كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

هذه الأفلام مرشحة لجوائز "القاهرة السينمائي"

بقلم: أسامة عبد الفتاح

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الأربعون

   
 
 
 
 
 
 

** ثمانية أعمال قريبة من التتويج في المسابقة الدولية وآفاق السينما العربية وأسبوع النقاد

لا شك أن مهمة لجان تحكيم الدورة 40 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والتي تُختتم مساء بعد غد الخميس بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، ستكون صعبة للغاية لمشاركة العديد من الأفلام الجيدة والمتميزة في مختلف المسابقات.. وإذا كنت سأرشح - في السطور المقبلة - بعض هذه الأفلام لنيل الجوائز، فهذا لا يعني ضعف الأعمال الأخرى.

في المسابقة الدولية، أرشح الفيلم التايلاندي "مانتا راي"، الذي سبق لي الإشارة له، حيث يكشف عن موهبة المخرج بوتيفونج أرونفينج في عمله الروائي الطويل الأول، الذي يدور - وسط أجواء شعرية ساحرة - في محيط قرية ساحلية في تايلاند، على الحدود مع ميانمار، ويناقش قضية الآلاف من لاجئي الروهينجيا، وكان قد حصل على جائزة أفضل فيلم من مسابقة "آفاق" بالدورة الأخيرة من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.. ويُعد العمل استكمالا للموضوع الذي كان أرونفينج قد بدأه عام 2015 في فيلمه القصير "عجلة فيريس"، حيث كان يدور أيضا حول العمال المهاجرين والحدود المخترقة بين تايلاند وجيرانها، لكنه اختار في فيلمه الطويل الأول أن يكتب قصيدة شعر سينمائية على خلفية قضية الروهينجيا.

أرشح أيضا الفيلم القبرصي اليوناني "وقفة"، للمخرجة تونيا ميشيالي، التي اشتركت في كتابته مع آنا فوتيادو، فيما قام ببطولته كل من ستيلا فيروجيني وأندرياس فاسيليو، حيث يتمتع ببناء درامي وتقني فريد يمزج الماضي والحاضر والمستقبل، والواقع والخيال وأحلام اليقظة، في تتبعه لامرأة في منتصف العمر تعيش زواجا تعيسا مع رجل بلا مشاعر وبلا ذوق يهملها ويعاملها بجفاء حتى جفت بمعنى الكلمة جسديا وروحيا.. وتجعلها حياتها المريرة تمزج بين الواقع المرير وبين الخيال المنشود الذي تنتقم فيه من زوجها الفظ وتعيش خلاله لحظات حلوة مع رجل الأحلام.

وهناك الفيلم الفيتنامي "الزوجة الثالثة"، الذي كتبته وأخرجته آش مايفير، وقام ببطولته لونج لي فو وماي زوهيونج مايا، والذي يُعد فيلما تاريخيا، حيث يدور في القرن التاسع عشر في ريف فيتنام حول صبية في الرابعة عشرة فقط من عمرها يتم تجهيزها لتكون الزوجة الثالثة لإقطاعي ثري، وتدفعها رغباتها المكبوتة لاختيار قاس ومحير وخطير أيضا بين أن تعيش في سلام وأمان وبين أن تحصل على حريتها.. وتنفذ المخرجة فيلمها في أجواء ساحرة وفريدة من تصميمات الديكور والملابس والإضاءة، وتعبّر - بشاعرية وحس مرهف جدا - عن مشاعر وآلام وآمال الفتاة محور الأحداث في فيلم بديع ليس نسويا بقدر ما هو إنساني.

وفي مسابقة آفاق السينما العربية، أرشح الفيلم اللبناني "جود مورنينج" للمخرج بهيج حجيج، والذي يحتضن، في مقهى حديث مع نافذة عريضة تطل على أحد شوارع بيروت النابضة بالحياة، وشاشة معلقة على الحائط تبث الأخبار بلا توقف، جنرالا متقاعد في الثامنة والسبعين جاء ليقابل صديقه الطبيب ذا الواحد وثمانين عامًا من أجل لعب الكلمات المتقاطعة للحفاظ على ذاكرتهما ومحاربة النسيان.. ويقدم المخرج 16 تأملًا في الحياة والعمر والحياة اليومية اللبنانية وما طرأ على بيروت من تغيير عبر السنين.

وأرشح أيضا الفيلم التونسي "فتوى" للمخرج محمود بن محمود، والذي يدور حول التونسي إبراهيم الذي يعيش في فرنسا، ويعود إلى وطنه لدفن ابنه الذي توفي في حادث دراجة بخارية، ليكتشف أن الابن كان منخرطًا في جماعة إسلامية متطرفة، فيقرر إجراء تحقيقه الخاص للتأكد مما إذا كان ابنه متطرفًا، ومعرفة من قاده إلى طريق التطرف.

وهناك بالطبع الفيلم المصري "ورد مسموم"، للمخرج أحمد فوزي صالح في تجربته الروائية الطويلة الأولى بعد فيلمه الوثائقي المعروف "جلد حيّ" الذي شارك في عشرات المهرجانات الدولية وحصل منها على العديد من الجوائز.. وتدور أحداث الفيلم الجديد - مثل القديم - في منطقة المدابغ التي يعيش كل من فيها مهددين بالدوران الذي لا يرحم لماكينات الدباغة، والمجففات التي تدور مهشمة عظام الحيوانات، ومخاطر مياه الصرف المسممة في كل مكان.. وداخل هذا العالم الصعب تتمسك تحية دون أمل بشقيقها صقر الذي يكمن حلمه الوحيد في الهرب من حياة المدابغ.

