كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

جان لوك غودار ينتصر للعالم العربي في كان بـ"كتاب الصورة"

أمير العمري

كان السينمائي الدولي

الدورة الحادية والسبعون

   
 
 
 
 

المخرج الفرنسي جان لوك غودار يحول لغة الفيلم إلى لغة شعرية تمتلك إيقاعها الخاص من داخلها وليس من خلال الصدام الدرامي المصطنع.

مضت سنوات، وأصبح جان لوك غودار أيقونة ثقافية فرنسية، وذهب لعرض أفلامه التي أثارت دائما الجدل، فيمهرجان كان بعد أن كان قد نضج أو بدا أنه قد أصبح أقل تشددا. وقد أرسل فيلمه الجديد "كتاب الصورة" (2018) Le Livre d’image الذي يعرض في المسابقة لكن من دون حضوره شخصيا لمناقشة فيلمه مع الصحافيين والنقاد.

مرة أخرى بعد تجربته البصرية الغريبة في فيلمه السابق “وداعا للغة” الذي شاهدناه في مسابقة كان 2014، يصدم غودار مشاهديه، وهي صدمة تتجاوز بصريا كل ما سبق أن حقّقه في مجال التجريب السينمائي، نعم فكاتب هذا المقال يرى أن غودار هو أعظم التجريبيين في عصرنا، بل وربما في تاريخ السينما، دون حاجة إلى وصف أفلامه بـ”التجريبية”، فهي في الحقيقة تستعصي على أي تصنيف ممكن.

وربما لو كان “كتاب الصورة” يحمل توقيع مخرج آخر، لما كان ليثير كل ما يثيره من اهتمام، لكن لأنه “فيلم غودار” فلا بد من تناوله بما يستحقه من جدية واهتمام.

قبل 50 عاما، في مايو 1968، امتدت حركة الاحتجاج الكبرى التي بدأت بثورة السينمائيين، من باريس إلى مهرجان كان السينمائي، وكان المخرج الفرنسي جان لوك غودار، أحد رواد حركة الموجة الجديدة، في طليعة السينمائيين الذين عقدوا المؤتمرات وأصدروا بيانات الاحتجاج وأقاموا الدنيا كلها، ثم احتلوا قصر المهرجان ونجحوا في إلغاء الدورة في ذلك العام، لقد اعتبروا المهرجان أحد صروح الاحتفاء بالسينما التقليدية القديمة

لماذا؟ لأن غودار لا يمزح، ولا يعبث بالمادة البصرية والصوتية، بل إنه يستخرج منها دلالاتها الفلسفية التي تنسجم مع منهجه الراسخ وأسلوبه الخاص منذ أن كان يصنع “موجته الجديدة”، أي تحويله لغة الفيلم إلى لغة شعرية تمتلك إيقاعها الخاص من داخلها وليس من خلال الصدام الدرامي المصطنع.

صور بلا حدود

غودار هنا، لا يعتمد كعادته منذ أن هجر “السينما”، وأصبح يحلق في عالم الصور بلا حدود، على قصة أو سياق قصصي واضح ومفهوم مهما تداخلت الصور والمواقف والأفكار، لكنه يستخدم في “كتاب الصورة” شذرات من الصور ومقاطع من نشرات الأخبار التلفزيونية، ولقطات من بعض الأفلام القديمة سواء من أفلامه مثل “الجندي الصغير” (1963) عن الحرب في الجزائر الذي منعته الرقابة الفرنسية، أو من أفلام غيره مثل “النهر” لرينوار، و”الفيل” لجس فان سانت و”سالو” أو “120 يوما من حياة سادوم” لبازوليني، مع لوحات فنية ورسوم ولقطات مشوّهة ربما تكون مصوّرة بالهاتف المحمول، مع كتابة عبارات تظهر على الشاشة مثل “أن تكون أو لا توجد”.

كما يستغني غودار تماما عن الممثلين باعتبار أن التمثيل نوع من الكذب، تماما مثل الأحاديث، ليصوغ أفكاره من خلال التوليف المرهق لكل هذه اللقطات والصور ووضع الكثير منها في تعارض مع بعضها البعض، لكي تنتج معنى ثالثا حسب المونتاج الذهني أو مونتاج الصدمة ومرجعه إلى أيزنشتاين.

وكما هي عادته في أفلامه الأخيرة منذ “التاريخ الحقيقي للسينما” و”فيلم الاشتراكية” و”وداعا للغة”، يستخدم غودار التعليق الصوتي من خارج الشاشة، والمستويات المتعدّدة للأصوات التي تأتي من مناطق مختلفة في عمق الصورة، ويستغني أحيانا عن ترجمتها إلى الإنكليزية، ويتضح صوت غودار نفسه مع أصوات معلقين آخرين، يردّدون بعض العبارات التي لا تشرح الصورة، بل ولا يكتمل الكثير منها، كما يقطع في التتابع بحيث يرهق أي متابع للفيلم ويرغمه على أن يخضع لـ”تعويذة” غودار الخاصة.. أي يصبح طرفا من ناحيته في الفيلم، في مساره ومغزاه.

يؤمن غودار بالوظيفة التعليمية للسينما، كوسيلة للتنوير، لتحقيق الصدمة، صدمة الوعي: إنه يعرض على سبيل المثال لقطة قديمة لمجموعة كبيرة من السجناء الشباب الفلسطينيين الذين أرغمتهم قوات الاحتلال على الزحف على الأرض، ثم يقطع إلى اللقطة الشهيرة من فيلم “سالو” لبازوليني، حيث نشاهد مجموعة من الشباب والفتيات العراة أرغمهم الفاشيون على الزحف على الأرض أمامهم.

إلاّ أن غودار يبدو هنا أكثر تشاؤما بمصير العالم الذي يرى أنه يقضي على نفسه بنفسه، وهو يقول إنه يؤمن بالفقراء لأنهم المهزومون إلاّ أنهم يدمرون ثرواتهم الطبيعية بأيديهم.

وعلى حين أنه ما زال كما يقول، يؤمن بالثورة إلاّ أنه يرى أنها تأخرت كثيرا عن الإطاحة بالعفن الموجود في العالم، فالعالم كما يراه غودار يتجه اليوم نحو الدمار بسبب بلاهة القوى المسيطرة على مقدرات الأمور فيه.

وفي حين يعتبر أن أوروبا أدخلت العالم في حلقة جهنمية منذ الحروب الكبرى خاصة الحرب العالمية الثانية التي يعود إليها كثيرا، لكن أميركا الآن هي التي تشن وتدعم الحروب، إنه يعود إلى الحرب الأهلية الإسبانية ويشير في أسى إلى المصير المأساوي الذي انتهت إليه، ويقول إن سبب دمار العالم يكمن في البنوك التي هي “سبب شر الرأسمالية”.

في الفيلم الكثير من اللقطات والأغاني التي لا تكتمل، حيث يقع قطعها قبل أن تحقق التأثير الدرامي الذي يولد المشاعر

الدهر بأسره

يقسّم غودار فيلمه إلى فصول مختلفة يمنحها عناوين مثل “الأرشيف والأخلاق”، و”روح الروح” أو Spirit of Soul و”فكرة مركزية”.. إلخ، وتظهر على الشاشة عبارات “مع الشيوعيين سأمضي حتى الموت” (في سياق الحرب الأهلية الإسبانية)، لكن الموت لا يصنع النصر.

ويقول صوت غودار “إنني أحتاج إلى الدهر بأسره لكتابة قصة تدور في يوم واحد فقط”، وإن “الحرب ربانية” وإن “مالرو قال: يجب أن نجعل الأبوكاليبس يصبح جيشا وإلاّ سنموت”، و”نحن لم نحزن أبدا بما يكفي لأن يصبح العالم أفضل”، وتظهر على الشاشة لقطة صادمة لمجموعة من المشانق تتدلى منها العشرات من الجثث، تعقبها مباشرة لقطة أخرى لمجموعة من النساء يرتدين العباءات السوداء والبراقع، وهنّ يهرولن صوب قطار يقف في المحطة.

غودار مغرم بالقطارات وبالسفر وهو يخصّص فصلا يمنحه عنوان “نهاية الرحلات”، رحلة اليهود إلى المعسكرات.. إلى الهولوكوست، ورحلة رجال ونساء من الأفارقة لا نعرف إلى أين؟

وفي لقطة مذهلة نرى مقدّمة قاطرة تسير على القضبان وأمامها مباشرة تزحف مجموعة من الحمائم لا تريد أن تبتعد بينما تتقدّم القاطرة صوبها، لكن غودار يبدأ الكثير من اللقطات والأغاني، إلاّ أنه لا يكملها أبدا، بل يقطعها قبل أن تحقّق التأثير الدرامي الذي يولّد المشاعر، فهو لا يريد للمشاهد أن يتفاعل وجدانيا مع الصور، بل أن يتأمل في مغزاها، في مغزى تلك الفوضى البصرية الهائلة التي تمر أمامه كما لو كانت تصدر عن عرض من عروض “صندوق الدنيا”، بل ويمكن اعتبار الفيلم بأكمله أحد عروض صندوق الدنيا، فهو ليس أي فيلم سينمائي مألوف حتى في سينما غودار المركبة، بل إن “كتاب الصورة” سيتجوّل كعرض من عروض الصور في عدد من المدن العالمية مثل باريس ومدريد وسنغافورة ونيويورك.

العالم العربي

لعل الجزء الخاص بالعالم العربي في “كتاب الصورة” هو الأكثر بروزا وقوة، فغودار الذي صوّر عام 1970 فيلما لم يكمله قط، داخل معسكرات الفدائيين الفلسطينيين في الأردن، لم يتوقّف عن تأييده ودعمه للقضية الفلسطينية، ولا عن اهتمامه الكبير المستمر عبر أفلامه، بالشرق الأوسط، وهو يتهم هنا الغرب بعدم فهم تلك المنطقة من العالم “العالم العربي يوجد كعالم قائم بذاته.. الغرب لم يفهمه أبدا”، و”هل يمكن أن يتكلم العرب؟”.

ونشاهد لقطات من فيلم “باب الحديد” ومن الفيلم التونسي “الهائمون في الصحراء”، كما تظهر بعض لوحات رسامي الغرب لنساء العرب في صورة رومانسية ناعمة، وبعض اللقطات النمطية التي تخضع لما هو مستقر في العقلية الغربية عن العالم العربي ونساء العرب تحديدا (أو الحريم).

ويقول صوت غودار إن “الشرق أكثر تفلسفا من الغرب”، وتحت عنوان مقتبس من ألكسندر دوماس هو “جزيرة العرب المرحة” يروي قصة رجل يطلق عليه الشيخ بن كاظم حاكم إمارة “دوفا” في جزيرة العرب، ومشكلة المنطقة أنها لم تكن تمتلك نفطا لذلك لم يعرها الغرب اهتمامه، وقد أراد بن كاظم أن يضم إمارات العرب الغنية بالنفط إلى مملكته دوفا، وقد شكل “قوة تحرير الخليج” لكي يحقق “اليوتوبيا” التي حلم بتحقيقها، لكن حلمه لم يتحقّق أبدا.

جان لوك غودار: سبب دمار العالم يكمن في البنوك التي هي سبب شر الرأسمالية

ويختلف عالم اليوم عن عالم الماضي: فغودار يقول لنا إنه بينما “كان الجميع في الماضي يريدون أن يصبحوا ‘فاوست’، تأثرا بالنص الديني، أصبح الجميع اليوم يريدون أن يصبحوا ملوكا”، أي أنهم على استعداد لبيع كل شيء من أجل الملك، والثروة. لذلك فقد دُمّر حلم الشيخ بن كاظم.

ويعزو غودار تسميم عالمنا إلى الحروب، فطوال الوقت هناك مقاطع من أفلام الحرب وأصوات إطلاق رصاص وانفجارات، وأيضا إلى النصوص الدينية، حيث دائما ما نشاهد مقاطع فيديو لأعمال العنف التي يرتكبها تنظيم داعش، وعبر الفيلم بأسره نشاهد مقاطع عدة من أغنيات أم كلثوم، لكن غودار كعادته، لا يترك أي جملة من الأغاني تكتمل لكي يحول بيننا وبين الاندماج أو التأثر.

وهناك أيضا لقطات من أفلام عربية مثل “جميلة” و”هي فوضى”، حيث نرى الممثل خالد صالح وهو يصرخ “هنا فيه قانون واحد بس”، ثم يقطعها غودار بسرعة، ونستمع أيضا إلى مقطع من قصيدة يلقيها محمود درويش. يقول غودار إن هناك تناقضا بين العنف الكامن في التجسيد وبين هدوء التجسيد نفسه، إذن فالتجسيد لا يصلح، كما أن اللغة انتهت بعد أن فقدت معناها، والعالم أصبح مشغولا بالصور، رغم عدم وضوح الكثير منها، ففي الفيلم العشرات من الصور التي تبدو غامضة أو تمت ملامستها، بحيث فقدت الكثير من درجة نقائها ووضوحها.

إن اللقطات التي نشاهدها من بعض الأفلام الرومانسية والتي تتكرّر فيها عبارات الغزل هي شواهد غودار على أن اللغة فقدت معناها، وأن الشعور بالحب أصبح مرتبطا أكثر بصناعة الخيال لا بالحقيقة.

