كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان كان (1): مهرجان «كان» السينمائي في مواجهة متغيرات العالم الجديد

تغيب هوليوود فتقلق أوروبا

كان: محمد رُضـا

كان السينمائي الدولي

الدورة الحادية والسبعون

   
 
 
 
 

ليس خفياً أنّ شركات الإنتاج ولجانبها شركات التوزيع الفرنسية، تملك قوّة مؤثرة فيما يمكن لمهرجان «كان» عرضه وعدم عرضه من الأفلام.

الفيلم المتقدم لاختيارات إدارة المهرجان في المرحلة الأولى، وكما سبق وذكرنا، لا بدّ أن يكون قد استحوذ على مباركة إنتاجية فرنسية كاملة أو جزئية لكي يُدرج. صحيح أنّ الاختيار الأخير لا يزال خاضعاً لقرار الإدارة، لكنّ معظم الأفلام المقدّمة والمدفوعة تجاه هذا الاختيار هي منتجة ولديها عقود توزيع تلك الشركات صوب الإدارة العامة.

الباقي قد يختلف اختياره، لكنّ الثابت أنّ غالبية ما يقّدم، بصرف النظر عن منشأه ولغته المستخدمة، هو فرنسي أيضاً على نحو أو أكثر.

شركات التوزيع لها تأثير كبير تبدّى في العام الماضي عندما عارضت وجود فيلمين من شركة «نتفلكس» الأميركية هما Okja وThe Meyerowitz Stories، على أساس أنّهما من أعمال شركة تعمل على خدمة زبائن بالاشتراك؛ ما يعني أنّه لا توجد لديها نيّـة لعرضه في الأسواق التجارية، كما لا نيّـة لشركات التوزيع الفرنسية - والحال هذه - قبول أفلام لا يمكن توزيعها في تلك الأسواق.

المدير التنفيذي للمهرجان، تييري فريمو، التقى مع أرباب تلك الشركات، ووافق على ألا يعرض أفلاماً من إنتاج «نتفلكس» أو «أمازون» في العروض الرسمية بعد ذلك العام.

- روما والنرويج

عند هذا الحد تبيّـن أن لشركات التوزيع سطوة مهمّـة، وأن المهرجان عليه أن يفكر كذا مرّة قبل الموافقة على اتخاذ قرار تراه تلك الشركات مخالفاً لعلاقتها التاريخية مع المهرجان. لكن قبل أشهر قليلة بدا كما لو أنّ هناك سعياً لدى فريمو للقيام بقبول أفلام جديدة من «نتفلكس» إذا ما استطاع أن يكون صلة خير بينها وبين شركات التوزيع.

لكن لا «نتفلكس» مستعدة لقبول تغيير أسلوب عملها ونظامه، ولا تلك الشركات ستسمح للمهرجان أن يتنفس هواءً جديداً مغايراً للسائد. وحاول فريمو أن يجد حلاً وسطاً بإقناع الفرنسيين والأميركيين على حد سواء بقبول عروض أفلام «نتفلكس» خارج المسابقة. الفرنسيون لم يمانعوا، لكن شركة «نتفلكس» رفضت، وما لبثت أن استبعدت اشتراكها على نحو كلّي.

والواقع، أنّ استبعاد أفلام مصنوعة للخدمة المنزلية المباشرة يبدو في محله من زاوية أن المهرجان يحتفي بالسينما كما عهدناها وليس كما هي آيلة إليه في الحاضر والمستقبل. على أنّ هذه الأزمة تبرهن الآن، وعلى مسافة ثلاثة أيام من انطلاق الدورة الـ71 في الثامن من هذا الشهر، عن أبعاد أخرى في مقدّمتها أنّ الصراع، إذا ما صوّر على هذا الأساس هو صراع تكنولوجي ناتج من تقدم الوسائط الإعلامية والإنتاجية في مواجهة رغبة المهرجان العالمي الأول في الاحتفاظ باحتفائه المتوهج بالسينما فناً وصناعةً.

ذلك لأنّ إلغاء أفلام صُنّعت للعروض غير العامة ما يحدّ من قدرة شركات التوزيع السينمائية، في كل مكان، على الاستفادة منها، يعني إلغاء التعامل مع هذا المنوال الحديث من الإنتاج والعروض. والحداثة في واقعها تقنية بحتة؛ ذلك لأنّ الأفلام المنتجة من قِـبل «نتفلكس» على الأخص، تتمتّع برخصة تمنحها الشركة تتيح لمخرجيها تحقيق أفلامهم بحرية شبه كاملة (أو، كما في حالة المخرج مارتن سكورسيزي الذي باشر بعد تأخر طويل، تصوير فيلمه الجديد «الرجل الآيرلندي») بحرية غير منقوصة.

بالتالي، فإن ثمن الامتناع عن قبول أفلامها، وإلى جانب أنّه نزوع إلى عدم تطوير آلية المهرجان حيال الإنتاجات غير التقليدية، فيه خسارة زبائن وأفلام قد تستحق العرض على شاشة أكبر مهرجانات السينما.

هذا العام عرضت «نتفلكس» على المهرجان الفرنسي فيلمين اعتبرتهما رصيداً مهماً لها ولهواة السينما على حد سواء. أحدهما هو الفيلم الجديد «روما» لألفونسو كوارون (مخرج «أطفال الرجال»: «جاذبية» الخ...) والآخر «نرويج» (Norway) لبول غرينغراس («أحد لعين» و«إنذار بورن» من بين أخرى).

- هوليوود ضد «كان»؟

لكن ما سبق لا يعني أنّ مهرجان «كان» متجمّد في زمن مضى لا يقدر على (أو لا يودّ أن) يغادره. في الواقع، هناك متغيرات أساسية تحدث تباعاً منذ سنوات عدة، وتصل في هذا العام إلى ذروتها.

عنوان هذه المتغيرات هو علاقة «كان» بالسينما الأميركية ككل.

في لقاء مع المنتج الأميركي ألبرت رودي («العراب») في الشهر الماضي تم فيه الحديث عن تقاليد اشتراك هوليوود في مهرجان «كان»، ذكر لي أنّ المسألة بالنسبة لهوليوود اليوم تختلف تماماً عمّا كانت عليه سابقاً:

«إذا نظرت إلى تاريخ المهرجان في الخمسينات وفي الستينات والسبعينات ستجد أنّ السينما الأميركية كانت أكثر حضوراً مما هي عليه اليوم، سواء كعدد أفلام أو كعدد ضيوف ونجوم، حتى مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الكثير من هذه الأفلام كانت من النوع الفني الذي تبحث عنه المهرجانات عادة. هذا على الرّغم من أنّ، ربما معظم هذه الأفلام كانت من النوع المستقل».

ويكمل مقارنته بالقول:

«اليوم ليس هناك حاجة كبيرة إلى السينما الأميركية لكي تشترك، ولا مهرجان «كان» يمثّـل ما كان يمثله سابقاً بالنسبة لهوليوود».

- لماذا؟

«لأنّ السينما تتغير تكنولوجياً إلى حد يتجاوز أهمية (كان) بحد ذاته. لماذا عليّ أن أرسل بفيلمي إلى (كان) مع مخرجه وممثليه والطاقم الإداري والإنتاجي، وأتحمل تكاليف تصل إلى أكثر من مليون دولار بكثير إذا لم يكن هناك فائدة تجارية مجزية؟».

- بمعنى أنّ جائزة «كان» لا تعني الكثير على المستوى التجاري.

«قد تعني في فرنسا وتعني في بعض الدول الأخرى، لكن لا تعني الكثير مطلقاً في الأسواق الكبرى الأخرى، وخصوصاً هنا في أميركا».

ما يُقال هنا هو أنّ هوليوود التي على الرّغم من اشتراكها في أفلام لجديرين بينهم هال آشبي وبوب رافلسون وكلينت ايستوود، قلّـما استطاعت الفوز بجوائز كبرى في المهرجان الفرنسي؛ إذ كانت اختيارات لجان التحكيم تميل غالباً لتفضيل أفلام أوروبية، لكن اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تنتفي الحاجة إلى «كان» التي كانت، وحتى حين قريب، حاجة إعلامية هدفها تعزيز إنتاجات فنية الجانب لأمثال غس فان سانت، أو هال بارتلت، أو ديفيد لينش، لكن حتى هذه - وفي كثير من الأحيان - كانت من تمويل فرنسي جزئياً ما يعني أنّ الحاجة الفعلية إلى كبار المؤسسات الهوليوودية بما فيها فروع إنتاجاتها المستقلة، انحسرت عما كانت عليه لسببين مهمين. يشرح توم برنارد، رئيس «سوني بيكتشرز كلاسيكس»، السبب الأول بقوله: «في السابق كناّ نحتاج إلى الهالة الكبيرة التي يوفرها (كان) للفيلم المستقل الذي نتعامل معه هنا. الآن لم نعد في حاجة إلى أي ترويج مسبق. الترويج يحدث تلقائياً عبر الوسائط الاجتماعية. الطريقة التي يكشف فيها الفيلم عن وجوده باتت مختلفة تماماً».