وفي مسابقة أسبوع النقاد الدولي للأعمال الأولى أو الثانية لمخرجيها، أرشح الفيلم البلغاري "آجا"، الذي عُرض في ختام مهرجان برلين 2018، وعرض في مهرجان القاهرة للمرة الأولى في أفريقيا والمنطقة العربية، وينتمي للسينما البحتة، للجماليات البصرية والتعبير بالصورة أكثر من الحوار، حيث أن جمل الحوار في الفيلم قليلة جدا، ومساحات التأمل وإعمال العقل والوجدان كثيرة في مجال فسيح هو الطبيعة الساحرة وسطوتها وعلاقة الإنسان بها من خلال الجليد الأوروبي وحياة أبطال الفيلم البدائية فيه وفق عادات وتقاليد أجدادهم بما فيها الصيد بالفخاخ للحصول على الطعام والبقاء على قيد الحياة.

وأرشح أخيرا الفيلم اليوناني الخاص جدا "شفقة"، الذي شارك في مسابقة مهرجان صندانس الأمريكي للأفلام المستقلة 2018، وهو تجربة بحق مختلفة لأنه يكشف جوانب مدهشة ومثيرة في أعماق النفس البشرية التي ما زالت غامضة بالنسبة لنا، من خلال شخصية درامية فريدة لرجل يدمن الحزن، ولا يشعر بالسعادة إلا إذا كان تعيسا، يحتاج دائما للشفقة، ومستعد أن يفعل أي شيء لكي يحصل عليها من الآخرين!! واللافت أن موضوعا معقدا كهذا تمت معالجته بطريقة كوميدية ساخرة في تركيبة جديدة تماما على الدراما السينمائية.

 

####

 

«عمرة والعرس الثاني» عنوان سطحي ومباشر لفيلم ليس كذلك !

بقلم: مجدي الطيب

• يواصل «صباغ» مناهضة الأفكار الاجتماعية البالية التي تعوق حركة المجتمع السعودي مُسلطاً الضوء على الوضعية المتدنية للمرأة السعودية في مجتمع ذكوري

كنت واحداً من المتحمسين للمخرج السعودي محمود صباغ في فيلمه الروائي الطويل الأول «بركة يقابل بركة» (2016)، الذي كتبت عنه في جريدة «القاهرة» (العدد الصادر في 20 سبتمبر عام 2016)، واصفاً إياه بأنه يقود انقلاباً على المجتمع السعودي المتحفظ، كما يتزعم ثورة تغيير بمعنى الكلمة. ومع مشاهدة فيلمه الطويل الثاني «عمرة والعرس الثاني» أصبحت على يقين أن «صباغ» يمتلك مشروعاً حقيقياً لصنع سينما سعودية خالصة، تنطلق من حب حقيقي للوطن، ورغبة صادقة في وضعه ضمن مصاف الدول المتحضرة .

مثلما فعل في فيلم «بركة يقابل بركة» (88 دقيقة) يصنع المخرج محمود صباغ فيلماً سعودياً / عربياً من الألف إلى الياء؛ إذ نأى بنفسه عن الاستعانة بعناصر فنية أجنبية؛ في التصوير والمونتاج أو الموسيقى، كما جرت العادة في الأفلام السعودية التي أنتجت من قبل، ولم يعتمد على قصة كتبها أمريكي أو بريطاني تمت «سعودتها»، مثلما لم يستعن بمنتج غربي أو منتج منفذ أجنبي، بل اتجه إلى الاعتماد على عناصر عربية خالصة؛ بداية من الممثلين السعوديين، الذين يواجهون الكاميرا لأول مرة، مروراً بمدير التصوير المصري فيكتور كريدي والمونتير المصري عماد ماهر وواضع الموسيقى التصويرية المصري تامر كروان فضلاً عن مهندس الديكور الأردني إبراهيم خورمة، وصولاً إلى القصة المحلية، التي كتبها المخرج نفسه، وتناولت شأناً سعودياً بمعنى الكلمة، واصل من خلالها السعي الجاد لتغيير المجتمع، وتجديد الخطاب الديني، ونسف الإرث الرجعي، أملاً في مجاراة العصر، من دون الوقوع في فخ التجاوز أو التطاول على الثوابت والمقدسات .

أزمة عمرة

يواصل «صباغ»، في فيلمه الثاني، مناهضة الأفكار الاجتماعية البالية، التي تعوق حركة المجتمع السعودي، وانطلاقه، مُسلطاً الضوء، هذه المرة، على الوضعية المتدنية للمرأة السعودية، في مجتمع ذكوري، الغلبة فيه للرجل، الذي لا تعلو إرادة فوق إرادته، وتكريس تفسير خاطيء للدين، يجعل منه إلهاً أو ظل الله في الأرض؛ فالزوجة الأربعينية «عمرة» (الشيماء طيب) تفعل كل ما في وسعها لخدمة زوجها «هلال» (محمد الحمدان)، الذي يعمل في شركة نفط؛ فترعى بناته الثلاثة، في ظل غيابه المستمر عن البيت، ووالدتها المسنة، وتتفانى في طاعته، وخدمته، في إعداد الولائم التي يُقيمها لأصدقائه، ولا تكاد تغادر المطبخ، بل أنها تستثمر مهاراتها في صنع الكليجا السعودية، التي تُعد من اشهر الحلويات الشعبية القديمة، ومعمول التمر الهش، لتبيعها، بسعر زهيد، في سوق المجمع السكني، ومع هذا تفاجأ، بعد زواج استمر خمسة وعشرين عاماً، بأن زوجها عقد النية على الزواج من جارتهما الشابة السورية اللاجئة «عشتار»، لتنجب له الولد؛ لأن أمه المتعجرفة تؤمن أنه «ايش يسوى الرجل في مجتمعنا من غير ولد»، ما يدفع «عمرة» للاستماتة في الدفاع عن بيتها، والحيلولة دون إتمام الزيجة المرتقبة، التي تهين أنوثتها، وتزيد معاناتها .

