كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

حكاية صورة

محطات من حياة «الحريف»

مصطفى عبد الفتاح

عن رحيل

محمد خان..

ملك الشخصيات والتفاصيل الصغيرة

   
 
 
 
 

رحل المخرج الكبير محمد خان، أمس، بعد تعرضه لأزمة صحية مفاجئة، تاركا تراثا سينمائيا عبّر عن مشاكل وأزمات المجتمع، نستعرض منه مجموعة صور من أفلامه التي حققت نجاحًا كبيرًا وأحدثت صدى في الشارع المصري.

من العرض الخاص لفيلم ضربة شمس الذي أنتج عام 1980، وأخرجه محمد خان، بطولة نور الشريف وبوسي وليلى فوزي، وتدور أحداثه حول مصور صحفي يقوم بتصوير حفل زفاف، وأثناء الحفل يصور بالصدفة ورقة مكتوب عليها كلمات غامضة تقود إلى عصابة تتزعمها امرأة تعمل في تزييف النقود وتهريب الآثار، حيث يقع شمس في العديد من الأزمات والمطاردات وتصبح حياته معرضة للخطر بشكل كبير، وهو واحد من الأفلام التي تمكنت فيه ليلى فوزي من التمثيل الصامت بشكل أكثر من رائع.

من كواليس فيلم “موعد على العشاء” إنتاج 1981 وإخراج محمد خان وبطولة سعاد حسني وحسين فهمي وأحمد زكي، وتدور أحداثه حول رجل أعمال يدعى عزت “حسين فهمي” متزوج من نوال “سعاد حسني”، لكنه لايبادلها أي مشاعر ويعتبرها مجرد قطعة من ديكور المنزل، الأمر الذي يدفعها إلى الانفصال عنه، لتتعرف على شكري “أحمد زكي”، الذي يبادلها الحب ويتفقان على الزواج لتشتعل نار الغيرة في قلب عزت، ويخطط لقتل شكري وينحج في ذلك، لتقرر بعدها نوال الانتقام من عزت، فتدعي حبه وتعزمه على العشاء وتطبخ له طعامه المفضل، لكنها تدس بداخله سما، يطلب منها عزت تناول الطعام معه فتستجيب، لتكون نهاية الانتقام الموت.

من كواليس فيلم الحريف الذي أنتج عام 1983 وأخرجه محمد خان وبطولة عادل إمام وفردوس عبدالحميد وعبدالله محمود ونجاح الموجي، وتدور أحداث الفيلم حول شخص يدعى فارس متزوج من دلال وله ابن يسكنان في غرفة فوق السطوح، لكنه ينفصل عن زوجته بسبب حبه الشديد للعب كرة الشراب في الشوارع مقابل المراهنات، الأمر الذي أثر عليه سلبًا بشكل كبير، وأدى إلى طرده من عمله لعدم التزامه وإهماله الشديد، يحاول فارس العودة لزوجته بشكل مستمر لكنها ترفض، ثم تدور الأحداث ويعرض عليه صديق له العمل في معرض للسيارات معه فيوافق، وتعود إليه دلال من جديد، لكنه لم يقلع عن لعب الكرة الشراب، وهذه المرة دون مراهنات.

من كواليس فيلم خرج ولم يعد إنتاج 1984 وبطولة فريد شوقي ويحيى الفخراني وليلى علوي، أحداثه تدور حول موظف بسيط يعيش في منزل آيل للسقوط بالقاهرة، لم يستطع الزواج من خطيبته بسبب عدم قدرته على توفير مسكن للزوجية، لتستمر الخطوبة سبع سنوات وتهدده حماته بفسخها إذا لم يوفر شقة للزواج، فيقرر أن يأخذ إجازة ويسافر إلى قريته لبيع إرثه، وهناك يتعرف على خيرية “ليلى علوي” ابنة كمال بك “فريد شوقي”، ويقع في غرامها ويدور الصراع حول عودته للقاهرة أو البقاء في الريف الهادئ بجانب حبيبته، فيرجح كفة الأخير.

من كواليس فيلم “هند وكاميليا” الذي أخرجه محمد خان 1988، بطولة أحمد زكي ونجلاء فتحي وعايدة رياض، قصة الفيلم تدور حول سيدتين، الأولى هند وهي أرملة شابة تعمل خادمة تقع في غرام عيد النصاب الذي يترك لها جنين دون زواج، في حين أن كاميليا مطلقة حسن تعمل هي الأخرى خادمة وتعول شقيقها وزوجته وأطفال مقابل السماح لها في المبيت بمنزله، تنجح كاميليا في إتمام زوج هند من عيد وتنجب الأولى طفلة جميلة تطلق عليها اسم أحلام، يدخل عيد السجن في جريمة سرقة وتعثر أحلام وكاميليا على المال المسروق ويحاولان تحقيق أحلامهما به، لكن يسرق المال منهما بعد تخديرهما من سائق تاكسي وزميله ليستقيظ وقد فقدتا كل شيء.

مجدي الطيب ينعى الراحل محمد خان:

إنها إرادة الله التي لا نملك لها دفعا

كتب: دينا عبدالخالق

كتب الناقد السينمائي مجدي الطيب، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنه فوجئ بوفاة المخرج محمد خان، صباح اليوم، أثناء تواجده بوهران الجزائرية.

وقال الطيب "استيقظت - في وهران، ذلك الصباح الكئيب على صوت يطالبني بتغيير موضوع مقالي لأخصصه للمخرج محمد خان، واندهشت وسألت إيه المناسبة؟، فقال لي الصوت بحزن "محمد خان مات".. إنها إرادة الله التي لا نملك لها دفعًا".

وروي آخر موقف جمعه مع المخرج الراحل، وأرفقه مع عدد من الصور، مضيفًا "لكني عدت بذاكرتي إلى اللقاء الأخير الذي جمعني به، بعد ما نجحت في إقناعه بالنزول ضيفًا على برنامج (اتفرج يا سلام)؛ ليتحدث عن البطيخة، وجاء إلى استديو 10 بماسبيرو مبكرًا، وجئت متأخرًا، فبادرني وهو يضحك معاتبًا (يعني أنا آجي قبلك.. ده كلام!).. وطوال فترة التصوير كان الطفل الجميل الهادئ والمشاغب إذا اقتضى الأمر، وعاد إلى مداعبتي (مش هتاخد لنا الصورتين بتوعك؟)".

وتابع "أثناء التصوير فوجئت بنظرته اللماحة، أن الناقد أحمد شوقي، الذي أدار الحلقة، يرتدي قميصًا يُطابق لون التي شيرت الذي يرتديه، فطالبه بأن يغير مكانه في الكادر التالي".

وتابع حديثه عن "البطيخة" ومشواره وأسلوبه وحبه للمدينة والشوارع والناس، وكأنه الحديث الأخير، وأحسب أنه كذلك بالفعل، بل أجزم أنه الحوار المصور الأخير في حياته، رحمك الله أستاذنا الذي وصفوك بـ"الديكتاتور" في حين يعرف كل من التقى بك يومًا أنك الطفل البرئ، الذي ينفعل ويثور ويغضب وينتفض، وفي لحظة يهدأ ويبتسم.. وقد يعتذر!".

«الحرِّيف» يغادر بلا تكريم

كتب: نورهان نصرالله

مثلما عاش بهدوء وسكينة، رحل دون صخب، فلم يمنحه القدر أياماً أخرى ليشهد تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى.. رحل المخرج السينمائى المخضرم محمد خان، ليحرمنا من متعة مشاهدته واقفاً على المسرح الكبير، يحمل الجائزة بيد ويلوح للجميع باليد الأخرى، وابتسامته الطفولية تملأ وجهه الدائرى.. أخذه الموت ليبقى ذلك المشهد حبيساً فى صورة يؤطرها برواز ويزينها شريط الحداد الأسود. رحل «خان» قبل تكريمه من المهرجان السينمائى الأبرز فى مصر والوطن العربى، بعد أن قررت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى برئاسة الدكتورة ماجدة واصف، فى أبريل الماضى، تكريم المخرج محمد خان ومنحه جائزة فاتن حمامة التقديرية التى صممها الفنان الكبير آدم حنين، وكان من المقرر أن يتسلم الجائزة فى حفل افتتاح الدورة الـ38 من المهرجان. من جهتها، أعلنت إدارة الدورة الـ32 من مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط برئاسة الناقد الأمير أباظة، بعد الإعلان عن خبر الوفاة بساعات قليلة، تكريم المخرج الراحل ضمن فعاليات المهرجان. وأكدت الدكتورة ماجدة واصف، رئيس الدورة الـ38 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، أن تكريم المخرج محمد خان من المهرجان ما زال قائماً ولم يتأثر بالوفاة، ومن المقرر أن يتسلم الجائزة أحد أبنائه، قائلة: «التكريم ما زال قائماً سواء بالنسبة للجائزة أو الكتاب الذى يعده الناقد والكاتب محمود عبدالشكور، ولن يشهد الوضع أى تغير».

من جانبه، قال أسامة عبدالفتاح، نائب رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى إن إدارة المهرجان قررت تكريم المخرج الراحل محمد خان فى الدورة الـ32، متابعاً: «كان من المقرر تكريم المخرج محمد راضى وليس محمد خان الذى سبق تكريمه فى إحدى الدورات السابقة من المهرجان، وكان من المقرر تكريمه فى الدورة المقبلة من مهرجان القاهرة، ولكن الوفاة دفعتنا لتكريمه، على الرغم أنه لم يكن ذلك ضمن الخطة الأساسية، لأن المهرجان هو الفعالية السينمائية الأولى التى تقام بعد الوفاة. أضاف «عبدالفتاح» لـ«الوطن»: «التكريم سيشمل برنامجاً من أهم أعمال خان السينمائية التى أثرى بها السينما المصرية وندوة تكريمه، ومجموعة من الفعاليات لم نستقر عليها حتى الآن.

مخرج على الطريق.. «خرج ولم يعد»

كتب: سحر عزازى

رحل المخرج الكبير محمد خان وترك لنا إرثاً سينمائياً كبيراً من خلال تقديم 23 فيلماً امتازت بجمال الصورة ونصرته للمرأة وانحيازه لحريتها.

«الشناوى»: صاحب موهبة فى «الكتابة».. و«قاسم»: عكس الصورة الجمالية للطريق

حصلت أفلامه على جوائز من مهرجانات عالمية، من بينها جائزة التانيت الفضى، ومهرجان قرطاج السينمائى الدولى 1984، وجائزة السيف الفضى، وجائزة أفضل ممثل لأحمد زكى عن دوره فى فيلم «زوجة رجل مهم»، من مهرجان دمشق السينمائى الدولى 1987.

