كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

سعفة «كان» تغازل «يوم الدين» المصرى

رسالة كان - خالد محمود:

كان السينمائي الدولي

الدورة الحادية والسبعون

   
 
 
 
 

أبو بكر شوقى يمهد الطريق لواقعية سينمائية مصرية جديدة قادرة على الجذب والإبهار بتوهج مفرداتها الفنية 

الجمهور ونجوم عالميون بينهم جوليان مور يستقبلون الفيلم بتصفيق حار وإعجاب كبير ويصفون مخرجه بـ«أحد الواعدين الكبار» 

قصة مؤثرة لرحلة مواطن تطرح تساؤلات حول القدر والإيمان ومصير النهاية الواحد

بتصفيق حار وإعجاب كبير، استقبل جمهور مهرجان كان السينمائى الدولى الفيلم المصرى «يوم الدين» ليلة عرضه الافتتاحى أمس بمسرح لومير بقصر المهرجانات، وأشاد النقاد بالعمل وصناعه والذى يشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان منافسا على إحدى جوائزه، وأكدوا أن مخرجه الشاب أبو بكر شوقى أحد الواعدين فى السينما المصرية، كما أنه أحد اكتشافات المهرجان الأكبر فى العالم، حيث يمثل «يوم الدين» عمله السينمائى الأول فى الأفلام الروائية الطويلة.

والواقع أن الفيلم ينتمى لنوع من السينما لها واقعيتها الخاصة، أو بمعنى أصح يمكن أن تطلق عليها أنها تطور لواقعية سينمائية مصرية جديدة، فالفيلم يمزج بين عمق البعد الاجتماعى والإنسانى لشخصياته وبين حالة توهج لمفردات فنية رائعة بدءًا من الفكرة والأسلوب السردى لطرحها وطزاجة الأداء وبريق الصورة والموسيقى الموحية.

فهو يقدم لنا قصة «بشاى» الرجل المسيحى المصاب بالجذام منذ الصغر، بعد أن انتشرت التشوهات فى وجهه حيث يقوم أبيه بتركه أمام باب مستعمرة للمصابين بالجذام، ويتم إيداعه هناك ليعيش سنوات من عمره بينما يعمل خلال اليوم كجامع قمامة، وبعد وفاة زوجته يتحلى بالشجاعة ويقرر مغادرة المستعمرة لأول مرة منذ أن تم التخلى عنه هناك عندما كان طفلا، ويبدأ الرحلة برفقة الطفل اليتيم «أوباما»، على عربة يجرها حمار، إلى مسقط رأسه بقرية بحور بالصعيد لمعرفة السبب الذى جعل والده يخلف وعده بالعودة من أجله، وخلال الرحلة يتعرض بشاى وأوباما لمواقف عدة مليئة بالشجن والسخرية، والتساؤلات الحائرة حول القدر والتسامح والإيمان والظلم والقوى والضعيف والتدين الخادع.. ويكشف كيف تغير المجتمع، وكيف أن البيروقراطية المتوغلة فى أجهزة حكومية وراء فقدان أشياء كثيرة حلوة وضياع مشاعر وحقوق، وهناك العديد من المشاهد الرائعة التى كانت بين بشاى وأوباما، منها مشهد دفن الزوجة، حيث يسأل أوباما بشاى تفتكر هتتحساب «يقصد الزوجة» فيقول له بشاى إن شاء الله تدخل الجنة، المرضى لا يحاسبون، وفى مشهد آخر عندما يلجأ بشاى ليعمل «شحات» لكى توفير ثمن وجبة لأوباما، وهنا يلتف حوله شحات المنطقة الذى يطرده وبمجرد معرفة قصته يأخذه معه ويساعده على الركوب لأهله بينما يقول له النشال، وهو يشرح له لماذا ينامون تحت الكوبرى «سنكون جميعا أسوياء يوم الدين.. وهى اللحظة الوحيدة التى نشعر فيها بالمساواة وبالحق والعدل».

العمل التراجيدى خففته بعض الجمل الحوارية التلقائية التى انتزعت ضحكات الجمهور وهو يشاهد بيشوى وقد نجح المخرج فى أن يقود مجموعة من الهواة لم يسبق لهم احتراف التمثيل ومنهم بطلنا بيشوى الذى جسده راضى جمال وكذلك أحمد عبدالحافظ، وشهيرة فهمى وشهاب إبراهيم، ومحمد عبدالعظيم، منح المخرج أبطاله وبعضهم لا يعرف القراءة والكتابة مساحة للإبداع التلقائى، أراد أن يتعاملون أمام الكاميرا بصدق شديد، ونجحت كاميرا مدير التصوير الأرجنتينى فدريكو سيسكا فى خلق صورة سينمائية مبهرة لواقع مؤلم.

وهى تترجم سيناريو جذاب كتبه أبو بكر شوقى أيضا جعلت المشاهدين فى حالة انتظار مصير بشاى، الذى بمجرد أن ذهب وشاهد أهله وأذاب مخاوفه من رفضه، قرر العودة هو وأوباما مرة أخرى إلى الحياة التى تعودوا عليها فى المستشفى، وكانت بحق نهاية رائعة.

مشاركة الفيلم فى المهرجان محطة إيجابية كبرى، ويمثل عودة مصر الكبيرة، وهو ما يعنى أن مسئولى المهرجان وجدوا فيه شيئا براقا، فهم لا يجاملون أحد خاصة فى الأعمال المشاركة فى المسابقة الرسمية، بدليل أنهم لم يختاروا سوى 21 فيلمًا فقط من بين 900 فيلم تقدمت، وقد يحقق الفيلم المفاجأة بالفعل ويفوز بالسعفة الذهبية كما أبرزت وسائل إعلام فرنسية مشيرة إلى أن أبو بكر شوقى من أب مصرى وأم نمساوية، وينتمى لجيل جديد من المخرجين يمثل أمل السينما المصرية، وأبرزت مسيرته الفنية من خلال عمله كمساعد مخرج فى عدد من الأفلام فى مصر، حيث أنهى دراسته قبل أن يسافر إلى نيويورك وأن رواد الإنترنت ساهموا فى دعم إنتاج الفيلم من خلال حملة أطلقت فى عام 2015.

جدير بالذكر أن عددا من النجوم الذين شاهدوا الفيلم فى عرضه الافتتاحى أثنوا كثيرا على العمل وصفقوا لمخرجه، ومنهم جوليان مور وإيرينا شايك، ولويس بورجوان، وكيكو ميزوهارا. وكذلك حيا مدير المهرجان تيرى فيرمو أسرة العمل والذى حرص على الوجود واستقبال نجوم الفيلم، ورافقه المنتج محمد حفظى أحد المشاركين والداعمين للعمل وكذلك المنتجة إليزابيث شوقى 

يذكر أن فيلم «يوم الدين» شارك بثلاثة عروض دفعة واحدة بفاعليات المهرجان، أولها العرض العالمى الأول للفيلم، والعرضان الآخران قدما يوم الخميس.

####

«كان» يرشح «يوم الدين» للكاميرا الذهبية

أعلن الموقع الرسمى لمهرجان كان أن الفيلم المصرى «يوم الدين» مرشح لجائزة الكاميرا الذهبية التى تمنح لأصحاب الأعمال الأولى.

ونشر الموقع بعض الإشارات الخاصة عن الفيلم مؤكدا: «يتساءل أبو بكر شوقى عن التهميش غير العادل للأشخاص المصابين بالجزام فى فيلم «يوم الدين»، وهو فيلم مأساوى ينتمى لأفلام رحلات الطريق، يزداد ثقلا من خلال استخدام قصص حقيقية، ويتنافس الفيلم على جائزة «camera d,or» الكاميرا الذهبية التى تمنح لأصحاب الأعمال الأولى.

وأضاف الموقع خلال عمله على فيلمه الوثائقى القصير «المستعمرة» تأثر أبو بكر شوقى بالتواضع والفكاهة التى أظهرها هؤلاء «المنبوزون» الذين تركهم معظمهم أقاربهم، ونسج المخرج حكايتهم معا لخلق قصة خيالية، وقال شوقى «أدركت أن الجزام فى مصر مشكلة اجتماعية وليست مشكلة طبية.

####

أبو بكر شوقي: لم نصنع «يوم الدين» من أجل مهرجان «كان»

رسالة كان - خالد محمود:

نتحدث عن الألم الإنساني لمرضى «الجذام» بشكل عام وليس في مصر فقط.. وتعمدت عدم تقديم القاهرة بالفيلم

مراحل التحضير والتصوير استغرقت 4 سنوات وتدريب الممثلين على أدوارهم استمر 4 أشهر

شهد مهرجان كان السينمائي الدولى ظهر اليوم مؤتمرا صحفيا للفيلم المصرى "يوم الدين" المشارك فى المسابقة الرسمية، وذلك بحضور المخرج ابو بكر شوقى، والمنتجان دينا امام، ودانيل هيومان، والمنتج محمد حفظى المشارك فى الانتاج، ورئيس مهرجان القاهرة السينمائي، بالإضافة إلى الناقد يوسف شريف رزق الله المدير الفنى لمهرجان القاهرة.