ظلم اجتماعي وابتزاز جمعي

في إطار يمزج بين الواقع والفانتازيا، ولا يخلو من سخرية لاذعة، يُعري «صباغ» المجتمع الظالم، الذي تتبارى شرائحه في النيل من المرأة المغلوبة على أمرها؛ سواء المتشدقين بالليبرالية، أو رجال الدين والدعاة، اللذين يوافقون الزوج على جريمته؛ بحجة أنه يتبع الشرع، الذي حلل له الزواج من أربعة، ونساء المجمع السكني، اللائي ينبذنها، ويُشاركن في قهر روح المقاومة لديها؛ بحجة أنها متمردة، وتخالف أمر ربها، عندما ترفض مشاركة امرأة أخرى في زوجها، وكذلك الحال مع المنظمات النسوية، التي تدعي الدفاع عن حقوق المرأة، وتزعم بأنها ترفع الظلم عن المطلقات والمهدرة حقوقهن، بينما هي – في حقيقة الأمر – تستغل معاناتهن، وتتربح من وراء المتاجرة بألامهن !

تتسلح «عمرة» بالدين، وصلاة الاستخارة، كما تلجأ إلى السحر، لكنها تقع فريسة لجبهة داخلية نخرها السوس؛ فالزوج غائب، أناني، ويبحث عما يُكرس سلطته الأبوية، وابنتها الكبرى ناقمة على مؤسسة الزواج، بينما الإبنة الوسطى وقعت ضحية للإدمان، وعلاقة سرية مع شاب أرعن، أما الصغرى فمشغولة بعالمها الخاص؛ كعاشقة للموسيقى، وهاوية للعزف على البيانو، و«عمرة» نفسها محاصرة بجار يسعى لاستغلال معاناتها، وإقامة علاقة عاطفية معها لكنها تقاومه بكل ما أوتيت من قوة ! 

بانوراما كاملة للمجتمع السعودي نجح «صباغ» في إلقاء الضوء عليها؛ كما فعل في التنديد بظاهرة «التفحيط»، التي يقوم فيها الشباب السعودي بقيادة السيارة، معتمداً على السير بالعجلة الأمامية فقط، والحماة صاحبة الأمر والنهي، والمتحكمة الفعلية في تسيير أمور البيت السعودي، ووسائل التواصل الاجتماعي، التي أفسدت بنية المجتمع، لكنه كان حاذقا للغاية عندما تعمد تعميم رسالته، والتعتيم على المدينة التي يعنيها، وحلق بعيداً عن الواقعية المكانية، مفضلاً الواقعية السحرية، حتى بدا وكأنه يصنع عالماً متخيلاً، غرائبياً، ربما ليهرب من القيود المجتمعية، أو الرقابة السلطوية، وإن اتسم العمل، في مشاهد قليلة، بالكثير من الملل، وترهل الإيقاع، وكأنه سهرة تليفزيونية، ارتفع فيها الصوت الزاعق للحماة، التي بدت نمطية بدرجة كبيرة، بعكس شخصية «عمرة»، التي بدت مقنعة وتلقائية، عاشت الشخصية، وأتقنت الممثلة غير المحترفة الشيماء طيب تجسيدها، بعد ما عكست من خلالها شخصية المرأة السعودية المقهورة، والمغلوبة على أمرها، التي تلوذ بمطبخها، مملكتها الوحيدة، التي أجاد مهندس الديكور إبراهيم خورمة رسمها ببراعة لم تغب عنها المسحة الخيالية، كما حالف التوفيق المخرج في تحجيم ظهور الزوج، وتغييبه بشكل ملحوظ، باستثناء لقطات قليلة، أوحت بالحضور الذكوري الطاغي !

كوميديا سوداء

«عمرة والعرس الثاني» كوميديا سوداء، نجحت في تبني أكثر من رسالة، وأفلتت من الوقوع في فخ إشاعة الإحباط لدى من يتابع أحداثه، ومثلما فعل في فيلمه الأول «بركة يقابل بركة»، اتسمت لقطاته بسحر بالغ، بفضل كاميرا المصري فيكتور كريدي، الذي نجح في نقل أجواء البيئة السعودية، من اللقطة الأولى التي ظهر فيها الجمل هائماً في شوارع المدينة، فالنقد الإجتماعي الواضح دعمته لغة سينمائية واعدة، ولم تكن أسماء الشخصيات الدرامية بعيدة عن الهدف المأمول؛ فلكل اسم دلالة ومعزى؛ بداية من «عمرة»، رمز العمار والتعمير، والعامرة بكل ما هو خير وأصيل، مروراً بالزوج «هلال»، الذي يظهر في حياة عائلته مرة واحدة كالهلال، وصولاً إلى اسم الفتاة السورية «عشتار»، الذي يعني في الميثولوجيا السورية، إلهة الخصب والحب ومتع الحياة، واقترن في الأساطير بعودة الحياة، ونمو النبات، وكثرة التناسل، والتجسيد الصارخ لقوة الإخصاب الكونية، ودورة الحياة النباتية في الطبيعة؛ إذ بغيابها عن عالم الأحياء تجف الأرض، ويتوقف النسل، وتتعطل مظاهر الحياة، وإن جاءت نهاية الفيلم سلبية، ومتناقضة مع الروح المتمردة التي انطلق منها؛ بعد ما استسلمت «عمرة» لمصيرها، وسلمت بقدرها، ورضخت لإرادة مجتمعها، وراحت تضع يديها في يد ابنتها الصغرى «جميلة»، التي حققت ذاتها كعازفة بارعة، ونالت إعجاب ضيوف الحفل الذي أحيته، في تأكيد على المستقبل الطيب الذي ينتظر جيلها، والأمال المعقودة عليه، في التغيير، بينما ترقب «عمرة»، بأسى، عرس زوجها على الفتاة السورية اللاجئة، التي أخطأ المخرج في تصنيفها بأنها واحدة من المعارضين للنظام السوري، وكان الأحرى به أن يكون موضوعياً، وألا يقع في فخ التحزب السياسي !

