كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

في رحيل مخرج على الطريق..

مشاهد ولقطات ثرية في حياة وأفلام محمد خان

محمد رُضا

عن رحيل

محمد خان..

ملك الشخصيات والتفاصيل الصغيرة

   
 
 
 
 

يترك فارس (محمود حميدة) أدهم بيه (عبدالعزيز مخيون) في السيارة التي كان يقودها. يقول له «بردون يا أدهم بيه، فلوسك أهه، والعربية كمان». يغلق باب السيارة ويمضي دون أن يطفئ محركها فتمضي السيارة من دون سائق. أدهم بيه متهالك على مقعده لا يستطيع التحكم بالسيارة. يدير عجلتها فتخرج عن الطريق الريفي وتتقدم نحو الهاوية ثم تتوقف في اللحظة الأخيرة قبل أن تسقط من عل.

هذا مشهد من فيلم «فارس المدينة»للمخرج الراحل محمد خان. ليس ما يميّـزه عن باقي مشاهد الفيلم سوى ذلك الدمج الدقيق بين الدراما، من حيث موقع المشهد في حكاية بدأت ولم تنته بعد تنص على السبب الذي من أجله عامل فارس أدهم بهذه الطريقة المهينة، وبين الخيط البادي من عنصر التشويق. 

في حديث خاص مضى، لم يوافق محمد خان على أن أفلامه تنتمي إلى سينما معيّـنة، تشويقية أو بوليسية أو واقعية: "الموضوع يفرض نفسه بالضرورة. عندما أقوم بتحقيق فيلم لا أتصوّره منتمياً إلا إليّ. لكن إذا ما كنت تبحث عن التأثير المباشر فأعتقد أنني أقرب إلى السينما الإبطالية من سواها".

«فارس المدينة» (1991) كان من أفضل أعماله، لكن كل أعماله كانت تحتوي على ما هو جيد. مخرج لاقط للتفاصيل. لا يرى السينما على لون واحد، بصرف النظر عن ذلك اللون، وشخصياته كلها تستدعي الإهتمام ولديها ما تعكسه في إيجاز سواء أكانت بطولية أم لا.

مدينة نموذجية

لم يعد هناك الكثير مما لم يُـكتب ويُـطرح في سينما محمد خان. تناولته كتابات المحللين والنقاد من وجهات كثيرة وبعضها مباشرة بعد وفاته غير الموقوتة في السادس والعشرين من هذا الشهر. بعضهم وجده وريث السينما الواقعية لصلاح أبوسيف لكن الواقعية التي في أفلامه تختلف عن واقعية أبوسيف اختلافاً كبيراً.  وفي تحليلات أخرى هو المخرج الذي قدّم البيئة الشعبية كما لم يفعل مثله أحد، وعند بعض السينمائيين ومثقفي اليمين، هو من اعتاد تشويه الواقع المصري متعمداً بسبب تصويره حكايات من بطولة أماكن شعبية وشخصيات هامشية.

رغم أن هناك نصيباً من الصحة في معظم ما سبق، إلا أن الصفة الأهم لسينما محمد خان هي سينمائية محضة لا علاقة لها بما صوّره أو أوحى به. نجدها في فهمه لشروط الصورة الصحيحة ولإيقاع اللقطة داخل المشهد والمشهد داخل الفيلم. يعمل محمد خان على منوال أن الفيلم هو حالة فنية للتعبير عن المضمون وليس المضمون نفسه. ما يحدد الفارق المذكور هو كيف سيختار المخرج تصوير عمله لإبراز مضمونه. هذا الإختيار وقف وراء أعمال متعددة المعالجات. 

بالطبع هو إبن المدينة ويعرف كيف يصوّرها ويجيد كما فعل في «مستر كاراتيه» و«فارس المدينة» و«الحريف»، لكنه إبن المجتمع المصري ويعرف كيف يمنح مشاهديه فرصة الإطلاع عليه واقعياً، كما في «مشوار عمر» و«عودة مواطن» و«سوبر ماركت». في الوقت ذاته هو صاحب المعالجة الحساسة لشخصياته التي لا تشبهها شخصيات أخرى في أفلام سواه مثلما في «هند وكاميليا» و«خرج ولم يعد» و«زوجة رجل مهم». على كل ذلك، كل واحدة من هذه المجموعات تملك خصال المجموعة الأخرى. بالتالي أفضل أفلام المخرج (وليس من بينها ما هو رديء) هي تلك التي حوت كل تلك العناصر بمقادير مختلفة.

المدينة بالنسبة لمحمد خان هي نموذجية لتصوير العلاقة بين الناس وبين الناس والمجتمع ومن ثم بين المجتمع وتقاليده وتطلعات الإنسان للخروج من تلك التقاليد صوب حرية غير مؤطرة. في مطلع أكثر من فيلم، بينها فيلمه الأول «ضربة شمس» (1980) و«فارس المدينة» يلقي نظرة على المدينة من فوق. بخط مستقيم، يشبه خط قناص، يصوّب الكاميرا صوب الحياة العابقة تحته قبل أن ينتقل ببطله إلى الشوارع ذاتها. 

عندما تسوح الكاميرا في شوارع المدينة، تنقل معالمها البشرية والمكانية بتلقائية ومن دون تعمد. الغاية منها هو المعايشة الواقعية عبر ربط الشخصية الرئيسية (نور الشريف في «ضربة شمس» وعايدة رياض ونجلاء فتحي في «أحلام هند وكاميليا» ومحمود حميدة في «فارس المدينة».

تفاصيل الحياة

ليس صدفة أن هذه الأفلام تحمل عناوين مزدوجة فـ «ضربة شمس» هي الضربة التي تصيب البعض حين ارتفاع الحرارة وضربة بطل الفيلم وأسمه شمس. «أحلام هند وكاميليا» هو عن حلم إمرأتين تعيشان في قاعة المدينة، وعندما تنجب إحداهما، تسميها أحلام وتقرر المرأتين رعايتها معاً فإذا بها تصبح أحلام المنتمية إلى هند وكامليليا. أما «فارس المدينة» فالبطل أسمه فارس وهو فارس بحق. شهم وذو شخصية مهيبة يقبل على المخاطر وينجو منها. 

لكن إذا ما كانت أعمال محمد خان (ومنها ما خرج إلى الريف مثل «خرج ولم يعد») أو إلى الساحل (كما «يوسف وزينب» الذي صوره في جزر المالديف و«قبل زحمة الصيف»، فيلمه الأخير الذي صوره في الإسكندرية) أو كان مشواراً على الطريق (كما في «طائر على الطريق» الذي استوحى منه خان زاويته المفضلة في الصحف «مخرج  على الطريق») دقيقة في لقطاتها التفصيلية (يد سعاد حسني في «موعد على العشاء» وهي تحاول الضغط على أحد أزرار المصعد محاطة بأبدان الرجال كما لو كانت يدها صرخة ضد القهر الذكوري) ومتشابكة الرموز (مظاهرة عابرة وراء ظهر بطلة «فتاة المصنع») إلا أن خان لم يتخل مطلقاً عن سينما فنية بسيطة إلا عندما حقق «أيام السادات» ستة 2001. ليس أنه تخلى عن الفن أو أن الفيلم لا يرتقي إلى مستوى أعماله الأخرى، لكنه نفذ فيلماً مختلفاً من حيث أنه سيرة حياة شخصية حقيقية كان على المخرج معالجتها كعمل غير ذاتي قدر الإمكان.

في أعماله جميعاً (23 فيلماً طويلاً) عنى بتشابك الشخصيات من دون إفتعال خطوطها. دائما ما كان رقيقاً في رسم خطوطه المستقيمة أو الدائرية. تلك التي تربط ما بين شخصين يتواجهان، أو تلك التي تضع شخصيّـتين أخرتين في تعامل متبادل (كشخصية الزوجة ميرڤت أمين وزوجها أحمد زكي في «زوجة رجل مهم») كما رقيقاً وعاطفياً في حبه للمرأة. الرجل شقي وذو جوانب. المرأة طاهرة وجميلة وحالمة. لكن في عدد من أعماله يطفو حزن الوضع على الجميع: على كل أبطال «الحريف» (الفيلم الذي قيل عن عادل إمام بأنه ندم عليه لأنه لم يكن كوميدياً) وعلى معظم شخصيات فيلم «مشوار عمر» (1986). في الواقع العلاقات المرسومة بين شخصيات«مشوار عمر» هي من أفضل ما رسم من علاقات في السينما المصرية إذ تنقل كل شخصية من حال لآخر تبعاً للوضع الذي يفرضه غريمه فالجلاد يتحوّل إلى ضحية والضحية لى جلاد قبل العودة إلى الوضع السابق لكل منهما وكل ذلك من دون مبالغات أو مشاهد مسرحية مفتعلة.

يطول الحديث في سينما محمد خان لأنها تستحق كل تفصيل يذكر فيها. أي مساحة لبحث فيها يدلف إلى عوالم وجوانب مختلفة تمتد من حرفته الفنية إلى أسلوبه السردي ومنهما إلى تعامله مع الشخصيات وموقعه من الحياة عبرها. لا يفرض الرأي بل يدع المشاهد يستخرج أكثر مما كان يعتقد ذلك المشاهد أنه سيخرج به.

ظلال وأشباح (محمد رضا) في

04.08.2016

 
 

اختار أن يكون مصرياً وأراد أن يصور كل مصر

بقلم: سمير فريد

كان محمد خان يحمل الجنسية البريطانية بحكم الهجرة مع أسرته إلى لندن عام ١٩٦٠ وهو فى الثامنة عشرة من عمره، وعندما كنا نسافر إلى أى دولة، بما فى ذلك الدول العربية، كان جواز سفره البريطانى يجعله أول من يخرج من المطار، وكان ينتظرنا فى الخارج لوقت قد يطول أحياناً حتى تنتهى إجراءات جوازات السفر العربية، وأذكر جيداً أنه قال ذات مرة «لا أنكر سعادتى بجواز سفر يسهل لى الإجراءات، ولكنى أتمنى أن يكون لى جواز سفر مصرى، وأتأخر معكم فى الخروج».

أفاخر دائماً بقانون الجنسية المصرية الذى صدر عام ١٩٢٩، بعد مناقشات استمرت منذ انفصال مصر القانونى عن الإمبراطورية العثمانية عام ١٩٢٤، كان فى مصر ملايين «الأجانب» من كل الأعراق وبعضهم يعيش فيها منذ عشرات ومئات السنين، وكان السؤال كيف تتعامل معهم الدولة المصرية الجديدة بعد دستور ١٩٢٣، وانتهت المناقشات إلى قانون من أرقى وأعظم قوانين الجنسية فى العالم، وأكثرها عمقاً وإنسانية، وخلاصته أن المصرى هو من يريد أن يكون مصرياً، ويوافق على التحاق ابنه بالجيش إذا كان له ابن، وعليه أن يقدم الطلب إلى مكتب الأحوال المدنية فى قسم الشرطة التابع له، وإذا لم يصله رفض يذهب ويتسلم الجنسية بعد ١٥ يوماً.

هناك فرق بين أن تكون مصرياً لأنك من والدين مصريين بحكم القانون، وأن تكون مصرياً باختيارك الحر، فى الحالة الأولى حب الوطن فطرة، وفى الحالة الثانية تقع فى غرام الوطن عن حب مثل محمد خان، وقد طالبت مراراً فى جريدة «الجمهورية» حيث كنت أعمل بإنهاء «عار» التردد فى منح الجنسية المصرية لمحمد خان، وفى إحدى المرات تدخل الأستاذ والصديق مكرم محمد أحمد وهو نقيب الصحفيين لدى مؤسسة الرئاسة بعد أن رتبت لاجتماع بينه وبين خان، ولكن من دون جدوى حتى صدر القرار من الرئيس «المؤقت» القاضى الجليل عدلى منصور بعد ثورة ٣٠ يونيو.

كان محمد خان يعشق مصر المكان والزمان والناس من غير حدود، خاصة مدينة القاهرة، وليس هناك مخرج مصرى آخر صور فى العديد من أحياء القاهرة مثله، وعبر عن سمات كل حى ووثقه فى زمانه رغم أن أفلامه روائية وليست تسجيلية، مثل باب اللوق فى «ضربة شمس»، وميدان التحرير فى «نصف أرنب»، وغيرهما من أحياء المدينة، وليس هناك مخرج مصرى آخر صور فى العديد من محافظات القاهرة من الإسماعيلية فى «طائر على الطريق» إلى البحر الأحمر فى «مشوار عمر»، والمنيا فى «زوجة رجل مهم»، وذلك على سبيل الأمثلة وليس الحصر، وبالطبع ساعده على ذلك صديق عمره مدير التصوير الفنان سعيد شيمى الذى صور مجموعة كبيرة من أفلامه، ورغم أن دراسات كثيرة نسبياً كتبت عن سينما محمد خان، إلا أن إغلاق القوسين «١٩٤٢ - ٢٠١٦» يعنى إمكانية الفحص الشامل المدقق والعميق لهذه الصفحة المتميزة من تاريخ السينما.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

06.08.2016

 
 

محمد خان .. فارس المهزومين في المدينة

ناهد صلاح

(1)

رحل محمد خان؟!  سؤال الصدمة الذي اتبع خبر الرحيل المفجع ولا شيء اتبعه غير التسلل الصامت للغياب؛ خان يغيب وهو الحضور كله! ثمة ما لا يسعك دمجه في جملة ولا يخفف من الحدث المفاجأة، وإن دوّن الجميع عاطفة الحب والفقد؛ وحسب خان أنه حصل علي عاطفة  الحب في حياته قبل رحيله، وهو الذي أشعل في الروح فتيلا ًوبقعة ضوء عنيدة في حسّنا النقدي، في مفهومنا للسينما ورفع مع رفاق رحلته من مخرجين ومؤلفين ونقاد معايير مشاهدتنا للأفلام، فأصبحنا نقيس الحياة علي مقاييس السينما التي تبدأ بالصورة المختلفة ولا تنتهي عند النقاشات والجدل حول موضوعاتها ومظاهرها وإنما تورطنا معها في التأمل والتوغل في جغرافيا الشوارع والبشر، هي رحلة خان الكبري التي وثقتها أفلامه رويداً رويداً فيما يرصد هو هشاشة المتعبين والمهزومين والموجوعين بالحاضر والذكري.

