فاروق الفيشاوي فى ندوة تكريمه: أعطيتمونى حبا
يمنحنى عمرا جديدا
إيناس عبدالله:
·
محمود حميدة: ترددت أن أبلغه بحقيقة حالته الصحية
فوجدته يرفع من معنوياتنا وتقبل الأمر بصدر رحب
·
رجاء الجداوى: كان شجاعًا فى الإعلان عن مرضه
بالسرطان
سامح الصريطى: فاروق كتاب مفتوح ولديه من الشجاعة
ما يمكنه من الاعتراف بالخطأ
مظاهرة حب حقيقية، هو ما حدث فى ندوة تكريم الفنان فاروق الفيشاوى
ضمن فاعليات الدورة 34 لمهرجان الإسكندرية السينمائى، فقد اكتظت
القاعة عن آخرها بعدد هائل من النجوم وجمهور «الفيشاوى» الذين
جاءوا خصيصا لمشاركته فرحة تكريمه ودعمه فى محنته المرضية، حيث
أعلن بنفسه فى حفل الافتتاح لأول مرة عن إصابته بالسرطان،
واستعداده لمواجهته بكل قوة وكأنه مجرد صداع.
أدار الندوة الكاتب عادل سعد وشارك فيها عدد كبير من الفنانين،
منهم سامح الصريطى وإلهام شاهين ورجاء الجداوى وأحمد عبدالعزيز
ووفاء عامر ونهلة سلامة وكمال ابو رية والمخرج عمر عبدالعزيز
والفنان محمود حميدة الذى حضر خصيصا من القاهرة لمشاركة صديق عمره
لحظة تكريمه، والمنتج محمد العدل والناقد الأمير اباظة رئيس
المهرجان وعدد كبير من النقاد والصحفيين بخلاف الجمهور.
فى البداية وجه فاروق الفيشاوى كلمة شكر، للمهرجان
الذى قام بدعوة كل أصدقائه ومحبيه لهذه اللحظة ومنهم اصدقاء ارتبط
بهم منذ ايام الجامعة وهم سامح الصريطى وعمر عبدالعزيز ووصفهما
بزميلى الكفاح.
وتحدث عن دور عبدالرحيم الزرقانى فى حياته وقال:
هناك شخصية اثرت كثيرا فى حياتى سواء فنيا أو
إنسانيا، فلا أنسى فضل الراحل عبدالرحيم الزرقانى على، الذى رآنى
للمرة الأولى فى الجامعة وقدمنى على المسرح القومى فى أول بطولة
وهى مسرحية «طائر البحر» لذلك أنا حريص على الاحتفاظ بصورة له فى
أى مكان أسكن فيه.
كما تحدث الفيشاوى عن الفنان حسن حسنى قائلا: هو
ممثل عظيم يقدم كل الأدوار ببراعه شديدة ويكون فى ابهى حالاته
عندما يقف امام الكاميرا وهذا عرفته عندما عملنا معا فى فيلم «ليه
يا بنفسج».
واستعاد فاروق ذكريات طفولته وقال:
كنت ابنا مدللا لأبعد الحدود وأصغر اشقائى لذلك كنت
دائم الالتصاق بوالدى وعندما توفى اكمل تربيتى شقيقى الاكبر الحاج
رشاد وكان عمرى وقتها 11 عاما لذلك حظيت بحب ودلع من الجميع، وبعد
ان انجب ابنى طفلته لينا، اكتشفت حبا من نوع خاص لم اقابله سوى مع
حفيدتى فهى اعطت طعما ومعنى لحياتى.
ثم وجه كلمة للحضور قائلا: وانتم ايضا اعطيتمونى حبا يكفينى عمرا
على عمرى.
وتحدث فاروق الفيشاوى عن الحلم الذى لم يتحقق فى
حياته: طول عمرى وانا أحلم بتقديم فيلم عن حياة المطران السورى
كابوتشى، وسعيت انا ومحسن زايد وعمر عبدالعزيز لتقديمه، لكنه لم
يخرج للنور، بعد ان اعترضت عليه الرقابة، وكنت اريد من خلاله ان
ارد على اتهام الغرب لنا نحن العرب ووصفنا بالإرهابيين ومحاولة
الصاق هذه التهمة بالإسلام، ولذلك اوصيت ابنى أحمد ان يحقق الحلم
ويضعه فى خططه المستقبلية..