يضيف: حلقات السلسلة «أيضاً، وهذا بالنسق إلى (كان) تحديداً، وأيضاً بالنسبة لمهرجانات أخرى تقع في النصف الأول من السنة، نعتبر أن الفارق الزمني بين (كان) في الربيع بين موسم الجوائز الأميركية، خصوصاً جائزتي الأوسكار وغولدن غلوبس في مطلع الشتاء، كبير بحيث لا يضيف (كان) إلى الأفلام أي فاعلية تذكر».

الحال إذن، استيحاء من هذا الكلام، أنّ هذا البعد الزمني بين الأفلام الأميركية التي قلّما تفوز على أي حال وبين المهرجان الفرنسي أصبح ماثلاً أكثر من ذي قبل، ويضيف عبئاً على مهرجان أمّـه مئات النجوم في تاريخه.

الحاصل، هو أنه بابتعاد السينما الأميركية عن «كان»، يبتعد الممثلون أيضاً. ومع أنّ هناك فيلمين أميركيين هذه السنة أحدهما للمخرج سبايك لي العائد بعد غياب طويل بفيلم «بلاك كلانسمان». لكن هذا الفيلم بلا نجوم (إلّا إذا اعتبرنا آدم درايفر نجماً).

الفيلم الأميركي الآخر هو «تحت البحيرة الفضية» (للجديد ديفيد ميتشل) المكتفي بممثل معروف واحد هو أندرو غارفيلد.

بالتالي، الورطة المنتظرة في «كان» هذه السنة هي عن وجود نجوم أميركيين كافين لإرضاء الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع معاً.

المسألة، ما دام الوضع على هذا الحال، تتحول إلى حلقات كل منها تؤثّر على الأخرى كالعمود الفقري. فما يبدأ بغياب الأفلام الأميركية ونجومها ليمتد إلى الإعلام سيمتد كذلك إلى السوق التجارية. تلك الآلة الضخمة التي شيدها المهرجان قبل سنوات عدة.

هذا التأثير لن يتبدى الآن، لكن إذا ما استمر الحال عليه سيتبدى لاحقاً ما سيجعله محطة أوروبية - آسيوية - أفريقية ناشطة إنّما من دون كثير حضور وتأثير من جانب الجزء الشمالي من القارة الأميركية التي تجد أنّ لديها - في كل الأحوال - أربع محطات مهمة لترويج أفلامها وبيعها هي مهرجان صندانس السينمائي، وسوق الفيلم الأميركية، ومهرجان تورونتو الكندي و- إلى حد - مهرجان ترايبيكا في نيويورك.

المحصلة هي أنّه عالم دوّار يصعد بالجديد ويهبط بالقديم، والخوف أنّ هذا ينسحب حتى على مهرجان بقيمة وحجم مهرجان «كان».

الشرق الأوسط في

06.05.2018

 
 

20 فيلمًا يترقبها العالم في مهرجان كان 71

أحمد شوقي

عندما يتعلق الأمر بأكبر مهرجان سينمائي في العالم، تصبح قوائم الأفلام المرتقبة أضخم من أن يتم حصرها. في حقيقة الأمر كل فيلم في برامج كان المختلفة هو فيلم مرتقب بالضرورة، لكن بين الأفلام المشاركة في الدورة الحادية والسبعين اخترنا هذه المجموعة من أعمال أكبر مخرجي العالم والأفلام التي تمتلك أسبابًا أكبر لترقب عرضها بشغف كبير.
حرب باردة Cold War – بولندا

قبل خمس سنوات، اعتلى المخرج البولندي بافيل بافليكوفسكي قمة العالم بفوز فيلمه المصور بالأسود والأبيض "إيدا Ida" على جائزتي الأوسكار والبافتا لأحسن فيلم غير ناطق بالإنجليزية، وترشح الفيلم لأوسكار أحسن تصوير في إنجاز نادرًا ما يتحقق لفيلم غير أمريكي. بافليكوفسكي غاب ليعود لمسابقة كان الدولية بفيلم جديد ينتمي للحقبة ذاتها، حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي. قصة حب بين رجل وامرأة من خلفيات بالغة الاختلاف، تنتقل بهما بين بولندا وألمانيا ويوغوسلافيا وفرنسا، وبنا إلى عالم مخرج انتظرنا خطوته الجديدة طويلًا.

بلاكككلانسمان BlacKkKlansman – الولايات المتحدة

في مشاركته الأخيرة بالمسابقة قبل 27 سنة، استحدثت لجنة التحكيم وقتها جائزة لأحسن ممثل مساعد من أجل منحها للنجم صامويل جاكسون عن دوره في فيلم المخرج سبايك لي الشهير "حُمى الأدغال". المخرج المهموم بقضايا الملونين في أمريكا يعود لمسابقة كان بعد هذه السنوات بفيلم عن موضوعه المفضل. قصة حقيقية عن الضابط الأسود رون ستالورث الذي تمكن من خداع منظمة "كو كلوكس كلان" العنصرية، والتسلسل ليصير أحد أعضائها بل وقادتها. حكاية ما تعد به من المتعة لا يقل عن ما تحمله من قيمة.

المنزل الذي بناه جاك The House that Jack Built – الدنمارك

بعد سبع سنوات من طرده من كان بسبب تعليق ساخر غير لائق أطلقه حول تعاطفه مع هتلر أثناء عرض فيلمه "ميلانكوليا" في المسابقة، يعود المخرج المثير للجدل لارس فون ترير لكان ولكن خارج المسابقة، بعرض خاص لفيلمه الذي يجسد فيه النجم مات ديلون دور قاتل متسلسل يتابع الفيلم حياته على مدار 12 سنة. بفريق تمثيل قوي يضم رايلي كيوه وأوما ثورمان وبرونو جانز وإد سبيليرز، يسعى فون ترير لأن يكون وجوده في كان صاخبًا كالعادة، بفيلم لو انتمى لمدرسته فسنجد الآراء منقسمة بين عاشق للفيلم وكاره له.

الرجل الذي قتل دون كيشوت The Man Who Killed Don Quixote – المملكة المتحدة

أخيرًا سيخرج الفيلم الأكثر نحسًا في تاريخ السينما للنور، أو لن يخرج! بعد قرابة العشرين سنة من المشكلات والتوقفات والحوادث التي تقع داخل موقع التصوير، ظن الجميع أن رحلة المخرج تيري جيليام مع هذا الفيلم قد وصلت نهايتها باختياره ليكون فيلم ختام المهرجان (عرض استحدثه كان 71 من أجل الفيلم تحديدًا)، لكن خروج أحد منتجي الفيلم، البرتغالي باولو برانكو، ليقاضي المهرجان والمخرج ويطالب بمنع عرضه جعل كل شيء معلقًا بالحكم القضائي الذي سيصدر صباح الاثنين 7 مايو. لو كان الحكم لصالح الفيلم سيكون بالتأكيد أحد أكثر أفلام المهرجان إثارة للاهتمام والترقب.

كتاب الصورة The Image Book – سويسرا وفرنسا

بعد نصف قرن بالضبط من الواقعة الأشهر في تاريخه وتاريخ المهرجان والموجة الجديدة، بإعلانه توقف نسخة 1968 في منتصفها تضامنًا مع مظاهرات الطلبة والعمال، يعود المخرج الأشهر جان لوك جودار بفيلم جديد يواصل فيه تجاربه مع الوسيط السينمائي. جودار ذو السبعة وثمانين عامًا يدرس في فيلمه الجديد الأيديولوجيات التي تُشكل المجتمع العربي المعاصر. فيلم تم تصويره ـ وفق ما تم إعلانه ـ في عدد من البلدان العربية من بينها تونس، ومن يدري، ربما نكتشف أن جودار قد صور بعض مشاهد فيلمه الجديد في مصر!

صديقة Rafiki – كينيا 

بين عشية وضحاها تحوّل فيلم المخرجة وانوري كاهيو المعروض في مسابقة نظرة ما إلى أحد أسخن القضايا في كان 71، وذلك بعدما أصدرت الحكومة الكينية قرارًا بمنع الفيلم من المشاركة في المهرجان ومنع المخرجة من السفر باعتباره فيلمًا يروج للمثلية الجنسية بما يخالف قوانين البلاد. الفيلم سيُعرض بالتأكيد في ظل استحالة منع النسخ من السفر على الطريقة القديمة، ويتبقى حضور كاهيو محل شك، وإن كان الجميع سيتابع فيلمها الذي يروي قصة فتاتين مراهقتين من نيروبي تقعان في حب بعضهما البعض.

شجرة الآجاص البرية The Wild Pear Tree – تركيا

من بين 21 فيلمًا تتنافي في المسابقة الدولية لكان 71، يمتاز التركي نوري بيلج جيلان بأنه الوحيد الذي سبق ونال السعفة الذهبية عن فيلمه السابق "سبات شتوي". ليس هذا فقط، بل إنه يملك سجلًا ناصعًا بخمس مشاركات خرج في كل منها بجائزة (سعفة وجائزتي لجنة تحكيم وجائزة أحسن مخرج وأخرى من النقاد)، ليكون اسمه كالمعتاد من كبار المنافسين. غير أن الأهم من المنافسة هو كون أي عمل جديد لبيلج جيلان هو حدث سينمائي في حد ذاته. الرجل هو أحد أساطير السينما المعاصرة بقدرته على التغلغل داخل النفس البشرية وتشريح العلاقات بين البشر. في فيلمه الجديد نتابع حكاية كاتب طموح يترك حلمه ويعود لقريته كي يسدد ديون والده، حكاية ستحمل بالتأكيد ما هو أعقد وأعمق.

