كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

يوسف شريف رزق الله لـ«الشروق»:

محمد حفظي إضافة لمهرجان القاهرة ويستحق أن يكون رئيسًا للدورة 41

حوار ــ أحمد فاروق:

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الأربعون

   
 
 
 
 
 
 

* رفضت رئاسة المهرجان بسبب تجربتى المريرة فى تسوية مبلغ 500 ألف جنيه.. وراضٍ عن نفسى بنسبة 80%

* 40 مليون جنيه كانت ميزانية كافية لعدم إهدارها فى استضافة مشاهير هوليوود.. وDmc صرفت 60 مليون جنيه على حفلى افتتاح وختام الدورة الماضية

* أتعجب من مقاطعة نجوم جيل الوسط للمهرجانات.. وأرسلنا لهم الدعوات عبر «ريجسير»

* «جريمة الإيموبيليا» يعرض خارج المسابقة لأنه ليس مبهرا.. و«لا أحد هناك» يشارك فى أسبوع النقاد تشجيعًا لمخرجه

* سعد الدين وهبة لم يعتمد على دعم وزارة الثقافة.. واستغل الجمهور فى تحقيق إيرادات بعرض أفلام ساخنة 

* ماجدة واصف تعرضت لمضايقات من وزير الثقافة السابق.. ومُنِعت من استخدام الرصيد الذى تركه سمير فريد فى سداد 3 ملايين جنيه ديونا

* الدورة الحالية أفضل من السابقة بنسبة 30 %.. وجذبنا أفلاما من فينسيا لأول مرة

على مدار 30 سنة تقريبا، ظل الناقد يوسف شريف رزق الله، مسئولا عن الإدارة الفنية لمهرجان القاهرة السينمائى، منذ عهد رئيسه الأقوى سعد الدين وهبة وحتى الرئيس الحالى محمد حفظى، فاستحق تكريمه فى حفل الافتتاح الدورة 40.

«الشروق» التقت رزق الله، على هامش الدورة الحالية للمهرجان، لتناقشه فى اختيارات الأفلام المصرية، وإلى أى مدى كانت الميزانية مناسبة، كما يتحدث عن تكريمه، وسر اختياره لحفظى رئيسا للمهرجان، ولماذا رفض أن يكون على مقعد الرئيس وفضل أن يبقى مديرا فنيا مع الدكتورة ماجدة واصف، كما يتحدث عن سر قوة المهرجان فى عهد سعد وهبة، ولماذا اعتذر عن العمل فى الدورة 38 مع الناقد الراحل سمير فريد.

يقول يوسف شريف رزق الله: تكريمى فى افتتاح الدورة الاربعين كان مفاجأة، فالقرار يبدو أنه اتخذ منذ فترة، ولكنى لم أكتشفه قبل حفل الافتتاح سوى بالمصادفة، عندما قال الدكتور خالد عبدالجليل، مستشار وزارة الثقافة لشئون السينما، لمحمد حفظي: «احنا لازم نكرم الراجل ده»، فاضطر رئيس المهرجان لإعلان أنه بالفعل قرر ذلك، وحتى الآن لا أعرف اذا كان هذا الحوار الذى دار بينهما فى وجودى باتفاق مسبق، أم أنه كان مجرد توارد للخواطر.

وتكريمى من المهرجان أسعدنى كثيرا، خاصة أنه فى مناسبة مهمة هى افتتاح الدورة الـ 40، وبعد أكثر من 30 عاما على العمل بالمهرجان، بذلت خلاله كل ما أستطيع من جهد فى ظل الإمكانيات المتاحة.
ورغم أننى لا يجب أن أقيِّم نفسى، ولكنى راضٍ عن عملى بالمهرجان بنسبة 80 %، وأرى أننى «عملت اللى اقدر عليه»، والحمد لله كل رؤساء المهرجانات تمسكوا بوجودى
.

·        كيف كانت علاقتك بالمهرجان على مدار 30 سنة؟

ــ علاقتى بمهرجان القاهرة بدأت بالعمل كسكرتير فنى بعد عامين من تولى سعد وهبة رئاسته، عام 87 تقريبا، وتطور الأمر بعد ذلك لأكون مديرا فنيا فى عهد سعد وهبة واستمرت هذه المهمة تلازمنى فى كل دورات المهرجان مع حسين فهمى وشريف الشوباشى وعزت ابوعوف وكانت الدورة 38 الوحيدة تقريبا التى لم أشارك فيها، فرغم أن الناقد الراحل سمير فريد، عرض على الاستمرار كمدير فنى، ولكنى اعتذرت لظروف تخصنى، قبل أن أعود مرة أخرى مع الدكتورة ماجدة واصف.

·        لماذا رفضت رئاسة المهرجان عندما عرضت عليك بعد استقالة الناقد سمير فريد؟

ــ لم أكن أشعر أننى مستعد لرئاسة المهرجان، فعمليا هناك تدخلات، كما أننى لم يكن لدى رغبة فى أن أدخل بمتاهات مالية وادارية، خاصة أننى مررت بتجربة مريرة مع وزارة الثقافة قبلها مباشرة، لتسوية مبلغ 500 ألف جنية كانت المؤسسة الأهلية التى اُسنِد إليها تنظيم المهرجان بطلب من وزير الثقافة الأسبق الدكتور عماد أبوغازى، حصلت عليها كسلفة لتسيير العمل، قبل أن يسحب منها المهرجان مرة أخرى فى عهد وزير الثقافة الدكتور صابر عرب، بعد أن همست بعض الأصوات فى أذنه، بأن القائمين على المؤسسة «أصحاب مصلحة» وأن الوزارة هى التى يجب أن تستمر فى تنظيم المهرجان.

كانت التساؤلات التى واجهتنى أثناء تسوية السلفة من نوعية: «لماذا سافرتم عبر شركة طيران معينة دون غيرها؟»، وغيرها من هذه النوعية، واستمر هذا الوضع حوالى 8 أشهر حتى تمت التسوية، فلم أكن أرغب تكرار التجربة مرة أخرى، لأننى لا أريد أن اتهم بإهدار المال العام.

