كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

دورته الأربعون تختتم غدا.. مهرجان القاهرة يعاود التألق.. رغم شوائب «الشللية»!

مجاملات تسيطر على اختيارات بعض الأفلام ولجان التحكيم

محمود موسي

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الأربعون

   
 
 
 
 
 
 

«أفلام قليلة ممتعة وأنشطة وأحداث كثيرة واختيارات بعض الأفلام المصرية والعربية وأفراد فى لجان التحكيم.. تحمل كلها علامات استفهام كبيرة وتقف وراء ذلك شلة جديدة مما لا يعرفون قيمة المهرجان ولا المسئولية التى هم عليها .. ورغم كل السلبيات فإنها من الدورات المميزة منذ يناير 2011».. الكلمات تلخص أبرز ما شهدته فعاليات الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى تختتم فعالياته مساء غد الخميس.

كانت الدورة الأربعون أطلقت مساء الثلاثاء قبل الماضى بحفل كاد يكون مميزا لو سارت الأمور حسب نص مكتوب ودقيق وليس بشكل ارتجالى وعفوى ولكن يظل اختيار النجوم لتقديم الحفل فكرة مضيئة وتكرارها سنويا يؤكد أن من يتم اختيارهم يحمل نوعا من التقدير ايضا لظهورهم فى حفل افتتاح او ختام اعرق المهرجانات واذا كانت الحال داخل المسرح تحمل جديدا فإن حال المشاركين فى تغطية الحفل على السجادة الحمراء كانت تحتاج لاعداد يليق بالحدث السينمائى ولهم فى اداء النجم الكبير سميرصبرى مثل وقدوة على كيفية الحديث والتحاور والفهم والتذكير بنجاحات المهرجان.

كما هو معروف بالتأكيد ــ وليس جديدا ــ أن من «أمارات النجاح» حضور النجوم فهو صك النجاح حتى لو حاول البعض نفى ذلك ويتشدق بأن المهرجانات أفلام وندوات وأنشطة وسوق وبيع وشراء. وهذا العام جاء الحضور كبيرا حتى وان غاب عدد من نجوم الشاشة ومتصدرى الايرادات وهنا اتوقف عند نقطة الحديث عنها دائم وهى تتعلق بأسباب عدم مشاركة نجوم السينما من الشباب فهل ارسلت لهم دعوات أم تم تجاهلهم خصوصا انهم يذهبون الى مهرجانات اقل أهمية وقيمة وتأثير او بالأحرى مهرجانات هواة وليست مما اختارتها الدولة والاعتراف بهما؟

يحسب للكاتب والمنتج السينمائى محمد حفظى رئيس المهرجان انه بذل جهدا كبيرا حتى يصل بالدورة الحالية الى الشكل الذى حقق كثيرا من طموحاته، ولولا سطوة وسيطرة قلة من المفروضين عليه لكانت الأمور سارت أفضل وعليه فى السنوات القادمة الا يجامل لان اى سلبيات ستقذف فى وجهه وساعتها سيهرب من لهم مصالح خاصة. وأقصد هؤلاء الذين تم إختيارهم من المعروفين بأجندات خاصة، كما لاتخلو اعمالهم من الايحاء بالأكاذيب المضرة بالوطن، بل كانت هناك اقسام كاملة فى المهرجان يحسب كل من شارك فيها على تيار تشويه بهدف خدمة من يمولهم.

لا ينكر احد ان برامج المهرجان كانت دسمة فتقريبا 160 فيلما وعشرات الندوات والاحتفاليات والتكريمات والتى جعلت المخرج الدنماركى بيل أوجست رئيس لجنة التحكيم وأحد المخرجين القلائل فى العالم الذين جمعوا بين الجوائز الثلاث الأكبر فى عالم السينما: الأوسكار وسعفة كان الذهبية والجولدن جلوب، بخلاف كونه واحدًا من ثمانية مخرجين فقط عبر التاريخ تمكنوا من نيل السعفة الذهبية مرتين ان يقول بكل ثقة ان القاهرة تستحق أن تكون عاصمة للسينما العالمية.

وهو ما كرره ايضا المخرج الروسى بافين لونجين الذى تم ترشيحه لـ30 جائزة دولية حصل على 12 منها أهمها جائزة كان عام 1990. وقال بافين فى كلمته : لم أر فى حياتى أناسا يضحكون فى حفل الافتتاح، بالفعل تستحقون أن تكونوا عاصمة للسينما العالمية .

كلمات الكبار تستحق التوقف وتستحق ان نكون كذلك لما نملكة من تاريخ عظيم وابداع مستمر ولكن لابد ان نتخلى عن منطق الشللية والتكويش من الإضاءات المبهجة التى تابعناها تكريم الفنان الكبير حسن حسنى فهو من حسنات ذلك ولكنه يستحق التكريم من كل المهرجانات. وهذا ما أكده الناقد طارق الشناوى الذى تولى القيام بتأليف كتاب عنه وأكد ان حسن حسنى من الممكن ان نطلق عليه «فنان مربع» أى فنان يجيد العمل فى الأربعة مجالات وهى المسرح والسينما والإذاعة والتليفزيون، بل وحقق نجاحًا بهما جميعًا.

واضاف: «كثير من نجوم الكوميديا يعتمدون على بعض المصطلحات والإفيهات لإضحاك الجمهور، بعكس حسن حسنى الذى يعتمد على الإبداع، وهو ما يظهر فى اعتماد مخرج بقيمة عاطف الطيب عليه فى العديد من أعماله، وهو ما يؤكد أن الفنان حسن حسنى ملهم لأى كاتب سيناريو أو مخرج».

محمد حفظى رئيس المهرجان أكد أن هذا التكريم ليس تكريمًا للفنان حسن حسنى بل تكريم للمهرجان، موجهًا الشكر للفنان الكبير على قبوله هذا التكريم الذى جاء بعد اجماع لجنة الاختيار على إعطائه تلك الجائزة وهى جائزة فاتن حمامة عن مجمل أعماله. ومن جانبه عبر الفنان القدير حسن حسنى عن سعادته بالمهرجان ومدى روعة حفل الافتتاح، مشيرًا إلى أن تكريم مهرجان القاهرة لا يمكن أن يتم تفويته، وذلك لعراقته وتاريخه الكبير، كما يجب أن نفخر بمصر كونها أقدم دولة تقدم سينما فى الشرق الأوسط.

وفى كتابه عن حسن حسنى بدأ طارق الشناوى سطوره الاولى بكلمات تحمل وجعا والما فقال «عندما اتصلت بالاستاذ حسن حسنى لابلاغه انه بالاجماع قد وقع عليه اختيار اللجنة الاستشارية للمهرجان لتكريمه تمهل بعض الوقت قبل ان يجيبنى فرحا: انا اساسا لا اتلقى دعوات لحضور المهرجان فقررتم منحى اهم جائزة شكرا للجميع على هذا التكريم الذى انعش وجدانى وعقلى وروحي».

هذه الحكاية وغيرها من الحكايات تكشف عن رعونه الفكر والاختيارات عند البعض وخصوصا هؤلاء الذين لا ينظرون الا لهؤلاء المتواجدين فى المهرجانات ولا ينظرون للقيمة والقامات التى اضافت من البهجة والسعادة الكثير.

وفى حديث عن أدواره وتاريخه الفنى قال حسني: « طوال عمرى لا أبحث عن اسمى أن يوجد فى التترات، الأهم هو القيمة التى أقدمها من خلال العمل.

تطرق الشناوى فى كتابه الممتع عن حسن حسنى المشخصاتى لتوثيق رأيه فى جيل الكومييديين وقال انه يشعر بموهبة بعضهم وقال ان رامز جلال كاد يكون نجما لولا برنامجه الرمضانى وان محمد سعد لديه ما يقدمه وان أحمد حلمى ذكى جدا يعرف كيف يختار الدور الذى يليق عليه وان محمد هنيدى كوميديان من الطراز الاول.