وتحدث الفيشاوى عن حال السينما المصرية وقال:
السينما المصرية تمر بأزمة كبيرة لم تشهدها من قبل
وأحوالها تردت فى الفترة الأخيرة وللاسف نحن نهدم تاريخنا
السينمائى بأيدينا وتخلت الدولة عن السينما على الرغم من انها فى
يوم من الايام كانت تمثل المصدر الثانى للدخل القومى بعد القطن،
فبعد ان كنا ننتج 80 فيلما فى العام اصبح عدد الافلام قليلا للغاية
وعندما قررت ان انتج كان هدفى تقديم افلام تعيش مع الجمهور فأنتجت
«مشوار عمر» و«استغاثة من العالم الآخر» ونفس الأمر للراحل نور
الشريف الذى انتج افلاما مثل «آخر الرجال المحترمين» وليلى علوى
أنتجت «يا مهلبية يا». وحرص المخرج محمد فاضل على أن يتصل هاتفيا
بالفنان فاروق الفيشاوى فى ندوة تكريمه لتهنئته والاعتذار عن عدم
استطاعته الحضور، ومن ناحيته حرص فاروق الفيشاوى على وصف فاضل بأنه
الرجل الثانى فى حياته بعد عبدالرحيم الزرقانى الذى منحه فرصا
كبيرة فى اعماله، ووصفه بأعظم مخرج تليفزيونى لما يتميز به من
الاهتمام بالتفاصيل، ولديه القدرة على اعادة المشهد الف مرة حتى
يحصل على النتيجة التى يريدها.
تحدث المنتج محمد العدل عن بداية علاقته بالفيشاوى
قائلا: إنها ليست علاقة فن ولكن علاقة عائلية بدأت عام 1972 من
ايام الجامعة واعتبرها علاقة نضال وبالنسبه للمرض فأنا لست قلقا
عليه واعلم تماما انه سيخرج من هذه المحنة بسلام.
وقالت الفنانة الهام شاهين فاروق عشرة عمر وقدمنا
معا اكثر من 20 فيلما ومسلسل «الحاوى» مع الراحلين الكبيرين محسن
زايد ويحيى العلمى وقد جمعتنا مواقف إنسانية وذكريات محفورة فى
عقلى وقلبى.
الفنانة وفاء عامر روت موقف جمعها بفاروق الفيشاوى فى بداية حياتها
الفنية قائلة: كنت طالبه فى المعهد وعملت معه فى عمل مسرحى وتعرضت
وقتها لظلم من بطلة العمل فانصفنى.
الفنانة منال سلامة حرصت على توجيه سؤال له عن
شجاعته فى الاعلان عن المرض فى افتتاح مهرجان الاسكندرية ورد عليها
قائلا: لم افكر على الاطلاق وكان هدفى من الاعلان كسر حالة الرهبة
والخوف من هذا المرض واشجع الناس ان يتقبلوا هذا المرض ويحاولوا
الانتصار عليه وانهم سيتعافون.
من جانبه قال الفنان سامح الصريطى: اعرف فاروق
الفيشاوى على مدى 40 عاما وهو مثل الكتاب المفتوح فقد عرفته جريئا
ولديه من الشجاعة ما يمكنه من الاعتراف بالخطأ.
وروى الفنان محمود حميدة وهو واحد من أقرب أصدقاء
فاروق الفيشاوى كيف أخبره بإصابته بالمرض هو والفنان كمال ابورية
حيث ترددا كثيرا قبل أن يبلغاه لكنهما فوجئا به يتقبل الأمر بصدر
رحب ورفع من روحهما المعنوية بدلا من مواساته.
الفنان أحمد عبدالعزيز قال: عملت فى بداية حياتى
معه فى مسرح فيصل ندا وكنت وقتها مدير فرقه مسرحية ويوميا كان يعزم
الفرقة بأكملها على العشاء ولا أنسى عندما شاهدنى فى مسرح الجامعة
وهنأنى على نجاحى وقام بترشيحى لمخرج لبنانى يبحث عن وجوه جديدة
كما رشحنى لدور مشهد واحد فى فيلم بيت القاضى مع الفنان نور الشريف.
وحيت الفنانة رجاء الجداوى شجاعة فاروق الفيشاوى فى
اعلانه للمرض من اجل تشجيع المرضى للانتصار عليه فى ظل تطور الطب
الحديث وظهور علاج له وقالت: شعرت بمدى ايمان فاروق وروح التفاؤل
الموجودة فيه.
####
«الإسكندرية
السينمائي» يحتفى بذكرى ميلاد الكاتب الراحل كمال الملاخ
هدى الساعاتى
احتفى مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر
المتوسط فى دورته 34، مساء اليوم الأحد، بذكرى ميلاد الكاتب الراحل
كمال الملاخ.
