كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان كان السينمائي10 فيه حسنات فنية وسلبيات موضوعية

كان: محمد رُضا

كان السينمائي الدولي

الدورة الحادية والسبعون

   
 
 
 
 

«كفر ناحوم» على موعد مع إحدى جوائز مهرجان كان الكبرى

في قلب فيلم «كفر ناحوم»، جديد نادين لبكي الذي تم تقديمه يوم أول من أمس في مسابقة الدورة الـ71 من مهرجان «كان» السينمائي، مشكلتان.

هو فيلم جيد من نواحي تقنية، وجيد من نواحي سردية وفنية عامة، كما على صعيد إدارة وخلق حالة تواصل استثنائية بين ولد في الثانية عشرة من العمر وطفل في السنة الأولى من حياته.

المشكلة الأولى تقع في قلب الفيلم وتنتمي إليه: حكاية ولد اسمه زين، اضطر لترك عائلته الفقيرة القاطنة في أحد أفقر أحياء المدينة، بعدما رضي والديه بتزويج شقيقته الأصغر منه (11 سنة) إلى من طلبها. يتجه زين إلى مدينة أخرى، بحثاً عن أقارب له هناك، لكنه يجوع ويتشرد ويعيش في كوخ صغير مع خادمة إثيوبية وطفلها الرضيع. تخرج يوماً لعملها، تاركة طفلها مع زين وتختفي (يلقي البوليس القبض عليها لحملها بطاقة هوية مزورة). يعاني الولد من الوضع المستجد، ويضطر للموافقة على تسليمه لرجل اسمه أسبرو سيقوم بـ«بيعه» لعائلة ثرية، واعداً زين بمساعدته على السفر إلى تركيا، إذا ما عاد إليه ببطاقة هوية.

هذا ما يضطر زين للعودة إلى بيت أهله، لكن عندما يعلم أن شقيقته سحر ماتت جراء نزيف، ينقض على سكين وينفلت راكضاً صوب زوج أخته. لا نرى الطعن، لكننا نفهم من مطلع الفيلم أن زين مقبوض عليه، وأن المخرجة اختارت سرد حكايته من مشاهد استعادة تقدم لنا كل ما سبق قوله هنا حول أحداث الفيلم.

بالتالي، الفيلم يحمل في طياته مشكلة اجتماعية واضحة، في نقلة تطورية مهمة للمخرجة لبكي، من فيلميها السابقين «سكر نبات» و«هلأ لوين؟»، اللذين انحصرا في قوالب كوميدية اجتماعية خفيفة ومحدودة ضمن بيئات خاصة. «سكر بنات» (أو «كارمل»، كما سمي أيضاً) عنى ببعض النماذج النسائية المرتاحة في بيئتها المسيحية، باستثناء أن تطلعاتها ويومياتها لا تجري دائماً حسب المنشود.

«هلأ لوين؟» حكاية قروية تدخل في الفانتازيا عن رجال ونساء تلك القرية على حدود الحرب الأهلية، وكيف طوعت النساء رجالها للوقوف متحدين ضد تلك الحرب.

«كفر ناحوم» أفضل من فيلميها السابقين بمجالات. ومع لجنة تحكيم بقيادة كيت بلانشيت، التي قادت حشداً من النساء لتأكيد الحضور الأنثوي في المهرجان، ولجنة تحكيم غالبيتها من النساء، فإن نيل الفيلم جائزة كبرى أمر متوقع تماماً، بل ولن يكون مفاجئاً إذا ما خرج بالسعفة الذهبية ذاتها.

الرابط المفقود

في «كفر ناحوم» (والعنوان لا يمت بصلة مفهومة أو ضرورية لما نراه)، الإطار المطروح أوسع بكثير من إطار أي من الفيلمين السابقين. الجهد المبذول أعلى، والنتيجة الفنية أفضل، علماً بأن تحقيقها أصعب. لكن هنا تكمن المشكلة الثانية: كل ما يدور على شاشة هذا العمل غير متأصل واقعياً، ولو أن الفيلم واقعي اللون والنبرة والموضوع.

بداية، ومع عنوان تقول المخرجة إن العناصر التي تكون منها الفيلم أدت إلى تسميته بـ«كفر ناحوم». هذا القول لا يكشف كثيراً عن الصلة بين البلدة التي نجت من إبادة القوى السامية التي احتلتها في عصور سحيقة بعيدة، وبين فيلم يصور وضعاً عائلياً لبنانياً. لكن ربما نادين لبكي تعلم أكثر مما تبدي حول هذا الموضوع، لذلك لا يمكن الوقوف عليه كاملاً، لجانب أنه في النهاية تفصيلاً لا يمنح الفيلم حسناته أو سيئاته.

يموج الفيلم في عرض بيئة مدقعة الفقر في مدينة كبيروت (غير مذكورة بالاسم)، لينتقل منها إلى مدينة أخرى ذات وضع بيئي مشابه (يتم ذكر اسم بلدة النبطية مرة)، يختص بالتقاط مشاهد تعكس ذلك الوضع المعيشي الجانح في فقره وانعدامه لوسائل الحياة الأساسية. حين فعل فيتوريو دي سيكا ذلك في «سارقو الدراجات»، كان قد أسس ترابطاً مع زمن الحرب العالمية التي ولت للتو، لذلك المكان مرتبط، عنده، بالفترة الزمنية، وبالواقع الذي تعيشه البلاد. لكن في فيلم نادين لبكي، تستند هذه المعالجة إلى أنقاض حقائق أخرى، من بينها عدم وجود ذلك الربط بين المكان والظرف الزمني، ولا بين المكان والظرف الاجتماعي والاقتصادي ككل.

وفي الواقع، ليست هناك شخصية ذات خصال إيجابية على الإطلاق، باستثناء ذلك الطفل الرضيع الذي يمثل بتلقائية لا خيار له فيها. الشخصيات جميعاً (وكلها مسلمة) ضالة الهدف، بذيئة اللسان، خادعة، قاسية وعنيفة. كذلك أفعالها: فالزواج بالإكراه لا يواجهه موقف عاقل لينتصر عليه، أو حتى ينهزم، والأب والأم جانحان في معاملتهما القاسية لأطفالهما، وزين نفسه قد يتصرف بعنف انتقامي رغم صغر سنه، والشخصيات الأخرى (رجالية أو نسائية) لا تملك حسنة واحدة، وليس هناك من حب حقيقي بين أي من الراشدين، ولا حتى علاقة ودية. الجميع مرهون برغباته (الشاب الذي يريد الزواج من بنت عمرها 11 سنة)، أو مادية (أسبرو الذي يريد فصل الطفل عن أمه الإثيوبية ليبيعه)، والجارة التي لا تملك قنطار ود حيال ما يمر به زين والطفل الرضيع الذي بات مسؤولاً عنه.

دعوى مرفوعة

هذه الصورة الداكنة تتنفس من ثقوب في الشخصية الرئيسية: زين في الثانية عشرة، لكنه يتحدث بلغة من كان في السادسة عشرة على الأقل، وهو أحياناً أكثر فهماً للعواقب من الراشدين حوله. هذا من دون أن يكون متعلماً أو متميزاً عن سواه.

اللهجة المستخدمة حرة. كل من في عائلته يتحدث بلهجة مختلفة، واحدة من بيروت الشعبية وأخرى جبلية وثالثة فبركتها الأيام. وإذا ما كان الأب جهولاً، فالأم أكثر جهلاً؛ كلاهما يرضى بتسليم طفلة لا حول لها ولا قوة إلى عائلة أخرى.

تحيط لبكي بمواقع التصوير جيداً، وتستخدم على أغلب الظن طائرة درون لتصوير أبشع صور ممكنة للمدينة من فوق. فكرة استخدام التصوير من «عين صقر» (كما في المفهوم التقني) رائعة في المرة الأولى، فهي ترتفع عن ثلة من الأولاد يمشون ويهتفون في زقاق من الحارة التي يعيشون فيها، وتمضي الكاميرا في صعودها، فتكشف عن أسطح المباني الضيقة والعشوائية، ثم تعلو أكثر فإذا بالحي كله ماثل.

ليست هناك إشارة لمسببات: هناك هجرة محلية، وأخرى فلسطينية وسورية، وكلها مفروضة على لبنان. هناك خادمات فلبينيات وإثيوبيات وصوماليات، يعملن ويحاولن العيش الصعب، وهناك واقع جاثم من الفقر، لكن لا شيء من كل هذا مرتبط بمسببات، وبالتالي يبقى تصويراً على السطح، وليس في عمقه.

في الحقيقة، تستطيع استخدام الحكاية ذاتها بشخصياتها، ونقلها إلى فيلم من الكونغو أو بيرو، لا عليك إلا تغيير بعض المشاهد، وإضافة مشاهد أخرى، وتغيير أسماء الشخصيات.

في مطلع هذا الفيلم، الذي تمتزج فيه حسناته الفنية بسلبيات السيناريو، يقف زين (يؤديه جيداً زين الرفاعي) أمام القاضي مدعياً على والديه، يقول إنه يريد رفع دعوى ضدهما لأنهما أنجباه. وبعد عرض كل الأحداث وقرب النهاية، يسأل زين عن الطفل الذي ستنجبه أمه بعد أشهر، كونه سيعيش الحياة الصعبة التي عاشها هو.

هذا يعني شيئاً واحداً، وهو الطلب من البيئة التي لا تملك ما يعينها على العيش أن تتوقف عن الإنجاب. طلب غير واقعي وغير موضوعي، و إلى حد ما عنصري وغير قابل للتطبيق.

ربع الساعة الأخيرة استفاضات متوالية لا قيمة لها؛ تحاول لبكي تليين الصور السابقة، وإضاءة ما عليها من عتمة. فجأة، نجد الأمن يلقي القبض على أسبرو، والإثيوبية تلتقي بطفلها في المطار، والصبي ينجح في حملته ضد الإنجاب، وها هي نادين لبكي ذاتها في المشهد قبل الأخير ترحب به. بمقارنة لا بد منها مع فيلم زياد الدويري (الذي لم نعتبره تحفة عصره) يتجلي «القضية 23» عن قدرة المخرج على تلخيص الوضع الذي يختاره، بالتزامن مع الوضع السياسي القائم، ليصل إلى نتائجه. هذا يغيب تماماً هنا، والمخرجة تكتفي بعرض مُنتقى، وتغفل ما بعده، أو حتى ما يجاوره.