وضمن أنشطة المهرجان الثقافية اصدر المهرجان كتاب «صلاح أبو سيف.. مذكرات مجهولة» يتناول مذكرات المخرج الكبير الراحل التى سجلها الكاتب الصحفى عادل حمودة فى محاورات كان قد أجراها معه، وتناول فيها أسرارا تنشر لأول مرة فى رحلة أبو سيف مع السينما والحياة.

كما أصدر المهرجان كتبا أخرى تعد اضافة مهمة إلى المكتبة السينمائية منها كتاب تأريخى عن أربعين دورة لمهرجان القاهرة السينمائى أعده الباحث محب جميل، وكتاب عن إحسان عبدالقدوس بين الادب والسينما للناقد سامح فتحى بمناسبة مئوية الكاتب الراحل .

احد الافلام المهمة التى عرضت «فى ستوديو مصر» للمخرجة منى أسعد، يسجل تجربة اثنين من المستثمرين المصريين، كريم جمال الدين وعلِى مراد ملاك (شركة إكسيل) اللذين قررا فى عام 2000 تأجير مؤسسة «استوديو مصر» التى تم تأسيسها عام 1935 على يد الاقتصادى المصرى طلعت حرب، بعدما قررت الحكومة خصخصة قطاعات كبيرة تمتلكها الدولة.

والفيلم يرصد المعاناة التى واجهها الاثنان مع البيروقراطية الحكومية وعدم تقدير التراث السينمائي، وكيف خصصت الدولة مبنى كاملًا مليئًا بشرائط الأفلام ولم تهتم بقيمتها فى وقت كانت تحاسب فيه المستثمرين على أثاث الاستوديو المتهالك. كانت السعودية حاضرة والتاريخ يشهد بأنها شاركت فى الدورة الاولى للمهرجان عام 1976 بفيلم تطور مدينة الرياض وعادت للمشاركة قبل اعوام ولكن هذا العام تعود وسط حضور رسمى من سفير خادم الحرمين لافتتاح مهرجان القاهرة فعاليات مسابقة «آفاق السينما العربية»، بعرض الفيلم السعودى «عمرة والعرس الثاني» للمخرج محمود صبّاغ مخرج «بركة يقابل بركة»، الذى أكد بعد عرض فيلمه أن فيلمه الثانى «عمرة والعرس الثاني» يناقش قضية اجتماعية ملحة، هى فكرة الذكورية أو الذكورية الاجتماعية، وسوء التعامل مع المرأة وحقوق المرأة». حضور أسامة نقلى سفير المملكة العربية السعودية فى القاهرة، اعطى رسالة مهمة هى ان الدولة السعودية تقف وتساند الفن الجاد وقال خلال حضوره افتتاح «آفاق السينما العربية» وغرد بها ايضا على تويتر: سعدت أن تكون باكورة حفل الافتتاح الفيلم السعودى «عَمرة والعُرس الثاني» لمخرجه السعودى محمود صبّاغ». وأوضح السفير نقلى أنه بالرغم من قِصَر عُمر السينما السعودية، إلا أنه أصبح لها حضور لافت فى المهرجانات الدولية، ولاسيّما مهرجان القاهرة السينمائى الذى يُعدّ من أهم مهرجانات السينما العالمية، وينطلق من عاصمة الحضارة والتاريخ والثقافة والفنون، التى أثّرت فى وجدان الشارع العربي. وأضاف أنّ المهرجان يشهد مشاركة وطنية فاعلة فى ورش العمل المصاحبة له، ما يعكس التطور المتسارع الذى تشهده المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولى عهده الأمين حفظهما الله، والذى شمل القطاعات والمجالات جميعا فى المملكة، بما فى ذلك قطاع الثقافة والفنون.

 

####

 

أفلام متميزة فى المسابقات المختلفة..

ولا جديد فى السينما المصرية

علا الشافعى

شهدت الدورة الأربعون لمهرجان القاهرة السينمائى ثراء شديدا على مستوى المشاركات السينمائية العالمية فى المسابقات المختلفة، على عكس الحال بالنسبة للأفلام المصرية المشاركة ونجحت إدارة المهرجان فى اقتناص أفلام مهمة من مهرجان كان السينمائى الدولى ومهرجان ترايبكا، وتورنتو، ويعرض معظمها فى القاهرة والشرق الأوسط كعروض أولي، ولا يقتصر الأمر على المسابقة الدولية فقط (16 فيلما). وتضمنت الأفلام »أمين« للمخرج الفرنسى فيليب فوكون، وفيلم «دونباس» للمخرج الأوكرانى سيرجى لوزينيستا، وفيلم «طيور الممر» للمخرجين كريستينا جاليو وشيرو جيرا من كولومبيا، وفيلم «اللامبالاة اللطيفة للعالم» للمخرج أديلخانيرزانوف من كازاخستان، والفيلم البريطانى «أطع» (Obey) لجيمى جونز بمهرجان ترايبيكا، وفيلم »ذات يوم« للمخرجة المجرية صوفيا سيلاجي، فى مهرجان تورنتو.

وفى الدورة الأربعين أيضا تمكنت إدارة المهرجان من زيادة عدد الأفلام التى تعرض فى برامج المهرجان المختلفة إلى 160 فيلما، وهو الأمر الجدير بالتأمل والذى يحمل تحديا كبيرا لمحبى السينما.

خاصة أن الأفلام لا تعرض فقط داخل أسوار دار الأوبرا المصرية، بل تم توزيعها على عدد كبير من الشاشات فى سينمات القاهرة.

وتعكس الأفلام المشاركة فى المسابقة موضوعات سينمائية شديدة التنوع، بعضها يعكس بؤس العالم، وأزماته السياسية من خلال موضوعات اجتماعية منها قضية التفرقة العنصرية كما فى الفيلم البريطانى «أطع» للمخرج جيمى جونز، وهناك أيضا أفلام عن شكل العلاقات الإنسانية وتحديدا مؤسسة الزواج مثلما جاء فى الفيلم اليونانى القبرصى «وقفة»أو pause وهو الفيلم الذى رآه البعض فيلما نسويا يحمل رؤية حادة لعلاقة الرجل والمرأة من خلال شخصية الزوج الكريهة، والعنصرية حيث يتعامل مع زوجته كخادمة ليس لها أى حقوق، وتبدو شخصية الزوج نمطية وتقليدية، فنحن أمام رجل وامرأة «إيلبيدا»، وكوستا زوجين يعيشان معا بمفرديهما بعد زواج الابنة وسفرها، ولا يجمعهما أى شيء مشترك، ولا يتبادلان جملة حوار واحدة إلا نادرا، وإذا تحدثت الزوجة عادة لا يرد الا إذا كان الأمر متعلقا بالنفقات، ورغم ما يراه البعض فى الفيلم من تحيز واضح للنساء لكن السيناريو يعكس واقعا موجودا، ونماذج تكاد تكون موجودة فى العديد من الثقافات البحر متوسطية، ذلك الراجل الذى لاهم له سوى نفسه ورغباته،ونجحت المخرجة بشكل كبير فى تجسيد تلك الحالة، فنحن أمام بطلة مستسلمة ومستكينة وتمردها دائما مجرد مشاهد فى خيالها. وعن العلاقات الأسرية أيضا يأتى الفيلم المجرى «ذات يوم» للمخرجة المجرية صوفيا سيلاجي، وتدور أحداثه حول امرأة لا تملك الوقت ولا الرفاهية لاكتشاف خيانة زوجها، حيث تتحمل كل تفاصيل المنزل والعناية بأطفالها، والمفارقة أن عددا كبيرا من هذه الأفلام تتشابه قضاياها مع الكثير مما تعيشه أيضا بعض المجتمعات العربية، وهو ما يعطيها بعدا إنسانيا مؤثرا، ويساعد على التماهى معها.

