كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مفاجآت سارة من الوافدين الجدد في الأسبوع الأول من «كان»

غودار يمزّق «صورة» الربيع العربي

عثمان تزغارت

كان السينمائي الدولي

الدورة الحادية والسبعون

   
 
 
 
 

كانأخيراً، تبين - بما لا يترك مجالاً للشك - بأنّ لـ «الربيع العربي» منافع وأفضالاً على البشرية! من أتون الخراب الذي عمّ البلاد العربية، خلال السنوات السبع العجاف الماضية، خرج «شيخ» السينما، جان لوك غودار، بتحفة بصرية تحمل عنوان «كتاب الصورة»، فضح فيها زيف هذا «الربيع» ومفارقات ثواره المزعومين الذين يصفهم بـ «عشاق الوطن الذين كانوا يتطلعون للموت من أجله، ثم اكتشفوا أن قتله أسهل»!

اختار غودار لتأملاته في مفارقات وخيبات «الربيع العربي»، قصة رمزية تدور أحداثها في إمارة خليجية خيالية أطلق عليها اسم «إمارة دوفة» (في تلميح مبطن الى «الدوحة»): إمارة صغيرة الحجم يحلم رئيس وزرائها، الأمير بن خدّام، بأن يجعل منها زعيمة «مملكة العرب السعيدة». وحين يفشل في بلوغ مآربه، لقلة موارد «الدوفة» ومحدودية تأثيرها، يلجأ الى تدبير ثورة زائفة لزعزعة الأوضاع القائمة

لكن الثورة المزعومة لا تلبث أن تتحول الى اقتتال أهلي يهدم المعبد على جميع من فيه، بمن فيهم بن خدام وزبانيته. وكل ذلك يجري، بالطبع، تحت العين الراعية لـ «المجرم الأبيض الكبير الذي لم يكن للمجرمين الصغار أن يرتكبوا فظائعهم من دون مباركته». 

قد يبدو من الغريب أن نقدّم للقارئ هنا ملخصاً لـ «كتاب الصورة»، أو لأي فيلم آخر من أعمال غودار في الفترة ما بعد أيار (مايو) 1968. صاحب «في مديح الحب» ظل وفياً، منذ أن تخلى عن السينما التقليدية، لحساب ما أسماه «السينما المفكرة»، من خلال ذلك المفهوم المجدّد الذي سخر فيه من مقولة لسبيلبرغ، قائلاً: «الفيلم السينمائي يجب أي يبقى بالفعل عملاً سردياً يتضمن مقدمة وحبكة وخاتمة، لكن ليس حتماً وفق هذا الترتيب»! 

لذا، جاءت قصة «إمارة دوفة» وثوراتها الزائفة أشبه بجملة اعتراضية مقتضبة في نص ذي بنية متشظية. إذ سبقتها خمسة مقاطع تمهيدية «أشبه بأصابع اليد التي نحتاج أن نكتشفها واحدة تلو الأخرى، قبل أن نرى الكف بأكملها». هذه البنية المركبة، التي اتخذت شكل تأملات بالغة التعقيد والعنف (الفكري والبصري) في تيمات الثورة والحرب، جعلت الفيلم أقرب الى «البيرفورمانس» الفني منه إلى العمل السينمائي التقليدي. بخاصة أن صاحب «بيارو المجنون» لم يصور أي مشهد لعمله الجديد هذا، مكتفياً بـ «التفكير بيديه» من خلال المونتاج، كما قال في النقاش الشيق الذي فتحه عبر «فايستايم»، من عزلته السويسرية، مع النقاد والصحافيين الحاضرين في «كان». 

بتخليه عن التصوير السينمائي لحساب المونتاج، اشتغل غودار على صنف غير مسبوق من الكولاج الفني لصور ومشاهد مستقاة من عدد لا يحصى من الأعمال السينمائية (الروائية والتوثيقية)، من مختلف الحقب والجنسيات والتوجهات الفنية. مما سمح له بأن يسائل تاريخ الفن السابع، من خلال استشهادات متقاطعة استقاها من عوالم سينمائية وأفلام متباعدة، من «آخر الرجال» (فيردريتش فيهلم ميرنو – 1924) إلى «سقوط الصقر الأسود» (ريدلي سكوت – 2001، مروراً بـ «المرأة صاحبة الغراب» (فرانك بورزاج – 1929)، و«إيفان الرهيب» (سيرغاي أيزنشتاين – 1945)، و«ألمانيا العام صفر» (روبيرتو روسلليني – 1948)، و«دم الوحش» (جورج فرانجو- 1948)، و«جوني غيثار» (نيكولاس راي – 1954)، و«عرق بارد» (ألفريد هيتشكوك – 1958)، و«أنياب البحر» (ستيفن سبيلبرغ – 1975). 

وقد كانت للسينما العربية، بالطبع، حصة الأسد في هذه الاستعارات الغودارية، من خلال «جميلة» و«باب الحديد» ليوسف شاهين، و«أطفال الحرب» لجوسلين صعب، «تمبكتو» لعبد الرحمن سيساكو، و«طوق الحمامة المفقود» لناصر خمير، فضلاً عن نصوص لإدوارد سعيد وألبير قصيري وتوفيق زياد. نصوص قاطَعَ صاحب «موسيقانا» بينها وبين مقتطفات أدبية أخرى لشكسبير وبلزاك ومونتيسكو وبيكيت ورامبو وفولكنر. وقد احتل الفن التشكيلي بدوره مكانة مركزية في هذا الكولاج الغوداري، من خلال لوحات ذات مرجعية متعددة، من ليوناردو دافنشي الى بيكاسو، مروراً بجياكوميتي.

شكّل «كتاب الصورة» والنقاش الذي تلاه بين غودار والصحافيين، في مؤتمر ارتجله «العراب»، عبر «فايستام» من جنيف، المحطة الأبرز في فعاليات النصف الأول من «كان» الـ 71، إذ نجحت هذه التحفة الغودارية في إيقاظ الكروازيت من سباتها، بعد أسبوع باهت لم تُثر عروضه أي جدل أو معارك من ذلك الصنف الذي يبقى ماثلاً في ذاكرة عشاق الفن السابع

لكن غودار، كالعادة، لم يحقق الإجماع. فقد استعصت على فهم بعضهم تهويماته التأملية وعوالمه الفنية المبهمة. ووصل الأمر بصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية إلى حد القول بسخرية ستروق بالتأكيد لرائد «الموجة الجديدة»: «بعد خمسين سنة من انتفاضة مايو 1968، ها هو غودار يعود مجدداً ليخرّب مهرجان كان»! وذلك في إشارة الى الواقعة الشهيرة التي تشبث غودار خلالها بستارة قاعة لوميير لمنع إقامة العروض، ضمن حراك أدى إلى إلغاء المهرجان آنذاك، تضامناً مع انتفاضة الطلبة الباريسية

لكن عروض هذا الأسبوع الأول من «كان» الـ 71، لم تخل من المفاجآت السارة. مفاجآت حملتها خمسة أفلام لوافدين جدد على الكروازيت أو لعائدين بعد غياب (أو تغييب قسري)، وهي: «حرب باردة» للبولندي باول باولوفسكي، و«يوم الدين» للمصري أبو بكر شوقي، و«بنات الشمس» لإيفا أوسون، و«صيف» للروسي لكيريل سيريبرينيكوف، و«ثلاثة أوجه» للإيراني جعفر بناهي. أما من بين الأسماء المكرسة، فإن الوحيد الذي لم يخيب الآمال، فهو الصيني جيا زونغ كي، الذي خطف الأضواء برائعته الجديدة «الرماد هو البياض الأكثر نصاعة»، في حين كانت السقطات الأكثر دوياً في هذه الدورة من نصيب الإيراني أصغر فرهدي (الجميع يعلم) والفرنسي كريستوف أونوري (أن تعجب وتحب وتركض بسرعة).

الى ذلك، كانت السمة الرئيسيّة التي طبعت الأسبوع الأول من هذه الدورة نفس نسائي غير مسبوق على الكروازيت. لجنة تحكيم المسابقة الرسمية ضمت ـــ للمرة الأولى في تاريخ المهرجان ـــ غالبية من النساء تتصدرهن رئيسة اللجنة، النجمة الأسترالية كيت بلانشيت. في المقابل، يشهد سباق «السعفة الذهبية» عدداً قياسياً من المشاركات النسوية، من خلال ثلاثة أفلام، ومنها «كفرنحوم» للبنانية نادين لبكي (سيعرض مساء الخميس 17 أيار/ مايو)، وستكون بذلك أول مخرجة عربية تنافس على «السعفة الذهبية».