كنت لا أزال تلميذة صغيرة في المدرسة تحلم بمستقبل أكبر من سنوات عمرها، أتلمس علي مهل طريقي إلي السينما من خلال قراءاتي لمقالات الناقد الكبير علي أبو شادي والتي تعلقت من خلالها بالسينما كأداة مهمة من أدوات النضال الاجتماعي والثقافي، وكانت قريتي الصغيرة تخلو هي والمركز التابعة له من أي صالة عرض، حتي عُرض فيلم "أحلام هند وكاميليا" وكان الاغواء الكبير الذي جذبني مع "شلة" من الأصدقاء لكي نصنع رحلتنا نحن أيضاً ونسافر إلي القاهرة "المغوية" لنا والتي دربتنا عليها أفلام رأيناها لمحمد خان علي أشرطة فيديو، قبل أن نحضر عرضا سينمائيا لأول مرة ونشاهد "أحلام هند وكاميليا"؛ وكما كانت مقالات أبو شادي بالنسبة لي مفتاحاً لاهتمامي بالسينما وعالمها، كان فيلم محمد خان أولي خطانا وبوصلتنا في طريق صنعناه وصنعنا، وأتذكر يومها أننا ظللنا ساعات طويلة بعد الفيلم نتحدث بوتيرة المكتشفين لفصل جديد في حياة هي حياتنا التي أطلت بأسطورية في كل مشهد، وطارت بنا خلف الحاضر المكسور من جهتين: الواقع المر، والحلم الصعب الذي لا ييأس ويظل يقول لنا: اتبعوني.

(2)

وبينما كنت أسير في شوارع القاهرة لا صاحية ولا غافية، كنت أيضاً أهبط وأعلو مع أرصفتها كأنني أجدف في السراب وأصطدم تقريباً بكل المارة الذين بدوا لي يسيرون كمن يرقصون علي جراحهم؛ وجوه عابثة ومنكسرة تتواطأ مع القبح الساكن في كل زاوية مدينة صاخبة مجعدة الوجه؛ فراغها فسيح وضيق، سماؤها سماءان، الأولي من ضباب ودخان وسحابة سوداء، والثانية أفق مهمل وضائع كالحكايا الكبيرة والتفاصيل المتشابكة في أفلام محمد خان، ذاكرتي تنقرها التفاصيل وحمّي الغياب التي لا يوجد ما يخفف وجع أتقاسمه مع الكل، كلنا أفزعنا رحيل محمد خان؛ مفاجأته العبثية التي فككت وعينا ووجداننا الذي اتكأ علي حضوره والتجلي الحر لأفلامه التي رأينا فيها أنفسنا تتحرك علي الشاشة تقفز وتحلم وتهرب من الخيبات وتحصد الهزائم، فارس (طائر علي الطريق) وفارس (الحريف) و(فارس المدينة)؛ كلنا هذا الفارس قطفنا حصتنا من  الحياة المؤلمة، فارس يشعر بالضياع أمام عمارات القاهرة العالية التي يسكن فوق أحد أسطحها، ولايملك أمام عواصف التغيرات الاجتماعية والسياسية التي تهب علي مدينته الباردة والصاخبة في ذات الوقت سوي الاحتماء برومانسيته وحلمه والهروب إلي"الكرة الشراب" في شوارعها وميادينها التي تلفظه وتتخلي عنه وتتعامل معه كجواد عجوز لا يستحق الرهان عليه، أما فارس حسن الهلالي في (فارس المدينة) فيجوب شوارع القاهرة بسيارته الفارهة ليكشف بتمهل وتأمل أكثرعن تناقضاتها الصارخة، كما أفعل أنا الآن حيث أحملق في طرقات وسط البلد وأبحث في خرائطها عن علامة مخفية كانت ظاهرة في "ضربة شمس" أو حتي عن هند وكاميليا في شوارعها الخلفية التي لا تختلف كثيراً بتوليفاتها عن الشوارع الخلفية لمصر الجديدة كما في الفيلم، شخصيات أتعبها الضياع؛ لكنها كانت أيضاً تقاوم و"تقاوح" وترتب أحلامها بطريقة أخري حتي لو لم يكن للبداية نهاية، أحدق أكثر في المدينة، وأتذكر زيارتي له في منزله بحي المعادي قبيل عرض فيلمه الأخير "قبل زحمة الصيف"، كان يجلس في صومعته الهادئة التي تلقي عليها الشمس بأشعتها من نافذة مفتوحة علي البراح، كتب مرصوصة علي أرفف مرتبة، وشرائط وعلب أفلام منظمة ولديها ترقيمها و"مفهرسة" كما أخبرني، وشاشة كبيرة تتوسط المكان الذي يفيض بالسينما، وهنا كان يمارس طقسه اليومي في التقاط التفاصيل ومراقبة العالم من زاويته الخاصة وكتابة مقالاته وبعض الآراء عبر صفحته علي "فيس بوك"، وقراءة ما تيسر من الروايات وكتب السير الذاتية لمخرجين أجانب، والأمر الذي كان لا يتخلي عنه أبداً هو عادته اليومية في مشاهدة فيلمين علي الأكثر، قال لي: القاهرة مدينتي وأصل تكويني الفني والإنساني، أنا ابنها المولع بها وبشوارعها التي تركت قدمي أثراً فيها من فرط ما مشيت فيها صبياً وشاباً، ولدت في غمرة وعشت في وسط البلد؛ تحديداً أرض شريف مع أسرتي، وكان منزلنا يقع أمام داري سينما هما الكرنك وبارادي الصيفي، وكانت هذه  بداية علاقتي بالسينما التي زرعتها القاهرة بداخلي قبل أن أسافر فيما بعد إلي إنجلترا وأتعرف علي السينما بشكل أكبر أتاح لي مشاهدات موجات وأطياف من السينما العالمية، الوجود الجغرافي لمنزلنا في وسط القاهرة أمام الكرنك وبارادي كان بالفعل فرصة جيدة في طفولتي كي أتابع جميع الأفلام التي تعرض بهما من خلال البلكونة التي كنت أري من خلالها الجمهور في الصالة وأسمع صوت الفيلم خصوصاً في الليل، حتي يأتي يوم الاثنين وهو بداية الأسبوع السينمائي وأذهب لأشاهد الفيلم الجديد، كل ذلك كرّس القاهرة بداخلي أكثر.

كاميرا خان وثقت  شوارع القاهرة ومعالمها؛ فسكنتنا حتي ما اختفي منها وانتقص، ووثقت أيضاً لمصرع أرواحنا في هذه الشوارع وسباق خطانا علي سجيتنا ونحن نمشي علي هدي البصيرة، كاميرا خان حركت فينا الحس والذاكرة، كاميرا خان كما عيناه كانت حرة وطفولية وفيها مصر "تفر وترفرف"؛ لا تنسي شخصاً أو نصاً، ويشاء القدر أن يكون فيلمه الأخير خارج القاهرة؛ لكنه تفحص الزمن الجديد وجس نبضه من خلال طبقة اجتماعية معينة تكشف الحاضر المكسور،هي لعبته المراوغة التي تحوّل ما يبدو عادياً إلي حالة فنية مدهشة، سراب يُخلفه الفراغ المُرابط خلف التفاصيل، استثناء سبقه "خرج ولم يعد" مقدماً فيه الريف كنقيض للمدينة، نظيف، مليء بالخير وشخوصه طيبون وأبرياء، أما المدينة فهي فقيرة، ملوثة وبائسة بأحوالها وشخوصها، وهو المنطق ذاته الذي يتشابه مع "مستر كاراتيه"  وفيه يقدم أزمة جديدة تكشف عن شكل القاهرة كصورة بارزة لأزمة المجتمع المصري كله، من خلال رحلة البطل الريفي في زحام المدينة ووحشة شوارعها التي تجعله يشعر ببرودتها القاسية ووحشيتها المؤلمة، فيخرج من ضياع إلي ضياع، ومن صراع إلي صراع أكبر.

(3)

في أحد لقاءاتي به، قال خان لي: السينما تأخذنا لأماكن لم نكن نتخيلها لنري فيها الحياة، وخلال مشواري أصبح لدي يقين بأن المخرج الذي لا يمتلك نزعة اشتراكية لا يمكن أن يقدم إبداعاً، لا أقصد أن يكون شيوعياً، وإنما أن يؤمن بمفهوم العدالة الاجتماعية؛ وربما من هذا المنطلق كان يسعي كي يحرر شخصياته من الألم وأن يربي فينا الأمل؛ في "عودة مواطن" ترك البطل واقفاً في المطار حتي يظل باب الأمل مفتوحاً، وفي "أحلام هند وكاميليا" لو لم تجد البطلتان الفتاة الصغيرة لكانت نهاية سوداء، صحيح أنهما خسرتا مالهما لكن علي الأقل حلمهما موجود، وكذلك نهاية "فتاة المصنع" هي نهاية فيها بهجة، وهي ما أدرك خان أننا نحتاجه؛ قافزاً علي حالات الانكسار التي تعيشها شخصياته التي تتحرك من البيوت إلي الشوارع كالمطاردين؛ ومع ذلك يحفظون خريطة الشوارع ولديهم قدرة عفوية كي يقاوموا وحشيتها بالحب والأحلام.

ربما في "سوبر ماركت" يتجلي خان في التفاصيل التي تنحسر عن مجتمع في مهب ريح الرأسمالية التي تفكك كل القيم القديمة وتقود إلي سراب؛ فتنهار الطبقة المتوسطة لصالح المتسلقين والمتعجرفين، وتدور كاميرا محمد خان في شوارع القاهرة، فترسم لنا لوحة مفعمة بالحب والتساؤلات الحارقة حول عالم الطبقة المتوسطة التي طالتها نيران التغيير التي أطلقتها سياسة الانفتاح الاقتصادي في صدر المجتمع المصري لتعلو قيمها الجديدة التي تحفل بالمادة ورأس المال ولاتأبه إطلاقا بالروح والمعني والأخلاق وهي القيم التي كانت الطبقة المتوسطة تعيش علي أساسها، كاميرا خان كريشة الرسام تدور متأملة البيوت القديمة وتصورها كأنها شامخة وصامدة في وجه رياح التغيير ولكنها مجروحة ومليئة بندوب وجراح الزمن الجديد التي تركت آثارها أيضاً في نفوس البشر، فالحياة تحولت إلي سوبر ماركت وكل شيء فيها معروض للبيع، والصامد الذي يرفض البيع والإذعان لقوانين العالم الجديد هو مهزوم بلاشك حسب هذه القوانين، ويتشابه كل شيء ولا توجد فرصة لاختيار طريق بديل، إما "عليك أن تتنازل أخلاقيًا" أو "انتظر ضربة الحظ" في زمن "إيه الحكاية، إيه الرواية؟ كلمني.. فهمني.. إيه الأساتوك ده"، الأغنية التي اختارها خان لينهي بها فيلمه، كمعادل فني لوصف الانحدار الذي وصل إليه المجتمع، وهو نفس المعادل الذي اختاره ليستعرض المجتمع العشوائي في فيلم "خرج ولم يعد" حين استعان بأغنية أحمد عدوية "زحمة يا دنيا زحمة"، ومع ذلك يظل فيلم "ضربة شمس" ليس فقط انطلاقة رحلة خان؛ وإنما هو الفيلم الذي وضع النقط علي الحروف ليولد إيقاع جديد لسينما تتشابك فيها الصور مع الموضوع وتصنع المعادلة المغايرة للسرد والصنيع البصري، تتماهي فيه بيوت القاهرة والشوارع ووسائل المواصلات مع ناس المدينة الذين بدوا ضائعين وتائهين يبحثون عن مساحة أمان، كما صنع حالة إنسانية خاصة في "موعد علي العشاء"حيث يرسم وتيرة آخر في قصة تختلط فيها الوجوه والرؤي، ولكل حس فيها صورة ولكن النتيجة التي أراد أن يلفت خان الانتباه إليها هي الحرية التي لا يضاهيها شيء سوي الموت، ووجه آخر للاحتياج إلي الحرية نجده في "زوجة رجل مهم"الذي يقدم صورة لبطش السلطة في السبعينيات عبر ضابط شرطة يتحول إلي وحش يطيح بالآخرين ويزداد توحشه عندما تفر السلطة من يديه، هو رمز لسلطة انتهازية تسببت في انتفاضة 18 و19 يناير 1977، ويستعيد خان في هذا الفيلم لحظات من الماضي الجميل بأغنيات عبدالحليم حافظ التي كانت تضيء روح بطلة الفيلم بعد أن ألقي عليها زوجها الضابط المتسلط من قتامة روحه المتوحشة خلال حياته معها التي أنهاها بتدمير شرائط أغنيات عبدالحليم وقتل والدها قبل أن ينتحر.

لم يقدم محمد خان أفلامه بغرض التأريخ، ولم يتعمد أن نرصد ما الأمام أو ما الوراء من الأحداث، لكنه صنع لنا ذاكرة سينمائية تفوت في تضاريس مصر عموماً والقاهرة  خصوصاً وتدوّن سراب الأحلام لناسها الذين شكلهم خان بكل أحوالهم النفسية والمجتمعية بمهارة العارف من يمشي علي أطراف روحه في بلد متعب أهله ولا يسعفهم الحلم.

محمد خان في حوار عمره 12 عاما:

غياب الحرية يمنعنا  من الوصول إلي العالمية

ياسر عبد الحافظ

هذا الحوار عمره 12 عاما، ولم ينشر ورقيا من قبل، أجريته مع المخرج الراحل محمد خان في الزمن الذي صعدت فيه ما تم تسميته وقتها بــــ »سينما الشباب » لتجبره علي عزلة دامت سنوات قبل أن يتمكن من العودة مرة أخري من خلال «بنات وسط البلد» وفي» شقة مصر الجديدة» ليعيد التأكيد علي مدرسته التي تركت بصمة واضحة في مشوار السينما المصرية.

في الوقت الذي أجريت فيه الحوار كان خان قد أنجز فيلمه «كلفتي» من خلال كاميرا ديجتال، عمل للتجريب والمقاومة أيضا، مثل أبطال أفلامه الذين لا يستسلمون لحصار الواقع القبيح.

 درس خان السينما في لندن وعاد إلي مصر ليعمل في كتابة السيناريو مع الشركة المصرية العامة للإنتاج السينمائي التي رأسها صلاح أبو سيف، براتب قدره 20 جنيها وكان أول أعماله «الفراغ» والذي لم يتم تنفيذه، وبعد فترة شعر أنه تحول إلي موظف فاستقال ليتفرغ للفن، سافر إلي بيروت ومكث بها لمدة عام عمل خلاله في أفلام «تافهة جدا» علي حد وصفه خلال الحوار. بعدها عاد إلي لندن مقتنعا بأنه فاشل في مجال السينما فانتقل للعمل بالتجارة، لكنه لم ينس شغفه: «انتحلت صفة صحفي لأتمكن من حضور الحفلات السينمائية مجانا، وكنت أراسل مجلة سينمائية في مصر اسمها ألوان..نشرت لي عدة مقالات».