وكانت أمامى تجربة الناقد الراحل سمير فريد، الذى لم يستمر فى منصبه، لاتهامه من عناصر داخل وزارة الثقافة وأخرى صحفية، بإهدار المال العام، ورغم أنه تم التحقيق فيما نسب اليه بناء على طلبه، ولم تثبت عليه أى من هذه الاتهامات، إلا أن وزارة الثقافة لم تقم بواجبها ولم تخل ذمته المالية، فاختار الاستقالة.

فى هذا الوقت تواصل معى الدكتور سمير سيف بناء على طلب من الدكتور جابر عصفور ليعرض على رئاسة المهرجان، وكان الطبيعى أن أعتذر.

·        ولماذا رشحت الدكتورة ماجدة واصف؟

ــ لأن لها خبرة فى تنظيم المهرجانات ونزيهة، لكنها كانت رافضة فى البداية لفكرة العمل بمهرجان حكومى فهى تعيش طوال حياتها بالخارج، ولا تريد ان تعمل وفق لوائح روتينية.

طلبت منها أن تذهب لمقابلة الدكتور جابر عصفور لتسمع منه ثم تقرر، وعندما جلسنا معه قال لها «ستكونى ملكة مهرجان القاهرة وصاحبة القرار»، فصدقته، وتولت المسئولية فى ظروف مالية صعبة، فرغم أن الناقد سمير فريد ترك مبلغا ماليا لا بأس به فى حساب المهرجان بالبنك، لكن كانت هناك اوامر بعدم صرفه، وفى نفس الوقت كانت هناك ديون تقدر بحوالى 3 ملايين جنيه، لم يتم تسويتها بسبب عدم وجود قرارات مكتوبة من إدارة المهرجان.

استمرت هذه الديون تطارد ماجدة واصف منذ توليها المسئولية حتى تركت منصبها العام الماضى. كانت كل دورة تسددها من ميزانية العام الجديد، ليتم ترحيلها إلى الدورة التالية وهكذا، فهى لم تمكن من ميزانية تساعدها على سداد مستحقات الشركات والأفراد الذين يتعاونون مع المهرجان، إلى جانب مضايقات كثيرة تعرضت لها من وزير الثقافة السابق، الذى كان يتدخل فيما لا يعنيه، بطلب تعديلات وحذف وإضافة.

وبالمناسبة محمد حفظى تولى رئاسة المهرجان وهو مديون أيضا بـ3 ملايين جنيه، مؤجل سدادها بحجة أنه لا يجوز سداد مديونيات قديمة بفلوس الدورة الجديدة، تقول ذلك الإدارة القانونية بوزارة الثقافة، ورغم ذلك اتخذ «حفظى» قرارا على مسئوليته كما كانت تفعل ماجدة واصف بسداد المديونيات من أول دفعة من الميزانية، لأنه يعلم اذا لم تحصل الشركات وفريق المكتب على مستحقات الدورة السابقة لن يعملوا معه فى الدورة الجديدة.

·        ولكن فى الدورة 39 زادت ميزانية المهرجان من 6 إلى 16 مليونا ودخلت dmc كراع رئيسى ودفعت ملايين كثيرة.. فلماذا لم تسدد الديون؟

ــ بالفعل الدكتورة ماجدة واصف نجحت فى رفع ميزانية المهرجان من 6 إلى 16 مليونا من خلال اتفاق مع وزارة المالية، لكن هذه الأموال لم تكف بسبب ارتفاع أسعار العملات الاجنبية أمام الجنيه.

أما بالنسبة، لقنوات dmc، فهى بالفعل دخلت كراع رئيسى للمهرجان ودفعت مبالغ ضخمة تصل إلى 60 مليون جنيه، لكنها انفقتها بالكامل على حفلى الافتتاح والختام ودعوة نجوم أجانب، لكن لم تساعد فى سداد الديون.

هذا العام رغم أن دعمها للمهرجان أقل ماليا، لكن الاتفاق بشكل عام هذه المرة أكثر انضباطا، فهى تدفع مبلغا مقابل النقل الحصرى للافتتاح والختام فقط، وليس لها أى دور آخر.

·        ولماذا رشحت محمد حفظى لرئاسة الدورة الأربعين.. هل تراه بالفعل يستحق؟

ــ الحقيقة أننى رشحت أكثر من اسم للدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة بناء على طلبها، وكان من بينهم محمد حفظى، فتوقفت عنده وقالت إنها أيضا تفكر فيه وستتواصل معه ليتولى المهمة، وهو ما حدث بالفعل.

وكنت اعرف محمد حفظى كمنتج وسيناريست، لكن بعد العمل معه اكتشفت انه متابع جيد للسينما العالمية وتحديدا الأوروبية، فهو يملك شبكة علاقات واسعة بحكم شغله فى الانتاج المشترك، استفاد منها المهرجان بكل تأكيد.

كان هناك بحث وجهد وحرص منه على أن يستعين بأفلام جديدة حتى يجذب الصحافة العالمية للكتابة عن المهرجان فى دورته الأربعين.

وعلى المستوى الفنى كان تعاقده مع عدد من المراسلين الأجانب، قرارا صائبا، فكنت قبل ذلك أبحث عن الأفلام فى المجلات والصحافة العالمية وأبحث عن وسيلة للتواصل مع صناعها، لكن حاليا أصبح للمهرجان أذرع تسهل مهمتى كمدير فنى.

ولا يمكن لأحد أن ينكر جهوده فيما يتعلق بأيام القاهرة السينمائية وتوفير رعاه لدعم مشاريع الافلام فى مراحل التطوير، فلولا علاقاته ما وصلت الميزانية إلى 40 مليون جنيه تقريبا.

كما يميز حفظى، أنه يعامل الجميع باحترام شديد، ويوفر اجواء مناسبة لكى ينجز الجميع عملهم دون عقبات.

·        إذن.. فكيف ترى الهجوم الذى يتعرض له منذ توليه المسئولية؟

ــ كل شيء له نسبة احتمال نجاح، تظهر له أشخاص تريد هدمه، هذا فى كل مجال وليس فقط بمهرجان القاهرة، وبالتالى لا أستبعد وجود أغراض شخصية لأفراد ترغب فى تولى مناصب بالمهرجان، أو لأفراد لا تستلطف إدارته الحالية.

