كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

إعلان العصيان على السينما المصرية!

كتب : عصام زكريا

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الأربعون

   
 
 
 
 
 
 

للمرة الأولى منذ سنوات طويلة ضمت برامج أفلام مهرجان القاهرة السينمائى الأخير أربعة أفلام روائية مصرية حديثة، شهدت عرضها المصرى أو العالمى الأول خلال المهرجان، وهى «ليل خارجى» لأحمد عبدالله السيد، الذى مثل مصر فى المسابقة الرسمية، و«لا أحد هناك» لأحمد مجدى، الذى عرض ضمن برنامج «أسبوع النقاد» و«ورد مسموم» لأحمد فوزى الذى عرض ضمن مسابقة «آفاق عربية» وبجانب هذه الأفلام الثلاثة التى يتصادف أن اسم مخرجيها «أحمد»، عرض أيضا «جريمة الإيموبيليا» لخالد الحجر خارج المسابقة.

جريمة «الأفورة»!

«جريمة الإيموبيليا» خارج السياق أيضا، ليس فقط لأن اسم مخرجه «خالد»، ولكن لأنه مختلف إنتاجيًا ونوعيًا وفنيًا عن الأفلام السابقة. هو فيلم «جماهيرى» مصنوع للسوق، فى إطار قصة بوليسية تقليدية، ودراما وشخصيات تقليدية وإخراج وتمثيل وتصوير تقليديين، فى حين أن الأفلام الثلاثة الأولى تنتمى للسينما المستقلة إنتاجيًا وفنيًا.

«جريمة الإيموبيليا» لا يستهدف سوى أن يكون عملًا مشوقًا مسليًا، وهو ينجح فى ذلك معظم الوقت، أو بالتحديد نصف الوقت، لأن الفيلم الذى يتجاوز الساعتين يمتلئ بحشو من الحوارات والمشاهد المكررة لا تأثير لها سوى إبطاء الإيقاع وإضعافه، ولو كان لى أن أقترح على صناعه شيئًا، فهو أن يحذفوا بلا تردد كل ما يثقل على الفيلم ونوعه البوليسى الذى يضع الغموض والصمت والتشويق على رأس أولوياته. ولو كان لى أن أقترح شيئًا آخر فهو تقليل مساحة وصخب الموسيقى التصويرية أيضا، لكن ما لا يمكن أن أقترحه فهو التقليل من مبالغات و «أفورة» هانى عادل التمثيلية لأنها بلا علاج.

مفاوضات عبدالله

أحمد عبدالله مخرج «ليل خارجى» له تجارب متنوعة تتباين من القطيعة التامة مع السينما السائدة، كما فى «هليوبوليس» و«ميكروفون» و«فرش وغطا»، إلى محاولة الوصول لقطاعات أكبر من الجمهور وتقديم قصص أبسط كما فعل فى فيلمه السابق «ديكور» وهى المحاولة التى يمضى فيها لخطوة أبعد فى «ليل خارجى».
محاولات أحمد  عبدالله «للتفاوض» مع السينما التقليدية، بعد ردود الفعل السلبية والعنيفة على فيلمه «فرش وغطا»، تحتاج إلى مراجعة وتقييم

مشكلة «فرش وغطا» تأتى من عدم الإتقان فى تنفيذ فكرة وجود بطل صامت طوال الفيلم، وليست فى كونه غامضًا أو غير مستساغ جماهيريًا. فعلى أية حال لم يصنع الفيلم للجمهور العادى، ولكن لمن يطلق عليهم النخبة المثقفة، وليس هذا عيبًا فى حد ذاته، وليس مطلوبا من كل الفنانين والكتاب والمفكرين أن ينزلوا بمستوى عقولهم إلى الشارع...فهذا شئ يقضى على الفن والفكر ويعيق تطورهما. مشكلة «فرش وغطا» الإتقان وليس قلة الجاذبية الجماهيرية كما تصور أحمد عبدالله.

«ديكور» فيلم متقن فنيًا، وسهل الاستساغة نسبيًا، ولكنه لم يحقق نجاحًا جماهيريًا، ليس لمشكلة فيه، ولكن لأن السوق المصرية محدودة وبائسة، ويبدو أن هذا ما دفع أحمد عبدالله إلى تقديم عمل أكثر جماهيرية واستساغة. عمل ليس فقط تقليدى البناء وواضحًا، ولكن أيضا يحتوى على عناصر «شعبية» مثل الكوميديا اللفظية ومغازلة المشاعر العاطفية والوطنية على طريقة عاطف الطيب، حتى أن «ليل خارجى» يحمل تشابهات واضحة مع فيلم الطيب «ليلة ساخنة».

فى «ليل خارجى» ينجح عبدالله فى تحقيق أشياء جديدة عن أفلامه، منها وجود دراما واضحة وحبكة وخط مستقيم للأحداث، ومنها خلق شخصيات يتعاطف وينفعل معها المشاهد، وإدارة ممثليه بشكل أفضل، وقد أعاد اكتشاف وتقديم الموهوبة منى هلا، التى أتصور أنها ستحقق نقلة فى مسيرتها الفنية بعد هذا الفيلم، كذلك الممثل شريف دسوقى الذى أدى دور سائق التاكسى..ولكن فى المقابل نجد أن الشخصية الرئيسية التى أداها كريم قاسم ضعيفة كتابة واختيارا للممثل وتمثيلاً، فهو باهت الملامح والأداء بشكل واضح، خاصة مع الحيوية التى تضج بها الشخصيات الأخرى، وبراعة الممثلين الذين يؤدونها، حتى الشخصيات الثانوية التى يؤديها أحمد مالك وبسمة وأحمد مجدى.

 ميل أحمد عبدالله للخطوط الدرامية الموازية، وللتمثيل التلقائى الارتجالى، اللذين نجدهما فى أعماله الأولى، لا يندمجان بسهولة فى «ليل خارجى»، ويبدوان مثل زوائد مقحمة على فيلم تقليدى، وأعنى بالأخص خط الأديب الذى يسجن بسبب رواية والصديقة التى تحاول عمل فيلم تسجيلى عنه، وهو خط ينقطع فجأة كما بدأ، ولا يصبح له علاقة بالخط الرئيسى الذى يتجه إلى مسار مختلف تماما. الأمر نفسه ينطبق على خط الفيلم داخل الفيلم حول الشاب الريفى الذى يسعى للهجرة غير الشرعية، فهو يظل موازيا طوال الوقت، دون أن يحدث له اندماج أو تقاطع مع الخط الرئيسى، حتى مع محاولات المخرج للدمج بينهما عن طريق ظهور الممثل الذى أدى دور الشاب الريفى بوجوه أخرى فى الشارع. وهى محاولة متعسفة لأن الأحداث التى تقع للأبطال الثلاثة، المخرج والسائق والعاهرة، لا تتشابه ولا تتقاطع ولا تستدعى أى علاقة مع خط الفلاح المهاجر!

ينجح أحمد عبدالله، كما ذكرت، فى خلق شخصيات ودراما يتعلق بها المشاهد، ولكنه يقع فى شباك السينما التجارية حين يضطر إلى إضافة مشاهد وحوارات لا وظيفة لها سوى التسلية أو توضيح مواقف الشخصيات أو تعلق عليها، والأسوأ إضافة فقرة طويلة فى بيت العاهرة وأختها ومنطقتها، بعد أن تكون الدراما قد انتهت فعليا بخروجهم من الحجز، وهى فقرة ضعيفة وزائدة Anti-climax.

لا أحد سوى الزرافة

الفيلم المصرى الثالث يحمل عنوان «الزرافة» بالإنجليزية و «لا أحد هناك» بالعربية، وهو من إخراج وتأليف الممثل الشاب أحمد مجدى.

ينتمى «لا أحد هناك» لما يطلق عليه السينما المستقلة فى مصر، التى تعتمد على الإنتاج المنخفض وفريق عمل من الشباب غير، أو شبه، المحترفين، والممثلين الهواة. وعادة لا تصنع هذه الأفلام بهدف دخول سوق التوزيع والعروض التجارية السائدة، وهى تجد متنفسًا لعرضها فى دور عرض السينما الفنية، أو Arthouse، والمراكز الثقافية والمهرجانات السينمائية، حتى أصبح من الشائع أن يطلق عليها «أفلام مهرجانات».
من المعتاد فى هذا النوع من الأعمال أنها تخلو من الدراما المعتادة، التى تتناول عادة قصصا مثيرة للمشاعر والحواس تتضمن أحداثا جسيمة ومواقف مصيرية، كما تتضمن واحدا أو اثنين من الشخصيات الرئيسية، الذين نطلق عليهم أبطال القصة، وهى على العكس قد تخلو من الأحداث والدراما والشخصيات المركزية.
مثل «ليل خارجى» يدور «لا أحد هناك» خلال ليلة واحدة، ولكن عبر عدد من الشخصيات الغريبة والأحداث الغرائبية التى تجمعها هذه الليلة. هناك خط قصصى حول فتاة تحتاج للمال لإجراء عملية إجهاض، يقوم أصدقاؤها بمحاولات لجمع المال لها، وهناك خط سيريالى، غير واقعى، حول زرافة تخفيها إدارة حديقة الحيوان هى وطفلتها، التى ولدت دون تلاقح، ومحاولة بعض هؤلاء الأصدقاء لمعرفة سر اللغز. يحفل الفيلم بالمواقف التى تقف على حافة الحقيقة والخيال، وسواء كانت القصة «الواقعية» للفتاة أو القصة التى لا تصدق للزرافة، أوالحكايات الفرعية المحيطة بهما، فهى كلها ممكنة الحدوث رغم أنها معروضة كخيال، وكلها غير قابلة للحدوث رغم أنها تبدو واقعية
!

بجانب هذه الحالة من عدم اليقين التى تخيم على كل الحكايات هناك أيضا فكرة محورية تدور حولها هى الإجهاض. هناك دائما علاقة غير مكتملة، حب مغدور، حلم غير متحقق، صداقة تمت خيانتها...وشعور بالتهديد يخيم على الجميع: الزرافة مهددة بالموت وانقطاع نسلها للأبد، الفتيات يخشين السير فى الشوارع بسبب الرجال المتحرشين المتربصين، الرجال يضطرون للدخول فى معركة دموية ضد بعضهم البعض.
«
لا أحد هناك» لا يمكن شرحه بالكلمات، وهو يخضع لمنطق الموسيقى والشعر واللوحة التشكيلية أكثر مما يخضع لمنطق القصة والحكاية، وقراءة الفيلم مثلما تقرأ القصص السينمائية يظلمه كثيرا
.

