كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

سينما تدافع عن «حقوق المرأة»

«كوليت» يمهد طريق النجمة كيرا نايتلي للأوسكار !

عبدالستار ناجي

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2019)

   
 
 
 
 
 
 

لربما يكون الحديث سابقا لاوانه . فنحن لا نزال في سبتمبر والحديث عن الاوسكار والترشيحات له ستنطلق في نهاية ديسمبر وستعلن في نهاية فبراير 2019 ، ورغم ذلك نستطيع التاكيد بان النجمة البريطانية كيرا نايتلي تقدم افضل ادوارها في فيلم «كوليت» الذي سيفتح الباب على مصراعية امام حوار يجمع بين السينما والثقافة وايضا القضايا المعاصرة التي انطلقت مع في فجر العصر الحديث . فيلم «كوليت» يرتكز على نص أصلي تعامل معه المخرج واش وستمورلاند بطريقة تجعلنا نعيش تلك العوالم الثقافية والادبية لباريس في بداية القرن الماضي

تدور الاحداث في تلك المرحلة من المتغيرات الثقافية والانفتاح، حول امرأة حرمت لسنوات طويلها صوتها وبصمتها ما دفعها للذهاب الى مناطق خارج النسق التقليدي لاستعادة ذلك الصوت والحضور، انها غابرييل كولييت الشابة القروية الريفية التي تزوجت من هنري غوتيه فيلارز « الشهير ب - ويلي - الشخصية الباريسية الكارزمية التي تهيمن على الحياة الثقافية والفنية

ويلي يقدم لها الرعاية ومن خلاله تتعرف على الحياة البوهيمية الباريسية مما فجر شهيتها الابداعية وسرعان ما يكتشف ويلي تلك الابداعات التي يحركها صوت كتابة نص ادبي روائي بعنوان «كلودين» والذي قام يكتابته باسمة واسناد النجاح والشهرة له، رغم ان «كوليت» هي الكاتبة، ولكن من يقف امام شهرة وكاريزما ويلي الذي يسيطر على كل الحياة الثقافية في باريس في تلك المرحلة، مما يجعلها ترفض الامر وتبدأ تجربته الفردية في استعادة صوتها المفقود واسمها الادبي وحقها الفكري عبر مغامرات تسلط الضوء عليها وعلى علاقاتها المثلية مع عدد من السيدات المشهورات مثل ماتيلدا دي مورني والماركيزة دي بيلوف، حيث يلهمها هذا التحرر الى استعادة اسمها ومكانتها الادبية رغم الملاحظات الكبرى حول شخصيتها في الاطار الاجتماعي

باقتدار عال تجسد كيرا نايتلي شخصية «كوليت » عبر كم من النقلات الدرامية العامرة بالتميز والتفرد وايضا الحضور السخي بالتفاعلات الدرامية خصوصا حينما تبدا برفض ان تكون أعمالها والشهرة التي تحظي بها تلك الاعمال باسم زوجها وهي من اجتهد وأبدع وتكون مهمتها في غاية الصعوبة لتجاوز سطوة وهيمنة الزوج وأيضا العلاقات التي تحيط بها . فيلم يفضح كل شيء في باريس في تلك المرحلة ومجموعة العلاقات التي احاطت بـ «كوليت» عبر كتابة ذكية وعميقة لا تنشغل بالعلاقات وملامحها الجسدية بقدر أبعاد وآثار تلك العلاقات على مسيرة تلك الشخصية المحورية . مع كيرا نايتلي في الفيلم كل من دومنيك ويست بدور «ويلي» وإليانور توملينسون وفيونا شو وعائشة هارت «ممثلة بريطانية من اصول شرق أوسطية» وكم آخر من النجوم، ابداع في صياغة الموسيقى التصويرية توماس ايديس وأدار التصوير جيل نوتجنز الذي صور عدة افلام مهمة ومنها «حرب النجوم» الجزء الاول

ويعر المخرج واش وستمورلاند عبر عدة افلام ومنها «ستيل أليس» الذي فازت عنه النجمة جوليان مور بأوسكار أفضل ممثلة . ويبقى ان نقول بان فيلم «كوليت» منصة حقيقية للتعرف على قدرات ممثلة ظلت الشاشة مشغولة بها على انها لفتاة جميلة فإذا بها في هذا الفيلم ترسخ حضورها كممثلة من الصف الاول وهي في الطريق للاوسكار حتى وان كانت كلماتنا مبكرة بعض الشيء .

النهار الكويتية في

31.08.2018

 
 
 
 
 

ترشيحات عديدة وفوز وحيد.. مصير الأفلام العربية في "أوسكار"

كتب: نورهان نصرالله

تبدأ الجهات والهيئات الثقافية والسينمائية في الدول العربية ترشيح فيلم لتمثيلها في النسخة الـ91 من جوائز أوسكار، ضمن فئة الأفلام الناطقة بغير الإنجليزية، والتي تنطلق في فبراير 2019، وكانت فلسطين من أول الدول التي أعلنت ترشيحها لـ"اصطياد أشباح" لتمثيلها في المسابقة.

ومن المقرر، أن تعلن اللجنة المصرية المشكلة من نقابة المهن السينمائية عن الفيلم المصري المرشح للجائزة يوم 18 سبتمبر الجاري، ونجحت عدد من الأعمال العربية في الوصول إلى القوائم القصيرة لجوائز الأوسكار بمختلف فئاتها، ولكن لم يحصد الجائزة على مدار تاريخها سوى فيلم عربي واحد "زد" في إنتاج مشترك بين الجزائر وفرنسا عام 1969، إخراج كوستا جافراس.

وفيما يلي الأفلام العربية التي وصلت إلى القوائم الرسمية لـ"أوسكار" أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية:

- "قضية رقم 23" أو "The Insult":

فيلم لبناني من إخراج زياد دويري، وصل للقائمة القصيرة لأفضل فيلم أجنبي عام 2018، وتدور أحداثه عن اللبناني المسيحي توني الذي يرش المياه بالخطأ على الفلسطيني ياسر، ويقع خلاف في ما بينهما، ويتطور الأمر إلى تلاسن وردات فعل حادّة وشتائم، وينتهي الأمر بين الرجلين في المحكمة، وهذا ما سيؤدي إلى اندلاع حرب جديدة، والفيلم بطولة عادل كرم، كامل الباشا، ريتا حايك وجوليا قصار، وعرض الفيلم للمرة الأولى في مهرجان فينيسيا السينمائي وحصل بطل الفيلم كامل الباشا على جائزة أفضل ممثل.

- "ذيب":

فيلم أردني من إخراج ناجي أبو نوار، وصل للقائمة القصيرة لأوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية عام 2016، وتدور أحداثه حول الأخوين حسين وذيب، وهما يتيمان يعشيان حياة بدوية، خلال الحرب العالمية الأولى عام 1916، ويطلب منهما ضابط بريطاني إرشاده عبر الصحراء إلى مسارات القطارات العثمانية، وتبدأ رحلتهما المحفوفة بالمخاطر.

- "تمبكتو":

فيلم موريتاني إخراج عبدالرحمن سيساكو، وصل للقائمة القصيرة لأوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية عام 2015، يتناول الفيلم التطرف الديني الذي يجتاح دول الساحل الإفريقي، ويدور حول احتلال تمبكتو في مالي من طرف جماعة أنصار الدين، وشارك الفيلم في مهرجان كان السينمائي، وحصد أفضل فيلم وأفضل مخرج في حفل توزيع جوائز سيزار.