الجميع يعلمون Everybody Knows – إيران

أستاذ آخر من أساتذة السينما المعاصرة هو الإيراني أصغر فرهادي، حامل جائزتي أوسكار الذي يترك بلده للمرة الثانية ليُقدم فيلمًا تدور أحداثه في إسبانيا وبطليه هما أشهر ممثلين إسبانيين على وجه الأرض: بينلوبي كروز وخابير بارديم. حزمة من عوامل الجذب جعلته أول فيلم يعلن مهرجان كان عن اختياره، بل ومنحه مقعد فيلم الافتتاح مع الاحتفاظ بوجوده في المسابقة الرسمية. لا مجال للشك في كون "الجميع يعلمون" دراما أسرية من النوع الذي يجيده فرهادي، المشبع بالتفاصيل والعلاقات المعقدة وتبدل المواقف والمشاعر عبر حبكة ذكية وحوار بارع، ليبقى السؤال حول مدى نجاحه في تطبيق أسلوبه على عالم فيلمي إسباني.

يوم الدين – مصر

وجود فيلم المخرج أبو بكر شوقي في هذه القائمة ليس سببه كونه أول فيلم مصري يتنافس في المسابقة الدولية منذ عام 2012، وإن كان هذا وحده سبب كاف. لكن "يوم الدين" يمتلك أسبابًا إضافية، منها إنه فيلم العمل الأول الوحيد في مسابقة تضم 21 فيلمًا لكبار مخرجي العالم، مسابقة لا تفتح أبوابها عمومًا للأعمال الأولى إلا في حالات نادرة. منها أيضًا موضوعه الشيق حول رجل مصاب بالجذام يغادر المستعمرة للمرة الأولى ليقطع رحلة عبر المدن المصرية بحثًا عن عائلته، ومنها كون الممثل الرئيسي مريض جذام حقيقي، لتتكامل الأسباب وتجعله فيلمًا ينتظره الجميع.

ذروة Climax – فرنسا

بعد ثلاث مشاركات متتالية في المسابقة الدولية ينتقل المخرج المثير للجدل جاسبار نوى إلى تظاهرة نصف شهر المخرجين ليعرض فيلمه الجديد "ذروة". حاجز من السرية فرضه نوى على فيلمه الذي ليس من المؤكد إن كان روائيًا أم تسجيليًا أم مزيجًا من الاثنين. أشارت تقارير لأنه قام بتصوير الفيلم خلال أسبوعين فقط، وإن العمل يتابع فرقة راقصة تقوم بما يشبه الطقس في مدرسة مهجورة. شركة التوزيع المشاركة في الإنتاج نفت مضمون هذه التقارير، لكنها رفضت الكشف عن أي تفاصيل كي يبقى الفيلم طازجًا للجمهور في كان.

شريط جنسي Sextape – فرنسا

قدم المخرج أنطوان ديسروسيريه فيلمه الأول "في النجمة الجميلة À la belle étoile" عام 1993 وعمره لا يتجاوز 22 سنة، لكن بعدها وعلى مدار ربع قرن كامل لم يقدم سوى فيلم طويل واحد آخر عام 2000. بعد 18 سنة يتنافس ديسروسيريه بفيلمه الثالث في مسابقة نظرة ما، ليستكمل به حكاية قدمها عام 2014 في فيلم متوسط الطول بعنوان "حراميست". الحكاية لشقيقتين مسلمتين (تجسدهما بطلتي الفيلم المتوسط إيناس شانتي وسعاد أرساني) تجدان نفسهما متورطتين في فضيحة شريط جنسي.

السارقون Shoplifters – اليابان

هناك شيء ساحر دائم التواجد في الحكايات الاعتيادية التي تتضمنها أفلام المخرج هيروكازو كوريدا، الياباني المتخصص في الدراما العائلية التي لا تحمل أي أحداث ضخمة أو أفكار جذابة بصورتها المجردة، لكنها قادرة على النفاذ للنفس البشرية وتشريح ديناميات العلاقات داخل الأسرة. الأسرة موضوع الفيلم الجديد المشارك في المسابقة الدولية هي كما يوضح العنوان أسرة من السارقين، يسرقون أرفف المتاجر من أجل إيجاد قوتهم، لكنهم رغم ذلك لا يتورعون عن تبني فتاة شوارع لتنضم للأسرة. حكاية قد تصلح لمسلسل تلفزيوني مع أي مخرج آخر، لكنها مع كوريدا تتنافس في أكبر مسابقة سينمائية عالمية.

ثلاثة وجوه Three faces – إيران

في عام 2010 أصدرت السلطات الإيرانية حكمًا بوضع المخرج جعفر بناهي تحت الإقامة الجبرية في منزله ومنعه ممارسة الإخراج لعشرين سنة بسبب آراءه السياسية المعارضة. غير أن بناهي من وقتها صار معدل صناعته للأفلام أكبر مما قبل الحكم. "ثلاثة وجوه" هو رابع فيلم طويل يقدمه المخرج خلال إقامته الجبرية، أفلامه الثلاثة السابقة جلب له دبًا ذهبيًا وآخر فضيًا. للمرة الأولى سيتنافس جعفر بناهي في المسابقة الرسمية لكان بفيلم عن ثلاث ممثلات تعشن ثلاث مراحل مختلفة في مسيرتهن المهنية. هل يتمكن المخرج من تضمين السياسة في الفيلم كأعماله الأخيرة؟ أم يعود لأسلوبه في البدايات وتوجهه الأكثر ميلًا للقضايا الإنسانية؟

دوجمان Dogman – إيطاليا

المخرج ماتيو جارون ليس وجهًا غريبًا على مسابقة كان أو قائمة جوائزها، فلديه منذ 2008 ثلاث مشاركات سابقة فاز في مرتين منها بالجائزة الكبرى "جراند بري" عن فيلميه الشهيرين "جومورا Gomorra" و"حقيقة Reality". الإيطالي ذو الخمسين سنة أحد المتمرسين في توظيف جماليات التصوير الواقعي في خلق حكايات بصرية شعرية، وهو ما يمكن أن ننتظره من فيلمه الجديد الذي يروى حكاية رجل يكن محبة خاصة للكلاب. قصة قد لا تبدو جذابة للوهلة الأولى، لكن نظرة على الطبيعة البصرية للفيلم في إعلانه الدعائي كفيلة بوضع الفيلم ضمن الاختيارات.

كفرناحوم – لبنان

ارتقت المخرجة نادين لبكي منصة مهرجان كان درجة بعد أخرى: فيلمها الأول "سكر بنات" عُرض في نصف شهر المخرجين، عملها الثاني "وهلأ لويّن؟" تنافس في مسابقة نظرة ما، ثم اختريت لعضوية تحكيم نفس المسابقة، قبل أن تعود بفيلمها الثالث للمسابقة الدولية هذه المرة. لا معلومات كثيرة عن الفيلم سوى اعتماده بشكل كبير على ممثلين غير محترفين، وعن احتواء حبكته الرئيسية على طفل يرفع دعوى قضائية ضد والديه لأنهم أتوا به للحياة. مزيد من التفاصيل سنعرفها لاحقًا وقت عرض الفيلم الذي يترقبه كل من أُعجب بخفة ظل نادين لبكي وسردها الشيق في فيلميها السابقين.

سكين في القلب Knife + Heart – فرنسا

حكاية الفيلم الثاني للمخرج يان جونزاليس كافية وحدها لوضعه ضمن قائمة الأفلام المرتقبة. النجمة فانيسا بارادي تلعب دور منتجة أفلام إباحية في سبعينيات القرن الماضي، تسعى لتحقيق نجاح أكبر عبر إنتاج مشروع ضخم، لكن خططها تبدأ في الانهيار عندما يبدأ قاتل متسلسل في استهداف ممثلي فيلمها واحدًا تلو الآخر. حكاية جذابة لفيلم جماهيري، فما بالك وقد تم اختيار الفيلم للمنافسة في أكبر مسابقة سينمائية في العالم؟

البابا فرانسيس – رجل يفي بكلماته Pope Francis – A Man of His Word – فرنسا وألمانيا

خلال القرن الجديد تراجع مستوى الأفلام الروائية التي يقدمها الألماني المخضرم فيم فيندرز، وفي المقابل برع الرجل في تقديم مجموعة من أفضل الأفلام التسجيلية على الإطلاق. مخرج "بينا" و"نادي بوينا فيستا الاجتماعي" و"ملح الأرض" يعود بفيلم جديد عن أوسع البشر تأثيرًا إن لم يكن صاحب التأثير الأوسع على الإطلاق: بابا الفاتيكان. في قسم العروض الخاصة نشاهد حوارًا ممتد بين فيندرز والبابا يُشرك فيه المخرج أشخاصًا من كل أنحاء العالم، يطرحون أهم الأسئلة الملحة على البابا الأكثر تقدمية في تاريخ الفاتيكان.