الشرق الأوسط في

19.05.2018

 
 

"كفرناحوم" للّبنانية نادين لبكي: خطوة تجديدية

كانّ ــ نديم جرجوره

تُسرف اللبنانية نادين لبكي، في "كفرناحوم" (2018) ـ الروائي الـ3 لها بعد "سكر بنات" (2007) و"هلأ لوين؟" (2011) ـ في التقاط نبض حياةٍ ساقطةٍ في الفقر والخراب والفوضى والعنف والفساد، وجانبٍ من مدينة مخلّعة، ووجوهِ أناسٍ مُصابين بانعدام كلّ أفق منتظر لخلاص مطلوب، وانهيار مدوٍّ في جحيم أرض مشتعلة بدمارٍ ووحشية وقسوة. 

تتحرّر لبكي من تبسيطٍ سرديّ معتمد في فيلميها السابقين، محوّلة السياق إلى مداخل تفضح عيشًا لبنانيًّا عقيمًا يُحطِّم مهمّشين وملعونين، وتكشف خللاً في الاجتماع، ووهنًا في البنيان البشري، وتشرّدًا في يومياتٍ مثقلة بجوعٍ متنوّع الحالات، يُعطِّل كلّ شيء، ويضع الجميع أمام مرايا أنفسهم، وإنْ يعجزون عن تدبير أمورهم في بيئة عاجزة عن تدبير أمورها.

فـ"كفرناحوم" ـ المُشارك في المسابقة الرسمية للدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/ أيار 2018) لمهرجان "كانّ" السينمائي الدولي ـ سيكون لحظة تحوّل جذري في المسار الإخراجي لندين لبكي: تحوّل يُخرجه من "رتابة" سابقة في اختيار عناوين واعتماد معالجة وآلية عمل، كي يؤسّس منعطفًا حقيقيًا في سيرة مخرجة تؤكّد، معه، بداية تجديدية في مشروع سينمائي يقول الأشياء كما هي، ويجعل الكاميرا عينًا تعرّي وقائع وحقائق، وعدسة "توثِّق" سينمائيًا أحوالاً وحالاتٍ وانفعالات. 

ولبكي ، إذْ تُمعن في تصوير الخراب ببشاعته وقسوته وضغوطه، وهي بشاعة وقسوة وضغوط حاصلة فعليًا في مدينة تختصر بلدًا ـ تختار عنوانًا لافتًا للانتباه، لما يحمله من معانٍ ورموزٍ ودلالات وإسقاطات. 

فكفرناحوم مدينة كنعانية يجعلها يسوع الناصري حيّزًا لأعماله وتواصله مع أناسٍ يرفضون إيمانًا به فيلعنها ويتنبّأ بخرابها كـ"سدوم"، لكنه "يُميّز" الأطفال فيها عن الآخرين: "وأنتِ يا كفرناحوم المرتفعة إلى السماء ستهبطين إلى الهاوية، لأنه لو صنعت في سدوم القوات المصنوعة فيك لبقيت إلى اليوم. ولكن أقول لكم إن أرض سدوم يكون لها حالة أكثر احتمالاً يوم الدين مما لك. في ذلك الوقت أجاب يسوع وقال أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال" (إنجيل متى: 11، 23 ـ 25).

والطفل زين (زين الرفيع) سيكون صوتًا وضميرًا ومرآة لبيئة وأفراد. سيكون حكيمًا في رؤيته وقوله ومشاهداته وتعبيره ونُطقه. سيكون فهيمًا في قراءته اللحظة والعيش، وفي تعريته الآنيّ والمخبّأ في نفوس ووجدان. سيكون اللعنة أيضًا على مدينة تخشى اغتسالها من أدرانها، وتخاف توبتها، وترتعد فرائصها أمام انكشافها وموتها ومواجعها؛ وعلى أناسٍ مترهّلين لشدّة بؤسهم، ومنكسرين لشدّة حُطامٍ يُصيبهم في أعماقهم فيستسلمون لخرابٍ عميق. 

الطفل زين ركن "كفرناحوم" الجديدة، التي ترسم نادين لبكي ملامحها وواقعيتها وخرابها بلغة أعمق وأمتن، وبصُوَر أجمل وأقدر على التأثير، وإنْ تميل حوارات عديدة إلى ما يُشبه تنظيرًا وتفلسفًا، وإنْ تُتوَّج النهاية بخطاب إيجابي إزاء ركنٍ من أركان النظام الحاكم في لبنان.

حتى زين يقع ضحية أقوال أكبر من عمره (نحو 12 عامًا). 

لكن الأصل متوهّج بجماليةِ مُشاكسةٍ صادمةٍ واستفزازية، تريدها نادين لبكي في مقارعة أحوالٍ قاتمة، وبناءٍ ـ اجتماعي واقتصادي وسياسي وقانوني ـ صارم ومتعنّت ومحتاج إلى تأهيل وتبديل. ورغم بساطة أدائية يتمتّع بها زين الرفيع، إلاّ أن قوّة التعابير التي تُقال على لسانه تُبعده ـ أحيانًا ـ عن سلاسىة وعفوية يُفترض به أن يتمتّع بهما. 

والأداء، السلس والعفوي، سمة آخرين غير محترفين (كوثر الحداد وفادي كامل يوسف ويوردانوس شيفراو)، كأنهم يجلبون حيوية أوضاعهم من يومياتهم التي يعتادون عيشها في ظروفٍ بائسة ومؤلمة.

أما التصفيق في "صالة لوميير" (قصر المهرجانات) فترحيبٌ بـ"كفرناحوم" وفريق العمل، يُشبه الترحيب بأفلام المسابقة الرسمية في عروضها الدولية الأولى، وهذا حسنٌ ومطلوبٌ. لكن التصفيق في "صالة دوبوسّي" (العرض الصحافي لجديد نادين لبكي) فمقياس أهمّ لحُسن استقباله الصحافيّ والنقديّ، وإنْ في انفعالٍ إيجابي أوّل ومباشر يستحقه الفيلم وصانعوه.

####

"يوم الدين" المصري يفوز بجائزة "فرانسوا شاليه" في "كانّ"

القاهرة ــ محمد كريم

أعلن "مهرجان كانّ السينمائي" في دورته الـ71، أمس الجمعة، عن فوز الفيلم المصري "يوم الدين"، للمخرج أبوبكر شوقي، بـ"جائزة فرانسوا شاليه"، وهي جائزة تمنح للأعمال التي تكرس قيم الحياة والصحافة منذ عام 1997، تكريماً للصحافي الفرنسي والمؤرخ السينمائي، فرانسوا شاليه؛ علماً أن "يوم الدين" هو أول فيلم مصري يشارك في المسابقة الرسميةالخاصة بالمهرجان منذ 6 سنوات.

"يوم الدين" يروي قصة رجل قبطي نشأ داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام، ثم يغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة مساعده وحماره خلال رحلة عبر أنحاء مصر بحثاً عن عائلته، في إطار درامي.

 قام ببطولة الفيلم راضي جمال وأحمد عبدالحافظ وعادل بومبا. وفي هذا الفيلم تعاون المخرج أبوبكر شوقي مع مدير التصوير الأرجنتيني فدريكو سيسكا.

أما عن رحلة إنتاج الفيلم، فقد بدأت بعد عدة منح حصل عليها المخرج أبو بكر شوقي، من بينها منحة "جامعة نيويورك" ومنحة "معهد ترايبكا"، إضافة إلى بعض التمويل من الأصدقاء والمقربين، ثم "منحة العمل قيد الإنجاز" من "مهرجان الجونة السينمائي" في دورته الأولى عام 2017، مع مشاركة المنتجة المصرية الأميركية دينا إمام.

وانضم محمد حفظي إلى قائمة المنتجين ليمول مراحل ما بعد الإنتاج.

وبعد اختياره في مسابقة "مهرجان كانّ" الرسمية، حصلت شركة "وايلد بانش" الفرنسية، إحدى أكبر شركات التوزيع في العالم على حقوق المبيعات الدولية للفيلم، في حين حصلت شركة "لوباكت" على حقوق التوزيع داخل فرنسا.

ورغم إعلان فوزه بـ"جائزة فرانسوا شاليه"، إلا أن فيلم "يوم الدين" لا يزال على قائمة المنافسة على جائزة "السعفة الذهبية"، وهي أكبر جوائز المهرجان الذي يختتم فعالياته اليوم، مع 21 فيلماً من مختلف أنحاء العالم، من بينها الفيلم اللبناني "كفر ناحوم" للمخرجة نادين لبكي.

العربي الجديد اللندنية في

19.05.2018

 
 

مهرجان «كان» يصفّق لنادين لبكي

«كفرناحوم» عن «ملعوني الأرض» في لبنان

رسالة كان -  عثمان تزغارت

كانبعد مشاركتين متفاوتتين بـ «سكّر بنات» (نصف شهر المخرجين – 2007) و«هلّأ لوين؟» (نظرة ما ــ 2011)، تكرّس اسم المخرجة اللبنانية نادين لبكي، هذه السنة، في مصافّ الكبار، لتكون بذلك أوّل مخرجة عربية تنافس على «السعفة الذهبية» بفيلمها «كفرناحوم» (تشاركت لبكي كتابته مع جهاد حجيلي، وميشال كسرواني ــ بالتعاون مع جورج خبّاز، وبمشاركة خالد مزنّر). منافسة لم تُدخلها على مدى سبعة عقود من عمر المهرجان سوى 82 سينمائية، في مقابل 1649 سينمائياً

شكّل «كفرناحوم» واحدة من المحطات النسائية الأكثر تألّقاً في هذه الدورة، بعد أن خيّبت الإيطالية أليس روهواتشر الآمال التي عُلقت على جديدها «سعيد مثل لازارو»، فيما تباينت آراء النقاد بخصوص «بنات الشمس» للفرنسية إيفا أوسون. فبالرغم من بعض الشطط الميلودرامي الذي شاب الجزء الأخير من فيلمها، إلّا أنّ لبكي استعادت في «كفرناحوم» ذلك النفس الحميمي الذي صنع فرادة باكورتها «سكّر بنات». 