- "عمر":

فيلم فلسطيني للمخرج هاني أبو أسعد، وصل للقائمة القصيرة لأوسكار أفصل فيلم غير ناطق بالإنجليزية عام 2014، تدور أحداثه حول شابٍ فلسطيني مناضل، يعشق مراوغة الرصاص المتساقط من أعلى الجدار العازل، إلى جانب عشقه المميت لإحدى الفتيات وفي يومٍ ينتقل عمر إلى الجانب الآخر من الجدار حيث يصبح مقاتلًا شرسًا يعمل خبازًا ويُلاحَق في عدة مطاردات حتى يتم ضبطه في أثناء تنفيذه إحدى العمليات، حينها تراوده الشكوك بخيانة رفاق دربه له أو شقيق حبيبته وهو الأمر الذي يمزقه تمامًا كما خارطة فلسطين، الفيلم بطولة بطولة آدم بكري، ريم لوباني، ووليد زعيتر.

- "خارجون عن القانون":

فيلم جزائري من إخراج رشيد بوشارب، وصل للقائمة القصيرة لأوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية عام 2011، وتدور أحداث القصة بين 1945 و1962 ويركز على 3 إخوة جزائريين الذين يعيشون في فرنسا بعد أن نجوا من أعقاب مذبحة سطيف، وشارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي عام 2010.

- "بلديون":

فيلم جزائري من إخراج رشيد بوشارب، وصل للقائمة القصيرة لأوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية عام 2007، تدور أحداثه في عام 1943 بينما كانت فرنسا جاثمة تحت الاستعمار، وفي محاولاتها التحرر من هيمنة النازية عليها، مسيرة أربع " بلديين " جنود مجندين من إفريقيا ومنسيين من الجيش الفرنسي فعبد القادر، سعيد، مسعود وياسين أربعة شبان شجعان تم إرسالهم إلى الخطوط الأمامية في الحرب الضروس من أجل ماذا ؟ المال، حب فرنسا أم حب للجيش الفرنسي، مؤمنون بالمساواة والحرية، حوافزهم متنوعة ومعركة واحدة تحرير فرنسا بالسلاح، الفيلم بطولة جمال دبوز، رشدي زيم، وسامي بوعجيل.

- "الجنة الآن":

فيلم فلسطيني للمخرج هاني أبو أسعد، وصل إلى قائمة الأفلام المرشحة لجوائز أوسكار فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية عام 2006، حيث تدور أحداثه حول آخر 48 ساعة في حياة شابين فلسطينيين يستعدان للقيام بإحدى العمليات الاستشهادية في إسرائيل، الفيلم بطولة قيس ناشف، علي سليمان، لبنى أزابال، وهيام عباس، وحصد عدد من الجوائز منها جائزة أفضل فيلم أجنبي بالجولدن جلوب.

- "Poussières de vie" أو "The Dust of Life":

فيلم من إخراج الجزائري رشيد بوشارب، ويعد من أوائل الأفلام العربية التي ترشحت للجائزة، ووصل لقائمة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية عام 1996، ويستند الفيلم إلى قصة حقيقية، بعد الانسحاب الأمريكي وسقوط فيتنام الجنوبية إلى القوات الشيوعية في عام 1975، ويتم إرسال العديد من الناس إلى معسكرات إعادة التأهيل، يبدأ عدد من الأولاد اليائسين في أحد المخيمات بالتخطيط للهروب.

 

####

 

نقابة السينمائيين على حافة أزمة بسبب اتهامها بالمجاملة ومخالفة لوائح ترشيحات الأوسكار

كتب: نورهان نصرالله

«جبارة»: استبعاد «فوتوكوبى» كان خطأ وتم تداركه.. وحذف «122» و«ساعة رضا» من القائمة

حالة من الترقب يعيشها السينمائيون منذ إعلان نقابة المهن السينمائية برئاسة المخرج مسعد فودة، فبراير 2019 موعداً للاجتماع الأول للجنة المشكلة لاختيار الفيلم المصرى المرشح لجائزة «أوسكار» عن فئة أفضل فيلم أجنبى، فى نسختها الـ91. وتضم ترشيحات اللجنة قائمة بالأفلام التى تم عرضها تجارياً فى الفترة من 1 أكتوبر 2017 حتى 30 سبتمبر 2018، لمدة سبعة أيام متتالية على الأقل، وذلك وفقاً لما تشترطه لوائح أكاديمية علوم وفنون الصورة المتحركة المنظمة لجوائز أوسكار.

ويصل عدد الأفلام التى تم عرضها فى الفترة المذكورة إلى 39 فيلماً، أبرزها «أخضر يابس» للمخرج محمد حماد، و«زهرة الصبار» للمخرجة هالة القوصى، و«طلق صناعى» للمخرج خالد دياب، و«تراب الماس» للمخرج مروان حامد. بينما تضم اللجنة 39 عضواً من نقاد صحفيين وسينمائيين من بينهم داود عبدالسيد ومجدى أحمد على وهالة خليل وبشير الديك وتامر حبيب وطارق الشناوى وماجدة خيرالله وأندرو محسن.

«عبدالشكور»: لا نجامل أحداً ونلتزم بالشفافية.. «الشناوى»: يجب مخاطبة الأعمال الصغرى قبل الكبرى تحقيقاً للعدالة.. و«على»: ما زلت أتحفظ على أسلوب اللجنة فى اختيار الأفلام

أداء اللجنة المشكلة لاختيار الفيلم المصرى الذى سيمثل مصر فى ترشيحات جائزة الأوسكار، كان وما زال محل جدل وخلاف بين كبار السينمائيين، لا سيما فيما يخص آلية اختيار الأفلام المرشحة للتنافس على تمثيل السينما المصرية فى «أوسكار». وفى الوقت الذى تضم فيه القائمة 39 فيلماً تم عرضها تجارياً فى الفترة من 1 أكتوبر 2017 حتى 30 سبتمبر 2018، أغفلت اللجنة إدراج فيلم «فوتوكوبى» للمخرج تامر عشرى فى القائمة، الذى تم عرضه تجارياً فى ديسمبر 2017، لمدة تزيد على شهر وبالتالى تنطبق عليه الشروط، ولم يكن ذلك الخطأ الوحيد، حيث تم إدراج فيلمى «122» و«ساعة رضا» فى القائمة، رغم أن الأول من المقرر طرحه فى أكتوبر والثانى فى ديسمبر، وبالتالى لا تنطبق عليهما الشروط. وعلى الجانب الآخر تضم قائمة أعضاء اللجنة المنتج محمد العدل عم المخرج محمد جمال العدل الذى يدخل فيلمه «البدلة»، ضمن الأفلام التى تختار اللجنة من بينها.

ويخشى قطاع من السينمائيين تكرار أزمة فيلم «شيخ جاكسون» للمخرج عمرو سلامة، العام الماضى مع فيلم «يوم الدين» للمخرج أبوبكر شوقى، عندما قررت الشركة المنتجة للفيلم الأول تنظيم عرض خاص لأعضاء اللجنة لمشاهدته، ثم تم عرضه فى سينما المركز الثقافى ببورسعيد لمدة أسبوع، حتى ينطبق عليه شروط الـ«أوسكار» فيما يتعلق بالعرض التجارى، وليتم عرضه بشكل رسمى فى 4 أكتوبر 2017، وهو ما خلق أزمة مع فيلم «مولانا» للمخرج مجدى أحمد على، الذى انتقد اللجنة متهماً إياها بالمجاملة ومخالفة الشروط.

الأمر نفسه تكرر بحذافيره هذا العام، ولكن هذه المرة مع فيلم «يوم الدين» الذى يشارك فى المسابقة الرسمية بمهرجان الجونة السينمائى، الذى تنطلق فعالياته فى الفترة من 20 إلى 28 سبتمبر، وأعلنت الشركة المنتجة طرح الفيلم يوم 23 سبتمبر فى محافظة المنيا بـ«سكيب سينما»، ليتم عرضه رسمياً فى دور العرض السينمائى يوم 26 سبتمبر، حيث اعتبر البعض أن طرح الفيلم مبكراً فى المنيا فقط هو مجرد وسيلة لتمريره للأوسكار، ليتوافق مع الشروط الخاصة بها التى تتطلب طرحه لمدة أسبوع كامل فى دور العرض السينمائى.