وحصل فيلمه «أحلام هند وكاميليا» على جائزة أفضل ممثلة لنجلاء فتحى فى مهرجان طشقند الدولى بالاتحاد السوفيتى 1988. يقول الناقد طارق الشناوى إن الراحل «خان» عندما أصدر كتابه «مخرج على الطريق» منذ عدة أشهر، ليضم جميع مقالاته، طلب منه كتابة مقدمته، لافتاً إلى أنه كان يتمتع بموهبة فى الكتابة، فضلاً عن علاقته الحميمة والوطيدة به. ويضيف «الشناوى»: كان خان إنساناً رائعاً دافع عن المرأة فى السينما كما فعل إحسان عبدالقدوس فى الرواية، ونزار قبانى فى الشعر، كما أنه تحدّث عن الحرية، ونجد أن العمق عند نزار وعبدالقدوس ليس دفاعاً عن المرأة بقدر ما هو دفاع عن الحرية، وكان «خان» أكثر إنسان دفاعاً عن المرأة بما أنها الأكثر عرضة للكبت داخل الوطن العربى. كما أنه أكثر مخرج لديه بلاغة إبداعية فى الشريط السينمائى، كان يكتب بروح الزمن والحالة التى نعيشها لأن كل شىء متغير، ذلك فى «قبل زحمة الصيف»، و«فتاة المصنع». وأوضح أن «خان» استثنائى فى تاريخ السينما العربية كلها، وكان عنواناً للمصريين فى كل المهرجانات التى شارك بها والجوائز كانت تُنسب لنا جميعاً رغم أنه حصل على الجنسية المصرية فى وقت متأخر منذ عامين فقط، لكن الجنسية لا تعنى شيئاً، فهو مصرى قبل الجنسية وبعدها. ويقول الناقد محمود قاسم إنه كان معجباً بـ«خان» منذ بدايته، لافتاً إلى أنه اهتم بسحر الطريق داخل المدينة أو خارجها، وأغلب أفلامه عن الطريق والبحر والسياحة ظهرت فى «قبل زحمة صيف».. قدم شيئاً مختلفاً تماماً بطريقته الخاصة. وأضاف: كان عاشقاً للطريق، وفى بعض الأفلام كان معه مدير التصوير سعيد الشيمى، ونقل صوراً للطريق مختلفة عن السينما فى أول أفلامه «ضربة شمس»، جمع كل أروقة المدينة من شوارع وغيرها، وكان معظم المخرجين نظرتهم للطريق على أساس أنه شاشة فى الخلفية فقط، جاء «خان» وألغى كل هذا، وأصبحت الصور مختلفة. وله عدد من الأفلام المميزة، وكان ذكياً جداً وتعامل مع كتّاب سيناريو مهمين جداً، كنت أتمنى أن أقوم بتأليف كتابه المقرر صدوره فى مهرجان القاهرة السينمائى ولكن وقع الاختيار على زميلى الناقد محمود عبدالشكور».

وأضاف: «نحن أمام مخرج مختلف وجيل بدأ يتساقط، قدّم أنواعاً كثيرة من الأفلام. وقال مسعد فودة، نقيب المهن السينمائية، إن الراحل من الشخصيات التى لها أثر فى صناعة السينما فى مصر من خلال مجموعة أفلام كان لها دور كبير فى تشكيل وجدان أجيال كثيرة. وأضاف: قضى وقتاً طويلاً فى مصر، وكانت هناك مشكلة فى الجنسية تم حلها وحصل عليها، كما أنه رجل أضاف الكثير وكان منذ فترة قريبة فى بغداد بفيلمه الأخير «قبل زحمة صيف» واستُقبل بحفاوة شديدة، وجميع أعماله كانت نقلة نوعية فى السينما المصرية، وكنا دائماً نلمس قيمة من القيم الشعبية فى أعماله.

وقال الكاتب الكبير بشير الديك: تعرفت على «خان» بعد عودته من لندن عن طريق نور الشريف، وبدأنا حياتنا الفنية معاً، وقدمت معه «الرغبة»، وبعد ذلك قدمنا «طائر على الطريق» مع أحمد زكى، و«موعد على العشاء» و«الحريف» و«نص أرنب». وأضاف: كنا صديقين أقرب إلى الأخوين.. لم يكن هناك حدود بيننا على الإطلاق ككاتب ومخرج. كانت لدينا أحلام بلا حدود، نقدم السينما التى نحبها، هكذا التقينا فى هذه النقطة إلى أن تعرفنا على عاطف الطيب، وكانت معنا نادية شكرى وكوّنا شركة «أفلام الصحبة» وأنتجنا من خلالها «الحريف». وتابع: محمد صديق على المستوى الشخصى والعائلى، وهو مخرج من أهم المخرجين المصريين الذين يعرفون أدواتهم جيداً ولديهم طموح سينمائى لنقل صورة مختلفة ومتميزة تحمل بصمته.

فنانون ونقابيون فى جنازة «خان» بالمعادى

كتب: إلهام زيدان

شيعت أمس جنازة المخرج الراحل محمد خان، بعد أن أقيمت صلاة الجنازة على روحه بالمسجد الكويتى فى منطقة «زهراء المعادى»، عقب صلاة ظهر أمس، ثم اتجهت الجنازة ليوارى الجثمان الثرى فى مقابر أسرة الراحل بمنطقة القطامية.

تشييع الجثمان من مسجد «الكويتى».. والحزن يخيم على أسرة الراحل.. وحضور كبير لزملائه وتلامذته

وشهدت الجنازة حضور عدد من الفنانين والنقابيين والإعلاميين، وغياب آخرين ممن تعامل معهم المخرج الراحل فى أعمال عديدة، وشارك الفنان خالد النبوى، وأشرف زكى، نقيب الممثلين، والفنانة سلوى محمد على، وسامح الصريطى، عضو مجلس نقابة الممثلين، والفنان سيد رجب، والمنتج محمد حفظى، والإعلامى محمود سعد، والمخرج يسرى نصرالله، والمخرج داود عبدالسيد، والمنتج جابى خورى والمخرجة كاملة أبوذكرى، والفنانة ابتهال الصريطى، ومدير التصوير سعيد الشيمى، ونقيب السينمائيين مسعد فودة.

ودخلت زوجة المخرج الراحل الكاتبة وسام سليمان وابنته فى حالة انهيار وبكاء شديد لحظة وصول جثمانه إلى المسجد لأداء صلاة الجنازة عليه.

وكان «خان» قد وافته المنية فجر أمس، عن عمر يناهز 73 عاماً، إثر تعرضه لأزمة صحية مفاجئة، دخل على أثرها أحد مستشفيات المعادى فى الساعات الأولى من صباح أمس. فيما كان «خان» فى آخر أيامه يستعد لإنجاز فيلم سينمائى جديد بعنوان «بنات روزا» من إنتاجه وتأليف زوجته الكاتبة وسام سليمان، وبطولة الفنانة غادة عادل.

رحيل «رائد الواقعية»

كتب: نورهان نصرالله

خلق عالمه السينمائى بملامح فنية وتفاصيل إبداعية شديدة الخصوصية، فجاء إنتاجه الفنى نوعاً جديداً من السينما تمرد به على كل ما هو معتاد. تحلى بالشجاعة والجرأة اللازمتين لتحقيق أحلامه فى سينما مختلفة، تتماهى مع الواقعية السحرية المصرية، وتستلهم التراث الشعبى فى كل جوانبها. وعلى مدار 36 عاماً فى مشواره الفنى قدم «خان» مجموعة من الأعماب السينمائية التى كونت بعداً جديداً للواقع يعبر عن روح المدينة، متمسكاً بالعصرية، فأثرى تاريخ السينما بروائع عديدة، ولم يعتمد فيها على الجانب الاجتماعى فقط بل تطرق للبعد السياسى أيضاً، وعالجه بطريقة عبقرية. محمد خان، المولود لأب باكستانى وأم مصرية، حاز محبة المصريين منذ انطلاق أول أعماله السينمائية، ولم يتعامل معه أحد على أنه أجنبى الجنسية، وعندما حصل على الجنسية المصرية، وهو فى سن الثانية والسبعين، كانت بمثابة «تحصيل حاصل» بالنسبة له ولمحبيه، فهو مصرى الروح والهوى، بل وأكثر مصرية من كثيرين يحملون الجنسية المصرية ولا ينتمون فكرياً أو وطنياً لهذا البلد. نجح محمد خان أن يتمرد على القوالب السينمائية الجامدة ويصل لمعادلة جديدة وقف أمامها صناع السينما طويلاً، جمعت بين تقديم عمل فنى متميز وتحقيق التوحد مع الجماهير الذين تعبر عنهم الأفلام بصدق. ظل محمد خان حاضراً فى المشهد السينمائى، رغم العقبات العديدة التى واجهته فى حياته، وما تعرض له مؤخراً من وعكات صحية متكررة، لكن المرض أو حتى الموت الذى غيب جسده عنا لن يستطيعا أن يغيبا شمس موهبة محمد خان التى ستظل ساطعة فى أعماله الخالدة وفى قلوب محبيه.

"أحلام هند وكاميليا".. عندما أراد "خان" أن يجمع بين سعاد حسني وفاتن حمامة

كتب: ميسر ياسين

ما وراء كواليس الفيلم الذي حقق نجاحًا كبيرًا في أواخر الثمانينات من القرن الحالي، "أحلام هند وكاميليا"، ذكرها المخرج الراحل محمد خان، في كتابه "مخرج على الطريق".

وقال خان: كانت تسير مفرودة القامة بخطوات شبه عسكرية، وهي تحمل السبت الممتلئ بالخضراوات على رأسها دون أن تسنده بيد، اسمها هند علي خضر من قرية صغيرة بمركز قويسنا المنوفية، عملت لدى أهلي خادمة، وتحولت إلى شبه مربية لي حوالي عشر سنوات من عمري، وكلما كنت أتذكرها كان هناك دافع قوي داخلي يؤكد لي أنه في يوما ما هذه الـ "هند" ستكون موضوعًا لفيلم من أفلامي، وقد كان بالفعل لتصبح هند المربية الريفية إلهامًا لفيلمي "أحلام هند وكاميليا".

قصة الفيلم مستوحاة من الخادمة التي ربت خان حتى العاشرة من عمره

وأضاف في كتابه: "في البداية كانت فكرة حياة خادمة تداعب خيالي حتى استقررت على فكرة صداقة خادمتين هند الريفية أرملة بسيطة، ثم كاميليا من المدينة عاشت تجارب حياتية كثيرة وتعول أخًا عاطلًا.. زاد اقتناعي بفكرة الفيلم، وفجأة اشتعل حماسي مع فكرة إسناد أدوار هند وكاميليا إلى كل من فاتن حمامة وسعاد حسني، وبدأت اتصالاتي، مع كل منهما، ومع هذا الحماس بدأت قصة هند وكاميليا تكتمل وشكل السيناريو ظهر بوضوح شديد أمامي ثم ظهرت الطفلة أحلام في الموضوع وأصبح الثلاث هن (أحلام هند وكاميليا)، وشعرت بحاجة ملحة إلى حوار مناسب، ورشح لي مصطفى جمعة كاتب وإذاعي ومسرحي".