بفضل الأداء المبهر لبطليه الطفلَيْن، السوري زين الرافعي، والإثيوبي بولواتيفي تريزر بانكوله، غاص الفيلم عميقاً في عوالم المسحوقين والمهمّشين، ليكشف عن وجه آخر غير معروف وغير متوقّع للبنان. وجه قبيح يعبق عنصرية وعنفاً وطائفية. انطلقت المخرجة اللبنانية من المشاهد الفاقعة لجلسة المحكمة، التي يتقدّم خلالها الطفل «زين» بشكوى ضد والدَيْه، معيباً عليهما أنّهما أنجباه من دون أن يكونا مؤهّلين لمنحه الحب والرعاية اللتين يستحقهما، ومطالباً المحكمة بإصدار قرار بمنعهما من الإنجاب مجدداً، لتتخذ منها خيطاً أحمر تتفرّع عنه، وتتداخل من خلاله، حكايات متشعّبة عن الواقع المزري للفئات المهمشة في لبنان، سواء المُعدمون من أبناء البلد أنفسهم الذين يعانون التهميش والإقصاء، أو المساعدات المنزليات اللواتي يعانين من مختلف أشكال الإجحاف والعنف والاعتداء، وصولاً إلى اللاجئين السوريين الذين تُسقَط عليهم كل العيوب المزمنة للشخصية اللبنانية، من نزعات طائفية وإقطاعية وتسلّطية

هذه التيمات المتداخلة، التي اندرجت ضمن سيناريو مُحكم، جعلت من الفيلم صوت من لا صوت لهم، وهو ما يؤهّله، من دون شك، لنيل واحدة من جوائز هذه الدورة من مهرجان «كان». 

لكنّ وتيرة مفاجآت العروض الأخيرة تسارعت خلال اليومين، بما من شأنه أن يقلب الطاولة على توقّعات النقاد. ومن أبرز هذه المفاجآت تحفة من كازاخستان، عرضت أمس، بعنوان Ayka للمخرج سيرغاي دفورتسيفوي. تحفة تراجيدية أبهرت جمهور الكروازيت من خلال بورتريه مؤثّر لعاملة تنظيف كازاخية مغتربة في موسكو

والأرجح أن تضاف إلى هذه المفاجآت تحفة جديدة للتركي نوري بيلج شيلان، التي شاءت مصادفات البرمجة أن تكون آخر عرض في المسابقة الرسمية. بالتالي، لم تتسنّ لنا الفرصة لمشاهدتها قبل كتابة هذه الأسطر. لكنّ «سوابق» المعلم التركي تجعل من المستبعد أن يخرج خالي الوفاض من حصاد جوائز هذه الدورة.

الأخبار اللبنانية في

19.05.2018

 
 

هل تنتصر المشاعر الدافئة على أرقام النقاد فى «يوم الدين»؟

طارق الشناوي

رغم أن أبوبكر شوقى وفيلمه الاستثنائى (يوم الدين) استحوذ على المشاعر ولاتزال توابعه تتردد فى أجواء المهرجان، إلا أنه لم يحظ بعدد مواز من الإشادة النقدية فى المجلات التى تواكب عادة بإصدارات خاصة فعاليات المهرجان، صحيح أنه لم يتلق ضربات قاسية مثل عدد من الأفلام الأخرى، وبينها مثلا فيلم الافتتاح (الكل يعرف) لأصغر فرهدى، إلا أن التوجه الرقمى الذى من الممكن متابعته من خلال مجلات مثل (سكرين) و(فيلم فرانسيز) و(فاريتى) وغيرها، لم يشهد لصالح الفيلم، سنجد أفلاما أخرى حصدت أرقاما أعلى مثل البولندى (الحرب الباردة) باول بوالكوفسكى والفرنسى (صورة الكتاب) جان لوك جودار، يجب التعامل مع هذا المؤشر بحذر شديد وعدم الاستسلام المطلق له، فهو لا يعد أحد مصادر لجان التحكيم فى التقييم.

من خلال متابعتى للمهرجان طوال أكثر من 25 عاما، تظل للجان التحكيم قناعاتها الخاصة، وكثيرا ما انحاز التقييم الرقمى إلى أفلام بعينها، ولا تجد لها أى أثر يذكر عند إعلان الجوائز، فى العادة لا يتجاوز عدد النقاد رقم العشرة، وهم لا يجتمعون للمناقشة والاختيار ولكن كلا منهم يمنح الفيلم رقما أو علامة تتراوح بين صفر وأربعة، أى أننا بصدد خمسة تقييمات وفى النهاية يكتب المتوسط بعد جمعها، وتكتشف أن التناقض يصل فى بعض الأحيان للذروة، مثلا تقييم (سكرين) يُكذب تماما مع ما انتهى إليه (فيلم فرانسيز). وتظل فرص فيلم (يوم الدين) قائمة فى المسابقة الرئيسية، لأنه لا يشبه فيلما آخر وهذا هو ما يجعله مرشحا بقوة لجائزة لجنة التحكيم الخاصة، فى نفس الوقت لديه فرصة فى مسابقة (الكاميرا دور) الكاميرا الذهبية التى تُمنح للعمل الأول.

مهرجان (كان) منح العرب تلك المساحة فى كل التظاهرات لا أتصورها بالمناسبة تعبر عن توجه سياسى، ولكنها استندت إلى قيمة فنية، بدليل تلك الحفاوة وهذا الترقب الذى حظيت به الأفلام العربية عند عرضها وآخرها اللبنانى (كفر ناحوم) الذى عُرض مساء أمس إخراج نادين لبكى، التى صارت واحدا من أهم عناوين السينما العربية فى العالم، منذ فيلميها السابقين (كرامل) (هلا لوين)، اللذين انطلقا أيضا من ( كان) خلال تظاهرات موازية للمسابقة الرسمية.

العالم العربى يمنح لمهرجان (كان) حالة خاصة جدا وضخمة من الاهتمام، حتى إن النقاد العرب ومنذ العام الماضى حرصوا على أن يقدموا الجائزة التى يتبناها مركز السينما العربية فى (كان) على هامش فعالياته، وفى تلك الدورة حصد فيلم (واجب) الفلسطينى إخراج آن مارى جاسر ثلاث جوائز أفضل فيلم وأفضل سيناريو وأفضل ممثل محمد بكرى، بينما أفضل مخرج زياد الدويرى اللبنانى عن الفيلم المثير للجدل (القضية رقم 23)، أفضل ممثلة مريم فرجانى عن فيلم التونسى (على كف عفريت) وأفضل فيلم وثائقى (طعم الأسمنت) سورى لبنانى. وعندما تحصل مارى جاسر على تلك الجوائز الثلاث الرئيسية، فهذا ولاشك لا يعنى سوى أنها كانت جديرة أيضا بجائزة أفضل مخرج. شارك فى التصويت نحو 62 ناقدا عربيا وأجنبيا، وبلا مناقشات تتم بين الأعضاء، ولكن التقييم عددى، لا أحد يختار الفيلم الفائز من خلال جواز السفر، بدليل أن عدد النقاد المصريين المشاركين فى التصويت هم الأكثر عددا، بينما خرجت السينما المصرية خاوية الوفاض هذا العام لأنها كانت تستحق، بينما فى العام الماضى حصدت تقريبا كل الجوائز لأنها كانت أيضا تستحق.

الإعلامى والناقد الكبير يوسف شريف رزق الله تم منحه جائزة (الإنجاز) وكأنها تسعى هى للفوز به، جائزة تقديرية عن مجمل عطائه. رزق الله حكاية سينمائية من الطراز النادر العصى على التكرار، متعه الله بالصحة والعافية، لا يوجد أحد أحب السينما، خاصة الأجنبية، إلا وستجد أن يوسف شريف رزق الله قد ساهم ببرامجه المتعددة عبر التليفزيون منذ بداياته، فى النصف الثانى من الستينيات، فى إثارة الإحساس بالشغف، وفى تقديم الإجابات على مختلف الأسئلة، وثقافته وتاريخه يجعلانه أيقونة المهرجانات السينمائية فى مصر والعالم العربى. تكريم يوسف شريف رزق الله يحمل فى أعماقه تكريما لقيم التواضع والعطاء، فهو حتى تلك اللحظة لا يدرك أنه يستحق منا كل هذا التكريم وكل هذا الحب، وما هو أكثر من التكريم والحب.

tarekelshinnawi@yahoo.com

المصري اليوم في

19.05.2018

 
 

اليوم.. «كان السينمائى» يختتم دورة الاكتشافات العظيمة.. وبريق أفلامه عطر يدوم

رسالة مهرجان كان ـ خالد محمود:

حداثة السينما تسطع على شاشة المهرجان من جودار وسبايك لى.. وأبوبكر شوقى يواصل وجودا مشرفا للشباب

يختتم اليوم مهرجان كان السينمائى الدولى فاعليات دورته الـ ٧١، لكن بريق الأفلام وعطرها لن ينتهى، بل سيستمر طويلا بعدما تسلل داخل وجداننا محركا مشاعر وأحاسيس باتت تشيب بفعل حياة صعبة نعيشها، وتوغلت أفكارها لتوقظ من جديد عقولنا التى توقفت عقاربها عن الدوران.

انتصرت أفلام المهرجان لقضايا الشعوب ومنحتها الأمل فى أن تعيد ترتيب أوراقها من جديد، فكما كانت البداية مع فيلم «الكل يعرف» للمخرج الايرانى اصغر فرهادى، وبطولة بينلوبى كروز وخافير بارديم، والذى قدم قصة عائلة عرفت طعم السعادة بعدما ذاقت مرارة الحسرة والندم، من خلال رحلة لورا «بينولوبى كروز»، التى تسافر مع عائلتها من بوينس ايرس بالأرجنتين إلى قريتها الريفية الأم فى إسبانيا من أجل لمِّ الشمل، لكن يعوق ذلك كثير من الأشياء بسبب الأحداث التى تغير مسار حياة الشخصيات، فى نفس المسار الإنسانى.

