كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

سبايك لي يفتح ملفّات عنصرية الماضي لمحاكمة عنصريات الحاضر

كان: عرفان رشيد

كان السينمائي الدولي

الدورة الحادية والسبعون

   
 
 
 
 

شرطي أسود، (يؤدّيه جون ديفيد واشنطن، نجل النجم دينزيل واشنطن )، خفيف الظل ومحبوب من زملائه البيض، يعمل في خليّة تحقيقيّة، يعثر يوماً على إعلانٍ نشرته منظمة « كوكلوس كلان » العنصرية الأميركية. الإعلان يتضمّن عنواناً بريديّاً ورقم هاتف، فيسارع إلى مهاتفة الرقم ويتهكّم من المعلنين مُدعياً كونه أبيض وكارهاً للسود ولكل شخص آخر لا ينتمي إلى «الجنس الأميركي الأبيض ». المكالمة الهاتفية مثيرة للضحك وربما كانت ستنتهي باعتبارها مُزحة قام بها الشرطي رون ستالوورث للتهكّم على تلك المنظمة العنصرية، إلاّ أنّ الأمر يتعقّد، عندما يكتشف أنّه أعطى إلى الصوت الذي ردّ على مكالمته إسمه الحقيقي.

وحين تفرض ظروف التحقيقات ضرورة تسلّل أحد أفراد الشرطة في صفوف كوكلوس كلان لكشف ما يُخطّطون له من عمليات ارهابية واعتداءات، يُرَشَّحّ لهذه المهمة زميل ستالوورث، الأمريكي، الشرطي الأبيض ( من أصل يهودي ) فليب ( ويؤدّيه آدم دررايفر ) الذي يُجيد تطوير العلاقة مع أفراد عصابة كوكلوس كلان.

هذا ما يرويه المخرج الأميركي الأسود سبايك لي في فيلمه الأخير « بلاك كوكلوسمان »، والذي يكشف عبره النقاب عن عنصرّيتين تتواجهان في أميركا الماضي، وتنسحب آثارهما على الحاضر اليوم. ولا تُبدي الأحداث، في الفيلم، والمشاهد الوثائقية التي تُصوّر المواجهات الدامية التي جرت بين البيض والسود في أغسطس من العام الماضي، بأنّ شيئاً ما قد تغيّر، أو بالأحرى، ”لم يتغيّيّر أي شيء، فما كان سائداً في الماضي، أصبح أكثر حضوراً اليوم“، كما يقول المخرج، مؤكّداً أنّ ذلك وقع بالفعل،بالذات بعد انتخاب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، الذي سارع إلى تبرئة العنصريّين البيض وتبرير ما اقترفوه من عنف

يقول سبايك لي ” إنّ علينا أن نتّخذ المسار الصحيح، وعلينا اتخاذ القرارات الحاسمة، ليس في الولايات المتّحدة فحسب بل في العالم بأسره، لأنّ العنصرية ليست مشكلة أميركية فحسب، بل هي أوروبية أيضاً، ويكفي أن نرى كيف يتعامل الأوروبيون مع المهاجرين ومع العرب“، ويُضيف ”إنّ علينا أن نكون يقظين وليس مسموحاً لنا البقاء صامتين إزاء ما يحدث“.

ويؤكّد سبايك لي بأنّه كتب هذا الفيلم ”داخل قلبي أولاً، كان نقداً ضرورياً ينبغي البدء به، وقد تلخّص جهدي في الإمساك بهذه الحكاية والربط عبرها ما بين أحداث ذلك الزمان والحاضر الذي نحيا في ظلّه اليوم“.

الكينونة أولاً.. لارا تُقرر مصيرها

"ما أريده هو أن أكون فتاةً فحسب!" تهمس لارا في أذن والدها الذي يحاول مواساتها إزاء ما تعانيه من إقصاء.

إنه همس بكل قوّة الصرخة، المخنوقة عمداً وبإصرار

تلك هي حالة لارا، الفتاة ذات الـ 16 ربيعاً، والتي ولدت في جسد ذكر. تحاول لارا، بدعم رائع من والدها العطوف والمتفهّم، وشقيقها ذي السنوات الست، والعديد من أفراد العائلة واصدقائها أن تستعيد كينونتها الحقيقية بعيداً عمّا تُثبّته وثائق الميلاد والهوية الشخصية. كل شيء يسير دون مشاكل تُذكر. لارا تدرس الرقص الكلاسيكي وهي مُجيدة في ادائها الذي يتطوّر بشكل متصاعد. الجميع يُحيطها بحب كبير، وتتجاوز بهدوء كبير ما يطرأ من إشكالات تعامل أقرانها معها في المدرسة الاعتيادية وفي مدرسة الرقص. وهي تستعد بدعم من الجراحين والأطباء النفسيين لمواجهة مغامرة تغيير الجنس، ولمجرّد أن تبدأ بمرحلة الإعداد بالعلاج الهرموني، تبدأ المشاكل بالظهور، محوّلة حياة الفتاة والعائلة إلى توتّر متواصل ومتصاعد، بالذات لأن لارا لا تُفصح لوالدها عمّا تعانيه، سواء في مدرستها الاعتيادية او في مدرسة الرقص. الوالد متفهّم وساعٍ إلى توفير كل ما يضمن أمانها واستقرارها.وتعجز لارا أيضاً عن الإفصاح عن حقيقتها لجارها الشاب الذي اصطفته صديقاً مُقرّباً لها. إلى أن تحلّ اللحظة التي تُقرّر فيها لارا حسم الأمر بتراجيديّة وعلى طريقتها الخاصة مُطلقةً العنان لكلّ ما كانت تختزنه من غضب وعزم وإصرار.

ودون الولوج في الحديث عن تفاصيل الفيلم وأداء ابطاله الأساسيّين الثلاثة، يبرز تساؤل منطقي حول السبب الذي دعا المدير الفني للمهرجان تييري فريمو إلى إقصاء هذا الفيلم عن المسابقة الرسمية، فيما تحتوي هذه المسابقة افلاماً لا تستحقّ حتى الوصول الى كان

وقد أَجِدُ تبريراً لذلك، في ما ترسّخ لديّ خلال السنوات الأخيرة، بكون برنامج «نظرة ما»، أكثر إثارة للاهتمام من برنامج المسابقة الرسمية في مهرجان كان. أقول هذا لقناعتي المطلقة بأنه لو تواجد هذا الفيلم في المسابقة الرسمية لكان من بين الافلام المتنافسة على السعفة الذهبية وإحدى جائزتي التمثيل، بالتأكيد. ولا استبعد ان يكون من بين أقوى المرشّحين لجائزة برنامج " نظرة ما ".

المدى العراقية في

16.05.2018

 
 

جعفر بانّاهي الغائب الحاضر.. شريطه الجديد « ثلاثة وجوه » منافس قويّ للجوائز

مهرجان ( كان ) السينمائي الدولي / محمّد بو غلاب*

مرة أخرى يغيب المخرج جعفر پانّاهي عن مهرجان كان بسبب استمرار منعه من السفر خارج إيران منذ سنة 2010، في العام نفسه خصّص له مهرجان كان في حفل الافتتاح كرسيا شاغرا بإعتباره عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية ولكن نظام الحكم في إيران الذي يحظى بإعجاب عدد من مواطنينا ويتمنون حكما شبيها به في أوطاننا منع پاناهي من السفر

والواقع أن المخرج ممنوع قبل السفر من صناعة الأفلام طيلة عشرين عاما ، ولا يمكن تخيل ان يعرض مشهد واحد من أفلام پانّاهي على شاشة عرض إيرانية ، ومع ذلك تمكن جعفر پانّاهي من تصوير أفلامه سراً وإرسالها إلى شاشات العالم. و «ثلاثة وجوه» هو فيلمه الرابع منذ قرار المنع، ويشارك به پاناهي في المسابقة الرسمية لمهرجان كان للمرّة الأولى، وكان پاناهي فاز، في الفترة ذاتها، بالدب الذهبي لمهرجان برلين عام 2015 بفيلم تاكسي طهران.

وكان لافتا أن تنتظر وزيرة الثقافة الفرنسية اعلى مدرجات المسرح الكبير”لوميير” أبناء جعفر پانّاهي وممثلات «ثلاثة وجوه» تكريما لواحد من أبرز السينمائيين في العالم. سيقول البعض ان فرنسا ليست رسول سلام، وكلامهم صحيح فما عاد زماننا هذا زمن رسل وأنبياء، فرنسا ليست القدّيسة الام تيريزا، ونحن عربا ومسلمين لسنا شعوب الله المختارة وأنظمة حكمنا ليست النموذج الذي يحتذيه شعوب العالم
هل نحن متفقون؟

يبدأ فيلم «ثلاثة وجوه» بشريط فيديو هاو تلقته الممثلة الإيرانية الشهيرة «بهناز جعفري» من فتاة في أقاصي جبال إيران، رأسها مغطى والخوف يسكن عينيها وثمةَ حبل وأنشوطة بانتظار رقبتها.

بلحظات قبل إنتحارها، تخاطب الفتاة المذعورة الممثلة الإيرانية الكبيرة قولها “لقد اتصلت بك ولكنك لا تردّين وبعثت إليك رسائل قصيرة لم تحّظَ بردّك، أنا أرغب في أن أكون ممثلة، لكن عائلتي تمنعني من ذلك لأني سأتسبّب لهم العار في نظرهم، طلبت منك المساعدة أانك الوحيدة القادرة على إقناع عائلتي ولكنك لم تفعلي ”.

ينتهي الفيديو بوضع الفتاة الحبل حول رقبتها ثم ينقطع الشريط بشكل فجائي.
تُضطرّ بهناز جعفري، ( التي تؤدي بالدور باسمها الحقيقي وتجسد مهنتها كممثلة) إلى قطع التصوير وتطلب من صديقها المخرج جعفر پاناهي أن يرافقها في رحلة البحث عن الفتاة التي يفترض انها انتحرت
.

تشعر بهناز جعفري بالمسؤولية في وفاة الفتاة، كيف لم تنتبه إلى رسائلها، لم يصلها شيء فربما هاتفتها على رقم قديم ولكنها حين تبدّل رقما تعطيه أاحد أصدقائها، لذا كانت ستعلم ،لو أنّ الفتاة اتصلت أو بعثت أي شيء.