جريدة القاهرة في

28.11.2018

 
 
 
 
 

مع احتفاء مهرجان القاهرة بأفلام متميزة.. كيف يرى شباب السينمائيين الصناعة؟

كتبت- رنا الجميعي:

في دورته الأربعين يعرض مهرجان القاهرة السينمائي تجارب لعدد من شباب السينمائيين، حازت إعجاب الجمهور، من بينها فيلم "ليل خارجي" للمخرج أحمد عبد الله، وفيلم "ورد مسموم" للمخرج أحمد فوزي صالح، وفيلم "لا أحد هناك" للمخرج والممثل أحمد مجدي، تلك التجارب المتميزة فنيًا وإنتاجيًا تنشط من سوق السينما المصري، وتُعطي أمل للمخرجين الشباب في مستقبل أفضل لتجاربهم الفنية.

من بين المخرجين الشباب "ياسر شفيعي" الذي يُعرض فيلمه القصير "التدريبات القصوى لتحسين الأداء"، ويُشير شفيعي إلى أن تلك النوعية المختلفة من الأفلام تُشّجع على وجود تجارب أخرى جديدة، مع التأكيد على أن التكنولوجيا أحد عوامل زيادة عددها.

يقول شفيعي "أنا مع أي تجربة تطلع شخصية المخرج الحقيقية"، ويرى المخرج الشاب أنه على صانع العمل ألا ينتظر المنتج الذي يتحمس لفيلمه "مثلا تجربة ليل خارجي مفيش منتج هيتحمس لها، لازم المخرج بنفسه يسعى ويدور على التمويل"، يجدر الإشارة إلى أن ليل خارجي حاز على منحة من مهرجان دبي السينمائي لاستكمال مرحلة ما بعد الإنتاج.

كما يضيف شفيعي أن الجمهور لم يعد يقبل فقط على تلك النوعية، بل إن الأفلام القصيرة أيضًا أصبح لها جمهور في تزايد.

"عمرو موسى"، من المخرجين الشباب المتواجدين هذا العام أيضًا بالدورة الأربعين، بفيلمه القصير "شيكولاتة داكنة"، ويؤكد على تغيّر يحدث سواء داخل مهرجان القاهرة أو في صناعة السينما بشكل عام، حيث يقول "المهرجان بقى بيدي مساحة للناس تعمل أفلام طويلة ومبيقاش ليه توزيع كبير فعلا"، مُشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستحمل مساحة مختلفة من التجريب و"أفلام مختلفة عن أفلام السوق"، مما يُشجّع شركات الإنتاج والتوزيع على خوض مساحة أكبر من المغامرة.

تلك الموجة من الأفلام ليست حديثة زمنيًا كما يرى "أحمد عصام"، الذي حاز فيلمه القصير "عيد جواز" على جائزة أحسن مخرج وأحسن سيناريو في مهرجان الأردن الدولي للسينما، "أنا شايف ان دا بيحصل من زمان من وقت فيلم ميكروفون لأحمد عبد الله"، الذي عرض بالسينمات في وقت فاصل، 24 يناير 2011، منذ ذلك الحين بدأ يحدث شئ مغاير في السينما "ميكروفون عمل ضجة وكان عاكس لصوت الشباب وقتها"، رغم أنه لم يكن الفيلم الأول في ذلك الاتجاه، فأفلام مثل هليوبوليس لعبدالله وعين شمس للمخرج إبراهيم بطوط أنتجت قبل ذلك أيضًا، لكنها لم تحدث الأثر الكبير الذي ناله ميكروفون، كما يعتقد عصام.

من أسباب ظهور تلك الموجة هو وجود جيل كامل من المُخرجين المختلفين عمن سبقوهم، كما يقول عصام "الجيل اللي طالع مبقاش ينفع معاه يبقى مساعد مخرج الأول وبعدين يبقى مخرج، هو جيل غير صبور، إحنا في عصر سريع الناس بقت تحقق حاجات كتير في وقت قليل"، لذا كان من الطبيعي ألا يلجأ هؤلاء المخرجون إلى نمط السوق الرائج.

يشعر عصام بالتفاؤل والأمل من تزايد دفعات جديدة من الأفلام، حتى أن بعض المنتجين وشركات التوزيع بدأت في مواكبة ذلك التغيير "فيه منتجين بقوا بيشجعوا التجارب الجديدة والمخرجين اللي معندهمش رصيد كبير من الأفلام"، ويرى عصام أن الأفكار التقليدية مصيرها إلى الزوال، وحتى أن الجمهور بدأ في استيعاب أفكار غير تقليدية، سمح بذلك فاعليات سينمائية مثل بانوراما السينما الأوربي وتجارب أخرى مثل عروض سينما زاوية.

على عكس النظرة التفاؤلية التي قدّمها عصام، يرى المخرج خالد منصور، الذي عُرض فيلمه الأخير "جزيرة التوت" في افتتاح مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، أن تغير هيكل كبير كصناعة السينما أمر يحتاج لما هو أكثر من ذلك "السينما مش هتتغير بالاجتهادات الذاتية"، فمُعظم المخرجين المستقلين الذي تمكنوا من تقديم فيلم أو أكثر لم يستمروا بعد ذلك بنفس الشكل "الوحيد اللي قدر يكمل هو أحمد عبد الله"، حيث قدم حتى الآن خمسة أفلام ممولة ذاتيًا.

ولفت منصور النظر إلى أن غالبية قاعات السينما مملوكة بالأساس لشركات التوزيع "ودا بيكبّل السينما، وبيخلي الموزع مش بيعرض إلا الفيلم اللي أنتجه ويرفض عرض أي فيلم تاني".

ويرى منصور أن سبب استمرار تجربة عبد الله هو جرأته وعدم توقفه عند أي مشكلة "بيقدر يلاقي حد يساعده في التمويل، ورغم إن الفلوس بتكون محدودة لكن بيقدر يعمل فيلم كويس غير مقيد"، يرى منصور أن ما ينقصهم كمخرجين هو التعلم واكتساب الخبرات بالخارج للتمكن من إنتاج أفلامهم.

