كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

في أول حوار بعد انتهاء الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي.. 33 سؤالا لمحمد حفظي

حوار - سارة نعمة الله

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الأربعون

   
 
 
 
 
 
 

"قليلون هؤلاء الأشخاص الذين يسيرون في تحقيق أهدافهم برغم ظهور الأصوات المعارضة بل الرافضة لوجودهم، يطمحون لتحقيق النجاح ولا يلتفتون إلى الآخر".. هذه العبارة تلخص المنهجية التي عمل بها محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، الذي تجاهل كل الأصوات المعارضة والحملات الرافضة لسياسته بل لوجوده من الأساس، ليقوم المنتج والسيناريست الشهير بتكثيف جهوده في تقديم دورة مختلفة للمهرجان يضع من خلالها بصمته التي لابد من الاعتراف بها، فلا ينكر أحد كثيرا من الإيجابيات التي شهدتها الدورة الأربعون ولكن هذا لا ينفي أيضًا وجود بعض السلبيات التي يعترف بها حفظي في هذا الحوار.

في أول لقاء مع رئيس مهرجان القاهرة السينمائي بعد انتهاء الدورة الأربعين وعقب عودته من مهرجان "مراكش"، طرحت "بوابة الأهرام" ٣٣ تساؤلًا تضمنت كل ما حدث من وقائع وأحداث، لعل أبرزها اتهامه بدعوة بعض العناصر المطبعة للكيان الصهيوني ضمن فعاليات المهرجان بحسب البيان الذي خرج منذ أيام، كما يفسر مسألة اتهامه بالتطبيع التي بدأت منذ توليه المنصب، ويعترف ببعض الأخطاء، ويتحدث عن أزمة بوستر المهرجان، ويفصح عن رأيه في مسألة تحديد ملابس معينة للفنانات، وغيرها من التفاصيل التي تتعلق بالميزانية واختيار الآفلام وأعضاء لجان التحكيم وغيرها في هذا الحوار.

ولكن قبل الانتقال إلى نص الحوار لابد من الإشارة إلى أن حفظي أكد أنه لا يهتم بما يثار ضده من حملات هجومية لأنه مقتنع أن الدورة التي ترأسها قد حققت نجاحها وأن هناك الكثيرين الذين شعروا بذلك سواء من شاركوا بأعمال أو كانوا في مقعد المشاهد فقط، ويشير إلى أنه حقق جزءًا كبيرًا من طموحاته بهذه الدورة ولا يزال يحمل بداخله الكثير من الطموحات، كم ينوه أن تواجده في منصب رئاسة المهرجان حمله الكثير من المسئوليات الإدارية والمعنوية بعكس دوره السابق به والذي كان بمثابة مستشارًا فيه.

إلى نص الحوار...

-        منذ أيام صدر بيان ورد به أسماء ثلاثة منتجين هم ميشيل زانا، وجيوش دي ساي، والمنتج لورون دانييلو قيل إنهم من الداعمين للسينما الإسرائيلية والكيان الصهيوني، تمت دعوتهم بالمهرجان فهل وجود هذه الأسماء حدث بالفعل؟ وما تعليقك على الأمر؟

نعم بالفعل الأسماء الثلاثة كانت موجودة في ملتقى القاهرة للصناعة، والحقيقة أنني لم أكن أريد الرد على هذا البيان لأنه بالفعل لا يشغلني ونحن على ثقة بما نفعله، ولا يوجد أي ندم لدي نحو أي ضيف تمت دعوته بالمهرجان، ولا يوجد أي شخص منهم ينطبق عليه ما ذكر بالبيان، بمعنى أنه لا يوجد أحد منهم ضد القضية الفلسطينية، ونحن واثقون مما نفعله، وكل من ورد ذكر اسمه في البيان سبق أن قام بتوزيع وإنتاج أفلام عربية، وصحيح أن هناك منهم من قام بإنتاج أو توزيع أفلام إسرائيلية لكن في النهاية هم ليسوا إسرائيليين أو صهيونيين، ودعيني أوضح لك أن العالم بالأساس غير مقاطع لإسرائيل ونحن كدولة مصرية بالطبع مقاطعون لها وموقفنا واضح منها لكن لا يجوز أن نقاطع العالم لكونه يتعامل مع إسرائيل.

-        لماذا يتم الزج باسمك دائمًا في قضية التطبيع بداية من الإعلان عن مشاركتك الوهمية في إنتاج فيلم حادث النيل هيلتون الذي عرض بمهرجان تل أبيب ثم أزمة تكريم المخرج كلود ليلوش وأخيرًا هذا البيان؟

أنا متأكد أنه لولا وجودي في منصبي كرئيس مهرجان لم تكن كل هذه الحملات المعادية لي لتوجد، والحقيقة أنني لا أريد أن أضع تفسيرات في هذا الشأن تحديدًا "التطبيع"، ومثلًا في أزمة تكريم كلود ليلوش برغم وجود كثير من الآراء الرافضة كان هناك أيضًا مثلها طالبتني بعدم التراجع عن القرار وفي النهاية نحن كإدارة مهرجان نفكر في الفعل الصحيح كما هو اقتنعنا بكل الضيوف الذين حضروا بالمهرجان وتم ذكر أسمائهم بالبيان، وهناك بعض الأشخاص بعينهم يتبنون هذا المنهج منذ فترة ضدي وهذا لا يؤثر علي إطلاقًا أو على خريطة عملي.

-        أراك دائمًا غير منشغل بالرد على حملات الهجوم أو التشويه ضدك منذ توليك المنصب، هل تقصد ذلك؟

بالتأكيد لأَنِّي كنت مشغولا بحدث ضخم مثل مهرجان القاهرة وإذا ركزت في كل هذه التفاصيل لن أعمل، وقراري أنه طالما أقتنع بعملي لن ألتفت للخلف، صحيح لابد أن أنتبه للأصوات الآخرى لكن لن أضيع وقتي في شىء أعرف أنه صحيح، وكل ماتراه الناس أزمة أنا لا أراه كذلك.

-        لماذا بدا حفل الختام أكثر ارتباكًا في التنظيم عما شهده الافتتاح وكان الأبرز إعادة السلام الوطني مرتين؟

حفل الختام عمره ما كان هيبقى مثل الافتتاح، فالمفترض أن يكون بسيطًا ويقتصر على توزيع الجوائز لأنها كثيرة بالفعل ما يقرب من "١٧ أو ١٨" جائزة، والحقيقة لم يكن هناك ارتباك لكن فكرة إعادة النشيد الوطني مرتين بسبب أن المرة الأولى مخرج "اللايف" لم يكن ظهر على الهواء وبالتالي تمت إعادته حتى يذاع بالتلفزيون.