ثم لماذا انقطع الفيديو قبل نهايته؟ هل هي عملية مونتاج؟

بلغت بها الشكوك الى حد اتهام جعفر پانّاهي بانه هو من دبر السيناريو
ومع ذلك تجد بهناز نفسها مضطرة للمضي في السفر بحثا عن الفتاة

لا يمكن أن نهمل مكالمة أم جعفر پاناهي لابنها الذي تُعاتبه على عدم زيارتها وتسأله هل يسافر ليصور فيلما، فيجيبها بالنفي؟

نحن إزاء ماذا اذاً؟

هل كان پاناهي صادقا مع امه وكذب علينا؟ إنْ لم يكن يصور فيلما فماذا يصنع؟

وماهو جنس هذا الفيلم؟

هل هو روائي او وثائقي؟ أومزيج بينهما؟

أصلا ًلا يمكن الوثوق بجعفر پانّاهي فقد صور فيلما عُرض خارج المسابقة في مهرجان كان عام 2011 بعنوان «هذا ليس فيلما».

ليس يسيراً على المشاهد أن يفصل ما بين پاناهي المخرج والشخصية الروائية والممثل؟ هو، نفسه، أيضاً بثلاثة وجوه فأي الوجوه نصدق؟

يتوغل جعفر پانّاهي وبهناز جعفري في مناطق نائية حيث لا يتقن السكان حتى اللغة الفارسية ، يتكلمون التركمانيّة الآذاريّة وعليك ان تفك رموز ثقافتهم وعاداتهم.
حتى حين تريد قطع الطريق الجبلي عليك استخدام منبه السيارة مرة وثانية وثالثة ولكل إشارة دلالة متعارف عليها، إنّها لغة الإشارات التي يعتمدونها ويرفضون المساس بها.
كيف لبيئة قروية مغلقة ان تقبل بفتاة تمتهن التمثيل كما تحلم «مرضيّة»؟ هي تريد الاحتذاء بابنة قريتها شهرزاد التي يمنع الاختلاط بها او زيارتها، وتعيش في بيتها منبوذة من مجتمعها القروي فقد الحقت العار بأهلها
.

الغريب أن جعفر پانّاهي المتهم بمعاداة النظام الجمهوري الإسلامي الثوري (وبقية اللازمة) لا يُضمّن فيلمه هذا ولا غيره من الأفلام أي إشارة سياسية مباشرة، هو يسرد قصص أناس بسطاء كيف يفكرون وكيف يعيشون؟ يسرد حكايات مجتمع يرسم خطوطا حمراء للمراة الممنوعة من حضور مباراة كرة قدم كما في فيلمه «اوفسايد»، وهو يسرد قصة“«مرضيّة» الممنوعة من دراسة التمثيل وامتهانه، لأنّ التمثيل ُيلحق العار بالفتاة وبعائلتها.

هل هذا المنطق غريب عنا؟ أبدا والفضل لزينة القصرينية التي ذكرتنا مشكورة وبارك الله في ابداعاتها الغنائية من قبيل «ناري ناري ويزّيني ما جريت وراه» ذكّرتنا بأننا حين نبلغ القاع نواصل الحفر، فقد صرحت دون أن يُساء فهمها أنّها ترغب في التوبة حتى تقابل ربها بوجه نظيف.

أنا لا يهمني هوية القائل ولا جنسه، قلت فقط أنّ من يرى الغناء حراماً فليتصدق بما جمعه من مالً على الفقراء ويعتزل الغناء ويربح الجنة كما يشتهي أمّا أن يستغلنا ويريد بلوغ الجنة على ظهورنا فلا، وصحة وفرحة للذين دافعوا عن خطاب زينة لهذا السبب أو ذاك فكل الطرق تؤدي الى داعش الفكري و طريق الجحيم مفروشة بالياسمين.

يُجمع النقّاد على أن جعفر پانّاهي استعاد توهجه السينمائي بشريطع الحالي «ثلاثة وجوه» بعد بهتة سينمائية لازمته السنوات الاخيرة، توهج ذكرنا بمعلمه عباس كياروستامي حيث يندمج الممثل في الشخصية في سياقها فلا تكاد تفصل بين أي من مكونات الفيلم.

«ثلاثة وجوه» سيكون منافسا جديا على السعفة الذهبية لمهرجان كان لـ «الجميع يعلمون» لمواطنه أصغر فرهادي» والروسي المسجون في بلده «كيريل سيريبرينيكوف» بفيلمه «الصيف» …

من قال أن الأنظمة قادرة على لجم مفكريها؟ ومن يظن ان السجن يمنع التفكير ويحول دون التعبير؟

إنّها العقول الفئرانية، يرى الفأر شقيقه الفأر يلتقط قطعة الجبن قيقع في الفخ ولكنه لا يتعظ ويحذو حذوه.

* إعلامي وناقد من تونس

موقع "هنا روما" في

16.05.2018

 
 

غايا جيجي... نساء مُقيمات في الخوف

كانّ ــ نديم جرجوره

يتميّز النص الحكائي لـ"نسيجي المُفضَّل" للمخرجة السورية غايا جيجي ـ المُشارك في قسم "نظرة ما"، في الدورة الـ71 لمهرجان "كانّ" السينمائي الدولي ـ بسمات عديدة، لن تُغيِّب هنات وارتباكات متعلّقة بالسيناريو والمعالجة الدرامية وإدارة الممثلين وجماليات فنية أخرى. فالنص معقودٌ على حكايات/ انفعالات نساء مقيمات في مبنى واحد في دمشق، عشية اندلاع الثورة المدنية العفوية (15 مارس/ آذار 2011) وبداياتها الأولى، بعضهنّ يُشكِّل عائلة واحدة، ستكون نهلة (منال عيسى) النواة الأساسية والمحرّك الفعلي لها ولكلّ شيء آخر. والحكاية تعكس شيئًا من اضطراب ذاتٍ فردية، تواجه اختناقًا في مدينة تختنق، ومن مخاوف وأوهام وأمزجة واضطرابات وقلق، تظهر بصُور متنوّعة، بحسب أحوال كل امرأة/ شابّة، ومساراتها وسط تغييرات جمّة تحصل في الروح والعلاقات.

غياب الرجال سمة أخرى، رغم وجود اثنين منهما يبقى حضورهما أخفّ: عريسٌ يُدعى سمير (سعد سلطان)، قادم من اغترابه الطويل إلى مدينته الأصلية للزواج من "ابنة البلد" التي "تفهمه"، وضابط في الجيش السوري يتردّد على ماخورٍ لإشباع غرائزه. هذا ليس هامشًا. الفيلم مبنيٌّ على حكاية نهلة، وعلى حكايات نساء يعشن حولها ومعها، ويؤثّرن بها سلبًا أو إيجابًا (رغم النقص الفادح في إيجابيات حالة ومسار وعيش)، بينما يعكس الرجلان تردّيًا في الشخصية وأسلوب العيش. 

تريد نهلة خروجًا آمنًا من حالة غير آمنة. هذا سابقٌ لثورة يحوّلها النظام الأسديّ إلى حربٍ مفتوحة ضد شعب وبلد وتاريخ وعمارة وحضورٍ. ارتباك العيش اليومي لشابّة في مقتبل العمر ناتجٌ من انعدام أفق رحب، ومن غياب إمكانية بحبوحة، ومن انسداد المقبل من الأيام. تتوهّم حبّا مع شابّ "مُتخيّل" (!)، وتعمل في محل لبيع الألبسة النسائية، وتتلصّص على مُقيم بالقرب منها يُثير اهتمامها لسببٍ أو لآخر، وتتمرّد ـ بصمتٍ قاسٍ ـ على حياة غير متوافقة مع رغباتها وأحاسيسها وأحلامها وطموحاتها. تقسو على أمّ غير ممتنعة عن لوم زوج/أبٍ (غائب) على مصائب تعيشها وبناتها الثلاث، وتطالبها بالكفّ عن تحميله مسؤولية خرابٍ يُصيب العائلة المتعبة والراغبة في فرارٍ من واقعٍ مزرٍ. 

نهلة أساسية في فيلمٍ يخاطب وجدانًا وروحًا، من دون أن يتمكّن من تحويل المخاطبة إلى فعلٍ جماليّ، ومن دون أن يستفيد من مقوّمات تتيح إنجاز عملٍ أفضل: ممثلات ـ خصوصًا منال عيسى وعلا طبري وثريا بغدادي ـ محترفات؛ حكاية مليئة بمشاعر تعكس خيبات وقهرًا وموتًا سابقًا لاندلاع ثورة وحربٍ؛ أدوات قابلة لتحويل الأحلام والرغبات إلى مرايا تفضح وتعرّي وتكشف، أو تقول وتعلّق وتروي. فالحوارات عادية إنْ لم تكن باهتة، وتحويل أوهام/تهويمات نهلة إلى متتاليات بصرية غير متمكّنة من امتلاك منطق جمالي في التقاط أحاسيسها، والتمثيل متفلّت من إدارة مطلوبة، رغم أن تفلّتًا كهذا يُتيح لبعض الممثلات حرية اشتغالٍ منبثق من تجربة وحرفية وجمال حضور. أما نطق ممثلات غير سوريات باللهجة السورية فضعيف، رغم جهدهنّ لإتقانها، مع أن سلبيةً كهذه ينتبه إليها عارفو اللهجة وتقنياتها وكيفية قولها. 

الزواج المدبَّر بين عائلتي نهلة وسمير ينتهي باختيار المغترب لميريام (ماريا تنوري) ـ رغم وقوعه في أسر جمال نهلة وجاذبيتها ـ لخوفه من الشقيقة الكبرى المالكة شخصية قوية؛ ووصول مدام جيجي (طبري) إلى المبنى نفسه الذي تُقيم نهلة فيه سيكون لحظة تحوّل في حياة الشابّة؛ واندلاع الثورة سيبقى عصيًّا على اختراق المنزل العائلي، لأن سلوى (بغدادي) ـ والدة نهلة وشقيقتيها ميريام ولين (ناتالي عيسى) ـ تخشى عواقب الانقلاب على النظام، كسيدة منتمية إلى الطائفة المسيحية، وكامرأة ترغب في الخلاص من البلد، وكأمٍ تريد حماية عائلتها بأي ثمن. 