نفس نسائي غير مسبوق طغى على الكروازيت

إلى جانب هذه المشاركات النسوية، أطلق المهرجان حملة كبيرة لمناهضة التحرش ضد النساء في الأوساط السينمائية. وضمن هذه الحملة، أُصدرت بطاقة رمزية تشبه تذاكر الدعوة الى حفلات المهرجان، التي عادة ما يكون مكتوباً عليها: «إن ارتداء بذلة لائقة أمر إجباري». وتنويعاً على تلك العبارة، كُتب على هذه البطاقة: «إن التصرف بشكل لائق أمر إجباري». ورافق ذلك هاشتاغ #nerienlaisserpasser باللغة الفرنسية، بمعنى أن «أي تحرش أو تصرف غير لائق لن يمر من دون عقاب».

هذه اللمسات النسائية تُوّجت بتظاهرة خاصة شاركت فيها 82 امرأة من مختلف الجنسيات يعملن في مجال السينما، تتقدمهن المخرجة أنييس فاردا، ورئيسة لجنة التحكيم كيت بلانشيت، والنجمات جين فوندا وكلوديا كارديناللي وسلمى حايك وماريون كوتيار. وقد احتلت هؤلاء النساء السينمائيات البساط الأحمر، مساء أول من أمس السبت، في استعراض نسائي خالص سبق عرض فيلم «بنات الشمس» للمخرجة الفرنسية الناشئة إيفا أوسون. وهو فيلم آسر اتسم بالكثير من الشاعرية، على خلفية قصة ذات منحى نسائي تثمن تضحيات المقاتلات الكرديات في الحرب ضد داعش في سوريا

ولم يكن من المصادفة أنّ عدد النساء السينمائيات اللواتي شاركن في هذه التظاهرة هو 82 امرأة، إذ إن لهذا العدد دلالة رمزية احتجاجاً على العدد الضئيل من النساء اللواتي دخلت أعمالهن سباق «السعفة الذهبية»، طوال سبعة عقود من عمر المهرجان، والبالغ عددهن 82 مخرجة فقط!

الأخبار اللبنانية في

14.05.2018

 
 

من إخراج شوقي أبوبكر.. «يوم الدين» يذهب إلى فسحة الأمل!

كان - عبدالستار ناجي

رغم صعوبة الظروف. والمرض. والعزلة. والبيروقراطية وكم اخر من المعطيات التي تحيط بالشخصية الرئيسية للفيلم المصري يوم الدين للمخرج الشاب شوقي ابوبكر الا انه يذهب الى فسحة الامل

منذ اللحظة الاولى والمشهد الاول ياخذنا المخرج شوقي ابو بكر الى حيث المستعمرة وسط اطنان القمامة والانقاض التي تدفع بها الشاحنات الي ذلك الموقع حيث نشاهد بشاي راضي جمال المصاب بالجذام والذين يعتاش على بعض المخلفات التي يمكن استصلاحها او بيعها ليعيش مع زوجته التي تحتضر في مستشفى المجانين ويحظى باحترام الجميع الذين يعيشون في مستعمرة مرضى الجذام. والى جوارهم ملجأ خاص بالايتام حيث يرتبط بعلاقة انسانية عامرة بالود مع طفل نوبي اوباما احمد عبدالحافظ نقل الى القاهرة من احدى قرى الجنوب بعد زلزال اصاب الملجأ حيث كان يقيم

وبعد وفاة زوجة بشاي. يقرر بالتعاون مع الطفل بالبحث عن اسرته في قنا لتبدأ رحلة مشبعة بالمصاعب والالم على طريقة افلام الطريق يتعرف خلالها على كثير من الشخصيات ويتعرض لكم من المواقف والمصاعب والازمات التى يظل يتجاوزها من اجل تحقيق حلمه بالوصول الى اسرته بعد ان كنا قد عرفنا بان والده كان قد تركه على باب المستعمرة وهو طفل قبل اربعين عاما. الرحلة تبدأ بواسطة عربة يجرها حمار. وسرعان من تتهالك العربة وتتوقف عن السير. ولاحقا يتم الاعتماد على الحمار وبدوره يموت من الاعياء والاجهاد والتعب.. ليواصل بشاي مع الطفل اوباما الرحلة عبر مسيرة تسير بخط متواز مع نهر النيل لبلوغ الحلم بالوصول الى الاسرة

وفي المحطة قبل الاخيرة يتعرف بشاي على عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يمتهنون الشحاذة الذين يقدمون له المساعدة. حيث يذهبون معه والطفل اوباما الى الملجأ الذي كان به اصلا والتعرف على اسمه الحقيقي والتأكيد على ان والديه توفيا بحادث وتم وضعه في الملجأ ومن هناك نقل الى القاهرة في احد الملاجئ قرب الجبل حيث مستعمرة مرضى الجذام ومكب النفايات

وتمضي الرحلة حيث يساعده ذوو الاحتياجات الخاصة للوصول الى قنا ولقاء شقيقه وايضا والده المصاب بجلطة بالدماغ والذي يعتذر منه على غلطته لانه اعتقد بانه توفي من المرض ويمضي بشاي واوباما ليلة مع الاسرة على العشاء. الا ان بشاي يعلن عن قراره بأن حياته وامله سيكون بالعودة مجددا الى المستعمرة حيث عاش ونشأ وترعرع.. وحيث فسحة الامل

ويأتي المشهد الختامى المشبع بالامل والتفاؤل. فرغم المرض ورغم كل المعوقات السلبية والظروف الصعبة والعيش وسط القمامة والانقاض واليتم والعزلة الا ان هناك دائما صحبة وعشرة تمنحه الامل. كما هي المقولة ما اضيق العيش لولا فسحة الامل.

فيلم شفاف مكتوب بعناية يرصد حكاية احد مرضى الجذام الذي كان قد تعرف عليه حينما كان يصور فيلمه الوثائقي السابق المستعمرة الخاص باكبر مكب للقمامة في مصر وهناك تعرف على راضي الذي منحه في الفيلم اسم بشاي الذي يسير معه في رحلته وايضا قرارة.

وخلال الرحلة نتعرف على كم الحكايات ومنها دخولة السجن وهربة مع احد المتهمين من الاخوان المسلمين، بالاضافة الى مشهد دخولة المسجد واضطراره الى الصلاة في المسجد وهو المسيحي وكم اخري من المواقف والحكايات التى تقدم لنا موزاييك المجتمع المصري بكثير من الجزئيات التى تشكل الظروف التى تمر بها جملة من الشرائح الانسانية المسحوقة في المجتمع المصري

نص مكتوب بدقة وسهولة وعفوية بالغة رغم ان العمل اصلا كتب لشخصية امرأة الا ان شوقي ابوبكر قام بتغيير النص لان المرأة التي كان قد كتب من خلالها القصة كانت مريضة جدا ولا تستطيع القيام بالتصوير وعندها بدا بالبحث عن البديل فكان راضي الذى جسد شخصية بشاي اول من وافق وتفاعل مع الشخصية ووافق على تجسيدها

الاداء في الفيلم يمتاز بالعفوية والبساطة. بلا تكلف وبلا الدخول في تفاصيل الاداء الاحترافي لذا كان اداء وفيلم هو اقرب الى الوثيقة في اطار درامي ذكي وعميق

في الفيلم لمسات تستحق كثيراً من الدراسة والبحث بالذات الاحترافية العالية في المونتاج واعتقد شخصيا بان المونتاج يمثل احدى مميزات هذا العمل والذي قادته ايرين جرينويل لمنح الفيلم اضافات عالية الجودة واستطاع المونتاج ان يؤمن وجبة فنية عالية بالاضافة الى مدير التصوير فدريكو سيسكا والموسيقى التي صاغها عمر فاضل مع الاستخدام الذكي لاغنية الواله ده في اكثر من موقع ودلالة

ونصل الى بيت القصيد حيث فسحة الامل والى ان يوم الدين هو الموعد الذي يتساوى به الجميع. المرضى والاصحاء. حيث الجميع سواسية امام خالق عظيم. وهو ما ينتظره الجميع. لان زمن العدالة في الحياة الدنيا بات مستحيلا. لذا ينتظر بشاي وصديقته الطفل اليتيم او باما والكثيرون يوم الدين

فيلم يوم الدين لشوقي ابو بكر يعيد السينما المصرية الى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دورته 71. بعد غياب طويل يعود لزمن الراحل الكبير يوسف شاهين وفيلمه المصير في الدورة الخمسين للمهرجان السينمائي الاهم عالميا. ومن بعده فيلم بعد الموقعة ليسري نصر الله 2012

وفور عرض الفيلم في القاعة الكبرى في كان وقفت الصالة لأكثر من عشر دقائق تصفيقا وتفاعلا مع يوم الدين الذي سيكون له كثير من الحصاد خلال مهرجان كان وغيره من المهرجانات على مدي العام الحالي

«بونباس» للأوكراني سيرجي لوزنتسا.. يتهكم!

