كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

"كفرناحوم" لنادين لبكي: العالم يشهد على مآسي لبنان في مهرجان كانّ

كانّ - هوفيك حبشيان

كان السينمائي الدولي

الدورة الحادية والسبعون

   
 
 
 
 

طفولة مًعذّبة، عمالة أجنبية تسيء معاملتها، بؤس، عنف أسري، زواج قاصرات، اتجّار بالبشر… هذا كله تدحرج دفعة واحدة على رؤوسنا ونحن نشاهد أحدث أفلام  #نادين_لبكي، “ كفرناحوم”، الذي عُرض مساء أمس ضمن مسابقة مهرجان كان السينمائي في دورته الحادية والسبعين (٨ - ١٩ الجاري).

عشية ختام عروض الأفلام التي تتسابق على “السعفة الذهب”، قدّمت المخرجة اللبنانية فيلماً مأسوياً، هو الأشد إيلاماً وعبثية وشجناً وغضباً من بين كلّ ما شاهدناه طوال الأيام العشرة الأخيرة. فيلم تلفّه السوداوية، فلا يحاول حتى البحث عن أيّ مَخرج للوضع الذي نحن فيه في لبنان (ميكروكوزم للشرق الأوسط؟). وإذ لا يحاول، فلأنّه يعي بأنّ كلّ الطرق تؤدّي إلى مكان واحد: اليأس.

هكذا ترى لبكي لبنان في ثالث أفلامها الروائية الطويلة. هذا البلد العصيّ على التغيير. بلد بلا وجه. مشوّه، حقير، بلا رحمة. شتّان بين وطنيات “وهلأ لوين؟”، والمحبرة التي تغمس فيها المخرجة ريشتها هنا. أشياء كثيرة حدثت منذ ٢٠١١: ربيع لم يمر من هنا كما في عواصم عربية أخرى، أزمة نفايات، انتخابات فاشلة. الأولويات تغيّرت. ولعل أهم ما حدث للبكي انها انتقلت من مرحلة تقديم الحلول إلى طرح الأسئلة. بهذا المعنى، “كفرنحوم” أكثر نضجاً من كلّ ما سبق.

الفيلم بأكمله مُحمّل على الكتفين الهزيلتين لصبي في الثانية عشرة يضطلع بدوره “معجزة” تمشي على قدمين (السوري زين الرفيع). زين يتحدّر من عائلة وبيئة ومحيط قاسٍ وبائس، ضحيّة أوضاع اقتصادية معدومة وأهل بلا مسؤولية ووعي اجتماعي غائب وسلطة ناقصة. ليس عند هذا الصبي مَن يلجأ اليه، مَن يستشيره أو مَن يمد له اليد. لا مرجعية أخلاقية يستند إليها. زين مدخلنا إلى “عالم” لا نعرفه: العشوائيات وأطفال الشوارع وفوضى العيش والتلوّث السمعي، أي كلّ تلك الأشياء التي نخلّها بعيدة جداً، وهي في الحقيقة على رمية حجر.

لا يمكن إنقاذ أي شيء في هذه اللوحة التي يرسمها الفيلم بألوان قاتمة شاجبة. لا مكان للحبّ والعطف والأمل هنا، لا مكان للطفولة والأمومة، للتربية والحنان، لا مكان للخلاص والتوبة، للكرامة والفرح.

ذات يوم بعدما يغادر زين بيت أهله ليصبح شريداً، يتعرّف إلى أثيوبية (يوردانوس شيفراو) تخفي في بيتها طفلها الذي يعتبره القانون غير شرعي. الطفل لا تعترف به السلطة (غير الحاضرة سوى للعنف والمحاسبة والانتهاك)، أما زين فينكره المجتمع بأكمله. والطفل مشروع زين في المستقبل القريب. فتتقاطع مصائر “غرباء” يتشاركون قطعة أرض واحدة، وأحياناً يجد أحدهم في الآخر الخير الذي لا يعثر عليه في الذين تربطه بهم صلات الدمّ.

هذا في ما يخص النيات التي تكلّفت بجزء كبير من هذا الفيلم وأوصلته إلى حيز الأمان. أما السينما، فبحثٌ آخر قد يفتح نقاشاً أوسع وأكثر تعقيداً. مرة جديدة في السينما اللبنانية، كما عند لبكي، نحن أمام فيلم سياسي بلا بُعد سياسي. بيئة بلا أنثروبولوجيا، مدينة من دون عمق، بشر بلا امتداد، حد أنّ مجمل الفيلم يمنح الانطباع أنّه يعوم في الفضاء، وهذه مشكلة نصّ في المقام الأول. كان يمكن هذا المكان الذي من المفترض أنّه بيروت أن يكون عشوائيات البرازيل أو الهند أو مصر، فلا خصوصية تربطه بلبنان. الصورة التي ترسمها لبكي لبيروت ستكون حتماً محور أخد وردّ عند عرضه في لبنان. كثر لن يجدوا أنفسهم في هذه الرؤية المكانية. إلى هذا الحدّ هجرناها ولم نعلم؟ أو أننا فقدنا القدرة على النظر؟ أو صرنا نعيش حالة نكران؟

الخطاب السياسي الذي ينطوي عليه الفيلم يجسّد نمطاً توافقياً سهلاً، كونه لا يدخل في مسائل سجالية، إلا أنّه، كلام حقّ يُقال: فلبكي خفّفت كثيراً من حدة الديماغوجية التي كان من الممكن أن تمسك الفيلم وتقضي عليه. فهي التي تعمل على مبدأ انتقاء موضوع والاشتغال عليه، اختارت هنا موضوعاً هو بمثابة فخّ لكلّ مخرج، إلا انها عرفت كيف تتجوّل في حقل الألغام.

البشر الذين يمسح الفيلم عذاباتهم، فرغم راديكاليتهم، هم أيضاً توافقيون. فلا ندخل في تفاصيل انتمائهم، لا شيء يؤكد انتماءهم اللبناني ولا شيء ينفيه. ربما لأنّ “كفرناحوم” فيلم يحاول أن يقفز إلى حالات جماعية لمعانقة بشر وقضايا أبعد من الواقع اللبناني. على صعيد المعالجة، فعلى الرغم من كلّ الصخب الذي يحيط بها، يذهب الفيلم إلى المواجهة خطوة إلى الأمام خطوة إلى الوراء. النصّ بأكمله هجوم وانسحاب يستمران على موضوعات عدة.

الفيلم يمنح وجهاً لكلّ شخص من هؤلاء الذين يعشيون في المجتمع كظلال وأشباح، بيد أنّ المشكلة أنّه يحمل أكثر من بطيخة في يد واحدة. ولا رغبة لمعالجة أي من القضايا المطروحة في نصّ هو بصري قبل كلّ شيء، يمشي كزومبي، وتعبره لحظات ذروة. سيناريو ضعيف هذا الذي أفلمته لبكي (كتابة جهاد حجيلي، ميشيل كسرواني، نادين لبكي بالتعاون مع جورج خباز)، وهو نقيض مقاربتها البصرية. فما نراه ونعيشه ونلتقطه بحواسنا وعواطفنا وعلاقتنا المباشرة بالأشياء، أكبر شأناً من المضمون الذي يبقى عاماً في غياب التفاصيل. بعضنا خرج من الفيلم حائراً: أحببناه أم لم نحبه؟ السينما في الغالب تتجاوز هذا التقويم، ولكنّ الانفعال عندما يصعد إلى الرأس، يسيطر عليه ويتحكّم به.

####

كانّ ٧١ - مارين كارميتز تساءل بعد "أيار ٦٨": هل سنظل نؤلف القصص من خلف مكاتبنا؟

هوفيك حبشيان - كانَ

المصدر: "النهار"

في الدورة الحالية من مهرجان كانّ (٨- ١٩ الجاري)، تم تكريم الفرنسي مارين كارميتز الذي أخرج الأفلام وأنتجها ووزّعها منذ أكثر من نصف قرن، وهو مؤسس سلسلة صالات سينمائية مستقلة في فرنسا معروفة بـMK2. في...

لقراءة هذا الخبر، إشترك في النهار Premium بـ1$ فقط في الشهر الأول

النهار اللبنانية في

18.05.2018

 
 

فيلم "كفر ناحوم" وأحلام "نادين" الوردية

بقلم صلاح هاشم

صبي يطالب بمحاكمة والديه  في فيلم " كفر ناحوم " للبنانية نادين لبكي - المشارك في مسابقة الدورة 71 لمهرجان " كان " السينمائي - لأنهما أنجباه. نادين لاتصنع هنا فيلما ، بل "مسلسل تليفزيوني" تعس ، و" إسهال  استعراضي مثير" .والغريب أن مسلسل البؤس والتخلف،وقهر وظلم الحياة اليومية في عشش الكرتون و الصفيح  في فيلم "كفر ناحوم" - عودة الى القرون الوسطي- ينتهي كما في أفلام هوليوود " نهاية سعيدة " حيث ينتهي مسلسل البؤس هنا وضياع وتشرد الطفولة، بتدخل الشرطة والدولة لاعادة الطفل الاثيوبي الى أمه- سنتعرف على حكايتها في ما بعد - والهجوم على أوكار التجار الحقراء الذين يتاجرون في لبنان بكل شييء واي شييء ،لتسهيل الهجرة الى تركيا أو السويد، و المتاجرة أيضا بالبشر و الاوراق المزورة 

فيلم " كفر ناحوم "لمخرجته اللبنانية نادين لبكي يعيبه المط  والاستطراد والتطويل، واقرب مايكون الى الريبورتاجات التلفزيونية القاصرة ،التي تهتم فقط بتصوير البؤس، ويعيب الفيلم  المبالغات الميلودرامية العاطفية الفاقعة ،واستدرار دموع المتفرج بكافة الوسائل، مثل تلك الموسيقى التصويرية بالكوم والغير ضرورية لانها تمنع التأمل والتفكير وتحضر هنا في الفيلم في كل وقت -لقطة وهوب " شلال " من الموسيقى المغيبة 

كفر ناحوم - إشارة الى الفوضى - لايحمل رسالة او هما،بل هو "ترف"  جمالي لاستعراض عضلات مخرجته- بتمويل فرنسي - و"طبق سلاطة" روسية، وبكل المشهيات السينمائية المعهودة مثل دلق الموسيقى في كل لقطة ومشهد، وهو فيلم أقرب مايكون الى " الاستعراض " SPECTACLE ومسطح ( تصوير بلا تفكير ) ولايحمل " بصمة " مخرج، فليس لدي مخرجته ماتقوله غير الاستعراض و التصوير فقط وليس التفكير، وتصوير البؤس لايصنع فيلما، كما أن  الفيلم ملييء بالحكايات والثرثرات اللامجدية، ولاشك أن طموح نادين لبكي في أن تروي لنا كل شييء، وتنتقل في الجزء الثاني من الفيلم لتحكي عن مشاكل الخدم المهاجرين الى لبنان من اثيوبيا والفلبين الخ  قضى على الفيلم، وحول دفته الى وجهة أخرى، وجعله ينحاز الى " الاستعراض " في حين أن السينما كما وعيناها وتمثلناها وهضمناها هي " فن الاقتصاد " و " التكثيف " - كما في الشعر - وعن جدارة وهي أقرب ما تكون الى حكاية رجل يعبر الشارع وينتقل من رصيف الى الرصيف المواجه له -  -  ولاشييء في السينما يعادل " سلطة الصمت " POWER OF SILENCEعندما يصبح الكلام في الفيلم فقط " ضرورة " وليس زائدا عن الحاجة كما في كل الأفلام الاستعراضية العقيمة

من أسوأ لأفلام التي شاهدتها في مهرجان " كان " فيلم "كفر ناحوم " من اخراج اللبنانية نادين لبكي المشارك في المسابقة الرسمية للدورة 71 الذي يحكي عن الطفل زين 13 سنة،  المتهم بمحاولة قتل زوج شقيقته  "سحر"، وهي أيضا في مثل عمره أو تكبره قليلا، التي ماتت على عتبة المستشفى، لأنها كانت حاملا ولم يتم استقبالها بسبب عدم وجود بطاقة شخصية  لها،  أو وجود أو أوراق رسمية في حوزتها ( نعلم في الفيلم بعد فترة ان تسجيل المولود الجديد في لبنان اي عمل شهادة ميلاد رسمية له يتكلف أكثر من 400 دولارا ؟ ). وأمام القاضي اللبناني يطلب زين محاكمة والديه  لانهما انجباه، ويدافع الوالد عن نفسه بقوله ان الرجل في لبنان ولكي يكون رجلا في نظر المجتمع اللبناني، فلابد أن ينجب الكثير من الاطفال، أما الأم فتقول انها  مظلومة  فلم يكن يمكن لأي أم مثلها ان تتخلي عن زهرة عمرها وفلذات أكبادها ، لكنها للأسف لاتجد السكر والدقيق في البيت لتطعم الصغار، وتظهر المخرجة نادين لبكي  في مشهد المحاكمة كمحامية دفاع عن الصبي زين، ومن خلال مشاهد الفلاش باك، تروي لنا نادين حكاية زين، وكيف اقتيد للمحاكمة بعد ان اعتدي بسكين على زوج أخته 

تروي لنا  نادين ليكي قصته، فتحكي  في الجزء الأول من الفيلم الذي أعجبنا -عن بؤس الأسر الفقيرة المعدمة ،التي تعيش في عشش الصفيح وتشغل اطفالها في الطرقات وتنشر اخبارها عندنا كل يوم في صفحات الحوادث  وصفحة بريد الأهرام ونتأسى بالطبع في المشاهد الأولي من الفيلم لحال الصبي زين الذي يلعب لعبة الحرب مع رفاقه في الطرقات - ويذكرنا الفيلم من خلال مشهد لعبة الحرب هذه يذكرنا بالطبع بفيلم " أطفال الحرب " الوثائقي للمخرج اللبناني الكبير صاحب القضية جان شمعون ، لكن شتان بين اطفال أو جيل الحرب في ذلك الفيلم الوثائقي الكبيرلجان شمعون وبين الاطفال الذين تصورهم نادين لبكي وتحكي عن حالهم في فيلمها، وهو الفرق بين فيلم بعقل ويقول افهموني وفيلم  يقول  انظروني  واعجبوا من فضلكم بجمالي -وعندما تتزوج سحر أو ويقبل أهلها بتزويجها الى رجل يكبرها بأكثر من عشرين عاما ، يجمع الصبي " زين " بطل الفيلم حاجياته ويهرب الى الشارع 