ملاحظات كهذه لن تُلغي موقف غايا جيجي من الثورة ومصيرها، إذْ يتبيّن بشكلٍ واضح أنها مناهضة تمامًا لوحشية العسكر السوري وأكاذيب النظام الأسديّ في تبرير حربه، وإنْ يبدو التعبير عن هذا كلّه مُقحمًا في السياق الدرامي بشكلٍ نافر.

العربي الجديد اللندنية في

17.05.2018

 
 

هناك يسار بعد الماكرونية!

رسالة كان - عثمان تزغارت

كانكانت هناك قبضة موريس بيالا الشهيرة، التي لوّح بها، وسط الصفير وصيحات الغضب والاستهجان، لحظة استلامه «السعفة الذهبية» عن رائعته المثيرة للجدل «تحت سماء الشيطان»، عام 1987. وها قد أضيفت إليها قبضة أخرى ستبقى، هي الأخرى، ماثلة في ذاكرة الكروازيت. إنّها القبضة اليسرى للمخرج الفرنسي ستيفان بريزي، التي ارتفعت أمس، وسط موجات عارمة من التصفيق وهتافات التأييد، التي امتدت لأكثر من نصف ساعة (رقم قياسي في سجل المهرجان)، في أعقاب العرض الرسمي لفيلمه «في حالة حرب». 

هكذا، بعد ثمانية أيام من العروض المتفاوتة، التي تباينت بشأنها الآراء والتقديرات، عثر المهرجان، أخيراً، على فيلم تم اعتباره، بالإجماع، مشروع «سعفة ذهبية» تليق بالدورة الـ 71 من «مهرجان كان». بعد ثلاث سنوات من رائعته «قانون السوق»، التي منحت النجم فنسان ليندن جائزة أفضل ممثل، عاد ستيفان بريزي ليهدي ممثله الأثير واحدة من تلك الأدوار ذات النفس النضالي والاجتماعي التي طبعت مشواره الطويل، من «الحقد» (ماثيو كاسوفيتس – 1994) إلى «يوميات خادمة» (بونوا جاكو – 2015)، مرورا بـ «مؤسستي الصغيرة» (بيار جوليفيه – 1999) و Welcome (فيليب ليوريه – 2009). 

من خلال شخصيات «لوران» (فنسان ليندن) وميلاني (ميلاني روفر) ورفاق نضالهما في ائتلاف نقابي يقود حراكاً احتجاجياً لمنع إغلاق مصنع في جنوب فرنسا من قبل مؤسسة ألمانية متعددة الجنسيات، قدّم ستيفان بريزي مرافعة مدوية ضد شطط العولمة والليبرالية المتوحشة، التي تسعى لتسليع البشر وتطويع العالم وفق منطق المصالح المالية للأوساط الاقتصادية المتنفذة

لكن الفيلم لم يكتف بذلك، بل سلط الضوء على مفارقات وأكاذيب «الوسطية» المزعومة لنزيل الإليزيه الشاب، ليبشر بميلاد يسار جديد يتحدى الهيمنة الماكرونية، رغم النهاية المفجعة لبطله النقابي في الفيلم، الذي يحرق نفسه امام مقر الشركة الألمانية المتعددة الجنسيات، بعدما انفض عنه رفاق النضال، وفشلت مساعيه «القانونية» لمنع إغلاق مصنع ناجح. لكن «الخبراء» يرون أن التخلص منه من شأنه أن يرفع أسهم الشركة الأم في البورصة.

لا يؤشر «في حالة حرب» الى ميلاد يسار جديد فحسب، بل يعد إيذاناً بنفس جديد للسينما النضالية، بعيداً عن الشعارت الفاقعة لـ «السينما الملتزمة» بمفهومها التقليدي. فالبورتريه الجماعي الذي نحته بريزي لـ «أبطاله» النقابيين جاء اقرب الى النفس الاجتماعي الذي نجده في أعمال كين لوتش («إنه عالم حر»، «أنا دانييل بليك»…)، وإلى حميمية سينما الأخوين داردين («الطفل»، «يومان وليلة»...) 

مضمون الفيلم الذي يقارع الماكرونية في الوقت الذي تحتفل فيه فرنسا بخمسينية انتفاضة مايو 1968، وفرادة أسلوب ستيفان بريزي الذي استلهم الكثير في رؤيته الإخراجية من تقنيات الريبورتاج التلفزيوني الذي يمنح الكاميرا كثيراً من الرشاقة في تلقف أدق تفاصيل معمعة الحراك النقابي الملتهب... كل ذلك يجعل «في حالة حرب» فيلماً يمتلك كل المقومات، السياسية والفنية، التي ترشحه لاختطاف «السعفة». لكنّ فيلمين بارزين سيدخلان السباق في الأيام المقبلة، وهما Dogman لماتيو غاروني، و«شجرة الأجاص البرية» لنوري بيلج شيلان، قد يعصفان بحالة الإجماع التي اجتاحت الكروازيت بعد عرض «في حالة حرب».

الأخبار اللبنانية في

17.05.2018

 
 

جعفر بناهى.. ولا يزال التهديد بالانتحار هو الحل!

طارق الشناوي

مثلما وصل بفيلمه (3 وجوه) إلى مهرجان (كان) السينمائى، برغم الحصار المفروض عليه من عقول لا تزال تنتمى لزمن المصادرة والمنع، استطاع أيضا أن يصل للجمهور فى العالم كله، من الواضح أن الحكم القضائى الصادر ضده عام 2009 ويمنعه من ممارسة مهنة الإخراج على مدى عشرين عاما قد سقط، والدليل أنه صور آخر فيلمين له فى شوارع إيران، أى تحت عين الدولة، إلا أنه يقينا ممنوع من مغادرة البلاد، جعفر لا يعرف أبدا الاستسلام، فى بداية تنفيذ الحكم الجائر أخرج فيلما عُرض رسميا عام 2012 فى (كان) خارج التسابق، عنوانه (هذا ليس فيلما)، تناول فيه بيته وطقوسه اليومية وعلاقته بالجيران، وكأنها سينما الحقيقة.

هذه المرة تمكن أيضا برشاقة إبداعية من أن يمنح فكرته المغرقة فى محليتها لتتسع الدائرة لتشمل العالم الثالث كله الذى يجمعه التناقض بين الأقوال والأفعال، بقدر ما ينبهر الناس بالنجم ويطلبون التقاط (سيلفى) معه، إلا أنهم يمتلئون بكراهية لمهنة الفن برمته والتمثيل ينال القسط الأوفر من استهجانهم.

الانتحار واحدة من المفردات التى تُقدمها السينما الإيرانية بمحاذير عديدة، وفى العادة وطبقا للحواجز الرقابية لا يمكن أن تُزهق الروح، السينما الإيرانية تحكمها قواعد دينية وأخلاقية تحول دون الوصول للذروة، الرقابة الصارمة تخلط الأمر بين ما هو دينى ودرامى، راجع مثلا المخرج الراحل عباس كيروستامى الذى قدم قبل 21 عاما فيلمه (طعم الكرز) الحائز على سعفة (كان)، الفنان الإيرانى فى نهاية الأمر لا يجد بأسا فى أن يجعل القيد نافذة للتحرر والرؤية الأكثر عمقا وشمولا.

هذه المرة النقطة الساخنة التى التقطها جعفر بناهى، والتى بدأ منها السيناريو الذى شارك أيضا فى كتابته، أن الممثلة الشهيرة بيهناز جعفرى تتلقى رسالة مصورة بالمحمول من فتاة تطلب مساعدتها لكى تتمكن من تحقيق رغبتها فى التمثيل ودراسة الفن فى العاصمة طهران، فتاة فى مرحلة المراهقة تعشق التمثيل، وأهلها يحولون دون سفرها خارج البلدة التى يقيمون فيها على الحدود بعيدا عن العاصمة، إنها حكاية كما ترى نعيشها فى المجتمع العربى وفى العالم الثالث بكل تفاصيلها، بيهناز فى البداية لا تأخذ أمر الانتحار بالجدية المطلوبة ويصل الشريط الذى صورته الفتاة لجعفر بناهى الذى يقرر إنقاذها بعد أن صورت نفسها بالمحمول وكأنها فعلا انتحرت.

استطاع المخرج أن يضع المشاهد فى لحظة فارقة وساخنة وهى ترقبه للذروة الأخيرة التى يتساءل فيها: هل حقا انتحرت أم أنه مجرد لفت انتباه؟.

(3 وجوه) عنوان الفيلم، إنها الوجوه التى نعيشها جميعا، الأول أنت كما ترى نفسك، والثانى كيف يراك الآخرون، والوجه الثالث هو حقيقتك، بين هذه الرؤى المتعددة وأحيانا المتباينة.

كما أنك من منظور آخر ستجد ثلاثة وجوه للنساء، الأول الفتاة الصغيرة عاشقة فن التمثيل، والثانى الممثلة الشهيرة، والثالث هو أم الفتاة.

رحلة استكشافية لنجمة شهيرة ومخرج صار نجما فى إيران ويحظى بحب وجماهيرية طاغية، تدعم موقفه العديد من الجوائز فى كُبرى المهرجانات (برلين) و(فينسيا) و(كان).

الفيلم يقع فى إطار (سينما الطريق) ولم يلجأ لتعدد الأماكن والشخصيات بقدر ما التقط لمحات منها تعمق الرؤية. أهل القرية الكرماء فى حبهم للمشاهير رغم نظرتهم المتحفظة والمتحفزة للفن، المساحات الشاسعة التى تمنحها القرية على مدى البصر، استخدمها المخرج للتعبير كثيرا عن الضعف وقلة الحيلة التى يعيشها بطلا الفيلم فى مواجهة القيم التى ترتدى عادة غطاءً حديديا صارما.