هناك نوعية أيضًا من الأفلام التي حازت على جوائز بمهرجانات في الخارج، وهي أفلام طويلة أولى لأصحابها مثل أخضر يابس للمخرج محمد حماد و يوم الدين للمخرج أبو بكر شوقي، يُشير منصور إلى أن مخرجيها لن يجدوا صعوبة في إنتاج ثاني أفلامهم بعد ذلك، فمن السهل حصولهم على تمويل خارجي، لكن ذلك لا يعني تغير عقلية المنتجين المصريين "ومش هيتحمسوا بسهولة للأفلام دي".

خلال الأعوام الماضية تعرّض الجمهور المصري للعديد من التجارب المختلفة، منها "الخروج للنهار" للمخرجة هالة لطفي، و"زهرة الصبار" للمخرجة هالة القوصى، و"على معزة وابراهيم" للمخرج شريف البنداري، و"أخضر يابس" للمخرج محمد حماد، و"يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقي، كلها كانت أفلام مختلفة عن الخط التجاري، وعرضت بالعديد من المهرجانات الدولية، ومنها ما حاز على جوائز أيضًا.

يُحلل أحمد شوقي، الناقد الفني ونائب المدير الفني لمهرجان القاهرة، تلك الموجة قائلًا إن عالم الإنتاج السينمائي تغيّر بشكل كبير، ليس في مصر وحدها بل العالم أجمع، حيث أشار إلى ما أسماه صحوة صناديق الدعم، فأصبحت الأفلام يتم إنتاجها بشكل جماعي، وليس من خلال شركة إنتاج واحدة.

يلفت شوقي النظر أيضًا إلى أن التكنولوجيا إحدى العوامل التي دفعت لوجود تجارب مختلفة، فصعود أدوات التكنولوجيا الحديثة أدى إلى تقليل تكلفة الإنتاج، مما زاد من فرص تقديم أفلام جديدة "أكتر عدد من المخرجين الجداد تم تقديمهم الفترة دي"، وهو مؤشر جيد.

مع ذلك يرى شوقي أن هناك عيبًا جسيما في سوق السينما حاليا؛ حيث تنقسم الأفلام إلى نوعين يصفهما بأنهما "جزيرتين منعزلتين"، فهناك الفئة التجارية التي تسعى لتحقيق الإيرادات، وينجذب لها شريحة عريضة من الجمهور المصري "والأفلام دي مالهاش طموح فني غير إنها تعمل صورة حلوة"، في المقابل فإن أغلب التجارب الفنية الجادة بعيدة عن الجمهور، على حد قوله، "ولما تعرض تجاريًا مبتجيبش إيرادات كبيرة".

يضيف شوقي أن سوق السينما بحاجة إلى معادلة تحاول التوازن بين تقديم تجربة فنية متميزة، وتتمكن من جذب الجمهور في نفس الوقت، ويعتقد شوقي أن هناك عدد قليل مما نجح في تقديم تلك الخلطة "زي على معزة وابراهيم وعيار ناري"، غير أنه أكمل "ولازالت مبتحققش إيرادات كبيرة".

يحتاج الأمر كما يقول شوقي مُخرجين يقتربوا أكثر من الجمهور، محاولين صناعة أفلام تنجح في حل تلك المعادلة، "زي فيلم ليل خارجي بالظبط، أحمد عبد الله بفيلمه قدر يتصالح مع الجمهور".

 

####

 

حوار| يوسف رزق الله: "الرقابة" اعترضت على 6 أفلام بـ"القاهرة السينمائي".. والحظ خدمنا

حوار- منى الموجي:

أكثر من ثلاثين عامًا كان فيها جزء لا يتجزأ من أحد أهم المهرجانات السينمائية في المنطقة العربية، وفي العالم باعتباره حاملًا للصفة الدولية، ذكريات لا تنتهي جمعته بهذا الكيان، وطموحات يأمل أن تتحقق ليظل المهرجان صاحب قيمة مهمة، هو المدير الفني لـ"القاهرة السينمائي الدولي"، الناقد السينمائي الكبير يوسف شريف رزق الله.

"مصراوي" حاور الناقد الكبير، عن تقييمه للدورة التي انتهت منذ قليل بحفل ختام أقيم بدار الأوبرا المصرية، إلى الحوار..

·        في البداية مبروك على التكريم.. هل كنت تعلم بأن رئيس المهرجان محمد حفظي سيقوم بتكريمك في حفل الافتتاح؟

عرفت قبلها بثلاثة أيام فقط، رتب للأمر رئيس المهرجان محمد حفظي ونائبي أحمد شوقي، وكانت مفاجأة لطيفة وسعيدة بالنسبة لي.

·        وما هي الذكريات التي راودتك أثناء التكريم على مجهود تبذله لسنوات كنت فيها جزء من المهرجان؟

على مدار أكثر من 30 عامًا، تعاونت مع كل رؤساء المهرجان تقريبًا، باستثناء الناقد سمير فريد منعتني ظروف خاصة من التعاون معه، كل رئيس بدءًا من سعد الدين وهبة وصولًا لعزت أبو عوف وماجدة واصف، كان له أسلوب عمل مختلف، وطريقة تفكير، وعملي معهم واضح ومحدد إذ كنت مسؤول عن اختيارات الأفلام، والكل أطلق يدي في العمل بالطريقة التي أراها، وفي هذه الدورة تعاونت مع حفظي ولم يتدخل هو أيضًا في الاختيارات، فكان لدي مطلق الحرية في اختيار الأفلام التي ستشارك في المهرجان، وبلغني بشكل غير رسمي أن لجنة التحكيم هذا العام سعيدة جدًا بالأفلام، ودار بين الأعضاء نقاش حول الجوائز لأن هناك عدد كبير من الأفلام تستحق الجوائز.