كان - عبدالستار ناجي

يمثل المخرج الاوكراني سيرجي لوزنتسا واحداً من ابرز صناع السينما في بلاده ويمتاز بحسة السينمائي السخي بالتجديد مع مسحة مقرونة بالتهكم فنيا وسياسيا. وهو في فيلمه بونباس يذهب الى ذات الصيغ الفنية الابداعية التي لطالما اشتغل عليها في تجاربه الفنية الماضية. بعيدا عن النمطية قريبا من الحرفة والسينمائية الخاصة والتى راح يؤكد عليها تجربة بعد اخرى. ونشير هنا الى عدد من ابرز اعماله ومنها المخلوق اللطيف 2017 والرجل الخلوق 2016 وفي الضباب 2012، بالاضافة لعدد من الافلام الوثائقية. وهو في بونباس يذهب الى حالة هي قريبة من التوثيق لكم من الاحداث التي عاشتها اوكرانيا في مرحلة الاحداث والمواجهات الاخيرة من روسيا

طرح جريء من مبدع سينمائي يعشق بلاده ولكنه لا يرتضي بالزيف. فهو يشتغل على كم من المعادلات الفنية ومنها ما ارتكز عليها فيلمه. فحينما يطلق على الحرب سلام وعندما تتحول الدعائية المزيفة لبروبوغادنا الى حقائق وعندما يتحول الالم الى حب عندها فقط تتحول الحياة الى موت. عن ذلك الموت البطيء وتلك الممارسات يقدم لنا سيرجي لوزتنسا فيلمه الذي عرض في افتتاح تظاهرة نظرة ما في مهرجان كان السينمائي. يبدأ الفيلم مع مجموعة من الكومبارس الكهول الذين كانت تتم عملية المكياج لهم لتصوير احد الاعمال الدعائية وسط اجواء الحرب ومن خلال تلك الشخصيات ومجموعة الحكايات التي تحيط بها وتفجر بؤسها وألمها وتعبها وظروفها وكمية المغالطات التي تحيط بها والتى تفسر الاشياء دائما بطريقة مغلوطة ملتوية وكل من يعرض هو فاشستي.

كمية كبيرة من العنف السياسي والاقتصادي اتجاه روسيا وايضا اوكرانيا عبر مشهديات مطولة مع كاميرا ثابتة مع فريق رائع من نجوم السينما والمسرح في اوكرانيا قدموا شخصيات بعمق ومعايشة عالية

شخصيات من الواقع ومن بينها ممثلة يتم الاستعانة به لتجسيد عدد من الشخصيات الدعائية وعمل يتم القبض عليه ويضرب بالشارع واخر سرقت سيارته من قبل الجيش وحينما يعثر عليها ويطالب بها تكون كارثته الكبرى كما هو شأن الكثير من أمثاله وتتواصل الحكايات واغلبها يتم على الحواجز الكثيرة المنتشرة في المناطق الحدوية بين اوكرانيا وروسيا.

وصولا الى المشهد الاخير. حيث ذات المجموعة من الكومبارس يستعدون لمكياج جديد ويدخل عليهم قائد عسكري ويقوم بتصفيتهم جميعا لانهم يعرفون جوانب من الاسرار ويجب التخلص منهم.. وينتهي الفيلم. ولكن الحوار حول الفيلم سيظل قائما ومتواصلا لاننا امام مخرج يقول الكثير عبر اعماله السينمائية المثيرة للجدل.. هكذا هو المخرج الاوكراني المتميز سيرجي لوزنتسا

قبل ان نخلص نتمنى على صناع السينما في العالم العربي التواصل مع هكذا نتاجات سينمائية ثرية بالحقيقة والالم.. والوجع الإنساني نتيجة السياسة وكوارثها.

لارس فون ترير.. يعتذر!

كان - عبدالستار ناجي

اعتذر المخرج الدانماركي لارس فون ترير عن المشاكل التي تسبب بها لادارة مهرجان كان السينمائي قبل اربعة اعوام حينما اعلن خلال المؤتمر الصحافي الخاص بفيلمة السابق في كان «بانه نازي» مما اثار كثيراً من الجدل. وجاء اعتذار لارس فون ترير بمناسبة قبول فيلمه الجديد وان جاء اعتذاره غير مباشر ولكن الصحافة وصفته بالاعتذار الحذر.

ريا أبي راشد تشارك في فيلم Hotel Transylvania 3

كان - عبدالستار ناجي

تشارك الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد في فيلم الأنيميشن المنتظر Hotel Transylvania 3 والذي تم الاعلان عن انطلاقته خلال تواجدهم في مهرجان كان السينمائي وقد عبرت ريا أبى راشد عن سعادتها بالدور الذي تلعبه في الفيلم برفقة عدد كبير من الأصوات العربية والعالمية وذلك على هامش ظهورها في العرض لشخصيات الفيلم على هامش المهرجان كما ان النسخة العربية من الفيلم تحمل اسم رحلة متوحشة.

وتظهر ريا في أحداث الفيلم وهي تتحدث باللغة العربية الفصحى حيث أكدت أن النسخة العربية من الفيلم ستتيح الفرصة للجمهور للاستمتاع بأحداث فيلم النسخة العربية من فيلم Hotel Transylvania 3 ومن المقرر أن تعرض في دور العرض السينمائي في 12 يوليو المقبل.

وتلعب ريا دور إيريكا في أحداث النسخة العربية من الفيلم مؤكدة أنها شخصية كوميدية تملك الكثير من روح الدعابة ودعت ريا الجمهور لمشاهدة النسخة العربية من الفيلم والاستمتاع بالعديد من المفاجآت.

تُعتبر ريّا أول محاورة عربية تدخل كواليس نجوم السينما والموسيقى والفن الغربي، ومن هنا توسعت نشاطاتها بعد حصولها على شهادة ماجستير في الصحافة المرئية في لندن؛ لتشمل إعداد وتقديم برنامج سكووب في سنة 2005 الذي تقوم ريّا فيه بمحاورة نجوم الغرب.

إلى جانب تقديمها برنامج سكووب، تشارك ريا كذلك في تقديم برنامج Arabs Got Talent مع النجم قصي، والذي يُعرض كذلك على قنوات MBC.

تعتبر ريّا برنامج سكووب أهم إنجازاتها كمحاورة خاصة، وهي اليوم الوجه الإعلاني للعديد من الشركات العالمية من ضمنها ماركة ساعات شهيرة وشركة هواتف محمولة معروفة.

إلى جانب تقديم البرامج، فقد شاركت ريا بالأداء الصوتي في النسخ العربية من أفلام أنيميشن شهيرة من بينها The Angry Birds Movie و Smurfs: The Lost Village.

جوني ديب يتعاون مع الصين

كان - عبدالستار ناجي

أعلن هنا في كان ان النجم الاميركي جوني ديب سوف يتعاون مع الصين من اجل عمله السينمائي الجديد مدينة الكذب ومن المتوقع ان يصل الى كان من اجل الاعلان عن الاتفاق الفني الجديد والذي يرسخ الصين كلاعب أساسي في صناعة السينما العالمية.