الشريط كسر حاجز الحدود بين الروائى والتسجيلى، فهو (سيمى دراما) مثل فيلمه السابق (تاكسى) الحاصل على جائزة (الدب الذهبى)، أفضل فيلم عام 2015 فى مهرجان (برلين)، يمنح بناهى هامشا من التلقائية، الحوار هنا يتركه المخرج وبنسبة كبيرة لأبطاله الذين يقف أغلبهم أمام الكاميرا لأول مرة، من المشاهد التى عبر عنها ببلاغة سينمائية عندما ألمح إلى عيون الغضب موجهة للمخرج تعلو وجه شقيق الفتاة الراغبة فى التمثيل وهو ممسك بحجر، اللقطة الثانية أغلق المخرج زجاج السيارة بإحكام، وجاءت الإجابة فى اللقطة الثالثة فى طريق العودة، خدوشا غائرة على الزجاج الأمامى.

اللقطة الأخيرة الطريق الشاسع يلتهم الجميع، فلا تزال الرؤية الفكرية ضبابية، ولا يزال التهديد بالانتحار هو الحل!.

المصري اليوم في

17.05.2018

 
 

مهرجان القاهرة السينمائي يغيب عن «كان» ومهرجان الجونة يحضر بقوة

فايزة هنداوي

القاهرة – «القدس العربي» : للعام الثاني على التوالي يغيب مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن مهرجان «كان» حيث لم تقم مصر جناحاً في سوق المهرجان كما كان يحدث في الفترات السابقة ولم يظهر اسم المهرجان في أي فاعليات هامشية، كما غابت وزيرة الثقافة ولم ترسل مندوباً عنها لحضور العرض الأول للفيلم المصري «يوم الدين» المشارك في المسابفة الرسمية للمهرجان. 

على العكس من ذلك ظهر مهرجان الجونة السينمائي حديث النشأة بقوة في فاعليات المهرجان حيث أقام نجيب ساويرس مؤسس المهرجان حفل استقبال بالتعاون مع مجلة فارايتي على هامش فعاليات مهرجان «كان» السينمائي، وذلك في إطار الإستعدادات الخاصة بإطلاق الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي والتي ستعقد في الفترة مابين 20 إلى 28 سبتمبر/أيلول 2018 .

كما شهد الحفل حضور الراعي الرئيسي للمهرجان سميح ساويرس وتواجداً قوياً من نجوم وصنّاع الأفلام وممثلي وسائل الإعلام الدولية، بما يعكس النجاح القوي الذي تحقق على المستوى الدولي نتيجة المشاركة الفعّالة لوفد مهرجان الجونة في فعاليات «كان» السينمائي.

مهرجان الجونة السينمائي انطلق في العام الماضي وولد قوياً حيث ضم برنامج المهرجان 70 فيلماً من أفضل الانتاجات السينمائية المصرية والعربية والعالمية، وتجرى حالياً الاستعدادات لإطلاق الدورة الثانية من المهرجان.

القدس العربي اللندنية في

17.05.2018

 
 

كان 71: سبايك لي ينتقد العنصرية في أمريكا و«أسفل البحيرة الفضية» يستعيد الموروث الهوليوودي

كان ـ «سينماتوغراف»: مها عبد العظيم

يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان 2018 فيلمان أمريكيان، أبرزهما “بلاكككلانسمان” لسبايك لي الذي يسرد قصة شرطي أسود يخترق منظمة “كو كلوكس كلان” المؤمنة بتفوق العرق الأبيض. أما الفيلم الثاني “أسفل البحيرة الفضية” لديفيد روبرت ميتشل والذي يجعل من مدينة لوس أنجلوس شخصية قائمة بذاتها في رحلة بحث عن معاني السينما.

لم يشارك الأمريكي سبايك لي في مهرجان كان منذ 20 عاما، وها هو يقدم في المسابقة الرسمية للنسخة الـ71 فيلم “بلاكككلانسمان” (رجل “كوكلوكس كلان” الأسود). يستوحي سبايك لي الأطوار من قصة واقعية مدهشة، وغالباً ما يتجاوز الواقع الخيال في أجمل وأيضا أحلك جوانبه.

هي قصة رون ستالورث أول شرطي أسود ينجح في نهاية سبعينات القرن العشرين في الانضمام إلى شرطة كولورادو. سريعاً ما ينطلق الشاب في مهمة مخابراتية تتمثل في اختراق منظمة “كو كلوكس كلان”. تؤمن هذه المنظمة التي تعمل فروعها حتى اليوم، بتفوق العرق الأبيض ومعاداة السامية وكراهية السود. فتمارس مختلف أشكال العنصرية عبر استخدام العنف والإجرام. وبما أن ستالورث أسود البشرة، اعتمد في اختراق الجهاز على ربط علاقة هاتفية مع مسؤولي المنظمة، في حين يتولى زميله اليهودي فيليب زيمرمان الحضور في اجتماعاتها مستعيراً اسم ستالورث. يتقمص دور رون الممثل جون دفيد واشنطن وهو ابن دنزل واشنطن، في حين يتقمص الممثل آدم دريفر دور فيليب.

كانت إدارة هذا الثنائي تحدياً كبيراً نجح عموما سبايك لي في رفعه، فهي ينسج على منوال معهود للوضعيات الفكاهية المركبة على مسألة مأسوية. نقاط الضعف في سرد هذه الحبكة كانت حكاياتها الثانوية التي اتسمت بـ”مانوية” كان يجب تجاوزها على غرار قصة الحب بين ستالورث وناشطة سوداء، إضافة إلى عدة مواقف هزلية لا تثير الضحك.

القيمة الكبرى للفيلم تكمن في خطوط الاندفاعية والغضب والفعالية التي تميز سبايك لي واهتمامه الدقيق بالتاريخ والأفكار والكلمات. يعي المخرج أن هذه القصة تكتب في أمريكا بمواد السينما، فلا يبخل في الإحالة على تاريخ الفن وتاريخ البلاد عبر فيلم سرعان ما يتحول إلى صناعة تجريبية وملتزمة. فنرى مثلاً مشهد رجل عجوز يروي لمجموعة من الناشطين الشباب السود قصة الاعتداء جيس واشنطن، شهيد قضية الأمريكيين من أصول أفريقية، الذي تم تعذيبه وقتله ببرودة دم في بداية القرن العشرين.

وفي المونتاج موازاة مع خطاب دفيد دوك رئيس “كوكلوكس كلان” يحرض فيها أعضاء منظمته على كراهية الغير. المتعة كانت كبيرة أيضاً حين ظهر الممثل أليك بالدوين في دور عنصر من مؤيدي تفوق العرق الأبيض وهو يردد خطابا تمييزيا في حين تنطبع خلفه صور فيلم “ولادة أمة” (1915) وهو العمل المؤسس للسينما الأمريكية وصريح في تبنيه موقفاً عنصرياً. وكان “ولادة أمة” أيضاً من أهم مراجع منظمات التفوق العرقي. فبذلك لا يسائل سبايك لي تاريخ بلاده بل وتاريخ فنها، وتأثيرهما الموحد في ما يحصل اليوم في الولايات المتحدة.

فأليك بالدوين هو الممثل الذي يقلد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بشراسة في برنامج تلفزيوني ذي شعبية كبيرة، ليطلق وطيلة الفيلم الإشارة المباشرة لأوضاع البلاد حيث تعود بقوة نزعة قومية ضيقة الرؤية تكرس الانغلاق ونبذ الآخر. فدونالد ترامب وقع مراسيم هجرة تمنع بعض مواطني البلدان الإسلامية من دخول الولايات المتحدة، كما كانت مواقفه من أعمال عنف ومظاهرات لأنصار تفوق العرق الأبيض مثيرة للجدل. فلم يتردد سبايك لي تضمين كلمات ترامب المفضلة وهي “أمريكا أولا” في خطاب رئيس “كو كلوكس كلان” وفي ذلك انتقاد لاذع ومباشر للبيت الأبيض، لكن حتى المبالغة أحيانا فيكثر من تكرار هذا الكاريكاتور.

ثم تعم الفوضى الشاشة في آخر مشاهد الفيلم حيث يترك سبايك لي المجال لفيديوهات وثائقية عن أحداث “شارلوتسفيل” المروعة والتي شهدت في آب/ أغسطس 2017 تجمع كل المنظمات العنصرية والمداعمة لنظرية تفوق العرق الأبيض. وأكد سبايك لي في المؤتمر الصحفي عقب العرض الأول أنه “أطلق دعوة للشهود الذين صوروا بهواتفهم تلك الأحداث”، كانت إذا تلك صور عن الواقع الذي يجلب اليوم العار للولايات المتحدة، يظهر فيها عناصر تلك المنظمات شاهرين الأسلحة ورافعين شعارات الكراهية التي تقشعر لها الأبدان. وأهدى سبايك لي فيلمه للشابة هيذر لاير (بعد أن حصل على موافقة والدتها) التي لقيت حتفها في عملية دهس قام بها متطرف أبيض في “شارلوتسفيل” بعد أربعين عاما من حكاية ستالورث.

ونراهن أن “بلاكككلانسمان” سيحصل على صوت على الأقل في لجنة التحكيم وهو صوت المخرجة الأمريكية آفا دوفيرناي صاحبة فيلم “سلمى” باسم المدينة بألاباما الأمريكية التي انطلقت منها في 1965 المسيرة من أجل الحقوق المدنية للسود وفي طليعتها مارتن لوتر كينغ، وتعرض خلالها المتظاهرون للقمع الشديد.

أما الفيلم الأمريكي الثاني الذي ينافس على السعفة الذهبية، فهو “أسفل البحيرة الفضية” لـ ديفيد روبرت ميتشل. فيلم ميتشل ينهل من تاريخ أمريكي وبعيد عن النضالات الحقوقية.

أسفل البحيرة” هي رحلة داخل الجغرافيا السينمائية لمدينة لوس أنجلوس، واسترجاع لموروثها الهوليوودي الغني. سام يبلغ من العمر 33 عاما، وهو عاطل عن العمل لكن يحلم بالشهرة. يراقب سام جارته الغامضة سارة خلسة لكنها تختفي في يوم من الأيام بصفة مفاجئة. يتحول إيجادها هوس سام الكبير وبداية تحقيق سريالي عبر المدينة. ويصل به البحث إلى الأحياء العميقة والمظلمة للوس أنجلس حيث يضطر إلى فك شيفرة عمليات اختفاء وعمليات قتل غامضة على خلفية فضائح ومؤامرات.