وهنا يبدأ الجزء الثاني من الفيلم حيث يلتقي بمهرج في ملهى يرتدي ملابس السوبرمان لكن يدعو نفسه الرجل الصرصار ونمكث معه في دور أو نمرة استظراف لفترة ويقوم زين بتعرية نهدي تمثال امرأة من خشب في الملهى المذكور، ثم يلتقي بإمرأة اثيوبية تعمل في مرحاض فتقبل بأن يصطحبها الى غرفتها في تلك الجيتوهات من عشش الكرتون والصفيح على هامش المدينة الكبيرة، وتطلب منه أن يراعي طفلها في غيابها ويكون جليسا للطفل، وتفتح نادين في هذا الجزء الثاني من الفيلم على حكايات ونمر مسلية ،بين زين والطفل الصغير الرضيع، الذي يبهرنا بتمثيله في الفيلم ونعجب به كثيرا، لكن يقف الفيلم ، ..ولا تتطور أحداثه الى الأمام- سقطات في السيناريو  وقصور في الحبكة ؟ - فنشعر بعد ان تسلينا بالنمر الاستعراضية المذكورة بالملل، ونطلب من نادين أن تقلب الصفحة،لكنها تنتقل في الجزء الثاني الى مأساة المرأة الاثيوبية المهاجرة الى لبنان في الفيلم وندخل في متاهة حكايات وروايات تنتهي بأن يبيع زين الطفل الاثيوبي بثلاثمائة دولار لأحد التجار اللبنانيين الحقراء في السوق وعودته الى أسرته ليكتشف أن سحر أخته ماتت فيقرر الانتقام لها فيهرب الى الطريق بسكين من المطبخ ليعتدي على زوج سحر ويطارده والده في الشارع في حين يقف جمع كبير من اللبنانيين وهم يتفرجون على مايحدث ومن دون أن يتدخل أحدهم ليمنع الصبي زين من ارتكاب جريمة 

وفي الجزء الثالث أو الرابع أو الخامس من الفيلم - معذرة نسيت أي جزء من كثرة الحكايات والأجزاء - نذهب مع زين الى السجن في لبنان الذي يحتشد بكافة أنماط اللصوص والمهاجرين والحشاشين والمجرمين من أنحاء العالم ونري جماعة من النساء من الهند يصلون امام تمثال وتمر جماعة من السياح على مايبدو تغني وتعزف للمسجونين من خلف القضبان للترفيه عنهم 

ثم نعود مرة أخرى الى المحكمة ويطلب القاضي من زين ماذا يريد من محاكمة والديه بالضبط فيقول أن زين أن يمتنعا عن انجاب اطفال حتى لا يكون من حظهم أن يعيشوا مأساة الفقر والجوع والبؤس والجهل والحرمان التي عاشها 

ثم ينتهي الفيلم بعد ان هلكنا بحكاياته بزيارة الأم لزين أبنها  ( 13 سنة )في السجن ويعرف منها انها حامل، وربما يكون المولود الجديد في بطنها بنتا تعوضه عن فقدان أخته سحر،لكنه يلقي بالحلوى التي حملته له في صندوق قمامة الحبس، ويهرب بجلده 

وينتهي الفيلم " البائس " الذي هلكنا بتصويره  " نهاية سعيدة " كما في أفلام هوليوود الساذجة الوردية، ينتهي بحملة تفتيش للشرطة، تهاجم فيها أوكار التجار الحقراء وتقبض عليهم ، وتعيد الطفل الذي تركته الخادمة الاثيوبية لزين لتشتغل بالدعارة ، تعيده الى أمه في السجن ( كانت التقت زين في الحبس بعد ان قبض عليها لاشتغالها بالدعارة )، ويظهر زين في آخر لقطة وهم يصورنه في السجن لعمل بطاقة سجين 

فيلم " كفر ناحوم " لنادين لبكي يذكرني بفيلم أمريكي من صنع الممثل سين بن عن الاخطار التي تتعرض لها المنظمات الخيرية الانسانية من دمار وقصف وكان القصد مناقشة مشاكل وبؤس المهاجرين في معسكرات اللجوء السياسي في افريقيا من خلال قصة حب، لكن الفيلم فشل فشلا ذريعا  حين عرض في  مهرجان" كان " السينمائي في دورة سابقة بسبب سذاجته وسذاجة مخرجه، كما فشل فيلم " كفر ناحوم " في أن يعجبنا بفنه وموهبة مخرجته - التي أعجبنا كثيرا جدا بفيلمها الأول " سكر بنات "- فالنوايا الطيبة وحدها لا تكفي  لصنع الأفلام، وكما يقول  الروائي والكاتب المسرحي الانجليزي الكبير أوسكار وايلد : " .. ليس هناك أكثر سذاجة من  محاولتك إرضاء والاستحواذ على إعجاب كل الناس،" كما فعلت أو حاولت نادين لبكي أن تفعل بفيلمها 

سينما إيزيس في

18.05.2018

 
 

جائزة السيناريو لمريم بن مبارك ب"كان"

فرنسا: مبعوث الخبر إلى كان:محمد علال

حازت المخرجة المغربية مريم بن مبارك، على جائزة السيناريو في مسابقة "نظرة ما" بمهرجان كان السينمائي،و ذلك عن فيلمها " صوفيا"،  وتعتبر هذه المسابقة  ثاني أهم أقسام مسابقات المهرجان، وقد أعلنت لجنة تحكيم الجائزة التي يرأسها هذه السنة الممثل البورتوريكي بينشيو ديل تورو، اليوم أسماء المتوجين ،و حاز  المخرج الإيراني على عباس على الجائزة الكبرى للمسابقة و ذلك عن فيلمه"حدود" ، فيما عادت جائزة أحسن أداء، إلى الممثل  الشابفيكتور بوليستر عن دوره فيلم "فتاة" للمخرج البلجيكي الشاب لوكاس دونت، و منحت لجنة التحكيم التي ضمت عضوية المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، جائزة الإخراج إلى المخرج البيلاروسي سيرجي لوزانتيسا عن فيله "دونباس". فيما عادت الجائزة الخاصة للفيلم  البرتغالي" الكلمات و الآخرين "لكل من جواو سالفيزا ورينيه نادر ميسورا.

تناول الفيلم المغربي الحائز على جائزة السيناريو،موضوع القوانين التي تدين العلاقات الجنسية خارج الزواج، وحاولت كتابة ومخرجة السيناريو تقديم وجه نظر مختلفة ،من خلال إنصاف الرجل على عكس المتعارف عليه حيث، عادة ما تميل الكفة إلى النساء و يظهرن في ثوب الضحية عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الجنسية خارج الزواج،و قد أنصفت المخرجة المغربية الرجل، في هذا الفيلم و حاولت قلب كفة الرأي العام،من خلال الـتاكيد على أن الرجل قد يكون هو الضحية و ليس الجلاد في مثل هذه العلاقات.

و تختتم غدا السبت، فعاليات الدورة الواحدة و السبعون لمهرجان كان السينمائي، و ذلك بعد 12 يوما من العروض السينمائية و تنافس 21 فيلما على جائزة السعفة الذهبية،و قد حضرت السينما العربية بقوة في هذه الدورة بفيلمين مرشحين في المسابقة الرسمية"يوم الدين"للمخرج المصري أبو بكر شوقي،و فيلم"كفرنحوم"للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، فيما غابت السينما الجزائرية عن المشاركة و لم تحضر إلا خمسة أفلام جزائرية في"ركن الأفلام القصيرة" بسوق المهرجان.

 و تعتبر دورة عام 2018 واحدة من أقوى الدورات التي عرفت مشاركة المرأة،ولك بالتزامن مع تنديد السينمائيين عبر العالم بفضيحة التحرش الجنسي التي لاحقت المنتج الهوليودي هارفي وينستن ،كما عرفت هذه الدورة مشاركة عدة أفلام تتناول موضوع الأطفال عبر العالم ،فيما غاب ثلاث مخرجين مشاركين في المسابقة  و يتعلق الأمر بالخرج الفرنسي الكبير جون لوك غودار الذي عرض فيلمه"كتاب الصورة" ضمن المسابقة الرسمية و  المخرج الإيراني الممنوع من السفر جعفر بناهي المشارك هو الأخر في المسابقة بفيلم"ثلاثة وجوه" و المخرج الروسي  أندريه زفياغينسيف المسجون بروسيا الذي دخل المسابقة بفيلمه الجديد"صيف".

و بشكل عام فقد خف بريق مهرجان كان، هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية و  ذلك بعد أن غاب نجوم هوليود عن البساط الأحمر،و لم يحضر إلا عدد قليل جدا على راسهم النجم جون ترافولتا الذي شارك في المهرجان في تقديم "درس في السينما"، و يبدو أن مهرجان كان تأثر بشكل كبير بالمقاطعة التي قادتها شركة"نات فليكس" التي إحتجت عن قرارات كان السنة الماضية بعدم السماح للأفلام المنتجة من طرفها ضمن المسابقة الرسمية.

الخبر الجزائرية في

18.05.2018

 
 

«صيف الأسد» يفوز بمسابقة «سيني فونديشن» بمهرجان كان

رسالة كان - خالد محمود

أعلنت إدارة مهرجان «كان» السينمائي عن أسماء الفائزين في مسابقة «سيني فونديشن» والتي رأس تحكيمها النجم البورتوريكي «بيرتراند بونيلون»، وعضوية كل من «خليل جريج وفالسكا جريسباخ وآلانتي كافايتي وأريان لادب».

وخلال حفل أقيم في مسرح «بوينويل»، أعقبه عرض الأفلام الفائزة، والتي تنافس فيها 17 فيلماً طالباً، تم اختيارها من بين 4262 مشاركة منها 512 مدرسة سينمائية في جميع أنحاء العالم، وجاءت الجوائز كما يلي:

الجائزة الأولى فيلم «EL VERANO DEL LEÓN ELÉCTRICO» (صيف الأسد الكهربائي) من إخراج «دييغو كيسبديس»- «Universidad de Chile – ICEI، Chile»

والجائزة الثانية المشتركة بين «KALENDAR» (التقويم) من إخراج إيجور بوبلاوهاين، مدرسة موسكو للسينما الجديدة، روسيا، وفيلم «دونغ وو شيونغ مينج» (العواصف في دمنا) من إخراج شين دي، أكاديمية شنغهاي للسينما، الصين.

والجائزة الثالثة لفيلم «جماد» من إخراج «لوسيا بولغيروني» - NFTS، المملكة المتحدة

وتخصص «سيني فونديشن» منحة قدرها 15000 يورو جائزة للجائزة الأولى، و11250 يورو للحصول على المنحة الثانية و7500 يورو للحصول على الجائزة الثالثة، كما يضمن الفائز بالجائزة الأولى تقديم أول فيلم روائي طويل له في مهرجان كان.

####

«صوفيا» المغربي أفضل فيلم في مسابقة «نظرة ما» بمهرجان كان

رسالة كان - خالد محمود

أعلنت إدارة مهرجان كان، مساء اليوم، نتائج مسابقة (نظرة ما) التي تأتي من حيث الأهمية بعد المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، وعرضت ضمن برنامجها في الدورة الـ71، 18 فيلما، 6 منها كانت أول أفلام لمخرجيها، ورأس لجنة تحكيمها بينيشيو ديل تورو (الممثل البورتوريكي - الأمريكي)، وتألفت أعضائها من آن ماري جاسر (المخرجة والكاتبة الفلسطينية)، كانتيمير بالاجوف (المخرج الروسي)، فيرجيني ليدوين (الممثلة الفرنسية)، جولي هانتسينجر (المدير التنفيذي الأمريكي، مهرجان تيلوريد السينمائي).

وجاء في بيان لحنة التحكيم، (أن الأفلام الـ18 التي شاهدنا في مسابقة "نظرة ما" من الأرجنتين إلى الصين – كانت كلها معبرة عن البيئة التي عبرت عنها، ​​وعلى مدى الأيام العشرة الماضية، تأثرنا للغاية بالجودة العالية للعمل المقدم، ولكن في النهاية كنا الأكثر تأثراً بالأفلام الخمسة التالية:

ـ جائزة "نظرة ما" حصل عليها فيلم "الحدود" للمخرج علي عباسي

ـ جائزة أفضل فيلم "صوفيا" للمخرجة المغربية مريم بن مبارك

ـ أفضل ممثل فاز بها فيكتور بولستر عن فيلم "فتاة" للمخرج لوكاس دوهونت

ـ جائزة أفضل إخراج ذهبت إلى سيرجي لوزنيتا عن فيلم "دونباس"

ـ جائزة لجنة التحكيم الخاصة كانت من نصيب فيلم "الموتى والآخرون"

####

الفيلم المصري «يوم الدين» يحصد جائزة «فرانسوا شاليه» في مهرجان كان

خالد محمود

حصد الفيلم المصري يوم الدين، جائزة فرانسوا شاليه لأفضل فيلم يعبر عن الواقع، في مهرجان كان الـ71، وهى جائزة موازية للمهرجان.

يوم الدين شارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان ضمن ٢١ فيلما من مختلف أنحاء العالم.

الشروق المصرية في

18.05.2018

 
 

أفلام كثيرة تستحق الفوز في «كان» والمفاجآت الجيدة ممكنة كما السيئة!

كان (جنوب فرنسا) - إبراهيم العريس

قال الناقد الفرنسي الصديق مبتسماً لدى انتهاء عرض فيلم اللبنانية نادين لبكي «كفارناحوم» المشارك في المسابقة الرسمية للدورة الحادية والسبعين لمهرجان «كان» السينمائي الدولي: «هذا فيلم فيه من السطحية والديماغوجية ما يؤهله حقاً للفوز بالسعفة الذهبية لهذه الدورة».