سمير فريد الغائب الحاضر أبدا

لا يستطيع أحد أن ينكر حجم الدور الذى كان يقوم به الناقد والمؤرخ السينمائى المصرى الراحل سمير فريد فى دعم المواهب الشابة والتجارب السينمائية المختلفة، حيث كان يأخذ على عاتقه مهمة التعريف والاحتفاء بها، لذلك قام اثنان من المخرجين المصريين بإهداء فيلميهما إلى روح سمير فريد، وهما المخرج أحمد عبد الله صاحب الفيلم المصرى الوحيد المشارك فى المسابقة الرسمية، والمخرجة منى أسعد صاحبة الفيلم التسجيلى استوديو مصر . والمفارقة أنه برغم وجود أكثر من فيلم مصرى يعرض فى إطار مسابقات مختلفة، ومنها لا أحد هناك أو «الزرافة» لأحمد مجدى فى أسبوع النقاد الذى يعانى فوضى أسلوبية تحت دعوى أنه فيلم تجريبي، و«جريمة الإيموبيليا» لخالد الحجر ضمن عروض القسم الرسمى خارج المسابقة الذى لا يخرج عن كونه فيلما تجاريا بائسا، والأكثر تميزا «أستوديو مصر» لمنى أسعد ضمن عروض خاصة ـ فإن التجارب المعروضة والمشاركة جاءت أقل بكثير من نظيرتها فى السينما الأخري.

ليل خارجى .. الأكثر بهجة ولكن

مخرج إعلانات وفتاة ليل وسائق أجرة يقضون ليلة موحشة فى شوارع القاهرة بكوميديا أحمد عبدالله الجديدة «ليل خارجي» الذى نافس فى المسابقة الرسمية للمهرجان.

أحمد عبد الله قدم سابقا أربعة أفلام بعضها كان يحمل اتجاها مغايرا فى السينما المصرية، وفتح الباب أيضا أمام العديد من التجارب السينمائية المختلفة وهي: »هليوبولس، وميكروفون، وفرش وغطا وديكور«، الذى صوره بالأبيض والأسود، ويبدو أن المخرج أحمد عبد الله مغرم بفكرة الفيلم داخل الفيلم، مثلما سبق وقدم فى ديكور ــ الفيلم الأكثر نضجا على المستوى الفنى فى ظني ــ وها هو هنا فى «ليل ــ خارجي» يقدم لنا ثلاث شخصيات ينتمون لعوالم مختلفة، ويصعب أن يجمعهم شىء مشترك. محمد عبدالهادى أو «مو» يجسده كريم قاسم فى واحد من أفضل أدواره المخرج الذى يعافر لإنجاز فيلمه الأول، ويضطر لعمل إعلان ردىء رشحه لإخراجه أحد النجوم من أصدقائه» يجسده أحمد مجدي» فى مشهد لافت حيث يظهر فى الإعلان بمشهد «سوبر مان»لا يستطيع الإنتاج إنزاله من مكانه بسبب غياب سائق الونش، وهو النجم الذى يعانى ويعكس الكثير من أمراض النجومية، أمام »مو« المخرج الشاب الذى يحلم بإنجاز فيلم عن الهجرة غير الشرعية، وتتراءى مشاهد من الفيلم من حين لآخر، يجمع «مو» بصديقته المصورة والناشطة حوار حول روائى صديق لهما تم القبض عليه بتهمة خدش الحياء، وهو الخط الذى يبدو غير ذى تأثير إلا لتسجيل موقف فقط من صناع العمل، إلا أن الفيلم الحقيقى يبدأ بمجرد أن يركب المخرج مع مصطفى السائق الذى من المفترض أن يأخذه إلى المونتاج، ولكن يتغير مسار الرحلة ليدخل »مو« خريج الجامعة الأمريكية، وابن المعادى إلى عالم مغاير تماما ومغامرة لم يتخيل أن يعيشها يوما.

وتدور أحداث الفيلم فى إطار كوميدى حيث يتبع المخرج 3 أشخاص يقضون ليلة غريبة وغير متوقعة ولا تخضع لمنطق فى المناطق الشعبية فى القاهرة، عندما يستأذن مصطفى »مو« أن يذهب إلى منزل شقيقته لأنه فى الأمس اصطحب إليه »فتاة ليل«، كانت تعانى جرعة زائدة «وصعبت عليه على حد تعبيره» فى حين تتهمه هى بالسرقة، وبعد جدال بين مصطفى وتوتو فى حضور جيمى ابن شقيقة مصطفى السائق، ومو المخرج تبدأ رحلة الثلاثة فى شوارع القاهرة، وحضور فرح شعبى على النيل ــ (من أجمل مشاهد الفيلم وأكثرها فنية وعفوية) وصولا إلى القبض عليهم وذهابهم إلى القسم ،انتهاء بمنزل »توتو« وحارتها الشعبية فى البساتين.

والفيلم يتضمن الكثير من لحظات المرح وتعمد أحمد عبد الله إلقاء الضوء على حياة «توتو» ــ تجسدها منى هلا ــ الجنسية من خلال سائق الأجرة «مصطفي» الذى لا يمانع فى ممارسة الجنس معها والمخرج الشاب «مو» الذى يراها فريسة سهلة، ولا يمانع أيضا فى تجربتها، ويحمل تفاصيل كثيرة تعكس القهر الذى تتعرض له النساء فى مصر، ويحفل الفيلم بالكثير من الإيفيهات التى تجعل منه كوميديا مصرية خالصة قد يصعب على غير المصريين فهمها.

البناء الدرامى للفيلم يعانى الكثير من نقاط الضعف، إذ يبدو فى بعض المشاهد أنه لم يكن هناك مشاهد مكتوبة بل خضع التصوير لقدر من الارتجال، كما أن الخط الدرامى المتعلق بالفيلم الذى يرغب «مو» فى تنفيذه لم يتم تضفيره بشكل جيد، ومن الممكن الاستغناء عنه، حيث إنها مشاهد بدت أقرب إلى الثرثرة الدرامية، والعنصران الأكثر تميزا فى الفيلم هما شريط الصوت والذى جاء كموازيك يعكس فوضى الشارع فى مصر وأجاد عبد الله اختيار الأغانى ومونتاجها، والعنصر الثانى هو التمثيل، إذ تقدم منى هلا واحدا من أجمل أدوارها بحساسية شديدة، وكريم قاسم الذى بدا متوهجا، وشريف دسوقى فى دور مصطفى السائق، وأحمد مالك بمشاهده القليلة ولكنها تحمل الكثير من الدهشة والخيال.

 

####

 

كوميديا «سوء التنظيم» فى مهرجان القاهرة السينمائى

د.مصطفى فهمي

سريعا مضت أيام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ليبدأ الأستعداد لدورة جديدة بعد حفل الختام غدا تحمل ترقب السينمائيين والمتخصصين لملامح الدورة المقبلة، راغبين فى التطوير وإحداث طفرة تضع المهرجان فى مصاف المهرجانات الكبرى التى تحمل صفة الدولية نفسها، بعد سوء التنظيم الذى تعرض له.

طفرة لا تتوقف عند حفلى الافتتاح والختام واعتمادهما على عناصر الإبهار، بل يتجاوز ذلك بالاعتماد على التنظيم الجيد، بخلاف الاستعانة بشباب معهد السينما ومعاهد أكاديمية الفنون للعمل ضمن فريق التنظيم، لأنهم أهل لهذا الحدث ويوما ما سيقودون، مسيرة السينما فى مصر،وليس هؤلاء الشباب من دارسى وخريجى جامعات ومعاهد تخصصاتها بعيدة كل البعد عن السينما!.

الاستعانة بهؤلاء الشباب أضرت بهم قبل الضرر بالمهرجان الذى يمثل مصر دوليا،لأنهم ببساطة وجدوا أنفسهم كموظفين يؤدون دورا غريبا عليهم فى حدث له أصول فى التعامل وطبيعة شخصية مؤهلة نتيجة الاحتكاك سواء داخل قاعات المحاضرات أو فى سوق العمل،فكانت النتيجة إحساس هؤلاء الشباب بالرهبة من حجم الحدث لاختلاف طبيعة شخصياتهم وفكرهم عن المتخصصين والسينمائيين الذين يشكلون غالبية حضور المهرجان،فاتسم التعامل بالحدة والتجاوز فى القول والفعل، وبالتالى ضاعت قواعد الذوق والكياسة التى جعلت ضيف المهرجان يشعر كأنه لص يهرب من ضابط مباحث للمواقف التالية.

