·
ألبرتو باربيرا: اختيار «الرجل الأول» للافتتاح شرف
للمهرجان وهو تجربة شخصية ملحمية مذهلة.. ومخرج الفيلم: متشوق
للعودة إلى فينيسيا بفيلمى الجديد
·
إيما ستون تشارك بـ«المفضلة».. ومايك لى يستعى
مذبحة «تيرلو» بمانشيستر.. و«العندليب» يظهر بفيلم رعب
أكدت ادارة مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى ان
الافلام المشاركة بالدورة 75، والتى تنطلق فى الفترة من 29 أغسطس
إلى 9 سبتمبر المقبل بمدينة البندقية الإيطالية، تمثل مجموعة من
اهم المخرجين الذين باتوا علامة مسجلة للسينما الاكثر إلهاما وقوة،
الذين تجذب أسماؤهم عادة اهتمام الجمهور والنقاد ويصبح طريقهم
ممهدا للأوسكار عقب انطلاق العروض الاولى لأعمالهم بالمهرجان، وذلك
من خلال اعمالهم التى تشكل فى الغالب مفاجآت جيدة.
وتضم المسابقة الرسمية للمهرجان 21 فيلما تتنافس
على الاسد الذهبى، منها خمسة أفلام أمريكية جديدة، أولها فيلم
الافتتاح «الرجل الأول»
First Man
فى عرضه الأول عالميا للمخرج الأمريكى الشاب الصاعد بقوة، داميان
شازيل (33 عاما) الذى حصد فيلمه الثانى «لا لا لاند» الذى افتتح
مهرجان فينيسيا قبل عامين. وحصد 6 جوائز أوسكار من أصل 14 ترشيحا،
و7 جوائز جولدن جلوب، و5 جوائز بافتا.
الإعلان عن افتتاح الفيلم للمهرجان جاء متزامنا مع
الذكرى الـ49 لهبوط مركبة الفضاء أبولو 11 على سطح القمر، وهى
الملحمة العلمية الكبرى التى يتناولها الفيلم، وتحدد عرض
First Man
فى يوم الأربعاء 29 أغسطس المقبل بقاعة العرض السينمائى الكبرى فى
قصر المهرجان.
وصرح رئيس المهرجان ألبرتو باربيرا بـ«استضافة
العرض الأول عالميا لفيلم داميان شازيل الجديد المنتظر هى شرف كبير
للمهرجان، فالفيلم يعبر عن تجربة شخصية مذهلة أصيلة وتختلف عن
الأفلام الملحمية التى تُقدم فى الوقت الحاضر، كما يؤكد على
الموهبة الكبيرة لواحد من أهم المخرجين الأمريكيين المعاصرين. نشكر
يونيفرسال بيكتشرز على اختيارها لمهرجان فينيسيا السينمائى ليكون
منصة العرض الأول عالميا للفيلم».
وعقب مخرج الفيلم داميان شازيل قائلا «تشرفنى دعوة
مهرجان فينيسيا وأنا متشوق للعودة بفيلمى الجديد، لقد تحركت بداخلى
الكثير من المشاعر بشكل خاص عند مشاركة هذه الاحداث فى ذكرى الهبوط
على القمر، أنا متحمس بشدة لعرض فيلمى فى المهرجان».
يروى الفيلم القصة المشوقة للبعثة التى أرسلتها
وكالة ناسا إلى القمر محققة أول هبوط بشرى هناك، ويركز الفيلم على
قصة رائد الفضاء نيل أرمسترونج خلال الفترة ما بين عامى 1961
و1969. ويتعمق العمل لكشف التضحيات والثمن الذى دفعه أرمسترونج
والشعب الأمريكى نظير أخطر مهمة فى التاريخ البشرى.
الفيلم مبنى على الكتاب الذى يحمل نفس الاسم للكاتب
جايمس آر هانسن، بينما أخذ السيناريست الحائز على الأوسكار جوش
سينجر على عاتقه مهمة تحويله إلى سيناريو سينمائى.
ويتعاون داميان شازيل للمرة الثانية مع رايان
جوسلينج الذى يؤدى دور ارمسترونج، بعد النجاح الساحق الذى حققه
لالا لاند، وشارك جوسلينج البطولة كلٌ من جايسون كلارك وكلير فوى
التى تلعب دور زوجة أرمسترونج جانيت، فى حين أن كورى ستول ومايك
كولينز يلعبان زملاءه رواد الفضاء فى الرحلة.
الفيلم الأمريكى الثانى هو «أنشودة بستر سكرودجز»
للأخوين إيثان وجويل كوين وبطولة جيمس فرانكو ويليام نيسون وزوى
كازان، وهو فيلمهما الروائى الطويل الثالث والعشرون، وينتمى الفيلم
لنوعية الويسترن وهو ليس مجرد عمل عن الغرب الأمريكى، ولكنه أيضا
عمل عن أمريكا المعاصرة.
ومن الأفلام الأمريكية فى المسابقة هناك أيضا «عند
البوابة الأبدية» للمخرج جوليان شنابيل، وسيناريو الكاتب الفرنسى
جان كلود كاريير، وعنوان الفيلم هو اسم لوحة فان جوخ الشهيرة التى
رسمها عام 1898، ويقوم بدور فان جوخ فى الفيلم وليم دافو أمام
أوسكار إيزاك فى دور الرسام جوجان، والفيلم من الإنتاج المشترك مع
فرنسا، أما الفيلمان الباقيان من الولايات المتحدة فهما «الجبل»
لريك ألفريسون، و«فوكس لوكس» لبرادى كوربت.