ويأتى بلون فنى آخر فيلم الختام «الرجل الذى قتل دون كيشوت» للمخرج البريطانى تيرى جيليام، وبطولة آدم درايفر وجوناثان برايس، وسيتم عرض الفيلم فى فرنسا فى نفس اليوم، وهو ينتمى لأفلام كوميديا المغامرات التاريخية، وجاءت الموافقة على عرضه بعد عدة عقبات بسبب أحد المنتجين الذى حاول تأجيل العرض لعدم موافقته على ذلك، لكن المحاولة فشلت بعدما رفضت المحكمة الفرنسية طلب المنتج بحظر عرض الفيلم خلال الليلة الختامية لمهرجان كان، مؤكدة أنه ليس لديه الحق فى منع الفيلم وهو القرار الذى أثلج صدور إدارة المهرجان، والتى أكدت أن المهرجان الذى أعرب مرارا وتكرارا عن ولائه ودعمه للمبدعين، يعبر عن ارتياحه، ويرى أن العدالة ستسمح بعرض هذا العمل، الذى يستحق مخرجه بأن يشاهد فيلمه مع جمهور المهرجان، وهو ما اعتبرته إدارة «كان» انتصارا يستحق الاحتفال، خاصة وأن الفيلم تم تنفيذه فى ١٧ عاما وهى سنوات صعبة وقد تكون الأطول فى صناعة الأفلام، مرّ فيها الإنتاج بكوارث عدة، بدءا من إصابة الممثلين الرئيسيين منهم جان روشفور، وصولا إلى غرق معدات التصوير بسبب الفيضانات.

وكان المخرج قد بدأ تصوير فيلمه المأخوذ عن رواية ميجيل دى سرفانتس فى إسبانيا عام 2000، وقضى عامين لتمويل العمل.

انحاز المهرجان من خلال مسابقاته بأقسامه المتعددة لمجموعة من الأفلام التى تطرح سينما حداثية، والتى تجاوزت ما بعد الحداثة فى رؤاها الفنية مثلما شاهدنا فى فيلم المخرج الأمريكى سباسك لى «بلاك كلانسمان»، وهو من أفلام الجريمة والدراما ويروى القصة الحقيقية لأحد مخبرى الشرطة من أصول إفريقية فى كولورادو سبرينغز، الذى يتسلل إلى التنظيم المحلى من جماعة كو كلوكس كلان، والفيلم بطولة لأدام درايفر وتوفر جريس وجون واشنطن (نجل دينزل واشنطن).

كانت عودة المخرج الكبير لارس فون ترير لمهرجان كان المفاجأة، حيث عرض فيلمه «المنزل الذى بناه جاك» الذى ينتمى لرعب الاضطرابات النفسية، وكان المخرج الدنماركى قد واجه مشكلات كبيرة فى آخر ظهور له بمهرجان كان وأصبح «شخصا غير مرغوب فيه»، بعد إدلائه بتصريحات غير حكيمة حول أدولف هتلر والنازية، لكن الموقف تغير الآن وحصل المخرج على العفو، ليقدم واحدا من اجمل افلامه وأكثرهم تشويقا وإثارة والذى يلعب فيه الممثل مات ديلون دور قاتل شديد الذكاء يرتكب سلسلة جرائم ويرى ضحاياه على أنهم أعمال فنية، ويشاركه بطولة الفيلم أوما ثورمان، وبرونو غانز، وسفى غرابول.

وكذلك فيلم «صيف» للمخرج الروسى كيريل سيريبرنيكوف الممنوع من الحضور لكان، وهو يروى قصة انتشار موسيقى الروك بين شباب روسيا والاتحاد السوفيتى فى ثمانينيات القرن الماضى تحت حكم بريجنيف، وحمل الفيلم آمال جيل يبحث عن التغيير قبل بدء مرحلة البريسترويكا.

تبدأ الأحداث فى لينينجراد فى صيف العام 1980، حيث يتجمع بعض الأصدقاء فى غابة مشمسة ويتوسطهم مايك ناوكو بجيتاره ليغنى شوقا للحرية بعد تهريب سجلات الباريسترويكا، ولا يعلم هؤلاء الشباب بعد أنهم بفضل مجموعة «كينو» الموسيقية والمغنى الشاب فيكتور ستوى، باتوا على وشك تجسيد أحلامهم وتغيير مسار تاريخ موسيقى الروك اند رول فى الاتحاد السوفيتى.

والفيلم الفرنسى الجرىء «آسف انجيل» إخراج كريستوف اونوريه، تدور قصته حول جاك كاتب يعيش فى باريس يبلغ من العمر 39 عاما، لكنه لا يثق بالفعل فى أن أفضل ما فى الحياة لم يأت بعد، ويقع فى علاقة غرامية كبيرة مع ارثر وهو طالب يقرأ ويبتسم كثيرا ويرفض أن يعتقد أن كل شيء فى الحياة غير ممكن، ويعيشان فى حلم جميل بينما يكسوه حزن تقلبات المشاعر ونظرة من حولهما.

وفيلم المخرج الألمانى فيم فيندرز فيلم «البابا فرانسيس.. رجل يفى بوعده»، والفيلم رحلة شخصية لبابا الفاتيكان، يستكشف أفكار البابا ورسالته برؤية فلسفية وإنسانية أكثر منها رصدا وثائقيا لسيرة ذاتية.

أفسح مهرجان كان مجالا كبيرا بعرض الفيلم المصرى «يوم الدين» فى المسابقة الرسمية، وهو للمخرج الشاب أبوبكر شوقى الذى قدم أولى تجاربه فى السينما الروائية الطويلة، وكعادة المهرجان وحده دائما ما تكون شاشته بمثابة اكتشاف لمواهب إخراجية شابة، مثلما قدم من قبل الكندى الشاب كزافييه دولان، وأتوقع مستقبلh واعدا لابوبكر شوقى، الذى قدم نموذجا مشرفا لسينما مصرية قادرة على المنافسة فى المهرجانات الكبرى، واتمنى ان ينسحب هذا الحلم على مخرجينا الشباب، وألا يستسلموا لموجات الإحباط، والوقوف عند محطة عجز الإنتاج، فشوقى لم ييأس وبحث عن وسائل دعم كثيرة، طاف بفيلمه جهات عديدة، ووجد من يشجعه ويقف بجواره ويؤمن به وقد كسبوا الرهان.

كما شهد المهرجان حضورًا عربيًا مميزًا بأربعة أفلام، بجانب الفيلم المصرى، فعرض ايضا بالمسابقة الرسمية فيلم «كفر ناحوم» تأليف وإخراج اللبنانية نادين لبكى، ويحكى قصة صبى صغير يقرر أن يثور على الواقع الصعب الذى يعيشه فى لبنان، عبر رفع دعوى قضائية على والديه.

وضمن مسابقة «نظرة ما» التابعة للمهرجان يعرض فيلمين عربيين هما الفيلم المغربى «صوفيا» للمخرجة مريم بن مبارك، وفيلم «قماشتى المفضلة» للمخرجة السورية جايا جيجى.

بينما تجسدت الحداثة السينمائية فى فيلم المخرج الكبير جان لوك جودار «الصورة الكاملة» وهو الفيلم الذى فجر الكثير من التساؤلات حول موقفه من ثورات الربيع العربى.

الشروق المصرية في

19.05.2018

 
 

لارس فون ترير يهز "كانّ" منتقماً

شفيق طبارة

عاد المخرج لارس فون ترير إلى مهرجان "كانّ"، حاملاً فيلمه "المنزل الذي بناه جاك". عاد غير عابئ بإقصائه لسبع سنوات بسبب مزحة ألقاها عن هتلر والنازية، متجاهلاً إبعاد فيلمه عن مسابقة السعفة الذهب، ودخل القاعة على وقع تصفيقٍ حارٍ، رافعاً الفيلم الأكثر إثارة للجدل في المهرجان حتى الآن.

لم تسكت الأقلام أو الألسن منذ عرض "المنزل الذي بناه جاك". فون ترير مجرم، فون ترير غير انساني، فون ترير قاسٍ.. وبعيداً من الكتابات التي تطرقت الى الفيلم، ومن خروج الكثير من مشاهدي العرض الرسمي الأول قبل نهاية الفيلم، بسبب الوحشية والدموية.. فنحن أمام فيلم لمخرج لم يكن يوماً من صنّاع السينما اللطيفة أو المجامِلة. أمّا بطاقة المهرجان فتحذّرنا منذ البداية: "الفيلم عنيف قد يثير الحساسيات". لا حاجة إذاً لهذا القدر من التفاجؤ أو لتضخيم الأمور. فلنغُص أكثر في الفيلم، علّنا نفهم كيف ولماذا بنى المخرج الدنماركي منزلاً لقاتلٍ متسلسل.

القصة عن جاك (مات ديلون)، قاتل متسلسل يسكن في مكان ما في الولايات المتحدة خلال السبعينات، مهندس يحلم بمهنة العمارة، يريد بناء منزل دقيق التفاصيل، ونلحظ هوسه بالكماليات. شخص وحيد، تماماً كحال ضحاياه، باردٌ وممل ويعاني الوسواس القهري، لا يستخدم طريقة واحدة للقتل. أما ضحاياه، فليسوا متشابهين، من بطة قطع رِجلَيها في صغره إلى أطفالٍ ونساء في معظمهمن ثم رجال أكثر مع تقدّمه في العمر.. كل الجثث تذهب الى ثلاجة كبيرة، ومن وجهة نظر جاك هو يمارس فناً، والفن "يتطلب كثيراً من الحب".

ليست الجريمة محور الفيلم. كلّ شيءٍ يبدأ من حوار جاك مع فيرغ (برونو غانز)، ولا نرى وجهه، فقط نسمع صوته حتى آخر الفيلم. أهو معالج نفسي؟ أم أنّه الضمير؟ أم الشيطان؟ المهم أن جاك وفيرغ يتحاوران، يحكي جاك خلال خمس جرائم، من بين عدد كبير من الجرائم التي يرتكبها. تصبح الحوارات شائكة أكثر فأكثر، يبرر القاتل أفعاله، هو مقتنع بأنّه فنّان ويقدم في السياق تبريرات فلسفية فنية بل وتاريخية. ويحضر الخلق، إغراء الجسد، الرعب والعنف، الموت، الفن، الحدود، الخير والشر وربما القليل من السينما... هكذا يأخذ فون ترير فيلماً اعتيادياً عن قاتل متسلسل، إلى الزوايا الفلسفية، ليفنّد الطبيعة المعقدة للإنسان، من "الكوميديا الالهية" لدانتي، فلوحة "فيرجيل في الجحيم" لويليام أدولف بوغورو.. ينغمس في الفن الجميل، وحياة الأديب الانكليزي توماس دي كوينسي وموته، ثمّ موسيقى الكندي غلين غولد المتميزة فنياً..