على غرار ما يحصل في فيلم “مولهولاند درايف” لدفيد لينش، نتقفى أسرار الفن السابع عبر عالم لا يفتح أبوابه سوى المال. فبرج المراقبة مستوحى من فيلم “شراسة العيش” (نيكولا راي 1955) حول شباب الطبقة المتوسطة وهو الفيلم الذي جعل من جامس دين أسطورة. والخزان يشير إلى فيلم “شايناتاون” وهو فيلم إثارة قاتم لرومان بولانسكي (1974) والفيلا الفخمة تحيلنا على “النعاس الكبير” لهوراد هاوكس (1946) عن مغامرات المحقق مارلو. الأمكنة في فيلم روبرت ميتشل ذات مرجعية قوية متجذرة في الفن السابع الأمريكي، لكنها وهمية في السرد الذي اختاره لها المخرج ليخرج فيلمه عن الأصناف السينمائية المعهودة، والقيمة المجازية العالية للفيلم لا تفك أي لغز.

ورحلة سام غير مجدية، ولا تفضي إلى شيء. الكلاسيكيات والأيقونات وحتى الذكريات أفرغت من معناها. ويقول المخرج بالتحديد بأن البحث عن المعنى أهم من المعنى في ذاته، فسام “تستهويه المغامرة والمخاطر ونداء المعنى. لا يبحث عن سارة لأنه يحبها بل لأن البحث يثيره. يريد أن يؤمن بعالم مليء بالغموض والشيفرات والمعاني الخفية وإن كان يخاف مما قد يعثر عليه”.

####

كان 71 : تعرف على أسماء الأفلام الفائزة في مسابقة «سيني فونديشن»

كان ـ «سينماتوغراف»

أعلن اليوم في مهرجان كان السينمائي عن أسماء الفائزين في مسابقة (سيني فونديشن) والتي رأس تحكيمها النجم البورتركي بيرتراند بونيلون، وعضوية كل من خليل جريج وفالسكا جريسباخ وآلانتي كافايتي وأريان لادب.

وخلال حفل أقيم في مسرح بوينويل، أعقبه عرض الأفلام الفائزة، والتي تنافس فيها 17 فيلماً طالباً، تم اختيارها من بين 426 2 مشاركة منها 512 مدرسة سينمائية في جميع أنحاء العالم، جاءت الجوائز كما يلي:

الجائزة الأولى

EL VERANO DEL LEÓN ELÉCTRICO

(صيف الأسد الكهربائي)

من إخراج دييغو كيسبديس

Universidad de Chile – ICEI، Chile

الجائزة الثانية المشتركة

KALENDAR

(التقويم)

من إخراج إيجور بوبلاوهاين

مدرسة موسكو للسينما الجديدة، روسيا

دونغ وو شيونغ مينج

(العواصف في دمنا)

من إخراج شين دي

أكاديمية شنغهاي للسينما، الصين

الجائزة الثالثة

جماد

من إخراج لوسيا بولغيروني

NFTS ، المملكة المتحدة

وتخصص (سيني فونديشن) منحة قدرها 15،000 جائزة للجائزة الأولى، و11،250 للحصول على المنحة الثانية و 7،500 للحصول على الجائزة الثالثة. كما يضمن الفائز بالجائزة الأولى تقديم أول فيلم روائي طويل له في مهرجان كان.

####

كان 71: عرض فيلم عن كارثة بحرية تعرض لها مغامران مصريان

كان ـ «سينماتوغراف»

انطلق مغامران في رحلة تجديف عبر المحيط الأطلسي وكانا مستعدين للتحدي، لكن عندما وقعت الكارثة ذاقا جرعة من الأهوال التي يتعرض لها أشخاص يبحرون يأسا وليس سعيا للمغامرة.

ويروي قصتهما فيلم وثائقي يحمل اسم (بيوند ذا راجينج سي) عرض في مهرجان كان السينمائي. ويحكي الفيلم عن رحلة متسلق الجبال عمر سمرة ورياضي الترياثلون المحترف عمر نور، وهما مصريان، لاستكمال تحدي تجديف لمسافة 4800 متر عبر المحيط الأطلسي.

وبعد أن قلبت أمواج عاتية زورقهما لم يبق لديهما سوى زورق إنقاذ مطاطي لا يعمل ولا سبيل لمعرفة أن جهازا لرصد موقعها قد توقف عن العمل مما يرجح عدم إمكانية العثور عليهما وسط المحيط.

ويستخدم الفيلم لقطات صورها المغامران ومن أنقذوهما في نهاية الأمر وكانوا طاقم سفينة شحن عابرة. ويقارن الفيلم الذي شاركت في إنتاجه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مغامرة الرجلين بالمخاطر التي يقبل عليها مئات الألوف من المهاجرين كل عام.

وقال سمرة ”كنا في مكانهم على مدى 13 ساعة“.

وأضاف ”لم نجرب سوى نسبة ضئيلة مما يتعرض له اللاجئون وهو ما يحدث أسبوعيا“.

ويأمل مخرج الفيلم ماركو أورسيني أن يلفت فيلمه، الذي يتضمن كذلك لقطات إنقاذ لاجئين، اهتمام الناس لأزمة اللاجئين في البحر المتوسط.

سينماتوغراف في

17.05.2018

 
 

"مؤسسة الفيلم الفلسطيني"... الوجه الجديد للسينما الفلسطينية

رمان الثقافية

"إيقاعات زمن مختلف" لتوفيق عبد العال... في دار النمرإيلاف بدر الدين: لغة الثورة السورية تفتقد التوثيقجناح فلسطين في "كان" السينمائي... في صوَر"مؤسسة الفيلم الفلسطيني"... الوجه الجديد للسينما الفلسطينية

إثر النجاح الكبير الذي حققته مؤسسة الفيلم الفلسطيني في مهرجان كان السينمائي بدورته الحالية، أعلن وزير الثقافة الفلسطيني د. إيهاب بسيسو بأن وزارة الثقافة الفلسطينية ستعهد بمهام ومسؤولية بناء وإدارة قطاع السينما الفلسطيني خلال الأعوام الثلاثة المقبلة لـ ”مؤسسة الفيلم الفلسطيني“. وفي سياق تدشين الجناح الفلسطيني في مهرجان كان السينمائي، تم نقاش الخطوط العامة للمهام المستقبلية للمؤسسة.

وستقوم ”مؤسسة الفيلم الفلسطيني“ بالإشراف على ترويج الإنتاج السينمائي الفلسطيني في العالم من خلال التعاون مع مجموعة من العاملين في هذا المجال على الصعيد الوطني من خلال إقامة اتفاقيات إنتاج مشتركة، بما يسمح بالتأسيس لأرضية تحتضن بيئة سينمائية مستدامة على تواصل بنظيراتها في العالم. 

محلياً، سيركز نشاط المؤسسة على إنشاء صندوق فلسطين السينمائي، على أن يتم إسناده ببنية تحتية جديدة تمكنه من تقديم التدريب اللازم للجيل المقبل من المهنيين السينمائيين والترويج لفضاء إنتاجي مستقل قادر على تقديم روايات حول فلسطين من فلسطين والعالم.

كما ستقوم ”مؤسسة الفيلم الفلسطيني“ بالتعاون مع شبكة مهرجانات الأفلام الفلسطينية في العالم بتأسيس بنية تحتية حيوية لتوزيع الأفلام على مستوى عالمي تهدف إلى الوصول إلى خطة للحفاظ على إنتاج سينمائي فلسطيني مستدام خلال السنوات المقبلة.   

”مؤسسة الفيلم الفلسطيني“ هي جسم داعم للإنتاجات السينمائية عن فلسطين ومن حول العالم من خلال توفير الاستشارة والتطوير اللازمين للأفلام وتقديم نصائح حول التمويل والتشبيك مع المواهب والخبراء السينمائيين. تؤمن المؤسسة بتقاليد تاريخ السينما والممارسات السينمائية المستقلة والسينما الملتزمة بكونها أداة للتغيير الاجتماعي.

مجلة ثقافية فلسطينية

مجلة رمان الفلسطينية في

17.05.2018

 
 

كان 71 ـ مراجعة فيلميه: «كفر حانوم» قيمة وثائقية هامه ضاعت مع الثرثرة

كان ـ «سينماتوغراف»: مها عبد العظيم

دخلت اللبنانية نادين لبكي المسابقة الرسمية للنسخة الـ 71 لمهرجان كان بفيلم “كفر ناحوم”. القيمة الوثائقية للفيلم هامة، فهو يسبر أغوار مختلف الشرائح المهمشة في المجتمع اللبناني، وفي مقدمتها الأطفال، عبر قصة الطفل “زين”. وإن كان الفيلم قد لاقى استقبالاً جماهرياً حاراً فيبقى ذا صبغة شعبوية، إذ يفتقد إلى بعض خطوط القوة السينمائية.

أخرجت الممثلة والسينمائية اللبنانية نادين لبكي في بداياتها، وبعد أن حصلت على شهادة في علوم السمعي والبصري من جامعة بيروت، إعلانات و”كليبات” موسيقية ونالت جوائز عن بعضها، شاركت نادين لبكي عام 2004 في “إقامة سينيفونداسيون” لمهرجان كان لكتابة سيناريو فيلمها الطويل الأول “سكر بنات” ثم صورته بعد عامين. وفي 2007 عرض “سكر بنات” في قسم “أسبوعا المخرجين” في مهرجان كان وبيع عبر العالم وحقق أكبر نجاح دولي عرفته السينما اللبنانية. وفي 2011 شاركت في قسم “نظرة ما” بفيلم “هلأ لوين”، وهي لوحة مجازية وشجاعة تقبل الآخر، وكانت لبكي عضوة في لجنة تحكيم في قسم “نظرة خاصة” عام 2015.

نادين لبكي، ابنة كان المدللة، جاءت هذا العام بفيلمها “كفر ناحوم” لتقدمه في أرقى أقسام المهرجان. وهي رابع مخرجة لبنانية (وثاني امرأة) تشارك ضمن المسابقة الرسمية بعد كل من جورج نصر بفيلمه “إلى أين” عام 1957، وهيني سرور بفيلم “ساعة التحرير دقت” (وكانت أول امرأة عربية تشارك في المسابقة الرسمية) سنة 1974 ثم مارون بغدادي والذى فاز فيلمه “خارج الحياة” بجائزة لجنة التحكيم عام 1991.

