كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

أمضت 35 عاماً في التمثيل بذكاء

ميريل ستريب.. صائدة جوائز الأوسكار

هوليوود: محمد رُضا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 2019)

   
 
 
 
 
 
 

مهما قيل في فيلم «اختيار صوفي» حول مسألة أنه ينتمي إلى القيمة الدعائية حول ما حدث لليهود خلال الحقبة النازية، فهو من هذه الزاوية قول صحيح، إلا أن الحقيقة هي أنه ليس فيلماً من تلك التي تهذي بموضوعها في هذا الخصوص، وإذا ما تعاطى الفيلم مع هذا الجانب من موضوعه، فإن المرء يستطيع أن يغفر لصانعيه ومخرجه ألان ج. باكولا اهتمامهم المسيّس في مقابل ذلك الأداء المتقن الذي قامت به الممثلة ميريل ستريب في ذلك الفيلم. إنها صوفي، الكاثوليكية البولندية التي وجدت نفسها محشورة في صفوف المعتقلين اليهود المساقين إلى المعسكرات النازية والتي تسرد حكايتها لجارها ستينجو (بيتر ماكنيكول) بعد عدة سنوات خلال مكوثها مع صديقها اليهودي ناثان (كفن كلاين) في الشقة العلوية. سرد الفيلم بأسره، بما في ذلك ما حدث لها عندما قبض عليها وأجبرت على الوقوف بين صفوف اليهود، يتم بمشاهد استرجاعية طوال الوقت (شأنه بذلك شأن الرواية التي وضعها وليام ستايرون) ومن بينها المشهد الحاسم عندما تقف في ذلك الصف وهي تحمل طفلتها الصغيرة بينما يلتصق ابنها ذو الثماني سنوات بساقها.

إنه مشهد مهيب. ضابط ألماني يمر بها ويلتفت إليها ويقول لها إنها جميلة. تنظر أرضاً في حيرة ثم تخبره بأنها ليست يهودية بل بولندية. يسألها إذا كانت شيوعية. تقول له «لا. أنا كاثوليكية». حينها يطلب منها اختيار أحد ولديها للتضحية به إذا ما أرادت البقاء حية هي وولداها. عينا ستريب تتحدثان بنظرات عميقة في حيرتها وخوفها. نظرات توازي خطاباً من ألوف الكلمات. كيف لها أن تختار من بين ولديها من تضحي به مقابل حياتها وحياة ولدها الثاني. عندما ترفض يأمر الضابط فيتم أخذ ابنتها التي تحملها بالقوّة

إنها جنيفر لون التي تبلغ اليوم السادسة والثلاثين من العمر والتي توقفت عند حدود هذه التجربة الوحيدة لها في التمثيل (تعمل حالياً في إحدى الشركات المصرفية في باريس)

لون توقفت لكن ستريب ما زالت مستمرة. اليوم وفي سن التاسعة والستين من العمر ولديها نفس العدد تقريباً من الأفلام السينمائية (63 فيلما و 13 عملا تلفزيونيا).

لديها أيضاً 21 ترشيحاً للأوسكار خرجت منها بثلاث جوائز. الأولى كانت عن دورها المساند في «كرامر ضد كرامر» سنة 1979. والثانية عن دورها الأول في «اختيار صوفي» (1982) والثالثة عن دورها الأول في «المرأة الحديدية» (2011).

إلى ذلك، وإذا حسبنا كل الجوائز التي حصلت عليها من مؤسسات سينمائية أو مهرجانات أو جمعيات نقدية، لديها ما مجموعه 173 جائزة.

إلى هذا الحد يحب النقاد والممثلون والمجتمع السينمائي اسم هذه الممثلة التي ما زالت حياتها المهنية غير منتهية الصلاحية وذلك على عكس العديد من أترابها الذين تخلوا عن طلب النجاح أو تخلى النجاح عن طلبهم.

تحليل موهبتها

وُلدت باسم ماري لويز ستريب. ميريل هو الجمع بين الكلمتين الأولى والثانية من اسمها. وضعتها والدتها في الثاني والعشرين من شهر يونيو/‏ حزيران سنة 1949 والأم كانت فنانة إعلانات ووالدها كان صيدلياً. في العقد الثاني من عمرها التحقت بمعهد لتعليم غناء الأوبرا.

من مسرح الهواة في الكلية إلى المسرح المحترف على خشبات برودواي وكانت لا تزال في السادسة عشر من عمرها. وبعد عامين فقط شاهدناها في «جوليا» لفرد زنمان، ذلك الفيلم الذي تحوّل إلى أزمة سياسية عندما وقفت فنيسا ردجريف بجرأة حال فوزها بالأوسكار عنه لتوجه أنظار العالم إلى مأساة الشعب الفلسطيني.

فيلم ستريب الثاني منحها دوراً أكبر وهو «صائد الغزلان» لمايكل شيمينو (1978). وبعد فيلمين آخرين (هما «مانهاتن» لوودي ألن و«إغراء جو تينان» لجيري تشاتزبيرج) فرضت نفسها بقوّة من خلال تأدية دور المطلقة التي على خلاف مع زوجها السابق (دستين هوفمن) في «كرامر ضد كرامر». 

بعد هذا الفيلم هي في أدوار البطولة دوماً وأولها كان في «امرأة الضابط الفرنسي» لروبرت بنتون سنة 1981 أي سنة واحدة قبل أن تبهر المشاهدين بدورها في «اختيار صوفي».

البعض انتظر ستريب أن تفصح من أين تأتي بتلك اللحظات المميزة التي تعكسها في أدوارها، وهي ليست لحظات قليلة أو عابرة، بل تخرج من تعاطٍ عميق مع الشخصية التي تقوم بتمثيلها بحيث تتوقف عن الحياة وتولد شخصيتها التي تقوم بها وتنمو

قالت لناقد في أحد لقاءاتنا السابقة: كثيرون يسألونني عن المنهج كما تفعل أنت ورد فعلي حيال السؤال هو واحد أنني لست ممثلة تتبع أسلوباً محدداً. بل ما أتبعه هو التفكير في دوري المقبل كما لو كنت أضع خطة عسكرية، كيف أحتل الشخصية التي أقوم بها وأصبح هي.