ليس معنى هذا أن «لا أحد هناك» عمل كامل يخلو من الأخطاء. فى الحقيقة لدى تحفظ على المونولوجات الطويلة التى ترويها الشخصيات، بداية من حكاية الزرافة التى يبدأ بها الفيلم حتى حكاية صاحبة «الكوافير» المرابية التى تحكى قصة شخصية ظهرت سابقًا لنعرف أنها ربما تكون شبحًا. هذه المونولوجات، والحوارات بشكل عام، كانت تحتاج إلى كتابة شعرية وإلى أداء صوتى مختلف، وهو عيب تعانى منه كثير من الأفلام المصرية التى لا تستطيع تطويع اللغة العامية لتصبح «شعرية»، ولعل هذا ما دفع شادى عبدالسلام منذ خمسين عامًا ليستخدم الفصحى ويستعين بالأديب علاء الديب لكتابة حوار فيلم «المومياء». تحفظ آخر ربما يمكن ذكره على الممثلين، بعضهم رائع اختيارًا وأداءً، ولكن ليس كلهم. طبعا يجب أن نضع فى اعتبارنا الظروف الإنتاجية لهذا النوع من الأفلام منخفضة الميزانية، حيث يضطر المخرج إلى الاستعانة بأصدقائه وأقاربه ومعارفه.

فيما عدا هاتين الملحوظتين أعتقد أن «لا أحد هناك» هو أفضل فيلم مصرى عرض فى مهرجان القاهرة، ووواحد من أفضل الأفلام المصرية التى شاهدتها منذ سنوات!

 ورد منقوص

الفيلم الرابع والأخير هو «ورد مسموم» لأحمد فوزى صالح، وهو عمل يتشابه مع «لا أحد هناك» فى أشياء كثيرة: طريقة إنتاجه، بالرغم من أنه على عكس الثانى حصل على دعم عدد كبير من جهات الدعم العربية والمصرية والعالمية.

ثانيا ليست القصة هى ما يهم فى «ورد مسموم»، ولكن الحالة التى يعبر عنها، وهى هنا حالة تسمم عام: تسمم فى البيئة المحيطة بالشخصيات التى تعمل وتعيش فى منطقة المدابغ وتتعرض لأسوأ أنواع الكيماويات والتلوث، تسمم فى العلاقات، من علاقة الشخصية الرئيسية بأخيها التى تقف على أعتاب زنا المحارم، وحتى علاقة الأخ بالفتاة التى لا نراها، والتى تنتمى لطبقة أعلى وهى علاقة تفشل لأسباب لا يذكرها الفيلم، تسمم فى العالم كله حيث يتحول البحر الذى قد يرمز للتحرر والنقاء، إلى مصدر للاختناق والموت والفشل من خلال خط الأخ الذى يحاول الهجرة بشكل غير شرعى إلى إيطاليا..هذا البطل الذى يشبه شخصية الفلاح التى يقدمها أحمد عبدالله فى «ليل خارجى» بشكل سطحى.

يركز «ورد مسموم» على تصوير الحياة داخل المدابغ بكل قبحها وقذارتها، والمكان هو الموضوع والبطل الرئيسى للعمل بالتأكيد، سواء كان هذا إيجابيًا أو سلبيًا، لأن الاهتمام بالمكان يأتى على حساب الاهتمام بالشخصيات، باستثناء شخصية الأخت التى تؤديها كوكى ببراعة، وشخصية المشعوذ التى يؤديها محمود حميدة باقتدار بالرغم من قلة مساحتها على الشاشة، وللأسف كان هناك إمكانية لإبراز الشخصيات الأخرى والعلاقات الشائكة بينها خاصة أن زمن الفيلم لا يتجاوز سبعين دقيقة.

باختصار، كان يمكن لـ «ورد مسموم» أن يصبح عملاً سينمائيًا عظيمًا  لو كان يحتوى على خمس أو عشر دقائق أخرى تركز على الدراما والشخصيات. وهو رأى يبدو غريبًا، خاصة من شخص مثلى ينادى دائما بالاختزال، ولكن الحقيقة أن الاختزال فى «ورد مسموم» ربما جاء أكثر من اللازم قليلا!

الأفلام الثلاثة، «ليل خارجى» و «لا أحد هناك» و«ورد مسموم» تشير معا إلى ثورة على السينما التقليدية، وإلى صعود جيل قادم لا مسحالة، من شأنه أن يغير وجه السينما المصرية لو أتيحت له الفرصة خلال السنوات القادمة. <

 

####

 

منى هلا: «ليل خارجى» أرهقنى

كتب : هبة محمد علي

توليفة مسلية جدًا استطاع المخرج أحمد عبد الله تقديمها فى فيلمه «ليل خارجى»، لعل أهم ما يميزها هى قدرة مخرجه على إدارة بطلى العمل (منى هلا، وكريم قاسم) بشكل مختلف، ليطلا على الشاشة بشكل لم يعهده منهما الجمهور، ليمثل الفيلم عودة قوية لـ«منى هلا» بعد غياب دام أكثر من ثلاث سنوات عن تقديم أى عمل فنى، «منى» التى بدأت مشوارها منذ سنوات تؤكد فى هذا الفيلم على إمكانيات تمثيلية كبيرة تحتاج للمزيد من التأمل والاعتناء.. وقد تحدثت وكشفت إلينا عن الكثير فى هذا الحوار.

·        فى البداية كيف وجدت استقبال الجمهور للعرض الأول لفيلم «ليل خارجى»؟

أذهلنى الاستقبال الحار من جمهور الأوبرا، ومن زملاء لم ألقهم منذ سنوات، خاصة أننى أعيش مع زوجى فى النمسا، ولم أزر القاهرة منذ فترة طويلة، وسعيدة جدًا بأن تتزامن زيارتى مع فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الذى يعرض فيلمى فى مسابقته الرسمية، وقد تكون هذه الأسباب هى سر بكائى وتأثرى ليلة العرض.

·        هل تشعرين أن غيابك عن القاهرة لفترات طويلة أثّر على مسيرتك الفنية؟

لا أحب أن أفكر بهذه الطريقة فى العموم، خاصة أننى حاليًا أعيش فى بلدى (النمسا) فما لا يعلمه البعض أن والدى نمساوى، وأمى مصرية، لذلك فالنمسا بلدى مثل مصر تمامًا، كما لا توجد أعمال جيدة تقدم فى مصر حاليًا، وممكن التأكد من ذلك بنظرة سريعة على ما عرض فى السينما خلال الفترات الماضية، ومن المؤكد عندما يعرض على عمل مصرى جيد فلن أتردد طويلًا فى العودة من أجله، مثلما حدث مع «ليل خارجى».

·        فى «ليل خارجى» قدمت دور فتاة ليل، وهو ما قمت بتقديمه من قبل فى فيلم «بالألوان الطبيعية» الذى شاركك بطولته «أحمد قاسم» أيضًا، هل أزعجك أن يعقد الجمهور مقارنة بين الدورين؟

لا يوجد وجه شبه بين الدورين من الأساس، فشخصية (توتو) التى أقدمها فى «ليل خارجى» مختلفة تمامًا عما قدمته فى (بالألوان الطبيعية) والشق الإنسانى ظاهر بها بقوة، كما أننى من مدرسة مختلفة فى التمثيل، فأنا عندما أؤدى دورًا بعينه لا أستدعى أى شخصية أديتها من قبل أو مرت على فى حياتى، بل أعيش وكأننى الشخصية المرسومة على الورق.

·        هناك تفاصيل دقيقة جدًا فى ملابس شخصية (توتو)، وماكياجها، هل تدخلت فى بعض هذه التفاصيل؟

كل هذه التحضيرات سواء العباية، أو نوعية المكياج الصارخ، أو (اكستينشن) الشعر الطويل الذى أصررت على حرقه بالأكسجين من نهايته ليبدو لونه شديد الاصفرار كلها ارتجالات جاءت أثناء العمل، وشاركنى بها المخرج «أحمد عبد الله».

·        ذكرت أن العمل قد مر بصعوبات عديدة، ما نوعية تلك الصعوبات؟

هناك صعوبات تتعلق بالفيلم ذاته كإنتاج مستقل، وهى صعوبات مشتركة بين كل من قرر التصدى لمثل تلك النوعية من الأفلام، خاصة مع عدم تحمس المخرجين لهذه الأفكار المختلفة، ورغبتهم فى إنتاج الأفكار التقليدية مضمونة الربح، وإذا فرضنا أن الممثل سوف يتنازل عن أجره أو جزء منه من أجل نجاح التجربة، فهناك مئات العاملين فى الفيلم خلف الكاميرات لا يمكن أن يقوموا بذلك لأن لديهم التزامات أسرية، وفى «ليل خارجى» توقف الإنتاج لفترات تعثرنا بها، أما الصعوبات الشخصية التى واجهتنى أثناء تصوير الفيلم فكانت تتعلق بتوفيق المواعيد لأننى كنت أشارك فى مسرحية فى سويسرا فى نفس وقت تصوير الفيلم، فكنت بين مصر وسويسرا، بالإضافة إلى أننى كائن نهارى، وأحداث الفيلم معظمها يحدث فى الليل، مما تسبب فى شعورى بالإرهاق.

·        قمت بعمل جولة عالمية من خلال عرض مسرحى مهم، هل من الممكن أن تحكى لنا عن تفاصيل المسرحية، وعن أسباب عدم عرضها فى مصر حتى الآن؟

هى مسرحية بعنوان (زج زج) للمخرجة «ليلى سليمان»، أحداثها حقيقية، حدثت فى مصر فى سنة 1919، فى منطقة اسمها (نزلة الشوبك) وقصتها باختصار تدور حول الاحتلال الإنجليزى، وما قام به أهالى النزلة حينما قطعوا خطوط السكك الحديدية ما بين القاهرة ونزلة الشوبك ليوقفوا الدعم الذى يصل للجنود الإنجليز، وكرد فعل قام الإنجليز بحرق 144 منزلاً فى نزلة الشوبك، وقتل الرجال فى المنطقة، واغتصاب السيدات أمام جثثهم، وقد أصرت سيدات النزلة ببسالة على إدلاء شهادتهن عن الحادث.عرضنا المسرحية فى العديد من الدول وفى مصر قدمناعرضًا خاصًا فى الجيزويت، وأتمنى أن نقوم بعرضها جماهيريًا قريبًا.