بعد المرور من البوابة الإلكترونية لتأمين المسرح الكبير تجد أربعة شباب يقفون لتوجيه الضيوف كل طبقا لمكانه،لكن ما لفت الانتباه جرى واحد من هؤلاء الشباب بعد سماح زميلته للمشاهد بالدخول للصالة طبقا لتذكرته خلف الضيف حتى باب الحمام ليتأكد من التذكرة!.

بالتأكيد قمة العبث. طبيعى أن يحمل العبث الكوميديا السوداء بين طياته، وقد جاءت بحديثى مع واحد من هؤلاء الشباب وعرفت أنه يدرس بإحدى الجامعات الخاصة فى تخصص علمى بعيد تماما عن السينما أو الفنون، وعندما سألته: ايه اللى شدك إنك تيجى تشتغل فى المهرجان؟ كان رده صاعقا: كنت عاوز أشوف الممثلين!. 

الأهرام اليومي في

28.11.2018

 
 
 
 
 

المخرج النرويجى ماتس جرورد:

«البرج» يوثق الهوية الفلسطينية.. وصور أطفال الحجارة لا تفارق عينى

حوار- بوسى عبدالجواد

·        أعبر عن هموم المجتمع بـ«الأنيميشن».. «وردى» تجسد الوضع فى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين

·        عشت أياماً لا تنسى مع النازحين فى مخيم برج البراجنة

·        الفيلم نال إعجاب الأطفال الصغار قبل الكبار

لم يحمل جنسية دولة عربية، ولا يجيد التحدث باللغة العربية، لكنه تأثر بـ«القضية الفلسطينية» وكأنه واحد من أبنائها.

رغم مرور 31 عاماً على «الانتفاضة الفلسطينية» الأولى، لكنه ما زال يتذكر أحداثها بكل تفاصيلها كأنها حدثت بالأمس القريب، صور الأطفال اللاجئين المشردين لم تفارق عينيه حتى هذه اللحظة، فاستخدم قوته الناعمة ليسلط الضوء على هذه القضية التى مازالت تشغل الرأى العام، فى فيلمه الجديد «البرج- The Tower » يوثق فيه وضع اللاجئين الفلسطينيين فى لبنان منذ عام 1948 وحتى اليوم. باستخدام تقنية «الأنيميشن»، وهو الفيلم الذى يُشارك فى المسابقة الرسمية فى مهرجان القاهرة السينمائى بدورته الأربعين، أنه المخرج النرويجى ماتس جرورد.

لم يعتمد ماتس فى فيلمه على أرشيف الذكريات، لصنع فيلم عن اللاجئين، فتوجه إلى مخيم «برج البراجنة» القاطن فى لبنان، وهناك عاش عاماً كاملاً مع اللاجئين، لأنه كان حريصًا على واقعية الفيلم أثناء تنفيذه.

عبر عن القضية الفلسطينية من منظور الطفلة «وردي» صاحبة الـ11 عاماً، والتى تعيش فى مخيم للاجئين الفلسطينيين، وتتعرف على تاريخ عائلتها من خلال قصص يقصها لها ثلاثة أجيال سابقة.

على هامش المهرجان، التقت «الوفد» بالمخرج النرويجى ماتس جرورد، للتعرف على أبرز التحديات التى واجهته أثناء تنفيذ الفيلم، وسر اختياره لمخيم «برج البراجنة».. كما حاولنا معه أن نكشف الرسائل الضمنية التى يحملها الفيلم ويقدمها على المستوى العميق مستخدما الرسوم المتحركة.. وإلى نص الحوار.

·        لماذا اخترت وجهة نظر طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 11 عاماً لتصور مثل هذا الصراع الطويل والمؤلم؟

<عندما كنت أعيش فى مخيم «برج البراجنة»، استمعت لجلسة لمجموعة من الشيوخ الفلسطينيين يخبرون الشباب عن ما حدث لهم فى عام 1948. كان الجميع يبكون معا. لمستنى الجلسة كثيرا. شعرت حينها بأن الصدمات والجروح التى حدثت عام 1948 ستظل تؤلم أصحابها يتوارثها الأجيال الجديدة طالما بقى الناس عالقين فى المخيمات. لهذا اخترت وجهة نظر طفلة فى الحادية عشرة من العمر، حيث أردت إثارة تساؤل حول كيف وإن كان من الممكن إيجاد الأمل رغم الوضع الراهن الذى يعيش فيه الفلسطينيون؟. كما أردت من خلال الطفلة وردى تفتيح عقول الأطفال نحو القضية الفلسطينية، والربط ما بين

أجيال مختلفة.

·        ولدت فى النرويج.. فما الرابط الذى يجمعك بـ«لبنان»؟

< كانت والدتى تعمل ممرضة فى لبنان خلال الثمانينيات. كانت تذهب وتعود، يمكن أن تقول إن هناك رابطاً عاطفياً يجمعنى بـ«لبنان».

·        ومتى بدأ شغفك بالقضية الفلسطينية؟

منذ أن كنت فى الثانية عشرة من عمرى، حيثُ انتقلت مع أسرتى إلى غزة والقدس، وهناك رأيت أطفالاً من عمرى فى كل ركن من أركان الشوارع، مشهد صراخهم وبكائهم لم يفارق عينيى وذهنى حتى الآن.

·        من أين استلهمت فكرة الفيلم؟ ولماذا سمى بـ«البرج»؟

< ذهبت للعيش فى لبنان فى معسكر برج البراجنة، وحصلت على فكرة الفيلم، الذى كان مجرد سرد قصص أصدقائى من المخيم وعائلاتهم. واسم الفيلم «البرج» يرمز لاسم المخيم، القائم على فكرة المبانى فوق بعضها الأمر الذى يشكل خطرا كبيرا على سكان المخيم.

·        ما أبرز التحديات التى واجهتك أثناء التحضير للفيلم؟

< لم تكن تحديات، وإنما اجتهادات صعبة تطلبت منى مجهودا ذهنيا وبدنيا كبيرا، لقد زرت الأردن ولبنان وسوريا والأراضى المحتلة وإسرائيل وأجريت مقابلات مع أكثر من 100 شخص من مختلف الفئات العمرية والجنس والخلفية الاجتماعية والاقتصادية. ولم أتمكن من زيارة غزة، بسبب الحصار، لكننى تمكنت من مقابلة فلسطينيين من غزة فى لبنان والأردن والمملكة المتحدة. قضيت بعض الوقت مع أشخاص فى مكاتبهم، ومنازلهم، وفى الأماكن العامة، وكذلك مع العائلات فى المنازل، وشاركت فى الأنشطة اليومية أثناء التحدث معهم حول ما يتذكرونه أكثر وأكثر مما يهتمون به. وخلال الفترة التى أحضر فيها للفيلم صادفت كتاب «ماذا تعنى أن تكون فلسطينياً»، للدكتورة دينا مطر، رئيسة مركز الإعلام والاتصالات العالمى فى جامعة سواس بلندن. واستخدمت بعض القصص فى نصه وفى سرد الأحداث.

·        لماذا اخترت «الأنيميشن» أو الصور المتحركة للتعبير عن القضية الفلسطينية؟

< أولا أنا مخرج تحريك فى الأساس، الأنيميشن بالنسبة لى الطريقة المثلى التى من الممكن أن أعبر بها عن ما يخالج قلبى ومشاعرى، بجانب أننى وجدته الحل الذى يناسب طريقة الحكى التى تجمع بين اللغتين الإنجليزية والعربية.

·        وهل يمكن للرسوم المتحركة المساعدة فى تغيير العالم؟

< يضحك ماتس قليلاً وينقل يده اليسرى نحو ذقنه ويداعبها قائلا: أعتقد أن العديد من الأشياء يمكن أن تساعد فى تغيير العالم، كما أن الرسوم المتحركة جزء من الثقافة التى يمكن أن تساعد فى تغيير الأشياء. يمكن للناس أن يتغيروا إذا اعتقدوا حقًا أنهم يستطيعون فعل ذلك.