·        وما هو تقييمك للدورة الأربعين من "القاهرة السينمائي الدولي"؟

التقييم متروك للجمهور والنقاد والصحفيين، ممن تابعوا المهرجان وفعالياته، لكن يمكنني القول إن هذه الدورة شهدت زخم في الأنشطة، سواء بالنسبة للأفلام والندوات واللقاءات مع ضيوف المهرجان، أو من خلال ملتقى القاهرة السينمائي، وكذلك أيام القاهرة لصناعة السينما، أظن أن الجمهور استفاد من الندوات مع الشخصيات السينمائية الكبيرة مثل بيتر جرينواي وريف فاينز وغيرهم، كل ما سبق كان في صالح المهرجان، وبفضل تعاقد حفظي مع ملحقة صحفية أوروبية تواجد لتغطية المهرجان في الصحف الأجنبية حوالي 30 صحفي أجنبي.

·        ألم يكن هذا متوفرًا في الدورات السابقة؟

كان متوفرًا بعدد أقل، حوالي 15 صحفي، لكن في هذه الدورة العدد أكبر ومن مجلات مهمة وكبيرة، وهو أمر مهم لسمعة المهرجان.

·        ماذا عن دور الرقابة في الدورة الأربعين.. هل اعترضت على أفلام بعينها؟

الرقابة رفضت فيلم واحد، وهناك ست أفلام طلبت عرضها مرة واحدة، على غير عادة المهرجان الذي يعرض الفيلم مرتين، منهم 3 أفلام في المسابقة الرسمية وضيوفهم متواجدون، فتواصلنا مع رئيس الرقابة الدكتور خالد عبدالجليل، وطلبت منه أن يستثني هذه الأفلام ويسمح بعرضها مرتين، وتفهم الموقف ووافق.

·        وماذا كان وجه الاعتراض؟

أفلام رأوا أن بها مشاهد إباحية.

·        وهل كان من بينها فيلم "border"؟

لا، هذا الفيلم لم يُعرض بسبب مشكلة تقنية.

·        وكيف رأيت هجوم البعض على اختيار عناصر شابة في لجان تحكيم الدورة الأربعين؟

لا اقتنع بمثل هذه الانتقادات، لأن من تم ضمهم للجان التحكيم في النهاية صوت من مثلا 9 أعضاء، لن يؤثر بشكل أو بآخر في النتيجة النهائية، وستنعكس استفادة حقيقية على هذا الفرد، من خلال المناقشات التي تدور حول الأفلام، وهو أحد أدوار المهرجان.

·        ضمت الدورة الأربعون مجموعة من الأفلام المصرية في مسابقات مختلفة.. هل سعيتم لذلك حتى لا يتكرر انتقاد غياب الفيلم المصري عن "القاهرة السينمائي"؟

أعترف أن الحظ خدمنا، فمع توقف مهرجان دبي السينمائي –للأسف-، أصبح من نصيبنا عرض فيلم "ليل خارجي" للمخرج أحمد عبدالله السيد، والذي كان من المقرر عرضه في مهرجان دبي، لمشاركتهم في تمويله، أما الأفلام الأخرى، فتصادف انتهاء مراحلها بالتزامن مع اختيارنا للأفلام، فحصلنا عليها ومنها: "لا أحد هناك" و"ورد مسموم"، و"الكيلو 64"، كانت فرصة ذهبية تواجد هذا العدد، سواء اتفقنا معها أو اختلفنا حولها.

·        ما هي نقاط ضعف الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟

كنت أتمنى أن الميزانية المتاحة تكون أكبر، أقصد تلك التي تحددها وزارة الثقافة للمهرجان، وأتمنى أن تضاعف الوزارة ميزانية الدورة المُقبلة، لأن كل شيء ارتفع ثمنه والأفلام التي تُعرض في الفعاليات المختلفة نحصل عليها بمقابل. لن استطيع تقييم المهرجان لأنني أحد المشاركين فيه.

 

####

 

بعد فوزه بثلاث جوائز.. 9 معلومات عن فيلم "ورد مسموم"

كتب- بهاء حجازي:

فاز فيلم "ورد مسموم" بثلاث جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي،حيث حصل على جائزة صندوق الأمم المتحدة للشباب، وجائزة صلاح أبو سيف (جائزة لجنة التحكيم الخاصة)، وجائزة أحسن فيلم عربي، مقدمة من "تيك توك" بقيمة 15 ألف دولار.

ونرصد لكم في هذا التقرير ما تريدون معرفته عن فيلم "ورد مسموم" للمخرج أحمد فوزي صالح:

- الفيلم بطولة محمود حميدة وصفاء الطوخي وكوكي وإبراهيم النجاري، ويهتم بالحياة اليومية للمرأة العاملة في القاهرة، دون الحديث عن المعتاد والشائع من تحرش أو فقر وظروف اجتماعية سيئة.

- الفيلم يجمع في أسلوبه بين التسجيلي والروائي، حيث يتم التصوير في المواقع الحقيقية بمنطقة مصر القديمة وبشخصيات حقيقية من عُمال المدابغ عن واقع مهنتهم القاسية وأحلامهم البسيطة.

- الفيلم مأخوذ عن رواية أحمد زغلول الشيطي "ورود سامة لصقر".

- الفيلم إنتاج مصري فرنسي مشترك حيث تشارك في إنتاجه شركات البطريق وريد ستار من مصر وhaut les mains productions من فرنسا.

- فاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان السينما الإفريقية "طريفة" في إسبانيا، مايو الماضي، وأعلنت لجنة التحكيم في حيثياتها "أن الفيلم يتمتع بنظرة تسجيلية تقترب من الواقع، حين يظهر القوة التي تبذلها امرأة مقهورة"، كما حصد على جائزة خاصة من لجنة تحكيم مهرجان الفيلم الإفريقي الدولي في نيجيريا.

- عُرض الفيلم في مسابقة آفاق عربية بالدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي، يوم 26 نوفمبر.

- علق الفنان محمود حميدة، على المكان الذي يشبه المستنقع، والذي تم تصوير معظم مشاهد الفيلم فيه، موضحًا أنه كان يعرف ذلك المكان، من خلال تجاربه الشخصية السابقة، إلا أنه لم يُقدم في يوم من الأيام على الدخول فيه ومعرفته عن قرب.