من جانبه، قال الناقد محمود عبدالشكور عضو لجنة اختيار الفيلم المصرى المرشح للأوسكار، إن هناك عدداً من الإجراءات اتخذتها نقابة السينمائيين هذا العام، أولها تحديد 3 جلسات على مدار 3 أسابيع تبدأ يوم الثلاثاء المقبل، متابعاً: «وضعت النقابة نظاماً مختلفاً لتحقيق الشفافية، حيث نقوم فى أول أيام اجتماع اللجنة بتحديد الأسس والقواعد التى سنلتزم بها فى اختيار الفيلم، أما الجلسة الثانية تشهد عرض الأفلام المقرر عرضها تجارياً فى شهر سبتمبر، وقدم منتجوها ما يثبت حصولها على تصاريح بالعرض خلال تلك الفترة، وفى الجلسة الثالثة فى آخر أسبوع سيتم التصويت على الفيلم الذى سيتم ترشيحه لتمثيل مصر فى مسابقة الأوسكار».

وتابع «عبدالشكور» لـ«الوطن»: «أشارك فى اللجنة للعام الرابع على التوالى، فنحن لسنا مدفوعين بأفكار مسبقة عن أفلام، بل نريد الخروج بفيلم جيد ومميز يصلح لتمثيل مصر فى المسابقة، كما أننا لا ننحاز لأحد على حساب أحد ولا نجامل أحداً، وفى النهاية التصويت يتم بشكل علنى، واختيار (شيخ جاكسون) العام الماضى جاء بناء على رأى الأغلبية».

وقال الناقد طارق الشناوى، إنه «وفقاً لنقابة السينمائيين فقد قدم منتج فيلم (يوم الدين) ما يفيد طرحه فى دور العرض السينمائى خلال 22 سبتمبر، وبالتالى تنطبق عليه الشروط المحددة مسبقاً لاختيار الأفلام»، مضيفاً: «سيقام عرض محدود للفيلم ولكنه يظل عرضاً جماهيرياً قبل 30 سبتمبر، وسوف يدعى أعضاء اللجنة لمشاهدة الفيلم، أى فيلم سيعرض جماهيرياً خلال سبتمبر سيتم معاملته بالمثل، ولضمان العدالة بين الأفلام يجب على النقيب مسعد فودة مخاطبة منتجى الأفلام الصغرى قبل الكبرى التى من المخطط عرضها خلال شهر سبتمبر وحصلت على تصريح بالعرض حتى تأخذ فرصتها».

وأضاف لـ«الوطن»: «القانون مكون من شقين؛ أحدهما شكلى والآخر موضوعى، ولا يمكن النظر إلى الموضوع إذا انتفى الشكل، لذلك لم يتم النظر إلى الشكوى التى قدمت ضد (شيخ جاكسون) العام الماضى، لأن الفيلم انطبقت عليه الشروط الشكلية وفقاً لقانون الأوسكار، التى لا تحدد الطرح فى عدد معين من السينمات أو تحقيق عدد من المشاهدات».

أما المخرج مجدى أحمد على فقد عبر عن استيائه من الطريقة التى تتبعها لجنة اختيار الفيلم المرشح لجائزة أوسكار، تحت إشراف نقابة المهن السينمائية: «الموقف الذى اتخذته العام الماضى هو مبدأ بشكل عام لن أغيره هذا العام، فالأمر لا يتعلق بـ(مولانا) أو (شيخ جاكسون) أو (يوم الدين)، ولكن يتعلق بوجود آليات ومعايير واضحة للاختيار، تنص لوائح الأوسكار بشكل واضح على أن يكون عرض الفيلم جماهيرياً فى الفترة المحددة، وبالتالى عرض الفيلم بشكل خاص لأعضاء اللجنة وطرحه فى دور عرض محدودة هو مخالفة للوائح والشروط».

وتابع «على» لـ«الوطن»: «عُرض علىّ عضوية اللجنة وطلبت من النقيب مسعد فودة أن يحدثنى وهو لم يتحقق حتى الآن، إذ كان لى تحفظات على طريقة اختيار الأفلام العام الماضى وبالتالى وجودى مرهون بتعديل تلك الطريقة، وأنتظر لقائى مع (فودة) حتى نتناقش فى طريقة اختيار الفيلم المصرى، فهناك طريقة لمشاهدة الأفلام تختلف عما يحدث فى الواقع أهمها عدم مشاهدة أعضاء اللجنة للأفلام معاً فيجب على كل عضو مشاهدة الفيلم بشكل منفصل، لأن مشاهدة الأفلام فى جماعة تؤدى إلى وجود رأى عام ونقاشات جماعية قد تؤثر على البعض، وإذا لم يتم ذلك سوف أعلن انسحابى من اللجنة».

ومن جانبها، قالت الدكتورة غادة جبارة، وكيل نقابة المهن السينمائية وعضو لجنة الاختيار: «كان هناك لغط فيما يتعلق بـ(فوتوكوبى) حيث إن موعد عرضه فى مهرجان الجونة كان 25 سبتمبر ولكن عرضه الجماهيرى كان فى ديسمبر، وتم تدارك ذلك الخطأ ومخاطبة الشركة المنتجة بإرسال نسخة من الفيلم، وعلى الجانب الآخر سنبدأ فى مراجعة القائمة مرة أخرى ومواعيد طرح الأفلام بشكل مفصل ودقيق مع النقيب مسعد فودة وفقاً للتعديلات الأخيرة، وإزالة فيلمى (122) و(ساعة رضا) من القائمة، واللجنة تعتمد على الشفافية وليس هناك توجيه للآراء تجاه فيلم بعينه». وأضافت لـ«الوطن»: «سوف ننظم عرضاً لـ(أخضر يابس) لأن عدداً من أعضاء اللجنة لم يشاهدوه، بالإضافة إلى عرض لـ(يوم الدين)، ويتم تحديد يوم 18 سبتمبر للتصويت واختيار الفيلم الذى يمثل مصر فى أوسكار 2019، بشكل نهائى».

الوطن المصرية في

31.08.2018

 
 
 
 
 

فيلم عربى وحيد يفوز بجائزة أفضل عمل غير ناطق بالإنجليزية بالأوسكار.. تعرف عليه

كتب باسم فؤاد

تكشف اللجنة المصرية المشكلة من نقابة المهن السينمائية فى 18 سبتمبر الجارى عن الفيلم المصرى المرشح للمشاركة فى جوائز الأوسكار فى نسختها الـ 91.

على مدار تاريخ المسابقة، نال جائزة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية، فيلم عربى واحد فقط الجائزة وهو "زد" إنتاج مشترك بين الجزائر وفرنسا عام 1969، من إخراج كوستا جافراس.

"زد" أول فيلم يتناول موضوعا سياسيا بأسلوب الفيلم "البوليسى" المثير، اعتمد على التداخل بين الأزمنة، والانتقال بين الماضى والحاضر، وكان جديدا فى أسلوب التحقيق فى جريمة قتل، ولم تكن الأفلام السياسية التى سبقت "زد" مثل فيلم "الأيدى فوق المدينة" (1963) للمخرج الإيطالى فرنشيسكو روزى قد توصلت بعد إلى أسلوب من هذا النوع.

تناول الفيلم الجزائرى الجريمة السياسة بأسلوب بوليسى عبر سيناريو سلس ، ملىء بالتشويق والإثارة والبحث والتقصى فى تتبع خيوط الجريمة وتقديم تفاصيل عن علاقات المصالح التى تربط الفاسدين بعضهم البعض بداية من كبار القيادات، ورجال الأعمال ، ورجال الكنيسة وانتهاءً بشواذ المجتمع من قتلة ولصوص ومنحرفين.