تحفظت سعاد حسني على بعض التفاصيل فاستبعدها هي وفاتن حمامة

وتابع: قررت أن أبدأ بالفنانة سعاد حسني وقرأت السيناريو، واجتمعنا بعد ذلك في نادي الجزيرة عدة ساعات نشرب الليمون المثلج، وكنت أدون ملاحظاتها واستمع إليها بإخلاص شديد، وفي نهاية اللقاء أيقنت أن الفجوة بيننا في الرؤية واسعة ومن الصعب حتى وضع جسر بيننا وبخبرتي كمخرج مع سعاد خاصة خلال تجربتنا معًا في فيلم "موعد على العشاء" كنت أعلم أنه بالنسبة لها إن لم تقتنع كاملًا فلن تستطيع أن تعطي كل ما أتمنى أن أراه في الدور، ومن هنا أصبحت فكرة فاتن وسعاد تمثل لي المستحيل، ولم أستطع أن أتخيل واحدة دون الأخرى في الفيلم، وبدأت أبحث عن بدائل في الترشيحات.

وأردف خان في كتابه: "كانت الفنانة نجلاء فتحي أول اختياراتي في دور كاميليا التي كنت دائمًا أتصورها طويلة القامة، وبعد أن قرأت نجلاء السيناريو حددنا لقاء في منزلها، وهناك بعد أن فتحت لي الباب خادمتها وانتظرت في الصالون لمحت خادمة أخرى تقترب من العمق حتى اتضح لي أنها نجلاء تستقبلني وهي تعيش دور كاميليا أمامي".

مكياج إلهام شاهين سبب استبعادها من الدور.. و"رضا" بنت الخادمة فازت بدور الطفلة في الفيلم

وأضاف: تحمس أحمد زكي لدور عيد البلطجي في الفيلم، ثم الفنانة نورا التي رشحت لدور هند ووافقت عليه إلا أنها تساءلت عن ترتيب أسماء النجوم، وكان ذلك شبه نية اشتراط ما لولا أنني كنت واضحًا جدًا أن اسم نجلاء سيسبق اسم أحمد ويليهما اسمها، وحينما قدمت اعتذارها عن الدور فهمنا جميعًا السبب الحقيقي لذلك، وفجأة خطر ببالي ترشيح إلهام شاهين، بناءً على إعجابي بدورها في فيلم "الهلفوت"، وفجأة انتابني شعور غريب بعد محادثة تليفونية سبب لي قلقًا شديدًا خاصة في تصورها للدور وهي تتحدث عن ماكياج ستحضره من إيطاليا.

وتابع: أثناء زيارة عائلية لمنزل الكاتب السياسي "محمد سيد أحمد" لاحظت وجود طفلة اسمها رضا هي بنت الخادمة صباح التي تعمل لديهم، وبعد أكثر من زيارة بدأت الطفلة رضا تصبح الطفلة أحلام في الفيلم، وأرشدت الإنتاج ألا تتقاضى رضا أجرًا عن دورها في شكل نقود بل في شكل أساور ذهب تحتفظ بها أمها لها خوفًا من الأب العاطل.

من كتاب "مخرج على الطريق".. حينما صالحت مديحة كامل "خان" بطبق "مكرونة إسباجتي"

كتب: ميسر ياسين

أخرج الراحل محمد خان فيلمين للفنانة الراحلة مديحة كامل، هما فيلم "الرغبة" عام 1979، وفيلم "مشوار عمر" عام 1986، وهما ثاني وتاسع أفلامه الروائية، كما يوضح خان في كتابه "مخرج على الطريق"، والذي يروي فيه الخلاف الذي نشب بينه وبين الفنانة مديحة كامل، وكيف انتهى.

يقول خان في كتابه "مخرج على الطريق": "كانت (دوحة) كما كان يناديها المقربون إليها وزملاء المهنة في قمة النجومية، واللافت للنظر هو أن تذكرة نجوميتها كانت دورها كجاسوسة لإسرائيل في فيلم الصعود إلى الهاوية، وهو دور رفضته العديد من نجمات تلك الفترة خوفا من سلبيات الشخصية على المستوى الوطني وحماية لشعبيتهم".

وتابع خان: "أثناء تصوير فيلم (مشوار عمر)، نشأ خلافا حادا بيني وبين مديحة كامل، في لحظة ما بسبب ظرف ما، وغادرنا مكان التصوير ولا يعرف أحد إذا كانت ستحضر في اليوم التالي أم لا، وفي المساء اتصلت بها تليفونيا، وفي لهجة رسمية، سألتها باختصار شديد إذا كانت ستواصل عملها، وكان ردها باختصار شديد وبرقة: "يا محمد إحنا كل ما نكبر الأصحاب بيقلوا"، وبالفعل واصلت عملها اليوم التالي ودام الخصام بيننا عدة أيام.

وأردف خان في كتابه: "أرسلت لي مديحة طبق إسباجتي طبخته بنفسها في الكرافات الذي كان معنا أثناء التصوير الخارجي في منطقة البحر الأحمر، وحينما احتجت لها أن تتوسط لي في اكتساب تخفيض ثمن سيارة لم تتردد لحظة وقابلتني في الصباح الباكر لنذهب سويًا إلى أجانس السيارات".

الوطن المصرية في

27.07.2016

 
 

الأربعاء، 27 يوليه 2016 - 12:18 ص

مدحت العدل ناعيا محمد خان:

أعظم من قدموا مصر فى أفلامهم

كتب إسلام جمال

نعى السيناريست الدكتور مدحت العدل، المخرج الراحل محمد خان، الذى وافته المنية، صباح أمس الثلاثاء، مشيراً إلى أنه واحد من أعظم من قدموا مصر فى أفلامه. وكتب العدل عبر حسابه على "تويتر"،:"وداعاً الصديق العزيز والمخرج العبقرى محمد خان واحد من أعظم من قدموا مصر فى أفلامه وللأسف لم يحصل على جنسيتها إلا السنة الماضية فقط.. رحمه الله". 

الأربعاء، 27 يوليه 2016 - 03:50 ص

أصالة ناعية محمد خان:

لطالما عشقت ابتسامته وملامحه الطيبة الذكية

كتب محمد تهامى زكى

نعت المطربة السورية أصالة نصرى، المخرج الراحل محمد خان، الذى رحل صباح الثلاثاء، عن عمر ناهز 74 عاما، بعد مشوار حافل من العطاء. وكتبت "أصالة" عبر حسابها الرسمى على انستجرام: "لم ألتقيه عمرى إلا أننى لطالما عشقت ابتسامته وملامحه الطيبة الذكية، محمد خان رحمه الله وصبر قلب أحبته". ومن المقرر إقامة عزاء المخرج الراحل، الجمعة المقبل، فى مسجد عمر مكرم بميدان التحرير

الأربعاء، 27 يوليه 2016 - 06:13 م

"المهن السينمائية" تنعى محمد خان: "رحل ولكن إبداعاته باقية"

كتبت - أسماء مأمون

نعت نقابة المهن السينمائية المخرج الكبير محمد خان الذى وافته المنية فجر أمس الثلاثاء، إثر أزمة صحية مفاجئة ألمت به. وأكدت النقابة فى بيان لها أصدرته منذ قليل أنها ستظل تفخر إلى الأبد بوجود المبدع الراحل محمد خان فى قوائم أعضائها، لأنه كان قدوة يقتدى بها الجميع فى الأخلاق الحميدة والإخلاص فى العمل. وقال نقيب المهن السينمائية مسعد فودة: "إن العبقرى الراحل محمد خان رغم وفاته، إلا أن سيرته العطرة باقية، ورغم أن جثمانه فارق الحياة، إلا أن أعماله الخالدة فى السينما ستظل حاضرة للأبد، ومثلما تتلمذ على يده أجيال من المخرجين، ستظل إبداعاته تشكل وجدان أجيال جديدة من صناع السينما

الأربعاء، 27 يوليه 2016 - 07:00 م

يحيى الفخرانى يحكى ذكرياته مع محمد خان فى "خرج ولم يعد" و"عودة مواطن"

كتب العباس السكرى

يصف النجم الكبير يحيى الفخرانى، المخرج الراحل محمد خان أنه من أفضل السينمائيين الذين تعاون معهم طوال رحلته السينمائية، ويقول: "استرحت معه كثيرا فى التعاون الفنى الذى حدث بيننا، وكان دائما يميل إلى راحتى". ويحكى النجم الكبير لـ"اليوم السابع" بعضا من ذكرياته مع المخرج الراحل قائلا: "ونحن نصّور فيلم "عودة مواطن" كانت البطلة أمامى ميرفت أمين وتجسد شخصية شقيقتى الصغرى، وجمعنى معها مشهد طويل وصعب، وكان من المفترض لا أنظر اليها سوى عند القائى جملة بعينها، وبعد انتهاء المشهد شعرت أنى لم أجسده بالمعنى المطلوب وفوجئت بخان يقول لى هايل جدا". ويستكمل يحيى الفخرانى حديثه: "فيلم خرج ولم يعد كان رواية.. وقتها قرر خان أن يصنع لى فيلما، حيث كنت اعتذر عن أفلام المقاولات لدرجة أنه لم يبق لى سوق فى السينما نهائيا، وواجهنا مشكلة حقيقية فى أن أسمى لا يوزع سينمائيا، وعرضنا العمل على النجم الراحل فريد شوقى، ووافق على المشاركة فى العمل وتحمل التوزيع ونفذنا الفيلم". 

