كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

بينيلوبي كروز ل«الشرق الأوسط»: لا أحب لعب الشخصية مرتين

تشارك في المهرجان بفيلم من بطولة زوجها

كان: محمد رُضا

كان السينمائي الدولي

الدورة الحادية والسبعون

   
 
 
 
 

شغلت الممثلة بينيلوبي كروز أجواء هذه الدورة بجمالها، وهذا ليس جديداً. شغلتها أيضاً بتمثيلها الجيد، وهذا بدوره ليس جديداً. الجديد هو أنها تنبري في دورها الجديد لتمثيل دور يقع في منتصف المسافة بين أعمالها السابقة والكثيرة.

هي، في «الجميع يعلم»، تؤدي مرّة أخرى، دور المرأة التي تجد نفسها تحت ضغط نفسي وعاطفي شديد مع قدر من التخبط حيال إيجاد حل ملائم لأزمتها. في «الجميع يعلم» هي الأم التي تعود إلى قريتها الإسبانية مع ابنتها وقبل حلول اليوم التالي تختطف ابنتها وتجد الأم نفسها في مواجهة ماضٍ أخفته عن صديقها السابق (زوجها في الواقع جافييه باردم).

·       حضرت مهرجانات مرات عدة. ما المختلف هذه المرّة؟

- المختلف هو أنني بصحبة زوجي وفي فيلم نمثله معاً. أشعر بأن ذلك سبب لشعور إضافي بالسعادة. أعرف أنني جئت وباردم إلى هنا مرات عدة، لكن هناك شيئاً مثيراً عندما تكون محط اهتمام كثنائي ومحط اهتمام لأنك جزء من فيلم الافتتاح.

·       ...ومحط اهتمام بسبب نجوميتك وتقدير المشاهدين لما تقومين به.

- شكراً.

·       ما الدور الذي يعجبك أكثر من سواه؟ عما تبحثين عنه عندما تقرأين سيناريو جديداً؟

- بطبعي أحب التنويع. والسيناريوهات التي تسلمها تتيح لي الكثير من الأدوار المختلفة؛ وهذا يثيرني لأني لا أريد تكرار نفسي ليقول عني النقاد إنني ظهرت بدور مشابه قبل سنوات في فيلم سابق. لذلك؛ لا أحب أن ألعب الشخصية نفسها مرتين.

·       ماذا عن المخرجين؟ كيف تقيّمين تجربتك مع ألمادوفار أو وودي ألن أو حالياً مع فرهادي؟

- غريب. لأنني وجدت نفسي في أساليب عمل وحكايات متشابهة مع هؤلاء المخرجين الذين ذكرت. أدواري مختلفة، لكنّني أتحدث عن القصص التي كتبوها والصورة التي استخدموها لإيصال تلك القصص. فرهادي يعمل بنشاط، وفي البداية كان عندي فضول في كيف يدير ممثليه، وما هو أسلوبه في التعامل معهم. لكنّه كان واضحاً طوال الوقت ومرّت التجربة بنجاح.

·       هل هناك مخرج تودين العمل معه في المستقبل؟

- المخرج مهم، لكن هناك الكثيرين ممن لا أمانع أبداً العمل معهم بسبب أفلامهم السابقة. المخرج الذي فاتتني فرصة العمل معه هو (كلود) شابرول. مات قبل أن ننجز عملاً مشتركاً.

·       هل ما زلت شغوفة بالتمثيل بعد أكثر من عشرين سنة على بدايتك؟

- جداً. لا أعرف ممثلاً يستطيع أن يتوقف عن هذا الشغف، لكنّني أعتقد أن البعض يفعل، وقد ينسحب من العمل في السينما تماماً.

·       لو لم تكوني ممثلة ما المهنة التي تعتقدين أنك ستقومين بها؟

- راقصة باليه.

·       كنت راقصة باليه قبل التمثيل. صحيح؟

- بالتأكيد. رقصت لـ17 سنة منذ أن كنت في الرابعة من العمر. لو لم أملك هذه الخلفية ربما كنت سأميل إلى مهنة تؤمّن لي السفر الدائم.

> هل رفضتِ مؤخراً عرضاً جيداً لأنّك لم تشعري برغبة في تمثيل الدور المعروض عليكِ؟

- نعم، لكن لا تتوقع منّي أن أكشف ذلك علناً. في العام الماضي رفضت عروضاً عدة بسبب ما ذكرته لك سابقاً حول الشخصيات المتكررة. قبل شهر قرأت سيناريو كان يمكن لي قبوله، لكنّني آثرت عدم الإقدام عليه لأنّني مشغولة.

·       مشغولة بتصوير أفلام أخرى؟

- نعم، والمشروع مستعجل.

·       لديكِ فيلمان جديدان على حسب علمي. واحد إسباني مع بدرو ألمادوفار، والآخر أميركي مع تود سولنتز. ما سر ألمادوفار في رأيك؟

- أعتقد أنّ الفيلم الذي تقصده هو «ألم ومجد». وهو ذكرياتي النوع. بدرو يريد أن يحكي قصته مع السينما ومع الحياة، وكما تعلم كنت جزءاً، وأعتقد أنني ما زلت من عالمه الفني.

####

غودار وسبايك لي يتعاطفان مع العرب والسود واليهود معاً

كان: محمد رُضا

تاريخ المخرج الفرنسي جان - لوك غودار يستحق الدراسة، وأعمال سبايك لي متعددة بدورها بحيث تستحق المعاملة المتأنية ذاتها.

كلاهما في مسابقة «كان» الذي يدخل هذا الأسبوع نصفه الثاني على أمل أن يكون أفضل من نصفه الأول.

كلاهما يعود إلى المهرجان من جديد لكن من منطلقين مختلفين. الأول زبون استثنائي كونه شارك في ثورة 1968 الشبابية، وكونه لا يزال متمسكاً بأسلوب تجريبي يحوله إلى لغة مشتركة بين الكلمة والصورة وبين نص المقال والمعالجة الفنية.

سبايك لي يعود إلى «كان» لأن التقدير العالمي الأول الذي ناله تم من خلال حضوره الأول لمهرجان سنة 1989 بفيلم «افعل الشيء الصحيح» (Do the Right Thing).

نقطة لقاء أخرى بين المخرجين هي أن كليهما ناقد. سبايك لي لأوضاع أميركا وغودار لأوضاع العالم بأسره.

- الجنة المفقودة

فيلم غودار الجديد «كتاب الصور» لا يسرد فيه حكاية على غرار بعض أفلامه، لكن ذلك لا يجعله فيلماً تسجيلياً رغم أنه مؤسس على مئات اللقطات المتوالية المأخوذة من أفلام سينمائية سابقة ومشاهد وثائقية لحروب تبدأ بإلقاء القنبلة النووية وتنتهي في بعض حروب العرب الدائرة. يريد أن يؤكد وجهة نظر مفادها أن العالم وصل إلى نقطة اللاعودة في خضم المتغيرات السياسية الحاصلة. تلك التي لا تحتوي على أي أبعاد إنسانية لها بل تستمد طاقتها ممن يسمينهم غودار في فيلمه «الرأسماليون الحمقى».

كونه معاد للرأسمالية فإن هذا ليس مفاجئاً، فهو كان ماوياً فوضوياً في شبابه. أما بعد تلك الفترة فإنه متمسك بآيديولوجية يسارية عريضة وبقناعاته بأن العالم كان يمكن له أن يكون أفضل لو أن السياسيين كانوا مثقفين وفنانين.

ربما (والثقافة والفن سبيلان للتغيير الإيجابي في كل الأحوال) لكن هذا لا يمنع من أن فيلم غودار، كالكثير من أفلامه السابقة، محكوم عليه بأن لا يصل إلى المعنيين مطلقاً بل لن يصل إلى جمهور كاف لتشكيل رأي مواجه.

بعد سباحة حرة في الشكل التجريبي غير المستند إلى أسلوب يمكن له أن يجيب على كل التساؤلات حول المقصود وحول الكيفية التي وضع فيها المخرج معانيه، يميل مرّة واحدة على العالم العربي فيخصص له نحو ثلث ساعة تبدأ بنقد موقف الغرب منه، لافتاً إلى أن ذلك الغرب عامل العالم العربي كمؤسسة واحدة ومنتهياً إلى نقد العرب لاختلافاتهم التي لا تنتهي كما لقناعته بأن العالم العربي كان، لحين طويل ولتاريخ أبعد، واحة إبداع، متسائلاً عما حدث لكل «تلك الجنة المفقودة»؟.

ما بين البداية والنهاية يمر على تاريخ مصوّر مما فعله الغرب في أفريقيا وفي القارة الأميركية.

في هذا الإطار يستخدم أرشيفاً من المشاهد الموثقة لأفعال وممارسات عنف من مناطق متعددة من الحياة على هذا الكوكب. وهذا كله مفهوم ويمكن قبوله كموقف آيديولوجي لفنان يريد أن يضع هنا شهادته وقد بلغ السابعة والثمانين من العمر.

باستئصال مشاغل الفيلم الوجدانية والسياسية وما يصاحبها من نقد موزع في كل اتجاه، فإن الناتج هو عمد غوداري متأصل لتشكيل فني قائم على استخدام المونتاج البصري والمونتاج الصوتي وحتى حجم الفيلم الذي نراه.

فقط هو يعرف لماذا تقفز الصورة من حجم 35 مم مستطيل إلى 35 مم مربع. فقط هو يعرف لماذا الصوت «مونو» حيناً وستيريو حيناً آخر. ما السبب في أن العناوين تأتي مترجمة هنا وغير مترجمة هناك. وصوته غالباً يعكس مرارة رجل في سنه وأحياناً يبدو كما لو خسر ثلثي ذلك العمر فارتد شباباً. وفقط هو يعرف لماذا اختار مشاهد من أفلام تسبح في اتجاهات مختلفة. هنا «جوني غيتار» لنيكولاس راي (1954) حيث يطلب سترلينغ هايدن من جوان كروفورد أن تكذب عليه وتقول له إنها تحبه وأنها كانت ستنتحر لو لم يعد إليها.

