كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

أفلام عربية في القاهرة: تكريم وتنافس

القاهرة ـ نديم جرجوره

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الأربعون

   
 
 
 
 
 
 

"مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" مهتمّ بالنتاج العربي. يريد حضورًا أكبر له. يختار عناوين واحتفالات كي يعكس شيئًا من حيويته وانشغالاته وسردياته البصرية. يختار فيلمًا واحدًا للمسابقة الدولية ("ليل/ خارجي" لأحمد عبدالله السيّد) لدورته الـ40 (20 ـ 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018)، لكنّه يُخصِّص مسابقة مستقلّة له، هي "آفاق السينما العربية" (8 أفلام)، ويحتفي بـ"مخرجات عربيات" (9)، ويُشكِّل لجنة تحكيم عربية دولية لتقديم جائزة أفضل فيلم عربي (المصرية آيتن أمين والتونسي نديم شيخ روحه والألماني كلاوس أيدر). هناك 3 أفلام عربية من أصل 7 في مسابقة "أسبوع النقاد الدولي" أيضًا: "طرس ـ صعود إلى اللامرئي" للّبناني غسان حلواني و"لا أحد هناك" للمصري أحمد مجدي و"صوفيا" للمغربية صوفيا بنمبارك، بالإضافة إلى 7 أفلام قصيرة من أصل 22 في مسابقة "سينما الغد الدولية للأفلام القصيرة". من دون تناسي برامج أخرى أيضًا تعرض أفلامًا عربية مختلفة. 

الحراك السينمائيّ العربي في الأعوام الفائتة دافع إلى ذلك. الجماليات تقول إنّ في النتاج حيوية قولٍ يعتمد الصمت أو الصورة غالبًا لتعبيرٍ أو تأمّل. مفردات اللغة السينمائية غالبة في أفلام عديدة، ومسائل اليوميّ تتطلّب نظرة فاحصة من دون أحكام أو تشنّج. التوثيق متحرّر من وطأة التسجيل، والتحريك يستكمل النص ويمنحه معطيات إضافية لقول مختلف. الارتباكات لن تحول دون تنبّه إلى بعض الجماليات المخبّأة في ثنايا فيلم أو في فضائه أو سرده. هذا جزءٌ من إنتاجٍ مفتوح على تطوّرات هائلة في صناعة الصورة وتقنياتها واقتصادها، تستعين السينما العربية بها. 

المشهد قابلٌ لتفاؤل أوليّ، لكن التوغّل في تشعّباته وغليانه الداخلي يكشف شيئًا من ارتباك وخلل. هذا طبيعي إنْ يكن مهمومًا بتقدّم حقيقي، فاللحظة مليئة بتخبّطات لن يتغاضى عنها سينمائيون عرب، فإذْ بهم ينهلون منها ما يعتبرونه الأهم في اشتغالهم: العلاقات، المشاعر، الذاكرة، الراهن، الحب، العنف، القسوة، انسداد الأفق، قسوة الآنيّ، صدام حاد بين اليومي والمستقبل. قصص فردية تنشغل بسرد هذا كلّه، وتجارب أناسٍ تنعكس في أفلامٍ مكترثة بتوفيق بصري بين جماليات الفنّ السينمائي ومعنى التعبير. 

الأفلام العربية مهتمّة بمواضيع عربية. لكن هذا غير محصور بها. غربيون يجدون في العالم العربي حكايات مؤثّرة بهم، فيصنعون أفلامًا منها وعنها. النرويجي ماتس غرورد أحد هؤلاء. يختار المخيّم الفلسطيني برج البراجنة (الضاحية الجنوبية لبيروت)، ويُنجز فيلم تحريك عنه بعنوان "البرج" (إنتاج مشترك بين السويد والنرويج وفرنسا). مأزقه كامنٌ في سرديته النضالية والمباشرة، بدل التوغّل في أعماق نفوس ويوميات أفراد. أهميته أنه إنتاج أوروبي يقول شيئًا إنسانيًا عن "نكبة" الفلسطينيين، وقسوة التصدّي للمدنيين بينهم في بلاد الشتات. 

وفرة العدد في النتاج السينمائي العربي غير مطابقة لنوعية ومضامين وآليات اشتغال. لكن اهتمام "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" مناسبة لمتابعة بعض هذا النتاج المتنوّع.

 

####

 

"مهرجان القاهرة السينمائي الـ40": خراب مدينة

القاهرة ـ نديم جرجوره

3 أفلام مصرية حديثة الإنتاج تُشارك في الدورة الـ40 (20 ـ 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018) لـ"مهرجان القاهرة السينمائي الدولي". مواضيعها منبثقة من راهنٍ مفتوح على وقائع عيش يومي خانق في مدينة معقودة على مواجع وانكسارات ورغبات. أساليبها تتناقض فيما بينها، فتُشكِّل بتناقضاتها البصرية مساحة أوسع لمعاينة حراكٍ إنتاجيّ شبابيّ يرفد النتاج السينمائي العربي بجديدٍ، يختلف حجمه وأهميته ومدى تأثيراته بين فيلمٍ وآخر. 

"ليل/ خارجي" لأحمد عبدالله السيّد (المسابقة الرسمية) انعطافة في مزاج سينمائي يعتاده مخرج "هليوبوليس" (2010) و"ميكروفون" (2011). انعطافة تخوض تجربة الاختلاف، شكلاً على الأقلّ، في بحثٍ سينمائيّ عن مفردات أخرى لقول غليان مصري راهنٍ، عبر نماذج مستلّة من اجتماعٍ مُصاب بألم وتمزّق وآمال معطّلة. "لا أحد هناك" لأحمد مجدي (أسبوع النقّاد الدولي) أول روائي طويل لشابٍ يمثِّل ويُشارك في تحقيق أفلام، ويرغب في أول خطوة إخراجية تبدو متعثّرة، لأنّ الرمز المعتمد في بداية السرد يتوه في دهاليز وعوالم شبابية غارقة في انهياراتها، ومحطّمة في انشغالاتها اليومية. "ورد مسموم" لأحمد فوزي صالح (آفاق السينما العربية) محاولة إضافية لإثراء التجديد، البصري والأسلوبي والجمالي، في صناعة صورة سينمائية مصرية أصيلة في معاينتها أحوال بيئة وأفراد. 