·        وماذا عن أعمالك الفنية المقبلة؟

أقوم بكتابة فيلم طويل من تأليفى لأول مرة، عن قصة لسيدات يرفضن السيطرة والقهر.

·        وهل ستكررين تجربة الإخراج مرة أخرى فى هذا الفيلم، أو تشاركين فى بطولته؟

لن أخرجه لأنى أرى نفسى مخرجة فاشلة، والفيلم القصير الذى أخرجته منذ فترة لم يكن جيدًا، أما عن اشتراكى فى البطولة، فإذا رحب المنتج فلا مانع لدى.<

 

####

 

لا مقارنة بين «ليل خارجى» و«ليلة ساخنة»

كتب : هبة محمد علي

رغم أن انتشاره فى الأعمال الفنية ليس بالكثير، فإن «كريم قاسم» من النجوم الشباب القادرين وبجدارة على تحمل مسئولية بطولة أى عمل، فلما يزيد على عقد من الزمان منذ بدأ مشواره الفنى فى فيلم «أوقات فراغ»، وهو يؤكد مع كل دور يظهر به، أن لديه من الثقافة ما يجعله ينتقى أعماله بعناية ويتقن الشخصيات التى يؤديها بوعى، هو نموذج مثالى للفنان الشاب الذى لا يعتنى بالكم بقدر ما يهمه الكيف.. أحدث أعمال «كريم» فيلم «ليل خارجى» الذى عرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى ومنه بدأنا الحوار.

·        فى البداية ما الذى شجعك على قبول دورك فى فيلم «ليل خارجى»؟

أعجبنى فى الفيلم عمومًا أنه إنسانى بدرجة كبيرة، لا يصدر أحكامًا مطلقة على أى من الشخصيات، ويظهر التحولات التى تمر بها بشكل ذكى جدًا.

·        لكن البعض قارن بينه وبين فيلم «ليلة ساخنة» فما رأيك؟

هذه المقارنة من قبيل التنميط الذى هو للأسف آفة مجتمعنا، فالشخصيات فى الفيلم حية، ووليدة 2018، وموجودة بيننا هذه الأيام، ولم يتم استدعاؤها من أى فيلم آخر، وفى النهاية التيمات تتشابه والمهم المعالجة المختلفة للشخصيات، الفيلم صادق جدًا وحقيقى، وقد شاهدت رد فعل الجمهور عليه عندما عُرض فى مهرجان تورنتو، حيث قال أحد الجمهور إنه لأول مرة يشعر أنه يعيش فى القاهرة من خلال فيلم، وكأنه دخل المجتمع المصرى، وتفاعل مع ناسه، وهذا الرأى فى حد ذاته كان مصدر فخر لصناع الفيلم، وتفاعل الجمهور مع شخصيات الفيلم هدف أساسى يسعى إليه أى صانع فيلم.

·        كان من المقرر أن يشارك المنتج «محمد حفظى» فى توزيع الفيلم، ثم تراجع عن ذلك بسبب عرضه فى المهرجان تحت رئاسته، هل من الممكن أن تؤثر تلك الواقعة على تقييم العمل؟

بالطبع لا، لأن التقييم خاص بلجنة تحكيم المسابقة المكونة من مجموعة من الفنانين المهمين، ولا دخل لرئيس المهرجان به، وهو المتعارف عليه فى كل مهرجانات العالم، لذلك لست قلقًا من التقييم.

·        مشاهد كثيرة فى الفيلم يبدو فيها الحوار عفويًا، ووليد اللحظة، هل سمح لكم بالارتجال، أم كان هناك نص مكتوب وملزم للممثلين؟

ارتجلت فى الفيلم بنسبة 75% بالتنسيق مع مخرج العمل، الذى كان يشجعنا على ذلك، حيث كان يقول ليس من المهم ترتيب الكلام، لكن المهم أن تصل المعلومات التى نهدف إلى توصيلها من خلال المشهد، لذلك فحوارنا فى الفيلم يمكن اعتباره ارتجالاً منظمًا، لا يلغى دور المؤلف الذى التزمنا بقصته بنسبة 100 %، وبالمناسبة هو أمر مرهق جدًا، لأنه يتطلب فهمًا عميقًا للشخصية.

·        يوجد على الشاشة (كيميا) من نوع خاص بينك وبين بقية أبطال العمل، وإذا كان هذا مفهومًا فى حالة «منى هلا» حيث تربطكما صداقة طويلة وأعمال مشتركة، لكنه كان مميزًا جدًا فى حالة «شريف دسوقى» الوجه الجديد الذى قام بدور السائق، كيف حدث ذلك؟

قبل لقائى بـ«شريف» حكى لى عنه المخرج «أحمد عبد الله»، وكنت مترددًا، واقترحت عليه أن يقوم بأداء الدور وجه معروف، لكنه أصر، وعندما قابلته تحمست جدًا للعمل معه، ولم أعد أتخيل شخصًا غيره للقيام بالدور، ونشأت بيننا صداقة سريعة، حتى إننا وعلى مدى 8 أشهر كنا نقدم يد العون لبعضنا البعض، وقمنا بإجراء عدد كبير من البروفات.

·        ظهر رفيق دربك «عمرو عابد» كضيف شرف فى مشهد من مشاهد الفيلم، ونال استحسان الجمهور، احكِ لنا كواليسه؟

«عمرو عابد» فاجأنى جدًا فى مشهده، الذى أدى من خلاله شخصية (بذرة) لم أكن أعرف الطريقة التى سيؤدى بها دور البلطجى الذى سيتعرض لى، وفوجئت أثناء التصوير بشخص آخر، حيث ارتجل الحوار بأكمله، وضربنى ضربًا مبرحًا، وهو أمر لم يكن متفقًا عليه، لدرجة أن جسدى تورم بعدها!

·        ماذا عن أعمالك المقبلة؟

سيعرض لى فى يناير القادم فيلم «أولاد رزق 2»، كما أشارك حاليًا فى تصوير فيلم بين لوكسمبرج وبلجيكا ومصر من إخراج «أدولف العسال»، بعنوان «السواح» ويشاركنى فى بطولته من مصر «محمود الليثى»، و«سارة عبد الرحمن».

·        وهل تشغلك مسألة الإيرادات؟

مسألة الإيرادات لها علاقة بعوامل أكبر منى كممثل، تتعلق بحسابات المنتج والموزع، وفى النهاية لا يزال المنتجون يخشون المخاطرة بالنسبة لجيلنا، وأتفهم جيدًا أنه لايوجد منتج سيغامر بمبلغ 20 مليون جنيه لإنتاج فيلم لشاب مبتدئ، لكن فى المقابل لا يجب أن ينتجه له بـ2 مليون مثلا!<

 

####

 

الكنز «رزق الله»

كتب : شيماء سليم

على مدار أربعين دورة، قام مهرجان القاهرة السينمائى بتكريم الكثير من الشخصيات السينمائية فى مصر والعالم، ولكن يبقى التكريم الخاص جدًا الذى جاء هذا العام لـ«يوسف شريف رزق الله» هو الأرق والأقرب لقلب أى عاشق مصرى أو عربى للسينما العالمية.. السبب بمنتهى البساطة أن «رزق الله» -قام بأكثر من عمل بمهرجان القاهرة - كان ينتقى لنا الأفلام التى نراها،  حيث شاهدنا من ذوقه الرفيع عشرات وربما مئات من الأفلام.. وليس على مستوى رواد المهرجان فقط، وإنما أيضا على مستوى جمهور البيوت الذى جذبته ودأب وعشق الأفلام الأجنبية التى كان يختارها للعرض فى البرنامجين الأهم فى تاريخ التليفزيون المصرى،  نادى السينما وأوسكار

وبعيدًا عن اختياراته الرائعة وذوقه الذى لا مثيل له، بل بعيدا  أيضا عن رؤيته الثاقبة فى نوعية الأفلام التى يعرضها للجمهور سواء من خلال البرنامجين أو فى المهرجان، فالميزة الأهم فى «رزق الله» والتى يدركها جيدا عشاق السينما العالمية، هو أنه موسوعة تسير على قدمين. موسوعة تضاهى وربما تتفوق أحيانا على موسوعات السينما المقروءة والمسموعة والمرئية، فما أن تنطق أمامه اسم أى فيلم، نجم، مخرج، منتج أو أى فنان تجده فورا يمنحك ما لا تتوقعه من معلومات، بالنسبة للأجيال التى سبقت الإنترنت ومحرك البحث google وبعض المواقع مثل wikipedia وimdb كان «يوسف شريف رزق الله» هو كل هؤلاء – وبدون إطراء زائد - أحيانا كثيرة يكون أفضل من كل هؤلاء.. وأفضل أيضا من لقب «يوتيوب الجيل السابق» الذى أطلق عليه.

الغريب فى سيرة «يوسف شريف رزق الله» أنه رغم تفوقه الدراسى،  حيث كان من أوائل الجمهورية فى الثانوية العامة، ودرس العلوم السياسية.. إلا أن شغفه بالسينما كان أكبر من أن يكون جزءا فى حياته وليس كل حياته.. ومنذ بدأ عمله بالتليفزيون المصرى فى السبعينيات وبعيدا عن مراقبته وتحريره ورئاسته لنشرات الأخبار ولقناة إخبارية ورغم المناصب العديدة التى تولاها فيما بعد .. إلا أنه دائما ما كان يسعى لأن يفسح لعشقه الحيز الأكبر من حياته وعمله، مجهوده وأمواله الخاصة.. وياله من سعى أسعد المئات من عشاق الفن السابع لأنه منحهم ساعات طويلة من متعة المشاهدة وكنوز المعرفة والمعلومات. وكأنهم (على بابا) عندما فتح المغارة فوجد« ذهب وياقوت ومرجان».. لكننا فى مغارة «رزق الله» نجد أفلامًا ونجومًا وأخبارًا وحكايات.. لذلك «نحمدك يا رب» أنك جعلتنا نعيش فى زمن «يوسف شريف رزق الله».<

مجلة روز اليوسف في

01.12.2018

 
 
 
 
 

الفنانة منى هلا: تعاطفت مع شخصية تيتو في “ليل خارجي”

 لأنها حرة متمسكة بكرامتها

فايزة هنداوي

القاهرة-“القدس العربي”: بعد غياب طويل، عادت الفنانة الموهوبة منى هلا إلى السينما المصرية، حيث شاركت في بطولة فيلم “ليل خارجي” للمخرج أحمد عبد لله، وهو الفيلم المصري الوحيد الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي أختتم مؤخرا، وفاز عنه شريف دسوقي أحد أبطال الفيلم بجائزة أحسن ممثل.