عن فكرة الثورة

على الرغم من أن غودار يرى أن الفوضى التي تملأ العالم العربي اليوم تعود في جانب منها إلى إساءة الغرب فهم المنطقة، إلاّ أنه لا يرى أيضا أن الثورات العربية يمكن أن تحقّق شيئا، فهو يقول حرفيا “لا تبدو الثورة حتمية في تلك المنطقة.. دائما يبقى القصف”، إنه لم يكفر بفكرة الثورة، وهو يقول “إنني ما زلت أؤمن بالثورة وأرى أنها ربما تحقّق الحل، لكن شريطة أن تكون أولا ثورة”.

ويبدأ غودار فيلمه بلقطات ليد بشرية ولإصبع الإبهام يشير إشارة مبهمة، ويقول التعليق إن الإنسان يميل إلى التفكير بأصابعه، ثم ينهي فيلمه بلقطة مشابهة شاحبة لنفس اليد وهي تشير نحو جهة ما.. ربما إلى طريق النهاية، فقد أصبحت الإشارات هي البديل بعد أن يؤكد غودار في نهاية الفيلم أن “الكلمات لن تصبح أبدا لغة”، وينتهي واحد من أكثر الأفلام إشكالية وتعقيدا في مسيرة غودار منذ أن بدأ مسيرته السينمائية قبل ستين عاما.

يقول المخرج الفرنسي ميشيل هازانافيشوس صاحب فيلم “المهيب” The Undoubtable الذي عرض في مسابقة كان العام الماضي عن علاقة غودار بالثورة والسينما والحب، إن “غودار يتمتع بحماية أناس كثيرين، إنه مثل الطوطم عند قطاع من المجتمع الفرنسي وهو أمر سخيف، لكن أناسا كثيرين يكرهونه لأنهم لا يفهمونه، ولأنهم يخشونه، فهو دائما خصم عنيد ومعارض، إنه ‘ضد’ الكثير من الأشياء، والكثير من الناس يكرهونه لهذا السبب، ولأنهم يرون أنه مثقف وجزء من النخبة”.

في السابعة والثمانين من عمره يتمتع غودار بتقدير كبير من جانب مجتمع المثقفين داخل وخارج فرنسا، لكنه يثير أيضا حقد وغضب وكراهية البعض داخل بلاده، الأمر الذي يؤكد أن غودار قادر حتى بعد أن أصبح طاعنا في السن، على إثارة غضبهم والاعتداء القاسي على مقدساتهم، ونبذ وتعرية زيفهم وكذبهم، من خلال أفلامه، وهي التي ستبقى في نهاية المطاف فوق كل الأحقاد.

كاتب وناقد سينمائي مصري

العرب اللندنية في

15.05.2018

 
 

"كانّ" ياما كان: المدينة مرتبكة والسوق السينمائية تبقى الأهمّ

كانّ ــ نديم جرجوره

في منتصف الدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/ أيار 2018) لمهرجان "كانّ" السينمائي الدولي، تبدو الحكايات أغزر من أن تُختصر بنص واحد. المدينة برمّتها معنيّة بالمهرجان، وإنْ يبدو السلبيّ في العلاقة بين الطرفين أقوى وأطغى، أحيانًا. الجانب الرسمي "متورّط" بدعم مهرجان يبقى، رغم كلّ شيء، الأول والأهم في خارطة الصناعة السينمائية في العالم. لكن القطاع الخاص يعكس صورة "مُثلى" لواقع الانفضاض والانزعاج والسلبية، الذي يُبرزه فرنسيون من جنسيات عديدة يعملون في مؤسّسات مختلفة، علمًا أن كثيرين ينجذبون إلى المهرجان، ويمضون ساعاتٍ طويلة، غالبًا، للحصول على بطاقة دعوة من ضيوف المهرجان، لمُشاهدة هذا الفيلم أو ذاك. 

لن يكون سهلاً على مدينة، تحتضن مهرجانات ونشاطات أخرى عديدة (العمارة وموسيقى الـ"جاز" والمسلسلات التلفزيونية وغيرها)، أن تُخفي قلقها من وفرة القادمين إليها في زمن احتفالها بالفن السابع، وغيره من الاحتفالات. لعلّها تتصرّف إزاء الاحتفال السينمائي بالطريقة نفسها التي تعتمدها في مناسبات أخرى. لكن اللافت للانتباه أن بعض الفرنسيين يُخفي اشمئزازه ونفوره في أسلوبِ ترحيبٍ مُبالغ فيه أحيانًا، أو مُتكلِّف أحيانًا أخرى، بينما يتضّح امتعاض آخرين من خلال تعليق أو مسلكٍ ما. 

مؤجّرو شققٍ مفروشة غير عابئين بالنتائج السلبية لزيادة الإيجارات، إذْ يكترثون لمصلحة شخصية بحتة، رغم أن بعضهم موافقٌ على إيجارات سابقة، لمعرفة مديدة بمواظبين على المدينة ومهرجانها، يستأجرون الشقق نفسها عامًا تلو آخر، أو لرغبةٍ في ربحٍ متواضع يقتنعون به. أصحاب المحلات الصغيرة والكبيرة يتأفّفون من تساؤلات ضيوف، أحيانًا، لكنهم مُضطرّون للتعامل معهم. 

المُصوّرون الصحافيون يمارسون وظيفتهم بشغفٍ دائم. يأتون قبل موعد الاحتفال الرسمي مساء كل يوم، كي يلتقطوا ما يعتبرونه أفضل الصُوَر الفوتوغرافية (وأغلاها ثمنًا) لنجوم "السجادة الحمراء"، على المدخل الرئيسي لـ"صالة لوي لوميير" في "قصر المهرجانات". التقاط صُوَر لن يخلو أحيانًا من تحية يُلقيها مُصوّر على نجم يعرفه، فيُبادله النجم بتحية أخرى. 

هذه تفاصيل. جيل جاكوب (1930)، المندوب العام السابق لمهرجان "كانّ" (1978 ـ 2001) ورئيسه السابق أيضًا (2001 ـ 2014)، يُنبِّه ـ ضمنًا ـ إلى خطورة الانزلاق في فخ الغلاء، لإدراكه أهمية المهرجان بالنسبة إلى المدينة والعالم والسينما. يقول إنّ "كانّ" يجمع، في 12 يومًا، "أناسًا من الدول كلّها، لديهم مشتركٌ واحد: شغف السينما. أولئك الذين يصنعون فنًا، يُظهرون هذا العشق، وأولئك الذين يضعونه في السوق السينمائية يلتقون معًا، علمًا أن لـ"كانّ" خطوة قوية وجبّارة ومتقدّمة على المهرجانات الأخرى، لأن له هذه السوق نفسها، المعروفة بكونها الأهمّ في العالم. هذا كلّه يحدث في مناخٍ يشي بنوعٍ من "الإجازة"، وإنْ يكن العمل قاسيًا. تمنح "كانّ" دُفعةً من الطاقة تكفي لما تبقى من أيامٍ في كل عام". 

السوق السينمائية تغلي بحضور كثيفٍ لمهتمّين بصناعة السينما وتجارتها: "12 ألفًا و300 مُشارك في العام الفائت"، يقول مديرها جيروم بايّار، مشيرًا، قبيل افتتاح الدورة الـ71 بوقتٍ قصير، إلى أن الرقم باقٍ كما هو. يُضيف أن الولايات المتحدّة الأميركية تحافظ على ثباتٍ قويّ في السوق، بنسبة تبلغ 20 بالمئة من محترفي المهنة المشاركين: "هناك صعودٌ مستمرّ للصين منذ أعوام عديدة، علمًا أن لها 5 بالمئة من السوق في العام الماضي، ما يعني أنها في المرتبة الـ4 بعد الولايات المتحدّة وفرنسا وإنكلترا". يُجيب عن سؤال عن عدد العروض المهنيّة (أي تلك الخاصة بمنتجين وموزّعين وأصحاب مال ومستثمرين ومهتمّين) المتوقّع بلوغه في الدورة الحالية، بالقول إنه ربما يكون هو نفسه المُحقَّق في العام الفائت: 1400 عرض (هذا كلامٌ سابق لبدء العمل في السوق). 

لن يكون سهلاً معرفة تفاصيل دقيقة عن أحوال السوق في الدورة الحالية. هذا يحتاج إلى تقارير موثّقة تُصدرها إدارتها بعد وقتٍ قليلٍ على انتهاء عملها في الدورة الحالية، أي قبل يومين من حفلة ختام الدورة الـ71. 

تفاصيل أخرى مُكرّرة عامًا تلو آخر: فبالإضافة إلى مشاهدين شغوفين بالفن السابع ينتظرون من يمنحهم فرصة مُشاهدة فيلمٍ أو أكثر، بإعطائهم بطاقة دعوة، هناك بائعو صحفٍ يصرخون بأعلى الصوت لبيع "منتوجات" تتضمّن ملاحق خاصّة بالمهرجان؛ وشبّان في مقتبل العمر يبتسمون لنقّاد وصحافيين سينمائيين يُسرعون الخطى، صباح كل يوم، لحضور عرضٍ خاص بهم، ملوّحين لهم بمطبوعات يومية مجانية تُصدرها مجلات عريقة متخصّصة بالسينما بمناسبة الدورة الـ71. ومع هطول المطر بغزارة، ساعاتٍ قليلة فقط ظهر الأحد (13 مايو/ أيار 2018)، تحلّق بائعو المظّلات الشتوية حول الخارجين من "قصر المهرجانات"، لعلّهم يربحون بعض المال في ظرفٍ "صعبٍ" كهذا. "الحرس" ومستقبلو المُشاهدين يوميًا هم أنفسهم، بغالبيتهم الساحقة، منذ دورات عديدة سابقة، إلى درجة أن بعض هؤلاء يعرف وجوهًا كثيرة، من دون أن يُبدِّل شيئًا من ملامح الوجه والحركة، للحفاظ على "وقار" المهنة، ومن دون أن "يبتسم" لـ"نكتة" تُقال له أو أمامه. 

تختلط الوجوه والأحوال والأهواء. المدينة الفرنسية مفتوحة على سياحة واشتغال و"حضور عالمي بديع". مهرجانها السينمائي أحد منافذ العالم إليها، هي المُعتَبَرة "المنصّة الأولى" في العالم لإطلاق مواهب جديدة وأفلام جديدة، كما لتثبيت براعة مخضرمين ومعتادين "اللجوء" إليها وإلى مهرجانها هذا.

العربي الجديد اللندنية في

15.05.2018

 
 

كانّ ٧١- البابا فرنسيس في فيلم فيم فندرز: الكنيسة ليست NGO

كانّ - هوفيك حبشيان

المصدر: "النهار"

البابا فرنسيس مادة بصرية وسينمائية في فيلم المخرج الألماني الكبير فيم فندرز الذي عُرض مساء الأحد في #مهرجان_كانّ السينمائي الحادي والسبعين (٨ - ١٩ الجاري). من خلال أفلام وثائقية عدة، بدءاً من "بوينا فيستا سوشل كلوب” عن الموسيقى الكوبية وصولاً إلى بورتريه المصوّر الكبير سيباستياو سالغادو في "ملح الأرض"، قدّم فندرز سلسلة من المقاربات الرصينة للفنّ انطلاقاً من رؤيته الخاصة له، وليس أقلها أهمية رائعته التي صوّرها بالأبعاد الثلاثة عن الراقصة والكوريغرافية بينا باوش.  

هذه المرة الأولى التي يهتمّ فيها فندرز بمرجع روحي كالبابا، بعدما تجاوز السبعين وهبّت رياح من القداسة عليه، هو الذي تربّى في كنف الكاثوليكية قبل ان يختار البروتستانتية. أتمم مشروعه بإمكانات ضخمة خوّلته مرافقة عدد من زيارات البابا في أماكن عدة من العالم، من فافيلات ريو دي جانيرو إلى المسجد الأقصى مروراً بمستشفيات الأطفال المرضى في افريقيا.

الفيلم ممتاز في اطروحته ومعالجته والرؤية التي يقدّمها عن الإيمان والكنيسة والإنسان والله، ذلك انّ خلفه يقف رجلان يمكن التعويل عليهما ليخرجا بشيء تنويري. صحيح انّ فندرز بذل الكثير من الجهد ليخرج بخطاب جريء له نكهة سينمائية، الا انّ نجم الفيلم الأول هو البابا نفسه الذي يسحب البساط في أكثر من محل من تحت أقدام المخرج. انه البطل الأوحد لهذا الفيلم. ورغم ان الفاتيكان هي التي اقترحت على فندرز إنجاز الفيلم، فلم يفلت من سيطرة المعلم الألماني الذي يقول انه أُعجب بالحبر الأعظم منذ طلته الأولى على شرفة كاتدرائية القديس بطرس.

منذ البداية، يتبنّى الفيلم خيار القيام بتقارب بين تجربة البابا من جهة وتجربة القديس فرنسيس الأسيزي، رسول الفقر والتقشف و”الناشط البيئي”، الذي يعيد الفيلم احياءه في مشاهد بالأسود والأبيض كأنها خارجة من فيلم صامت. يجب التذكير ان فرنسيس هو أول بابا يختار هذا الاسم، وليس بالمصادفة. فالرجلان يؤمنان بعقيدة واحدة تنبذ كلّ أنواع الترف وتدعو للعودة إلى الطبيعة.

