طالب الفنان حسين فهمي بضرورة الاهتمام بمهرجان
القاهرة السينمائي الدولي ودعمه بكافة الوسائل, مؤكدا أنه إذا
سقط هذا المهرجان سيحل مكانه مهرجان تل أبيب السينمائي لأن
المهرجانات المعترف بها دوليا11 مهرجانا علي مدار11 شهرا,
وشهر واحد إجازة, وهناك مهرجانات أخري علي قائمة الانتظار لخروج
أي مهرجان دولي من القائمة, وفي أول المنتظرين مهرجان تل أبيب.
وأشار إلي أن إيمانه بهذا الأمر يجعله يدعم
المهرجان في أي وقت ومن أي منصب, ولهذا وافق علي تولي منصب رئيس
لجنة التحكيم في المهرجان, بعد أن كان رئيسا له قبل سنوات, موضحا
أنه عقب توليه رئاسة المهرجان واجه انتقادات عدة كان أبرزها من
الناقد الراحل رفيق الصبان, وبعدها اتصلت به وطلبته لكي نعمل سويا
في الدورة الجديدة وقلت له أعلم أنك غير موافق علي رئاستي للمهرجان
ولأنني بحاجة إلي أن تعمل معي, وهذا جزء من شخصيتي أنني أنحي
الخلافات الشخصية جانبا عن العمل.
وأضاف حسين فهمي خلال ندوة تكريمه التي أقيمت أمس
بحضور عدد كبير من النجوم بينهم إلهام شاهين, صفية العمري, مصطفي
فهمي, سميحة أيوب, فيصل ندا, المخرج محمد عبد العزيز, المنتج فاروق
صبري رئيس غرفة صناعة السينما, سميرة عبد العزيز, أنه حينما عرض
عليه التكريم طالب بعرض أربعة أفلام وكان له أسبابه في ذلك, وهم
الإخوة الأعداء وهو فيلم خلق حالة كان من الصعب أن نحققها في هذه
الفترة فالفيلم مقتبس عن رواية روسية وبعد أن مصرناها نالت قبولا
كبيرا حتي عندما عرض في روسيا.
أما فيلم انتبهوا أيها السادة فقد نجح في أن يظهر
ضغط رأس المال, وكيف أن الطبقة المتواضعة تملك رأس المال وتتحكم في
الاقتصاد, وصاغها بحرفية المؤلف أحمد عبد الوهاب ونفذها المخرج
محمد عبد العزيز بأفضل ما يمكن, وفيلم خلي بالك من زوزو كان في
إطار غنائي يحمل فكرا سياسيا كتب كلماتها صلاح جاهين, وكنا نتحدث
من خلال الفيلم عن تغلغل الفكر السلفي في الجامعات, وأخيرا العار
فقد كان من اصعب الأفلام,
حيث قدم المخرج علي عبد الخالق الفيلم بحرفيه
عالية, ومدير التصوير سعيد شيمي كانت له لقطات مهمة, أما النقطة
الانسانية فترجع إلي أن اثنين من أقرب الناس إلي قلبي وهما نور
الشريف ومحمود عبد العزيز كانا من أبطال هذا الفيلم المهم, أما
الشخص الثالث الذي لم أذكره وتسبب في ضيق المخرج علي عبد الخالق
مني, هو المؤلف الراحل محمود أبو زيد, والذي فقدناه أيضا حيث كنا
زملاء في فريق التمثيل.
وردا علي رؤيته لصناعة السينما ونهضتها قال فهمي:
إن صناعة السينما بحاجة شديدة إلي اقتصاديين يديرون العملية
السينمائية, ويقدمون رؤية يشرحون فيها كيف تصبح السينما فنا وتجارة
وصناعة, وهنا تدخل المنتج محمد العدل قائلا إنه يجب إعادة التفكير
في العملية الإنتاجية لأننا مازلنا نعمل بفكر المنتجين القدامي مثل
رمسيس نجيب وحلمي رفلة, كما يجب أن تساهم الدولة في الصناعة بمعني
أن تتدخل في إنتاج أفلام عن حرب أكتوبر.
وروي حسين فهمي خلال الندوة تفاصيل عمله بالإخراج
بعد أن طلب منه المخرج علي عبد الخالق, حيث قال إنه حينما سافر إلي
أمريكا لتعلم الإخراج كان هدفه الأول هو التعلم والعودة لكي يفيد
بلده مثلما كان يفعل محمد علي, ومن هنا تحدث النهضة الحقيقية وبعد
انتهائه من التعليم بدأ في خوض تجربة الإخراج هناك وقدمت عددا من
الأفلام القصيرة والإعلانات, وأخبروني وقتها أنه من الصعب هنا أن
أخرج فيلم روائي طويل.