ذهب النقاش أبعد. جاك معجب بنظرية مهندس الرايخ الثالث، ألبرت شبير، في العمارة، يشرحها، بل ويعظّمها. اوجد فون ترير، في حبّ شخصيته الرئيسية للعمارة، منفذاً لنفسه، إذ لا بدّ من العودة إلى أزمته مع المهرجان حول كلامه عن النازية. بسلاسة سينمائية مستفزّة، رمى فون ترير كلامه من جديد في وجوه من رفضوه وأقصوه

خلال أعمال جاك الفنية، كما يحلو له أن يسميها، يصف القاتل النساء بالضعف والغباء، هو يسأل: "لماذا النساء بريئات والرجال دوماً مذنبون". هي نقلة نوعية لفون ترير الذي خالف أفلامه السابقة، حيث سيطرت النساء، وكان يتحدّث بلسان حالهن، حتى اتُّهم بأنّه يكتب فقط لهنّ، والآن يسيطر الرجال..

ينمّق جاك جرائمه، بينما نشعر بقوة ضرباته، بحزيز سكينه وحرارة طلقاته. لا يشيح فون ترير بكاميراته. ينقل ألم الضحايا بحذافيره، فيجبرنا على إشاحة أنظارنا وإغلاق آذاننا. هنا يصنع فون ترير خطاً خاصاً به في أفلام الجرائم. لا يخشى حمل الكاميرا حيث لا يجرؤ الآخرون. خلال قتل جاك للأطفال، خرج البعض من صالة السينما. لا حاجة إلى الكلام عن العنف. إنه صريح ويتخطى الحدود، حتى في معيار فون ترير نفسه: "فيلمي الجديد هو الأكثر تطرفاً في تاريخ حياتي السينمائية". يعيد المخرج، مع شخصياته، تعريف كلمات، مثل الوحشية. في مكانٍ ما، جعل العنف ممتعاً، أو كوميديا سوداء، لكنّ الضحك ليس مستساغاً أو مريحاً. نصل إلى النهاية، ولا نتنفّس الصعداء، لا يريد فون ترير لنا هذا. هو يكمل في لامبالاته بمشاعرنا، بعدم اكتراثه لنا، على نغمات الأغاني المستفزة التي اختارها للفيلم، خصوصاً الأخيرة.

ليس الفيلم هجيناً في مسار فون ترير السينمائي التصاعدي. هو سقوط هادئ وممتع نحو الجحيم. ما من شيء لم نشاهده في أفلام فون ترير من قبل. هذا الذي نتوقعه منه. هل يستمتع بالكراهية؟ هل هو سادي؟ هل هو مبتكر؟ هل هو مجنون؟ لا يهم. إنه لارس فون ترير، صانع التحف الذي لا يشبه أحداً.

جاك ليس مجرد قاتل إذاً، وفون ترير ليس مجرد مخرج بكلّ تأكيد. يتماهى المخرج مع شخصيته الرئيسة، جاك هو لارس، لسان حاله وفلسفته وذائقته الفنية. لكن، من هو فيرغ الذي جادل لارس منذ البداية؟ هل يعقل أن يكون نفسه فيرجيل الذي أخذ بدانتي "لارس" إلى دوائر الجحيم؟

الفيلم مقال مرئي عن فون ترير نفسه، عن فنه، عن السينما الدنماركية: "صور الشر أفضل من صور الخير".. ألا يبدو هذا فون ترير؟.. "هل من المقبول أن نتجاوز الحدود الإنسانية والأخلاقية لخلق عمل فني؟ هل دور الفنان هو كشف القبح والشر والذهاب به بعيداً في خدمة الفن والحقيقة؟".. أليس هذا ما تفعله سينما فون ترير؟ تعثّر جاك في بناء منزله وكذلك كان فون ترير متعثراً، بتصريحه القديم عن عدم قدرته عن إنتاج افلام أخرى قبل هذا الفيلم. لا نأمل وداعع لارس فون ترير، فالكراهية مازالت في انتظاره.. "لا أعتقد انهم كرهوا فيلمي كفاية"، صرح أخيراً. يبدو أن هذا سيكون الدافع ليبني لارس منازل جديدة، لا تقلّ في شيء عن المنزل الذي بناه جاك..

المدن الإلكترونية في

19.05.2018

 
 

سباق السعفة الذهبية (4): تناقض نادين لبكي يقسم الآراء.. وتألق جيلان وجارون يزيد حرارة المنافسة

أحمد شوقي

انتهت أخيرًا مسابقة مهرجان كان السينمائي الدولي الواحد والسبعين. 21 فيلمًا تُمثل قمة الإنتاج السينمائي في العالم عُرضت على مدار 11 يومًا لآلاف الصحفيين والسينمائيين والمحترفين، شاهدناها جميعًا وتعرضنا لها بالتحليل. وفي هذه المجموعة الأخيرة من المشاهدات أفلام وفرها المهرجان لأيامه الأخيرة بحثًا عن ختام قوي، تحقق بالفعل مع أفلام التركي نوري بيلج جيلان والإيطالي ماتيو جارون، وجذب أنظار العرب بفيلم اللبنانية نادين لبكي الجديد.

دوجمان Dogman ـ إيطاليا

الإيطالي المخضرم ماتيو جارون هو أحد الأعضاء الدائمين في نادي كان، وحضوره دائمًا مؤثر مثلما في فاز في مشاركته الأخيرة بجائزة لجنة التحكيم الكبري (جران بري) عام 2012 عن فيلمه الدرامي "حقيقة". جارون يعود بعمل كبير، لا تقل قيمته الفنية عن جاذبيته الجماهيرية وهذا إنجاز في حد ذاته. مع عودة لعوالم العصابات والحياة السفلية التي منحته الشهرة في فيلمه الشهير "جومورا"، الفائز بالجران بري أيضًا عام 2008.

دوجمان هو مارسيلو، الرجل الهادئ ضعيف البنية الذي يمتلك متجرًا لرعاية الكلاب في منطقة بعيدة عن اهتمام السلطة أو سيطرتها. يمتلك علاقة خاصة بالكلاب لا يفوقها سوى تعلقه بابنته الوحيدة التي تعيش مع والدتها، وهو الوحيد في المنطقة الذي يمكنه التعامل بشكل أو بآخر مع عملاق بلطجي من النوع الذي لا يسير إلا والمصائب معه. مصائب سرعان ما تسحب مارسيلو تدريجيًا رغمًا عن إرادته، ليجد نفسه مجبرًا على مواجهة الشيطان بنفسه.

مواجهة الشيطان هنا تأتي بمعناها المباشر والرمزي، فالفيلم يطرح في أحد مستوياته سؤال: ما الذي يجذب البشر إلى الشر؟ وما الذي يدفع شخصًا يمكن تقييم شخصيته إجمالًا بالخير والطيبة مثل مارسيلو (رغم ممارسته تجارة المخدرات على مستوى الحي) أن يعاني من هذا الضعف أمام وحش يكاد كل تصرف يقدم عليه أن يصرخ بأنه سيتسبب لصاحبه في كارثة.

المدهش أننا نصدق مارسيلو، ولا نملك إلا أن نتفهم أفعاله ونحن نحذره من تبعاتها، انطلاقًا من سيناريو مدهش يرسم دستوبيا كاملة في العالم السفلي للضواحي الإيطالية، ويدعمه المخرج بخيارات بصرية تزيد من كآبة المحيط الفيلمي، وتوظيف ممتاز لوجود الكلاب بصورة دائمة كموتيفة درامية وبصرية لا يمكن فهم الفيلم كاملًا بمعزل عن دلالاتها. وقبل كل هذا أداء مدهش من الممثلين الرئيسيين مارسيلو فونتي وإدواردو بيسكي، اللذين يبدوان من كثرة تماهيهما مع الشخصية وكأنهما هواة اختارهم المخرج بناء على هيئتهم، لكنهما ممثلين محترفين قد يكون لأحدهما (خاصة فونتي) نصيبًا في جائزة التمثيل.

التقييم: **** من خمس نجمات

كفرناحوم – لبنان

مزيج مثير من عناصر بالغة التميز وعناصر شديدة التواضع تقدمها نادين لبكي في فيلمها الثالث ومشاركتها الأولى في المسابقة الدولية لمهرجان كان. "كفرناحوم" خطوة للأمام تقطعها لبكي على مستوى تماسك الفيلم كوحدة واحدة، تقوم فيه لبكي للمرة الأولى بمغادرة العوالم الحالمة والمخملية لتغوص في أعماق العشوائيات اللبنانية. في الولايات المتحدة هناك اتجاه في الأعوام الأخيرة لأفلام "الحثالة البيضاء" أو White Trash من يعيشون على هوامش المجتمع كالحشرات. ربما يكون هذا أول "وايت تراش" لبنان، وإن كان اللون ليس أبيضًا، بل مزيج من العربي والأسود.

زين (زين الرافعي في أداء مدهش) طفل في الثانية عشر من عمره، محكوم عليه بخمس سنوات سجن بعدما طعن شخصًا، يذهب للمحكمة من أجل رفع دعوة على والديه لأنهما أنجباه في هذا العالم. تبدو المخرجة مهووسة بهذا المدخل الخيالي لدرجة جعله الإطار الدرامي الحاكم للفيلم، وتضمين حوار الطفل كملخص للفيلم، والمشهد كمقتطع ترويجي، وكأن هذه المحاكمة هي درة العمل.

هوس نعتبره في غير محله، فعلى العكس من تصوّر لبكي، هذا الخط هو أحد أسوأ عناصر الفيلم، سواء في خيالية الفكرة التي تدخلنا إلى فيلم شديد الواقعية والقسوة من مدخل عالم فانتازي يمكن فيه أن يُسمح بتمرير دعوى كهذه (لو كان هذا ممكنًا لما عاش زين حياة كحياته من البداية)، أو في كسر العودة إلى المحكمة الإيقاع السردي في كل مرة نندمج فيها مع الحكاية، أو فيما يسهم فيه هذا الخط من تمييع القضية (وهو فيلم قضية بامتياز)، بل وتبدو النهاية وكأنها تصالح مع ما ترتكبه أسر مثل أسرة الطفل من جرائم في حق أبناء يتم إنجابهم دون حساب.