لم يكن صاحبنا يمزح لأن صاحبة «كاراميل» و «هلق لوين» تمكنت هذه المرة، على رغم افتقار الإخراج إلى الإيقاع، والسيناريو إلى المنطق، والـ»كاستنغ» (الممثلون) إلى الإقناع، من أن تحقق عملاً يجمع كل كليشيهات حقوق الإنسان بالمعنى الراهن والرائج للكلمة، ما يمكّنه من أن يكون ذا حظوة لدى لجنة تحكيم نسائية طيبة ترأسها ممثلة كبيرة عُرفت بنضالاتها النسوية والمتعلقة بحقوق الإنسان.

ونعرف أنه عادة ما يُضحّى من أجل الغايات الإنسانية النبيلة المشتركة، بالبعد السينمائي. ففي فيلم يحاول أن يجمع قضية المرأة والمهاجرين وزواج القاصرات واضطهاد المتسللين واستغلال الطفولة والتحرش الجنسي، ونصف دزينة أخرى من القضايا الراهنة في عالم اليوم، هل تعود اللغة السينمائية والحس الفني السليم أمرين مهمين؟ بالتالي لن يكون مدهشاً أن نفاجأ بربح ما أو حتى بربح كبير لـ «كفارناحوم» هذا المساء. لكن الشيء المثالي سيكون بالتأكيد ذهاب جائزة ما إلى الفتى لاعب الدور الأساس في فيلم حوّل بيروت إلى مدينة صفيح قذرة من المستحيل التعرف إليها، كان هو الشيء الجميل الوحيد فيه.

بكلام أكثر جدية يمكن القول، على غير العادة في السنوات الـ»كانيّة» الأخيرة، إن ثمة عدداً لا بأس به من أفلام سيتنافس على جوائز لجنة التحكيم وتنويهاتها مساء اليوم. ولئن كانت الترشيحات ستظل ناقصة عند كتابة هذه السطور بالنظر إلى أن واحداً من أكثر أفلام المسابقة الرسمية انتظاراً، هو التركي «الإجاص البري» للفائز مرات عدة نوري بلغي جيلان، لم يُعرض إلا في الساعات الأخيرة، فإن التحفظ تجاه الحديث عن حظوظ هذا الفيلم لن يمنعنا من القول إن الأفلام التي نراها جديرة بالفوز كثيرة. ونقول «نراها» لأن المسألة، من جديد، مسألة تقدير شخصي من الصعب القول إنه سيتطابق بالضرورة مع تقديرات لجنة الفنانة كيت بلانشيت، أو مع اختيارات النقاد. وعلى هذا النحو، نورد هنا تقديراتنا مع شيء من المجازفة المسلية، مؤكدين مرة أخرى أن مسألة التقديرات هذه لعبة لا بد أن نلعبها مرة في العام، وتنم دائماً عن أمنياتنا أكثر مما تنم عن توقعات من الصعب التحكم بنتائجها.

جائزة التمثيل النسائي قد تكون من نصيب بطلة فيلم «الحرب الباردة» الشابة الرائعة جوانا كوليغ، إن لم يفز فيلم بافيل بافيلكوفسكي البولندي هذا بالسعفة الذهبية التي يستحقها فعلاً، وقد يفوز في شكل أكثر منطقية بالجائزة الكبرى، ثانية جوائز المهرجان وتعطى عادة لفيلم تفوق قيمته الفنية قيمة فيلم «السعفة الذهبية».

وقد ينافس «الحرب الباردة على السعفة الفيلم الياباني «سارقو الحوانيت» الذي يستحق بطله فرانكي ليلي جائزة أفضل تمثيل لفئة الممثلين الرجال. وفي سياق ترشيحاتنا للسعفة، نجد أيضاً «الصيف» الروسي، ومن دون ريب الإيطالي «لازارو السعيد» لأليس رورفوشر. وفي يقيننا أن هذه الأفلام بالذات ستتقاسم بقية الجوائز مضافاً إليها فيلم ستيفان بريزيه «في الحرب» وبطله فنسان ليندون.

هنا إزاء هذه التوقعات قد يتساءل المرء: إذاً أين الكبير جان لوك غودار وفيلمه المتباري الذي اعتبره كثر من النقاد الأكثر جدية تحفة سينمائية حقيقية؟ فيلم جدير بالفوز بالتأكيد، لكن مشكلته أنه مثل معظم أفلام غودار في السنوات الأخيرة- وكما يجب أن يكون كل فن حقيقي على أي حال- فيلم يقسم ولا يجمع. ومن هنا نستبعد أن تكون لجنة تحكيم هذا العام من الحصافة والسينمائيّة إلى درجة تدرك معها أهمية هذا الفيلم، إن لم يكن سياسياً، ففي مجال تجديد اللغة السينمائية على الأقل.

أما الإيراني أصغر فرهادي الذي «نُسي» فيلمه الإسباني «الكل يعرف» الذي افتتحت به دورة المهرجان، فعليه هو، المعتاد على الفوز، أن يكتفي هذه المرة إما بالتقدير المعنوي، أو بفوز صغير (السيناريو مثلاً)، فيما قد يفوز مواطنه جعفر باناهي فوزاً يكرّم «شجاعته»، ويتحدى جلاديه الذين يمنعونه من مغادرة بلاده، وهي حال زميله الروسي كيريل سيريبرينيكوف صاحب «الصيف» الذي لن يكون منطقياً خروجه من المولد بلا حمّص!

في النهاية كل هذه «التوقعات» بالنسبة إلينا لعبة نعود لخوضها مرة كل عام، ولن يفاجئنا أن حساب الحقل لن ينطبق على حساب البيدر، ففي النهاية يتعلق الأمر بمزاج لجنة تحكيم من عدد محدود من أعضاء، وبفهمهم السينمائي الذي غالباً ما يكون مختلفاً عن فهمنا.

الحياة اللندنية في

18.05.2018

 
 

16 ممثلة سوداء وخلاسية على السجادة الحمراء في «كان» للتنديد بظاهرة التمييز

كان – أ ف ب:

بعدما مشت 82 امرأة على السجادة الحمراء في كان السبت للمطالبة بمساواة في الأجور بين الرجال والنساء، حذت 16 ممثلة سوادء وخلاسية حذوهن الأربعاء للتنديد بقلة تمثيل هذه الفئة من الأشخاص في أوساط الفن السابع.

واستقبلت الممثلات اللواتي تقدمتهن الممثلة الفرنسية من أصل سنغالي أيسا مايغا صاحبة كتاب «الأسود ليس مهنتي» عند مدخل قصر المؤتمرات، المغنية خديجة ين من البوروندي العضو في لجنة تحكيم الدورة الحادية والسبعين من مهرجان كان. ورفعت النساء الست عشرة، وبينهن سونيا رولان وفيرمين ريشار، أيديهن أمام المصورين قبل الدخول إلى القاعة حيث عرض فيلم «بورنينغ» للكوري لي تشانغ-دونغ.

وارتدت النساء المشاركات في هذه المبادرة ملابس من تصميم دار «بالمان» التي يولي مديرها الفني أوليفييه روستينغ الخلاسي أهمية كبيرة لمسائل التنوع في مجال الموضة.

وفي كتاب «الأسود ليس مهتني» الذي وضع بمبادرة جماعية، تستعرض الممثلات الست عشرة الملاحظات والملاحظات التمييزية التي تناهت إلى مسامعهن في إطار مزاولة المهنة.

وقال روستينغ في بيان عن هذا العمل «للأسف الشديد، أنا قد شهدت بدوري على هذه الملاحظات المهينة وأدرك تمام الإدراك ما واجهنه من جهل وتمييز خلال مسيرتهن».

وما كانت هذه الخطوة الرمزية لتحدث في مهرجان كان على الارجح، لولا رواج حركة #أنا_أيضا لمكافحة ظاهرة التحرش بعد انكشاف فضيحة المنتج الهوليوودي هارفي واينستين الذي تتهمه نحو مئة امرأة، من ممثلات معروفات ومبتدئات، بالتحرش الجنسي وحتى الاغتصاب.

وقالت أيسا مايغا في تصريحات لوكالة فرانس برس أن من شأن اعتماد نظام حصص أن يحلّ جزءا من المشكلة لمكافحة التمثيل القليل أو «المعدوم» لأصحاب البشرة السوداء على الشاشة.

القدس العربي اللندنية في

18.05.2018

 
 

الليلة.. صراع العمالقة علي «سعفة» كان الذهبية

رسالة كان- رانيا الزاهد

ينتظر عشاق السينما من جميع أنحاء العالم مساء اليوم إعلان جوائز الدورة الــ 71 لمهرجان كان السينمائي الدولي والتي تشهد منافسة ساخنة بين الافلام التي تشارك في المسابقة الرسمية والاقسام المختلفة وحتي الساعات الاخيرة قبل بدء حفل الختام، لم تظهر سوي مؤشرات مبدئية حول فرص كل فيلم في الفوز وتقييمات نقاد السينما العالمية للأفلام.وعلي الرغم من أهمية هذه التقييمات إلا أن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية برئاسة النجمة الاسترالية كيت بلانشت تكون لها الكلمة الأولي والأخيرة، والتي ستعلن عنها مساء اليوم في حفل اسطوري كبير.

لا يزال الفيلم المصري »يوم الدين» للمخرج أبوبكر شوقي في مرتبة متقدمة من المنافسة مع أفلام من أكثر من 15 دولة، ولكن المنافسة ليست الشئ الوحيد الذي يميز تواجد مصر هذه المرة في أعرق المهرجانات السينمائية في العالم. استطاع أبوبكر شوقي أن يخلق حالة استثنائية لمصر في المهرجان من خلال فيلمه حيث تم الاحتفاء به بشكل مميز من النقاد وصناع السينما في فرنسا والعالم، ولكن الاكثر من ذلك هو استقبال الرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون لأبوبكر شوقي بقصر الإليزيه بباريس لتهنئته بنجاح فيلمه »يوم الدين» وهي سابقة تعد الاولي من نوعها خلال العقد الماضي.. وقال المخرج ابوبكر شوقي إنه علي الرغم من دراسته في الخارج، إلا أنه أصر علي أن يكون انطلاقه في عالم السينما بفيلم عن بلده ووطنه مصر، وأضاف: مصر لديها تاريخ كبير وعريق في مجال صناعة السينما يمتد لأكثر من 100 عام أوأكثر حتي إنني لا استطيع أن أحدد من أين يجب أن أبدأ في الحديث عن السينما المصرية من قرن مضي، لذلك كان لدي إصرار علي أن يكون الفيلم الأول لي عن بلدي وأن يكون ذا  طابع انساني يخاطب مشاعر وقلوب الانسانية في جميع دول العالم، بالإضافة إلي أن مصر مجتمع ثري بالموضوعات الانسانية.

عرض تجاري مصري

وعن عرض الفيلم في مصر ومخاوف العرض التجاري قال شوقي: الفيلم سيعرض في مصر قريبا وعلي الرغم من أنني أعلم جيدا أن الناس في مصر معتادة علي صورة معينة للافلام  وسوف يشكل الفيلم مفاجأة لهم فأنا في الفيلم لم أقدم القاهرة مطلقًا، حتي مشاهد الهرم لم تكن معتادة، بالصورة المألوفة لدي المشاهد، وهنا تكمن الصعوبة لأنك تخالف توقعات المشاهد إلا أن الحفاوة التي تم استقبال الفيلم بها في كان تشجعني علي الرهان علي الجمهور المصري كما راهنت علي جمهور كان.

أمريكا ترجع إلي الخلف

المخرج الامريكي سبايك لي قرر أن يعود بالولايات المتحدة لفترة السبعينات من خلال فيلم »بلاك كلانسمان»، لينذر بتراجع المجتمع الأمريكي لزمن العنصرية الاسود. فقد استعان سبايك لي في نهاية الفيلم بمجموعة من التسجيلات والمشاهد الحقيقية لحوادث قتل ودهس مواطنين أمريكيين سود العام الماضي في ولاية فيرجينيا، بالإضافة للاضطرابات التي وقعت في الولايات الأخري منذ عامين بسبب قتل الشرطة لشاب أسود في الشارع. لذلك اختار لي دق ناقوس الخطر بفيلم يروي  قصة  حقيقية وفيلم سبايك لي علي الرغم من مناقشته قضية خطيرة يمكن أن تنسف قواعد أمان المجتمع الأمريكي، إلا أنه قدمه بروحه الافريقية خفيفة الظل من خلال مناقشة قضايا العنصرية بطريقة كوميدية مع عناصر اثارة وتشويق بوليسية، تجعل الفيلم ينافس بقوة في الدورة الـ71 للمهرجان

جان لوك جودار

المخرج الفرنسي العالمي جان لوك جودار لا يعتبره العالم أشهر مخرج أفلام فرنسي، ولكنه أحد أبرز أعضاء حركة الموجة الجديدة السينمائية بل والاشد انحيازا لها، فتعتبر اعماله مميزة يستخدم فيها التقنيات الفنية العالية مع طرح لافكاره بشكل مختلف، وهو ما حدث في فيلمه »ايمدج بوك» أو »كتاب الصورة» والذي ينافس علي السعفة الذهبية ولكنه يأتي في المركز الثالث في التقييمات بعد أن وصف النقاد الفيلم بأنه رائع تقنيا لكن فنيا ليس علي القدر المطلوب.

حرب بولندا الباردة

علي الرغم من اختيار المخرج البولندي بافيل بافيلكوسكي اللون الابيض والاسود لتصوير الفيلم واختياره فترة الحرب الباردة واجواء العواصف والثلوج التي كانت تغطي شوارع اوروبا طوال الوقت، إلا أنه استطاع أن يشعل حماس الجمهور في كان وخلق الشعور بالدفء من خلال قصة حب مأساوية بين عازف بيانو ومطربة بولندية فرق بينهما القدر لتأخدهما الدنيا ويتغير كل منهما بشكل لم يسمح لهما استكمال الحياة معا حتي بعد ان سمحت الظروف بزواجهما، ولكن الحب الذي لم يفارق قلوبهما جعلهما يختاران الانتحار حتي لا يفترقا مرة اخري. حاز الفيلم علي اعلي تقييمات في المهرجان من قبل النقاد، فهويجمع بين تابلوهات فنية غاية في الروعة مكونة من رقص وغناء ومشاهد حب وغيرة جعلت الحضور يعلن اشتياقه لهذه النوعية من الافلام التي تعيدنا لعصور الكلاسيكية الذهبية.