محمد خان خرج ولم يعد

أحمد إبراهيم الشريف

هل تأملت من قبل فى شخصية المخرج المصرى محمد خان، لو فعلت ذلك، وتأملت حضوره فى برنامج تليفزيونى، أو رأيت صورته مبتسمة منشورة فى جريدة بعد فوزه بجائزة، فسوف تعرف أن السينما التى يقدمها هى جزء من روحه، وتعبير عن مفهومه للحياة التى يحبها ويتمناها، فمثلًا فيلم «خرج ولم يعد» الذى تم إخراجه 1984 يظل علامة مميزة، ليس فى تاريخ صناعه ونجومه فقط، لكن فى تاريخ مشاهديه أيضًا، الذين يظلون يتساءلون: كيف استطاعت الكاميرا أن ترصد لحظات السعادة، وتعرف الطريق إلى تفاصيلها البسيطة داخل الإنسان، وفى نهاية الفيلم يرددون «شكرًا محمد خان». عن هذا الفيلم قال محمد خان فى إحدى الندوات: فيلم «خرج ولم يعد» صورناه لمدة أربعة أسابيع فى قرية بجوار كفر شكر، وكنا جميعًا مستمتعين للغاية، عندما تكون كواليس الفيلم مريحة ينجح العمل، ويظهر ذلك على الشاشة. فى أفلام محمد خان أنت تحب السينما، وتتعامل معها بكونها كتبًا ممتلئة بالصور الملونة الجميلة التى تترك أثرها الإيجابى على روحك، حتى هاجس الخوف دائمًا ما يوجد ما يفنده، فالشخصيات مرسومة بعناية، تحيطها هالة من الموسيقى، ومن الرغبة الملحة للحياة. لوقت طويل كان يصيبنا الرعب كلما عرفنا أن محمد خان المولود سنة 1942 لأب باكستانى وأم مصرية، وألف بالإنجليزية أول كتاب عن تاريخ السينما المصرية بعنوان «مقدمة للسينما المصرية»، ثم عاد إلى مصر وأصبح من رموز ما يسميه النقاد بـ«الواقعية الجديدة» فى السينما المصرية، لم يحصل على الجنسية المصرية إلا عندما أصبح عمره 71 عامًا، وأنه ظل طوال عمره يطالب بحقه فى الاعتراف به مصريًا. كثيرة هى الأشياء الجميلة التى فعلها محمد خان فى حياتنا، ويكفيه أنه استطاع أن يكتشف الكثير من روح التمثيلية البديعة للنجوم أحمد زكى، ونور الشريف، ويحيى الفخرانى. قدم محمد خان الكثير الذى حقق لنا السعادة على هذه الأرض، ورحل، لكن إبداعاته المتعددة ستظل تمنحنا القدرة على مواجهة الحياة، سنحلم بالخروج إلى عالم أفضل، حتمًا لن نفكر فى العودة مرة أخرى إلى الكآبة التى كنا نعيش فيها

اليوم السابع المصرية في

27.07.2016

 
 

أحمد رشوان: محمد خان مدرسة تعلم منها الجميع

كتب: ريهام جودة

قال المخرج أحمد رشوان، إن محمد خان كان فنانا مميزا على المستوي المهني والانساني، وكان يمتاز بأنه مبهجًا ويحرص على اضحاك من حوله، ومفعما بالأمل في تقديم كل ماهو جديد ويحقق شغفه بالسينما.

وأشار رشوان لـ«المصري اليوم» إلى أن «خان» كان مفعما بالشباب والطاقة الإيجابية أكثر منهم كشباب عملوا معه.

وتابع: «كانت روحه أصغر منا، مليئا بالحيوية والنشاط والمحبة لمن حوله، واستفاد من مدرسته الجميع، ممثلين ومخرجين وكتاب سيناريو ومساعدي إخراج، وكان يحرص على اكتشاف واستيعاب الطاقات والمواهب الجديدة».

وكشف «رشوان» أنه كان من المفترض أن يلتقي خان مؤخرا، لكنه اتصل به هاتفيا ليؤجل موعدهما، من الحمعة للأحد، واستشعر أن صوته متعبا، رغم أنه كان بصحة جيدة خلال شهر رمضان، قبل تعرضه لكسر في ساقه، ومع ذلك كان ضاحكا ساخرا كعادته رغم آلامه.

ولفت رشوان إلى تميز خان في أسلوبه الإخراجي ونشاطه كمخرج ومنتج وتدريسه للفنون السينمائية ومشاركاته في المهرجانات وتأسيسه حركة فنية لها بصمتها، قدم من خلالها الممثلون بشكل مختلف، حتى للممثل الواحد، فنجلاء فتحي في أحلام هند وكاميليا تختلف عن نحلاء في فيلم سوبر ماركت، وفاروق الفيشاوي في مشوار عمر قدم دورًا جديدًا تمامًا عليه.

واختتم رشوان بالتأكيد على أنه كان بصدد تقديم فيلما تسجيليا عن خان الفترة المقبلة، وكان خان سيظهر فيه للحديث عن مشواره، وسيبحث خلال الفترة المقبلة كيفية تقديمه بعد وفاته.

المصري اليوم في

27.07.2016

 
 

حكايات ''خان'' مع رؤساء مصر.. فيلم وزيارة مدرسية وهتاف يوغسلافي

كتب- محمد مهدي:

للمخرج الكبير محمد خان، مسيرة طويلة في عالم الفن، بداية من عشقه الأول السينما، إلى الإعلانات، مرورًا بالفيديو كليب والفوازير، سرد الكثير عنها عبر لقاءات إعلامية ممتدة على مدار تاريخه، غير أن جانبًا آخر لم يتطرق إليه سوى مرات قليلة، عن حكاياته مع رؤساء مصر، نسرد أبرزها في السطور التالية.

محمد نجيب

في بداية الخمسينيات، وقف الصبي "محمد خان" ذات يوم، أمام مرآته، يُصفف شعره، ويتأكد من أناقة زيه المدرسي، قبل أن يغادر على عجل إلى منطقة حدائق القبة، حيث تقع مدرسته "النقراشي النموذجية"، حالة من التأهب والترقب سادت الأجواء، الصمت يطبق على المكان، فيما يقف الأساتذة أمام صفوف الطلبة وعينيهم ناحية البوابة، قبل أن يصيح أحدهم بقدوم الرئيس.

دخل الرئيس محمد نجيب، إلى المدرسة، ناظرًا للأمام، بخطوات عسكرية ثابتة، وتحت إبطه عصاته المميزة باحثا عن نجله أحد الطلبة هناك، فيما كان "خان" ينظر مشدوهًا إلي الرئيس، في المرة الأولى والأخيرة التي يراه بينما لا يفصل بينهما سوى أمتار. كانت لحظة لا تُنسى-وفق خان-.

عبدالناصر

أمام المدرسة ذاتها، وقف "خان" في أحد الصفوف المتراصة من الطلبة، ممُسكين بالعلمين المصري واليوغوسلافي، متأهبين، بينما يمر أمامهم "أمين هنيدي" مدرس التربية الرياضية-حينذاك- مُذكرًا إياهم بكلمات يسمعها الصبيان دون أن يفهموا منها شيء، قبل أن تمر سيارة مكشوفة تحمل الرئيس جمال عبدالناصر برفقة المارشال جوزيف تيتو، رئيس يوغوسلافيا، ليصيح "خان" مع زملائه بالهتاف اليوغسلافي. "ناصر" يلوح لهم بيديه، والصبي قلبه يرتجف.

السادات

لم يكن "حامد حسن خان" والد المخرج الكبير، منشغلًا فقط بتجارته في استيراد وبيع الشاي، أو هوايته بمتابعه أحدث أفلام السينما، حيث حمل على أكتافه مسؤولية الجالية الباكستانية في مصر، ومن ضمن مهامه تنظيم الاحتفاليات القومية لأبناء دولته، التي تحرص الرئاسة المصرية على التواجد الشرفي فيها عن طريق ممُثل لرئيس الجمهورية.

يوم لا يسقط من ذاكرة "خان"، عندما رافق والده في واحدة من احتفاليات الجالية الباكستانية، ليرى محمد أنور السادات-وكان لايزال وقتها نائبًا للرئيس عبدالناصر- متواجدًا في المكان، مقتربًا من أبيه، قابضًا على يديه بمحبة غامرة، ناقلًا تهنئة "عبدالناصر" بالعيد القومي لهم.

مرة أخرى، يلتقي "خان" بـ "السادات"، وهو مايزال في سن الـ 11 عاما، يجلس في الصف الثالث أثناء إحدى احتفاليات قيام ثورة يوليو، بينما يجلس الأخير في الصف الأول. لتجمعهما صورة واحدة. احتفظ بها الصبي لسنوات قبل أن تضيع منه.

حكاية المخرج الكبير مع "السادات" لم تنتهِ، حيث أتته الفرصة عن طريق صديقه وبطل أفضل أفلامه الفنان "أحمد زكي" لإخراج فيلم عن رئيس مصر، أثارته التفاصيل الإنسانية للطفل الفلاح الذي صار ذات يوم على رأس السلطة، وحاول قدر الإمكان-وفق وصفه- إتباع الحيادية في الحكي عنه سينمائيًا، حيث ظهر الفيلم في عام 2001.

مبارك

لقاءين التقى فيهما "خان" مع الرئيس المعزول محمد حسني مبارك وجها إلى وجه، إحداهما في معرض الكتاب، في منتصف التسعينيات، بعد أن تلقى المخرج دعوة من رئاسة الجمهورية بضرورة الحضور في أحد لقاءات الرئيس مع المثقفين والفنانين على هامش زيارته للمعرض، حضر الفنان الكبير مبكرًا، جلس في الصفوف الأخيرة. مرت عليه الفترة التي وصل فيها "مبارك" ثقيلة، لم تخلو من ملل الأحاديث التي يراها تقليدية ومُكررة.

المرة الثانية، عندما طلب "مبارك" مشاهدة فيلم "أيام السادات" في عرض خاص. بعد ظهور تتر النهاية، صفق الرئيس لفريق العمل، والتقى بهم، وعندما وقف "خان" أمامه، ابتسم له قائلًا "كنت فاكر نفسي هنام بس الفيلم شدني".

مرسي

كان "خان" أحد الفنانين المتحمسين لإنهاء حُكم الرئيس المعزول "محمد مرسي" سريعًا، بعد عام واحد من حُكمه، حيث شارك في التوقيع على حملة "تمرد" التي اندلعت حينذاك للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، لكن المخرج لم يخفِ حزنه لعدم تمكنه من الإمضاء على استمارات تمرد لكونه لا يحمل الجنسية المصرية.

عدلي منصور

منذ عامين، تحديدًا في شهر مارس 2014، أصدر الرئيس المؤقت عدلي منصور، قرارًا جمهوريًا بمنح المخرج محمد خان الجنسية المصرية، طبقًا للمادة الخامسة من القانون رقم 26 لسنة 1975، بعد عرضه على وزير الداخلية، فيما استقبل "خان" الخبر بفرحة غامرة، معتبرًا إياها "رد اعتبار".

صحيفة فرنسية عن محمد خان: كان مناصرًا لقضايا المرأة

كتبت- أسماء ابراهيم:

قالت صحيفة "لو سوار" الفرنسية إن المخرج المصري محمد خان والذي وافته المنية يوم الثلاثاء عن عمر ناهز 74 عاما إثر أزمة قلبية، كان مناصرا لقضايا المرأة.

وأضافت الصحيفة أن "خان" من أشهر المخرجين المصريين في زمانه وتميز بالأفلام الاجتماعية الهادفة.

وتابعت " خان عالج في أفلامه أهم قضايا المجتمع المصري، وخصوصا قضايا المرأة المصرية والعربية حيث أسس خان مدرسة السينما الواقعية المصرية منذ عام 1980".

وأوضحت الصحيفة أن محمد خان ناقش في فيلم "زوجة رجل مهم" الحالة النفسية لضابط شرطة مهوس بالسلطة واختير الفيلم ضمن أفضل 100 فيلم عربي - وفقا للصحيفة.

