ذات يوم سأل مدرس بأحدى المدراس الابتدائية تلاميذه و هم يستعدون
لتقديم مسرحية على مسرح المدرسة ( مين يعرف يقلد الشيطان ؟) فنهض
أحدى التلاميذ و قال انا يا استاذ و راح يقلد الشيطان بحركات ساذجة
لكنها كانت كفيلة بأقناع المدرس بأسناد الدور له، كان الشيطان هو
الشيطان ولكن كان اسم التلميذ الذي قلده هو محمود عبد العزيز
محمود.
لم يكن احد يعلم ان ذلك الصغير سوف يلتصق بمهنة التشخيص فيما بعد
ليصبح واحدا من (شياطين) هذا الفن و"قبطان تعشقه الأمواج ولا
تعانده ابدا"، ولم يكن احد يعلم ان اسم هذا الاستاذ الذي اسند اليه
دور الشيطان في تلك المسرحية المدرسية هو محمود عبد العزيز ايضا !!
فهل كانت مجرد مصادفة ام علامة من تلك العلامات التي يتركها القدر
كي تشير لنا عن المواضع التي يبدأ عندها تاريخ الفنان .
ولد محمود عبد العزيز بحي الورديان في الأسكندريه عام 1946 و منذ
ان صعد على خشبة المسرح وهو في المدرسة الابتدائية لم يفارقه حتى
بعد ان التحق بكلية الزراعة جامعة الاسكندرية طالبا بقسم الحشرات
ثم معيدا بذات القسم بل انه اضطر لتسجيل نفسه في الماجيستير فيما
بعد لمجرد ان يظل منتسبا لمسرح الجامعة.
وبتعبير مقتبس من رائحة البحر التي طالما ملئت"خياشيم"ذلك الشاب
الاسكندراني على شاطئه مختلطة بأحلاما كثيرة عن الفن والتمثيل
والحياة التقطته صنارة المخرج نور الدمرداش حين شاهده في احدى
العروض المسرحية على خشبة مسرح جامعة الاسكندرية وبحرفنة صانع
النجوم الذي اعتاد ان يضع كل ممثل في توب الشخصية التي تناسبه عرض
على محمود عبد العزيز ان يقوم بتمثيل دور ضابط مخابرات في مسلسل "
كلاب الحراسة" الذي كان من بطولة عبد الرحمن ابو زهرة، ولكن محمود
توجس من ان يكون الدور لضابط مخابرات اسرائيلي نظرا لملامحه التي
تعطي انطباعا اجنبيا، كان يخشى ان تتم قولبته في ادوار الاجانب مما
يفقده القدرة على ممارسة التشخيص في مفهومه الذي لا يعترف
بالقوالب.
لكن الدور كان لضابط مخابرات مصري وبعد انتهاء المسلسل قال له نور
الدمرداش ان التليفزيون يحتوى على 5740 ممثل لم يحققوا أنفسهم وانا
اريدك اسما لا مجرد رقم اخر ولم تكن هناك سوى الايام التي اثبتت
للفنان الشاب ان نظرة ملك الفيديو كانت نحو الزاوية التي سوف تمكنه
من تسديد اول هدف فني في حياته، فبعد عشرات العروض التي رفض نور
الدمرداش ان يقبلها محمود عبد العزيز جاءه مسلسل" الدوامة" ليقوم
فيه بدور مميز جعل من الحلم الذي طالما راوده في ان يتعاون مع
المنتج الكبير رمسيس نجيب حقيقة سوف تستمر (حتى اخر العمر)
كان "حتى اخر العمر"الذي انتج عام 1975 هو اول بطولة مطلقة للفنان
الشاب بعد دور صغير في فيلم "الحفيد" مع المخرج عاطف سالم 1974
وبعدها جاء "وجها لوجه" امام مصطفى فهمي عام 1976 ليثبت ان هذا
الفنان لا ينقصه سوى التقدم نحو القمة دون ان يكون هناك ما يمكن ان
يعوقه من الوصول إليها، حتى مع ظهور تلك الدعاوي التي اطلقها البعض
من انه سوف يكون دوبلير حسين فهمي ! اي ان الافلام التي سوف يرفضها
حسين فهمي سوف تذهب لمحمود عبد العزيز.
لكنه لم يكترث لذلك بقدر ما أذاذ توجسه من ذلك الطريق الذي اصبح من
الاكيد انه ماض فيه لا محالة، لنجده في العام التالي1977 يقوم
ببطولة 7 افلام دفعه واحدة منها " طائر الليل الحزين" إخراج يحيى
العلمي ليكون اول لقاء بينه و بين المؤلف الشاب انذاك وحيد حامد في
اول تجاربه السينمائية وفي العام الذي يليه يقوم بتصوير 8 افلام
ليصبح رصيده 18 فيلم في اربع سنوات فقط .
اصبح الان هناك محمود عبد العزيز في" ضاع العمر يا ولدي" وفي"
شباب يرقص فوق النار" ومن الموسيقي الهارب في طائر الليل الحزين
الي الشاب الذي يبيع فحولته للنساء في "شفيقة و متولي" ومن ابن
الذوات الذي يعشق البنت الفقيرة و يبيت طوال الليل امام بيتها في
سيارته الفاخرة في "المتوحشة "1979 إلى رجل الاعمال الانفتاحي الذي
يعاني من رغبة في تدمير الاخرين في "ولا يزال التحقيق مستمرا" .