حتى هذا الوصف المقبول والمؤكد من خلال مراقبة أعمالها هناك ما يحير: مبدئياً الكثير من الممثلين والممثلات يدرسون الشخصية بغية «احتلالها» أو «تقمصها»، لكن ما الذي يجعل احتلال ستريب لشخصياتها أكثر رهافة واحترافاً من العديد من سواها؟

الجواب يكمن في أنها تذهب إلى أبعد حد ممكن لتقدم الشخصية التي تمثلها بعاطفة صادقة.

آراء المخرجين

على هذا الأساس استحقت ستريب كل ترشيح نالته للأوسكار وهي وإن لم تفز بأكثر من ثلاث جوائز حتى الآن، إلا أن وجودها راسخ في تقاليد هذه الجائزة على نحو غير مسبوق. كذلك فإن تقلبها بين الأدوار يكاد لا يُحصى. هي المرأة التي تشترك في تحمّل مخاطر الإفشاء عن خطر نووي في مختبر تعمل فيه في فيلم «سيلكوود» (1984)، ثم هي في غابات إفريقيا لتؤدي شخصية حقيقية لامرأة خاضت حب الأدغال في «خارج إفريقيا» (1986) وبعد ذلك في فيلم عاطفي حول رجل وامرأة مهمشين في الحياة في «أيرونويد» (1988). أمام كلينت ايستوود لعبت بطولة واحدة من أرق أدوارها العاطفية في «جسور مقاطعة ماديسون» (1995) ولا ننسى دخولها الكوميديا في «الشيطان يرتدي برادا» (2006) و«جولي وجوليا» (2009).

والغريب الآخر في هذا الوضع، وإزاء هذه الحفنة من الأمثلة وكلها من بين الأفلام التي رُشحت ستريب عنها، أن دورها في آخر ما شاهدناه لها، وهو فيلم «ذ بوست» لستيفن سبيلبرج لم يقل إجادة عن أي دور آخر لعبته.

هذا ما يعني أن الممثلة أمضت حتى الآن أكثر من 35 سنة في التمثيل بذكاء، لم يجعلها أقل حرصاً على التجديد اليوم مما كانت عليه بالأمس

سبيلبرج قال بعد انتهائها من تصوير مشاهدها في هذا الفيلم، حيث لعبت شخصية مالكة صحيفة «ذ واشنطن بوست»: وجعلتني أبحث في مشاريعي المقبلة عن فيلم أستطيع إسناد بطولته إليها».

لا أحد يعلم لماذا لم يفكر سبيلبرج بالاستعانة بها في أحد أفلامه الجادة، لكن ستريب هي من النوع الذي لا تحتاج فيه إلى معالجة خاصة من قبل المخرج الذي تعمل معه

كلينت ايستوود سبق وأن قال لي بعد تمثيل بطولة «جسور مقاطعة ماديسون» الذي قام بإخراجه: كنت أسير مع شخصيتها الحقيقية وشخصيتها كممثلة وكانت مريحة جداً بالنسبة للتعامل معها كمخرج.وهي مثلت أربعة أفلام للمخرج مايك نيكولز هي «سيلكوود» و«حرقة قلب» و«بطاقات من الحافة» و«ملائكة في أمريكا» ولخص تجربته عنها بالقول: في كل دور مثلته كانت تتحول إلى إنسانة جديدة.

لكتابة هذا البحث كان لابد لي من مراجعة بعض أفلامها الأهم مثل «اختيار صوفي» و«سيلكوود» و«سكون الليل» و«جسور مقاطعة ماديسون» و«زوجة الضابط الفرنسي» وما خرجت به هو أن المرء لا يمكن له إلا الوقوع في حب معظم الشخصيات التي لعبتها. لكن الاستثناءات، على قلتها، متنوعة الأسباب ففيلم «خارج إفريقيا» أثار ضدها نقداً صارماً لأنها لعبت شخصية امرأة تهيم حباً بقتل الأسود والفيلة. وفيلم «بطاقات من الحافة» أخف من أن يحتوي قدراتها. أما «ريكي أند ذا فلاش» فلم يكن على المستوى الذي كان يأمله الناقد.

الخليج الإماراتية في

08.08.2018

 
 
 
 
 

حائط صد من النقاد يواجه جائزة الأوسكار الجماهيرية.. اتهامات بتغيير القوانين من أجل هذا الفيلم

أمل مجدي

أصدرت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عدة قرارات جديدة تخص تنظيم آلية بث حفل توزيع جوائز الأوسكار وإضافة جائزة جديدة تحتفي بأفضل فيلم جماهيري في العام.

ونظرًا لأن الشروط التي يجب توافرها في الأعمال المرشحة لهذه الفئة المستحدثة لم تعلن بعد، قررت أكاديمية الأوسكار أن تصدر بيانا يكشف بعض المعلومات عنها.

وجاء في البيان إن الفيلم الذي ستتوفر فيه الشروط يمكنه المنافسة على جائزة أفضل فيلم أيضًا، ومن المقرر أن تضاف الفئة الجديدة بدءا من الدورة الـ91 المقبلة.

ذلك يعني أن أفلام مثل Black Panther وThe Incredibles 2 وA Quiet Place أمامها فرصة للحاق بسباق الأوسكار الجديد. لكن علينا أن ننتظر قليلا حتى نعرف ما هو الفيلم الجماهيري وفقا لمعايير الأكاديمية.

لكن هذا القرار تحديدا أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وعارضه كثيرون معتبرين أنه بمثابة خطوة للخلف في تاريخ الأكاديمية.

-Black Panther

ركزت مجموعة من التغريدات على أن فيلم Black Panther الذي يحتل المركز الأول في إيرادات شباك التذاكر الأمريكي لعام 2018، والمركز الثاني على مستوى العالم، يعتبر السبب الرئيسي وراء هذا القرار الصادم، خاصة بعد مطالبات كثيرة بإدراجه في قائمة ترشيحات الأوسكار لعام 2019.

حصل الفيلم على تقييم 97% على موقع Rotten Tomatoes، المتخصص في رصد وتجميع المقالات النقدية. تركز الأحداث على قصة "تشالا" ملك واكاندا الأفريقية، الذي يتولى مسؤولية الحكم في المملكة بعد موت أبيه، ويتحتم عليه الدفاع عن أرضه من التمزق.
-
فئات جديدة أخرى

سخرت تغريدات أخرى من السياسة الجديدة التي تتبناها الأكاديمية من أجل إرضاء أكبر عدد من متابعي السينما، معتبرين أن مثل هذه القرارات تفتح الباب أمام فئات جديدة أقل أهمية.