هناك إنجاز مشهود على مستوى الصورة، نشاهد لبنان هنا كما لم نره من قبل على الشاشة، وإن عاب هذا النقل انعدام خصوصيته، فالمكان هو عشوائيات فقيرة يمكن أن توجد في أي بلد. لكن هذه الواقعية الخشنة تتعارض طوال الوقت مع الميلودرامية التي تحكم الأحداث، والإصرار على توريط مشاعر الجمهور بكل الحيل الممكنة في القصة والصورة والموسيقى. إخلاص لا تتراجع عنه لبكي للسنتمنتالية السينمائية كان من الممكن أن يمر في فيلميها السابقين لكنه هنا ـ وبفعل مأساوية القصة ـ يتحول لاستجداء مستمر للتعاطف لم يكن الفيلم في حاجة إليه، لا سيما مع الاختيارات الرائعة لجميع الممثلين.

"كفرناحوم" محير في كونه مزيج من الجودة والتواضع، في خطوات تقطعها نادين لبكي للأمام وأخرى للخلف، وفي كونه فيلمًا صالحًا للتتويج في سياقات إنسانية ونسوية (وبدرجة أقل سينمائية)، قدر إمكانيه تجاهله بشكل كامل في اختيارات لجنة التحكيم.

التقييم: **ونصف من خمس نجمات

سكين في القلب Knife + Heart – فرنسا

لو كان الأسلوب كافٍ لصناعة فيلم جيد لكان لفيلم المخرج يان جونزاليز الثاني شأن آخر، لكن للأسف المخرج الذي اهتم كثيرًا بشكل وأسلوب فيلمه لم يضع اهتمامًا موازيًا في المحتوى أو الحكاية ليضيع مجهوده الأسلوبي دون طائل في واحد من أكثر أفلام المسابقة إحباطًا وإثارة للملل.

ينطلق جونزاليس من فكرة بالغة الجاذبية: في عام 1979، آن (فانيسا بارادي) منتجة أفلام إباحية للمثليين تعيش مرحلة شخصية صعبة بعد انفصال لا تريده عن حبيبتها، قبل أن يبدأ فريقها السينمائي في التعرض لهجمات متتالية من قاتل متسلسل خفي يقوم بقتل المثليين بصورة وحشية. قصة كانت كفيلة بوضع الفيلم في معظم قوائم الأعمال المترقبة قبل بدء المهرجان.

إلا أن المشاهدة كشفت تعثر الحكاية في التطور أكثر من هذا الملخص. اجتهد المخرج في تقديم أسلوب يحاكي أفلام الفئة B وأفلام السبعينيات الإباحية، بالتصوير بخام السينما 35 ملليمتر والاعتماد على خدع ومؤثرات العمل بالخام، مع المزج في لقطات معينة بخام 16 ملليمتر، والتوظيف المحكم للديكور والملابس والألوان لمحاكاة زمن الفيلم، ومسويقى مستوحاة من نفس الزمن وضعها شقيق المخرج نجم الروك المعروف باسم M83.

بالتوازي مع هذا النجاح الأسلوب جاء الفشل الدرامي، بتعثر الحكاية مبكرًا جدًا عن السير في أي اتجاه مقبول، سواء في الخط التشويقي المتعلق بالقاتل أو الخط النفسي المرتبط بانفصال البطلة، لتبدأ سلسلة لا تنتهي من المواقف المختلقة التي لا تتطور للأمام أو تسفر عن أي لحظة تنوير أو حتى إثارة. لتكون النتيجة فيلم خارج محبط لكل من ترقبه.

التقييم: ** من خمس نجمات

أيكا Ayka – كازاخستان

كثيرة هي الأفلام التي تتناول حياة المهاجرين الفقراء، من أي بلد وإلى أي بلد، فحال العالم الآن هو ترحال مستمر يقطعه البشر بحثًا عن ظروف حياة أفضل، وأحيانًا عن ظروف حياة فقط. وإذا كانت أفلام عديدة تتناول هجرة الروس إلى غرب أوروبا، ففيلم المخرج كازاخي المولد روسي الجنسية سيرجي دفورتسيفوي يروي تبعات هجرة امرأة كازاخستانية إلى روسيا.

يبدأ الفيلم بالبطلة أيكا تترك وليدها الذي وضعته للتو في مستشفى عام وتهرب من النافذة إلى ثلوج الطريق بينما لا يزال نزيف ما بعد الحمل يجعلها غير قادرة على الحركة بشكل طبيعي، لنقضي مع أيكا أربعة أيام وليال نتعرف فيها على مأزقها، مع أقل القليل من المعلومات عنها وعن سبب هجرتها المفهوم ضمنًا.

بكاميرا محمولة وتصوير واقعي تمامًا يتابع المخرج رحلة البطلة في العالم السفلي للعاصمة موسكو، عالم المهاجرين غير الشرعيين الذين يعيشون بالعشرات في شقة واحدة، يعملون مقابل قروش يدفعونها كرشاوي لاستمرار وجودهم، والذين لا يتوقفون ولا يتوقف العالم حولهم عن الحركة.

والحركة في الفيلم تيمة بصرية ثابتة، فلا لحظة ثبات طوال المائة دقيقة، الكل يتحرك بسرعة وعشوائية وانعدام تعاطف أو حتى انتباه لامرأة تعيش مأساة مكتملة الأركان. في هذا التعامل الخال من العواطف ومن مثيراتها يكمن فارق بين "أيكا" و"كفرناحوم"، والفيلمان عُرضا بفارق ساعات معدودة، فبينما يتناول كل منهما العالم السفلي في عاصمة قاسية، فتأثير جفاف الفيلم الكازاخي أكبر من تأثير السنتمنتالية اللبنانية.

موتيفة أخرى يستخدمها دفورتسيفوي بنجاح هي الحيوانات، فعلى مدار الأحداث يتقاطع مسار البطلة مع الحيوانات في أكثر من مكان، مثل عملها في مجزر للدواجن ثم انتقالها لعيادة بيطرية، ليضع الفيلم بشكل مباشر مقارنة دائمة بين وضع البشر والحيوانات، بالصورة فقط وفي سياق درامي مقنع دون أي حديث أو خطابة.

غير أن "أيكا" يعيبه عدم الإتيان بالجديد، فمحتواه يتشابه مع كل أفلام مآسي الهجرة غير الشرعية من أي مكان ولأي مكان، فسواء كانت البطلة كازاخية في روسيا أو روسية في ألمانيا، كان من الممكن أن نتوقع مشاهدة نفس ما شاهدناه.

التقييم: *** من خمس نجمات

شجرة الآجاص البرية The Wild Pear Tree – تركيا

تعمدت إدارة مهرجان كان برمجة فيلم المخرج التركي الأشهر نوري بيلج جيلان ليكون آخر فيلم يُعرض في المسابقة، بل وآخر فيلم يُعرض في المهرجان بشكل عام، فحتى فيلم الختام "الرجل الذي قتل دون كيخوته" أقيم له عرض صحفي يسبق فيلم جيلان، وكأن "شجرة الآجاص البرية" هو تتويج لدورة يمكن القول بإنها ناجحة جدًا على صعيد الاختيارات.

جيلان هو أحد أباطرة السينما العالمية حاليًا، ومجرد وجوده يضعه في قائمة المرشحين للتويج، كيف لا والرجل يمتلك رقمًا قياسيًا بخمس مشاركات متتالية في كان نال فيها جميعًا جوائز آخرها وأكبرها السعفة الذهبية عام 2014 عن "سبات شتوي"، الفيلم الذي غيّر فيه جيلان أسلوبه المائل للصمت إلى سينما لا تتوقف عن الحديث، وها هو يستمر على النهج نفسه في الفيلم الجديد.

"شجرة الآجاص البرية" فيلم متكلم، لا يتوقف فيه الحوار إلا في دقائق قليلة على مدار 188 دقيقة هي زمن الفيلم (أطول أفلام المسابقة). لكنه ليس حوارًا من النوع الذي يُنصح بعدم الإفراط فيه، بل هو حوار بالغ الذكاء والعمق، يتعرض لموضوعات متشعبة بنفس القدرة على إثارة التفكير والارتباط بدراما الفيلم وموضوعه الرئيسي: العلاقة بالجذور، بالأب والعائلة والوطن بشكل عام.

رواية سينمائية بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، بتعدد شخصياتها والثراء الهائل في تركيب كل شخصية، وعلى رأسها شخصيتين الابن والأب. الابن العائد بعد التخرج من الجامعة والحالم باحتراف الكتابة ونشر روايته الأولى والحائر بين خيارات محدودة لمستقبله المهني، والأب المتصالح مع حياة كاملة من الفشل المهني والمادي والأسري. الإحباط المتبادل والحب المغلف بالكراهية يجعل من علاقة الابن سنان والأب أدريس واحدة من أعقد وأغنى العلاقات الدرامية التي شاهدناها في الأعوام الأخيرة، وهو وصف غير غريب بالمرة على سينما نوري بيلج جيلان.

الفيلم يسير من اللحظة الأولى بإيقاع هادئ تمامًا، الإثارة فيه تنبع من داخل الدراما وديناميات العلاقة بين الشخصيات، بينما لا تحدث أمور كبيرة في المستوى الظاهر للحكاية، وهي أيضًا سمة مميزة لأفلام جيلان لكنه يأخذها لمنحى أكثر تطرفًا هذه المرة، بصورة قد تجعل "شجرة الآجاص البرية" من أقل أفلامه شعبية، فحتى بين الصحفيين شهد العرض الصحفي مغادرة الكثيرين في وسط الفيلم. هو فيلم ليس صالحًا لمن لا يأخذ السينما على محمل الجد، المستعد لبذل بعض الجهد العقلي ولعب دورٍ نشط في المشاهدة.

لكن وبكل المعايير يبقى فيلم جيلان الجديد أفضل ختام ممكن لكان 71، ويضع نفسه في اللحظات الأخيرة ضمن قائمة الأفلام الأفضل والمرشحة بقوة لسعفة الذهب.