لكن الذى فجر الهجوم على محمد حفظى، كان اختيار المخرج الفرنسى كلود ليلوش ضمن المكرمين، وفى هذه الواقعة أرى أن هناك أشخاصا انساقت وراء الهجوم دون أن يكون هناك مبرر قوى لرفض التكريم، فرغم ان له صورة يرتدى فيه خوذة الجيش الاسرائيلى، لكن الواقع يقول إن احدا لم يقرأ له أى تصريح واحد ضد القضية الفلسطينية أو العرب، فحسب قراءاتى هذا المخرج لا يهتم كثيرا بالسياسة، فهو يصنع افلاما اجتماعية وعاطفية، دون ان يتطرق لمسائل سياسية بما فيها الصراع العربى الاسرائيلى.

لكن كان الطبيعى أن يتم الاعتذار لأن التمسك بالتكريم، كانت تطوراته غير مضمونة، وبالتالى كان القرار بإلغاء التكريم لإسكات الألسنة المتربصة.

وأرى أن محمد حفظى يستحق الاستمرار فى رئاسة المهرجان، لأنه أضاف الكثير رغم أنه تولى المسئولية قبل 6 أشهر تقريبا، وربما يكون الحكم عليه فى هذه المدة القصيرة ظالما، لكنه بشكل عام كانت ايجابياته أكثر من سلبياته، وبالتالى يستحق التجديد له.

·        هل كانت 40 مليون جنيه ميزانية كافية للدورة الأربعين؟

ــ من وجهة نظرى كانت ميزانية معقولة ومناسبة جدا، فنحن لم نحتج ميزانية ضخمة، لأنه لم يتم التركيز على استضافة نجوم من هوليوود مقابل مبالغ مالية، وبحثنا فقط عن القيمة الفنية، خاصة أن الحصول على أفلام مميزة يحتاج الكثير من الأموال، فرغم أن عددا كبيرا من الافلام لم تحصل على مقابل مادى، لكن الغالبية تتراوح أسعارها ما بين 800 يورو إلى 1500 يورو للفيلم الواحد حسب قدرتك على التفاوض.

وبشكل عام، أرى أنه من الأفضل للمهرجان أن تكون استضافة النجوم مرتبطة بعرض أفلامهم كما حدث مع النجم البريطانى ريف فاينز، لكن لا أرحب اطلاقا بدفع أموال لمشاهير هوليوود لمجرد الابهار بحضورهم للتصوير على السجادة الحمراء.

·        هل هذا يعنى أن هناك تحسنا فى مستوى أفلام الدورة الأربعين؟

ـ أعتقد أن أفلام الدورة الأربعين أفضل بنسبة 30 % على الأقل من الدورات السابقة، خاصة أن هناك أفلاما استطعنا ان نجذبها خلال الشهرين الأخيرين، وهذا لم يحدث أبدا فى السابق، أن نستعين بأفلام من مهرجان فينسيا، والذى كان محمد حفظى احد أعضاء لجنة تحكيم دورته الأخيرة، فرشح للادارة الفنية الكثير من الأفلام والتى كان من حظنا أنها لم تعرض بمهرجان الجونة.

وحفظى، كان له دور فى عرض فيلم «كتاب اخضر» فى الافتتاح قبل عرضه فى أمريكا، وكذلك فيلم «المدمر» لنيكول كيدمان، بالاضافة إلى «روما» الذى يعد من أفضل افلام 2018، هذا لم يكن يحدث فى الدورات السابقة.

·        إلى أى مدى تعتبر مهرجان الجونة منافسا قويا؟

ــ هناك منافسة بين «القاهرة» و«الجونة» على نفس الأفلام، لأن المهرجانين للسينما العالمية، لكن الفرق أن انتشال التميمى مدير مهرجان الجونة يتخذ القرار تقريبا بمفرده، وربما بمشاركة أمير رمسيس، فيستطيع طلب الأفلام مبكرا متحملا كل المسئولية، لأنه يجازف اذا ما كان الفيلم سيمر من الرقابة أم لا، أما «القاهرة السينمائى»،، فيعتمد فى الاختيار على لجنة مشاهدة، وبالتالى يكون «الجونة» يحسم اختيار كثير من الأفلام قبل «القاهرة».

·        لماذا فيلم عربي وحيد بالمسابقة الدولية؟

ــ لأن معظم الأفلام المتاحة عرضت فى مهرجانات عربية أخرى، ونحن نشترط على الاقل الافلام التى تنافس فى المسابقة الدولية تكون عرضا اول فى الشرق الاوسط.

وكانت هناك محاولات من نائب المدير الفنى أحمد شوقى بصفته مهتما بالسينما العربية ومسئولا عن المسابقة العربية بالمهرجان، وبالفعل كان يتفاوض على فيلم مغربى، ولكن صناع هذا العمل فضلوا فى النهاية المشاركة بمهرجان مراكش.

·        كانت بعض الأفلام المصرية أقل من مستوى التوقعات وتوقف الكثير عند «جريمة الإيموبليا» و«لا أحد هناك».. فهل عرضها المهرجان لمجرد أن يكون فى الدورة الأربعين أفلام مصرية؟

ــ فيلم «لا أحد هناك» لأحمد مجدى، ربما يسير فعلا علامات استغراب، لكنه فى النهاية تشجيع للشباب، فالمهرجان يعرضه ضمن مسابقة «أسبوع النقاد»، الذى يعرض الافلام الأولى أو الثانية لمخرجيها.

أما فيلم «جريمة الايموبليا»، فلجنة المشاهدة والإدارة الفنية لم تكن منبهرة به فنيا، وإلا كانت منحته فرصة المشاركة فى المسابقة الرسمية أو حتى العربية، لكننا قررنا أن يكون الفيلم بين عروض الـ«جالا»، حتى اذا لو الآراء لم تتفق عليه أو لم ينل قدرا كبيرا من الاستحسان، فالفيلم فى عرضه العالمى الأول، وسيحقق حالة للمهرجان بحضور نجومه، أما مستوى الفيلم فالمخرج هو المسئول عنه وليس المهرجان.