ومن بين المعارضين لهذه السياسة، الناقد في موقع IndieWire، ديفيد إرليخ، الذي ذكر أن الأكاديمية في عام 2020 ستتخذ قرارا باستحداث جائزة أفضل عالم سينمائي، ثم في 2022 ستخصص جائزة لأفضل مسلسل تليفزيوني من 10 حلقات يشبه الأفلام، وفي عام 2024 سيتم اعتبار الصور المتحركة "Gifs" هي السينما الجديدة.

واقترح الناقد إريك كون، إضافة فئة أفضل قبلة سينمائية في العام.

إضافة غير مبررة

حاول البعض انتقاد الجائزة الجديدة بطريقة منطقية، مثل الصحفي أليكس جريسوولد الذي قال إن 9 من أصل الـ10 أفلام الأعلى إيرادات على مدار التاريخ، ترشحت لأوسكار أفضل فيلم. و9 أفلام فازت بالجائزة فعلا

ولفت إلى أنه ربما يكون سبب استبعاد الأفلام الجماهيرية من ترشيحات الأوسكار الآن، إنها ليست جيدة بما يكفي.

وقال آخرون إن هذا القرار الجديد يعلن انتهاء عهد أكاديمية الأوسكار التي نعرفها، مؤكدين إنه يوم حزين على صناعة السينما في هوليوود.

موقع "في الفن" في

09.08.2018

 
 
 
 
 

كيسي أفليك يخرج عن صمته في هذا الحوار: اعترف بعدم مهنيتي ولهذا السبب اعتذرت عن تقديم الأوسكار

أمل مجدي

قرر الممثل كيسي أفليك الابتعاد قليلا عن عالم الشهرة والأضواء منذ تدشين حركة #MeToo المناهضة للتحرش الجنسي في هوليوود، نهاية العام الماضي، حتى لا يفتح باب النقاش مجددا حول حادث تجاوزه لفظيا وجسديا في حق اثنين من العاملات في موقع تصوير فيلمه I'm Still Here الصادر عام 2010.

بل وصل الأمر إلى اعتذاره عن تقديم جائزة أوسكار أفضل ممثلة لعام 2018، مخالفا التقليد السنوي المتبع لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، خوفا من الهجوم والانتقادات الحادة.

لكن يبدو أن فترة العزلة قد انتهت، خاصة وأن الممثل صاحب الـ42 عامًا ينتظر طرح فيلمه الجديد The Old Man & The Gun في سبتمبر المقبل. فقد خرج عن صمته لإجراء حوار مع وكالة The Associated Press تحدث خلاله عن موقفه من التغيرات التي تحدث في صناعة السينما الأمريكية، وتطرق إلى المشكلة التي أثرت على مستقبله.

-الغياب عن الأوسكار

في البداية، أوضح أفليك أن سبب غيابه طوال هذه المدة عمله على أكثر من فيلم، إلى جانب أنه فضل أن يقضي الباقي من وقته مع أطفاله وصديقته محاولا الاستمتاع بحياته الخاصة

وحول الاعتذار عن تقديم جائزة الأوسكار، قال "أعتقد أن هذا ما كان ينبغي علي فعله بالنظر إلى ما يحدث في مجتمعنا الآن. ومنح امرأتين رائعتين فرصة تقديم جائزة أفضل ممثلة بدى أنه الشيء الصحيح".

-اعتراف بالخطأ

وردًا على سؤال إذا ما كانت حملة #MeToo دفعته إلى إعادة تقييم ما حدث في موقع تصوير I’m Still Here، أجاب: "أولا، فكرة أنني كنت متورطا في مشكلة ما وصلت إلى ساحات المحاكم، فهذا أمر أنا نادم عليه... أتمنى لو أنني وجدت أسلوبا آخر لحل الأزمة، أكره هذا حقا. لم أواجه أبدا مثل هذه الاتهامات قبل ذلك، كان الأمر محرجا للغاية، لم أعرف كيف أتعامل مع الأمر".

وتابع: "لم أكن موافقا على كل شيء؛ الطريقة التي تم وصفي بها، والأشياء التي قيلت عني. كنت أرغب في حل الأمر بشكل صحيح، وفعلت ما طُلب مني حينها. واتفقنا جميعا على نسيان الأمر والمضي قدما في حياتنا. أعتقد أننا نستحق ذلك، وأنا أحترمهما كما احترماني وحافظا على خصوصيتي".

جدير بالذكر أنه في عام 2010، تقدمت كل من المصورة السينمائية ماجدالينا جوركا والمنتجة أماندا وايت، بدعوى قضائية إلى المحكمة لاتهام أفليك بالتحرش اللفظي والجسدي في موقع تصوير الفيلم، وطالبتا بتعويض يصل إلى 4.5 مليون دولار. في البداية، نفى أفليك الواقعة وأكد أنه سيقاضيهما لتشويه سمعته، لكن بعد وقت قصير توصل الطرفان لاتفاق ومبلغ مادي لم يكشف عنه.

أكد أفليك في حواره الأخير إنه تعلم خلال السنوات الماضية، أن ينتقل من مرحلة الدفاع عن نفسه في هذه الأزمة إلى مرحلة النضج وتحمل المسؤولية.

موضحا: "كنت المخرج، وكنت واحدا من المنتجين في موقع التصوير. الفيلم تم تصويره في عامي 2008 و2009... وقد كان فيلم موكيومنتري غير تقليدي على الإطلاق. كان أعضاء فريق العمل هم الممثلون، والعكس، كانت بيئة عمل غير احترافية... يجب علي تحمل مسؤولية ذلك، كان هذا خطأ. فقد شاركت في هذه البيئة غير المهنية، وسمحت بهذا النوع من التصرفات من أشخاص آخرين. أتمنى أنني لم أفعل ذلك، أنا نادم على الكثير من الأشياء".

واختتم حديثه في هذه النقطة معتذرا عن عدم التعامل بمهنية والسماح للآخرين بالأمر نفسه أثناء صناعة الفيلم.

