزية في الأحداث هي خادمة الأسرة، المرأة الفقيرة البسيطة التي لا تعلم الكثير عن قسوة العالم، لكنها تعرف كيف تحبه وتتعايش معه وتعمل بجد ودأب وحب جعلوها بطلة سيرة الذاكرة الخاصة برجل رأي كل شيء في العالم لكنه لم ينس أثر هذه الخادمة البسيطة عليه.

جدير بالذكر أن فيلم "روما" سيكون متاحًا للمشاهدة على منصة "نتفليكس" خلال الأسابيع المقبلة بعد انتهاء جولته في المهرجان.

موقع "في الفن" في

12.09.2018

 
 
 
 
 

الثلاثي المكسيكي: 8 جوائز أوسكار في آخر 5 سنوات

حسام فهمي

حتى عام 2014 وطوال تاريخ جوائز الأوسكار لم يفز أي مخرج مكسيكي بالجائزة التي تمنحها أكاديمية العلوم والفنون ويعتبرها الكثيرون أهم وأعرق الجوائز السينمائية على وجه الأرض. يبدو الأمر مغايرًا تمامًا اليوم ونحن في عام 2018، فأربع جوائز أوسكار من بين آخر خمسة في فئة أفضل مخرج قد ذهبوا لمخرجين مكسيكيين، ثلاثة مخرجين بالتحديد، ثلاثة أصدقاء ولدوا جميعًا في بداية الستينات وساعدوا بعضهم البعض حتى غيروا من وجه هوليوود.

يضاف للأربع جوائز في فئة الإخراج أربع جوائز أوسكار أخرى في فئات أفضل فيلم، وأفضل سيناريو، وأفضل مونتاج، لتصبح الحصيلة الإجمالية للأصدقاء المكسيكيين 8 جوائز أوسكار في آخر خمس سنوات.

اليوم نتحدث معكم عن قصة الصعود المذهلة للأصدقاء المكسيكيين الثلاثة: «أليخاندرو جونزاليس ايناريتو»، و«ألفونسو كوارون»، و«جييرمو ديل تورو». أو كما يطيب لمحبي السينما تسميتهم The Three Amigos.

كوارون: رجل الخيال، والعلم، والفلسفة

ولد ألفونسو لأب عالم في الفيزياء النووية، هكذا ومن البداية يمكننا الاستدلال على أصل شغفه الكبير بالخيال العلمي. درس الفتى الفلسفة إلى جانب صناعة السينما أثناء دراسته الجامعية في المكسيك، يظهر هذا الخليط بأكمله في رؤية كوارون للأفلام التي يصنعها.

إذا نظرنا لمسيرة كوارون الإخراجية سنجد فيها نقطتين لامعتين بشدة، فبعد الانطلاقة الأولى في المكسيك بأفلام من أبرزها «And Your Mother Too» في عام 2001، ثم رحلته السريعة في عالم هاري بوتر بفيلم «Harry Potter And The Prisoner of Azkaban» في عام 2004، سنجد أن النقطة البارزة الأولى لاسمه كمخرج على المستوى العالمي ظهرت في عام 2006 حينما صنع فيلم Children Of Men.

في هذا الفيلم الذي ينتمي لفئة الخيال العلمي الفلسفي نشاهد كوكب الأرض في المستقبل، حيث يتوقف البشر عن الإنجاب وتصبح المعجزة الوحيدة في استعادة أي سيدة لقدرتها على الحمل، ويظهر الحل من خلال فتاة من المهاجرين غير الشرعيين، هذه الفتاة الوحيدة والمطاردة هي الوحيدة القادرة على إنجاب أمل جديد للبشرية. ترشح كوارون للأوسكار عن هذا الفيلم في فئتي أفضل سيناريو وأفضل مونتاج.

النقطة المضيئة الثانية وبلا شك ستكون فيلم «Gravity» في عام 2013، الفيلم الذي ترشح لعشر جوائز أوسكار وفاز كوارون من خلاله بجائزتي الإخراج والمونتاج، ليصبح أول مكسيكي بل وأول أمريكي لاتيني يحصد جائزة الإخراج في تاريخ جوائز الأكاديمية.

ينتمي Gravity أيضًا لفئة الخيال العلمي الفلسفي، ولكن تدور أحداثه هذه المرة في الفضاء، وإلى جانب التفاصيل المبهرة عن عمل رواد الفضاء عالم ناسا، يمكننا اعتبار الفيلم كتأمل في حياة البشر على الأرض، وعواطفهم، وأولوياتهم، ووحدتهم.

ديل تورو: وحوش محببة في عوالم مضادة للسلطة

عاش جييرمو ديل تورو طفولته داخل أسرة كاثوليكية محافظة، يظهر هذا جليًا الآن في مشروعه السينمائي، الكثير من الرموز الدينية والحكايات الأسطورية ولكن في معالجة معاكسة أو مغايرة تمامًا لما تربى عليه في أسرته المحافظة.