تتناول لبكي، وبطريقة مختلفة تماماً، مسألة المهمشين في بلادها. ينطلق “كفر ناحوم” داخل محكمة. يقف زين طفل الـ12 عاماً أمام القاضي الذي يسأله “لماذا تريد رفع دعوى ضد والديك” يجيب زين “لأنهما أنجباني”. هكذا تبدأ رحلة “الخراب والجحيم” التي يشير إليها عنوان الفيلم.

كان زين يعيش وسط عائلته الفقيرة، في مستوى لا يمكن أن يتصوره بشر، ينام على “أقل من نصف متر مربع” مع أخواته الكثيرين وأقربهم إليه الطفلة سحر. تنتقص العائلة إلى أبسط الحاجيات، للأكل والشراب، وأطفالها لا هوية لهم فهم ليسوا مسجلين. وعوض الذهاب للمدرسة، يساعد زين جارهم أسعد في محل تجاري صغير بحيهم مقابل هذا المسكن حيث يعبث الدجاج في المدرج وتفيض أنابيب المياه. في نوع من الابتزاز، ينتظر أسعد في المقابل أن تزوجه العائلة ابنتها الصغيرة سحر (11 عاماً).

يجن جنون زين فيهرب ويتشرد قبل أن يلتقي الإثيوبية تيغست التي تأويه، فيعتني زين برضيعها يوناس في الوقت الذي تسعى فيه الأم إلى محاولة الحصول على أوراق إقامة وتتعرض لكل أشكال السلب والاستغلال. بعد رحلة تشرد مع يوناس، نكتشف من خلالها أعماق بيروت التي تجهلها السينما العربية، يعود زين ليثأر لسحر. من السجن يوجه الطفل نداء عبر التلفزيون فتهرع محامية (تتقمصها نادين لبكي) للدفاع عنه.

أغلب الممثلين في الفيلم غير محترفين، وكان ذلك من أقوى خطوط التصوير بعفوية وتأثير تندر مضاهاتها لا سيما مع زين، واسمه الحقيقي زين الرفيع وقد هربت عائلته من درعا السورية لتستقر في لبنان وهو منقطع عن الدراسة. و”كل الشخصيات الأخرى عاينت تلك الحقيقة المرة بطريقة أو بأخرى” كما تؤكد المخرجة.

الطفولة المهمشة، واللاجئون السوريون، وعاملات المنازل من إثيوبيا والفلبين المهضومة حقوقهن، وزواج القاصرات.. القيمة الوثائقية للفيلم هامة جداً، خصوصا وأنها تتناول مواضيع اجتماعية واقتصادية فتبعدنا عن مسائل الحرب التي أشبعتنا بها الأفلام اللبنانية. لكن أين السينما من ذلك؟

المادة الواقعية دسمة لكن تحولت سينمائياً إلى تخمة طمرت قصة كادت تكون متماسكة لو ربطت الحبكة بخط مركزي واضح دون أن يضيع في تشعبات وتفاصيل مطولة وددنا لو تركتها في الخلفية. بيروت “التحتية” تصورها أيضاً لبكي من فوق، بأسلاكها الكهربائية وعشوائية معمارها، ثم أدختنا أروقة المحاكم والسجون.. جميل، لكن على طريقة كليب! وموسيقى المنتج وزوج المخرجة خالد مزنر “يضغط” على الميلوديات حيث يجب لتحريك تأثير “شعبوي”. فنبكي ونضحك حسب ما سطروه لنا وفي لقطات متوقعة بلغت سخريتها الذروة عندما ترافع نادين لبكي بنفسها وفي دور المحامية عن الطفولة المهمشة.. الطفولة التي تعمل وتتعرض للتعنيف، كما تدافع نوعاً ما عن “ذنبها” في الانتماء إلى الطبقة البورجوازية كما تتهمها الأم خلال المحاكمة فتقول لها “ما عشته أنا لن تعيشيه أبداً”. والأم الحقيقية التي ألهمت هذه الشخصية في الفيلم كانت قد أنجبت 16 طفلاً..

نجح منظمو كان هذا العام في منع الصحافيين من مشاهدة الفيلم قبل العرض العالمي الأول حتى لا تنكد انتقاداتهم المتوقعة حماسة طواقم الأفلام على البساط الأحمر. وكان لهم ذلك، فبدا التأثر واضحاً على نادين لبكي وهي تصعد مدارج قصر المهرجانات. في نهاية العرض وقفت القاعة لتقف وتصفق لمدة نحو 15 دقيقة للمخرجة وفريقها، فهل يؤثر ذلك على لجنة التحكيم خصوصاً إن كانت تهوى قصص الأطفال والمهمشين وإن جاءت المخرجة من بلد عربي لتشارك في دورة سعت إلى تسليط الضوء على النساء؟

وكان “أنا دانيال بلايك” للعظيم البريطاني كان لوتش قد فاز بالسعفة الذهبية عام 2016، وانتهى الفيلم بمرافعة “غيابية” تدافع عن العاطلين والمنبوذين. لكن فيلم لبكي بمثابة “دانيال بلايك” فاشل وثرثار.

####

غداً ختام «كان السينمائي 71» والليلة إعلان نتائج مسابقة «نظرة ما»

كان ـ «سينماتوغراف»

يختتم مهرجان كان السينمائي اليوم الجمعة، عروض مسابقة “نظرة ما” ثاني أكبر اقسام المهرجان بعد المسابقة الرسمية، بعرض فيلم “Manto”، ثم يعقبه حفل لتوزيع جوائز المسابقة التي يترأس لجنة تحكيمها الممثل البورتوريكي بينسيو ديل تورو.

وعرض هذا القسم 18 فيلمًا سينمائيًا من مختلف دول العالم خلال 10 أيام من فاعليات المهرجان، كما ضم فيلمان عربيان هما: “قماشتي المفضلة” أو “My Favourite Fabric” للمخرجة السورية غايا جيجي، والفيلم المغربي “صوفيا” أو “Sofia” للمخرجة مريم بن مبارك.

يُشار إلى ان لجنة تحكيم هذه المسابقة ضمت من بين أعضائها المخرجة والكاتبة الفلسطينية أنا ماري جاسر، والمخرج الروسي كانتيمر بالاجوف، والممثلة الفرنسية فيرجيني ليدوين، والمدير التنفيذي لمهرجان تيلورايد السينمائي جولي هنتسينغر.

ويختتم مهرجان كان السينمائي فاعلياته الدورة الـ 71 غدًا السبت، بتوزيع جوائز المسابقة الرسمية وعرض فيلم “الرجل الذي قتل دون كيشوت” في ختام الحفل.

####

كان 71: القائمة الكاملة لجوائز مسابقة «نظرة ما» 2018

كان ـ «سينماتوغراف»

أعلنت الليلة نتائج مسابقة (نظرة ما) التي تأتي من حيث الأهمية بعد المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، وعرضت ضمن برنامجها في الدورة الـ 17 عدد 18 فيلماً، 6 منها كانت أول أفلام لمخرجيها، ورأس لجنة تحكيمها بينيشيو ديل تورو (الممثل البورتوريكي-الأمريكي)، وتألفت أعضائها من آن ماري جاسر (المخرجة والكاتبة الفلسطينية)، كانتيمير بالاجوف (المخرج الروسي)، فيرجيني ليدوين (الممثلة الفرنسية)،جولي هانتسينغر (المدير التنفيذي الأمريكي، مهرجان تيلوريد السينمائي).

وجاء في بيان لحنة التحكيم، (أن الأفلام الـ 18 التي شاهدنا في مسابقة “نظرة ما” من الأرجنتين إلى الصين – كانت كلها معبره عن البيئة التي عبرت عنها، ​​وعلى مدى الأيام العشرة الماضية، تأثرنا للغاية بالجودة العالية للعمل المقدم، ولكن في النهاية كنا الأكثر تأثراً بالأفلام الخمسة التالية:

ـ جائزة افضل فيلم في “نظرة ما” حصل عليها  “الحدود” للمخرج علي عباسي

ـ جائزة أفضل سيناريو  لفيلم حصدها “صوفيا” للمخرجة المغربية مريم بن مبارك

ـ أفضل ممثل اقتنصها فيكتور بولستر عن فيلم “فتاة” للمخرج لوكاس دوهونت

ـ جائزة أفضل اخراج ذهبت إلى سيرجي لوزنيتا عن فيلم “دونباس

ـ جائزة لجنة التحكيم الخاصة كانت من نصيب فيلم “الموتى والآخرون” للمخرجين جواو سالافيزا ورنيه نادر ميسورا

####

كان 71: الفيلم المصري «يوم الدين» يفوز بجائزة «فرانسوا شاليه»

كان ـ «سينماتوغراف»

أعلن مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ71 عن فوز الفيلم المصرى (يوم الدين) بجائزة Francois chalais  فرانسوا شاليه، ويعتبر الفيلم المصرى “يوم الدين” للمخرج أبو بكر شوقى، والمشارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى فى دورته هذا العام، هو أول فيلم مصرى يشارك بهذه المسابقة منذ 6 سنوات.

يوم الدين” يروى قصة رجل قبطى نشأ داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام، ويغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة مساعده وحماره خلال رحلة عبر أنحاء مصر بحثًا عن عائلته، وهو من أفلام التراجيدية الكوميدية، من بطولة راضى جمال وأحمد عبد الحافظ، وتعاون فيه شوقى مع مدير التصوير الأرجنتينى فدريكو سيسكا.

سينماتوغراف في

18.05.2018

 
 

بعد ظهورها فى "كان".. تعرف على سر مقارنة إليزابيث ديبيكى بعارضة أزياء Valentino

كتبت : رانيا علوى

استطاعت النجمة العالمية إليزابيث ديبيكي أن تخطف أنظار قطاع كبير من حضور فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 71 ، حيث ظهرت النجمة البالغة من العمر 27 عام علي السجادة الحمراء خلال حضورها العرض الأول لفيلم " Solo : A Star Wars Story " مرتديه فستان ذى تصميم "بوهيمي " مميز

حمل فستان إليزابيث ديبيكي إمضاء دار أزياء " Valentino " لمجموعة ربيع 2018  ، وهو ما جعل بعض المعنيين بالأزياء و الموضة يضعون النجمة الشابة محط مقارنة مع عارضة الأزياء التي قدمت التصميم لأول مرة علي الـ runway ، لكن إليزابيث كانت الأكثر حصدا لعبارات الإشادة و الثناء .