لقد اصبحت ملامحه وسنوات عمره الثلاثون تؤهله لكي يصبح الفتى
الوسيم الذي يعرف (البنات عايزه ايه) لكنه وكما سيعرف عنه كل من
سوف يكتب له او يرشحه للوقوف امام عدسة كاميرته لا يفلح معه مبدأ
الثبات على المألوف وان التمرد ليس فقط جزء من شخصيته ولكنه جزء من
نزعته الفنيه، اي انه يكاد يكون مُصيرا في تمرده، ولكن هذا التمرد
هو الذي سوف يدفعه فيما بعد ان يعلن (انا اعتزلت من فترة
طويلة..اعتزلت الفن الردئ) فها هو يأتي مع عام 1981 ليقوم بدوره
الغريب في"وكالة البلح" وبعده في ذات العام يقف فوق مركب في
الملاحات ليكتشف ان تفييش الهوامش لم يفلح وان الجنون يمكن ان يصيب
حتى الاطباء النفسيين حين يلحق بهم "العار" فيغنون والملاحة
والملاحة وحبيبتي ملو التراحة.
وتبدأ قدرة عبد العزيز على امتصاص الشخصيات واعادة افرازها في شكل
تصبح معه صفة التشبع بالشخصية لازمة لوصف هذا الفنان تزداد تدريجيا
مقتربا من عام 1985 وهو العام الذي شهد توهجا ادائيا وتنوعا في
الادوار التي اصبحت افلامها تقترن باسمه.
العام الذي شهد "الشقة من حق الزوجة"و"الصعاليك"و"اعدام
ميت"و"الكيف" لا شك هو العام الذي اصبح على الجميع التوقف لدراسة
هذا الفنان الظاهرة فكما اعترف انه (اذا كان اصعب انواع الكتابات
هي الكتابة الكوميدية فان الاصعب منها هو طريقة اداء الممثل لهذا
الشئ المكتوب) لذلك فأن الخيط الشفاف بين اضحاك الناس والضحك عليهم
كان ولا يزال العفريت الذي لا يكف عن تخويفه كلما تذكر ان همه هو
اسعاد الناس وهو ذاته الذي جعله يقذف نعيمة الصغير حماته في الشقه
من حق الزوجة بالغسيل في حركة عفوية تماما غير مكتوبه بالسيناريو
لانه احس ان هذا الزوج المقهور لا يستطيع ان يمنع نفسه عن ذلك،
والذي جعل من شخصية المطرب الشعبي (بتاع الكيمي كيمي كا) ( يشرشر
شراشير الشهرة) علشان يبقى (اكوس) مما هو عليه في "الكيف"وبينهما
يأتي"اعدام ميت" لتصبح العفوية إلى جانب التقمص والغطسان في
الشخصية هما ادوات هذا المشخصاتي الاصيل.
سوف تمكنه تلك الأدوات التي احترفها في العام التالي من تمثيل 3
ادوار فقط ولكنها تصلح كتاريخ كامل لاي فنان، الضابط السادي الذي
يعاني من حالة اشبه بحالات الفصام التي تظهر في المجتمعات التي
تعاني من فساد يأكل الروح في " البرئ " مع وحيد حامد وعاطف الطيب
والفتوة الواقع في مأزق السلطة المطلقة في "الجوع" مع على بدر خان
عن قصة نجيب محفوظ ثم اخيرا الشقي الذي يهبط من الجبل على قرية
جاهلة في ثوب شيخ مبروك يصنع المعجزات ليكشتف ان جهل النفوس اخطر
بكثير من جهل العقول في" الحدق يفهم" مع احمد فؤاد .
وفي عام 1987 تنتهي ثلاثيته مع الكاتب محمود ابو زيد والمخرج على
عبد الخالق التي بدأها بالعار ثم الكيف وأخيرا "جري الوحوش" بشخصية
المنجد الفحل الذي يسعى ورء المال فيفقد (الترلوب بتاعه) وتبدأ في
ذات العام ثلاثية الفانتازيا الاجتماعية مع سيد الواقعية العبثية
رأفت الميهي "السادة الرجال" ثم " سمك لبن تمر هندي" 1988 ثم"
سيداتي انساتي" 1990 لتصبح ملامحه وعينيه التي تأخذ اوضاع تعطيه
صفات الاحول او الأهوج او اللعيب او النشنجي مقترنة بقهقهته
المجلجلة ماركة مسجلة بأسمه .
ان كل من تابع رحلة سائق التاكسي رضا رشدي مع زبونته العائدة بعد
15 سنة غربة في "الدنيا على جناح يمامة "1989 لوحيد حامد وعاطف
الطيب لابد وان يتوقف امام القفزة التالية التي سوف يقوم بها محمود
عبد العزيز بعد ان صارت قدرته على التقمص تكاد تكون لا نهائية
ليبدأ عام 1991 ب"ابو كرتونة" وينتهي بالدور الأيقوني الأعظم في
مجده الشيخ حسنى/ الكيت كات، اروع ادواره على الاطلاق واكثرها
نفاذا إلى الروح والقلب، لقد درس محمود عبد العزيز الشخصية جيدا
حتى انه ذهب لاحدى دور المكفوفين واستعلم عن انواع العمى والتي
منها ذلك النوع الذي يفقد الانسان السيطرة فيه على ملامح وجهه اذا
ما كان فقدان البصر ليس منذ الولادة ولكن في سن متاخر مثل الشيخ
حسني لدرجة ان المخرج داود عبد السيد كان يكتب في هوامش السيناريو
(هذا المشهد متروك لابداع الفنان) ولكن هذا الفنان الذي قال (هدفي
من الفن ليس الشهرة والنسوان) هو ذاته الذي يستعير عقب النجاح
الهائل لفيلم "الكيت كات" مقولة الممثل العالمي مارلون براندو (ليس
هناك فيلم قمة..ليس هناك فيلم نهاية هناك فيلم به شخصية جيدة فقط).
