كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الفيلم الفائز بذهبية القاهرة السينمائي ليلة تساوي 12 عاماً

ماجدة موريس

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الأربعون

   
 
 
 
 
 
 

هل يتصور أحد منا أن يتم القبض على مجموعة أصدقاء رافضين لحكم ديكتاتوري فإذا بهم يقضون اثنتي عشر عاما كاملة فى السجن، حتي يتم الإفراج عنهم هذا ما حدث فى دولة أورجواي،فى أمريكا اللاتينية، فى السبعينات من القرن الماضي، بالتحديد عام ١٩٧٣ حين يذهب المسئولون عن السجن الي زنازينهم، ويخبرونهم باختيارهم لأداء مهمة سرية، ويوضع كل منهم فى حجز انفرادي لمدة اثنتى عشر عاما وليصبح الرهان طوال هذه السنوات بالنسبة اليهم هو البقاء مع الاحتفاظ بعقولهم قبل أجسادهم فتلك العقول التي تشع ذكاء ولا تتوقف عن التفكير هي مشكلة هؤلاء السجناء الذين كانت أصواتهم هي الاعلي بين أقرانهم فى نفس المجموعة التي رفضت الحكم الديكتاتوري وهكذا يضعنا فيلم «ليلة الاثنتي عشر عاما» أمام ذلك الموقف الصعب ومحاولاتهم المتكررة، والبائسة أحيانا للافلات من التيه؛ الممثل فى ساعات وأيام وليال بلا كلمة او حوار، او حركة او ردود على أسئلتهم من ضباط وجنود المعتقل البعيد ويبرع المخرج الڤارو بريخنر، وهو أيضا كاتب الفيلم، فى توجيه مدير التصوير كارلوس كاتالان لتقديم صورة شديدة الصدق والتأثير لحياة السجناء الثلاثة،ومحاولاتهم المستمرة للتواصل معا عبر النقر على الحائط مع خشية تحويل ذلك الي ضربات تثير انتباه حراس المعتقل الذين كانت مهمتهم واضحة وهي دفع هؤلاء المعتقلين إلى الجنون! وبالفعل فبعد فترة من المقاومة بالنقر على الحائط استطاع أنطونيو وموريسيو وثالثهم آليتيو، استطاعوا ان يجدوا طريقة للتواصل، وان يعرف كل منهم ان صاحبه مازال حيا قادرا على التواصل معه كانت الأوامر واضحة أن تمنع عنهم كل الوسائل التي تجعلهم على معرفة بما يحدث خارج المعتقل كزيارات الاسرة والاصدقاء والخروج والسير على الأقدام وقراءة الجرائد والكتب، خاصة وأنهم مثقفون، بينهم كاتب وشاعر مرموق هو موريسيو، لكن هذا الحصار توقف لمرة واحدة فقط ولمدة ساعات حين حضرت لجنة تفتش عن حقوق الانسان تابعة للأمم المتحدة فإذا بإدارة المعتقل تنطف الزنازين الخاوية وتضع فيها مقاعد ومناضد ومكتبة لدى زنزانة الكاتب وتنزع كل هذا بعنف بعد رحيل اللجنة « التي لم تلتق بالثلاثة».

البحث عن لحظة إنسانية

البحث عن الذاكرة واستراجعها وتدويرها هو شاغل المعتقلين الثلاثة وهي الفكرة التي أضافت للفيلم من خلال تذكر كل منهم لحياته قبل السجن ولزوجته، وأطفاله، وكل محيطه الانساني الملئ بالمشاعر الجميلة والذكريات وهو ما شجع موريسيو فى لحظة سمع فيها احد ضباط السجن يشكو لزميله من حبيبته، ان يجهر برأيه، وان يخبره ماذا يفعل وهو ما أزعج الضابط، وذهب اليه ليخبره أنه لا يقبل نصيحة من أمثاله، قبل ان يأتيه فى اليوم التالي، فى الزنزانة، يطلب منه المعونة فى التعامل مع الحبيبة.

وتنشأ علاقة بينهما دافعها اكتشاف الضابط لخبرات السجين فى الحياة واستفادته من نصائحه وتكون المكافأة هي فك بعض القيود عليه، غير ان الضابط ينقل، ويأتي غيره يكمل مشوار القمع. وتمر الايام بطيئة مملة، نشعر بطولها كمشاهدين، غير ان المونتاج الذي قامت به أيريني بلكواه ووأتشوق كابياس يخفف عنا البقاء بين جدران السجن بلقطات لابطال الفيلم مع ذويهم فى لحظات مختلفة، ممتلئة بحب الحياة خيالات تشغلهم مدعمة بمختارات، موسيقية رائعة، حتي تأتي الانفراجة الكبري مع زوال الديكتاتورية وانتصار المقاومة الشعبية لبلد «عرف الديمقراطية وعاشها من قبل » كما قال المخرج الشاب فى الندوة التي أعقبت عرض الفيلم والذي أنتهي بخروج السجناء الثلاثة «خوسيه موخيكا»، والذي قام بدوره فى الفيلم أنطونيو دي لاتوري، و«موريسيو روزنكوف » الذي قام بدور الكاتب ومثل دوره تشينو دارين، «وأليتيريو فرنانديز » الذي قام بدوره الفونسو تورت، وحيث أقيمت لهم احتفالات كبري، ضمت الأهل والاصدقاء، وايضا زملاء الكفاح وحتي الناس العاديين الذين اعتبروهم أبطالا، وفى سرد سريع لما بعد خروجهم يوثق المخرج حياتهم بعد هذه المحنة الكبري واهم ما فيها هو انتخاب شعب أو رجواي لاولهم، «خوسيه موخيكا» كرئيس للبلاد، لمدة انتهت عام ٢٠١٥ وتنازله عن اغلب راتبه. والحقيقة ان كلمات المخرج ألفارو بعد العرض كانت اكثر من رائعة لم لا، وقد رأي تحية الجمهور المصري الذي ملأ القاعة الكبري بدار الاوبرا عن آخرها، والتصفيق الحار له، والحماس للندوة والامتلاء بنشوة الاستمتاع بفيلم كبير وقوي فى كل عناصره وما يطرحه من قضايا عن حقوق الناس وحرياتهم، بأسلوب فني مميز ولهذا شارك جمهور الفيلم النقاد فى الحماس للفيلم الذي استغرق أربعة سنوات لصناعته والذي يكسر حواجز الجغرافية والتاريخ واللغة مدافعا عن البشر أولا وأخيرا.

الأهالي المصرية في

04.12.2018

 
 
 
 
 

مخرج «الكيلو64»: الفيلم تجربة عائلية استغرقت خمس سنوات

كتبت : سهير عبدالحميد

فى تجربة مختلفة لشاب تخرج فى كلية الصيدلة، وقرر أنه يغير مجال تخصصه ويتجه لاستصلاح الصحراء تدور أحداث الفيلم التسجيلى «الكيلو 64» الذى شارك فى مسابقة أفاق السينما العربية، وحظى بإشادة نقدية وجماهيرية بعد عرضه.

المخرج أمير الشناوى يكشف كواليس تحضيره وتصويره لفيلم «الكيلو64« الذى يعتبر أولى تجاربه فى السينما التسجيلية قائلا:  الموضوع بدأ عام 2013 من خلال متبعتى  لشقيقى وائل وهو دكتور صيدلي  الذى قرر أن يترك تخصصه  وعمله فى مجال الصيدلة، ويستصلح قطعة أرض فى الصحراء فى الكيلو 64 على طريق مصر إسكندرية الصحراوي، والفيلم اعتبره تجربة عائلية أقدم من خلاله فكرة كيف أن  شابا يغير مجاله وهو خريج  كلية من كليات القمة  مثل الطب والهندسة ويقرر يزرع الصحراء فهذه  رسالة للشباب والكبار أيضا  الذين يرونه مخاطرة بالمستقبل ونحن  كعائلة كان لنا نفس التجربة، فوالدى المذيع حازم الشناوى بجانب عمله فى التليفزيون حاول فى التسعينيات يأخذ قطعة أرض ويقوم  باستصلاحها  والتجربة أخذت منه 7 سنوات،  والفيلم رصد تجربة  جيلين من عائلة واحدة خاضوا نفس التجربة وواجهتم نفس الظروف.

فالعمل يقدم رسالة لكل إنسان يحلم بشيء ولديه شغف فلابد أن يظل وراء حلمه لأن هناك أشخاصا يضيعوا عمرهم فى دراسة وعمل لا يحبونه.

وتابع أمير قائلا: الفيلم سبق وحصل على منحة إنتاجية من ملتقى القاهرة فى الدورة الـ38 لمهرجان القاهرة  وسعيد أن يكون عرضه العالمى الأول أيضا من خلال مهرجان القاهرة

وعن أهم المخرجين الذين تأثر بهم فى السينما التسجيلية قال: هناك مخرجون عظام  معجب بشغلهم فى السينما التسجيلية رغم أن شكل  أفلامهم مختلف عن فيلمى الأول منهم   المخرج   Asif Kapadia الذى قدم أفلام  Amy ,Senna

أيضا المخرج الأمريكى Joshua Oppenheimer

الذى قدم أفلاما  مثل The Act of Killing  و The Look of silence وعموما السينما التسجيلية فى مصر مازال البعض يعتبرها مملة، وليست مسلية على الرغم أنها فى الخارج يتم الاهتمام بها وتستقبل بحفاوة فى مهرجانات عالمية مثل كان وبرلين.