·        الكثير توقف أيضا عند عدم حضور نجوم الوسط مثل السقا وهنيدى وحلمى وعز لحفل الافتتاح.. هل لم يرسل لهم المهرجان دعوات؟

ــ جيل الوسط هذا غريب جدا، ولا افهم لماذا يقاطعون المهرجانات، فحتى اذا كانوا مشغولين بتصوير أفلام، الطبيعى أن يحصلوا على اجازة يوم من التصوير لحضور مهرجان بلدهم.

وهذا العام تحديدا، اتصور ان رئيس المهرجان تواصل مع غالبيتهم، وارسل الدعوات عبر «ريجسير» حتى يضمن وصول الدعوات فى العناوين الجديدة للنجوم، لكنهم لم يحضروا، كما أن هذه الأسماء أيضا لم تحضر مهرجان الجونة، ولا أفهم لماذا؟

·        بالرغم من تولى 6 شخصيات رئاسة المهرجان بعد سعد الدين وهبة فإن الكثير لا يزال يرى عهده الأفضل.. لماذا؟

ــ كان لسعد الدين وهبة مكانة أدبية، ووظيفية كوكيل أول وزارة الثقافة، وفنية باعتباره رئيسا لاتحاد النقابات الفنية والفنانين العرب، وكان منظما لدرجة أنه كان قادرا على الجمع بين هذه الوظائف المختلفة فى نفس الوقت.

وقد نجح سعد وهبة خلال ثلاث سنوات تقريبا من استعادة الصفة الدولية التى كان قد فقدها المهرجان فى عهد مؤسسة كمال الملاخ، كما حقق للمهرجان صدى دوليا، وسمعة مكنته من استضافة نجوم عالميين بدون مقابل مالى، عكس ما حدث مع رؤساء المهرجان الذين تولوا المسئولية بعده بدء من حسين فهمى.

فالمهرجان متميز، ويحظى باهتمام كبير، لكن هذا لا يعنى أن «القاهرة السينمائى» فى هذا الوقت كان منافسا لمهرجان «كان».

وسر تميز سعد وهبة، أنه لم يكن يعتمد فى ميزانية المهرجان على وزراة الثقافة بشكل رئيسى، واعتمد على الايراد الذى تحققه الأفلام فى دور العرض، واستفاد جماهيريا، بعرض أفلام تحتوى على مشاهد ساخنة، والتى لم يكن هناك وسيلة اخرى لمشاهدتها الا فى المهرجان، فاتفق مع أكثر من 15 دار عرض، وكانت الأفلام تنتقل من سينما لأخرى دون التزام ببرنامج محدد، حتى أن البرنامج كان يتغير حسب مزاج الجمهور، لدرجة أن هناك عروضا كانت تقام الساعة 2 صباحا.

·        متى شعرت كمدير فنى أن المهرجان أصبح ضعيفا؟

ــ ظهور مهرجان أبوظبى، ثم مهرجان دبى، ادى إلى حرمان مهرجان القاهرة من كثير من الافلام، لأن هذين المهرجانين، كان لديهما جوائز مالية، بالإضافة إلى صندوق الدعم الذى يساهم فى صناعة الافلام، فضلا عن سوق لتوزيع الأفلام فى منطقة الخليج، كل ذلك لم يكن متوافرا لـ«القاهرة السينمائى»، وأتذكر أن فيلما وحيدا فقط بعنوان «اليوم الثامن» هو الذى تم تسويقه داخل مصر خلال دورات المهرجان الأربعين، اشتراه أنطوان زند وعرضه تجاريا نهاية الثمانينيات تقريبا.

فما الذى يدفع مخرجا أو منتجا لديه فيلم قوى أن يعرضه فى مهرجان القاهرة، فى ظل تواجد مهرجانات غنية مثل أبو ظبى ودبى، أو أهم مثل برلين الذى يقام بعد «القاهرة» بفترة قصيرة.

حتى الفيلم المصرى، كانت هناك صعوبة فى الحصول عليه للمشاركة فى المسابقة الرسمية، وصناع الافلام كانوا يفضلون عرضها فى دبى، لوجود جوائز مالية.

ومهرجان القاهرة ضعف، لأنه كان فقيرا فى منافسة صعبة جدا تعتمد على الأموال الضخمة فى المقام الأول، واستمر هذا الوضع سنوات طويلة، وبالتالى أرى أن الخطوة التى اتخذها محمد حفظى هذا العام بتخصيص جوائز مالية يقدمها رعاة لأفضل فيلم عربى، وأفضل فيلم بتصويت الجمهور، هى بداية جديدة لتشجيع المنتجين على عرض أعمالهم فى «القاهرة السينمائى».

 

####

 

ياسمين رئيس: لم أتردد لحظة للمشاركة في «القاهرة السينمائي»

محمد عبد الجليل

قالت الفنانة ياسمين رئيس، عضو لجنة تحكيم مسابقة «سينما الغد» للأفلام القصيرة، بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إنها لم تتردد للحظة من أجل الموافقة على الاشتراك في النسخة الأربعين من المهرجان.

وأضافت خلال تصريحاتها لفضائية «دي إم سي»، مساء الأربعاء: «هذه الدورة مميزة لمهرجان عظيم أكبر مني، عمره 40 عامًا»، مشيرة إلى أن مسابقة «سينما الغد» تضم حوالي 22 فيلمًا متنوعًا من دول مختلفة.

وبالنسبة لمعايير حكمها على الأفلام، تابعت: «يجب أن أشعر برسالة الفيلم في مدة عرضه القصيرة، نظرًا لوجود وقت محدد، فإذا أدرك المخرج ما يريده من وراء الفيلم وركز على هدفه، سينجح في إيصال المشاعر إلى الجمهور»، مؤكدة كذلك أن السينما لا تحتاج إلى لغة معينة لتمثلها.

وانطلقت، مساء الثلاثاء 20 نوفمبر، فعاليات الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي، بدار الأوبرا المصرية.

 

####

 

5 مخرجات عربيات يتحدثن عن تحديات صناعة السينما..

وتكريمهن بالمهرجانات الدولية

نجلاء سليمان

احتفى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الأربعين بعدد من المخرجات العربيات، وعقدت ندوة لهن بحضور 5 مخرجات للحديث عن مشوارهن السينمائي والتحديات التي تقابلهن في العمل كنساء.