التناقضات المختلفة بين الأفلام الـ3 مثيرة لاهتمامٍ نقدي، لن يتغاضى عن أهمية مقاربة كلّ واحد منها بمنأى عن الآخرَين. تناقضات تساهم في تمعّن إضافي في مسار سينما شبابية ناشئة في بلدٍ عريقٍ في صناعته السينمائية، وهو مسار معقود على محاولة ابتكار المختلف، المتلائم وطبيعة التبدّلات الحاصلة في الاجتماع والوعي والثقافة والتفكير والتقنيات. والابتكار هذا غير معنيّ بخروج نهائي على تاريخ وذاكرة، فهمّه الأساسي منصبٌّ على اكتشاف قدرات فردية على صناعة الصُوَر، وعلى آليات سرد الحكايات ورسم الحالات، وعلى موقع التجديد في مواكبة الحاصل أو التأمّل فيه. 

المقارنة غير نافعةٍ كلّيًا، فهي تؤدّي إلى تفضيلات تُسيء إلى اشتغالات كلّ مخرج وفريق عمله. لكنها نافعةٌ في متابعة وقائع مهرجان سينمائي يُقام في مدينة تعاني أهوال العيش في الارتباكات والمصاعب والخراب. فاختيار المهرجان أفلامًا شبابية ـ يمتلك كلّ واحد منها حدًّا من التغيير الأسلوبي في مساءلة الراهن (مع التنبّه على الفرق الشاسع بين الأفلام على مستوى حضور هذا الحدّ) ـ يعكس رغبةً ما في إيجاد حيّز لهذا التجديد في مهرجان عريق، ويُذكِّر باختيار سمير فريد لـ"باب الوداع" لكريم حنفي، للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة الـ36 (9 ـ 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) للمهرجان نفسه. فالتجديد السينمائيّ، المحتاج إلى متابعة دقيقة لمفرداته وآلياته وأساليبه ونتائج اختباراته، متمكّن من تحريض البعض على التنبّه إليه، وعلى إتاحة فرص أمامه للتواصل مع مشاهدين معنيين بهذا التجديد. 

سمير فريد (1943 ـ 2017) حاضرٌ في أحد تلك الأفلام، بإهداء "ليل/ خارجي" إليه. إهداء يريده أحمد عبدالله السيّد تحية لناقد منتبه إليه منذ بداياته السينمائية، وداعمٍ لاختباراته، ومرافق لمساراته. لمحمد حفظي، بصفته منتجًا مستقلاً قبل تولّيه رئاسة الدورة الـ40 هذه، فاعلٌ في محاولات دؤوبة لتفعيل هذا الحراك التجديدي، المنصرف حاليًا إلى معاينة يوميات مصرية في راهنٍ يتخبّط بين واقعٍ يزداد سوءًا وانعدام أفق وتوهان قاسٍ في دوائر مقفلة تحتوي على إحباطات. "ليل/ خارجي" يكشف شيئًا من اهتراء بيئة ومكان ونفوس، في ظلّ انقلاب الأقدار المنبثق من غليان الأعوام الـ8 السابقة على الأقلّ، رغم أنه يبتعد عن الفعل الثوري ونتائجه، متوغّلاً في أسئلة الفرد عن علاقاته وانفعالاته ومشاغله وأهوائه. وهذا حاضرٌ في "لا أحد هناك"، لكنّ المأزق كامنٌ في البناء الدرامي المرتبك والضائع بين تمسّك برمزية ما للزرافة وانعدام ترجمة بصرية وإنسانية وجمالية للرمز في السياق الدرامي والشخصيات وعلاقاتها ومشاعرها. أما "ورد مسموم" فمنفصلٌ عنهما، باختياره مكانًا محدّدًا وشخصيات محدّدة وفضاءً محدّدًا (عالم المدابغ وتفاصيله ويومياته وناسه وحكاياته وأحواله) لتشكيل متتاليات سينمائية تعكس قسوة واقع وبشاعة ظروف وتمزّقات ناس، بكاميرا تنهل من التفاصيل الدقيقة والجانبية، ومن التعابير الصامتة والحادّة، لبناء عمارة سينمائية عن حقائق وحالات. 

في مقابل حضوره الطاغي ـ ككيان إنساني وعمراني واجتماعي وحياتي ـ في "ورد مسموم"، يتراجع قليلاً المكان ـ كشخصية أو تعبير أو حالة ـ في "ليل/ خارجي" و"لا أحد هناك"، وإنْ يبثّ ملامحه في تجوال الكاميرا في أزقّته ودهاليزه وجغرافيته وبعض تفاصيله. فالمكان، بقدر أهميته البصرية والجمالية والإنسانية في فيلمي "ليل/ خارجي" و"لا أحد هناك"، غير متحوّل إلى كيان أساسي/ شخصية أساسية، كما في "ورد مسموم". 

تجوال الكاميرا في المكان في هذين الفيلمين أساسيّ وحيوي ومراقب دقيق لامتداد المدينة في نفوس أفراد وأرواحهم وأنماط عيشهم. تجوال يُساهم في فهم شخصية أو في تبيان ملمح أو في التنبّه إلى حالة أو علاقة. هذا مختلف عن "ورد مسموم"، إذْ يتحوّل المكان إلى شخصية درامية متكاملة الأوصاف والحضور والتفاعل والبوح. 

3 شخصيات في "ليل/ خارجي" تلتقي معًا في رحلة ليلية مفتوحة على تناقضات الانفعال والتفاصيل، وعلى تحدّيات وصدامات، تكشف كلّها بعض خرابٍ يعتمل في حيّز مكانيّ محطّم. شخصيات "لا أحد هناك"، إنْ ينفصل الثقل الرمزيّ عن المتتاليات الخاصّة بها، تهيم في ليل المدينة بحثًا عن خلاصٍ مؤجّل أو إنقاذ مؤقّت. أما شخصيات "ورد مسموم"، فتغوص داخل انكساراتها وملاذاتها المعطّلة، سعيًا إلى خروج مغيَّب أو بقاء مدمَّر.

 

####

 

هل تسببت مشاهد جنسية بإلغاء عرض فيلم سويدي بمهرجان القاهرة؟

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

تدور تساؤلات بين الصحافيين والنقاد منذ مساء أمس الثلاثاء، بسبب إلغاء عرض الفيلمالسويدي "حد" للمرة الثانية في مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ 44، والمقرر إسدال الستار عليها مساء غد الخميس، بعد فعاليات استمرت عشرة أيام، وكانت المرة الأولى التي تم فيها إلغاؤه يوم الأربعاء 21 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. 