كان "زد" علامة فى تاريخ السينما، إذ خرجت بعده عشرات الأفلام التى تتناول مواضيع سياسية، تتبع نفس أسلوب دراما التشويق والمطاردة ، وعادة ما يتصدى بطل هذه الأفلام لمواجهة السلطة لكنه عادة ما ينتهى إلى الهزيمة، واقتبست السينما المصرية عنه فيلم "زائر الفجر" إنتاج عاما 1973 للمخرج الراحل ممدوح شكرى، بطولة عزت العلايلى الذى لعب دور محقق نيابة فى جريمة قتل صحفية توصلت إلى أشخاص فاسدين فى المجتمع.

تدور قصة الفيلم حول التحقيق فى مقتل عضو بارز فى الحزب اليسارى الفرنسى، وتبدأ حملة قوية لإخفاء أدلة الجريمة من قبل شخصيات مرموقة كرئيس الشرطة وعدد من كبار الضباط ثم تنكشف الأمور عن طريق اعتراف بعض الشهود الناجين من حملة التصفية التى يشنها المتآمرون على كل المهددين بكشف الحقيقة.

نال فيلم (زد) العديد من الجوائز العالمية من بينها جائزة أفضل فيلم أجنبى بمهرجان كان (عام 1969)، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان كان (عام 1969)، و جائزة نقاد نيويورك لأفضل فيلم (عام 1969) ، وحصل الممثل جان لوى ترنتيان- على جائزة أحسن ممثل (عام 1969) ، و جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية (عام 1970) ، وجائزة الأوسكار لأفضل مونتاج (عام 1970) ، و جائزة الجولدن جلوب لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية (عام 1970) ، و جائزة البافتا لأفضل موسيقى فيلم (عام 1970) ، و جائزة الجمعية الوطنية لنقاد السينمائيين لأفضل فيلم (عام 1970) ، و جائزة إدغار لأفضل فيلم سيناريو سينمائى (عام 1970).

اليوم السابع المصرية في

02.09.2018

 
 
 
 
 

"روبرت ردفورد" ودّع عين الكاميرا ووقف خلفها

محمد حجازي

شهر أيلول/سبتمبر 2018 حدّده النجم العالمي المخضرم "روبرت ردفورد" موعداً لإعتزاله التمثيل، بعد 60 عاماً من بدء مسيرته أمام الكاميرا، على أن يكون الفيلم الذي أنتجته شركته "wildwood" بعنوان "the oldman and the gun" ولعب بطولته آخر إطلالة له بالصورة، واعداً بظروف ملائمة لمواصلة السينما لكن من وراء الكاميرا كمخرج ومنتج، معتبراً أنه "آن الأوان لأن أقول كفى وأرتاح، يكفيني 6 عقود من العطاء لفن يجري في جسمي كما الدم والروح".

في 93 دقيقة شيقة من الأحداث ينهي "ردفورد" مسيرته في مجال التمثيل، مع دور لص ظريف دأب على السرقة والإفلات من البوليس في كل مرة يقوم فيها بعملية يُخطط لها بمفرده، إستناداً إلى سيناريو كتبه المخرج "ديفيد لوري" (49 عاماً) عن مقالات للصحافي "ديفيد غران"، ومعه في تجسيد الأدوار زميلته "سيسي سباسيك" (69 عاماً)، و"كايزي أفلك"، "لقد أمضينا وقتاً لطيفاً ومسلياً خلال التصوير" هذا ما قاله أحد أوسم النجوم الخالدي الذكر في هوليوود، وأضاف "أعرف أن ما عشته سابقاً من أدوار مع زملاء يستحيل نسيانهم لن يتكرر لكن لزملاء اليوم خصوصية أحبها وأحترمها من أعماق قلبي".

سيبقى "ردفورد" حاضراً كمنتج عبر شركته، وكلما خدمته الظروف الشخصية والعامة فهو لن يتردد في إخراج أعمال جديدة، وكان آخر ما صوّره قبل 4 سنوات الشريط الوثائقي المتميز "cathedrals of culture" من خلال قسم فيه عنوانه "the salk institute"، وهو العاشر في سلسلة الأشرطة التي أخرجها. وقد عرف عن هذا الفنان تصالحه مع نفسه وفنه فعندما تقاسم مع "داستن هوفمان" بطولة فيلم "رجال الرئيس" أعلن أنه يقوم بواجب مهم لإسقاط رئيس فاسد (ريتشارد نيكسون) بعد فضيحة "ووتر غيت" عام 72، التي صُوّر شريط على أساسها عام 76 بميزانية 8 ملايين ونصف المليون دولار بعنوان "all the president s men" للمخرج "آلان.ج.باكولا"، شارك "ردفورد" شركة "متر غولدن ماير" في الميزانية.

ومن مآثره الإيجابية أنه إستطاع مقارعة الشركات الكبرى في هوليوود، لكسر إحتكارها إنتاج الأفلام مع موضوعات رتيبة، من خلال فتح باب شركته الإنتاجية لكل المخرجين والكتاب المستقلين والمواهب الواعدة لتأمين دعمها بميزانيات كافية لتحقيقها، ثم وجد لكل من لا تستقبلهم هذه الشركات مهرجاناً لعرض أفلامهم يُقام منذ أربعين عاماً في شهر كانون الثاني بمنطقة "يوتاه"، عنوانه "صاندانس" وهو مستوحى من شريطه الشهير "بوتش كاسيدي وصاندانس كيد" الذي تقاسم بطولته مع "بول نيومان".

الميادين نت في

02.09.2018

 
 
 
 
 

ماذا تقول جائزة الأوسكار لأفضل فيلم "جماهيري" عن مستقبل صناعة الأفلام؟

سارة عادل

ثار جدل حول  قرار "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة"، المشرفة على جوائز الأوسكار، بإنشاء جائزة جديدة "للأفلام الجماهيرية"، وكذلك حول نقل البث المباشرالمقال المترجم الآتي عن مجلة "نيويوركر" يتوقف عند تفاصيل هذا الجدل وأسبابه ومآخذه، ويقدم وجهة نظر مختلفة.

غدت الفجوة بين الفن وصناعة الأفلام أكبر من أي وقت مضى، ويبدو أن التغييرات المزمع إدخالها على حفل توزيع جوائز الأوسكار، والتي أعلنتها اليوم أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، هي استجابة يائسة لسد تلك الهوة.

تخطط الأكاديمية لنقل تاريخ البث المباشر للحفل حتى أوائل شباط/فبراير، وذلك لتقليص مدة البث إلى ثلاث ساعات من أجل تقديم "حفل جوائز أوسكار يسهل الوصول إليه من قبل مشاهدينا حول العالم"، وإنشاء فئة جديدة "للإنجازات البارزة في صناعة الأفلام الجماهيرية".

التغييرات المزمع إدخالها على حفل توزيع جوائز الأوسكار تهدف إلى التصدي لانخفاض نسبة المشاهدة للبث

ظاهريًا، يبدو أن التغييرات المزمع إدخالها على حفل توزيع جوائز الأوسكار تهدف إلى التصدي لانخفاض نسبة المشاهدة للبث (والتي كانت هذا العام في أدني مستوياتها على الإطلاق). لكن التأثير العام لذلك يشير إلى ردة فعل لمشكلة أكبر بكثير تواجه هوليوود: انقطاع متزايد في صلة ما تقدمه بفنّ صناعة الأفلام.

هذه مسألة أقرّها حتى أعضاء الأكاديمية -والعاملون في هوليوود وما يتصل بها من أعمال تجارية- بتصويتهم في حفل توزيع جوائز الأوسكار في السنوات الأخيرة. في عام 1939، على سبيل المثال، رُشّح أفضل 9 أفلام من حيث الأرباح في تلك السنة لجائزة أفضل فيلم. كان بعضها، في الواقع، (بما في ذلك Stagecoach لجون فورد، وNinotchka لإرنست لوبيتش، وأظن كذلك The Wizard of Oz) عظيمًا بشكل استثنائي.