مواكبة التغيير

شدد بطل فيلم Manchester By The Sea، على أن الدروس التي تعلمها في الفترة الماضية، لم تغير نظرته إلى العمل فقط، بل أثرت على دوره كأب. وذكر أفليك أنه اصطحب طفليه إلى المسيرات التي تدعم النساء حتى يفهما التغيرات التي تحدث في المجتمع، وينشآ في عالم يحاول فيه الرجال أن يكونوا نماذج للاحترام والتعامل الجيد مع المرأة.

وفيما يخص شركة الإنتاج التي يمتلكها Sea Change Media، قال أفليك إنه يسعى لخلق بيئة عمل صحية للأشخاص الذين يعملون معه، مؤكدًا أن هناك سيدة رائعة تساعده في الإدارة.

 

####

 

5 فئات تستحق أن تضاف لجوائز الأوسكار بدلا من أفضل فيلم جماهيري

أحمد حتحوت

أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، عن عدة قرارات جديدة تخص آلية بث حفل جوائز الأوسكار في الدورات المقبلة.

وكان من ضمن القرارات الثلاث هو إضافة فئة جديدة تحتفي بأفضل فيلم جماهيري.

ونالت تلك الفئة الجديدة انتقادات كثيرة من قبل الصحفيين ونقاد السينما وجمهورها، الذين اعتبروها خطوة للخلف قد تقلل من مصداقية الجائزة ومحاولة بائسة لرفع المشاهدات وجذب عدد أكبر من المتابعين.

ومن بين الأسباب التي دفعت البعض إلى معارضة قرار إضافة "أفضل فيلم جماهيري"أن هناك الكثير من الفئات الأجدر بجائزة الأوسكار.

وفي السطور التالية، نرصد لكم فئات تستحق أن تضاف لجوائز الأوسكار، نقلًا عن موقع IndieWire.

1- أفضل ممثل بديل (دوبلير)

قال المخرج إدجر رايت الشهر الماضي، تعليقًا على فيلم Mission: Impossible - Fallout، أن هذا الفيلم مثالًا آخر لضرورة إضافة فئة أوسكار مخصصة لبدلاء الممثلين. وقام الكثير من غيره من العاملين بصناعة الأفلام بتشجيع ذلك الإقترا منذ سنين، حتى إن نقابة ممثلين الشاشة خصصت جائزة لهم.

زادت الحاجة لتلك الجائزة مع زيادة أفلام الأكشن والمغامرة في النجاح بشباك التذاكر. تلك الجائزة قد يترشح لها كثير من الأفلام التي قد تترشح للجائزة الجديدة، "أفضل فيلم جماهيري" مثل Black Panther وDeadpool، وFallout.

2- أفضل مخرج مسئول عن اختيار ممثلين

على الرغم من أن مخرجي اختبارات الأداء واخيار الممثلين ضمن أعضاء الأكادمية، فأنهم غير مدرجين في جوائز الأوسكار. أشار الناقد كريس أوفالت، إنهم لا يزالون الفئة الوحيدة من العاملين بالصناعة الذين تظهر أساميهم في التتر الإفتتاحي ولا يملكون جائزة أوسكار مخصصة لهم. الجدير بالذكر أن جوائز الأوسكار للتمثيل لم يحصل عليها الممثلين لولا اختيار المخرجين لهم، وذلك وحده يدل على ضرورة وجود جائزة لهم.

3- أفضل عمل أول

ليس من الغريب أن يترشح العمل الأول لمخرج إلى جائزة أفضل فيلم، فشهد الحفل الماضي وحده ترشح Lady Bird من إخراج جريتا جرويج وGet Out لجوردان بيل، كما أن الكثير يتنبأ بترشح A Star Is Born لبرادلي كوبر. ولكن أن تخصص جائزة للمخرجين الجدد، هذا أمر يساعد على دعم المواهب الصاعدة أكثر مما تفعله الأكادمية. كما أن هناك فرق في الخبرة بين المخرج الذي أخرج عدة أفلام من قبل والمخرج الذي أخرج فيلمًا لأول مرة

يشار إلى أن نقابة المخرجين الأمريكية أضافت فئة للمخرجين الصاعدين عام 2015. دعونا نتخيل كمية الأفلام التي قد تصبح ذات شعبية عالية إذ أضافت الأكادمية تلك الفئة، مثل The Witch وEx MAchina وThe Diary of a Teenage Girl وLady Macbeth.

4- أفضل ممثل صاعد

خسر كل من تيموثي شلامي ولوكاس هيدجس ترشيحيهما عن Call Me By Your Name وManchester By The Sea.ولكن كان من الممكن أن يحصلا على أوسكار إذا أعطت الأكادمية الجائزة للممثلين الجدد. ويشار إلى أن ترشح ممثل صاعد لأوسكار ليس من المستحيل ولكن المنافسة تصعب له في وجود غيره من الذين فازوا بالجائزة من قبل أو ترشحوا لها

على سبيل المثال، استحقت الممثلة الطفلة بروكلين برنس لترشيح عن دورها في The Florida Project ولكن كان من الصعب أن ترشح في وجود مارجو روبي، وفرانسيس مكدورماند وسالي هوكنز وغيرهم.

5- أفضل أداء صوتي

لا تحظى أفلام الرسوم المتحركة بفرصة الترشح للأوسكار إلا في فئة أفضل فيلم رسوم متحركة وفي بعض الأحيان في فئة أفضل أغنية، وأفضل سيناريو، وأفضل فيلم. ولكن الأصوات خلف تلك الأفلام وغيرها من نوعية الأفلام الروائية الطويلة تستحق سباق خاصة بها، خصوصًا عندما نفكر في إيمي بولر في Inside Out وجينيفر جاسون لي في Anomalisa، وسكارلت جوهانسون في Her، وإلن ديجينريس في Finding Nemo وغيرهم. علي الجميع إدراك أن مهارة الأداء الصوتي في نفس مستوى مهارة الأداء الجسدي.

موقع "في الفن" في

10.08.2018

 
 
 
 
 

أوسكار أفضل فيلم جماهيري: الجمهور يُرمى في جحور الأغبياء!

محمد صبحي

بدءاً من العام المقبل، ستكون هناك جائزة أوسكار إضافية مخصصة لـ"أفضل فيلم جماهيري"، بحسب ما أعلنت الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم السينمائية، الأربعاء الماضي. وإذا كان الحدث بأكمله عبارة عن فيلم سينمائي، يمكن للمرء أن يتخيله كلقطة مأخوذة بكاميرا تدور أفقياً فوق حافة هاوية، فإنه يتيح للمشهد استبيان الفجوة الرهيبة بين التفكير الحالم من جهة، والواقع والفن والتجارة من جهة أخرى.