بيد ان أهم ما في الفيلم هو أقوال البابا ووضوح أفكاره ومواقفه سواء المتعلقة بالمثليين (مَن أنا لأحاكمهم؟”) أو البيدوفيليا عند الرهبان أو قضية اللاجئين، وكلها أفكار يمكن وصفها بالثورية في مؤسسة دينية عمرها مئات السنوات، مهترئة وتحتاج إلى تحديث جذري. فالكنيسة التي ترى في المال أملاً، يشبّهها البابا بمنظّمة غير حكومية. فهو يدعو إلى كنيسة فقيرة للفقراء، كون “الفقر هو من صلب الأناجيل”. مراراً، يغمز البابا من قناة الإنسان الغربي الغارق في المادية والأنانية والزمن السريع. انه هذا العالم الذي أصابه الصم حيث نتكلم كثيراً ونستمع قليلاً، ما يزعج البابا. يلحّ على ضرورة ان يهتم الأهل بأولادهم ويسأل: “متى آخر مرة لعبتم مع أولادكم؟”، مستغرباً ان يتحوّل الإنسان إلى آلة.

لا يترك الفيلم أي مجال للشك حول ماركسية البابا، رغم نفيه السابق لهذه “التهمة”. فهو لا ينتقد الكنيسة فحسب (ذاكراً أحد أقول المسيح: “لا تعبدوا ربين…”)، بل يتعامل في معظم خطبه مع أمور عملية هي شؤون يومية، مثل ضرورة تأمين فرص العمل، كإحدى أهم القيم التي تحفظ الكرامة البشرية. لا يخفي البابا معاداته الرأسمالية وبيع الأسلحة: “لنقل لا لمنظومة مالية تستعبد الإنسان بدل ان تخدمه”. يدعونا إلى عدم الخوف من كلمة ثورة، وهو ينظر في الكاميرا، أي في عيني المُشاهد، ولا يخشى الاعتراف بأنه لا يملك جواباً يشرح موت الأطفال، ثم يذكر قولاً لدوستويفسكي.

لكلّ الأسباب المذكورة، يرى فندرز انّ البابا هو أفضل ما حدث للكنيسة منذ قرون، لإدخال هذه المؤسسة في القرن الحادي والعشرين. لا ينشغل الفيلم كثيراً بالمسيحية كدين وتعاليم، فقناعات البابا تكفي وتفي في هذا المجال. ويدرك الأخير جيداً ان العلم يخدم البشرية أكثر من أي عقيدة، والخلق على النحو الذي جاء في النصوص المقدّسة هو شكل ميثولوجي، والكوكب ارث لا يجب الافراط به.

هناك شيء في المشروع يتماهى مع فحوى الفيلم نفسه: ألماني ينجز فيلماً عن البابا الفاتيكاني الذي من أصل أرجنتيني بتعليق صوتي فرنسي وأموال سويسرية وتوزيع أميركي. وبالطبع، بعض الصحافة الغربية التي تنتهج السينيكية المجانية كخط تحريري، سترمي الحجارة في بئر الرجلين، بلا أي اعتبار لأهمية ما يُقال في زمن سقوط كلّ المرجعيات الأخلاقية و”عولمة اللامبالاة” ولدور البابا في بثّ الروح في جسد ميت.

النهار اللبنانية في

15.05.2018

 
 

ينافس على السعفة الذهبية في مهرجان كان: «حرب باردة» للبولندي بافيل بافليكوفسكي: عشق لا فكاك منه في بلد لا ملاذ منه

كان ـ «القدس العربي» من نسرين سيد أحمد:

في فيلمه «حرب باردة»، الذي ينافس على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي (88 إلى 19 مايو/أيار) يقدم المخرج البولندي بافيل بافليكوفسكي فيلما موجعا يدمي القلب حزنا وصدقا. إنها قصة حب يقف لها الوطن بالمرصاد وتعصف بها المآسيواللطمات الواحدة تلو الأخرى، ولكنها تبقى رغم الألم. إنها قصة حب يليق بجلالها الحزين التصوير البديع باللونين الأبيض والأسود الذي اختاره بافليكوفسكي لأجواء فيلمه. 

إنها قصة عشق تجمع بين الملحمة والمأساة، يواجه فيها الحبيبان وطنا يقف لهمابالمرصاد، وتشهد قصتهما الاعتقال والتعذيب والفرار والمنفى ولكنها تبقى رغم كل الصعاب. يقدم بافليكوفسكي فيلما ليست فيه بولندا موقعا للحدث فقط، بل بولندا هي القدر ذاته،هي من يرسم مصائر الحبيبين ويقرر حياتهما ويكتب مصير قصة حبهما. 

تبدأ أحداث الفيلم في بولندا في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين. وسط أجواء يعمها بياض الجليد ببرودته، تجوب سيارة يستقلها موسيقي ومسؤولة في الإذاعة القرى النائية في بولندا لتسجيل التراث الموسيقي والغنائي للمناطق الريفية والجبلية، ولجلبالمواهب الغنائية والموسيقية الواعدة إلى العاصمة وارسو لتشكيل فرقة موسيقية وراقصة تحتفي بالتراث الفني للبلاد. قبل الذهاب إلى وارسو بالمجموعة الغنائية النهائية، كان على الموهوبين المتنافسين البقاء لمدة شهر في قصر ريفي للتدرب على الغناء ثمانتقاء الأفضل للذهاب للعاصمة. 

المسؤولان عن عملية اختيار المواهب الواعدة هما المؤلف الموسيقي وعازف البيانو الأربعيني الوسيم فيكتور (توماش كوت) والمنتجة إرينا (اغاتا كوليشا). ما إن تقع عينا فيكتور على الصبية الجميلة زولا (يوانا كوليغ)، حتى يفته حسنها، وليس حسنها فقط،بل شخصيتها، فهي تبدو مختلفة عن الأخريات: أكثر حنكة ومكرا، وأكثر مثابرة وأصرارا وأقوى شخصية. 

افتتان يقابله افتتان وإعجاب يوازيه إعجاب، فكما يعجب فيكتور بزولا لجمالها ولصوتها ولجرأتها، تفتن هي بمدربها الموسيقي الوسيم. تسافر الفرقة الجديدة إلى مسرحها الجديد في وارسو وتنتقل من نجاح إلى نجاح تحت إمرة مديرها الموسيقي فيكتور. 

ولكن الوطن يقف لقصة الحب الوليدة بالمرصاد. سرعان ما تتدخل السلطات الشيوعية في المسرح وتطالب المسؤولين فيه عن تقديم أغنيات تمجد ستالين والشيوعية، وتطالب زولا بتقديم تقارير عن الميول السياسية لفكتور الذي تشعر تبرمه من التدخل فيسياسات مسرحه وفريقه. تلوح بارقة أمل لفيكتور عندما تدعى الفرقة لتقديم حفل في برلين الشرقية، حيث يقرر فيكتور الانشقاق والفرار إلى الغرب ويتفق مع زولا أن تهرب معه. 

ولكن زولا تخلف الوعد وتبقى في بولندا، فعلى الرغم من الألم والتدخل السافر من السلطات في حياتها، تجد زولا نفسها غير قادرة على مغادرة البلاد. لم يكن بإمكانها أن تتخيل أرضا لها سوى بولندا. أما فيكتور، فيعيش مع الحسرة على مستقبل موسيقي لميبق منه سوى العزف على البيانو في ملهى باريسي وعلى قصة حب لم تخلف له إلا الحسرات. 

علّ أحد المشاهد الدالة المحملة بالمغزى في الفيلم هو مشهد يتحدث فيه أحد المسؤولين في الفرقة الغنائية عن إحدى المغنيات القرويات، مطالبا بأن تصبغ شعرها أو أن تستبعد من الفرقة، فهي ذات شعر داكن لا يتفق مع «الصورة المثالية» التي يخالها النظامعما يجب أن تكون عليه بولندا، فبولندا شقراء ذات قسمات جميلة. هذه هي بولندا الشيوعية كما يصورها الفيلم: بلد قامع يرفض أي صورة من صور الاختلاف، بلد يزيف الحقائق لخلق أسطورة بولندية، بلد يزيف الماضي ويختلق أغان تراثية تمجد القادة.

هذا هو ما يدفع فيكتور إلى الفرار وهذا ما تتحمله زولا حتى تبقى في بلادها. بدلا من الحفاظ على التراث الثقافي والغنائي للبلاد، تصبح الفرقة جزءا من آلة ضخمة للدعاية السياسية ولتمجيد ستالين والقادة الشيوعيين. يصبح البقاء في البلاد نوعا من الحربالباردة التي يتوجب خوضها إن حاول المرء أن يبقى على مبادئه. وتصبح الحرب الباردة أيضا حال قصة الحب بين فيكتور وزولا، فهما لا قبل لهما بالبعد عن بعضهما البعض، وكلما ابتعدا، يسعيان بكل ما أوتيا من قوة للعودة معا، متحديين السلطاتومستعدين للسجن والتعذيب، ولكنهما كلما التقيا يبدو كما لو أن الوطن الذي غادراه يحول بينهما. إنها قصة حب لا تنسى بالبعد ولا تستقيم باللقاء.

المنفى هو قدر فيكتور وزولا أينما حلا، فهما غريبان في أرض المهجر وغريبان في بولندا التي تصر على تصنيفهما وفقا لآرائهما السياسية والتي لا يجدان وطنا فوق ثراها. رغم الحب العميق، لا يفضح وجه الحبيبين هذا العشق. ربما يود بافليكوفسكي أنيخبرنا أنه حتى يتبدى الحب على قسمات العاشقين يجب ألا يعرفا شقاء كالذي عرفه فيكتور وزولا، الذين لم يشأ لهما الوطن قط أن يسعدا بقصة حبهما. الفرار لا يصلح ما أفسده القهر والبطش والبقاء لا يمحو الاحساس المرير بالغربة والاغتراب. 

في كنيسة مهجورة يتعاهد الحبيبان على ألا يفترقا قط، يتعاهدان على أن يخلد حبهما إلى الأبد، ولكن الأبدية كما يصورها بافليكوفسكي ليست البهجة الوردية التي نخالها بل هي مواجهة الظلام الحالك معا. فيلم نفذه مخرج في أوج تمكنه من أدواته وأضفىعليه الحزن الجليل تصوير بديع وأغان تشدو عن اللوعة والفراق والقلب الذي يتحطم.

####

سبايك لي السينمائي المناضل والريادي يعود إلى «كان»

نيويورك – أ ف ب:

منذ أكثر من ثلاثين سنة، يتميز المخرج الأمريكي سبايك لي الذي عاد أمس الاثنين إلى مهرجان «كان» السينمائي، بأسلوب محكم ومسل يناصر فيه قضايا عصره، ترك بصمته في مجال السينما وشكّل نفحة أمل للأمريكيين السود.

كان «شيز غوتا هاف إيت» فيلماً صغيراً صور في أقل من أسبوعين في عز صيف العام 1985 بالأبيض والأسود وقد موّله جزئيا بمدخرات جدته. الا ان الضجة المدوية التي أحدثها لا يزال يتردد صداها حتى الان.

مع فيلمه الأول الطويل هذا الذي نال جائزة في مهرجان كان «حطم سبايك لي السقف الزجاجي» لكل السود العاملين في الوسط السينمائي و»شرع الأبواب أمام كل الذين أتوا من بعده» على ما يؤكد مايكل جينيه الممثل وكاتب سيناريو فيلم «شي هايت مي».

ويتابع قائلا إن المخرج الأسود «راين كوغلر ما كان ليحقق النجاح الذي سجله «بلاك بانثر» لو لم يقدم سبايك لي على ما أقدم عليه».

ولد شيلتون جاكسون لي وهذا اسمه الاصلي في ولاية جورجيا العام 1957 وشبّ في منطقة بروكلين في حي فورت غرين حيث صور فيلمه الأول وحيث لا تزال مكاتب شركة الانتاج التي يملكها «40 ايكرز اند ايه ميول».

وقد اضطلع سبايك لي القصير القامة والنحيل الذي يتمتع بنظرة عازمة بدور الساعي المتهكم مارز بلاكمون في فيلمه الاول. ويقول أحد أبطال الفيلم جون كندا تيريل «انه شخص غريب وعميق» يلزم الصمت أحيانا كثيرة ويكون ذلق اللسان احيانا اخرى ومشحوذ الذهن على الدوام.

ويؤكد هربرت ايشلبرغر الذي كان استاذه لمادة السينما في جامعة كلارك في اتلانتا ويعتبره سبايك لي مرشده «كان متحفظا، لكنني كنت اعتبر انه مصنع أفكار، كان يقترح كميات من الأفكار لأفلام وطريقة تناول القصة».

ويضيف الاستاذ الجامعي «منذ البداية كان قاصاً ماهراً» وكان يظن انه سيخوض غمار الأفلام الوثائقية. إلا ان سبايك لي لن يتناول هذا النوع من الأعمال إلا في العام 1997 مع «4 ليتل غيرلز» الذي رشح لجوائز الأوسكار واتبعه بافلام اخرى كثيرة.

وقد تمكن في تلك الفترة من إرساء عالمه السينمائي الخاص السياسي النزعة في غالبية الأحيان مثل «دو ذي رايت ثينغ» و «جانغل فيفر» و «مالكوم إكس» التي انتجها بعيداً عن هوليوود لكي يبقى متحكما بكيفية توزيع الادوار التي كان يعطي الأولوية فيها للممثلين السود، وبالمونتاج.

ويوضح هربرت ايشلبرغر «يريد ان يقرر ماذا يريد ان يضمن فيلمه» وهو يعتمد في غالب الأحيان على سيناريوهات وضعها بنفسه. وهذا هو سر أفلامه الصريحة والمباشرة التي تخلط بين الأواصر الإنسانية والمواضيع الاجتماعية مع حس فكاهي مشحوذ. ويقول مايكل جينيه مستذكراً «في أحد الأيام سألته لم يهتم لكتابة النصوص بنفسه. فرد علي قائلا: انا مؤلف قبل كل شيء».