حكايات ديل تورو يمكن أن تصنف في فئة الرعب إذا ما نظرنا إليها بشكل سطحي، ولكننا إذا ما دققنا النظر فسنجد أنه مقابل كل ما اعتادنا عليه في حكايات الرعب الأسطورية، يقول ديل تورو عن هذا أن هناك وجهين للرعب في هذه الحكايات، الأول هو رعب مؤيد للنسخة المحافظة التي تريدها الدولة والمجتمع والتي تخبرك ببساطة أنك يجب ألا تتجول في الأدغال وأنك يجب أن تطيع والديك. أما الوجه الآخر، فهو أناركي ومضاد للسلطة بشكل مكتمل. وهذا ما يفضله ديل تورو.

في عام 2006، وفي نفس عام نقطة كوارون المضيئة الأولى بفيلم Children Of Men، قدم ديل تورو نقطته المضيئة الأولى أيضًا على المستوى العالمي، وذلك من خلال فيلم «متاهة بان Pan’s Labyrinth»، والذي تدور أحداثه في أثناء فترة الحرب الأهلية الأسبانية تحت حكم فرانسيسكو فرانكو، حيث تظهر الوحوش ككائنات طيبة تساعد أبطال الفيلم فيما يأتي الرعب الحقيقي من سلطة مستبدة ودموية.

كان الصديقان كوارون وايناريتو حاضرين في هذه اللحظة، فقد عمل كوارون كمنتج في هذا الفيلم، بينما ساعد ايناريتو صديقه ديل تورو في أعمال المونتاج. فاز فيلم «متاهة بان» في نهاية العام السينمائي بثلاث جوائز أوسكار في فئات التصوير السينمائي والأزياء والمكياج، ولكن لم يذهب أي منها لديل تورو. انتقل عقب ذلك ديل تورو لتقديم عدد من الأفلام الأمريكية التي تدور في نفس فلك تقديم وحوش في أدوار البطولة، أبرزها «Hell Boy»، و«Blade 2».

لكن النقطة المضيئة الثانية أتت أخيرًا في العام الماضي 2017 حينما قدم ديل تورو قصة حب غير اعتيادية لفتاة ووحش مائي في عصر الحرب الباردة، مرة أخرى وحوش محببة في عالم مضاد للسلطة، ليحصد ديل تورو في نهاية العام السينمائي جائزتي أفضل مخرج وأفضل فيلم.

إيناريتو: عدسة الواقع وروح الطبيعة

على عكس صديقيه كوارون وديل تورو فقد تميز أسلوب إيناريتو بالواقعية الشديدة، إيناريتو هو الابن الأصغر بين سبعة أطفال رزق بهم أبواه، عمل صغيرًا وسافر على متن سفن تجارية مكسيكية في أوروبا وأفريقيا، شاهد العالم ورأى ما فيه من حكايات ولهذا عادة ما تأثرت أفلامه بما عاشه في هذه الفترة.

بدأ إيناريتو مشروعه السينمائي بأفلام واقعية تتميز بأسلوب الفصول المتداخلة على مستوى السرد، تدور الأحداث مرة في المكسيك في فيلمه Amores Perros ومرة أخرى في أمريكا في فيلمه 21 Grams. لينضج أسلوبه بشده في فيلمه الثالث Babel الذي فاز عنه بجائزة أفضل مخرج من مهرجان كان في عام 2006. وليترشح في نهاية العام السينمائي لجائزة الأوسكار. ليصبح هذا العام نقطة إيناريتو المضيئة الأولى كما كان الأمر بالنسبة لصديقيه كوارون وديل تورو.

يقول كوارون عن هذا في حوار أجرى معه في نهاية عام 2016 لمجلة Hollywood Reporter أنه كان فخورًا للغاية بهذه الثلاثية التي صنعها ثلاثة أصدقاء مكسيكيين، ورغم اختلاف أجوائها فإنها تدور كلها عن قيمة واحدة وهي فقدان البشر لقدرتهم على التواصل مع بعضهم البعض.

انتقل ايناريتو بعد ذلك في عام 2014 لأرض جديدة، مستوحاة هذه المرة من أدب أمريكا اللاتينية، عالم الواقعية السحرية، خليط بين الواقع الخيال، كل هذا في قالب كوميدي ساخر وبتكنيك إخراجي يتميز بقطعات طويلة توحي للمشاهد وكأنه يشاهد الأحداث بشكل واقعي مستمر دون مونتاج. هكذا صنع إيناريتو فيلمه Birdman وفي نهاية العام فاز بثلاث جوائز أوسكار دفعة واحدة، في فئات الكتابة، وأفضل فيلم، وأفضل مخرج.