النهار الكويتية في

14.05.2018

 
 

حضور عربي لافت وهيمنة قضايا النساء.. نجومُ هوليوود يتألقون على بساط مهرجان كان

حسام عاصي

لوس أنجليس – «القدس العربي»: تألقَ نجوم هوليوود على بساط مهرجان كان السينمائي الشهير عندما انطلقَ الثلاثاء الماضي وعلى رأسهم بطلا فيلم الافتتاح «الجميع يعرف» وهما بينولوبي كروز وخافيير بارديم بصحبة مخرجهم الإيراني أصغر فرهادي ولكن منذُ ذلكَ الحين اختفت النجومُ العالميةُ وظهرت وجوهٌ غيرُ مألوفةٍ لروادِ المهرجان لأن معظمَ الأفلامِ التي عُرضت حتى الآن كانت لمخرجينَ جددٍ أو غير مشهورين عالمياً.

من أجلِ الحفاظِ على مكانتِه كأبرز مهرجان في العالم، يحاولُ مهرجانُ كان أن يوازنَ بينَ اختياراتِه التجاريةِ والحضاريةِ وبين الفنيةِ والشعبية. ولكن منعَه هذا العام أفلامَ شركةِ نيتفليكس من الاشتراكِ في المنافسةِ الرسميةِ لرفضِها عرضَ افلامِها في دورِ السينما قبلَ بثِها على شبكتِها الالكترونيةِ وغيابَ المنتجِ صاحبِ فضائحِ التحرشِ الجنسيِ، هارفي واينستين، الذي كان أيضاً يطرحُ افلامَه في المهرجان، حالَ دونَ حضورِ عددٍ كبيرٍ من نجومِ هوليوود.

قضايا النساء

كما كان متوقعا، هيمنت قضايا النساء على فعاليات المهرجان كما حدث في مناسبات سينمائية آنفة كالأوسكار والغولدن غلوب وخاصة بسبب اختيار ثلاثُة أفلامِ نساء فقط للمشاركة في المنافسةِ الرئيسيةِ على السعفةِ الذهبيةِ من أصلِ واحدٍ وعشرين فيلماً، وهي: فيلم اللبنانية نادين لبكي «كفر ناحوم» وفيلما الفرنسيتين، أيفا هاسون «بنات الشمس» وستيفني بيريز «في حرب». ورغمَ محاولةِ المهرجانِ تعوّيضَ شحِ أفلامِ النساءِ باختيارِ لجنةِ تحكيمٍ مكونةٍ من غالبيةٍ نسائيةٍ، وعلى رأسِها النجمةُ الاستراليةُ كيت بلانشيت، الا أنه لم يطفئ نيرانَ الانتقاداتِ ضدَه.

ففي يوم السبت، تظاهرت على البساط الأحمر كل النساء من صناعة الأفلام التي حضرت المهرجان وعلى رأسهن رئيسة لجنة التحكيم الرئيسية النجمة الاسترالية كايت بلانشيت، التي نادت بالمساواة في فرص العمل وفي الاجور مع الرجال. ومن ضمن المتظاهرات أيضاً نساء عربيات مثل المخرجة السعودية هيفاء المنصور والمخرجة الفلسطنيية آن ماري جاسر.

وفي فعاليات «وومين أن موشين»، التي تأسست عام الفين وخمسة عشر على يد شركة كيرينغ، التي يملكها زوج النجمة العالمية سلمى حايك، وهو فرانسواس بينوت، مُنحت المخرجة الأمريكية منحة بمبلغ خمسين ألف دولار لدعم مشروعها المقبل بينما فازت مخرجة فيلم «ووندر وومان» بجائزة المؤسسة باتي جانكينز. وكانت منحت أول جائزة لأيقونة مناصرة حقوق المرأة، جين فوندا، التي حضرت مهرجان العام للمشاركة بالعرض العالمي الأول لفيلمها الوثائقي «جين فوندا في خمسة فصول».

في «جين فوندا في خمسة فصول» تكشف جين فوندا عن اعتمادها على الرجال وشعورها بالنقص تجاههم وتكريس وقتها لارضائهم والامتثال لأوامرهم رغم أنها معروفة كشخصية قوية كانت فعالة في حركة الحقوق المدنية في الستينيات وحركان حقوق النساء وتظاهرت ضد حرب فيتنام وتحدت الحكومة الامريكية في زيارتها الى عاصمة شمال فيتنام آنذك هانوي واجتمعت برئيسها، عدو أمريكا الأكبر، واستنكرت سياسة حكومتها ضد بلده، مما أسفر عن اتهامها بالخيانة والمطالبة بمحاكمتها ولكنها لم تستسلم واستمرت في فعاليتها ضد الحكومة.

كما أنها تفوقت على الرجال، الذين تزوجتهم وهم ثلاثة، في كل المجالات سواء بالفن حيث ترشحت لجائزة الاوسكار ثماني مرات وفازت بها مرتين، فضلاً عن بناء شركة لانتاج فيديوهات رياضة والانخراط في كثير من الفعاليات الخيرية ومكافحة الظلم في العالم وهي واحدة من النجمات الهوليووديات الجريئات التي أيدت النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ولكن رغم أنها لم تحقق تحررها التام من الرجال في حياتها حتى بلغت الستين من العمر وطلقت زوجها الأخير، مؤسس شبكة «سي أن أن»، تيد ترنر. وفي حديث معها في كان، قالت لي أن ذلك كان طبيعيا في جيلها: «أنا ولدت عندما كان يُتوقع من المرأة أن تصغى للرجل وتمتثل لأوامره. وكان أبي (النجم الهوليوودي هنري فوندا) رجلاً قوياً وهذا أثر عليّ. وكنت أشعر أنني لم أكن موجودة بدون رجل بجانبي. حتى بلغت السيتين وأدركت أن المرأة تحقق قوتها من خلال ربط علاقات مع نساء أخريات، فبدل أن أكون تحت سيطرة، بنيت علاقات وطيدة مع نساء وأصبحت أكثر قوة».

فيلم الافتتاح

تباينت آراء النقاد تجاه فيلم فرهادي «الجميع يعرف» إذ وصفه العديد منهم كأضعف فيلم للمخرج الحائز على جائزتي أوسكار، كما لم يلق أداء بطلته بينيلوبي كروز إعجابهم ويبدو أن أداء زوجها خافيير بارديم، الذي يلعب دور حبيب سابق لها، هو عنصر الفيلم الوحيد الذي لقي مدحهم. 

«الجميع يعرف» لا يختلف عن أفلام فرهادي السابقة من ناحية سبر علاقات عائلية ويتسم بنفس براعة الإخراج وأجواء الاثارة والتشويق التي تتميز بها أفلامه السابقة. ففي صلبه اختفاء فتاة أرجنتينية، حضرت مع أمها الاسبانية الى مدريد للمشاركة في حفل زواج خالتها، وخلال البحث عنها ينبش فرهادي في خفايا العلاقات العائلية التي تسفر عن خلافات حادة بين أفرادها.

قصة الفيلم لا تختلف عن قصة فيلم فرهادي السابق «بخصوص إيلي»، الذي يسبر فيه علاقات عائلية بعد أختفاء إيلي وعندما ذكرت فرهادي بذلك في حديث معه بعد عرض الفيلم وافق معي ثم أضاف أن فكرة هذا الفيلم جاءت قبل فيلم أيلي. 

في الواقع فيلم «بخصوص ايلي» وافلامه الايرانية الأخرى، تتفوق على هذا الفيلم بفضل غرسه لها رسائل اجتماعية وانتقادات سياسية مبطنة. بينما «الجميع يعرف» يبدو فيلما تجاريا بحتا وبلا شك سوف يدر أرباحا لفرهادي بدلا من الجوائز القيمة التي حققتها أفلامه السابقة.

الحضور العربي

لأولِ مرة أربعةُ افلامٍ عربيةٍ تُشاركُ في المنافساتِ الرسمية: «يوم الدين» للمصري أبو بكر شوقي و«كفر ناحوم» للبناينة نادين لبكي مرشحان للسعفةِ الذهبيةِ في المنافسةِ الرئيسية بينما «قماشتي المفضلة» للسورية غايا جيجي و«صوفيا» للمغربية مريم بن مبارك يشاركان في قسمِ نظرةٍ ما. كما يشارك فيلمٌ خامسٌ وهو «ولدي» للتونسي محمد بن عطية .

«يومُ الدين» قُوبِلَ بالتصفيقِ الحارِ بعدَ عرضِه في اليومِ الثاني من المهرجان . ويدورُ حولَ رجلٍ قبطي مريضٍ بالجذام يدعى بشاي، تركَه والدُه في مستعمرةٍ المرضى في طفولتِه للمعالجة ولم يرجع لاخراجِه، وبعد وفاةِ زوجتِه ينطلق في رحلةٍ عبرَ الاراضيِ المصرية بصحبةِ طفلٍ يتيمٍ بحثا عن عائلتِه.