ومع انه لم يخرج يوما انتاجا ضخما إلا ان سبايك لي يعتبر في الولايات المتحدة مخرجا شعبيا. ويقول جون كندا تيريل «عندما عدنا من كان (في العام 1986) كان فيلم «شيز غوتا هاف إيت» قد بدأ يعرض في نيويورك ولم استطع المشي في الشارع».

وقد عرفت شهرته تسارعا عندما طلبت منه شركة «نايكه» إخراج سلسلة من الأفلام الدعائية عن أحذية «إير جوردان». هذه الأفلام القصيرة المصورة بالأبيض والأسود ومن بطولة مايكل جوردان وسبايك لي في دور مارز بلاكمون مجددا، ستحول وجه التسويق الرياضي نهائيا.

وصور اعلانات لماركات مختلفة فضلا عن فيديو كليبات موسيقية. وقد صور أيضا أفلاما كلاسيكية الطابع مثل «إنسايد مان» (2006) وهو فيلم تشويقي حقق أكبر نجاح جماهيري له.

ويبقى سبايك لي متشبثا باستقلاليته ويحافظ في سن الحادية والستين على الوجهة نفسها مع الامريكيين السود كخلفية لأفلامه. ويتناول فيلم «بلاكلانسمان» الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان هذه السنة قصة حقيقية لشرطي امريكي اسود يخترق صفوف عناصر من حركة كوكلوكسكلان في العام 1979 من بطولة آدم دايفر وجون ديفيد واشنطن.

وقال سبايك لي في كانون الثاني/يناير خلال مقابلة تلفزيونية: «بين 1985 واليوم ثمة فارق هائل» في مشاركة السود في السينما «لكن الوضع لا يرضينا فالأمر لا يتعلق بانجاز فيلم فقط. علينا ان نتمكن من الوصول الى مراكز مهمة لتكون لنا كلمتنا بشأن الأفلام التي تنجز».

####

المخرج السوري محمد ملص: خلص الكلام!

أفلام روسية وإيرانية في «كان» من غير أصحابها…

وكيف وظّف إعلان تجاري لاجئاً سورياً

راشد عيسى

ضحك المخرج السينمائي السوري محمد ملص عندما سأله مضيفه توفيق مجيد في برنامج «ثقافة» على شاشة «فرانس24»: من غيّب الكاميرا؟». ضحك واكتفى بالقول، كما لو أن الأمر مجرد مزحة: «آه.. من غيّبها»، ثم تابع حديثه ولا كأن السؤال سؤال. 

محمد ملص معروف كواحد من الأسماء الثقافية التي، على الأقل، لم تكن قبل الثورة على وئام مع السلطة. ناقد لها كسينمائي ومثقف. قلّما غاب عن أي جدل يتناول أزمة السينما في البلاد، الرقابة، احتكار الإنتاج، بيروقراطية وتسلّط «المؤسسة العامة للسـينما».. لكـن ما الذي حدث الآن حتى يكتفي أحد أبرز سينمائيي سوريا ليكتفي بالـ «آه»؟ خصوصاً بعد أن رفعت الأحداث في البلد سقف القول كأمر واقع، أو ربما لانشغال النظام بما هو أعظم شأناً من السينما وحرية التعبير.

بالكاد تحدث ملص عن «منطعف»على صعيد السينما، فسّره بالإشارة إلى ازدهار وسائل التواصل الاجتماعي، من دون أي تلميح للثورة (سمّها ما شئت، لكن لن تستطيع تجاهل آثارها) التي كانت الكاميرا عمادها. الثورة التي وضعت الكاميرا في كل يد، وكان أول ما فعلته أن داست تلك اللافتة التي لم تخل زاوية في البلد منها «ممنوع الاقتراب والتصوير». انتعشت السينما الوثائقية. اغتنى المشهد بعشرات السينمائيين الشبان الذي يتابعون تدريبهم هنا وهناك، ويخوضون مشاريع تحقق حضوراً لافتاً للسينما السورية هنا وهناك، وصولاً إلى ما يمكن اعتباره أرضاً صلبة تبشر بسينما يستحقها هذا البلد. 

لكنها كانت مقابلة رديئة في الواقع، لم يبدُ فيها أن المخرج جاهز لقول شيء ذي قيمة، ولا أن إعلاميّ «فرانس24» جاد في أسئلته. توفيق مجيد، كعادته، يطرح أسئلة لا يبدو معها أنه حريص على جواب، بقدر ما هو حريص على اصطياد نكتة أو تعليق لن يضحك له سواه. أسئلته ارتجالية، ليس من الواضح أنه بذل أدنى جهد في تحضيرها، بدا وكأنه يجهد في تبديد الوقت، لا أكثر.

خلف الستار الحديدي

مخرجان لم يحضرا مع فيلميهما إلى مهرجان كان السينمائي المنعقد في هذه الأثناء في فرنسا، الروسي كيريل سيريبرينيكوف والإيراني جعفر بناهي، الأول لأنه تحت الإقامة الجبرية بدعوى الاختلاس، والثاني ممنوع من السفر.

الفيلم الروسي «الصيف» يتناول حكاية انتشار موسيقى الروك بين شباب الاتحاد السوفييتي الأمر الذي اعتبر نوعاً من الأمل، أما فيلم الإيراني جعفر بناهي «ثلاثة وجوه» فيفضح، على ما تقول أخبار «كان»، ما يعيشه الفنانون في بلاده. 

الفيلمان، الروسي والإيراني، يتناولان إذاً قضية الحريات، ويتعرض مخرجا الفيلمين في الوقت ذاته وبسبب من موضوعيهما للقمع والمحاكمة.

وزير الخارجية الفرنسي بعث برسالة إلى الرئيس الروسي بوتين لـ «تشجيعه» على السماح لسيريبرينيكوف بالذهاب إلى «كان»، لكن بوتين عبّر، في رسالة إلى المهرجان عن «رغبته الصادقة في المساعدة»، قال لأن «القضاء الروسي مستقل». أما بخصوص المخرج الإيراني فيبدو أن أحداً لن يحاول حتى أن يتوسط له بالسفر.

ليست مصادفة أن تجتمع روسيا وإيران في قضية واحدة، خلاصتها قدرة المنجز الفني في الوصول إلى «كان»، وعدم قدرة المبدعين من ذلك. قوة الستار الحديدي وقوة الأمل وراء الستار.

نحب الشاي

الإعلانات التجارية سيئة السمعة على الدوام، يصعب أن نتخيل إعلاناً تجارياً، مهما كان ذكياً ومتقناً، من دون أن يقوم في جوهره على التلفيق واستعمال البشر نساءً وأطفالاً في سبيل ذلك. 

لذلك سرعان ما سيستفز البعض من ظهور لاجئ سوري في إعلان هولندي للشاي. سيفترضون سلفاً أن الشركة ستحوّل اللاجئ والشهداء الذين يتحدث عنهم ضمن الإعلان إلى سلعة تجارية. 

يبدأ الإعلان بكأس الشاي، ثم بيد تمسك بالكأس، لنرى بعدها اليد تربت على يد أخرى قربها. هذه هي إذاً وظيفة الشاي الأولى. لكل منا حكاياته مع جلسات الشاي الدافئة مع الأسرة والأصدقاء. 

الكاميرا في بيت طارق، اللاجئ السوري الحلبي، يتحدث بالعربية (فيما الكاميرا تحوم في البيت فتصوره وهو يعطي ولده الرضيع زجاجة الحليب، تصور الطفل في السرير، الفراشات الوردية الملصقة على الجدار..)، يحكي كيف كان واحداً من فريق نادي الحرية في حلب، وهو قد توقف بسبب «الأحداث»، حيث استشهد بعض أصدقائه الرائعين. 

يحلم طارق بالحياة من جديد، يريد أن يؤسس حياته هنا. سنراه على دراجته بعد قليل، يقول إنه ذاهب لفريق المدينة، وفي استراحة الشاي سيسألهم إن كان بإمكانه الانضمام إليهم. 

في غرفة الاستراحة سيقرأ طارق من ورقةٍ بلغة هولندية بسيطة، يسألهم إن كان في إمكانه اللعب معهم. طارق سمين بعض الشيء، متلعثم على الدوام، كأي لاجئ جديد في مدينة غريبة، ولعلها رسالة أخرى أيضاً، ليس صعباً أن يأتي الإعلان بشاب أكثر رشاقة ووسامة وأقل تلعثماً، لعله أراد أن يقول إن لا شرط للاندماج، إلا رغبتك بالاندماج (وربما رغبتك بشرب هذه الماركة من الشاي). 

سيضحك الجميع في غرقة الاستراحة مع كأس الشاي الساخن، سنراهم يتراكضون بعد قليل فوق عشب الملعب، ومعهم طارق. 

لا يوظف إعلان الشاي هذا الناس لخدمة المنتج، إنه يوظف الأخير لخدمة قضية نبيلة، إنه يذكّر أولاً بما يجري في بلده، ثم يؤكد ثانياً على قضية القبول والاندماج. 

نحب الإعلانات عادة لأنها ذكية، ومتقنة بصرية، ومختصرة جداً. لكننا نحبها هذه المرة لأنها ممتلئة بالنبل، والعاطفة، والأمل.

كاتب فلسطيني سوري

القدس العربي اللندنية في

15.05.2018

 
 

رسالة كان- الفيلم الياباني Asako I & II.. متعة مشاهدة قصة تقليدية

أمل مجدي

الأفلام الجيدة لا تحتاج إلى حكاية مأسوية أو موضوع مثير للجدل كي تستحق المشاهدة. ببساطة يمكن للفيلم أن يكون ممتعا حتى وأن كانت قصته تقليدية ومتوقعة. هذا ما حققه فيلم Asako I & II المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دورته الـ71. فيلم المخرج الياباني يوسوكي هامادتي الذي تصل مدته إلى ساعتين تقريبا يركز على فتاة تقع في حب رجلين متشابهين في شكلهما ومختلفين في طباعهما.

الفيلم المأخوذ عن عمل أدبي يقدم قصة شاهدناها مرارا وتكرارا في الأفلام التي تنتمي إلى نوعية الرومانسية الكوميدية. الفتاة الهادئة التي تلتقي بشاب جذاب ومغامر وتعجب به من النظرة الأولى وبعد ارتباط يدوم لفترة قصيرة يفطر قلبها ويتركها. وبعد مرور عامين، تلتقي بشبيه له من حيث الشكل، وتنشأ بينهما علاقة رغم محاولات التهرب منه في البداية. تستقر الحياة لأكثر من خمس سنوات، ثم تنقلب حياتها رأسا على عقب مع عودة ظهور الحبيب الأول.

يتميز الفيلم بطرح مجموعة من التساؤلات الرومانسية حول المعني الحقيقي للحب والفرق بينه وبين الاحتياج إلى شريك يساندنا في الأوقات الصعبة، وكيف تؤثر الذكريات على قرارتنا ويتحكم شعور الفقد في خطتنا المستقبلية؟ وهل نختار البقاء مع من نحبه أم مع من يفرق معه غيابنا؟ البطلة "أساكو" قررت الارتباط بالرجل ذي الملامح المشابهة بعد مرحلة من التردد بسبب حاجتها إلى الأمان في لحظة وقوع الزلزال، ومع ذلك ظل الماضي يلاحقها ويلاحق حبيبها الجديد الذي أدعى أنه غير منزعج من القصة القديمة لكن اعترف في النهاية أنه كان خائفا طوال الوقت من انهيار علاقتهما إذا عاود الحب الأول الظهور. تقرر "أساكو" في النهاية الاختيار بينهما، لرغبتها في امتلاك زمام الأمور هذه المرة، لكن القرار الأخير المتوقع لا يبدو نابعا من شعورها بالحب فقط وإنما يظهر كأنه رغبة في البقاء مع من يفرق معه وجودها بجانبه

يختار المخرج أن يقدم قصته بطابع يحمل قدرا من الكوميديا يرصد من خلاله نظرة اليابانيين المتحفظة إلى الحب والعلاقات، المتمثلة في التلصص على الحبيبين وهما يقبلان بعضهما في الشارع، أو رفض حيرة المرأة بين رجلين واختيار أحدهما على الآخر.

في المجمل، رغم أن الفيلم جيد الصنع وحافل بأدق تفاصيل العلاقات العاطفية، فإنه تقليدي في فكرته ومعالجته حتى وأن كانت نهايته مفتوحة إلى حد ما. وهذا يدفع للتساؤل حول مدى قدرته على المنافسة على السعفة الذهبية مع أفلام مهمة مثل The Image Book لجان لوك جودار، وCold War لبافيل بافليكوفيسكي، وShoplifters لهاروكازو كويردا.

موقع "في الفن" في

15.05.2018

 
 

انطلاق النسخة الرابعة من مهرجان سينما فلسطين في باريس

رمان الثقافية

"إيقاعات زمن مختلف" لتوفيق عبد العال... في دار النمرإيلاف بدر الدين: لغة الثورة السورية تفتقد التوثيقجناح فلسطين في "كان" السينمائي... في صوَر"مؤسسة الفيلم الفلسطيني"... الوجه الجديد للسينما الفلسطينية

تنطلق فعاليات مهرجان سينما فلسطين، بنسخته الرابعة، في باريس وضواحيها، على مدار ١٠ أيام من ٢٥ أيار-مايو وحتى ٣ حزيران-يونيو ٢٠١٨.