السينما اليابانية تعود بقوة

يتربع علي عرش القائمة النهائية لأفلام المسابقة الرسمية الفيلم الياباني »شوب لفتر» للمخرج هريكازوكوري إيدا، بعد أن تلقي إشادات كثيرة من النقاد وصناع السينما. هريكازو من المخرجين المعتادين علي تقديم أفلامهم في مهرجان كان، فهذه هي المرة السادسة التي يشارك فيها الياباني في المسابقة الرسمية لمهرجان كان بفيلمه »شوب لفتر». وكان فيلمه »مثل الأب مثل الابن» قد أحرز جائزة لجنة التحكيم في 2013، في حين فاز بطل فيلم »لا أحد يعلم» بجائزة أفضل ممثل عام 2004 ويشارك المخرج الياباني هاماجوشي أيضا في المسابقة الرسمية بفيلمه »في النوم أواليقظة» أو »أزاكوI وII» ويأمل في اقتناص السعفة الذهبية لتكون الفرحة يابانية هذا العام، وفي حال تحقق ذلك ستكون خامس سعفة في تاريخ اليابان وكان آخر من فاز بها هوالسينمائي شوهاي إيمامورا، الذي حاز السعفة الذهبية في مهرجان كان لمرتين، الأولي في 1983 عن فيلم »جولة نارايما» والثانية في 1997 عن »سمك الجريث» بالتساوي مع الإيراني عباس كيارستامي عن فيلم »طعم الكرز».

التنين الصيني

تهدد قصة حب أخري من القارة الآسيوية، للمخرج الصيني جيا زان كي، أحلام صناع الافلام اليابانية في الحصول علي السعفة الذهبية، حيث يشارك جيا زان كي بفيلم »الخالدون» في المسابقة الرسمية لكان، ولكن الغريب أنه عين نائبا في الجمعية العامة الصينية، علي الرغم من انه اعتاد المشاكل مع الحكومة الصينية التي كثيرا ما عرقلت عمله ومنعت بعض أفلامه والفيلم عن قصة حب تشهد مراحل  التحديث الراديكالي للاقتصاد في الصين في بداية الالفية الجديدة؛ أما الفيلم الآسيوي الرابع الذي يترقبه جمهور كان هو »ملتهب» للمخرج الكوري الجنوبي لي شانج دونج الذي يشارك للمرة الثالثة في المسابقة الرسمية للمهرجان بعد أن قدم »شعر» عام 2010 و»بزوغ شمس سري» عام 2007.

أخبار اليوم المصرية في

18.05.2018

 
 

سباق السعفة الذهبية (3): ظهور أندرو جارفيلد وسبايك لي.. وفيلم كوري يدخل المنافسة بقوة

أحمد شوقي

قبل ثلاثة أيام على ختام المهرجان وإعلان الفائزين بأهم جوائز سنوية في عالم السينما، تستمر المنافسة في مسابقة مهرجان كان الحادي والسبعين الدولية في الاحتدام بين مجموعة من أفضل أفلام العالم. ونواصل تحليلنا لجميع أفلام المسابقة بأحدث خمسة أفلام تم عرضها، ومن بينها فيلمين أمريكيين منتظرين وآخر كوري رائع.

أساكو 1و2 Asako I & II – اليابان

في العام الماضي تضمن مسابقة مهرجان كان فيلمًا بعنوان "الحبيب المزدوج" للمخرج فرانسوا أوزون، عن امرأة تحب رجلًا ثم تقابل آخر تطابق ملامحه مع حبيبها. الغريب أن تتكرر نفس القصة بحذافيراها في مسابقة العام التالي من خلال فيلم المخرج الياباني ريوسوكي هاماجوتشي، الذي عرفه العالم قبل ثلاث سنوات من فيلمه الرومانسي ذي الثلاث ساعات "ساعة سعيدة".

إلا أن فارق جوهري يفصل بين فيلم هاماجوتشي السابق وبين "أساكو 1و2"، وحتى بين الفيلم الجديد وبين فيلم أوزون، هو أن الفيلم الياباني الثاني في المسابقة ـ بعد رائعة كوريدا "سارقو المتاجر" ـ يتعثر من بدايته لنهايته في خلق علاقة حقيقية يمكن للجمهور أن يؤمن بحتميتها، وهذا أمر ضروري في حالة الحكايات الرومانسية: أن نشعر بأن الشخصيات ليس أمامها سوى أن تتصرف بهذه الطريقة مهما كلفها الأمر.

الفيلم يبدأ بقبلة دون مقدمات تتم بين فتاة وشاب تتطور لعلاقة حب مشتعلة، وإن لم يقنعنا هذا الشاب بأنه البوهيمي الذي يمكن أن يفعل أي شيء وأن يختفى فجأة من حياة حبيبته كما حدث. لتنتقل الفتاة إلى طوكيو وهناك تقابل شابًا آخر يحمل الملامح ذاتها، لكنه أكثر انضباطًا يعمل في شركة، يقع في حبها ويستعد لفعل كل شيء من أجلها، وبعد خمس سنوات من العلاقة يظهر حبيبها السابق كموديل وممثل شهير لتجد نفسها تنجذب إليه مجددًا.

كون الفيلم مأخوذًا عن رواية ربما يبرر هذا النقص الشديد في التفهم لخصوصية العلاقتين ودوافع البطلة (لا سيما عندما توضع على محك الاختيار بين الرجلين)، فهناك قدر كبير من المحافظة وعدم القدرة على إيصال ما يفترض أن يكون جاذبية جسدية وحسيّة تجذب البطلة لحبيبها القديم حتى بعد أن تركها ورحل. لا نشعر بفارق كبير بين العلاقتين، بل ولا بين الرجلين الذين يلعبهما بالطبع نفس الممثل، دون تغيير كبير في طريقة الأداء أو روح الشخصية، اللهم إلا تغيير طريقة تصفيف الشعر.

النتيجة فيلم اعتيادي، متوقع، لا يحملك على التفاعل مع شخصياته ولا يقدم مفاجأة أو انعطاف درامي مُشبع. وفي ظل وجود فيلم هوريكازو كوريدا الرائع وصدارته لتقييمات الجميع بين أفلام المسابقة حتى الآن، يبدو أن مشاركة هاماجوتشي في مسابقة كان هي أبعد ما يمكن أن يصل إليه بهذا الفيلم.

التقييم: ** ونصف من خمس نجمات

بلاكككلانسمان BlacKkKlansman – الولايات المتحدة

بعد سنوات طويلة من الغياب عن مسابقة كان يعود الأمريكي سبايك لي، المخرج والكاتب والناشط في مجال حقوق الملونين، إلى مسابقة كان بواحد من أفضل أفلامه الحديثة، وإن كان من الظلم مقارنته بأعماله الأولى المتميزة في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات. فيلم خفيف الظل، لاذع النبرة والنقد، لكنه آمن ومتوقع ولا يحمل عناصر راديكالية (اللهم إلا الربط بين الملونين واليهود كفئات مضطهدة داخل أمريكا السبعينيات، الأمر الذي يحتاج لمراجعة ربما).

يلعب جون دافيد واشنطون (ابن النجم دانزيل واشنطون أحد نجوم أفلام سبايك لي الدائمين، بحضور يقل كثيرًا عن والده) دور رون ستالوورث، أول ضابط أسود ينضم لمكتب شرطة كلورادو، ليدخل سريعًا واحدة من أغرب العمليات في تاريخ الشرطة الأمريكية: أن يتسلل إلى منظمة الكلو كلوكس كلان العنصرية ويصبح واحدًا من أعضائها، مستغلًا قدرته على التلاعب الصوتي ليقنعهم تليفونيًا بأنه أبيض عنصري يريد التخلص من الملونين.

عندما يتطور الأمر ويصير عليه أن يقابلهم، يستعين رون بزميله المحقق الأبيض (آدم درايفر في أداء مميز كالمعتاد)، ليصير الوضع كالآتي: أكثر من المنظمات العنصرية تطرفًا في التاريخ الأمريكي تضم عضوًا يؤديه صوتيًا محقق أسود، وجسديًا محقق يهودي!

الطريف أن القصة حقيقية مع بعض التصرف الدرامي بالطبع، وأن المخرج المشاغب لا يجعلها منعزلة عن العصر الحالي، بل يربطها به عبر جمل ونكات ذكية مفادها هو أن عنصرية المجتمع هي ما أدت في النهاية لوصول ترامب إلى المكتب البيضاوي. تعليقات نالت بالطبع إعجاب الحاضرين خلال العرض الصحفي وضحكاتهم.

إلا أن طرافة الحكاية وقيمتها تتراجع في الفصل الأخير الأشبه بأفلام التشويق التجارية (بشكل عام هو أكثر أفلام سبايك لي الأخيرة مخاطبة للجمهور العريض)، بالتحول نحو مسار درامي متوقع وإن كان بالطبع يحمل إثارة وخفة ظل لا يمكن إنكارها.

إجمالًا، فيلم "بلاكككلانسمان" ممتع للمشاهدة، لكنه سريع التطاير لن يبقى في الذاكرة طويلًا. وإن كان موضوعه واسم مخرجه ومحتواه النقدي، يجعلانه من الأفلام المرشحة بقوة لنيل إحدى الجوائز الفرعية في ختام المهرجان.

التقييم: *** من خمس نجمات

في حرب At War – فرنسا

قبل ثلاث سنوات جاء المخرج ستيفان بريزيه إلى كان بصحبة ممثله المفضل فنسنت ليندو بفيلمهما "قياس رجل"، لينتزع ليندو بأداء دور رجل من الطبقة العاملة جائزة أحسن ممثل في المهرجان. هذا العام يبدو تكرار الأمر بعيدًا عن التحقيق، في ظل كون فيلم بريزيه الجديد "في حرب"، والذي يلعب ليندون فيه دور زعيم عمّالي أيضًا، من أقل أفلام مسابقة كان 71 إثارة للاهتمام.

الموضوع مهم بالطبع، مصنع في جنوب فرنسا تقرر المجموعة الألمانية المالكة له أن تُغلقه وتسرّح 1100 شخصًا هم عماله، بعد عامين فقط من اتفاق أبرمه العمال مع إدارة المصنع بالاستغناء عن الزيادات السنوية وأجر ساعات العمل الإضافية مقابل ضمان استمرار المصنع نشطًا لخمس سنوات إضافية. الإدارة تتراجع عن اتفاقها، والعمال ليس أمامهم سوى الرضا بمبلغ تعويض أو الاعتصام وتحدي النظام القانوني الذي تعلم الإدارة تفاصيله جيدًا.

ساعتين من الاعتصامات العمالية والحوارات الصاخبة والمصادمات مع الإدارة والأمن وحتى بين العمال وبعضهم البعض. ساعتين يتعمد المخرج فيهما ألا يقدم الكثير ـ أو حتى القليل ـ عن شخصياته ومن ضمنهم البطل، القائد العمالي الذي يصمم على أن يستمر رفاقه على موقفهم ويصعّدون المواجهة مهما كلفهم ذلك من ثمن، ومهما تكبد هو شخصيًا وفق النهاية الغريبة جدًا وفقًا للقليل الذي عرفناه عنه.

بريزيه ماهر في إحكام الإيقاع، يتمكن من الحفاظ على حد مقبول من الجاذبية في حكاية قد تبدو أنسب لصفحات الجرائد منها لشاشة السينما، لكنه رغم ذلك يقدم عملًا صالحًا للمشاهدة وإن كان لا يترك أثرًا كبيرًا. وحتى ليندو الذي يعد مرشحًا دائمًا لجوائز التمثيل في أي مسابقة، لم ينل القدر الكاف من المادة الدرامية التي يمكنه من خلالها تجسيد الدور بصورة ملفتة، وإن كان قلة الأدوار الرجالية المؤثرة في أفلام المسابقة حتى الآن، تجعل اسمه يظل مطروحًا للنهاية.

التقييم: ** ونصف من خمس نجمات

تحت البحيرة الفضية Under The Silver Lake – الولايات المتحدة

أحد أكثر الأفلام المرتقبة في مسابقة كان يأتي بنتيجة تقل بكثير عن المأمول. الأمريكي دافيد روبرت ميتشيل الذي شغل العالم قبل أعوام بفيلمه السابق "It Follows" يصنع فيلمًا بميزانية كبيرة وحرية أكبر، يستعرض فيه عضلاته كمخرج كبير قادر على رسم عالم فيلمي متكامل يمتص المشاهد، لكنه يرهق الفيلم بعشرات الأفكار والتفاصيل الذي تجعل زمنه يطول جدًا، دون مكافأة حقيقية للجمهور.

من غير المتوقع أن ينال فيلم كهذا نجاح عالمي كبير بالرغم من لعب النجم أندرو جارفيلد لدور البطولة، وبالرغم من النوع الذي يمزج بين الجريمة التشويقية وفيلم النوار الجديد neo-noir عبر حكاية شاب عاطل يعيش في لوس أنجلوس، تختفي فتاة أعجب بها بشكل مفاجئ، فيبدأ في تتبع أثرها ليقطع رحلة في عالم الفنون الأدائية والموسيقى، ومجلات الكوميكس والأغاني التي تحمل رسائل خفية داخلها لا يفهمها سوى من يعرف بوجودها.

هناك قصدية واضحة في أن يحوز الفيلم على إعجاب جيل البوب آرت، وكأن ميتشل يصنع فيلمه وهو يتمنى أن يتحول إلى "Pulp Fiction" جديد. عشرات الإحالات المتناثرة من السينما والموسيقى والرسوم المتحركة وكل ما يمكن تصوره من أشكال الفنون الشعبية التي "تُصنع كي نرميها مثل الكلينيكس"، كما يقولها فنان عجوز غامض يلتقيه البطل خلال رحلة بحثه، ليكشف له عن كونه من قام بتأليف كافة الأغاني المشهورة والمحبوبة خلال النصف قرن الأخير!