-        -البعض انتقد فكرة أن يقدم محمود حميدة حفل الختام بمفرده خاصة أن فيلمه "ورد مسموم" الذي هو أحد أبطاله ومنتجه أيضًا حصد ثلاث جوائز بالمهرجان؟

عندما فكرنا في اسم محمود حميدة، كان بحكم أنه كان رئيسًا شرفيا للمهرجان في دورته الماضية بخلاف كونه نجما كبيرا، وعندما وجهنا له الدعوة لم نكن نعرف أنه سيحصل على أي جوائز لأن هذا الأمر لم نعرفه إلا في اليوم الأخير، وفكرة أن يقدم افتتاحية الحفل ليس لها علاقة بمسألة حصده الجوائز فما هي الاستفادة التي ستعود عليه من هذا الفعل، فتفكيرنا كله كإدارة مهرجان كان منصبًا على اختيار نجم كبير يتحدث عن المهرجان وكان حميدة هو الأنسب لذلك.

-        لماذا كان هناك غياب تام لأصحاب الجوائز خلال تسليمها لأصحابها؟

هذه مسألة خارج إرادتنا وتحديدًا فيما يتعلق بالمسابقة الدولية، وهذه مسألة متعلقة بارتباط كثير من المخرجين بتصوير أعمال أخرى في الخارج وللأسف معظمهم لم يكونوا متواجدين، ونحن كإدارة مهرجان ندعو المخرج وليس كل فريق الفيلم.

-        لكن عرض "خيال الظل" الذي افتتح به الحفل لم يكن متماشيًا مع الحدث أو بالأدق لم يكن هناك جدوى لوجوده..ألا تتفق معي في ذلك؟

هي رؤية فنية للمخرج والمنتج، وربما يكون هذا الاختيار لم ينل إعجاب الكثيرين ولا أستطيع أن أؤكد أنني راض عنه تمامًا فبعد أن شاهدت الحفل اختلفت وجهة نظري فأنا دائمًا غير متحمس لفكرة العرض الفني في الختام ولا أريد أن أقدمها مرة أخرى.

-        بعد أزمة فستان رانيا يوسف، هل يمكن أن تضع قواعد لملابس الفنانات بالدورة المقبلة؟

إطلاقًا، فمن المفترض أننا نتعامل مع فنانين يعرفون جيدًا أين يعيشون، وبالتالي فهم يمتلكون الذكاء الكافي لاختيار المعايير التي يجب التزامهم بها، ونحن كإدارة مهرجان نطالب فقط الحضور بالزِّي الرسمي وفي النهاية نحن لم نتضرر في شىء بل رانيا وحدها هي من وقع عليها هذا الضرر، وأنا حقيقي مشفق عليها لأنها لم تقصد ما قيل عن إهانتها لمصر أو المهرجان، وأعتقد أن هذا الأمر لن يتكرر مجددًا منها لأنها تداركت الأزمة جيدًا نحو رؤية الإعلام والجمهور، فهناك كثيرون غضبوا وآخرون وجدوا أن هذه المسألة شىء عادي.

-        هل كان إلغاء جائزة الجمهور قبل ساعات من حفل الختام نوعًا من الشفافية وعدم التعرض للنقد خصوصًا أن التصويت لم يعلن عنه وكان من المقرر توزيع بطاقات على الحضور عقب كل فيلم؟

بالفعل أعلنا عن التصويت الإلكتروني في تنويهين تم نشرهما في صفحات السوشيال ميديا، ورغم إعلاننا سابقًا عن وجود بطاقات للجمهور إلا أننا اكتفينا بالإلكتروني وهذا لم يكن كافيًا وعندما اكتشفنا أن نسبة التصويت غير معبرة بمعنى أنها كانت مفتوحة على العالم كله فهناك أفلام حصلت على تصويت من دول أخرى قبل أن يتم عرضها بالمهرجان وبالتالي آلية التصويت لم تكن سليمة لذلك قررنا إلغاءها، وذهبت قيمة الجائزة للفيلم الفائز بالهرم الذهبي بالمهرجان وهو "ليلة الاثنى عشر".

-        أزمة بوستر المهرجان بينك وبين مصممه الأصلي أحمد مناويشي الذي أعلن تنصله منه شابها غموض كبير بين تصالح وخلاف؟

بعد انتهاء مناويشي من تصوير الأفيش كان من المفترض أن يقوم بتسليمه لنا في وقت معين لكنه تأخر ولذلك اضطررنا إلي إنهاء تصميمه مع الوكالة التي نعمل معها لأننا رأينا أنه من الصحيح أن يخرج الأفيش يوم المؤتمر الصحفي وهو ما قمنا به لكن مناويشي كان لديه تخيل آخر، وفي النهاية نحن محتفظون بحقه المادي والأدبي في الأفيش ولا ندعي أنه ليس له علاقة بالأفيش لكن هو من قرر مقاطعة المهرجان ووجد طريقه في نشر الأزمة عبر السوشيال ميديا لذلك أكملنا عملنا.

-        كيف تقيم الدورة الأخيرة في ملتقى القاهرة للصناعة والتي أخذت برمجة مختلفة هذا العام؟

هذا العام قدمنا للمرة الأولى "أيام القاهرة للصناعة" الخاصة بمنح الدعم للمشروعات المقدمة، فقديمًا كان هناك ملتقى القاهرة السينمائي فقط، وأنا راض تمامًا عن التجربة التي لمست فيها ردود أفعال جيدة على مستوى المحاضرات النقاشية والورش ولمست ذلك خلال تواجدي في مهرجان مراكش الذي انتهت فعالياته مؤخرًا فالكثيرون وجدوا أن المهرجان ولد من جديد وهناك صدى كبير دولي له ومن أهمها وجود برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما.

-        هل يمكن أن تخرج أحد المشروعات الفائزة بجوائز الملتقى المالية في الدورة المقبلة بالمهرجان أو أن تضعوا شرطًا بذلك بالعام المقبل؟

إذا قمنا بذلك لن يقبل أحد الجائزة، لأنها قيمتها غير كافية فمبلغ "١٠ الآف دولار" قليل على هذا الشرط وهذا يمكن حدوثه عندما تكون الجائزة "جائزة إنتاج " لكن هذه الجائزة متعلقة فقط بالتطوير أو ما بعد الإنتاج وهذا يعني أننا غير مشاركين بالإنتاج لذلك لم أحبذ هذا الاتجاه وقد يقلل اختياراتنا في المشاريع والهدف أننا لا نعرض عرضا أول ولكن أن تطرح هذه المشروعات بالسوق السينمائية كمساهمة منا في تنشيطها، وربما نحن كإدارة مهرجان لا نحب الفيلم بعد الانتهاء منه فلماذا أذن نربط أنفسنا به؟

-        لكن لماذا لم يكن هناك تركيز إعلامي علي "أيام القاهرة للصناعة"، خصوصًا أن فعالياتها جميعًا أقيمت بمكان منعزل عن الأوبرا "المقر الأساسي للفعاليات"؟

كان هناك بيانات صحفية يتعلق جزء كبير منها بهذا الأمر بما فيها من الإعلان عن الورش والمحاضرات النقاشية وكذلك عبر مواقع السوشيال ميديا لكن من الطبيعي أن هذا الجزء يهم أصحاب الصناعة فقط وليس الجميع لذلك وضعنا فعالياتها بالفندق فقط.