التقي خان في لندن بالمونتيرة نادية شكري وكان ذلك نقطة تحول أساسية في حياته المهنية، فقد أقنعته بالعودة لمصر (نهاية السبعينيات) خاصة أن ظروف الإنتاج ميسرة، وصادف أنه كان يفكر في فيلم «ضربة شمس» وفي مصر التقي بنور الشريف الذي أنتج الفيلم إضافة لقيامه بدور البطولة، وحقق العمل نجاحا كبيرا.. ما ضمن لخان الذي قال فيما بعد أنه «يحلم بشخصيات أفلامه» باستمرار.

·        بعض النقاد يقولون انك انحزت في أفلامك للغة سينمائية علي حساب الموضوع وأنك لم تهتم بالجمهور إلا بقدر ضئيل.. أنت قلت سابقا انك لا تهتم بالجمهور بدرجة كبيرة.. كيف ذلك والسينما فن جماهيري في الأساس؟

لا أحد يستطيع القول إنه لا يهتم بالجمهور، لكن هناك فرقا بين القول أنك لا تهتم بالجمهور والقول بأنك لست «ترزيا» يصنع ما يريده هذا الجمهور فقط، أنا أصنع فيلما أصدقه وأشعر به علي أمل أن يكون بين الجمهور من يبادلني نفس الشعور، من المستحيل إرضاء الجميع.
وعندما أتأمل هذا النقد الموجه لأفلامي الآن أري أنه غير صحيح لأن أعمالي، سواء بقصد أو من غير قصد، رصدت الواقع بدقة بمعني أنه عندما نري فيلما مثل «أحلام هند وكاميليا» أو «زوجه رجل مهم» أو» خرج ولم يعد» أو حتي فيلم مثل «مشوار عمر» سنري أنها رصدت ما يحدث في المجتمع وقدمت نماذج منه.

·        يشعر من يشاهد أفلامك أنها تنقسم لمرحلتين مختلفتين، الأولي كنت مولعا فيها بأفلام الحركة ونري مثالا عليها في: ضربة شمس، الرغبة، الثأر، والثانية تحولت فيها إلي أفلام تعالج الواقع الاجتماعي، مثل: خرج ولم يعد، أحلام هند وكاميليا، سوبر ماركت.. هل تري هذا التحليل صحيحا؟

هذا ليس تحولا. دعني أقول لك أني لا أحب «ضربة شمس» كثيرا رغم أن هناك كثيرين يحبونه، لكني أري الآن أنه فيلم ساذج، أو انه كان بالإمكان أن يكون أعمق، لكني وقتها كنت استعرض عضلاتي.

كنت أقول »  شوفوا أنا ممكن أعمل إيه » إنما أيضا أكون كاذبا لو قلت لك أني دخلت السينما وفي ذهني رؤية لما سأقدمه، لم تكن عندي أيديولوجيات ما، ونجاحي إن كان موجودا يعود في تقديري لأني أدخلت التجربة الحياتية في عملي، كنت أريد أن اعمل أفلاما عن بني آدمين أكثر ما كنت أريد تقديم حواديت، ومعظم أفلامي تبدأ هكذا بفكرة عن شخصية.

الفترة الأولي وبعد » ضربة شمس » و» الرغبة » كانت تأتيني سيناريوهات لأفلام اكشن كنت أرفضها، تدريجيا وبعد «طائر علي الطريق » بدأت أعرف ما الذي أحب عمله، الشخصيات هي أكثر ما يستهويني، ومازلت للآن أشعر أن هناك شيئا ما ناقصاً في عملي، شخصية ما مثل تلك التي قدمها جاك نيكلسون في فيلم  أروع اللحظات ».

·        بما أنك ذكرت نيكلسون، دائما ما يراودني الشعور بأن النجم المصري مختلف تماما عن النجم الأمريكي أو الغربي عموما، فذلك يمكنه تطويع نفسه لصالح العمل، هذا ما لا يستطيعه النجم المصري مثلا.. كيف تتعامل مع الممثلين؟

كان هناك اتهام وجه لي بأني لا أهتم بالممثل لكن هذا غير صحيح، أحاول دائما أن أجعل الممثل يعيش الحالة التي أريدها منه، الفكرة هي كيف تضحك علي الممثل، أحيانا  يحب النجم الشعور بأن ما قام به كان فكرته هو، وهذا لا يضايقني، لا توجد مشكلة، المهم أنه وفي النهاية لابد أن تظهر علي الشاشة الحالة التي أتمناها، غير هذا لم يكن عندي مشاكل إطلاقا في التعامل مع النجوم.

·        فارس المدينة يقدم مرثية لأم كلثوم وزوجة رجل مهم يقدم مرثية لعبد الحليم، وعادة تعارفنا علي أن من يقع في هوي أم كلثوم لا يحب عبد الحليم، والعكس، ما الذي يجمع بينهما بالنسبة لك؟

عبد الحليم موجود في كل أفلامي، وهو في زوجة رجل مهم كان إشارة لنهاية فترة الرومانسية، انتهت بسيطرة تلك الشخصية الفاشية، وفي فارس المدينة كان وجود أم كلثوم رمزا للأصالة، وفي فيلمي الجديد » كلفتي » استخدمت شرائط الميكروباصات، مطربين قد لا تسمع عنهم، استخدمتهم للتعبير عن مناخ هذه الأيام.

·        «يوسف وزينب» عمل غريب وسط الأعمال التي قدمتها، تم تصويره في جزر المالاديف.. ماهي القصة وراءه؟

لم يأخذ هذا الفيلم حقه أبدا، تم عرضه في أسبوع واحد، هو فيلم يتكلم عن الانتماء، وهو إنتاج مالاديفي.

·        البعض قال إنك أخرجته مجاملة لصديقك مأمون عبد القيوم رئيس هذه الجزر..

وقيل كلام أسخف من هذا كذلك، أولا هو مؤمن عبد القيوم رئيس جمهورية المالاديف، وقد كنا ولا نزال أصدقاء منذ فترة الشباب، وكان يعرف أبي وأمي، هم كانوا خمس أو ست أفراد جاءوا للتعليم في مصر، والدي كان باكستاني الأصل، وكانت الجالية الباكستانية تحتضن هذه المجموعة، ومن هنا عرفنا بعضنا ثم افترقنا هو أصبح رئيس جمهورية وأنا مخرج.

ذات مرة كان في زيارة رسمية للبلد فاتصل بي، مازحني قائلا أنه رئيس جمهورية ومع ذلك فأنا أكثر شهرة منه، وعرض علي أن إخراج فيلم في بلده، بدأت المسألة هكذا، وافقت وأخذت الأمر بجدية، في أول رحلة إلي هناك اصطحبت معي السيناريست بشير الديك، درست الموضوع وقلت لهم بصراحة أنهم لن يربحوا من وراء الفيلم، فلم تكن هناك خدعة إذن.

المالاديف عبارة عن 1200 جزيرة كلهما في البحر، يعيش السكان علي 200 جزيرة، عندهم تلفزيون محلي، وهذا الفيلم يعد أول فيلم في تاريخهم، تنفيذه كان صعبا، العثور علي ممثلين مالاديفيين كان عسيرا، لم تكن لديهم معدات كافيه، فأتيت بفريق من مصر وآخر من سريلانكا واخترنا أن تكون المعامل في الهند، وفي النهاية خرج الفيلم، ولا أقول أنه فيلم عظيم إنما تجربه لا أخجل منها.

·        فلماذا لم تفكر أن تكون هناك أعمال أخري تخرج فيها عن الإطار المحلي وخاصة أنك قضيت فترة في الخارج ولديك معرفه باتجاهات السينما العالمية الحديثة؟

بعض الناس يسألونني للآن ما الذي أتي بك من لندن؟! عندما عدت كان عمري 21 سنة، كان بامكاني بعد تخرجي من مدرسة لندن العمل في أي معمل هناك والحصول علي عضوية النقابة، كان السفر لأمريكا متاحا أيضا.. إنما تفكيري دوما أنه لابد أن اصنع سينما في مصر.

اعتقد أن أفلام جيلي كله لم تأخذ حقها لأسباب غاية في السذاجة، منها سوء المعامل، سوء الصوت. أفلامنا لها قيمتها، واشتركت في مهرجانات عديدة إنما كان ينقصها التسويق، كنا مظلومين، غير أني أؤمن أن هذه الأفلام ستعيش أطول من غيرها.

أعود إلي سؤالك: رغم أني فضلت العودة إلا أنني كنت آمل أن أصنع فيلما في لندن، أعرف هذه المدينة جيدا، كنت أرغب في تقديم فيلما عن مصري في لندن. كان هناك كذلك مشروع لعمل فيلم في باريس، كان مشروعي أنا وعلي الشوباشي رحمه الله، عنوانه «ووكمان» عن مصري يعيش في فرنسا، غير أننا لم نتمكن من الحصول علي تمويل له. وهذه الأيام أرسل لي أحد الأصدقاء فكرة أعجبتني، سائق تاكسي جزائري وإرهابي أمريكي، ينسي الاهاربي قنبلة في التاكسي فيدان الجزائري ثم تتطور الأمور.

أنا في الحقيقة مستاء جدا لأن الفن دائما ما كان له عبر التاريخ حظ التمويل والرعاية، إلا السينما العربية، في الخارج توجد مؤسسات وظيفتها منحك النقود لتصنع فيلمك. يعني أفتكر أن المرة الأولي في حياتي التي يطرق فيها بابي شخص عارضا تمويل عمل لي كانت سيدة مصرية تتبع مؤسسة «فورد فاوينديشن» قالت نريد أن نضع مالا في نشاطك، لم يحدث هذا قبلا، لا توجد عندنا مثل هذه المؤسسات التي تساعدنا، لهذا نلجأ للخارج طوال الوقت، البلاد العربية فيها أموال لا تحصي ويتم صرفها في أشياء عديدة إلا الفن، وأنا لا أطلب فلوسا بلا مقابل.

المرة الوحيدة التي اقترضت فيها من البنك وبدون ضمان كان لأن البنك يرأسه د. حازم الببلاوي وهو اقتصادي عظيم، منحني البنك 200 ألف جنيه ولما تعثرت في السداد طلبني الببلاوي في مكتبه وقال لي انه يعرف الظروف ولهذا يمنحني سنة مهلة كانت ديوني للبنك قد وصلت إلي 128 ألف جنيه، لهذا عملت زيوم حار جداس وأعدت 100 ألف للبنك فحذفوا لي الباقي وقال لي الببلاوي يومها جملة لا أنساها زمن يريد إعادة الفلوس أهم عندي من القادر علي الإعادة،كانت تلك المرة الوحيدة لأنهم توقفوا عن ذلك لأنهم "أتأذوا" في تجارب أخري.

·        تجربتك مع الإنتاج لم تكن جيدة علي الإطلاق..أليس كذلك؟

حتي اليوم لم أكسب من ورائها شيئا اشتركت في انتاج فيلم «الصقر»وانضحك عليّ، ثم أنتجت مع أفلام الصحبة فيلم الحريف ولليوم لم نكسب منه مليما فهناك مشاكل عديدة تحاصره، لا يعرض في أي قناة فضائية، نحن ننتظر إلي أن يأتي له سعر جيد من أجل ورثة عاطف الطيب لأنه كان شريكا لنا.

أخذت قرضا من البنك لإنتاج فيلم فارس المدينة ولم أكسب من وراؤه 500 جنيه، ثم عملت فيلم «يوم حار جدا» لأسدد ديونه.

لكن مع هذا أريد أن أقول لك إننا كنا ننتج أفلاما نريد أن نصنعها. الموزع هو الذي كان يكسب من وراء الأفلام.

·        بمناسبة «الحريف» يبدو هذا الفيلم خارجا عن سياق عملك بشكل ما، الفكرة لم يكن لها أبعاد، رحلة لاعب كرة قدم مغمور.. إضافة لأن بطله عادل إمام النجم الجماهيري الأشهر والذي يبدو عصيا علي التطويع ليصبح أحد مفردات العمل كما تفعل في أفلامك.

اختلف معك في هذا، الشخصية الرئيسية في هذا العمل لها أبعاد عديدة ليست مجرد قصة شعبية، وبالمناسبة هي شخصية حقيقية، شخص اسمه سعيد الحافي كان يعمل في شركة النيل للكبريت وكان مشهورا بلعب الكرة الشراب وهو حافي، مقابل فلوس، الفكرة جذبتني جدا وأعتقد أنها كانت مختلفة لدرجة أني عندما قابلت نيازي مصطفي قال لي: اعمل منذ خمسين عاما وفاتتني قصة «الكره الشراب».

·        وكيف تعاملت مع عادل إمام في هذا الفيلم.

عادل لا يحب هذا الفيلم، رغم أنه من أحسن أدواره!

·        لماذا لأنه لم يكتف فيه بمجرد إضحاك الجمهور! هذا ما أسألك عنه.. كيف تعاملت مع ممثل أداءه وانفعالاته لا تتغير تقريبا في كل الأفلام؟

عادل إمام ممثل له خبرة وتجارب علي المسرح وفي الحياة، وهو إنسان ذكي جدا، لما تضعه في شوراع وحواري بيبدع الشخصية، يشربها، يعيشها، التصوير في الأماكن الحقيقية يؤثر علي الممثل ونحن اخترنا أن تكون كل الأماكن في الفيلم واقعية فمثلا المشاهد التي رأيتها بالفيلم داخل مصنع أحذية هي بالفعل داخل مصنع أحذية.

·        في قراءة ما فإن ززوجة رجل مهمس فيلم سياسي، يحلل الشخصيات التي عاصرت فترة السبعينيات، ويرصد أحداث 18، 19 يناير ليدين الزمن الذي عاشوه لكن المتفرج لم يفهم بالضبط لأي جانب تنحاز في أحداث 18، 19 يناير؟

أوافق علي أنه فيلم سياسي علي أن يكون ذلك في قراءة ما، هذا الفيلم بدأ بتجربة شخصية: كنت مع زوجتي وأولادي في السيارة حدث احتكاك مع شخص في الطريق، نزل من عربته وسبني بشكل بذيء أمام زوجتي ودون أي داع، ثم ضربني في صدري، من الطريقة التي كان يتصرف بها عرفت أنه من البوليس، تطور الأمر ليصل إلي قسم الشرطة، هناك أجبرته في القسم علي تقديم اعتذار رسمي.