اثناء تمثيله لدور ضابط المخابرات المصري في فيلم" فخ الجواسيس"
وهو الفيلم الوحيد الذي قام بتمثيله عام 1992 كان رأفت الهجان قد
صنع اسطورته التي جعلت من محمود عبد العزيز يعلن بعدها انه سوف
يتوقف عن التمثيل للتليفزيون اذا لم يجد المسلسل المناسب الذي يعود
به بعد ان صار الناس ينادونه في الشارع يا هجان وهو الذي كان قد
اعتاد على لقب الشيخ حسنى الذي يعترف بأنه كان يتمنى ان يكون في
قوة هذا الرجل الذي لا يحني رأسه للأحباطات والذي صنع اسطورة من
بصيرته بعد ان فقد بصره.
ويظهر مشروع مسلسل "احمد سالم" الذي طرح فكرته الكاتب محفوظ عبد
الرحمن واثناء فترة اعداد المادة يخجل محمود عبد العزيز من ان يسأل
الفنانة مديحة يسري التي كانت زوجة لاحمد سالم عن تفاصيل علاقتها
بزوجها، كانت اخلاق ابن البلد تمنعه من ذلك ولكنها كانت تشير ايضا
إلى تلك المرحلة التي اصبح فيها اولاد البلد او الحارة محور
اهتمامه بل انه البعض قال عنه انه مغرق في المحلية من اجل ان يصل
إلى العالمية ولكن محمود عبد العزيز راى ان الحارة هي اصلنا جميعا
مهما كانت مهامنا ومراكزنا ولما كانت قراراته نابعة من ذاته ومن
وعيه الفني المتذايد جاءت افلامه"تلاتة على الطريق"1993و"البحر
بيضحك ليه" و"الجنتل"1996 الذي حقق 5 ملايين جنية ايرادات قبل هوجة
"اسماعيلية رايح جاي" ثم "هارمونيكا" 98 و" النمس" 99 وكلها افلام
تأتي من داخل الحارة او من داخل صورة اولاد البلد في تلك الفترة،
كان تركيزه على الحاره راجع إلى انه يرى ان انفلات المعايير
والطموحات والتهليب تحتاج إلى العودة للبساطة والقيم الطيبه التي
توجد في الحارة المصرية ولم يكن عرض " الجنتل" في 30 دار عرض
بالنمسا كأول فيلم مصري يعرض عرض تجاري هناك ولم تكن جوائز مهرجان
دمشق والقاهرة والاسكندرية كأحسن ممثل الا تعبيرا صادقا عن أصالة
هذا الفنان ولم يكن استقباله في مطار القاهرة بفرقة حسب الله بعد
رحلة علاجة في فرنسا من مرضه الذي لا يصيب سوى شخص كل 10 ملايين
شخص في العالم وهو وجود كيس دموي على البنكرياس ادى إلى الاشتباه
بوجود مرض خبيث سوى تعبير عن حب جمهوره له.
ومع حالة التخبط التي اصابت السينما المصرية نجده يرفع شعار (لا
للرائحة الكريهة التي تفوح من سينما متخبطة تعكس حالة التخبط التي
يعيشها المجتمع ) فنجده يتوقف لثلاثة سنوات قبلا ان يختار تمثيل
سيناريو واحد ويعترض على شعار السينما الشبابية ويصرح بان جيل
هنيدي وعلاء ولي الدين في ورطة حقيقية لان الناس وضعت ثقتها فيهم
ومن ثم فإن عليهم ان يقدموا المختلف دائما وهو امر ليس بالهين.
ورغم توقف مشروع مسلسل احمد سالم ورغم عدم اكتمال مشروع مسلسل عن
حياة مصطفى امين الذي طلب قبل وفاته ان يقوم محمود عبد العزيز
بتمثيل دوره ورغم تعاقده على بطولة "اوان الورد" ثم حدوث تغيرات
ورغم حماسه لمسلسل"الكومي" لم يفقد محمود عبد العزيز رغبته في
العودة بعمل جيد وعلى الرغم من انه يوقن من اننا (نعيش عصر سينما
الموبيل والفيشار) الا ان"الساحر"الذي في داخله شجعه على اقتناص
هذا الدور الذي كان اخر ما افرزه المخرج رضوان الكاشف.
إنه يشتاق لجمهوره بقدر ما يشتاق جمهوره له حتى عندما اذيعت شائعات
حول اسرار حياته الشخصية ردد مقولة مصطفى امين (اقف فوق الحجارة
التي يقذفونني بها فأعلو) ان محمود عبد العزيز كما قالوا عنه
متأمل، حائر ومتألم ايضا، فنان من طراز نادر لا تملك حياله سوى
الحب. فبعد اكثرمن 80 فيلم و 25جائزة محلية ودولية كان يزال يشعر
بالقلق لانه مهما كانت فرحة الجائزة فأن القلق لا ينتهي من التفكير
في ما سوف يقدمه بعدها من اعمال كان محمود عبد العزيز يرى ان
الفنان يسعى دوما نحو الكمال ويرفض اعتبار ان اي من اعماله الفنية
امتداد لعمل اخر تاركا تقييم مشواره إلى النقاد ورغم ان الكثيرين
كانوا يرون ان حلمه بالكمال قد تحقق مع الشيخ حسني في مرحلة مبكرة
نسبيا في رحلة اي فنان لكن يظل حضور عبد الملك زرزور الطاغي
والمنفلت وغير المقنن والممتد هو حالة من أعادة تحقق هذا الكمال
الباهي المتفرد من العسير ان يقدم احدنا على تقييم اداء محمود عبد
العزيز في الكثير من أدواره لكن حين تجلى عبد الملك زرزور تجلى معه
عبد العزيز كملك حقيقي على عرش التشخيص ليس من السهل منازعته على
سلطة الاداء وفنون التقمص.