كما ناقش في فيلم "فتاة المصنع" قضية المرأة التي تتعرض للتميز العنصري بسبب جنسها، وفاز بجائزة دبي وحصلت البطلة ياسمين رئيس على جائزة أفضل ممثلة.

موقع مصراوي في

27.07.2016

 
 

إهداء إلى ضحكة «محمد خان» التي هونت علينا مصر

حسام فهمي

مع أول لحظات شروق يوم حار جديد من أيام يوليو وقبل أن يزداد الصيف ازدحامًا، رحل عن عالمنا حرّيف السينما المصرية و صانع حكايات الشوارع، المصري بروحه وضحكته قبل أن يكون بأوراق هوية منحت له منذ عامين فقط؛ المخرج المبدع «محمد خان». ونحن هنا، وأسوة بتترات البداية في أفلام خان التي بدأها دومًا بإهداء من نوع خاص، نهدي ما نكتب إلى ضحكة محمد خان المصرية، تلك الضحكة البسيطة المميزة للغاية والمألوفه جدًا والتي صبغت أعماله بنفس البساطه والتميز والألفه التي جعلت من أفلام محمد خان إحدى العلامات المميزة لكل ما هو جميل في مصر.

كان أحد روّاد جيل الواقعية الجديدة في الثمانينات مع «دواود عبد السيد» و«عاطف الطيب» و«خيري بشارة»، ولكن واقعيته كانت من نوع خاص، نوع يحتفي بالأحلام وفي نفس الوقت يصور الواقع بلقطات قريبة ويعيد صياغه أبسط التفاصيل في حياة المصريين، نوع من السينما يبحث فيه أبطال حكاياته عن السعادة والتحرر من القيود، نوع استحق في النهاية أن نصف معه خان بأنه رائد مدرسة الواقعية الرومانسية في السينما المصرية.

 راوي حواديت الشوارع

فيه ناس بتلعب كورة في الشارع، وناس بتمشي تغني تاخد صورة في الشارع. في ناس بتشتم بعض، تضرب بعض، تقتل بعض في الشارع. في ناس تنام ع الأرض في الشارع، وناس تبيع العرض في الشارع. في الشارع أخطاء كتير صبحت صحيحة، لكن صحيح هتكون فضيحة، لو يوم نسينا وبوسنا بعض في الشارع.

في فيلم «الحريف» اختار خان أن يروي حكاية حقيقية لعامل تحوّل لأسطورة في لعب الكرة في شوارع القاهرة، نصف حياة لصانع أحذية ونصف حياة لبطل في رهانات الحواري، فارس كما اختار خان أن يسمي بطله وبطل المصريين البسطاء، لا تشفع له موهبته في النهاية في تحسين مستوى معيشته ولكنها تظل سبيله في التعبير عن أنه ما زال حيًا. لم يتحطم ولم يخضع في النهاية رغم كل شيء، لتنتهي الحكاية بهدف أخير من فارس الذي اختار أن يلعب بجوار الفريق المهزوم بدلًا من المنتصر و بتحية من أحد الفاشلين إلى كل الناجحين.

يروي الناقد الكبير «محمود عبد الشكور» أنه أخبر خان أنه ربما يكرر اختيار اسم فارس في أعماله لتمجيد ابطاله؛ لأن خان ككل أبناء الجيل الذي نشأ في زمن ناصر، ظل البحث عن فارس يلازمهم حتى بين الغلابة. أعجب خان بالمعني كثيرًا، ضحك كثيرًا ولم يعلق.

كانت لديه هذه القدرة على قول الكثير دون كلام، لدرجة جعلت الكثير من مشاهده الأكثر صدقًا وفي نفس الوقت شعبية لدى جمهوره بلا حوار تقريبًا. حتى أن الكادر الأكثر استخدامًا بين محبيه للتعبير عن رثائهم له يوم وفاته كان مشهدًا يخبر فيه فارس “بطل الحريف” والده بوفاة والدته التي هجرها منذ فترة، ليكون الحوار:

-أمي ماتت يابا.

كلنا هنموت يا فارس، هات سيجارة.

 هكذا وفقط؛ لنصبح أمام واحدة من أكثر لحظات الحزن صدقًا وشاعرية في تاريخ السينما المصرية.

 عراف أحلام النساء

إذا عدنا إلى النظرية القائلة بأن كل الأفلام التي يصنعها المخرج في حياته ما هي في الحقيقية إلا فيلم واحد تم تصويره من زوايا مختلفه، ففي حالة محمد خان بطل هذا الفيلم سيكون وبلا أدنى شك امرأة، ربما يكون محمد خان وبلا منازع هو عراف أحلام النساء في السينما المصرية.

نساء خان جميلات، حالمات، وباحثات عن الحب. لعدسته سحر خاص فلن ترى «غادة عادل» بهذا القدر من السحر والملائكية كما رأيتها في «شقة مصر الجديدة» التحفه السينمائية الرومانسية الأبرز من وجه نظر كثيرين في سينما خان، ولن ترى «ياسمين رئيس» بهذا القدر من الجمال الطاغي والرغبة في التحدي ورفض الانكسار كما نراها في مشهد نهاية «فتاة المصنع»، حينما تقرر الرقص وهي مرفوعة الرأس في فرح الشاب الذي أغراها بالحب ثم تخلى عنها.

وإذا أردنا أن نحدد فيلمًا واحدًا لنتحدث عن نساء خان فسنتحدث وبلا شك عن «أحلام هند وكامليا» الذي قامت ببطولته ببراعة مفاجئه «نجلاء فتحي» و«عايدة رياض»، هنا نرى النموذج الأصدق لكفاح النساء في الواقع المصري، رغبتهن في التحرر، الثمن الذي يدفعنه في سبيل الاستقلال، لمعة عيونهن في لحظات الحب الذي لا يهتز إيمانهن به مهما حدث، دموعهن وانكساراتهن.

وسط مجتمع تعيش فيه النساء جحيمًا يوميًا ويفرض عليهن بؤس بالوراثة، وضحكاتهن المختلسه وسط كل هذا.

ودائمًا وأبدًا ورغم كل تفاصيل الواقع المؤلم التي ينقلها لنا خان يأبى إلا أن تنتهي أحزان النساء بضحكه. إما بتجدد الإيمان في الحب في ترديد «نجوى» لرقم تليفون «يحيى» أثناء مغادرة القطار في نهاية فيلم «في شقة مصر الجديدة»، أو في لهو «هند وكامليا» مع طفلتهما الصغيرة أحلام على شاطئ البحر في «أحلام هند وكامليا»، أو في رقصة الختام في «فتاة المصنع».

عن مصر الجميلة في أفلام خان

تحدثنا سريعًا عما تركه لنا مخرج عظيم يمكننا أن نصفه في ثلاث جمل بأنه رائد مدرسة الواقعية الرومانسية في السينما المصرية، راوي حواديت الشوارع والمهمشين والبسطاء، وعراف أحلام نساء مصر. ويمكننا أن نصفه ببساطة على طريقته بأنه رجل صاحب ضحكة لم تفارقه مهما زادت المحن، ضحكة انعكست على أعماله فعرضت مصر بصورة حقيقية وبسيطة ولكنها اعتصرت ما تبقى من لحظات جميلة في واقع صعب، ضحكة هونت علينا كثيرًا وستبقى معنا في كل مرة نشاهد فيها لقطاته القريبة لوجوه المصريين، لقطاته البعيدة لميادين مصر، وعلى وجه الخصوص لقطاته الخضراء الملونة والسعيدة لريف مصر.

موقع إضاءات في

27.07.2016

 
 

بعد فوزهم في مهرجان وهران..

هالة خليل وشريف البنداري ومحمود سليمان يهدون جوائزهم لمحمد خان

سارة نعمة الله

أهدت المخرجة هالة خليل، والمخرج شريف البنداري، جوائزهما التي حصلا عليها في ختام مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، إلى روح المخرج الراحل محمد خان.

وكان فيلم "نوارة" للمخرجة هالة خليل، قد حصل على جائزة الوهر الذهبي كأفضل فيلم، وفازت الفنانة منة شلبي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في نفس الفيلم، وتسلمها عنها الفنان أمير صلاح الدين، فيما حصد فيلم "حار جاف صيفًا" للمخرج شريف البنداري، جائزة الوهر الذهبي في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

كما أهدى المخرج محمود سليمان أيضًا الجائزة الخاصة التي تسلمها عن فيلمه الوثائقي "أبدًا لم نكن أطفالًا" للمخرج الراحل، الذي وصفه بصديقه وأستاذه.

جدير بالذكر أن كلًا من فيلمي "نوارة" و"حار جاف صيفًا" من إنتاج شركة "ريد ستار" للمنتج صفي الدين محمود.

بوابة الأهرام في

28.07.2016

 
 

حمدى يوسف: "خان" رحل قبل تنفيذ فيلم يظهر المعالم السياحية بأسوان والأقصر

كتب عمرو صحصاح

قال المنتج والسيناريست حمدى يوسف، إن الأسبوع الأول من الشهر الجارى شهد جلستين عمل على فيلم جديد كان يرغب فى تقديمه مع المخرج الكبير الراحل محمد خان، موضحا أن "خان" بالفعل رحب بالفيلم للغاية، وبدأ الاستعداد له، وعقد معه جلستين بشأنه. وأضاف "يوسف"، أن الفيلم لم يكن يستقر على اسمه، وكان يتطرق من خلاله لإظهار معالم مصر السياحية بأسوان والأقصر وشرم الشيخ، فى إطار رومانسى اجتماعى، وهو ما كان يحرص عليه "خان"، من إظهار الشكل الجمالى والحضارى لمصر أمام باقى دول العالم، لافتا إلى أنه كان يهدف للمشاركة بالفيلم فى عدة مهرجانات كبرى. وأشار "يوسف" إلى أنه صدم بشدة بعد خبر وفاة المخرج الكبير محمد خان، لكونه مخرجا وإنسانا يحبه الجميع، لافتا إلى أن السينما المصرية خسرت كثيرا برحيله، لأنه كان صاحب مدرسة خاصة به، هذه المدرسة تحرص على الشكل والمضمون فى كل أعماله. يذكر أن آخر أعمال المخرج محمد خان فيلم "قبل زحمة الصيف"، من بطولة هنا شيحة وماجد الكدوانى وأحمد داود، تأليف شهيرة شهبندر، وإنتاج محمد حفظى، وآخر أعمال المنتج والسيناريست حمدى يوسف مسلسل "مملكة يوسف المغربى"، من بطولة مصطفى فهمى ومنذر رياحنة وعلا غانم وأنوشكا، وإخراج عادل الأعصر

اليوم السابع المصرية في

28.07.2016

 
 

محمد خان.. مخرج الواقعية الإنسانية

إعداد ـ آية رفعت

أفاق الوسط الفنى بأكمله على صدمة وفاة المخرج الكبير محمد خان فجر أمس الأول إثر تعرضه لأزمة صحية فقد على إثرها حياته فور وصوله لأحد المستشفيات الخاصة بالمعادى. وكان خان معروفًا باهتمامه بالواقعية الإنسانية فكانت أعماله تتميز بالغوص فى المعانى الإنسانية والحقائق من مختلف الطبقات الاجتماعية. وكانت دراسته للإخراج بإنجلترا لها تأثير كبير على تكوين عقليته الفنية.. حيث ترك دراسة الهندسة المعمارية واهتم بالسينما وقدم من خلال حياته الفنية ما يزيد على 30 فيلمًا سينمائيًا. كان آخر أعماله فيلم «قبل زحمة صيف» والذى لم يحصل على اية جائزة من المهرجانات التى شارك بها. رغم انه كان يحقق النجاحات بمختلف أعماله السابقة والتى كانت تتهافت عليها المهرجانات الدولية الكبرى.
وطوال حياته الفنية لم يقدم خان اى عمل درامى رغم انه اكد عدم رفضه للأمر وانه ينتظر العمل المناسب الذى سيخوض به المجال الدرامى لأول مرة والذى يرغب ان يكون مختلفًا ويضيف لرصيده الفنى وليس يقدمه من اجل التواجد فقط.