صحيح أن المخرج يتناول من ترداد كروفورد قول ما يطلبه منها هايدن ويصل إلى نتيجة أن السينما وما تلاها يحب العيش في كذب دائم، لكن هذا التفسير الجدلي موجود هنا وغائب في أماكن كثيرة أخرى، بحيث إن الناتج هو عدم معرفة المشاهد كيف ولماذا اختار المخرج تلك المشاهد من أكثر من ثلاثين فيلما منها خمسة للمخرج المصري يوسف شاهين ومشهدين من فيلمين للوي بنوييل وبعض أفلامه هو. لكن المهمّة الفيلمية في إطار هذا الفيلم ناجحة. البعد الذي في بال غودار يصل بوضوح. هو مع السينما جمالاً ومضموناً واختياراته تثير الشجن والرغبة في مشاهدة كل فيلم على حدة من جديد.

- أوجه العنصرية

سبايك لي يأتي من زاوية مختلفة لكنها تلتقي جزئياً: «بلاكلاكسمان» (Blackkkklansman) كوميديا جيدة الصنع كتبها المخرج مع ديفيد روبنوفيتز عن كتاب لرون ستولوورث. حول التحري الأسود (جون ديفيد واشنطن) الذي يخترق مؤامرة لمنظمة كوكلس كلان العنصرية لقتل بعض قادة الحركة الأفرو - أميركية في الستينات. لكي يفعل ذلك يدّعي أنه شخص أبيض يود الانتماء إلى فرع المنظمة في بلدة في ولاية كولورادو. لإتمام المهمّة يطلب من زميله اليهودي فليب زيمرمان (آدم درايفر) الادعاء بأنه عنصري مسيحي متعصب. وهذا ما يفعله فليب مدعياً أنه رون ذاته. لكن بعض الأعضاء في المنظمة يحاولون تصديق هذا الادعاء ويفشلون فتبقى شكوكهم في مكانها إلى أن يتاح لبعضهم كشف الحقيقة.

ما يوجهه الفيلم من نقد منصب على أوجه العنصرية ضد السود - ولو حشراً - وضد اليهود. وهذا في مكانه بلا ريب، لكن الفيلم كان يحتاج لسبايك لي وحده ليصبح مؤلفه الفعلي وليعاود الإطلال على جمهوره بعمل حاد يشبه تلك الأعمال الأولى التي قام بها. نتيجة مشاركته الكتابة واضحة: كان يمكن نقد التعصب ضد السود واليهود معاً من دون الحاجة لشخصية يهودية لأن وجودها اقتنص من بطولة التحري الأسود في فيلم انطلق ليكون بيوغرافياً في الأساس، ولأن شكل الممثل آدم درايفر وصوته لا يمكن لهما أن يكونا لأصولي مسيحي أبيض. هذا ارتفاع في سقف التحديات لا يستطيع الفيلم الوصول إليه.

مزيد حول هذين الفيلمين لاحقاً لكن ما يتم تسجيله لهذا المهرجان هو أنه استحوذهما في دورة بدت ناشفة وجدباء إلى حين عرضهما متواليين.

الشرق الأوسط في

16.05.2018

 
 

50 عامًا على "أسبوعي المخرجين": اكتشافات تجديدية

كانّ ــ نديم جرجوره

50 عامًا على "نصف شهر المخرجين (أسبوعا المخرجين)". القسم، المُقام إلى جانب المسابقة الدولية الرسمية لمهرجان "كانّ" السينمائي، ناشىء بعد "ثورة الطلاب" الفرنسيين في "مايو/ أيار 1968". احتفال المهرجان بمرور نصف قرن على تلك الثورة يُواكب احتفال "جمعية المخرجين السينمائيين" بمرور نصف قرن أيضًا على إنشاء القسم. الحدثان مهمّان: ثورة الطلاب سببٌ في تغيير مفاهيم عيش وسلوك وتربية واشتغال في الفنون والآداب كافة، و"نصف شهر المخرجين" منبثق من حراكِ سينمائيين منشغلين بهموم الطلاب والعمّال في تصدّيهم لنظامٍ بالٍ في السياسة والاجتماع والاقتصاد والعيش.

القسم السينمائي معنيٌّ بهمّ جمالي وثقافي وفني يرتكز تجديده على ابتكار أشكالٍ مختلفة للقول البصري. دورته الأولى ـ المُقامة في الدورة الـ22 (8 ـ 23 مايو/ أيار 1969) لمهرجان "كانّ" ـ تأكيدٌ على حرية حقيقية في اختياراته المتحرّرة من قيود إيديولوجية وتقنية، وفي استجابته لرغبة في تحويل أيامه إلى مساحةٍ لتمثيل سينمات العالم من دون استثناء.

لتأسيس القسم حكاية تبدأ مع قرار طرد هنري لانغلوا من إدارة "السينماتيك الفرنسية" (فبراير/ شباط 1968)، فيطلب نقّادٌ ومخرجون فرنسيون من سينمائيي العالم "مناصرتهم" في مواجهة التعنّت الإداري، وما يصفونه بأنه "عمل لا أخلاقي". مخرجون عديدون يوافقون: تشارلي شابلن وروبيرتو روسّيليني وفريتز لانغ وآبل غانس وأورسون ويلز وستانلي كوبريك وغيرهم. تخضع الحكومة للضغوط. يستعيد لانغلوا منصبه بعد شهرين (أبريل/ نيسان 1968).

إنها البداية. التحرّك الطالبي والعمّالي في مايو/ أيار (68) كفيلٌ بقلب الموازين. يتوجّه سينمائيو "الموجة الجديدة"، وأبرزهم فرنسوا تروفو وجان ـ لوك غودار، إلى "كانّ"، لتحريض مشاركين فيها على الانسحاب. هذا حاصلٌ. هذا تفعيل للدور الحيوي لـ"جمعية المخرجين السينمائيين" في بلورة العلاقة القائمة بين السينما والاجتماع الفرنسيين. ينشأ برنامج "نصف شهر المخرجين، ويستمرّ: "لأنّ الدورة الأولى مُثيرة لحماسة كثيرين بفضل نجاحها، ينتفي كلُّ سببٍ للتوقّف عن تنظيم دورات سنوية"، يقول بيار ـ هنري دولو، مؤسّس البرنامج ومندوبه العام لـ30 عامًا (1969 ـ 1998). تمكّنُه من الاطّلاع على كيفية عمل مهرجان "كانّ" مفيدٌ للغاية: "التشدّد في الاختيار وصناعة "كاتالوغ" سمتان أساسيتان للدورة الثانية. برنامج "نصف شهر المخرجين" يُصبح جزءًا من عادات المهرجان في 3 أعوام فقط".

"جمعية المخرجين السينمائيين" راغبةٌ في زيادة عدد الأفلام الفرنسية في لائحة الاختيارات الخاصّة ببيار ـ هنري دولو، المُصرّ على ثباتٍ مرتكز على ما يلي: "لن يكون حضور السينما الفرنسية أكبر من أيّ تمثيل أجنبي"، وكي يتمّ اختيارها، يُفترض بالأفلام الفرنسية أن تكون جيّدة، تمامًا كما يُفترض بالأفلام الأجنبية أن تكون عليه. اختلاف وجهات النظر بين الطرفين سببٌ لإيجاد "آفاق السينما الفرنسية"، بإدارة جاك بواترونو.

نجاح القسم مُثير لغضب جيل جاكوب، المندوب العام لمهرجان "كانّ" بين عامي 1978 و2001: "عندما أختار فيلمًا مرفوضًا من قِبَله، يُطالب به"، يقول دولو. أما برونو إيشر ـ الصحافي السابق في يومية "ليبراسيون" وأسبوعية "تيليراما"، ومُبرمج "نصف شهر المخرجين" في أعوام 2015 و2017 و2018 ـ فيقول إن القسم "مُلهِمُ مهرجانات كبيرة". يؤكّد أنه مستمرٌ في اعتماد استقلالية كاملة في عملية الاختيار: "البرنامج "جزيرة حرية" في سبعينيات القرن الـ20، إزاء "الحسّ الأكاديمي" للمهرجان ومفهوم الاختيارات لديه"، يقول إيشر، مُضيفًا أن الدول، في تلك الفترة، "تختار الأفلام، مع ترتيبات ـ مشكوك فيها بشكلٍ أو بآخر ـ بين وزارات الشؤون الخارجية التي تمارس ضغوطًا، وأحيانًا تفرض عقوبات في حالة عدم رضاها". ينتهي برونو إيشر إلى التأكيد على أن القسم "سببٌ لتغيير قواعد اللعبة".

سينمائيون عديدون منطلقون في صناعة السينما من "نصف شهر المخرجين"، كأولئك الفائزين بجائزة "الكاميرا الذهبية" أو غير الفائزين بها. أحدهم مارتن سكورسيزي، الحاصل على جائزة "المدرِّب الذهبي" الممنوحة من القسم في الدورة الحالية، هو المنطلق منه عام 1974 مع "شوارع دنيئة"، علمًا أنه فائزٌ بـ"السعفة الذهبية" من المهرجان بعد عامين فقط عن "سائق التاكسي". الفائزون بـ"السعفة الذهبية" كُثر: الأخوان الإيطاليان باولو وفيتّوريو تافياني عن "بادري بادرونا" (1977)، بعد 5 أعوام على بدايتهما في القسم مع "للقديس ميشال دجاجة"، هما المشاركان فيه أيضًا عام 1975 بـ"ألّوسانفان". الأخوان البلجيكيان الحاصلان على "السعفة الذهبية" مرّتين، عن "روزيتا" (1999) و"الولد" (2005)، لهما بداية تعود إلى عام 1996 مع "الوعد". وقبل 20 عامًا على حصوله على أول "سعفة ذهبية" عن "الشريط الأبيض" (2009)، علمًا أن الثانية عن "حبّ" (2012)، يُشارك النمساوي ميشائيل هانيكي في "نصف شهر المخرجين" 3 مرات: "القارة الـ7" (1989) و"فيديو بيني" (1989) و"71 شظيّة من التسلسل الزمني للصدفة" (1994).