حضر الندوة كلاً من المخرجة المصرية هالة خليل، والفلسطينية آن ماري جاسر، وصوفيا جاما من الجزائر، وكوثر بن هنية من تونس، والفلسطينية مي المصري، ودارت بينهن والجمهور حلقة نقاشية حول تواجد أعمالهن في المهرجانات الدولية والاحتفاء بهن ضمن برنامج "تحية إلى مخرجات عربيات" وهو أحد الفعاليات التي تقام على هامش المهرجان.

تحدثت كل مخرجة عن تجربتها الفنية واجتمعن جميعا على شكر المهرجان بهذا التكريم ولكن اجتمعن أيضًا في رفض تمييزهن على أساس النوع الاجتماعي ورغم الامتيازات التي يقدمها برنامج مخرجات عربيات عن طريق إبراز خبراتهن وتجربتهن مما يشجع باقي النساء الراغبات في خوض هذا المجال على الاستمرار ومحاربة الصعوبات إلا أنه هذا النوع من التمييز والتركيز على أن نجاحاتهن جاءت فقط من كونهم سيدات والتغاضي عن كونهن مخرجات متمكنات أمر غير مرغوب فيه ورفض تكرارها في المستقبل.

وتحدثت المصرية هالة خليل، عن مشوارها الفني وتجربتها السينمائية في الإخراج معربة عن امتنانها لتواجد أفلامها دائما في المهرجانات المحلية والعالمية، معلنة أنها تعمل حاليا على فيلم جديد من المقرر تصويره خلال العام المقبلة.

ونوهت هالة خليل بأن كثير من الفتيات في العالم العربي، يتم تنشأتهن على مفاهيم خاطئة حول دورها كأم وربة منزل، وهو أمر يجب تغييره، معربة عن أملها في إدخال تعديلات على طرق تعليم الفتيات وتعليمهن كيف يصبحن شخصيات قيادية.

وذكرت أن كثير من الفتيات يتواصلن معها عبر موقع "فيسبوك" ليبدون رغبتهن في الاقتداء بها وأن يصبحن مثلها.

فيما قالت آن ماري جاسر، إنها ممتنة لمشاركة أفلامها في مهرجانات دولية مثل برلين أو فينسيا، ولكن التكريم الحقيقي بالنسبة لها هو رأي الجمهور وإشادته، وفي رأيها فالمهرجانات هي الوسيلة الوحيدة التي كانت متاحة لها لمشاهدة الأفلام لقلة دور العرض في بلادها، ولكن المشكلة الحقيقة التي استفاضت في الحديث عنها هي مشكلة التمويل التي تواجه معظم صناع الأفلام خاصة في تجاربهم الثانية وليست الأولى، حيث يواجهن صعوبة في إقناع المنتجين.

صوفيا جاما وكوثر بن هنية تحدثن، عن وضع السينما في شمال إفريقيا وقلة الدور العرض في تونس، وتركيز المنتجين الفرنسيين على إنتاج إفلام تنافس في مهرجان كان لأنه المعيار الأول بالنسبة لهم في نجاح الفيلم وجودته.

ومن جهتها قالت مي المصري، إنها تجولت كثيرًا مع أفلامها وتحب حضور المهرجانات، وتجدها فرصة جيدة للاحتفاء بأعمالهن، معربة عن فخرها بالتطورات السينمائية في فلسطين خلال الفترة الأخيرة.

واتفقت جميع المخرجات الحاضرات، للندوة على أن تجاربهن في السينما متشابهة، سواء في البداية أو في المراحل المتتابعة، كن يشعرن أنهن بحاجة للتعامل بحذر كونهن نساء، ولكن بعد الخبرة والتجربة أصبحن يتعاملن، مثل الرجال وأن المشكلات التي تواجههن هي المشكلات التي تواجه صناعة السينما في كل مكان وتتركز أساسا في التمويل.

 

####

 

مدير مهرجان «فينسيا» يقدم روشتة للتعامل مع السينما الجديدة

البرتو باربيرا: أكبر خطأ تقع فيه المهرجانات

هو عرض فيلم لمجرد أن أبطاله نجوم مشهورون

منة عصام

قدم البرتو باربيرا، مدير مهرجان فينسيا السينمائى الدولى، روشتة عمل لرؤساء ومديرى المهرجانات على مستوى العالم للطريقة التى يجب أن يتم التفكير بها مستقبلا، وقال خلال الجلسة الحوارية التى أقامها مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بمسرح الهناجر، أنه على المهرجانات أن تغير من سياستها كى تتماشى مع الفكر الجديد الطارئ على صناعة السينما.

وأضاف: «علينا كمديرى مهرجانات إعادة صياغة مواقفنا وإعادة التفكير فى صناعة السينما، فبعض النقاد يجدون أن السينما تحتضر، ولكن أنا أرى أنها تغيرت عما كانت عليه فى القرن العشرين وهذا أمر طبيعى جدا لأن كل قرن له صيغته، ودور المهرجان هنا هو إظهار نوع التحول الذى طرأ على صناعة السينما، ولذلك نحن نحاول فى مهرجان فينسيا انتقاء أفلام تتوقع مستقبل الصناعة خلال السنوات المقبلة، وعلينا الانتباه للدول الناشئة فى الصناعة والتى أصبح لديها صناع جدد موهوبين».

وأوضح قائلا: «فى مهرجان فينسيا نتلقى كل عام ما يقرب من 2000 فيلم روائى طويل وآلاف الأفلام القصيرة وعلينا فحصها وتصفيتها خلال 9 أسابيع فقط، وهو أمر شاق للغاية، ونقوم بهذا العمل الصعب ليس من أجل المال ولكن من أجل تكوين وجهة نظر جديدة عما ستكون عليه السينما».