وقال ابو بكر شوقى، إن إنتاج الفيلم كان صعبًا لطبيعته، خاصة أن الموضوع ليس تجاريًا، وليس به نجوم ابطال سوبر ستار، وقصته مختلفة، لهذا كانت هناك صعوبة فى التصوير ولكننا استطعنا تنفيذه وتصويرة كما اردناه تماما بمعاونة الأهل والأصدقاء ودعمهم الكبير.

واضاف شوقي، أن الفيلم مر بصعوبات كثيرة بداية من تصويره حتى وصل إلى مهرجان كان السينمائي رغم أننا لم نصنعه من أجل المهرجان، صنعناه من أجل أن نقدم فيلمًا مهمًا جيدًا يعبر عما نريده، والحمد لله أننا صنعناه بالكيفية التى نريدها، وهو محطة مهمة فى حياتى، فالفيلم يلقى الضوء على قصة حقيقية لاناس، هذا هو الفيلم الحقيقي، اردت تقديم قصة كبيرة بواقعية حقيقية داخل وطنى، والقصة الكبرى تخلق الفيلم الاحسن، لكن في نفس الوقت أعتبر نفسي سعيد الحظ بوجود الفيلم فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان، رغم أنني كما أشرت سابقا لم اكن اخطط لذلك، وكنت فقط اسعى لصناعة فيلم جيد.

وقال المخرج أنه عمل على هذا الفيلم اربعة سنوات، وتم تدريب الممثلين على أدوارهم لمدة 4 أشهر، فاختيار "الكرو" كان المهمة الأهم والأصعب في نفس الوقت.

واشار المخرج إلى أنه عندما كان يعمل فيلم وثائقى عن مرضى الجزام، تطورت الفكرة عبر السيناريو ، وكان نوعا من الجنون ان يحول تلك الحكاية، والبحث عن شخصياته، وخاصة "بشاى وأوباما"، الذين كانا عظماء فى العمل، فبشاى قدم كاركتر حقيقيا فى عالم صعب يعيشه هؤلاء المرضى فى مصر ، الفيلم لم يكن يخص بشر مصريين فقط لكن ايضا هو يتحدث عن الانسانية والالم الانسانى.

وتابع شوقي: أعرف أن الناس فى مصر معتادة علي صورة معينة وفوجئوا بما رآوه، فأنا في الفيلم لم أقدم القاهرة مطلقًا، حتى مشاهد الهرم لم تكن معتادة، بالصورة المألوفة لدى المشاهد ، وهنا تكمن الصعوبة لأنك تخالف توقعات المشاهد.

أما منتجة الفيلم دينا إمام فقالت: كنت خائفة للغاية، لكن ردود الافعال بعد العرض ازابت مخاوفى وازاحت تعبى تماما، وهو محطة مختلفة فى حياتى، فالإنتاج كان به صعوبة، لكننا وجدنا الدعم من الجمهور، ومن بعض الجهات بينهم عائلتى وأصدقائي، وعندما وجدت الدعم من اناس يحيطون ويؤمنون بي تخطينا الصعاب، ولا ادرى كيف تم انتاج هذا العمل حتى خرج للنور، انا حقا محظوظة.

وختمت تصريحاتها بأن السينما المصرية لها تاريخ كبير، وأعتقد أن الصعوبات هى فى آليات العمل والإنتاج التى يعانى منها صناع الأفلام.

####

الإعلان عن فيلم «شابلن» في مهرجان «كان» السينمائي

كان - خالد محمود:

كشف مخرجا الأفلام الوثائقية، بيتر ميدلتون وجيمس سبيني، عن مشروعهما الوثائقي المقبل، وهو عن السيرة الذاتية لشارلي شابلن، والذي يتم التسويق له خلال فعاليات مهرجان كان السينمائي، وسيتم عرضه بدور العرض الأمريكية خلال الفترة المقبلة، وقد اشتهر المخرجان بإخراج عدد من الأفلام الوثائقية معًا، وترشحهما لـ3 جوائز بافتا، عن فيلمهما الوثائقي «Notes on Blindness» عام 2016.

وقد أعطى المخرجان في فيلمهما فرصة للتجول بين فصول من حياة «شابلن» الخاصة، ومسيرته التمثيلية والإخراجية، وعن طفولته بنهاية العصر الفيكتوري في لندن، ورحلته إلى الأضواء والشهرة بهوليوود، وسيتم تقديم عدد من الصور والمشاهد السينمائية الخاصة بالنجم الراحل والتي ستعرض لأول مرة على شاشة السينما.

وقد صرح المخرجان لموقع «Variety»، بأنهما سيقدمان الشخصية الحقيقية لـ«شابلن»، والذي يعد من أول نجوم السينما في العالم، وعن كونه واحدًا من أشهر الممثلين وقتها، وحصولهما على العديد من المساعدات من قبل الأرشيف الوطني «BFI»، والذي أعطاهما الفرصة للبحث والتعمق بأرشيف «شابلن».

وتم تصوير الفيلم بعدد من الأماكن الخاصة بالنجم العالمي الراحل، ومنها متحفه، والذي يقع بمدينته «The Manoir de Ban In Vevey» بسويسرا، حيث عاش «شابلن» هناك طوال 25 عامًا، وعبر المخرجان عن سعادتهما من قبل عائلة «شابلن» التي منحنتهما الفرصة في التوغل بمسيرة «شابلن» السينمائية، وعرض حصريات لم يتم تقديمها من قبل للنجم الراحل.

####

«بينلوبي كروز»: بيني وبين زوجي خافيير بارديم حالة تفاهم كبيرة

كان - خالد محمود:

قالت النجمة بينلوبي كروز بطلة فيلم «كل واحد يعرف»، خلال المؤتمر الصحفي، الذي أقيم على هامش المهرجان، إنها ليست المرة الأولى، التي تمثل فيها أمام زوجها النجم خافيير بارديم، وإنها تفضل مشاركته بطولة الأعمال السينمائية، نظرًا للتفاهم الحاصل بينهما.

بينما قال مخرج الفيلم أصغر فرهادي، عن الفرصة، التي سنحت له للتعاون مع نجمين كبيرين مثلهما، إنها فرصة كبيرة ولم أجد أي صعوبة في التعامل معهما، كونها محترفان ونجمان من العيار الثقيل في هوليوود، وكلاهما حاصل على جائزة الأوسكار.

وأكد «فرهادي»، على ضرورة دعم المهرجانات لمخرجين تضعهم سلطات بلدهم تحت المراقبة، مثل جعفر بناهي الذي منعته طهران من المشاركة في مهرجان كان الـسينمائي، والذي يعرض له بالمسابقة فيلم «ثلاث وجوه».

وأضاف «فرهادي»: «ينبغي المحاولة، يجب اتخاذ الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتعبير عن المساندة والعمل على جعله قادرًا على المجيء، لكن لا يجب أن ننسى الشئ الأساسي له ولأي مخرج، وهو أن يشاهد الناس فيلمه».

الجدير بالذكر، أن إيران تجاهلت نداءات عدة من سينمائيين بارزين بينهم المخرج الأمريكي أوليفر ستون وغيره من مؤيدي المخرج الإيراني لرفع القيود المفروضة عليه.

####

الموقع الرسمي لمهرجان «كان» يرشح الفيلم المصري «يوم الدين» لـ«الكاميرا الذهبية»

كان - خالد محمود:

أعلن الموقع الرسمي لمهرجان كان، أن الفيلم المصري «يوم الدين» مرشح لجائزة الكاميرا الذهبية، التي تمنح لأصحاب الأعمال الأولى.

ونشر الموقع بعض الإشارات الخاصة عن الفيلم، مضيفًا: «يتساءل أبو بكر شوقي عن التهميش غير العادل للأشخاص المصابين بالجزام في الفيلم، وهو فيلم مأساوي ينتمي لأفلام رحلات الطريق، ويزداد ثقلًا من خلال استخدام قصص حقيقية، ويتنافس الفيلم على جائزة «camera d'or» الكاميرا الذهبية التي تمنح لأصحاب الأعمال الأولى.