ولدي Dear Son – تونس

قبل عامين كان التونسي محمد بن عطية هو مفاجأة مهرجان برلين السينمائي عندما انتزع فيلمه الأولى "نحبك هادي" جائزتي التمثيل والعمل الأول. بوصلة بن عطية تتجه في فيلمه الثاني إلى كان، وبالتحديد إلى نصف شهر المخرجين الذي يعرض عمله المرتقب "ولدي". دراما أسرية سوداوية عن أب وأم يحاولان دعم ابنهما الوحيد الذي يستهد لإنهاء دراسته الثانوية ويعاني من موجات صداع مستمرة. وعندما يبدأ الصبي في التحسن قليلًا يختفي بشكل مفاجئ، ليحمل بحث الأب عن ابنه الغائب أبعادًا أخرى إنسانية ومجتمعية.

دونباس Donbass – أوكرانيا

في دورة العام الماضي كان المخرج الأوكراني سيرجي لوزنيتسا هو الخاسر الأكبر في مهرجان كان، عندما خرج فيلمه البديع "مخلوق رقيق" خال الوفاق رغم كونه أحد أفضل أفلام المسابقة. يبدو أن إدارة المهرجان ترغب في تعويض لوزنيتسا باختيار فيلمه الجديد "دونباس" ليكون فيلم افتتاح مسابقة نظرة ما، اختيار لا يمكن أن يأتي أيضًا بمعزل عن المستوى الفني. المخرج المهموم بالتاريخ الروسي الأوكراني المعاصر يتطرق في فيلمه الجديد للصراع الدموي في منطقة دونباس الأوكرانية بين الموالين لروسيا والمعارضين لها، انطلاقًا من قناعته بالقول الشائع "التاريخ يعيد نفسه مرتين، الأولى كمأساة والثانية كمهزلة".

الرماد أنقى درجات الأبيض Ash is Purest White – الصين

جيا زانكيه هو أحد ألمع الأسماء في السينما الصينية المعاصرة، ويُنسب إليه إطلاق جيل كامل من صناع الأفلام بدأ في التسعينيات ورسخ مفهوم السينما المستقلة في بلاده. عمله الجديد "الرماد أنقى درجان الأبيض" يتنافس في المسابقة الرسمية للمرة السادسة في مسيرة زانكيه، ويروي حكاية حب تدور على مدار 17 سنة في عالم الجريمة السفلية الصيني، طرفيها أثنين من ألمع ممثلي القارة الآسيوية: فان لياو وتاو زاو (زوجه المخرج وشريكته الدائمة على الشاشة).

موقع "في الفن" في

06.05.2018

 
 

مهرجان كان 68: القتال على الشاطئ.. والثورة تغلق المهرجان

عندما أغلق السينمائيون الفرنسيون المهرجان الشهير

بقلم: ريتشارد . ت . كيلى

ترجمة: ممدوح شلبى

مراجعة: أمير العمري

كانت روح الاحتجاج الثورية التى اجتاحت عواصم العالم فى عام 1968 بمثابة اضرام للنار فى مهرجان كان السينمائى، وقد غيرت والى الأبد طريقة تنظيم المهرجان.

كان مهرجان كان يستعد لدورة جديدة، والآن نحن نعود الى الاحداث الدرامية لشهر مايو من عام 1968 من خلال مطبوعتين، الاولى كتبها كيرون كورلس وكريس دارك بعنوان (مهرجان كان.. من داخل اعظم مهرجان للعروض الاولى للافلام) وهذه من اصدارات (فابر اند فابر 2007)، والمطبوعة الثانية ( الثورة.. انفجار عالم السينما فى الستينيات) من تاليف بيتر كوى (إصدار فابر اند فابر 2004).

روح الثورة فى شوارع كان

مع بدء عام 1968 فقدت السينما الفرنسية دورها الريادى فى السينما الأوروبية، أما مهرجان كان السينمائى – تلك الدرة الفرنسية – فقد ظل يلعب دوره السيادى، وكان كل الناس يذهبون الى مهرجان كان ومازالوا يذهبون، لكن اثناء حقبة الستينيات لم يكن هذا المهرجان قد أصبح بعد سوقا سينمائية ضخمة كما هو الآن.

إننى اتذكر لقاءا صحفيا عقد بالقرب من مانديلى، وكان يضم أورسون ويلز الذى كان يدير محاكمة من فوق مقعد قبيح بينما يجلس تريفو وآخرون فى صحبته.

كان رئيس المهرجان روبرت فافر لوبريه، من الأشخاص المتفانين، وكان يبدو كريما تارة، وقاسيا تارة أخرى، وعلى الرغم من أن موريس بيسى رئيس التحرير السابق لمجلة "سيني موند" كان المفوض العام للمهرجان،  بمعنى انه كان رئيس لجنة اختيار الافلام –  كان  لفافر لوبريه حضور مؤثر، وكان من الضروري أن يبقى فافر لوبريه فى رئاسة المهرجان حتى عام 1984.

لقد بدأ عام 1968 بخبر أشاع جوا من الارتياح فى تشيكوسلوفاكيا، فقد أصبح الكسندر دوبتشك السكرتير العام للحزب الشيوعى فى الخامس من يناير، خلفا لأنتونين نوفوتنى، وهو التغيير الذي سيؤدي الى ما اصطلح على تسميته ربيع براغ، فقد تام إطلاق سراح المعتقلين السياسين وإعادة الاعتبار لهم، كما تم توسيع هامش الحرية فى وسائل الاعلام.

لكن لم تكد تمضى خمسة وعشرين يوما حتى سمعنا أن قوات الفيت كونج الشيوعية في فيتنام الشمالية بدأت هجومها المضاد الساحق حول سايجون العاصمة.

وقال الصحفى آى . اف . ستون فى مؤتمر صحفى حاشد فى واشنطن إن الإمبريالية الأمريكية هى العدو الحقيقى، وكان معظم الأمريكيين يعترفون بأنهم خسروا الحرب فى فيتنام، بينما كان فان ودانيال بريجان – القسيسان الجيزويتيان فى ميريلاند - يشعلان النار فى كومة أوامر الاستدعاء لأداء الخدمة العسكرية، وعندئذ بدأت الاضطرابات تتخذ شكلا جادا داخل الحرم الجامعى.

وربما تكون الحركة التى قادها دانييل كوهن بندت واحتل بها جامعة نانت بمساعدة حشد هائل من الطلاب فى 22 مارس، هي الشرارة التى أشعلت أحداث مايو 1968، كما كانت عملية  طرد هنرى لانجلوا من عمله كمدير للسينماتيك الفرنسية فى  9 فبراير هى التى أثارت حفيظة مثقفي باريس.

كان المسؤول عن هذا القرار وزير الثقافة الفرنسي آنذاك، أندريه مالرو. وقد اطلق جان كوكتو على لانجلوا (التنين الذى يحرس تراثنا). وكانت صورة لانجلوا عند السلطات تبدو مثل الخنزير، أما فى نظر المخرجين والنقاد وهواة السينما، فقد كان هو الرجل الذي يحظى بكل حب وتقدير من جانبهم.

كان من حل محل لانجلوا هو بيير باربان، وقد يكون باربان قد حقق نجاحا فى عمله كرئيس لمهرجاني تورز وأنيسي، لكن لم تكن أمامه أي فرصة للنجاح فى عمله الجديد لأنه جاء ضد ارادة المجتمع السينمائى، بالرغم من ان لانجلوا كان يتعامل بطريقة مدرسية مع المحفوظات السينمائية وطريقة تصنيفها.

اندلعت مظاهرة عارمة تأييدا للانجلوا ضمت نجوما مثل كاترين ديىنيف وجان بول بلموندو وسيمون سينوريه وآلان رينيه وجان لوك جودار وفرنسوا تريفو. حدث هذا أمام قصر الشايوه الذي كان يضم إحدى قاعات السينماتيك الفرنسية، بينما كانت القاعة الأخرى فى شارع رودام، وكان الجو فى تلك الأثناء مصحوبا برياح ربيعية باردة.

لقد عبر جيلبرت أدير عن روح المظاهرة فى روايته "الأبرياء القديسون" فوصف الممثل جان بيير ليو بأنه كان يبدو بعينيه الواسعتين كما لو كان شبحا للمسيح، وكان يقرأ بصوته الأجش ما جاء فى البيان الذى تم توزيعه على المتظاهرين، وكانت الشرطة قد أحاطت بالمتظاهرين وتعاملت معهم بعنف، وقد عانى الكثيرمن السينمائيين من الإصابات مثل تريفو وجودار وبرتران تافرنييه.

نجوم الجبهة الموحدة

يقول برناردو برتولوتشى:إن جميع حركات الاحتجاج لعام 68 والتى شملت جامعة بيركلى، وشيكاغو وجامعة كولومبيا، بدأت جميعها فى فبراير بالتزامن مع طرد لانجلوا، وللمرة الأولى تهاجم الشرطة الفرنسية مجموعة من المتظاهرين السلميين كان كل مطلبهم أن يعود لانجلوا الى عمله فى السينماتيك الفرنسية، وكان هجوم الشرطة والعنف المصاحب له هو المحرك للأحداث، ولذلك أصبحت فالسينمامن البداية، متورطة في الأحداث.  