منذ تأسيسه، حرص فریق العمل المكون من متطوعين على أن یكون المھرجان مستقلا بذاته. یتیح المھرجان مساحة للاطلاع على الأعمال السينمائية الفلسطينية المستقلة غیر المتاحة للجمهور الباريسي. هذا بالإضافة إلى كونه فضاء يسمح باكتشاف المواھب الشابة من خلال عرض أفلام مخرجين فلسطینيين خاصة من فئة الشباب، والالتقاء بالجمهور الفرنسي وفتح باب النقاش حول الأفلام.

يتزامن المهرجان هذا العام مع الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، عام ١٩٤٨، ولهذا تسلط هذه النسخة الضوء على الحدث، عبر عرض أفلام تتناول النكبة من عدة زوايا، وعلى مراحل مختلفة.

إضافة إلى الأفلام التي ستعرض ضمن نسخة هذا العام من المهرجان، تنظم فعاليات متنوعة، منها:

- أفلام تتناول نكبة فلسطين، بالإضافة إلى "ماستر-كلاس" MasterClass للمخرج كمال الجعفري، وعرض ونقاش لبعض من أعماله السينمائية لارتباطها بشكل وثيق بمسألة النكبة.

- المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة لهذا العام تتوج بتقديم جائزة “لجنة التحكيم”، وأخرى من قبل الجمهور.

- المخرجة مي مصري ضيفة شرف المهرجان هذا العام، حيث تعرض أعمالها السينمائية، بالإضافة إلى "ماستر-كلاس" MasterClass نكتشف من خلاله تجربتها في العمل على الأفلام الوثائقية وخاصة في مخيمات الشتات ونقاش بحضورها.

- عرض مجاني في الهواء الطلق في الضاحية الباريسية "سانت دونيس" Saint Denis، يتخلله حفل موسيقي وعرض راقص.

- ليلة خاصة وعروض خاصة لفيلم “الطريق ١٨١” حيث سيعرض بأجزائه الثلاث خلال الليلة.

- ملتقى صانعي الافلام FCP Industry Days : من 28 إلى 29 أیار- مایو، سیلتقي خلال یومین سینمائیین فلسطینیین وعالمیین، لتبادل الخبرات، وبحث إمكانيات توسيع نطاق التوزيع والإنتاج السينمائي الفلسطيني.

لمزید من التفاصیل:

الموقع الرسمي للمھرجان

فیسبوك

إنستاغرام

المنسقة الإعلامية للمهرجان وإحدى مؤسسيه: روان عودة: 0033643492015

برنامج عروض الأفلام

• الجمعة  - 25 أيار 19:30

Cinéma Luminor Hôtel de Ville - Paris

لیلة الافتتاح : فيلم: “تقارير حول سارة وسليم” مؤيدعليان.Palestine | 2018 | 127 min | Fiction

Débat avec Muayad Alayan

 

• السبت 26 أيار  15:00

Cinéma Luminor Hôtel de Ville - Paris

فيلم: عزيزي حسان - إخراج: أكسيل سيلفاتوري سينز

France | 2014 | 4 min | Documentaire

فيلم: نحنا ولاد المخيم - إخراج: سامر سلامة

Syrie, Liban | 2017 | 88 min | Documentaire

Débat avec Samer Salameh

 

Cinéma Luminor Hôtel de Ville - Paris 17:30

Focus 1948 La Nakba

السطح - إخراج: كمال الجعفري

Débat avec Kamal Aljafari

 

Cinéma Luminor 20:00

Hôtel de Ville - Paris

فيلم: ماذا تريد ولاء - إخراج: كريستي غارلاند Avant-première

Française

Canada, Danemark | 2018 | 89 min | Documentaire

 

الاحد 27 أيار 14:30

Cinéma Luminor  Hôtel de Ville - Paris

Focus 1948 La Nakba

Recollection فيلم: استعادة - إخراج: كمال الجعفري

Allemagne | 2015 | 70 min | Documentaire

Film présenté par Kamal Aljafari

16:00 Cinéma Luminor Hôtel de Ville Paris -

ماستر كلاس - للمخرج كمال الجعفري

 

18:00 Cinéma Luminor Hôtel de Ville – Paris

Focus 1948 La Nakba  عروض أفلام قصیرة فیلم: نبدأ بقیاس المسافة - إخراج: بسمة الشریف

Emirats Arabes Unis | 2009 | 19 min |

فیلم: الفعل الماضي المستمر - إخراج: دیما حوراني

Palestine | 2014 | 11 min |

فیلم: صور مستعادة - إخراج: محاسن ناصر الدین Palestine | 2012 | 22 min | فیلم: معلول تحتفل بدمارھا - إخراج: میشال خلیفي

Palestine | 1985 | 30 min | Documentaire

 

20:00 Cinéma Luminor Hôtel de Ville  Paris   

ضیفة الشرف: المخرجة مي مصري

فیلم: ولادة صورة - إخراج: فراس خوري Palestine | 2017 | 10 min | Documentaire فیلم: أطفال جبل النار - إخراج: مي مصري

Palestine |

 

الثلاثاء 28 أيار

20:30 Cinéma Les 3 Luxembourg - Paris

مسابقة الأفلام القصیرة فیلم: رجل یغرق - إخراج: مھدي فلیفل

Danemark | 2017 | 16 min | Fiction فیلم: بونبونة - إخراج راكان میاسي

Palestine | 2017 | 15 min | Fiction فیلم: السیدة إیل - إخراج: لیلى عباس Palestine | 2017 | 15 min | Fiction فیلم: ذاكرة الأرض - إخراج: سمیرة بدران

Espagne | 2017 | 13 min | Animation

فیلم: رابتشر - إخراج: یاسمینا كراجة

Canada | 2017 | 19 min | Fiction


فیلم: أبوكي خلق عمره ١٠٠ سنة زي النكبة - إخراج: رزان الصلاح

Your father was born 100 years old, and so was the Nakba de Razan

AlSalah

Etats-Unis | 2017 | 7 min | Fiction

En présence de Laila Abbas, Razan AlSalah, Mahdi Fleifel et Rakan Mayasi.

 

الأربعاء 30 أيار 20:00

Cinéma Le Méliès - Montreuil فیلم: سیارة إسعاف - إخراج: محمد جبالي  Norvège | 2016 | 80 min | Documentaire

Débat avec Mohamed Jabaly

Modérateur: Wissam Alhaj

 

الخميس 31 أيار 20:00

Cinéma L’Écran Saint-Denis

خيوط السرد – اخراج كارول منصورومنى خالدي

STRICHING Palestine de Carol Mansour et Muna Khalidi

Liban | 2017 | 78 min | Documentaire

Débat avec Carol Mansour

 

الجمعة 1 حزيران 18:00

Parvis de la Basilique de Saint-Denis   

عرض في الھواء الطلق حفل موسیقي: محمد نجم وأصدقاء إفطار رمضاني فلسطیني

  عرض فیلم:

22:30 Rough Stage de Toomas Jarvet

Estonie | 2015 | 74 minutes | Documentaire

23h45 Spectacle de danse de Maher Shawamreh

 

السبت 2 حزيران 17:00

Cinéma Le Studio - Aubervilliers

ضیفة الشرف: المخرجة مي نصري

  فیلم: ذاكرة السمكة - إخراج: یوسف صالحي

Palestine | 2017 | 7 min | Fiction فیلم: أطفال شاتیلا - إخراج: مي مصري

Palestine, Liban |1998 | 47 min | Documentaire

Débat avec Mai Masri

 

19:00 – 2:00 Cinéma Le Studio - Aubervilliers

لیلة خاصة: عروض فیلم: الطریق ١٨١ - إخراج: میشال خلیفي وإیال سیفان

19h Route 181 Sud de Michel Khleifi et Eyal Sivan

France | 2003 | 272 minutes | Documentaire

Débat avec Michel Khleifi et Eyal Sivan

21h30 Dîner Palestinien

22h30 Route 181 Centre

00h30 Route 181 Nord

 

الاحد 3 حزيران 11:00

Cinéma Le Studio – Aubervilliers

فيلم: “تقارير حول سارة وسليم” - إخراج: مؤيد عليان    Palestine | 2018 | 127 min | Fiction

 

14:30 Cinéma Le Studio - Aubervilliers

Focus 1948 La Nakba

A Magical Substance Flows into Me de Jumana Manna

Allemagne, Palestine, Royaume-Uni | 2016 | 68 minutes | Documentaire

 

16:30 Cinéma Le Studio - Aubervilliers

Focus 1948 La Nakba

فیلم: عمواس: استعادة الذاكرة - إخراج: دیمة أبو غوش

Palestine | 2016 | 52 min | Documentaire

 

18:30  Cinéma Le Studio - Aubervilliers

عرض الفیلم الحائز على جائزة “لجنة التحكیم” للأفلام القصیرة

Focus 1948 La Nakba

فیلم: المخدوعون - فیلم: توفیق صالح

Syrie | 1972 | 104 min | Fiction

مجلة ثقافية فلسطينية

مجلة رمان الفلسطينية في

15.05.2018

 
 

«يوم الدين» المصري يـُنافس علي السعفة الذهبية لـ»كان«

في مهرجان كان الـ71، نال المخرج المصري أبوبكر شوقي بفيلمه »يوم الدين»، إعجاب نجوم هوليود ونقاد فرنسا، وبعد تصفيق استمر 15 دقيقة، بات السؤال: هل تحصد مصر السعفة الذهبية من بين 18 فيلما تتنافس في المسابقة الرسمية؟..
اختار مهرجان كان في نسخته الـ71 أفلاما لمخرجين من مختلف القارات لا سيما آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا

ويبدو كأن رياحا جديدة تهب علي المسابقة الرسمية خصوصا لوجود العديد من المخرجين المغمورين من غير رواد المهرجان، وفي حدث استثنائي مشاركة فيلمين عربيين معا في المسابقة الرسمية، حيث تشارك اللبنانية نادين لبكي بفيلم »كفر ناحوم» في حين سيأتي أبو بكر شوقي إلي الريد كاربت بشريطه الطويل الأول »يوم الدين».

وفي العرض الخاص لفيلم »يوم الدين» الذي حضره عدد كبير من نجوم الفن في هوليوود والعالم العربي وسط متابعة كبيرة من قبل وسائل الإعلام العالمية وعقب انتهاء الفيلم قام الجميع ووقفوا يصفقون للمخرج.

وخرجت وسائل إعلام فرنسية، تتحدث عن الفيلم، وذكرت القناة الإخبارية الأولي في فرنسا أن الفيلم المصري، الذي ينافس علي جائزة السعفة الذهبية ضمن 21 عملا آخر، قد يحقق مفاجأة جيدة في نسخة المهرجان هذا العام، فيما ذكرت صحيفة »لوبوان» أن أبو بكر شوقي من أب مصري وأم نمساوية وينتمي لجيل جديد من المخرجين ويمثل أمل السينما المصرية، وأبرزت مسيرته الفنية من خلال عمله كمساعد مخرج في عدد من الأفلام في مصر حيث أنهي دراسته قبل أن يسافر إلي نيويورك.

ومن جانبها، تحدثت وكالة الصحافة الفرنسية عن »عودة مصر الكبيرة» لمهرجان كان بفيلم »يوم الدين»، فيما أكد موقع »كولتور بوكس» الثقافي، أن رواد الإنترنت ساهموا في دعم إنتاج الفيلم من خلال حملة أطلقت في عام 2015.

وبعيدا عن نجوم هوليود الذين تألقوا علي الريد كاربت، إلا أن الفيلم حاز إعجاباً كبيراً؛ إذ كتبت بشري التي حضرت المهرجان، علي حسابها الرسمي بموقع إنستجرام، أن السعادة غمرت الحضور بعد مشاهدة الفيلم، حتي أنهم استمروا في التصفيق 15 دقيقة دون انقطاع.

اختيار »يوم الدين» كان مفاجأة مهرجان كان، فميزانيته ضئيلة ولا نجوم في الكاستينج، وهو الفيلم الروائي الطويل الأول لصاحبه، حيث تعرف المخرج علي بطل فيلمه راضي جمال بمستعمرة الجذام في أبي زعبل، وتبدأ أحداث »يوم الدين» لتروي حكاية بشاي وهو رجل في منتصف عمره، ترعرع داخل مستعمرة الجذام. يغادر بشاي هذا المكان لأول مرة في حياته وينطلق برفقة صديقه وحمار خلال رحلة عبر أنحاء مصر بحثا عن عائلته التي تخلت عنه صغيرا.

وقال تيري فريمو مدير مهرجان كان عن »يوم الدين» إنه »من أفلام الرحلة الشخصية الرئيسية، رجل مصاب بالجذام، ومن تقمص ممثل غير محترف، حتي لا نستعمل كلمة هاوٍ. يأخذنا الفيلم »يوم الدين» في رحلة الشخصية الرئيسية »بشاي»، وهو رجل قبطي من جامعي القمامة شفي من الجذام، لكن آثار الجروح شوهت جسده ووجهه، يرافقه فيها الطفل النوبي الملقب »أوباما»، بعد أن توفيت زوجته المريضة عقليا، يغادر بشاي مستعمرة الجذام حيث أهملته عائلته وهو صغير للبحث عن جذوره في جنوب البلاد. ويترك أوباما وراءه اليتيم، لينطلق مع صديقه علي متن عربة يجرها الحمار »حربي» عبر أنحاء مصر في اتجاه محافظة قنا.