وتضمنت الإحتفالية عرضا من جانب المؤرخين
السينمائيين المشاركين بالمهرجان لجوانب الحياة الأدبية والفنية
والإبداعات التى تميزت بها أعمال الكاتب الراحل كمال الملاخ.
واستعرض النقاد الجانب الإنسانى الذى تميز به
«الملاخ»، وتأسيسه للجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، والتى نتج
عنها تنظيم أول مهرجان سينمائى بمدينة الإسكندرية، لما كان له بالغ
الأثر في نهضة الحركة الفنية والثقافية واسهامات المهرجان خلال 34
دورة، شارك فيها المئات من الأعمال الفنية السينمائية المتميزة.
وعلى هامش الاحتفالية، سلمت إدارة مهرجان
الإسكندرية، جائزة باسم اتحاد الكتاب لنجلته منى كمال الملاخ.
####
ماجدة موريس: الفنان نور الشريف كان مثلا أعلى
للفنان المثقف
هدى الساعاتى
قالت الناقدة ماجدة موريس، إن الفنان نور الشريف
كان مثلا أعلى للفنان المثقف، فكان يهتم بآراء النقاد ويعي دورهم
فى دعم الفن والفنانين.
وأضافت «موريس»، خلال الندوة التى عقدت مساء اليوم
الأحد، لتكريمها ضمن فعاليات الدورة 34 لمهرجان الإسكندرية
السينمائي لدول البحر المتوسط، أن بعض الفنانين يرفضون النقد
باعتباره موجه لشخصهم، ومساس بقيمتهم.
وأشارت إلى أن الفنان الراحل أحمد ذكي، نسى ما
كتبته فى حق أعماله المميزة وصداقتهما لسنوات، وقاطعها عندما
انتقدت أحد أفلامه، إلى أن تصالحا فى الإسكندرية.
####
«أمينة»
يعيد اكتشاف أيمن زيدان فى مهرجان الإسكندرية
إيناس عبدالله
·
الجمهور يشيد بالفيلم ودعوة لعرض الأفلام السورية
بمصر
·
زيدان:
سوريا رمت عباءة الحزن
وتستعد لاستقبال الشمس من جديد.. وسعيد بردود الأفعال
·
نادين خورى:
شعرت بامكانياتى الضعيفة وأنا أعمل مع مخرج
يتفوق على..
وبكيت مع الناس فى قاعة العرض
اصطحب الفنان والمخرج السورى أيمن زيدان جمهور
مهرجان «الاسكندرية السينمائى» فى رحلة سينمائية مختلفة استمرت
قرابة 113 دقيقة، من خلال فيلمه «أمينة» باكورة اعماله السينمائية،
والذى يشارك من خلاله فى مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة ال 34
للمهرجان، حيث يستعرض «زيدان» قصة حياة امينة المرأة القوية، التى
تخفى دموعها عن الجميع، وتظهر بقدرة هائلة للتغلب على كل المشكلات
والأهوال التى تتعرض لها أسرتها.
أمينة تفقد زوجها فى بداية الفيلم، فتتحمل بمفردها
ومعها ابنتها اعباء مرض ابنها الوحيد، الذى أصيب فى الحرب الغاشمة
التى تخوضها سوريا ضد الأرهاب بطلقة نارية جعلته طريح الفراش، فقد
كل احساسه بجسمه، ولم يعد لديه القدرة على تحريك أى شىء سوى عينيه،
وسيلته الوحيدة فى التواصل مع اهله.
وعلى الرغم من أنه فى نظر الجميع بطل كبير، خاصة
انه تطوع فى الجيش لمساندة بلده فى حربها، فإن هذا لم يمنع زوجته
ان تطلب الرحيل وتصطحب معها ابنهما الوحيد، لأنها لم تعد تتحمل
أعباء مرضه، ولم يمنع جارهما الثرى ان يبتز الاسرة بالديون
المتراكمة، وتقف الأم صامدة فى وجه كل هؤلاء تواصل الليل بالنهار
حتى تسد الديون، وتزوج ابنتها ممن يستحق، وحينما بلغت الاحداث
ذروتها ومات ابنها الوحيد بعد ان شاهد بعينيه محاولة الجار الثرى
الاعتداء على شقيقته وهو عاجز لا يستطيع فعل شىء، انتهى الفيلم
و«امينة» تعاود حرث الأرض المحروقة من جديد.
استعرض الفيلم الوجه الآخر من الحرب بلا طلقة رصاص
واحدة، أو نقطة دماء، قدم صورة أمتعت الحضور وموسيقى مصاحبة اثارت
شجن الناس وتفاعلهم مع الاحداث.