ومع حلول الحادى والعشرين من أبريل خسرت الحكومة الفرنسية المعركة، وعاد لانجلوا الى مقعده فى شارع رودام. وفى 2 مايو أعادت السينماتيك فتح أبوابها، وفى ظهيرة اليوم نفسه المعروف باسم الجمعة الحمراء،  وقعت أولى معارك مايو 1968 فى الحى اللاتينى بين الطلبة والشرطة، تبع ذلك هجوم عسكرى على مبانى جامعة السوربون، وفى العاشر والحادى عشر من مايو تزايدت حدة العنف حيث تم احراق السيارات، كما هاجمت الشرطة حصون المتظاهرين، و تم الإعلان رسميا عن إصابة 367 شخصا واعتقال 460 آخرين فى يوم 10 مايو فقط.

لقد بدا أن ثورة كانت على وشك الاندلاع، وكان مخرجو السينما الفرنسيون فى طليعة هذه الأحداث، وكان من المقرر أن يقام مهرجان كان السينمائى في نفس الوقت في مايو، لكنه تعطل أو لم ينعقد بشكل كامل على الأقل. وكانت تلك هى المرة الثالثة فى تاريخه التي يتعطل فيها، فقد نادى الكثير من الأصوات بوقفه نظرا لأن مجموعة من السينمائيين أصبحوا جزءا من الحركة السياسية الدائرة.

كان مقررا أن تقام الدورة الواحدة والعشرون من المهرجان بين 10 الى 24 مايو، وكانت لجنة تحكيم المهرجان تضم رومان بولانسكى ولوى مال ومونيكا فيتى - ملهمة انطونيونى – وتيرنس يونج – الذى أخرج الأفلام الثلاثة الأولى في سلسلة جيمس بوند.

وكان من بين الافلام الـ 26 التي أختيرت للاشتراك فى المسابقة الرسمية، فيلم "أحبك .. أحبك" لآلان رينيه، و"كرة رجل المطافئ" لميلوش فورمان، و"تقرير عن الحفل والمدعويين" ليان نيمتش، و"بيتوليا" لريتشارد ليستر، وفيلم "نعناع بارد" لكارلوس ساورا.

ولكن وعلى الرغم من ان المهرجان يبعد 500 ميل عن باريس، وبالرغم من توقف التليفزيون عن البث مراعاة لدموية الأحداث فى باريس، لم يكن مهرجان كان بعيدا عما يحدث فى العاصمة.

موقف السينمائيين

ففى 13 مايو أصدرت جمعية نقاد السينما الفرنسيين بيانا تدعو فيه الحاضرين للانضمام إلى مظاهرة لدعم الطلاب الثائرين (لنتظاهر ضد العنف الذى تمارسه الشرطة الجائرة والذى يعتبر اعتداءا على ميراث فرنسا فى الثقافي وعلى التقاليد العلمانية فى جامعاتنا، وعلى مبادئنا الأساسية". لقد طالبوا بتأجيل المهرجان، لكن فافر لوبريه رفض متعللا بأنه با يجب الزج بالضيوف الأجانب فىما يمكن اعتباره شأنا فرنسيا، لكنه – على أي حال – أوقف الاحتفالات وحفلات الكوكتيل والعشاء.

وكان فرنسوا تريفو، على إثر نجاح الحملة فى الدفاع عن السينماتيك، قد أصبح لديه هدف  واحد هو ايقاف المهرجان. لقد جاءت الدعوة الى ايقاف المهرجان فى شكل اقتراح تم الاجماع عليه من منظمة تم انشاؤها أثناء الأحداث أطلقت على نفسها "الملكيات العامة للسينما الفرنسية".

وكان هذا نوع من الإشارة إلى "الملكيات العامة" التى تم إعلانها فى الثورة الفرنسية عام 1789، والتى حملت فى عام 1968 دلالتين، ففى أحد جوانبها، وضع المشاركون فى أحداث عام 68 أنفسهم فى الفصيل الثورى التقدمى التاريخى، وعلى الجانب الآخر كانت هذه الحركة بمثابة عدم اعتراف صريح  بالنموذج البورجوازى الذى يمثلوه. لقد تشكلت جماعة "الملكيات العامة للسينما الفرنسية" من ألف طالب سينمائى وأعداد من اعضاء نقابة المهن  السينمائية وكذلك نقابات المخرجين والنقاد والممثلين، الذين عقدوا اجتماعاتهم العادية لنحو اسبوعين فى معهد السينما الفرنسى فى شارع فوجيرار.

كان هدفهم إحداث تغيير جذرى في مؤسسات السينما الفرنسية، وظهرت دعوات تطالب بإضراب عام لكل العاملين فى السينما وفى الوسائل السمعية- البصرية، واستجاب الجميع للدعوة، والأكثر من ذلك، انهم طالبوا بايقاف مهرجان كان، وكان المسؤول عن ذلك فرنسوا تريفو ورفاقه الشيوعيون فى الريفييرا الذين لم يتهاونوا من أجل تحقيق هذه الهدف.

وفى صباح السبت الموافق 18 مايو، ذهب تريفو الى المؤتمر الصحفى المنعقد فى صالة جان كوكتو. وكان منظمو هذا المؤتمر هم لجنة الدفاع عن السنيماتيك، وكان جودار موجودا أيضا وكذلك كلود ليلوش الذى حضر فى يخته الخاص الى المهرجان، وكذلك لوى مال وميلوش فورمان الذى ألقى البيان الذى تسلمه من "الملكيات العامة للسينما الفرنسية" ودعى النقاد والمخرجين الى إغلاق مهرجان كان. لقد أعلن ميلوش فورمان وسط تصفيق الحاضرين أنه يسحب فيلمه "كرة رجل المطافئ" من المسابقة.

وبعد أن ترك فورمان المنصة حل محله رومان بولانسكى الذى تابع المؤتمر وأشار الى جودار وقال "ان كل ما قلته أعادنى الى ذكرياتى عندما كنت فى بولندا أثناء الحقبة الستالينية"، وكنوع من الدعابة قيل إن بولانسكى أدلة بتصريحات صحفية قال فيها إن تريفو وليلوش وجودار "مجرد أطفال صغار يمثلون دور الثوريين" وأضاف "اننى انسحب كنوع من التضامن مع الطلبة الذين ادعمهم بكل قلبى، وأنا لا أريد مطلقا أن يتم تفسير قرارى بالانسحاب على أنه رفض لمهرجان كان".

أصبح اليوم التالى ثم نصف اليوم الذى تلاه، حلقة مستمرة من المناقشة والمواجهات التى تبدأ فى قاعة جان كوكتو وتتواصل فى الصالة الكبرى ثم تتكرر مرة أخرى، وكان هذا النقاش مصحوبا بهتافات فكاهية وشتائم مهينة.  

دور لوي مال

وحتى فى المراحل الأولى، كان واضحا أن هناك فروقا تكتيكية بين هؤلاء الذين ينادون باغلاق المهرجان، فالبعض كان يفضل الإغلاق التام، أما الآخرون فكانوا يطالبون بتعديله بحيث تستمر عروض الأفلام، ونتجت عن الفارق بين الراديكاليين والإصلاحيين مشاحنات شديدة الحدة، وفى تلك الاثناء كان لوى مال، عضو لجنة التحكيم، مشغولا جدا وراء الكواليس.

قال لوي مال:" إن واجبى أن أقنع لجنة التحكيم بالإنسحاب". اللجنة كانت تعتقد أنه إذا استقالت لجنة التحكيم فلا يمكن أن يستمر المهرجان، وأثناء اجتماع للجنة التحكيم أعلن تيرنس يونج أنه تلقى اتصالا تليفونيا من النقابة الفرنسية وأنه – بصفته عضوا – يتعين جب عليه أن يمتثل لقرار النقابة، (لقد اقنعت مونيكا فيتى)، أما تريفو فقد ذهب لمقابلة رومان بولانسكى الذى قال إنه يود أن ينسحب لكنه اعتذر بسرعة عن ذلك.

إذن لم يكن الانسحاب بالإجماع ، ومع ذلك لم تحرك لجنة التحكيم ساكنا، ونقل لوى مال الأنباء إلى زملائه الذين هرعوا الى الصالة الكبرى، عندئذ أصبح الموقف معلنا بشكل مبشر أمام كاميرات التصوير وكان الناس يتدفقون فى الممرات.

وبعد إعلان لوى مال، أعلن فافر لوبريه أن المهرجان لن يمنح جوائز لكنه أصر على استمرار انعقاده، وأشار ديفيد روبنسون فى "الفيننشال تايمز" إلى أن مديرى مهرجاني برلين وفينسيا أعلنوا ان جميع أفلام المسابقة سوف تشارك فى المهرجانين فى يوليو وأغسطس.

كان هذا كسبا لنصف المعركة، وأصبح الموقف أكثر مرارة، وأعلن لوى مال بعد ذلك أنه يتحمل المسؤولية عن إغلاق المهرجان وقال "لقد أصبحت شخصا غير مرغوب فيه فى مهرجان كان. كان المنتجون غاضبين، وترددت إشاعات تشير الى أنها كانت غلطتى... وعنما ذهبت الى المقهى الأزرق (بلو بار) القريب من قصر المهرجان، رفض العاملون خدمتى".