الدور الوطني لـ«الساحر»..
عندما هزم «عز الدين ورأفت الهجان» المخابرات
الصهيونية
أحمد عبد التواب
رحل الفنان محمود عبد العزيز عن عالمنا أمس، إلى مثواه الأخير عن
عمر ناهز الـ70 عامًا بعد صراع مع المرض، ليغيب الحزن والأسى على
عشاقه ومحبيه من الشعب المصري.
غادر الساحر الحياة حقًا، ولكن ستظل أعماله الفنية خالدة في قلوب
الكثير من جماهيره العريضة، التي تمتعت بها على مدار مشواره الفني
الطويل بأدائه الراقي وأدواره المتنوعة الممتعة.
الساحر كان يؤدي أدواره، وكأنها حقيقة يعيشها، وليس تمثيلًا، فكنا
نتفاعل معه ونحزن لحزنه ونفرح لفرحه، وظهر ذلك جليًا حينما قدم
الدور الوطني في أعماله الفنية العديدة، والتي جعلتنا نشك بأن ذلك
تمثيلًا.
حتى آخر العمر
في فيلم "حتى آخر العمر" 1975، الذي جسد فترة النكسة حتى نصر
أكتوبر، عاش محمود عبد العزيز دور الطيار جلال، ضابط القوات
المسلحة.
فكان جلال محبًا لوطنه وكان لايتوانى في خدمته والدفاع عنه بروحه،
فحينما كان يسند إيه مهام عسكرية لضرب العدو الصهيوني بطائرته
الحربية على أرض سيناء كان يسعد بذلك وينفذ المهام على أكمل وجه.
ورغم ذلك لم يمنعه دوره الوطني من الحب، فالتقى بـ"منى"، فتاة من
فتيات النوادي فيعجب بها ويتقدم لخطبتها والزواج منها، ويوافق الأب
ويتزوجان، ويعيشان حياة سعيدة.
ولكن نتيجة حب قديم لمنى مع شاب يدعى "أحمد" الذي حاول أن يتقرب
منها، وتظهر مظاهر الارتباك عليها وتتأكد تلك الحالة عندما يراها
"محمود" مع "أحمد" في النادي، لذا يقرر طلاقها.
هذه المشاكل الزوجية لم تمنعه من واجبه الوطني فيذهب إلى الجبهة،
وتنفيذ العمليات المكلف بها، إلا أنه في إحدى العمليات يستهدف
العدو طائرته ليصاب بالشلل، ويعود إلى المنزل مشلولًا، ويطلب منها
الرحيل إلا أنها تتمسك به، يسافران إلى الإسكندرية ويتجدد الأمل فى
شفاء "محمود" بعد عودة أحد الزملاء من الخارج وقد شفي من إصابة
شبيهة بإ صابة "محمود".
إعدام ميت
أما في "إعدام ميت" 1985، عاش محمود عبد العزيز الوطني، دور ضابط
المخابرات المصري عز الدين، الذي اخترق صفوف الجيش الصهيوني
وأجهزته المخابراتية في سيناء، واستطاع نقل المعلومات العميقة عن
العدو وأسلحته إلى المخابرات المصرية، في فترة ما بين 67 و73، غير
مهاب الموت.
ففي هذا الفيلم يحكم على منصور بالإعدام شنقا لتخابره مع الكيان
الإسرائيلي قبل حرب أكتوبر، فيتم تكليف ضابط المخابرات محي (فريد
شوقي) بالتحقيق في الأمر، ويقرر وضع خطة بإحلال الضابط المصري عز
الدين بدلًا من منصور "الجاسوس"، مستغلا الشبه الكبير بينهما حتى
يتمكن من الحصول على معلومات وأسرار مهمة عن مفاعل ديمونة.
يبدأ "عز الدين" التعايش بصفته "منصور" وسط أهله وعشيرته، حتى
ترتاب سحر (بوسي)؛ عشيقة منصور في أمره وتخبر ضابط المخابرات
الإسرائيلي؛ أبو جودة (يحيى الفخراني) بذلك ويكتشف الأمر، ويتم
تبادل عز الدين بمنصور الذي يقتله والده لخيانته للوطن.
رأفت الهجان
وقبل مسلسل رأفت الهجان 1987، لم يكن المصريين يعرفون حقيقة دور
البطل المصري رفعت علي سليمان الجمال، الذي حمل اسم "رأفت الهجان"،
وعاش ربع قرن في إسرائيل، استطاع من خلال دوره المخباراتي المساهمة
في انتصار مصر على إسرائيل في حروب الاستنزاف وحرب أكتوبر 73.
فجسد محمود عبد العزيز سيرة هذا البطل المصري في مسلسل رأفت
الهجان في ملحمة وطنية في ملفات المخابرات المصرية من خلال 3 أجزاء
درامية.
عاش محمود عبد العزيز دور رفعت علي سليمان الجمال، الذي تم زرعه
داخل المجتمع الإسرائيلي تحت اسم حركي "رأفت الهجان" للتجسس لصالح
مصر، فرحل إلى تل أبيب بتكليف من المخابرات المصرية في إطار خطة
منظمة في يونيو عام 1956، وتمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة
وناجحة في تل أبيب وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الإسرائيلي، وقام
لسنوات طويلة بالتجسس وإمداد جهاز المخابرات المصرية بمعلومات مهمة
منها موعد حرب يونيو 1967، وكان له دور فعال في الإعداد لحرب
أكتوبر 1973 بعد أن زود مصر بتفاصيل عن خط برليف.