على النقيض من ذلك، في عام 2017 جاءت الأفلام الأكثر تحقيقًا للأرباح بين المرشحين (Dunkirk وGet Out) في المركزين الرابع عشر والخامس عشر من حيث إيرادات شباك التذاكر المحلية السنوية؛ وجاء فيلم The Shape of Water الفائز بجائزة أفضل فيلم في المرتبة السادسة والأربعين. كما جاء Moonlight، الفائز بجائزة أفضل فيلم في السنة السابقة، في المركز السابع والتسعين.

والأكثر من ذلك، بالنسبة للإيرادات على النطاق العالمي -حيث تجني أفلام هوليود ذات الميزانيات الضخمة نسبةً كبيرة من أموالها- فإن معظم هذه الأفلام تراجعت لأدنى المراتب، وذلك لأن الأفلام المحلية ذات السمات الثقافية لا تنتقل بسهولة عبر الحدود مثل تلك القائمة على الخيال.

بين الفينة والأخرى، يتم إنتاج الأفلام ذات الميزانية الضخمة مِن قِبل مخرجين مُلهَمين باستطاعتهم، إذا مُنِحوا قدرًا كافيًا من الحرية، تحويل إنتاج استوديوهاتهم إلى أعمال أصلية وشخصية يمكنها منافسةَ أفلامٍ أخرى شخصية أكثر بشكل لافت - يحضرني هنا فيلم Wonder Woman وكذلك، بشكل خاص، فيلم Black Panther. ولكن هذه هي الاستثناءات. إذْ إنّ استوديوهات هوليوود -مثل معظم الشركات الكبرى- تتقدّم ببُطء.

لقد كان تغيّرهم بُطيئًا في مواجهة التغيُّرات الثقافية والسياسية في حقبة الستينات؛ كما ارتبكوا في مواجهة المنافسة الفنية القائمة مِن قِبَل صناع الأفلام والمنتجين المستقلين في التسعينيات. وعندما نتج عن المنافسة مرورهم بضغوط مالية بسبب ما يسمى "التلفزة عالية الجودة"، تخلّوا عن إنتاج الأفلام المعتمدة على قيادة المخرج، في سبيل الأفلام القائمة على قيادة المنتجين المستقلين، ومن ثم حفروا قبرهم الفني بأنفسهم.

عندما جلب جيل جديد من صنّاع الأفلام (ممن تلقوا تعليمًا جيدًا في أكثر التيارات تطرفًا في فن السينما، وذلك بفضل توافر أنظمة الفيديو المنزلية VHS وأقراص الفيديو الرقمية DVDs) أفلامًا ذات إحساس أصيل، وجدوا أنفسهم بصورة متزايدة محاصرين بالمتطلبات التجارية للمنتجين وميزانيات الاستوديو.

لقد صنعوا أفلامهم فقط حين تدخّل ممولون مستقلون من الأثرياء محبّي الأفلام -ذوي الفهم لكون أصالة الإخراج ذاتها هي سلعة ثمينة في السوق السينمائية- وقدموا ميزانيات منخفضة في مقابل توفير حرية فنية استثنائية.

بشكل عام، فتلك الأفلام التي نتجت من هذه الصلات المستقلة، هي التي تمّ ترشيحها لجوائز الأوسكار؛ وهي تلك التي يعترف النقاد والمتخصّصون في صناعة السينما بأنّها في صميم هذا الفن أو قريبة منه.

وبالنسبة للمشاريع التي أُنتجت بشكل مستقل، فالفوز بجائزة الأوسكار له أهمية تجارية خاصة، وهو ما يدفع بالأفلام الأقل شهرة وتكلفة وإيرادات بشباك التذاكر إلى منصة الصيت العالمي. وليس من قبيل الصدفة أن مفهوم حملة الأوسكار نفسه، مفهوم بذل المجهود المضني وراء الكواليس لحصد الجوائز، كان إحدى بنات أفكار هارفي واينستين، المنتج المستقل المتعاوِن مع شركة ميراماكس، والذي استفاد من الجوائز ليقفز بأفلامه وشركته إلى مستوى بالغ الأهمية في هوليوود يتناسب مع تلك الاستوديوهات.

يبدو أن تلك الفئة الجديدة لجوائز الأوسكار، المخصصة للأفلام الشعبية، لعبة من الاستوديوهات لاختلاس بعض الفوائد التجارية للجوائز

نظرًا للأهمية التجارية الكبيرة جدًا للجوائز التي تُمنَح لأفلامٍ صغيرة تجاريًا، فإن قرار الأكاديمية بإنشاء جائزة جديدة "للأفلام الجماهيرية" هو أكثر من مجرد سخافة وتهور: إنه أمرٌ مسيءٌ في المقام الأول.

لم تُفصِح الأكاديمية بَعْد عن الكيفية التي سيتم بها تحديد الفئة الجديدة: هل سيتم ذلك على أساس الميزانية أم شباك التذاكر أم اعتمادًا على قرار المنتجين الخاص. على أي حالٍ فلن تقلل الجائزة الجديدة من قيمة الجدارة الفنية التي تصاحب الاحتفاء بجائزة أفضل فيلم، إذ لا يمكن خداع أحد. لكنها ستصرف جزءًا من الأضواء بعيدًا عن الفائزين والمرشّحين الحقيقيين لجائزة أفضل فيلم، مما يترتب عليه تحوّل بعض الأهمية التجارية عن تلك الترشيحات والجوائز أيضًا.

يبدو أن تلك الفئة الجديدة ما هي إلا لعبة من الاستوديوهات لاختلاس بعض الفوائد التجارية للجوائز، بهدف إعادة توزيع الأموال المتعلقة بالأوسكار، لتسحب من المنتجين المستقلين صعودًا إلى الاستوديوهات، وللترقيّ من إنتاج يتكلف ويدر عشرات الملايين إلى إنتاج ضخم بمئات الملايين. إن تلك الفئة في الأوسكار هي نظير مقترح "إصلاح" الضرائب الذي تقدّم به الحزب الجمهوري.

صحافية من مصر

موقع "ألترا صوت" في

02.09.2018

 
 
 
 
 

أهم معلومات عن "كفرناحوم" الأقرب إلى تمثيل لبنان بـ"الأوسكار"

كتب: نورهان نصرالله

أعلنت المخرجة نادين لبكي، طرح فيلمها "كفر ناحوم" في دور العرض السينمائي في لبنان، يوم 20 سبتمبر الجاري، ويعتبر الفيلم الأقرب لتمثيل لبنان في ترشيحات جائزة "أوسكار" عن فئة أفضل فيلم أجنبي بالنسخة الـ 91 من المسابقة التي تنطلق في فبراير 2019.

وفيما يلي أهم معلومات عن الفيلم:

- عرض للمرة الأولى في المسابقة الرسمية للدورة الـ71 من مهرجان كان السينمائي، بعد 27عاما، من غياب المشاركة اللبنانية للمهرجان.

- حصد الفيلم في ختام فعاليات المهرجان جائزة لجنة التحكيم الخاصة، التي كانت تترأسها النجمة العالمية كيت بلانشيت.

- الفيلم كتابة نادين لبكي، جهاد حجيلي وميشال كسرواني بمشاركة جورج خباز، إنتاج خالد مزنر.

- يعتمد الفيلم في بطولته على مجموعة من الممثلين غير المحترفين، على رأسهم الطفل زين الرافعي، وهو لاجئ سوري يبلغ من العمر 14 عامًا، ويقيم في حي شعبي في بيروت، بالإضافة إلى كوثر الحداد، فادي كامل يوسف، نور الحسيني، وسيدرا عزام.

- تدور أحداث الفيلم فى 120 دقيقة، حول الطفل "زين" الذي يبلغ من العمر 12 عاما، ويقوم برفع دعوى قضائية ضد والديه، بسبب جلبه إلى الحياة المليئة بالمعاناة التى يعيشها.