-        الملاحظ في الدورة الأربعين الاهتمام الكبير بمواقع السوشيال ميديا وما يبث عليها من تنويهات إلى أي مدى تؤمن بأهمية هذه المنصة في العمل؟

أؤمن بدورها كثيرًا وبدأنا قبل بداية المهرجان بأسبوعين فقط، ففي البداية كنّا نقوم بعمل تدوينات عادية بأنفسنا لكن بعد ذلك تعاقدنا مع وكالة متخصصة بداية من شهر نوفمبر، وسبب تآخرنا في الخطوة كان لوجود بعض الأمور الإدارية والمالية حيث إنه لم تكن هناك سيولة من قبل كما جاء رعاة المهرجان في مرحلة متأخرة حينها وقعنا التعاقد، لأن هذا الأمر يحتاج ميزانية لا تنحصر فقط في مسألة شراء الإعلانات المدفوعة عبر هذه المنصات بل تكاليف إنتاج الفيديوهات التي ننتجها وهو ما حدث للمرة الأولى خلال هذا العام.

-        ما هو إجمالي ميزانية المهرجان تحديدًا ٣٨ أم ٤٠ مليون جنيه؟

لم نصل لرقم ٤٠ مليون بل أقل بقليل ولكن ما أود التنويه إليه أن هذه الميزانية ليست كلها أموالا بل هناك أشياء عينية قدمت من الرعاة مثل رعاية حفلات أو خدمات أخرى، وهذه الميزانية هي الأعلى في تاريخ المهرجان باستثناء الدورة الماضية فقد حصدت ميزانية مرتفعة قليلًا عن السنوات السابقة لها بعد دخول ال "دي إم سي" راعيًا لها.

-        لماذا تم تأسيس مسرح لـ"الريد كاربت" أمام الباب الخلفي للمسرح الكبير، وما هي التكلفة الإجمالية له باعتباره مكانا مجهزا بأحدث التقنيات وأجهزة الصوت؟

لا أستطيع أن أصف هذا المكان بالمسرح ولكن هو شكل مميز ومبهر للسجادة الحمراء تليق بالمهرجان، والحقيقة أنه تكلف كثيرًا نظرًا لإنتاجه الفخم الذي دعم بأجهزة صوت حديثة وشاشات تلفزيونية ولكن ليس من حقي أن أفصح عن إجمالي ميزانيته لأنها أشياء تتعلق بموردين وليس من حقي أن أفصح عن أسعار هذه الأشياء فهي ليست ميزانية إجمالية، وهناك بعض العاملين في المهرجانات العالمية ممن تواجدوا بالمهرجان أكدوا لي عدم تصديقهم لشكل السجادة الحمراء لدينا هنا، والحقيقة لولا وجود الرعاة وأموالهم لما تمكنا من الوصول لهذا.

-        ولماذا زيادة أسعار تذاكر حفلات الـ"جالا" المسائية على السجادة الحمراء ٧٠ جنيها على التذكرة العادية؟

هذا حقيقي وذلك بسبب الإقبال الكبير الذي كانت تشهده هذه الحفلات وأغلبها كان مبيعا بالفعل وهذه الزيادة سببها أن حفلات الـ"جالا" مكلفة سواء على مستوى إقامة "ريد كاربت" بخلاف بعض العناصر الأمنية بما يشبه فكرة الإنتاج في حين أيضًا أن هذه الأفلام يعاد عرضها في اليوم التالي بالسعر العادي.

-        التواجد الأمني هذه الدورة كان يحمل أريحية في التعامل بعكس الأعوام الماضية، هل كان ذلك مقصودًا لتقديم صورة طمأنينة للضيوف؟

الحقيقة لم أخطط لشىء معين، فما يحدث كل عام من تعاون بينا وبين قطاع الداخلية حدث أيضًا في هذه الدورة، ويسعدني أن تكون هذه الصورة التي وصلت للحضور .

-        الاهتمام بالصحافة العالمية كان حدثًا لافتًا للانتباه في هذه الدورة بعكس الأعوام الماضية؟

حفل الافتتاح كان مدعوًا به ٢٠٠ صحفي مصري، لكن بالنسبة لفعاليات المهرجان هناك عدد أكبر قاموا بالتغطية وصل عددهم إلى ما يزيد على ٣٥٠ أو ٣٨٠ صحفيا بالإضافة إلى ما يقرب من ٨٠ صحفيا أجنبيا وعربيا منهم ٣٢ صحفيا أجنبيا وما يفوق أربعين صحفيا عربيا وهم المدعوون تحديدًا من المهرجان هذا بخلاف الصحفيين الآخرين الذين جاءوا على حسابهم لتغطية الفعاليات حتى إن العدد وصل إلى ما يفوق ٨٠ أو ٩٠ صحفيا من الخارج.

-        كيف دعمت الصحافة العالمية المهرجان على الصعيد الدولي من وجهة نظرك؟

هذا العام قمت بتعيين شركتين أجانب أحداهما متخصصة في العلاقات العامة في السينما وأخرى في الصحافة الأجنبية وهؤلاء نجحوا في إقناع عدد من الصحفيين المتخصصين في السينما يكتبون بأهم المجالات العالمية والذين حضروا للمرة الأولى بالمهرجان منهم أشخاص عندما سافرت لمهرجان لندن وجهت لهم الدعوة بنفسي، والحقيقة أن التغطية العالمية التي حدثت هذه الدورة كان لها مردود كبير وأصداء دولية ربما لم نشعر بها نحن هنا بالقاهرة لكنها حدثت بالفعل.

-        لماذا لم يكن هناك رئيس شرفي للمهرجان هذه الدورة؟

في الحقيقة أنا أراه منصبا لا معنى له، فإما أن يكون الرئيس له دور فعال وملموس على أرض الواقع أو أنه يكون مجرد اسم ليس له معنى.

-        وردت أسماء في اللجنة الاستشارية للمهرجان ربما أثارت بعض التحفظات منهم الإعلامية جاسمين طه زكي، والمخرج شريف البنداري، وألا يتعارض وجود الأخير باللجنة  مع كونه أحد أصحاب المشروعات المشاركة بملتقى القاهرة ؟

بالنسبة لشريف البنداري هناك لجنة مستقلة بالملتقى هي التي تقوم باختيار الأعمال وهو ليس لديه أي تأثير على الاختيارات، أما جاسمين طه زكي فلديها علاقات كثيرة متميزة في قطاع السياحة والوزارة، وبالفعل وجودها أفادنا كثيرًا فقد حصلنا على دعم مميز من هيئة تنشيط السياحة.

-        لاحظت في هذه الدورة أن مستوى الأفلام الموجودة خارج المسابقات الرسمية أكثر تميزًا من نظيرتها المشاركة ..هل قصدت ذلك من أجل الاهتمام بباقي برامج المهرجان الآخرى؟

بالفعل قصدت ذلك ولكن دعيني أوضح أن أفلام المسابقة الرسمية تشترط عدم مشاركة أي أفلام في الفئة "أ" ضمن الأربعة عشر مهرجانا الأخرى التابعة للاتحاد الدولي للمنتجين مثل "كان" و"برلين" و"فينسيا" وبالتالي لم نستطع عرض فيلم مثل "روما" الذي شارك وحصد جائزة من مهرجان فينيسيا بالمسابقة الدولية، وبالتالي اخترنا أفلام المسابقة جيدة ومستواها الفني مميز ولكن ليس شرطًا أن تكون أكبر أفلام على مستوى العالم خلال العام، لذلك قمنا بعرض هذه الأفلام الأخرى مثل "روما" في الأقسام غير الرسمية بالمهرجان.