متاهة يخوضها البطل ونخوضها معه، مع الكثير من الجميلات العاريات كما يمكن أن نتوقع من فيلم يدور في العالم السفلي لصناعة الترفيه في لوس أنجلوس. متاهة لدرجة أن الفيلم يفقد البوصلة فعلًا فنصل لدرجة لا نفهم عندها سبب رغبة ميتشل في تقديم هذه الحكاية وما الذي انتهى إليه فعلًا كل هذا الزحام من الرسائل الخفية والمنظمات السرية والأثرياء الذين يعيشون في ممرات سرية تحت الأرض.

لكن يبقى "تحت البحيرة الفضية" أحد أفضل أفلام مسابقة كان على صعيد الحرفة. فيلمٌ مشغولٌ عليه بحق على مستوى الصورة والموسيقى وتصميم الإنتاج وكافة العناصر الفيلمية بما فيها كيفية تنفيذ المخرج لكل مشهد على حدة. لكن تبقى المحصلة النهائية أقل بكثير من مجموع عناصرها، ويظل فيلم ميتشيل السابق هو درة أعماله، وإن كان جديده لم يعدم بعد المعجبين المتحمسين لفيلم يكرّم ـ بشكل ما ـ ثقافة أثرت في الملايين.

التقييم: *** من خمس نجمات

احتراق Burning – كوريا الجنوبية

عنوان آخر يدخل بقوة لمنافسة السعفة الذهبية أو أحد جوائزها الفرعية، وربما جوائز التمثيل كذلك. المخضرم لي تشانج دونج، المخرج والروائي ووزير الثقافة الكوري الأسبق، وحامل جائزة السيناريو في كان 2010 عن فيلمه السابق "شعر"، يعود بعمل جديد يحتاج الكثير من الصبر في مشاهدته، لكنه يقدم في المقابل ما يستحق هذا الصبر.

قصة قصيرة للأديب الشهير هاروكي موراكامي يصيغها تشانج دونج في فيلم مدته ساعتين ونصف، لا يعترف بفضيلة الإيجاز، ولا يكترث لامتداد مشهد حواري إلى عدة دقائق يتخللها مساحات من الصمت، لكنه هنا صمت مشحون بالأفكار والمشاعر التي لا تتوقف عن التدافع في عقل من يشاهد الفيلم بالقدر الكافي من التركيز.

شاب بسيط يحلم أن يكون كاتبًا بعد إنهاء الخدمة العسكرية، يقابل جارة قديمة تتعرف عليه لتبدأ بينها صداقة بها توتر الحب، قبل أن تسافر الفتاة في رحلة وتعهد له برعاية قطتها، لتعود ومعها منافس مستحيل: شاب ثري يركب بورش حديثة ويعيش في شقة فاخرة ويمتلك كل ما يجعل من البطل خيارًا غير مؤهل بالنسبة للفتاة.

من هذه الحكاية الأشبه بالأفلام القديمة يصيغ المخرج الكبير رواية سينمائية، ليس فقط عن صراع الطبقات في كوريا وتبعات الفروق الطبقة على العلاقات، ولكن الأهم هو كونها رواية سينمائية عن الحيرة وعن الحب، أو عن الحب عندما يكون محيّرًا، وعن البحث الدائم عن سعادة لا نبلغها أبدًا.

مستو راق من التنفيذ سواء في اختيار مواقع التصوير من قلب المدينة إلى أقصى الريف الشمالي حيث يمكن التقاط إذاعات بيونج يانج الدعائية، وتصميم الإنتاج الذي يمنح كل منزل من المواقع الثلاثة الرئيسية (بيوت الفتاة والشابين) طابعًا ملهمًا مرتبطًا بالدراما بشكل عضوي لا يمكن الاستغناء عنه، وأداء تمثيلي لا تشوبه شائبة من الممثلين الثلاثة الذين تقوم نصف قوة الفيلم على أكتافهم.

"احتراق"، أو بالأحرى احتراق بطئ، لا ينتمي لنوعية الأفلام التي تصلح لمخاطبة جمهور عريض، هو مناسب لمحبي السينما التأملية الأقل انشغالًا بالحبكات المثيرة (وإن كان النصف الثاني يحتوي على واحدة). لكنه في الوقت نفسه يخاطب هؤلاء المحبين بلغة راقية قد تنال رضا لجنة كيت بلانشيت فنجدها متوّجة في نهاية كان.

التقييم: ***ونصف من خمس نجمات

####

رسالة كان- الفيلم اللبناني "كفرناحوم".. محاكمة خيالية للآباء وتجربة شخصية للبطلة

أمل مجدي

"طفلة كان الجميلة"، هكذا وصف الناقد والمؤرخ الفرنسي فيليب روير، المخرجة اللبنانية نادين لبكي، أثناء المؤتمر الصحفي الخاص بفيلمها "كفرناحوم" المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ71.

فقد بدأت المخرجة اللبنانية رحلتها مع المهرجان الفرنسي منذ عام 2005، عندما شاركت بسيناريو فيلمها "سكر بنات" وعملت على تطويره ليرى النور بعد عامين، ويعرض ضمن تظاهرة نصف شهر المخرجين. عادت بعدها في عام 2011 مشاركة بفيلم "هلأ لوين؟" في مسابقة نظرة ما، ثم وقع الاختيار عليها في عام 2015 لتكون عضو لجنة تحكيم في المسابقة. وأخيرا تنافس حاليا نادين لبكي على السفعة الذهبية مع 20 فيلما آخر يشاركون ضمن المسابقة الرسمية.

الفيلم تدور أحداثه حول طفل متورط في جناية يدخل السجن، ويقرر إقامة دعوى قضائية ضد والديه لأنهما أنجباه ليعيش حياة بائسة معهما دون الحق في هوية شخصية، أو قدرة على توفير احتياجاته الإنسانية، أو تعليمه. يتطرق الفيلم لعدد من القضايا المهمة المتعلقة بأطفال الشوارع والزواج المبكر ومعاناة المهاجرين والعبودية الحديثة، لكن من خلال رحلة طفلين أحدهما رضيع في شوارع لبنان.

يتضمن فريق عمل مجموعة من الممثلين الهواة يقفون أمام الكاميرا لأول مرة، يجسد الفيلم أجزاء من حياتهم الشخصية ومعاناتهم اليومية. ليكون أشبه بعمل سينمائي خيالي ينقل تفاصيل واقعية وصورة صادقة عمن يعيشون على هامش المدينة.

ونستعرض خلال السطور التالية، أبرز ما جاء في المؤتمر الصحفي لفيلم "كفرناحوم":

الدافع وراء الفيلم

قالت نادين لبكي إنها أردت من خلال الفيلم الحديث عن النظام الذي لا يسير على نحو جيد، وخلال البحث وجدت مجموعة من البشر يعانون خارج هذا النظام بسبب أوراق الهوية.

وأضافت: "كنت أعلم أن التصوير سيستغرق وقتا طويلا لذلك بحثت عن أشخاص سيبذلون كل ما في وسعهم لإنجاز هذا العمل"، مشيرة إلى أن مرحلة التصوير استمرت 6 أشهر، تم خلالها إعادة تصوير مشاهدة كثيرة حتى تصل لقدر عال من المصداقية والواقعية.

وأكدت على عدم وجود قصة حقيقية بعينها دفعتها لصناعة الفيلم، وإنما عدد من الأِشخاص الذين تعرفت عليهم خلال مرحلة البحث في الشوارع والسجن وملفات المنظمات الحقوقية.

وحول فكرة إقامة دعوى ضد الآباء، أوضحت أن أكثر من 90% من الأطفال الذين التقت بهم أكدوا أنهم يشعرون بالتعاسة ولا يعرفون لماذا أنجبهم آبائهم دون القدرة على توفير حياة كريمة لهم. وشددت على أن القانون الحالي لا يسمح للأطفال برفع دعوات ضد المسؤولين عن العناية بهم، لافتة إلى أن فكرة المحاكمة من خيالها.

اختيار الطفلين

"مهمة مستحيلة" هكذا تحدثت نادين عن مرحلة البحث عن الطفل زين الذي جسد دور البطولة في الفيلم، لأنها كانت ترغب في أن يكون بطلها متمتع بالذكاء والوسامة ولديه حزن في عينيه ووعي بما يحدث حوله. وأشارت إلى أنهم عثروا على زين خلال اختبارات أداء أجريت في الشارع.

وحول الطفل الرضيع يونس، قالت أنها فتاة في الحقيقة تحمل اسم "كنز" وهي كانت بمثابة الكنز في الفيلم لأنها قدمت كل ردود الأفعال المطلوبة ببراعة.

وفيما يخص التعامل مع طفلين أحدهما طفل رضيع لا يتجاوز عمره عاما والآخر طفل يبلغ من العمر 12 سنة، قالت لبكي "كان علينا التكيف مع وضع الطفلين لأنهما لا يمثلان بل يتصرفان على طبيعتهما".

ونوهت إلى أنها محظوظة بفريق العمل الذي تعاونت معه في الفيلم نظرًا لتمتعهم بالصبر في وقت التصوير.

في المقابل، تحدث الطفل زين الرفاعي، مؤكدا أنه لم يجد أي صعوبة في التمثيل ، فقد كان يفعل ما تطلبه منه المخرجة سواء مشاعر حزن أو فرح ببساطة شديدة.

تجربة شخصية

انهارت الممثلة الإثيوبية يوردانوس شيفيرا، باكية فور شروعها في الحديث، نظرًا لأن الفيلم جسد معاناتها الحقيقية خلف الكاميرات.

وقالت الممثلة التي سافرت إلى لبنان في عمر 20 عامًا، "أشكر نادين لأنها اتاحت الفرصة أمام الناس ليعرفوا الحقيقة، هذه حياتي بالضبط، الفرق الوحيد أنني ليس لدي طفل رضيع كما جاء في الفيلم".

وذكرت أنها كانت تبكي كثيرا خلال العمل على مشاهدها، لافتة إلى أن قوات الشرطة ألقت القبض عليها في مرحلة التصوير وظلت بالحجز 3 أيام حتى تمكن كاتب السيناريو والمؤلف الموسيقي خالد مزنر من استخراج بطاقة هوية لها.

فيلم من البيت

وصف السيناريست خالد مزنر، زوج نادين لبكي، صناعة الفيلم تمت في منزلهما وقد كان فريق العمل أشبه بأسرة واحدة.

وشدد على أن نادين كانت تعيد المشاهد أكثر من مرة كي تصل إلى الحالة المثالية التي تطمح لها.

فيما اختتمت نادين كلمتها بأنها تؤمن بأهمية الفن ودوره في إحداث تغيير، خاصة في منطقة مثل الشرق الأوسط تعاني من مشاكل عديدة.

موقع "في الفن" في

18.05.2018

 
 

استمر التصفيق 15 دقيقة إبان عرضه

فيلم نادين لبكي المرشح الأقوى لجائزة مهرجان "كان"

هلا أبو سعيد من بيروت

"إيلاف" من بيروت: سلطت الفنانة نادين لبكي الأضواء عليها كمخرجة لامعة من الشرق الأوسط في مهرجان كان السينمائي. حيث لاقى عرض فيلمها كفرناحوم "Capernaum" تصفيقاً حاداً وإشادات من النقاد.

وعلى ما يبدو، فإن المؤشرات قبيل موعد إعلان الفائزين من لجنة تحكيم تشير لفوزها بالجائزة هذا العام. حيث أنها حظيت بتصفيق كبير لمدة 15 دقيقة بعد عرض الفيلم يوم أمس. الأمر الذي أثار ضجة إعلامية برزت بتعليقات الصحف حول ردود الفعل الأولى المتوهجة التي توقعت فوزها بجائزة Palme d’Or.

وُصِفَ الفيلم بالحكاية المشحونة سياسياً في سرد الوقائع مع تتبع الطفل الذي يقاضي عائلته. وهو يبرز بكونه واحدًا من الأفلام الثلاثة التي أخرجتها نساء ضمن الأفلام المتنافسة في مهرجان Palme d’Or هذا العام. وإذا حصل وفازت بالجائزة، فإنها ستصبح المخرجة الثانية بعد جين كامبيون عن فيلمها "البيانو". 

يشار إلى أن Sony Pictures Classics قد اشترت حقوق التوزيع لشمال أمريكا وأمريكا اللاتينية لفيلم "Capernaum" قبل بدء مهرجان كان السينمائي، وهي علامة مبكرة على الثقة العالمية بهذا العمل. خاصةً أن الصفقة قُدِّرَت بـ 1.3 مليون دولار. ومن المتوقع أن يقوم الموزِّع بحملة لترشيح الفيلم إلى جائزة أفضل أوسكار باللغة الأجنبية في العام القادم.

الجدير بالذكر، أن حضور "لبكي" في مهرجان "كان" أمراً معتاداً قبل فيلمها الجديد. فقد كانت جزءًا من أسبوعي مجلس الإدارة في العام 2007 مع "كاراميل" ومع عرض فيلمها "وهلق لوين؟" في قسم Un Certain Regard في العام 2011. وقد حصل الأخير على جائزة Ecumenical خاصة.

موقع "إيلاف" في

18.05.2018

 
 

«المدى» في مهرجان «كان» السينمائي الدولي الـ 71: حضور عربي واسع يغيب عنه مهرجان دبي، ويتّسع بحضور السعودية والفلسطينيّين

كان/ عرفان رشيد

بانتظار العرض الرسمي الأول لفيلم « كفرناحوم » للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، والذي أحاطته شركة التوزيع العالمية بسريّة مُطلقة، ومبالغ فيها، شهدت شاشات المهرجان عدداً من العروض لأفلام مخرجين عرب، تراوحت مستوياتها ما بين ما فوق المتوسّط، مثل شريط المصري الشاب أبو بكر شوقي « يوم الدين »، الذي عُرض ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، وما دون التوقّع مثل « وِلْدي » للتونسي محمّد بن عطيّة الحائز على الدب الفضّي عن شريطه الأول « نحبّك هادي »، والذي عُرض ضمن برنامج « نصف شهر لمخرجين ».