هذه التجربة كانت بداية تفكيري في الشخصية الأساسية في»زوجة رجل مهم» مرت الأيام وعرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي، كان هناك شخص عرفني بنفسه علي أنه مدير الأمن وكان هو نفس الشخص الذي  حكيت لك عنه، قلت له أمام زملاءه أنت سبب تقديم هذا الفيلم.

بعد هذا علمت أن الفيلم يتم تدريسه في كلية الشرطة كنموذج لما ينبغي ألا يكونه رجل البوليس.

الفيلم لم يخرج بسهولة فبعد كتابته وأخذ موافقة الرقابة طلبت مباحث أمن الدولة مقابلتي أنا ورءوف توفيق الذي كتب السيناريو، سألونا لماذا هذا الفيلم تحديدا؟ حدثت تعقيدات، وبعدها قابلنا رئيس مباحث أمن الدولة، كان رجلا متفتحا جدا، وعلي الرغم من أن التقارير المكتوبة عن السيناريو كانت مخجلة إلا أنه تجاهلها، وأعطانا النور الأخضر لنصنع الفيلم غير أنه طلب رؤيته بعد الانتهاء منه، وحدث بالفعل وكانت ملاحظته الوحيدة أن أحداث 18، 19 يناير بالفيلم لم تتضمن التخريب الذي قام به الجمهور في الشارع، وافقته وقدمت مشهدا لجمهور يحرق عربة، بخلاف هذا لم يكن هناك أي تدخل وبدون معاونة الجهات الأمنية لم يكن له أن يتم، لكني أعتقد أنني لو أردت عمل هذا الفيلم اليوم لن أستطيع!

·        لماذا؟

ليس لقلة حرية التعبير، إنما سيقال: مراعاة الوضع الحالي والاتجاه الحالي وكلام من هذا القبيل.

·        في هذا الفيلم أنت أدنت الجميع: السلطة والجمهور فالكل حسب رأيك مسئول عن أحداث 18، 19 يناير.

صحيح، وفيلم «السادات» أيضا لمس نفس النقطة، السادات تراجع عن رأيه بعد ذلك في هذه الأحداث. 

·        فيلم السادات عمل تسجيلي ليس به وجهة نظر بخلاف أفلامك الأخري.

لا، أنا أخالفك في هذا فما جذبني لتقديم السادات هو شخصيته فهي شخصية درامية من الطراز الأول، وعلاقتي امتدت بها لمدة خمس سنوات قبل تنفيذ المشروع، ثم تركت العمل وعدت إليه مرة أخري بناء علي طلب أحمد زكي، وكان السيناريو قد تم كتابته في الفترة التي تركت فيها العمل به.

عندما أنظر للفيلم الآن اشعر أنه منقسم لجزأين الأول هو المثير جدا لأنه يتضمن حياة الشخصية، لهذا كنت أتمني أن يتضمن الجزء الثاني لمحات من حياته أيضا لكن الوقت لم يكن كافيا، لهذا خرج الفيلم جافا قليلا.

لم يحدث أن تدخل أحد من خارج طاقم العمل لتغيير أو تعديل شئ بالعمل، عائلة السادات نفسها لم تتدخل بل علي العكس ففي إحدي الجلسات طلب أحد أفراد العائلة أن يتضمن الفيلم وجهة نظري عن السادات وأنا لم أكن أريد أن أصنع فيلما مع أو ضد.

الفيلم مبني كسيناريو علي رؤية السادات للأشياء، دفاعه عنها، لحظات اتخاذه لقرارته، كانت الكاميرا تطل عليه من هذه الزاوية، وبالتالي لا يمكن أن يكون تسجيليا، لأنه دراما لهذا الطفل والفلاح وكفاحه حتي أصبح رئيسا.  إنما أحمد زكي يقول لي الآن أننا نريد أن نعمل نسخة أقل زمنيا لكي يتم تسويقه في الخارج وهذا أنا طلبته في البداية ولم يستمع أحد لي.

·        كيف تري العلاقة بين العمل الذي تقوم علي تنفيذه والمكان، دائما كل فيلم من أفلامك ينتمي لمكان ما يصبح علامة عليه..ما الذي يحكم اختيارك للمكان؟

دائما تلفت الأماكن نظري، أذكر أني كنت أسير يوما في شارع التوفيقية فقابلت حارة صغيرة جدا، مجرد «زنقة» بين بيتين، ظلت في ذاكرتي حتي جاء تصوير «يوم حار جدا» فصورت مشهد هروب البطل بها.

صراعي دائما علي الأماكن التي لم يتم تصويرها قبل ذلك، مديرو الإنتاج عندما تقول لهم أريد شقة يأتون لك بقائمة تضم الأماكن التي يتعاملون معها، أنا لا أعمل بهذه الطريقة، عادة انزل مع مدير الإنتاج، نسير ونبحث وعندما يلفت أحد الأماكن نظري يصعد هو محاولا الاتفاق مع أصحابه.

·        مشاهد أفلامك تبدو وكأنها مرسومة، عبارة عن لوحات.. هل تتخيل المشاهد قبل تصويرها؟

أقوم بالتحضير طويلا قبل أي فيلم، تفاصيل المشاهد دائما معقدة وتفكيري هو كيف سأحلها، موهبتي الحقيقة هي في اختيار المكان الذي أضع به الكاميرا لا توجد عندي مشكلة في ذلك، بعض المخرجين يحتارون في اختيار الأماكن التي ينبغي للكاميرا أن تكون بها. أنا أيضا استخدم خاماً قليلاً، أتعجب عندما أسمع أن البعض يستخدم 300 علبة خام، لا اذكر أني استخدمت في أي من أفلامي أكثر من 110 علب خام، بخلاف السادات استخدمت 170 علبة. اشعر دوما أن استخدام الأفلام الخام بكثرة يعني عدم استعداد المخرج لعمله، نأخذ هذا المشهد وهذا وذاك ثم نري بعد ذلك، أنا لا أفعل هذا إطلاقا.

·        هذا يعني أن دور المونتاج في أفلامك محدود؟

لا المونتاج يمنح الفيلم حسا وإيقاعا، ما أقصده أني أعرف تسلسل الفيلم، أراه قبل التصوير.

·        شخصياتك في أعمالك هي بشكل ما جزء منك، نشعر بذلك من خلال حديثك فما الذي تسعي إليه من خلال هذه الشخصيات؟ ما هو الحلم الأبعد؟

هي لا يمكن أن تكون جزءا خالصا مني لأن الحرية عندنا ليست كاملة، لا تستطيع أن تتناول الشخصية من الناحية الجنسية، الدينية، السياسية، بصدق وبشكل مفتوح، ولأن هذا واقعنا ونعرفه فنتعامل بحذر مع الأشياء، وغياب الحرية الكاملة يمنع أفلامنا من الوصول للعالمية.

هناك مشاكل كثيرة تواجهنا، إذا قدمت فيلما عن محام تشتكي نقابة المحامين أو نقابة الأطباء إذا تعلق بطبيب، أو لابد أن تراه وزارة الداخلية لكي توافق علي مضمونه، أمامنا فترة قبل أن نمتلك هذه الحرية.

·        أنت واحد من أشهر المخرجين الذين لم يلجأوا للروايات لتقديمها للسينما هل هناك أسباب لهذا العداء؟

الفكرة أني لست مترجما، قد يكون في الرواية ما يلهم لكني لا أرغب الالتزام بتسلسلها، أحب أكثر الفكرة المكتوبة للسينما، إنما لدي الآن كتابا أتمني تقديمه للتلفزيون لأن تنفيذه في السينما سيكون صعبا. الكتاب عن حياة ريا وسكينة لصلاح عيسي، هو كاتب عظيم وخاصة في توجيهه النقد لهذه الفترة من الناحية الاقتصادية والسياسية لكنه في حاجة لميزانية ضخمة، لن أستطيع تقديمه للسينما سيكون ذلك صعبا جدا فلابد له في تلك الحالة من سيناريو محكم وللأسف ليس لدينا كتاب سيناريو..

·        تقصد كتابا محترفين؟

كتاب يكون لديهم خبرة كافية، الاختزال صعب، كيف تختزل ولا تكون مخلا، يعني عندما قرأت كتاب ريا وسكينة أحسست أن الفيلم الذي قدمه صلاح أبو سيف كاذب، فيلم يلعب علي الإثارة.

·        كانت المسرحية أصدق.

لا، كل هذا لم يكن له صلة بالواقع تلك الشخصيات كانت معقدة، وهم ضحايا أيضا، ليسوا فقط قتلة، هم أصلا لم يفكروا بالقتل، كانوا غلابة.. مومسات جئن من الصعيد فتحنا بيوت دعارة، الدعارة كانت مشروعة وقتها. وجدن أن الساقطات والسيدات اللاتي يستأجرن منهن الأماكن أصبحن أغني منهن فجاءت الجريمة بناء علي ذلك.

لا بد أن نفهم دائما لماذا وصلت الشخصيات إلي ما وصلت إليه، للوضع السياسي والآقتصادي ولكل عوامل المرحلة التي عاشوا أثناءها، هذا لا يعني ألا تدينهم لكن الأهم أن تفهمهم.

·        كيف تري إنجاز جيلك في السينما، ما الذي حققه؟ اسمح لي أن أقول لك إن هذا الجيل يبدو وكأنه أعلن هزيمته..

لا أوافق بالمرة علي أنه أعلن هزيمته لأنه ما يزال لدينا الكثير والسينما تفتقدنا وليس نحن فقط وإنما تفتقد كذلك الراحلين أمثال كمال الشيخ، عاطف الطيب، السينما المصرية كانت ستكون ثرية جدا لو ضمت كل الاتجاهات، غير أن هذا للأسف ليس هو الواقع، الواقع الآن أن الاحتكار طغي علي السينما، الآن نحن في معركة صامتة نعرف أن أفلامنا لها جمهورها، إنما وبالنسبة لي ان كنت سأقدم سينما فلا بد أن تكون في إطار أوافق عليه.

·        وماذا عن سينما الشباب؟

سينما الشباب هذه كلمه «عبيطة»!

·        هو مصطلح للتعريف.. بدلا من أن أقول السينما التي ليس لها قيمة..

تعرف، أنا ألوم هؤلاء الشباب علي أنهم لم يدخلوا فيما كان يسمي بأفلام المقاولات، أن يقدموا أفلاما بميزانيات قليلة لكنها مفيدة لأنهم كانوا سيتعاملون مع كل الموجود علي الساحة.

لكن هذا لم يحدث لأن كل واحد منهم كان يريد أن يقدم فيلما كبيرا وهذه أكبر غلطة لأنهم الآن يستسلمون لطلبات الموزع.

·        أنجزت مؤخرا فيلم «كلفتي» بكاميرا ديجتال.. ما الذي تعنيه سينما الديجتال، هل يمكن معادلتها بسينما الدوجما مثلا؟

لا، الدوجما لها قواعد مختلفة يعني هناك شروط لما تستخدمه وما لا تستخدمه وهي انتهت الآن، اليوم في أمريكا هناك حركة الأفلام المستقلة. أما الديجتال فهي مجرد كاميرا، فقط حركتها أسهل.

وأنا نفذت هذا الفيلم ديجتال وكان بذهني أن أحوله سينما إنما تراجعت عن هذا بسبب ارتفاع سعر الدولار من جهة وأيضا لأن المسيطرين علي الساحة السينمائية الآن لن يمنحوه فرصة العرض، أو لن تكون فرصة كافية، سيقتلونه.

الفيلم الآن تنقصه الموسيقي فقط، وقد قررت أن اعرضه علي القنوات الفضائية العربية والفرنسية والألمانية، لدي اقتناع بأن الحل الحقيقي لما نواجهه في الفترة الحالية أن تكون هناك قناة فضائية جريئة، يتم إنتاج الأفلام بميزانيات صغيرة خصيصا لها، وهذا سيؤثر علي السينما لأن الجمهور يريد أن يري المختلف بالتأكيد.

·        كيف تري ما قدمته للسينما؟

أنا قدمت 20 فيلما لست نادما علي واحد منها، ممكن يكون هناك فيلم أقل من الآخر، ممكن يكون هناك فيلم أتمني الآن لو قدمته بطريقة أخري، أضفت له شيئا آخر، إنما في النهاية سجلي نظيف هذا ما أستطيع قوله وهذه ليست نرجسية، فلليوم أقابل شبابا لم يروا أفلامي بالسينما ويناقشونني في محتواها. من البداية كان لدي إصرار أني لن أقدم إلا ما أريد عمله بالفعل.

أخبار الأدب المصرية في

06.08.2016

 
 

«القومي للسينما» يقيم أسبوعًا لأفلام محمد خان

كتبنور الدين محمد

يقيم المركز القومي للسينما، برئاسة المخرج أحمد عوض، اليوم السبت، أسبوعًا لأفلام المخرج الراحل محمد خان، بعد غدٍ الإثنين.

وقال المركز، في بيان له، إنه سيعرض خلال الأسبوع أفلامًا عدة لـ«خان»، من بينهم «أيام السادات»، بطولة النجم الراحل أحمد زكي، وميرفت أمين، وأحمد السقا، ومنى زكي، إضافة إلى فيلم «فتاة المصنع»، بطولة النجمين ياسمين رئيس، وهاني عادل.

وتقام العروض في تمام الساعة الـ7 مساءً.

وتوفى المخرج الكبير عن عمر يناهز الـ72 عامًا.  

موقع (اتفرج) المصري في

06.08.2016

 
 

مؤسسة أوزيريس الثقافية تحتفي بمحمد خان

وكالات:

تقيم مؤسسة أوزيريس الثقافية بمقرها بوسط القاهرة مساء اليوم، احتفالية للراحل المخرج محمد خان تكريما له، حيث سيتم عرض فيلمه الأخير (قبل زحمه الصيف) في وسط حضور بعض من الأصدقاء ومحبيه وتلاميذه وطاقم عمل الفيلم.

كما سيتم عرض نبذة عن مشواره الفني وأعماله وجانب من حياته الشخصية وسوف يقوم بذلك التقديم أحد تلامذته وهو المخرج السينمائي أحمد رشوان والفنانة لانا مشتاق واحدة من أبطال فيلم قبل زحمة الصيف.