التقييم: **** من خمس نجمات

####

جوائز كان السينمائي 2018- السعفة الذهبية من نصيب الياباني Shoplifters ونادين لبكي تفوز بجائزة لجنة التحكيم.. تكريم جودار بطريقة مبتكرة

أمل مجدي

أسدل الستار على الدورة الـ71 لمهرجان كان السينمائي الدولي، وذلك بعد فعاليات استمرت لمدة 12 يوما على التوالي. وجاءت نتائج لجنة تحكيم المسابقة الرسمية التي ترأسها الممثلة الأمريكية كيت بلانشيت متماشية مع التوقعات والتقييمات التي حصلت عليها الأفلام على مدار فترة العروض.

فقد توج فيلم Shoplifters للمخرج الياباني هاروكازو كويردا بالسعفة الذهبية بعد منافسة شرسة مع 20 فيلما آخر. وتعد هذه المرة السابعة التي يشارك فيها المخرج في المهرجان الفرنسي، وقد حصل فيلمه Like Father, Like Son على جائزة لجنة التحكيم في عام 2013.

فيما فاز فيلم Blackkklansman للمخرج الأمريكي سبايك لي بالجائزة الكبرى، ويأتي ذلك بعدما مؤخرا عن عدم تسامحه مع فكرة خسارته في عام 1989 عندما شارك بفيلم Do the Right Thing.

وبعد مشاركة فيلمين عربيين في المسابقة الرسمية، تمكنت المخرجة اللبنانية نادين لبكي من اقتناص جائزة لجنة التحكيم عن فيلمها "كفرناحوم"، وقد حصلت أيضًا على جائزة لجنة التحكيم المسكونية التي تمنح لأعمال فنية تكشف عن أعماق البشر وما يثير قلقهم وألمهم وإخفاقاتهم في الحياة.

وبالطبع لم يخرج جان لوك جودار خال الوفاض، فقد خصصت لجنة التحكيم جائزة جديدة تحمل اسم "السعفة الذهبية الخاصة" لفيلم المخرج الفرنسي، Image Book. يعتمد الفيلم على السرد البصري والصوتي طارحا مجموعة من الأزمات المختلفة التي تواجها الإنسانية منتقدا الأوضاع السياسية والاستغلال الديني والفكري. وقد اعتمد جودار في بناء فيلمه على لقطات ومقاطع من أفلام روائية وتسجيلية من مختلف أنحاء العالم، مصحوبة بموسيقى أو حوار من المقطع أو تعليق صوتي على الحدث.

وجاءت جائزة أفضل ممثل من نصيب الإيطالي مارشيلو فونتى عن دوره في فيلم Dogman للمخرج ماتيو جارون، ونالت سمال ياسلياموف، جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الكازاخستاني Ayka.

وفي فئة أفضل سيناريو، حصل على الجائزة فيلمين مناصفة هما فيلم Happy As Lazzaro للمخرجة الإيطالية أليشيا روروتشر وفيلم Three Faces للإيراني جعفر بناهي.

وبالنسبة لجائزة الكاميرا الذهبية التي تمنح لأفضل عمل أول وتنافس عليها هذا العام 19 فيلما، فقد فاز بها فيلم Girl للمخرج البلجيكي لوكاس دونت، الذي تمكن من اقتناص جائزتين أخيرتين هما جائزة أفضل ممثل لفيكتور بوليستر في مسابقة نظرة ما، إلى جانب جائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي).

وفي مسابقة نظرة ما التي ضمت 18 فيلما، فاز Border للمخرج الإيراني علي عباسي، وحصل على جائزة أفضل سيناريو فيلم Sofia للمخرجة المغربية مريم بن مبارك. واقتنص جائزة الإخراج الأوكراني سيرجي لوزنيتسا عن فيلمه Donbass، وكانت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لصالح فيلم The Dead and the Others للمخرجين جاو سالفيا، ورينيه نادر ميسورا.

موقع "في الفن" في

19.05.2018

 
 

كان 71: توقعات الناقد السينمائي الكبير إبراهيم العريس لجوائز السعفة الذهبية لعام 2018

كان ـ «سينماتوغراف»

تنشر«سينماتوغراف» توقعات الناقد السينمائي العربي الكبير إبراهيم العريس، لجوائز السعفة الذهبية والتي كانت ضمن تغطيته لموقع جريدة «الحياة»، وهي تفتح التساؤلات حول ما الذي سيحدث غداً عند الإعلان عن جوائز الدورة الـ71 لمهرجان كان السينمائي لعام 2018، وهل ستكتفي الأفلام العربية بالتمثيل المشرف، أم تقتنص إحدى الجوائز، ونتوقف أمام ما كتبه الناقد الكبير، لنرى إلى إي مدى ستتوافق مع اختيارات لجنة التحكيم التي ترأسها هذا العام الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت.  

يؤكد العريس: بكلام أكثر جدية يمكن القول، على غير العادة في السنوات الـ«كانيّة» الأخيرة، إن ثمة عدداً لا بأس به من أفلام سيتنافس على جوائز لجنة التحكيم وتنويهاتها. ولئن كانت الترشيحات ستظل ناقصة عند كتابة هذه السطور بالنظر إلى أن واحداً من أكثر أفلام المسابقة الرسمية انتظاراً، هو التركي «الإجاص البري» للفائز مرات عدة نوري بلغي جيلان، لم يُعرض إلا في الساعات الأخيرة، فإن التحفظ تجاه الحديث عن حظوظ هذا الفيلم لن يمنعنا من القول إن الأفلام التي نراها جديرة بالفوز كثيرة. ونقول «نراها» لأن المسألة، من جديد، مسألة تقدير شخصي من الصعب القول إنه سيتطابق بالضرورة مع تقديرات لجنة الفنانة كيت بلانشيت، أو مع اختيارات النقاد. وعلى هذا النحو، نورد هنا تقديراتنا مع شيء من المجازفة المسلية، مؤكدين مرة أخرى أن مسألة التقديرات هذه لعبة لا بد أن نلعبها مرة في العام، وتنم دائماً عن أمنياتنا أكثر مما تنم عن توقعات من الصعب التحكم بنتائجها.

جائزة التمثيل النسائي قد تكون من نصيب بطلة فيلم «الحرب الباردة» الشابة الرائعة جوانا كوليغ، إن لم يفز فيلم بافيل بافيلكوفسكي البولندي هذا بالسعفة الذهبية التي يستحقها فعلاً، وقد يفوز في شكل أكثر منطقية بالجائزة الكبرى، ثانية جوائز المهرجان وتعطى عادة لفيلم تفوق قيمته الفنية قيمة فيلم «السعفة الذهبية».

وقد ينافس «الحرب الباردة على السعفة الفيلم الياباني «سارقو الحوانيت» الذي يستحق بطله فرانكي ليلي جائزة أفضل تمثيل لفئة الممثلين الرجال. وفي سياق ترشيحاتنا للسعفة، نجد أيضاً «الصيف» الروسي، ومن دون ريب الإيطالي «لازارو السعيد» لأليس رورفوشر. وفي يقيننا أن هذه الأفلام بالذات ستتقاسم بقية الجوائز مضافاً إليها فيلم ستيفان بريزيه «في الحرب» وبطله فنسان ليندون.

هنا إزاء هذه التوقعات قد يتساءل المرء: إذاً أين الكبير جان لوك غودار وفيلمه المتباري الذي اعتبره كثر من النقاد الأكثر جدية تحفة سينمائية حقيقية؟ فيلم جدير بالفوز بالتأكيد، لكن مشكلته أنه مثل معظم أفلام غودار في السنوات الأخيرة- وكما يجب أن يكون كل فن حقيقي على أي حال- فيلم يقسم ولا يجمع. ومن هنا نستبعد أن تكون لجنة تحكيم هذا العام من الحصافة والسينمائيّة إلى درجة تدرك معها أهمية هذا الفيلم، إن لم يكن سياسياً، ففي مجال تجديد اللغة السينمائية على الأقل.

أما الإيراني أصغر فرهادي الذي «نُسي» فيلمه الإسباني «الكل يعرف» الذي افتتحت به دورة المهرجان، فعليه هو، المعتاد على الفوز، أن يكتفي هذه المرة إما بالتقدير المعنوي، أو بفوز صغير (السيناريو مثلاً)، فيما قد يفوز مواطنه جعفر باناهي فوزاً يكرّم «شجاعته»، ويتحدى جلاديه الذين يمنعونه من مغادرة بلاده، وهي حال زميله الروسي كيريل سيريبرينيكوف صاحب «الصيف» الذي لن يكون منطقياً خروجه من المولد بلا حمّص!

في النهاية كل هذه «التوقعات» بالنسبة إلينا لعبة نعود لخوضها مرة كل عام، ولن يفاجئنا أن حساب الحقل لن ينطبق على حساب البيدر، ففي النهاية يتعلق الأمر بمزاج لجنة تحكيم من عدد محدود من أعضاء، وبفهمهم السينمائي الذي غالباً ما يكون مختلفاً عن فهمنا.

####

كان 71: الفيلم المغربي «صوفيا» يحصد جائزة سيناريو «نظرة ما»

كان ـ «سينماتوغراف»

تمكن الفيلم المغربي “صوفيا ـ Sofia” للمخرجة الشابة مريم بن مبارك، من حصد جائزة أفضل سيناريو بمسابقة “نظرة ما” ثاني أكبر أقسام مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 71، التي تختتم فاعليتها غداً السبت على مسرح قصر المهرجانات الأسطوري.

والفيلم يتحدث عن الشخصية الرئيسة “صوفيا” التي تنتمي إلى عائلة بورجوازية وتجتمع أفراد عائلتها حول مائدة الغذاء والفتاة تقدم لهم مختلف الأطباق، وتقوم صوفيا وابنة خالتها لينا في رحلة بحث عن مستشفى أو عيادة يقبل بمساعدة صوفيا على الولادة.

الفساد والتفاوت الطبقي في المغرب من المسائل التي تطرحها مريم بن مبارك، فتقوم بطلة العمل بجولة على متن سيارة مرسيدس تبدأ من الأحياء الفقيرة في الدار البيضاء إلى فيلاتها الفخمة المطلة على البحر.