وفيما كان « نحبّك هادي » يوحي بميلاد طاقة سينمائية متميّزة، فإنّ العمل الجديد عجز عن ترسيخ هذا التوقّع، لشديد الأسف بفيلمه الأخير، فبرغم قدرة هذا المخرج على اختيار ممثلّيه وإدارتهم، بالذات في المواقع الضيّقة، إلاّ أن العمل لم يأتِ بكثافة الفيلم شريطه الأول، ولم تتمكّن الشخصيات من تحقيق الإقناع، كما فعلت شخصيات « نحبّك هادي ». 

وبرُغم أنّنا لسنا في صدد المقارنة ما بين العملين، فإن ما كنّا نترقّبه من محمّد بن عطيّة لم يتمكّن من تحقيقه، وهو وإن كان قد امتلك بين يديه موضوعة وحكاية هامّتين للغاية، وهما آصرة الأبناء مع الآباء، وتسرّب الشباب صوب التنظيمات الأصولية وإلى ساحات القتال الداعشي، فإنّ لم يتمكن من الغور في عمق الأزمة وبقي في سطح الصورة دون القدرة على ما حوّل الشريط إلى ما يُشبه وسائل الإيضاح للحالة التي تمرّ بها عائلة الشبيبة التي تلتحق بالتنظيمات الإرهابية.

غيابٌ مؤلم، وحضور مؤسساتي واسع

وإلى جانب الأفلام المُنجزة من قبل مخرجين من البلاد العربيّة، فقد شهدت الدورة الحالية توسّعاً في حضور المؤسسات والمهرجانات السينمائية العربية، وترافق تزايد عدد النقّاد العرب الحاضرين مع وجود عدد لا بأس به من النجوم العرب، الشباب والمخضرمين، من مصر والجزائر والمغرب وتونس ولبنان وسوريّا والعراق ومن دول الخليج.

وساد على المشهد السينمائي إحساسُ أسى كبير بسبب الغياب المؤلم للجناح الإماراتي، والذي نتج عن قرار « إرجاء » إقامة دورة هذه السنة من مهرجان دبي السينمائي الدولي في ديسمبر المقبل. ، وما يزال هناك الكثير العديد من التساؤلات حول مُسبّبات هذا القرار وما سيؤؤل إليه مستقبل التظاهرة السينمائية العربية الأوسع والأكثر شهرة في العالم

وفي مقابل ذلك الغياب شهد سوق الفيلم حضورين جديدَين يُبشّران بالخير، وإنْ كانا لا يُعوّضان عن خسارة غياب مهرجان دبي. وهذان الحضوران هما جناح « المجلس الوطني السعودي للأفلام » و « الجناح الفلسطيني ».

ففيما يؤشّر الحضور الأول إنعطافة هامّة في واقع السينما الخليجية، وربّما العربيّة، بما يتضمّنه من آفاق رحبة للإنتاج السعودي ولتطوير إمكانيات المؤسسات والبنى السينمائية التحتية وزيادة فاعلية الصالات السينمائية في المملكة العربيّة السعودية، فإن افتتاح الجناح الفلسطيني يُعتبر تأكيداً للحضور الفلسطيني، الذي سبقَ وأنْ سجّل تواجده عبّر إنجاز المبدعين السينمائيّين الفلسطينيّين. وجاء تزامن افتتاح الجناح في لحظة سياسية حرجة من النضال الفلسطيني بسبب الاعتداءات والهجمات الإسرائيلية ضد مواطني غزّة ووقوع مئات القتلى وآلف الجرحى من مواطني القطاع، ليحوّل الجناح إلى ملتقى للعديد من سينمائيي العالم، الذين توافدوا على الجناح للإعراب عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، ولتثمين ارتفاع العلم الفلسطيني في هذا المحفل السينمائي الدولي الهام.

وأياً تكن النتائج التي سيتمكّن هذان الجناحان من تحقيقها، فإنّ مجرّد وجودهما في هذا المحفل السينمائي العالمي الكبير يُعدّ انتصاراً للسينما والسينمائيين في جميع أرجاء الدول العربيّة، وذلك لأن أيّة كوّة تُفتح، إنّما ستحمل نوراً جديداً على المنطقة، والعكس هو الصحيح

وإلى جانب الجناحين السعودي والفلسطيني، واصلت أجنحة كل من الجزائر والمغرب والأردن وتونس نشاطاتها وندواتها، وأعلن الجناح التونسي بأن مهرجان « أيام قرطاج السينمائية » سيُخصّص في دورته القادمة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل برنامجاً لتحيّة للسينما العراقية، عبر تاريخها الطويل وتنوّعها الجغرافي واللغوي، وقال المدير العام لـ « أيام قرطاج » نجيب عيّاد بأنّ لآصرة مهرجانه مع السينما العراقية ”تاريخ طويل، فقد شجّعنا حضورها في برامجنا دائماً، وبتركيز خاص على الشباب من سينمائيي العراق، ولم يقتصر ذلك الحضور على الأفلام فحسب، بل تحقّق أيضاً عبر التواجد الشخصي للسينمائيين في أيام قرطاج السينمائية، مخرجين وممثلين وكتّاباً، ونسعى أن يزداد هذا التواجد في إطار ما أطلقنا عليه بـ « قرطاج پرو »، أي « قرطاج المحترفين » الذي يتضمّن ورشات للدعم على مستويات التطوير، واستكمال الأفلام. وهو بالأساس دعم لخبراء سينمائيين، بمعنى - المخرجون سيعرضون أعمالهم أمام مجموعة متخصّصة بتطوير ودعم الأعمال، سواء تلك التي ما تزال في بداياتها، أو تلك المُقبلة على الاكتمال، وستُتيح هذه الورشات للمخرجين التعامل مع حرفيّين كبار، من العالم وليس فقط من البلاد العربية والأفريقيّة“، وأضاف قوله بأنه ”سيُتاح لهؤلاء المخرجين قدرٌ من التمويل، ربّما لن يكون تمويلاً كبيراً، لكنّه، في جميع الأحوال، تمويل مُساعد وداعم للمشاريع، بحيث تتواصل وتنطلق وأن تكتمل لتعود إلى مهرجان « أيام قرطاج السينمائية » لتُعرض ولتتواجه مع الجمهور، ولتكون بادرة لمشاريع أكبر وأوسع وأكثر طموحاً“.

المدى العراقية في

19.05.2018

 
 

"السعفة الذهبية" حائرة بين أفلام مسابقة كان

أمير العمري

نتائج الدورة الـ71 من مهرجان كان السينمائي تعلن مساء السبت حيث تتوج لجنة التحكيم الدولية التي ترأسها الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت، الفيلم الفائز بـ"السعفة الذهبية".

يتوقع الكثير من الحاضرين في مهرجان كان السينمائي من النقاد والصحافيين، حدوث بعض المفاجآت عند إعلان جوائز المسابقة الحادية والسبعين من المهرجان التي شملت 21 فيلما، جاء الكثير منها مخيبا للآمال، كما غابت التحفة السينمائية التي تلقى عادة الإجماع.

ومن بين أفلام المسابقة ثلاثة أفلام من إخراج مخرجات، ورئيسة اللجنة تبدو متحمسة أكثر لمكافأة أفلام المرأة المخرجة، وربما تميل بالتالي إلى تخصيص جائزة أو أكثر لهذا النوع من الأفلام على حساب القيمة الفنية.

وجاء فيلم “فتيات الشمس″ من إخراج الفرنسية إيفا أونسون، إلى مسابقة المهرجان تسبقه ضجة كبرى باعتباره العمل السينمائي الأول الذي يتناول جرائم تنظيم داعش ضد النساء الكرديات والأزيديات في شمال العراق بعد أن نجح في الاستيلاء على محافظات كاملة هناك قبل أربع سنوات.

فتيات الشمس

يعتمد فيلم “فتيات الشمس″ على وقائع حقيقية، وقعت في العام 2014 واستمرت حتى العام التالي، حينما تعرضت مجموعة من النساء تبلغ 7 آلاف امرأة وفتاة وطفلة في عمر الزهور للخطف والاغتصاب والبيع في أسواق النخاسة التي أقامها مقاتلو التنظيم في المدن التي كانوا يسيطرون عليها، ثم كيف تمكنت مجموعة صغيرة منهنّ من الفرار وتكوين فصيلة نسائية مقاتلة تقوم بعمليات جريئة بالتنسيق مع قوات البشمرجة الكردية ضد التنظيم.

ولأن المخرجة صنعت فيلمها أساسا للجمهور الفرنسي، لذلك فهي تستخدم المدخل المعتاد في السينما السياسية الغربية بشكل عام، أي تستعين بشخصية مراسلة صحافية فرنسية هي”ماتيلد” التي أصبحت شاهدة على الأحداث وفقدت إحدى عينيها خلال الاشتباكات، وحرصت على نقل ما يحدث في ما بعد إلى الرأي العام الغربي، والفيلم بالتالي يروى من وجهة نظر “ماتيلد” إلاّ أن الأحداث تروى على لسان بطلة الفيلم “باهار” (تقوم بالدور الممثلة الإيرانية غولشفيته فراحاني) فهي تروي لماتيلد التي تدونها وتستعيد باهار خلال ذلك ما تعرضت له وأسرتها على أيدي مقاتلي داعش (مقتل زوجها واختطاف ابنها)، ثم كيف نجحت في تكوين الفصيلة النسائية المقاتلة من مجموعة من النساء اللاتي سبق أن وقعن في أسر داعش ونجحن في الفرار.

لكن على الرغم من الدقة الشديدة في اختيار مواقع التصوير، وبراعة إخراج مشاهد القتال، إلاّ أن الفيلم جاء في معظمه عبارة عن مجموعة من الكليشيهات أو الصور النمطية، مع قدر كبير من المبالغات في إبراز قوة النساء والتفافهنّ حول باهار التي ألحق المسلحون ابنها بمقاتلي التنظيم.

وهي تنجح في النهاية في شن عملية على أحد معاقل التنظيم وتحرير ابنها من الأسر، تحت أطنان من الشعارات والهتافات والعبارات، بحيث فقد الفيلم قدرته الدرامية على التأثير ليظل محصورا في إطار الدعاية المضادة.

لازارو السعيد

أما فيلم “لازارو السعيد” إخراج الإيطالية أليس رورواتشر، فهو أكثر طموحا من الفيلم السابق، فمخرجته عرفت بميلها إلى الأسلوب الطبيعي والولع بتصوير النماذج البشرية في الريف الإيطالي بما يحفل به من فولكلور واعتناق للخرافات والأساطير التي يقوم الكثير منها على أساس ديني، وهي تمزج هنا بين أساليب عدة مثل الواقعية السحرية والواقعية الاجتماعية.

وتأخذك حينا إلى عالم الخيال، ثم تخرجك منه إلى الواقع، من خلال التواءات في الحبكة تجعل من العسير على المشاهد أن يفهم أو يدرك مغزى ما تقوده إليه، بغض النظر عن جمال الصور، وجاذبية النماذج التي تعرضها وخاصة نموذج الصبي “لازارو” الذي يؤمن أهل القرية بأنه يمتلك “قدرات خاصة”.

كفر ناحوم

يتشابه فيلم “كفر ناحوم” للمخرجة اللبنانية نادين لبكي في ملامحه الخارجية مع ملامح أفلام الواقعية الجديدة الإيطالية، فبطله طفل ينتمي لأسرة فقيرة تعيش على الكفاف في ذلك الحي البائس من أحياء بيروت “كفر نعوم”، تضطر لتزويج ابنتها وهي في الحادية عشرة حتى تتخلص من عبئها.

أما شقيقها “زين”، فهو متمرد يرفض الخضوع لأسرته ويهيم على وجهه مع طفل رضيع هو ابن عاملة مهاجرة بشكل غير شرعي من إثيوبيا، وينتهي زين إلى قتل الرجل الذي تزوج شقيقته التي حملت منه، ثم أصيبت بنزيف حاد أفضى إلى موتها.

ويتفرع الفيلم إلى فروع عدة، فهو يناقش قضية الأطفال المشرّدين، ومسألة غياب بطاقات الهوية بسبب غلاء سعر استخراجها على الأسر الفقيرة، وقضية اللاجئين غير الشرعيين الذين يتم استغلالهم من خلال شخصية المهاجرة الإثيوبية، وموضوع تجارة الأطفال، والتدهور العام في المجتمع اللبناني وعدم وجود أي ضمانات لحماية الأطفال.

ورغم قوة الإخراج وبراعة التمثيل يعيب الفيلم تشتت الحبكة في خطوط كثيرة بعيدة عن الفكرة الرئيسية وكثرة الاستطرادات وتكرار مظاهر الفقر والفاقة وفوضى الشارع وارتباط زين بالطفل الإثيوبي “يانيس″، ومحاولته العثور على ما يدبر به تكاليف الحياة يوما بيوم، ولجوئه في سبيل ذلك إلى الاحتيال، وبوجه عام يسيطر الطابع التسجيلي على الفيلم الذي يمتد لأطول ممّا يتحمله الموضوع.

ثلاثة وجوه

يراهن الفيلم الإيراني “ثلاثة وجوه” لجعفر بناهي مرة أخرى على شهرة صاحبه الذي يقال لنا إنه ممنوع من العمل السينمائي، في حين يستمر هو على نحو احترافي كامل في صنع الأفلام، وإن كان لا يقدر على مغادرة إيران لحضور عروضه العالمية، كما أنه يصر على الظهور بنفسه في أفلامه الأربعة الأخيرة.

وهو يسير هنا على طريق أستاذه كياروستامي الذي كان مغرما بصنع “الأفلام الريفية”، أي تلك التي تدور في الريف الإيراني وسط الجبال وبين القرويين الفقراء، والولع بالاعتماد على الممثلين غير المحترفين من سكان القرى، والمزج بينهم وبين الممثلين المحترفين، ويكشف بناهي خلال السرد عن بعض المعتقدات الشعبية السائدة لدى غالبية سكان الريف.