ومع ذلك فقد شارك لوى مال فى مهرجان كان العام التالى بفيلمه التسجيلى الذى صوره فى كالكتا بالهند فى نفس العام، لكن فيلمه عُرض خارج المسابقة.

كان المنتج السينمائي الأمريكى الشاب ساندى ليبرسون الذي كان يستعد لإنتاج الفيلم الأول من إخراج البريطاني نيكولاس روج. موجودا فى مهرجان كان عام  1968 وهو يتذكر جيدا رد الفعل على الأحداث في منتجي الأفلام ورجال صناعة السينما.

يقول ساندي: "لقد انتابتهم جميعا الصدمة مما حدث – ليس الفرنسيين – ولكن الذين جاءوا الى مهرجان كان والذين ترتبط اعمالهم به. كانوا يقولون "ان هذا عملنا، لقد جئنا لنرى ونبيع ونشترى الأفلام ونعقد الصفقات، ونحن لسنا جزءا مما يحدث رغم أننا وجدنا أنفسنا فيه.. إننى أحب هذا ، نحن فى الولايات المتحدة لا يمكن أن نكون يساريين، لقد انتهى هذا العهد.... شيوعية... انت تمزح؟ إن كلمة اشتراكية من الكلمات القبيحة عند الليبراليين، لذلك فإن ما حدث فى مهرجان كان 1968 يعتبر من وجهة نظرهم "قلة أدب"، لكن الفرنسيين عملوها، لقد أثبتوا أن عندهم الشجاعة لكى يقفوا ضد الحكومة".

بعض المنتجين استغرقوا في الأحداث رغم أنهم كانوا مناهضين للثورة، وفى يوم الأحد 19 مايو اعتصموا على سلالم قصر المهرجان من أجل أن تستمر العروض السينمائية. وبالنسبة للعروض التجارية فقد وجدت لها مكانا فى الشوارع الخلفية واستمرت لعدة ايام.

وعلى الرغم من الاضراب وندرة الوقود فقد قدم مهرجان كان العون للمنتجين والموزعين- الذين يتجمعون كل عام فى المهرجان- بحيث يواصلون عمل صفقاتهم فى روما، وهى أقرب عاصمة.

ونشرت مجلة فاريتى تقريرا جاء فيه إن اليزابيث نايلور وريتشارد بيرتون إستقلا طائرة خاصة من لندن لنقل طاقم شركة يونيفرسال الذين تقطعت بهم السبل فى مدينة كان.

ومن أكثر الاشياء التى تميز اللقطات الإخبارية المصورة عن المهرجان تلك التى أظهرت التفاعل على المسرح بين قادة المتظاهرين وخاصة تريفو وجودار. لقد استطاع تريفو أن يؤدى دوره جيدا فى التواصل وتقديم المعلومات للجمهور عن الأسباب التى تدعو لإغلاق المهرجان بالرغم من أنه بدا كما لو كان  يطمئنهم بامكانية استمرار العروض.

موقف جودار

أما جودار، من الجانب الآخر، فقد ظهر بوجه عابس، وكان متعاليا ومحتجا، وكان واضحا أنه قد تخلى عن طبيعته التهكمية التى إعتدنا عليها منه. لقد بدا المنظر كما لو كان الإثنان يمثلان على المسرح بشكل إرتجالي، دورى الشرطى الطيب والشرطى الشرير، ففى إحدى اللحظات كان جودار يوجه التهمإالى الذين تجمعوا فى الصالة الكبرى ويتهم صناعة السينما بشكل عام كونها فشلت فى تقديم الحالة الثورية "لا يوجد فيلم واحد يظهر المشاكل التى تعرض لها العمال والطلبة، ولا فيلما واحاد، سواء لفورمان أو لى أو لبولانسكى و لفرنسوا.. لقد فقدنا البوصلة".

وأصر جودار وسط همهمة الحاضرين على "أن القضية ليست استمرار أو عدم استمرار عروض الأفلام، بل القضية هى أن تُظهر السينما تضامنها مع حركة الطلبة، والشئ الوحيد العملى لكي نؤكد ذلك هو أن تتوقف كل العروض فورا".. وفى لحظة اخرى  فقد جودار أعصابه وانهال بسيل من السباب على هاوى سينمائى سئ الحظ تجرأ وأبدى ملاحظة مُعارضا جودار.

وقد اهتز جودار من ثورة الغضب وصاح "إنكم تتكلمون عن التضامن مع الطلبة والعمال بينما تناقشون اللقطات المتحركة الترافلينج (المصاحبة) ولقطات الكلوز أب القريبة، انكم حثالة".  لقد كانت لحظة غريبة لمن يُشاهد، فقد بدأ جودار يتراجع الى الخلف من وقع حدة كلماته، وكان تريفو يقف إلى جواره وملامحه تدل على الألم.

لقد بدا الأمر كما لو كان هجوم جودار تراجعا عن قناعاته السينمائية التى آمن بها مع تريفو، موقفه كمحب للسينما، ويمكن أن نفهم ما حدث باعتبار أن تلك كانت اللحظة التى تبرأ فيها جودار من موقفه القديم كهاو للسينما مستبدلا إياه بموقف سياسى راديكالى. وقد أظهرت السنوات التالية أنه تخلى عن إخراج أى فيلم تجارى، كما أدى موقفه هذا إلى قطع علاقته بتريفو الذى وصف جودار وصفا لا يمكن لهما أن يتصالحا بعده عندما قال واصفا جودار "إنه مناضل على طريقة أورسولا أندروز"!

لم تخلو محاولات إغلاق المهرجان من الفكاهة، فقد كانت هناك لحظة لا تقدر بثمن اثناء احتلال القاعة الكبرى، عندما علت صيحات الجمهور مطالبا بعرض فيلم "نعناع بارد" لكارلوس ساورا، من بطولة جيرالدين شابلن، وكان هذا بالرغم من أن ساورا سحب الفيلم من المسابقة، وبعد ان أطفئت الأنوار تمهيدا لعرض الفيلم، صعد الثوارعلى المنصة ليقوموا بعمل الشئ الوحيد المتاح لهم .

وبمساعدة من مخرج الفيلم وممثلته الأولى، فقد أمسك الجميع بالستار لمنع عرض الفيلم وظلوا محافظين على إغلاقها حتى لا يرى المشاهدون الفيلم على الشاشة. ووقعت مشاجرة عنيفة، جُرح جودار فى رأسه وفقد نظارته، وهاجم أحد المشاهين تريفو وطرحه أرضا، ثم اُضيئت الأضواء وأعلن رئيس المهرجان فافر لوبريه بيانه الثانى بالغاء عروض الظهيرة والمساء.

وعندئذ وصلت الأمور الى مستواها النهائى من الازمة. وأخبرت الشرطة السرية فافر لوبريه بأنها لا تستطيع عمل شئ لوقف تدفق مزيد من العاملين في صناعة السينما الفرنسية إلى المهرجان المهرجان، وقرر لوبريه أن يستقيل من منصبه بسبب الفوضى التى وقعت، وبعدأن طلب من عمدة مدينة كان استحدام سلطته في إخلاء قصر المهرجان من المتظاهرين، لكن طلبه قوبل بالرفض، وأدرك فافر لوبريه وفريقه أنه يستحيل عليهم منه تكرار "ليلة المتاريس" في كان، وعند ظهيرة الأحد 18 مايو أعلن لوبريه وقف  مهرجان كان السينمائى.

"لقد كانت لحظة عظيمة" هكذا قال لوى مال عن عام 1968.. "لقد توقف البلد كله فورا، وبدأ الناس يفكرون فى حياتهم والمجتمع الذى يعيشون فيه ويفكرون فى شتى احتمالات حل الأزمة، وكان القليل من هذه الخيارات ممكنا، وعندما انتهى كل شئ فاننى فكرت أنه يجب أن تصبح أحداث مايو 68 مؤسسة، يجب تكرار مايو 1968 كل أربع سنوات. إنها ستكون مناسبة للتطهر أكبر مما تحققه الدورة الأوليمبية الرياضىية".

عين على السينما في

06.05.2018

 
 

كما تم اختيار 3 مخرجين تونسيين ممن يعتبرون حملة لواء الجيل الجديد للسينما الوطنية وهم ليلى بوزيد وفارس نعناع ومختار العجيمى ويضم المهرجان فى جعبته أيضاً قسما لا يستهان به مخصص لسينمات العالم ويضم مجموعة من أحدث الأفلام العالمية ذات الجودة العالية ومنها الفيلم الحائز على جائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان والفيلم الحائز على الدب الفضى

المصرية في

06.05.2018

 
 

نجوم السينما الأمريكية يتألقون في «كان» الفرنسية

رانيا الزاهد

بدأ العد التنازلي لانطلاق الدورة الـ71 من مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث ينطلق يوم 8 مايو الجاري، ومع اقتراب حفل الافتتاح تفاجئ إدارة المهرجان عشاق السينما بحضور ألمع وأحب نجوم العالم.

قال موقع صحيفة «ذي جارديان» أن النجم شون كونري، يستعد لحضور فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي بعد أن شارك لأول مرة في المهرجان عام 1965. 