وأضاف الموقع خلال عمله على فيلمه الوثائقي القصير «المستعمرة»، «تأثر أبو بكر شوقي بالتواضع والفكاهة، التي أظهرها هؤلاء (المنبوزون)، الذين تركهم معظمهم أقاربهم، ونسج المخرج حكايتهم معًا لخلق قصة خيالية»، وقال «شوقي»، «أدركت أن الجزام في مصر مشكلة اجتماعية وليست مشكلة طبية».

الشروق المصرية في

10.05.2018

 
 

كانّ ٧١ - “الكلّ يعلم” لأصغر فرهادي: خمرٌ لذيذٌ لا يسكر!

كانّ - هوفيك حبشيان

المصدر: "النهار"

أصغر فرهادي في إسبانيا؟ ربما لم تكن الفكرة لامعة من الأساس! فالمخرج الإيراني خسر شيئاً من أصالة سينماه الناطقة بالفارسية في امتحانه الأوروبي الثاني (بعد "الماضي" الذي صوّره في فرنسا). لكنه استطاع على...

لقراءة هذا الخبر، إشترك في النهار Premium بـ1$ فقط في الشهر الأول

النهار اللبنانية في

10.05.2018

 
 

أصغر فرهدي يضيع في غياهب العولمة!

رسالة كان - عثمان تزغارت

كانسبق لأصغر فرهدي أن حاول استعادة تيمته الأثيرة، المتعلقة بسبر أغوار الأسرار والجراح العائلية، في فيلمه «الماضي» (2013)، الذي دارت أحداثه في باريس. لكن الفيلم كان مجرد نسخة فرنسية باهتة عن رائعته «انفصال» (الدب الذهبي في برلين 2011 ـــــــ أوسكار أفضل فيلم أجنبي 2012). مما جعل صاحب «عرس النار» يعود سريعاً إلى «العباءة الكياروستامية» التي خرج من معطفها، على غرار أقطاب ومريدي «الواقعية الإيرانية»، التي باتت اليوم مدرسة فنية تتجاوز تأثيراتها حدود موطن عمر الخيام.

لذا، لم يكن أحد ليتصور أن فرهدي سيعود، بعد النجاح المبهر الذي حققه في «البائع» (جائزة أفضل سيناريو في «كان» 2016 ـــــــ أوسكار أفضل فيلم أجنبي 2017) ليقع في المصيدة ذاتها. مصيدة التيه في غياهب العولمة السينمائية، ركضاً وراء عالمية موهومة. تيمة التابوهات والأسرار العائلية المسكوت عنها، التي اتخذت طابعاً تراجيدياً في «انفصال» و«بخصوص إيلي» (الدب الفضي - مهرجان برلين – 2009)، غرقت في الثرثرة الميلودرامية في جديده «الجميع يعلم» الذي افتُتحت به الدورة الحالية من «مهرجان كان»!

لم يعد السؤال: هل كان جديراً بصاحب «وسط الغبار» أن يبتعد عن التقليد السينمائي الإيراني الذي يتخذ من الإغراق في المحلية سبيله للوصول إلى العالمية؟ حتى الأب المؤسس لـ «الواقعية الإيرانية»، الراحل عباس كياروستامي، خاض تجربة «التغريبة السينمائية» مرتين. الأولى في ريف توسكانا الإيطالي، من خلال «طبق الأصل» (بطولة جولييت بينوش وويليام شيمل - 2010)، والثانية في اليابان، من خلال فيلمه الروائي الأخير «مثل عاشق» (بطولة رويي كازي ورِن تاكاناشي - 2012)

في «الجميع يعلم»، وقع فرهدي في فخ اجتياز الخط الأحمر الفاصل بين الوهج التراجيدي والميوعة الميلودرامية. فخ سبق أن أصاب في مقتل سينمائيين كباراً من قبله، حين حاولوا الخروج عن خصوصيات البيئة المحلية التي صنعت فرادة أفلامهم. من بين هؤلاء التوأم البلجيكي الأشهر، الاخوان داردين، اللذان انساقا نحو سقطة مدوية في فيلمهما «البنت المجهولة» (2016)، والمخرج الأرمني الكندي، آتوم إيغويان، صاحب رائعة «أرارات» (2002)، الذي «ضيع الطاسة» هو الآخر في تجربته الهوليوودية «مختطفات» (2014).

في النهاية بدل أن يسلك طريقه الى العالمية، ضاع أصغر فرهدي في غياهب العولمة السينمائية. صحيح أنه حقق فيلماً خوّله أن يكون أول سينمائي غير فرنسي ولا أميركي يفتتح «مهرجان كان». فقد اجتمعت في «الجميع يعلم» كل مقومات النجاح: صنعة فنية متقنة ونجمان (بينيلوبي كروز وخافيير بارديم) في قمة تألقهما الفني. لكن فضلاً عن المطبات الميلودرامية التي شابت حبكته الحكائية، جاء الشريط أشبه بأفلام المرحلة المتأخرة في مسار السينمائي الكبير رومان بولانسكي: صنعة فنية لا يمكن التشكيك فيها، وقدرة فائقة على الإبهار البصري، وبضع لمسات من العبقرية الإخراجية. لكن من دون أي دفء أو توهج شاعري من شأنه أن يترك بصمة مؤثرة في وجدان ومخيلة المُشاهد!

####

جان لوك غودار: قاطعوا اسرائيل

الأخبار

إسم جديد أضيف إلى قائمة المثقفين والفنانين الفرنسيين الذين قرّروا مقاطعة مهرجان «موسم فرنسا وإسرائيل» الذي يقيمه «المعهد الفرنسي» في حزيران (يونيو) المقبل بالتعاون مع حكومة العدو

قرّر أحد ابرز أسماء الموجة الجديدة في السينما الفرنسية، جان لوك غودار (1930)، التوقيع علىعريضة إلكترونية أطلقت في 4 أيّار (مايو) الحالي عبر موقع «ميديابار»، تطالب السينمائيين الفرنسيين بمقاطعة هذا الحدث، وتضم الكاتب ألان داماسيو، والكاتبة والأكاديمية آني إيرنو، ورسّام الكومكس جاك تاردي، والشاعرة ناتالي كنتان، وآخرين.

ومما جاء في نص العريضة أنّ «التظاهرة الفنية المرتقبة تصوَّر كحدث للتبادل الثقافي»، فيما يهدف هذا الجهد إلى القيام بدور «الواجهة لـ «إسرائيل» التي تعتمد سياسات متشددة على نحو متزايد تجاه الفلسطينيين...».

في المقابل، لم تسلم الشخصيات الـ 80 من الإتهامات الجاهزة التي تطلقها الأصوات الصهيونية ضمن محاولات الترهيب المستمّرة. في هذا السياق، اتهمهم «المكتب الوطني لليقظة ضد معاداة السامية» الصهويني، أوّل من أمس بـ «محاولة التمييز ضد الدولة اليهودية الديمقراطية الوحيدة»، في الوقت الذي «يعمون أنظارهم ويصمّون آذانهم ويصمتون عندما يتعلق الأمر بالثقافة الفلسطينية المعادية للسامية حيث المسارح ودور السينما والموسيقى تستخدم لنشر الكراهية في مدارس الضفة الغربية وغزة»!

خطوة السينمائي السويسري ــ الفرنسي، لم يستغربها بعضهم، خصوصاً أنّ فيلمه «موسيقانا» (2004) كان عن فلسطين. هذ ما جعله عرضة لاتهامات بـ «معاداة السامية» في بلاده، وشدّد في إطار الردّ عليها على أنّه «معادٍ للصهيونية». والأهم من كل ذلك أنّه معروف بالتزامه الفكري والسياسي، على اختلاف مراحل حياته. غير أنّ هناك من رأى فيها «عودة إلى المسار الصحيح» على اعتبار أنّه سبق أن ذهب إلى تل أبيب في 2008، ليحلّ ضيفاً على «المهرجان الدولي الثاني عشر لأفلام الطلاب»، ما دفع سينمائيين فلسطينيين (كآن ماري جاسر وهاني أبو أسعد) إلى توقيع رسالة مفتوحة وجّهتها إليه «الحملة الدوليّة للمقاطعة الثقافيّة والأكاديميّة لإسرائيل» (PACBI) لإقناعه بالعدول عن رأيه.

الأخبار اللبنانية في

10.05.2018

 
 

رسالة كان- تفاصيل صناعة الفيلم المصري "يوم الدين".. الرفض من مهرجانات كثيرة وقصة حب خلف الكاميرا

أمل مجدي

أقيم ظهر اليوم الخميس 10 مايو، المؤتمر الصحفي الخاص بالفيلم المصري "يوم الدين" المشارك في المسابقة الرسمية للدورة الـ71 لمهرجان كان السينمائي الدولي، بحضور المخرج أبو بكر شوقي والمنتجة دينا إمام.