وفي سؤال "العربي الجديد" لأحد المقربين من اللجنة الاستشارية للمهرجان، أكد أن نسخة الفيلم نفسها ليست جيدة على الإطلاق، ولا يجدي عرضها بهذه الرداءة، موضحا أن الجهة المسؤولة عن الفيلم في السويد أرسلت نسخة جديدة ولكن كانت أيضا غير جيدة بالشكل الكافي لتكون جديرة بالعرض في المهرجان، لذا فمن المتوقع ألا يعرض العمل على الإطلاق في الفعاليات.

العمل الذي يشارك في المسابقة غير الرسمية، كان من المفترض عرضه مثل الكثير من الأفلام للجمهور العادي في المهرجان، إلا أن الرقابة على المصنفات الفنية رفضته لاحتوائه على مشاهد جنسية متصلة بالاستغلال الجنسي للأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية، ولما تقرر عرضه للنقاد والصحافيين فقط، تم إلغاؤه أيضا ما أثار الغموض والتساؤلات.

وسبق أن حصل العمل على جائزة أفضل فيلم بمسابقة "نظرة ما" في الدورة الـ71 من مهرجان كان السينمائي، كما رشحته السويد لتمثيلها في النسخة الـ91 من جوائز الأوسكار عن فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنكليزية، وحصد جوائز في مجموعة من المهرجانات حول العالم منها ميونخ السينمائي، مهرجان الفيلم النرويجي الدولي، بالإضافة إلى مهرجان لوس أنجليس السينمائي.

العربي الجديد اللندنية في

28.11.2018

 
 
 
 
 

"ورد مسموم" فيلم مصري ينحاز إلى الفقراء والمهمشين

سامح الخطيب

المخرج أحمد فوزي صالح يوظف في فيلمه "ورد مسموم"، منطقة المدابغ في سياق العمل بشكل بصري مميز استطاع من خلاله التعبير عن معاناة سكان المنطقة من الفقر والإهمال.

القاهرةبعد فيلمه الوثائقي “جلد حي” (إنتاج 2011) عن منطقة “المدابغ” الشهيرة بتصنيع الجلود يعود المخرج المصري أحمد فوزي صالح إلى المكان ذاته ليقدم فيلمه الروائي الأول “ورد مسموم” الذي يسلط الضوء على حياة سكان المنطقة.

ويتناول الفيلم قصة عاملة النظافة تحية التي تعيش مع أمها وشقيقها صقر الذي تراه من وجهة نظرها كل الدنيا، رغم أنها هي العائل الرئيسي للأسرة، لأن الأخ والأم يعملان ضمن العمالة الموسمية.

وتتطور الأحداث حين يقرر الأخ البحث عن فرصة للسفر إلى أوروبا بطريق الهجرة غير الشرعية وهو ما تساعده عليه الأم وترفضه تماما الأخت، فتبذل تحية كل ما في وسعها للحفاظ على صقر في البيت حتى لا يتركها وحيدة، إلاّ أن حلم الخروج من المدابغ يظل يراوده.

والفيلم بطولة كوكي وإبراهيم النجاري وصفاء الطوخي ومحمود حميدة، وهو مأخوذ عن رواية بعنوان “ورود سامة لصقر” للكاتب أحمد زغلول الشيطي. وشارك الفيلم في مهرجانات عديدة خلال 2018 منها مهرجان روتردام للفيلم العربي في هولندا ومهرجان كولونيا للفيلم الأفريقي في ألمانيا.

أحمد فوزي صالحالفقراء ليسوا مجرمين لا يحملون السلاح، الفقراء يعملون ويكدون

وقال المخرج أحمد فوزي صالح في مناقشة بعد عرض الفيلم لأول مرة بمصر في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي “أحببت المكان (المدابغ) جدا والناس التي تعيش فيه، الفقراء ليسوا مجرمين، الفقراء لا يحملون السلاح ويتقاتلون مع بعضهم البعض.. الفقراء يعملون ويكدون”. وأضاف “إذا أردنا أن نقول إن هذا الفيلم يحمل رسالة محددة، فهي الاحتفاء بقيمة العمل، حتى لو كان المكان بهذه الصعوبة وهذه البشاعة”.

ووظف المخرج منطقة المدابغ في سياق العمل بشكل بصري مميز استطاع من خلاله التعبير عن معاناة سكان المنطقة من الفقر والتلوث والإهمال، واعتمد على طبيعة المنطقة بمنشآتها ومنازلها دون بناء ديكورات أو اللجوء إلى مصادر إضاءة صناعية، وهو ما أضفى مصداقية على القصة تكاملت مع الأداء الجيد للممثلين.

وقال في المناقشة مع الجمهور “وجدنا تعاونا كبيرا من أهل المنطقة، تعاملنا معهم بمنتهى الحب، وهم أيضا بادلونا حبا بحب، لولا مساعدتهم لنا لَمَا تم هذا الفيلم”.

وأضاف “لكن طبيعة المكان فرضت علينا أن نكون منظمين إلى أبعد حد وأن نجهز المشاهد ونعد لها إعدادا جيدا قبل التصوير، لأنه لم تكن هناك رفاهية التكرار أو إعادة المشاهد”.

وعن تمسك الأخت ببقاء الأخ في المدابغ رغم أن احتمال وصوله إلى أوروبا وعمله هناك قد يفتح للأسرة أفقا جديدا أكثر رحابة، قال المخرج إن تشبث تحية بالأخ نابع من العقلية الذكورية التي تهيمن على المجتمعات العربية.

وقال “حاولت أن أنقل وجهة نظر تحية دون تدخل، هكذا ترى هي الحياة، تتركز وتتمحور حول هذا الرجل، وأظن أن هذا المنطق ترسخ منذ زمن طويل في مجتمعاتنا التي ترى في وجود الذكر الشعور بالطمأنينة والأمان، فلو لم يكن هناك الأخ لكان الأب أو الابن أو الحبيب”.

وأضاف “الفيلم لا يحاكم ولا يعترض على منطق معين في خوض الحياة، لكنه يطرح أسئلة.. أسئلة عن الواقع، أسئلة عن الأفكار السائدة في المجتمع، وأظن أن هذا هو دور الفن بمختلف أشكاله سواء الشعر أو الصورة أو الكلمة، أن يثير الحوار والنقاش داخل المجتمع ويحرك المياه الراكدة”.