####

لارس فون ترير في "كانّ"... "عنف ودموية بحق النساء"

ناصر السهلي

شكّل عرض فيلم The House That Jack Built "المنزل الذي شيده جاك" لمخرجه الدنماركي المثير للجدل، لارس فون ترير، انتكاسةً أخرى، بعد سنوات من اعتبار الرجل "شخصاً غير مرغوب فيه" في "مهرجان كانّ السينمائي"، وذلك لتصريحه المؤيد للزعيم النازي أدولف هتلر، والذي تراجع عنه لاحقاً. 

فسّر البعض خروج بين 100 إلى 200 شخص، فجر الثلاثاء، من قاعة العرض الأولى، من الفيلم الذي يتناول قصة السفاح، القاتل المتسلسل، الأميركي جاك (تمثيل مات ديلون) الذي كان يعشق عمله كمهندس معماري في سبعينيات القرن الماضي، بمثابة انتكاسة مبكرة. فمع كثير من التسليط الإعلامي، تسببت مغادرة وتعليقات البعض السلبية، حرجاً كبير لهذا المخرج الستيني.

وتعرّض العمل الفني لانتقادات عنيفة بسبب "العنف والدموية والنظرة السلبية للمرأة"، على ما كشفت وكالة أنباء الدنمارك "ريتزاو"، وهي تنقل انفعالات الخارجين من قاعة العرض. 

قصة القاتل المتسلسل جاك، عرضها فون ترير من خلال خمسة أحداث وأعمال لهذا القاتل، والذي كان يعتبر جرائمه "إنجازاً فنياً". وكان أكثر مشهدٍ قد أزعج الجمهور، هو ذلك المشهد الذي يقوم به بطل الفيلم بقطع ثديي الضحية "سيمبل" التي لعبت دورها الأميركية ريلي كيو.

ليس فقط الجمهور من اعتبر الفيلم "مجرد مشاهد عنف". بل ربطها آخرون بحملة "أنا أيضاً" المناهضة للتحرش الجنسي ضد المرأة التي تهيمن على مشهد الفنون. 

إذ اعتبر بعض النقاد فيلم فون ترير الأخير "تعدياً آخر على النسوية، بإظهار كل العنف الممارس بحقها على يد السفاح". نقاد آخرون وصفوه بأنه "بلا روح... ممل وعنيف"، فيما آخرون وصفوه بفيلم "مواد إباحية التعذيب لسفّاح مضطرب نفسيّاً".

دموية المشاهد في "المنزل الذي شيده جاك"، وتقطيع أوصال الضحايا، خصوصا النساء، والشر الذي عرض في نسخة  "كانّ" الـ71، أراد منه المخرج، بعد غياب 7 سنوات عن المهرجان، وفقا لما قال لصحافة بلده، "متابعة 12 سنة من قصص القتل المتسلسل، وليس فقط بحق النساء، فالضحايا من الجنسين".

آخرون رأوا أنه من المبكر الحكم بفشل الفيلم. فوفقاً لما قاله الممثل الرئيس لدور جاك، مات ديلون، للتلفزيون الدنماركي أن "فون ترير اختار نهجاً آخر لعرض مغامرة فنية، تسمح بأخطاء، لتقديم قاتل مختل عقليّاً أي "سايكوباتي"، تعطي مجالاً للجمهور لأن تجعله الصدمة يتأمل في موضوع الشر". المخرج بنفسه، وهو المثير دائما بآرائه يعقب قائلاً "ليس جاك هو المختل، بل أنا المختل عقلياً".

المتعصبون، من جمهور المخرج، لم تعجبهم آراء النقاد، إذ ذهب بعضهم للتساؤل "كيف يمكن اتهام الفيلم بالعنف، وأنه يحط من قيمة النساء، فيما الحقيقة تقول إن ما ارتكبه جاك، هو بالضبط ما حاول فون ترير نقله بقالب فني؟".

لم يخفف عن فون ترير ذهاب الناقد في صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، باز بامبيغبوي، للقول "لقد كنت في الجحيم لساعتين ونصف الساعة". ورغم ذلك، من بقي حاضرا، من غير المغادرين المائتين كأقصى حد، لم يأثروا على بقاء المئات من الحاضرين "فقد صفق الجمهور بحماسة لست دقائق متواصلة عند انتهاء الفيلم"، على ما تنقل صحف دنماركية حاضرة في القاعة. 

وذكر المخرج الدنماركي، الذي حضر الافتتاح، أولا كريستيان مادسن، أن "التصفيق ليس بالضرورة لأن الفيلم سيفوز بالسعفة الذهبية، بل هو تصفيق وترحيب بإبداعات فون ترير سابقاً".

علاقة المخرج الدنماركي لارس فون ترير مع "كانّ" ليست حديثة في مجال إثارته للغط والجدل. فقد أثيرت إشكالية نقدية حول طريقة دخوله إلى المهرجان في عام 1984 مع فيلم "فوبرودلسنس اليمنت" (عنصر المجرم)، ورغم ذلك فاز بجائزة تقنية. 

وفي 1991 فاز الرجل بجائزة التحكيم عن فيلمه "أوروبا". وأثار أيضاً جدلاً حين قال في كلمة الشكر، إن رئيس لجنة التحكيم، رومان بولانسكي "مجرد قزم". وفي 2003 بفيلم "دوغفيل"، وفي 2009 أثار فيلمه "المسيح الدجال" موجة من الانتقادات في "كانّ". 

####

غودار و"كانّ": تاريخ من الصدام والتجاهل

محمد جابر

في 17 مايو/ أيار 1968، صعد جان ـ لوك غودار، برفقة كلود لولوش، على خشبة المسرح بعد أحد عروض الدورة الـ21 لمهرجان "كانّ"، مُطالبًا بإنهاء هذه الدورة فورًا (10 ـ 24 مايو/ أيار)، تضامنًا مع العمّال والطلّاب المحتجّين في أنحاء فرنسا، خلال "مايو/ أيار 68" الشهير، وصارخًا في الجميع قائلاً: "أتوجّه إليكم من أجل التضامن مع الطلاب والعمّال، وأنتم تردّون عليّ بكلامٍ عن الـ(ترافلينغ) و(اللقطات الكبيرة). أنتم حمقى". بعد يومين (19 مايو/ أيار)، أعلن المندوب العام للمهرجان حينها روبير فافر لو بْري، توقّف الدورة نفسها (8 من أصل27 فيلمًا مُشاركًا في المسابقة الرسمية تمّ عرضها فقط). 

بعد تلك اللحظة بـ50 عامًا، اختير الملصق الرسمي للدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/ أيار 2018) للمهرجان من "بيارو المجنون" (1965) لغودار، واختير "كتاب الصورة"، جديده السينمائي، للمُشاركة في المسابقة الرسمية، ولمنافسة 20 فيلمًا آخر على "السعفة الذهبية". 
لكن، بين اللقطتين الأولى والأخيرة، هناك تاريخ طويل من الصدام والمواءمة والتقدير بين المخرج الفرنسي السويسري والمهرجان السينمائي الأشهر في العالم. بل إن الصراع بين الطرفين عائدٌ إلى ما قبل مايو/ أيار 68، وتحديدًا مع بداية "الموجة الفرنسية الجديدة"، التي غيّرت السينما وجدّدتها، والتي كان غريبًا جدًا ألا تنال التقدير نفسه في مهرجان "كانّ" الدولي. فباستثناء حصول فرنسوا تروفو على جائزة أفضل إخراج عن "400 ضربة" عام 1959، تجاهل المهرجان بشكل شبه كامل روّاد الموجة الجديدة جميعهم: آلان ريينه وكلود شابرول وإيريك رومير وغيرهم، وغودار نفسه طبعًا، الذي كان يجرّب ويبتكر ويصنع أفلامًا مهمّة ومختلفة خلال الستينيات الفائتة، وتنال أفلامه جوائز وتكريمات متتالية من مهرجانات أخرى، كـ"مهرجان برلين السينمائي (برليناله)"، الذي منحه "الدبّ الفضي كأفضل مخرج" عن
A Bout De Souffle عام 1960، و"الدبّ الفضي الاستثنائي" عن Une Femme Est Une Femme عام 1961، و"الدبّ الذهبي" عن "ألفافيل، مغامرة غريبة لِلَمي كوسيون" عام 1965. و"مهرجان البندقية السينمائي الدولي (لا موسترا)" منحه جائزتي لجنة التحكيم الخاصّة و"بازينتّي" عن Vivre Sa Vie عام 1962، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن "الصينية" عام 1967. 

في المقابل، لم يختر مهرجان "كانّ" أي فيلم من أفلام جان ـ لوك غودار خلال تلك الأعوام الذهبية في مسيرته، قبل أن يبلغ الصدام الحادّ بينهما ذروته في مايو/ أيار 1968، مع تأييد المخرج الكبير لتلك "الثورة"، منذ انطلاقتها حتى نهايتها، علمًا أن غودار اعتبر المهرجان ـ في حال عدم انحيازه إلى الطلبة والعمّال ـ "أحد أدوات النظام الديكتاتوري". 
طوال السبعينيات الفائتة، لم يعرض مهرجان "كانّ" أي فيلم لغودار في أي دورة من دوراته، مع أن السينمائي بدأ يزداد تأثيرًا وقيمة، وينال تقديرًا كبيرًا في العالم بسبب "الموجة الجديدة" وفعلها الثوري. أما ثمانينيات القرن الـ20 فشهدت خفوتًا في الحضور الدولي لغودار وفي تأثيراته المختلفة، وانغماسًا له في قضايا سياسية وفكرية أكثر من رغبته في صنع أفلام بطريقة "قديمة ومحافظة، تلهي الناس عن قضاياهم المهمة"، بحسب تعبيره. رغم ذلك، بدأ مهرجان "كانّ" يتعامل مع أفلامه باحتفاء بالغ، فعرض له 8 أفلامٍ في المسابقة الرسمية بين عامي 1980 ـ مع
Sauve Qui Peut (La Vie) ـ و2014، الذي شهد فوزه بجائزة لجنة التحكيم الخاصّة، عن "وداعًا للّغة"، مناصفةً مع كزافييه دولان عن Mommy

في الدورة الحالية، التي يحمل ملصقها الرسمي لقطة للثنائي آنا كارينا وجان ـ بول بلموندو (ثنائي "بيارو المجنون")، يُشارك جان ـ لوك غودار بفيلمه الجديد "كتاب الصورة" في المسابقة الرسمية. كأنه اعتذار مبطن عن الصدام الذي حدث قبل 50 عامًا، و"اعترافًا" متجدّدًا بأحد أهم مخرجي السينما في تاريخها.