وردا على سؤال حول الثقل الذى يعطيه وجود النجوم للمهرجان وكيفية الحفاظ على التوازن بانتقاء أفلام جيدة بعيدا كونها لنجوم من عدمه، أجاب: «نحتاج للنجوم ليس من أجل جذب الإعلام والصحافة فقط، ولكن لأنهم جزء مهم من صناعة السينما والفن، وأعلم أن بعض صناع الأفلام لا يحبذون العمل مع محترفين، أما البعض الآخر فيحب ذلك لأنه أسهل، وبالنسبة لى كمدير لمهرجان، فإن أكبر خطأ قد يقع فيه أى مهرجان هو عرض فيلم ليس على المستوى المطلوب لمجرد أنه من بطولة نجوم معروفين، ووقتها سيقع تحت حكم الإعلام والجمهور الذين لن يرحمونه أبدا، ولذلك لابد من عمل توازن بين اختيار أفلام ضخمة وأفلام مستقلة».

وانتقل للحديث عن السينما الجديدة وقال: «كل عام لدينا نحو 70 فيلما عرض أول، بينما لا تتعدى الأفلام الهوليودية 6 أو 7 فقط، ولا أنكر أنهم الأكثر نجاحا وجذبا للإعلام، ولكن لابد أن نحتفى بسينمات أخرى ناشئة من دول العالم».

وعن الدور الجديد للمهرجانات، قال باربيرا: «المهرجانات لم تعد مجرد نافذة لعرض ومشاهدة الأفلام ولكنها أصبحت منصة لصنع الأفلام ودعم الموهوبين وأصبحت جزءا من الصناعة، فمثلا مهرجان «كان» يفعل ذلك، ونحن فى فينسيا أسسنا مشروعا اسمه Final Cut هدفه تمويل أفلام لموهوبين جدد، حيث نختار 3 مشروعات من ضمن 12 مقدمين إلينا وندرسهم جيدا، ونمول كل واحد منهم بمبلغ 150 ألف يورو، وقد نجحت هذه الأعمال فى إثبات نفسها والسفر لمهرجانات عدة بل وفى العرض التجارى أيضا». 

وفى النهاية، اختتم حديثه بالكلام عن أزمة ضخمة تواجه صناعة السينما وهى التوزيع قائلا «المشكلة الحقيقية التى تواجه الصناعة الآن هى التوزيع لأن الأسواق التقليدية تنكمش وعدد من يحضرون لدور العرض قل بشكل ملفت باستثناء بعض الدول مثل الصين وروسيا لخلفيات تاريخية وثقافية خاصة بهم، ولكن هناك أزمة فى التوزيع طبعا، والسبب فى ذلك هو أن المواد الفيلمية أصبحت متاحة على شبكة الإنترنت ومن الأسهل مشاهدتها بدلا من النزول ودخول السينما، وعلى الصناع الانتباه لهذا الأمر جيدا».

 

####

 

مخرج فيلم «جود مورنينج»:

بطل الفيلم توفي عقب انتهاء التصوير وكأنه حكى قصة حياته

منة عصام:

تفاجأ الحضور للفيلم اللبناني «جود مورنينج»، المعروض في مسابقة آفاق السينما العربية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عندما أخبرهم المخرج بهيج حجيج أن بطل الفيلم توفي عقب انتهاء التصوير مباشرة وكأنه حكى قصة حياته بالفيلم، وكان ذلك في الندوة التي أعقبت عرض الفيلم.

وكانت المفاجأة بسبب أن قصة الفيلم من الأساس ترصد معاناة المسنين عند وصولهم لهذه المرحلة العمرية من خلال عجوزين ميسورين الحال يترددان يوميا على مقهى ليحتسيا القهوة ويقابلا نفس الأشخاص ويحاولان التعرف على أشخاص جدد.

وحول فكرة الملل التي لعب بها المخرج لبيان حال المسنين، قال المخرج بهيج حجيج: «لا أجد تماما أن هذا الفيلم ممل ولم أقصد أبدا اللعب بفكرة الملل لتوصيل مدى المعاناة والتكرار الذي يعيشه المسنين، ولكن هناك فرقا كبيرا بين الإيقاع البطئ والإيقاع الملل، والنوع الأول هو ما لعبت عليه في هذا الفيلم لأنه هو خط الحياة الطبيعي للعجائز، والإيقاع البطئ أصبح معمولاً به في كثير من الأفلام الآن لتوصيل رسالة محددة»،

وأضاف «حجيج»: «أعلم جيدا أن هؤلاء المسنين يعيشون حياة صعبة، وخشيت من تسرب الملل للمشاهدين فلعبت على الكوميديا بخط موازي من خلال النكات الجميلة التي يقولها أحد بطلي الفيلم، وفي النهاية المسنين هم شريحة موجودة في المجتمع ومهمة».

وانتقل المخرج للحديث عن إنتاج الفيلم الذي لم يتكلف كثيرا، خصوصا أنه يدور في مكان واحد داخل كافيه، وقال: «استعنت بالمكان الواحد لأنه يساعدنا على اختصار الوقت بشدة، حيث أنهينا التصوير خلال 18 يوما فقط، ولكن في ذات الوقت المكان الواحد أمر صعب للغاية لأنه يحتاج لسيناريو متين وقوي جدا للحفاظ على وحدة الفيلم ومتانته، ولذلك فالسيناريو استغرق منا شهورا لإنهائه، وأنا اعتبرت الكاميرا هي الشخص الثالث الذي يرصد الحياة في هذا الكافيه، ويرى ما لا يراه أبطال الفيلم، خصوصا أنهما طوال الوقت يجلسان جلسة في الكافيه لا تسمح لهما برؤية كامل المكان».

وعن استعانته بالأغنية والنكتة المصرية بقوة داخل الأحداث، أكد أن هذا الجيل في لبنان تربى على النكتة والأغنية المصرية، وتربى على الأخبار والسياسة المصرية أيام الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، وعندمنا هرموا فإنهم ظلوا متمسكين بهذا التراث، فضلا عن أن الأشياء المصرية لها خفة دم تضفي جمالا على المجريات.

وعلل «حجيج» قطعه لسير الفيلم الطبيعي بعبارات مكتوبة قبل كل مشهد ليكون مجموعها 16 جملة، قائلا: «أردت إضفاء طريقة جديدة في التناول وليست كالكلاسيكية المعتادة دوما في إيقاع الأفلام».

 

####

 

جمهور القاهرة السينمائي يحتفي بعرض «حرب خاصة» عن حياة ماري كولفين

منة عصام

شهدت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عرض الفيلم الأمريكي "حرب خاصة" للممثلة الأمريكية روزموند بايك ومن إنتاج تشارلز ثيرون وإخراج ماثيو هايمن، المأخوذ عن كتاب "الحرب الخاصة لماري كولفين".