الوفد المصرية في

06.08.2016

 
 

محبو وتلامذة المخرج الراحل «محمد خان» في حفل لوداعه

كتب: ريهام جودة

ليلة خاصة لوداع المخرج الراحل محمد خان أقامها مركز أوزوريس السينمائي، السبت، بحضور عدد من تلامذته ومحبيه، ومنهم المخرج أحمد رشوان، الذي تحدث عن عمله كمساعد مخرج لـ«خان» في عدد من أفلامه، وعن تأثره به على المستوى الشخصي والإنساني وليس المهني فقط، وروحه المحبة المرحة والشابة التي كانت تفوق كل المحيطين به.

كما عرض فيلمه الأخير «قبل زحمة الصيف» الذي لعبت بطولته هنا شيحة، وقال رشوان: إننا لسنا بصدد إقامة حفل تأبين للمخرج محمد خان، بل نحتفي به وبأعماله وحضوره الذي سيظل حولنا.

«القومي للسينما» يبدأ «أسبوع أفلام خان» الإثنين

كتب: أحمد يوسف سليمان

يبدأ المركز القومي للسينما ، برئاسة المخرج أحمد عواض ، غدًا، أسبوعًا لعرض أفلام المخرج الراحل مُحمد خان، تكريمًا له بعد رحيله عنّا منذ أيام، حيث تعرض يوميًا، ولمدة أسبوع، فيلمًا جديدًا من إخراجه.

ويستهلّ المركز برنامجه، في السابعة مساء الغد، بمركز ثروت عكاشة الثقافي، بعرض فيلم «أيّام السادات»، بطولة الفنان أحمد زكي، ميرفت أمين، مُنى زكي، وإخراج محمد خان .

المصري اليوم في

07.08.2016

 
 

قاسم أمين السينما المصرية !!

كتب - طارق الشناوي

لو قلنا أن احسان عبد القدوس هو نصير المرأة في الرواية ونزار قباني هو حامي حماها بالشعر ، فان المدافع عنها بجرأة وبقوة في السينما هو محمد خان ، تابعوا حتى اسماء أفلامه ستجدون أن المرأة حاضرة في عناوين أفلام مثل «الغرقانة» و«فتاة المصنع» و«زوجة رجل مهم » و«بنات وسط البلد» و«أحلام هند وكاميليا » وغيرها ، كما أن المرأة هي البطلة رغم أن السوق السينمائي المصري قاس جدا في التعامل مع النساء خاصة في السنوات العشرين الأخيرة ستكتشف أنه نادرا ما يسند لهن البطولة وهكذا فإن أغلب أفلامنا تكتب فقط للرجال بينما خان ، قرر كعادته أن يفرض هو قانونه ، أخر فيلم قدمه قبل أشهر قلائل «قبل زحمة الصيف» بطولة هنا شيحة لأول مرة نراها بطلة مطلقة ، وكان يستعد لتصوير فيلم «بنات روز» التي رشح لبطولته غادة عادل بطلة فيلمه «شقة في مصر الجديدة« والتي حصلت بعده على العديد من الجوائز، حيث شكل هذا الفيلم في مشوارها ذروة إبداعية ، وكتب للشاشة السيناريو كاملا لمشروع لم ير النور بعد وهو «نسمة في مهب الريح» والذي تتابع على بطولته سعاد حسني وليلي علوي وعبلة كامل وصولا إلى غادة عادل ، والسيناريو كما قال لي خان لاقي استحسان من الكثيرين فهو يقدم حياة فتاة تعاني من السمنة والعنوسة ولكن في قالب كوميدي ، لقد بلغ إحساس خان بأهمية هذا الفيلم أنه توحد معه تماما وصار حلمه السينمائي الأثير ، ولكن دائما في اللحظات الأخيرة كان يصادف الفيلم حظا عاثرا ، وقبل عدة سنوات أصيب خان بأزمة قلبية عندما توقف المشروع ، إلى درجة أنه بعد أن خرج من الأزمة قرر أن ينسى تماما هذا المشروع وبدأ يعيد التفكير في مشروع يرصد من خلاله ثورة 25 يناير من خلال رجل مصري مسيحى ولد مع ثورة 23 يوليو وبدأ يرصد المجتمع المصري على مدى ستين عاما ، طبقا لما رواه لي محمد خان ان الكاتب والناقد الكبير رءوف توفيق بدأ في كتابة المعالجة الدرامية .سألته يوما عن حلم لقاء فاتن حمامة ، قال لي إنها التقاها في مهرجان قرطاج أثناء تكريمها قبل نحو 30 عاما وقال لها أريد أن أخرج فيلم والبطلة قاتلة ، أراد خان أن يفاجئها بالدور وكان يتوقع أن ترفض لمجرد أن الدور لقاتلة ، فقالت له متحدية ماعنديش مانع طالما هناك دوافع ، إلا أن المشروع السينمائي الذي عرضه بالفعل بعد كتابة السيناريو هو «أحلام هند وكاميليا» وأراد أن يقنع القمتين فاتن وسعاد باللقاء ، هناك شيء ما لم يجد له تفسيرا ، في البداية رحبا وبعد ذلك انسحبت فاتن وبعد قليل سعاد ، وكعادته لم ييأس فقرر ، أسناد البطولة لنجلاء فتحي والهام شاهين ولكن إلهام في اللحظات الأخيرة ، لم تلتزم فقرر أن يدفع بعايدة رياض بطلة لأول مرة أمام نجلاء فتحي وتحصل نجلاء على جائزة مهرجان «طشقند» أفضل ممثلة.

كثير من الممثلات يحصلن على جوائز في سينما خان وآخرهن ياسمين رئيس في فيلم « فتاة المصنع» في أول بطولة لها ، كانت روبي هي المرشحة الأولى ولكنها اختلفت على تفاصيل فنية وعلى الفور منح لياسمين دور عمرها لتقتنص جائزة مهرجان دبي وبعده العديد من الجوائز، كما أن اطلالة «هنا شيحة» مع خان في «قبل زحمة الصيف» شاهدناها في أهم أدوارها على شاشة السينما ، ليتأكد دائما ان خان فعلا هو قاسم امين السينما المصرية!!

عاشقة ورومانسية وتعانى من قسوة الرجل ..

حواء فى قلب سينما محمد خان

كتب - خالد فــؤاد

على الرغم من كثرة المخرجين الذين سعوا لتسليط الضوء على مشاكل وهموم المرأة المصرية والعربية فى أفلامهم الا ان المخرج الكبير محمد خان الذى فجعنا برحيله الأسبوع الماضى بعد رحلة عطاء كبيرة وحياة فنية حافلة ، جاء وبشهادة كل النقاد والمبدعين فى مقدمتهم .

فقد ظهرت توجهاته واهتماماته بقضايا بنات حواء بمنطقتنا العربية بوضوح فى كل ابداعاته ابتداء بالفيلم الرائع (موعد على العشاء) لسعاد حسنى وحسين فهمى وأحمد زكى فى مطلع الثمانينيات ، حتى آخر فيلمين تم عرضهما له (فتاة المصنع) و(قبل زحمة الصيف) .

ومابين الفيلم الآول والفيلمين الاخيرين هناك سلسلة من الافلام، ومع أنها ليست بالكثيرة اذا ماتمت مقارنتها بما قدمه مخرجو جيله والاجيال التالية له ، إلا انه لم يستطع من خلالها أن يعبر عن معاناة الزوجة المقهورة والمطلقة والأرملة فحسب بل ايضا الخادمة والعاملة والموظفة وربة المنزل ، وغير هذا من القضايا الاخرى فلم يترك أى قضية اومشكلة تخص الفتاة اوالمرأة العربية ألا وتناولها فى أحد افلامه ، ومن هنا ظل يحظى بمكانه خاصة ومختلفة لدى الجنس اللطيف ، ولم لا وهو من المبدعين القلائل الذين عبروا عن ازماتهن ومشاكلهن بشكل راق بلا تجاوز اوابتذال .

وقد بدا هذا واضحا فى كل حدوتة من حواديته ، ففى كل فيلم كنا نشاهد امرأة مختلفة، في حياتها وطموحاتها، ومشاكلها،وأسرارها وهو أمر صعب للغاية لايمكن لأى مخرج اتقانه الا إذا كان متقنا لأدواته .

وفى آخر حواراته التليفزيونية بقناة «سى بى سى» قبل رحيله بأسابيع قليلة قالها وبوضوح شديد : ان الكثير من المخرجين قدموا المرأة فى دور السنيد ، بينما كانت البطلة الحقيقية فى أفلامى حتى وان كان عنوان الفيلم أو محور أحداثه يبدو فى عيون الجماهير يسير فى اتجاه مختلف .

موعد على العشاء

ففى أولي خطواته (موعد على العشاء) فاجأنا بشكل جديد وصورة مختلفة لم نعهدها مع مخرج من قبله ، حيث شاهدنا نوال (سعاد حسنى) التى تعانى بشدة من إهمال زوجها (حسين فهمى ) وتسلطه عليها، ولم يكن امامها بديل سوى الانفصال عنه وبدأ حياة جديدة مع رجل آخر يقدر مشاعرها ويتعامل معها كإنسانة لها قلب وكيان ( أحمد زكى) الا ان الزوج يرفض أن يتركها لكى تحيا مرة أخري بعيدا عنه فيظل يمارس تسلطه وتجبره عليها ، وحينما تقرر الخلاص منه بقتله بوضع السم فى المسقعة تدفع الثمن حياتها بعد أجباره لها على تناول الطعام نفسه قبله .

زوجة رجل مهم

وفى تجربته الجميلة (زوجة رجل مهم) لآحمد زكى وحسين فهمى عام 1987 قدم لنا المرأة الرومانسية الحالمة التى قل وجودها وتراجع فى هذا الوقت بشكل ملحوظ وسط ضغوط الحياة ومصاعبها ، وكان قدر تلك الفتاة الحالمة (منى) ان تترك دراستها بسبب غيرة زوجها المتجبر صاحب النفوذ وعاشق السلطة فيجعل منها امرأة بلا كيان اوهدف ويظل يستخف بمشاعرها ورومانسيتها حتى بعد طرده من السلطة حتي تصبح بسببه إنسانة محطمة ضائعة ويفقد والدها حياته امام عينيها على يد هذا الضابط المتجبر ولاتملك سوى الصراخ ليس على ابيها فحسب بل على كل شئ جميل فقدته فى حياتها منذ ارتباطها بهذا الرجل وبدلا من ان يسعدها كما كانت تحلم كان سبب ضياعها وتدميرحياتها .

هند وكاميليا

وأخذنا بعد هذا لاتجاه مختلف تماما فى ( أحلم هند وكاميليا) عام 1988 فقد بدا واضحا فى هذه التجربة كم كان مهموما بقضايا المرأة ، ففى هذه التجربة ابتعد نسبيا عن المرأة الحالمة الرومانسية، وقام بتسليط الضوء على المرأة المقهورة التى تعانى من ظروف الحياة ومصاعبها، فهذه هى هند المرأة الريفية التي تبحث عن سبيل للعيش بعد وفاة زوجها، وشقيقتها كاميليا المرأة المطلقة التي تعيش مع شقيقها وتعمل كخادمة لإعالة شقيقها نفسه لدرجة أنها تتزوج ، فتعيش الاثنتان حياة صعبة وبائسة، لقد سلط الضوء وبشكل مباشر على معاناة فئة عاملات المنازل والقهر الذي يواجهونه ، فقدم المرأة بصورة غير تلك التي اعتدناها فقد كانت المرأة هي البطلة، ومحور الأحداث، حتى في وجود نجم بقيمة أحمد زكي.

خرج ولم يعد

ومابين هذا وذاك خرج بنا بعيداً عن زخم المدينة وضجيجها لجمال الريف وهدوئه فنشاهد خيرية (ليلى علوى) تلك الفتاة التي قررت ترك التعليم لتصبح مثل والدتها، فرغم أن موضوع الفيلم يتمحور حول شخصية عطية (يحيى الفخرانى) ، الذي يقرر البحث عن أسلوب جديد للحياة بعد أن ظلمته المدينة، الا أن المرأة تغلبه ، لقد كان حضورها قويا للغاية، فى حسم الصراع بداخل عطية ليضحى بحياة المدينة والاستقرارفي الريف ، وفى أحد احاديثها الشهيرة قالت ليلى علوى إن شخصية خيرية كانت بمثابة نقطة التحول الكبيرة فى مشوارها الفنى .

بنات وسط البلد

وفى تجربته الجميلة (بنات وسط البلد) قام بتسليط الضوء على معاناة فتاتين جومانا وياسمين فى مقتبل العمر، دفعتهما الظروف للعمل؛ إحداهما بائعة في محل ملابس والأخرى كوافيرة وتكاد تكون أحلامهما واحدة وتتلخص فى تأمين دخولهما المادية البسيطة والبحث عن حب حقيقى يجعلهما يشعران بطعم الحياة وسط الحياة الصعبة المؤلمة التى كتب علي كل منهما ان تعيشها .

شقة مصر الجديدة

وأطل علينا بشكل مختلف تماما فى تجربته التالية (فى شقة مصر الجديدة ) حيث سلط الضوء على رحلة المدرسة الصعيدية نجوى (غادة عادل) والتي تأتى للقاهرة للبحث عن معلمتها المفضلة التى علمتها الموسيقى وقت أن كانت فى المدرسة ، وتمر بظروف قاسية وصعبة بعيدا عن أسرتها تدفعنا للبكاء عليها والضحك فى آن واحد سواء بأقامتها بداخل دار المغتربات أو بتصرفاتها التلقائية البسيطة الساذجة فهى فتاة منطوية تظل متمسكة بتسريحة قديمة تفرق شعرها من المنتصف ومصرة على العثور على معلمتها المفضلة عندما كانت طالبة في المدرسة.

ويحسب لمخرجنا الراحل فى هذه التجربة أنه أعاد للمرأة نقاءها ورومانسيتها ، فشاهدنا وبعد غياب طويل نموذجا لفتاة افتقدناها لم يعد لها وجود فى عصرنا الحالى .

فتاة المصنع

وفى تجربته قبل الأخيرة (فتاة المصنع) عاد بنا مرة ثانية لمشاكل وازمات الفتاة العاملة ، المقهورة ، فقد عبر وبقوة عن حياة عاملات المصانع وظروفهن المعيشية والواقع الاجتماعى المؤلم ، من خلال شخصية هيام (ياسمين رئيس) التى تعيش حياة صعبة وبائسة فى حى فقير جدا وتعيش فى الوقت ذاته تجربة حب وتصطدم بقسوة المجتمع وعنفه ليس لشئ سوى لكونها فتاة فقيرة بائسة وكأنه ليس من حقها ان تعيش وتحب مثل بقية الفتيات اللاتى ينتمين لطبقات أعلى ..