ويتسم الفيلم بأداءات راقية من قبل كل ممثليه وخاصة بطله راضي جمال وهو ليس ممثلا محترفا وما زال يعيش في مستعمرة مرضى الجذام. ويقول شوقي أنه قضى أربعة أشهر في تدريب جمال على التمثيل وتعويده على الكاميرات قبل البدء بالتصوير، وفضّله على الممثلين المحترفين لأنه أراد أن يعرض الواقع على حقيقته وبصورة اصلية. 

شوقي استهلم قصة فيلمه عندما كان يصنع فيلماً وثائقياً قصيراً عن مستعمرة الجذام قبل خمس أعوام ولكنه يؤكد أن غايته من صنع الفيلم ليست تسليط الضوء على مرض الجذام وأنما على تهميش المجتمع ونبذه لمرضاه المشوهين شكليا. فرسالة الفيلم هي قبول الآخر المختلف ومساندته. «أنا دائما معجب بهؤلاء الناس المهمشين في المجتمعات،» يقول شوقي.

وفي قسم اسبوعي المخرجين، تم عرض فيلم «ولدي» للمخرج التونسي محمد بن عطية وهو فيلمه الثاني بعد «نحبك هادي»، الذي عرضه لاول مرة قبل عامين في مهرجان برلين حيث فاز بجائزة أفضل فيلم وجائزة الدب الفضي لأفضل ممثل.

و«لدي» يحكي قصةَ عاملِ ميناءٍ متقاعٍد، يدعى راضي، يكرسُ حياتَه لرعايةِ ابنِه الذي على وشكِ التخرجِ من المدرسةِ الثانوية ويعاني من صداعٍ مزمن. وتنقلبُ حياةُ راضي رأسا على عقب عندما يختفي ابنُه وعندما يكتشفُ أنه التحق بالجهاديين، فيسافرُ الى سوريا للبحثِ عنه.

المثير في الفيلم هو ان عطية ركز على الأزمة النفسية التي وقع فيها الاب بدون أن يسبر الاسباب التي دفعت ابنه لتركه والالتحاق بالجهاديين. كما أن الامر يحدث بشكل مفاجئ اذ أننا لا نشاهد الابن يمارس الدين أو حتى يصلي، بل كان يذهب الى نوادي الرقص مع زملائه ويعيش حياة مراهق عادية. وفي حديث مع لي مع عطية أوضح أن هناك عدة اسباب تدفع الشباب الى الالتحاق بجماعات جهادية ولم يكن هدفه في الفيلم تسليط الضوء عليها بل أراد أن يركز على الأزمة النفسية التي كان يمر بها الأب.

وفعلا هذا ما فعله في فيلم «نحبك هادي» اذ انه ركز على ازمة بطل الفيلم النفسية، بدون التطرق لقيود العادات والتقاليد الاجتماعية الخانقة التي اسفرت عنها. «أنا معني بالفرد وأزماته الشخصية وليس بأزمات المجتمع. وهذا موضوع عالمي لأن أي شخص، بغض النظر عن بلده ومجتمعه، يعيش مثل هذه الازمات ويطمح للسعادة».

قضايا المُهَمشينَ في المجتمعات والمتمردينَ عليها، كانت أيضا محورَ أفلامٍ أخرى، عربية وأجنبية. فيلمُ الكينية وانوري كاهيو «رفيكي» يتناولُ تَعرضَ فتاتينِ مثليتينِ للضربِ المبرح من قبلِ الغريبِ والقريبِ عندما تنكشفُ علاقتِهن الرومانسيةِ. بينما يمزج المخرجُ السويدي-الايراني علي عباسي الفوكلور الخيالي مع الواقع المعاصر في فيلمِ «غران» ليطرح قصةَ امرأةٍ غريبةِ الشكلِ والأطوارِ تكتشفُ السعادةَ لأولِ مرةٍ عندما تلتقيَ بشخصٍ مشابِهٍ لها. وفي فيلمِ السوريةِ غايا جيجي، «قماشتي المفضلة»، تتمردُ بطلتُه على عائلتِها وتنخرطُ في عالمِ الدعارةِ بعد أن يستبدلُها عريسُها الموعودُ لها باختِها.

عرض المهرجانُ ما يقارب نصفَ الأفلامِ المتنافسةِ في أقسامِه المختلفةِ ولكن لم يلمع أيٌ منها حتى الآن، سواء من خلالِ إثارةِ الجدلِ أو إبهارِ النقادِ وروادِ المهرجان، الذين يترقبون عروضَ افلامِ الاسبوعِ المقبل آملينَ أن يجدوا تحفةَ المهرجانِ التي حضروا من أجل اكتشافِها.

####

عرض في مهرجان كان السينمائي:

«قماشتي المفضلة» للسورية غايا جيجي… بحث متعثر عن حرية نسوية متخيلة

كان ـ «القدس العربي» من نسرين سيد أحمد

في فيلمها «قماشتي المفضلة»، المشارك في مسابقة «نظرة ما»، ثاني أهم مسابقات مهرجان كان السينمائي (8 إلى 19 مايو/أيار الجاري)، تقدم المخرجة السورية غايا جيجي رحلة بحث شابة سورية عن الحرية، رحلة لفهم أعمق للذات، بينما تتجه البلاد صوب الحرب. هي رحلة يتجه فيها الخاص والعام صوب تغيرات جذرية. 

تبدأ أحداث الفيلم في دمشق في مارس/آذار 2011 حيث يبث المذياع أنباء احتجاجات في درعا، بينما تنطلق سيارة الأجرة التي تستقلها الشابة العشرينية نهلة (الممثلة اللبنانية الفرنسية منــــال عيسى) في شوارع دمشق. تجلس نهلة في المقعد القريب من نافذة السيارة وترفض إغلاقه رغم احتجاجات الركاب لأن الهواء المنبعث من النافذة يشعرهم بالبرد. يتضح لنا إذن منذ المشهد الأول إن نهلة فتاة تسعى لتنسم الحرية والهواء الطلق رغم احتجاجات الجميع.

تلعب الأقمشة وملمسها وألوانها واحتواؤها لجسد المرأة دورا كبيرا في حياة نهلة، فهي تعمل في متجر للثياب في دمشق، ترتب الملابس وترقب ملاءمتها لأجساد المبتاعات للملابس، كما أنها تدخر من راتبها لتشتري ثيابا يزدان بها قوامها وتفتن بها زوجها عندما تتزوج. نهلة من أسرة مسيحية فقدت الأب منذ أعوام طويلة، وتعود كل يوم لمنزلها لتجد أمها تنكب على آلة التفصيل وسط الأقمشة لتحيك أثوابا استعدادا لزواج بناتها الثلاث. ولكن القماش أيضا بالنسبة لنهلة هو جسدها وبشرتها وملمسها هي. الثياب والأقمشة بالنسبة لها هما ما يحتويان أنوثتها ويبرزان جمال جسدها.

تسعى غايا جيجي لإنجاز فيلم يجمع في لحمته الخاص والعام، ويجمع رحلة بحث نهلة عن حريتها الشخصية، مع بحث سوريا عن حريتها، كما أنها تسعى لإنجاز فيلم عن المرأة ورغباتها، فيلم تعلن فيه أن للمرأة جسدا، وأن لهذا الجسد رغبات، ولكن خيوط الفيلم تأتي مفككة مبعثرة في كثير من الأحيان ونجد السيناريو، الذي كتبته أيضا جيجي، يسقط في متاهات مختلفة تفقده الكثير من الزخم.

تحيا نهلة وسط ما تراه حياة خانقة في شقة صغيرة تمقتها الأم، كما يمقتها البنات، وتضم أسرة نهلة أنماطا مختلفة من النساء: الأم المسيحية التقليدية المتدينة، التي ترملت منذ سنوات، وتبحث عن أزواج مناسبين للبنات حتى يخف الحمل. مريام (ماريا تنوري)، الابنة الثانية للأسرة، هادئة صامتة لا تسعى إلى تغيير، وذات وجه وادع يفضله الرجال. أما لين (نتالي عيسى)، فهي الشقيقة الصغرى ذات الشعر القصير، ذات الحيوية الصبيانية والتمرد.