- شارك الفيلم في عدد من المهرجانات السينمائية حول العالم، من بينها مهرجان "تورنتو" السينمائي، وحصد جوائز مجموعة من الجوائز منها جائزة الجمهور في مهرجان "سراييفو" السينمائي، بالإضافة إلى جوائز الجمهور في مهرجان الفيلم "النرويجي" الدولي، و"ملبورن" السينمائي.

- يكشف الفيلم حياة المهمشين في لبنان، من خلال الطفل زين الذي لا يعرف أهله عمره بدقة ولم يمتلكوا شهادة ميلاد له يوما، ويعيش معهم في شقة متواضعة برفقة عدد كبير من الأخوة، يطحن أفراد الأسرة موادًا أفيونية وصفها الطبيب في المياه، ويغسلون ملابس في هذا المحلول، لتمريرها إلى الأخ الأكبر "لزين"، وهو سجين أيضًا يحقق مكاسب جيدة داخل السجن من بيع المخدرات المُعاد تشكيله، بينما يعمل أطفال الأسرة كباعة متجولين في الشوارع، وعندما يقضي "زين" عقوبة السجن لمدة 5 سنوات نتيجة طعنه شخصًا ما، يطلب محاكمة والديه لأنهما أتيا به إلى الحياة.

- قالت المخرجة "نادين لبكي" عن الفيلم، عبر حسابها الخاص على "فيسبوك": "أتمنّى أن يصبح (كفرناحوم) أكثر من مجرد فيلم، وأن يفتح حوارًا جادًّا حول قضايا هؤلاء الأطفال، وأن يؤدي إلى تغيير جذري وعاجل وملموس".

الوطن المصرية في

02.09.2018

 
 
 
 
 

فيلم «روما» للمكسيكي ألفونسو كوارون:

قصيدة بصرية عن الوطن والذاكرة والذكرى

نسرين سيد أحمد

فينيسيا ـ «القدس العربي»  : يعود المخرج المكسيكي ألفونسو كوارون إلى مهرجان فينيسيا في دورته الخامسة والسبعين (29 آب/أغسطس إلى 8 أيلول/سبتمبر) بفيلمه «روما» (المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان)، والفيلم عودة لكوارون ليس للمهرجان العريق فقط، ولكن عودة أيضا إلى بلاده المكسيك وإلى لغتها، بعد غياب طويل.

يقدم كوارون في «روما» قصيدة بصرية بديعة بالأبيض والأسود للحياة في أوائل السبعينيات في مدينته مكسيكو سيتي، وهو فيلم يحتفي بتفاصيل الحياة وواقعها، ويدخلنا إلى عالم أسرة مكسيكية ميسورة الحال، ولكن ربما الأهم من عالم تلك الأسرة هو عالم خادمتها الشابة، التي تقيم في المنزل. عالمان صغيران، عالم الطبقة المتوسطة وعالم خادمتها، يلتحمان ويمتزجان ويقدمان صورة نابضة بالحياة والحنين والذكرى.

يمكننا القول إن «روما»، الذي يستمد اسمه من حي روما ميسور الحال، الواقع في وسط العاصمة المكسيكية، هو أفضل أعمال كوارون قاطبة منذ فيلمه «وأمك أيضا» (2001)، وواحد من أجمل الأفلام التي شاهدتها في عامنا الحالي 2018. صيغت كل صورة والتفاتة وكل اختلاجة وجه في الفيلم بسلاسة ودقة، لتقدم رؤية كوارون، الذي أخرج الفيلم وصوره بنفسه إضافة إلى كتابة السيناريو. يمتد «روما» على مدى ساعتين وربع الساعة، يصحبنا فيها كوارون إلى قلب مدينته ميكسيكو سيتي، وكل ما يعتمل فيها في أوائل السبعينيات، ولا يغفل البون الطبقي الشاسع بين ميسوري الحال فيها وطبقاتها الأقل مالا. نرى الفقر والشوارع الموحلة، كما نرى الشوارع التي تحفها الأشجار وتصطف فيها سيارات أنيقة. ونرى غضب الطلبة ومظاهراتهم، ونشهد احتجاجات وأعمال شغب. لعلّ أحد أبلغ المشاهد في الفيلم يدور في مستشفى في المدينة، حين يضرب زلزال مباغت المدينة، فتسقط كتل خرسانية على الغرفة التي تستقبل الصغار حديثي الولادة قبل مغادرة أمهاتهن للمشفى. تهرع الممرضات لإنقاذ الصغار من الزلزال، في مشهد تعمه الفوضى. إنه مستقبل المكسيك، مصور في صغاره، الذي يضربه الزلزال بينما يحار الكبار في إنقاذه.

لا يجمّل الفيلم الماضي ولا يدفع الحنين كوارون إلى تزيين الذكريات، أو إلى التغافل عما يعتمل في البلاد

لا يجمّل الفيلم الماضي ولا يدفع الحنين كوارون إلى تزيين الذكريات، أو إلى التغافل عما يعتمل في البلاد. نستشعر بعض السخرية الممتزجة ببعض الأسى في ذلك المشهد الذي توشك فيه صديقتان ليلة رأس السنة عام 1971 على شرب نخب العام الجديد، لتدفع امرأة عابرة اليد التي تحمل الكأس ليهوي مهشما بما يحمله من شراب. كأس محطم ونخب مسكوب ينذران بعام فيه من التقلبات الأسرية والاضطرابات في البلاد الكثير. يقدم كوارون في «روما»  فيلما متأملا يبقى معنا ويعتمل في فكرنا وذاكرتنا بعد الانتهاء من مشاهدته، فيلم نود أن نشاهده بدلا من المرة مرات، للتأمل في جمالياته وللتأمل في صوره التي تتكامل مكونة عالما كاملا.

يستحوذ كوارون علينا تماما منذ المشهد الافتتاحي للفيلم: مياه تندفع في ما يشبه الموجات الهادئة على أرضية رخامية، وينعكس فوق المياه ما يبدو كظل نافذة وطائرة تحلق. نُسائل أنفسنا لبضع دقائق عن ماهية المكان والأرضية والمياه المنسابة، ثم ندرك أن المياه هي مياه التنظيف في مدخل مسكن لأسرة من الطبقة المتوسطة. أما من يقوم بالتنظيف فهي كليو (ياليتزا أباريثيو)، الخادمة الشابة هادئة الملامح التي تعنى بأسرة ميسورة الحال، مكونة من الجدة والأم صوفيا (مارينا دي تافيرا) وأربعة أطفال صغار، يثيرون الضجيج والضحك والفوضى أينما حلوا. أما الأب، فيبدأ الفيلم به وهو شبه غائب عن حياة الأسرة، يولي جل رعايته لسيارته الضخمة، ويبدي التذمر من كل شيء في المنزل، إلى أن يغيب عن الأسرة تماما، فيما تصفه الزوجة صوفيا للأبناء بأنه رحلة عمل إلى كيبيك في كندا البعيدة. لا نعرف مباشرة سبب غياب الأب، ولكننا نرى الزوجة تخاطب خادمتها كليو وقد غلبها الدمع «نحن النساء نبقى دوما بمفردنا». إنه منزل نسائي تماما إذن، تدبر شأنه النساء، وتعنى به وبصغاره النساء، وتخوض معاركه الصغيرة والكبيرة النساء.

تتمهل الكاميرا على المنزل الفسيح الحميمي في فوضاه وصخبه، ويلفت كوارون انتباهنا منذ البدء إلى كليو، الخادمة المقيمة، التي تبدو على صغر سنها وصمتها عمادا أساسيا في المنزل، وهي التي تتولى المنزل بالتنظيف والترتيب وتولي الصغار الحب والاهتمام. أما عن حياة كليو، فهي حياة متصلة ومنفصلة في آن عن حياة مخدوميها. نراها تجلس مع الأسرة لمشاهدة التلفاز مساء ونرها تشارك الأطفال الضحك والمرح، كما لو كانت فردا من الأسرة، ونرى تعلق الأطفال بها كما لو كانت شقيقة أكبر أو أما بديلة. ولكن كليو لها صداقاتها الخاصة وحياتها العاطفية الخاصة، ونراها حين ترافق صديقها إلى السينما، أو حين تختلي به في لحظة حميمية.