تدور أحداث الفيلم حول قصة حياة المراسلة الصحفية الحربية ماري كولفين التي عملت في جريدة صنداي تايمز ببريطانيا وقامت بالتغطية الصحفية في عدة مناطق حرب بالعالم أبرزها سيريلانكا التي فقدت فيها إحدى عينيها، وأخيراً حمص بسوريا عام 2012 والتي لاقت فيها حتفها، وكانت لها العديد من الموضوعات الشاهدة على الكوارث الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبت في العراق وسوريا وليبيا وسيريلانكا وقندهار وغيرها، وأجرت العديد من الحوارات مع زعماء منهم معمر القذافي قبيل وفاته.

شهد الفيلم حضوراً هائلاً بمهرجان القاهرة في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، ونجحت الممثلة الأمريكية روزموند باك في أداء الدور بشكل مثالي نجح في سرقة دموع كثير من المشاهدين وعقلهم وقلبهم وأصر أغلب الجمهور على قراءة التتر الأخير لصناع الفيلم.

حضر العرض عددا من الفنانين المشاركين في العمل بينهم الفنان المصري فادي السيد الذي أدى دور العراقي الذي ساعد ماري كولفين للوصول إلى الفالوجة والكشف عن مقبرة جماعية أقامها صدام حسين لأشخاص قبل 12 أو 13 عاماً.

وعبر صناع العمل عن سعادتهم بعرض الفيلم في مهرجان القاهرة، وهو الفيلم الذي مثلت فيه رزوموند بايك بإخلاص وصدق شديد للغاية يكشف مدى تعرض الصحفيين للخطر في مناطق حرب كي يقدموا الحقيقة برغم المخاطر التي تحوم حولهم وتفقدهم حياتهم كما حدث لماري كولفين.

 

####

 

مخرج «شفقة»: الفيلم يقدم «كوميديا سوداء» عن مدمني الحزن والتعاسة

مكريديس: مسببات السعادة نسبية واستغرقت 4 سنوات في كتابة الفيلم

نجلاء سليمان

شهدت عروض اليوم الثامن من مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأربعين عرض الفيلم اليوناني "شفقة – pity" على المسرح الصغير دار الأوبر المصرية ضمن أفلام مسابقة أسبوع النقاد الدولي.

فيلم "شفقة" إنتاج مشترك مع بولندا وإخراج وكتابة بابيس مكريديس وهو الفيلم الثاني له،وتدور أحداثه حول رجل يعيش حياة كاملة إلا أنه لا يشعر بالسعادة سوى في لحظات الحزن ونظرات الشفقة التي يتلقاها من الآخرين، فحينما مرضت زوجته وأوشكت على الموت كان المحيطون به يعيرونه اهتماما وشفقة وهي مشاعر لاقت إعجابه وتعلق بها، ولكن حينما تحسنت زوجته وعادت حياته إلى طبيعتها لم يستطع التأقلم مع اختفاء نظرات الشفقة والعطف من الآخرين وصرف انتباههم عنه، وحاول أن يسترجع هذه المشاعر مرة أخرى دون جدوى مما سبب له خلل نفسي دفعه لقتل أسرته لكي يستعيد المشاعر التي فقدها.

أعقب عرض الفيلم ندوة بحضور المخرج وأدارها أسامة عبد الفتاح رئيس المسابقة، ووصف مكريديس الفيلم بأنه كوميديا سوداء تعرض حالة حزن ومأساة ولكن في صبغة كوميدية تخللت بعض المشاهد وانعكست بالضحك لدى الجمهور.

ورفض المخرج اليوناني وصف الفيلم بأنه مخيفا أو غريبا لكنه فيلم عن السعادة التي لا يشعر بها البعض في رحلة بحثهم عن الحزن، مشيرا إلى أن أسباب الحزن مشتركة بين الناس ويجمع بينهم دائما، لكن مسببات السعادة نسبية وتختلف من شخص إلى آخر.

أوضح المخرج أن كتابة الفيلم استغرقت منه 4 سنوات شهد خلالها السيناريو كثير من التغييرات والأفكار بالاشتراك مع صديقه إيفثايميس فيليبو، ثم بدأت رحلة البحث عن التمويل، ولكنه لم يتكلف كثيرا وشارك هو في بعض الأوقات بماله الخاص للانتهاء منه، وتصويره كان بالعاصمة اليونانية أثينا، وحرص فريق العمل على اختيار أماكن ذات مناظر طبيعية خلابة ومساحات واسعة ومضيثة ومشمسة ما يعكس حالة نفسية مختلفة عن السواد الذي امتلأت به نفس البطل.

ترك المخرج نهاية الفيلم مفتوحة، وعبر الجمهور الذي حضر الندوة عن حيرته من النهاية التي لم تطرح إجابة محددة لحالة الحزن التي انتابت البطل حينما انصرف عنه اهتمام الناس وشفقتهم، ورغم إعجاب المخرج بحيرة الجمهور تجاه تكوين رأي محدد في فيلم لكنه يرى أن دور الفيلم طرح أسئلة وليست أجوبة، الإجابة دائما تكون في طريقة تقبل المشاهد للفيلم، كل مشاهد يستقبل الفيلم بالثقافة التي لديه وحسب ميوله واتجاهاته.

بطل الفيلم شخصية ذات تعبيرات جامدة لا تظهر عليه الكثير من المشاعر دائما متجهم الوجه، وتفاجأ الجمهور حينما قال المخرج أن البطل في الحقيقة هو ممثل كوميدي يقدم عروض "ستاند أب كوميدي" واختاره تحديدا لأنه يعلم جيدا أن الكوميديانات لديهم شخصيات حزينة ومتأزمة نفسيا، واشترط عليه أن يبكي المشاهدين من تأثير أدائه، فهو يقدم دور بطل لديه كل مسببات السعادة سواء وظيفته المستقرة وبيته الجميل وأسرته المتكاملة إلا أنه لا يشعر بكل هذه الملامح ويجد نفسه فقط في حالة الحزن واحتياج الشفقة.