ومات محمود عبد العزيز، مساء أمس السبت، عن عمر ناهز الـ70 عامًا
بعد صراع طويل مع المرض، ولكن ستظل أعماله الفنية خالدة في القلب،
فقدم خلال مشواره الفني 84 فيلمًا تنوعت ما بين الرومانسية
الكوميديا والواقعية والاجتماعية والسياسية، وأخرج واحدًا هو فيلم
"البنت الحلوة الكدابة"، وشارك في بطولة 9 مسلسلات درامية.
آخرهم «محمود عبد العزيز».. 9 فنانين غيبهم الموت
في 2016
معاذ محمد
العديد من الأحداث القاسية شهدها عام 2016، والتي كان من بينها
«الموت»، الذي غيب عدد كبير من الفنانين المصريين المؤثرين لدي
الجمهور خلالها، بعدما تركوا بصمة كبيرة نتيجة لأعمالهم الجيدة.
رحلة الموت بدأت مبكرًا في يناير الماضي بالفنان ممدوح عبد العليم،
والذي توفي في الخامس من الشهر المذكور، عن عمر يناهز 60 عامًا،
إثر تعرضه لأزمة قلبية أثناء ممارسته الرياضة في «الجيم»، وهو الذي
بدأ حياته الفنية صغيرًا وكان أول ظهور له على الشاشة مع الفنانة
كريمة مختار في فيلم «الجنة والعذراء»، ثم توالت مشاركاته الفنية
في التليفزيون والسينما والتي كان منها «القاهرة والناس، الحب
وأشياء أخرى، وخالتي صفية والدير، والحب والصياد، وليالي الحلمية،
والضوء الشارد، والطارق».
لم تمر سوى ثلاث أيام فقط حتى وافت المنية الفنان الكبير حمدي
أحمد، في صباح الثامن من يناير، عن عمر يناهز الـ83 عامًا، بعد
تعرضه لأزمة صحية، وبلغ رصيده الفني حوالي 35 مسرحية و25 فيلم
سينمائي، بالإضافة إلى 89 مسلسل تليفزيوني، ومن أبرز أعماله
السينمائية «أبناء الصمت، والمتمردون، ولقاء مع الماضي، والأرض،
وفجر الإسلام، وصرخة نملة»، والتليفزيونية «الحارة، والجبل،
وجمهورية زفتى، وإمام الدعاة، واللص والكلاب، وشارع المواردي،
والوسية، وينابيع العشق».
وفي نفس الشهر وبيوم 18 تحديدًا رحل الفنان عبد العزيز ميكوي، في
دار مسنين بالقاهرة الجديدة، عن عمر ناهز الـ82 عامًا، بعد أن تعرض
لظروف صعبة في أيامه الأخيرة اضطرته لـ«التسول» في الشوارع.
لم يظهر «ميكوي» في العديد من الأعمال الفنية، ولكنه شارك في بعض
الأفلام المهمة، مثل «القاهرة 30» أمام السندريلا سعاد حسنى، ولا
تطفئ الشمس» أمام فاتن حمامة وشكرى سرحان، و«لا وقت للحب» مع رشدى
أباظة، بالإضافة إلى مسلسل «أوراق مصرية».
يناير لم يمر بوفاة 3 فنانين فقط، ولكنه ومع يوم 30 كان القدر يحمل
خبر رحيل الفنانة «فيروز الصغيرة»، عن عمر 73 عامًا، بعد تعرضها
لأزمة صحية، والتي كان من أشهر أعمالها السينمائية فيلم «ياسمين،
وفيروز هان، وصورة الزفاف، ودهب ، والحرمان، وعصافير الجنة،
وإسماعيل يس للبيع، إسماعيل يس طرزان».
«سي سي سيبوه يا حامد»، صاحب هذه الجملة في فيلم «المتسول» الفنان
سيد زيان غيبه الموت في 13 إبريل الماضي، بعد صراع مع المرض، وهو
في عمر الـ73، ومن أشهر الأفلام التي شارك فيها «أبناء الصمت،
وأريد حلًا، وعفوًا أيها القانون، وليلة ساخنة»، بجانب بعض
المسلسلات «المال والبنون، وعمر بن عبدالعزيز، والتوأم»، كما كان
له دور بارز في مسرحيتي «حركة واحدة أضيعك، وسيدتي الجميلة».
أزمة قلبية مفاجئة داخل شقته بمنطقة العجمي بالإسكندرية، توفي على
أثرها الفنان وائل نور، في الثاني من مايو الماضي، عن عمر ناهز
الـ56 عامًا، وهو الذي اكتشفه المخرج أحمد فؤاد وقدمه في العديد من
الأعمال التليفزيونية والسينمائية، والتي كان أشهرها مسلسل «البخيل
وأنا» مع الفنان فريد شوقي، بجانب العديد من المسلسلات الأخرى
والتي كان منها «ذئاب الجبل، وصابر يا عم صابر، على باب الوزير،
المال والبنون»، كما قدم بعض الأفلام السينمائية مثل «الاحتياط
واجب، سنوات الخطر، البيه البواب، ومراهقون ومراهقات، والجبلاوي».
الفنان محمد كامل توفي في 26 يوليو الماضي بعد صراع مع المرض، عن
عمر ناهز الـ72 عامًا، وشار في العديد من الأفلام «أحلام هند
وكاميليا، ومبروك وبلبل، وسواق الأوتوبيس، وحب في الزنزانة»،
بالإضافة إلى مسلسلات «قضية معالي الوزيرة، وعباس الأبيض فى اليوم
الأسود، والليل وأخره».