####

نجوم "كانّ" ينددون بمجزرة غزة

(العربي الجديد)

سارع عدد من النجوم العالميين والفلسطينيين في "مهرجان كانّ السينمائي" إلى رفع أصواتهم ولفت نظر الرأي العام العالمي إلى المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، جاعلين من السينما منصة للاحتجاج ضد الظلم.

وبادرت الفنانة الفرنسية اللبنانية، منال عيسى، إلى هذه الخطوة، فرفعت لافتة كُتب عليها بالإنكليزية "أوقفوا الاعتداء على غزة"، خلال ظهورها على السجادة الحمراء، ليل أمس الثلاثاء، إلى جانب المخرجة السورية غايا جيجي والمخرج إيتين كالوس.

وانضم الممثل الهوليوودي، بينيشيو ديل تورو، إلى الفلسطينيين في "مهرجان كانّ السينمائي"، حيث وقفوا دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء الفلسطينيين، إضافة إلى الممثلة الفرنسية فيرجين ليدويين، والمخرج البريطاني كين لوتش.

وشكّل عشرات الأشخاص دائرة ورفعوا أيديهم عالياً خارج الجناح الفلسطيني، في مدينة كانّ جنوبي فرنسا، علماً أنه العام الأول الذي يحظى فيه الفلسطينيون بجناح خاص في المهرجان.

وانضم إلى الوقفة نفسها الفنان الفلسطيني محمد بكري، والمخرجة الفلسطينية أنيماري جاسر، والمخرج الفلسطيني رائد أنضوني.

وقالت المخرجة والمنتجة الفلسطينية مي عودة: "إنه جنون فعلاً أن نكون هنا نتحدث عن خططنا للمستقبل مع الأفلام ومع صنّاع الأفلام في حين يعاني أولادنا وأسرنا من الاعتداء الإسرائيلي عليهم".

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد ارتكب مجزرةً في غزة، يوم الإثنين الماضي، أدت إلى استشهاد 61 فلسطينياً وإصابة نحو 2771 آخرين بجراح مختلفة بالرصاص والقنابل السامة والمسيلة للدموع التي أطلقها عليهم جنود الاحتلال، خلال مشاركتهم في "مليونية العودة"، التي تزامنت مع ذكرى النكبة الفلسطينية، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.

العربي الجديد اللندنية في

16.05.2018

 
 

الكروازيت تتذكّر يوسف شاهين... وتصفّق لمحمد بن عطية

رسالة كان -  عثمان تزغارت

كانفي ذكرى مرور عشر سنوات على رحيله، احتفى «مهرجان كان» بالسينمائي العربي الكبير يوسف شاهين، من خلال احتفال تكريمي، تلاه عرض في الهواء الطلق، على شاطئ الكروازيت، لنسخة مرمّمة رقمياً (وفق تقنية 4K) من رائعته «المصير». هذا التكريم جاء بعد 21 سنة من عرض «المصير» في المسابقة الرسمية، عام 1997، وحصول المعلم الإسكندراني، آنذاك، على «سعفة الذكرى الخمسينية لمهرجان كان» عن مجمل أعماله

خلافا لما كتبناه في مقالة سابقة (الأخبار 11/5/2018) لم يكن «المصير» آخر فيلم مصري دخل سباق «السعفة الذهبية»، إذ سبق لأحد متخرجي المدرسة الشاهينية، يسري نصر الله، أن دخل المسابقة الرسمية، عام 2012، بفيلمه «بعد الموقعة». لكن تلك المشاركة، التي اندرجت وقتئذ في سياق الاحتفاء بالثورة المصرية، جاءت مخيبة، بحيث لم تستطع أن تمحو اللحظات السحرية التي وقف فيها جمهور الكروازيت للتصفيق طويلاً لرائعة «المصير»، ما جعل منها المحطة العربية الفارقة والأكثر رسوخاً في ذاكرة «كان»، منذ «السعفة» العربية اليتيمة للجزائري محمد لخضر حامينا (وقائع سنوات الجمر – 1975)

من خلال هذا التكريم، الذي حضره عدد بارز من السينمائيين والنقاد، في مقدمهم حاملة لواء الإرث الشاهيني، المنتجة ماريان خوري، وبطلة «المصير»، النجمة ليلى علوي، استعادت الكروازيت ذكرى صاحب «إسكندرية ليه» الذي حط الرحال في «كان»، للمرة الأولى، عام 1951، بعمله الثاني «ابن النيل». ثم توالت وتعددت مشاركاته، من خلال عشرة أفلام عُرضت في مختلف فعاليات المهرجان، آخرها «إسكندرية - نيويورك»، الذي قُدم في افتتاح تظاهرة «نظرة ما»، عام 2004. يضاف الى ذلك العدد القياسي من المشاركات، التي جعلت يوسف شاهين السينمائي العالمثالثي الأكثر حضوراً في «كان»، إطلالته الأخيرة، عام 2007، من خلال الفيلم الجماعي «لكل واحد سينماه»، الذي أُنجز خصيصاً للذكرى الستين لمهرجان «كان»، بمشاركة 35 مخرجاً من مختلف الجنسيات.

هذا الحضور الشاهيني واكب عودة قوية للسينما العربية، هذه السنة، الى واجهة الكروازيت. بعد الفيلم المصري «يوم الدين» للمخرج أبو بكر شوقي، الذي شكل الى جانب الفيلم الروسي «صيف»، للمخرج كيريل سيريبرينيكوف، المفاجأة الأبرز في أفلام الأسبوع الأول ضمن سباق «السعفة الذهبية»، تألقت السينما العربية مجدداً في تظاهرة «أسبوعي المخرجين» التي احتلت السينما التونسية موقع الصدارة منها. بعد برنامج «محترف الأفلام»، الذي خُصّص لموطن بورقيبة، وقدّم أربعة أفلام قصيرة لمخرجين/ات ناشئين/ات (مريم فرجاني، أنيسة داود، إسماعيل، رفيق عمراني)، حمل برنامج الأفلام الروائية الطويلة مفاجأة سارة تمثلت في فيلم «ولدي» لمحمد بن عطية.
المخرج التونسي الأربعيني (مواليد 1976) بدأ مشواره السينمائي متأخراً. عام 2013، اكتشفه التوأم البلجيكي، الأخوان داردين، من خلال عمله القصير «سلمى»، فقاما بتمويل إنتاج باكورته الروائية «نحبك هادي» (جائزة الفيلم الأول في مهرجان برلين ــ 2016). وها هو يعود ليضرب بقوة، من خلال «ولدي» الذي يسلط الضوء على تيمة حارقة مرتبطة بالخراب الروحي الذي أفرزته ثورات «الربيع العربي»، حتى في تونس التي تعد ثورتها الأكثر نضجاً ووفاء لقيم التحرّر والكرامة التي فجرت حراك «14 جانفي» 2011. تيمة تناولها الفيلم، في قالب مؤثر وحميم، من خلال فاجعة والدين اختفى ابنهما الوحيد «سامي»، بشكل مفاجئ، من بيت العائلة في تونس العاصمة، ليكتشفا أنه سافر إلى سوريا للانضمام إلى صفوف «داعش
».

من خلال فجيعة العائلة بهذا الاختفاء، ورحلة الأب الطويلة من تونس الى تركيا، بحثاً عن ابنه، رصد الفيلم بكثير من صفاء الرؤية إخفاقات جيل تونسي تربى على قيم الحداثة والليبرالية، ولم ينتبه إلى الشرخ المتزايد بينه وبين جيل الأبناء، الذين تم الزجّ بهم في براثن التطرّف بسبب إخفاقات الدولة الوطنية واستكانة النخب الحداثية للديكتاتورية الليبرالية الناعمة.

####

منال عيسى وديل تورو: اوقفوا المجازر الاسرائيلية

إزاء الصمت الدولي والعربي والتعتيم الإعلامي على المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وقد راح ضحيتها أكثر من 60 شهيداً وآلاف الجرحى، استطاعت الممثلة اللبنانية - الفرنسية منال عيسى، جذب الأنظار إليها. بطلة فيلم «باريسية» (2015 ـــ إخراج دانيال عربيد) التي تشارك في «مهرجان كان السينمائي الدولي» (8-19 أيار/ مايو) بفيلم Solo (ضمن سلسلة «حرب النجوم»)، وقفت أمس، على السجادة الحمراء، الى جانب المخرجة السورية غايا جيجي، والمخرج اليوناني إتيان كالوس، ورفعت لافتة كتب عليها: Stop The Attack On Gaza (أوقفوا الاعتداء على غزة). خطوة الممثلة اللبنانية، التي اختارت إيصال رسالة سياسية إنسانية، عبر بوابة أكبر مهرجان سينمائي دولي، تلاقت مع ما قام به الممثل الهوليوودي بينيسيو ديل تورو، الذي لم يتردد في الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء غزة، ضمن تجمع لعشرات الأشخاصالفلسطينيين، على شاكلة دائرة، قاموا برفع اياديهم عالياً خارج الجناح الفلسطيني، الذي خصص للمرة الأولى للسينما الفلسطينية في «كان».

الحركة التضامنية، مع فلسطين وشهدائها، في «مهرجان كان»، من قبل فلسطينيين ولبنانيين، وأجانب، استطاعت جذب أنظار الصحافة العالمية، وإيصال رسالتها بقوة، في وقت تتحضر فيه المغنية الكولومبية اللبنانية الأصل شاكيرا للغناء في تل أبيب في تموز (يوليو) القادم، وتمرّ بعدها على الأراضي اللبنانية، لتحيي حفلاً ضمن «مهرجانات الأرز الدولية» وسط إرتفاع أصوات لبنانية كثيرة على رأسها «حملة مقاطعة إسرائيل» التي طالبتها بإلغاء حفلتها في الكيان الصهيوني.