منى هلا قدمت شخصية “تيتو” وهي فتاة ليل تجمعها الظروف مع مخرج سينمائي وسائق تاكسي لتقضي معهما ليلة كاملة وتمر بالكثير من الأحداث التي يناقش من خلالها الفيلم عددا كبيرا من القضايا المجتمعية الحالية.

وجسدت منى هلا الشخصية بتلقائية وبساطة وبراعة حازت على إعجاب كثير ممن شاهدوا الفيلم.

حول شخصية “تيتو” وعودة منى هلا ومشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة، كان هذا الحوار مع الفنانة:

*لماذا كل هذا الغياب، ولماذا قررت العودة بفيلم “ليل خارجي”؟

**ليس غيابا، بل أمرا طبيعيا، فأنا نصف مصرية ونصفي الآخر نمساوي، لذلك أعيش يين البلدين، كما إن وجودي في أي بلد دائما مرتبط بالتمثيل، حيث قدمت أعمالا سينمائية ودرامية ومسرحية في هوليوود على مدار 3 سنوات وشاركت في مسرحية استمر عرضها 10 شهور في سويسرا، قدمناها في أكثر من دولة منها الهند.

وإذا وجدت عملا جيدا في مصر فإنني أقبل المشاركة فيه فورا والدليل على ذلك مشاركتي في “ليل خارجي” ففكرة الفيلم أعجبتني، والسيناريو مكتوب بشكل صادق وذكي، كما أنني أعمل مع أصدقائي الذين أتوافق معهم، أحمد عبد الله وكريم قاسم وهالة لطفي التي سهلت كل الأمور حتى يعمل الممثلون في ظروف مريحة وغير مرهقة بقدر الإمكان.

*كيف رأيت شخصية تيتو فتاة الليل التي قدمتيها في الفيلم؟

**تعاطفت معها جدا، لأنها شخصية حرة رغم عملها كفتاة ليل لكنها تتمسك بكرامتها وحقها واحترامها لجسدها، كما انها لم تتخل عن إنسانيتها.

*كيف كان استعدادك لتقديم هذه الشخصية خاصة انها مختلفة؟

**دائما أقرأ الشخصية وأبدأ في الاستعداد لها بالتركيز ومحاولة فهمها، ولا أحب التقمص لانه مميت، ولكنني مع الفهم الجيد للشخصية والتعبير عنها أمام الكاميرا.

*صرحت أن العمل كان قائما على الارتجال، هل هذا يعني عدم الالتزام بالسيناريو؟

**لا ليس كذلك، فأحمد عبد الله يترك للمثل الحرية بمقدار لا يتعارض مع السيناريو الرئيسي، وكنا نقرأ السيناريو وفي بعض المشاهد نقترح التعبير عن المعنى بجمل أخرى مناسبة للشخصية، وكان أحمد يوافق على ذلك أحيانا.

*دائما ما تكون تصريحاتك مثيرة للجدل، فما هو السبب؟

**أنا واضحة وصريحة ولا أقول إلا ما أؤمن به، ولكن الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، كثيرا ما تكتب على لساني تصريحات لم أقلها ولا أدري ما السبب، كما انهم يفسرون تصريحاتي على هواهم، فأنا على سبيل المثال عندما قلت إنني شخصية نباتية ولم أتناول اللحوم منذ 12 عاماً تقريباً، إتهموني بالإساءة إلى الإسلام والقرآن والرسول، ولا أدري ما ارتباط الطعام بالإساءة للإسلام، ولو كان هذا الأمر قد حدث في الخارج لكنت قاضيت الصحافي الذي كتب ذلك لأنه تحريض صريح على القتل بتهمة الردة.

*أنت نباتية، فماذا فعلت في مشهد أكل “المومبار” في فيلم “ليل خارجي”؟

**فكرت كثيرا خاصة إنه مشهد محوري في الفيلم، لذلك قمت بشراء مومبار نباتي من ألمانيا حتى أتمكن من أكله في المشهد بشكل طبيعي.

*هل ترين أن الفيلم يمكن أن يقابل مشاكل رقابية عند عرضه عرضا عاما، بسبب بعض الألفاظ الخارجة؟

**الفيلم كان يحتمل مشاهد وألفاظا أكثر مما قدم بكثير نظرا لطبيعة الموضوع، ولكن هذا لم يحدث، وإنا ضد الرقابة بشكل عام وأرى ضرورة إلغائها، والاكتفاء بتصنيف الأفلام عمريا بأن يصنف الفيلم +18 على سبيل المثال، أما الرقابة فهي تحد من حرية المبدع.

*كيف كان وقع خبر مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي، وجائزة شريف دسوقي؟

**كنت سعيدة جدا باختيار الفيلم للمشاركة في المهرجان خاصة أنه الفيلم المصري الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية، وكنت أتمنى فوز الفيلم بأي جائزة لأنها للعمل كله، وشريف ممثل متميز وموهوب ويستحق الجائزة عن جدارة.

*هل قابلتك مشاهد صعبة أثناء تصوير الفيلم؟

**الفيلم مشاهده كانت كلها صعبة بالنسبة لي، لان التصوير كان في الليل وأنا معتادة على النوم ليلا والأستيقاظ مبكرا، ولكن أصعب مشهد كان قسم البوليس.

*البعض قارن بين فيلم “ليل خارجي” وفيلم “ليلة ساخنة” للمخرج الراحل عاطف الطيب، فهل ترين تشابها بين الفيلمين؟

**لا يعني وجود مجموعة من الشخصيات يقضون ليلة واحدة في تاكسي، تشابه الفيلمين، فهناك أفلام عربية وعالمية كثيرا دارت في الأجواء نفسها مثل “تاكسي درايفر”، ولكن الفارق بين فيلم وآخر هو الموضوع والقضايا التي تناولها.

*الفيلم عالج عددا كبيرا من قضايا المجتمع بشكل سريع، مثل العنف ضد المرأة، وقمع الحريات، ومعاناة السينمائيين في مصر، ألا ترين إن هذه القضايا كانت كثيرة ولم يعط لكل منها حقها؟

**على العكس فهذه الطريقة هي الأفضل من وجهة نظري لعرض هذه القضايا، وعدم التركيز على أحدها لتحقيق جماهيرية أكبر.

*هل تخشين من عدم تحقيق الفيلم لإيرادات عند عرضه للجمهور بسبب تصنيفه كفيلم مهرجانات؟

**لا أخشى من ذلك فالفيلم جماهيري، رغم تعرضه لقضايا مهمة، إلا إنه عرضها بشكل جماهيري وبه مسحة كوميدية جميلة، وأعتقد إنه سيحقق إيرادات كبيرة، وأنا أتمنى أن نتوقف عن تصنيف الأفلام، جماهيرية أو مهرجانات، لأن ذلك لا يحدث في العالم كله، وكثيرا ما تحقق الأفلام الفائزة في المهرجانات إيرادات كبيرة عند عرضها جماهيريا.

*قمت بالتمثيل في مصر وخارجها، فكيف ترين الفرق بين الحالتين؟

**في مصر يتدخل الجميع في كافة أمور الصناعة، ولكن في الخارج كل شخص متخصص في مجاله ولا يتدخل في التخصصات الأخرى، والأهم من ذلك في الخارج يتعاملون مع الفنان بآدمية، فهناك احترام لمواعيد التصوير التي لا تتغير أو تتأخر، لكن في مصر يمكن أن أذهب إلى مكان التصوير وأنتظر لمدة تزيد عن الخمس ساعات، وهو أمر شاق بالنسبة لي لأنني ملتزمة وأحترم مواعيدي، وهناك اختلاف جوهري آخر هو إن المخرج هو القائد والمسيطر على العمل في الخارج، بينما يكون النجم هو صاحب القرار في مصر وهذا ليس في مصلحة العمل.

*أخيرا هل ندمت على مشاركتك في ثورة 25 يناير بعد ما وصلت إليه الأحوال في مصر؟

**لم ولن أندم على مشاركتي في الثورة وما زلت أرى أنها أطهر ما حدث في مصر.

القدس العربي اللندنية في

01.12.2018

 
 
 
 
 

تقييمي للدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي

أمل الجمل

عقب ليلة افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ٢٠ - ٢٩ نوفمبر، كتب أحد أفراد فريق المهرجان - على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) - ما معناه "لا تتعجلوا بالنقد.. انتظروا حتى تكتمل الدورة".

هنا لي ملاحظتان: أهمية النقد الآنيّ أنه يجعلك ترى العيوب قبل أن تتراكم، فيُساعدك على أن تُسرع لتلافي الأخطاء، وإصلاح بعض الأمور إن كان ذلك في الإمكان، وقد كان هذا واضحاً - مثلا - من خلال ملاحظات للمونتيرة والناقدة السينمائية صفاء الليثي، فيما يخص بعض التفاصيل كالغطاء الأسود الرديء على الأرض أمام الشاشة بالمسرح الكبير، الذي كاد يتسبب في سقوط البعض، والاستفادة من الخبرات والكفاءات النقدية في إدارة الندوات، بدلا من تكريس شخص واحد، وكان واضحًا أن هناك استجابة للنقد. إذن، النقد- إن كان صادقاً- هو بوصلة مهمة للإنسان.

وأتذكر أن مهرجان الجونة السينمائي، منذ دورته الأولى عام ٢٠١٧، لم يتذمر القائمون عليه من النقد، ولم يطالبوا أحدًا بالتوقف عن النقد، بل على العكس؛ كانوا يقرأون، ويقومون بالاستجابة السريعة لتعديل أي خطأ غير مقصود قد وقع، وكان هذا لافتاً، وتم حسابه لصالحهم؛ فالأذكياء فقط هم من يتقبلون النقد، ويتأملونه، ويتعلمون منه.

الملحوظة الأخرى: إن المدير الفني للمهرجان السيد/ يوسف شريف رزق الله- رغم الجهد الواضح في خياراته لنوعيات الأفلام والبرمجة- قام، ليلة الافتتاح وأثناء تكريمه، بتقديم الشكر تقريبا لجميع العاملين بتلك الدورة، وهذا سلوك قد ننظر إليه باعتباره لفتة إنسانية جميلة وصادرة عن شخص كبير.