ويتنافس الفيلم ضمن ثمانية أفلام بمسابقة “آفاق السينما العربية” في الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يختتم فعالياته في 29 نوفمبر الجاري. وتتكون لجنة تحكيم المسابقة من المخرج المصري أبوبكر شوقي والممثلة التونسية عائشة بن أحمد والمخرج السويدي/ الفلسطيني محمد قبلاوي.

العرب اللندنية في

28.11.2018

 
 
 
 
 

«حرب خاصة» الأمريكى يدين بشار بعيون «مارى كولفين»!

طارق الشناوي

لا تنفصل أبدا المهرجانات السينمائية عن الرؤية السياسية، إلا أنها يجب ألا تخضع لها، فهى لا تعبر بصرامة عن توجه الدولة، ولا حتى عن القائمين على المهرجان، ولكنها تنحاز للحرية وللإنسان وحقه فى الحياة، وحريته فى التعبير، ولا يمكن مثلاً أن يسمح مهرجان بعرض فيلم به شبهة ازدراء شعب أو عقيدة أو لون.

من كبرى المعضلات التى واجهت المهرجانات المصرية فى السنوات الأخيرة الموقف من مؤسسة الدوحة للأفلام، نظرا للعلاقات المقطوعة مع قطر، ورفضت فعلا أفلاما فى العام الماضى، لأن بها تمويلا قطريا، هذه الدورة شاهدت أفلاما فى (القاهرة) وقبلها (الجونة).

ساهمت فى تمويلها مؤسسة الدوحة، الفيصل فى الاختيار هو العمل الفنى وليس جهة التمويل، أيضا برغم أنه لم يحدث فعليا عرض أفلام إيرانية فى الفعاليات خلال السنوات الأربع الأخيرة، متجاهلين أن كبرى المهرجانات تعتبرها (فاكهة) السينما، والأمر عمليا لا يزال قائما هذه الدورة.

لكن رئيس المهرجان الكاتب والمنتج محمد حفظى، أكد فى حوار له على صفحات «المصرى اليوم» أن السينما الإيرانية مرحب بها.

الرقم الصعب هو سوريا، حيث ستلمس أن كل شىء ممزوج بالسياسة، فى هذا العام على أرض الواقع صار بقاء الأسد رئيسا هو ما توافقت عليه كل القوى الفاعلة، لأن البديل هو تفشى وسيطرة قوى الظلام التى تقودها (داعش) وأخواتها، وهكذا مالت الكفة لصالح بشار.

المهرجانات العربية مثل (قرطاج) فى تونس منحازة للسينما التى يصدرها النظام السورى، لدينا (الإسكندرية) فى السنوات الثلاث الأخيرة تحولت إلى تظاهرة تؤيد الأسد وتحتفى فقط بمؤيديه.

مهرجان (القاهرة) وقف هذه الدورة على الجانب الآخر تماما، سمح بعرض الفيلم الأمريكى (حرب خاصة)، فى القسم الرسمى خارج المسابقة، الرقابة منحته تصريح العرض العام، وهذا يعنى بزاوية ما موقفا يعبر عن تحمس المهرجان للفيلم فنيا، من حقك تعتبره تحمسا سياسيا أيضا.

يروى الشريط حياة مارى كولفين المراسلة الصحفية الحربية، بعد أن اغتالتها العشوائية التى مارستها قوات بشار الأسد فى مدينة (حمص)، وهو يدك الجميع مؤيدين للنظام وخارجين أيضا على النظام، ولقيت الصحفية نحبها تحت الأنقاض وهى ممسكة بسلاحها (الكمبيوتر)، كانت لها محطات تواجد سابقة تحت التوتر فى الشيشان وكوسوفا والعراق وليبيا وغيرها.

كل من له علاقة بـ«الميديا» سيشعر بفخر وهو يتابع سيرتها الذاتية وهى تُضحى بحياتها الخاصة، ثم بإحدى عينيها ثم بنفسها من أجل أن تنقل الحقيقة للناس، رغم التحذير من شبح الموت الذى كان يُطل برأسه، وهكذا شاهدنا بطلة الفيلم التى أدت دورها روزاموند بايك وهى تنتقل تحت مرمى النيران، حاملة روحها على كفها.

المخرج ماثيو هاينمان، بين الحين والآخر يعيد تمثيل بعض تلك اللحظات، وكثيرا ما جاء الأداء الدرامى وهو يجرح التوثيق، مثل تقديم شخصية القذافى.

الفيلم يقف ضد الديكتاتور، وهو ماتابعناه من خلال رحلات البطلة فى دول أخرى مثل سوريا- بشار، وماتكرر قبلها فى العراق مع صدام حسين.

كيف سمحت الرقابة بعرض الفيلم الأمريكى (حرب خاصة)؟ لدينا ثلاثة احتمالات: الأول أن الرقابة تعبر تماما عن رأى الدولة، وهو مستبعد، لأن هذا ليس بالضبط رأى الدولة. الثانى وهو أن الرقابة تعبر عن قناعتها، مستبعد أيضا، فلا توجد رقابة تملك أساساً قناعة خاصة. الثالث أن الرقابة لم تأخذ أساساً بالها؟ وهو أيضا مستبعد، لأننا بصدد رقيب مخضرم، بين الحين والآخر تضبطه متلبسا وهو ينفخ الزبادى. هل لديكم احتمال رابع؟ أنا عندى، ولكنه أيضا مستبعد!

 

####

 

رالف فاينز: «القاهرة» تتميز بالحياة الدائمة عكس «باريس»

كتب: سعيد خالد

عقد النجم البريطانى رالف فاينز ندوة عقب عرض فيلمه «الغراب الأبيض» الذى أخرجه وشارك فى تمثيله، بالمسرح الصغير، ضمن فعاليات الدورة الـ40 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، أدارها الناقد اللبنانى محمد رضا، الفيلم تدور أحداثه حول راقص الباليه الروسى الشهير رودولف نورييف بدءًا من سنوات شبابه وصولا لهروبه من الاتحاد السوفيتى إلى الغرب فى عام 1961، وحرص على حضور الندوة منتجة العمل غابريل تانا ومحمد حفظى رئيس المهرجان وعدد كبير من المهتمين بصناعة السينما.