- أكد أحمد فوزي صالح، مخرج الفيلم، أنهم كانوا يتنقلون في شوارع المنطقة بواسطة عربة "كارو" حاملين عليها المُعدات وطاقم العمل، حيث كانت العربة تتحرك في الشارع الرئيسي الذي يُسمى بـ "شارع المية"، وذلك نسبة للمياه التي تغمر أرضيته.

- واجه المُصورون صعوبة في حمل المعدات الخاصة بهم أثناء تنقلهم من مدبغة إلى أخرى، لتصوير تفاصيل الفيلم.

 

####

 

بعد جوائزه من "القاهرة السينمائي".. عرض "ورد مسموم" في "زاوية" غدًا

كتبت- منى الموجي:

بعد حصده لثلاثة جوائز دفعة واحدة في ختام مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الأربعين، يصل فيلم "ورد مسموم" للجمهور من خلال سينما زاوية اعتبارًا من يوم الجمعة 30 نوفمبر.

"ورد مسموم" هو فيلم مختلف لجمهور يبحث عن سينما تقدم الوجوه الحقيقية وحياة الناس البسيطة في مصر وكيف يواجهون الظروف الصعبة، ويُعرض في سينما زاوية في حفلات الواحدة ظهرًا، والرابعة عصرًا والسابعة والعاشرة مساءً.

حصل "ورد مسموم" على 3 جوائز، هي: جائزة صندوق الأمم المتحدة للشباب، وفي مسابقة آفاق السينما العربية حصل على جائزتين، هما: جائزة صلاح أبو سيف (جائزة لجنة التحكيم الخاصة)، وجائزة أحسن فيلم عربي، مقدمة من تيك توك بقيمة 15 ألف دولار.

فيلم "ورد مسموم" يتناول حياة عمال المدابغ، من خلال قصة "تحية" فتاة شابة، ليس لها في الحياة سوى شقيق واحد يدعى صقر، وهو الذي تعتمد عليه في كل شيء ويمثل كل أحلامها، لكن ابتعاده عن شقيقته يتركها متخبطة ووحيدة وتائهة دون أمل في تحقيق ما تصبو إليه، وتؤدي دورها الفنانة مريهان مجدي "كوكي"، و"صقر" الذي يقوم بدوره الفنان إبراهيم النجاري، يعكس من خلال دوره الحياة القاسية لعمال المدابغ وأحلامهم البسيطة، كما يشارك في الفيلم مجموعة حقيقية من العمال.

الفيلم تسجيلي روائي، وهو من إنتاج مصري فرنسي مشترك حيث تشارك في إنتاجه شركات البطريق وريد ستار من مصر و haut les mains productions من فرنسا، وحصل على دعم من عدة جهات سينمائية.

الفيلم مأخوذ عن رواية أحمد زغلول الشيطي "ورود سامة لصقر"، وهو من بطولة محمود حميدة وصفاء الطوخي وكوكي وإبراهيم النجاري، ويهتم بالحياة اليومية للمرأة العاملة في القاهرة، دون الحديث عن المعتاد والشائع من تحرش أو فقر وظروف اجتماعية سيئة.

وفاز "ورد مسموم" بجائزة أفضل فيلم في مهرجان السينما الإفريقية "طريفة" في إسبانيا، مايو الماضي، وأعلنت لجنة التحكيم في حيثياتها "أن الفيلم يتمتع بنظرة تسجيلية تقترب من الواقع، حين يظهر القوة التي تبذلها امرأة مقهورة"، كما حصد على جائزة خاصة من لجنة تحكيم مهرجان الفيلم الإفريقي الدولي في نيجيريا، منتصف نوفمبر الجاري.

موقع "مصراوي" في

29.11.2018

 
 
 
 
 

حارس مدرسة عراقي في رحلة مؤثرة داخل منزله المدمر

سامح الخطيب

فيلم "العودة بعد الحرب" يسرد مأساة سكان الفلوجة بتقنية الواقع الافتراضي، من خلال حكاية عائلة غيرت الحرب ملامحها.

قد لا يوقف الفن الحروب في الواقع، ولكنه قادر على تعريتها والقضاء عليها كفكرة في المستقبل. هذا ما تؤكده السينما التي ساهمت في رد الاعتبار لضحايا الحروب، والتعريف بقضايا المتضررين منها ومآسيهم، محاولة الحدّ من هذا الوحش الذي أنهك الإنسان لقرون ألا وهو الحرب. وما تعيشه بلدان عربية اليوم مثل سوريا والعراق وغيرهما، من مآسي الحرب المستعرة، يدعو كافة المبدعين أينما كانوا إلى التصدي لها وهذا ما لباه الكثيرون بالقلم أو الريشة أو بالكاميرا.

القاهرةمستفيدة مما تقدمه تقنية الواقع الافتراضي من معايشة وثيقة للحدث قررت المخرجة الهندية غايتري بارميشفيران تسليط الضوء على معاناة سكان الفلوجة في العراق العائدين إلى ديارهم بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية ومأساة الألغام والمتفجرات الذي زرعها المسلحون في كل شبر.

وعلى مدى 18 دقيقة يقدم الفيلم الوثائقي "العودة بعد الحرب" (هوم أفتر وور) حكاية عائلة أحميد حماد خلف الذي كان يعمل حارسا بإحدى مدارس الفلوجة ورحل عنها مع عائلته بعد دخول تنظيم الدولة الإسلامية هناك في 2014 وتنقل في أكثر من منطقة حتى تحررت مدينته.

وعقب عودة العائلة إلى المنزل اكتشفت تعرضه لتدمير كبير لكن الأخطر كان تفخيخ المنزل بمتفجرات في أماكن غير متوقعة مثل زرع عبوات ناسفة في الجدران أو ربطها بالشبكة الكهربائية وهو ما أودى في النهاية بحياة ابني أحميد.