وبينما يحلم المتظاهرون في البلاد بالحرية، وتزداد الحواجز في شوارع دمشق، تحلم الأم بخلاص يأتي في صورة صهر يقيم في الخارج، في الولايات المتحدة تحديدا، ليحمل ابنتها صوب بلاد الإحلام، ويحمل لباقي الأسرة حلم الهجرة للخارج. وسط هذه الأحلام، تعيش نهلة كل ليلة حلمها الخاص، فحين تغفو تحلم بذلك الشاب فائق الحسن الذي يفتن بها ويفتن بجسدها وقوامها الساحر. أحلام نهلة الليلية يختلط فيها الشبقي بالحسي مع الرومانسية الحالمة، أحلام تدرك تماما أنها صعبة التحقق على أرض الواقع. ولكن وسط هذه الأحلام يبدو أن الحلم الأيسر تحققا هو حلم زيجة إحدى البنات، حيث يأتي سمير (سعد لوستان)، الثلاثيني المقيم في الولايات المتحدة، ليطلب يد نهلة للزواج، ولكنه بعد لقائه الأول مع الأسرة، وبعد ما يلحظه من تمرد نهلة ومن نفورها وتعاليها، يغير رأيه ويقرر الزواج من اختها الأصغر الهادئة الوادعة.

وسط هذه الأجواء الأسرية المشحونة والأجواء الوطنية المتوترة، يصل إلى المبنى السكني الذي تقيم فيه أسرة نهلة ساكن جديد: إنها مدام جيجي (علا طبري)، التي تدير مسكنها سرا كدار للهوى. بعد لقاء عابر لاستعارة غرض منزلي، يثير بيت مدام جيجي وما يدور في غرفه في نهلة الكثير من الفضول، ويحرك لديها الكثير من الأحلام والرغبات الكامنة. لكن خطوط السرد في الفيلم تنفصم أواصرها وتتفكك وتترهل سردية الفيلم بفعل كل الخطوط التي لا تتناغم والتي تخفق مخرجتها في جمعها. ما يبدأ كمحاولة لدخول عالم فتاة واحدة هي نهلة والتعبير من خلالها عن توق الفتيات للحرية وعن اعتراف المجتمع بأن لهن رغباتهن وأحلامهن.

القدس العربي اللندنية في

14.05.2018

 
 

«دونباس» للأوكراني سيرجي لوزنتسا.. افتتح «نظرة ما» بتهكم!

كان ـ «سينماتوغراف»: عبدالستار ناجي

يمثل المخرج الأوكراني سيرجي لوزنتسا واحداً من أبرز صناع السينما في بلاده، ويمتاز بحسة السينمائي السخي بالتجديد مع مسحة مقرونة بالتهكم فنياً وسياسياً. وهو في فيلمه (دونباس) يذهب إلى ذات الصيغ الفنية الإبداعية التي لطالما اشتغل عليها في تجاربه الفنية الماضية. بعيداً عن النمطية قريباً من الحرفة والسينمائية الخاصة والتى راح يؤكد عليها تجربة بعد اخرى. ونشير هنا إالى عدد من أبرز أعماله ومنها المخلوق اللطيف 2017، والرجل الخلوق 2016، وفي الضباب 2012، بالإضافة لعدد من الأفلام الوثائقية، وهو في بونباس يذهب إلى حالة قريبة من التوثيق لكم من الأحداث التي عاشتها أوكرانيا في مرحلة الأحداث والمواجهات الأخيرة من روسيا.

طرح جريء من مبدع سينمائي يعشق بلاده ولكنه لا يرتضي بالزيف. فهو يشتغل على كم من المعادلات الفنية ومنها ما ارتكز عليها فيلمه. فحينما يطلق على الحرب سلام، وعندما تتحول الدعائية المزيفة (البروبوجادنا) إلى حقائق، وعندما يتحول الألم إلى حب عندها فقط تتحول الحياة إلى موت.

عن ذلك الموت البطيء وتلك الممارسات يقدم لنا سيرجي لوزتنسا فيلمه الذي عرض في افتتاح تظاهرة (نظرة ما) في مهرجان كان السينمائي.

يبدأ الفيلم مع مجموعة من الكومبارس الكهول الذين كانت تتم عملية المكياج لهم لتصوير أحد الأعمال الدعائية وسط أجواء الحرب ومن خلال تلك الشخصيات ومجموعة الحكايات التي تحيط بها وتفجر بؤسها وألمها وتعبها وظروفها وكمية المغالطات التي تحيط بها والتى تفسر الأشياء دائماً بطريقة مغلوطة ملتوية وكل من يعرض هو فاشستي.

كمية كبيرة من العنف السياسي والاقتصادي تجاه روسيا وأيضاً أوكرانيا عبر مشهديات مطولة مع كاميرا ثابتة مع فريق رائع من نجوم السينما والمسرح في أوكرانيا قدموا شخصيات بعمق ومعايشة عالية.

شخصيات من الواقع ومن بينها ممثلة يتم الاستعانة بها لتجسيد عدد من الشخصيات الدعائية، وآخر سرقت سيارته من قبل الجيش وحينما يعثر عليها ويطالب بها تكون كارثته الكبرى كما هو شأن الكثير من أمثاله، وتتواصل الحكايات وأغلبها يتم على الحواجز الكثيرة المنتشرة في المناطق الحدوية بين أوكرانيا وروسيا.

وصولاً إلى المشهد الأخير، حيث ذات المجموعة من الكومبارس يستعدون لمكياج جديد ويدخل عليهم قائد عسكري ويقوم بتصفيتهم جميعاً لأنهم يعرفون جوانب من الأسرار ويجب التخلص منهم.. وينتهي الفيلم. ولكن الحوار حول الفيلم سيظل قائماً ومتواصلاً لأننا أمام مخرج يقول الكثير عبر أعماله السينمائية المثيرة للجدل..

ونتمنى من صناع السينما في العالم العربي التواصل مع مثل هذه النتاجات السينمائية الثرية بالحقيقة والألم.. والوجع الإنساني نتيجة السياسة وكوارثها.

سينماتوغراف في

14.05.2018

 
 

كانّ ٧١ - أبو بكر شوقي: مصر التي لا نعرفها (فيديو)

كانّ - هوفيك حبشيان

عرض المخرج المصري أبو بكر شوقي أول أفلامه الروائية الطويلة، "يوم الدين"، في المسابقة الرسمية لمهرجان كانَ السينمائي (٨ - ١٩ الجاري). هذا أول فيلم مصري يشارك في مسابقة "السعفة" منذ "بعد الموقعة" ليسري نصرالله (٢٠١٢). فيلم وثائقي قصير عنوانه "المستعمرة" يتحدث عن المصابين بمرض الجذام لم يعرّف شوقي على راضي جمال (بطل الفيلم الحالي) فحسب، بل حضّه على التنقيب أكثر فأكثر في قضيتهم، فأوصلته الأشياء إلى هذا الفيلم الذي أنجزه بإمكانات متواضعة ومن دون مشاركة أي ممثل معروف.

لم يتوقّع لا هو ولا غيره ان يدخل نادي الكبار منذ الفيلم الأول، ونقصد المسابقة الرسمية لأهم التظاهرات السينمائية في العالم، خصوصاً انه غير محسوب على الوسط السينمائي في #مصر. إلا أن فضول إدارة كانّ وإصرارها على البحث عن كلّ مستجد ومثير جاءا لمصلحة شوقي الذي يقتفي هنا خطى بشاي (راضي جمال)، رجل أربعيني مصاب بالجذام، ضمن صيغة سينمائية أقرب إلى ما يُعرف بفيلم الطريق (رود موفي). بشاي هذا قريب إلى القلب، بسهولة كبيرة نصعد معه في عربته لعبور طرق مصر الوعرة والمغبّرة. رحلته التدريبية توفر الفيلم مغامرة نادرة في السينما المصرية المعاصرة. فهو يخرج من مستعمرة أبو زعبل للمرة الأولى في حياته. والهدف: البحث عن عائلته. تصعب قراءة الفيلم من دون اسقاط عناصره على حقيقة أبعد ممّا نراه على الشاشة. بهذا المعنى، الفيلم غني بالدلالات، ولو انه تغويه في أحايين كثيرة الإطالة وكثرة الكلام. الكادر بسيط يستلهم من معطيات المكان نفسه، يتكون من عناصر قليلة، فشوقي يأتي من هم الواقع، اذ ينهل من حاضر مصر أكثر من تاريخها والصورة المرتبطة بها في الأذهان، كلاسيكي الطرح يحاول بلوغ القلب قبل العقل، يحمل قضية ولكن يتاجر بها بأقل قدر ممكن، لعله ينتصر لهؤلاء التعساء الذين يعيشون على الهامش، كما يقول في المقابلة الآتية التي سجلناها معه في كانّ.   