روز اليوسف اليومية في

04.12.2018

 
 
 
 
 

لماذا اعتذرت رانيا يوسف عن فستانها!

علا الشافعي

لم أتخيل أنه بعد 9 أيام من السينما الخالصة والتجارب السينمائية العالمية والمتنوعة، والتي تعكس ثقافات وقضايا وهموم إنسانية، ومدارس فنية متباينة، وحضور شخصيات سينمائية هامة أن ينتهي بنا الحال بعد حفل ختام الدورة الـ40 لمهرجان القاهرة السينمائي (20 نوفمبر و حتي 29 من الشهر نفسه) إلى الحديث والجدل و"الخناق" حول الفستان "الجريء" للنجمة رانيا يوسف.

انتفضت الـ"سوشيال ميديا"، ووسائل الإعلام، ونقابة المهن التمثلية، والبرلمان المصري، وأعلنوا الحرب على رانيا وأخواتها ممن يتجرأن على "خدش الحياء العام والخروج على التقاليد وقيم المجتمع"، ومارس معظم قادة المعركة أبشع أصناف الحروب النفسية من إهانات وشتائم ودعوات بالمرض، وخفتت الأصوات التي دافعت عن حريتها وحقها في ارتداء ما تحب، وهي الأصوات التي تم حصارها بعنف، خصوصا مع تصنيف البعض لهم بأن من يدافع عن العهر- من وجهة نظر الغاضبين طبعا- هو بالضرورة داعرا.

أمام هذا الطوفان كان لا بد أن تخرج رانيا ببيان تعتذر فيه، عن ارتدائها لهذا الفستان "الجريء الكاشف"، لتنضم رانيا إلى قائمة المشاهير الذين ارتكبوا أو صرحوا بأشياء رآها البعض خروجا عن نواميس المجتمع، وتقاليده ومنهم المطربة شيرين عبد الوهاب، والفنان أحمد مالك، والفنانة رحمة حسن. فكيف لرانيا أو شيرين أو غيرهما أن يرتكبن مثل هذه الأفعال! كيف لشيرين أن تسخر! ولرانيا أن ترتدي فستاناً عارٍ! ولرحمة أن تظهر بالمايوه. في مجتمعنا الفاضل ذلك المجتمع الذي لا يعرف الكذب ولا الرياء ولا يعاني من ازدواجية أخلاقية وقيميه، أو الذي يتصدر قائمة الدول الأكثر تحرشاً في العالم، والمصنف من أخطر العواصم على المرأة.

لم أندهش أبدا عندما أصدرت الفنانة رانيا يوسف بياناً صحفياً قالت فيه: "احترامًا لمشاعر كل أسرة مصرية أغضبها الفستان الذي ارتديته في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أود أن أؤكد أنني لم أكن أقصد الظهور بشكل يُثير حفيظة وغضب الكثيرين ممن اعتبروا الفستان غير لائق، من الممكن أن يكون خانني التقدير حيث ارتديت الفستان للمرة الأولى ولم أكن أتوقع أن يُثير كل هذا الغضب، وهنا أكرر التأكيد على تمسكي بالقيم والأخلاق التي تربينا عليها في المجتمع المصري، والتي كانت وما تزال وستظل محل احترام". ( لقراءة اعتذار رانيا يوسف الكامل

رانيا في الأساس أدركت خصوصا بعد موقف نقابتها المخزي، أنها قد تجلس في منزلها بلا عمل، وأن معظم المنتجين سيتعاملون مع اسمها بمنطق أنه أصبح مغضوبا عليها، والمفارقة التي علينا أن نتساءل حولها تتعلق بموقف النقيب الدكتور أشرف زكي والذي انتفض بسبب أزمة الفستان، ولم نسمع له صوتاً فيما تشهده الدراما المصرية من أزمة حقيقة، وأن هناك أعضاء في النقابة مهددون في لقمة عيشهم، ما هو الأهم يا سيادة النقيب فستان رانيا أم صناعة تعاني من أزمات كارثية!

أتمنى أن يكون سيادة النقيب قد شعر بالراحة وأن كل شيء بخير بعد اعتذار رانيا يوسف، وعلى حراس الأخلاق ودعاة الفضيلة والأخلاق أن يطمئنوا أيضاً، فرانيا تابت ولن ترتدي فساتين مرة أخرى سواء جريئة أو محتشمة، وعلى نواب الشعب أن يرتاحوا ففستان رانيا الجريء سيطرح في مزاد علني وسيتم تخصيص عائد بيعه للشعب، أما من دافعوا عن رانيا وحقها في ارتداء ما تريد عليهم أن يصمتوا.

موقع "في الفن" في

04.12.2018

 
 
 
 
 

ظافر العابدين فى حوار خاص لـ«المصرى اليوم»: لم نختلف على أى فيلم فى لجنة تحكيم «القاهرة السينمائى»

كتب: علوي أبو العلا

وصف الفنان ظافر العابدين تجربته فى عضوية لجنة تحكيم المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ40 بالحلوة برشا، وقال فى حواره لـ«المصرى اليوم» إنه استمتع، واستفاد من مشاهداته لأفلام ومزاملته لأعضاء ينتمون لبلدان وثقافات مختلفة، وهو ما سيؤثر على اختياراته المقبلة بدون شك.

وأضاف أن اختيار أعضاء لجان تحكيم من الشباب ميزة للمهرجان، خاصة أن السينما الحالية أصبحت شابة لأن معظم صناعها من الشباب، وهذا لا يقلل من أهمية تواجد السينمائيين الكبار، وهو ما حدث فى اللجنة التى كان أحد أعضائها، برئاسة المخرج الكبير بيل أوجست.

وشدد على أن معايير اختيار الأفلام كانت ثابتة بالنسبة لأعضاء اللجنة، والقرارات كانت تخرج بالتشاور والتصويت عليها، وذكر أنه لن يتواجد على شاشة رمضان المقبل لارتباطه بتصوير عمل عربى، وينتظر تجربة سينمائية مختلفة، تمنى أن يقدمها فى العام الجديد 2019 .

■ كيف كانت كواليس اختيارك فى لجنة تحكيم مهرجان القاهرة؟

- لا أعرف كواليس اختيارى، ولكن كل ما حدث هو أننى تلقيت اتصالًا هاتفيًا من رئيس المهرجان المنتج محمد حفظى أخبرنى فيه بوجودى ضمن أعضاء اللجنة والتى ترأسها المخرج بيل أوجست وبالطبع وافقت على الفور.

■ كيف رأيت اختيار نجوم وسينمائيين شبان فى لجان التحكيم هذا العام؟

- فى البداية معنى كلمة شاب أن يكون فى العشرينيات من العمر، وهناك شباب فى العشرينيات صنعوا أفلاما، واستطاعوا بها أن يذهبوا إلى كل مهرجانات العالم ويحصدوا الجوائز، فالشاب حاليًا أصبح له وجهة نظر ومن لديه 70 سنة لديه أيضَا وجهة نظر، فكيف نقدم التوزان فى المجتمع من خلال مشاركتهم سويًا؟ فالسينما تتغير ومواضيعها أصبحت أقرب لسن الشباب والتعامل معهم وتقدم قضايا شابة تمثلنى وتمثل سنى وتلمس أشياء داخلى لذلك أرى أن هناك توازنا فى اختيار لجنة التحكيم فى مهرجان القاهرة السينمائى من بيل أوجست عمره يقترب من السبعين وعضو آخر فى الخمسينيات وسيدات أقل سنًا، فكلنا تفكير مختلف، وننتمى لثقافات مختلفة من كل بلد، من الفلبين ومصر وتونس وأفكارنا مختلفة.

■ ما المعايير التى اعتمدت عليها خلال عضويتك للجنة التحكيم؟

- مكونات الفيلم؛ حيث إنه مكون من إسكريبت، وهذا يبنى عليه العمل، ثم الممثلين، والإخراج، ووجهة النظر الإخراجية التى تظهر الصورة، ثم الصورة السينمائية إضافة إلى مقاييس عالمية للفيلم، وأيضًا مصداقيته بقدر ما وصلنى من مشاعر وأحاسيس تجاهه إضافة إلى الإضاءة والموسيقى، وكذلكإحساسى بالقضية التى يقدمها والأهم ذوقى، فكل منا يأتى من ثقافة وبلد مختلفة، ولكنّ كلًا منا له رؤية مختلفة للعمل.