تدور قصة الفيلم حول رجل أربعيني مسيحي يدعى "بيشاي"، تعافى من مرض الجذام لكن الأثر لا يزال محفورا على وجهه. يقرر ترك المستعمرة للمرة الأولى بصحبة طفل يتيم، وينطلق في رحلة للبحث عما تبقى من عائلاته. وفي السطور التالية، نستعرض أبرز ما جاء في المؤتمر الصحفي.

كواليس صناعة الفيلم

قال أبو بكر شوقي، "الفكرة جاءت لي عندما كنت أصنع فيلمي الوثائقي الأول "المستعمرة"، وفي عام 2013 بدأت في كتابة السيناريو، واستغرق العمل على الفيلم 5 سنوات".

وأشار إلى أنه درس في الخارج، لكن صمم على العودة إلى مصر كي تكون حكاية فيلمه الأول عن موطنه الأصلي.

وحول تمويل الفيلم الذي يعد العمل الروائي الأول لمخرجه، أوضحت المنتجة دينا إمام أن الفيلم حصل على منحة معهد تريبيكا ثم توالت المنح ومساعدات العائلة والأصدقاء، إلى جانب أن هناك مجموعة من المستثمرين آمنوا بالفكرة ووافقوا على التمويل رغم أنهم لا يعملون في المجال السينمائي.

فيما علق شوقي، مضيفا "التمويل كان أمرا صعبا نظرًا لأنني أخرج عملي الأول، كما أن دينا منتجة للمرة الأولي، إلى جانب أن الممثلين غير محترفين والموضوع نفسه جاد، لذلك نحن محظوظون بمن دعمونا وآمنوا بالفكرة".

اختيار الممثلين

صحيح أن الفيلم روائي إلا أن بطله الرئيسي يعد واحدا من المتعافين من مرض الجذام. حول هذا الأمر، قال المخرج إنه لم يرغب في صناعة فيلما وثائقيا حول الممثل راضي جمال، نظرًا لأنه أراد التحكم في سير القصة وأحداث الفيلم.

وذكر أن السيناريو في البداية كان مكتوبا لامرأة، لكن مع حلول موعد التصوير كانت حالتها الصحية غير جيدة، واضطر للبحث عن ممثل آخر لمنحه بطولة الفيلم. وقد كان تعرف على عدد من الأشخاص داخل المستعمرة، لكن راضي كان اختياره الأول، خاصة وأنه استوعب الفكرة سريعا وبدأ في إضافة تفاصيل على السيناريو.

لكن شدد المخرج على أن حياة راضي جمال مختلفة عن قصة بطل الفيلم، فهو على علاقة جيدة بأقاربه، على عكس "بيشاي" الذي عائلة تخلت عنه أسرته في صغره.

وحول الطفل أحمد عبد الحافظ، الذي يجسد دور "أوباما"، أوضح شوقي إنه بحث كثيرا عن طفل من النوبة، ووقع اختياره عليه لتمتعه بحماس وطاقة عالية مثل الشخصية في الفيلم.

ونوه إلى أن عدم حضورهما إلى كان السينمائي يرجع إلى بيروقراطية إجراءات السفر وضيق الوقت المتاح، مؤكدا أنه كان يتمنى تواجدهما معه وتحديدا راضي لأنها ستكون تجربة مختلفة عليه.

الرفض وفرصة كان الذهبية

كشف أبو بكر شوقي عن عدم ترحيب عدد من المهرجانات بالفيلم، موضحا: "لقد تم رفضنا من قبل العديد من المهرجانات المهمة".

وأضافت منتجة الفيلم:"المشاركة في مهرجان كان صدمة بالنسبة لنا، نحن بذلنا جهدا كبيرا من أجل أن يحظى الفيلم بفرصة جيدة، لكن لم نتوقع هذا".

وشدد شوقي على أنه سعيد بالتواجد في المسابقة الرسمية، لكنه لم يصنع الفيلم من أجل المشاركة في مهرجان ما وإنما كان يرغب في إخراج ما يؤمن به. وتابع: "أنت تصنع الفيلم الذي ترغب في مشاهدته".

فكرة مصرية خالصة

عاد شوقي ليؤكد أن هدفه من الفيلم الأول كان العمل على فكرة عن موطنه الأصلي مصر، مستدركا: "كان مهما أن أعرض وجها لمصر لم يعتد المشاهد على رؤيته... حتى في مشهد الأهرامات اخترت مكانا مختلفا عن الصورة الشهيرة، وفضلت أن يكون مكانا نائيا، كما أنني أردت ألا أركز على القاهرة وأن تكون الرحلة إلى الجنوب".

اسم الفيلم

أجاب شوقي على سبب تسمية فيلمه "يوم الدين" الذي يحمل إشارات دينية، قائلا إن معظم مرضى الجذام متدينون للغاية، ويؤمنون بأن الجميع سواسية أمام الله. والأشخاص في يوم الحساب سيجازون على أفعالهم وشخصياتهم وليس على مظهرهم أو شكلهم الخارجي

قصة حب المخرج والمنتجة

تحدثت دينا إمام عن تحول العمل بينها وبين أبو بكر شوقي إلى علاقة زواج، موضحة إنها سمعت عن السيناريو من صديق لها، وبعد ذلك انضمت إلى فريق الإنتاج، ومع مرور الوقت طلب منها شوقي أن تكون المنتجة الرئيسية

وتابعت: "لقد تواعدنا قبل انطلاق مرحلة التصوير، وقد كان ذلك أمرا صعبا... وبعدما انتهينا من الفيلم، قررنا الزواج"

موقع "في الفن" في

10.05.2018

 
 

«أصحاب الرؤى الآخرون».. حلقة نقاشية الأحد على هامش «كان»

منال بركات

يشارك المنتج والسيناريست محمد حفظي، في حلقة نقاشية بعنوان «منتجون مبدعون: أصحاب الرؤى الآخرون» يوم الأحد 13 مايو، في قاعة Pantiero 207، أثناء تواجده في مهرجان كان السينمائي.

ويتحدث حفظي، خلال الحلقة عن مدى تأثير المنتج الإبداعي في أي مشروع فني، بدءًا من العثور على المواهب، وصولاً إلى إدارة التوقعات وخلق التوازن بين الفن وإدارة الأعمال.

وكان حفظي، وصل إلى فرنسا من أجل حضور العرض العالمي الأول لفيلم يوم الدين للمخرج أبو بكر شوقي، والذي يشارك حفظي، في إنتاجه من خلال شركة فيلم كلينك، وينافس على جائزة السعفة الذهبية، وهو أول فيلم مصري يشارك بهذه المسابقة منذ 6 سنوات وأول أفلام شوقي الروائية الطويلة.

فيلم يوم الدين، من إنتاج شركة Desert Highway Pictures التي أسسها شوقي بالاشتراك مع المنتجة دينا إمام، بالتعاون مع شركة فيلم كلينك «محمد حفظي» كمنتج مشارك، وبعد الإعلان عن اختيار الفيلم أعرب المخرج أبو بكر شوقي، عن سعادته البالغة بعرض فيلمه الأول في مهرجان كان، وتمثيل مصر في هذا المهرجان العالمي، وأن سعادته ستكتمل بعرضه في وطنه مصر.

وكان حفظي، شارك مؤخراً في المهرجان من خلال فيلمه اشتباك الذي افتتح عروض قسم نظرة ما في دورة 2016، كما أنتج أيضاً أحد الفصول العشرة بفيلم «18 يوم»، الذي عُرض ضمن برنامج العروض الخاصة في عام 2011.

فيلم يوم الدين، من إخراج وتأليف أبو بكر شوقي، عن رجل قبطي من جامعي القمامة، نشأ داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام، ويغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة مساعده وحمار خلال رحلة عبر أنحاء مصر بحثاً عن عائلته.

الفيلم من بطولة راضي جمال، وأحمد عبد الحفيظ، وتعاون فيه شوقي، مع مدير التصوير الأرجنتيني فدريكو سيسكا، المونتيرة إيرين غرينويل، والموسيقي عمر فاضل، الذي ألف الموسيقى التصويرية للفيلم.

أبو بكر شوقي مخرج، مؤلف ومنتج مصري نمساوي قدم عددًا من الأفلام الوثائقية، من بينها الفيلم الحائز على العديد من الجوائز «المستعمرة 2009» الذي تناول حياة مرضى مستعمرة الجُذام في منطقة أبو زعبل.

####

قصة حب في كواليس «يوم الدين»

كان-رانيا الزاهد

قالت المنتجة دينا إمام، زوجة المخرج أبو بكر شوقي خلال المؤتمر الصحفي الخاص بفيلمها "يوم الدين" والذي ينافس على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي أنها لم تكن مرتبطة بأبو بكر قبل الفيلم ولكن بعد عملهما سويا لسنوات اكتشفا كم الاشياء المشتركة بينهما ونشأت قصة حب انتهت بالزواج قبل الانتهاء من الفيلم.