خلال السنوات الأخيرة، ومع تزايد أزيز الثناء والإشادة في موسم الجوائز الأميركية، كان يمكن ملاحظة ميل الأكاديمية في اختياراتها إلى تتويج بعض الأفلام الأقل حظاً ("مونلايت" في 2017)، أو الأقل استحقاقاً ("ذا شيب أوف ووتر" في 2018)، أو الأقل ضجيجاً ("سبوتلايت" في 2016)، إما لمسايرة مزاج شعبي أو كإيماءة إلى المؤسسة السياسية أو لعتق رقبتها من ديون تاريخية قديمة. ورغم كل الملاحظات والاعتراضات والتفسيرات الممكن إيرادها في هذا الصدد، يُحسب للأكاديمية، رغم كل شيء، ذلك الميل المغامر في اختياراتها لأفلام قد لا يهتم بها سوى أعضاء الأكاديمية والنقاد وبعض السينفيليين، لكنها تظل أفلاماً "فنية" تبقى مع المشاهد بعد أن يخرج من صالة السينما، يفكر فيها ويتفاعل معها، سواء أحبها أو أفاض عليها وابلاً من الشتائم.

إذا كرّمت واحد من أفلام البلوكبَستر (أفلام الإنتاج الكبير والمداخيل الضخمة) تحت مسمّى "الفيلم الأكثر جماهيرية"، فسيكون لديك فيلم واحد على الأقل في الفئات الرئيسية يرغب الجميع في مشاهدته. "بلاك بانثر" أو "سكاي سكرابر" يمكن أن يكون ذلك الفيلم، بالإضافة إلى بعض أفلام "ستار وورز"، وجميع إنتاجات مارفل السينمائية تقريباً. لذلك، كان رد الفعل الغاضب من قبل العديد من صانعي الأفلام، وكذلك أعضاء داخل الأكاديمية. فمع هذه الخطوة المفاجئة، كما هو الحال مع أي شيء آخر، يستمر تكريس القرارات الفوقية المبهمة من جانب الأكاديمية، من دون النظر إلى اعتبارات الاتفاق بين أعضائها أو المخاطرة بسمعة الجائزة نفسها.

كل عام، تُمنح جوائز الاوسكار من قبل أكثر من 8000 عضو في أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية. هدفهم المعلن هو تعزيز الوسيط السينمائي فنياً وثقافياً. الجوانب الاقتصادية ليست في شرائعهم الأساسية. يجب أن تجذب الجوائز، بديهياً، الانتباه إلى الأعمال البارزة فنياً بشكل خاص. من أجل هذا الغرض، تكون الحفلة ضخمة والاحتفال بهياً، لملايين المشاهدين حول العالم، ويلتمع وبريق البهجة في العيون، ويسيل حبر كثير في موسم الأوسكار. سار هذا النهج بصورة جيدة وناجحة لسنوات طويلة، وانعكس ذلك في العوائد المادية لحفلة توزيع الجوائز نفسها. من الرائع أن تقوم بتسويق الحدث بنفسك. خلال العقد الماضي، زادت كلفة الـ30 ثانية في الفواصل الإعلانية بين فقرات الحفلة الأوسكارية ( والتي غالباً ما تمتد إلى 3 ساعات) بشكل مضطرد ولافت، حيث بلغت أكثر من مليوني دولار في 2018، ولا عجب في أن شبكة ABC (الناقلة حصرياً لفعاليات الحفلة) قد مددت زمن نقل الحفلة إلى أربع ساعات إلا قليلاً. لكن ربما لم يأت هذا التغيير بالنتيجة المطلوبة، إذ سجّلت حفلة توزيع الجوائز في 2018 انخفاض معدل المشاهدة بنسبة 19 في المئة. ومرة أخرى، تظهر مشكلة اقتصادية جديدة: حفلة الأوسكار صارت طويلة للغاية، وغير ذات صلة بالمشاهدين.

لذا يجب أن تكون الحفلة أقصر، لا تزيد مدتها على ثلاث ساعات، وهذا ما أقرّته الآن قيادة الأكاديمية نفسها. ثمة أخبار أيضاً عن ضغوط تُمارس على الأكاديمية من قبل القناة التلفزيونية، المملوكة لمجموعة شركات ديزني. وحقيقة أن الأكاديمية لم تعد تريد التركيز على الجانب الفني من الإنتاج السينمائي، باختيار التشديد على الجانب التجاري منه، ربما يمكن رؤيتها من خلال معطيات توابع قرارها الأخير، وهو أن القرار لم يحظ بموافقة جميع الأعضاء. لكن الأهم من ذلك، هو تمرير القرار وجعله أمراً واقعاً ابتداء من حفلة الأوسكار المقبلة، ما يؤذن بمستقبل قريب تُمنح فيه جوائز أوسكار ضمن سلسلة طويلة من الفواصل الإعلانية، ثم في وقت لاحق، يُذاع فيديو مجمّع لكل هذه الجوائز ويُنشر في "يوتيوب" أو يملأ دقائق البث على الشاشة، بصورة لن تبتعد كثيراً عن الدقة إذا ما قورنت بما يحدث في المسلسلات العربية المذاعة في شهر رمضان. هذا، فقط، ما يُفِّسر تقديم جائزة الأوسكار الجديدة: المُشاهد، هو قبل أي شيء، مُستهلِك.

في النهاية، لا ينبغي الشعور بأي سوء تجاه الأمر، لأن جوائز الأوسكار، وعبر عقود طويلة، لم تكن مخلصة تماماً للفني والاستثنائي، بقدر ما حافظت على زخمها وشهرتها و"جماهيريتها"، بتوليفة ترشيحات وأسماء وبهرجة إعلامية تضمن حفظ مكانتها بين الجوائز الأرفع شأناً. ولا بد من قبول فكرة أن جوائز الأوسكار هي ببساطة أكبر حدث تسويقي في صناعة السينما. أما بالنسبة للأكاديمية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كانت التغييرات الجديدة قد أضرت بشكل أكبر بسمعتها –السيئة أصلاً- في المناقشات حول "الأوسكارات البيضاء للغاية" #OscarsSoWhite ونسبة النساء المرشّحات للجائزة في مختلف فئاتها. أيضاً هناك أسئلة أخرى تتعلّق بالكيفية والمعايير التي ستُمنح على أساسها الجائزة الجديدة. كل هذا ليس معروفاً بعد. الحل الأسهل، ربما، أن تفعل الأكاديمية مثل العديد من المهرجانات السينمائية أو جوائز الفيلم الأوروبي، ويكون الجمهور هو مقرر الجائزة بالتصويت. ومع ذلك، إذا كان أعضاء الأكاديمية يرغبون في إنجاز المهمة من دون تعب، فهناك على سبيل المثال حل سريع وسهل يتمثّل في اختيار الفيلم الأكثر شعبية على أساس مبيعات تذاكر السينما.