فى البداية قالت منتجة الفيلم جابريل تانا إن التحضير وتصوير الفيلم كان فى 2017، وإنها تحمست جدًا لفكرته من بين أكثر من سيناريو بعدما قرأت واكتشفت كيف كانت حياة «نورييف» غنية بالأحداث وقصة نجاحه الساحق وكيف اختار أن يقيم فى فرنسا ما تبقى من حياته تاركًا بلاده، موضحة أنه شخص مثير للاهتمام كذلك فى طفولته وتدريبه على يد بلاده «الاتحاد السوفيتى» آنذاك وزيارته مع فرقة باليه كيروف إلى باريس، تلك الزيارة التى غيرت حياته، والتى انتهت بقراره طلب اللجوء السياسى عام 1961.

بينما أكد المخرج «رالف فاينز» أن الفيلم يركز على خيارات هذا الفنان وقراراته المصيرية فى حياته، ومن أهمها مشهد المطار الذى اعترض عليه نجله، والذى قرر فيه البقاء بفرنسا عن العودة لبلاده، موضحًا أنه كان مشهدا أصيلا من أساس البحث، وكذلك على كتاب من تأليف Julie Kavanagh عن حياة «نورييف».

وأضاف: إن الفيلم كان بالغ الصعوبة بالنسبة له وتطلب منه اتقان اللغة الروسية لإجادة دور مدرب البالية «بوشكين» ولم يكن لديه خيار آخر لكى يقدم فيلما يرضى عنه، وقرابة 50% من مشاهد الفيلم كانت بالروسية، مشيرًا إلى أنه صور الفيلم ما بين روسيا وصربيا وفرنسا والصين وأنه واجه صعوبات شديدة فى تعلم وتصوير تفاصيل دقيقة متعلقة بفن الباليه والمعلومات الخاصة ببطل القصة والتى اعتمد فيها كثيرا على نفسه إلى جانب السيناريو، مشددًا على أن الفيلم حظى بدعم كبير وشاركت فى إنتاجه مؤسسات كبرى ولم يجدوا أى مضايقات فى التصوير سواء داخل روسيا أو خارجها، ووفقنا فى اختيارات الأماكن من خلال الفترة الزمنية الماضية، وأنه أراد أن يصور فى أماكن أحداث حقيقية فى روسيا، مشددا على أن الإعداد لهذا الفيلم استغرق وقتًا طويلا أكثر من عام كامل قبل البدء فى تصميم كل شىء.

وتابع «فاينز» أنه حرص على أن تكون القصة أكثر فاعلية، وتعكس لحياة هذا الراقص والجوانب الشخصية المهمة فى حياته من خلال الأطر الزمنية الثلاثة والأسابيع التى قضاها فى باريس، مشيرا إلى أن الفيلم يعرض حاليا فى أمريكا وإنجلترا واليابان.

وأكد «فاينز» الحائز على جائزة تونى المسرحية، أنه كان محظوظا بالعمل فى المسرح وقال: إن بعض المنظمات طلبت منه القيام باختبار تجربته بالتمثيل وهو ما أسعده كثيرا، لأنه مهموم بتطوير الصناعة، وكشف عن أنه يسعى لإقناع المنتجين والمخرجين فى العالم كله بالتصوير وعرض أعمالهم فى إنجلترا ويرى فى ذلك أمرا فى غاية الأهمية.

وعن زيارته للقاهرة قال: إنه قام بزيارتها هذا الصيف وأعجب بالمتحف وما أثار اهتمامه الحياة الدائمة طوال الوقت وحماسة الشعب المصرى والتباين فى المعمار وشعر بالترحاب الكبير قائلا طيبون وكرماء.. عكس باريس التى لا تنفتح بسهولة للآخرين وخاصة البريطانيين وكذلك قام بزيارة سيوة وكانت شديدة الحرارة.

وحول أهمية السينما قال إنها تلعب دورا مهما كمنبر لحرية الإنسان والتعبير عنها بصوت عال صاحب تأثير قوى حتى الأفلام الكوميدية قد تحمل معانى أخرى وهى أداة لمناقشة الأيديولوجيات، موضحا أن الأفلام المفضلة له هى التى تدعو للتسامح.

معروف أن «فاينز» رشح مرتين لنيل جائزة الأوسكار، وحصل فى الدورة الحالية لمهرجان القاهرة السينمائى على جائزة فاتن حمامة التقديرية.

 

####

 

قائمة جوائز ملتقى القاهرة السينمائي في دورته الأربعين

كتب: علوي أبو العلا

انتهت الدورة الخامسة من ملتقي القاهرة السينمائي إحدى فاعليات ايام القاهرة لصناعة السينما اليوم بحفل توزيع الجوائز.

وأقيم ملتقى القاهرة السينمائي على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي خلال ايام ٢٦، ٢٧، ٢٨ نوفمبر، وتم اختيار ١٦ مشروع من مختلف الدول العربية، ١٠ مشاريع في مرحلة التطوير و٦ مشاريع في مرحلة ما بعد الإنتاج.

وحضر حفل توزيع الجوائز صانعي الأفلام والرعاة والمنتجين والموزعين وشتى العاملين في مجال صناعة السينما الذين حضروا المهرجان.

تكونت لجنة التحكيم هذا العام من المنتج المصري جابي خوري منتج والمدير الإداري لشركة أفلام مصر العالمية والتونسية المنتجة درة بوشوشة، والفلسطينية آن ماري جاسر مؤلفة ومنتجة ومخرجة تمتد مسيرتها لأكثر من 16 عاما صنعت فيها أفلاماً حصلت على عروضها الأولى في مهرجانات كان وبرلين وفينيسيا ولوكارنو.

بعد الاجتماع مع مخرجي ومنتجي المشاريع منحت لجنة التحكيم الجوائز التالية:

في مرحلة التطوير:

- باديا بالم هيلز ٢٠٠٠٠ دولار (مناصفة):

في مرحلة الانتاج:

سبراي- مصر- اخراج شريف بنداري

وفي مرحلة ما بعد الانتاج:

رجل الخشب- العراق- اخراج قتيبة الجنابي

- شبكة راديو وتليفزيون العرب (ART) ١٠٠٠٠ دولار:

إنشالله ولد- الأردن- اخراج أمجد الرشيد

- نيوسينشري ١٠٠٠٠ دولار:

نحن في الداخل- لبنان- إخراج فرح قاسم

- أرابيا بيكتشرز ١٠٠٠٠ دولار:

قص الرأس- تونس- إخراج لطفي عاشور

- السينما العراقية ٥٠٠٠ دولار:

على طول الليل- الجزائر- إخراج لطيفة سعيد

- فرونت رو/ شركة السينما الكويتية الوطنية ١٠٠٠٠ دولار:

ذات مرة في طرابلس- ليبيا- اخراج عبدالله الغالي 

- دعوة مركز السينما العربية لحضور ورشة روتردام:

نافورة الباخشي سراي – مصر – اخراج محمد طاهر

في مرحلة ما بعد الانتاج:

- أو إس إن ٥٠٠٠٠ دولار:

قبل ما يفوت الفوت- تونس- إخراج مجدي الأخضر.