الأخبار اللبنانية في

16.05.2018

 
 

أنت قبل الفيلم لست أنت بعده «جودار» تنتظره جائزة «كيت بلانشيت»

طارق الشناوي

من المهم فى التعاطى مع الإبداع، وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون، ألا تتقن تماما تفاصيل اللعبة، بل تكتشفها وأنت داخل الملعب، هكذا من الممكن أن أرى أفلام أيقونة السينما الفرنسية الذى صار أيقونة عالمية جان لوك جودار، أنه لا يكتشف عالما خارجيا يطرحه على الشاشة بقدر ما يغوص هو فى أعماقه ليقدم لنا نفسه، لتكتشف أن بها جزءا كبيرا من نفسك.

أغلب المبدعين يبدأون التجربة وهم ممسكون بكل تفاصيلها، وهكذا تخفت بنسبة ما روح المغامرة وومضة الاكتشاف، بينما جودار هو سيد المجربين وزعيم المغامرين فى دُنيا (الفن السابع)، وهذا هو ما منحه صفة المخرج الاستثنائى.

قبل أربع دورات فى مهرجان (كان) شاهدنا فيلمه (وداعا للغة) مصورا بتقنية الأبعاد الثلاثية، رغم أن قسطا وافرا من كبار المخرجين كانوا ولايزالون متحفظين فى التعامل مع هذه التقنية، كما أن فيلمه أيضا لم يكن فى واقع الأمر بحاجة إلى الأبعاد الثلاثية لو كان الفيصل فى استخدامها هو ما يمنحه الشريط من إبهار وكأنك جزء من الشاشة، جودار لم يكن فى واقع الأمر يريد ذلك، بل كان حريصا أن تظل «كمتلقى» قادرا على أن تفصل بينك وبين الشاشة، إلا أن حالة الفيلم القائمة على تلك العلاقة الثلاثية الرجل العازب والمرأة المتزوجة والكلب المحتار بين فصول السنة وتختلط الأوراق مع اقتراب مشهد النهاية، بكاء الطفل ونواح كلب وصفقات مالية، المخرج يترك الكرة فى ملعب الجمهور، فهو يقدم له حالة خاصة، ولهذا يظل حاضرا بقوة فى المونتاج حتى يحقق لفيلمه البناء والمزاج الواحد.

بات من الطبيعى أن يشارك فى المهرجانات وأن يحصل على جائزة والأقرب فى هذه الحالة أن نقول إن المهرجان هو الذى يحصل على الجائزة وليس جودار، منحته المخرجة جين كامبيون، عام 2014، رئيسة اللجنة (جائزة التحكيم الخاصة)، وكامبيون التى حصدت جائزة الأوسكار عن فيلمها (خزانة الآلام) وقبلها (السعفة الذهبية) عن (عازف البيانو)، معروف عنها أنها ترفض أى انحياز حتى ولو كان للمرأة، فهى تنظر فقط للفن فكانت جائزة مستحقة، وأتصور أن كيت بلانشيت، رئيسة لجنة التحكيم هذا العام، والحاصلة أيضا على (الأوسكار)، ستكررها مساء السبت القادم، وتمنحه جائزة لن تخرج على الإخراج أو جائزة لجنة التحكيم.

يكفى أنه لايزال يبحث عن أبجدية جديدة لسينماه التى لم يتوقف عنها منذ نهاية خمسينيات القرن الماضى مع (الموجة الجديدة)، والتى كان هو أحد روادها الأوائل فى فرنسا، والتى انعكست بشكل أو بآخر على ملامح السينما فى العالم كله. بعد انتهاء عرض فيلمه الجديد (صورة الكتاب)، ورغم عدم حضوره إلا أن الناس صفقت أكثر من خمس دقائق أتصورها خالصة تماما للشريط السينمائى، ولا تحمل فى طياتها تعاطفا مع مخرج له تاريخ ولايزال فى الميدان.

الفيلم يلتقط مئات من اللقطات المتتابعة التى تروى تاريخنا المعاصر، كما أنه صور بعض لقطات بكاميرا المحمول، من خلال ما رصدته السينما عبر الزمان، فهو من السينما وإلى السينما يعود، وهكذا ستجد إشارة واضحة للهولوكوست وكيف أن النازى كان يعذب اليهود فى مقايضة للحياة، وتجد إشارة لفلسطين، أيضا الإرهاب والتطرف الذى يرفع شعار (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، مصر حاضرة فى أفلام يوسف شاهين الشهيرة (باب الحديد) و(جميلة) وآخرها (هى فوضى) الذى شاركه فى إخراجه خالد يوسف، وبه لقطة لأمين الشرطة حاتم، أم كلثوم مسيطرة بموسيقى (إنت عمرى) وأيضا بجزء من (أمل حياتى) حتى لو كان جودار قد استعان بصوت لمطربة أخرى إلا أن المعنى العميق هو حضور واضح أم كلثوم، والذى يعنى فى ذاكرة العالم الجماعية حضورا عربيا.

السينما لا تفسر بالحكاية، وهذا هو سرها وسحرها رغم أن العديد من أفلام المهرجان المنتقاة بعناية لاتزال تقف على شاطئ الحكاية، بينما ومنذ زمن بعيد هناك من يتجاوز الدراما ويبحث عن تصدير الحالة، وهؤلاء فى العادة يؤصلون لأبجدية جديدة للسرد السينمائى، يقف كعنوان مضىء لهؤلاء جودار رغم أنه يفصله عن شاطئ التسعين عامان فقط.

ستجد أن السؤال الذى يلاحقك بعد اللقطة الأخيرة ما الذى يقوله الفيلم وما الذى تطرحه الشاشة، بينما مع جودار يجب أن توقن بأن السينما ليست ما الذى تقوله الشاشة، بل ما الذى تقوله أنت بعد أن شاهدت الفيلم؟ أنت قبل جودار لست أنت أبدا بعد جودار!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

المصري اليوم في

16.05.2018

 
 

كانّ ٧١ - "البيت الذي بناه جاك" للارس فون ترير: رائعة الفنان الملعون والروح المعذّبة

كانّ - هوفيك حبشيان

المصدر: "النهار"

رداً على سؤال "ما التغيير الحاصل في عالم السينما منذ سبع سنوات؟"، يمكن قول الآتي: فيلم من توقيع لارس فون ترير - وهو أفظع شيء مصوّر شاهدته حتى الآن -، بات يُعرض خارج مسابقة كانّ وليس داخلها!

فبعد دعوته مجدداً إلى كانّ لعرض "البيت الذي بناه جاك"، واضح ان القائمين على المهرجان أوجدوا حلاً وسطاً. لقد غفروا له مزحته التي كلّفته استبعاده من المهرجان لبعض الوقت، لكنهم وضعوه في الهامش. الا ان "قمعاً" كهذا لا بد ان يأتي بنتائج عكسية، ففيلم فون ترير بات على كلّ لسان منذ لحظة صعود جنريك النهاية مساء الإثنين. وهذا حق، وخصوصاً بالنظر إلى ان بعض أفلام المسابقة ("فتيات الشمس" على سبيل المثل)، لا شيء أمام هذا الفيلم وجنونه وعبقرية خاتمته.

نحن أمام ضربة معلّم جديدة من المخرج الدانماركي، المستفز على الدوام، هذا الذي كان يوهمنا مع كلّ جديد له بأن سينماه وصلت إلى حدودها القصوى، ولكن كما يظهر بوضوح، لا فضاء يمكن ان نحصر فيه جنونه الخارج عن أي حساب. في الأخير، "البيت الذي بناه جاك" ضمن للمهرجان لحظة الذروة التي يبحث عنها في كلّ دورة، تلك الذروة التي تنسينا كلّ ما جاء قبلها، فوحدها الفضيحة المبرمجة تصمد في البال.

نحو من ستين جريمة في سجلّ جاك (مات ديلن في أداء بديع)، يوثّق منها الفيلم لحماً ودمّاً خمساً موزعة على فصول ويتم تقديمها باعتبارها أعمالاً فنية. جرائم مجانية مروعة، سادية، تختلف فيها أساليب القتل المقززة. جاك يهوى قتل النساء، مع ان لديه ضحايا رجال كذلك وبعض الأطفال. جاك مثقّف، مكابر، مطّلع على التاريخ ومنظّر للفنّ. لا نعرف الكثير عن ماضيه، لقطة واحدة تمدّنا ببعض المعطيات عن أصول الشر عنده.

في العودة إلى موضوع مجانيّة جرائمه، دعوني أصحح شيئاً كتبته هنا: جرائم جاك ربما ليست مجانيّة تماماً، فهي تغذّي مخيلته وحاجته إلى التحقق، يرسم عبرها لوحة فنية. المجرم جاك ليس مجرماً فحسب، هو فنان يترك بصماته على أجساد ضحاياه التي تُستخدم لبناء تحفة فنية داخل براد. الموضوع لا شكّ سقيم، أيقظ الشياطين والوحوش النائمة داخل فون ترير، وربما داخل البعض منّا، الأكثر هشاشة، لكن هذه الوحوش لا تشبه أياً من التي نعرفها.

"البيت الذي بناه جاك"، عمل "خطير" يحرر مشاعر مكبوتة، يقرّب المسافة بين النزعات، يحكي عن الصراع الأبدي بين الحاجة إلى الخلق والرغبة في القتل. لم يسبق ان رأيتُ فيلماً يقترب فيه القتل إلى عملية الخلق بهذا القدر، وبهذه الدرجة من الاحتكاك، لينتهي كلّ شيء بخطاب إنقلابي عن الخير والشر ولكن على نقيض أفلام الـ"سوبرهيروز"… هذا كله يجري في مكان وزمان غير محددين تماماً، فخطاب الفيلم خارجهما.