ضيذكر أن فيلم «يوم الدين» من إنتاج المصرية الأمريكية دينا إمام بمشاركة المخرج، الذي نجح في الحصول على عدد من المنح منها منحة جامعة نيويورك ومنحة معهد ترايبكا، ثم جمع مبلغا من الأصدقاء وأفراد العائلة والمهتمين عبر موقع للتمويل الجماعي، قبل أن ينهي رحلة تمويله بالحصول على منحة العمل قيد الإنجاز من مهرجان الجونة السينمائي 2017 في دورته الأولى، لينضم المنتج محمد حفظي لقائمة المنتجين ويمول مراحل ما بعد الإنتاج، ثم أعلن بعد اختياره في مسابقة كان على حصول شركة وايلد بانش الفرنسية، إحدى أكبر شركات التوزيع في العالم على حقوق المبيعات الدولية للفيلم في حين حصلت شركة لوباكت على حقوق التوزيع في فرنسا.

بوابة أخبار اليوم المصرية في

10.05.2018

 
 

مراجعة فيلميه:

«يوم الدين».. الضحك والوجع على مُحرمات المجتمع المصري

كان ـ «سينماتوغراف»: مها عبد العظيم

دخل فيلم “يوم الدين” للمخرج أبو بكر شوقي المسابقة الرسمية في النسخة 71 لمهرجان كان، وأثار هذا الحدث الوسط السينمائي العربي، فهي أول مشاركة مصرية في الحدث الرئيسي للمهرجان منذ “بعد الموقعة” ليسري نصر الله في 2012. إلا أنه على خلاف نصر الله، ليس شوقي من المخرجين المعروفين، فـ”يوم الدين” هو فيلمه الروائي الطويل الأول.

بعد فيلم “اشتباك” لمحمد دياب الذي عرض في قسم “نظرة ما” ضمن الاختيارات الرسمية عام 2016، و”بعد الموقعة” ليسري نصر الله الذي شارك في المسابقة الرسمية عام 2012، تعود السينما المصرية إلى مهرجان كان 2018 لتسابق في قسمه الأرقى على السعفة الذهبية بفيلم “يوم الدين” لأبو بكر شوقي. وتعود آخر مرة شارك فيها مخرج بفيلمه الأول لسنة 1989 حيث أحرز ستيفن سودربرغ السعفة الذهبية عن “جنس، أكاذيب وفيديو”!

كان شوقي قد أنجز قبل عشر سنوات وثائقياً بعنوان “المستعمرة” حول مستعمرة الجذام في أبو زعبل. يتابع “يوم الدين” رحلة الشخصية الرئيسية “بشاي”، وهو رجل قبطي من جامعي القمامة شفي من الجذام، لكن آثار الجروح شوهت جسده ووجهه، يرافقه فيها الطفل النوبي الملقب “أوباما”.

بعد أن توفيت زوجته المريضة عقلياً، يغادر بشاي مستعمرة الجذام في شمال مصر حيث أهملته عائلته وهو صغير للبحث عن جذوره في جنوب البلاد. ويترك أوباما وراءه الميتم المجاور الذي نشأ فيه، لينطلق مع صديقه على متن عربة يجرها الحمار “حربي” عبر أنحاء مصر في اتجاه محافظة قنا.

مريض ويتيم على ظهر حمار.. تبدو بداية القصة وكأنها نكتة مألوفة أو حكاية من أدب الرحلة العربي، وتذكر حتى بقصة “الطفل” (فيلم من 1921) المتروك الذي يتبناه منظف الزجاج الفقير شارلي شابلن… نجد أيضاً في “يوم الدين” صدى فيلم “الحياة جميلة” للإيطالي روبرتو بينيني والذي فاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان 1998، وهي قصة صداقة مؤثرة بين رجل يعتني بطفل في مخيمات الموت النازية.

بروح ميلودرامية وبموهبة عالية، يمزج شوقي في نظرته وانتقاده للمجتمع بين الكثير من الضحك وبعض من الوجع. و يرجح أن يقدّر جمهور كان عددا من العناصر المتميزة ويستمتع برسائله القوية التي تسلط الضوء على المهمشين.

يستحق شوقي، الذي درس السينما في نيويورك، الثناء لعودته إلى موطنه مصر وتركيزه عدسته على مواضيع حساسة. فيفضح المخرج المفاهيم الخاطئة عن المرض، والتي قد تتجاوز المجتمع المصري، فهو ليس معديا خلافاً لما يتصوره العديدون. فلعب دورَ بشاي راضي جمال، وهو حقاً كان مصاباً بالمرض وليس من الممثلين المحترفين. وصرح شوقي في المؤتمر الصحفي أن أحمد عبد الحفيظ الذي تقمص شخصية الطفل الصغير يلقب أيضاً في الحياة اليومية “أوباما”، ويهوى مشاهدة تصوير الأفلام.

يلاقي الصديقان غير المرغوب فيهما جميع المتاعب والمصاعب، فالجوع يترصدهم والضياع وقطاع الطرق… وحتى الحمار حربي يموت في أثناء الرحلة ويجد نفسه بشاي يوماً في مركز للشرطة مقيداً بالأصفاد،  فبشاي كان على الشاطئ ثم دخل المدينة بثياب البحر ليحمل أوباما الذي تعرض لحادث صغير إلى المستشفى، فاعتبرت الشرطة أن هيئته “تخل بالأخلاق”. بخط غليظ يرسم شوقي، الذي عكف على كتابة السيناريو منذ العام 2013 حسب ما قال في المؤتمر الصحفي، محرمات المجتمع المصري، لا سيما الجسد، فهنا حتى الجسد المشوه المبتور يظهر في شكل تهديد.

كما تجري العادة في أفلام الطريق، ينجح بشاي في الهروب من السجن وينتظره في الخارج المزيد من العراقيل. إذ يستقل مع أوباما مختلف وسائل النقل من شاحنات وقطارات حيث يتعرضان للظلم والردع، فحتى الشحاذون لديهم “قطاعاتهم” المخصصة في الشوارع العمومية. يلتقط المصور الأرجنتيني فيديريكو سيسكا بأسلوب غير مألوف مشاهد بالغة الجمالية عبر البلاد، مشاهد جبال النفايات والسرقة والتسول والفقر المدقع والصحاري والقرى الصغيرة.

وقال شوقي “بلدي جميل جداً والعديد من النواحي لا أحد يظهرها” وكانت بذلك الصورة نقيضاً للبطاقات البريدية والملصقات السياحية المعتادة عن مصر والتي يجهلها أهلها الفقراء، فيسأل أوباما بشاي أمام هرم صغير ليس من الأهرامات المعروفة “هل هذه هي الأهرام ؟”!

هناك لحظات مسلية بالفعل، بعضها مليودرامي وبعضها مفعم بالواقعية، رغم بعض المقاطع “التعليمية” السطحية على غرار دفاع بشاي عن نفسه حين يضبطه المراقب دون تذكرة في القطار “أنا إنسان!”. وقال المندوب العام لمهرجان كان تيري فريمو أن الفيلم يكتسي صبغة أفلام الواقعية الجديدة الإيطالية. وهي حركة تجسدت عبر العديد من كبار المخرجين الإيطاليين على غرار روسيليني وفيسكونتي، وظهرت خلال الحرب العالمية الثانية وتواصلت حتى منتصف خمسينات القرن الماضي.

وما يقرب “يوم الدين” من هذه الموجة ميزته الأساسية المتمثلة في إظهار الواقع كما هو عبر مزج بين الخيال والواقع والنظرة الوثائقية وبالتعامل غالباً مع أشخاص من الشارع بدل الممثلين المحترفين، فهو نوع من إضفاء نسق روائي على “الحياة الحقيقية”.

ولم يخلُ الفيلم من لقطات تحاول إضفاء نغمة إنسانية دافئة مع بعض الفواصل الغنائية، على الرغم من أنها نادرة ولا تنقل معلومات جديدة ولا تؤثر في سير الأحداث. المغزى منها هو أن الخير وأهله لا ينقطع رغم كل المصائب والتهميش الذي تتعرض له الشخصيتان، ففي عديد المرات يلتقي بشاي وأوباما أشخاصاً يساعدونهما، لا سيما مجموعة من المتسولين وذوي الاحتياجات الخاصة.