أخيراً، هي جائزة للمال، فقط. تكريم لن يكون بلا معنى فحسب، بل إنه يلقي الجمهور في جحور الأغبياء.

المدن الإلكترونية في

01.12.2018

 
 
 
 
 

الاحتفال ب50 عاما على أوسكار سيدنى بواتيه

النجم الأمريكى يندهش من عدم التحدث عن تمثيله وأدائه.. والاهتمام بكونه من أصول إفريقية

احتفلت مجلة (فارايتي) الأمريكية بمرور 50 عاما على حصول النجم الأمريكى الأسمر سيدنى بواتييه، على جائزة الأوسكار كأفضل ممثل، والذى أحدث حصوله عليها انقلابًا فنيًا فى الأوساط السينمائية.

وأعرب بواتيه عن استغرابه واندهاشه لعدم التحدث عن تمثيله وأدائه والاهتمام فقط بكونه من أصول إفريقية، كما اعترض على وضع السود فى الولايات المتحدة والتفرقة العنصرية بين البيض والسود.

يعتبر سيدنى بواتيه من أوائل الأمريكيين الأفارقة الذين اخترقوا أجواء السينما الأمريكية وهوليوود ضد أجواء التعصب العرقى، كان من بين أول الأمريكيين الأفارقة الذين حازوا على جائزة الأوسكار الأمريكية. من أهم أدواره فى حياته الفنية المبكرة هو فيلم «خمن من سيأتى للعشاء» الذى تدور احداثه حول الفتاة اللليبرالية النزعة المتحررة الفكر التى التقت أثناء عطلة بهاواى جوانا درايتون بالدكتور جون برنتيس (سيدنى بواتيه) وتحابا ورغم ان جوانا بيضاء والدكتور جون اسود فإنها وافقت على الزواج به. كان الدكتور جون شاب أرمل متخرجا من المدرسة العليا للطب، وهو مهذب وسيم أنيق ومن عائلة محترمة بكاليفورنيا ومثالى، اتصلت جوانا بوالديها فى سان فرانسيسكو تخبرهم بحضورها ومعها خطيبها دكتور جون على العشاء. كان والدها ماثيو درايتون يعمل محررا فى صحيفة الجارديان وكانت والدتها كريستينا تمتلك معرضا للفنون، وكل منهما له آراؤه الليبرالية. وقد اتصل دكتور جون بوالده السيد برنتيس رجل البريد المتقاعد، ووالدته السيدة برنتيس للطيران من لوس انجلوس لسان فرانسيسكو لحضور العشاء والتعرف على أهل خطيبته جوانا، لإنه يود إتمام كل شىء بسرعة، حيث سيسافر مع عروسه لجنيف لتسلم عمله الجديد فى منظمة الصحة العالمية، ولم يكن والداه يعلمان ان العروس بيضاء. وقام الاب ماثيو بدعوة صديق العائلة القس الإيرلندى مونسينيور ريان. ويناقش الجميع بحرية مشاكل العروسين، وبالأخص اقتران عائلة بيضاء بأخرى سمراء، ولكل منهما تحفظاته.

ومثل فى عقد التسعينيات فيلما عن حياة المناضل الأفريقى نيلسون مانديلا. وقد حصل أيضا عام 1999 على الترتيب 22 لأفضل ممثلى السينما الأمريكية على الإطلاق عبر 100 عام وذلك ضمن فاعليات يقوم بها معهد الفيلم الأمريكى.

كما قدم سيدنى بواتيه فيلم «احذية رياضية» والذى تدور قصة الفيلم حول مارتن، رئيس فريق من المتخصصين فى مجال أمن الحسابات الآلية، الذى يتلقى تفاوضا من مسئولى الأمن القومى للحصول على (صندوق أسود) وهو اختراع عالم رياضيات روسى.

كما قدم فيلم بقعة زرقاء التى دارت احداثه فى إطار درامى رومانسى حيث تصاب (سيلينا) بالعمى فى حادثة تتسبب فيها أمها عندما كانت فى الخامسة من عمرها، تقضى الفتاة السنوات الثلاث عشرة التالية فى الظلام فى تلك الشقة الضيقة بـ(لوس أنجلوس) بصحبة الأم، والجد. فى أحد الأيام تلتقى (سيلينا) مع (جوردون) فى حديقة عامة، يأسرها (جوردون) بمعاملته الرقيقة الطيبة، وسرعان ما تقع فى غرامه غير عالمة بأنه أسمر البشرة، تستمر (سيلينا) فى لقاء (جوردون) الذى يقوم بتعليمها العديد من الأشياء، ولكن أمها قاسية القلب تحاول منعها من مقابلته، وتسعى لإنهاء هذه العلاقة،
وكذلك فيلم «أعظم قصة رويت على الاطلاق
».

الشروق المصرية في

15.08.2018

 
 
 
 
 

«بلاككانسمان»... سبايك لي يواصل التصدي لموضوع العنصرية

الحكاية واقعية والفيلم كوميدي ساخر

لوس أنجليس: محمد رُضا

الممثل الأول في فيلم سبايك لي الجديد «بلاككانسمان» (يكتبها الفيلم تحديداً: BlacKkKansman)، هو جون ديفيد واشنطن. الممثل الأول في فيلم سبايك لي «مالكولم إكس» كان دنزل واشنطن. وجون ديفيد هو ابن دنزل الفعلي. الفارق هو 26 سنة مرّت ما بين إنتاج تلك السيرة لأحد أبرز المعارضين للعنصرية وإنتاج هذا الفيلم.