المسؤول الكبير وأستاذ الجامعة والسفير في العديد من الأفلام
السينمائية والمسلسلات التليفزيونية الفنان مدحت قاسم رحل عن
عالمنا في الثالث من أغسطس الماضي، في عمر الـ72، ومن أشهر الأفلام
التي شارك فيها «أحلام حقيقية، ومطب صناعي، ووش إجرام، وبوشكاش،
وحلم العمر»، ومن المسلسلات «أزمة سكر، واغتيال شمس، ومنتهى العشق،
وامرأة في ورطة، وسقوط الخلافة، والمنتقم، وابن موت».
ومع اقتراب رحيل عام 2016، غاب الفنان محمود عبد العزيز، مساء أمس
السبت، بعد صراع طويل مع المرض، وهو في سن الـ70 من عمره، والذي
شارك في الكثير من الأعمال التليفزيونية والتي كان منها «باب
الخلق، ورأفت الهجان، ومحمود المصري، وشجرة اللبلاب، والدوامة،
ولقيطة»، والعديد من الأعمال السينمائية «الحفيد، والساحر، وسوق
المتعة، والكيف، والكيت كات، والشياطين، وامرأة بلا قلب، وعشاق تحت
العشرين، والمعتوه، وإعدام ميت».
9 معلومات عن زوجة «الساحر» الأولى..
ساندته في مرضه ورفعت عليه قضية «نفقة»
أحمد رضا
صدمة عاشها الوسط الفني، عقب وفاة الساحر محمود
عبدالعزيز، الذي توفي بعد صراع طويل مع المرض، وكان من أبرز ما
شهدته جنازته، هو ظهور زوجته الأولى السيدة جيجي زويد، وهي التي
حرصت على الابتعاد التام عن الأضواء عقب انفصالها الهادئ عن
الساحر.
وفي هذا التقرير نستعرض لكم أبرز المعلومات المتوفرة عنها..
1- تزوجت الساحر لمدة
20 عامًا، أنجبت له خلالها اثنين اتجها للفن، وهما كريم الذي عمل
ممثلاً، ومحمد الذي أسس شركة للإنتاج الفني.
2- في أحد حواراته الصحفية، وصفها محمود عبدالعزيز بأنها "تحمل
صفات الفتاة المصرية والعربية بكل جمالياتها، وأنها كانت إنسانة
محترمة تنتمي لعائلة طيبة مستعدة للوقوف إلى جانب زوجها والدفع به
للأمام".
3- عام 1984، تحدث عبدالعزيز مع المذيعة سهير شلبي، عن زوجته، وأكد
أنه غيّر بعض عاداته المرتبطة بالعيد بسببها، لأنها لا تحب رائحة
اللحم والذبح.
4- في العام 1997 تعرض لوعكة صحية كبيرة، سافر على إثرها إلى
باريس حيث أُجريت له جراحة لإزالة كيس مائي فوق البنكرياس، وهي
عملية دقيقة تصيب واحدًا في كل مليون.
5- بعدها في أوائل العام 1998، فوجئ معجبو الساحر بخبر طلاقه من
زوجته، وانتهاء قصة حبهما الطويلة.
6- برر عبدالعزيز سبب ذلك بأن المشاكل بينهما زادت في الفترة
الأخيرة، حتى أنها أصبحت "غير قابلة للتحكم" فلم يعد هناك بديلاً
عن الانفصال، وأنه حتى أثناء مرضه اتفقا على الطلاق بعد انتهاء
إجراءات العملية الجراحية.
7- رفعت عليه طليقته دعوى قضائية تطالبها فيها بالنفقة والمؤخر،
وهي الخطوة التي انتقدها الساحر من خلال تصريحاته الصحفية، ولكنه
بعدها أعلن تسوية هذه المشكلة بصورة نهائية.
8- تزوج بعدها من الإعلامية بوسي شلبي، والتي كانت صديقة لها.
9- آخر ظهور إعلامي لها كان في جنازة والدتها، والتي رافقها بها
ولديها، وعلى الرغم من حضور الساحر الجنازة، إلا أنه فضل البقاء
داخل سيارته.
سِحر عبدالعزيز امتد للغناء..
بدأ بـ«تعالى تاني الدور التحتاني» وانتهى بـ«الهاشا
باشا»
معاذ محمد
لم يكن الفنان محمود عبد العزيز، الذي وافته المنية مساء أمس
السبت، مجرد فنان عادي، فلم يترك دور إلا جسده فقدم «الضابط،
والمدرس، والموظف، والعجلاتي، بجانب العديد من الأدوار الأخرى
والتي كان من بينها «المطرب»،
ففي عام 1985، جسد الفنان محمود عبد العزيز دور «جمال» في فيلم
«الكيف» الذي فشل في الدراسة، وقرر أن يعمل مطربًا في فرقة شعبية
لإحياء الأفراح، وقدم العديد من الأغاني خلال الفيلم والتي كان
منها «يا حلو بانت لبتك، تعالى تاني في الدور التحتاني نأكل لحمة
ضاني، والكيمي كيمي كا والكيمي كيمي كو».
في حي الكيت كات، جسّد "الساحر" شخصية الشيخ «حسني الكفيف» في فيلم
«الكيت كات» عام 1991، والذي عمل كراصد ليوميات أبناء الحي ونبض
لهمومه الحقيقية التي يتسامر عليها رغم فقدانه البصر وزوجته وعمله،
وخلال الفيلم قدم أغنية «يالا بينا تعالوا» بالاشتراك مع الفنان
شريف منير، بالإضافة إلى «يا صحبجية».
أيضًا أثناء فيلم «سوق المتعة» جسد «عبد العزيز» دور «أحمد حبيب»،
الذي سجن 20 عامًا ظلمًا، وقدم فيه أغنية «الهاشا باشا تاكا».