بصرياً، الكادرات الخاضعة لهزات طفيفة ومحددة، بالإضافة إلى اللمحات المونتاجية، تؤكدان ان فون ترير لم يخرج كلياً من دوغما ٩٥. هذا بالنسبة إلى الصورة. أما الصوت فشيء آخر. دردشة طويلة بين جاك ومحاور لن نكشتف هويته الا في الأخير (برونو غانز) يتحدثان فيها عن كلّ شيء وأي شيء، من وليم بلاك إلى ما لا يمكن ان يخطر على بال أحد. الشريط الصوتي يغدو مختبراً للأفكار والنظريات الراديكالية بين الطرفين. لا مبالغة في القول ان فون ترير يقدّم هنا الفيلم المنتظر الذي تأخر كثيراً. أكاد أسمعه يقول ان الفنان الكبير هو ذاك الذي يبني ليخرّب. لا وجود للفنّ خارج إطار الرغبة في التدمير الذاتي. يجازف فون ترير في كلّ المجالات الحيوية التي صنعت فيلمه هذا، كأنه يسدد حسابه مع المناخ السياسي الحالي الذي حدد المعايير الأخلاقية التي ينبغي للفنّان الصالح ان يلتزمها. فون ترير لا يلقننا درساً، ولا ينحاز إلى أي جردة حساب أخلاقية.

عنصر ثالث يتدخّل في الفيلم ليهز كيانه: صور من خارج السيرورة الدرامية. انه الواقع العاري بكلّ فجاجته يفرض نفسهفجأة. لا يخشى فون ترير السخرية عندما يستخدم مقاطع من أفلامه ليأتي بها كنوع من دليل على خطابه. هندسة، سياسة، مراحل تخمر العنب لتحويلها نبيذاً، هولوكوست، غلين غولد وهو يعزف على البيانو… كلّ هذا يمر على الشاشة بإيقاع جهنمي ليرمينا في حضن أفظع جرائم القرن العشرين.

"البيت الذي بناه جاك"، حيناً ثريللر وحيناً كوميديا سوداء. تحسب لفون ترير هذه المجازفة في جعل جاك، نوعاً ما، الناطق باسم الفنّان الذي يجسده. وليس أي فنّان، بل الفنّان الملعون الذي لا يفهمه أحد والذي يشعر بالمظلومية.

خطاب فون ترير حمّال أوجه، وخصوصاً انه يتركه مفتوحاً على "خاتمة" ينسف فيها كلّ شيء. أكثر من ناقد سيضع الفيلم على المشرحة محاولاً اسقاط أخلاقياته عليه، وهذا ما يسعى اليه فون ترير، لكنه هذه المرة مستعد لذلك. فهو يتغذى من سوء الفهم هذا، الذي تولده أعماله.

أعظم شيء فيه هو انه كتابٌ مفتوحٌ. ورشة عمل لا تنتهي. فيلمه أبلغ ردّ على كلّ المحاولات لترويض الفنّ وتأطيره وجعله مفيداً وهادفاً وجميلاً. هذه سينما لا يصنعها سوى شخص ذي روح معذّبة، يختار مواجهة العالم بدل المصالحة معه والخضوع له.

####

كانّ ٧١ - لي تشانغ دونغ من وزير ثقافة إلى مخرج

كانّ - هوفيك حبشيان

المصدر: "النهار"

بدأ المخرج الكوري الجنوبي لي تشانغ دونغ حياته المهنية كاتباً، ثم انتقل إلى السينما. حدث ذلك ببساطة، بعدما بدأ يشعر، مرة بعد مرة، بمحدودية الكتابة. الأغرب من هذا انه تبوأ منصب وزير الثقافة والسياحة في الحكومة الكورية بين ٢٠٠٣ و٢٠٠٤، لكن عالم السياسة ضاق بأحلامه وطموحاته. أفلامه عُرضت في المهرجانات الدولية ولفّت العالم، وهو يتسلق هذا المساء سلالم كانّ الحمراء لتقديم فيلمه "احتراق" الذي يتسابق على "السعفة الذهب" ضمن الدورة الحادية والسبعين (٨ - ١٩ الجاري).

خمسة أفلام فرضته خلاّقاً أصيلاً على خريطة السينما الكورية الجديدة، فتم اعتباره، مع هونغ سانغ سو وبارك تشان ووك، واحداً من آمالها، علماً انه كان قد دخل الفنّ السابع كاتباً للسيناريو ومساعداً لبارك كوانغ سو (أحد مؤسسي الموجة الجديدة الكورية) على "الجزيرة المرصّعة بالنجوم" عام ١٩٩٣، بعدما باشر حياته المهنية مؤلفاً ونشر كتباً عدة في ثمانينات القرن الفائت، لعل أهمها "أوراق محترقة" عام ١٩٨٧، وظلّ على طول الخط متمّسكاً بالتزامه: اشعال فتيل الجدال في كل قضيّة يتناولها.

لقراءة هذا الخبر، إشترك في النهار Premium بـ1$ فقط في الشهر الأول

النهار اللبنانية في

16.05.2018

 
 

مخرجات العرب يتفوّقن على مخرجيهم في «كان»

كان (جنوب فرنسا) - إبراهيم العريس

«خمسون/خمسون، عشرون/عشرون» هو الشعار الذي اختار دعاة المساواة بين الجنسين في مهرجان «كان» السينمائي، وضْعَه في مقدمة بيان أصدروه في هذا المعنى وبدأوا يجمعون التواقيع عليه. ينطلق البيان، كما يمكننا أن نفهم، من حكاية التحرش الجنسي التي لا تزال تقيم الدنيا ولا تقعدها منذ قرابة العام وتطيح رؤوساً سينمائية كبيرة، لتصل إلى ما يعتبره البيان الظلم المحيق بالمرأة أدواراً وحضوراً وإمكانية تحقيق أفلام في المناخ الراهن للسينما العالمية.

منذ أيام المهرجان الأولى، إذاً، يعلو الصراخ وتطالب المرأة السينمائية بحقها. فماذا عن المرأة السينمائية العربية؟ إذا حكمنا على الأمور من خلال الأفلام العربية الخمسة المعروضة في تظاهراتٍ «كانيّة» متنوعة هذا العام، قد نجد أن السينما العربية حققت ما ينادي به البيان... وأكثر: ثلاثة أفلام من بين الخمسة من إخراج نساء! بيد أن الأمر لا يقتصر على هذا الواقع الذي قد يكون منطقياً أن نشير إلى أنه خادع، ولا يعكس حقيقة ما يحدث في عالم السينما العربية في شكل عام. ومع هذا، يمكننا أن نبقي حديثنا في مدار دورة هذا العام وأخبارها، حيث يمكن أن نعلن شيئاً من الرضى الذاتي في ما يخص حصة السينمائيات العربيات.

ولنبدأ من جوائز النقاد للأفلام العربية التي أُعلنت في «كان»: أربع من الجوائز الخمس فازت بها أفلام من إنجاز سينمائيتيْن عربيتيْن، ثلاثٌ لفيلم الفلسطينية آن ماري جاسر «واجب»، وواحدة لفيلم التونسية كوثر بن هنية «على كف عفريت». أما الجائزة الخامسة، فلفيلم «ملف 23» لزياد دويري الذي من فضائله أنه يعطي أجمل الأدوار وأقواها لنساء، كاشفاً عن.... حماقة الرجال!

ومع إعلان شركة «صوني بيكتشر» العالمية شراءها حقوق عروض فيلم نادين لبكي، الذي ينتظر كثيرون عروضه آخر أيام المهرجان على أحر من الجمر، في كندا والولايات المتحدة الجنوبية وأميركا اللاتينية، يشاهد الجمهور بكثير من التعاطف، حتى إن لم يكن بكثير من الإعجاب، الفيلم الأول للسورية الشابة غايا جيجي «قماشي المفضل» المتباري على جائزة «نظرة ما»، من دون كبير أمل بالفوز على أي حال، وفيلم المغربية مريم بن مبارك «صوفيا» المعروض في التظاهرة نفسها والمتباري على الجائزة نفسها. ولئن كان فيلم لبكي يعطي الكلام السينمائي لفتى في الثانية عشرة، فإن فيلمَيْ جيجي وبن مبارك يقدّمان رؤيتيْن لقضية المرأة العربية تتلاقيان مع المطالبة المتجدّدة بأن تحمل السينما هذه القضية.

وفي حصة العرب من التحكيم ثمة قسمة عادلة أيضاً. فالفلسطينية آن ماري جاسر عضو في إحدى اللجان الثانوية إسوة باللبناني خليل جريج العضو في لجنة أخرى، والنتيجة هنا «فيفتي/فيفتي»!

وفي النهاية، وكنوع من التتويج غير المتوقع، ها هي نقطة المباراة تأتي... من السعودية. ففي وقت تعتبر فيه إحدى الإثارات الأكثر لفتاً للنظر، تلك التي يمثلها الدخول السعودي على خط السينما العربية (وربما العالمية أيضاً... لمَ لا؟)، من خلال الحضور السعودي الرسمي للمرة الأولى تاريخياً في المهرجان - من دون أن ننسى مشاركة عبدالله المحيسن قبل أكثر من عشر سنوات بمبادرة فردية بعرض فيلمه «ظلال الصمت»، لكن هذه حكاية أخرى -، ها هي المخرجة السعودية هيفاء المنصور (صاحبة «وجدة» الروائي الطويل الأول الذي صُوِّر في السعودية يوم لم يكن هذا التصوير متاحاً)، تشغل الصحافة في المهرجان من خلال إعلانها ذي الدلالة القصوى، عن أن فيلمها المقبل الذي ستبدأ تصويره بداية الخريف المقبل داخل السعودية أيضاً، ولكن هذه المرة من دون أي خرق للقانون!، سيكون أول فيلم يدعمه المجلس السعودي للسينما المؤسس حديثاً، ليتولى تأسيس نهضة سينمائية في هذا البلد. بقي أن نذكر أن الفيلم سيتحدث، ضمن إطار كوميدي اجتماعي، عن معاناة طبيبة تقرر خوض الانتخابات البلدية في مدينتها، فتجد نفسها في صراع اجتماعي مع أهل (وبيئة) يحاولون ثنيها عن ذلك ساخرين منها ومن تطلعاتها.