لكن هذا التصرف له وجه آخر غير موفق، لسببين، أعتقد أن مكانه الأنسب كان في حفل الختام، عندما تتم الدورة فعالياتها، ويشيد بها الجميع، هنا يكون من حقك الإشادة بأسماء من كانوا في الكواليس، أو غيرها، لكن أن يتم هذا الشكر في حفل الافتتاح الذي طال أكثر من اللازم، وهناك ضيوف أجانب أعتقد لم يكن لديهم ترجمة فورية لكثير من حوارات النجوم المصريين، فهل لنا أن نتخيل وقع وثقل هذا الحفل عليهم؟!

صحيح فكرة تواجد النجمات والنجوم المصريين ومشاركتهم بالحفل كان شيئًا لافتًا، لكنه جاء بنتيجة عكسية بسبب الارتجال. هل يستطيع أحد أن ينكر أن حفل الافتتاح كان شديد المحلية؟ ليس فقط بسبب التكريمات التي انتقدها رئيس المهرجان نفسه بشكل ساخر، وكأنه لم ينتبه لهذا العدد قبل الحفل، وهذا يجعلنا نطرح تساؤلًا:

هل كانت هناك بروفة وتصور للحفل ولإيقاعه قبل الحدث الفعلي؟!

أيضاً، تلك التقديمات الطويلة شديدة المحلية غير المترجمة، والتي جاءت ضمن فقرات النجوم وعلى لسانهم، والتي شهدت ترهل الإيقاع، وتكرار التكرار، بشكل ممُل. كان لا بد أن تكون هناك جُمل مُختصرة مُكثفة مكتوبة مسبقاً لكل نجم أو نجمة، وعلى كل منهم أن يلتزم بها مهما كانت قصيرة، ويكون هناك بروفة مسبقة قبل الحفل، ومن يرفض لا يشارك. فهذا ليس مجالًا للارتجال ما داموا لا يُجيدونه.

أمر آخر لافت في إخراج الحفل، رغم الديكور الجميل والإضاءة المتميزة، بما أنه كان هناك قرار بتكريم الفنان سمير صبري، فلماذا ظهر من البداية في تلك الفقرة الطويلة. كان على إدارة المهرجان الاختيار بين أمرين، والتضحية بأحدهما، إما ظهور صبري في البداية، وإما الاكتفاء بتكريمه قرب نهاية الحفل، أو ضرب عصفورين بحجر واحد منذ البداية، بأن تدخل النجمة وتكرمه عقب انتهاء مقدمته. ومع ذلك في رأيي أن مقدمته الطويلة كانت تصلح لمهرجان محلي، وليس مهرجانًا دوليًا أبدا.

أما المثير للدهشة والحنق أن النجوم والنجمات الذين صدعونا في فقرات حفل الافتتاح بسيل خطابي عن حبهم وعشقهم للسينما، ومطالبتنا بالبقاء ومشاهدة حفل الافتتاح عقب الانتهاء من فقراتهم لم يبقَ منهم/ منهن/ أحد، وتبخروا، أو ربما ذهبوا إلى الحفل الساهر، ولم يتبق سوى ثُلة قليلة فقط - من عشاق السينما الحقيقيين - الذين استمتعوا بالعرض الكوميدي الساخر «الكتاب الأخضر».

غياب دبي ميَّز الآخرين

لا شك أن الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي نجحت في استقطاب أفلام شديدة التميز من بلدان مختلفة، وأفلام حاصلة على العديد من الجوائز من مهرجانات كبرى، حتى إنه، لأول مرة، منذ سنوات كان لديه فائض من إنتاج السينما العربية والمصرية.

بالطبع لعب دورًا في ذلك أن عام ٢٠١٨ يُعتبر في تقديري واحدا من أكثر السنوات خصوبة في الإنتاج والنوعية، وهذا يصب في صالح كثير من المهرجانات السينمائية والمُشاهد.

لكن في كلتا الحالتين يرجع وضوح التميز بالقاهرة- خصوصا في نوعية الأفلام العالمية، ووفرة المصرية- إلى توقف مهرجان دبي السينمائي هذا العام للمرة الأولى، منذ ١٤ عاماً، والذي كان يستقطب أهم وأجمل الأفلام العالمية، وكان أغلب صناع الأفلام العرب يذهبون إليه، فبداخل المهرجان الإماراتي الشهير كان هناك أشخاص يتابعون باستمرار، ودأب، وشغف كل جديد للسينما العربية، مثلما كانوا يتابعون ما هو متوقع، فعندما يعلمون أن هناك مخرجًا يعمل على فيلم قد يستمر على مدار أربع سنوات، فكانوا حريصين على معرفة أخباره وتطورات الفيلم على مدار تلك الفترة، هذا السلوك- بالطبع إلى جانب الدعم المادي، إلي جانب الدعاية غير العادية المتوفرة جراء المشاركة- كان يخلق نوعاً من الولاء والانتماء لمهرجان دبي وتفضيله على كثير من مهرجانات المنطقة العربية.

إذن، لنفترض أن دبي السينمائي عاد في ٢٠١٩ أو حتى بعد عدة أعوام هل وضع المسؤولون بمهرجان القاهرة هذا الاحتمال في أجندتهم؟!

لو عاد مهرجان دبي، فستكون المنافسة حقيقية، الغلبة فيها من دون شك ستكون لأصحاب التخطيط والتنظيم والدقة في كل شيء، وليس فقط للمال.

والمسؤولون في مهرجان القاهرة يمكنهم الحفاظ على مستوى ما قدموه لو عملوا على تفادي الهنات، وعدم الاكتفاء بالنجاح الحالي، والبحث عما هو أفضل، مع التركيز على بناء تلك العلاقة القوية مع صناع الأفلام العرب والمصريين، ودعمهم كما كان يفعل دبي.

أما لماذا لم أطرح ذلك التساؤل على مهرجان الجونة السينمائي؟! فلأن الأخير بدأ أولى دوراته قبل أن يتوقف مهرجان دبي، وأثبت المسؤولون عنه أنهم قادرون على المنافسة، وجذب الأفلام العربية والمصرية، وقدموا دورة نالت إشادات وشبه إجماع على النجاح والتميز.

الجمهور وعلامات استفهام

على صعيد آخر، هناك مسألتان فيما يخص الجمهور؛ أولها يتعلق بالتصويت على الجائزة التي يمنحها الجمهور، والتي تم إلغاؤها في اللحظات الأخيرة، وتم تحويل قيمتها للفيلم الفائز بالهرم الذهبي، بسبب خطأ تقني وفق تصريح السيناريست والمنتج محمد حفظي، رئيس المهرجان، والسؤال الذي يطرح نفسه:

لماذا لم يكن هناك استمارات تقييم ورقية يتم جمعها، عقب خروج الجمهور من كل فيلم كما يحدث في كثير من المهرجانات العالمية؟!

طبعا هذه الخطوة سوف تحتاج لجهد أكبر، لكنه مضمون، ويُمكن المساعدة في إنجازه من خلال المتطوعين، فلماذا لم يكن هناك متطوعون ومتطوعات يعملون في مهرجان القاهرة؟!

الأمر الآخر المتعلق بالجمهور، أتذكر أنني أثناء جلسة حوار مع الناقد السينمائي اللبناني إبراهيم العريس- عقب مشاهدة أحد الأفلام- فسألنا الزميل أحمد شوقي: "إيه رأيكم في الدورة؟" كنا لا نزال في الأيام الخمسة الأولى من الدورة، وكنت استمعت إلى شهادات بعض من الزملاء العرب أنهم لمسوا بعض التغير للأحسن، منذ لحظة الخروج من مطار القاهرة وأسلوب الاستقبال المختلف والذي يشي بالاحترام والتنظيم الجيد، وكنت أنا أيضاً ألمس كثيرًا من الإيجابيات، فقلت: طبعا، رغم الملاحظات، من الواضح أنها دورة مختلفة، وبها جهد، لكن لا يزال هناك مشكلة في تواجد الجمهور بصالات العرض.

هل معقول في ظل عدد المعاهد الحكومية والخاصة التي تدرس الفنون، والسينما، ولا يأتي جمهور كثيف لمشاهدة الأفلام، ويملأ الصالات؟! فأجاب شوقي "بأنهم تواصلوا مع المعاهد وبالفعل قدموا ٨٠٠ بادج يسمح لهم بدخول العروض".

وتعقيبي على التصريح السابق: طيب أين الـ٨٠٠ بادج؟! رغم أنه عدد ضئيل جدا، ويؤكد أن حضور الجمهور لا يزال أحد أوجه القصور التي يُعاني منها المهرجان، وأرجو ألا يقول أحد إن بعض القاعات كانت كاملة العدد في عدد من الأفلام، لأن هذا حدث فقط في حالات معينة أبرزها العروض المصرية، لأنه معروف أن عددا كبيرا من الدعوات يذهب لصناع العمل وأحبابهم وأصحابهم ومعارفهم، وفي عدد قليل جدا من الأفلام الأجنبية، وأصلا لا بد أن نضع في اعتبارنا أن أكبر قاعة- هي المسرح الكبير- لا تتجاوز الألف مقعد.

فلما نقول "فول هاوس" معناه أننا نتحدث عن ألف كرسي فقط إلا قليلاً. فأين مهرجان القاهرة من برلين، أو فينيسيا، أو كان، أو حتى كارلوفي فاري، أو تيسالونيك؟! هل يُعقل أن يقام مهرجان في قلب مدينة القاهرة الكبرى التي يكاد يقترب عدد سكانها من الثلاثين مليونًا، ولا نجد جمهورًا يملأ القاعات التي لا يتجاوز عددها ألف كرسي؟!

المفروض أن جمهور المهرجان لا يأتي فقط من القاهرة الكبرى ولكن من بعض المحافظات، خصوصا الإسكندرية وغيرها.

أيضاً كانت هناك بعض العروض قيل إنها كاملة العدد، ولم نجد لها تذاكر بالفعل، لكن بداخل العرض كانت هناك مقاعد كثيرة خاوية، والتساؤل: لماذا لا يوجد اختراع "الانتظار" أمام باب القاعة؟ فإذا لم يكتمل العدد يُسمح لهؤلاء بالدخول بالبادج ومن دون تذاكر، كما يحدث أيضاً في أغلب المهرجانات العالمية المهمة.

الحقيقة التي لا بد من الاعتراف بها أن إدارة المهرجان- لا شك- بحاجة لمزيد من التفاعل والبحث عن سبل لجذب الجمهور إلى القاعات، وليبحثوا كيف تنجح المهرجانات الكبرى في ذلك، وفينيسيا الأخير نموذجًا، أو ليسألوا المنتجة ماريان خوري كيف كانت تستجلب طلاب المدارس لعدد غير قليل من حفلات بانوراما الفيلم الأوروبي؟! وكيف جعلت أغلب الحفلات كامل العدد؟! السؤال والاستفادة من خبرات الآخرين ليس عيبًا، ولا حرامًا.