####

كانّ ٧١- سرغي لوزنيتسا: بوتين يذكّرني بماكبث

كانّ - هوفيك حبشيان

الأوكراني سرغي لوزنيتسا يتابع المستجدات السياسية عن كثب، كما اعترف في آخر لقاء جمعني به خلال مهرجان كارلوفي فاري الأخير. هذا السينمائي المسيّس الذي افتتح فيلمه "دونباس" قسم "نظرة ما" في مهرجان كانّ...

لقراءة هذا الخبر، إشترك في النهار Premium بـ1$ فقط في الشهر الأول

النهار اللبنانية في

14.05.2018

 
 

رسالة كان- الفيلم المصري "يوم الدين".. رحلة في عالم المهمشين وعيب المباشرة

أمل مجدي

تجربة صناعة الفيلم الأول تختلف من مخرج إلى آخر، فالبعض يعتبر أعماله الأولى الأكثر تعبيرا عن ذاته وعن نظرته للحياة مثل البريطاني كريستوفر نولان، والبعض الآخر يرى أنها مليئة بالأخطاء والعيوب التقنية مثل الإسباني بيدرو ألمادوفار.

بالنسبة للمخرج المصري أبو بكر شوقي، كانت تجربة "يوم الدين" عمله الروائي الأول المشارك في المسابقة الرسمية للدورة الـ71 لمهرجان كان السينمائي الدولي، مهمة للغاية لأنه خطط لأن تكون في موطنه الأصلي مصر وكان هدفه صناعة فيلم يرغب في مشاهدته دون النظر لأي اعتبار آخر. وقد اقتحم شوقي عالم يعرفه جيدا منذ إخراجه الفيلم التسجيلي "المستعمرة" قبل ما يقرب من 10 سنوات، عندما التقى بمرضى الجذام المنعزلين داخل مستعمرة بعيدا عن أسرهم وتأثر بحكاياتهم وتفاصيل حياتهم الصعبة.

اختار شوقي أن يكون بطل فيلمه الروائي، شخص غير محترف التمثيل متعافي من المرض لكن الأثر لا يزال محفورا على وجهه. راضي جمال الذي يجسد دور "بيشاي"، رجل أسمر، قصير القامة، تضررت ملامحه وتلفت أطرافه بفعل المرض. وبعدما أخذت منه الحياة زوجته، قرر خوض رحلة للبحث عن عائلته في محافظة قنا حتى يجد من يتذكره بعد أن يموت. يشاركه في الرحلة، طفل يدعى "أوباما" تجمعهما حالة الهجر؛ فالأول هجرته عائلته في الصغر أمام مستعمرة الجذام، والثاني هجرته أسرته دون إرادة بسبب الموت فأصبح يتيما. ومعهما حمار هزيل يجرهما بعربة حتى منتصف الرحلة ثم يموت في سلام.

ينجح شوقي في دفعك إلى التعلق بـ"بيشاي" وعدم الشعور بأي شيء سلبي تجاه مظهره الخارجي، كما أنه لا ينزلق في فخ استدرار التعاطف، لأنه يقدم بطله في إطار الرحلة الخطرة غير محسوبة النتائج التي قرر خوضها بمحض إرادته حتى وأن كانت التجربة تتضمن تفاصيل مؤلمة. ليخفف من حدة الموضوع الجاد وليبتعد أيضًا عن الشكل الوثائقي، قرر الاعتماد على مواقف كوميدية يتعرض لها البطلان خلال الرحلة. هذا الاختيار جعل بعض الأحداث متوقعة، صحيح أنها لم تقلل من الحماس تجاه متابعة البطل في مغامرته إلا أنها أضعفت من حالة التلامس والتماهي مع القصة.

مع ذلك، لم يكتف شوقي بحالة التهميش التي يعاني منها بطليه، واختار أن يجعل كل ما يحيط بهما مثلهما. فتشابهت الأماكن التي تردد عليها الشريكان في الرحلة مع وضعهما؛ فهي أماكن تعاني من الإهمال والفقر لدرجة أن الأشخاص الأصحاء الذين يتمتعون بحياة أكثر طبيعية يظهرون في حالة سيئة ومزرية، لكن كل منهم يشعر بأهميته عن الآخر وكأنهم يستمدون قوتهم من الأضعف والأقل حيلة. في المقابل، شعر بمأساتهما رجال يعانون مثلهما من اضطهاد المجتمع وتهميشه بسبب عدم تمتعهم بالشكل الخارجي المثالي.

رغم قوة الموضوع وجرأة تناوله، حافظ الفيلم على البعد عن جمل الوعظ والمباشرة في الرسالة حتى الربع الأخير منه. لكن مع قرب انتهاء الرحلة، بدأ الحوار يتخذ منحنى يشرح الفكرة ومعنى المساواة بين البشر جميعا وتقبل الاختلافات مهما كانت، وكأن أحداث الفيلم واسمه الذي يشير إلى تحقق المساواة والعدالة بين الناس في يوم الحساب، غير كافيين لفهم المعنى المقصود

في المجمل، فيلم "يوم الدين" عمل يؤكد أننا أمام مخرج لديه مشروع سينمائي قوي ومختلف عن الرائج في الوقت الحالي، لأنه تمكن من صناعة فيلم مصري للغاية يحمل الكثير من التفاصيل المحلية، لكنه قادر على الوصول إلى محبي السينما ومتابعيها في مختلف دول العالم.

####

رسالة كان- فيلم Girls of the Sun.. أصوات النساء الكرديات ترهب داعش

أمل مجدي

خلال السنوات الأخيرة، أصبحت الأفلام التي تتناول قصص الحروب في الشرق الأوسط والأهوال التي يتعرض لها سكان المنطقة سمة من سمات أفلام المسابقات في المهرجانات الدولية المختلفة. هذا العام، يشارك فيلم Girls of the Sun للمخرجة الفرنسية إيفا هاسون في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ71.

الفيلم المأخوذ عن أحداث حقيقية، يركز على صحفية فرنسية تسافر إلى الأماكن الخطرة في العالم لتغطية الأحداث الجارية ورصد ما يحدث متسلحة بكاميرتها الاحترافية. ورغم أنها فقدت عينا ومات حبيبها الذي يعمل صحفيا أيضًا في ليبيا، تقرر الاستمرار في شغفها تجاه البحث وراء الحقيقة وتسافر إلى كردستان لتغطية ما يتعرض له السكان على يد تنظيم داعش.

يقودنا الفيلم إلى التعرف على النساء المقومات اللاتي انهارت حياتهن بعد قتل الأزواج وخطف الأبناء والتعرض للاغتصاب والبيع في سوق السبايا

"النساء، الحياة، الحرية" هذا هو الشعار في فرقة المقاومة التي تقودها "بحر"، بطلة الحكاية الأساسية. نساء قررن الصمود مستعينات بكل السبل المتاحة؛ بدءا من الغناء الحماسي الذي يكرهه المعتدي حتى حمل السلاح للرد على الرصاص والقنابل.

اعتمدت المخرجة على وجه بطلتها الأساسية، الممثلة الإيرانية جلشيفته فراهاني، من أجل رصد حالات الفزع والضيق والغضب المسيطرة على الأجواء لكنها في بعض الأحيان كانت تبالغ في استخدام هذه اللقطات دون وجود داعي لذلك، فيما مثلت شخصية المصورة الصحفية، التي قدمتها الفرنسية إيمانويل بيركو، رد الفعل الذي يشعر بالألم والانبهار بقوة نساء المقاومة وقدرتهن على الدفاع عن حياتهن وحياة أبنائهن.

لم تهتم المخرجة بالتطرق إلى الجوانب السياسية أو الدينية المحيطة بالموقف كما لم تنزلق وراء عرض مشاهد مكررة عن جرائم داعش، واكتفت بالتركيز على الجانب الإنساني من الحدث الشاهد على قصص مأسوية تناقلتها الصحف ووسائل الإعلام الإخبارية في السنوات الماضية. وحولت الأحداث إلى مجموعة من مشاهد الحركة والترقب حتى تزيد من حجم التفاعل مع الشخصيات والقلق حول مصائرها.