زحمة الصيف

وفى آخر أفلامه (قبل زحمة الصيف) لهنا شيحة .. العام الماضى 2015 وجدناه مختلفا بعض الشئ ، فرغم ابتعاده نسبيا عن الطبقة الفقيرة والمتوسطة كذلك إلا انه ايضا لم يبتعد عن مشاكل المرأة حيث بدا واضحا تركيزه على مشاكل المرأة المطلقة ومعاناتها حتى وان كان قد قدمها فى قالب من الجرأة والتحرر الا ان ماقصده بين السطور كان أعمق وأقوى بكثير من الصورة التى وصلت لبعض المشاهدين فاختزلوا القضية فى ثياب بطلة الفيلم وتصرفاتها التى بدت جريئة الى حد بعيد .

وفى حديثه عن هذه التجربة قال محمد خان إنها كانت حالة خاصة ولم يقصد بها المرأة المصرية أو المطلقات بوجه عام .

خان وكامل .. جمعهما « أحلام هند وكاميليا » ثم رحلا في نفس اليوم

كتب - محمد سعد

برع المخرج الراحل محمد خان في اختيار الفنان المناسب في الدور المناسب ليس ذلك فقط بل إنه كان يشحذ كل طاقات يراها في الفنان كي يتلبس الشخصية التي يجسدها وفي فيلم "أحلام هند وكاميليا" غاص "خان" في تفاصيل حياة الخادمات،والطبقة المهمشة والمطحونة التي تعيش تحت خط الفقر الفيلم بطولة نجلاء فتحي وأحمد زكي وعايدة رياض .

وقد اختار خان، ، الفنان الراحل محمد كامل ، في دور "سيد" شقيق كاميليا "نجلاء فتحي" مدمن المخدرات الذي كان لا يتواني عن فعل أي شئ من أجل الحصول على المال لشراء المخدرات فمنذ اللحظة الأولى يتضح أن "سيد" لم يعمر في أي عمل، ثم يعمل مع "عثمان" زوج شقيقته "كاميليا"، والتي تهرب منه .

ملامح محمد كامل الخارجية ونحافته تضفي على الشخصية مصداقية عالية بالاضافة إلى الملابس البالية والشعر غير المصفف وطريقة الكلام التي تدل على شخصية عشوائية تعاني مرارة الفقر والعوز وتنساق وراء إدمان المخدرات .

يقدم محمد كامل واحدا من أهم مشاهد الفيلم وربما من أهم المشاهد في اعماله الفنية ولن أبالغ إذا قلت في السينما المصرية بشكل عام حيث تتضارب انفعالاته ويتلون أداؤه بطريقة مذهلة ، حينما تعتقد "كاميليا" أن "سيد" جاء ليتهجم عليها ويسرقها إلا أنه يقنعها أنه أتى ليشكو لها من ضيق حالته خاصة بعد موت اثنين من أطفاله في انفجار أسطوانة الغازلتتفاجأ بعد ذلك بأن شقيقها كان يكذب عليها، كما أنه يدمن تعاطي المخدرات، ويوضح الفيلم العلاقة غير مستقرة بينهما، حيث يقوم بتطليقها من زوجها لينعم بأجرها !

ويطرح خان من خلال هذا الفيلم رؤية فنية اجتماعية صادقة وواقعية جداً لمدينة القاهرة، يكشف فيه عن حياة الناس البسطاء والمسحوقين وصراعهم من أجل حياة أفضل تحت وطأة مجتمع المدينة الكبيرة .

براعة محمد كامل في تجسيد الشخصية شجعت عددا من المخرجين لترشيحه لأداء نفس الدور في أعمال فنية أخرى ولكن بتنويعات مختلفة لعل آخرها دوره في مسلسل "عباس الأبيض في اليوم الأسود" لكنه هذه المرة كان لصا شريفا مستعدا للدفاع عن صديقه بكل ما أوتي من قوة وقد أضفى على الشخصية روحا مرحة لطيفة .

ومن عجائب القدر أن يرحل في نفس يوم وفاة المخرج محمد خان بعد 28 عاما من مشاركته في فيلم "أحلام هند وكاميليا" .

حول كليفتى*

بقلم : محمد خان

فكرة أى فيلم عندى تنمو تدريجيا وأحيانا كثيرة أهجرها ثم أعود اليها بعد إنجاز فيلم آخر وهذا ما حدث مع فكرة فيلم كليفتى Klephty ذات الاسم الذى أطلقته على كلب لابرادور ظهر فى الفيلم بعد ذلك وعنوان لمدونتى. ومعنى الكلمة مشتق عن اللاتينى وبالتالى من اليونانيين أيام مصر الكوزموبوليتان هو اللص ولكن تداول الكلمة فى حياتنا اليومية كان فى شكل اتهام أحيانا أو مداعبة أو سخرية ـ مثلا يا واد يا كليفتى يجوز القصد بها يا واد يا بكاش أو يا واد يا نصاب أو اتهام مباشر يا واد يا حرامى وبذور الفكرة نشأ من المناخ حولى والجهد المتواصل لتجنب النصب من بائع الفاكهة والمفعص أسفل الكيس أو سواق التاكسى والمبالغة فى الأجر أو الموظف والابتزاز من اجل رشوة أو الصنايعى ووعوده الكاذبة لإنهاء الشغلانة اللى فى ايده أو وأو وأو بلا نهاية.

وفى عام 1996 كنت عضوا فى لجنة تحكيم أيام قرطاج السينمائية بتونس ومن ضمن الأفلام المشتركة فى المسابقة فيلم أسامة فوزى الجميل - عفاريت الأسفلت ـ وتعرفت على مؤلف الفيلم مصطفى ذكرى وفى إحدي المرات ونحن فى بهو الفندق يتناول هو فنجان قهوة ويوقع فى الحساب برقم غرفته اعترف لى انه نزيل فى فندق آخر فقلت لنفسى الواد ده كليفتى
وأنسب واحد لكتابة سيناريو الفيلم. وتبادلنا أرقام التليفونات على ان نلتقى فى القاهرة
.

فى تلك الفترة كنت مستأجر مكتب فى العجوزة بالدور الأرضى عبارة عن غرفتين وصالة صغيرة والإيجار متواضع لأن صديقا لى كان يقطن فى نفس العمارة وتوصت لى مع صاحبها.

واللى كرهنى فى المكان هى الحروب اليومية مع الصراصير وتطورت مع عائلة من الفئران. ولا أبالغ القول ان يوميا هناك أكثر من 10 شهداء من الصراصير أما الفئران فكانت معركة حزينة انتهت بمقتل عائلة كاملة تتكون من 5 فيران. الفار الأخير واجهته فى الحمام وكانت هناك لحظة تحد بينى وبين الفار الصغير فى العيلة التقت فيها أعيننا وساد الصمت والتأهب استغللته فى التقاط عصا المقشة فى انتظار أى حركة الى ان قرر الفار المسكين المجازفة بحياته واسرع محاولا الإفلات من بين ساقى حيث كنت واقف سادد باب الحمام وبرد فعل الساموراى هبطت المقشة بسرعة البرق لتنهى المعركة وأعلن انتصارى. أما الصراصير ففى النهاية هم الذين انتصروا وأرغمونى ترك المكان الذى استأجره من بعدى أحمد رشوان بعد ان قمت أنا هذه المرة بالتوصية مع صاحب العمارة.

قابلت مصطفى ذكرى اكثر من مرة أحاول اقناعه بفكرة كليفتى ولكنه أصر انه يفضل فكرة اخرى ووافقت فى النهاية لأنه ابدى حاجته ان يكون هو مصدرا للفكرة وابدى ايضا حاجته للمال فلم اعترض وفى خلال شهرين تقريبا حصل منى على اجمالى مبلغ ثلاثة آلاف جنيها وفجأة توقف عن الكتابة وحين طاردته كى يستمر كان رده ان الـ 17 مشهد الذى كتبهم فى 56 صفحة بخط يده ثمنهم الثلاثة آلاف جنيه. وصعقت من منطقه خاصة انهم مشاهد بداية فكرة دون وسط أو نهاية واعتبرته واد كليفتى بمعنى الكلمة وانتهى الموضوع.

فى تلك المرحلة بدء اهتمامى الكبير بعالم الديجتال وبالفعل اشتريت فى 1997 كاميرا ديجتالSony VX9000 .

وكان أحمد زكى عرض على مشروع فيلم السادات وبدايات السيناريو مع عدد من الكتاب ومقابلاتى مع أفراد الأسرة الى ان اتهمنى احمد بأننى لا أبذل جهد كافى فقررت ترك المشروع وكنت مطلوب فى كثير من الإعلانات وفى عام 1998 قبلت عرض اخراج فوازير شاريهان بالمشاركة مع خيرى بشارة وسافرنا الى براغ حيث مضينا 8 أشهر نعد الجرافيك الى ان ألغى المشروع ككل وطلب منى مرة أخرى اخراج فيلم السادات.

فى صيف 2001 وفى جنازة سعاد حسنى (الله يرحمها) تعرفت على محمد ناصر على وذهبنا مع خيرى بشارة والمخرج السورى محمد ملص لتناول القهوة بإحدى الكافيتريات وفى الطريق بدأت أعرض فكرة كليفتى على محمد ناصر الذى تحمس لها وفى النهاية شاركنى السيناريو وكتب هو الحوار وتم تنفيذ الفيلم بذات الكاميرا التى اشتريتها منذ 5 سنوات.

*من مدونة المخرج الراحل

5 مشروعات فنية لم تتم

كتب - حاتم جمال

في حياة المخرج الراحل محمد خان خمسة مشاريع مؤجلة وكان ينتظر الظروف المناسبة ليعبر بها إلي نقاط ضوء جديدة في السينما المصرية لعل أهمها مشروعه الذي تم وأده بعد الثورة فيلم «المسطول والقنبلة» هذا الحلم الذي ظل يراود مؤلفه مصطفي محرم وكتبه أربع مرات ورشح له أكثر من مخرج حتي وصل لمحمد خان ومع هذا الترشيح كانت اجازته من الرقابة علي المصنفات الفنية بعد رفضه أكثر من خمس مرات وعندما اتفق خان ومحرم مع جهاز السينما لإنتاج الفيلم والشروع في بدء التصوير جاءت تداعيات ثورة 25 يناير لتقضي علي هذا الحلم فقد تغيرت إدارة جهاز السينما أكثر من مرة وتوقف الإنتاج وبات المشروع حبيس الأدراج حتي الآن.

2 - فيلم «بنات روز» وهو المشروع الذي اتفق عليه مع الفنانة غادة عادل عقب نجاح فيلمهما «في شقة مصر الجديدة» وقام بتغيير اسمه من «عزيزي الأستاذ حسن» إلي هذا الاسم ولكنه فشل في العثور علي منتج لاستكمال المشروع وتوقف.

3 - نفس الأمر تكرر مع غادة عادل أيضاً فيلم «نسمة في مهب الريح» وهو الحلم الذي ظل يداعبه طوال 15 سنة حتي استقرعلى شكله النهائي ولكنه توقف بعد أن سافرا إلي سوريا لاجراء معاينات أماكن التصوير وأرسل خبراء ماكياج عالميين لأبطال الفيلم لكن هذه الجهود ذهبت سدي لتوقف الإنتاج.

4 - فيلم «ستانلي» بطولة االفنان محمود عبدالعزيز فعقب الاتفاق مع المنتج كامل أبو علي لإنتاج الفيلم والتفاهم علي كل البنود فوجئ بالمنتج يعترض علي قيام محمود عبدالعزيز ببطولة الفيلم وتمسك خان باختياره وتم وأد المشروع قبل أن يبدأ.

5 - ربما لا يعلم الكثيرون أن خان كان يتمني أن يقدم الجزء الثاني من فيلمه الأول «ضربة شمس» مع الفنان نور الشريف وشرع في كتابة خطة عمل مبدئية له تحت عنوان «شمس الخريف» وعرض الفكرة علي نور الشريف الذي رحب بها لكن العمل توقف أيضاً حيث وتدور قصة الفيلم حول المصور الصحفي شمس بعد أن تقدم به العمر ويرصد التغيرات التي طرأت عليه وعلي الحياة الاجتماعية في مصر.

وتحققت أمنيته الغالية .. محمد خان .. المواطن المصري

كتب - محمد المكاوي

هو مخرج مصري أصيل، ولد وتربي وعاش في أحياء مصر الشعبية البسيطة وتعلم في مدارسها حتي أصبح مخرجا سينمائياً كبيراً، له العديد من الأفلام السينمائية التي تناقش واقع المجتمع المصري بكل تفاصيله، ومع ذلك لم تعترف الدولة بجنسيته المصرية إلا منذ عامين فقط، حينما توجه إليه مندوب من الرئاسة ليسلمه قرار منح الجنسية المصرية تطبيقاً للمادة الخامسة من القانون رقم 26 لسنة 1975 والغريب أن محمد خان رغم أنه ولد من أم مصرية، وعاش سنوات عمره في القاهرة حيث إنه من مواليد حي السكاكيني في 26 أكتوبر من العام 1942، إلا أن مطالباته بمنحه الجنسية باءت كلها بالفشل، وظل يعامل في بلده. وكأنه بريطاني الجنسية من أصل باكستاني، بل إن بعض الكتاب والنقاد في سنوات الثمانينيات وأوائل التسعينيات نظموا ضده حملة لمنعه من الحصول علي الجنسية بحجة أنه لا يستحق الانتماء لهذا البلد، وسردوا في ذلك أسباباً واهية وساذجة، وعلي جانب آخر وقف معه كثير من المثقفين والفنانين يؤيدونه في حقه للحصول علي الجنسية المصرية، بل إن الجمهور المصري نفسه دشن حملات في مطلع عام 2011 علي مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وتضمنت تلك الحملات صفحة «الجنسية المصرية لمحمد خان» وصفحة «محبي المخرج محمد خان»، حتي توقف المخرج الراحل عن المطالبة بحقه في الحصول علي الجنسية والتي أتاحها له القانون المصري أيام الرئيس الراحل أنور السادات.

وفي صباح يوم الأحد 23 مارس عام 2014، فوجئ محمد خان بمستشار رئيس الجمهورية في عهد الرئيس السابق عدلي منصور يطرق بابه ويسلمه وثيقة الجنسية المصرية، وانتابت المخرج الراحل فرحة ما بعدها فرحة، وبمجرد انتشار الخبر لم يتوقف تليفونه المحمول عن الرنين، لتقديم التهنئة.