والمدخل هو أن هناك فتاة ريفية شابة تدعى “مرضية” من سكان تلك المنطقة الجبلية تريد أن تصبح ممثلة، لكنها تقابل بالتجاهل فتشعر بالقنوط والإحباط فتقوم بتصوير نفسها بكاميرا الموبيل وهي تنتحر، وتبعث بصور انتحارها المفترض إلى الممثلة الإيرانية المعروفة بهناز جعفري وتذكر خلال ذلك اسم بناهي، وهي حيلة درامية أو مدخل درامي غير مقنع أصلا، فيمكن لأي شخص أن يدرك استحالة أن تبعث مرضية برسالة هاتفية بعد انتحارها، وهو ما تذكره جعفري نفسها في ما بعد، أي بعد أن تكون قد هرعت مع المخرج جعفر ناهي إلى تلك المنطقة الريفية بحثا عن مرضية ومعرفة ما الذي وقع لها، فيكتشفان أنها اختفت عن منزل الأسرة منذ ثلاثة أيام.

ومن هنا يبدأ البحث في أماكن مختلفة على الطريق الجبلي الممتد الذي يربط بين عدد من القرى في شمال شرقي إيران، متعدّدة الأعراق والثقافات واللغات أيضا، فالكثير منهم لا يتحدثون سوى اللغة التركية.

وخلال هذا البحث يسلط الفيلم الضوء على واقع المنطقة، وكيف ينظر أهلها إلى هذا الغريب القادم من العاصمة بصحبته تلك الممثلة المشهورة الجميلة، هل يمكن أن يكون لوجودهما تأثير على حياة السكان ولفت الأنظار إلى الحياة القاسية التي يعيشونها؟

هناك أيضا أحداث تكشف النظرة التقليدية السائدة المتخلفة إلى السينما والتمثيل، فشقيق مرضية ينتظر الفتك بها عند عودتها، ومرضية تمثل جيلا جديدا من الفتيات يعشق التمثيل، ولكنه لا يستطيع أن يصل لهدفه، لذلك تبتكر تلك الحيلة للفت أنظار بناهي إليها، أما الوجه الثاني، فهو وجه الممثلة المحترفة من الجيل الحالي بهناز جعفري، التي لا تستطيع أن تهضم في البداية هذه الفكرة المجنونة من جانب مرضية، وإن كانت تتعاطف معها وتشعر بها، ثم هناك الوجه الثالث لممثلة من العهد القديم، من زمن ما قبل الثورة الإسلامية، تدعى شهرزاد، لا نراها لكننا نرى المنزل الجبلي الذي تقيم فيه، ويروي البعض الروايات حول ما تعرضت له من متاعب سواء مع السلطة أو مع الأهالي، لكنها رفضت مغادرة المنطقة واعتزلت داخل منزلها.

مربي الكلاب

من أفضل أفلام المسابقة الفيلم الإيطالي “مربي الكلاب” للمخرج ماتيو غاروني (صاحب فيلم “غومورا” الشهير) وهو يتميز بواقعيته القاسية، ويبدو مخلصا لتقاليد الواقعية الإيطالية الجديدة.

هنا تصوير ممتاز ليلا ونهارا في أماكن طبيعية.. في إحدى الضواحي الفقيرة لمدينة ميلانو، بطلنا هو فرنشيسكو وهو شخص ضعيف البنية يبدو أقرب إلى البلاهة، يعامل الكلاب في المحل الذي يستأجره كأطفاله، يبيت معها ويدللها ويعتني بها، كما أن لديه ابنة من زوجته المنفصلة عنه والتي لا تظهر سوى مرة واحدة في الفيلم.

أما نقيض فرنشيسكو، فهو سوني العملاق المفتول العضلات، مدمن المخدرات الذي يروّع سكان المنطقة لدرجة أن بعضهم يتآمر للخلاص منه بالقتل، كما يهدّد فرنشيسكو حتى يأتيه بالمخدر من الموزعين الذين يعرفهم، فصاحبنا يتاجر أيضا في المخدرات كوسيلة لزيادة الدخل.

ومع ذلك، لا يدفع سوني مقابل ما يستهلك من مخدرات، لكنه يعتمد على العنف والترويع اللذين لا يسلم منهما حتى صديقه فرنشيسكو، لكن الأخير رغم ذلك يقبل أن يستخدم سوني محله للنفاذ إلى محل الذهب المجاور وسرقة محتوياته على أن يقتسم الاثنان الغنيمة معا.

وبعد اكتشاف الأمر يرفض فرنشيسكو أن يشهد ضد سوني وبذلك تلبسه التهمة ويقضي عاما في السجن، ويغادر ليطالب سوني بالوفاء بوعده، ولكن كيف يمكن للمدمن أن يمتلك خاصية الوفاء؟

هذا فيلم عن الضعف والقوة، الجشع والإدمان، الفقر والانتقام، البؤس الذي يحيك بالبيئة في تلك المنطقة المهملة تماما، وهو يمتلئ بالعنف شأن أفلام أخرى في المهرجان ومنها فيلم لارس فون تريير “المنزل الذي بناه جاك”، والذي يصل إلى أقصى درجات العنف السريالي المخيف.

ويتميز “مربي الكلاب” بالأداء البارع للممثل مارشيللو فونتي في دور فرنشيسكو الذي ربما ينال جائزة أفضل ممثل.

الفيلم الروسي

ليتو” أو “الصيف” من أفلام النوستالجيا أو الحنين إلى فترة التمرد في أوائل السبعينات في الاتحاد السوفييتي، أي في زمن الحكم الشيوعي، وكيف كان الشباب يمكنه التحايل ويخلق أشكالا جديدة للتعبير كالموسيقى الغربية الراقصة، وفي الفيلم مزج بديع بين الواقع والخيال، وبين الغناء والرقص وفكرة الحب المستحيل، وهو مصوّر بالأبيض والأسود (للشاشة العريضة) ويتميز بإيقاعه السريع وتكويناته التشكيلية الرائعة مع قوة الأداء، ولن يكون مفاجئا أن يفوز هذا الفيلم بإحدى الجوائز الرئيسية.

وربما يحصل الفيلم البولندي “الحرب الباردة” لباول باولكوفسكي على جائزة ما، فهو أيضا يدور في زمن الشيوعية في بولندا الخمسينات، ومصوّر مثله بالأبيض والأسود، ولكنه يحافظ على مقاييس الشاشة في ذلك العهد أي نسبة 1 إلى 1.1 التي كانت سائدة.

ويصوّر الفيلم علاقة موسيقار بمغنية شابة حسناء، وكيف تمتد هذه العلاقة بين شخصين غير متناسبين عبر سنوات طويلة، وإلى بلدان مختلفة، ويعكس الفيلم الرغبة في التحقّق عن طريق الغناء، والرغبة في الإفلات من الواقع الخانق البوليسي في بولندا، ولكن لمواجهة مشاكل من نوع آخر على الجانب الآخر. ويظل الخيط الأساسي عن العلاقة الغريبة المشحونة التي لا تكتمل أبدا بين الرجل والفتاة، وتستحق جوانا كوليغ في دور المغنية الشابة “زولا” جائزة أفضل ممثلة، ولكن للجنة التحكيم اعتبارات أخرى.

وربما تحدث مفاجأة ما ويحصل الفيلم المصري “يوم الدين” على إحدى الجوائز الرئيسية، فالفيلم عمل متقن وموضوعه القوي جديد ومختلف ومعالج بأسلوب متمكن، وهو أحد أفلام الطريق التي تدور أيضا في محيط الواقعية، وبطله رجل مجذوم يخوض رحلة للبحث عن أسرته برفقة صبي صغير يرتبط به ولا يريد أن يفارقه.

كما يمكن أن يفوز بالسعفة الفيلم الأميركي الممتاز “الكوكلوكس كلان الأسود” لسبايك لي، وهو أحد أفضل ما عرض في المسابقة، لكنه يستحق بالتأكيد مقالا منفردا.

كاتب وناقد سينمائي مصري

العرب اللندنية في

19.05.2018

 
 

«سارقو المتاجر» للياباني هيروكازو كوريدا عن الذين يخطفون قلوبنا ونقع في هواهم

كان ـ «القدس العربي» من نسرين سيد أحمد:

في فيلمه «سارقو المتاجر»، المشارك في المسابقة الرسمية في مهرجان كان في دورته 71 (8 إلى 19 مايو/أيار) يقدم الياباني هيروكازو كوريدا فيلما إنسانيا عذبا، فيلما محببا للقلب نقع في حب أبطاله بقدر ما تنسحق قلوبنا لهم ومعهم. يجعلنا الفيلم نتساءل عما يجمع أواصر الأسرة: هل ننتمي لأسرنا لأننا تجمعنا بها صلات الدم فقط؟ من هم الأهل حقا؟ هل الأبوة والأمومة صلات بيولوجية فقط؟ وصلات دم فقط؟ أم أن الأم والأب هما من يمدان الأطفال بالحنان والرعاية والحب؟ 

«سارقو المتاجر» فيلم عن الدفء والأسرة، عما يجمع الغرباء وما يقرب بينهم، عن البشر وما يجمعهم وما يفرقهم. هو فيلم ينأى، في كوريدا، الذي يُنظر إليه على أنه يسير على درب ياسيجيرو أوزي، المُعلم الياباني الكبير بإنسانيته الجمة، عن البكائية أو استغلال المشاعر، ولكننا نبكي من فرط صدقه وتأثيره فينا. هو فيلم يجعلنا نتساءل عن الصلات بيننا وبين أسرتنا وبين من نعدهم حقا أقرب المقربين إلينا. 

أوسامو شيباتا (ليلي فرانكي) رجل نحيل ذو قسمات طيبة، نراه في بداية الفيلم في متجر للمواد الغذائية والمنزلية بصحبة الصغير شوتا (جايو كايري). يبدوان لنا كأب وابنه في جولة للتسوق، ولكننا نلحظ أن شوتا الصغير يتحين الفرص لوضع بعض الأغراض في حقيبته بدون دفع ثمنها. يتضح لنا أن أوسامو هو رب أسرة كبيرة تعتاش على هذه السرقات الصغيرة، وتجد قوت يومها منها. في ليلة باردة بعد جولة لسرقة بعض الحوائج المنزلية، يجد أوسامو طفلة صغيرة في نحو الخامسة، تبدو خائفة، وترتعد بردا وجوعا وتختبئ من الأنواء (مييو ساسامي في دور يخطف القلب)، فيقرر اصطحابها لبيته حتى تحظى ببعض الدفء والطعام. 

تبدو لنا أسرة أوسامو مكونة من أب وأم وابنة في سن الصبا وابن يصغرها سنا وجدة، هكذا تبدو لنا الصلات بين الأفراد، رغم عدم تيقننا من صلات الدم بينهم، ولكن ما نستشعره حقا هو دفء المنزل ودفء الصلات بين أفراده. رغم الثلوج التي نراها في الخارج، نرى البيت الصغير للغاية المكتظ بالأشياء والأشخاص يعمه الدفء والضحك، ويتشارك فيه الجميع الطعام مع الوافدة الصغيرة، التي يتضح ان اسمها جوري، ويتولونها بالرعاية. تبدو جوري وجلة خائفة، تخشى العقاب، وتواري ندوبا في يديها وجسدها النحيل، ورغم عزوفها عن الحديث عما دعاها للفرار من بيتها، ندرك أنها كانت تتعرض للعنف والتعنيف من أبويها. تجد جور في هذا المنزل الصغير الفقير الكثير من الحنان والعطف والاهتمام. تجد أما حنونا وأبا طيبا وشقيقة كبرى تعتني بها.

ورغم أن أهل المنزل يعتاشون مما نراه عمل يخرج عن إطار القانون، إلا أنهم متحابون متعاونون طيبون مع الصغيرة التي جاءت فأصبحت واحدة منهم. نجد أنفسنا نتساءل عن عدالة المجتمع الذي يضطر أسرة فقيرة للعيش على السرقات الصغيرة، حتى تتمكن من إيجاد قوت يومها. ونجد أيضا أنفسنا نتساءل عمن أحق بأبوة جوري الصغيرة: هل أبواها البيولوجيان أحق بها، رغم أنهما يسومانها العذاب؟ أم تلك الأسرة التي ينظر إليها القانون على أنها اختطفتها. «سارقو المتاجر» فيلم لا يمنحنا المعلومات سريعا دفعة، ولا يفي بتوقعاتنا اللحظية، ولكنه يتطلب منا الملاحظة والتأني. ترى ما هي الصلة الحقيقية بين أفراد هذا المنزل؟ لماذا لا ينادي شوتا الصبي أوسامو بأبي؟ ولماذا يبدو نائيا نوعا في التعامل معه؟ لماذا لا يذهب شوتا إلى المدسة كباقي أقرانه في العمر؟ ولِمَ يتلق تعليمه في المنزل؟ العلاقات بين البشر تكمن في الالتفاتات الصغيرة، في النظرات الحانية، النظرات المعنفة، في لمسة يد تدل على الحنان، في دمعة تسقط سرا يتوارى الحزن فيها. وهذه الالتفاتات الصغيرة هي ما يشكل عالم «سارقو المتاجر».

يقول أوسامو إنه وزوجته «يربــط بينهما القلب»، وهذا ما يمكن قوله عن الفيلم بأســـره، فهو فيلم يربط القلب بين أوصاله ويمــــده بالحياة، فيلم يعتمد على التفاصيل الصغيرة والالتفاتات التي ترســم لنا أجواء هذه الأسرة الصغيرة. كيف لنا أن ننسى وجه جوري عندما ترى البحر لأول مرة، وكيف لنا أن ننسى وجهها الذي يضيء عندما تصحبها زوجة أوسامو لـ«شراء» ملابس.