وتابع: كنت في هذا الوقت علي تواصل مع المخرج يوسف
شاهين, وقال إنه تواصل مع دكتور عبد القادر حاتم وزير الثقافة
آنذاك وعند عودتي سيسند لي فيلما لكي أخرجه, وعندما عدت اتفقت مع
شاهين علي التعاون معه في فيلم الاختيار وطلب مني أن أخرج مشاهده
في الفيلم لانه سيمثل بعض المشاهد ولكن الشركة المنتجة رفضت بعد
ذلك, إلي أن أسند الدور لعزت العلايلي, بينما رفض كل المنتجون
والموزعون أن أخرج أفلاما وطلبوا مني التمثيل.
وعن تصرف الفنان أحمد الفيشاوي في مهرجان الجونة
ومدي تأثير ذلك علي صورة الفنانين بشكل عام, علق قائلا إن الفنان
لا بد أن يكون مسئولا عن تصرفاته, وأن يكون صورة مشرفة, والفيشاوي
الصغير استخدم لفظا ما كان ليقوله ولكن كل فنان مسئول عن تصرفاته,
ولا ينبغي أن نجمع كل الفنانين في سلة واحدة.
وتعليقا علي تكريم حسين فهمي قالت الفنانة إلهام
شاهين: كنت محظوظة وأنا لا أزال في بداية حياتي الفنية سنة أولي
معه فنون مسرحية, أن أقف أمام عمالقة الفن نور الشريف, محمود عبد
العزيز, وحسين فهمي, ولم أكن وقتها أصدق نفسي, فرغم صغر دوري إلا
أنني استمتعت بالعمل معهم وكانوا الثلاثة الإخوة الكبار الذين
احترمهم, وتعلمت منهم الالتزام والحب فيما بينهم والتنافس الشريف
بدون غل وحقد ولذلك نشأت وأنا مؤمنة بالبطولة الجماعية, لذا فأنا
مشفقة علي الجيل الجديد الذين يتصارعون علي الأسماء, بينما قديما
لم تكن هناك أنانية بل احترام للفن وقيمته.
وتابعت قائلة: أشكرك يا حسين كلنا فخورين أن لدينا
نجم كبير كان يدير مهرجان كبير وأحضر لنا كل نجوم العالم, هذا إلي
جانب أنني استمتع بفنه وثقافته, فهو كتاب عظيم نفخر أنه في مكتبتنا.
وقالت الفنانة سميحة أيوب إن كل الكلام الذي قالته
إلهام تمنيت أن أقوله, وأضيف عليه أنني راصدة لكل أعمالك وكل عمل
يختلف عن الآخر, وكل دور له طعم من الارستقراطي, إلي الصعيدي,
والمتجبر, كلها شخصيات متباينة توضح الفنان الحقيقي الذي يفكر في
كل لفته والمعاني الخلفية, علي عكس ما يحدث الآن عندما نري نجما
ينجح في دور نعطيه نفس الدور إلي أن يمل منه الجمهور.
بينما قالت الفنانة صفية العمري فخورة بزمالة صديقي
الفنان الكبير حسين فهمي, فانت حلم كل الشباب وكثير منهم يتمني أن
يسير علي خطاك, وللاسف لن نستطيع أن نجد نسخة منك لأنك مثال
للانسان المثقف المحترم.
وفي نهاية الندوة قدم المخرج مسعد فوده نقيب
السينمائيين درع التكريم للنجم الكبير, كما أهدي له الأمير أباظه
رئيس المهرجان والمنتج فاروق صبري درع تكريم آخر.
كما أقيم علي هامش المهرجان ندوة لفيلم مولانا
بحضور الكاتب إبراهيم عيسي, والمخرج مجدي أحمد علي, والمنتج محمد
العدل, والفنان رمزي العدل, وأدارها الناقد سمير شحاته.
وقال إبراهيم عيسي إن مولانا هو عمل مجدي أحمد علي
قولا واحدا, هو فيلمه وحلمه, وهو من تحمس للرواية أكثر مني شخصيا,
مشيرا إلي أن لم يكن يتخيل أن يتم إنتاج هذا العمل لما يكبده من
تكلفه باهظة, والجميع كان يظن أنه لن يحقق إيرادات تذكر, حتي من
تصدي لإنتاجه علي أنه إنتاج من باب التنوير, لكنه نجح علي المستوي
الجماهيري لتصل الرسالة إلي الجمهور.
وأضاف أن معيار الإيرادات ليس الوحيد للنجاح, ولكنه
مهم في وصول الرسالة ودليل واضح علي أن المجتمع قادر علي استيعاب
وتقبل أنواع مختلفة من الأفلام, وأن عبارة الجمهور عاوز كده غير
صحيحة, وأن الشعب والشارع ليس كما يتصوره البعض وهذا مشهد مهم جدا
خاصة أن العمل حقق14 مليونا قبل ارتفاع سعر التذكرة إلي150 جنيها,
وبالتالي فهو بلغة السوق حاليا سيحقق ضعف الرقم, كما أنه تفوق علي
فيلم الفنان محمد رمضان.