كما يستعد المهرجان لاستقبال كل من المخرج والمنتج الأمريكي كريستوفر نولان والمخرج الأمريكي الشهير ريان كوجلر، والنجم جون ترافولتا، والنجم جاري أولدمان، في مدينة كان الساحلية، وذلك بعد أن اختيارهم القائمين على المهرجان لتقديم أربعة ورش عمل في قاعة Buñuel من أجل التحدث عن أهمية صناعة السينما وكيفية تطويرها، وذلك ضمن برنامج "un regard sur le cinéma anglais et américain" أو نظرة على السينما الإنجليزية والأمريكية.

تبدأ أول ورشة عمل يوم 10 مايو الساعة الرابعة مع المخرج الأمريكي ريان كوجلر، وتأتي الورشة الثانية يوم 12 مايو في نفس الساعة ولكن مع المخرج وكات السيناريو كريستوفر نولان وسيدير الندوة الناقد والمؤرخ الفرنسي فيليب روير. 

أما يوم 16 مايو سيكون يوم حافل مع النجم جون ترافولتا، حيث تقام الندوة الخاصة به الساعة 4:45 مساءً ، ويديرها الناقد والصحفي الفرنسي ديديير آلو، ثم في تمام الساعة 9:30 مساءً، يحضر جون ترافولتا عرض فيلم Cinéma de la Plage "أفلام على الشاطئ" الذي تم إعادة ترميمه للاحتفال بالذكرى الأربعين للفيلم.

وأخيرًا، يودع المهرجان عشاقه بندوة مع النجم جاري أولدمان يوم 18 مايو، بحضور  دوجلاس أوربانسكي ، المنتج والشريك الفني الأمريكي لأولدمان طوال 30 عاما.

يذكر أن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية هذا العام تترأسها النجمة كيت بلانشيت، وتضم لجنة التحكيم نجمة هوليوود الشهيرة كريستين ستيوارت والمخرجة أفا ديفيرناي، كما تضم الممثل الصيني تشانج تشن، والمخرج والكاتب الفرنسي روبرت جويديجيان، وخادجة نين المؤلفة الموسيقية والمغنية البوروندية، والممثلة الفرنسية ليا سيدو والمخرج الكندي دينيس فيلنوف، والمخرج الروسي أندريه زفياجينتسيف.

####

الجمعة المقبلة.. تكريم مارين كارميتز في مهرجان كان السينمائي

أحمد السنوسي

يكرم مهرجان  كان السينمائي يوم الجمعة 11 مايو، على هامش فاعليات الدورة الـ 71، الكاتب والمخرج مارين كارميتز، كما سيتم عرض فيلم Blow for Blow ،1972  كجزء من كلاسيكيات Cannes في نفس اليوم.

الكاتب والمخرج والمنتج والموزع مارين كارميتز، له مسيرة كبيرة تصل 50 عاما في السينما، Karmitz أنتجت أكثر من مائة فيلم، وزعت ما يقرب من 400، وقد جمعت قائمة من حقوق أكثر من 600 فيلما، وخلق aussi وتطوير شبكة سينمائية تضم 12 دور سينما و 68 شاشة في باريس و 10 دور سينما و 128 شاشة في إسبانيا.

وقد أظهرت مارين كارميتز أيضا عددا من السنوات في عالم الفنون البصرية والتصور. صاحب أول مقال الفيلم، نوي نوار كالكوتا (1964)، واستند سيناريو مارغريت دوراس، والثاني، كوميديا، خامسة أخرج في عام 1966، مقتبس من مسرحية صموئيل بيكيت، يشكل بالفعل جسر انتري مختلف التخصصات.

بعد ذلك وقعت مارين كارميتز ثلاثية سياسية بين نهاية الستينيات وبداية السبعينيات. سبعة أيام في مكان آخر (1967)، الرفاق (1969) وضربة لضربة (1972) خامسة وكانت شهادة تحولات المجتمع الفرنسي في حالة اضطراب ومازال صدى اليوم بشدة.

ستقام مارين كارميتز في مسرح بونويل يوم الجمعة 11 مايو في الساعة 2:30 بعد الظهر وستلتقي بالجمهور

بوابة أخبار اليوم المصرية في

06.05.2018

 
 

شاهد.. الاستعدادات النهائية لانطلاق فعاليات مهرجان كان السينمائى

كتبت : رانيا علوى

يستعد القائمون على فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 71 الذي سيقام بمدينة كان الفرنسية، لوضع اللمسات الأخيرة استعدادا لانطلاق الفعاليات بعد غد الثلاثاء، حيث ظهر عدد من العمال خلال قيامهم بتعليق بوسترات المهرجان .

يذكر أن فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى في دروته الـ 71 سوف تنطلق بعد غد الثلاثاء 8 مايو وتستمر حتى 19 مايو فى مدينة كان الفرنسية، و قد  أنشأ القائمون على مهرجان كان السينمائي خطا هاتفيا ساخنا للإبلاغ عن حوادث التحرش الجنسى التى قد تحدث أثناء المهرجان، و من الأخبار التي أثارت الكثير من الجدل فور الإعلان عنها هي مشاركة المملكة العربية السعودية لأول مرة بمهرجان كان السينمائي الدولي .

####

شاهد.. قبلة جان بول بلموندو وآنا كارينا فى شوارع مدينة كان الفرنسية

كتبت : رانيا علوى

أصبحت صورة قُبلة النجمين جان بول بلموندو وآنا كارينا عامل مشترك في شوارع مدينة كان ، وهو المشهد الذي اختاره القائمون على مهرجان كان السينمائى الدولى في دروته الـ 71 ليتصدر البوستر الرسمي للمهرجان .

وحرص الكثير من اصحاب المتاجر علي وضع البوستر بجانب منتجاتهم ، إضافة إلى تعليق عدد من البوسترات بجانب النوافذ وفي الشوارع .

البوستر مأخوذ من احدي مشاهد فيلم " Pierrot le fou " للمخرج جاك لوك جودار ، وهو الفيلم الذي عرض عام 1965 و حقق نجاحا كبيرا في شتى أنحاء العالم.

يذكر أن فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى في دروته الـ 71 سوف تنطلق بعد غد الثلاثاء 8 مايو وتستمر حتى 19 مايو فى مدينة كان الفرنسية، وقد أنشأ القائمون على مهرجان كان السينمائي خط هاتفى ساخن للإبلاغ عن حوادث التحرش الجنسى التى قد تحدث أثناء المهرجان  ، و من الأخبار التي أثارت الكثير من الجدل فور الاعلان عنها هي مشاركة المملكة العربية السعودية لأول مرة بمهرجان كان السينمائي الدولي .

اليوم السابع المصرية في

06.05.2018

 
 

ستالون يعود بالجزء الخامس من سلسلة الأكشن "Rambo 5" في كان السينمائي

كتب- مروان الطيب:

تداولت أنباء خلال الفترة الماضية، حول دخول سيلفستر ستالون بعدد من المشاريع السينمائية والأجزاء الجديدة لعدد من أعماله السينمائية، منها الجزء الرابع من سلسلة "Expendables" الشهيرة، والتي لاقت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، حيث أخرج الجزء الأول منها عام 2010، والتي بلغت إيرادته 274 مليون دولار عالمياً.

وفي تقرير لموقع "Deadline"، أكد المنتج العالمي افي ليرنير، أنه في طريقه لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته المقبلة، للإعلان عن الجزء الخامس من سلسلة الأكشن "Rambo"، في محاولة منه لتسويقه هناك، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن كافة التفاصيل بعد أيام من حفل الإفتتاح، ومن المقرر البدء في تصوير أولي مشاهد الفيلم بشهر سبتمبر من العام الجاري، في محاولات من المنتج الشهير لإنضمام النجم العالمي.

وستدور أحداث الجزء الخامس من السلسلة حول عملية إختطاف تتم لأحد أبناء أصدقائه، يقرر رامبو التصرف بنفسه في محاولة منه لإنقاذها والذي يجد نفسه أمام إحدي أقوي العصابات المكسيكية، وقد صدر الجزء الأول من سلسلة "Rambo" عام 1982 بعنوان "First Blood"، ومن المقرر طرح النسخة الخامسة من السلسلة خلال العام المقبل.

ويذكر أن سيلفستر ستالون يصور حالياً مشاهده من الجزء الثاني لفيلم الملاكمة خاصته "Creed"، والذي عرض الجزء الأول منه عام 2015، وشاركه البطولة النجم الشاب مايكل بي جوردن، كما رشح ستالوني من خلاله لجائزة الأوسكار، كأفضل ممثل في دور رئيسي، كما بلغت إيرادات الفيلم عالمياً لـ173 مليون دولار.

####

جون ترافولتا يستلم جائزة "أيقونة السينما" بمهرجان كان السينمائي

كتب- مروان الطيب:

قررت "Variety"، تكريم النجم العالمي جون ترافولتا، بجائزة "أيقونة السينما"، وسيتسلمها على هامش فعاليات الدورة المقبلة لمهرجان كان السينمائي الدولي، وسيتم عرض أحدث أعماله السينمائية "Gotti"، ضمن فعاليات المهرجان بمسابقة العروض الخاص يوم 15 مايو الجاري.