ومن الميزات الأخرى للواقعية الجديدة التي نجدها في فيلم شوقي هي النظرة التي تتحول من تحليل للفرد إلى سبر في محيط المجموعة مع سرد ظرفي يلقي الضوء على وقائع موجعة تنتقد بصفة مفتوحة السلطة القائمة ببطشها أو لا مبالاتها، فلا تسلم قضايا الفساد والبيروقراطية والعنف من كاميرا المخرج. لكن أوضح شوقي خلال المؤتمر الصحفي “كل ما له علاقة بالدين أو السياسة في الفيلم ليس موقفاً شخصياً”.

وفي مصر التي تتعايش فيها الديانات في ظل شبح الإرهاب، يصور أيضا شوقي رسائل تسامح وخفة روح على غرار ذلك المشهد الذي يصلي فيه بشاي مع أوباما في مسجد. فكما يقول بشاي “لن نصبح متساوين إلا في يوم الدين”، ومهما كان نوع الاختلاف يخلق المخرج المصري فتحة للتعايش السلمي والصداقة.

اختيار مهرجان كان المفاجئ لهذا الفيلم المصري يحمل طاقة إيجابية وإشارة مشجعة للسينما المستقلة ولشباب المخرجين العرب، فهل يفوز بإحدى جوائز هذه النسخة على غرار “أوباما” صغير مهمش يكون له يوماً قدر رئاسي؟.

####

حضور قوي للسينما الصينية في «كان السينمائي 2018»

كان ـ «سينماتوغراف»

تسجل الدورة الـ 71 من مهرجان كان السينمائي هذا العام، حضوراً قوياً للسينما الصينية، مع مشاركة عدد كبير من النجوم الصينيين، وإدراج آخر فيلم للمخرج جيا تشانغ كه “الرماد هو البياض الأنقى” في قائمة الأفلام المتنافسة على السعفة الذهبية. ويقول مخرج الفيلم بأنه يحكي قصة رومانسية تمتد لـ 17 عاماً منذ عام 2000.

يضم فريق الفيلم أيضًا الممثل والمخرج شي تشنغ، الذي أشتهر بفيلمه الناجح “الامتياز الضائع”؛ إلى جانب فينغ شياو قانغ، رائد الأفلام التجارية الصينية.

يحتوي الفيلم الذي تم تصويره خلال أربعة أشهر فى داتونغ من مقاطعة شانشى، ومنطقة سد الخوانق الثلاثة ومنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم، بعض العناصر من أفلام العصابات فى هونغ كونغ وأفلام الفنون القتالية.

من جهة أخرى، يشارك الممثل التايواني تشانغ تشن، الذي يمتلك في رصيده تسعة أفلام رشحت أو عرضت في مهرجان كان على مدار العقدين الماضيين، في لجنة التحكيم المتكونة من تسعة أعضاء برئاسة كيت بلانشيت.

وفي حديثه عن عمله في لجنة التحكيم، قال تشانغ بأنه سيساعد أعضاء اللجنة الآخرين على فهم السينما الآسيوية بشكل أفضل، وأنه لن يعامل الأفلام الآسيوية الأربعة المرشحة بشكل خاص.

وبدأ متابعي مهرجان كان ملاحظة التأثير المتزايد للسينما الصينية في هذا المهرجان الذي يعد أحد أهم الأحداث السينمائية في العالم. على غرار الممثل ماثيو نولز، الذي لعب دور البطولة في فيلم “أسورا” الصيني، والذي مكّنه من الظهور على غلاف” مجلة فارييتي”.

ويقول نولز متحدثا عن أجواء مهرجان كان، الذي إنطلق يوم الثلاثاء وينتهي في 19 مايو الجاري: “الاهتمام بالسينما الصينية آخذ في الازدياد. هناك بالتأكيد حضور صيني قوي هنا. أسمع اللغة الصينية في كل مكان أذهب إليه”.

تدور أحداث فيلم نولز، الذي بلغت تلكفة إنتاجه 750 مليون يوان(118 مليون دولار) حول عالم أسطوري.

ويضيف نولز، الذي جاء إلى كان لإبرام صفقات لمشاريع مستقبلية، إنه من المثير للاهتمام أن نرى الناس العاديين في الريفييرا الفرنسية مهتمين بمشاهدة الأفلام الصينية.

سينماتوغراف في

10.05.2018

 
 

حصري: فيديو وصور من ندوة فيلم “يوم الدين” في مهرجان كان السينمائي

خاص – إعلام دوت أورج

أقيمت ظهر اليوم، ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، الندوة الخاصة بالفيلم المصري “يوم الدين”، المشارك بالمسابقة الرسمية للمهرجان، والمقرر عرضه مساء اليوم.

حضر الندوة المنتجة دينا إمام والمخرج أبو بكر شوقي، اللذان أجابا على سؤال للناقد يوسف شريف رزق الله،  عن كيفية حصولهما على تمويل الفيلم.

قالت دينا إمام إن أول جزء من التمويل كان من  المنحة التي حصل عليها مشروع الفيلم من جامعة نيويورك، وهو ما ساعد فريق العمل في التغلب على بعض العثرات في البداية، ثم أطلق صناع الفيلم حملة على الإنترنت لدعم تمويل المشروع، وحصلوا كذلك على تمويل من الأصدقاء وأفراد العائلة وأشخاص لا يعرفونهم.

أضافت منتجة الفيلم، أنه بالرغم من دعم مهرجان تريبيكا السينمائي للفيلم لاحقًا، لكن طوال التصوير كان يتم تمويل الفيلم من الأموال التي تم جمعها ومن الموارد الذاتية لصناع الفيلم، ولاحقا انضم لهم بعض محبي الفن الذين لم يكن لهم علاقة بالفيلم، لكنهم أمنوا بفكرته وقرروا الاستثمار فيه ودعمه، مضيفة “يمكن تلخيص الأمر أنه كان كثير من تمويل الأصدقاء وأفراد العائلة وتمويلنا الذاتي”.

في نفس السياق، قال أبو بكر شوقي مخرج الفيلم، إن تمويل الفيلم كان أمرًا صعبًا، لأنه الفيلم الأول للمخرج وللمنتجة، وبلغة أجنبية، ويتم تنفيذه بدون ممثلين محترفين أو نجوم، والقصة نفسها كانت غير جاذبة للممولين، لكن فريق العمل كان محظوظًا بسبب الحصول على التمويل من الأصدقاء والعائلة، ثم التمويل عبر الإنترنت لاحقا، وكذلك بعض المستثمرين في الفن الذين ساعدوا فريق العمل في المراحل التالية للفيلم، وكذلك جامعة نيويورك التي يشعر بالامتنان لها على مساعدتها.

إعلام.أورغ في

10.05.2018

 
 

مهرجان "كان 71".. وأصغر فرهادي الضائع

شفيق طبارة

افتتح مهرجان "كان" بفيلم "الجميع يعلم" للمخرج الايراني أصغر فرهادي، الذي يخرج للمرة الأولى من كلّ ما هو ايراني، من الممثلين والبيئة إلى مكانٍ آخرٍ مختلف تماماً، إلى اسبانيا. لكنّ فرهادي رغم اختلاف الهوية، يتبع الخطوط العريضة لأفلامه السابقة، يطرح العلاقات المعقدة والمتشابكة بين الازواج والعشاق السابقين. أسرار عائلية، خطف، لقاءات غير مريحة، قضايا معلقة، مشاكلٌ أسرية، ديون قديمة وحسابات لا ينبغي الكشف عنها. وزفافٌ يشكّل التقاء كلّ هذه العقد وانكشافها. يندمج فرهادي بالبيئة الاسبانية، يطرح فكرة جديدة على السينما الخاصة به، يدخل دوامة مشاكل العائلات المنتشرة والممتدة، الخداع، مشاكل الاموال والاراضي العالقة، التواطؤ، الخطط الدنيئة وحرب الاسلاف
نحن في بلدة صغيرة يعرف كل أهلها بعضهم البعض. نتعرّف اليهم خلال جو احتفالي، ستتزوج آنا (إيمنا غيوستا) قريباً. وبمناسبة الزواج، تأتي شقيقتها لورا (بينيلوبي كروز) برفقة أولادها من الارجنتين بينما لم يتمكن زوجها من القدوم. ها هم الأباء والأبناء والاحفاد والاصدقاء. يحضر باكو الوسيم (خافيير باردم) صديق العائلة منذ الصغر، يعمل في مزارع الكروم. لن يمر وقت طويل حتى ندرك ان باكو عاش في الماضي مغامرة عاطفية مع لورا. تتصاعد الأحداث الدرامية ليلة الزفاف، عاصفة تضرب البلدة، ينقطع التيار الكهربائي في المدينة. فجأة تدرك لورا أن ابنتها البالغة من العمر ستة عشر عاما ايرين (كارلا كاميرا) قد اختفت. يتضح أنها عملية خطف والمطلوب فدية. على وجه السرعة يصل الزوج والأب اليخاندو (ريكاردو دارين). تلفّ الريبة المكان، الكل مشتبه به