·        هناك العديد من المخيمات.. لماذا اخترت «برج البراجنة» تحديدا لبناء قصة الفيلم؟

< لأن والدتى عاشت فى هذه المعسكرات، ويجمعنى بالمخيم ولبنان ذكريات عديدة، فطفولتى كانت مشبعة بهذا اللون من القصص والمشاهد.

·        استغرق الفيلم 11 عاما للخروج إلى النور.. هل السبب فى ذلك صعوبة العثور على التمويل أم هناك أسباب أخرى؟

< التمويل سبب من الأسباب، ولكن فى الحقيقة شعرت بأن المسئولية كبيرة، نحن نتحدث عن النازحين الفلسطينيين الذين يعيشون منذ فترة طويلة فى مخيم للاجئين. الموضوع ليس سهلا، لذلك تأنيت لأننى كنت أريد صنع فيلم جيد يمثل القضية الفلسطينية، ولحسن الحظ، ساعدنا المعهد النرويجى للأفلام (NFI) للخروج بالفيلم بهذا الشكل.

·        هناك مشهد فى الفيلم استوقفنى عندما سألت الطفلة وردى جدها عن معنى النكبة.. ورد عليه بسؤال مستنكرا فيه ألم تدرسين هذا بالمدرسة.. ما الرسائل الضمنية التى تريد إيصالها للمشاهد؟

< هنا أود أن أقول إن الإنسان لا بد أن يعرف هويته جيدا، حتى يستطع الدفاع عنها ويطلع على ماضيه لاستشراف مستقبله أو حاضره. ربما يكون هذا سر تمسك الفلسطينيين بأراضيهم والمطالبة بحقوقهم لأنهم يعنون هويتهم جيدا لذا يدافعون عنها بأرواحهم.

·        اعتمدت على الإنجليزية والعربية فى سرد قصة الفيلم.. لماذا؟

< لأنها الطريقة التى كنت أتحدث بها مع أصدقائى الفلسطينيين فى المخيم. فهم لا يتحدثون الإنجليزية بطلاقة. بجانب أنها الطريقة الأمثل للأنيميشن.

·        هناك العديد من الأفلام التى تناولت القضية الفلسطينية.. فما الجديد الذى تقدمه فى «ألبرج»؟

< الفيلم يصور الفلسطينيين الذين طردوا بعد النكبة والذين عاشوا فى مخيمات اللاجئين لأكثر من 70 سنة. الآن الحكومات تخفض الدعم لهم، ويؤثر ذلك بالطبع على الخدمات الصحية والتعليمية، يشعر اللاجئون حقا بالنسيان. لهذا السبب قررت صنع فيلم يتحدث عن هذه الجزئية غير الواضحة بالنسبة للكثير، كما أخبرنى أحد أصدقائى، بأن الناس هناك يموتون كل يوم لأنهم لا يرون أملا فى المستقبل، نأمل أن يساعد هذا الفيلم على حل مشكلاتهم.

·        ولماذا اخترت مهرجان القاهرة السينمائى لعرض الفيلم؟

< سعيد جدا أن الجمهور شاهد الفيلم من خلال مهرجان القاهرة السينمائى بدورته الأربعين، لأن العرب متأثرىن جدا بالقضية الفلسطينية.

·        بعد نجاح البرج.. ماذا عن مشاريعك السينمائية الجديدة؟

< المشروع فى مرحلة مبكرة من التطور، سوف أتناول من خلاله تأثير التلوث الذى أحدثته شركة شيفرون وشل وشركات أخرى فى دلتا فى موزمبيق فى التسعينات، والتى تسببت فى تدمير الأرض، خلال السنوات 1964 و1992 أثناء عمليات استخراج النفط ووضع نفايات نفطية سامة فى المياه، وكيف فعل السكان لمكافحة التلوث ومحاولة تنظيف أراضيهم، أظن أنها قصة مثيرة للاهتمام.

 

####

 

رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للقاهرة السينمائي بيل أوجست:

أميل للواقعية فى أفلامي.. وأرفض الفانتازيا فى السينما.. والأكشن خارج اهتماماتى

كتبت:بوسى عبدالجواد

·        أفكر فى تقديم فيلم عن الهجرة.. وأهرب من الواقع المؤلم بالروايات

·        أنا مخرج الإنسانية.. وأكره العمل فى هوليوود

·        اهتم بطرح العلاقات بين البشر فى أفلامى.. ونتفليكس «طوق نجاه» لصناعة السينما العالية

تحدى طفولته الصعبة، فقد حرم من الدفء العائلى بعد وفاة والدته وهو فى السابعة من عمره، وعاش مع والده بمفردهما، فأصبح المخرج الأكثر تتويجاً بالجوائز السينمائية الكبرى. يعترف بأن ظروف حياته المثيرة والقاسية التى عاشها وهو طفل صغير دفعته للاعتماد على نفسه فى كل شىء، كما صنعت منه نموذجاً ناجحاً فى الحياة، لذا لا يجد المخرج الدنماركى بيل أوجست، الذى يشغل منصب رئيس لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائى بدورته الأربعين أى حرج فى الإفصاح عن التجربة الحياتية التى عاشها.

يرفض «أوجست» الفانتازيا فى الأعمال الفنية، لأنه مؤمن بأن السينما يجب أن تكون مرآة تعكس ما يجرى فى الشارع من أحداث، ولا يميل بطبعه إلى الأكشن فى السينما، فهو يحب أن يعبر عن مشكلات مجتمعه والمجتمعات الأخرى وقضايا الساعة فى سياق درامي.

من واقع أفلامه، تشعر بأن أوجست ليس مخرجا عاديا، إذ يضع لنفسه فلسفة حياتية خاصة يسير وفقا لقواعدها، فهو شخص يهوى اكتشاف ذاته خلف الكاميرات، ولعل هذا هو لب موهبة بيل أوجست، فهو يتسلل إليك من حيثُ لا تدرى، مهام المخرج من منظوره هو «سارد لأحداث مصورة». وهو أول مفتاح لفك شفره هذا الرجل، الذى نال من خلال فيلمه The Conqueror عام 1987 بجائزة السعفة الذهبية، والأوسكار وجولدن حلوب، وهو واحد من ثمانية مخرجين فقط فازوا بالسعفة الذهبية مرتين، وحازوا على الجائزة المرموقة مرة أخرى فى عام 1992 باسم «أفضل النوايا».

على هامش جلسة حوارية ضمن فاعليات الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائى، تحدث «بيل أوجست» عن تجربته الفنية، والسينما العالمية وكذلك العربية.. وعن مشاركته كرئيس لجنة تحكيم المهرجان.. وإلى نص الحوار...

·        كيف بدأت علاقتك بالسينما؟

< بدأ شغفى بالقصص والروايات فى مرحلة مبكرة، حيث كنت أهرب من الواقع إلى عالم الروايات، وبالطبع هذا ساعدنى على فهم الحياة وأثر فى تكوينى كمخرج، كما أننى كنت أشارك دائما فى فريق التمثيل بالمدرسة، فلا أنسى هذه الأيام التى كانت سبب البسمة فى حياتي. عالم السينما بالنسبة لى هو السحر.

·        عشت طفولة قاسية.. هل أثر ذلك فى تكوينك أو بناء شخصيتك؟

< نعم، فقد حرمت من حنان الأم وأنا فى سن صغيرة جدا، وعشت مع والدى، فالحياة فى المنزل كانت جافة، لكن هذه الظروف صنعت منى نموذجا ناجحا.

·        تولى اهتمامك أولا بالصورة.. هل عملك كمصور سينمائى فى البداية أثر على رؤيتك كمخرج؟

< جميع المهن داخل عالم السينما مكملة لبعضها، الصورة مهمة جدا فى العمل، فالإنسان يمكن أن يوصل رسالته للجمهور من خلال صورة دون الحاجة إلى نص، لذلك اهتم بالصورة حتى أصل برسالتى للعالم.

·        تعريف المخرج من منظور أوجست.. ما هو؟

المخرج هو سارد لأحداث مصورة، أو بمعنى أدق الحاكى للقصة، ولا بد أن يكون قادر على ربط الجمهور بالعمل وجعلهم يتفاعلون مع رسالة الفيلم وأحداثه وشخصياته.