- إرجو-ميديا فينتشرز ١٥٠٠٠ دولار:

بيت من زجاج- سوريا- اخراج زينة القهوجي

- أروما لخدمات ما بعد الانتاج وتصحيح الالوان:

My Mohamed is Different- إخراج إيناس مرزوق

المصري اليوم في

28.11.2018

 
 
 
 
 

تكريم بطل حرب خاصة في مهرجان السينما

كتبت ـ إنجي سمير ومني شديد‏:‏

كرم رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مساء أمس‏,‏ أبطال الفيلم الأمريكي حرب خاصة‏,‏ ومنهم فادي السيد البريطاني من أصل مصري‏,‏ الذي حرص علي حضور عرض الفيلم في مصر‏,‏ معربا عن فخره بوجوده بين الجمهور المصري‏,‏ كما أعرب توم هولاندر أحد أبطال الفيلم عن سعادته بوجوده في مهرجان القاهرة‏,‏ متمنيا أن يلقي العمل قبولا لدي الجمهور المصري‏.‏

ونظمت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أمس لقاءين مع النجم ريف فاينز, الحاصل علي جائزة فاتن حمامة التقديرية, الأول مع عدد محدود من الإعلاميين والصحفيين وتحدث فيه عن فيلمه الأخير الغراب الأبيض, الذي أخرجه وشارك في بطولته, ويتناول حياة راقص الباليه الروسي الشهير رودف نورييف.

 

####

 

ريف فاينز: تكريمي في مصر شرف كبير

مني شديد

احتفالا بتكريم النجم العالمي ريف فاينز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي, نظمت إدارة المهرجان أمس لقاءين معه, الأول مؤتمر صحفي قام بإدارته الناقد محمد رضا حضره عدد محدود من الإعلاميين والصحفيين وتحدث فيه بشكل أساسي عن فيلمه الأخير الغراب الأبيض الذي أخرجه وشارك في بطولته ويتناول حياة راقص الباليه الروسي الشهير رودف نورييف وهروبه من الاتحاد السوفيتي وطلبه اللجوء السياسي في فرنسا, وعرض في حفل تكريمه بالمهرجان أول أمس, أما اللقاء الثاني فقامت بإدارته الصحفية نينا روفينج كان لقاء عاما بحضور الجمهور وعدد من الفنانين والإعلاميين في إطار برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما وتحدث فيه عن مواضيع مختلفة متطرقا إلي أعماله السينمائية السابقة وبداياته في عالم الفن.

كلمة عن مصر

وقال فاينز إنه لشرف كبير بالنسبة لي أن يتم تكريمي في مصر, وهي ليست المرة الأولي التي أحضر فيها إلي هنا, فقد سبق أن قمت بجولة سياحية فيها وزرت واحة سيوه أيضا وكانت حارة جدا ولكن رائعة, وهذه المرة تأثرت بزيارتي للمتحف المصري الذي رأيته لأول مرة كما تأثرت بالطاقة في شوارع القاهرة هذه المدينة التي تنبض بالحياة وتركت انطباعا غير عادي في نفسي, وأبهرتني العمارة القديمة, كما شعرت بترحاب كبير من المصريين تجاه الزائرين وهو من الأمور التي ليس من السهل أن يجدها الفرد في أماكن أخري بالعالم, فباريس علي سبيل المثال علي الرغم من روعة جمالها, فإننا لا نجد فيها هذا النوع من الترحاب بل علي العكس تتعالي علي الزائرين, خاصة الإنجليز

وأضاف أنه يتمني أن يكون جزءا من عمل فني في العالم العربي, سواء كان مممثلا فيه أو مخرجا لفيلم سينمائي في الوطن العربي, مؤكدا أنه سيكون من الرائع أن يقدم عملا هنا, خاصة في مصر التي يتشرف بتكريمها له.

الغراب الأبيض

الفيلم مأخوذ عن كتاب عن رودف نورييف للكاتبة جولي كافانا, وكتب له السيناريو ديفيد هار, وقال ريف فاينز إنه قرأ الكتاب منذ عدة سنوات في إطار هوايته للقراءة والإطلاع علي السير الشخصية, ولم يكن وقتها يعرف شيئا عن نورييف لأنه لم يكن من متابعي فن الباليه, ولكن بعد قراءته للقصة جذبته الفكرة وتأثر بروح هذا الفنان والراقص المتميز وصراعه لإثبات نفسه والحصول علي حريته وأيضا الاختيار الذي اضطر لمواجهته لتحقيق ذلك, فهي قصة غير عادية عن نجاحه العالمي وتروي المراحل التي مر بها وكانت سببا في انشقاقه عن الاتحاد السوفيتي وتخليه عن وطنه, وجملته الشهيرة التي تلخص إحساسه قد لا أري وطني مرة أخري ولكني لن أشعر بالسعادة في بلدكم

وأشار إلي أنه انبهر بنهم هذا الفنان للتعلم والإطلاع علي كل ما يتعلق بالفن والحياة وتحصيل أكبر قدر من المعلومات وتطوير نفسه ودراسة اللغة الإنجليزية, وكان عليه التخلي عن بعض التفاصيل في الرواية لتكثيفها في عمل سينمائي, من بين هذه التفاصيل معاناة والدته التي كانت تعمل في أحد المصانع ومعارضة والده اتجاهه لرقص الباليه, وكان أهم مشهد بالنسبة له هو واقعة المطار في باريس التي طلب فيها اللجوء السياسي لفرنسا, مضيفا أنه قام بالبحث عن معلومات عن هذه الواقعة بالإضافة للتفاصيل التي تضمنها الكتاب, وكان من بين المصادر التي لجأ إليها لقائه بـكلارا سانت الحقيقية التي ساعدته علي اللجوء ونصحته بما يجب عليه فعله, ولهذا كان هذا المشهد واقعيا بدرجة كبيرة ويحاكي ما حدث فعليا.