■ هل اختلفتم فى لجنة التحكيم الدولية على أى عمل؟

- لم يوجد اختلاف، ولكن كان بيننا حوار، وكان مهمًا جدًا، فرئيس اللجنة بيل أوجست فائز بعدة جوائز عالمية، ولديه أسلوب فريد فى إدارة اللجنة من خلال الاستماع لكل عضو وإعطائه الحرية فيها، ولو هناك وجهات نظر مختلفة، كان يستوعبها، ولكن كان القرار فى النهاية بالتصويت، وهذا هو عامل الحسم دون وجود أى اختلافات، وكان هناك رقى كبير فى التعامل، وهذا مهم فى الفنانين، لأن مهنة الفن والتمثيل مهنة راقية بها احترام الآخر، وهذا ما كان حادثًا بيننا، لأن الموضوع هنا هو احترام الآخر ولا يوجد خلاف، فنحن كنا أمام مستوى مهم من الأفلام أمام أعضاء وجنسيات كثيرة فى اللجنة منهم لبنان والأرجنتين والفلبين ومصر وتونس، ونحن هنا كنا أمام مشاعر إنسانية وهذا مهم فى مهرجان دولى وكبير يجمع ثقافات كثيرة.

■ وما رأيك فى مستوى الأعمال التى كانت داخل المسابقة من 16 فيلمًا؟

- كانت أعمالًا جيدة وحلوة ومختلفة فى المستويات، وهناك اختلاف فى الثقافات، ما يعطينا ثقافات مختلفة.

■ هل هناك فيلم لمس قلبك؟

- لا أستطيع ذكر اسمه، ولكن كلها دخلت قلبى بدرجات متفاوتة، فأنا داخل اللجنة محايد تمامًا أمام كل الأعمال ولا أستطيع ذكر اسم عمل.

■ دائما جدول أعمالك منشغل بين إنجلترا ومصر وتونس وبعض المشاركات لك فى الدول العربية.. فكيف وفقت بين ذلك أثناء تواجدك فى القاهرة السينمائى؟

- كان مهمًا جدًا مشاركتى فى القاهرة السينمائى وتواجدى فى مصر، وكان شرفًا لى تواجدى فى مهرجان دولى مثل القاهرة ومصر خاصة، وخلال تواجدى كان لا بد من التركيز حتى أعطى الحق لكل الأفلام لأننى شاهدت كل الأفلام فى القاعات مع الجمهور، وكانت تجربة مهمة.

■ وكيف رأيت الدورة الأربعين من القاهرة السينمائى؟

- متميزة جدًا ليس من الأفلام فقط ولكن من تواصل صناع السينما والماستر كلاس لنجوم عالميين والضيوف ومن أهم استديوهات هوليوود وورش الكتابة، وإضافة إلى وجود ملتقى سينمائى لأن المهرجان ليس أفلامًا فقط، بل صناعة وتعريفًا لصناعها واختلاط التجارب وهذا كان موجودًا.

■ وماذا أضافت عضوية لجنة التحكيم لظافر؟

- تواجدى مع أناس مختلفين وثقافات وأعمار مختلفة ووجهات نظر مختلفة خلق حالة من الإثراء لى كفنان وحتى طريقة التفكير أيضًا ورؤية أفكار الأعضاء جعلت التجربة غنية بالنسبة لى، وسعدت جدًا بهذه التجربة التى أصفها بأنها حلوة «برشا».

■ هل مشاهدة الأفلام والثقافات المختلفة وتحكيمها ستؤثر فى اختيارات ظافر المستقبلة، سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية؟

- أحلى ما حدث هو تأثرى بالحقيقة داخلى وهذا ما بين أن لغة السينما هى لغة قلوب، ومن الممكن أن تؤثر الأعمال على اختياراتى ولكن حاليًا لا أستطيع الجزم بذلك إلا بعد فترة وسيكون ذلك تراكميا من فهم تفاصيل العمل المعروض على أكثر وتفتح فى عقلى وجهات نظر أخرى، لذلك بالتأكيد هناك تأثير.

■ وأين السينما من ظافر عابدين؟

- كان لدىّ مشروع سينمائى خلال الفترة الماضية وبعده تم تغيير الشركة، ودخلت تصوير المسلسل، وكنت سأصور فيلم «أوف رولد» فى دبى، ونظرًا لأن العمل يحتاج لمتطلبات كبيرة لأنه يتحدث عن عالم السيارات فتم تأجيلة للسنة المقبلة، ويشارك فيه مى عمر ومحمد لطفى وهو ينتمى للأكشن وهذا ما كنت أتدرب له.

■ وهل سيكون لديك عمل رمضان المقبل؟

- لن يكون لدىّ عمل رمضانى داخل مصر فى 2019، ولكن سيكون لدى عمل خارج مصر وحتى الآن لم يعلن عن أى تفاصيل.

■ عدم وجود مسلسل رمضانى فى مصر هل كان باختيارك؟

- كان باختيارى، منذ فترة، ولم يكن قرارًا، ولكن كان لدى مشروع خارج مصر، وارتبطت به لأنه أعجبنى، ولكنى لن أعلن عنه إلا عندما تقرر الشركة المنتجة الإعلان عنه وعن أبطاله، فأنا عملت من قبل فى عدة دول عربية مثلا مع نجدت أنزور، وعملت ايضًأ فى لبنان ولدى تجارب فى العالم العربى كثيرة، فأصبح العمل خارج القاهرة صعبا توفيقه مع عمل هنا.

■ هل تسعى دائما للتواجد فى رمضان داخل مصر بعد نجاحك هنا خلال السنوات الماضية؟

- بالطبع دائما ما أسعى لذلك بتقديم عمل مختلف وجيد مثل «الخروج، وتحت السيطرة، وحلاوة الدنيا، وليالى أوجينى»، لكن هذا الموسم بالفعل عرض على عمل جديد عربى اضطررت أن أغادر الدراما المصرية بسببه.

■ ولماذا لم تظهر فى السينما المصرية بعد فيلم «أبوشنب»؟

- أنا بالتأكيد سأحاول أن يكون لدىّ فيلم فى مصر فى 2019، فأنا أتمنى أن يكون الفيلم مناسبًا، ففى بعض الأحيان تأتى إلى أعمال فى توقيتات غير مناسبة، فأنا عندما أنتهى من دراما رمضان أكون بعدها مع عائلتى فى إنجلترا، وفى بعض الأعمال يكون لدىّ أعمال خارج مصر، فالأفلام تعيش، وتدوم، ولكن لا بد أن تكون مناسبة وقوية.

■ بما أنك ذكرت عائلتك.. كيف توفق بينهم وبين التصوير؟

- حقيقى هذه هى ضريبة العمل، بالتأكيد عملى فى التمثيل أخذ كل وقتى من عائلتى، وفى الآخر لا بد من تواجد التوازن، فيكفى أننى لم أكن موجودًا وقت وفاة والدى، فأنا لو لم أكن ممثلًا لأحببت أن أكون لاعب كرة قدم.

■ كيف تفسر وجود عائشة بن أحمد فى عضوية لجنة تحكيم بإحدى مسابقات القاهرة السينمائى؟

- عائشة بن أحمد زميلة، ولمَ لا؟ فبالتأكيد هم رأوْها إضافة، ولديها وجهة نظر، ولديها أعمال كثيرة قدمتها فى تونس.

 

####

 

«حفظى» تراجع عن توزيعه بعد اختياره لرئاسة «القاهرة السينمائى»

كتب: سعيد خالد

أكدت الجهة المنتجة لفيلم «ليل خارجى» الفائز بجائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائى الـ40 أن المنتج والسيناريست محمد حفظى رئيس المهرجان لاعلاقة له بإنتاج أو توزيع الفيلم، وقالت فى بيان أصدرته إنه حينما ظهرت فكرة الفيلم كان هناك اتفاق بين فريق العمل -المحدود جدا فى حينه- على أن نقوم بتجريب شكل إنتاج مغاير عن طرق الإنتاج المعهودة، التى أصبحت تضيق يوما بعد يوم، وتصبح أكثر صعوبة خاصة على صانعات وصناع الأفلام الأصغر سنا.

وأضافت: «اتخذنا قرارا أن نقوم بإنتاج الفيلم وتوفير ميزانيته معتمدين على الجهود الذاتية، وألا نعتمد على أى من شركات الإنتاج الكبرى، ليس رفضا أو تقليلا من شأنهم، ولكن رغبة منا فى التجريب والعثور على طرق وبدائل أخرى. وأصر المخرج والمنتجة على ألا يعتمدان على أى منح خارجية خلال تصوير الفيلم بأكمله، وأن يكون تمويل التصوير داخليا بين الأصدقاء، وبتصوير متقطع كلما توافر المال وبخدمات كثيرة من الزملاء المؤمنين مثلنا بضرورة خلق بديل إنتاجى ممكن فى ظل ظروف الصناعة المتردية. مع الحرص على دفع أجور العاملين بالفيلم - حتى لو كانت أقل من مثيلتها فى السوق التجارية- وعدم تأجيل أجور أى من أعضاء الفريق سوى المنتجين وبعض النجوم كمبدأ التزمنا به من البداية وهو أن يتحمل المخاطرة المنتجون فقط وليس فريق العمل».