يستحق شوقي، وهو أيضا نمساوي ودرس السينما في نيويورك، الثناء لعودته إلي موطنه مصر وتركيز عدسته علي مواضيع حساسة. فيفضح المخرج المفاهيم الخاطئة عن المرض، التي قد تتجاوز المجتمع، فهو ليس معديا خلافا لما يتصوره العديدون. فلعب دور بشاي راضي جمال، وهو كان مصابا بالمرض وليس من الممثلين المحترفين. وصرح شوقي في المؤتمر الصحفي أن أحمد عبد الحفيظ الذي تقمص شخصية الطفل الصغير يلقب أيضا في الحياة اليومية بـ»أوباما»، ويهوي مشاهدة تصوير الأفلام.

يلاقي الصديقان غير المرغوب فيهما جميع المتاعب والمصاعب، فالجوع يترصدهم والضياع وقطاع الطرق، وحتي الحمار حربي يموت في أثناء الرحلة ويجد بشاي نفسه يوما في مركز للشرطة مقيدا بالأصفاد، ينجح بشاي في الهروب من السجن وينتظره في الخارج المزيد من العراقيل. إذ يستقل مع أوباما مختلف وسائل النقل من شاحنات وقطارات حيث يتعرضان للظلم والردع، فحتي الشحاذون لديهم »قطاعهم» المخصص في الشوارع العمومية.

وأوضح شوقي خلال المؤتمر الصحفي »كل ما له علاقة بالدين أو السياسة في الفيلم ليس موقفا شخصيا»، وفي مصر التي تتعايش فيها الديانات في ظل شبح الإرهاب، يصور أيضا شوقي رسائل تسامح وخفة روح علي غرار ذلك المشهد الذي يصلي فيه بشاي مع أوباما في مسجد. فكما يقول بشاي »لن نصبح متساوين إلا في يوم الدين»، ومهما كان نوع الاختلاف يخلق المخرج فتحة للتعايش السلمي والصداقة رأي البعض أن فيها شيئا من »السذاجة»!

رغم هذا الإنجاز، قام إنتاج الفيلم بأكمله علي وجوه جديدة في عالم الفن، من المخرج وكاتب السيناريو أبو بكر شوقي، مروراً بالمنتجة دينا إمام، وصولاً إلي أبطال العمل، بين الوجوه الجديدة التي تشارك للمرة الأولي بأعمال فنية، والأخري التي ظهرت في أدوار ثانوية وصغيرة بأعمال.

بعد عرض الفيلم كان هناك ردود أفعال فقد نشر المخرج عمرو سلامة علي تويتر »لو تعلمون، فإن إنجاز أبو بكر شوقي اليوم في عالم السينما لا يقل عن إنجازات محمد صلاح في عالم كرة القدم». النهاردة يوم مهم جدا في تاريخ السينما المصرية، فيلم يوم الدين في المسابقة الرسمية الأولي في مهرجان كان السينمائي الدولي.

أما أبرز أبطال الفيلم، الممثل أسامة عبد الله، تخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، لكنه استمر في أداء هوايته بالتمثيل، وتتلمذ علي يد المخرج كرم مطاوع، وكانت بدايات أعماله بمسرحية »إيزيس»، ثم فيلم »اليوم السادس» مع المخرج يوسف شاهين عام 1986.

شهيرة فهمي (44 عاماً)، وهي مهندسة معمارية، وتعمل بمجال الهندسة، حتي استهواها التمثيل، ويعتبر الفيلم »laires »amera الذي أُنتج عام 2017، أول ظهور لها في السينما كممثلة.

بالإضافة إلي شهاب إبراهيم، ظهر في أدوار ثانوية بأعمال مثل الجزء السادس من سيت كوم »راجل وست ستات»، و»أحلي أيام»، بالإضافة إلي مسلسل »الزناتي مجاهد» من إنتاج عام 2011.

وكذلك الممثل محمود عبد العظيم، الذي كانت بدايته من خلال المسرح، واقتحم مجال السينما من خلال المشاركة في فيلم »كليفتي» عام 2004، ثم فيلم »دم الغزال».

الحرب العاطفية

أيضا يشارك في المسابقة الرسمية عدد من أفلام تتعرض لمسألة الحب، بعواصفها وعذاباتها. لذة سينمائية بحتة تقويها الخلفية السياسية، ميزت فيلمي »الإغراء والحب والعدو السريع» للفرنسي كريستوف هونوري و»الحرب الباردة» للبولندي بافيل بافليكوفسكي. دخل كريستوف هونوري السباق نحو السعفة الذهبية في النسخة 71 لمهرجان كان بـ»الإغراء والحب والعدو السريع»، أحسن فيلم أنجزه حتي الآن حسب العديد. وكان أمام هونوري عائق من الوزن الثقيل، فمواطنه روبان كامبيو كان قد شارك في النسخة السابقة للمهرجان بفيلم »120 خفقة في الدقيقة» الذي تناول مواضيع مماثلة وفاز بالجائزة الكبري (ثاني أهم جوائز كان).

تطرق فيلم كامبيو لبدايات نضال أعضاء جمعية »أكت أب» لمكافحة الإيدز (مرض نقص المناعة المكتسبة) التي أسست عام 1989 في فرنسا.

أما البولندي بافليكوفسكيي فقدم ضمن المسابقة الرسمية »الحرب الباردة»، والقصة أيضا تتناول حبا مستحيلا. يتنقل بافليكوفسكي في التصوير من بولندا الستالينية إلي باريس »العيش الجميل»، مرورا ببرلين ويوغسلافيا. تعيش زولا (جوانا كوليج) في بولندا ما بعد الحرب العالمية الثانية، وسط عائلة من الطبقة المتوسطة، وتنضم إلي مجموعة غنائية فولكلورية للرقص والموسيقي يديرها فيكتور(توماس كوت) وهو موسيقي من الطبقة المثقفة يضطر لامتهان الفن الشعبي خلال الفترة الشيوعية.

تقع زولا في حب فيكتور لكن توق الأخير للحرية يدفعه للسفر إلي الغرب فهو يحلم بأن يصبح موسيقي جاز. قصة العشق بينهما لا يفسدها فارق العمر بل سخرية القدر والزمن، باختلاف الانتماء الاجتماعي وببطش فترة سياسية تقيد نزعات التحرر. لكن يبدو العشيقان في نفس الوقت محكومين برابط عبثي يجعلهما لا يقدران علي الافتراق، ويقول بافليكوفسكي الذي يشارك لأول مرة في السباق نحو السعفة الذهبية، إنه استوحي »الحرب الباردة» من حياته الشخصية وقصة والديه »شخصان كل منهما أقوي من الآخر، يكرهان بعضهما، يخونان بعضهما، يتطلقان، يتركان بلادهما ثم يلتقيان من جديد ليعشا سويا في الخارج».

ثلاث نساء في المسابقة الرسمية

تشارك ثلاث مخرجات في المسابقة الرسمية هذا العام، هن اللبنانية نادين لبكي عن »كفر ناحوم» والفرنسية إيفا هوسون عن »بنات الشمس» والإيطالية أليس روهفاشر التي تقدم فيلم »سعيد مثل لازارو» عدد النساء في هذه المسابقة ضعيف، وإن كان فريمو قد أكد أن المهرجان »منتبه ونشيط» في هذا المجال متابعا أن »أكبر مهرجان في العالم »يجب أن يكون مثاليا بشأن موضوع مثل هذا». لكن يُشار إلي أن رئيسة لجنة التحكيم هذا العام هي الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت، وهي السيدة الثانية عشرة التي تترأس هذه اللجنة، وينم قرار اختيارها عن عزم إدارة المهرجان علي دعم جهود مكافحة التحرش الجنسي منذ تفجر فضيحة هارفي واينستين التي هزت قطاع السينما.

فيلم الختام

يختتم مهرجان كان فعالياته لتلك الدورة بالفيلم البريطاني زالرجل الذي قتل دون كيخوته The Man Who Killed Don Quixote للمخرج تيري جيلام، الذي يُعرض في قسم »خارج المسابقة الرسمية» بعد سلسلة من العثرات الإنتاجية والفنية وأحياناً الكوارث الطبيعية التي عطّلت ذلك المشروع أكثر من مرة منذ بداية العمل عليه عام 1989، ليخرج الفيلم للنور هذا العام من خلال مهرجان كان، وهو من بطولة آدم درايفر وجوناثان برايس، الذي أدي دور العصفور الأعلي في المسلسل الشهير »لعبة العروش Game Of Thrones».
الفيلم مأخوذ عن رواية بعنوان »دون كيخوته Don Quixote» كتبها الإسباني ميجيل دي سرفانتس في القرن السابع عشر، ويتناول الفيلم حكاية رجل عجوز يعتقد أنه الفارس »دون كيخوته»، يورط »توبي» الذي يعمل مديرًا للإعلانات في لعب دور »سانشوا بانزا» كاتم أسراره. يرصد الفيلم رحلة بطليه وهما يتنقلان في الزمن بين القرنين الحادي والعشرين والقرن السابع عشر، حتي تصل الأحداث إلي نقطة تختلط فيها الأمور علي »توبي» نفسه فلا يصبح قادرًا علي التمييز بين عالم الواقع وعالم الأحلام كالفارس الذي يرافقه
.

فيلم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

حيث سيظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فيلم وثائقي ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 71. وسيكشف الفيلم الوثائقي كيف تغيرت فرنسا منذ انتفاضة الطلاب في باريس عام 1968، ويعطي الرئيس الفرنسي آراءه خلال الفيلم حول دور الدين في المجتمع، وربما سيتذكر الجمهور من الفيلم الوثائقي، الظهور الكوميدي والمفاجئ لماكرون وهو يقاطع الناشطين اليساريين المخضرمين، دانييل كون بينديت ورومين جوبيل، بينما كانا يتشاجران حول ما إذا كانا سيقابلان الرئيس في قصره في الإليزيه.

وتصف الطبعة الفرنسية من مجلة »«anity Fair» المشهد، قائلة إن الكاميرا تنسحب ليظهر ماكرون ويداه معقودتان وهو يراقب شجار الرجلين، تماما مثل مشاهدة شجار بعد مباراة تنس، وهذه هي المرة الأولي التي يقوم فيها رئيس فرنسي خلال توليه منصبه، ببطولة فيلم، وفقا للمجلة. وصور المشهد التمثيلي للرئيس الفرنسي في مقهي في فرانكفورت في أكتوبر الماضي، وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن حوار ماكرون مع الثنائي كان مرتجلا تماما وتم تصويره في لقطة واحدة، وسيتم عرض الفيلم خارج المنافسة بالمهرجان بتاريخ 16 مايو، ومن ثم سيبث علي قناة »France 5 T«»  في 21 مايو الجاري.

آخر ساعة المصرية في

15.05.2018

 
 

كان 2

كتب : مودي حكيم

مازلنا للأسبوع الثانى نتواصل معًا لتقديم كل ما هو جديد ومميز فى مهرجان «كان» للمسلسلات والدراما والإنتاج التليفزيونى.. وهذا الأسبوع نستمتع مع ناشيونال جيوجرافيك وما تقدمه من جديد على شاشاتها، كما نتابع ما ينتج على شبكات الإنترنت من برامج  ومسلسلات ونعود بكم إلى منحتنا الجديدة MIPTV وما تعرضه من أنشطة مختلفة وندوات ولقاءات متميزة وأفكار جديدة مبتكرة. فمعًا نتابع..

قصتنا The Story of Us

للمرة الثانية مورجان فريمان مع ناشيونال جيوجرافيك بعد أن قدم منذ عامين «قصة الإله» يجيب مورجان فريمان عن عدة تساؤلات من خلال وثائقى The Story of Us لماذا المجتمع والحب والتمرد والصراعات تهم البشرية؟ كيف تطورت الحضارة البشرية؟ لماذا تبدو المجتمعات البشرية حول العالم مختلفة؟ وكيف سيكون شكل هذه المجتمعات فى المستقبل، حيث إن العولمة والتكنولوجيا تعبير طريقة وأسلوب حياتنا.

فى الوقت الذى تقود فيه الأحداث العالمية الثقافات بعيدًا، هذا المسلسل الساحر الجديد واسع فى نطاقه وصميم فى أسلوبه ويهدف إلى الكشف عن القوى الإحساسية التى تبقى مجتمعاتنا معًا، والكشف عن الإنسانية المشتركة التى تقع داخل كل واحد منا.

مورجان فريمان الحائز على جائزة الأوسكار يسافر حول العالم ليراقب أناسا فى ثقافات مختلفة تتشكل حياتها بطرق مدهشة من قبل القوى الطبيعية والاجتماعية، لفهم كيف اتخذت الثقافة البشرية العديد من الأشكال الرائعة.

الفيلم يستكشف مواضيع مثل المعتقدات والبحث عن الحرية، مورجان فريمان يختبر كل شىء مما يميزنا عن البقية فى مملكة الحيوان من الحروب والنزاعات الدموية التى تدفع المجتمع للمجهول، رغم سعيها للعيش فى سلام.

ويكتشف حاجاتنا إلى الروابط القبلية الأساسية التى تسمح للمجتمعات بالازدهار والتحقق من كيفية التحولات والتغييرات فى ديناميكيات السلطة وتشكيلها للعالم.

كما ينظر مورجان إلى روح التمرد وأولئك الأفراد الذين يرغبون فى ملاحظة المجتمع ويسألون عن كيف كان الحب هو القوة فى البداية، كما نظر إلى الروحانيات فى الحضارات حول العالم، وأين سيأخذنا الحب فى المستقبل.