كليو هي محور الفيلم وشخصيته الرئيسية، ينتصر لها كوارون وينتصر لطبقتها ممن يحملون الطبقة المتوسطة الميسورة حملا. لا نراها تتذمر من عبء العمل وندرك تمام الإدراك إنها تخلص كل الإخلاص لهذه الأسرة وتحبها كما لو كانت أسرتها. وينتصر كوارون، أيضا لأصول كليو العرقية، فهي من السكان الأصليين للمكسيك، ونراها تتحدث بالإسبانية مع أفراد الأسرة، ولكنها حين تنفرد بأصدقائها تتحدث لغتها الأصلية. كليو هي قلب المكسيك فعلا وقولا، هي من يمد أبناء البلاد بالحب ويوليهم الرعاية. وعلى الرغم من أن كليو لها ألمها الخاص، مثل البعد عن أمها في القرية البعيدة التي لا تزورها إلا فيما ندر، ورغم أنها تواجه انكسار القلب وتحطم الحب والخذلان، إلا أنها تبقى قوية صامدة لأن دورها في الحياة أن تبقى قوية داعمة للآخرين.

ولكن كوارون ينأى بنفسه عن تقديم العظات الاجتماعية أو الخطب السياسية. هو يقدم لنا الحياة بكل زخمها وتناقضاتها وتشابكاتها، ويقدم مظاهر الحياة المختلفة في البلاد ويتركنا لنتأمل ونخرج بحكمنا الخاص. هو فيلم شخصي للغاية يبنيه كوارون على ذكرياته وحياته في صباه ولكنه أيضا فيلم إنساني تأملي النزعة والتوجه، تحمل مشاهده الصغيرة الكثير من العمق والمغزى بدون أن تنطق شفاهة بالكثير: حذاء رب الأسرة الأنيق حين يتسخ بغائط كلب الأسرة، السيارة الأمريكية الفورد غالاكسي التي لا يتسع لها مدخل المنزل، تلك المرأة الأمريكية المتأنقة التي جاءت إلى ضيعة في المكسيك للصيد والقنص. كلها التفاتات صغيرة تحمل تعليقات اجتماعية وسياسية. نرى صديق كليو، الذي فرّ من تحمل مسؤوليته كأب للجنين الذي تحمله، يتدرب على فنون القتال برعاية الشرطة والجيش، ليصبح أحد رجال الشرطة الذين يقمعون الطلبة في مظاهرات دامية عام 1971. الرجل  والأب المتهرب من المسؤولية يصبح أداة للقمع في يد السلطة.

حياة كليو وحياة مخدومتها صوفيا تقولان الكثير عن المجتمع، ولكننا نرى ما يدور في حياتهما كما نرى الموج في أحد مشاهد الفيلم. يبدأ البحر حنونا صديقا يسبح الأطفال في مياهه وترقبهم عن بعد وترقب كليو التي لا تجيد العوم، ولكن الموج يشتد ويكاد يفتك بالصغار لولا تدخل كليو التي تغامر بحياتها لإنقاذهم.

موجات هي الحياة، بعضها يترفق بنا وبعضها يكاد يغرقنا، وهكذا تستمر الحياة كما يرسمها كـــوارون في «روما» تسير أحيانا بتدفق مياه التنظيف التي يستهل بها الفيلم، تلك المياه العذبة التي تغسل الأدران، ولكنها قد تصبح عنيفة مدمرة أحيانا أخرى تكاد أن تفتك بنا، ولكنها دوما تستمر رغم الألم والفقد والمعاناة.

القدس العربي اللندنية في

02.09.2018

 
 
 
 
 

"يوم أضعت ظلّي".. عرض موت الأمل السوري في مهرجان البندقية

أحمد عيد

تقدم المخرجة سؤدد كعدان في فيلمها "يوم أضعت ظلي" قصة أمٍ عزباء تفقد الوقود في منزلها، فتحاول الحصول عليه من إحدى المناطق التي يحاصرها النظام السورياللقاء المترجم الآتي أجرته صباح حيدر ونشر في "Le Monde diplomatique".

سيُعرض فيلم رئيسي مستقل بتكلفة منخفضة أخرجته سيدة من دمشق، وجرى تصويره في المنفى في بيروت، لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي في أيلول/سبتمبر. يُعدّ فيلم  "يوم أضعت ظلّي" (The Day I Lost My Shadow)، تأليف وإخراج سؤدد كعدان، هو أول فيلم سوري يقع الاختيار عليه للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان الأفلام المشهور عالميًا. وأنتجته شقيقتها أميرة كعدان.

لا تزال أزمة اللاجئين السوريين، الناجمة عن الحرب التي بدأت في عام 2011، مستمرة بلا هوادة. ويعتبر طاقم الفيلم السوري بالكامل انعكاسًا لهذا؛ لقد قدِموا من أماكن عديدة تعد في الوقت الحالي موطنًا للشتات السوري المنفصل جغرافيًا – ألمانيا وفرنسا ومخيمات اللاجئين في لبنان وداخل سوريا – ليكونوا ضمن طاقم فيلم "يوم أضعت ظلي".

تدور أحداث فيلم "يوم أضعت ظلي"، الذي جرى تصويره في عام 2017، والتُقِطت معظم مشاهده على الحدود اللبنانية - السورية، في دمشق في عام 2012. تصف سؤدد كعدان الفيلم على أنه قصة أمٍ عزباء لطفل يبلغ من العمر 8 أعوام، ليست لها علاقة بالسياسة، فقط تحاول تدبير شؤونها، ثم ينفد وقود الطهي ومصدر التدفئة لمنزلها. يتوافر الوقود فقط في منطقة مُحاصرة، وعندما تذهب إلى هناك، تكتشف أن الناس يفقدون ظلالهم في الحرب.

على الرغم من أن سؤدد كصانعة أفلام ترتكز على الأفلام الوثائقية، إلا أن أعمالها الخيالية تلعب بأسلوب رمزي وتتداخل مع الخيال والواقعية. ويتمثل العمل الخيالي السابق لها في "الخبز المحاصر" (Besieged Bread)، وهو فيلم قصير عن امرأة سورية تقوم بتهريب الخبز إلى منطقة مُحاصرة، والتي تعثر على مأوى لها داخل شجرة ورجل يترك الجيش. جرى إنتاج أفلام سؤدد الوثائقية لصالح قناة الجزيرة الوثائقية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) UNICEF، وعُرِضت على المستوى الدولي، مثلما جرى مع فيلمها الوثائقي Obscure في عام 2017، والذي يدور حول طفل سوري لا يريد أن يتذكر كونه سوريًا.

تحدثت سؤدد كعدان إلى النسخة الإنجليزية من صحيفة Le Monde diplomatique من باريس، حيث كانت تُنهي مرحلة ما بعد إنتاج الفيلم في الوقت المناسب استعدادًا للعرض الأول. جرى تحرير هذا الحوار واختصاره بشكل مكثف من أجل الوضوح.

·        ما هو مصدر الإلهام الذي دفعك إلى كتابة هذه القصة؟

كنت في دمشق عام 2011، وبالرغم من أنني صنعت أفلامًا من قبل، عندما اندلعت الحرب، شعرت بأنني عاجزة عن صناعة الأفلام ولم أعد أشعر بأن السينما يمكنها أن تصور الصراع. كنت أحاول أن أرى كيف يمكن للمرء أن يعبر عن المجازر والأهوال، وكيف يمكن للمرء أن يعبر عن هذه الأشياء في السينما. وبعدها، شاهدت صورة لهيروشيما أثرت بي حقًا. كانت عبارة عن صورة التُقِطت بعد إسقاط القنبلة. كانت هناك فقط ظلال على الأرض حيث احترق الناس. شعرت بأن الحرب الأهلية أمرًا مختلفًا، لأن الناس يعيشون هذه الحرب – إِذْ تبقى أنت كشخص على ماهيتك، لكنك تفقد ظلالك.