·        ما السر وراء تحولك من مصور سينمائى إلى مخرج؟

< بدأ شغفى أولا بقراءة القصص والروايات، وبعد ذلك أغرمت بالتصوير، وسرد الأحداث من خلال الصورة، وهو ما دفعنى إلى أن أصبح مصورا سينمائيا، ثم بدأت اهتم بالجمع بين السرد والصورة فاتجهت لعالم الإخراج. وهذا التحول يرجع إلى شغفى واهتمامى بالسرد وخلق الأحداث والشخصيات.

·        من واقع أفلامك.. تتعامل مع السينما كرسالة.. وصناعة السينما فى هوليوود باتت تنضب اهتمامها بالأفلام التجارية مؤخرا.. كيف تعاملت مع هذه المشكلة؟

< هى بالطبع مشكلة كبيرة، صناعة فيلم ليس بالأمر السهل، خاصة أن عملية الصناعة فى هوليوود الآن باتت تجاربة تبحث عن الربح ولا تولى اهتمامها برسالة العمل، وهذا بالطبع لا يتناسب مع مبدئى وطموحاتى، لذا أكره العمل فى هوليوود، لابد أن يحمل العمل الفنى رسالة أو يتناول شيئا ما.

·        كم كان عمرك حينما أخرجت أول فيلم؟

< كنت شابا فى مقتبل العمر، فكان لدى خلفية كبيرة بصناعة السينما، لأن حبها بدأ يتخلل إلى قلبى وأنا فى سن صغيرة، وأتذكر جيدا أن مدرستى كانت تنظم رحلات لمشاهدة الأفلام، وحينها تمنيت أن أكون جزءا من هذا العالم الذى ينتزعك من عالمك لعالمه السحرى هو.

·        أفلامك جميعها تتحدث عن العلاقات.. هذا هو سر ابتعادك عن سينما الأكشن أو الفانتازيا؟

< أنا مخرج الإنسانية، معنى بالعلاقات فى المعنى الأول، لذلك اتجه إلى هذا الطرح فى أفلامى، وهو إظهار العلاقات بين البشر، وأنا بطبعى لا أميل إلى أفلام الأكشن برغم أنها تحقق مكاسب كبيرة، وتلقى نجاحا كبيرا، أو الفانتازيا، اعتبر الدراما هى الأساس الذى أتمكن من خلاله إيصال وجه نظرى للجمهور.

·        بعد حصولك على الأوسكار عن فيلم The Conqueror عام 1987.. هل هذا حملكّ مسئولية كبيرة فى أعمالك القادمة؟

< بعد حصولى على الأوسكار، بدأت أغير من اتجاهاتى واختياراتى، واتجهت للسر على القصص الإنسانية بشكل أوقع.

·        تميل للواقعية فى أفلامك.. كما القضية المهموم بطرحها فى الفترة المقبلة؟

< أرغب فى تناول فيلم عن الهجرة، وذلك بعد تدافق أعداد المهاجرين على أوروبا.

·        هل أنت متابع جيد للسينما العربية؟

لا يوجد لدينا دور عرض تعرض أفلاما عربية، ولكن مع انتشار المنصات الإلكترونية الجديدة بجانب «لايف سكريننج» و«نتفليكس» بالتأكيد ستصبح هناك فرصة أكبر للمشاهدة والاطلاع على ثقافات أخرى.

·        أى نوع من المدارس السينمائية التى تأثرت بها؟

< تأثرت بالسينما الأوروبية الحديثة والأمريكية، تحديدا فى فترة الستينات والسبعينات.

·        كيف تلقيت عرض رئاسة لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائى بدورته الأربعين؟

تحمست جدا للمهرجان، ولم اتردد ولو لحظة فى قبول العرض.

·        وما انطباعاتك عن دورة هذا العام من عمر المهرجان؟

< أعتقد أن الأفلام بشكل عام جيدة، والمهرجان فيه تنويع كبير، فقد نجح فى جلب عدد من الأفلام التى تعرض عالميا لأول مرة فى المهرجان، بجانب أفلام حصدت جوائز كبير مثل فيلم «روما».

 

####

 

يختتم فعالياته الليلة

كشف حساب الدورة الـ40 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى

كتبت دينا دياب: تصوير: رشدى أحمد

تختتم اليوم فعاليات الدورة الـ40 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، «الطموح» وهو الشعار الذى رفعته إدارة المهرجان قبل انطلاقه، واستطاعت بنسبة كبيرة أن تحقق هذا الهدف، بتقديم دورة مميزة فى العديد من الاتجاهات، ترصد نجوم وفنون أهم فعاليات الدورة ما لها وما عليها.

الليلة يتوج هذا المجهود باختيار الأفضل فى الختام، حيث توزع الجوائز لـ 5 مسابقات مختلفة، أبرزها المسابقة الدولية وجوائزها الهرم الذهبى لأحسن فيلم ويمنح للمنتج، و«الهرم الفضى» وهى جائزة لجنة التحكيم الخاصة وتمنح للمخرج، والهرم البرونزى لأحسن إخراج، جائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو، جائزة أحسن ممثلة، وأحسن ممثل، وأحسن إسهام فنى، ويتنافس عليها 16 فيلماً، ومسابقة سينما الغد الدولية للأفلام القصيرة تمنح جائزتى يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة ويتنافس فيها 16 فيلماً، ومسابقة أسبوع النقاد الدولى وتمنح جائزتى شادى عبدالسلام للمخرج، وفتحى فرج لأحسن إسهام فنى ويتنافس عليها 8 أفلام، وجوائز مسابقة آفاق السينما العربية لأحسن فيلم عربى، وتُمنح للمخرج جائزة صلاح أبوسيف، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة ويتنافس عليها 9 أفلام.

كما توزع جائزتان جديدتان لأفضل فيلم عربى قدرها 15000 دولار لأفضل فيلم عربى مشارك فى مسابقات «الدولية وآفاق السينما العربية وأسبوع النقاد»، وجائزة الجمهور، والتى تم استحداثها هذا العام وقدرها 20000 دولار (تمنح مناصفة بين المنتج والشركة التى ستقوم بتوزيع الفيلم فى جمهورية مصر العربية).

حضور جماهيرى غير مسبوق

5 أماكن شهدت عروض المهرجان هى وسط المدينة، الزمالك، السادس من أكتوبر، والتجمع الخامس، التحرير وتحولت إلى عرس فنى بمعنى الكلمة، حيث حرصت إدارة المهرجان على لوحات مضيئة تحمل شعار المهرجان أمام هذه الأماكن كدعاية لعرض أفلام المهرجان فى قاعات الأوبرا وسينما كريم1، 2 وسينما جالكسى مول العرب وكايروفيستيفال والزمالك.

حظى المهرجان بحضور جماهيرى غير مسبوق هذا العام، ويرجع ذلك لعدة أسباب أولها هو الدعاية الجيدة للمهرجان، والذى نجحت فيه الإدارة هذا العام سواء عبر قنوات التليفزيون أو الراديو أو فى الشوارع، بالإضافة إلى تطبيق نظام الحجز الإلكترونى والذى ساعد الجمهور فى التعرف على الأفلام المعروضة فى المهرجان وحجزها بسهولة، وعلى الرغم من الاهتمام بعرض عدد كبير من الأفلام المصرية هذا العام فى كل المسابقات أو خارجها وهو ما مثل رواجاً أيضاً، لكن سوء التنظيم فيها خلق أزمة حيث سعى بعض المنتجين لشراء تذاكر الصالة كاملة فى المسرح الكبير لدعوة ضيوفهم، وتسبب هذا الموقف فى غضب جماهيرى فى فيلمين، حيث تم بيع أغلب تذاكر الصالة للمنتج والمخرج خالد يوسف فى فيلم «جريمة الأيموبيليا» ما تسبب أن الفيلم كان كامل العدد قبل يوم من عرضه، وهو نفس ما حدث مع فيلم «ورد مسموم»، ما جعل بعض الحضور يعلن عن غضبه من بينهم المنتج محمد العدل، والذى اعترض على سوء التنظيم فيها.