فى حواراته السابقة لـ«روزاليوسف» خان: السينما فن وتجارة.. ورد فعل الجمهور المصرى أهم من المهرجانات

كان المخرج القدير يعتبر نجاح أفلامه بمقياس اعجاب الجمهور المصرى بها وذلك رغم انه مدرك ان أفلام المهرجانات لا تلقى نجاحا نظرا لنظام التوزيع السيمائى هنا. ففى حواراته السابقة لجريدة روز اليوسف قال خان عن عدم تحقيق أعماله لإيرادات المتوقعة منها: «هناك عشوائية فى التوزيع من وجهة نظرى فالأفلام التى يتم طرحها لا يتم التنسيق بين اصحاب الأفلام وحسن التوزيع وتنوع بينهم. ولكن للاسف كل موزع ومنتج يطرح فيلمه مهما كان موضوعه فى الموسم الذى يراه مناسبا دون التنسيق مع الباقين. وهذا ما يسبب الخلل فى الايرادات ودور العرض».
بينما رفض خان تصنيف الأفلام بالمهرجانات والتجارية وقال ردا على تصنيفه كمخرج لأفلام المهرجانات: «هذاالتصنيف ليس وليد اللحظة كما يقولون ولكنه ظهر مع ظهور جيلى من مخرجى الأفلام الواقعية وذلك لاهتمام المهرجانات العالمية بعرض أفلامنا لاهتمامهم بالتعرف على ثقافة الشعوب الاخرى وعرض الحياة الواقعية للمجتمع المصري.. وذلك ما جعلنا نتميز عن الاجيال السابقة لنا والتى كانت مستاءة من عدم تهافت المهرجانات على أعمالها.. ولكن مع تطور الزمن ظهرت تيمة معينة للفيلم التجارى ومنها الاغنية الشعبية والسنجة والراقصة. وليس معنى عدم تقديم تلك التيمة ان الفيلم يحقق ايرادات خاصة لو كان يحمل مضمونا ورسالة محترمة.. فالسينما فن وتجارة لكى تضمن لها الاستمرارية وما يحدث الان مضر بها لانهم يقدمون لونًا واحدًا ويجب علينا تقديم جميع الالوان المختلفة لارضاء كافة اذواق الجمهور». كما اضاف خان قائلاً: «أنا لا احب المهرجانات ولا أسعى لتقديم عمل خصيص للمشاركة بها فالمهرجانات هى التى تبحث وتطلب أفلامى ولست أنا من اقوم بكتابة عمل خصيصا لها وذلك لأننى اقوم بمناقشة الواقع الاجتماعى للشعب المصرى.. ولكنى اقدم أفلامى من وإلى الشعب المصرى والذى اهتم برأيه ورد فعله ونجاح الفيلم فى مصر هو المقصد والغاية، ولا أنكر أننى سعيد بردود الأفعال من الجماهير العربية والعالمية التى تشهد أعمالى ولكن يظل الجمهور المصرى هو همى الأول».

وكان يتعمد خان ان يختار وجوه ليست لنجوم الشباك لأفلامه وان كان يصنع منهم نجوم شباك فور الوقوف امام كاميرته .. ومنهم خالد ابو النجا وهنا شيحة وغادة عادل وياسمين رئيس وباسم سمرة وغيرهم. وعن اتهامه بانه يحاول التوفير فى أجور المبالغ فيها رد قائلاً: «أنا لا أفكر فى أمر الأجور ولكنى ارغب فى وجود «طزاجة» فى الاختيارات فكرة اللجوء لوجوه مناسبة للعمل وغير تقليدية اى بعيدة عن نجوم الشباك فهذا يسبب مصداقية اكبر للعمل». وعن رأيه بحال السينما حاليا قال خان: «أنا متفاءل جدا بما يحدث حولنا رغم الكثر من الاراء المتشائمة، ولكنى المس فى عدد من الشباب السينمائيين نماذج جيدة وأفكار بناءة وشباب يحبون السينما ويعملوا على تطويرها مما يجعلنى متفائلاً أن الحال سيصبح أفضل بوجود هذه الكوادر. أما بالنسبة لضعف الانتاج فهذه ازمات تمر بها كل دول العالم بسبب نقس راى المالى الذى يقدم من خلاله الانتاج ولكن هذه المشكلة لن تقف عائقا فى طريق الإبداع».

كان دائما ما يهتم خان بالطبقات الكادحة بالمجتمع المصرى حيث كان آخر أعماله عن «فتاة المصنع» والذى يعكس حياة العاملات فى احد مصانع الملابس والتى تعيش بداخل الحارة الشعبية وعن سؤاله حول الاهتمام بهذه الطبقات فقط قال خان: «ليس شرطا ولكنى أحصل على أفكار موضوعاتى من خلال شخصية معينة تلفت نظرى فى المجتمع فمثلاً قمت باختيار موضوع فيلم «مصر الجديدة» من خلال شخصية المدرسة وفيلم «بنات وسط البلد» كانت انظلاقته من الفتيات العاملات بمحلات وسط البلد. فأنا أرصد الشخصية ثم اقوم باختلاق الفكرة والقصة من حولها».

حتى آخر أفلامه «قبل زحمة صيف» كان يتناول طبقة اجتماعية راقية فى المستوى المادى ولكن من وجهة نظر «صابر» المواطن البسيط حيث قال:» شخصية العامل التى قدمها الفنان احمد داوود تعبر عن اغلبية الشعب المصرى فهو يمثل نسبة كبير من الشباب الذين يتسمون بالبراءة والذين حضروا للعمل بهذه القرى من بلدان الصعيد والارياف المختلفة. خاصة وانه خارج هذه الطبقة ويستطيع الحكم من الخارج وليس من بينهم». وكانت من آواخر تصريحات المخرج الراحل أيضًا إعلانه المقاطعة لمهرجان «مسقط» الدولى خاصة بعدما تم رفض فيلمه الأخير وإعلانهم انهم ليس ذو جودة عالية بينما قال خان انهم يحكمون على الأفلام من الجانب الاخلاقى فقط ولديهم رقابة داخلية لاختيار الاعمال وهذا لا يليق بسوق السينما ولا يليق بتاريخه الفنى.

حصل على أول «هوية مصرية» قبل وفاته بـ3 سنوات

لم يحصل المخرج الراحل على الجنسية المصرية سوى قبل وفاته بـ3 سنوات فقط بعد ثورة 30 يونيو. حيث إنه ولد عام 1942 لأم مصرية واب باكستانى ورغم انه نشا وتربى وظل هنا الا ان الدولة رفضت منحه الجنسية طوال هذه السنوات وقد تم تحفيذه لاكثر من مرة بانه سيتم منحه الجنسية ولكنه يتراجعوا لاكثر من مرة.

وقد قال خان فى تصريح سبق لروز اليوسف انه سعيد بمنحه الجنسية ولكنه كان يتعامل طوال الوقت بجنسيته الرئيسية فهو مصرى الهوية وليست «ورقة صغيرة» هى التى ستؤكد مصريته حيث قال ان الأمر بالدم والقلب وحب الوطن وليس بالبطاقة فقط.

وقد اتهمه البعض بانه غير قادر على التعبير عن آراءه السياسية فى الأوقات السياسية العصيبة التى مرت بها مصر من قبل ولكنه كان يتعامل مع الأمر بالفكاهة حيث كان يقول انهم يعتبروه أجنبيًا ولكنه من حقه ابداء رأيه فى اوضاع بلده وان يعبر عنها.

«بنات روزا» حلم لن يكتمل

أحال القدر دون اتمام حلم المخرج الراحل فى تقديم فيلمه «بنات روزا» والذى كان يعكف على كتابته بصحبة زوجته الكاتبة وسام سليمان حيث كان بدأ فى الاعداد له فعليا منذ عدة اشهر وكان قد أجله بسبب انشغاله بتصوير آخر أعماله «قبل زحمة صيف» وكان العمل يحمل اسم «عزيزى الاستاذ احسان» وتم تغييره اسمه.. وقال خان انه رشح الفنانة غادة عادل ليكون التعاون الثانى  بينهما بعدما قدمها كنجمة شباك لاول مرة من خلال فيلم «فى شقة مصر الجديدة».
ولكن رغم تأجيل العمل لاكثر من مرة من الواضح انه لن يرى النور، وليس هو الوحيد الذى سيدفن للابد فهناك مشروع فيلم «ستانلي» والذى كان خان يعد له قبل ثورة يناير ولكن مع توقف الانتاج اعتذر عنه مع الوقت النجم محمود عبدالعزيز رغم تحمسه له ورغم عدم تفريط خان فيه.

وكذلك الأمر بالنسبة لفيلم «المسطول والقنبلة» والذى كان مأخوذا عن قصة للاديب الراحل نجيب محفوظ. حيث كان العمل قد توقف رغم انهاء الكاتب مصطفى محرم للسيناريو الخاص به وكان خان قد تعاقد بالفعل مع كل من آسر ياسين وميرفت آمين . وتوقف الفيلم ايضا بسبب عدم وجود إنتاج خاصة مع مرور السينما بأزمة انتاجية بعد احداث ثورة 25 يناير.