ثم في تطور “درامي” سهل، نكتشف أن عمر ليس أب المولود ولم يقم علاقة جنسية مع صوفيا، فقط رضي بالصفقة لتحسين مستواه المعيشي. ربما هذه هي إحدى الخطوط القوية للفيلم، فكأن عمر هو المغتصب، ونرى في مشاهد نادرة في السينما المغربية رجلا يبكي أمام الخيار المفروض عليه بدوره والذي يقبله بسبب وضعه المتردي.

يُشار إلى أن الفيلم السوري “قماشتي المفضلة” أو “My favorite fabric” للمخرجة جايا جيجي، شارك في منافسات هذا القسم بجانب 17 فيلماً سينمائياً من مختلف دول العالم.

سينماتوغراف في

19.05.2018

 
 

كان 71 ـ بالصور: القائمة الكاملة لجوائز «السعفة الذهبية 2018»

كان ـ «سينماتوغراف»

انتهى منذ قليل، حفل توزيع جوائز مهرجان كان السينمائي، والتي انطلقت فعالياته الـ 71 في الثامن من مايو الجاري، واستمرت على مدار 11 يومًا، قدم خلالها ما يزيد عن 90 عملاً سينمائياً من مختلف دول العالم، وبحضور عدد ضخم من صُناع السينما، كان أبرزهم حضور المخرج مارتن سكورسيزي، والمخرج البريطاني كريستوفر نولان.

وفيما يلي ننشر القائمة الكاملة لجوائز مهرجان كان السينمائي 2018:

جائزة السعفة الذهبية:

الفيلم الياباني “Shoplifters” للمخرج هيروكازو كوريدا

جائزة مهرجان كان الخاصة:

الفيلم الفرنسي “The Image Book” للمخرج جان لوك جودار

جائزة لجنة التحكيم الكبرى:

الفيلم الأمريكي “BlacKkKlansman” للمخرج سبايك لي

جائزة أفضل إخراج:

المخرج البولندي باول باولكوسكي عن فيلم “Cold War”

لجنة التحكيم الخاصة

لفيلم اللبناني “كفر ناحوم” للمخرجة نادين لبكي

جائزة أفضل ممثل:

الممثل الإيطالي مارسيلو فونتي عن فيلم “Dogman”

جائزة أفضل ممثلة:

الممثلة الكازاخستينية سامال يسلياموفا عن فيلم “Ayka”

أفضل سيناريو:

الفيلم الإيطالي “Happy as Lazzaro” للمخرجة أليس روشار، مناصفة مع  الفيلم الإيراني “ثلاثة وجوه” للمخرج جعفر بناهي

الكاميرا الذهبية:

الفيلم البلجيكي “Girl” للمخرج لوكاس دونت

السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير:

الفيلم القصير “ALL THESE CREATURES” للمخرج تشارلز ويليامز

جائزة الترشيح الخاص للأفلام القصيرة:

فاز بها فيلم “Katto” للمخرج تيبو ايركسنين

جائزة أفضل فيلم وثائقي:

فاز بها فيلم “Faces Places” للمخرج أغنيس فاردا

جائزة لجنة التحكيم المسكوني:

الفيلم الصيني “On the Border” للمخرج شو جن وي

####

كان 71: فيلم «BURNING» يحصد جائزة النقاد السينمائيين

كان ـ «سينماتوغراف»

تمكن الفيلم الكوري الجنوبي “Burning” للمخرج تشانغ دونج لي، من حصد جائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين (FIPRESCI)، والتي تضم في عضويتها أكثر من 50 شخصية سينمائية حول العالم.

وينافس الفيلم أيضاً على جائزة السعفة الذهبية بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي هذه السنة، والتي سوف يعلن عن الفائزين بجوائزها الليله.

يقوم الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين (FIPRESCI)، بتقديم الجوائز خلال المهرجانات السينمائية مثل مهرجان كان السينمائي، تورونتو السينمائي الدولي، فينيسيا السينمائي، لتكريم صُناع الأفلام المعروفين بالمبادرة وروح المغامرة. وقد سبق وفاز بها مخرجين متميزين أمثال جان لوك جودار، بول توماس أندرسون، وبيدرو ألمودوفار، وغيرهم.

يُشار إلى أن المخرج تشانج دونج لي، سبق وحصد جائزة أفضل سيناريو عام 2010 عن فيلم “Shi”، كما سبق وترشح مرتين للسعفة الذهبية.

سينماتوغراف في

19.05.2018

 
 

ننشر جوائز مهرجان «كان» السينمائي في دورته الـ71

كان - خالد محمود

انتهى حفل توزيع جوائز مهرجان كان السينمائي بدورته 71 وبحضور عدد ضخم من صُناع السينما وجاءت الجوائز كالتالى.

- جائزة السعفة الذهبية:

الفيلم الياباني "Shoplifters" للمخرج هيروكازو كوريدا

- جائزة مهرجان كان الخاصة:

الفيلم الفرنسي "The Image Book" للمخرج جان لوك جودار

- جائزة لجنة التحكيم الكبرى:

الفيلم الأمريكي "BlacKkKlansman" للمخرج سبايك لي

- جائزة أفضل إخراج:

المخرج البولندي باول باولكوسكي عن فيلم "Cold War"

- جائزة أفضل ممثل:

الممثل الإيطالي مارسيلو فونتي عن فيلم "Dogman"

- جائزة أفضل ممثلة:

الممثلة الكازاخستينية سامال يسلياموفا عن فيلم "Ayka"

- لجنة التحكيم الخاصة

لفيلم اللبناني "كفر ناحوم" للمخرجة نادين لبكي

- أفضل سيناريو:

منصافة بين الفيلم الإيطالي "Happy as Lazzaro" للمخرجة أليس روشار، والفيلم الإيراني "3Faces" للمخرج جعفر بناهي

- الكاميرا الذهبية:

الفيلم البلجيكي "Girl" للمخرج لوكاس دونت

- السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير:

الفيلم القصير "ALL THESE CREATURES" للمخرج تشارلز ويليامز

- جائزة الترشيح الخاص للأفلام القصيرة:

الفيلم الصيني "On the Border" للمخرج شو جن وي

الشروق المصرية في

19.05.2018

 
 

فيلم «مسألة عائلية» للمخرج الياباني هيروكازو كوري إيدا يفوز بالسعفة الذهبية بمهرجان كان

كتب: بوابة المصري اليوم

فاز فيلم «مسألة عائلية» للمخرج الياباني هيروكازو كوري إيدا بالسعفة الذهبية، وذلك في الحفل الختامي للدورة الـ71 ؤ، الذي أقيم مساء السبت، بمدينة كان بجنوب فرنسا بحضور حشد من نجوم الفن السابع.

أما الجائزة الكبرى وهي ثاني أهم جوائز المهرجان، فكانت من نصيب فيلم «بلاك كلانزمان» للمخرج الأمريكي سبايك لي، ويسرد الفيلم قصة (مستوحاة من الواقع) رون ستالورث أول شرطي أسود ينجح في نهاية سبعينات القرن العشرين في الأنضمام إلى شرطة كولورادو، سريعا ما ينطلق الشاب في مهمة مخابراتية تتمثل في اختراق منظمة «كو كلوكس كلان» تؤمن هذه المنظمة التي تعمل فروعها حتى اليوم، بتفوق العرق الأبيض ومعاداة السامية وكراهية السود.

وقرر المهرجان منح سعفة ذهبية خاصة للسويسري الفرنسي جان لوك غودار تكريما لمسيرته المهنية، وشارك جودار في المسابقة الرسمية بفيلم «كتاب الصورة» وهو عمل تجريبي غامض لكن يتضمن في طياته رسالة قوية بشأن العالم العربي.

وحصلت اللبنانية نادين لبكي عن فيلم «كفر ناحوم» على جائزة لجنة التحكيم، وهو أول عمل لبناني منذ 27 عاما نافس على السعفة الذهبية.

وفازت الإيطالية أليس روهفاشر، وهي أيضا إحدى النساء الثلاثة المشاركات في المسابقة الرسمية نحو السعفة الذهبية، إلى جانب نادين لبكي والفرنسية إيفا هوسون، بجائزة أفضل سيناريو عن فيلم «سعيد مثل لازارو» بالتساوي مع الإيراني جعفر بناهي عن فيلم «ثلاثة وجوه».

وفاز بجائزة أفضل إخراج البولندي بافل بافليكوفسكي عن فيلم «حرب باردة»، وكان المخرج قد فاز بأوسكار عام 2014 عن فيلم «إيدا».

ونالت الممثلة سامال يسلياموفا وهي من كازاخستان جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «أيكا» للمخرج الروسي سيرغي دفورتسيفوي، وتلعب دور أيكا وهي عاملة فقيرة من قرغيزستان تضطر إلى العمل في موسكو لتسديد ديونها وتضطر للتخلي عن مولودها حتى لا تخسر عملها.

أما جائزة أفضل ممثل فكانت من نصيب الإيطالي مارسيلو فونتي، الذي تقمص دور «مصفف شعر الكلاب» في فيلم مواطنه ماتيو غارون الذي يحمل نفس العنوان.

وكان «مهرجان كانّ السينمائي» أعلن أمس الجمعة، عن فوز الفيلم المصري «يوم الدين»، للمخرج المصري النمساوي أبوبكر شوقي، بـ«جائزة فرانسوا شاليه»، وهي جائزة تمنح للأعمال التي تكرس قيم الحياة والصحافة منذ عام 1997، تكريماً للصحفي الفرنسي والمؤرخ السينمائي، فرانسوا شاليه؛ علماً أن «يوم الدين» هو أول فيلم مصري يشارك في المسابقة الرسمية الخاصة بالمهرجان منذ 6 سنوات.

«يوم الدين» يروي قصة رجل قبطي نشأ داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام، ثم يغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة مساعده وحماره خلال رحلة عبر أنحاء مصر بحثاً عن عائلته، في إطار درامي.

قام ببطولة الفيلم راضي جمال وأحمد عبدالحافظ وعادل بومبا، وفي هذا الفيلم تعاون المخرج أبوبكر شوقي مع مدير التصوير الأرجنتيني فدريكو سيسكا.

المصري اليوم في

19.05.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)