وتابعت الجهة المنتجة فى بيانها: حينما خضنا مرحلة ما بعد الإنتاج (المونتاج والصوت والتصحيح) كان لابد من البحث عن تمويل لدفع الأجور والاستديوهات وحصلنا بالفعل على الدعم من مهرجان دبى السينمائى الدولى لإنهاء هذه المرحلة عن طريق برنامج «إنجاز»، ولهذا السبب كانت جنسية الفيلم مصرية/ إماراتية لمشاركة مهرجان دبى فى إنتاج الفيلم.

وواصلت: «عند خروج أول نسخ عمل للفيلم فى بداية العام كانت الشركة التى يمتلكها المنتج محمد حفظى - متحمسة لتوزيع الفيلم ولكن عند قبول المنتج محمد حفظى رئاسة مهرجان القاهرة قامت الشركة بالتنازل عن الاتفاق فى التوزيع وذلك حفاظا على نزاهة المهرجان الذى كان متحمسا لاختيار الفيلم، بالرغم من أن دور شركة التوزيع ليس له علاقة بإنتاج الفيلم».

وشددت على أن الملصق التشويقى للفيلم كان منتميا لمرحلة أقدم، قبل الانتهاء من جميع مراحل الفيلم وأن المنتج جابى خورى هو الذى يتولى توزيعه. فيلم ليل خارجى بطولة منى هلا وكريم قاسم وشريف الدسوقى وإخراج أحمد عبدالله السيد.

من جانبه قال مخرج الفيلم أحمد عبدالله: إنه لا يرى فى إصداره فيلما تلو الآخر إنجازا حقيقيا فى هذه الظروف، إنما الإنجاز الحقيقى هو الخوض فى تجارب جديدة بحلوها ومرها، والتعلم والاستفادة والبناء عليها. ولهذا كان إصراره على العمل مع المخرجة والمنتجة هالة لطفى رغم حماسه لمنتجين آخرين تربطه بهم علاقات وثيقة.

المصري اليوم المصرية في

04.12.2018

 
 
 
 
 

في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ40 السينما والإنسانية.. تكسب

نعمة الله حسين

الإنسانية هي البوتقة التي تحمي العالم من الانهيار.. وسياج الأمان للتعايش بين البشر علي سطح الكرة الأرضية.. وقد أدركت ووعت السينما أهمية المعني البسيط والشمولي لهذه الكلمة بمفرداتها البسيطة أو الشاملة.. وانحازت ببساطة لنوعية من الأفلام مازالت تعرض نفسها علي المشاهد في كل العالم..

وفي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ40 بدت هذه الظاهرة واضحة في أفلام المهرجان.. وهو ما صرح به أيضاً المخرج الشهير "بيل أوجست" رئيس لجنة التحكيم في حلقة النقاش.. عندما قال "إنه مهموم بتناول العلاقات بين البشر.. ولهذا لم يفكر أبداً في عمل أفلام "أكشن" أو مغامرات وخيال علمي..
وإنه منذ كان صغيراً وتوفيت والدته في سن صغيرة جداً ليعيش مع والده فكان ملاذه الحقيقي الكتب والقصص الأدبية.. والحكايات الإنسانية.. وبالتأكيد أن انحيازه للموضوعات الإنسانية انعكس بشدة لباقي أعضاء لجنة التحكيم ويتوج ذلك بفوز الفيلم الإسباني الأرجنتيني الأورجواني الفرنسي "ليلة الاثني عشر عاماً" إخراج المخرج الأورجواني "ألفارو بريخنر" الذي حصل علي الماجستير من جامعة برشلونة في الأفلام الوثائقية.. وكتب وأخرج ثلاثة أفلام قصيرة حصلت علي عديد من الجوائز وذلك منذ سنة 2002.. وفي 2009 قدم أول أفلامه الروائية الطويلة "يوم سيئ للذهاب إلي الصيد الذي حقق نجاحا كبيرا وحصد العديد من الجوائز؛ بلغ عددها ما يقرب من الثلاثين.. في فيلمه الثالث "ليلة الاثني عشر عاماً" والذي حصل علي جائزة الهرم الذهبي، عن قصة حقيقية وقعت أحداثها سنة 1973 أثناء حكم الديكتاتور فرانكو، عندما يتم نقل ثلاثة من نزلاء أشرس السجون إلي زنازين منفردة لمدة ثلاثة عشر عاما لكي يصابوا بالجنون.. الفيلم استغرق التحضير له مدة أربع سنوات.. وقد شارك فيه ثلاثة من أشهر الممثلين "أنطونيو دولاتورو" شينودارين "وألفونسو تورت" ومن سخرية القدر أن واحدا منهم أصبح فيما بعد رئيساً لأورجواي
.

•  •  •

وبعيدا عن الجوائز لأنه ليس كل من يفوز بالضرورة هو الأفضل، يبرز الفيلم الفرنسي "أمين" للمخرج الفرنسي  "فيليب فوكون".. الذي يعد واحداً من أكثر المخرجين التزاما.. أفلامه جميعها تعالج قضايا الهجرة والمهاجرين وجزء كبير منهم العرب.. بالإضافة إلي نظرته التحليلية في كيفية انضمام الشباب لتجمعات إرهابية تتبع منظمات دولية.

"فيليب فوكون" ولد في مدينة وجدة بالمغرب.. من أبوين فرنسيين حيث كان والده يعمل  "ضابطا" بالجيش الفرنسي وأمضي السنوات الأولي  من عمره ما بين المغرب والجزائر.. وإذا كانت أفلامه كلها استطاعت أن تعري خفايا المجتمع وعوراته خاصة في فرنسا.. وخاصة المهاجرين العرب وذلك منذ بداية فيلم "سامية" الذي قدمه بعد ستة أفلام أنتجها له "أمبير بلزان" الذي أنتج ليوسف شاهين وتشارك معه في أفلامه الأخيرة وبعد وفاة "بلزان" أو انتحاره بمعني أدق.. أنشأ فيليب فوكون مع زوجته "ياسمينا" شركة إنتاج مستقلة ومن خلالها أخرج أفلامه الأخيرة كلها.. وكانت البداية مع فيلم "فن الحياة" الذي تكلم فيه عن علاقة سيدة مسلمة بأخري يهودية.. عالج فيه الموضوع برقي وحساسية شديدة ليوضح أن الإنسان هو الإنسان وأن الدين الإسلامي ليس فيه عداوة لليهود بل إنه يحترم ويعترف  بديانتهم.. لكن الفرق كبير بين الشعوب وديانتها والصهيونية وممارستها الوحشية.

•  •  •

وفي "أمين" آخر أفلام "فوكون" والذي يتناول فيه قضية المهاجرين الأفارقة إلي فرنسا والذين يعمل معظمهم في أعمال البناء والخرسانة والتضاد الشديد بين حياتهم وظروف عملهم القاسية في فرنسا والإقامة في شبه بيوت شبان.. من أجل الحصول علي الأموال اللازمة لإرسالها إلي بلدانهم للمشاركة في الإعمار وتربية الأبناء ومساعدة الأسرة ككل.. وعندما أقول الإعمار فإنني لا أقصد المدن الكبري بل القري المنعزلة داخل أفريقيا.

"أمين" من قرية صغيرة بالسنغال لديه ثلاثة أولاد.. ولدان وبنت.. لا يراهم كثيراً وزوجته التي تقيم مع عائلته هي التي تتولي شئونهم.. إنها كزوجة مثل أخريات يعشن الحياة الزوجية مع إيقاف التنفيذ حيث لا وجود فعليا للزوج.

•  •  •

وفي المقابل يستعرض "فوكون" حياة سيدة بيضاء مطلقة تنجذب بشدة نحو "أمين" عندما ذهب مع عمال آخرين لعمل إصلاحات في منزلها..استطاعت أن تجذبه جسدياً وعاطفيا إليها.. وينتهزها "فوكون" فرصة لتعرية هذه الفئة الثرية في خلافاتها الأسرية وكيف أن الابنة رغم حبها الشديد لوالدتها إلا أنها ترفض بشدة تلك العلاقة.

إن حياة "أمين" "وعبدالعزيز" الذي يكبره بسنوات والذي ترك أبناءه في بلده وأصبح لديه بنتان أخريان في فرنسا وعندما يصل تقريبا إلي سن المعاش يعلم أنهم خدعوه وأنه لن يحصل إلا علي ملاليم.

الحياة المزدوجة القاسية للجالية الأفريقية من العمال شديدة القسوة.. وإن كانت قسوتها أقل قليلا من الجاليات العربية.. لأن هناك نظرة عنصرية دونية لبشرتهم مهما حاول البعض نفيها.

إن المأساة الحقيقية لهؤلاء المهاجرين تكمن في أنهم في كثير من الأحيان لا يحملون الجنسية ولا يجيدون اللغة.. وهذا ما قدمه في فيلمه قبل الأخير "فاطيما" عن خادمة تعمل في البيوت بعد أن تركها زوجها وكبرت ابنتاها وهما تتحدثان الفرنسية بطلاقة بينما هي لا تعرف ولا تجيد التحدث بها.. ومما يكسرها نظرة المهانة التي تنظر بها ابنتها إليها..