أكل الفندق رديء

أشاد الكثيرون بمستوى الحفلات التي أقيمت على هامش المهرجان للضيوف، وهذا أمر مهم، وواضح أن علاقات وجهود حفظي لعبت دوراً، لكن اللافت أن فندق بعراقة وأهمية "الإنتركونتننتال"- سميراميس- يقدم طعامًا غير جيد لنزلائه من ضيوف المهرجان الذين كانوا في الكواليس يتحدثون عن رداءته، لكنهم تحملوا مضطرين، ومنعهم الحرج من أن يشتكوا لإدارة المهرجان. وهو أمر على القائمين مراعاته، ولفت نظر مديري الفندق، فإذا كانوا غير قادرين على تقديم طعام جيد، فيجب أن تُطرح بدائل أخرى، وتكون هناك منافسة مع فنادق أخرى؛ المنافسة دوماً تدفع للأمام. كما أن كافتيريا الهناجر اشتكى منها الكثير جدا من الضيوف ورواد المهرجان، وكتبوا ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، المفروض أن الكافتيريا تستفيد وتكسب بشكل غير عادي أثناء فترة المهرجان، فإن لم تقدم خدمة جيدة يمكن للمهرجان أن يتدخل، كأن يتم الاتفاق مع بعض الرعاة، كما يحدث في بعض المهرجانات الدولية المهمة. أو تُستخدم ورقة المنافسة، ويُطرد السيئ، يجب أن يكون هذا هو القانون. البقاء للأفضل.

رغم كل ما سبق، فمن المؤكد أن دورة هذا العام من المهرجان القاهري العريق كانت متميزة من بعض الجوانب كندوات للمكرمين، والماستر كلاس، واستضافة رؤساء مهرجانات، ونقاد، والتي تم بعضها في النصف الثاني من أيام المهرجان ضمن فعاليات أيام القاهرة، بالطبع إلى جانب عروض سينمائية يومية شديدة التميز حتى وإن اختلفنا حول تقييم بعضها.

وإن كان هذا حظ الدورة الأربعين، فأعتقد أن مهمة المسؤولين عن المهرجان في الدورة القادمة ستكون أصعب بكثير، لأنها إما أن تؤكد هذا النجاح وتتجاوزه، أو ترجع للخلف، لذلك فإن دراسة أخطاء وهنات هذه الدورة- في تقديري- أهم بكثير من التوقف أمام النجاح.

موقع "مصراوي" في

02.12.2018

 
 
 
 
 

نعم.. (فتش عن المرأة)!!.

طارق الشناوي

فى الماضى أى قبل نحو 12 عاما، كان أشرف زكى، نقيب الممثلين، يغضب من أى نقد يوجه إليه، إلى درجة أنه أقام دعوى قضائية ضد كاتب هذه السطور، عندما انتقدت موقفه المتزمت تجاه تواجد الفنانين العرب فى مصر، أصدر وقتها بيانا، يحول دون منح النجم العربى أكثر من عمل فنى واحد فى العام، وتصديت له برغم أن أغلب الممثلين، خاصة النجمات، أو من لديهن بالأحرى أحلام كاذبة بالنجومية، الذين كانوا ولايزالون، يقفون على الحافة، هللوا للقرار، لأنه سيمنحهم فرصة إضافية، وتحقيق النجاح الجماهيرى، بالطبع سقط القرار، فلا أحد يفاضل بين مصرى محلى وعربى مستورد، ولكن قانون الحياة الدائم (البقاء للأصلح)، النجم يصبح نجما مهما كان يبرق حوله من نجوم، بل إن هذا الوهج، هو الذى يُعجل بالنجومية.

أقام وقتها أشرف دعوى قضائية، ثم نسيها، ولم أكن أعلم بها، إلا قبل عامين فقط، كيف تستمر دعوى كل هذه السنوات؟، لا أدرى، وتنازل أشرف، وأغلق تماما هذا الملف.

قلت وقتها إن السبب وراء محاولة إصدار هذا القرار يكمن فى العبارة الشهيرة (فتش عن المرأة)، حيث تردد أن هناك أكثر من خناقة نسائية بين نجمة عربية وأخرى مصرية دفعت لإصدار هذا القرار، الذى وصفته على الهواء بأنه (سيسقط بمجرد ولادته) وبالفعل مات مختنقا، ولم يجد أحدا يدافع عنه.

هذه المرة جاء البيان الذى أصدرته النقابة أيضا متشددا، وتمت مقايضة رانيا بأن تُصدر بيانا آخر تؤكد فيه خضوعها للنقابة، ويتم بعدها إغلاق الملف، وأظن أن الذى كتب بيان النقابة وبيان رانيا، هو نفس الشخص.

ستكتشف أيضا، أن سر الغضب هو المرأة، فهى التى كانت تصب الزيت على النار، لإشعال الحريق، رانيا فى كل الأحوال، صيد سهل جدا، تبدو فى جزء كبير من أحاديثها ومواقفها أنها خارج الزمن، لا تدرى ما تقوله، وما الذى عليها ألا تقوله، إلا أن الغضبة المكثفة واللعب بسمعة مصر والاتهام بنشر الفاحشة كلها مبالغات من أجل إثارة الرأى العام، الذى بطبعه ينحاز إلى هذا الصوت، وهو ما عجل بوضع كلمة النهاية لهذا الصراع.

سألت أشرف لماذا كل هذه الضجة، على فستان، يكفى أن تُدينه (السوشيال ميديا)، قال لى يرضيك يقولوا عنى نقيب (...) طبعا الكلمة المحذوفة هى أقدم مهنة فى التاريخ، والغريب أن بعض النجمات هددن بالانسحاب من عضوية النقابة، بحجة أنهن لا يوافقن على أن تجمعهن مظلة واحدة بتلك الفنانة، لا تنس أيضا أن تطبق قاعدة نابليون، لتعثر على امرأة وصراع قديم على رجل، انتقل من هذه إلى تلك، ثم ترك تلك، ومن المنتظر أن يتوجه إلى هذه!!.

الضربات من هذا القبيل، التى يلعب فيها كيد النسا دور البطولة، شاهدتها قبل 30 عاما، أثناء معركة أطلقت عليها الصحافة قانون (103)، كان المقصود إسقاط سعد الدين وهبة عن رئاسة نقابة السينمائيين، بينما تكتشف أن بعض من اعتصمن لديهن ثأر قديم وبايت ليس مع سعد، ولكن مع زوجته سميحة أيوب، يردن إسقاطها من رئاسة المسرح القومى.

(فتش عن المرأة)، كما قال عمنا نابليون بونابرت!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

المصري اليوم في

02.12.2018

 
 
 
 
 

رانيا يوسف.. عذر أقبح من ذنب

تحليل يكتبه باسم فؤاد

لم يلق مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الأربعين شهرة رغم ما تضمنه برنامجه من أفلام تخطى عددها 150 فيلما عربيا وعالميا، كما ذاع صيته بعدما خرجت علينا رانيا يوسف بفستانها المثير جدلًا أو شهوةً – سمها كما شئت – لتتصدر حديث الصحف وقوائم التريندات على حساب من هم أولى بذلك، فهذا شريف الدسوقى الفائز بجائزة أحسن ممثل فى أول ظهور له عن فيلم "ليل خارجى" وذاك أحمد فوزى المخرج الشاب الذى حاز فيلمه "ورد مسموم" على 3 جوائز فى أول تجربة درامية له، وكان من باب أولى أن يعلو صوتنا دعما وتشجعيا لهذين النموذجين اللذين ضاعت فرحتهما وسط الضجيج المصحوب بكلمات من الفسق والفجور فى مقابل العفة والطهر.

لن أتوقف عند فستان "الليلة إياها" كثيرا، لكن استوقفنى بيان رانيا يوسف ردًا على ما أثير حولها خلال الأيام الماضية، وتحديدا حينما ذكرت أن ( آراء مصممى الأزياء ومتخصصى الموضة غالبا ما تؤثر على قرارات اختيار الملابس، وقد يكونوا وضعوا فى الاعتبار أننا فى مهرجان دولى ) ويتضح من خلاله أن رانيا اعتمدت على اختيار المصممين ولم يكن لها رأى فى قبول الفستان أو رفضه، بالتالى إن كنا نريد أن نوجه سهام النقد فلنوجهها لمصممى الأزياء وليس لشخصها وكأنه لم يكن لديها مساحة من الاختيار.

ثانيًا؛ ذكرت فى البيان أن "المصممون وضعوا فى اعتبارهم أننا فى مهرجان دولى".. وكأن صفة الدولية والعالمية تقاس بمدى قصر أو طول فساتين ضيوف المهرجان، وهنا نتذكر موقف الفنانة تحية كريوكا حين ظهرت على السجادة الحمراء بفعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى عام 1956 وهى ترتدى "ملاية لف" على الـredcarpet خلال مشاركة فيلمها "شباب امرأة" بفعاليات المهرجان، وبسؤالها عن السبب قالت إنها تعتز بكونها امرأة مصرية.

لم يكن البيان إلا محاولة من رانيا لتهدئة حالة الغضب التى انتابت الجميع، بدءا من تقدم عدد من المحامين ببلاغ للنائب العام رقم 15442 لسنة 2018 عرائض النائب العام ضد الفنانة رانيا يوسف - وإن كنا نتحفظ على بعض ألفاظه - وجاء فيه: "الفنانة قامت بالفعل العلنى الفاضح والتحريض على الفسق والفجور وإغراء القصر ونشر الرذيلة التى تخالف الأعراف والتقاليد السائدة فى المجتمع المصرى.. وأن المطالبة بالحريات يقصد بها حرية الفكر والإبداع وحرية الرأى والتعبير وليس حرية العرى والتحريض على الفسق والفجور وإغواء الشباب بهذه الأفعال التى تتنافى مع قيم وتقاليد المجتمع"، كما أصدرت نقابة المهن التمثيلية بيانا جاء فيه أن "المظهر الذى بدت عليه بعض ضيفات المهرجان لا يتوافق مع تقاليد المجتمع وقيمه وطبائعه الأخلاقية، الأمر الذى أساء لدور المهرجان والنقابة المسئولة عن سلوك أعضائها".