وقدم عيسي التحية للفنان عمرو سعد علي جرأته في
تقديم الدور, مضيفا أظن أنه أول بطل معمم إذا ما تجاوزنا الفنان
الكبير يحيي شاهين في جعلوني مجرما, والفنان حسين صدقي.
كما وجه المخرج مجدي أحمد علي التحية لعمرو علي
جرأته وشجاعته ودأبه المستمر, فقد كان يذاكر كيف يقرأ القرآن علي
طريقة المشايخ, فضلا علي بكارة الشخصية نفسها فلأول مرة يتصدي له
ممثل, وبناء علي ذلك نجح في أن يحصد4 جوائز دولية, وبالتالي فهو
طاقة كبيرة وعلي السينما المصرية أن تستغله.
وأضاف أنه من دواعي الفخر أن الدولة الوحيدة التي
قبلت بعرض الفيلم دون حذف هي مصر, بينما حذف منه14 دقيقة في لبنان,
ومنع من كل الدول العربية.
وعن أزمة عدم ترشيح الفيلم للأوسكار قال أن مشكلته
ليستمع فيلم شيخ جاكسون كما صور البعض ولكن الشبهات في طريقة
الاختيار فقط, وحق فيلم مولانا وكذلك فيلم صيف تجريبي وهو أمر بعيد
عن صناع شيخ جاكسون خاصة أنه يعتز بالمخرج عمرو سلامة.
فيما قال المنتج محمد العدل إن الجمهور يبحث عن من
ينتمي له, وبالتالي عندما ذهب الجمهور للفيلم فكانت تبحث عن هويتها
بعدما بذل جهد من السبعينيات لمحو هذه الهوية,وبالتالي لم استغرب
من الايرادات, ودليل علي ذلك أنني قلت لإبراهيم كم ستكون الإيرادات
وهو ما حدث.
كما شهدت فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول
البحرالمتوسط العرض العالمي الأول للفيلم السوري رجل وثلاثة رجال
المشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة, ويلعب بطولته محمد
الأحمد, ربا الحلبي, لمي الحكيم, عبد المنعم عمايري, وإخراج جود
سعيد, حيث تناول العمل الأزمة السوريةمن منظور إنساني من خلال
شخصية مجد وهو مخرج يدعي الشهرة, وتتسم شخصيته بالأنانية, إلا أن
شخصية مجد تحولت للنقيض بعد استشهاد ابن خاله الضابط في الجيش
السوري,حيث يتصل به خاله ليحضر جثة بيرم للضيعة التي يعيشها, وعلي
مدار ثلاثة أيام تفشل محاولات مجد لنقل الجثمان من دمشق للضيعة
بسبب صعوبة الاجراءات فيضطر إلي أن تبقي الجثة معه, وخلال هذه
الأيام يتغير فكر وشخصية مجد للنقيض, حيث يعرض الفيلم فلسفة كيف
يستطيع ميت أن يعيد الحياة لمن ماتوا وهم علي قيد الحياة.
وقال محمد الأحمد بطل الفيلم خلال الندوة التي
أقيمت عقب عرض الفيلم بحضور مراد شاهين مدير المؤسسة العامة
للسينما في سوريا, وادارتها الناقدة خيرية البشلاوي, إن الحرب
السورية ليست حرب بالرصاص والدم فقط ولكنها نفسية أيضا واضطراب في
العلاقات الانسانية لذلك حاولنا أن نقدم قصة بسيطة بمضمون عميق
لتوصيل رسالة معينة وتوثيق علي شريط السينما.
وأضاف أن الفيلم قدم العلاقة بين الموت والحياة
ايضا رسالة من شهدائنا وهو أن لا تقتلونا مرتين وكان هذا من خلال
شخصية الضابط الشهيد الذي يطلب طوال الوقت من البطل ان يدفنه
فالحرب تقتل بداخلنا مفردات الحياة.
وصلت النجمة الفرنسية بياترس دال أمس إلي القاهرة
حيث قامت بجولة في عدد من الأماكن السياحية مثل القلعة والأهرامات
حيث أبدت إعجابها بجمال الآثار وعظمتها, ومن المقرر أن تقوم بياترس
بجولة أخري في الإسكندرية لزيارة الآثار الغارقة ومكتبة
الإسكندرية, وسوف يتم تكريم بياترس دال في ختام المهرجان بعدما
تعذر وصولها قبل حفل الافتتاح. |