وقدم خان الشكر لكل من ساهم في منحه الجنسية المصرية بعد كل هذه السنوات، بعدما أصبح في العقد السابع من عمره، وقال إنه شرف كبير لى أن أصبح مواطنا مصريا، رغم أن أعماله منذ أواخر السبعينيات تشهد أنه مصري حتي النخاع، حيث قدم فيها الواقع السياسي والاجتماعي المصري، وكأنها وثائق تقدم صورة واضحة للفترات التي عاصرها، ويثبت بها مصريته.

وعندما سأله أحد الصحفيين عما إذا كان انتقاده المستمر للسلطة والمؤسسة الأمنية في أفلامه سببا في رفض طلبات الحصول علي الجنسية طوال السنوات الماضية استنادا إلي جنسية والدته، رفض خان الإجابة أو التعليق علي ذلك، لأن الحديث فى الشأن السياسي خارج اهتمامه، وأكد أن المهم هو أن أمنيته الغالية في الحصول علي الجنسية قد تحقق و«اللي فات مات».

فردوس عبدالحميد تتحدث عن ديكتاتورية محمد خان

تعرفت عليه عن طريق سعيد الشيمي في لندن اثناء قضاء إجازة هناك بعد عرض إحدي المسرحيات التابعة للمسرح القومي في فرنسا وكان خان وقتها يملك محل ملابس يسمي «جينز» وبعدها ترك هذا المحل وعاد إلي القاهرة وعمل بالسينما وقدم أول اعماله السينمائية فيلم " طائر علي الطريق " في عام 1981 مع الفنان أحمد زكي فقد جازف مع المنتج في تقديم شباب جدد يخضون البطولة لأول مرة

تحمس خان في تقديم الوجوه الجديدة فهو كان مقتنعاً بموهبتهم ويبحث عن الاصول المصرية في وجوه الفنانين وكانت افكاره جريئة وصاحب شخصية متفردة وديكتاتورية تحاول بكل الطرق اقناع الغير لدرجة أنه من الممكن ان يضيق علي الفنان الخناق لاقناعه بفكرته ورؤيته الإخراجية وهذا من حقه فالمخرج هو القائد ورب العمل في اختيارات النجوم وكيفية التعامل مع النص والابطال عكس ما يحدث الآن من تحكم وتدخلات كثيرة من المنتج حول ماهية العمل ويسير الآن علي دربه بعض المخرجين الشباب رغم اختلاف الحس الإبداعي الدخيل علي ثقافة المخرجين

محمد خان استطاع ان يوظفني بشكل ممنهج ومدروس في فيلم " طائر علي الطريق واقنعني بكافة تفاصيل الشخصية وطريقة الملبس ورغم ديكتاتوريته إلا أنه اشتبك معي واختلفنا حول مشهد " القبلة " في الفيلم مع أحمد زكي واعترضت علي تجسيد المشهد من البداية وهددت بالانسحاب ولكن تدخل سعيد الشيمي ومدير التصوير وقتها باستدارة الكاميرا لأخذ القبلة بشكل مغاير لينتهي الجدال ويحقق رغبته ورؤيته الإخراجية وهو صاحب الفضل عليّ في اقتحام مجال السينما وهو من أبرز نجومية أحمد زكي في السينما في اولي تجاربه السينمائية

محمد خان كانت جميع مشاهده في الشارع ويصور في الحارات الشعبية ويتحمل الاعباء الانتاجية بمفرده والمعاناة التي يتكبدها جراء محاكاة الواقع ويستحيل ان يدخل الاستديو ويبني ديكورا خاصا وهو موجود علي ارض الواقع كما هو وكان يعتز بآرائه ووجهات نظره الشخصية التي يفرضها علي الجميع .

راهن خان علي شخصيتي الفنية وكان مقتنعاً بي لاقصي درجة ووظف قدراتي التمثيلية في فيلم " الحريف " مع عادل إمام بحرفية شديدة يحسد عليها ولمست افكاره الابداعية مع الدور واصر خان على الوقوف علي كافة التفاصيل للخروج العمل بأفضل شكل ويكفي انه تعامل في بداية حياته مع نجوم عديدة اهمها سعاد حسني وأحمد زكي وعادل امام ومحمود عبدالعزيز وغيرهم من النجوم وكان يبذل قصارى جهده لدرجة الارهاق النفسي والفنى في كافة أدواره.

ابتعد خان عن السينما بعض الشئ نظرا للافكار الدخيلة التي رسخت لافكار معينة أثرت علي الذوق العام فحدثت حرب فكرية وثقافية كان ميدانها الجمهور لتقديم موضوعات رديئة وتجارية في السنوات الأخيرة .

تلقيت خبر وفاته كالصاعقة التي أدمت قلبي وتسببت لي بالصدمة النفسية واكثر ما احزنني هو انني لم اتابع حالته الصحية في الايام الأخيرة نظرا لكم الانشغالات التي تعرضت لها في الايام الأخيرة

توفي صديقي الذي كان مهموما ببلده الذي نشأ وترعرع فيها وكافح من اجل الحصول علي الجنسية المصرية تغمده الله برحمته الواسعة.

قالوا

إعداد : هشام عبد العزيز

صدمت فور علمي بالخبر، لقد كان إنسانا علي خلق وفناناً سينمائيا من الطراز الأول.
كان بيني وبينه «هارموني» من نوع خاص وتوافق على المستوي الفني والإنسانى رحمه الله
.

حسين فهمى

***
تجربتي معه كانت في فيلم «كليفتي» حيث كان المخرج والمنتج معا، وقد كان لا يدخر أي جهد يري أنه في صالح العمل حتى أننى خجلت فى بعض الأحيان أن أقول له إنني أوشك علي الانهيار من فرط التعب؛ لأنني رأيته رغم كبر سنه لا يكل ولا يمل، لقد كان يبتسم مثل الأطفال في براءة آسرة، وقد فقدت السينما المصرية برحيله مخرجا مخلصا وفنانا مبدعا لا يعوض.

باسم سمرة

***
لقد فقدت مصر قيمة وقامة فنية كبيرة وجوهرة في الإبداع، فقدنا مخرجا عظيما علي المستوي المهني والإنساني وكان لنا الشرف أن يكون رئيساً للجنة التحكيم بالمهرجان الكاثوليكي.

بطرس دانيال

***
تعاونت معه في عدة أفلام، وقد تميز بقربه من الفنانين الجدد ففي فيلم «أحلام هند وكاميليا» كان دائماً يقرب الفنانين من بعضهم البعض سواء الجدد أو النجوم، ونجح في إذابة جليد العلاقات بين نجوم أعماله وخلق مناخاً أسرياً ونتيجة لذلك صارت هناك علاقات صداقة بين الممثلين في أفلامه ومنها صداقتي بالفنانة نجلاء فتحي التي بدأت أثناء تصويري لفيلم «أحلام هند وكاميليا»، وكان دائماً في أفلامه يُحدث ترابطا بين النجوم علي المستوي الإنساني والفني على حد سواء.

عايدة رياض

النجوم على صفحات الإنترنت ..

رحل أحد أركان الفن في مصر

كتب - محمد علوش

تحولت صفحات الوسط الفني على مواقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء كبير بعد رحيل المخرج الكبير محمد خان. وعبر كل النجوم عن صدمتهم من الخبر المفاجئ، خصوصا وأن الوفاة حدثت فجر الثلاثاء الماضي ولم يعلم معظمهم بالخبر إلا في وقت متأخر.

وكتبت النجمة منى زكي: «وداعا أستاذ محمد خان، السينما المصرية والعربية في حزن على فراقك. اللهم ارحمه وادخله فسيح جناتك».

وقالت الفنانة غادة عبد الرازق:» إنا لله وإنا إليه راجعون، الله يرحمك ويثبتك عند السؤال أستاذنا الكبير المخرج محمد خان».

كما نعت الفنانة التونسية هند صبري المخرج الكبير، قائلة: «محمد خان..؟ شكرًا أنك شاركتنا إبداعك وهوسك بالسينما والحياة.. شكرًا على فيلم لا ينسى شرفت فيه بالعمل معك. شكرًا على صداقتك. شكرًا».

ونعى الفنان خالد الصاوي المخرج محمد خان، قائلا: «فقدت السينما المصرية والعربية أحد أبرز مخرجيها الراحل المخرج الكبير محمد خان».

وكتبت الفنانة سمية الخشاب، قائلة: »الله يرحمه ويصبر أهله وأصدقاءه وكل الوسط الفني، مخرج كبير سنفتقده جميعا البقاء لله».

ونعى الفنان هاني عادل المخرج الكبير، قائلاً: «إنا لله وإنا إليه راجعون توفى منذ قليل المخرج الكبير محمد خان عن عمر يناهز 74 عاما من العطاء والإبداع والتميز ومحظوظ إني تعاملت معاه في فيلم فتاة المصنع وكانت تجربة رائعة وتعلمت منه الكثير.. وداعًا محمد خان».

أما الفنانة الأردنية صبا مبارك كتبت عبر صفحتها على «فيسبوك»: «رحل عنا محمد خان».

وبدوره نعى الفنان الشاب محمد عادل إمام، المخرج الكبير محمد خان، قائلاً: «إنا لله وإنا إليه راجعون البقاء لله في وفاة الأستاذ «محمد خان».

ونشرت رشا مهدي صورة تجمعها بالمخرج الراحل وكتبت، قائلة:«محمد خان يا وجع القلب، نسألكم الدعاء، والنهاردة السينما والفن خسروا عبقري الواقعية البقاء لله في المخرج المصري الجدع العالمي محمد خان».

ونعت الفنانة التونسية درة المخرج الكبير، قائلة: «وداعًا المخرج الكبير المبدع محمد خان أحلام هند وكاميليا، زوجة رجل مهم، موعد على العشاء وتاريخ طويل.. خبر وفاتك مفاجئ وحزين لأنك كنت شابا بل طفلاً بروحك في الـ73 من العمر الله يرحمه».

وكتب الفنان سامح حسين عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»: «البقاء لله في وفاة الأستاذ محمد خان الله يرحمك».

ونعت الفنانة وفاء عامر المخرج الكبير محمد خان، قائلة: «فقدنا علماً من أعلام السينما المصرية وواحداً من أهم وأروع المخرجين أستاذ محمد خان في ذمة الله اللهم ارحمه رحمة واسعة».

وكتب الكاتب والسيناريست مدحت العدل عبر حسابه الشخصي على «تويتر»: «وداعًا الصديق العزيز والمخرج العبقري محمد خان واحد من أعظم من قدموا مصر في أفلامه وللأسف لم يحصل على جنسيتها إلا السنة الماضية فقط رحمه الله».

وكتب المنتج محمد سمير منتج فيلمه فتاة المصنع " ما أزال في حالة إنكار وعدم تصديق لما حدث أنا لن اتحمل أن يمر الامر هكذا".

ونعت الشقيقتان مي سليم وميس حمدان الراحل محمد خان عبر »تويتر« وكتبت مى سليم: «البقاء لله خالص التعازي لأسرة المخرج محمد خان رحمة الله عليه إنا لله وإنا إليه راجعون» وقالت ميس: «رحمة الله على المخرج الكبير محمد خان تغمد الله الفقيد برحمته». 

ونعى الفنان آسر ياسين، المخرج الكبير محمد خان، قائلاً: «عمرى ما تخيلت إن يربطني حزن بالأستاذ محمد خان.. وداعا».

ونعى الفنان أحمد سعد الراحل محمد خان، قائلا: «توفى إلى رحمة الله ركن من أركان الإبداع في مصر المخرج محمد خان».

وكتبت الفنانة آيتن عامر، قائلة: «فى ذمة الله يوم حزين».

ونعت الفنانة نبيلة عبيد المخرج محمد خان، قائلة: «البقاء لله المخرج الكبير محمد خان في ذمة الله إنا لله وإنا إليه راجعون ».

وكتب المخرج خالد يوسف ناعيًا المخرج المصري الكبير: «جميل أن تفخر بوطنك والأجمل أن تعيش حتي يفخر وطنك بك.. محمد خان من قليلين تنطبق عليهم هذه المقولة.. وداعًا فارس مدينة السينما العربية».

وكتب المخرج يسري نصر الله، قائلاً: «طفل شقي وموهوب وحنين وغضوب سابنا وراح يتشاقى في حتة تانية. هتوحشنا شقاوتك وحنفضل نحلم مع أفلامك».

وكتب الممثل السوري تيم حسن: «رحم الله المخرج الكبير محمد خان ستبقى ذِكراه مديدة مع ما صنع لنا من أعمال رائعة وثرية، تعازي لأسرته الكريمة البقاء لله«.

ونعى الفنان خالد أبو النجا المخرج الراحل، قائلاً: «سيعيش معنا دائماً المخرج محمد خان اللي فضل يصور لنا الحب زي ما شفناه أول مرة حبينا».

وأشارت المخرجة الفلسطينية نجوي نجار " يرحمك الله يا خان، ولترقد روحك في سلام"، بينما نشرت كاتبة السيناريو والناشطة الحقوقية غادة شهبندر صور لها تجمعها مع خان وفريق فيلم "قبل زحمة الصيف" في مهرجان دبي السينمائي وقالت "رحل الاستاذ محمد خان تاركا لنا ميراثاً من التفاؤل والأمل وتركة من الأفلام والصور المبهجة ولحظات شقاوة و إقبال على الحياة .. خفت القلب الشاب الذي لن يشيخ أبدا".

بينما كتب الناقد البحريني حسن حداد صاحب أشهر مدونات السينما على الانترنت " منذ أن وعيت السينما كمهتم...وعيت على أفلام الصحبة.. محمد خان ورفاقه.. تشربت السينما منهم.. من الجديد الذي كانوا يعملون به..حين التقيت به لأول مرة... كنت خجلاً من نفسي...كيف لي أن أضع كتاباً عن قامة سينمائية كبيرة مثل محمد خان وأنا مازلت أحبو في مجال جديد.. إنه بالطبع ذلك الحماس والشوق لتقديم وجبة سينمائية للقارئ والتعريف بأن هناك سينما مصرية مختلفة.. حتى في المرات القليلة التي جمعتني به... لم يدور في بالي أن آخذ صورة تجمعني به للذكرى.. لم تنجح أن تقطع هذا السحر السينمائي الذي أعيشه بلقياه..!!".