 

لم يخرج فرهادي عن القوى الاعتيادية المحركة للسرد في أفلامه. هي عناصر لعب بخيوطها من قبل، من استخدام حدث غامض كوسيلة محفّزة للدراما، إلى بطولة أشخاص محاصرين في شبكة من العواطف المشوشة، المشاعر البائسة، الأسرار المظلمة والانقسامات الطبقية المتجذرة. الدافع وراء احتدام الصراع هنا هو الاختطاف، وهي زاوية جديدة نوعا ما على فرهادي، ما استدعى طريقة تصوير مختلفة وجديدة عليه. البصمة الأخلاقية واضحة، هي تشبه إلى حد كبير سينما المخرج الفرنسي كلود شابرول، منح السيناريو جميع الشخصيات الرئيسية والثانوية أسباباً كافية سواءً إقتصادية أو عاطفية لارتكاب اسوأ الشرور. القصة في "الجميع يعلم" مثيرة للاهتمام ولكنها أفلتت من بين أصابع فرهادي. رغم الإثارة والغموض الدفينين، رغم المفاتيح والحلول المحتملة، نتفاجأ بتعاملٍ باردٍ ومطوّلٍ مع الأحداث، نلمس شيئاً من اللامبالاة ما يودي بنا إلى ضياعٍ وقلّة إقتناع. تكتنز قصة الفيلم مفاجآت وأسراراً، هي تركيبة يفترض أن تخرج حيوية، لكنها مع فرهادي باهتة، افتقدت بريقها بسبب تطويل درامي غير مفهوم. هناك لحظات تمكن فرهادي فيها من التقاط بعض الومضات الدرامية المهمة، لكنه تركها معلقة. وهذا ليس اعتباطياً، مسار الفيلم بيّن عدم مبالاته بوجهة الأحداث بعد أي اضطراب. المهم بالنسبة إليه انكشاف الأسرار والمستور وما يحدث بعد ذلك ثانوي. براحة ضمير يمكن القول إن الفيلم ليس مميزا على الاطلاق، بالحدّ الأدنى فرهادي في "إيران" مختلف.

نزوح فرهادي إلى اسبانيا، إلى ثقافة مختلفة ولغة ليست بلغته الاصلية، أفقد صورته بريقها وخصوصيتها. ضاع السحر والواقعية الايرانية التي امتاز بها في افلام مثل "انفصال" او"البائع". ما تبقى هو فيلم غير سيىء بالضرورة، لكنه مخيب للآمال. منحنا فرهادي فيلماً طويلاً ضائعاً بين الاثارة والميلودراما. يجدر بالاثارة المتواصلة ان تسجننا في مقاعدنا لكنها تكتفي بجعلنا نتساءل. أمّا المعضلة الاخلاقية والعاطفية التي بنيت عليها الميلودراما فأتت مترهلة. انجرف "الجميع يعلم" الى ما يشبه مسلسلات "السوب أوبرا" الاميركية عن العائلات والطبقية والاراضي والأموال، او مثل مسلسل مكسيكي طويل عن حب ضائع ومشاكل عائلية لا تنتهي.

أفضل ما في الفيلم دون أي شك هو خافيير باردم. أعطى الحياة لشخصية يحركها جرح من الماضي، قرر أن يصبح البطل، أن يساعد دون مقابل. هو رقص بين الصراعات، الغضب، الالم والفرح. وهنا بعضٌ من الفضل لفرهادي الذي منحه شخصية أخرجت افضل ما لديه من قدرات. هيمنت بينلوبي كروز على النصف الأول من الفيلم، لتظهر في الجزء الثاني مجرّد ام يائسة. نصل إلى نهاية عاطفية تجمع البطلين، نهاية تضع حداً مفاجئاً لمأساة شخصية وأزمة عميقة بينهما، لكنها بقدرة قادر تتبخر، بشكل غير مدهش وغير قابل للتصديق.
في الخلاصة "الجميع يعلم" ليس فرهادي الذي نعرف. يبتعد المخرج الايراني عن نفسه، كأنّه ليس هو من استطاع يوماً تحريك عواطفنا دون حركات ميلودرامية زائدة. يسحرنا الفيلم لمدة ساعة، لنصل إلى نهاية غير مقنعة. هل هذه ميلودراما؟ هل هذا فيلم إثارة؟ في طريقه إلى اسبانيا خسرت شخصياته عمقها الانساني، فقدت الدراما العائلية التي اتقنها سلاسة تدفق أحداثها، لم يمنحنا مساحة للتفكير ثم يلتقطنا لينعطف بنا في دوامة الدراما. أين "الجميع يعلم" من أفلام فرهادي التي تشعرنا بأننا نتجسس على خصوصيات شخصياته الواقعية لأبعد الحدود؟ أين فرهادي؟ ضاع، نعم ضاع بعيداً عن ايران
.

(*) لجنة التحكيم نسائية بغالبية أعضائها، ترأسها الممثلة الاسترالية كايت بلانشت، بالإضافة الى عضوية 8: الممثلة الأميركية كريستن ستيورت، الفرنسية ليا سيدو، المخرج الكندي دوني فيلنوف، نظيره الفرنسي روبير غيديغيان، الممثل الصيني تشانغ تشين، مؤلفة السيناريوهات الأميركية آفا دوفيرناي، المغنية البوروندية كاديا نين والمخرج الروسي أندري زفياغينتسيف. أمام هذه اللجنة مهمة شاقة تقضي باختيار الفائزين بالسعف الذهبية من بين ٢١ فيلما قُبلت في المسابقة الرسمية.

المدن الإلكترونية في

10.05.2018

 
 

مهرجان كان: "يوم الدين" نضال ضد اللامبالاة لمرضى الجذام في مصر

نورهان رضوان

نشر الموقع الرسمي لمهرجان كان السينمائي تقريرًا يتناول الفيلم المصري "يوم الدين" للمخرج السينمائي المصري أبو بكر شوقي، الذي وصفه بـ"نضال ضد اللامبالاة من قبل مرضى الجذام في مصر"، والذي دخل المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي بعد غياب السينما المصرية نحو ست سنوات، لتعود في النسخة الـ 71 للمهرجان، من خلال فيلم الروائي الشاب أبو بكر شوقي.

ويقول الموقع إن الفيلم الروائي الأول لأبو بكر شوقي تدور أحداثه "حول التهميش غير العادل للأشخاص المصابين بالجذام في بلده، وهو فيلم طريق مأساوي تزداد قيمته من خلال استخدامه للقصص الحقيقية، ويتبع ملحمة يعاني لتتراجع عن ماضيه". يتنافس الفيلم على كاميرا الذهب "Caméra d’Or" ، وهي جائزة سينماتوغرافية، بدأت تمنح ابتداءً من سنة 1978 في مهرجان كان السينمائي، وذلك من أجل تشجيع الفنانين الشباب لجعلهم موهوبين، وتٌمنح لصاحب أفضل فيلم.

الفيلمُ يروي قصة قبطي يجمع القـمامة، نشأ في مجموعة من المصابين بالجُذام، يغادر المستشفى رفقة طفل لا يعرف عائلته مع حمارهما للبحث عن العائلة، تركت البكتيريا ندوبًا على وجهه وجسمه التي يفضل المجتمع المصري إخفاءها.

عندما كان بشاي "الممثل راضي جمال" طفلًا أخذه والده إلى جماعة من المصابين بالبرص؛ بوعد أنه سيعود قريبًا بين شعبه، ولكن مرت سنوات وعندما تموت زوجة هذا الرجل الأمي الذي شفي من المرض، يقرر البحث عمن بقي من عائلته، برفقة صاحبه وحماره وهو يأمل أن يجد إجابات لأسئلته، مثل الكثير من المصابين بالجذام الآخرين، من ضمنها "لماذا تم التخلي عنه؟"

في رحلته الأولى، يركب حمارًا باتجاه قنا، المدينة المصرية الجنوبية حيث ولد، ويساعده الشاب أوباما "الممثل أحمد عبد الحفيظ"، وهو يتيم من النوبة، وعلى طول الطريق، يكتشف الزوج قساوة عالم كان دائمًا ما يبقي بعيدًا عنه.

ومن المقرر أن يتم عرض الفيلم 3 مرات خلال فعاليات الدورة رقم 71 لمهرجان كان السينمائي، الفيلم من بطولة راضي جمال وأحمد عبد الحفيظ، وتعاون فيه شوقي مع مدير التصوير الأرجنتيني فدريكو سيسكا.