أهم أعماله:

فيلم «الرغبة» عام 1979 بطولة : نور الشريف ومديحة كامل

فيلم ضربة شمس عام 1980 بطولة نور الشريف ونورا

فيلم موعد على العشاء عام 1981 بطولة سعاد حسنى وحسين فهمي

فيلم الثأر عام 1982 بطولة محمود ياسين ويسرا

فيلم الحريف عام 1983 بطولة عادل امام وفردوس عبد الحميد

*فيلم خرج ولم يعد عام 1984 بطولة : يحيى الفخرانى وليلى علوي

فيلم فى شقة مصر الجديدة 2007 بطولة خالد ابو النجا وغادة عادل

فيلم فتاة المصنع عام 2014 بطولة ياسمين رئيس وهانى عادل

فيلم أحلام هند وكاميليا عام 1988 بطولة : نجلاء فتحى وأحمد زكي

فيلم زوجة رجل مهم عام 1988 بطولة أحمد زكى وميرفت امين

فيلم مستر كاراتيه عام 1993 بطولة أحمد زكى

روز اليوسف اليومية في

28.07.2016

 
 

آخر 10 أفلام في مسيرة محمد خان

إعداد: عُلا الشيخ

محمد خان.. هذا المخرج الذي أحب مصر في الواقع وليس عبر أفلامه فحسب، والذي رحل أول من أمس، ترك في جعبته الكثير ليظل أثره موجوداً في تاريخ السينما العربية والإنسانية أيضاً. خان الباكستاني الأصل الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضاً، استطاع أن يجعل مواقع التواصل الاجتماعي بعد خبر رحيله تعج بصوره وبعباراته وبابتسامته الصافية، هذا الرجل من الصعب على محبيه، سواء من مجتمع الفن أو من معجبيه، أن ينعوه، فرحيله المفاجئ كان وقعه عصياً على استيعابه، وفي ما يلي آخر 10 أفلام في مسيرته الحافلة:

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

28.07.2016

 
 

محمد خان… رحل ولم يكمل مشروعه السينمائي

«فارس السينما المصرية» كان يأمل تنفيذ «المسطول والقنبلة» و«بنات روزا»

كتب الخبر: أحمد عدلي  جمال عبد القادر  أمين خيرالله  عمر خليل  نرمين يسر

·        حطم الأطر التقليدية والنمط الهوليودي وظل قادرا على التواصل مع كل الأجيال

·        هجر الهندسة للسينما وعشق شوارع القاهرة وحصل على الجنسية المصرية قبل رحيله بعامين

محمد خان مخرج مهم لا لأن أكثر من نصف أفلامه صنفت ضمن أهم أفلام السينما المصرية فحسب، لقدرتها على ترجمة أحلامنا وهمومنا ومشاكلنا ومجمل تفاصيلنا، بل وهو الأهم لنجاحه وسط جيل من المبدعين مروا بشريط السينما في إدارة ممثليه وتطويع كل العناصر الفنية لخدمة انفعالاتهم وترجمة أحاسيسهم، وتميز أيضا بنوعية السرد الذي حرص على تقديمه متحرراً من الأطر التقليدية التي سجنت آخرين سبقوه وجاؤوا بعده، كذلك شخوصه الذي اجتهد على محاكاتهم للواقع من دون تجميل. قدم للسينما خلال مسيرته الفنية 28 فيلماً سينمائيا كمخرج و17 مؤلفا بالإضافة إلى 6 أعمال شارك بالتمثيل فيها من {العوامة 70} مع صديقه خيري بشارة واختتمها بظهوره في فيلم {عشم}. عاش بعفوية. لم يسجن روحه ولا أفكاره وكان قادراً على العطائين الفني والإنساني ما يفسر قدرته على التعايش وسط أجيال متعددة.

رحل خان {فارس المدينة {التي أبدع في رصد ملامحها ومجمل تفاصيلها عبر معشوقته السينما، رحل من صنع مع رفاق جيله مزيجاً مصرياً من الواقعية الجديدة وكسر النمط الهوليودي فعرفت السينما أبطالاً خاصمتهم طويلاً.

من دارسة الهندسة في لندن إلى الإخراج السينمائي هكذا تحوّلت حياة المخرج الراحل محمد خان بسبب عشقه للسينما التي نشأ عليها وكانت قريبة من منزله، فالرجل الذي سافر مع عائلته إلى عاصمة الضباب في نهاية الخمسينيات كان يضع عينه على السينما وظل مهتماً بها لفترات طويلة فتحوّلت متابعته من السينما المصرية التي اعتاد التردّد عليها أسبوعياً لمشاهدة أحدث ما تقدمه السينما الإنكليزية بينما بقي على تواصل مع عدد من أصدقائه المصريين المتهمين بالسينما.

عندما عاد خان إلى مصر للعمل بالسينما في منتصف الستينيات عمل في المؤسسة المصرية العامة للسينمائية حيث كان يراجع السيناريوهات التي ستقوم الشركة بإنتاجها وهو ما أفاده كثيراً في بداية مشواره حيث عمل لاحقاً كمساعد مخرج في لبنان، بالإضافة إلى عدد من التجارب الروائية القصيرة وسافر إلى لندن فترة، حتى تعاون مع الفنان نور الشريف في أول أفلامه كمخرج {ضربة شمس} الذي حقق نجاحا كبيرا بالصالات ونال جوائز عدة في الإخراج والتمثيل والتصوير.

يقول خان إنه لم يكن يعمل من أجل التواجد لكن يهمه مضمون العمل الذي يقدمه على الشاشة وهو ما يستغرق وقتاً بالتحضير والتصوير وتفرغ من الممثل، ومن ثم كان يشترط على نجومه التفرّغ الكامل لتقديم أفضل ما لديهم .

الشوارع حواديت

انتمى المُخرج الكبير محمد خان لجيل السبعينيات الذي ضم عدداً كبيراً من أهم مخرجي السينما في الأربعة عقود الأخيرة ذلك الجيل الذي أحدث انقلابا في السينما المصرية من خلال أفلامه التي غيرت كثيراً في شكلها ومضمونها وهو ما أطلق عليه نقاد ومؤرّخو السينما وقتها «حركة السينما الجديدة».

أعمال المخرج خان يمكن تلمسها من خلال كادراته الخاصة وأفكاره التي تنبع من شوارع وحارات وأزقة مصر، حيث ابتعد بعيدًا عن ظلمة البلاتوهات والأستوديوهات المغلقة، وانطلق بخياله وكاميراته إلى الشارع، واهتم خان بالصورة على حساب الموضوعات وظهر ذلك في الكثير من أعماله.

لعل أبرز فيلم {ضربة شمس} أول أفلامه مع الرحل نور الشريف حيث تميز الفيلم بأن مشاهده الخارجية هي المسيطرة على الشارع، ثم خطوة فيلمه الحريف عام ١٩٨٣ والذي كان علامةً فارقة في مشواره مع المدرسة الواقعية، حيث ارتكز الفيلم على حياة الموهوبين كروياً في الشوارع والساحات والمراهنات ، وقرّر خان خلال هذا الفيلم عدم الاستعانة بمهندس ديكور لأنه صوّر بمنطقة {بولاق أبو العلا} غرب القاهرة حتى تخرج المشاهد بدون اختلاف عن الواقع وعبر الفيلم حيث خطف خان أعين المشاهد وهو يتجول بكاميراته في شوارع القاهرة والنظر على المحال التجارية والشوارع، وحصل خان على عدة جوائز من خلال الفيلم. كذلك أخرج فيلم مستر كاراتيه وسوبر ماركت وكليفتي وغيرها من الافلام.

أحلام لم تتم

أخرج محمد خان أفلاما حفرت أسماءها في تاريخ السينما المصرية، رحل ولديه عدة مشاريع سينمائية مؤجلة كان يحلم بتنفيذها منها فيلم «المسطول والقنبلة» وكانت فكرة الفيلم قبيل ثورة يناير وتحمل أهدافاً سياسية هي السبب في تأجيلها والفيلم مأخوذ عن قصة لنجيب محفوظ وكتب له السيناريو مصطفى محرم.

أما الفيلم الثاني هو «بنات روزا» وهو المشروع المُؤجل منذ 4 سنوات وكان يحمل اسم «عزيزي أستاذ إحسان»، وبعد إعادة كتابته تم تغيير الاسم إلى «بنات روزا»، وكان يتعاون فيه مع الكاتبة وسام سليمان.

بطلات في حياته

لم يكن محمد خان مخرجاً عادياً، فالرجل الذي عاش في شوارع القاهرة وأزقتها اهتم بسينما المرأة بصورة لم يهتم بها أحد من مخرجي جيله، فتنقل بين قضايا الفتيات والمتزوجات وحتى المطلقات بطريقة عبّرت عن رؤيته الرافضة لحصر المرأة في نوعية محددة من الأدوار ورفضه تعرّضها لمضايقات اجتماعية بسبب ملابسها أو انفاصلها عن زوجها لأي سبب كما دافع عن حريتها في اختيار شريك حياتها دون ضغوط.

تصنيف محمد خان باعتباره أحد مخرجي الواقعية لم يمنعه من العمل في ظل ظروف سينمائية تغيرت كثيراً في العقدين الماضيين فهو كان حريصاً على أن يكون متواجداً بأعمال واقعية أيضاً تناقش قضايا المرأة فكانت تجربته في فيلم «بنات وسط البلد» مع منة شلبي وهند صبري.

في تجربته التالية بفيلم «في شقة مصر الجديدة» مع غادة عادل يتطرق خان إلى مشكلة الصعيد في علاقات الحب وكيف يمكن للحديث عن الحب أن ينقل مدرسة من مكان عملها ويتم تشويه سمعتها، كما يتطرق إلى طيبة البنت القادمة من الريف ومحاولاتها المستمرة للعثور على أستاذتها التي تدين لها بفضل كبير وكيف يمكن للحوار أن يؤثر في تعديل القناعات بأن الزواج يجب أن يكون عبر الحب.

وتعتبر تجربة «فتاة المصنع» الذروة الإبداعية للأفلام التي قدمها محمد خان ليس بسبب الجوائز الكثيرة والمهرجانات المتعددة التي شارك فيها خان فحسب، ولكن للإشادات المتعددة التي حصدها الفيلم والإيرادات الكبيرة التي حققها رغم طرحه بعدد محدود من النسخ في الصالات.

في تجربته الأخيرة ناقش خان بفيلم «قبل زحمة الصيف» قصة امرأة مطلقة تعاني من مشاكل عدة ما بين خلاف مع طليقها على الأولاد وقصة حب تواجه العقبات ونظرة صعبة من المجتمع لها، تفاصيل عدة تطرق لها بسهولة في إيقاع سريع لكن الفيلم لم يحقق الإيرادات المرجوة.

صانع ومُكتشف المواهب الجديدة

في كل أفلامه كان خان حريصاً على تقديم وجوه شابة للسينما المصرية وفي حواره مع «الجريدة» في آخر أفلامه «قبل زحمة الصيف» وعند سؤاله عن إصراره على تقديم وجوه جديدة في كل عمل أكد «أن ذلك يعطي ثراء للشاشة وللسينما بشكل عام لأنه ليس من المعقول أن تعتمد السينما على أسماء محددة في كل الأفلام ولابد من تقديم وجوه جديدة كلما أمكن ذلك وذلك دور المخرج.