المفارقة ليست فقط في استعانة المخرج بواشنطن الابن بعدما كان أسند دور البطولة لواشنطن الأب؛ لكن هناك مفارقة أخرى ناتجة عن أن الفيلمين ينتميان إلى طريق شقه المخرج لي عبر أفلامه، سار عليه واشنطن الأب ويسير عليه الآن واشنطن الصغير. وما يحف به الطريق من دلالات هي واحدة.

الفيلمان يتطرقان إلى العنصرية وينددان بها. يحيطان بالثقافة التي تؤجج العنصرية والبيئات الحاضنة لها، وموقف الشخصيتين الرئيسيّتين منها، وكيف اختارا محاربتها. إلى ذلك، مالكولم إكس كان، بالطبع، شخصية حقيقية، والشخصية التي يؤديها ابنه في الفيلم الجديد مبنية كذلك على شخصية حقيقية.

«بلاككانسمان» مأخوذ عن مذكرات نشرت كتاباً لرجل أفرو – أميركي، اسمه رون ستولوورث. وهذا وُلد سنة 1953، وأصبح أول رجل بوليس أسود في مدينة كولورادو سبرينغ، في ولاية كولورادو، وهو في التاسعة عشرة من عمره.

ستولوورث سعى لكي يكون شرطياً بلا بذلة رسمية (مخبراً كما يطلق عليه في بلادنا) وكان له ما أراد، ما مكنه بعد حين من جر قدم منظمة «كوكلس كلان» لقبوله عضواً بعد اتصاله بأحد رؤسائها، والادعاء، هاتفياً، بأنه شخص أبيض يشارك العصبة العنصرية مبادئها. هذا ما دعا العصبة للتقدم إليه بعرض انضمامه إليها، حتى من قبل أن تراه.

الفيلم يسرد ما يرد في الكتاب، ويكمل رصف أحداث نابعة منه. لكن سواء أكان المشاهد قرأ تلك المذكرات أو لم يقرأها، فإن قدراً من الذهول سيرتسم من مطلع الفيلم وحتى نهايته، ناتجاً عن كيف استطاع ستولوورث، كما يؤديه جون ديفيد واشنطن، خداع أعتى منظمة عنصرية في الولايات المتحدة، تلك التي مجّدها ديفيد وورك غريفيث، في فيلمه (الرائع فنياً) «مولد أمة» سنة 1915.

في فصل مبكر، كان على ستولوورث الحضور إلى مركز العصبة في المدينة، ليتعرف على أعضائها وليتعرفوا هم عليه. هنا يتم إيفاد زميله في البوليس فليب زيمرمان (أدام درايفر) وهنا أيضاً يبدأ الفيلم بالعرج قليلاً.

هل حدث ذلك فعلاً؟

في المذكرات، هناك فصل كامل عن هذا الموضوع. نعم تم إيفاد تحرٍّ آخر أبيض البشرة، مدعياً أنه ستولوورث، ويشارك العصبة كرهها للسود واللاتينيين والآسيويين، وكل من ليس أبيض البشرة. في كتاب آخر وضعه إد غوردون سنة 2016 عن الحادثة، تأكيد على أن ستولوورث طلب مساعدة تحرٍّ آخر صديق له، لكي يدّعي أنه هو، وأن هذا، بعدما نال موافقة رئيسه، قام بالمهمة على خير وجه. لكن لا المذكرات ولا الكتاب الموضوع يذكران أن الشخص الموفد كان يهودياً.

وضع غير مريح

ما حاول سبايك لي، الذي كتب السيناريو بمشاركة آخرين، تحقيقه هنا، هو التأكيد على أن اليمين المتطرف، كحال عصبة «كوكلس كلان»، لا تعادي السود فقط؛ بل اليهود أيضاً. نيّته في ذلك نبيلة؛ لكن الفيلم يكاد أن ينفصم إلى موضوعين، عندما يحشد المخرج مشاهد لأدام درايفر وهو يخوض تلك اللقاءات بينه وبين من قابلهم من تلك العصبة. يكاد الفيلم هنا أن ينسى أنه ليس بصدد الحديث عن زيمرمان بل عن ستولوورث.

لكن إلى جانب ذلك، فإن نجاح رجل في مثل هذه المهمة بملامح يهودية لا يمكن تخطئتها (ورجال «كوكلس كلان» ليسوا أغبياء لتمر عليهم الخدعة على هذا النحو) بعيد الاحتمال. إيفاد رجل بتلك الملامح والسمات لم يكن مقنعاً. ألم يكن من الممكن الاستعانة بممثل آخر يؤدي دور اليهودي، لكنه لا يمتلك تلك الملامح الظاهرة؟

يداري سبايك لي هذا الوضع بوجود عضو واحد من العصبة يرتاب في فليب، ويتحداه في المثول إلى جهاز لكشف الكذب مرّة، وفي مرّة أخرى للكشف عن عورته؛ لكن في كلا المرتين تتدخل ظروف مفاجئة لإنقاذ فليب من الورطة.

كل هذا يخلق وضعاً غير مريح إلى حد. ليس في قسم التشويق بالضرورة؛ بل في قسم السعي لتغطية ضعف الاحتمالات بغشاوة كوميدية. هذا يفرض على المخرج لي أن يرسم شخصيات كرتونية لمجرد أنها من تلك العصبة، ما يجعل الفيلم كاريكاتيرياً إلى حد. ما ينقذه من تبعات ذلك كله أن رسالة المخرج تبقى جادّة ومتواصلة.

هجوم سبايك لي على العنصريين يستمر بلا هوادة. ما يدعمه في ذلك أن القصّة، في أساسها، حقيقية حدثت في الواقع. هذا مهم جداً في عداد إيصال الرسالة، فلو أن الفيلم بُني على حكاية خيالية، لكان على المخرج، غالباً، معالجتها ككوميديا طوال الوقت ليمرر خلالها رسالته وسخريته.

علاقة سبايك لي بالأفلام المعادية للعنصرية ليست حديثة العهد طبعاً. نجدها في أفلامه الأولى مثل «افعل الشيء الصحيح» (1989)، و«حمى الغابة» (1991)، و«مالكولم إكس» (1992). تلك الأفلام الثلاثة على الأخص (يليها «مخدوع» Bamboozled و«اركب الحافلة») وضعته كأفضل مناوئ في السينما الأميركية للعنصرية. لكن لي خسر بعض ذلك الوهج عندما أقدم على أفلام لا تنتمي، مثل «الساعة الخامسة والعشرين» (2002)، و«معجزة في سانت آنا» (2008)، ثم «أولدبوي» (2013). على ذلك، بعض هذه الأفلام كان جيد التنفيذ، مثل «الساعة الخامسة والعشرين»، ومثل فيلم آخر جيد له مسحوب من حادثة حقيقية أخرى، هو «صيف سام» (1999).