أبو بكر شوقي مخرج، ومؤلف ومنتج مصري نمساوي، تقدم من خلال الأفلام الوثائقية والإعلانية، واستحوذ على العديد من الجوائز في المجتمع المصري لأول فيلم روائي طويل. قدم عددًا من الأفلام الوثائقية، من بينها الفيلم الحائز على العديد من الجوائز المستعمرة (2009) وهو فيلمه الأول، فيلم وثائقي قصير انتهى في عام 2008، تناول حياة مرضى مستعمرة الجُذام في منطقة أبو زعبل.

وتعود المشاركة المصرية الأخيرة في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" إلى عام 2012 وكانت بفيلم "بعد الموقعة"، للمخرج يسري نصر الله.

ونقل الموقع عن أبو بكر قوله إن محادثاته مع السكان، كانت مليئة بالتواضع والفكاهة التي أظهرها هؤلاء "المنبوذون"، الذين تركهم معظمهم أقاربهم، ونسج المخرج قصصهم معًا لخلق قصة خيالية.

وشدد أبو بكر شوقي "أدركت أن الجذام مشكلة اجتماعية أكثر من مشكلة طبية"، عهد بأدوار عنوان الفيلم إلى الجهات الفاعلة الهواة.

ابتكر المخرج هذا الفيلم الرائع من خلال إكمال رحلة صعبة استمرت أسبوعين في جميع أنحاء مصر، مثل شخصياته البارزة، في سعيهم للعثور على الإنسانية.

بوابة الأهرام في

10.05.2018

 
 

إطلاق المقدمة والبوستر الإعلانيين لفيلم "ولدي" قبل عرضه بمهرجان "كان"

كتب: الهام زيدان

قبل أيام قليلة من عرض فيلم "ولدي"، للمخرج محمد بن عطية، في مهرجان كان السينمائي الدولي (9- 19 مايو)، أطلق صناع العمل، المقدمة والبوستر الإعلانيين له؛ تمهيدًا لعرضه تجاريًا في دور العرض بالعالم العربي.

ويُعرض "ولدي" في مهرجان كان السينمائي، الأحد 13 مايو على مسرح كروازيت، بفرنسا، ضمن برنامج "نصف شهر المخرجين" الذي يختتم فعالياته، بحضور صُناع الفيلم.

ويحكي الفيلم قصة رياض، وهو رجل على وشك التقاعد من عمله كسائق رافعة شوكية في ميناء تونس، في الوقت الذي تتمحور حياته وزوجته نازلي حول ابنهما الوحيد سامي، حيث يستعد الأخير لامتحاناته الدراسية، بينما تتكرر شكواه من نوبات الصداع النصفي وهو ما يثير القلق لديهما، وعندما يشعر أخيرًا بالتحسن، يختفي فجأة.

فيلم ولدي من تأليف وإخراج محمد بن عطية، وإنتاج شركات "نوماديس إيمدج" للمنتجة درة بوشوشة ولي فيلم دو فليوف، وتانيت فيلم، ويقوم ببطولته "محمد ظريف ومنى الماجري وزكريا بن عايد وإيمان الشريف وتايلان منتاس وطارق قبطي"، وتتولى شركة MAD Solutions مهام توزيعه في العالم العربي.

"ولدي" هو ثاني الأفلام الروائية الطويلة للمخرج محمد بن عطية، بعد "نحبك هادي" الفائز بجائزتي أفضل أول فيلم طويل لمُخرج، والدب الفضي للممثل مجد مستورة في مهرجان برلين السينمائي الدولي، في إنجاز هو الأول لعمل عربي بالمهرجان، بالإضافة إلى عدد كبير من الجوائز والتكريمات الدولية.

الفيلم يسجل علامة التعاون الثاني لشركات الإنتاج والتوزيع نفسها، مع بن عطية، بعد نحبك هادي، كما أنها المرة الرابعة التي تتولى فيه MAD Solutions توزيع فيلم للمنتجة درة بوشوشة، فبالإضافة إلى فيلميه، وزعت الشركة "الروائي الطويل- جسد غريب" للمخرجة رجاء عمَّاري والقصير أسترا للمخرجة نضال ڤيڤة.

الوطن المصرية في

10.05.2018

 
 

هل يتوج فرهادي بالسعفة الذهبية بأقل أفلامه تألقا ؟

محمد بوغلاب

في اليوم نفسه الذي عرض فيه فيلم”الكل يعلم” في افتتاح مهرجان كان ، الثلاثاء 8 ماي، كان الرئيس الامريكي يعلن عن الغاء العمل بالاتفاق االنووي مع ايران واستئناف العمل بنظام العقوبات ضد هذه الدولة”المارقة”  من وجهة نظر ترامب

الرد الايراني كان فيلما صوره أحد ابرز السينمائيين عالميا اصغر فرهادي في العاصمة الاسبانية مدريد عن الحياة العائلية في اسبانيا ، فيلم ناطق بالاسبانية ومن بطولة نجمين لا يشق لهما غبار هما الفاتنة بينيليبي كروز وخافيير برديم

الفيلم  صورة عن الدور الذي يمكن للفن ان يقوم به، القفز على حواجز الثقافات المحلية واللغات والاديان، ان يكون بوسعك ان تقص حكايات من اي مكان في العالم مادام الهاجس انسانيا، الالم والحب والعقاب والثار والنسيان والعفو والمغفرة …. هذه المشاعر هل تتطلب دينا بعينه او لغة دون اخرى ؟

تتمهلت قليلا قبل الكتابة عن فيلم”الكل يعلم”، فضلت ان استطلع اراء النقاد  كيف سيكون رد فعلهم ازاء اخر افلام صاحب الاوسكار والسيزار والدب الذهبي؟؟؟

هو ليس افضل افلامه بالتاكيد ولكنه ليس فيلما سياحيا عن اسبانيا، ثم هل هي جريمة ان يخرج ايراني فيلما عن اسبانيا ؟ اليس الانسان هو نفسه في كل مكان؟ يحب ويكره، يغضب ويفرح بصرف النظر عن الجغرافيا وتغير الازمنة والانظمة ليست المرة الاولى الي يغادر فيها اصغر فرهادي ايران ليختار ارضا اخرى لافلامه، فعلها بمناسبة فيلم “الماضي” الذي صوره بالفرنسية وفي فرنسا ، وبفضله فازت الفرنسية “بيرينيس بيجو” بجائزة افضل ممثلة هنا في كان.

في الفيلم نفسه ظهر الجزائري الفرنسي طاهر رحيم قصة “الكل يعلم” تدور حول “لاورا” المقيمة بالارجنتين رفقة زوجها، تعود الى مسقط رأسها في اسبانيا لتحضر حفل زواج شقيقتها، وفي ظروف غامضة تختفي ابنتها”ايرين” التي يطالب خاطفوها بفدية قدرها 300 الف يورو يضطر الزوج المفلس الى العودة الى مواجهة الازمة ، ولكنه لا يملك سوى تذكر ربه الذي سيساعده حتما وتجد لاورا في صديق طفولتها وحبيبها السابق”باكو” السند والمنقذ اذ يقرر بيع ارضه لدفع الفدية تتالى المفاجات في ” الكل يعلم” ، فالجميع يعرفون اشياء ولكن اشياء كثيرة لا علم لهم بها تغلي كالمرجل فوق نار باهتة فلاورا تكشف لباكو ان ايرين ليست سوى ابنته هو واليخندرو قبل بتبنيها وتعامل معها كاب حقيقي اما اب العائلة فيكشف عن حقد دفين بسبب شراء باكو لارض لاورا بثمن بخس

الكل يعلم ولكن لا احد يعلم كل شيء ، حين دفع باكو اتلفدية وعادت ايرين الى عائلتها، ظفت النهايات المصرية السعيدة الى السطح وربما تهيأ للبعض ان لاورا ستقطع علاقتها بزوجها وتعود الى احضان حبيبها الاول ، وستنكشف خيوط المؤامرة العائلية في اختطاف ايرين على مشهد زخ المياه بكثافة ، يسود الضباب وتتلاشى الوجوه ، وكأني بأصغر فرهادي ما تتوقعونه ليس بضاعتي، لا تباع في متجري، انا قدمت فيلما اخر غير الذي في اذهانكم ، فيلمي ليس بوليسيا ينتهي بالقبض على المجرم ومحاكمته ، فيلمي انساني ليس له نقطة نهاية محددة …. فقصص الناس متحركة ولا احد يعلم متى تبدأ ومتى تنتهي قد لا يكون افضل افلام فرهادي ولكنه رسالة فنية ملؤها الانفتاح على الاخر وقبول المختلف عنا ، فيلم قد يمنح لفرهادي السعفة التي غفلت عنه اكثر من مرة  واكتفى من مهرجان كان بافضل سيناريو سنة 2016 وافضل ممثل(شهب حسيني) عن فيلم”البائع”.

موقع (14-17) التونسي في

10.05.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)