ورى مكريديس أنه يعرف شخص بنفس مواصفات بطل الفيلم إلا أنه تعافى ونضج عن هذه الأفكار عكس البطل الذي انغمس في المأساة وانجرف خلفها، وهو نفسه كان يتصنع الحزن حينما يذهب للحفلات حتى يلفت انتباه الفتيات.

الشوق المصرية في

27.11.2018

 
 
 
 
 

ريف فاينز: لم أرحب بدور "فولدمورت" في البداية

وهارفي وينستين أنقذ The English Patient

أمل مجدي

نظمت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي، جلسة حوارية مع الممثل والمخرج البريطاني ريف فاينز، أمس الثلاثاء على مسرح الهناجر في دار الأوبرا المصرية.

تحدث خلالها عن أهم المحطات في مسيرته الفنية، وكيفية حصوله على الأدوار التي صنعت نجوميته في مختلف أنحاء العالم. كما تطرق إلى عمله كمخرج، وتحديدا تجربته مع أحدث أفلامه The White Crow الذي عرض ضمن فعاليات الدورة الـ40 في القسم الرسمي خارج المسابقة.

بدايات قوية في السينما

في البداية، قال فاينز إنه نشأ في بيئة تدعم الفن وتشجع على استخدامه كوسيلة للتعبير عن النفس. وقد التحق بمدرسة متخصصة في بريطانيا وكان لديه الفرصة خلال فترة الدراسة لتجربة مختلف أنواع الفنون البصرية. وقد أدرك بعدما حصل على دورة في تصميم ديكورات خشبة المسرح، إنه يرغب في أن يصبح ممثلا مسرحيا. لافتا إلى أنه لم يكن يفكر في السينما آنذاك.

بعدها قرر دراسة الدراما، ومن ثم حصل على عدة أدوار في الشاشة الصغيرة، منها الفيلم التليفزيوني A Dangerous Man: Lawrence After Arabia، الذي نال إعجاب المخرج ستيفن سبيلبرج، وكان السبب وراء حصول فاينز على دور "آمون جوث" في فيلم Schindler's List الصادر عام 1993. وحول تحضيره للشخصية، أكد الممثل صاحب الـ55 عامًا، إنه لم يعتبر "جوث" رجلا شريرا، وإنما كان يسعى إلى إظهار الجانب الإنساني فيه. خاصة وأن سبيلبرج كان حريصا على الابتعاد عن الكليشيهات المرتبطة بمثل هذه النوعية من الشخصيات. بالتوازي مع ذلك، أتيحت له فرصة تجسيد شخصية "تشارلز فان دورين" في فيلم Quiz Show للمخرج روبرت ريدفورد، الصادر عام 1994. أوضح فاينز أنه كان خائفا من التحدث باللهجة الأمريكية، وقد انتابته حالة من التوتر أثرت على وزنه.

بالرغم من أنه كان في قمة نجاحه المهني في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، فإن فاينز مر بوقت عصيب آنذاك، نظرًا لأنه فقد والدته.

فيلم The English Patient

يعتبر فيلم المخرج أنتوني مانجيلا الصادر عام 1996، من أبرز المحطات في حياة ريف فاينز الفنية، خاصة وأنه نال عنه ترشيحا لجائزة الأوسكار. أوضح فاينز أن المكياج الذي كان يضعه لتقديم شخصية "الماشي" كان من أهم الصعوبات التي كان يواجها يوميا خلال فترة التصوير

وحول العدول عن التصوير في القاهرة واللجوء إلى تونس، علق الممثل البريطاني قائلا: "أنا أعتذر عن هذا الأمر... سأعوضكم عنه".

وذكر أن المنتج هارفي وينستين، الذي تورط في العديد من جرائم الاعتداء الجنسي في الفترة الأخيرة، أنقذ الفيلم بدعمه المادي. مشيرا إلى أن الفيلم كان بمثابة مغامرة إنتاجية نظرا لأنه تم تصوير في عدد من الأماكن المختلفة خلال حوالي 5 أشهر.

تجربة المشاركة في سلسلة Harry Potter

من بين الشخصيات المحفورة في ذاكرة محبي سلسلة أفلام Harry Potter، شخصية "لورد فولدمورت" التي جسدها فاينز على الشاشة الكبيرة

أوضح إنه في البداية لم يرحب بالدور نظرا لأنه لم يكن قد قرأ الكتب، أو يعلم أي شيء عن هذا العالم الفانتازي. لكن شقيقته، التي لديها 3 أبناء، أخبرته بأن عليه الموافقة. لكن ما لفت انتباهه حقا للشخصية، هو المظهر الخارجي المخيف

التحول إلى الإخراج

في عام 2011، أخرج فاينز أول أفلامه Coriolanus، الذي يعد معالجة حديثة لمسرحية مأسوية لويليام شكسبير. وقد كشف إنه أصبح مهووسا بالقصة، منذ أن قدمها على خشبة المسرح في عام 2000. فقد أعجبه أن شخصية "كريولانس" مليئة بالعيوب التي تدفع الجمهور إلى عدم حبها أو التعاطف معها، لكن في الفصل الأخير يتغير كل شيء بطريقة مثير للإعجاب. ولفت إلى أن المسرحية بشكل عام تطرح أسئلة كثيرة حول القادة وطبيعة شخصياتهم، وكيف يتم قيادة الشعوب.

بعد عامين قرر التجربة مرة ثانية مع فيلم The Invisible Woman، الذي يتناول قصة حب تشارليز ديكنز وإلين تيرنان. وأخيرا فيلم The White Crow، الذي يركز على قصة حياة راقص الباليه رودولف نورييف. تحدث فاينز عن تجربة تجسيد شخصية "بوشكين" في الفيلم الجديد، قائلا إنه قرر المشاركة في التمثيل بعدما لاحظ أن العمل يحتاج إلى اسم معروف على مستوى العالم لجذب الانتباه في الدعاية والتسويق
وحول التحدث باللغة الروسية في الفيلم، قال إنه خاض التجربة في وقت سابق لكن اللكنة لم تكن مضبوطة، وقد عمل علي تحسينها هذه المرة
.

موقع "في الفن" في

28.11.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)