في الوقت الذي كتبت فيه الممثلة اللبنانية دياموند ابو عبود "فلترقد روحك بأمان وسلام"، بينما كتب الناقد الاماراتي وأحد المسئولين بمهرجان دبي السينمائي بشير ابراهيم "حقّق محمد خان ما أراده تماماً؛ بقي في ميدان الإخراج السينمائي حتى آخر لحظة، محتفظاً بفتوته وشبابه، بحماسته ومبادرته، بابتسامته الأنيقة، منتقلاً من تحقيق فيلم إلى آخر، ومن كتابه نصّ إلى غيره، وظلّ محمد خان »مخرجاً على الطريق«، كما أحبّ دائماً، خالقاً سربه بنفسه، محلقاً في عوالم السينما الواقعية الجديدة، التي ساهم في تأسيسها، قبل أن يصير أحد أهمّ أعلامها، مرصعاً دربه بأفلام ستبقى خالدة بشخصياتها وحكاياتهم وأحوالهم وأحلامهم ومكابداتهم، محمد خان... عاشق الحياة؛ المُحبّ، المرح، الأليف". 

أما المخرج العراقي هشام العفيري فكتب "وداعا معلمي وصديقي، تحية لروحك النقية"، في الوقت الذي كتبت فيه الممثلة السورية ليلي عوض " أول مرة شفته فيها عندنا بسوريا بأوتيل الشام من حوالي 18 سنة ، خجلت اني سلم عليه، كان عايش في ذهني فيلمه موعد على العشاء وزوجة رجل مهم والحّريف .وتشاء الأقدار والمصادفة أن تجمعني به أمام الشيراتون مع الفنانة المبدعة -سحاب الراهب -مصممة الأزياء .كان حضوره أخاذا وعزمني على العشاء بالشيراتون مع مجموعة من أصدقائه بوجود سحاب الراهب ،كنت شايف له فيلم السادات قبل فترة .وكنا على تواصل دائما مع بعض يجمعنا الفن والانسانية وروح الفكاهة مملية قلبنا أنا وهو .كان دايما يعايدني ب25 -10 وأنا عايده تاني يوم ب26 - 10 .استقبلني في منزله بمصر كما استقبلته في منزلي بسوريا ، وكان لي شرف مشاهدته لفيلمي الأول - حلاوة الروح - قبل عرضه على شاشتنا الفضائية السورية ، كان حزيناً لما عرف بموضوع اعتقالي ، ولما طلعت بالسلامة رجعنا نتواصل مع بعض .كنت سعيدة جدا بنجاح عمله الأخير وفرحانة لفرحه .ولما عرفت بمرضه الأخير والكسر اللي أصابه كتبتله لاطمئن عليه .آخر ماكتبلي على الواتس :شكرا على السؤال ،أنا أمر بآلام بسبب الواقعة ولكن حياخد وقت والعلاج في المسكنات، وسام بخير . اعذريني لعدم الكتابة قبل ذلك، صدمة كبيرة اليوم الي وللكل بخبر وفاة الاستاذ الكبير محمد خان".

وقالت ياسمين رئيس: »حبيبي يا خان هتفضل معايا طول الوقت«، بينما كتب الموسيقار خالد حماد " وداعاً محمد خان .. الإنسان الطيب البسيط والمخرج الكبير ..ربنا يصبر كل الأسرة والأهل والوسط السينمائي .. اتعلمنا من محمد خان وهانفضل نتعلم من التاريخ اللي سابه لينا وروحه البسيطة والابتسامة والتفاؤل وحب العمل .. إنا لله إنا إليه راجعون".

وكتب المخرج كريم حنفي " أنت يا من كنت دوما هنا ستكون في كل مكان، الآن أصبحت منيعا ولا يمكن أبدا أن تموت :) مع السلامة يا حريف"،بينما كتب السينمائي الفرنسي دانيال كوشيه "من المحزن أن أسمع أخبارا عن وفاة المخرج محمد خان الذي دعي من قبل لمهرجان ستراسبورج في الثمانينيات"، أما المخرج يسري منصور والذي عمل مع خان فنشر صورة من كواليس فيلم "مشوار عمر" تجمعه بالراحل خان وكتب عليها " من ذكرياتي الجميلة، عملي كمساعد مخرج للأستاذ الكبير محمد خان في فيلم "مشوار عمر" وهو الفيلم الذي لم يأخذ حقه من التقدير والدراسة والبحث برغم الجهد الكبير في تصويره وإخراجه. هذه الصورة مأخوذة في موقع التصوير على طريق السويس - العين السخنة وفيها مدير التصوير الفنان طارق التلمساني يضبط كاميراته بينما المخرج محمد خان في الخلف يعطي توجيهاته".

بينما كتب مايك أحد السينمائيين الأمريكين " اليوم أتذكر كلمات جواهر نهرو، أول رئيس وزراء للهند عام 1948 بعد وفاة المهاتما غاندي "لقد ذهب نور حياتنا"، ولقد أنار خان حياتنا في السنوات الماضية، رحلت بعيدا صديقي العزيز محمد خان إلي بعيد، وقبل عامين فقد عملنا على سيناريو فيلم سيحقق حلمنا في الذهاب إلي حفل توزيع جوائز الاوسكار جنبا إلي جنب مع فيلم المستقبل "البحث عن السبب". 

كما كتب الفلسطيني محمود القبلاوي رئيس مهرجان مالمو السينمائي" البقاء لله، وداعاً المخرج الكبير محمد خان"، بينما كتب السينمائي الكويتي عماد النويري" أعطى عمره الفني محبا وعاشقا ليشعر بلحظه انتماء للوطن الذى كان يعشق بجنون . هو صفحه مميزه ومتفردة لها ملامحها الخاصة في كتاب السينما العربية المعاصرة . هو الذى عاش حياته مبتسما ليقابل أحزان الحياة بالفرح والإبداع والأفلام ، التى رغم قلتها ، قالت الكثير ، اليوم سقط نجم كبير من سماء الفن العربى . ويبقى ماقدمه من فن جميل ،وداعا محمد خان وعلى روحك السلام" بينما كتب المخرج محمد ياسين " وداعا لمن طار علي الطريق"، وكتب المخرج عماد البهات " اللي ابدع مماتش"،في الوقت الذي كتب فيه المخرج أحمد رشوان " أقسى كلمة وداع كتبتها منذ وفاة أمي .. وداعا يا خان .. يا من علمتني عشق السينما وحب الحياة".

وكتبت الفنانة شريهان عبر حسابها الرسمي "وداعاً.. بصمة إبداعية سينمائية مصرية فريدة ووحيدة، حفرت وكتبت بإبداع على جدران التاريخ.. لن ولم تتكرر ..محمد خان ..أحزنني جداً خبر وفاة صديقي ومبدعي المخرج المصري العظيم محمد خان لا يسعنا إلا أن نقول "إنا إليه راجعون لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بحساب وأجل مسمى أسال الله العلي القدير ان يرحمة ويسكنه فسيح جناته ..

وداعاً .. محارب مصري سينمائي من الطراز الأول الأصيل، عاشق سينمائي مصري في نظري عالمي، لا يشبه غير إحساسه وفكره ونفسه. أختار أن يكون وطنه الأول هو السينما وتمني وعَنيَ أشدَّ العناء من أجل أن تكون جنسيته هي الجنسية المصرية، وداعاً يا صاحب القلب الصادق، أيها المخرج المصري الكبير، وداعاً أيها العصبي الهادئ العنيد المُصر على تحقيق جميع أحلامه، وداعاً يا صاحب المسيرة السينمائية المصريّة العَظِيمَة. عزائي فيك إلى مصر والشعب المصري وإلى جميع عشاق السينما في مصر والوطن العربي، إلى جميع النّجوم الحاليين وجميع الفنانين الموهوبين القادمين، عزائي إلى نفسي، ربي يصبر ابنتك الوحيدة نادين على فراقك الغالي، و ينزل السكينة في قلب زوجتك المؤلفة الرائعة وسام سليمان، الله يصبر جميع زملائك وأصدقائك ومُحبيك. أسأل أن يرحمه ويغفر له هو وجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات بواسع رحمته. في سلامة الله إن شاء الله تعالى ورحمته".

من بينها الجارديان ونيويورك ..

رحيل المخرج الكبير يتصدر الصحافة الأجنبية

كتبت - نيفين الزهيري

مع الآلاف من رسائل الوداع التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في كل مكان من مختلف أرجاء العالم، ولم يتوقف الأمر عند هذا فقط، بل اهتمت الصحافة العالمية بنشر خبر وفاة المخرج الكبير محمد خان والذين وصفوه بأنه صاحب حركة الواقعية الجديدة في السينما المصرية مع عرض لأهم أفلامه التي قدمها طوال مشواره الفني، ومن بين هذه الصحف كانت جريدةNew York times والتي نشرت تقريرا عنه وحياته وبداياته وآخر أعماله التي قدمها، ووصفته بأنه أحد المخرجين المهمين في مصر، والذي ركز في أفلامه على تقديم الأمراض الاجتماعية واهتم بمشاكل المرأة والمجتمع النسائي

بينما نشرت جريدة الجارديان نفس الخبر والذي أعلن فيه عن وفاته، وأشارت في التقرير بأنه كان واحدا من الشخصيات السينمائية الرائدة في مصر منذ الثمانينيات، حيث قدم سلسلة من الأفلام حاولت أن تعالج القضايا الاجتماعية، والتي غالبا ما كانت تنتصر للنساء دائما، وذلك من خلال 24 فيلما قدمها في حياته

كما نشرت أيضا أشهر المجلات السينمائية في أمريكا الخبر وهي مجلة "هوليووود ريبورتر" والتي نشرت تصريحات خاصة للمخرجة الفلسطينية نجوي نجار التي قالت فيها "يوم حزين أن نفقد واحداً من المخرجين البارزين في العالم العربي".

في الوقت الذي كتبت فيه اللوموند الفرنسية تقريرا كبيرا عن خان لتوصفه أيضا بأنه واحد من أهم المخرجين المصريين ومنهم خيري بشارة وعاطف الطيب وغيرهم من نجوم الإخراج السينمائي في حركة السينما الواقعية التي تبنوها منذ الثمانينيات، وهو ما أشارت إليه جريدة لوفيجارو الفرنسية أيضا

كما اهتمت الصحافة الألمانية أيضا بالخبر فكتب موقع ORF " خان كان واحدا من صناع الفيلم شهرة في بلاده، كرس خان نفسه في القضايا الاجتماعية في المقام الأول، ودور المرأة في المجتمع المصري، وبالتالي أصبحت واحدة من مؤسسي السينما واقعية في وطنه".

بينما كتب موقعinsider business أن صناع السينما والأصدقاء من أبناء جيله بما في ذلك سعيد الشيمي ويسري نصر الله على مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاة محمد خان الذي سلط الضوء بالسينما التي يقدمها على المشهد الإجتماعي بالبلاد منذ الثمانينيات، أما موقع Screen Daily فكتب أيضا عن قصة حياته ونشأته والأعمال التي قدمها في السينما، وركزوا علي أنه قام إلي جانب كونه مخرجا بأنه كان كاتبا سياسيا حيث نشرت العديد من مقالاته في جريدتي الحياة والتحرير بالإضافة إلي مدونته ونوهت عن كتابه الذي نشره مؤخرا بعنوان "مخرج على الطريق" والذي نشره في ديسمبر 2015

وأكدت أيضا جريدة publico البرتغالية بأن خان تمكن من خلال أعماله السينمائية التي قدمها في معالجة القضايا الاجتماعية ووضع المرأة في بلاده، وأنه يعتبر من قبل النقاد واحدا من مؤسسي السينما الواقعية المصرية، وأشار موقع جريدة الهافنجتون بأن خان واحد من أكبر صناع السينما المصرية، ووصفوه بأنه مدافع قوي عن النساء في أفلامه التي كانت تقوم بمعالجة القضايا الاجتماعية، وطرح محمد خان عالمه السينمائي لخدمة الفقراء في شوارع القاهرة.

كما نشرت قناة BBC البريطانية على موقع العربي تقريرا أيضا عن محمد خان بعد وفاته وكتب فيه "يعد خان من أبرز مخرجي السينما الواقعية في مصر، فقد تناولت أعماله الواقع السياسي والاجتماعي المصري. ومن أبرز أفلامه "زوجة رجل مهم"، و"أيام السادات"، و"ضربة شمس"، الذي حصل على جائزة من مهرجان القاهرة السينمائي في أولى دوراته عام 1979، و"فتاة المصنع"، الذي حصد العديد من الجوائز العربية والدولية".

ومن بين القنوات التي نشرت أيضا تقريرا عن المخرج محمد خان كان التليفزيون سلوفينيا، وروسيا اليوم ووكالة الانباء الفرنسية ورويتزر العالمية وقناة العربية التي أكدت أنه على الرغم من جذور محمد خان الباكستانية ورحلته التعليمية إلى إنجلترا عام 1956 والتي حمل جنسيتها طوال حياته قبل أن يحصل على الجنسية المصرية قبل عامين فقط إلا أنه يعد من أهم مخرجي السينما المصرية الذين غاصوا في أعماق المجتمع المصري وعبروا عنه بصدق في 24 فيلما سينمائيا وذلك كما جسدتها شخصية جابر في "سواق الاتوبيس" الذي كتب سيناريو الفيلم الذي أخرجه المبدع عاطف الطيب أو فيلم "زوجة رجل مهم" مع الراحل أحمد زكي، كما أنه أصبح البطل الحقيقي في حياة العشرات من مشاهير السينما المصرية والعربية الذين كان لخان الفضل في تقديمهم في أعمال ناجحة لأول مرة أو تشارك معهم في أعمال بارزة أثرت الحياة الفنية وتركت بصمة في مسيرتهم.

نعت لجنة الثقافة والآثار والإعلام بمجلس النواب، برئاسة أسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق وأعضائها، ببالغ بالأسى، المخرج السينمائى الكبير محمد خان، وأكدت اللجنة فى بيان لها، أن برحيل "خان"، قد فقدت السينما المصرية والعربية وملايين من جمهورها واحدا من الفنانين المخلصين والملتزمين بقضايا وهموم وطنه وشعبه، متابعه: " كرس حياته كلها من أجل نهضة هذه السينما والبحث عن قصص وأساليب مبتكرة للتعبير عن حياة المصريين وهمومهم وأحلامهم".

وأيضا السفارة المصرية بالولايات المتحدة التي نشرت علي صفحتها نعي للمخرج الكبير الراحل، وأيضا مهرجان دبي السينمائي الذي نشر أيضا نعيا على صفحتها بالصور الأخيرة له في المهرجان الذي شهد عرض آخر أفلامه السينمائية "قبل زحمة الصيف".

الكواكب المصرية في

08.08.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)