وطوال الفيلم يجد المشاهد نفسه وجها لوجه مع أحميد الذي يتنقل داخل غرف وطوابق المنزل كأنه يصحب زائره في جولة يسرد خلالها حكاية العائلة منذ عودتها وحتى وقوع الحادث.

ويعرض الفيلم حاليا ضمن برنامج سينما الواقع الافتراضي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يختتم أعماله الخميس. وقالت مخرجة الفيلم "الفيلم يتناول بشكل أساسي الأضرار الاجتماعية لزرع المتفجرات والألغام، وحقوق الإنسان، والنزاعات والحروب العالمية، والعدالة الاجتماعية".

وأضافت "بدأت فكرة الفيلم عندما كنت أشارك في ورشة عمل في الولايات المتحدة، وهناك التقيت مع ممثلي منظمة غير هادفة للربح تعمل بمجال نزع الألغام وتهيئة البيئة للحياة بعد الحروب".

أفلام الواقع الافتراضي تأخذ المشاهد داخل المكان والحدث

وتابعت قائلة "عندما بدأت مرحلة البحث كانت هناك ثلاث دول هي الأكثر تضررا من العبوات الناسفة والألغام.. أفغانستان والعراق وسوريا، لكن لعدة أسباب من بينها السلامة والأمان اخترت العراق". وأشارت المخرجة المقيمة حاليا في ألمانيا إلى أن مرحلة التصوير بدأت في يناير 2018 عندما توجهت مع طاقم عملها إلى الفلوجة.

وقالت "هناك لجأت إلى الشرطة المحلية للاطلاع على سجل الحوادث المتعلقة بالألغام والعبوات الناسفة، والتقينا بعائلات كثيرة، حينها أدركنا حجم المأساة. اختيارنا وقع على أحميد الذي فقد ابنيه في انفجار عبوة ناسفة لأن الحادث كان قد مر عليه بعض الوقت وكان يبدو متماسكا وقادرا على الحكي، إضافة لرغبته الشخصية في سرد الحكاية".

وأضافت "قضينا نحو عشرة أيام في العراق بين بحث وتقص وتصوير، وكانت ترافقنا قوات أمن طوال الوقت بجانب طاقم إعداد محلي مساعد".

وعن الفرق بين سرد القصة من خلال فيلم وثائقي تقليدي وآخر وثائقي بتقنية الواقع الافتراضي قالت المخرجة "في أفلام الواقع الافتراضي أنت بالكامل داخل المكان والحدث، لا تفصلك شاشة أو يشغلك أحد بجانبك أو أمامك. تركيزك كله مع الحدث وكأنك منخرط فيه".

وأضافت "مشكلتنا حاليا في التركيز، كثيرا ما تجد في قاعات السينما من يمسك بهاتفه المحمول أو ينشغل بأمر آخر لكن مع تقنية الواقع الافتراضي أنت تنتقل بكامل حواسك إلى حيث يدور الفيلم وتكون وسط شخصياته وتشعر بأنهم يحدثونك أنت لا أحد غيرك.. تصبح جزءا من القصة".

وقالت المخرجة إن فيلمها جال بمهرجانات عالمية قبل أن يصل إلى محطته الحالية في مهرجان القاهرة السينمائي، مشيرة إلى أن معظم المهرجانات الكبرى تعتبر الآن أفلام الواقع الافتراضي جزءا أساسيا من برنامجها.

وأضافت أنه بينما يعرض الفيلم حاليا في القاهرة توجد منصة عرض مماثلة في أروقة المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف تقدم الفيلم للتوعية بالقضية حيث تعقد حاليا اجتماعات للأطراف الموقعة على الاتفاقية الدولية المتعلقة بحظر أو تقييد استعمال أسلحة تقليدية مفرطة الضرر أو عشوائية الأثر.

العرب اللندنية في

29.11.2018

 
 
 
 
 

إلغاء جائزة الجمهور في الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي

كتبت - مي صادق

قرر مهرجان القاهرة إجراء تعديل عاجل على قائمة الجوائز الممنوحة خلال الدورة الأربعين، والتي تختتم فاعلياتها مساء اليوم الخميس، في دار الأوبرا المصرية، حيث قررت إدارة المهرجان إلغاء جائزة الجمهور التي كان قد أعلن عنها مسبقًا.

أوضحت إدارة المهرجان أن الإلغاء بسبب صعوبات تقنية أدت إلى ضعف التصويت، على أن تذهب قيمتها المالية وقدرها 20 ألف دولار، والممنوحة من قبل أحد مشروعات بالم هيلز، للفيلم الفائز بالهرم الذهبي، الجائزة الكبرى للمهرجان.

وفسر رئيس المهرجان "محمد حفظي" التعديل قائلًا: "لاحظت إدارة المهرجان خلال الأيام الماضية المعدلات المنخفضة للإقبال على عملية التصويت الإلكتروني على جوائز المسابقة الدولية المتنافسة على جائزة الجمهور، فقمنا بدراسة الوضع لنتوصل لوجود صعوبات تقنية تسببت في الأمر، بما يُهدد الوصول إلى نتائج ذات مصداقية، لذلك،

وحرصًا على المصداقية الكاملة فيما يتعلق بالجوائز، فقد تشاورت إدارة المهرجان مع الجهة المانحة للجائزة ليتم الاستقرار على توجيه القيمة المالية للفيلم الفائز بالهرم الذهبي، بناء على اختيار لجنة التحكيم الدولية برئاسة المخرج الدنماركي بيل أوجوست". 

أما عن استمرار جائزة الجمهور فقد أوضح "حفظي"، أن "الإلغاء مؤقت يقتصر على الدورة الحالية فقط، على أن تتم دراسة الوضع بشكل كامل فور انتهاء المهرجان، من أجل الوصول لطريقة تصويت تناسب جمهور القاهرة خلال الدورة التالية، والتي قد يتم المزج خلالها بين بطاقات التصويت الورقية والتصويت الإلكتروني". 

الوفد المصرية في

29.11.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)