####

صور.. عرض موسيقى على السجادة الحمراء للفيلم اللبنانى كفر ناحوم بـ "كان"

كتب على الكشوطى

شهدت السجادة الحمراء لعرض الفيلم اللبناني كفر ناحوم ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى، عرضا موسيقيا، وهو ما دفع عدد من الضيوف للرقص على أنغام الموسيقى قبل الدخول لمشاهدة عرض الفيلم المشارك فى المسابقة الرسمية.

السجادة الحمراء للفيلم شهدت حضور عدد من النجوم العالمين منهم كيت بلانشيت رئيس لجنة تحكيم مهرجان كان وصناع العمل إضافة الي النجمة اللبنانية إليسا والتي حرصت على حضور الفيلم.

"كفر ناحوم" إخراج نادين لبكي ومن تأليف جهاد حجيلي والذي شارك في تأليف فيلمي لبكي السابقين "سكر بنات" و"هلأ لوين"، وتدور أحداث الفيلم في إحدى مناطق العالم العربى التي تعصف بها أزمات ومشاكل سياسية واجتماعية طاحنة، ويسلط الضوء على حياة طفل يعيش بإحدى قرى المنطقة، ويعاني من المشاكل ذاتها التي يعاني منها الجميع في المنطقة ومن نمط الحياة الذي فرضته هذه الظروف، لكن هذا الطفل يرفض الاستسلام لهذا الواقع ويقرر التمرد على نمط الحياة في قريته ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يقرر الطفل رفع دعوى قضائية للضغط على الحكومة ومجتمعه بشكل عام لتنفيذ مطالبه.

####

إشادات عالمية بـ "كفر ناحوم" للبنانية لنادين لبكى فى "كان" السينمائى

كتب على الكشوطى

نال فيلم "كفر ناحوم" للبنانية نادين لبكي، إشادات عالمية واسعة خلال عرضه ، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في نسخته الـ 71، وأشاد الجمهور والنقاد بحرفية وقصته الإنسانية وسط تصفيق حار لأكثر من نصف ساعة داخل وخارج قاعة العرض والفيلم بطولة وإخراج نادين لبكي، وتشارك قنوات راديو وتليفزيون العرب "ART" في انتاجه.

وشارك في كتابة الفيلم ورشة سيناريو تشكلت من جهاد حجيلي، مع نادين لبكى، وميشال كسروانى، وجورج خباز، وخالد مزنر، ويشارك في بطولته زين الرفيع، ويوردانوس شيفيرا، وتريجور بانكول.

وتدور أحداث فيلم "كفر ناحوم" في قرية شرق أوسطية لا يتم تحديدها، لكن ينطبق عليها الوضع السيىء، الذي تعيشه المنطقة من الناحيتين الأمنية والسياسية، إلا أنه يسلط الضوء على طفل يرفض الاستسلام، بل التمرد على الواقع الذي يعيشه في قريته، والسعي بكل الطرق للحصول على أبسط حقوقه.

####

صور.. قبلة حارّة تجمع نادين لبكى وخالد مزنر بمهرجان كان السينمائى

كتب على الكشوطى

خضع صناع الفيلم اللبنانى "كفر ناحوم"، المشارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى، لجلسة تصوير قبل المؤتمر الصحفى للفيلم، ضمن فعاليات المهرجان، والتقطت عدسات المصورين "قبلة حارّة" جمعت المخرجة اللبنانية نادين لبكى وزوجها المنتج خالد مزنر.

"كفر ناحوم" إخراج نادين لبكى ومن تأليف جهاد حجيلى، والذى شارك فى تأليف فيلمى لبكى السابقين "سكر بنات" و"هلأ لوين"، وتدور أحداث الفيلم فى إحدى مناطق العالم العربى التى تعصف بها أزمات ومشاكل سياسية واجتماعية طاحنة، ويسلط الضوء على حياة طفل يعيش بإحدى قرى المنطقة، ويعانى من المشاكل ذاتها التى يعانى منها الجميع فى المنطقة ومن نمط الحياة الذى فرضته هذه الظروف، لكن هذا الطفل يرفض الاستسلام لهذا الواقع، ويقرر التمرد على نمط الحياة فى قريته، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يقرر الطفل رفع دعوى قضائية للضغط على الحكومة ومجتمعه بشكل عام لتنفيذ مطالبه.

اليوم السابع المصرية في

18.05.2018

 
 

"ولدي" فيلم تونسي يبحث عن مبرر للجهاد

فيلم يتناول قصة رجل يتقفى أثر ابنه الذي انتقل للقتال في سوريا، والملل الذي قد يكون عاملا أساسيا للإقدام على هذه الخطوة من دون إصدار أي أحكام.

كان (فرنسا) – بعد “نحبك هادي” الحائز على جائزتين في مهرجان برلين السينمائي، وهما أفضل عمل أول والدب الفضي لأفضل ممثل الذي تحصل عليه مجد مستورة، باتت الانتظارات كبيرة من المخرج التونسي محمد بن عطية الذي لم يتأخر كثيرا في إنجاز فيلمه الثاني “ولدي” والذي شارك به في قسم “نصف شهر المخرجين” بمهرجان كان الحادي والسبعين.

يتناول فيلم “ولدي” (ابني) التونسي الذي عرض في مهرجان كان في دورته الحادية والسبعين قصة رجل يتقفى أثر ابنه الذي انتقل للقتال في سوريا، والملل الذي قد يكون عاملا أساسيا للإقدام على هذه الخطوة من دون إصدار أي أحكام.

وقال المخرج محمد بن عطية “تونس هي أكبر بلد مصدر للجهاديين، وكنت أفضل أن نُعرف بشيء آخر، لكنني لم أشأ أن أعرض أسباب الانتقال إلى سوريا فأنا لا أملك المؤهلات والوسائل لذلك”.

ويشارك “ولدي” في فئة “نصف شهر المخرجين” في مهرجان كان، وهو يتمحور حول رياض (محمد ظريف) والد سامي (زكرياء بن عايد) الذي انتقل إلى سوريا قبل يومين عن خضوعه لامتحانات الشهادة الثانوية العامة، حيث تزوج وأنجب طفلا على ما يظهر شريط صامت أرسله إلى والديه، وقد فجر نفسه بعد ذلك في هجوم انتحاري.

ويبدأ الفيلم بوتيرة بطيئة عن الزوجين رياض و”نازلي” (منى الماجري) اللذين يعيشان حياة مغلقة محورها ابنهما الوحيد سامي، الذي يستعد لاجتياز امتحان الباكالوريا.

حياة بطيئة دون مفاجآت؛ الأم تتنقل باستمرار إلى الشمال الغربي للبلاد التونسية، مدينة مكثر تحديدا أين تعمل مدرسة، والأب يعمل سائق رافعة في ميناء بحري بتونس العاصمة، لا حياة سوى ما يتعلق بسامي؛ مرافقته إلى الطبيب لعلاجه من الصداع النصفي الذي يشكو منه، علاوة على زيارة طبيب نفسي لمساعدة الابن على تجاوز الضغط النفسي قبل اجتياز امتحان الباكالوريا، وأيضا تكفل الأب بنقل سامي إلى المعهد وإلى حفل أصدقائه وانتظاره للعودة إلى المنزل.

وفي المقابل تتغير حياة العائلة قليلا بإحالة الأب على التقاعد، ولكنه يملأ حياته بالحديث عن ابنه والاهتمام بكل شؤونه.

محمد بن عطية: لو كانت عائلة البطل مقيمة في باريس، فسيكون الوضع على حاله

ودون مقدّمات ودون أي مؤشرات يقدّمها بناء الشخصيات يغادر سامي البيت تاركا رسالة وجيزة: لقد سافر إلى سوريا، فهل سيتغير الفيلم ويغيّر من نسقه ليصبح بوليسيا في مطاردة الابن والبحث عنه بعد أن قرّر الأب بيع سيارته للسفر إلى تركيا ومنها إلى سوريا؟

لا شيء تغير، فمحمد بن عطية لم ينجز فيلما عن الشباب الذي اختار السفر إلى سوريا للجهاد، بل اختار المخرج أن يصوّر حكاية عادية يحدث مثلها كل يوم، ولكن لا نعيرها اهتماما، لا بطولات خارقة ولا منعرجات في سير الأحداث، أشخاص عاديون تماما. ولا يهدف الفيلم إلى التنديد بأفعال الابن أو لفهم كيفية تحوّله إلى جهادي متشدّد، إذ وحدها رسالة لم يرسلها إليه والده في نهاية المطاف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تسمح بمعرفة رأيه بالجهاديين الذين يعتبرهم “وحوشا”.

وفاز محمد بن عطية بجائزة أفضل أول فيلم طويل في مهرجان برلين في العام 2016 عن “نحبك هادي”، وهي قصة حب وتحرّر غداة الثورة التونسية، وهو يطرح في فيلمه الطويل الثاني هذا “الضيق المشترك” الذي يجعل تونسيين وسويسريين وكنديين وفرنسيين ينتقلون للقتال في سوريا.

وأكد المخرج أن عائلة سامي لا تشكو الخصاصة أو التهميش، كي يتحوّل ابنها إلى إرهابي، حيث قال “لو كانت العائلة مقيمة في باريس أو أي مكان آخر في العالم، فسيكون الوضع على حاله”.

وقال موضحا “ثمة بؤس ليس فقط روحيا بل هو عاطفي بالمعنى العام، ليس هناك تعطش أيديولوجي بل عزم على تغيير نمط الحياة هذا”.

واستقبل الفيلم في كان بحفاوة استثنائية، فقد صفق النقاد وصناع السينما ومحبوها طويلا للفيلم بعد نهاية عرضه، ولم تتجاوز التدخلات خلال النقاش مع الجمهور حدود توجيه الشكر للمشرفين على “نصف شهر المخرجين” لاختيارهم للفيلم وتحية صناعه.