تراوح عدد الحضور فى المسرح الكبير فى كل عرض ما بين 800 إلى 1000 ويعرض عليه 4 أفلام، 3 منها ضمن المسابقة الرسمية، وفيلم وحيد خارج المسابقة، ويعتبر هذا الرقم هو الأعلى فى جمهور المهرجان على مدار سنواته.

5 أفلام كانت كاملة العدد ووصل مشاهديها إلى 1300 فرد على المسرح الكبير وأحياناً اضطروا إلى اللجوء لمقاعد إضافية، وهو فيلم « ليل خارجى» المصرى للمخرج أحمد عبد الله السيد بعرضيه الأول فى الأوبرا والثانى بسينما كريم1، أيضاً فيلم «روما» فى عرضه الأول، فيلم «ورد مسموم» لمحمود حميدة على المسرح الصغير، فيلم «جريمة الأيموبيليا» على المسرح الكبير، وفيلم «الغراب الأبيض» للنجم العالمى ريف فاينز، والذى حضر مع الجمهور وتسلم جائزة فاتن حمامة التقديرية.

لأول مرة تحظى عروض المسرح المكشوف باهتمام جماهيرى، ففى كل عام يعرض أفلام قديمة لا تحظى باهتمام، لكن نتيجة للرواج الجماهيرى كانت تحظى بحضور من الضيوف الأجانب للتعريف بالسينما المصرية والأفلام هى «الطريق المسدود و«فى بيتنا رجل» و«النظارة السوداء» و«إمبراطورية ميم».

أيضاً أفلام بانوراما السينما المصرية حظيت بحضور أجنبى كبير وهى أفلام «طلق صناعى» و«يوم الدين «وعيار نارى» «والحلم البعيد»، وكانت معظمها كاملة العدد فى قاعات العرض.

نشرة المهرجان أضافت جزءاً جديداً هذا العام وهو تخصيص صفحة باللغة الإنجليزية لأحد نجوم السينما المصريين الذين رحلوا عن عالمنا وأثروا السينما المصرية بأعمالهم مثل شادية وسعيد صالح وأحمد مظهر وغيرهم، ما جعل بعض الضيوف الأجانب يهتمون بقراءتها.

اهتمام نجوم السينما بالحضور

10 حفلات سجادة حمراء، لأول مرة يطبق هذا العام نظام عروض «جالا» يومياً، وهى العروض التى يتم فيها الاحتفاء بأبطال الفيلم المعروض من خلال إقامة سجادة حمراء يتم عليها استقبال الضيوف بحضور عدد كبير من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة، وهذا الاحتفال كان نقطة تحول حقيقية فى دورة المهرجان هذا العام لسببين، همها أن إدارة المهرجان كانت تدعو يومياً عدداً من نجوم الفن المصرى «الذين يرتدون السواريه» للسير على السجادة الحمراء، بالإضافة إلى أبطال الفيلم وأصدقائهم من الفنانين، وهو ما ضمن حضوراً من الفنانين يومياً إلى فعاليات المهرجان الذى كان يعانى من غياب النجوم حتى فى حفلات الافتتاح والختام على مدار دوراته، السبب الثانى أنه ضمن دعاية يومية للمهرجان على شاشات القنوات الفضائية وهو ما كان يحدث فى حفلات الافتتاح والختام فقط، ومن ضمن الحضور يومياً الفنانون لبلبة، حسين فهمى، آسر ياسين، بسمة، أحمد مالك، مصطفى فهمى، لقاء الخميسى، ألفت عمر، محمود حميدة، وعدد كبير من نجوم الصف الثالث، واهتم المهرجان بخروجهم بسيارات مخصوصة بالمهرجان مكتوب عليها الشعار، ما أعطى شكلاً مميزاً لليالى المهرجان.

397 سينمائياً أجنبياً من جميع دول العالم كانوا ضيوفاً على دورة المهرجان هذا العام، إما حاضرون مع أفلامهم أو ضيوف لمتابعة الفعاليات، أو أعضاء بلجان التحكيم المختلفة، ويعتبر هو أكبر رقم للضيوف ضمن دورات المهرجان السابقة، والتى كان يعيق حضورهم دائماً عدم توافر أموال للتكفل بإقامتهم، وزيادة ميزانية المهرجان هذا العام ساعدت فى حضورهم.

نظام جديد فى عرض الأفلام

11 فيلماً بتقنية الvr تعرض يومياً، وهى تقنية تم تنفيذها لأول مرة بمناسبة مرور 40 دورة على تأسيس المهرجان، وهى تجربة جديدة للواقع الافتراضى لمواكبة التيار العالمى والمتواجدة فى أغلب المهرجانات العالمية، وهى أفلام تمثل ألواناً متباينة من سينما الواقع الافتراضى مدتها من 5 إلى 18 دقيقة، وهى الفيلم الوثائقى Wild Immersion والفيلم الأمريكى التفاعلى القصير Nefertari: Journey to Eternity، وفيلم التحريك الأمريكى LUCID، ومن أفريقيا مجموعة من الأفلام الوثائقية منها النيجيرى In Bakassi والسنغالى The Other Dakar، والكينى Let This Be A Warning، وNairobi Berries والغانى Spirit Robot، والفرنسى 700 SHARKS، كما يوجد فيلم آخر بعنوان Egypt Virtual Tour، أما إيطاليا فتشارك بفيلم Home After War، وهذه النوعية وجدت رواجاً جماهيرياً منقطع النظير فهى تعرض مجاناً وهى تقنية جديدة على الجمهور المصرى، ووصل الأمر إلى الاهتمام بوقوف طوابير دائماً أمامها.

16 فيلماً شاركت فى المسابقة الرسمية للمهرجان، عرضت جميعها على بقاعة المسرح الكبير بدار الأوبرا، حققت حضوراً جماهيرياً، وعقب كل فيلم أقيمت ندوة بحضور بعض من صناع العمل، ورغم أن إدارة المهرجان وفرت مترجماً وناقداً لإدارة الندوة لكن عاب هذه الندوات كلها عدم الاهتمام بتواجد منصة يجلس عليها الضيوف ليتسنى لهم إقامة ندوة حقيقية، لكنهم كانوا يكتفون بوقوف صناع العمل فى الصف الأول وتلقى الأسئلة والأجوبة، ونتمنى أن تتخطى إدارة المهرجان هذا الأمر فى السنوات القادمة.

تخطى المهرجان هذا العام أزمة الشاشات، حيث وجه جزءاً كبيراً من الميزانية لشراء عدد من الشاشات وأنظمة الصوت ما جعل الدورة تمر كاملة دون شكوى من سوء العرض وهو ما كان نقلة حقيقية، وإن كان التأخير يومياً فى بدء عرض الفيلم لأكثر من ربع ساعة سبب أزمة مع الضيوف الأجانب الذين يلتزمون بالمواعيد.

15 فيلماً حظى المهرجان بعرضها الأول على مستوى الشرق الأوسط بخلاف أفلام المسابقة الرسمية، وهى المرة الأولى فى تاريخه، خاصة وأن هذه الأفلام يكون سعرها أغلى من الأفلام الأخرى، ولكن رئيس المهرجان محمد حفظى أعلن أنه بذل مجهوداً شخصياً كبيراً لإقناع موزعي الأفلام بعرضها فى مصر قبل عرضها تجارياً فى الشرق الأوسط.

توطيد العلاقات السينمائية عالمياً

بجانب الاهتمام بعرض الأفلام السينمائية قامت إدارة المهرجان بجهد فى توطيد العلاقة بين السينمائيين المصريين والعالم، وأصبح المهرجان فرصة حقيقية للتعارف بين السينمائيين فى العالم وعشاق السينما فى مصر سواء من الجمهور أو الفنانين وأقيم ذلك بعدة طرق.