China From Above

مشاهد رائعة لدولة غير عادية فى مسلسل جديد مذهل واستكشاف ملحمى للصين من الجو، عجائب الطبيعة واكتشاف للهندسة المعمارية الضخمة والعجائب والنسيج الاجتماعى الغنى مع مناظر جوية خلابة؛ مشاهد طبيعية متنوعة على طول شاطئ البحر الأصفر وبحر الصين الشرقى، حيث السهول، وعلى حواف هضبة منغوليا، حيث تتواجد المراعى فى الجزء الشمالى، أمّا فى شرق البلاد فتوجد دلتا النهر الأصفر ونهر يانغستنى وأكثر المناطق السكنية كثافة حيث أكبر مشروع بنية أساسية بتكلفة بليون دولار يربط بين المدن فى المنطقة نموذج مشروع طموح لأطول كوبرى فى العالم على البحر، وإلى الغرب، حيث تقع السلاسل الجبلية الرئيسية، خصوصًا جبال الهملايا حيث تقع أعلى نقطة جبلية فى الصين فى الجزء الشرقى من جبل أفرست عند ارتفاع 88848 مترًا.

وحيث تنتشر غابات شبه استوائية فى الأجزاء الوسطى والجنوبية بها ما يقارب 146000 نوع من النباتات المختلفة.

China From Above يبث فى موسمين بأربع حلقات مدة كل منها 60 دقيقة وترجم إلى أربعين لغة من إنتاج BHP, NHN2 وCICC بالمشاركة مع ناشيونال جيوجرافيك من إخراج Kenny Png والتعليق الصوتى لأندريس ويليامز أمريكا من الداخل والخارج  America Inside Out كاتى كوريك Katie Couric الصحفية التليفزيونية «60 عامًا» التى استقالت العام الماضى من شبكة Yahoo كمراسلة إخبارية عالمية تبث برامجها الحوارية عبر الإنترنت بعد أن كانت تتلقى 10 ملايين دولار سنويًا كراتب.

كاتى كوريك الصحفية والحائزة على العديد من الجوائز تعرض 6 حلقات مدة كل منها ساعة من إنتاج Lincolin Square Production عمل مستوحى من رحلتها الشخصية وبنظرتها الخاصة على ثورة الأجناس «الذكر والأنثى» وتغوص لأول مرة فى أكثر المواضيع المحرمة التى تشكل عالمنا وتبقينا منقسمين، يأخذها البحث والتنقيب فى رحلة حول العالم تتحدى مفاهيم الناس الفريدة حول مواضيع مهمة مثل العنصرية والإرهاب والجنس، رغم صعوبة التحدث عنها ووضعها على طاولة النقاش.

كاتى بفضولها كصحفية واحترامها المتبادل للآخرين جعلها الشخصية المثالية لبناء وفهم الموضوعات الأكثر إثارة للجدل من أول كيف غيرت التكنولوجيا العقول إلى استكشاف أن تكون مسلمًا فى أمريكا.

وعلى الطريق تجند أفرادًا وتختار شخصيات ذوى معرفة متميزة فى مواضيع مختلفة للانضمام إليها فى هذه الرحلة، ممثلين من هوليوود: چوليان مور Julianne Moore اسيف ماندفى Aasif Mondvi وفيولا ديفيز Viola Davis وكذلك باتريك ماكمولين Patric McMullen. رجل يعيش برقاقة إلكترونية مزروعة، ومن أنصار الفن المستقبلى راى زويل Ray Zweil والنجم الأسود كوكو فيسكو coco Fusco.

كاتى تواجه وجهًا لوجه التعقيدات فى عالم متغير نعيش فيه أكثر من مجرد الاستماع فقط، لأقوال الناس ومشاعرهم متناولة هذه المواضيع باستخدام البيانات المؤكدة والإحصاءات وآخر الأبحاث لتقدم لنا الصورة الكاملة بطريقة حميمة وفريدة من نوعها.

Miptv المنصة الرئيسة إبريل «نيسان» 2018

ونعود للمنصة الرئيسة لسوق المحتوى التليفزيونى لهذا العام، الذى احتضن أكثر من 3 منصات أخرى بأنشطته المختلفة من ندوات ولقاءات وعروض لأعمال درامية لأول مرة تعرض على شاشات قصر المؤتمرات قبل أن تشاهد على أجهزة التلفزة فى العالم ولقاءات بين المنتجين وأصحاب القرار من المشترين فى القنوات الفضائية والتليفزيونية والهيئات الممولة للأفكار الجديدة والإنتاج المشترك.

لفت نظرى حدث لم يلق عليه الضوء كما يجب إلا من خبر فى مطبوعة الأخبار التى تصدرها ميب يوميّا، حدث يؤكد أهمية اللقاء السنوى الذى يجمع صناع الترفيه فى العالم.. يعرضون خبرتهم وكل جديد فى المحتوى ويتناقشون فى مشاكل الصناعة ويتبادلون الخبرات.

الحدث هو تواجد مجموعة من طلاب جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا Queensland University ومدينة بريسبين Brisbane بأستراليا وعدد طلابها أكثر من 34 ألف طالب منهم 6 آلاف طالب دولى، الجامعة عضو فى شبكة التقنية الأسترالية وهى شبكة جامعات تركز على بحوث التقنية ومن ضمن دراستها البحثية «الصناعات الإبداعية» ولها ممثلون وفروع فى بعض الدول العربية: السعودية، دبى ومصر.

15 طالباً وطالبة من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا حضروا من أستراليا لمدينة كان الفرنسية ضمن برنامجها الدراسى للحصول على الدرجة العلمية بصحبة جو كارتر joe Carter المحاضر ومنسق الدراسة بقسم صناعات الترفيه ذكر لمجلة أخبار السوق أنهم يفعلون هذا على مدى أربع سنوات، فالطلاب يشاركون فى الجلسات ويطبقون ما تعلموه مع شركات أسترالية، ثم يكتبون تقييمًا يضاف إلى درجاتهم.

الطلبة والطالبات انبهروا بكم الإبداع فى Miptv وأجمعوا على أنه من المميز حقا التواجد فى تجمع المبدعين والعاملين فى الإعلام المرئى والجلوس إليهم والحصول على فرصة لزج أنفسهم فى صناعة الترفيه من خلال رؤية المحترفين ورؤساء الشركات والعاملين فيها، وفرحوا بالخبرة العملية المتوافرة فى Miptv وأعطاهم الثقة لمتابعة طموحاتهم.

Miptv تروج للمحتوى التليفزيونى الفرنسى

ريدميديم reed midem الهيئة المنظمة للحدث miptv وتليفزيون فرنسا الدولى TVFI وقعوا اتفاقية «حُسن نوايا» كبير بين الهيئتين للترويج والدعاية لمحتوى التليفزيون الفرنسى لجميع أنحاء العالم.

وفى احتفالية بمدينة كان الفرنسية وقع الاتفاق بين هيرڤيه ميشيل Herve Michel رئيس هيئة التليفزيون الفرنسى الدولية وبول زلك Paul Zilk رئيس هيئة ريدميديم وجاء الاتفاق بعد فترة طويلة من المحادثات حول المصالح والدعم المتبادلين فى مواجهة السوق الدولية المتغيرة بسرعة وتنافسية بشكل متزايد، فكان من المنطقى أن تنضم الخبرة والمعرفة، وأن الشراكة ستؤدى إلى المزيد من الدعم للتليفزيون الفرنسى.

بالأرقام هيئة التليفزيون الفرنسية الدولية TVF1 تضم بين عملائها أكثر من 140 شركة تعمل فى الصناعة الترفيهية. •

صباح الخير المصرية في

16.05.2018

 
 

«ثلاثة وجوه» لجعفر بناهي: واقع مهنة التمثيل ونظرة المجتمع الإيراني للممثل

كان ـ «القدس العربي» ـ نسرين سيد أحمد:

السؤال الأول الذي يتبادر للأذهان عند التفكير في عنوان «ثلاثة وجوه»، فيلم المخرج الإيراني جعفر بناهي المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دورته الحادية والسبعين (8 إلى 19 مايو/أيار)، هو لمن هذه الوجوه وما أهميتها في سردية الفيلم؟ يتضح لنا لاحقا أن الوجوه الثلاثة هي وجوه ثلاث نساء، الثلاث اخترن أن يمتهن مهنة التمثيل، أو بمعنى أصح، فإن ثالثتهن وأصغرهن تستميت في محاولاتها وتستصرخ النجدة والمساعدة حتى تمتهن مهنة التمثيل في مجتمع يقيد حرية المرأة بصورة كبيرة، لاسيما إن كانت تسعى للعمل في مهنة ينظر المجتمع للعاملات فيها بالكثير من الريبة والتشكك الأخلاقي، رغم الافتتان بهن على الشاشة.

يبدأ الفيلم بطلب عاجل للنجدة والإنقاذ: نرى رسالة مصورة بكاميرا الهاتف المحمول لفتاة تقول فيها إنها تدعى مرضية (مرضية رضائي) وإنها أعيتها السبل في إقناع أسرتها بإلحاقها بمعهد التمثيل في طهران، على الرغم من اجتيازها اختبارات القبول فيه. 
توجه الفتاة رسالتها المستغيثة للممثلة الشهيرة بهناز جعفري (التي تلعب دورها بهناز جعفري)، قائلة إن هذه ليست رسالتها الأولى التي تطلب فيها منها المساعدة في إقناع أسرتها بالسماح لها بالتمثيل، وإنها أعيتها المحاولات ولم يعد أمامها سوى الانتحار. ينتهي التسجيل بمرضية وقد لفت حبلا حول رقبتها للانتحار. فهل انتحرت الفتاة حقا؟ وإن كانت انتحرت، فمن أرسل الفيديو إلى جعفري؟ ولم اختارت مرضية أن ترسل الرسالة إلى المخرج جعفر بناهي (الذي يلعب دور شخصيته) حتى يرسلها إلى بهناز جعفري؟ هل يسعى بناهي إلى إنجاز فيلم تنتحر بطلته وهذه هي وسيلته لإثارة فضول جعفري عن الفيلم؟

في محاولة لإيجاد إجابة على هذه الأسئلة، تصر جعفري، التي أصابها الفيديو بالكثير من الإحساس بالذنب المصحوب بالكثير من التشكك، على أن يصحبها بناهي في رحلة طويلة بالسيارة إلى المناطق القروية قرب الحدود بين تركيا وإيران، حيث توجد القرية التي تقول مرضية إنها منها. 

منذ أن أصدرت السلطات الإيرانية حكما بمنعه من ممارسة الإخراج لمدة 20 عاما ومنذ أن صادرت جواز سفره ومنعته من مغادرة البلاد، يسعى بناهي لإيجاد سبل بديلة ينجز بها أفلامه، و«ثلاثة وجوه» هو رابع أفلامه بعد صدور الحكم، وبعد أن أنجز عام 2011 فيلمه «هذا ليس فيلما»، الذي يركز فيه على محنة منعه من الإخراج، يركز بناهي في هذا الفيلم على محنة فتاة تعشق التمثيل وتود العمل فيه، ولكن تقاليد المجتمع وتصوره لدور المرأة وتصوره لحياة الممثلة يحول بينها وبين تحقيق حلمها. يتبع فيلم «ثلاثة وجوه» نسق ما يعرف بـ«أفلام الطريق»، وهي أفلام عن رحلة عبر مسافات ومساحات واسعة من الأراضي، يلتقي المرتحل فيها خلال رحلته بالعديد من الشخصيات، وفي فيلمه هذا يذكرنا بناهي بأفلام الإيراني الراحل عباس كيارستمي، خاصة فيلمه «ستحملنا الرياح». كما في فيلم كيارستمي، ينطلق بناهي وجعفري في رحلتهما من المدينة إلى أعماق الريف، رحلة يخرجان فيها من الذات ومن التركيز على الهم الشخصي في مسعى لفهم الصورة الأكبر، وفي محاولة لإنقاذ فتاة تريد العمل في الفن والتمثيل، ومن أقدر من ممثلة شهيرة ومخرج كبير على إقناع أسرة ريفية بجدوى الفن والتمثيل، أو هكذا تعتقد مرضية.

يصل بناهي وجعفري إلى القرية ليتجمهر حولهما جمع من أهلها، آملين في أن يوصل أهل المدينة المشاهير مظالمهم ومطالبهم إلى العاصمة. ولكن سرعان ما يتبدد الجمع حين يعلم أهل القرية أن جعفري، التي يعرف الجميع وجهها ويحبون أدوارها في المسلسلات والأفلام، قد جاءت بحثا عن مرضية وليس للاستماع لمظالمهم. هنا تتضح النظرة الحقيقية لمجتمع تقليدي ذكوري عن المرأة عموما وعن المرأة في مجال التمثيل خصوصا. هم يلقبون مرضية بالخرقاء أو المجنونة أو المعتوهة لأنها تريد أن تصبح «مسلية» أو «مرفهة»، فبالنسبة لهم كلمة «تمثيل» أو «ممثلة» كلمة غير موجودة، كلمة لأهل المدينة، أما بالنسبة لهم فما يدور في الأفلام والمسلسلات هو مجرد تسلية، وليس بالأمر الجاد.

نظرتهم للممثلات الشهيرات مثل جعفري نظرة ملتبسة تماما تفضح الكثير من المعايير.