•  •  •

إن "فوكون" يرصد في أفلامه واقعاً مريراً من يشاهده يعتقد أنه خيال لكن الحقيقة ربما تكون أكثر قسوة منه بكثير.

ولعل أكثر المهاجرين الأفارقة في فرنسا يأتون من مالي.. السنغال وموريتانيا.. وفي نفس الوقت الذي يستعرض فيه حياة هؤلاء المهاجرين العاملين في ظروف قاسية.. يستعرض أيضاً الحياة في قراهم الفقيرة وحياة الزوجات والأبناء والعائلة التي تعتمد في حياتها علي الأموال التي يرسلونها من الخارج لكي يعيشوا.

•  •  •

والحقيقة أن كل أفلام "فوكون" رغم بساطة تناولها في الإطار السينمائي إلا أنها تحمل موضوعات غاية في الأهمية.. وتعكس واقعا مغايرا يقدمه بلغة سينمائية بسيطة ليس فيها تعالٍ علي الجمهور ولذلك تصل  للقلب مباشرة.

إن هذه النوعية من الأفلام الإنسانية هي التي انتصرت لها السينما فحصل البعض علي جوائز والآخر علي التقدير والإعجاب.. فالجوائز في السينما وفي الفن ليست هي دائماً نهاية المشوار.

 

####

 

«مو ومصطفي وتوتو».. 3 عوالم مختلفة تتلاقـــــي داخل تاكسي

«ليل خارجي».. صـراع النخبة والمواطن

عصـام عـطــية

"ليل خارجي" تعبير يستخدم دائماً أثناء تصوير الأفلام، وفي النصوص السينمائية لوصف مكان وزمن المشهد، يبدأ الفيلم عندما نري فيها مخرجاً شاباً يحاول التغلب علي معوقات عبثية لصناعة فيلمه، لكن في المشاهد التالية يتحول مجري الأحداث لنعرف أن المخرج ليس سوي بطل القصة التي يرويها الفيلم بعيداً عن صناعة السينما، في هذا الفيلم فاز شريف الدسوقي بجائزة أفضل ممثل في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ40.

تدور أحداث الفيلم عن ثلاثة أشخاص من عوالم لا يمكن أن تتلاقي يجدون أنفسهم مضطرين لقضاء ليلة معاً، يخالفون فيها شكل الحياة التي اعتادوها، "مو" المخرج الشاب الذي يصارع من أجل عمل فيلمه الجديد، "توتو" بائعة الهوي التي تقابلهم للمرة الأولي، و"مصطفي" سائق التاكسي الذي تتحول ليلته لصراع بينه وبين "مو" يحاول كل منهما إثبات القوة والقيادة، بينما تقع "توتو" بين رحي هذا الصراع في تجربة تستغرق ليلة كاملة يكتشفون فيها القاهرة في أعماقها الشعبية في ظلام الليل، ويعيدون اكتشاف ما ظنوا أنهم يعرفونه عن أنفسهم وعن علاقاتهم، ويحاول "مو" معرفة كيف يستطيع ثلاثة أفراد من ثلاث طبقات اجتماعية مختلفة، وتوجهات أخلاقية وفكرية متباينة، التعايش داخل عربة تاكسي صغيرة في مدينة مزدحمة، ويستعرض الفيلم العلاقة الملتبسة بين النخبة الثقافية الجديدة وبين المواطن العادي في سياق ما بعد ثورة يناير 2011، ويصل الفيلم إلي ذروته بدخول الدولة طرفا في المعادلة، هنا يتبني الفيلم بشكل واضح سردية الدولة، ففي حين أن المواجهة مع الدولة كانت ناعمة وغير مباشرة في بداية الفيلم من خلال حملة التضامن مع الكاتب المحبوس، فإنها تتحول في نصفه الأخير إلي مواجهة مباشرة مع الذراع الأمنية للدولة، حينما يتم القبض علي أبطال الفيلم الثلاثة.

تقديم جيد لتصاعد أزمة التباين بين رؤية النخبة والمواطن العادي للسلطة، وهي الأزمة التي يقوم الفيلم بتفكيكها بقدر هائل من السذاجة والسطحية. فالسائق موقن بأن المخرج سيستطيع الخروج من قسم الشرطة بمجرد اتصاله بأحد معارفه النافذين، بينما سيبقي هو بمفرده في مواجهة الدولة، بينما المخرج ممثل النخبة، يحاول التمسك بمبادئه التي يؤمن بها، ويدافع عن السائق المواطن العادي.

يفتقر المونتاج في "ليل خارجي" إلي الإحساس بالمكان في الكثير من مشاهد الفيلم، فلا يؤسس بشكل بصري مناسب للتباين الواضح بين عوالم الشخصيات (المعادي، الحدائق، البساتين)، ناهينا عن الأخطاء الكارثية في بعض المشاهد والتي لم يعد من الصعب علي المشاهد العادي التقاطها. في أحد مشاهد الفصل الأول نري مساعد الفنان أحمد مجدي يقوم بإزالة بدلة سوبر مان، في أحد اللقطات يقوم بخلع أحد أكتاف البدلة ووضعه في الدولاب، وفي اللقطة التالية نري الكتف نفسه مكانه، ثم يقوم المساعد بخلعه مرة أخري ووضعه في المكان ذاته. أخطاء كهذه لا تحتاج إلي موارد إنتاجية عظيمة، تحتاج فقط إلي مونتير ماهر، ومخرج يقظ.

في حوارين متباينين أحدهما مع الضابط الصغير والآخر مع الضابط الكبير، تتجلي سردية الدولة الأبوية، وتنعكس رؤيتها للمواطن العادي. يرفض الضابط الصغير إطلاق سراح المخرج، بينما يوافق الضابط الكبير معبرا عن إدراكه العميق للفارق الجوهري بين المخرج، خريج الجامعة الأمريكية الذي يكفي أن ينهره ويحذره بنبرة أبوية، وبين المواطن العادي الذي سيعود إلي القسم غدا بمصيبة أخري، وإن لم يعد هو فسيعود ابنه. علي مدي الفيلم يغيب المخرج في نوبات موازية للأحداث يتخيل فيها شكل فيلمه، وينتصر في خياله علي معوقات صنعه. هذا المخرج لم يكن سوي أحمد عبد الله نفسه، الذي يحاول التعبير عن معاناة صناعة السينما في سياق المشهد الحالي، لكنه يختار أن يتجاهل المعوقات الحقيقية، ويرضخ إلي قوانين الصناعة ودوائرها، ويتبني سردية الدولة، ويصنع فيلما تجاريا بامتياز لكنه يغلفه بلفافة براقة من الاستقلالية الزائفة.

وقف صناع فيلم "ليل خارجي" يجرون الحوارات الصحافية علي السجادة الحمراء قبيل العرض الرسمي الأول لفيلمهم بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي. وأمام إحدي اللافتات الدعائية لرعاة المهرجان، وقف المخرج أحمد عبدالله يجيب علي الاسئلة الموجهه اليه

ما الصعوبات التي واجهتك في تصوير وإخراج الفيلم؟

- يقول أحمد عبد الله تم إنتاجه بالجهود الذاتية عن طريق تجميع المساهمات من الأشخاص الذين شاركوا فيه حتي يظهر للنور، هذا العمل لم يُنتج تحت مظلة شركة إنتاج كبيرة، لكن تم إنتاجه من خلال شركة "حصالة"، وهي شركة صغيرة، ولكن لها باع في أفلام وثائقية.

يصنف أحمد عبد الله كأحد صناع السينما المستقلة، ذلك المصطلح شديد الالتباس، والذي يتم تعريفه في صيغة مبسطة بأنه كل عمل سينمائي تم إنتاجه بمنأي عن دوائر الصناعة التقليدية السائدة، سواء علي مستوي الإنتاج والموارد، أو علي مستوي الموضوع، إذ ترتبط الأفلام المستقلة بشكل من أشكال التمرد علي القوالب التقليدية، والأفكار السائدة.

هل حقا ينتمي فيلم "ليل خارجي" إلي السينما المستقلة؟

- تم إنتاج الفيلم بالجهود الذاتية، وإن أغفل في حواره أن الفيلم قد تلقي دعما من مهرجان دبي السينمائي لمرحلة ما بعد الإنتاج، ولكن مع الوضع في الاعتبار أن فيلم "ليل خارجي" يتطلب ميزانية متواضعة أو متوسطة علي أقصي تقدير

ما مدي ارتباط الموارد الإنتاجية بجودة المنتج الفني؟

- لنأخذ عنصر التمثيل مثالًا. يتطلب عنصر التمثيل شقين مهمين، أولهما اختيار الممثلين، وثانيهما هو توجيههم. بالطبع ترتبط الموارد الإنتاجية بالقدرة علي استقطاب المواهب الحقيقية والنجوم الكبار، غير أننا لن نعدم الأمثلة التي اعتمد فيها المخرجون علي ممثلين غير محترفين وخرج أداؤهم في شكله النهائي علي درجة مقبولة من الجودة الفنية

في "ليل خارجي" صاحب التوفيق أحمد عبد الله في تسكين بعض الأدوار، وتخلي عنه في غيرها، فأبطال العمل الرئيسيون هم كريم قاسم الذي يمتلك موهبة متواضعة وإن كان في أفضل أحواله هنا، ومني هلا التي سبق أن قدمت أدوارا جيدة لكن جاء أداؤها باهتا في أغلب مشاهد الفيلم، أما المفاجأة الحقيقية فتمثلت في شريف دسوقي الذي كان حضوره وتأثيره واضحاً علي الجمهور بمجرد ظهوره علي الشاشة.