ويعود إلى مسابقة المهرجان المخرج البريطانى مايك
لى احد اهم مخرجى الواقعية اللاذعة والحاصل على جائزة «الأسد
الذهبى» فى فينيسيا عن فيلمه «فيرا دريك» فى 2004، حيث يقدم فيلم
«بيترلو» الذى يدور حول تلك المذبحة الرهيبة التى ارتكبتها الحكومة
البريطانية وشرطتها فى التاسع عشر من أغسطس عام 1819، وذلك فى ساحة
القديس بطرس أو بيتر فى مانشستر، حيث هجم الفرسان المدججون بالسلاح
على جمهور يتراوح عدده من ستين إلى ثمانين ألف شخص، كانوا قد
اجتمعوا فى تلك المنطقة للمطالبة بإصلاح التمثيل النيابى وإصلاحات
أخرى سياسية.
وبسبب هذا الهجوم البربرى والهرج والمرج والتدافع
الذى تسبب فيه، قتل ما بين خمسة عشر إلى ثمانية عشر فردا وجرح ما
بين 400 إلى 700 فرد معظمهم من النساء والأطفال، وقد سميت المذبحة
باسم مذبحة بيترلو على غرار معركة ووترلو التى وقعت قبلها بأربع
سنوات.
وقد أعلن مايك لى أن فريق عمله فى الفيلم لم يختلف
كثيرا عن نفس طاقم العمل الذى يعمل معه فى أفلامه منذ سنوات، وعلى
رأسهم المصور السينمائى الشهير «ديك بوب»، الذى ترشح حديثا لجائزتى
البافتا والأوسكار عن آخر أفلام مايك لى، «السيد تيرنر»، الذى ترشح
لأربع جوائز أوسكار وأربع جوائز بافتا، وحقق نجاحا جماهيريا هائلا
فى بريطانيا.
وقال مايك لى «لم يصنع فيلم من قبل عن مذبحة
بيترلو، وبصرف النظر عن الأهمية السياسية لهذا الحدث التاريخى على
الصعيد العالمى، إلا أن القصة لها عندى صدى شديد الخصوصية، نظرا
لأننى من مواليد مانشستر وسالفورد، وأنتمى لتلك البقعة».
ومن أفلام المخرجين الكبار على شاشة فينيسيا فيلم
«روما»
Roma
للمخرج ألفونسو كوارون وفيه يعود المخرج المكسيكى إلى بلده ليصور
دراما عائلية بمتاعبها تدور فى أوائل السبعينيات من القرن الماضى
فى مدينة مكسيكو، وبالإضافة إلى إخراج الفيلم كتب كوارون السيناريو
واشترك فى إنتاج الفيلم وتصويره ومونتاجه.
ويعرض بالمسابقة فيلم مكسيكى آخر، هو «عصرنا»
للمخرج كارلوس ريجاداس المعروف باهتمامه الخاص بالإبحار داخل
شخصيات أفلامه ومحاولة سبر أغوارها خلال بحثها الشاق عن معنى
لوجودها على الصعيد الروحانى.
وينافس المخرج اليونانى يوجوس لانتيموس بفيلمه
الجديد «المفضلة» بطولة إيما ستون وراشيل ويز وأوليفيا كولمنويروى
قصة تدور فى القرن الثامن عشر حول الملكة آن ووصيفتها أبيجيل
والمرأة التى ــ حسب الفيلم ــ أمسكت فعليا إدارة بريطانيا فى وقت
عصيب سارا تشرشل.
وتدخل السباق المخرجة الاسترالية جينيفر كنت
بفيلمها «العندليب» وينتمى لأفلام الرعب وبطولة تيلدا سوينتون
وداكوتا جونسون وميا غوث.
ويحضر المخرج البريطانى الكبير بول جرينجراس بفيلمه
«22 يوليو» وهو يصور وقائع ما جرى فى ذلك اليوم الدامى من عام
2011، حينما أطلق شاب يمينى متطرف النار على معسكر صيفى على شاطئ
البحر فى النرويج، فقتل 77 طالبا وطالبة من شباب حزب العمال
اليسارى.
ويعرض المهرجان فيلم المخرج المجرى الشاب لازلو
نيمتش «الغروب» الذى يدور فى بودابست أوائل القرن العشرين، بعد
النجاح الكبير الذى حققه فيلمه الأول «ابن شاؤول» فى مهرجان كان
قبل ثلاث سنوات، كما يشارك المخرج الألمانى فلوريان هينكل، مخرج
فيلم «حياة الآخرين»، بفيلم «أوبرا سينزا أوتور».
ويعرض خارج المسابقة فيلم «مولد نجمة» أول الأفلام
التى يخرجها الممثل الأمريكى برادلى كوبر، وتدور أحداث الفيلم حول
جاكسون وهو موسيقار محنك الذى يقع فى حب إلى، التى تبدأ حياتها
المهنية
وفى المسابقة الرسمية أيضا ثلاثة أفلام من فرنسا هى
«حيوات مزدوجة» لأوليفييه أسايس، وبطولة جولييت بينوش وجيلوم كانيت
ونورا حمزاوى، و«أخوة الشقيقات» لجاك أوديار، ومن بطولة جواكيم
فينيكس وجاك جلينهال وريز أحمد ومن نوع الويسترن الكوميدى،
و«الأشقاء إينميز» للمخرج ديفيد أولدوفين.
وهناك الفيلم الايطالى
SUSPIRIA
اخراج لوكا جودانيون بطولة داكوتا جونسون وتيلدا سوينتون، وهناك
فيلم مشترك مع إيطاليا وفرنسا بعنوان «ماذا ستفعل عندما يشتعل
العالم»، وينافس فيلم «البلبل» للاسترالية جينيفر كينت. |