قضية فستان رانيا يوسف لا تعنينا بقدر ما يعنينا الهوة أو المسافة الكبيرة بين الفنان والمتلقى، فلا يخفى علينا أن الكثير فى مجتمعنا ينظرون إلى الفن على أنه مصطلح مرادفه العرى والابتذال فى مقابل العفة والطهارة – على عكس حقيقته – وللأسف يساهم سلوك البعض – سواء بقصد أو بدون – فى زيادة هذه الهوة واتساع قطرها، ويغفلون أن الفنان ما هو إلا انعكاس لمجتمعه، فتعالوا نسأل أنفسنا عن القصد من وراء المهرجانات وغايتها، هل هو التبارى بفستان ومصممه أو حتى سعره؟! وهل هو حدث يخلو من أى قيمة تذكر؟! فى اعتقادى – ولهذا نشأت الفكرة – فالمهرجانات انعكاس لنهضة البلدان، وفرصة لتبادل الخبرات بين الضيوف والبلد المضيف، ولهذا تقيم الدول المهرجانات وتدعمها لتعبر عن سياستها فى مجال الثقافة والإبداع، وليست ساحة يمر من خلالها الفنانات عبر"الريد كاربت" وتسعى كل منهن للفوز بجائزة أفضل إطلالة وليذهب المضمون إلى الجحيم.

اليوم السابع المصرية في

02.12.2018

 
 
 
 
 

أشهر الصحف والمواقع الأجنبية تتحدث عن أزمة فستان رانيا يوسف

مروة لبيب

لاقت أزمة الممثلة رانيا يوسف اهتماما عالميا، إذ ألقت العديد من الصحف الأجنبية الضوء على ما تعرضت له الفنانة المصرية من انتقادات مؤخرا وهجوما قد يودي بها إلى السجن، إذ تواجه رانيا يوسف تهمة الفعل العلني الفاضح والتحريض على الفسق والفجور بسبب ارتدائها فستان شفاف على السجادة الحمراء لمهرجان القاهرة السينمائي.

وعلى إثره أصدرت نقابة المهن التمثيلية بيانا تتوعد فيه بالتحقيق مع كل ما تراه تجاوزا في حق المجتمع المصري دون ذكر اسم رانيا يوسف بشكل صريح، وذكر البيان أن المظهر الذي بدت عليه بعض ضيفات المهرجان لا يتوافق مع تقاليد المجتمع وقيمه وطبائعه الأخلاقية، الأمر الذى أساء لدور المهرجان والنقابة المسؤولة عن سلوك أعضائها".

وفي أعقاب هذا البيان أصدرت النجمة رانيا يوسف بيانا واعتذارا رسميا إلى العديد من الأشخاص الذين أغضبهم ظهورها تقول فيه: من الممكن أن يكون خاننى التقدير حيث ارتديت الفستان للمرة الأولى ولم أكن اتوقع أن يثير كل هذا الغضب"، مضيفة : أؤكد من جديد تمسكى بالقيم والأخلاق التى تربينا عليها فى المجتمع المصرى والتى كانت وما تزال وستظل محل احترام".

وفي السطور التالية نرصد لكم كيف تناولت الصحف العالمية أزمة رانيا يوسف:

The Washington Post

ألقت صحيفة The Washington Post، الضوء على أزمة الفنانة رانيا يوسف في ختام مهرجان القاهرة السينمائي.

تحت عنوان "محاكمة ممثلة مصرية لارتدائها ثوبا شفافا"، تحدثت صحيفة The Washington Post عن محاكمة رانيا يوسف بسبب إطلالتها في القاهرة السينمائي.

ووفقا لما ورد في الصحيفة تواجه الممثلة المصرية محاكمة الشهر المقبل بتهمة نشر الفسق والفجور بعد حضورها ختام مهرجان القاهرة السينمائي مرتدية فستان مطرز بالكريستال الأسود يكشف عن ساقيها.

وذكرت The Washington Post في تقريرها أن مصر البلد المحافظ تتمتع بأغلبية مسلمة، وقد احفظت الدولة العربية التي يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة بآثار العلمانية على الرغم من عقود شهدت تنامي النزعة الدينية المحافظة، ولكن حالة رانيا يوسف بمثابة تذكيرا بأن النزعة الدينية لا زالت تعم المجتمع المصري".

وقد تواجه رانيا يوسف 5 سنوات في السجن في حال تمت إدانتها.

Dailymail

وفقا لما جاء في صحيفة Dailymail البريطانية، فقد اتهمت الممثلة المصرية رانيا يوسف بالفعل العلني الفاضح بعد ظهورها في مهرجان القاهرة السينمائي مرتدية فستانا شفافا يكشف عن ساقيها.

وقد تواجه يوسف التي تبلغ من العمر 45 عاما عقوبة السجن لمدة تصل إلى 5 سنوات في حال تمت ادانتها، ومن المقرر عقد أولى جلسات محاكمتها بتهمة التحريض على الفسق والفجور علنيا يوم 12 يناير المقبل بعد شكوى تقدم بها مجموعة من المحامين إلى النائب العام.

وقد رفع الدعوى الأولى المحامي عمرو عبد السلام وجاءت الثانية بتوقيع سمير صبري المعروف عنه تقديم بلاغات للنائب العام ضد المشاهير المثيرين للجدل.

وفي تصريحه لوكالة Agence France-Presse، قال المحامي سمير صبري أن ظهور رانيا يوسف بهذا الشكل لا يتماشى مع القيم والتقاليد والأخلاق المجتمعية وبالتالي يسيء إلى سمعة المهرجان وسمعة المرأة المصرية بشكل خاص.

وفي العام الماضي حكم على مغنية أخرى تدعى شيما في تهمة مماثلة بالسجن لمدة عامين تم تخفيضها فيما بعد إلى عام واحد، بسبب فيديو كليب اعتبره الكثيرون استفزازيا.

وقد ظهرت رانيا يوسف مرتدية فستانا شفاف باللون الأسود يكشف عن ساقيها في ختام الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة السينمائي مما أثار انتقادات واسعة النطاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
Mirror

تقول صحيفة Mirror البريطانية إن الممثلة المصرية أثارت الجدل فور ظهورها على السجادة الحمراء بثوب أسود شفاف وشبهه البعض بملابس السباحة.

ورصدت الصحيفة ردود الفعل المتباينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض لإطلالة الممثلة البالغة من العمر 45 عاما.

إذ وصف أحدهم الفستان بأنه يسمى: لقد نسيت سروالي في الوقت الذي يتم تكريمي فيه"، فيما قال آخر إن ظهورها بهذا الشكل سيساعدها على كسب مزيد من الأدوار".

فيما رصد آخر عدد الأعمال التي ستنهال عليها بسبب إطلالتها الجريئة ويبلغ عددهم 15 فيلما سينمائيا و13 مسلسل تليفزيوني وآخر إذاعي.

فيما عبر آخرون عن دعمهم لفنانتهم المفضلة واستيائهم من النقد الموجه لها في تغريدة جاء فيها: رانيا يوسف تبدو رائعة لا أفهم سبب غضب الجميع منها".

New York Post

تحت عنوان "فستان مثير قد يرسل صاحبته للسجن 5 سنوات" تحدثت New York Post عن إطلالة رانيا يوسف في ختام القاهرة السينمائي.

و ذكرت مجلة New York Post، بأن رانيا يوسف قدأغضبت شريحة كبيرة من المصريين بإطلالتها في ختام الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة السينمائي، فيما يرى آخرون أن إطلالتها لا عيب فيها.

وأنه على الرغم من تقديمها اعتذارا رسميا إلا أنه في حال ثبوت ادانتها سيتم الحكم عليها بـ5 سنوات.

موقع "في الفن" في

02.12.2018

 
 
 
 
 

شريف الدسوقي‏:‏ موهبتي حقيقية‏..‏ وكنت مرعوبا من ليل خارجي

حوار مني شديد

أقامت مدينة الإسكندرية الأفراح والاحتفالات احتفاء بابنها شريف الدسوقي الذي اقتنص لمصر جائزة أفضل ممثل في الدورة الـ‏40‏ لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي التي اختتمت فعالياتها مؤخرا عن دور سائق التاكسي مصطفي في فيلم ليل خارجي مع المخرج أحمد عبد الله السيد‏

ليتوج سنوات من التعب والشقاء في المسرح والسينما المستقلة, ويحقق انتصارا جديدا لمواهب أبناء الإسكندرية الحالمين بالشهرة وتحرمهم منها قسوة القاهرة, ويكتمل الانتصار للمواهب الحقيقية أيضا بإعلان د.أشرف زكي منح الدسوقي عضوية نقابة المهن التمثيلية بعد حصوله علي الجائزة.

شريف الدسوقي ابن المسرح بالدرجة الأولي تربي ونشأ فيه منذ الصغر حيث كان والده مديرا لمسرح إسماعيل ياسين في خمسينيات القرن الماضي, منذ أن أسسه ياسين مع السيد بدير وأبو السعود الإبياري, وبنوا لوالده منزلا خلف خشبة المسرح ورغم انبهاره بهذا العالم فإن والده منعه في البداية من التمثيل فاضطر للعمل بمهن أخري في المسرح منها فني صوت وفني خشبة مسرح إلي أن صعد علي الخشبة في النهاية, وعمل في الثقافة الجماهيرية والفرق المسرحية المستقلة واهتم بالحكي وحصل علي العديد من الورش التدريبية وأصبح الان مدربا للحكي والتمثيل, وشارك العديد من صناع السينما المستقلة أعمالهم, ويعتبره العديد من أبناء الإسكندرية الآن الأب الروحي لهم, لكن ليل خارجي يعتبر أول فرصة كبيرة يحصل عليها ومن المتوقع أن تفتح أمامه أبواب الشهرة وفي هذا الحوار يتحدث الدسوقي عن هذه الفرصة:

·        كيف حصلت علي دور مصطفي في فيلم ليل خارجي؟

أعرف المخرج أحمد عبد الله منذ عام2010 عندما شاركت مع المخرج إبراهيم البطوط في فيلم حاوي, ففي العام نفسه كان عبد الله يعمل علي فيلمه ميكرفون, وعرض الفيلمين معا في دور العرض وقتها, وهو من المخرجين العباقرة وأي ممثل يتمني العمل معه, لأن الحلم الذي يحلمه أي ممثل وهو يصعد درجات السلم أن يعمل مع شخص يوفر له كل الأجواء المناسبة ليقدم أفضل أداء لديه, وأحمد عبد الله من هذه النوعية وكذلك المنتجة هالة لطفي, فهما يريدان صناعة عمل يبقي, والمخرج إبراهيم البطوط لديه جملة عظيمة وهي نحن سنذهب والشريط هو الذي سيبقي هؤلاء الناس يريدون العمل بالفكر القديم لصناع السينما العظام في تقديم أعمال تبقي بمرور الزمن وضخ مواهب ودماء جديدة في السينما, ومن هذا المنطلق وضعا ثقتهما في وتواصلا بداية عام2017, وفي المقابلة الأولي مع أحمد عبد الله قال لي إنه شاهد كل أعمالي السابقة ورشحني لدور رئيسي في الفيلم, وبدأنا ورشة عمل معا لمدة شهر ونصف تقريبا بدون باقي الأبطال حيث لم يكن فريق العمل قد اكتمل بعد.