خلال المؤتمر الصحفي، قالت إيفا هاسون، إنها قرأت عدد من المقالات عن هؤلاء النساء، وبعدها توجهت إلى مكان الأحداث للعثور على المزيد من التفاصيل. موضحة أن أكثر ما أثر فيها رؤية سيدات تم بيعهن لأكثر من 14 مرة لكن تمكن في النهاية من الفرار.

وشددت على أن هناك الكثير من القصص النسائية التي تستحق الروي، ومن المفترض أن يزيد عدد الأفلام التي تتناول حكايات السيدات على الشاشة.

فيما تحدثت جلشيفته فراهاني عن دورها، مؤكدة أنها تعرف عن شجاعة هؤلاء السيدات منذ فترة من خلال وسائل الإعلام، وعندما عرض عليها السيناريو وافقت على الفور نظرًا لأنها كانت ترغب في تقديم ما واجهته هؤلاء النساء اللاتي تم اغتصابهن وضربهن وسلبت منهن حريتهن لكن رفضن في النهاية دور الضحية وقررن المواجهة.

وأشارت إلى أن هذا الرابط بينها وبين الفيلم، لأنها لم تتقبل مطلقا فكرة أن النساء ضحية، كما يروج الغرب، بل على العكس دائما ما تشعر بأنها قوية وقادرة على فعل أي شيء.

وعن استعداد إيمانويل بيركو، لشخصية الصحفية " ماتيلد"، أوضحت أنها التقت بمراسل حربي قبل التصوير، كما طلبت منها المخرجة مشاهدة أفلام وثائقية وتقارير مصورة مع المراسلين في المناطق الخطرة.

يشار إلى أن المسابقة الرسمية تضم مجموعة من الأعمال السينمائية المميزة، لكن يعد هذا الفيلم من أكثر الأفلام التي اهتم بها حضور مهرجان كان السينمائي رغم الاختلاف على مستواه الفني، نظرا لانه متزامنا مع الحركات النسائية المسيطرة في هوليوود، التي انتقلت منها إلى أوروبا في الفترة الأخيرة. بالإضافة إلى أن الدورة الحالية من المهرجان الفرنسي تشهد احتفاء بالمرأة متمثلا في الهيمنة النسائية على لجان التحكيم

موقع "في الفن" في

14.05.2018

 
 

سلمى حايك تعلق على الاحتجاجات النسائية في "كان السينمائي" وسقوط هارفي وينشتاين

كتبت- بوسي عبد الجواد

قالت الممثلة الأمريكية سلمى حايك، وهى من الناشطات المناهضات للتحرش الجنسى في صناعة السينما، إنها صُدمت لمعرفة عدد النساء اللواتي تعرضن للإساءة من قبل المنتج السينمائي الأمريكي هارفي وينشتاين في مقابلة خاصة مع مجلة "فارايتي" الأمريكية.

وجاء ذلك بعد يوم واحد من انضمامها لعشرات من صناع السينما من النساء ومن بينهن جين فوندا وكيت بلانشيت فى مظاهرة فى مهرجان كان السينمائى لدعم النضال من أجل حصول النساء على حقوقهن، كما تحدثت أيضا عن التغييرات التي حدثت منذ ذلك الحين في هوليوود.

وخلال المحادثة التي أدارها رامين سيتوده من مجلة فارايتي ، تحدثت حايك عن قوة حركة

Me Too المناهضة للتحرش الجنسي، والتجربة "الهادفة" للمشاركة في مسيرة السجادة الحمراء ليلة السبت في كان السينمائي ، حيث انضمت إلى 81 امرأة أخرى في صناعة السينما ، بما في ذلك رئيس لجنة تحكيم كان الممثلة الاسترالية كيت بلانشيت، وكريستين ستيوارت، وباتي جينكيز، لتسليط الضوء على عدم المساواة بين الجنسين في الأفلام.

وقالت حايك: "أنا شخصياً، بصفتي امرأة وجزء من هذا المجتمع ، وتعرضت للتحرش الجنسي من جانب واينشتاين، شاركت في المسيرة.. الذي اعتبرها خطوة مهمة في صناعة السينما".

وكانت حايك قد نشرت مقالة رأي العام الماضي وصفت فيها تحرش وينشتاين الجنسي تجاهها ، وكان وينشتاين قد اصدر بيانا نفي فيه تلك المزاعم ، في حين أنه لم يستجب لعشرات من النساء الأخريات اللواتي تقدمن قصصًا عن سوء السلوك الجنسي وإساءة أثناء العمل على أفلامه.

وبالنظر إلى الطريقة التي حفزت بها الحركة الرجال والنساء للعمل من أجل التوصل إلى حل مشترك ، قالت: "إنه أمر مثير ، لأنه شيء نقوم به معًا".

وقد نصحت النساء الشابات العاملات في السينما بإيجاد طريقة لتوجيه إحباطاتهن بشأن عدم المساواة والتحرش الجنسي في مكان العمل من خلال اتخاذ "ما يمكن أن يصبح غضبا وسخطًا وإذلالًا وتحويل ذلك إلى إنتاجية.

وتمثل قضية المساواة مسألة مستمرة طوال مهرجان السينما الذى يعد أول مهرجان يقام منذ ظهور ادعاءات التحرش ضد بعض من نجوم هوليوود البارزين العام الماضى.

####

كيت بلانشيت تدعو النساء من قلب كان السينمائي: اتحدن من أجل التغيير

كتبت- بوسي عبد الجواد

احتلت حركة #MeToo التي ظهرت في أعقاب فضيحة المنتج السينمائي الأمريكي هارفي واينشتاين، لمناهضة التحرش الجنسي، مركز الصدارة في مهرجان كان السينمائي بدورته الـ71، حيث تجمع كل من الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت، رئيسة المهرجان، والممثلة الفرنسية ماريون كوتيار ، وباتي جينكنز وغيرهن من النجمات والمخرجين السينمائيين من الإناث، ينادين بحقوق المرأة والمساواة، تحت شعار "معا من أجل معاملة أفضل للنساء في مجال السينما".

تضمنت المسيرة 82 امرأة ، منهن عدد من المخرجات الإناث اللواتي قمن بتسلق خطوات القصر ، وصعدت الممثلة الحاصلة على الأوسكار مرتين بلانشيت المسرح لتوجه كلمة

لصُناع الفن.

ووفقا لمجلة "فارايتي" الأمريكية حرص كل من النجمة كريستين ستيوارت، وماريون كوتيار، وآفا ديفيرناي ، وليا سيدو، وسلمى حايك.

وقالت بلانشيت: "النساء ليسن أقلية في العالم ، لكن الحالة الراهنة للصناعة تقول عكس ذلك.. نحن جميعاً ، بصفتنا نساء، نواجه تحديات فريدة خاصة بنا ، لكننا نقف معاً على هذه السلالم اليوم كرمز لتصميمنا والتزامنا بالتقدم.. نحن الكتاب والمنتجون والمديرون والممثلات والمصورات السينمائية ووكلاء المواهب والمحررين والموزعين ووكلاء المبيعات وجميع المشاركين في الفنون السينمائية.. نعمل

يد واحدة من أجل معاملة أفضل للنساء".

يُشار إلى أن فضيخة المنتج السينمائي هارفي واينشتاين، ساهمت في تشريع أسس واعادة النظر من جديد في كيان المرأة.

وكان قد تعرض منظمو المهرجان لانتقادات لعدم قيامهم بالمزيد من أجل الإقرار علناً بمبادرات #MeToo و Time’s Up المناهضتان للتحرش الجنسي، كما تم توجيه اللوم لعدم الترويج لمزيد من صانعات الأفلام.. معتبرين أن وجود ثلاثة أفلام فقط من أصل 18 فيلماً في المنافسة هذا العام منسوبة للمرأة، هو رقم منخفض وغير كافِ.

نظمت مسيرة خطوات القصر بواسطة حركة جديدة تسمى 5050 × 2020 ، والتي تدعو إلى المزيد من المساواة بين الجنسين والتنوع في صناعة السينما الفرنسية. وقد سبقت المسيرة العرض الأول لفيلم "بنات الشمس" ، وهي دراما كردية من إخراج إيفا هاسون.

الوفد المصرية في

14.05.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)