####

نجاح كبير في تقديم الوجه الجديد للسينما الفلسطينية في «كان»

كان – «القدس العربي»:

إثر النجاح الكبير الذي حققته مؤسسة الفيلم الفلسطيني في مهرجان كان السينمائي في دورته الحالية، أعلن وزير الثقافة الفلسطيني د. إيهاب بسيسو أن وزارة الثقافة الفلسطينية ستعهد بمهام ومسـؤولية بنـاء وإدارة قطاع السـينما الفلـسطيني خـلال الأعوام الثلاثة المقـبلة لـ «مؤسـسة الفيلم الفلـسطيني».

وفي سياق تدشين الجناح الفلسطيني في مهرجان كان السينمائي، تم نقاش الخطوط العامة للمهام المستقبلية للمؤسسة.

وستقوم «مؤسسة الفيلم الفلسطيني» بالإشراف على ترويج الإنتاج السينمائي في العالم من خلال التعاون مع مجموعة من العاملين في هذا المجال على الصعيد الوطني من خلال إقامة اتفاقيات إنتاج مشتركة، بما يسمح بالتأسيس لأرضية تحتضن بيئة سينمائية مستدامة على تواصل بنظيراتها في العالم. 

محلياً، سيركز نشاط المؤسسة على إنشاء صندوق فلسطين السينمائي، على أن يتم إسناده ببنية تحتية جديدة تمكنه من تقديم التدريب اللازم للجيل المقبل من المهنيين السينمائيين والترويج لفضاء إنتاجي مستقل قادر على تقديم روايات حول فلسطين من فلسطين والعالم.

كما ستقوم «مؤسسة الفيلم الفلسطيني» بالتعاون مع شبكة مهرجانات الأفلام الفلسطينية في العالم بتأسيس بنية تحتية حيوية لتوزيع الأفلام على مستوى عالمي تهدف إلى الوصول إلى خطة للحفاظ على إنتاج سينمائي فلسطيني مستدام خلال السنوات المقبلة. 

«مؤسسة الفيلم الفلسطيني» هي جسم داعم للإنتاجات السينمائية عن فلسطين ومن حول العالم من خلال توفير الاستشارة والتطوير اللازمين للأفلام وتقديم نصائح حول التمويل والتشبيك مع المواهب والخبراء السينمائيين.

تؤمن المؤسسة بتقاليد تاريخ السينما والممارسات السينمائية المستقلة والسينما الملتزمة بكونها أداة للتغيير الاجتماعي.

####

نادين لبكي ترسم في فيلم «كفرناحوم» صورة متفجرة عن الأطفال المهملين

مشاركة قوية للسينما العربية في منافسات المهرجان هذا العام

كان – أ ف ب:

يتنافس هذا العام عملان عربيان ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان، هما إضافة إلى «كفرناحوم»، فيلم «يوم الدين» للمخرج المصري ابو بكر شوقي. ويسجل هذا الحضور اللافت للمرة الأولى منذ 1970 التي شهدت أيضا مشاركة فيلمين عربيين في السباق للفوز بجائزة السعفة الذهبية.

ومع أن أصداء حركة #أنا_أيضا لا تزال تتردد حول العالم دافعة بنجمات كثيرات من هوليوود إلى الاستغناء عن فساتينهن الخفيفة واستبدالها بأثواب أكثر احتشاما، آثر المخرجون العرب التطرق بشكل رئيسي إلى مسائل التهميش الاجتماعي.

ويبدو أن رهانهم هذا يؤتي ثماره. فمثلا فيلم «كفرناحوم» الذي يتناول قصة طفل غاضب على والديه لأنهما أتيا به إلى عالم بائس فاقد للمشاعر، حصد عقودا عدة مع موزعين حتى قبل عرضه الناجح الخميس في كان. كذلك فإن الأداء المؤثر لبطل العمل زين الرافعي وهو لاجئ سوري في سن الثالثة عشرة، يجعله من المرشحين للفوز بجائزة أفضل ممثل.

وبعدما تناولت في أفلامها السابقة مواضيع اجتماعية من صميم الواقع اللبناني كما في أول أعمالها «سكر بنات» الذي تدور أحداثه في صالون للتجميل في بيروت، ركزت المخرجة نادين لبكي هذه المرة على الأطفال المهملين، في ما شبهه البعض بفيلم «ذي كيد» لتشارلي شابلين.

من وحي مشاهداتها

وقد استوحت المخرجة هذا العمل من إحدى مشاهَداتها الشخصية. وهي تقول «كنت (في السيارة) متوقفة عند الإشارة الحمراء، ورأيت طفلا شبه نائم بين ذراعي والدته التي كانت تتسول جالسة على الرصيف».

وأوضحت المخرجة التي اكتشفها مهرجان كان العام 2007 بفضل فيلم «سكر بنات»، «حاولت من خلال هذا الفيلم أن أكون صوت هؤلاء الأطفال».

ويتبع الفيلم الفتى زين البالغ 12 عاما وهو طفل شارع متمرد في حرب مع والديه اللذين يرفضان ارساله إلى المدرسة ويضربانه. وبلغ هذا السخط ذروته عندما زوجا شقيقته في سن الحادية عشـرة.

فيهرب زين ويلتجئ إلى رحيل وهي اثيوبية لا تملك أوراق اقامة في لبنان ستعهد بحضانة طفلها اليه لتتمكن من العمل..الى أن اختفت رحيل في يوم الأيام.. إلى أن أتت المحاكمة التي ترد في أول الفيلم.

وقد لجأت لبكي إلى الكثير من المشاهد الاستعادية لتوضيح المسار الذي أودى بزين إلى هذه النتيجة الصعبة الفهم في البداية.

ويبرز في الفيلم أداء الفتى زين الرافعي. فهذا اللاجئ السوري البالغ 14 عاما فقط يقيم في حي شعبي في بيروت وقد لفت نظر معدي الفيلم عندما كان يلعب مع أطفال أخرين. وهو ممثل غير محترف على غرار كل ممثلي الفيلم.

وهذا الخيار يعطي قوة وثائقية للفيلم مظهرا هوامش المجتمع اللبناني. والى جانب زين يركز «كفرناحوم» على مصير طفل آخر هو يوناس ابن رحيل.

فهذا الطفل لم تصرح الأم بولادته لذا فهو غير موجود بنظر القانون ما يرغم الأم على اخفاء وجوده. وسيضطر زين إلى الاهتمام به عندما يجد نفسه وحيدا معه.

تشكل المشاهد التي تجمع بين الطفلين اللذين لا أفق لهما أجمل محطات الفيلم. وتظهر نادين لبكي التي باشرت التصوير بعيد ولادة ابنتها، فيها كل أوجه العلاقة مع الطفل من التعلق به إلى نفاد الصبر مرورا بالعطف.

وقد صفق طويلا للفيلم مساء الخميس عند عرضه مع أن البعض أخذ عليه الافراط في النوايا الحسنة وطغيان الموسيقى.

وقالت لبكي خلال مقابلتها «تشكل السينما واحدا من أمضى الأسلحة للفت الانتباه إلى مواضيع معينة، إنها مسؤولية الفنانين».

حروب ورغبات مكبوتة

ويشارك أيضا في المنافسة على السعفة الذهبية التي لم يفز بها مخرجون عرب سوى مرتين خلال سبعة عقود، فيلم «يوم الدين» الذي يروي قصة مؤثرة عن حياة مصاب بالجذام ويتيم في مصر، وهما دوران يؤديهما هاويان.

ويوضح المخرج المصري النمسوي ابو بكر شوقي «ما كنت أريده خصوصا هو تسليط الضوء على المهمشين. أردت إسماع صوت أشخاص لا يوجد عموما من يتحدث باسمهم».

كذلك جذب فيلمان أولان لمخرجتين، وهما «صوفيا» للمغربية مريم بن مبارك و»قماشتي المفضلة» للسورية غايا جيجي، انتباه متابعي المهرجان. ويعالج العملان اللذان يقدمان ضمن فئة «نظرة ما»، مسائل اجتماعية شائكة في المغرب وسوريا.

ويعرض «صوفيا» حالة شابة عزباء مهددة بالسجن بسبب حملها.

وتوضح مريم بن مبارك «رأيت ان التفكير بمكانة النساء في العالم العربي يقتصر على مسائل النزعة الذكورية، وبدا لي ذلك منقوصا بقوة».

وتضيف «سواء كنا رجلا أو امرأة، وضعنا الاجتماعي يحدد إن كنا ضحية أم لا».

وتحطم الأعمال العربية في مهرجان كان مواضيع مصنفة في أحيان كثيرة ضمن خانة المحظورات، من الحرب والانخراط في صفوف الجهاديين كما في الفيلم التونسي «ولدي» لمحمد بن عطية المعروض ضمن فعاليات «أسبوعا المخرجين» والذي يتناول تساؤلات أب ذهب ابنه للقتال في سوريا، أو في «قماشتي المفضلة» لغايا جيجي الذي تؤدي فيه الممثلة اللبنانية منال عيسى دورا لافتا لشابة سورية تحلم بالتحرر الجنسي والهرب من بلدها مع اندلاع النزاع في مطلع 2011.

وقد أثارت منال عيسى أيضا اهتمام الإعلام أخيرا إثر رفعها على السجادة الحمراء في مهرجان كان لافتة كتب عليها «أوقفوا الهجوم على غزة» في إشارة إلى حمام الدم في غزة الاثنين مع مقتل 60 فلسطينيا خلال تظاهرات تزامنت مع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

ومع السعودية التي تشارك للمرة الأولى هذا العام في مهرجان كان في إطار سعيها لتطوير قطاعها السينمائي الناشئ، والنساء القطريات الناشطات ضمن مؤسسة الدوحة للأفلام واللواتي لاقت جهودهن إشادة من نجمة هوليوود سلمى حايك، يبدو أن السينما العربية تدخل عصرا جديدا.

القدس العربي اللندنية في

19.05.2018

 
 

الفيلم المصرى "يوم الدين" يفوز بجائزة Francois chalais بمهرجان كان

كتب على الكشوطى

أعلن مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ71 عن فوز الفيلم المصرى يوم الدين بجائزة Francois chalais، ويعتبر الفيلم المصرى "يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقى، والمشارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى فى دورته هذا العام، هو أول فيلم مصرى يشارك بهذه المسابقة منذ 6 سنوات.

"يوم الدين" يروى قصة رجل قبطى نشأ داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام، ويغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة مساعده وحماره خلال رحلة عبر أنحاء مصر بحثًا عن عائلته، وهو من أفلام التراجيدية الكوميدية، من بطولة راضى جمال وأحمد عبد الحافظ، وعادل بومبا، وتعاون فيه شوقى مع مدير التصوير الأرجنتينى فدريكو سيسكا.

####

عادل بومبه: "يوم الدين" فيلم إنسانى وفوزه بـ Francois chalais يستدعى الفخر

كتب علي الكشوطى

قال الفنان السكندرى عادل بومبه المشارك فى بطولة فيلم "يوم الدين" المشارك فى مهرجان كان السينمائى إنه يجسد فى الفيلم دور حارس لمستعمرة الجذام التى يعيش بها الشخصية الرئيسية "بشاى" وتدور حولها أحداث الفيلم.

وأشار بومبه إلى أن فيلم يوم الدين الذى فاز اليوم الجمعة بجائزة Francois chalais  وينافس غدا السبت على جائزة السعفة الذهبية بعد مشاركته فى المسابقة الرسمية للمهرجان، فيلم إنسانى من الطراز الرفيع  وعمل يفيض بالمشاعر الإنسانية النبيلة.

وأوضح بومبه أنه يظهر فى الفيلم بشخصية الحارس وبنفس اسمه فى الحقيقة "بومبه" ، إذ قام بتصوير مشاهده على طريق مصر - الإسكندرية الصحراوى وهو رجل عطوف ومحب لـ بشاى، ويخشى عليه من مواجهة المجتمع والضياع خاصة أنه عاش لفترة طويلة داخل المستعمرة وفقد والدته وزوجته، ويحاول منع بشاى من ترك المستعمرة فى رحلة البحث عن أهله لكنه لا يستطيع منعه فيحاول مساعدته فى معرفة طريق الوصول إلى أسرته وهو ما ظهر جليا عندما قام بتوديعه فى مشهد مؤثر قبل بدء رحلته.

وأضاف عادل بومبه أنه توقع مشاركة العمل فى مهرجانات سينمائية، لكنه لم يكن يتوقع أن يدخل الفيلم للمنافسة على السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائى فى دورته الـ 71 ، مؤكدا أن فوز الفيلم بجائزةFrancois chalais  أمر يستدعى الفخر متمنيا أن يفوز بجائزة السعفة الذهبية غدا السبت بمهرجان كان السينمائى.

فيلم يوم الدين من بطولة راضى جمال وأحمد عبد الحفيظ وأسامة عبد الله، وعادل بومبه وتعاون فيه شوقى مع مدير التصوير الأرجنتينى فدريكو سيسكا، المونتيرة إيرين غرينويل، والموسيقى عمر فاضل الذى ألف الموسيقى التصويرية للفيلم.

####

كندة علوش تهنئ صناع "يوم الدين" لحصولهم على جائزة فرانسوا شاليه بمهرجان كان

كتبت – شرويت ماهر

حرصت الفنانة كندة علوش، على تهنئة صناع فيلم "يوم الدين"، لحصوله على جائزة فرانسوا شاليه الخاصة فى مهرجان كان السينمائى.

وكتبت كندة علوش عبر حسابها الرسمى بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" : "مبروك لفيلم يوم الدين وصناعه، حصوله على جائزة فرانسوا شاليه الخاصة فى مهرجان كان السينمائى، مبروك للسينما المصرية بهذا الإنجاز المشرف".

وأعلنت لجنة مهرجان كان السينمائى فوز الفيلم المصرى يوم الدين للمخرج أبو بكر شوقى بجائزة فرانسوا تشاليز François Chalais.

ويعد الفيلم هو أول فيلم مصرى يشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان منذ 6 سنوات، ويحكى قصة رجل قبطى نشأ داخل مستعمرة للجذام فى مصر، يغادرها ويبدأ رحلة عبر أنحاء البلاد للبحث عن عائلته.

اليوم السابع المصرية في

19.05.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)