1.     هل ذلك تسبب في وضع فيلمي "مامنج" و"البجعة الكريستالية" ضمن المسابقة الرسمية لاستكمال عدد أفلامها برغم أنهما كانا ضمن برنامج "البانوراما الدولية"؟

عادة نترك مكانين فارغين بالمسابقة الدولية حتى نستقر على اختيار محدد، لذلك قررنا وضع هذين الفيلمين بالمسابقة الدولية بدلًا من الاستعانة بأفلام غير موجودة.

-        بعض الآفلام العربية التي شاركت بالمهرجان أثارت استياء وتحفظ البعض منها ما شارك بالمسابقات الرسمية مثل "لا أحد هناك" ضمن "أسبوع النقاد" أو "جريمة الإيموبيليا" الذي عرض خارج الأقسام الرسمية..ما تقييمك لهذه الأعمال؟

فيلم "لا أحد هناك" شارك في المسابق الرسمية لمهرجان "مراكش" مؤخرًا والتي كانت شديدة التميز وأعتقد أنه سيشارك بمهرجانات كثر، وهناك الكثيرون أشادوا به فالآراء تختلف من شخص إلى آخر وبالتالي من دولة إلى آخرى، وبالنسبة لـ"جريمة الإيموبيليا" هو اختيار رسمي خارج المسابقة وليس شرطًا أن يخضع لنفس تقييم الأفلام المشاركة بالمسابقات الأخرى للمهرجان.

-        تعتقد أننا في مصر مازلنا غير مؤهلين لاستيعاب "التجريب" مثل "لا أحد هناك"؟

لا أريد أن أحصر الفكرة في هذه الدائرة، فالأمر غير مقصود ويرتبط في النهاية بذوق الأشخاص فبعضهم أعجب به وآخرون تحفظوا تجاهه.

-        لكن هل كان لك أي تدخلات في اختيارات الأفلام أم تركت المهمة للمديرين الفنيين للمهرجان؟

كنت أرشح أفلاما للأستاذ يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان ومعه المدير المساعد الناقد أحمد شوقي بعض الأفلام ، وكنت أتفق على أفلام وأشاهد أيضًا بعض الأفلام بالإضافة إلى وجود أفلام كانوا يطلبون مني إحضارها بسبب علاقتي بالخارج مع شركات الإنتاج والتوزيع وهناك أيضًا أفلام نجحت في جلبها من خلال مشاركتي بعضوية لجنة التحكيم في قسم آفاق بمهرجان فينسيا، وكنا نقسم خريطة العمل بينا من خلال تواجد كل منا في المهرجانات العالمية مثل كان وبرلين وغيرها بحيث نغطي أفلامها جميعًا.

-        هناك العديد من الأسماء التي وجدت في لجان التحكيم مسابقات المهرجان أثارت حفيظة الكثيرون منها ظافر عابدين في المسابقة الرسمية، وأبو بكر شوقي وعائشة بن أحمد في المسابقة العربية، ومحمد حمّاد في أسبوع النقاد وذلك على خلفية عدم تمتعهم بالخبرة الكافية التي تؤهلهم لعملهم في لجان التحكيم؟

هناك الكثيرون لا يعرفون ماذا صنع هؤلاء بالسينما، ومثلًا عائشة بن أحمد قدمت بالسينما التونسية العديد من الأفلام، وبالنسبة لظافر العابدين فله مشاركات سينمائية عالمية، وبالنسبة لي فيلم "يوم الدين" الذي قدمه أبو بكر شوقي يوازي عشرين فيلمًا صنعها آخرون فالمسألة ليست بالكم أو ماذا قدموا في مصر على قدر ما صنعوه في مشوارهم الفني.

-        هناك كثير من الدعم الذي بدا واضحًا من رؤساء المهرجان السابقين لك بهذه الدورة مثل الفنان حسين فهمي والدكتورة ماجدة واصف اللذين تواجدا في فعاليات المهرجان بخلاف الظهور المفاجئ لمديرة المهرجان السابقة سهير عبد القادر والتي كانت مقاطعة له بالفعل منذ عام ٢٠١٢؟

كان شرفا لنا تواجد كل هذه الأسماء بالدورة، وبالفعل وجهنا الدعوة إلى سهير عبد القادر التي تواجدت معنا في حفل الافتتاح وكذلك سمير صبري والذي كان أول مقدم للمهرجان بدورته الأولى، أما حسين فهمي وماجدة واصف فقد كانا أوائل الناس التي قدمت مباركتها لي وتحديدًا رئيسة المهرجان السابق التي قابلتها بمقر المهرجان أكثر من مرة وقدمت لي بعض النصائح، كما أنني تلقيت دعما من عزت أبو عوف وحتى الفنانة ليلى علوي التي كانت المرشح الأقرب لمنصب رئيس المهرجان كانت من أوائل الناس التي قدمت مباركتها ودعمها وشاركت في كثير من فعاليات الدورة.

-        وهل صحيح أن الفنان سمير صبري هو من طلب تكريمه بحفل الافتتاح؟

إطلاقًا، هو لم يطلب ذلك لكن الموضوع في الحقيقة وإن لم يكن مقررًا من فترة طويلة لكنه جاء في حديثنا عن افتتاح المهرجان لأنه أمر جيد ويضيف لنا بالدورة الأربعين خصوصًا وأنه تولى مهمة تقديم حفلات المهرجان على مدار الدورات السبع  الأولى.

-        كيف رأيت دعم أصدقاءك الفنانين لك بالمهرجان الذين حصروا في حفلي الافتتاح أوالالتزام أو تواجدوا بالفعاليات؟

حفل الافتتاح تضمن حضور ضخم باستثناء خمسة ستة من نجوم الصف الأول كنت أتمنى مشاركتهم بعكس الختامالذي قلت نسبة الحضور به ولكن في النهاية أنا سعيد بكل هذا التواجد والدعم من الزملاء الذين كان الكثير منهم أيضًا حريص على حضور الحلقات النقاشية والورش بالإضافة إلى الآفلام.

-        كيف تقييم تجربة قسم ال "VR" أو الواقع الافتراضي الذي أضيف للمهرجان بدورته الأخيرة، ولماذا لم يتم الإعلان عن وجود الفيلم المصري "زار" مشاركا به؟

شركة "فايف بي" التي نظمت هذا القسم متخصصة بالمجال وقمنا باختيار الأفلام معهم وكان هناك فيلمًا قاموا بإنتاجه بالتعاون مع مصر لذلك تم وضعه بالقائمة، ولكن للأسف الإنتاج المصري في هذا المجال قليل جدًا وسبب قيامنا بوضع هذا القسم هو تحفيز الجميع على إنتاج تجارب تشارك به ونحن ثاني المهرجانات بالعالم العربي التي تقدم هذه التجربة بعد مهرجان دبي.