الحياة اللندنية في

16.05.2018

 
 

كان 71: «قماشتي المفضلة» و«صوفيا» فشلا في كسر الأشكال النمطية للأفلام العربية

كان ـ «سينماتوغراف»: مها عبد العظيم

تناولت السورية غايا جيجي في فيلمها “قماشتي المفضلة” والمغربية مريم بن مبارك في “صوفيا”، وهما ضمن قسم “نظرة ما” في مهرجان كان، مسألة حرية المرأة مع خلفية اجتماعية وسياسية تبحث الحقوق الفردية بصفة عامة.

غايا جيجي ممثلة ومخرجة سورية شابة تعيش في باريس وولدت في دمشق، في رصيدها ثلاثة أفلام قصيرة. “قماشتي المفضلة” هو فيلمها الروائي الطويل الأول ويخوض مسابقة قسم “نظرة ما” ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان كان 2018.

كانت غايا جيجي قد شاركت في ورشات “مصنع السينما” Cinema fabrique du عام 2014 في مهرجان كان. وعام 2016 كانت غايا جيجي من بين الفائزات الثلاث، مع المخرجة التونسية ليلى بوزيد والإيرانية عايدة بناهندي، بجائزة “مواهب شابة” لبرنامج “نساء في الحراك”. و”نساء في الحراك” جائزة تخصصها مؤسسة كيرينغ ومهرجان كان تكريماً لمساهمة النساء في دعم السينما.

يسرد “قماشتي المفضلة” قصة الفتاة نهلة (تجسد هذا الدور اللبنانية منال عيسى) التي تعيش في إحدى ضواحي دمشق مع أمها وأختيها لين ومريم.

تدور الأحداث في مارس/ آذار 2011، أي مع بداية الاحتجاجات في سوريا، لكن الفيلم صور العام الماضي في إسطنبول.

وتنظر المخرجة من زاوية نسوية للمعايير المزدوجة التي تطبق على الحياة الجنسية وسط مجتمع أبوي وذكوري. بين متجر الملابس الجاهزة الذي تعمل فيه بائعةً وبيت العائلة، تسعى نهلة إلى الهروب من واقعها الذي تعيشه في وسط محافظ وخانق يراقب عن كثب سلوك البنات. فتتعلق تدريجيا نهلة بجارتها “مدام جيجي”، من أداء علا طبري الرائع، حيث تجتمع وتعمل بائعات الهوى في شقتها التي تحولت إلى ماخور سري.. وتبني نهلة عالماً من الأحلام “الحية” والفانتازما الحميمية مع رجل خيالي.  لكن حين تسعى عائلتها إلى تزويجها من مهاجر سوري-أمريكي أملاً في اللجوء إلى الولايات المتحدة، تقابله الفتاة بالبرود.. إلى درجة أنه قرر لاحقاً الزواج من أختها !

إلى جانب الحروب النفسية الباطنية والعائلية، ترسم غايا جيجي في الخلفية ملامح العنف الدائر في الخارج. فالإضاءة والاسترجاع المنتظم لصور أرشيف للاحتججات (ولا سيما في درعا) تجعلنا نقرأ قصة نهلة التائقة إلى الحرية كمرآة تعكس وضع سوريا. فضجيج القصف وصوت بشار الأسد وحيرة الناس تمتزج بالحبكة الرئيسية.

لـ”قماشتي المفضلة” طموحات كبيرة، وهو خطأ يقع فيه العديد من المخرجين في فيلمهم الأول. صحيح أنه يحمل بصمة السيرة الذاتية والرواية في محاولة لنقل واقع مأساوي لكن للأسف الإكثار من الحكايات المتفرعة، وسط مرجعية كثيفة (شهرزاد، النبي يوسف… إلخ)، أضفى عليه إجمالا صبغة مسلسل “مائع”.

أما”صوفيا” وهو الفيلم الأول للمغربية مريم بن مبارك فقد عرض أيضاً في قسم “نظرة ما”. كان الترقب كبيرا لهذا الفيلم، ولا سيما أن الحضور العربي هذا العام في كان قوي ويجلب الاهتمام. فكان حجم الخيبة بقدر التشوق الذي سبقها.

فبعد أن تشاهد فيلم بن مبارك يكاد يبدو لك فيلم جيجي غايا تحفة، فالمخرجة السورية على الأقل تبحث مسألة حرية المرأة عبر طرق غير معهودة رغم كل شيء في محاولة لإدراج عالم مواز، هو عالم الخرافة والخيال. أما بن مبارك فقد قيدتنا بالقضايا التي طفح كيلنا من تكرارها بهذا الأسلوب في السينما العربية.

الشخصية الرئيسة “صوفيا” تنتمي إلى عائلة بورجوازية. نرى أفراد العائلة مجتمعة حول مائدة الغذاء والفتاة تقدم لهم مختلف الأطباق. عدم انسجام السيناريو مع الكاستينج يجعلنا نفكر في الأول أن “صوفيا” هي العاملة المنزلية. وفي بضع لحظات نجد أنفسنا مع صوفيا وابنة خالتها لينا في رحلة بحث عن مستشفى أو عيادة يقبل بمساعدة صوفيا على الولادة.

بداية أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها غير منطقية.. طبعاً تفسر هذه الولادة المفاجأة بأن صوفيا، وهي غير متزوجة، كانت تعيش أعراض نفي غير واع لحملها. نية المخرجة تبدو فضح نفي المجتمع المغربي ككل لحمل امرأة غير متزوجة. رسالة الضغوط والقيود الاجتماعية واضحة منذ الصورة الأولى التي تنقل على الشاشة نص القانون الذي يعاقب العلاقات الجنسية المقامة خارج الزواج.

فكرة الدفاع عن الحريات جيدة، لكن طريقة صياغتها سينمائيا بالية ومجترة. تكشف صوفيا أنها حملت من عمر، شاب من الأحياء الفقيرة. ترغم عائلتها الشاب على الاعتراف بالمولود الجديد وبالزواج من ابنتها للتستر على “الفضيحة”، كما تدفع رشوة لرئيس مركز الشرطة حتى لا تتورط صوفيا في قضية جنائية.

الفساد والتفاوت الطبقي في المغرب من المسائل التي تطرحها مريم بن مبارك، فنمر في جولة على متن مرسيدس لينا من الأحياء الفقيرة في الدار البيضاء إلى فيلاتها الفخمة المطلة على البحر. جولة سطحية لا تسبر أغوار البؤس الذي ينهش حياة المهمشين..

ثم في تطور “درامي” سهل، نكتشف أن عمر ليس أب المولود ولم يقم علاقة جنسية مع صوفيا، فقط رضي بالصفقة لتحسين مستواه المعيشي. ربما هذه هي إحدى الخطوط القوية للفيلم، فكأن عمر هو المغتصب، ونرى في مشاهد نادرة في السينما المغاربية رجلاً يبكي أمام الخيار المفروض عليه بدوره والذي يقبله بسبب وضعه المتردي. الشباب المغربي ضائع بين أيدي مجتمع جائر ومحكوم بالماديات يسلبه حريته ويرغمه على الرضوخ لقدر عبثي. حالما يحصل عمر على بعض المال يقرر زيارة “بائعة هوى”، تشير مريم بن مبارك بدورها إلى البؤس الجنسي الذي يعانيه الشباب على غرار ما جاء في فيلم “ولدي” للتونسي محمد بن عطية (والذي عرض في قسم “أسبوعا المخرجين”).

الحقيقة هي أن صوفيا تعرضت للاغتصاب من أحمد، شريك والدها في مشروع فلاحي واعد. كذبت صوفيا بشأن عمر من أجل “الحفاظ على شرف العائلة” وعدم تعطيل مشاريع والدها. “الرجل” عمر ضحية، وصوفيا شاركت في الخديعة. المرأة تساهم في توثيق القيود عوض الكفاح من أجل حريتها، هذا التغيير في زاوية النظر التي عادة ما تصور المرأة على أنها مظلومة مهم ويبرز أنها، على عكس ما تفكر الأغلبية، جزء من النظام الصدأ/الصدئ… وتنتهي القصة بزواج بهيج كما جرت العادة.

وهكذا كانت الأفلام العربية التي تتناول مسألة حقوق المرأة والفرد بصفة عامة مترددة في الذهاب أبعد مما يجب لكسر الأشكال النمطية.

####

«ذا سباي جون نورث» فيلم عن جاسوس كوري بمهرجان كان

كان «سينماتوغراف»

لا يخلو فيلم (ذا سباي جون نورث) الذي يدور حول قصة كوري جنوبي يتسلل إلى كوريا الشمالية في التسعينيات من المفاجآت، لكن الفيلم قد يجد صعوبة في منافسة الواقع فيما تكتسب المساعي لحل الأزمة النووية أبعادا حقيقية من التشويق.

وجرى تصوير فيلم التجسس بين يناير كانون الثاني ويوليو تموز 2017 في الوقت الذي كان يأمر فيه زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون بإجراء سلسلة من التجارب الصاروخية والنووية الأمر الذي أثار قلق جيرانه والإدارة الأمريكية الجديدة.

ومنذ ذلك الحين هدأت الأوضاع. وعرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي قبل أيام من إجراء محادثات رفيعة المستوى بين الشمال والجنوب لبحث نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.

لكن الشمال ألغى المحادثات قبل ساعات من الموعد المقرر لعقدها اليوم الأربعاء شاكياً من أن الولايات المتحدة تضغط عليه لنزع السلاح النووي “على غرار ليبيا”.

والسيناريو مقتبس عن مذكرات شخصية للجاسوس الكوري الجنوبي باك سوك يونج المعروف باسم “فينوس الأسود” والذي انتحل شخصية رجل أعمال ليتسلل إلي الشمال ويحصل على معلومات بشأن برنامجه النووي.

وبالنسبة لطاقم العمل الكوري الجنوبي في الفيلم لم تكن الأحداث الراهنة بعيدة عن أذهانهم.

وقال الممثل لي سونج مين الذي يلعب دور مساعد للزعيم الكوري الشمالي السابق كيم يونج إيل “عندما قرأت السيناريو للمرة الأولى قلت للمخرج مازحا هل من الممكن حقا إنتاج هذا الفيلم؟”.