وأضاف فاينز أنه واجه عددا من التحديات في هذا الفيلم الأول هو أن اللغة المستخدمة في الفيلم هي الروسية بينما كانت المساحة المتاحة لاستخدام اللغة الإنجليزية محدودة, فقد حصل نورييف علي دروس في الإنجليزية وكان يتحدث بها مع أصدقائه الفرنسيين لكنه روسيا وأغلب أحداث الفيلم تدور في روسيا ومع شخصيات من الاتحاد السوفيتي ولذلك كانت اللغة الغالبة عليه الروسية وبالطبع هذا يشكل صعوبة في تسويقه عالميا, والتحدي الثاني هو أنه كمخرج للفيلم قرر أن يكون البطل وجها غير معروف حتي لا يربطه الجمهور بشخصيات أخري

وكان يبحث عن راقص لديه القدرة علي التمثيل ووجد ضالته بعد بحث طويل, في الفنان الأوكراني الشاب أوليج ايفينكو وهو راقص في كازان بروسيا, وباقي أبطال الفيلم منقسمون بين فنانين فرنسيين, بعضهم من المعروفين والبعض الآخر لا, أما زوجة مدرس الباليه فهي فنانة روسية مشهورة, مشيرا إلي أن تمثيله لشخصية بوشكن مدرس الباليه كان تحديا آخر لعدة أسباب أهمها أنه من الصعب أن يكون ممثلا في فيلم من إخراجه, كما أن الأمر تطلب منه التدرب علي اللغة الروسية من جديد والتي كان يعرفها من قبل لكنه لا يجيدها بدرجة كبيرة وبوشكن يتحدث بالروسية فقط.

ريف والسينما

أشار ريف في حواره مع الجمهور إلي مشاركته في عدد من الأفلام المهمة التي كانت سببا في شهرته بداية من قائمة تشاندلر مع المخرج الشهير ستيفن سبيلبرج الذي أعجب بأدائه في فيلم مرتفعات وزرينج وطلب منه أن يقوم بتجربة أداء حتي يسند إليه الدور, وبالفعل حقق له الفيلم شهرة كبيرة وقبل حتي أن ينتهي من تصويره كان روبرت ردفورد قد أرسل إليه يطلب حضوره إلي نيويورك لأنه كان يريده في فيلم كويز شو وقد أغضب هذا سبيلبرج في البداية لأنه كان لايزال يقوم بتصوير تشاندلر ليست لكنه عاد في الموعد إلي بولندا لاستكمال التصوير, وكان الانتقال بين الشخصيتين غريبا لأن الشخصية الأولي كانت نازيا سمينا وشعره قصير, بينما كانت الشخصية المقدمة في كويز شو شابا أمريكيا نحيلا.

وأضاف مازحا أنه لم يكن واثقا في البداية من قدرته علي تقديم اللكنة الأمريكية لكنه تمكن منها في البداية وبالنسبة للوزن شعر مع بداية التصوير أنه بدأ يفقد وزنه تلقائيا, حتي أن من لديه قدرة كبيرة علي الملاحظة قد يجد هذا الاختلاف في الوزن في المشاهد المختلفة للفيلم.

أما عن شخصية فولدمورت الشرير التي قدمها ريف فاينز في سلسلة هاري بوتر الشهيرة فيوضح أنه لم يكن يعرف أي شيء عن السلسلة في البداية عندما عرض عليه الدور ولم يكن لديه أي اهتمام بالشخصية ولا يري أنها تلائمه, إلا أن شقيقته التي لديها3 أبناء عندما علمت منه بالأمر اندهشت ونهرته وأطلعته علي مدي أهمية هذه السلسلة من الروايات والنجاح الكبير الذي تحققه الأفلام المأخوذة عنها نتيجة لحب الناس لها وجودة الإنتاج, وأقنعته بقبول الدور, مضيفا أن إعجابه بالشخصية نما بعد ذلك وأصبح يحبها الآن بعد أن تعرف أكثر علي السلسلة وقدم الشخصية.

 

####

 

بطل حرب خاصة‏:‏ الفيلم قصة حقيقية‏..‏ وسعادتي بزيارة القاهرة لا توصف

إنجي سمير

شهد اليوم قبل الأخير من فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي عرض الفيلم الأمريكي حرب خاصة والذي يتناول القصة الحقيقية للمراسلة الحربية ماري كولفين التي كانت تحرص دائما علي تغطية كل الحروب بداية من أفغانستان والغزو الأمريكي للعراق وثورات الربيع العربي في ليبيا‏,‏ وتقدم تقارير من قلب مناطق نزاع من بينهما كوسوفو‏,‏ والشيشان‏,‏ ورغم الإصابات والخسائر والمخاطر التي تتعرض لها فإنها تظل تحارب من أجل رسالتها كمراسلة صحفية‏,‏ لدرجة اتهام مديرها بالجنون‏,‏ قبل أن تلقي حتفها في سوريا‏.‏

وحرص محمد حفظي رئيس المهرجان علي تقديم فادي السيد أحد أبطال الفيلم وهو إنجليزي من أصل مصري حيث أعرب عن سعاته بمشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي, مؤكدا أنه منذ الصغر يتمني العمل في مصر, رغم اشتراكه في العديد من الأعمال السينمائية العالمية, وتكريمه في عدة مهرجانات عالمية لكنه لم يشعر بطعم السعادة حيث ظلت القاهرة حلمه الذي تحقق, موجها الشكر للقائمين علي المهرجان.

وأوضح أن تصوير الفيلم استغرق شهرا بين الأردن ولندن, كما أن القصص التي تم استعراضها في العمل جميعها حقيقية من خلال رواية إحدي العراقيات التي روت قصة استشهاد ابنها واندمجت فيها حتي لم تشعر بتوقف التصوير.

كما صعد علي المسرح بطل الفيلم توم هولاندر والذي قال إن مخرج العمل ماثيو هاينمان كان يتمني حضوره لكنه اعتذر لتواجده خارج القاهرة, مشيدا بأداء فادي السيد, مشيرا إلي أن الفيلم تم تصويره بود شديد, حيث يتناول متاعب مهنة الصحافة وصعوبتها ورغم نهايته المأساوية فأنه للأسف حقيقي ويحدث بكل واقعية, ومعظم أحداثه تتناول ما يحدث في الشرق الأوسط.