أولها أقيمت يومياً ندوات حوارية لتبادل الثقافات مع صناع السينما فى العالم، منها ندوة مدير مهرجان فينسيا ألبرتو باربيرا، وهى الأهم وحضرها عدد كبير من الجمهور وقدم فيها رسالة حقيقية فى طريقة عمل المهرجانات، أيضاً جلسات حوارية مع النجم البريطانى رالف فاينس، والذى تحدث فيها عن فيلمه «الغراب الأبيض» الذى شهد عرضه الأول فى مصر، وأخرى مع كلاوس ايدور سكرتير الاتحاد الدولى للنقاد، وجلسة مع «لين أماتو رئيس شبكة HBO، بالإضافة لإتاحة فرص يومين لإجراء حوارات خاصة مع كل صناع الأفلام، كما أقيمت لقاءات حوارية متكررة لأعضاء لجنة التحكيم فى الـ5 مسابقات.

أيضاً أقيم يومياً محاضرات منها «تقديم مشروعات الأفلام وتسويقها» وحاضر فيها اراناكا ماتيتس وروشاناك بيهيشت نيدجاد أعضاء أكاديمية الفيلم الألمانى، ومحاضرة كل تساؤلاتك عن المهرجانات والتوزيع فى الولايات المتحدة وحاضر فيها لورا كيم واليسا فيدروف، ومحاضرة «100 سنة مع السينما» وحاضر فيها نيكولاس يدو رئيس شركة جومون، والمخرج الأمريكى جيمس لونجلى.

كما أقيمت أيام القاهرة لصناعة السينما وهى منصة مقامة يومياً على هامش المهرجان للتعريف بطبيعة السينمات فى العالم وتضمنت جلسة «التطورات الجديدة فى السعودية» وحضرها عدد كبير من الجالية السعودية فى القاهرة، و«السينما الروسية وجلسة إيجاد الحقائق الجوهرية فى الأفلام» وحضرها عدد كبير من الروس وصناع 9 أفلام روسية تم عرضها على هامش المهرجان، بالإضافة إلى جلسه بعنوان «التأثير الاجتماعى ووسائل الإعلام الواعية» بالتعاون بين المهرجان وصندوق الأمم المتحدة للسكان.

أقيمت 5 ندوات للمكرمين وهم حسن حسنى وتوقيع كتاب صلاح أبو سيف مذكرات مجهولة وسمير صبرى وهشام نزيه ورالف فاينس وورغم الإعلان عن ندوة مئوية إحسان عبد القدوس، إلا أن أسرته رفضت الحضور بسبب تجاهل إدارة المهرجان ذكر اسم والدهم فى حفل الافتتاح، وشهدت حضوراً أجنبياً أكثر من الحضور المصرى وحضوراً نقدياً عالمياً.

15 مشروعاً روائياً وتسجيلياً شاركت فى ملتقى القاهرة السينمائى وهو منصة تتيح لصناع الأفلام العرب فرصة لتوسيع شبكة علاقاتهم فى مجال السينما العالمية، ويُشترط للمشاركة فى الملتقى أن ينتمى مخرج الفيلم إلى جنسية عربية، وأن يكون مشروعه فيلماً روائياً أو وثائقياً طويلاً، وأن يكون الفيلم فى مرحلة التطوير أو ما بعد الإنتاج، وأن يكون مخرج الفيلم قد سبق له إخراج فيلم واحد على الأقل طويل أو قصير، وسوف تختار لجنة التحكيم.

 قيمة الجوائز التى تتنافس عليها مشروعات الأفلام العربية تقدر بأكثر من 100 ألف دولار أميركى، يقدمها رعاة من أهم مؤسسات السينما فى العالم العربى، هم شبكة OSN وERGO ونيوسنشرى للإنتاج الفنى وFront Row Filmed Entertainmentشركة السينما العراقية وشبكة راديو تليفزيون العرب (ART) وستوديوهات أروما لخدمات ما بعد الإنتاج ومركز السينما العربية.

أيضاً أقيمت ورشة Screen Buzz لكتابة السيناريو التلفزيونى، هى ورشة مكثفة لكتابة السيناريو التليفزيونى لمدة 4 أيام، وورشة «EAVE/BMS» لتطوير السيناريو، والتى أقيمت على مدار 4 أيام، وقدمت تغطية لكل عناصر مرحلة تطوير مشروعات الأفلام الروائية الطويلة، بما فى ذلك استراتيجيات تطوير السيناريو ودور المنتج والتسويق والمبيعات الدولية وخطط الميزانية والتمويل بالإضافة إلى عمليات الترويج للفيلم، وتكون من ورش تدريب احترافية يومية متاحة لكل ضيوف المهرجان، وجلسات عمل جماعية ولقاءات فردية مع الفرق الستة المختارة من الكُتَّاب والمنتجين ومشروعاتهم فى مرحلة التطوير.

 

####

 

تفاصيل جوائز ملتقى القاهرة السينمائى

كتب - أحمد أيوب:

انتهت الدورة الخامسة من ملتقي القاهرة السينمائي، احدي فاعليات أيام القاهرة لصناعة السينما اليوم بحفل توزيع الجوائز، و قد اقيم ملتقي القاهرة السينمائي علي هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي خلال ايام ٢٦، ٢٧ ، ٢٨ نوفمبر. تم اختيار ١٦ مشروع من مختلف الدول العربية، ١٠ مشاريع في مرحلة التطوير و ٦ مشاريع في مرحلة ما بعد الانتاج.

وحضر حفل توزيع الجوائز صانعو الأفلام والرعاة والمنتجون و الموزعون وشتى العاملين في مجال صناعة السينما الذين حضروا المهرجان.

تكونت لجنة التحكيم هذا العام من المنتج المصري جابي خوري-- منتج والمدير الإداري لشركة أفلام مصر العالمية وهو يعمل في مجال الإنتاج السينمائي منذ عام 1990 ، و التونيسية درة بوشوشة

وهي منتجة تشمل أعمالها أفلاماً تونسية وأجنبية روائية ووثائقية متعددة وق ترأست درة أيام قرطاج السينمائية لسنوات طويلة، والفلسطينية آن ماري جاسر- مؤلفة ومنتجة ومخرجة تمتد مسيرتها لأكثر من 16 عاماً صنعت فيها أفلاماً حصلت على عروضها الأولى في مهرجانات كان وبرلين وفينيسيا ولوكارنو.

بعد الاجتماع مع مخرجي ومنتجي المشاريع منحت لجنة التحكيم الجوائز التالية:

في مرحلة التطوير:

١- باديا بالم هيلز ٢٠٠٠٠ دولار (مناصفة) : في مرحلة الانتاج: سبراي - مصر - اخراج شريف بنداري

وفي مرحلة ما بعد الانتاج:

رجل الخشب - العراق - اخراج قتيبة الجنابي

٢- شبكة راديو و تليفزيون العرب (ART) ١٠٠٠٠ دولار: إنشالله ولد- الأردن - اخراج أمجد الرشيد

٣- نيوسينشري ١٠٠٠٠ دولار: نحن في الداخل - لبنان - اخراج فرح قاسم

٤- أرابيا بيكتشرز ١٠٠٠٠ دولار: قص الرأس - تونس - اخراج لطفي عاشور

٥- السينما العراقية ٥٠٠٠ دولار: علي طول الليل - الجزائر - اخراج لطيفة سعيد

٦- فرونت رو/ شركة السينما الكويتية الوطنية ١٠٠٠٠ دولار: ذات مرة في طرابلس - ليبيا - اخراج عبدالله الغالي

٧- دعوة مركز السينما العربية لحضور ورشة روتردام : نافورة الباخشي سراي – مصر – اخراج محمد طاهر

في مرحلة ما بعد الانتاج:

٨- أو إس إن ٥٠٠٠٠ دولار: قبل ما يفوت الفوت - تونس - اخراج مجدي الاخضر

٩- إرجو-ميديا فينتشرز ١٥٠٠٠ دولار: بيت من زجاج - سوريا - اخراج زينة القهوجي

١٠- أروما لخدمات ما بعد الانتاج و تصحيح الالوان: My Mohamed is Different- اخراج ايناس مرزوق

الوفد المصرية في

28.11.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)