وأضاف قبل إلغاء محادثات اليوم الأربعاء “منذ ذلك الحين تحسنت العلاقات لكن إذا ظلت التوترات على حالها فإن هذا الفيلم قد يسبب مشكلة”.

وعبر هوانج جونج مين الذي يلعب دور الجاسوس عن أمله في أن يساعد الفيلم المتفرجين الأجانب على فهم التاريخ الكوري وكيف أنه لا يوجد أي شيء “مضحك” في ألعاب الحرب السياسية ولا توجد حاجة لها.

وعندما سئل إن كان يعتقد أن كيم سيشاهد هذا الفيلم قال المخرج يون جونج بين “سيكون ذلك أمراً لطيفاً”.

####

كان 71 ـ  سبايك لي: فيلمي عن حركة «كيه.كيه.كيه» صرخة تحذير لأمريكا

كان ـ «سينماتوغراف»

يقول المخرج الأمريكي سبايك لي إن أحداث فيلمه الساخر (بلاك كلانزمان) ربما تدور عن حركة (كو كلوكس كلان) في السبعينيات لكنه يتناول في حقيقة الأمر العنصرية المميتة التي لا تزال سائدة في الولايات المتحدة.

وفيلم (بلاك كلانزمان) مقتبس عن القصة الحقيقة لرون ستالوورث وهو ضابط شرطة أسود اخترق حركة (كيه.كيه.كيه) في كولورادو سبرينجز. ويعرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي وهو من بطولة جون ديفيد واشنطن، ابن الممثل دنزل واشنطن، وآدم درايفر الذي يلعب دور الشرطي الأبيض الذي يساعد ستالوورث في مخططه.

وفي نهاية الفيلم عرضت لقطات إخبارية لمسيرة لليمين المتطرف في تشارلوتسفيل بفرجينيا في أغسطس آب الماضي والتي قتلت خلالها المتظاهرة المعارضة هيذر هاير ولقطات للرئيس دونالد ترامب وهو يلوم “الطرفين”“ في أحداث العنف.

واستغل لي مؤتمراً صحفياً في مهرجان كان للتعبير عن رأيه في تلك المسألة.

وقال إن ترامب “كانت لديه فرصة ليقول نحن نؤيد الحب لا الكراهية”.

وأضاف “كانت لحظة حاسمة وكان بوسعه أن يقول للعالم وليس الولايات المتحدة إننا أفضل من ذلك”.

وبعد واقعة تشارلوتسفيل بيومين قال ترامب إن حركة (كيه.كيه.كيه) “تمقت كل شيء نعتز به كأمريكيين”.

لكن بالنسبة للي جاء هذا الرد بعد فوات الأوان.

ويقول لي “هذا الفيلم بالنسبة لي صرخة تحذير… لا يهمني ما يقوله النقاد أو أي شخص آخر. نحن على الجانب الصائب من التاريخ بهذا الفيلم”.

ويمثل الفيلم عودة للي إلى مهرجان كان بعد غياب استمر 30 عاماً. وكان آخر فيلم عرض له في المهرجان هو (دو ذا رايت ثينج) الذي كان ينافس على السعفة الذهبية ولم يفز بها.

وينافس (بلاك كلانزمان) على السعفة هذا العام والتي ستسلم يوم 19 مايو أيار.

سينماتوغراف في

16.05.2018

 
 

شمس السينما العربية تبزغ في «كان 71»

إعداد: غسان خروب

4 أعمال عربية، مصري ولبناني وتونسي وجزائري، حطت رحالها هذا العام، على السجادة الحمراء للدورة 71 من مهرجان كان السينمائي، لتنال ثناء وإشادة نقدية عالية، خصوصاً أنها المرة الأولى منذ سنوات التي يشارك فيها فيلمان عربيان في منافسات «السعفة الذهبية» التي تعد الأرفع في المهرجان، في وقت لم يخلف صناع السينما العربية وعدهم هذا العام مع فعاليات المهرجان، حيث بدوا أكثر نشاطاً فيه، بعد أن وصلوا إلى مدينة كان الفرنسية محملين بمبادرات ورؤى جديدة، ليبدو أن شمس السينما العربية قد غطت هذا العام المدينة الفرنسية بأكملها.

قائمة

ورغم المساحة التي تمكن الفيلم المصري «يوم الدين» لأبو بكر شوقي، من حجزها لنفسه في كان، وكذلك الأمر بالنسبة للفيلم اللبناني «كفر ناحوم» لنادين لبكي، إلا أن الإمارات كان لها نصيب في المبادرات، حيث حضرت المخرجة نايلة الخاجة في أروقة سوق كان السينمائي، بثلاثة سيناريوهات، أحدها مثل تطويراً لسيناريو فيلمها القصير «حيوان» الذي عرضته في دورة مهرجان دبي السينمائي الـ 13، وأخر كوميدي بعنوان «هانت فور هازبند».

والثالث صيغ في قالب رعب وحمل عنوان «ثلاثة»، حضور نايلة الخاجة، صاحبه أيضاً الإعلان عن اختيار المنتج الإماراتي علي محمد المرزوقي ضمن قائمة المنتجين - قادة المستقبل التي تعدها قائمة سكرين انترناشيونال، ضمن عددها الصادر بالتزامن مع مهرجان كان السينمائي، حيث يعمل المرزوقي حالياً على وضع اللمسات النهائية على الجزء الثاني من فيلمه «هجولة».

في كان السينمائي، وجدت المخرجة السعودية هيفاء المنصور، في أروقته مكاناً ملائماً للإعلان عن خطوتها المقبلة، والمتمثلة في فيلم «المرشحة المثالية» وقالت إنها تنوي تصويره بالكامل في السعودية وأن تصويره سيبدأ في خريف 2019، حيث تدور أحداثه في قالب كوميدي حول طبيبة شابة تتحدى مجتمعها الذكوري المحافظ وتقرر خوض الانتخابات البلدية، ويأتي هذا الفيلم بعد نجاح تجربتها الأخيرة التي حملت عنوان «ماري شيلي» الذي نقلها نحو هوليوود، بعد أن أثبتت نجاحها في «وجدة» الذي رشح للأوسكار.

مهرجان

على الطرف الآخر، لا يبدو أن تونس تكتفي بالقامة مهرجان «أيام قرطاج السينمائية»، لتقرر تنظيم مهرجان آخر بعنوان «منارات»، وهي خطوة كشفت عنها المنتجة درة أبو شوشة، المديرة الفنية للمهرجان، المقرر اقامته خلال الفترة من 9 إلى 15 يوليو المقبل، ليفتح المهرجان الذي ينظمه المركز الوطني للسينما والصورة بتونس والمركز الثقافي الفرنسي بتونس بالشراكة مع المركز الفرنسي للسينما، أبوابه أمام المبدعين والمهتمين بالشأن السينمائي بين ضفتي البحر المتوسط.

الأصداء التي حققتها الأفلام العربية في كان، وتحديداً المصري «يوم الدين» بدت لافته للأنظار، حيث ضجت الدنيا هناك بأحداث الفيلم، لدرجة أن معظم النقاد ووسائل الإعلام الغربية رأت في مخرج الفيلم أبو بكر شوقي، أملاً جديداً للسينما المصرية، في حين وصفت وكالة الصحافة الفرنسية بأن «يوم الدين» مثل «عودة مصر الكبير» لمهرجان كان السينمائي.

بينما وصفه تيري فريمو، المدير الفني لمهرجان كان السينمائي، بـ «الواقعية الإيطالية الجديدة في السينما»، حيث قال: «يعتبر الفيلم عملاً فنياً فريداً وشاعرياً يسلط الضوء على أعماق مصر، وتنيرنا من خلال التأمل في من نحن، ومن هم الآخرون، وكيف يبدو العالم حولنا».

البيان الإماراتية في

16.05.2018

 
 

دقيقة صمت في الجناح الفلسطيني في مهرجان كان السينمائي، للذكرى السبعين للنكبة

رمان الثقافية

"إيقاعات زمن مختلف" لتوفيق عبد العال... في دار النمرإيلاف بدر الدين: لغة الثورة السورية تفتقد التوثيقجناح فلسطين في "كان" السينمائي... في صوَر"مؤسسة الفيلم الفلسطيني"... الوجه الجديد للسينما الفلسطينية

بعد استشهاد أكثر من ٦٠ فلسطينياً وإصابة أكثر من ٢٧٠٠ بجراح في غزة على أيدي الجيش الإسرائيلي، قامت المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، عضو لجنة تحكيم تظاهرة "نظرة خاصة" في مهرجان كان، مع أعضاء اللجنة الآخرين ومنهم  بينيسيو ديلتورو، وفيرجيني ليدواين، وجولي هانتسينغر، وكانتمير بالاغوف ووزير الثقافة الفلسطيني د. إيهاب بسيسو والممثل الفلسطيني محمد البكري وأكثر من مئة من العاملين في قطاع السينما، بشبك أياديهم في وقفة صمت وحداد على أرواح الشهداء تضامناً مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والعدالة، وذلك في الجناح الفلسطيني في مهرجان كان السينمائي.

وقالت جاسر للحشد إن الشهداء الذين فقدوا أرواحهم، طالبوا ببساطة بحريتهم وبالاعتراف بكرامتهم كبشر، وأن هنالك ملايين من اللاجئين الفلسطينيين الذين لا زالوا يحلمون بالعودة إلى وطنهم.

من جهته تحدث وزير الثقافة الفلسطيني عن تبعات الاحتلال الإسرائيلي على الحياة اليومية للفلسطينيين وتأثيره على حياة الأطفال بالتحديد إلى درجة جردتهم من أحلامهم وآمالهم بمستقبل أفضل. وطلب من الحشد أن يتذكر أن الشهداء ليسوا مجرد أرقام بل بشر وأن قصصهم تستحق بأن تروى. كما طالب بفتح تحقيق حول قتل الشهداء خلال اليومين الماضيين في غزة من أجل تطبيق العدالة بما يمليه القانون الدولي وفي سبيل تحقيق السلام.

مجلة ثقافية فلسطينية

مجلة رمان الفلسطينية في

16.05.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)