سؤدد كعدان: لا يمكنني إيقاف الحرب، كما لا يمكنني مشاهدة الناس وهم يموتون في كل يوم

·        كيف يصبح ظلك رمزًا؟

شعرت بأنني لا أستطيع تصوير حقيقة الحرب بشكل واقعي، فقط من خلال صورة رائعة – وذلك من خلال فقدان الظل. لتصوير حرب، إما أن تُظهر رؤوسًا مقطوعة أو صور تعذيب أو مجزرة، وإما أن تُظهر ذلك من خلال رمز للظل، لأن لكل إنسان ظله الخاص.

·        ما الذي دفعكِ إلى اختيار العيش في المنفى في بيروت؟

لم أتمكن من الاستمرار في مشاهدة الجانب الآخر من دمشق الذي تعرض للقصف والحرق. تمكنت من رؤية الحرب، فعلى بُعد 20 دقيقة من منزلي جرى تدمير الحي بالكامل. لا يمكنني إيقاف الحرب، كما لا يمكنني مشاهدة الناس وهم يموتون في كل يوم، كان معظم الناس يرحلون، وزُجّ ببعضهم داخل السجون، فيما اختفى البعض الآخر؛ كنت آخر من غادر من أصدقائي. بدأت بكتابة السيناريو في دمشق، حيث حصلت على أول تمويل إنمائي، لم أكن أرغب في الرحيل حتى انتهيت من أول نسخة جيدة من نص السيناريو.

·        وصلتِ إلى بيروت بعد انتهائك من النص. كيف بدأت في صناعة الفيلم؟

في لبنان، أنشأت أنا وشقيقتي شركة إنتاج، كانت هذه التجربة صعبة للغاية بالنسبة لنا، لأنه عندما تكون هناك حرب وتترك بلدك ومجتمعك، فإنك تفقد أيضًا شبكتك وبنيتك التحتية وصناعتك وكل الأشخاص الذي يؤمنون بموهبتك كصانع للأفلام. كما تفتقد أيضًا مواقع التصوير خاصتك؛ وتفقد مجتمعك بأكمله. ثم تجد نفسك في مدينة جديدة وبلد جديد، وعندما تكون صانع أفلام للمرة الأولى، مَنْ سيعرض نفسه للخطر من أجلك؟ فكان لا بد أن نبدأ من الصفر.

·        ما هي التجارب التي تعرضت لها في التصوير؟

كان لا بد من العثور على المواقع التي تبدو مثل سوريا وتشبهها؛ وهذا هو السبب في تصوير بعض المشاهد في مواقع عديدة. ومع ذلك، جرى تصوير معظم الفيلم على الحدود السورية: خمسة أيام في بيروت، و17 يومًا على الحدود.

·        جاء طاقمك من كل أنحاء الشتات السوري. ويعد ذلك من المزايا القوية المؤثرة في الفيلم. كيف قمت باختيار هذا الطاقم؟

استغرقت عملية اختيار الطاقم وقتًا طويلًا بالفعل لأنني كنت أريد ممثلين سوريين فقط، وكان معظمهم في أماكن متفرقة، كنت أختار عن طريق التواصل عبر "سكايب" مع ممثلين في برلين وفرنسا وسوريا ولبنان. وكانت الممثلة الرئيسة، في فرنسا، قد طلبت اللجوء، وكان الحصول على تأشيرة للعودة إلى بيروت من أجل تصوير فيلم أمرًا صعبًا لأنه بمجرد أن تطلب اللجوء، لا يمكنك العودة. كنا نخاطر بكل شيء لأنها فقط حصلت على التأشيرة قبل يومين من التصوير، وكان أمامنا يوم واحد لإجراء البروفات. لذا، كنا نصور ونجري البروفات في نفس الوقت في موقع التصوير، وكان ذلك يعني الكثير من العمل.

·        هل كان الممثلون الرئيسيون الأربعة يعرفون بعضهم البعض في سوريا؟

نعم، وكان هذا الفيلم أول مرة يتواصلون فيها مجددًا بعد رحيلهم. لقد جمعهم هذا العمل مرة أخرى، لكنهم الآن جاؤوا من بلدان مختلفة.

على الأرجح لم يرى العديد منهم سوريا منذ رحيلهم. كان عليهم أن يشاهدوا بلدهم وسط حرب أهلية، من أوطانهم الجديدة.

لقد كان التصوير مليئًا بالعواطف لأن الحرب لا تزال قائمة ولا يزال الألم موجود؛ قالت البطلة إنها شعرت بأنها أكبر سنًا لأنها اضطُرت إلى تجسيد تجربة الحرب مجددًا، كان العمل مليئًا بالعاطفة والحنين لأن كل واحد منهم أراد أن يخبر القصة لكن لم تسنح له الفرصة حتى ذلك الحين.

·        كيف غيرتهم التجارب التي تعرضوا لها في المنفى؟

تبدى ذلك في تمثيلهم الرائع والصادق.

·        هل اخترتِ شخصيات إضافية من مخيمات اللاجئين؟

قررت الاختيار من المخيمات لأنني بصفتي سورية في لبنان أردت أن أمثل وأبرز مجتمعي في الفيلم. شعرت أنه بإمكاني أن أحاول جعل هذا الفيلم بمثابة تجربة سعيدة وعاطفية للجميع. أعرف كيف يمكن للفن والأفلام أن تلعب دورًا علاجيًا، وكنت بحاجة إلى تلك الشخصيات الإضافية مثلما كانوا في حاجة إليّ. بعد تصوير العديد من المشاهد، بدأوا في البكاء، وسألتهم عن السبب في ذلك، فأجابوا قائلين إنهم فقدوا شخصًا ما وأن المشهد ذكّرهم بتلك اللحظة. كان الطفل الذي ظهر في الفيلم من أحد المخيمات، وكان في وضع سيئ، أردت أن أساعده. أمضينا الكثير من الوقت معًا وفي النهاية قال إنها كانت تجربة جميلة. شاهدت مقدار التغيير الذي ظهر عليه. وفي النهاية، كان واثقًا وسعيدًا، لأنه حصل على الثقة والأمل والسعادة من اشتراكه في الفيلم، حتى إنه حسّن مهاراته الاجتماعية. يتعلق الأمر برمته بكيفية سردك للقصة، ومن المهم أن تسأل عما إذا كان سرد القصة أمرًا مفيدًا أم لا؟ هذه هي خلفيتي كصانعة أفلام وثائقية. أريد أن أشعر أنها يمكنها تغيير الأشياء على المستوى الشخصي، يمكننا أن نتساءل عن الكيفية التي يمكننا من خلالها التأثير على الناس.

سؤدد كعدان: أعرف كيف يمكن للفن والأفلام أن تلعب دورًا علاجيًا، وكنت بحاجة إلى تلك الشخصيات الإضافية مثلما كانوا في حاجة إليّ

·        أنتجت شقيقتك الفيلم، وهو أمر غير عادي. فلماذا قررتما القيام بذلك سويًا؟

لقد بدأنا الرحلة سويًا وانتقلنا معًا من سوريا إلى لبنان. أشعر أنني محظوظة لأننا الصراع كان طويلًا من أجل صناعة فيلم في بلد مختلف عن طريق إنتاج مشترك. وحدث ذلك لأن شقيقتي تؤمن كثيرًا بقدراتي، وبهذه القصة، بهذا الأسلوب الذي ينطوي على إنكار الذات.

مترجم من مصر

موقع "ألترا صوت" في

03.09.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)