القدس العربي اللندنية في

16.05.2018

 
 

الفيلم يمثل احترافية سينمائية عالية على جميع الأصعدة

الإيراني جعفر بناهي في «3 وجوه».. البساطة والعمق!

عبدالستار ناجي

يعتبر المخرج جعفر بناهي احد ابرز وجوه السينما الايرانية . الى جوار الراحل عباس كياروستامى ومحسن مخبلباف ومجيد مجيدي وغيرهم . كما يمتاز بنهاي بنكهته السينمائية الخاصة وحلوله الفنية التى تجمع بين البساطة والعمق

وقبل ان نذهب الى احدث نتاجاته الذي حمل عنوان 3 وجوه نشير الى ان جعفر بناهي قدم للسينما عدداً بارزاً من الافلام ومنها البالون الأبيض و المرأة و الدائرة و ايضا فيلم تاكسي طهران الا انه في فيلمه الجديد جعفر بناهي يذهب الى حكاية تبدو للوهلة الاول بسيطة . ولكن كلما مضيت اليها اكتشفت عمقها ومقدرة هذا المخرج على التحليل لشرائح المجتمع الايراني

ونذهب الى الفيلم. حيث تتلقى الممثلة الايرانية الشهيرة بهناز جعفري زوجة جعفر بناهي فيلما مصورا على هاتفها الجوال يتضمن نداء من فتاة ايرانية من احدى القرى البعيدة تطلب منه ان تمثل في احد افلامه ودراسة التمثيل وتقوم خلال الفيلم باعدام نفسها.. تنقل بهناز الفيلم الى زوجها جعفر بناهي الذي يقرر السفر مع زوجته الى تلك القرية النائية في رحلة تمزج الحكايات البسيطة حول العديد من الشخصيات حتى يصل الى القرية. وحينما يسأال عن الفتاة مرضية التي ارسلت الفيلم . يجد الرفض من اهل القرية وايضا الصراخ والطرد من شقيقها الاكبر والذي يصف ما تقوم به شقيقته بانه عيب وعار.. فكيف لفتاة من قرية ايرانية محافظة ان تمثل وتدرس التمثيل

وبعد بحث يتم العثور على الفتاة مرضية التي تركت منزل ذويها من أجل البحث عن الخلاص والخروج من القرية والذهاب الى ايران لدراسة التمثيل في معهد الدراما. التي تعترف لبناهي وزوجته بانها لم تجد اي حل لقضيتها والعمل على تحقيق رغبتها في دراسة وممارسة التمثيل الا عمل هذا الفيلم. ولكن بناهي وزوجته لما يمتازا به من العقل والرصانة وفهم لدور الاسرة والبيئة المحافظة يقرران اعادة الفتاة الى ذويها رغم اعتراض شقيقها الذي يقوم بتحطيم زجاج سيارة بناهي بعد ان طرده والده من المنزل. وهنا موقف شديد الذكاء. من قبل الفيلم الذى يشير الى انه رغم التطرف والحدة . هناك ايضا التسامح والرغبة عند الفتيات لدراسة التمثيل والانفتاح على السينما والحياة

فيلم 3 وجوه يذهب لعشرات بل المئات من الوجوه والشخصيات والاحداث. ففي الوقت الذي تطلب به فتاة من قرية محافظة في ايران التمثيل ودراسة الفنون. نجد شقيقها المتعصب المحافظ الرافض.

وايضا القرية التي ترفض ذهاب ابنتهم الى التمثيل بجدها ترحب بالمخرج وزوجته بل ان محافظ القرية يرسل وفداً لاستضافتهما.. وجوه متعددة في ذات المكان والزمان والقضية. وجهات النظر تحكم اتجاه هذه القضية او تلك.

فيلم جعفر بناهى يمثل البساطة المتناهية ولكنه في الحين ذاته الاحترافية السينمائية العالية المستوى على صعيد كتابة المشهد والصورة وحركة الممثلين رغم الاعتماد في النسبة الاكبر على ممثلين غير محترفين من اهل القرية.

كما نشير هنا الى ان ايران لم تمنح المخرج جعفر بناهي الاذن بالخروج من ايران مما حرمه من الحضور والمشاركة في فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي وهذا ما كان قد حدث في العديد من المهرجانات ومن بينها مهرجان برلين السينمائي الدولي قبل عامين

سينما ايرانية عالية الجودة من توقيع المبدع جعفر بناهي .

«بنات الشمس» المجد للمرأة الكردية

يمثل فيلم بنات الشمس احد اهم الاعمال السينمائية التي تحتفي بنضال المرأة الكردية ضد تطرف وارهاب داعش. من خلال حكاية تبدو للوهلة الاولى بسيطة ولكنها في حقيقة الامر احتفاء بالمرأة الكردية ونضالها والتضحيات الكبرى التي قدمتها خلال مسيرتها الطويلة وان تم اختصار كل ذلك عبر حكاية تجري احداثها في هذه المرحلة الآنية من تاريخ منطقة كردستان العراق

فيلم بنات الشمس سيناريو واخراج ايفا هوسون وبطولة النجمة الايرانية الكردية جولشيفة فرحاني، بالاضافة الى النجمة الفرنسية ايمانويل بيركوت التي تجسد دور صحفية فرنسية متخصصة في تغطية الحروب ومصابة في احدى عينيها نتيجة تلك التغطيات كما فقدت زوجها وهو ايضا صحافي في ذات المجال في احدى المعارك التي شهدتها المنطقة ابان سيطرة داعش على تلك الانحاء

ماتيلدا الصحافية تصل الى كردستان لتغطية مجموعة الاحداث الاخيرة قبيل تحرير الكثير من المناطق التي سقطت تحت احتلال ما سمي بالدولة الاسلامية وترافق في تلك الرحلة مجموعة من المقاتلات الكرديات بقيادة الشابة بهار التى تجسدها جولشيفة فرحاني والتي نراها وهي تمثل هنا بالذات بعدة لغات ومنها الكردية والانكليزية والفرنسية . والتي تقود المجموعة لتحرير عدة مواقع من بينها موقع تعتقد بانه يضم ابنها المفقود بعد اغتيال زوجها من قبل عصابات داعش

وتمضي الرحلة بين ذكريات بهار مع عذابات داعش وبين ذكريات الصحافية ماتيلدا التي تحاول ان تحقق انجازها الصحافي وتعود الى ابنتها الوحيدة التى تركتها في باريس وتحن للعودة اليها. عبر رحلة محفوفة المخاطر والرصاص الذي ينهمر كما المطر . ولعلعة الانفجارات التي تتواصل طيلة الوقت

في الفيلم نرصد التضحيات الجسام التي قدمتها المرأة الكردية الام والابنة والزوجة وايضا المقاتلة الشرسة دفاعا عن الحرية والعدالة والاستقلال

وتميز عالي المستوى في حضور جولشيفة فرحاني التي تؤكد يوما بعد اخر علو كعبها وتميزها الرفيع وتجليات الاداء الخصب لشخصية القائدة الصلبة والقاسية وفي الحين ذاته الرقيقة وهي تتذكر زوجها وطفلها الوحيد والذي بات املها الوحيد بعد فقدان زوجها بيد مرتزقة داعش

ويتزامن المشهد النهائي الخاص بتحرير احدى المدارس حيث تعثر على طفلها مع مشهد اخر جرت احداثه حينما تم اسرها مع عدد من صديقاتها وتتمكن من الهروب بعد ان تساعدها نائب في البرلمان الكردي تشاهدها بهار تتحدث عنها في التلفزيون وتقول بانها على اتم الاستعداد لتخليصها وتشير الى رقم هاتفها وتتمكن بهار من الاتصال بها وتتم فعلا عملية انقاذها مع عدة فتيات من بينهم امرأة كانت في لحظات الوضع الاخيرة وحينما تضع مولودها تطلق عليه اسم بهار تيمناً باسم صديقتها التي انقذتها .

الحكاية تبدو للوهلة الاولى بسيطة. بل هي مجرد ذريعة للاحتفاء بدور ونضال المرأة الكردية. ونستطيع القول بانه اجمل احتفاء بدور وأهمية ومكانة المرأة الكردية ونضالها الطويل على مدى اكثر من نصف قرن من الزمان منذا ايام الملا مصطفى البرزاني في كردستان العراق وغيرها من المناطق الكردية التى لا تزال تعاني الويلات

فيلم يرفع القبعة للتضحيات الكبرى التي قدمتها المرأة الكردية التي وقفت صفا واحدا الى جوار زوجها وشقيقها من اجل التحرير والاستقلال والعدالة

فيلم يقول الكثير ويستحق المشاهدة من اجل الاقتراب من نضال امرأة عظيمة هي المرأة الكردية الباسلة

نانديتا داس توثِّق حياة الكاتب سادات حسين مانتو!

قلة هم الذين تناولوا عذابات الشخصيات التي اضطرت الى الرحيل من هذه المنطقة الى تلك نتيجة الانفصال الذي تم اثر استقلال الهند وانفصال الباكستان واعلان كل منهما دولة مستقلة هذه بقيادة غاندي وتلك بقيادة محمد علي جناح. وقد تزامن الامر من رحيل او ترحيل الكثير من المسلمين الهنود الى باكستان ومثلهم من الهندوس الى الهند بعد ان عاش كل منهم في مكانه وبين اهله واصدقائه.

كما هي حكاية الكاتب الهندي الباكستاني سادات حسين مانتو الذي كان احد ابرز كتاب السينما الهندية في مومباي، بالاضافة الى كتاباته الروائية المثيرة للجدل ومقالاته الصادمة. نظرا للظروف التي تحيط به

وايضا الممارسات العدوانية ضد المسلمين في مومباي يضطر مانتو الى الرحيل الى باكستان رغم صداقاته وتاريخة وإنجازاته وايضا علاقاته مع اهم نجوم السينما الهندية ومن بينهم الممثل والمنتج ريشي كابور

حينما يصل مانتو الى لاهور لا يجد طبعا الارض ممهدة والامور سهلة، حيث يضطر للكتابة بأقل من نصف اجره في عدد من الصحف التي تريد منه ان يغير طبيعة مقالاته الحادة والقاسية بالاضافة لغياب صناعة السينما وصولا الى اعتقاله من قبل السلطات الامنية بعد تقديم قضية بحقه بشأن احدى رواياته التي وصفت من قبل البعض على انها عمل مثير للغرائز لدى الشباب بينما الراوية تذهب الى تعرية المجتمع وسطوة الرجل في تحويل الكثير من الفتيات الى عاهرات

وتمضي الايام طويلة صعبة قاسية على مانتو في اجراءات المحكمة التي كانت يقف خلفها عدد من التيارات الدينية والتي يضطر امامها الكثير من المحامين إلى الانسحاب وغيره من الممارسات لتجويع مانتو الذي يدخل في ازمات مرضية نتيجة الشرب المستمر والتدخين والبطالة وعدم التزام الكثير من الجهات الصحافية بدفع مستحقات مقالته. في تلك الفترة يدخل حالة من العصبية والتوتر. حتى اللحظة التي يصل بها الى الحكم. حيث يحكم عليه بالسجن ودفع غرامة مادية رغم ان الكثير من الادباء وقفوا معه وصفوا روايته بانها عمل ادبي عالي الجودة

وفي فترة سجنه يموت لتفقد الحركة الادبية في باكستان والهند واحداً من ابرع كتابها ومبدعيها انه سادات حسين مانتو

باحترافية عالية ادارت المخرجة نانديتا داس فيلمها الذي يذهب الى خارج النمطية الخاصة بالاعمال السينمائية الهندية التقليدية الى حيث العمق في رصد وتحليل الايام الصعبة لمبدع وكاتب كبير

وقد جسد شخصيته في الفيلم النجم الهندي نواز الدين صديقي بحالة تقمص عالية المستوى كما هو شأن الاعمال والشخصيات التي درج على تقديمها هذا النجم سواء في عالم السينما او المسرح. ومعه رازيقا دوجال بدور الزوجة وكم اخر من النجوم

ويبقى ان نقول بان نانديتا داس من تلك النوعية من المخرجين الهنود الذين يمارسون السباحة عكس التيار من اجل زرع بصمتهم في ذاكرة السينما والفن.. وكان لها ما ارادات منذ زمن بعيد لانها عرفت ماذا تريد.. ورائع ان يعرف الانسان ماذا يريد

بنيشيو دل تورو صديق الجميع

فوجئ الجميع في مهرجان كان السينمائي الدولي ان النجم البورتوريكي بنيشيو دل تورو يمتاز بعلاقاته الوطيدة مع الجميع بالذات مع المصورين والصحافيين وايضا الحرس الشخصي. حيث يحاط بحرس خاص لرئاسته مسابقة نظرة ما

كما فوجئ الجميع ايضا بان بنيشيو يخرج دائما عن البرنامج المخصص له، حيث يخرج للتسوق بشكل منفرد مما يتسبب بكثير من الزحام في الشوارع.

سونام كابور.. تشارك للمرة التاسعة

للمرة التاسعة تشارك النجمة الهندية سونام كابور في الحضور إلى مهرجان كان السينمائي وفي كل مرة تحرص ان تتميز في الازياء التي ترتديها وقد تألقت خلال حضورها بارتدائها الزي الهندي كما شاركت في حضور عرض فيلم بلاك كلنزمان للمخرج سبايك لي الذي تم عرضه خلال مسابقات المهرجان.

وتاتي هذه المشاركة ضمن حضور العديد من نجمات السينما في العالم.

النهار الكويتية في

16.05.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)