-        هل حققت عروض منتصف الليل جدواها في هذه الدورة باعتبارها المرة الأولى التي توجد بها؟

بالتأكيد فالغرض من وجود هذا القسم تحديدًا هو تغيير وجهة نظر الجمهور وتقديم نوعيات أفلام أخرى له بعيدًا عن تلك المحفوظة بذهنه سينما الرعب والإثارة فلابد أن يكون هناك نظرة على تجارب الآخرين المختلفة.

بوابة الأهرام في

13.12.2018

 
 
 
 
 

مقعد بين الشاشتين

قصة الفستان. وأزمة الثقافة في التليفزيون

بقلم .... ماجدة موريس

هل امتلك جمهور التليفزيون في مصر مادة وتغطية حقيقية. لما قدمه مهرجان القاهرة السينمائي من أفلام وندوات ولقاءات؟ الإجابة بالنفي. وكذلك الأمر مع مهرجانات الجونة والاسكندرية وغيرها. بل إن جمهور التليفزيون الذي يمثل أكبر كتلة من المصريين المهتمين بالفنون لم يقدم له أحد من برامج الشبكات التليفزيونية المصرية أي إضاءة علي المهرجان القومي للسينما المصرية المعبر عن حالة هذه السينما وتطورها من عام لعام. وأيضاً لا يري هذا الجمهور مهرجانات المسرح المصري والجديد فيها علي الشاشات الصغيرة. وكذلك الأمر مع الموسيقي حتي مهرجان الموسيقي العربية لا ترحب به هذه القنوات. وأقصد بها القنوات الخاصة بالطبع. فهي التي تمتلك الميزانيات والإمكانيات وتشتري البرامج التي يقدمها النجوم والنجمعات. وتدفع فيها الكثير جداً. لأن النجمة ترقص أو تغني وكذلك النجم يستطيع أن يأتي بنجم آخر كضيف ويغني الاثنان معاً لتسلية الناس. وهذه هي الحقيقة. علي بلاطة فالثقافة أمر غير وارد لدي المسئولين عن القنوات الخاصة. الأغلبية العظمي. لأن الثقافة لا تهم هؤلاء. فيكفيهم شراء بعض الأفلام الروائية المصرية ووضعها في الثلاجة. لتصبح بديلاً للوقت الخالي في المساء وسهرات نهاية الأسبوع والأعياد. وكذلك الأمر مع بعض المسرحيات الكوميدية القديمة

أين ترعرعت سيدتي 

في تغطيات مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام والعام الماضي اعتبر المسئولون عن الشبكة الراعية أن الأمر هو نقل أحداث الرد كاربت. في الافتتاح والختام وتقديم فساتين النجمات وماكياجهن لجمهور البيوت الذي جلس ليري مهرجاناً للفساتين وليس السينما. وحيث بذلت المذيعات المختارات بعناية جهداً كبيراً لسحب كل اللواتي ذهبن بالفساتين المبهرة. والألوان الساطعة. وغيرها من مكملات المشهد ولتكون الأسئلة الموجهة تقريباً لجميعهن هي هي. مع الإعلان عن اسم مصمم الأزياء والماكياج والشعر في مشهد إعلاني ودعائي. ولنتذكر بأسف شديد أن تقديم ضيوف محفل سينمائي بهذا الحجم يحتاج لتنظيم وجهد أكبر وأهم. وانتظرنا بعدها تغطيات يومية جيدة لأحداث المهرجان. وحوارات مهمة مع المكرمين والضيوف. وأيضاً الجمهور الذي ملأ قاعات العروض. كان المهرجان. وأي مهرجان فني وثقافي مهماً. يستحق وقتاً مميزاً. وجهداً حقيقياً لأنه يقدم خدمة لجمهور عريض مستحق لها ولا يستطيع التواجد في مكان الحدث لظروف كثيرة. ولكن هذا ما لا يدركه المسئولون عن الإعلام المرئي. الذي يحظي بالغالبية العظمي من اهتمام المشاهدين في مصر. والذي يوجه إليه اللوم الآن لتغطيات أخري غير الثقافة والفن. ولكنني أتوقف هنا أمامهما لأن لهما ــ أي الثقافة والفن ــ تاريخاً معنا صنعه التليفزيون المصري العام. الملقب بماسبيرو. علي مدي عقود حين اهتم بكل الفنون. وعرضها وقدم للناس شروحاً ووجهات نظر متخصصة ومختلفة حولها. وللآن لم ينس المصريون برامج مثل "نادي السينما" و"السينما والناس" و"أوسكار" وبرامج تقدم السينما القصيرة. وغيرها. وبرامج تقدم المسرحيات بكل نوعياتها مثل "تياترو" وبرامج عن "فن الباليه" و"الفن الشعبي" وبرامج الأدب بأنواعه مثل "أمسية ثقافية" وبرامج تقدم إنجازات المبدعين. إلي جانب البرامج التي تستضيف إعلام الفكر والثقافة والسياسة مثل "نجمك المفضل" و"من الألف للياء". وبالطبع فإن إقبال الجمهور علي هذه البرامج لم يكن سببه هو جاذبية النجم وإنما جاذبية العرض والتقديم وقوة المحتوي أولاً. والذي جعلهم - أي المشاهدين - أكثر حباً للفن والثقافة وتعلقاً بها. والسؤال الآن هو لماذا يترك التليفزيون الناس الآن بلا أي برنامج ثقافي؟ ولماذا اختفت برامج السينما مع الحرص فقط علي تقديم أخبار النجوم في برامج ذات فورمات مستوردة تقدمها فتيات جديدات ذوات "لوك" مختلف! ولماذا يختفي برنامج عن المسرح لمحمد صبحي ويبقي فقط مسرح وتياترو مصر لأشرف عبدالباقي وفريقه. لقد تحول الفن وتحولت الثقافة علي شاشات القنوات المصرية الخاصة الآن إلي استثناء وليس بنداً أساسياً في خريطة البرامج. ولا مادة ضرورية ومهمة لملايين تحتاجها وتبحث عنها. وإذا كان هناك بعض البرامج الموجودة الآن وتستضيف بعض صناع الفن ضمن آخرين فإنها لا تغني عن تقديم الفن نفسه بكل أنواعه. ولا الأدب. ولا النوعيات الأشد تخصصاً مثل فن وأدب الطفل. إن لدينا مائة برنامج للطبخ ولا يوجد برنامج واحد عن الرسم وفن قراءة الصورة. فهل نعاتب الجمهور بعد ذلك لاهتمامه بما صدر إليه من صور وبوستات عن فستان رانيا يوسف؟ وهل وجد هذا الجمهور مواد مهمة. وبرامج رائعة تملأ روحه وعقله فلا يتوقف عن التفاهات ويعيرها اهتماماً؟ وهل تستمر هذه الحالة التليفزيونية في العام الذي يهل علينا بعد أيام؟ 

الجمهورية أونلاين المصرية في

13.12.2018

 
 
 
 
 

"غود مورنينغ" لبهيج حجيج: حياة متقاطعة (فيديو)

القاهرة - هوفيك حبشيان

المصدر: "النهار"

متقاعدان في ثمانيناتهما (غبريال يمّين وعادل شاهين)، أحدهما طبيب والثاني جنرال، يلتقيان بانتظام في مقهى بيروتي لحلّ كلمات متقاطعة. هذه العادة اليومية المتكررة تساهم في تنشيط الذاكرة، أقلّه في صونها من خطر فقدانها التدريجي. يجوبان العالم والذكريات والماضي من خلال الكلمات، في انتظار موت آتٍ لا محالة.