آخر 10 مناسبات ظهر فيها «الساحر» بالنظارة
السوداء..
وسر ارتدائه الدائم لها
طارق عزام
دائمًا ما كان الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، مميزًا في اختياراته
لأعماله الفنية، كما كان لإطلالته سحرًا خاصًا لدى الجمهور، فيتفنن
في اختيار ملابسه ويهتم بتناسقها، وفي أغلب المناسبات لم تفارقه
النظارة السوداء أو البنية، حتى أن عدد كبير من الجمهور اعتقد أنه
يرتديها حتى يخفي عينيه عن عيون الصحافة والإعلام، وهو ما نفاه
بنفسه.
وخلال لقاءه مع زوجته الإعلامية بوسي شلبي، على هامش تكريمه من
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، منذ سنوات، قال "الساحر" إنه لا
يرتديها "عياقة"، بل لأن نظره ضعيف والإضاءة ترهق عينيه بشدة،
فيرتديها تفاديًا لوقوع أي موقف محرج.
وفي هذا التقرير نستعرض 10 مناسبات ظهر فيها "أبو هيبة" بنظارته
المعهودة خلال الآونة الأخيرة.
في العرض الخاص لفيلم "اللي اختشوا ماتوا" من بطولة نجله محمد يوم
19 أبريل 2016
عزاء الممثلة زهرة العلا في 24 مارس 2016
عزاء المخرج الراحل يسري الإبياري في 14 يناير 2016
في العرض المسرحي "بعد الليل" للمخرج خالد جلال بدار الأوبرا
المصري يوم 6 يناير 2015
في عزاء نور الشريف يوم 14 أغسطس 2015
زفاف ابنة رجل الأعمال عماد نصحي في 23 يناير 2014
خلال تكريمه من مهرجان الداخلة السينمائي الدولي بالمغرب في دورته
الخامسة يوم 10 نوفمبر 2014
حين كرمته مؤسسة "الأهرام" كأحسن ممثل عن دوره في مسلسل "جبل
الحلال" يوم 8 سبتمبر 2014
عندما تسلم جائزة "إنجاز العمر" من مهرجان دبي السينمائي الدولي
خلال دورته التاسعة يوم 12 ديسمبر 2012
في عزاء والدته يوم 31 يوليو 2012
ورحل عن عالمنا الفنان القدير محمود عبدالعزيز، مساء أمس، عن عمر
ناهز الـ70 عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان.
هل يحضر «الزعيم» جنازة «الساحر» بعد خلاف استمر
سنوات ؟
محمد فوزي
فقد الوسط الفني أمس الساحر محمود عبد العزيز، والذي توفي أمس فى
مستشفي الصفا بالمهندسين عن عمر 70 عاماً بعد صراع مع المرض ،والذي
كثرت الأقاويل حوله وأنه كان يعاني من نقص نسبة الهيموجلوبين في
الدم و وجود أنسجة داخل الفم أدت لتورم باللثة وتمت إزالته جراحيًا
،وعانى أيضا من مشكلات في التنفس والبعض يقول أنه كان سرطان فى
الرئة والبعض الأخر يرجح أنه كان سرطان فى الفم .
الساحر الراحل لم يلتقي بالزعيم عادل إمام فى أى أعمال فنية على
مدار السنوات الماضية ، ولكن الخلافات هى التى كانت عاملاً مشتركاً
بينهما وذلك بسبب مسلسل "رأفت الهجان" ، والذي قام محمود عبد
العزيز ببطولته فى منتصف الثمانينات والخلاف كان بسبب ترشيح
المخابرات للزعيم عادل إمام لبطولة المسلسل خاصة بعد نجاحه فى
مسلسل "دموع فى عيون وقحة" ،ولكن المؤلف يقول أن الزعيم لم يكن
متحمساً للدور وقرر بعدها المؤلف والمخرج اختيار الراحل عبد العزيز
للقيام بالدور .
امتدت الخلافات بينهما الى الأحاديث الصحفية ،واستمر الخلاف نحو 12
عاماُ وانتهى بلقائهما في زفاف ابنة الفنانة الراحلة زهرة العلا
والمخرج الراحل حسن الصيفي.
عادت الخلافات مرة أخري بين الزعيم والساحر ،بسبب فيلم "حسن ومرقص"
الذي كان من المقرر ان يجمع بينهما وعلى الرغم من الاتفاق الذى تم
بينهما الا انهما كانا على موعد مع اختلاف فى اختيار المؤلف ، حيث
اصر عادل امام على وجود يوسف معاطى، بينما اختار محمود عبد العزيز
ان يكون وحيد حامد هو مؤلف الفيلم ،وهو الامر الذى رفضه الزعيم
ورفضه محمود عبد العزيز فقرر الاول ان يستعين بالفنان عمر الشريف.
وبعد دخول الساحر فى غيبوبة منذ فترة اتصل الزعيم به للاطمئنان
عليه ولكن الزيارة والمكالمات تم منعها عنه بعد دخوله المستشفي،
وبهذا يكون الزعيم قد أزال الخلافات بينهما ولكن السؤال هل يحضر
الزعيم جنازة الساحر أم لا ؟
22 صورة على سبيل المثال لا الحصر من موهبة محمود
عبد العزيز
حسن خالد
مشوار طويل للراحل محمود عبد العزيز في السينما المصرية أهّله
ليكون أحد أبرز وجوهها في النصف قرن الأخير.
عبد العزيز الذي بدأ حياته في دور "الجان" لم يخضع لهذا التصنيف
الضيق، لتنفجر موهبته في أدوار عديدة ومتنوعة ومتباينة للغاية قدم
بها الدليل القاطع على موهبته الفنية.