هل هناك أي رابط بين ضعف الموارد، وبين الاختيار السيئ والتوجيه الضعيف للممثلين؟

- بالقطع لا.

قال بطل الفيلم الممثل كريم قاسم إنه جسد شخصية "مو" المخرج الشاب خريج الجامعة الأمريكية والذي تمر عليه ضمن أحداث الفيلم ليلة غريبة حيث يذهب في رحلة مع شخصيتين من عالمين مختلفين ولكل منهما خلفيّة مختلفة وهو نظرته للحياة مختلفة أيضا وعندما يقضون هذه الليلة مع بعضهم ينظرون لأنفسهم بشكل مختلف ويرون القاهرة بشكل مختلف علي حدّ تعبيره.

أما الممثلة دنيا ماهر التي قدمت دور دينا صديقة "مو" بطل الفيلم وهي جزء من عالمه الذي يخرج منه في ليلة قضاها مع الشخصيتين الثانيتين، فأكدت أن الفيلم جزء من المشهد المستقل الذي يتطور في مصر، مشيرة إلي أن هناك مشهد أفلام مستقلة للشباب الذين يحاولون تقديم السينما كما يريدونها بغض النظر عن مقاييس الإنتاج في السوق مؤكدة أن المخرج أحمد عبد الله جزء من هذه التجربة منذ البداية، فالمشروع قائم علي فكرة أنه يريد أن يتحرر من قيود السوق ويحاول تقديم السرد الخاص به كما يري ولا يتقيّد بالتفاصيل التي يفرضها السوق حسب قولها.

وبالنسبة للممثلة مني هلا بطلة الفيلم، فقد اعتبرت أن دورها في الفيلم كتب بذكاء شديد وهو أكثر ما شدها لتجسيده، موضحة أن الشخصية تتعرض لكم كبير من القهر والعنف و"الذكوريّة" التي تمارس عليها في المجتمع لكن في نفس الوقت لا تفقد الجانب الإنساني فيها.

وبطولة كل من كريم قاسم ومني هلا وشريف قاسم ومشاركة متميزة لعدد كبير من النجوم من ضيوف الشرف هم بترتيب ظهورهم بالعمل علي قاسم وأحمد مجدي وبسمة وأحمد مالك وعمرو عابد. ومن تأليف شريف الألفي وإخراج أحمد عبد الله السيد.

 

####

 

أحمد مجدي: «لا أحد هناك».. فيلمي الصادم لم يفهمه الجمهور

نجح كممثل وفشل كمخرج ومدير تصوير

كتب: عصام عطية

الفنان أحمد مجدي، ابن التجارب السينمائية والمسرحية المستقلة، نجح كممثل عندما شارك في فيلم "مولانا" ومسلسل العهد، مرورًا بـ"ميكرفون"، و"عصافير النيل"، و"باب الوداع"، و"نابليون"، و"المحروسة" و"الداعية"، و"سر علني"، و"بلاش تبوسني"، و"بالحجم العائلي"، و"واحة الغروب"، و"لأعلي سعر"، لكنه تمرد علي التمثيل واتجه إلي الإخراج والتصوير والإنتاج، فكانت السقطة الكبري له، لم يأخذ بنصيحة والده المخرج مجدي أحمد علي.

قدم فيلمه الأول كمخرج ومنتج ومدير تصوير "لا أحد هناك"، لكنه حقق فشلًا ذريعًا، فبماذا يفكر؟.. هل يعود إلي التمثيل ويترك الاخراج؟.. 

أحمد مجدي، هو نجل المخرج مجدي أحمد علي كان دائم الاهتمام بأخبار نفوق مواليد الزرافات في حديقة الحيوانات التي تتصدر بعض اهتمام الجمهور، وكان آخرها انتظار محبي الزرافات لمولود الزرافة سوسن، ليختار ذلك موضوعًا لفيلمه "لا أحد هناك" ويخوض فيه تجربته الأولي كمخرج.

وعلي مدار 75 دقيقة هي المدة الزمنية لهذا الفيلم، كشفت الصورة أن الفكرة التي يقدمها المخرج غير كاملة في ذهنه، والعيوب التي بهذا العمل ضخمة جدا، أولها السيناريو الذي يعد واحداً من أهم عناصر الفيلم غير موجود، أيضاً اعتماد المخرج علي وجوه جديدة غير محترفة للتمثيل مع إدارة مخرج شاب لا يملك خبرة واسعة ولا يملك أدواته بعد، انعكست بقوة علي الشاشة فجاء الأداء باهتا ضعيفا أقرب إلي الاسكتشات المجمعة عن مشاكل جيل وضياعه.

تدور أحداث الفيلم حول ثلاث فتيات يقطن في شقة مفروشة، وحيدات بلا أهل أو سند، لكل منهن أزمة، إيمان والتي تبدو هي الشخصية المحورية في البيت، تسعي لمساعدة زميلتها في السكن للتخلص من حملها قبل سفرها إلي بلدتها، وتشاركهما الأزمة شريكتهم الثالثة في البيت، أحمد صديق إيمان يجد نفسه مضطرا لمساعدة صديقة حبيبته، وجلب مبلغ مالي لإجراء عمليه الإجهاض، يتورط في عراك مع أشخاص آخرين، يدينون له بالمال، وهناك قصة الزرافة التي تحمل وتنجب بمفردها ويسعي الشباب أن يهربوا بها من حديقة الحيوان، تلك القصة التي استهل الفيلم سردها وسط مجموعة من "المساطيل" بدخان الحشيش، سيناريو مفكك وفكرة غير ناضجة أو واضحة.

ورغم أن القصة الأساسية للفيلم هي رحلة بحث أحد الشباب عن أموال يساعد بها فتاة لا يعرفها لعمل عملية إجهاض، إلا أنه يتورط في النهاية مع مجموعة من الشباب يودون كشف سر الزرافة المخبأة في حديقة الحيوان، وإلي جانب سيطرة لغز الزرافة علي اهتمامات الناس، إلا أن مجدي اختارها لأسباب إضافية منها كونها لا تشبه أي حيوان آخر فلها مميزات جسدية استثنائية وليس لها صوت كباقي الحيوانات وبالتالي ترمز لهذا الجيل الذي كتم صوته، كما أن وجودها في الشارع يعطي إحساساً بالغرابة المشابهة لأجواء الفيلم.

قدم أحمد مجدي أول تجاربه في الإخراج من خلال فيلم "لا أحد هناك" الذي شارك بمسابقة أسبوع النقاد الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ40 ولم ينل أي جائزة وعقب عرض الفيلم اختلفت الآراء حوله، ولكن كغالبية من حضروا الفيلم أشاروا إلي أنهم لم يفهموه.

سألناه، ما هدفك الذي كنت تريد إيصاله للجمهور من خلال "لا أحد هناك"؟

ـ الوجه الآخر من القمر به نور، ونجد أن أحداث الفيلم كلها قاتمة ولكن ينتهي بمعجزة وهي أن تلد الزرافة بدون زواج وهذا هو النور الذي أقصده، ولكن في النهاية الزرافة قُتلت، فهو يوضح أن لكل وجه مظلم وجهاً آخر من الممكن أن تحدث به معجزة.

الفيلم تجربة أولي استغرقت أعواماً لتخرج للنور وهي من إخراجي وتأليفي وتصويري، وشاركت في الإنتاج أيضاً، وفيلم "لا أحد هناك" يتعرض للتيه والضياع الذي يشعر به أبناء هذا الجيل واستغرقت كتابته عدة سنوات، كلمات حقيقية عميقة تنم عن أننا أمام إنسان معني ومهموم بقضايا الجيل، شأنه شأن كل مفكر ومتأمل لمجريات الأحداث، ولكن حقنا نحن المشاهدين أن نري فعلا فيلما بمواصفات سينمائية سليمة وحقيقية.

لماذا لم تستعن بمديري تصوير للفيلم؟

 ـ عملت مع مدربي تصوير كثيرين، وشعرت أنني قادر علي تصوير فيلم كامل بنفسي، والفيلم اختبار لقدراتي، لكن لا يمنع أنني سأستعين بمديري تصوير في أفلامي القادمة، فالفيلم تم تصويره بالكامل في إضاءة طبيعية دون الاستعانة بإضاءة صناعية، واستغرق 4 سنوات كتابة، وسنة تصوير.