·        ولماذا اختارك لهذه الشخصية؟

أعتقد أنه لم يخترني لهذه التجربة لمجرد أني ممثل جيد فقط, وإنما لأني في الأصل ممثل مسرح وحكاء ولدي مخزون من المراقبة والرصد, وأقدم عروض الحكي الفردية منذ أكثر من15 عاما, وأقوم بكتابة حكاياتي بنفسي من المشاهدات التي أجمعها من البيوت والشوارع المصرية ومراقبة المجتمع والأماكن المميزة, وهو علي علم بأن لدي هذا المخزون وأمتلك قدرة جيدة علي الارتجال, والسيناريو الذي تسلمناه- وهو النسخة الـ11 مكتوب بداخله يتم التعامل بالارتجال علي مستوي الشخصيات الثلاث الرئيسية مو ومصطفي وتوتو بعد القراءة الأولي للمشهد, فكنا نقرأ المشهد ثم نترك السيناريو جانبا ونبدأ تمثيل المشهد بشكل ارتجالي, لأنه كان يريد للشخصيات أن تظهر علي الشاشة حقيقية وطبيعية من دون تمثيل أو افتعال, وهو المنهج المتبع الآن في أنحاء العالم منهج اللا تمثيل.

·        كيف تري الانتقال من المسرح إلي السينما؟

منذ بداية نشأة السينما المستقلة في مصر وبالتحديد في الإسكندرية, حصلت علي العديد من الورش التدريبية في الأداء التمثيلي أمام الكاميرا منذ أكثر من14 عاما, وكان أغلبها من تنظيم مركز الجيزويت الثقافي بالإسكندرية, وكان أول فيلم روائي قصير أشارك فيه نتاج ورشة تدريبية في الجيزويت, وشاركت من هذا اليوم في بطولة عدد كبير من الأفلام القصيرة, واكتسبت خبرة الوقوف أمام الكاميرا من العمل مع مخرجين مهمين في الأفلام الروائية القصيرة كان آخرهم شريف البنداري الذي شاركت معه في فيلم حار جاف صيفا الحائز علي الكثير من الجوائز في مصر وخارجها, ولهذا لا يعتبر الأداء أمام الكاميرا غريبا علي والأمر دائما سهل طالما أن الممثل يعمل علي تطوير نفسه دائما.

·        وهل ساعدك الحكي علي الارتجال في أداء الشخصية؟

بالتأكيد, فرغم أنني لم أدرس الفن بشكل أكاديمي فإنني حصلت علي العديد من الورش وتعلمت علي يد الكثير من الأساتذة في أكاديمية الفنون وقسم المسرح بكلية الآداب جامعة الإسكندرية فقد تبنوني منذ الصغر, وأسعي إلي نقل هذه الخبرة لزملائي من الممثلين الشباب وأقول لهم دائما إن الممثل إذا اعتمد علي التمثيل فقط ولا يتجه لتجربة الحكي سيخسر كثيرا, أيا كان نوع الحكي الذي سيتوجه إليه سواء كتابات قديمة أو قصصا حديثة, لأن هذه التجربة تحرض الممثل دائما علي استكشاف الشخصيات, فالحكي المونو الفردي أصعب بكثير من التمثيل, الحكاء ليس لديه أي أدوات, الأداة الوحيدة التي يمتلكها هي التشخيص داخل الحكاية, ولهذا لابد أن يكون لديه موهبة حقيقية يثق فيها حتي يستطيع القيام بذلك, وهذه الموهبة تحرضه باستمرار علي مراقبة الشخصيات والكراكترات في الشارع المصري الثري بالدراما والكراكترات, وهذا ساعدني كثيرا في شخصية مصطفي التي أراقبها منذ سنوات, صحيح أنه لا أحد تأتيه الفرصة تفصيل ولكن يمكنني القول إن الفرصة التي حصلت عليها مع شخصية مصطفي كانت وكأنها متفصلة خصيصا من أجلي, فمن المرة الأولي التي حدثني فيها أحمد عبد الله عن الشخصية شعرت أنها نفس الشخصية التي أراقبها منذ أكثر من15 سنة وأحكي عنها في حواديت الحكي بأشكال مختلفة, خاصة أن هذا الكراكتر أصبح موجودا بكثرة في المجتمع المصري خلال الأعوام الأخيرة, الشخص الذي يدعي معرفة كل شيء ويريد أن يعمل في ثلاث مهن خلال اليوم الواحد, وعندما يسأله شخص عن أي شيء يدعي أنه يعرفه رغم جهله حتي يحصل علي ما يريد, وربما لا يعمل بشكل حقيقي ويقضي وقته علي القهوة ويحاول التربح من خلال استغلال بعض الأشخاص, ولا نستطيع أن ننكر أن هذه الشخصية موجودة في المجتمع المصري الآن بكثرة.

·        الفيلم وضع يده علي فكرة الفوارق الاجتماعية بين الطبقات ونظرة الناس لبعضهم البعض والاتهامات المتبادلة, فهل كان ذلك ظاهرا من القراءة الأولي للسيناريو؟

كما قلت أحمد عبد الله قائد وذكي بالفطرة, فعندما وجد أننا دخلنا في المراحل الأولي من عمق الشخصيات, وجهنا إلي أن شطارة الممثل ليست في قراءة الكلمات التي كتبها المؤلف وأدائها فقط وإنما في التعرف علي ما بين السطور أولا, وبمناسبة فكرة الفوارق الطبقية التي يفصل بينها محطة واحدة ما بين المعادي المنطقة الراقية, وحدائق المعادي المنطقة الشعبية, في أثناء ثورة25 يناير كان يشغلني باستمرار مراقبة الناس وتوجهاتها, فكنت أتجول في شارعين وصادفت مواقف من أعجب ما يمكن, من بينها في الإسكندرية, كان هناك شارعان لا يفصل بينهما أكثر من200 متر الأول يعرف سكانه أن البلاد في حالة اضطرابات وهناك ثورة قائمة, والشارع المجاور له لا يعرف أهله أي شيء ويتفننون في اختلاق القصص مثل شخصية مصطفي في الفيلم تماما, فمنهم من يقول احتجاجات لعمال شركة لم يتقاضوا رواتبهم أو يخترعوا أي قصص أخري لأنهم لا يعرفون الحقيقة, وهذا يؤكد فكرة أننا طبقات تنظيريا ولكن واقعيا الفارق بيننا هو مجرد أمتار بسيطة ولا أحد منا يعرف شيئا عن الآخر.

·        وهل الفيلم في رأيك عبر بشكل حقيقي عن واقع المجتمع؟

نعم, بنسبة ما ولكني كنت أتمني أن يكون هناك مشاهد توضح ذلك أكثر وبتفاصيل أعمق, ولكن أحمد عبد الله هو القائد ولديه رؤيته وكان يريد تقديم صورة عامة لهذا الشكل الطبقي وأظهره بالكثير من التفاصيل.

·        هل تري أن الفيلم والجائزة سيفتحان لك أبوابا أخري في المستقبل؟

تعلمت دائما أن الممثل سلعة لابد أن تعلن عن نفسها, تعبت جدا في الماضي وكنت أسمع كثيرا جملة ما الذي تفعله في الإسكندرية حتي الآن؟ لابد أن تتوجه للقاهرة لتستغل موهبتك, فأذهب للقاهرة أجدها صحراء وأجوع فيها ولا أجد قوت يومي, المبدع لا يبدع لنفسه في الدور الذي يؤديه فقط وإنما يبدع أيضا في مقاومة الحياة ومواجهة مهنة صعبة في بلدنا, ولهذا عودت نفسي أنه طالما أني أرضيت ضميري أمام نفسي وأمام الله في الدور الذي أؤديه فالنتيجة مضمونة, البعض يقول إنه لا توجد قاعدة للوصول للنجومية في مصر, ولكن في رأيي أن هناك قاعدة وهي إرادة الله.

·        البعض يري أن النجومية التي حصل عليها متأخرا القادمون من عالم المسرح مثل سيد رجب وبيومي فؤاد والراحل خالد صالح ستكون أيضا من نصيب شريف الدسوقي فما رأيك في هذا؟

أساتذتي ربوني فأحسنوا تربيتي, كل فرصة أحصل عليها تصيبني بالرعب ولكن في اليوم التالي تعود إلي ثقتي في موهبتي, وفي عام2010 كان لنا في الإسكندرية لقاء مع النجم العالمي روبرت دي نيرو, سئل فيه عن الأوسكار والجوائز العالمية التي حظيت بها فقال عندما أترشح لدور أغلق علي دي نيرو الباب وأعيش الشخصية بمعني أنه يعطي معاناته الشخصية في الحياة إجازة, ويذهب للشخصية وعندما يعود لشخصيته بعد انتهاء التصوير يكون قد استعاد نشاطه ولديه قدرة أكبر علي المقاومة, وأنا مؤمن بهذه الفكرة أيضا, كنت مرعوبا عندما ترشحت لفيلم ليل خارجي وخلال أيام التحضير والتصوير, ولكني تعلمت أن أعمل علي تطوير نفسي من نواح مختلفة ليس فقط الأداء وإنما أيضا كيفية إنشاء سلاح مقاومة في الحياة حتي لا يهزمني شيء ولا أستسلم للاكتئاب, قد أكتئب أحيانا ولكني أؤمن بأنه طالما أن موهبتي حقيقية لا يجب أن أستسلم للاكتئاب, والاحتفاء الذي حصلت عليه من الجمهور بعد عرض الفيلم في المهرجان ومن بعده فوزي بالجائزة فهذا يجعلني أعيش أكثر من عام كامل بسعادة كبيرة, حتي لو لم أحصل علي فرص خري في المستقبل القريب.

الأهرام المسائي في

02.12.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)