استخدام المخرج في «بلاككانسمان» لمشاهد من «مولد أمّة» لتأكيد دوره في إذكاء التطرف العنصري، يتعدى هذا الفيلم إلى أخرى، مع مفادات مختلفة. لي يذكّر بالحرب الأهلية التي قامت، في أحد أهم دوافعها، لأجل تحرير العبيد، عبر مشهد من «ذهب مع الريح»، ثم يمضي إلى فترة السبعينات لعرض مثالين من بطولة سوداء، هما «كوفي» لجاك هِل (1973)، و«كليوباترا جونز» لجاك ستارِت (1973). الأول من بطولة بام غرير، والثاني بطلته تامارا دوبسون.

المخرج لي لا يمنح الممثلة الرئيسية في «بلاككانسمان» (لورا هاريير) البطولة؛ لكنه يجسدها كالمقابل الأنثوي للرسالة التي يحملها ستولوورث والفيلم، وعلى ضوء الرسالة المعادية للعنصرية التي جسدتها بعض أفلام السبعينات كهذين المثالين.

جون ديفيد واشنطن يتمتع بالموهبة التي تتيح له أن ينبري للدور في سياق طبيعي. هذا دور كان والده سيؤديه على نحو مختلف، لو أتاح له السن والظرف ذلك؛ لكن ابنه يقوم بالمهمة على خير وجه.

الشرق الأوسط في

17.08.2018

 
 
 
 
 

الأوسكار تجدّد نفسها

صبا جميل عمر

تعتزم أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، التي تعرف باسم "أوسكار"، إضافة شيء جديد إلى حفل توزيع الجوائز، لذا قررت إدخال بعض التعديلات التي وجدت أنها تجعلها أقرب إلى الجمهور، وتؤمن نسبة مشاهدة عالية. السبب في ذلك يعود إلى أن نسبة المشاهدة في الحفل الماضي سجلت أدنى مستوى لها، إذ بلغ عدد المشاهدين للحفل نحو 26.5 مليونا وهذا العدد هو الأدنى منذ 90 عاماً، هي عمر الأكاديمية. وقال منظمو حفل جوائز الأوسكار إنهم سيضيفون فئة جديدة للجوائز الموزعة، وهي فئة "الأفلام الجماهيرية"، وسيقلصون مدة الحفل السنوي الذي يذاع عبر التلفزيون إلى ثلاث ساعات، بالإضافة إلى تسليم بعض جوائز الأكاديمية، وهي 24 جائزة، خلال الفقرات الإعلانية التي تتخلل بث الحفل، وذلك لتفادي تراجُع عدد المشاهدين للحفل، فلا يسبب لهم ذلك الملل، بالإضافة إلى كون وجود أفلام حققت إيرادات عالية في شباك التذاكر ضمن المنافسة سيجعل الحفل أكثر شعبية.

ستبدأ التغييرات بدءاً من الحفل المقبل، وسيقرب موعد الحفل إلى التاسع من فبراير/شباط، بدلاً من مارس/آذار، وقال مجلس الأكاديمية في رسالة وجهها إلى وسائل الإعلام: "استمعنا للكثير من آرائكم بشأن إجراء التحسينات اللازمة لكي تظل الأوسكار والأكاديمية أمرين مهمين في عالم متغير، وقد تعامل المجلس مع هذه المهمة بما يكفي من الجديّة".

وتعتبر هذه التغييرات هي الأوسع منذ إعلان الاكاديمية عام 2016 عن زيادة عدد أعضائها من النساء، والأقليات، بالإضافة إلى زيادة عدد الأفلام المرشحة لجائزة "أفضل فيلم" من خمسة أفلام إلى عشرة، عام 2009، في سعي إلى فتح مجال أكبر للمنافسة.

وتغلب على جوائز الأوسكار الأفلام ذات القيمة الفنية العالية رغم عدم تمتعها، أحياناً، بجماهيرية عالية، باستثناء بعض الأفلام التي حققت الجماهيرية والجوائز وقت عرضها، مثل فيلم "تايتانيك" الذي فاز بـ11 جائزة أوسكار، وفي الوقت نفسه تَصَدَّرَ إيرادات صالات السينما، ولا يزال حتى اليوم، وبعد مرور 20 عاماً على عرضه الأول، يحتل المركز الخامس بين الأفلام التي حققت أعلى إيراد في التاريخ بمبلغ 1.8 مليار دولار، بعكس فيلم "أفاتار" للمخرج جيمس كاميرون، وهو نفس مخرج "تايتانيك" الذي لم يفز سوى بثلاث جوائز، رغم تحقيقه أرباحاً تزيد على ملياري دولار.

وتأسست أكاديمية الفنون السينمائية "أوسكار" عام 1927، في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية، وتصنف على أنها منظمة فخرية تعنى بتطوير فن السينما، وتتضمن 24 جائزة من بينها أفضل فيلم، أفضل ممثل، أفضل ممثلة، وغيرها، وتضم ستة آلاف عضو معظمهم يقيمون في الولايات المتحدة، وكانت الأكاديمية قد دعت في حزيران/يونيو الماضي 928 فرداً من 59 بلداً، لينضموا لعضويتها معظمهم نساء وفنانون من أصول أفريقية، ومن بين الفنانين الذين تمت دعوتهم الفنانة تيفاني هاديش، كوميل نانجياني، وإيميلي جوردن، وفي حال قبول الأشخاص المدعوين الانضمام إلى الأكاديمية سيصبح تمثيل النساء بنسبة 31% بدلاً من 28%، كما ستزيد نسبة الأعضاء من أصحاب البشرة الملونة من 13% إلى 16%.
انضم إلى الأكاديمية منذ عام 2004 حوالي 36 عضواً من صانعي الأفلام من بلدان مختلفة، وعضويتها مفتوحة، وتكون عن طريق الدعوة التي توجهها الأكاديمية لضم عضو بناء على تزكيته من بقية الأعضاء.

العربي الجديد اللندنية في

17.08.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)