من ناحية أخري, حرص حفظي علي تكريم نيكولا سيدو أحد رواد السينما العالمية حيث لم يساهم في السينما الفرنسية فحسب ولكن الأوروبية بشكل عام.

وقال نيكولاس إنه فخور بتكريمه في مهرجان القاهرة العريق, حيث يعشق السينما ويراها من أهم الفنون, موضحا أنها تجمع الجمهور الذي يتشارك فيها ويشعر بها فهي مشاركة في الإحساس وهذا أهم شيء فيها.

كما قدم حفظي قبل عرض الفيلم علياء زكي مسئولة قسم أيام القاهرة لصناعة السينما في أول عام له والذي بدأ يوم الأحد الماضي, ويتضمن حوارات خاصة وورش وملتقي القاهرة السينمائي بمشاركة150 ضيفا إلي جانب المشاركين بمشروعاتهم.

 

####

 

حرب آنا‏..‏ من مقبرة جماعية إلي الحياة

شريف نادي

عرض مساء أمس فيلم حرب آنا ضمن قسم نظرة علي السينما الروسية المعاصرة في الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي‏,‏ بحضور مخرجه أليسكي فيدورتشينكو‏,‏ حيث يدور العمل حول فترة الاتحاد السوفيتي عام‏1941‏ حيث تسترد فتاة يهودية تبلغ من العمر‏6‏ أعوام وعيها لتري نفسها قد دفنت في مقبرة جماعية‏,‏ لتخرج وتخفي نفسها في مدفأة مهجورة في مكتب القائد النازي‏.‏

وقال المخرج في الندوة التي أقيمت عقب عرض الفيلم إنه ليس من وحي خياله بل مأخوذ عن قصة حقيقية توصل لها من خلال البحث علي الإنترنت عن القصص القصيرة التي حدثت خلال الحرب العالمية الثانية ووجد تلك القصة, مشيرا إلي أنه لا يعرف النهاية الحقيقية للقصة لأنها لم تكن مذكورة, وكل ما يعرفه عن القصة أن الفتاة بطلة الأحداث عاشت في المعسكر الألماني خلال الحرب.

وأوضح أنه بمجرد أن توصل لفكرة الفيلم احتفظ بها لتقديمها في أقرب وقت, مؤكدا أن الصعوبة التي واجهته كانت تتمثل في إيجاد تلك الطفلة التي ستقدم دور البطولة, ووجدها من خلال البحث علي الإنترنت وكانت مفاجأة كبيرة بالنسبة له, وقال إنه قام بعمل كاستينج بالرغم من إيجاده للطفلة ليتأكد فقط من أن اختياره للفتاة الأولي كان صائبا.

وأشار إلي أنه استغرق عاما في كتابة السيناريو ووجد خلال العام نفسه الجهة المنتجة, مؤكدا أنه بدأ تصوير الفيلم والفتاة عمرها ست سنوات.

وأوضح أنه لم يبحث عن وثائق تاريخية حول القصة الحقيقية لأنه لا يوجد عنها أي وثائق من الأساس, مؤكدا أنه ليس من المهم الوصول لوثائق القصة بقدر عرضها.

وأشار إلي أنه اختار أماكن التصوير الضيقة لتصوير الفيلم لأن الفكرة من الأساس جاءت له بعد مشاهدة فيلم روسي عن تابوت تدور بداخله الأحداث والكاميرا لم تخرج من التابوت طوال مدة الفيلم وكذلك فيلم آخر كانت تدور أحداثه بالكامل في الأسانسير.

 

####

 

البحث عن ليلي في شوارع باريس

شريف نادي

عرض مساء أمس الفيلم الفرنسي ضمن قائمة البانوراما الدولية‏,‏ والذي يدور حول حكيم الذي ترك الجزائر هربا من الإرهاب ليعمل نجارا في الجبال الفرنسية‏,‏ ويعيش حياة بسيطة وهادئة مع زوجته وابنته نجمة‏,‏ قبل أن تتحول هذه الحياة عندما تلغي ابنته الكبري ليلي التي تعيش في باريس زيارتها لهم في الإجازة‏,‏ تحثه زوجته علي أن يسافر ويعود بها ليخوض حكيم ونجمة رحلة في عالم باريس السفلي ويكتشفان الأسرار القاتمة في حياة ليلي الجديدة‏.‏

وقالت مؤلفة ومخرجة العمل الفرنسية من أصل جزائري نادرة العيادي, في الندوة التي أعقبت العرض إنها اقتبست أحداث الفيلم من إحدي القصص الفرنسية التي تناولت الموضوع نفسه, مشيرة إلي أن اضطرت لتغيير بعض التفاصيل لكي تتوافق مع الأسرة الجزائرية, إلي جانب أنها أضافت ابنة أخري لحكيم وهي نجمة التي لم تكن موجودة في القصة الأصلية.

وأضافت أنها حرصت علي أن تسلط الضوء علي حالة الجفاء بين الأب وابنتيه فهو لم يوضح لهما حقيقة مشاعره الأبوية تجاههن إلا حينما شعر أنه سيفقد ابنته, ولعل أبرز مثال علي ذلك هو أن الأسرة كلها تتحدث في المنزل باللغة الفرنسية علي عكس ما يجب أن يكون وهو ما يشير إلي أنه لم يقترب منهن حتي ليورثهن لغتهن الأم.

وأشارت إلي أن هذه العلاقة الجافة مع ابنتيه تحولت إلي النقيض تماما واتضح ذلك من خلال رسالته الأبوية التي كتبها لها ووضح فيها مشاعره الحقيقية والصادقة تجاهها والتي لم يبح لها من قبل, لنوضح مدي التغيير الذي طرأ علي حكيم.

وأشارت إلي أن السبب وراء ركوب ليلي القطار رغم توسل شقيقتها ووالدها لأن تبقي هو رغبتها في الاستقلال وأن تتخذ قراراتها بنفسها بعيدا عن أي تدخلات, قبل أن ينتهي الفيلم علي مكالمة ليلي لوالدتها وشقيقتها لتطمئنهم عليها أنها بخير.

من ناحية أخري, أبدي بعض الحضور في نهاية الفيلم استياءهم لعدم ترجمة الفيلم إلي العربية, خاصة أن لغة الفيلم فرنسية والترجمة إنجليزية, ملقين باللوم علي إدارة المهرجان لعدم ترجمة الفيلم للغة العربية.

الأهرام المسائي في

28.11.2018

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)