للمقهى اطلالة بانورامية على تقاطع وبضعة أرصفة في حيّ بيروتي. هذه الاطلالة عبارة عن كادر داخل الكادر. تتيح للمخرج ان يقفز من حدود المكان الواحد وإن رمزياً، كما تتيح للرجلين التعليق على المارة. الشارع وحيويته باعتبارهما مسرحاً للحياة اللبنانية اليومية، حيث تحدث أشياء بسيطة تحمل دلالات: بناية تُهدَم، ماسح أحذية يهرب من الشرطي، فتاة رشيقة تعبر الشارع

في الفيلم، شخصيات ثانوية كثيرة تدخل المقهى وتغادره، هكذا ببساطة. في مقدمة هذه الشخصيات الثانوية، شخصيتان: النادلة والصحافي (مايا داغر ورودريغ سليمان). علاقة اعجاب شبه صامتة تنشأ بينهما لا تؤدي إلى نتيجة لأسباب معينة. لظهورهما وظيفة واضحة، وربما أكثر ممّا ينبغي، ومحددة: خلق تفاعل بينهما وبين المتقاعدين. فالفيلم لا يمكن ان يكتفي بالرجلين العجوزين لأسباب بديهية.

"غود مورنينغ"، الفيلم الروائي الطويل الثالث للمخرج اللبناني بهيج حجيج، بعد "زنّار النار" و"شتّي يا دني". السيناريو للروائي اللبناني المعروف رشيد الضعيف (شارك حجيج في تأليفه) في ثاني تعاون بينهما بعد "زنّار النار". خلافاً للفيلم المذكور، هنا لم يقتبس رواية، بل عمل مع الضعيف على نصّ أصلي للشاشة.

لعل أهم ما في الفيلم هو النوع الذي ينتمي اليه: سينما لبنانية لا تلهث بالضرورة خلف الربح المادي، غير مدّعية، أُنجزت بأقل من ٢٠٠ ألف دولار. حجيج اختار معسكره: تلك المساحة "الوسطية" الواقعة بين الفيلم التجاري وفيلم النخبة الذي يطرح خطاباً متماسكاً.

مساهمة الضعيف في الفيلم لها بصمات واضحة، كونه مشبّعاًبحواراته وآرائه في شؤون آنية، كقضية الإرهاب ومسألة اللجوء،فالتاريخ الذي لا ينفك ان يتكرر. هذا كله سنتابعه على شاشة تلفزيون داخل المقهى أو بين لفيف من أوراق الصحف. يحمل النصّ ما يكفي من اشارات وتلميحات لتجربة معيشة كي نعتبره نابعاً من خبرة شخصية.

من خلال حبكة بسيطة ومتكررة تنطوي على القليل من التطور الدرامي، يستعرض "غود مورنينغ" الشيخوخة وأزمة العيش في زمن يشهد تحوّلات كبرى حد ان بعضهم يشعر بأنه غريب عنه، بل مجرد ضيف على مرحلة تجاوزته.

الفيلم متقطع، يشبه في صيغته النهائية الكلمات التي يحلّها الثنائي الظريف. لا يتأخر على شيء: لا على الأحداث ولا على محاولات الاستظراف ولا على معلومة يكشفها الصحافي الذي يستعرض ثقافته وذاكرته الحاضرة والخصبة. الكلمة المرميّة التي نعتقدها ستُحدث شرخاً في جدار أو تحرّك السكّين في جرح، لا تُحدث صدى. تنسحب من تلقاء نفسها ولا يبقى سوى الانتقال إلى اللقطة التالية. وهكذا دواليك طوال ساعة ونصف الساعة.

توزيع الفيلم على فصول عدّة يضع المخرج في تحدٍّ صعب: المحافظة على استمرارية المشاعر ووحدة الايقاع السردي، المسألتان اللتان لا ينجح فيهما دائماً. فثمة فيلم يموت كلّ بضع دقائق ليولد آخر من رحمه. وبين لحظتي الموت والولادة، هناك عملية نمو غير مكتملة. في هذا التلاشي التدريجي ثم العودة إلى الحياة، يأخد الفيلم شكل المدينة التي تنهار مبانيها لتعود وتتعمّر من جديد.

أراد حجيج فيلماً غير استغلالي لصورة بيروت و"نمطيتها". فلم ينتهز الفرصة لتشكيل صورة اكزوتيكية مبنية على شيء من بيروت عالق في الذاكرة. لذلك، اختار مقهى "حيادياً"، مع ناس يتشابهون نوعاً ما، وقد لا يعنيهم كلّ ما يحدث في العالم الا اذا هدد وجودهم. والعالم الحالي الغنيّ بالمستجدات، لا يتوانى عن اقتحام المساحات الشخصية وانتهاك الخصوصيات والتسلل إلى الداخل. وها ان الحياة بكلّ تفاصيلها المفجعة والمؤلمة تصبح فجأة داخل جدران المقهى الهادئ مع تصاعد وتيرة العنف. هذا يمنح النصّ السينمائي بُعداً كونياً قد يجد فيه أيٌّ كان شيئاً من ذاته ومخاوفه. هذا البُعد التجريدي الذي يتنصّل من المكان،هو لمصلحة الفيلم وضده في آن واحد، اذا أخذنا في الاعتبار مدى اصرار الغرب على اعطاء أي منتوج فنّي هوية وانتماء واضحين. فهم يريدون فيلماً يحمل ندوب المعاناة على ان تكون ظاهرة للعيان. "غود مورنينغ" ممانع في هذا المجال. يكتفي بوصف "نهاية الخدمة" من عيني مَن صارت أمجاده خلفه… هؤلاء الذين لا يجري الكثير في حياتهم، فباتوا يستقبلون الأحداث بدلاً من صناعتها.

اللقاء بين عادل شاهين (الذي توفي ما ان انتهى من تصوير الفيلم) وغبريال يمّين يُحدث الشرارة المطلوبة، حدّ اننا نغفر للنصّ اظهار جنرال لبناني في الدرك بهذا الشكل الإيجابي. وفي الحقيقة، لا فيلم من دونهما. فبقدر ما يستند "غود مورنينغ" إلى الكتابة، يعتمد على التمثيل. لعبة بينغ بونغ تتجسّد من خلال الأداء الصادق والعميق، وتنقذ الفيلم من فخّ المسرحة.

بالرغم من هنّاته، قدّم حجيج عملاً يشهد على زمنه برقّة وبلا مراوغة.