ولماذا لم تفكر في أن يكون أول فيلم من إخراجك جماهيرياً؟

ـ ماذا سيفعل لي الفيلم إذا كان جماهيرياً، هل سيشاهدني المنتجون ويتسارعون عليَّ، أنا لست محتاجًا لهذا، فأنا لا أقدم فيلماً من أجل منتج يأتي لي بعمل، ففيلم "لا أحد هناك" أعبر من خلاله عن نفسي كفنان، وليس مخرجاً يبني لنفسه كارير، وأنا لست في حاجة للشهرة.

كيف أنتجت الفيلم؟

ـ فتحت شركة إنتاج ومحمود لطفي مدير إضاءة الفيلم وعصام إسماعيل مونتير الفيلم افتتحوا شركة أوتاكو للإنتاج وتعاونا، كما حصلنا علي دعم من مهرجان أبوظبي، كما أن الممثلين لم يحصلوا علي أجور وحتي الذين اتفقوا علي أجر لم يحصلوا عليه حتي الآن، وكانت الميزانية قليلة ولكننا تعاونا سويًا وتحملنا من أجل الفيلم.

ما التحديات التي واجهت الفيلم؟

ـ كانت أكبر التحديات في الحادث الذي تعرض له بطل العمل عمرو حسني في بداية الفيلم، ومشاهد المستشفي، كما أن عمرو ماجيفر مصمم مشاهد المطاردات هو الذي صور مشهد الحادث وقدم خصماً كبيراً لنا مقابل عمله كان سعيداً بهذا المشروع، كما أن الزرافة صممها أحمد عبد الفتاح وظهرت وكأنها حقيقية تمامًا، والجرافيك الخاص بها دعمتها شركة أروما.

لماذا رفضت نصائح والدك المخرج الكبير مجدي أحمد علي؟

ـ لأن تفكيره غير تفكيري، وعلاقته بالمدينة غير علاقتي بها، وهو له طريقته التي تميزه وأنا أريد أن يكون الفيلم بطريقتي، لقد نصحني والدي المخرج مجدي أحمد علي، وأعطي لي ملاحظات عدة علي الفيلم، ولكني لم أستمع لها، لأني كــنت أريـــد ســـرد حدوتي الشخصية وأعبر عما في وجداني وأعكس العالم الذي أراه، وقال "أعترف أنني لم أعتمد علي رأي أحد أثناء الإعداد لفيلمي، ولا حتي والدي، وعندما يتعلق الأمر بوالدي وهو مرجعية كبيرة في الإخراج فلابد من قتل آرائه أولًا".

لم تشعر بإحباط كون أن هناك شريحة كبيرة من الذي حضروا الفيلم لم يستوعبوه؟

ـ كنت متوقعاً أكثر من هذا، وكان هدفي أن أجعلهم يخرجون من الفيلم مصدومين وبداخلهم جملة يمكن للمعجزة أن تحدث حتي ولو تم قتلها، وكنت أضع بعض العيون تراقب ردود الفعل في المسرح الكبير أثناء العرض، وأنا شخصياً عندما شاهدت الفيلم قلت بيني وبين نفسي "كتر خيرهم اللي بيتفرجوا"، أما بالنسبة للنقد فأنا أقبل النقد إذا كان بناءً كي أتعلم، ولكن لا أقبل أن يطلب مني أحد أن أقدم شيئاً بطريقة معينة.

هل الإخراج سيأخذك من التمثيل؟

ـ من المحتمل هذا، لأن فيلم "لا أحد هناك" جعلني لم أشارك بالتمثيل في 2014 وإذا كنت سأقدم عملاً مثل هذا الفيلم أفضل أن يأخذني من التمثيل قليلًا حتي أري العمل الذي أؤمن به يتحقق.

ماذا عن أعمالك الجديدة؟

ـ هناك فيلم سأخرجه يحمل اسم "الغراب"، ولكن لم أنته من كتابته، وسيكون هذا الفيلم أكثر سوادًا من "لا أحد هناك" بكثير، كما كنت سأشارك في مسلسل بموسم دراما رمضان مع الفنان الكبير يحيي الفخراني ولكن تم تأجيله، وحاليًا بدأت في كتابة مسلسل يحمل اسم "القاهرة" ويشاركني في الكتابة عصام إسماعيل ومحمد لطفي، والمسلسل يتحدث عن المستقبل المظلم.

آخر ساعة المصرية في

04.12.2018

 
 
 
 
 

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكمل عامه الأربعين بـ "دورة الأحلام"

وائل سعيد

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكمل عامه الأربعين بـ "دورة الأحلام"«يوم الدين».. ليس بالإنسانية وحدها تُصنع سينما

أثار تصريح رئيس المهرجان العديد من التساؤلات، وبخاصة أنه صدر قبل إعلان النتيجة بساعات، وهو إلغاء الجائزة المستحدثة في المهرجان "جائزة الجمهور" بسبب عدم التفاعل الجاد في التصويت من قبل المشاهدين علي الأفلام المعروضة.

فلاش باك

في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وبالتحديد بعد حرب أكتوبر بثلاث سنوات؛ كانت مدينة القاهرة على موعد لاستقبال فعاليات الدورة الأولى من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي على مدار أسبوع، بمبادرة من الكاتب الراحل كمال الملاخ مؤسس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما -المنظمة للمهرجان- ورئاسة الكاتب سعد الدين وهبة.

وقد تم الاستعداد للحدث الهام الجديد على الخريطة السينمائية المصرية بالتنظيم الحكومي، وشارك رئيس الوزراء آنذاك "ممدوح سالم" في حفل الافتتاح لاستقبال كبار الممثلين المدعوين من مختلف أنحاء العالم، والتي راعت إدارة المهرجان وقتها أن يحمل شيئاً من الروح المصرية حتى أنهم نشروا بعض الجرسونات في زي بائعي العرقسوس حاملين الإبريق الشهير يقدمون المشروب الفلكلوري للمدعوين.

وبحسب ذكريات الفنان سمير صبري التي أعلنها في حفل افتتاح الدورة الحالية -حيث كان هو من قدم حفل افتتاح الدورة الأولى- يتضح لنا الرعاة الأوائل للمهرجان قبل تدخل الشركات والمنظمات وهم: عبد الحليم حافظ ووردة الجزائرية والراقصة نجوى فؤاد التي أقنعت بعض الفنادق الكبيرة باستقبال فعاليات الدورة الأولى، فيما تبرع كل من وردة والعندليب بأجر أحد الحفلات لحساب المهرجان.

انطلق المهرجان عقب نجاح دورته الأولى، ماراً بالكثير من المحطات والدورات المتعاقبة خلال أربعة عقود، في محاولات لأن يدخل ضمن تصنيف المهرجانات الكبرى الدولية، "وأورد تقرير الاتحاد الدولي لجمعيات المنتجين السينمائيين عام 1990 أهم ثلاث مهرجانات للعواصم، فجاء مهرجان القاهرة السينمائي في المركز الثاني بعد مهرجان لندن السينمائي، بينما جاء مهرجان ستوكهولم في المركز الثالث".

وشأنه شأن كل فعل إنساني، فقد جانبه الصواب أحياناً، فنجح وفشل وحاول وأعاد التجارب، حتى أكمل المهرجان عامه الأربعين في دورته الجديدة المنعقدة مؤخرا بالقاهرة علي مدار تسعة أيام من ٢٠ إلى ٢٩ نوفمبر/تشرين الثاني واستقبلت دار الأوبرا المصرية "المسرح الكبير والصغير وسينما مسرح الهناجر ومركز الإبداع" فعاليات المهرجان بمشاركة بعض من دور عروض السينما، وحصلت سينما كريم علي النصيب الأكبر من العروض بعد أن اشترتها شركة مصر العالمية وتم افتتاحها من شهور قليلة بأسبوع لعرض الأفلام المُرممة للمخرج يوسف شاهين مؤسس الشركة مع جابي خوري.

دورة الأحلام

أوكلت وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبد الدايم رئاسة هذه الدورة للمنتج السينمائي محمد حفظي، الذي تعرض للهجوم منذ تصريحاته الأولي بتكريم المخرج الفرنسي "كلود ليلوش" ثم التراجع عن ذلك حين تبين لإدارة المهرجان -على لسان يوسف شريف رزق الله- المدير الفني للمهرجان علاقة "ليلوش" بالكيان الصهيوني.

إلا أن حفظي قابل كل الهجوم بالتوضيح أحياناً والصمت أحايين، ماضياً في طريقه وخطته مُطلقاً على هذه الدورة شعار "دورة الأحلام الكبيرة"، مؤكداً على أن تاريخ الدورة الحالية يجعله في مواجهة مستمرة لتحقيق أفضل النتائج من أجل التميز، وفي سياق أخر يُصرح حفظي بأنه حقق 80% من أهدافه خلال هذه الدورة منذ بدايتها.