عاد إيناريتو في العام التالي بفيلم The Revenant عن قصة رجل عائد من الموت في زمن اجتياح الرجل الأبيض للأمريكتين، عاد إيناريتو في هذا الفيلم لإخلاصه الشديد للواقع، ليستخدم برفقة مدير التصوير المكسيكي الموهوب «إيمانويل لوبزكي» الضوء الطبيعي في تصوير كافة أحداث الفيلم، في أماكن طبيعية وأجواء طبيعية للغاية، حتى لو دفعه هذا لتصوير بعض أحداث الفيلم في نصف الكرة الشمالي وبعضها الآخر في نصف الكرة الجنوبي بحثًا عن الجليد مع اختلاف فصول السنة. وفي نهاية العام حصد إيناريتو جائزة الأوسكار في فئة أفضل مخرج للمرة الثانية على التوالي.

من أين أتى المكسيكيون؟

المثير للتأمل في رحلة صعود هذا الثلاثي أنهم لم يكونوا جزءًا من أي حركة اجتماعية أو سياسية، لم يكونوا متظاهرين ضد سطوة الدولة المحافظة كما كان الأمر مع جودار، وتروفو في فرنسا في نهاية الستينات، ولم يكونوا ثائرين ضد نظام أستوديوهات هوليوود كما كان سبيلبيرج، وكوبولا، وجورج لوكاس في أمريكا في السبعينات، لا يمتلكون أسلوبًا مشتركًا كما كان الأمر مع مخرجي الواقعية الجديدة في إيطاليا، ولا يحيون في ظروف متشابهة كما هو الأمر مع مخرجي السينما الإيرانية في أعقاب الثورة الإسلامية.

هذا الثلاثي ما هو إلا ثلاث طفرات على المستوى الفني والفكري والثقافي تصادف ظهورهم في زمن واحد في بلد واحد، وفي مجموعة أصدقاء واحدة، هذا هو الأمر المذهل بحق في هذه الحكاية، هل تتخيل أن يظهر ثلاث عباقرة في مجموعة أصدقاء واحدة ليحصدوا 4 من أصل خمس جوائز أوسكار في فئة أفضل مخرج في أخر 5 سنوات؟!

هذا ما حدث، وهذا ما سنرى بقيته في المستقبل، مع أصدقاء السينما الثلاثة، الفونسو كوارون، جواليرمو ديل تورو، واليخاندروا جونزاليس اليناريتو.

موقع "إضاءات" في

12.09.2018

 
 
 
 
 

اختيار «يوم الدين» لتمثيل مصر في المنافسة على أفضل فيلم أجنبي بـ«أوسكار 2019»

كتب خالد محمود

أعلن نقيب السينمائيين، مسعد فودة، مساء اليوم، عن اختيار فيلم «يوم الدين» ليمثل مصر لخوض ترشيحات ومنافسات «أوسكار 2019» لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، والذي جرى اختياره وفقا لتصويت سري بين أعضاء اللجنة المشكلة لاختيار الفيلم بقرار من نقيب السينمائيين، وبعد حصر المشاركين في التصويت السري، لمن حضر بنفسه لمقر اللجنة لإجراء التصويت أو ترك ظرفا مغلقا بداخله اسم الفيلم.

حصل فيلم يوم الدين على 24 صوتا من إجمالي 41 صوتا، بينما حصل فيلم أخضر يابس على 12 صوتا، وحصل فيلم فوتوكوبي على صوتين، فيما حصل فيلم تراب الماس على صوت واحد، ولم يحصل فيلم زهرة الصبار على أي صوت.

وشارك «يوم الدين» في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي، حيث حصل على جائزة فرانسوا شاليه للأعمال الإنسانية في مايو الماضي، كما يعرض في مهرجان الجونة السينمائي، الأسبوع المقبل، في أول عرض له بمصر والدول العربية، والذي يفتتح 20 سبتمبر الجاري، بينما يُعرض الفيلم تجاريا يوم 23 سبتمبر الجاري في المنيا، مسقط رأس بطل الفيلم، راضي جمال، قبل انتهاء المهلة المحددة لعروض الأفلام المرشحة لتمثيل مصر في سباق الأوسكار، والعرض العام بباقي السينمات يوم 26 سبتمبر.

ويتناول الفيلم قصة «بشاى»، الذى شُفى من مرض الجذام لكنه ما زال يحمل آثار المرض بجسده، ويعيش فى مستعمرة لم يغادرها يوما، وبعد وفاة زوجته قرر أن ينطلق فى رحلة فى قلب مصر بحثا عن جذوره، فيغادر على حماره بصحبة «أوباما» الصبى النوبى اليتيم الذى يرفض مفارقته أينما ذهب، وسرعان ما ينطلق الاثنان خارج المستعمرة لأول مرة ليكتشفا الحياة بكل ما فيها.

كانت اللجنة المكونة من 42 عضوا استقرت قبل 10 أيام على قائمة قصيرة تضم 5 أفلام، من بين 38 فيلما تم عرضها تجاريا فى الفترة من أكتوبر الماضى وحتى نهاية سبتمبر الجارى، واستبعدت اللجنة خلال مراحل التصويت عددا من الأفلام التجارية، واختارت اللجنة العام الماضى فيلم «شيخ جاكسون»، لتمثيل السينما المصرية فى سباق أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، لكنه لم يصل للقائمة النهائية.

الشروق المصرية في

12.09.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)