في الآتي، مقابلة مصوّرة مع بهيج حجيج سُجِّلت في الدورة ٤٠ من مهرجان القاهرة السينمائي حيث عُرض "غود مورنينغ".

https://www.youtube.com/watch?v=5-HEPDVhQI0

 

####

 

محمود بن محمود: المسلم العادي يُرعب الإسلاميين أكثر من امرأة تعلن إلحادها (فيديو)

القاهرة - هوفيك حبشيان

المصدر: "النهار"

بعد فوزه بـ"التانيت الذهب" الشهر الماضي في الدورة الأخيرة من مهرجان قرطاج السينمائي، أُسندت إلى "فتوى"، إخراج التونسي محمود بن محمود، جائزة "أفضل فيلم عربي" (قسم آفاق السينما العربية) خلال الطبعة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي. منذ عرضه في بلده، انقسمت الآراء حول هذا العمل الذي يناقش، مرة جديدة بعد أفلام عدة "مشابهة" لسينمائيين مثل رضا الباهي ومحمّد بنّ عطية، علاقة تونس بالإسلام الراديكالي. فهناك مَن رأى في اسلوب محمود بن محمود تبسيطاً وخطاباً مباشراً وبيداغوجياً يتوجه به إلى الغرب، فيما آخرون اعتبروه عملاً سليماً لا بلّ ضرورياً. بالنسبة إلى مَن اتّهموه بالمباشرة، لا يخفي بن محمود ان السينما أداة تحضّ على الوعي. هذا ما قاله عقب تسلّمه الجائزة في قرطاج: "السينما ككل الإنتاجات الثقافية لها دورٌ وهو ان يفتح عيون الشباب ويقيهم من الانحرافات الإجرامية التي استهدفت بلادنا".

يروي "فتوى" قصّة تونسي يُدعى إبرهيم يقيم في فرنسا ويعود إلى بلده بعد أن يصله نعي ابنه الوحيد مروان الذي قُتل على اثر حادث مرور في الطريق الواقعة بين سليمان وقربص. خلال الدفن، يحصل صدام بين عائلة الفقيد وأصدقائه الذين لا يوافقون على حضور الأم جنازة ابنها باعتبار انها سافرة. ما يجعل الأبّ يرغب في مراجعة السبب الذي قيل له بأنه وراء مقتل ابنه، ليكتشف لاحقاً انه كان ينشط في خليّة متشددة وينضوي تحت لواء مجموعة إسلامية. يحاول الأب المفجوع إجراء تحقيق استقصائي لمعرفة ما الطريق التي سلكها ليصل إلى هذا المحل والتعرف إلى مَن استقطبه.

يقترح "فتوى" مسلماً عادياً كشخصية رئيسية (الأبّ). هذا الرجل "يقدّم قراءة للإسلام تخالف تلك التي يقدّمها المتطرفون"، كما صرّح بن محمود لصحيفة "الدستور" أثناء وجوده في القاهرة. قال: "الفكرة هي ان المتطرفين لديهم مشكلة أكبر مع أناس يزاحمونهم في الدين نفسه، ولهم قراءة مغايرة له، سواء من أطراف علمانيين تنويريين أو حتى أطراف أعلنوا إلحادهم. وهؤلاء ينافسون المتطرفين في ميدانهم من خلال قراءتهم وتأويلهم للنصوص القرآنية. هذا المسلم العادي يزعج المتطرفين أكثر من امرأة أعلنت علمانيتها".

استوحى بن محمود سيناريو فيلمه من مقالين كان قرأهما في العام ٢٠٠٦ في مجلّة بلجيكية (يعيش في بلجيكا) عن جهاديين يدرّبون الكشّافة في معسكر يقع في الغابات البلجيكية. كانت هذه نقطة الانطلاق. في البداية، أراد بن محمود تصوير الفيلم في بلجيكا، الا ان هذا لم يحصل لأنه لم ينل ما يكفي من موازنة، فأتم مشروعاً آخر هو "الاستاذ" في انتظار تحقيق "فتوى". مع اندلاع الثورة، اكتشف بن محمود انه آن أوان تصوير الفيلم في تونس، خصوصاً ان سقوط بن علي وفّر مناخاً من الحرية لم يكن متوافراً في عهد الديكتاتور. ومناخ الحرية هذا جعل التناحر الحاصل بين المتطرفين من جهة والعلمانيين من جهة أخرى علنياً.

تقع أحداث "فتوى" في ٢٠١٣، العام الأكثر دمويةً وعنفاً في تاريخ تونس المعاصر التي شهدت حينها سلسلة اغتيالات سياسية وخضّات أمنية ومحاولات للتضييق على الحريّات المدنية. من سخرية القدر انه في الاسبوع الذي عُرض فيه الفيلم في قرطاج، نُفّذت عملية إرهابية في حيّ الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، وأكّد هذا لبن محمود ان الارهاب لا يزال يترصد بتونس، ما جعل فيلمه صالحا لكلّ زمان ومكان، كما قال في احد حواراته الصحافية.

"فتوى" من بطولة أحمد الحفيان وغالية بن علي وسارة الحناشي. من خلاله، يواصل المخرج توثيق يوميات شعبه، واضعاً الاصبع على التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تلقي بظلالها عليهم. من دون لفّ ودوران أو لجوء إلى إستعارة ومحاكاة، يضع بن محمود ما في جعبته على الطاولة ويمشي. فيلمه تعرية لمرحلة كاملة شهدت صعود الإسلاميين في تونس (بعد انتخابات تشرين الأول ٢٠١١)، المتمثلين بـ"حركة النهضة". نحو ٥٠٠ مسجد كانت آنذاك تحت سيطرتهم. فحصل ما حصل من عنف وقمع وتصفيات جسدية. حصيلة دموية ولكن ولدت منها تونس الجديدة.

إتهام "حركة النهضة" التي حاولت منع تصوير الفيلم في مجلس الشعب، صريح ولا يحتمل اللبس، وإن كان الفيلم لا يسمّيها. فهي التي دفعت الشباب التونسي إلى الجهاد في سوريا والعراق من خلال نشر الدعوة ومحاولة اقحام التعصّب الديني والتطرف إلى المجتمع التونسي. الا ان مشروعها انهزم أمام مقاومة هيئات هذا المجتمع.

في الآتي، مقابلة مصوّرة مع محمود بن محمود سُجِّلت في مهرجان القاهرة.

https://www.youtube.com/watch?v=9RVSxy-zYjk

النهار اللبنانية في

14.12.2018

 
 
 
 
 

الرجل الذي حول المشاهدين العاديين الى مثقفين سينمائيا

نرمين يسر

لا يعتبر الشخص المدمن على مشاهدة الافلام ومتابعة النجوم والالمام بتاريخ المخرجين وقائمة اعمالهم بانه مثقف سينمائيا، هذا المدمن قد يقول معلومات قيمة حفظها عن ظهر قلب ويرددها بتفاخر في محافل وتجمعات الاصدقاء. لكنه يعجز عن تذوق مايشاهده وفك شفرات الرسائل غير المباشرة التي يبعثها الفيلم للمتلقي، كمايعجز عن معرفة دور الالوان في المشاهد المختلفة. الثقافة السينمائية المقصودة هنا هى تلقي العمل السينمائي بصورة اعمق واكثر وعيا والانتباه للتفاصيل الفنية والسردية المعروضة على الشاشة ومعرفة انه -علي سبيل المثال- "الماستر سين" لا تعني اللقطة المهمة في الفيلم او لحظة الذروة ولكنها اللقطة التي تم تصويرها "وان شوت" بدون قطع!