وصرح ستيفين غايدوس نائب رئيس الموقع والرئيس التنفيذي، أن مسيرة ترافولتا السينمائية الضخمة هي السبب وراء تكريمه هذا العام، وأنه الأجدر بهذا التكريم.

وتدور أحداث فيلم "Gotti" حول السيرة الذاتية لرئيس العصابة الشهير جون غوتي، والذي يقوم ترافولتا بتجسيد شخصيته ضمن أحداث الفيلم المنتظر، ويشاركه في البطولة نخبة من النجوم، ومنهم كيلي بريستون، ستيسي كيتش، وكريس مولكي، والسيناريو لليم دوبس وليو روسي، والإخراج لـ كيفن كونولي، والمقرر عرض الفيلم تجارياً في شهر يونيو المقبل.

ويذكر أن جون ترافولتا قد شارك بأول أعماله الفنية بمسلسل "Emergency" عام 1972، وحصل على ترشيحين بجوائز الأوسكار، وكانت الأولي بفيلم "Saturday Night Fever" عام 1978، والترشيح الثاني كان بفيلم "Pulp Fiction" عام 1995 مع المخرج العالمي كوانتين ترانتينو.

كما سيشارك ترافولتا ضمن صفوف الـ"MasterClass"، بمسرح بونويل، وسيتم عرض نسخة مرممة من فيلمه الموسيقي "Grease" على شواطئ كان السينمائي.

موقع "مصراوي" في

06.05.2018

 
 

الدوحة في "كانّ 71": أصوات أصيلة ورؤية ثاقبة ومهنيّة عالية

كان ــ العربي الجديد

تواصل "مؤسّسة الدوحة للأفلام" حضورها الدولي، بمشاركة أفلام سينمائية عديدة ومختلفة، نالت دعمًا منها، في أقسام رئيسية في الدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/ أيار 2018) لمهرجان "كانّ" السينمائي الدولي، أبرزها المسابقة الرسمية، التي تضمّ فيلمين اثنين شاركت المؤسّسة في تمويلهما عبر قسم "التمويل المشترك"، لتكون بذلك "أول مؤسّسة في العالم العربي تحقّق إنجازًا كهذا".

ويُعتبر اختيار الفيلمين في المسابقة الرسمية محطة مهمّة للسينما في الدول العربية والمنطقة، مع مشاركة "شجرة الإجاص البرية" للتركي نوري بيلجي سيلان، الفائز بـ"السعفة الذهبية" عن "سبات شتوي" في الدورة الـ67 (14 ـ 25 مايو/ أيار 2014)، و"كفرناحوم"للّبنانية نادين لبكي.

بالإضافة إليهما، هناك 11 فيلمًا آخر نالت دعمًا من المؤسّسة، تُشارك في أقسام أخرى: ففي "نظرة ما"، يُعرض فيلما "صوفيا" للمغربية مريم بن مبارك و"رحلة النهار الطويلة إلى الليل" للصيني بي غان؛ وفي "نصف شهر المخرجين، هناك "الحمولة" للصربي أوغنين غلافونيتش و"ولدي" للتونسي محمد بن عطية؛ إلى 7 أفلام قصيرة لمخرجين قطريين ستُعرض في "ركن الأفلام القصيرة".

في هذا السياق، قالت فاطمة الرميحي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، إنه "شرف عظيم لقطر ولـ"مؤسّسة الدوحة للأفلام" هذه المشاركة المميّزة في مهرجان "كانّ" السينمائي، حيث نساهم بـ13 فيلمًا، بينها 6 أفلام اختيرت في أقسام رئيسية ومميزّة". أضافت أن هذا الأمر "يؤكّد على تركيز قطر على دعم الأصوات الأصيلة والقوية، خصوصًا في الأوقات التي نمرّ فيها حاليًا، والتزامها بالشراكة مع صناع أفلام يتمتّعون برؤية ثاقبة، ويتميّزون بمهنية عالية في سرد القصص وإخراج الأفلام". وأشارت الرميحي إلى أن اختيار هذه الأفلام في محفل سينمائي مرموق كمهرجان "كانّ" يُعدُّ "إضافةً قيّمة لنا، ويعكس الجهود الكبيرة التي قمنا بها للمساهمة في تعزيز مشهد سينمائي عالمي، حافل بالغنى والتنوّع".

في الإطار نفسه، توقفت فاطمة الرميحي عند فيلمي نوري بيلجي سيلان ونادين لبكي، قائلةً إن "شجرة الإجاص البرية" تمتلك "قصّة مؤثرة تعكس المهنية العالية والفريدة للمخرج"، بينما يحمل "كفر ناحوم" بصمات نادين لبكي و"أسلوبها السردي المميّز، الذي يلقى إعجاب الجميع". أضافت: "نفتخر كذلك بالأفلام الأخرى كلّها: "صوفيا"، و"رحلة النهار الطويلة إلى الليل"، و"ولدي"، و"الحمولة"، وأيضًا بالأفلام القصيرة الرائعة، التي تقدِّمها مجموعة من مواهبنا السينمائية القطرية".

إلى ذلك، يتناول "شجرة الإجاص البرية" موضوع الريف، الذي يعتبره البعض مكانًا للنفي، حيث تزول الآمال والطموحات كلّها، وهو وجهة معزولة تتداخل فيها الأحلام مع اليأس، وتشبه مصائر الآباء والأبناء. بينما يُعتبر "كفرناحوم" فيلمًا "جريئًا"، إذْ "يتسم بأسلوب لبكي الساخر والظريف، والنهج الواقعي التوثيقي". وهو يدور حول ولد صغير يثور على الحياة المفروضة عليه، ويقدِّم دعوى قضائية ضد والديه.

أما "صوفيا" لبن مبارك، فيروي حكاية فتاة تعيش مع والديها في شقة متواضعة في الدار البيضاء، وتكتشف ـ أثناء تناولها الغداء مع العائلة ـ أنها على وشك أن تلد مولودًا. بينما يرافق "رحلة النهار الطويلة إلى الليل" لو هونغو في عودته إلى بلدته التي فرّ منها قبل 21 عامًا، حيث يتداخل الواقع مع الأحلام والماضي مع الحاضر، "في فيلمٍ ساحر وابتكاري".

من جهته، يرتكز "ولدي" لبن عطية على رياض، الذي يوشك على التقاعد من عمله كسائق آلية تحميل البضائع في ميناء تونس، والذي تتمحور حياته مع زوجته نزلي حول ابنيهما سامي، الذي يختفي فجأة. أما "الحمولة"، فيتبع حياة فالدا، الذي يعمل سائق شاحنة أثناء قصف الـ"ناتو" لصربيا عام 1999، والذي يُكلَّف بنقل "حمولة سرية" من كوسوفو إلى بلغراد، فيمرّ في مناطق غير مألوفة، ومحاطة بدمار الحرب.

أما الأفلام الـ7 القصيرة، الروائية والوثائقية (إنتاج عام 2017)، التي "تُسلِّط الضوء على المشهد المتغيّر في قطر"، فهي: "أصوات العمران الحديث" لشيماء التميمي ومريم سليم (رحلة في العاصمة القطرية الدوحة، وصورة مثالية لمدينة تشهد تطوراً كبيراً في القرن الـ21، وهو تقدير لنجاح المدينة في احتضان الثقافات المتعددة)، و"جدران" لنيبو فاسوديفان (تدور أحداثه في عالم متحلّل أصبح مجرّد كومة من القمامة، فتدخل مخلوقات أشبه بالهياكل العظمية والروبوتات في حرب مستعرة أبدية ومن دون أي هدف)، و"كنوز لوّل" لروان النصيري وندى بدير (تعمل 3 جدّات قطريات، مرحات ومجتهدات، بجدّ لكشر الصور النمطية الذكورية في مجتمعاتهن، من خلال دعم أسرهنّ عبر أعمالهن الناجحة)، و"أعترف أني بقيت أراقبك طويلاً" لروضة آل ثاني (يروي قصة فتاة تحاول سبر أغوار الذكريات المنسية لإحدى دور العرض السينمائي المهجورة، عبر رحلة إلى الماضي تشبه حالة الغيبوبة).

و"وقتنا يمضي" لمريم مسراوه (تدور أحداثه في عالم رديف، حيث يعيش الأطفال وفق قوانين وقواعد صارمة، وانتهاك الأعراف يعني النفي إلى الأبد)، و"تجسيد" لخليفة آل مريب (يروي، بأسلوب شعري ملهم، قصة تطور قطر التي صارت دولة غنية وذات نفوذ، لكنها مع ذلك احتفظت بتقاليدها العريقة الممتدة عبر القرون. وهو عبارة عن رحلة ملهمة من الحياة البرية القديمة إلى حياة الحواضر المعاصرة).

و"ألف يوم ويوم" لعائشة الجيدة (فيلم كرتوني على شكل قصة خرافية تقليدية، ويعالج قضايا أزلية كالتضحية والمساواة والشجاعة، مركزًا على ضرورة معاملة المرأة في عالمنا المعاصر على قدم المساواة مع الرجل).

العربي الجديد اللندنية في

06.05.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)