كما أثير كلام حول توزيع شركة "كلينك" المملوكة لحفظي والموزعة للفيلم المصري المشارك في المسابقة الرسمية "ليل خارجي" وعدم قانونية ذلك حسب لائحة المهرجان، التي تمنع أن يتدخل رئيس المهرجان بالمشاركة بأي عمل يخصه من قريب أو بعيد، وأصدرت الشركة الموزعة بياناً على إثره توضح فيه تنازل الشركة عن حق توزيع الفيلم لرفع الحرج عن رئيس المهرجان.

جدير بالذكر أن "ليل خارجي" حصل على جائزة أحسن ممثل والتي ذهبت للفنان شريف دسوقي عن دور "مصطفي" في الفيلم وشاركه البطولة أحمد مالك وبسمة والمخرج مجدي أحمد علي وابنه أحمد مجدي، من إخراج أحمد عبد الله.

ضمت أقسام المهرجان العديد من المسابقات مثل: المسابقة الدولية ومسابقة آفاق السينما العربية، ومسابقة أسبوع النقاد، وسينما الغد للأفلام القصيرة، البانوراما الدولية، بالإضافة الي ورش عمل ومنتديات وتكريمات وانطلاق الدورة الأولى من برنامج "أيام القاهرة لصناعة السينما" والذي ضم عدة تجارب إخراجية من بلدان مختلفة وثقافات مغايرة للالتقاء تحت سقف السينما ومناقشة صناعتها الحديثة من خلال التجارب والخبرات المختلفة.

وصل عدد المتقدمين بطلبات للمهرجان ما يُقارب 2357 طلبًا للمشاركة -حسب المركز الإعلامي للمهرجان- منها حوالي 2200 طلبًا مستوفياً لشروط التقدم. توزعت بين 623 فيلماً روائياً طويلاً و167 فيلماً تسجيلياً طويلاً، 1300 فيلماً قصيراً.

وعلى مدار شهرين عملت لجان المشاهدة على تصفية هذا العدد حتى وصلت للنتيجة النهائية عدد الأفلام المشاركة في الدورة الأربعين 150 فيلماً.

جيل الوسط يمتنع وحسين فهمي يعتذر

أعرب الناقد يوسف شريف رزق الله عن اندهاشه من امتناع جيل الوسط -المُتمثل في أسماء مثل أحمد السقا ومحمد هنيدي وأحمد حلمي ومني زكي وأحمد عز وغيرهم- عن المشاركة في المهرجان؛ رغم حرص الإدارة على إرسال دعوات رسمية لهم عن طريق "الريجسير" لضمان الوصول.

بدأ رزق الله مشواره مع المهرجان عام 87 كسكرتير فني بعد عامين من تولى سعد وهبة رئاسته، وعقب ذلك يستمر كمدير فني لما يقارب الثلاث عقود حتى الدورة 38 التي أعقبت رحيل الناقد سمير فريد والتي اعتذر فيها شريف عن المشاركة وكرر الأمر في الدورة الحالية بالاعتذار عن رئاسة المهرجان.

وتكرر ذلك مع الفنان حسين فهمي الذي اعتذر عن عرض سابق من وزيرة الثقافة لرئاسة المهرجان بسبب انشغاله الدائم بمتابعة تصوير أعمال فنية تم التعاقد عليها مؤخراً، مؤكدًا على حضور المهرجان لدعم رئيسه محمد حفظي والمساعدة بقدر ما يستطيع، قائلا: "بعتبر حفظي زي ابني وأتمنى التوفيق للمهرجان".

ترأس حسين فهمي لجنة تحكيم المسابقة الدولية في الدورة السابقة من المهرجان، كما سبق وأن قام برئاسة المهرجان لأربع سنوات متتالية من 1998 حتى 2001، وكان من أشهر المدعوين في حفل افتتاح الدورة الأولى من عمر المهرجان.

جائزة فاتن حمامة التقديرية

ريف فاينز.. بريطانيا: هو الابن الأكبر للروائية جنيفر لاش رشح مرتين لنيل جائزة الأوسكار وحصل على عدة جوائز منها، جائزة توني المسرحية، وجائزة الممثل البريطاني عن دوره في الفيلم الشهير "قائمة تشندلر"، وجائزة الفيلم الأوروبية أحسن ممثل عن فيلم "بريق الشمس".

بيتر جرينواي.. بريطانيا: مخرج مسرحي وتليفزيوني وسينمائي وكاتب سيناريو وممثل، بالإضافة إلى عمله كمونتير ورسام ومصور سينمائي.

حصل على العديد من الجوائز منها، جائزة ساثرلاند وجائزة قائد وسام الإمبراطورية البريطانية، من أشهر أعماله "كوك اللص وزوجته وعشيقها".

حسن حسني.. مصر: أطلق عليه الكاتب الراحل اسم "القشاش" فيما نعته المخرج خيري بشارة بـ "المنشار"، في إشارة من كليهما إلى إمكانية حسني في المشاركة المستمرة في أكثر من عمل وفي نفس الوقت، وبالتالي ومع كثرة هذه الأعمال يكون كالمنشار "طالع واكل.. نازل واكل" كالمثل المصري، حتى أن أحد المواسم الرمضانية شهد عرض أربع مسلسلات لحسني في نفس الشهر.

جائزة فاتن حمامة للتميز

هشام نزيه.. مصر: اشتهر اسم الموسيقار الراحل عمار الشريعي وارتبط بالدراما -السينمائية والتليفزيونية- في العقدين الأخيرين من القرن الماضي، الأمر الذي يُعاد مرة أخرى مع الموسيقار الشاب منذ التسعينيات، حيث بدأ نزيه وضع الموسيقي التصويرية لفيلم "هستريا" من بطولة أحمد زكي، ثم تتالت أفلامه حتى دخل عالم الدراما التليفزيونية بوضع موسيقي مسلسلات حققت نجاحات كبيرة مثل، "ليالي أوجيني، أفراح القبة، العهد، السبع وصايا ونيران صديقة“.

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي  يُكمل عامه الأربعين بدورة الأحلام

أثار تصريح رئيس المهرجان العديد من التساؤلات، وبخاصة أنه صدر قبل إعلان النتيجة بساعات، وهو إلغاء الجائزة المستحدثة في المهرجان "جائزة الجمهور" بسبب عدم التفاعل الجاد في التصويت من قبل المشاهدين علي الأفلام المعروضة.

وفي العموم، تُعد هذه الدورة من عمر المهرجان غير صالحة لغلق أربعة عقود وبداية عقد جديد؛ فالدورات المميزة التي يكتب لها أن تواكب فترات زمنية مميزة في عمر المهرجانات؛ يجب أن تعي حجم المسئولية المنوطة بها وحتمية أن تكون دورة غير عادية بما يليق بظرفها الزمني.

الأمر الذي لم تُحققه هذه الدورة علي أرض الواقع ومن خلال التواجد اليومي، وهذا لا يعني أنها دورة ضعيفة، فالهنات شيء لا بد منه في أي إدارة ولا تخلو فعالية من أخطاء، لكن في النهاية خرجت الدورة بعادية شديدة مثلها مثل أي دورة أخرى، ووسط ذلك بالطبع كانت هناك أشياء موازية لم تكن بالعادية على الإطلاق..

سينما الواقع الافتراضي..

ترى خبيرة تقنية الواقع الافتراضي "كامي لوباتو" أن ما يتم طرحه حالياً من "سينما الواقع الافتراضي" لم يأتِ ليحل محل السينما التقليدية على الإطلاق وأن كلاهما يمكن أن يسير جنباً إلى جنب.

ومن الواضح أن نبوءة كامي تتحقق ولكن لا يوجد سير جنبا إلى جنب؛ فلم يلقَ برنامج سينما الواقع الافتراضي سوى القليل من التفاعل والمشاركة بدورة المهرجان، والتي لم تخرج عن المتخصصين من دارسي السينما ومصممي الأفلام المتحركة. رغم تصريحات المشاركين الأجانب في البرنامج بأن صناعة سينما الواقع الافتراضي أصبح لها حضور متزايد ومشاركة فعالة في المهرجانات العالمية.

ورشة تطوير السيناريو.. (AAM)

تسعى "جمعية أميركا للإعلام الخارجي" إلى دعم جميع أنواع السرد الفني على مستوى العالم فيما وضعته تحت مُسمى "قدرات صناعة الترفيه" الخاصة تحديدا بالسينما وبثقافة الصورة، وقد كرمت قريبا في واشنطن أثناء حفل عشاء سنوي ضم الكثير من نجوم السينما المصرية والعالمية، السيناريست المصري وحيد حامد ونجله المخرج مروان حامد ضمن ما تقوم به الجمعية بالبحث عن أصوات عربية تستحق التكريم والاحتفاء لنقلها ثقافتها الأم.

وقد أطلقت الجمعية مبادرة Screen Buzz وهي سلسلة من الورش الاحترافية في صناعة السينما والدراما التليفزيونية، انتقلت هذه الورش بين عدة دول مختلفة وخصصت ورشة 2018 في تطوير مشروعات كُتاب السيناريو من الوطن العربي، وأقيمت بالتوازي مع فعاليات المهرجان في دورته الحالية على مدار خمسة أيام.

كاتب من مصر

رمان الفلسطينية في

04.12.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)