واذا بدأنا الحديث عن الثقافة السينمائية فاننا يجب ان نقول يوسف شريف رزق الله اهم واشهر النقاد في مصر والوطن العربي، الذى علم اجيال من متابعي السينما كيفية قراءتها وتحليلها وليس الحصول على مشاهدة ممتعة وحسب، ادخل السينما الى منازلهم عبر شاشة التلفزيون من خلال برامج نادي السينما واوسكار بل شاهدوا تغطيات للمهرجانات السينمائية العالمية قبل انتشار الستالايت والقنوات الفضائية، مثل مهرجانات "كان" و"برلين" بل ولقاءات مع اشهر المخرجين وفريق عمل افلامهم من النجوم.  رحلة طويلة قطعها يوسف شريف في عشق السينما بين الكتابة عنها بالمجلات وعرض روائع مختارة منها على شاشة التلفزيون. تلك الرحلة التي بدأها طفلا اراد مشاهدة ماخلف الشاشة الفضية ليصبح المصدر والنموذج الذى يقتدى به في عالم الثقافة السينمائية.

يوسف شريف رزق الله خريج مدرسة الجيزويت، وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لم يدرس السينما اكاديميا في معهد السينما ولكنه فضل ان يلتحق بكليات القمة بعد ان حصل على مجموع كبير في الثانوية العامة والمركز الخامس من اوائل الجمهورية حيث اعتاد الناقد السينمائي الاشهر، ارتياد دور السينما منذ طفولته بمصاحبة والديه، كمتفرج ابهرته الشاشة الكبيرة وفيما بعد عند بلوغه سن الخامسة عشر بدأ الاهتمام بمعرفة الكواليس من صناع الاعمال السينمائية، يبحث عن المبدعين السحرة الذين يقومون ببث كل هذا السحر. كان متابع جيد لمجلة "راديو موند" التي كانت تصدر باللغة الفرنسية وتهتم بالفنون مثل السينما والمسرح والاذاعة، اعتادت المجلة ان تنظم مسابقة اسبوعية عن السينما وقد فاز يوسف شريف بجائزة قيمة ساهمت في ارضاء فضوله السينمائي عن طريق مشاهدة مايحدث خلف الشاشة وهي زيارة لاستوديو تصوير فيلم "انا حرة" للكاتب احسان عبد القدوس واخراج صلاح ابو سيف.

عمل في هيئة الاستعلامات عام 1967 اثر تخرجه من جامعة القاهرة وقبل بداية الحرب،  وسرعان ما انتقل الى التلفزيون في بداية السبعينيات، ليعمل محرر في نشرة اخبار التاسعة، ومن المعروف انه قد اتجه التلفزيون فى بدايات البث بتطويرالكوادر والكفاءات وتنظيم الدورات التدريبية لمختلف الاقسام  فالتحق يوسف شريف بدورات التلفزيون ليضيف تفوق اخر لنجاحاته الدراسية المتعددة. وفي الوقت الذي توقف فيه برنامج احمد سمير السينما والحرب بعد انتصار اكتوبر 1973 كانت الفرصة متاحة لتقديم برامج سينما جديدة، وقد وقع الاختيار على يوسف شريف لاعداد برنامج سينمائي اذ ذاع صيت مقالاته السينمائية المنشورة في مجلة صباح الخير والمجلات الفنية المتخصصة الاخرى، وقد ساهم في نشر مجموعة قيمة من المقالات في مجلة الاذاعة والتلفزيون التي قدم فيها المعلومات الكاملة عن الافلام التي سوف يشاهدها قارئ المقال في برنامجه " نادي السينما"، الذى قدمته دكتورة درية شرف الدين بالاشتراك مع يوسف شريف الذى كان ضيف دائم على حلقات البرنامج الاهم منذ 1975 حتي 1980 لتحليل الفيلم وتعليم المشاهدين كيف تتم قراءة الفيلم  حيث اهتم نادي السينما بتعريف مشاهدي التلفزيون على السينما بعيدا عن الافلام التجارية التي كانت قد بدأت الانتشار ذلك الوقت.

ومن بعدها كتب يوسف شريف سكريبت حلقات برنامج "اوسكار" 1980 وقام بوضع قائمة الافلام التي يتم عرضها فى كل حلقة منها، قدمت البرنامج الاعلامية سناء منصور والذى اهتم بعرض الافلام الفائزة بجوائز الاوسكار وغيرها من الجوائز الكبري في العالم. تلك البرامج قد شكلت وجدان اجيال الثمانينيات وفتحت مداركهم اذ تم وصفها من قبل السينمائيين انها كالنافذة التي نشرت الثقافة السينمائية الي اجيال اصبحوا صناع جدد للسينما في مصر.

ثم يقوم باطلاق برنامج "نجوم وافلام" الذى اهتم بالسينما المصرية والذي يعد ارشيف تلفزيوني وتأريخي، اثبت يوسف شريف من خلاله عدم تحيزه للمحتوى الغربي الذي اعتاد تقديمه في برامجه السابقة كما شاركه تقديم البرنامج الناقد سامي السلاموني، استطاع البرنامج ان يقدم محتوي جيد عن السينما المصرية وتاريخها ونجومها وافضل الاعمال التي عرضت في تلك الفترة وغيرها من برامج السينما المهمة مثل تليسينما الذى عرض في 1981-1995 ويليه برنامج سينما في سينما عام 1994-2004 والفانوس السحري وسينما رزق الله منذ عام 2008حتي 2010 .

بالرغم من تواجد يوسف شريف في معظم المهرجانات السينمائية العالمية لرصد فعالياتها او في بعضها يشارك في لجان التحكيم  الدولية مثل ستراسبو 1987 ومهرجان ميلانو1993 وروتردام 2006 ومهرجان مونبيلييه في 2012، فهو أفضل من مثل مصر فى المهرجانات الدولية. الا انه اعطي جل مجهوده ووفائه لمهرجان القاهرة، حيث بدأت علاقته بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي من خلال تعرفه الى الكاتب الكبير سعد الدين وهبة الذى كان يرأس تحرير مجلة السينما. والتي نشرت تغطيات المهرجانات والمقالات النقدية والتحليلية التي كتبها يوسف شريف الى جانب حواراته مع قامات سينمائية عالمية. انتقلت رئاسة مهرجان القاهرة من الناقد كمال الملاخ الى الكاتب سعد الدين وهبة فتمت دعوة يوسف شريف للعمل في منصب المدير الفني للمهرجان، حيث بقي في منصبه حتي الان داعما ومطورا لمهرجان عريق مثل القاهرة السينمائي الذي كرمه في دورته الاربعين عرفان وتقدير لجهوده التي اثرت عالم الثقافة السينمائية على مر تاريخه.

الدستور المصرية في

15.12.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)