ومثل “نحبك هادي”، يتحمل الممثلون أعباء الفيلم وأداؤهم يشي بحسن اختيارهم وإدارتهم أيضا، ومع ذلك فقد أكد محمد بن عطية أن الكاستينغ كان سهلا في وجود مساعد مخرج مثل حسن دلدول الذي اقترح عليه محمد الظريف وكان اختياره موفقا جدا، وهذا الممثل الذي قدّم أعمالا إذاعية في إذاعة المنستير، وله مشاركات أخرى في التلفزيون أهمها سلسلة “ابحث معنا”، إضافة إلى ظهوره في فيلم “السد” للمخرج النوري بوزيد، كان أداؤه متقنا وقد حظي بتصفيق حار من الحاضرين بعد نهاية عرض الفيلم.

أما منى الماجري فهي والدة الممثل مجد مستورة (بطل فيلم نحبك هادي) التي لم يسبق لها التمثيل، ولكنها تجاوزت اختبارها الأول بنجاح، فمنحها محمد بن عطية فرصة ثانية في “ولدي”، فأجادت تشخيص دور الأم الملتاعة دون الكثير من الثرثرة.

####

الجاسوسية والجريمة والعنصرية في كان

المخرج الأميركي سبايك لي ينتقد سياسات ترامب عبر فيلمه الساخر "بلاك كلانزمان"، والمخرج الدنماركي فون ترير يعود بدم بارد.

كان (فرنسا) – لم يخل مهرجان كان السينمائي في دورته الحادية والسبعين من الحديث عن السياسة والسياسيين، فتطرق إلى أزمة الكوريتين عبر فيلم “ذا سباي غون نورث”، كما انتقد المخرج الأميركي سبايك لي سياسات ترامب عبر فيلمه الساخر “بلاك كلانزمان”، أما مفاجأة المهرجان الكبرى فتمثلت في عودة المخرج الدنماركي لارس فون ترير إلى كان بعد غياب دام سبع سنوات.

اجتمعت العنصرية والجريمة والجاسوسية في مهرجان كان الحالي، لتكون الأولى موضوع الفيلم الجديد للمخرج الأميركي سبايك لي العائد للمنافسة على سعفة كان بفيلمه “بلاك كلانزمان”، بعد غياب استمر ثلاثة عقود.

أما الجريمة فتحضر وبدم بارد في كان من خلال فيلم “المنزل الذي بناه جاك”، للمخرج الدنماركي المثير للجدل لارس فون ترير، في حين تحضر الجاسوسية

وبقوة في فيلم المخرج الكوري الجنوبي يون جونغ بين والمعنون بـ”ذا سباي غون نورث”. والأفلام الثلاثة مقتبسة عن قصص حقيقية وقعت لأبطالها في السبعينات والتسعينات من القرن الماضي.

ويقول المخرج الأميركي سبايك لي إن أحداث فيلمه الساخر “بلاك كلانزمان” ربما تدور عن حركة “كو كلوكس كلان” في السبعينات، لكنه يتناول في حقيقة الأمر العنصرية المميتة التي لا تزال سائدة في الولايات المتحدة.

وفيلم “بلاك كلانزمان”، مقتبس عن القصة الحقيقية لرون ستالوورث، وهو ضابط شرطة أسود اخترق حركة كيه.كيه.كيه في كولورادو سبرينجز، ويعرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي وهو من بطولة جون ديفيد واشنطن ابن الممثل دنزل واشنطن، وآدم درايفر الذي يلعب دور الشرطي الأبيض الذي يساعد ستالوورث في مخططه.

وفي نهاية الفيلم عرضت لقطات إخبارية لمسيرة لليمين المتطرف في تشارلوتسفيل بفرجينيا في أغسطس 2017، والتي قتلت خلالها المتظاهرة المعارضة هيذر هاير ولقطات للرئيس دونالد ترامب وهو يلوم “الطرفين” في أحداث العنف.

الأفلام الثلاثة مقتبسة عن قصص حقيقية وقعت لأبطالها في السبعينات والتسعينات من القرن الماضي

واستغل لي مؤتمرا صحافيا في مهرجان كان للتعبير عن رأيه في تلك المسألة، وقال إن ترامب “كانت لديه فرصة ليقول نحن نؤيد الحب لا الكراهية”. وأضاف “كانت لحظة حاسمة وكان بوسعه أن يقول للعالم وليس الولايات المتحدة إننا أفضل من ذلك”.

وبعد واقعة تشارلوتسفيل بيومين قال ترامب إن حركة كيه.كيه.كيه “تمقت كل شيء نعتز به كأميركيين”، لكن بالنسبة للي جاء هذا الرد بعد فوات الأوان.

ويقول لي “هذا الفيلم بالنسبة إلي صرخة تحذير.. لا يهمني ما يقوله النقاد أو أي شخص آخر، نحن على الجانب الصائب من التاريخ بهذا الفيلم”.

ويمثل الفيلم عودة لي إلى مهرجان كان بعد غياب استمر 30 عاما، وكان آخر فيلم عرض له في المهرجان “هو دو ذا رايت ثينغ”، الذي كان ينافس على السعفة الذهبية ولم يفز بها، وينافس “بلاك كلانزمان” على السعفة هذا العام والتي ستسلم في الـ19 من مايو الجاري.

وبعد سبعة أعوام من منعه من المشاركة في مهرجان كان السينمائي بسبب قوله مازحا إنه نازي، عاد المخرج الدنماركي لارس فون ترير إلى كان بمشاهد رعب مروعة جديدة تسببت في انسحاب جماعي من العرض الأول لفيلمه بالمهرجان.

وقد حذر فون ترير، في الفترة التي سبقت عرض فيلمه “ذا هاوس ذات جاك بيلت” (المنزل الذي بناه جاك)، من أن الفيلم لا يصلح لمشاهدة أصحاب القلوب الضعيفة.

ويشمل الفيلم مشاهد دموية حادة ويجسد دور سفاح في سبعينات القرن الماضي، وقد تأثرت مجموعة من النقاد أثناء عرض الفيلم الثلاثاء.

وقد قوبل فون ترير (62 عاما) بحفاوة بالغة عندما وصل إلى العرض الافتتاحي الرسمي الاثنين، لكن الذين حضروا عرض الفيلم قدّروا أن نحو 100 شخص قد خرجوا من دار السينما بسبب المجزرة التي ارتكبها جاك بطل الفيلم وطموحه لتحويل الجريمة إلى شكل من أشكال الفن عبر الشاشة.

سبايك لي: الفيلم بالنسبة إلي صرخة تحذير.. وترامب كانت لديه فرصة ليقول نحن نؤيد الحب لا الكراهية

ويقوم بدور البطولة في الفيلم الممثل مات ديلون في دور جاك، الذي يملك ابتسامة قاتلة بينما كان يخنق ويطعن ويشوّه ويطلق النار على ضحاياه قبل تجميع جثثهم في غرفة تجميد صغيرة.

ولا يخلو فيلم ذا سباي غون نورث، الذي يدور حول قصة كوري جنوبي يتسلل إلى كوريا الشمالية في التسعينات من المفاجآت أيضا، لكن الفيلم قد يجد صعوبة في منافسة الواقع فيما تكتسب المساعي لحل الأزمة النووية أبعادا حقيقية من التشويق.

وجرى تصوير فيلم التجسس بين يناير ويوليو 2017 في الوقت الذي كان يأمر فيه زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بإجراء سلسلة من التجارب الصاروخية والنووية، الأمر الذي أثار قلق جيرانه والإدارة الأميركية الجديدة.

ومنذ ذلك الحين هدأت الأوضاع، وعرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي قبل أيام من إجراء محادثات رفيعة المستوى بين الشمال والجنوب لبحث نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، لكن الشمال ألغى المحادثات قبل ساعات من الموعد المقرّر لعقدها الأربعاء، شاكيا من أن الولايات المتحدة تضغط عليه لنزع السلاح النووي “على غرار ليبيا”.

والسيناريو مقتبس عن مذكرات شخصية للجاسوس الكوري الجنوبي باك سوك يونغ المعروف باسم “فينوس الأسود”، والذي انتحل شخصية رجل أعمال ليتسلل إلى الشمال ويحصل على معلومات بشأن برنامجه النووي.

وبالنسبة لطاقم العمل الكوري الجنوبي في الفيلم لم تكن الأحداث الراهنة بعيدة عن أذهانهم، وقال الممثل لي سونغ مين الذي يلعب دور مساعد للزعيم الكوري الشمالي السابق كيم يونغ إيل “عندما قرأت السيناريو للمرة الأولى قلت للمخرج مازحا هل من الممكن حقا إنتاج هذا الفيلم؟”.

وقال في مقابلة قبل إلغاء محادثات الأربعاء “منذ ذلك الحين تحسنت العلاقات، لكن إذا ظلت التوترات على حالها فإن هذا الفيلم قد يسبب مشكلة”.

وعبر هوانغ جونغ مين الذي يلعب دور الجاسوس عن أمله في أن يساعد الفيلم المتفرجين الأجانب على فهم التاريخ

الكوري، وكيف أنه لا يوجد أي شيء مضحك في ألعاب الحرب السياسية ولا توجد حاجة لها. وعندما سئل إن كان يعتقد أن كيم سيشاهد هذا الفيلم قال المخرج يون جونغ بين “سيكون ذلك أمرا لطيفا”.

ويستمر مهرجان كان حتى 19 مايو الجاري، وهو الذي افتتح في الثامن منه عبر فيلم “الكلّ يعلم” للمخرج الإيراني أصغر فرهادي الذي صوّر بالإسبانية مع بينيلوبي كروز وخافيير بارديم.

وبدوره، مرشح فيلم الافتتاح لجائزة السعفة الذهبية، وهي ليست المرة الأولى التي يشارك فيها الفيلم الافتتاحي في السباق على الجائزة الكبرى، فقد كانت الحال كذلك مثلا مع “مونرايز كينغدوم” للأميركي ويس أندرسون سنة 2012 و”بيسيك إنستكنت” للهولندي بول فيرهوفن سنة 1992.

العرب اللندنية في

18.05.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)