وفور انتهاء العرض، استقبل الحضور اسرة الفيلم
بحفاوة واستمر تصفيق الناس لمخرج وبطلة العمل نادين خورى عدة
دقائق، وحرص الوفد السورى بأكمله حضور العرض الأول لهذا الفيلم،
وشاركوا المخرج أيمن زيدان فرحته بالعمل، وتساءل كثيرون عن سبب عدم
عرض الافلام السورية عرضا تجاريا داخل مصر، حتى يشاهد الجمهور تلك
النوعية من الافلام.
وقال المخرج والفنان ايمن زيدان عن تجربته الاولى
فى السينما:
حينما شرعت فى كتابة هذه الفكرة تعمدت ان ابتعد
تماما عن متابعة السينما، فلم أشاهد أى فيلما طوال فترة تحضيرى
للعمل وحتى انتهائى منه، وذلك حتى لا أتأثر باحد، واكون مع نفسى
تماما.
وأضاف: طوال الرحلة الموجعة التى نعيشها فى سوريا
منذ قرابة 7 أعوام، ومررنا بتجارب قاسية ودموية ومحطمة معنويا
وماديا، كانت الام السورية هى أيقونة هذه الرحلة، وكانت نموذجا
يحتذى به، ومن هنا جاءت فكرة «امينة»، وسعدت كثيرا ان كل التفاصيل
التى احتواها العمل وصلت للناس بشكل رائع، وسعيد بتجربة التعاون مع
نادين خان فنحن قدمنا نموذج أشبه بالتوامة بينى وبينها، وأود ان
أقدم تحية لكل فريق العمل الذين شاركونى العمل منذ بداية المشوار.
وكشف أيمن زيدان انه اثناء مشاهدته الفيلم مع
الجمهور كان يشعر بحالة ارتباك شديدة، خاصة أن هذه هى المرة الأولى
التى يشاهده فيها مع الجمهور ويرصد ردود أفعالهم.
سألته عن مشهد غضب «أمينة» من هجرة السوريين لسوريا
أثناء الحرب، وعن رأيه الخاص فى الملاجىء الكثيرة فى جميع انحاء
العالم التى امتلأت بالسوريين قال:
بعد 7 أعوام اعتقد ان الصورة اتضحت للجميع، ولم يعد
هناك مجالا لهذه النوعية من الاسئلة، فالكل يعلم الان ما هى
الحقيقة، فسوريا للسوريين، وفى هذا الفيلم لم اكن اريد ان أتحدث عن
السياسة.
وعن سبب وفاة الأبن فى نهاية الفيلم على الرغم من
توقعات البعض انه سيشفى ويقوم من فراشه يساند أمه فى اشارة إلى ان
سوريا ستعود من جديد قوية قال:
لقد تعمدت ان يموت الابن فى نهاية الاحداث، خاصة ان
موته فيه رجوله، فلم يستطع تحمل فكرة ان يحاول أحد الاعتداء على
شقيقته وهو لا حول له ولا قوة، كما اردت ان يكون الشو الاخير حينما
نشاهد الأم وسط الرماد وهى تحاول ازاحته لتدخل دائرة جديدة من
الحياة فى ظل اصرار كبير منها ان تعبر الالم وتعيش من جديد.
ومن ناحيتها اعلنت الممثلة نادين خورى عن اكتشافها
لمخرج سينمائى جديد وقالت: كثيرون قد يفكرون قبل ان يخوضوا تجربة
سينمائية مع مخرج أول مرة يعمل بالسينما، لكن مع ايمن زيدان وافقت
على الفور، فكانت لدى ثقة كبيرة فيه، استطاع ان يثبت منذ اللحظة
الأولى كيف انه مخرج يمتلك أدواته الساحرة واختزال شديد للأحداث
بشكل رائع وراقى، ولديه رؤية وفكر تجعلنى اطلب منه التفرغ السنوات
القادمة للإخراج السينمائى.
وقالت: عيب على كممثلة ان اعلن عن تأثرى بالعمل
وبكائى، فهذا الامر حق للمشاهد وليس المشارك فيه، لكن اعلن تأثرى
وانا اشاهد الفيلم مع الجمهور لأول مرة وبكيت تأثرا فى أكثر من
مشهد، وشعرت بامكانياتى الضعيفه فى هذا الفيلم وانا اتعاون مع مخرج
يتفوق على فى كل شىء، وسعيدة بدور امينة التى تعد انعكاسا للحرب
وتداعياتها. |