أكثر من 80 فيلما مثل فيها عبد العزيز من انطلاقته في بداية
السبعينيات، لم تسر على منوال واحد، حتى ليصدق قول الجمهور بأن
الراحل كان دولة فن بذاته.
لن نتحدث كثيرا، بل سندع الصور تتحدث، إذ نعرض لكم 22 صورة من 22
فيلما، وهي على سبيل المثال من تاريخ الراحل لا الحصر، أولها سنة
1974 وآخرها في 2009، وبدون تدقيق كثير سنلاحط كيف تجلت هذه
الموهبة من خلال لعب كل ما هو ممكن من الأدوار.
ويمكن أن نقول إن محمود عبد العزيز بدأ ممثلا عاديا لكنه وبدافع من
موهبته- انتهى مع التجريب والتنوع طيلة مشواره إلى ممثل ناضج
وعملاق.
وداعًا محمود عبد العزيز.. أشهر 5 أفلام لـ«الساحر»
علّمت مع الجمهور
أحمد عبد التواب
"مات محمود عبد العزيز".. خبر سقط على المصريين كالصاعقة المدوية
على رؤوسهم، ليغيب الحزن والأسى على الشارع المصري، باكيًا الفنان
الراحل عن عمر يناهز الـ70 عامًا، والذي أمتعهم عبر مسيرته الفنية
الطويلة بأعماله السينمائية والدرامية الرائعة.
الساحر رحل عن عالمنا ولكن سيظل موجودًا في قلوبنا من خلال أعماله
الفنية المتنوعة، التي أمتعنا بها عبر مشواره الفني الطويل، والتي
نعرض لكم في التقرير التالي أبرز أفلامه عبر مراحل عمره المختلفة..
الحفيد
فيلم الحفيد، هو أول أعمال الفنان الراحل محمود عبد العزيز، في
السينما والذي أنتج عام 1974، وقام بطولته الفنان عبد المنعم
مدبولي، وكريمة مختار، ونور الشريف، وميرفت أمين، ومنى جب.
وقام محمود عبد العزيز فيه بدور جلال، الذي تزوج أحلام ابنة
الزوجين حسين وزينب، اللذين لديهم 7 أبناء، في حين أن شفيق يتزوج
الابنة الثانية نبيلة، التي تحمل بعد نقد اتفاقهما مع زوجها، ليترك
البيت، ويعود في نهاية العمل ليحتفل بحفيده.
الكيف
ومن أفلامه الشهيرة، التي علقت في أذهان المصريين وقام ببطولته
الفنان الراحل، فيلم "الكيف"، الذي عرض في سبتمبر 1985، وتدور قصته
حول جمال (محمود عبدالعزيز)، الذي فشل في الدراسة، ويقرر العمل
كمطربًا في فرقة شعبية لإحياء الأفراح، ويحاول شقيقه الكيميائي
صلاح إقناعه بالإقلاع عن المخدرات، فيقوم بإعطائه قطعة حشيش تم
تصنيعها في المعمل من مواد عطارة غير ضارة وينصحه باستخدامها
وتقديمها لأصدقائه بدلًا من الحشيش للحفاظ على صحتهم.
يعرض جمال القطعة المصنعة على أحد تجار المخدرات فيقوم التاجر
بتوصيلها إلى رئيس العصابة الذي تعجبه هذه التركيبة، وتتوال
الأحداث ويكتشف صلاح خدعة العصابة بخلط تركيبته بالمادة المخدرة،
فيتوقف عن إمدادهم، ولكن يكتشف صلاح وجمال أنهم دخلوا في صراعات
معهم.
الكيت كات
أيضًا من الأفلام التي أمتع بها الراحل محمود عبد العزيز جمهوره،
هو فيلم "الكيت كات"، والذي عرض في سبتمر 1991، وتدور أحداثه في حي
"الكيت كات"، من خلال شخصية الشيخ حسني الكفيف، الذي، يعش مع أمه
المسنة وإبنه الشاب المحبط، ويرصد يوميات أبناء الحي في إطار
كوميدي خفيف.
الساحر
أما فيلم "الساحر"، الذي عرض عام 2001، وقام الفنان الراحل
ببطولته، وعلم مع المصريين، وتدور أحداثه في أحد الأحياء الشعبية
بمصر القديمة، ويعيش الساحر منصور بهجت، مع ابنته نور، التي تحب
حمودة، وتقتحم حياته سيدة مطلقة تدعى شوقية، جاءت مع ابنها لتسكن
في المنزل ويصطدم (منصور) بها عدة مرات، حتى يتعاطف معها، ويقع في
حبها، ويقرر مساعدتها ومساعدة ابنها المصاب بورم في المخ.
إبراهيم الأبيض
آخر أفلام محمود عبد العزيز السينمائية كانت في 2009، فيلم
"إبراهيم الأبيض" ، الذي قام فيه الفنان الراحل بدور رئيس عصابة،
وأكبر تاجر للمخدرات، الذي يدخل في صراع مع إبراهيم الذي يحب حورية
(هند صبري)، ويريد الانتقام منه.
وجدير بالذكر أن الفنان محمود عبد العزيز وفاته المنية، مساء
السبت، عن عمر يناهز الـ70 عامًا بعد صراع طويل مع المرض، وقدم
خلال مشواره 84 فيلمًا تنوعت ما بين الرومانسية الكوميديا
والواقعية ولاجتماعية والسياسية، وأخرج واحدًا هو فيلم "البنت
الحلوة الكدابة"، وشارك في بطولة 9 مسلسلات درامية. |