والمتابع لـمسيرة خان السينمائية يجد أنه صاحب فضل كبير على معظم نجوم السينما المصرية من الثمانينيات حتى الآن.

في «الحريف» مثلاً أعاد اكتشاف عادل إمام الذي حل بديلا لأحمد زكي وشاركته البطولة فردوس عبد الحميد التي لم تكن بطلة سينمائية أصلا قبل هذا العمل ولكن خان منحها فرصة البطولة.

في «خرج ولم يعد» منح يحيى الفخراني فرصة ذهبية للعودة للسينما بعمل شديد التميز وكذلك الفنانة ليلى علوي التي كانت أيضا في بداية مشوارها الفني.

في عام 1985 قدم خان «مشوار عمر» من بطولة وإنتاج فاروق الفيشاوي وشاركته البطولة مديحة كامل وفي هذا العمل قدم خان ممدوح عبد العليم بطلا لأول مرة حيث كان في بداية مشواره الفني.

وفي نفس العام أيضا 1985 قدم خان فيلم «يوم حار جدا» من بطولة شريهان ومحمود حميدة ومحمد فؤاد وكانت فرصة جيدة لكل من حميدة وفؤاد أن يحصلا على بطولة سينمائية.

في عام 1986 قدم أحد أهم الأعمال السينمائية «عودة مواطن» من بطولة يحيى الفخراني ومرفت أمين، وأيضا منح خان الفرصة لعدد من الوجوه الشابة حيث شارك في البطولة كل من أحمد عبد العزيز وعبد الله محمود وشريف منير وكلهم كانوا في بداية مشوارهم الفني.

في عام 1991 قدم فيلم «فارس المدينة» أول بطولة مطلقة لـمحمود حميدة والذي تألق مع أحمد زكي في الإمبراطور والباشا، حيث قدمه خان بطلا في هذا العمل بعد انسحاب أحمد زكي وكانت بداية حميدة مع البطولة.

وفي نفس العام قدم خان فيلم «مستر كاراتيه» لـ أحمد زكي وشاركته البطولة نهلة سلامة في أول بطولة سينمائية لها وربما لم تتكرر البطولة من بعدها حتى الآن.

وفي عام 2007 منح فيلم «في شقة مصر الجديدة» فرصة كبيرة لـخالد أبو النجا أن يُصبح بطلا سينمائيا وظهر بشكل مختلف ونال أكثر من جائزة عن هذا العمل كما قدم مروة حسين بطلة ثانية في هذا الفيلم والذي يعد أهم أدوارها على الإطلاق حتى الآن.

في عام 2013 قدم من خلال فيلم «فتاة المصنع» كلا من ياسمين رئيس وهاني عادل وكلاهما لم يحصلا على أية بطولة قبل هذا العمل بل كانت مشاركتهما ضعيفة وقليلة في السينما ولكن خان راهن على الموهبة وملاءمة كل منهما للشخصية التي يجسدها وكانت النتيجة حصول ياسمين رئيس على جائزة أحسن ممثلة من مهرجان دبي في عام 2013، كما كانت هناك أكثر من موهبة جديدة شاركت بأدوار صغيرة هذا العمل مثل «ابتهال الصريطي، نادية فهمي، رغد سعيد.

في 2016 كان آخر أعماله «قبل زحمة الصيف» حيث قدم لنا أحمد داوود بطلا سينمائيا رغم أنه في بداية مشواره الفني ولم يشارك إلا في أدوار صغيرة سواء في السينما أو التليفزيون.

خان مؤلفا

صدر للمخرج الكبير محمد خان كتاب «مخرج على الطريق» في العام الماضي قام فيه بجمع عدد كبير من مقالاته المنشورة في عدد من الصحف المصرية والعربية.

الناقد السينمائي محمود عبدالشكور مؤلف كتاب «سينما محمد خان» ــ لم ير النور حتى الآن ــ وسيصدر أثناء تكريم محمد خان في مهرجان القاهرة لفت إلى أنه من الممكن أن يقوم بتغيير خط سير كتابه بعدما رحل المؤلف المخرج محمد خان فجأة حيث لم يسعفه القدر كي يرى هذا الكتاب.

يقول عبدالشكور: «وفاة خان فاجأتنا جميعًا، والخبر موجع ومؤلم وأكثر ما يحزنني أنه لم يقرأ الكتاب، ولكن آخر حوار كان معه منذ حوالي أسبوع وكان عن الكتاب الذي كان سعيداً به للغاية»، مضيفاً: « تقربت منه كثيرًا في السنوات الخمس الأخيرة، وتعرفت إليه أكثر فهو شخص استثنائي وغير عادي، هو رجل عاشق للحياة وللفن والسينما. كان يشاهد فيلمين يومياً ولم ينقطع شغفه بها أبداً.

تكريمات لم يتسلمها

لم يكن تكريم مهرجان وهران السينمائي الدولي الاستثنائي للمخرج محمد خان في حفل ختامه مساء أمس الأول هو التكريم الوحيد الذي لم يتمكن خان من استلامه، فالمخرج الراحل كان على موعد خلال شهر نوفمبر المقبل لتسلم جائزة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الجديدة والذي استقرت إدارته على اختيار خان لمنحه الجائزة عن مجمل أعماله السينمائية.

أزمات في حياته

لم تكن أزمة حصوله على الجنسية المصرية التي لم يحصل عليها سوى بقرار رئاسي قبل 3 أعوام من رحيله هي الأزمة الوحيدة في حياة المخرج الراحل محمد خان، فبالرغم من تميزه إخراجياً والإشادة النقدية والجماهيرية بأعماله السينمائية إلا أن المخرج الكبير دخل في صدامات عدة وأزمات بحياته أثرت على علاقته بزملائه.

دخل خان في خلاف مع الفنان أحمد زكي خلال ترشيحه لفيلم «الحريف» بسبب رؤية خان بضرورة أن يطلق زكي شعره وهو ما رفضه النجم الأسمر، فأسند الفيلم للفنان عادل إمام الذي خاض معه تجربته الوحيدة بهذا العمل، ووقعت خلافات بينهما أيضاً دفعت عادل إمام للتصريح بأن «الحريف» هو الفيلم الذي يندم على الاشتراك فيه بمسيرته الفنية، بينما نجح خان في احتواء خلافه مع أحمد زكي بعد فترة بفضل الصداقة التي كانت تجمعهما.

وجه خان انتقادات حادة للفنانة روبي بعد ارتباطها بعمل آخر خلال فترة تحضيراتهما سوياً لفيلم «فتاة المصنع» معتبراً توقيعها على الاشتراك في عمل درامي خلال تحضيرهم الفيلم بمثابة انسحاب لها من العمل خاصة أنه اشترط عليها التفرغ الكامل، فاستبدلها بالفنانة ياسمين رئيس التي قدمت أول بطولة سينمائية لها وحصدت جائزة أفضل ممثلة من مهرجان دبي عن العمل.

من تصريحات خان المثيرة للجدل أن جوائز المهرجانات تحكمها أفكار سياسية وليس من معايير فنية واضحة فيها، كذلك هاجم الفنانة سهير رمزي في السنوات الأخيرة بسبب حديثها عن التمثيل بالحجاب ودعوتها لتقديم سينما نظيفة بعيدة عن الابتذال والعري.

آخر أزماته كانت مع مهرجان مسقط السينمائي الدولي حيث وجه انتقادات حادة لإدارة المهرجان بعدما أعلنت عدم قبول آخر أفلامه «قبل زحمة الصيف» في المسابقة الرسمية للمهرجان بدورته الماضية حيث أكد أن إدارة المهرجان هي التي طلبت الفيلم بعد مشاهدته في مهرجان دبي بعرضه الأول، منتقداً عدم الإعلان صراحة عن رفض الرقابة العمانية السماح بعرض الفيلم دون حذف في المهرجان.

ودخل خان في سجال كبير مع إدارة المهرجان حيث وجه الدعوة للسينمائيين المصريين لمقاطعة المهرجان الذي يقام كل عامين، فيما أعلن مقاطعة أية فاعليات مستقبلية له على خلفية موقفهم من فيلمه.

«خان» والنجوم

رحيل المُخرج الكبير محمد خان في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء إثر أزمة صحية، ترك حزناً شديداً في الأوساط الفنية خاصةً داخل الشارع المصري.

ونعى الفنان الكبير عادل أمام المُخرج في تصريحات للصحافة المصرية، قائلاً إنه يشعر بحزن شديد لرحيله خصوصاً بعدما ربطتهما علاقة بعد التعاون في فيلم «الحريف» وعلّق قائلاً: «محمد خان مخرج لن يتم تعويضه، فهو صاحب مدرسة خاصة وعبقري، رحمه الله».

وكتبت الفنانة القديرة ليلى علوي، على صفحتها الرسمية في «فيسبوك»: «وداعاً أيها الصديق الفنان، مش عارفة أقول عنك إيه لأني لحد دلوقتي مصدومة ومش مصدقة، حقيقي كلنا راحلون ولكن أسوأ ما في الرحيل هو المفاجأة، وبغيابك سأفتقد الكثير وخسرت السينما المصرية مخرجاً كبيرا وموهوباً، الله يصبر أهلك ومحبينك ويصبرني على فراقك يا من تعلمت على يده وتشرفت بأنني كنت ومازلت تلميذة في مدرسته، عزائي لزوجته العزيزة وابنته الغالية ..البقاء لله.. وداعاً صديقي الغالي».

بدورها أكدت الفنانة ياسمين رئيس للـ»الجريدة»، «أن السينما المصرية فقدت المُبدع محمد خان الذي يبقى في ذاكرة الجميع تاركاً رصيداً عظيماً من الأعمال، والعمل معه كان شرفاً كبيرا لي لأنه من عظماء الإخراج في السينما المصرية وتعلمت منه الكثير».

وقال فيه الفنان الشاب أحمد داود «خان مخرج عبقري رحمه الله، وهو من رشحني لآخر أعماله «قبل زحمة الصيف»، وكان يترك للفنان مساحته في الإبداع بحدود الدور المُكلف به، وكان بسيطا في تعامله مع الجميع، مؤكداً أنه وإن رحل عن عالمنا لن يرحل عن ذاكرتنا أبداً».

وعبر صفحتها على «الفيس بوك» نعت الفنانة التونسية هند صبري خان برسالة شكر قائلةً: «شكراً لمشاركتنا إبداعك وهوسك بالسينما والحياة .. شكراً على فيلم لا ينسى كان لي شرف العمل فيه معك.. شكراً على صداقتك.. شكراً».

وتحدث الفنان الشاب وليد فواز عن خان في أحد المواقف عندما ذهب لكاستنج فيلم «بنات وسط البلد» في مكتب المنتج محمد زين الله يرحمه، لمجرد أن الفيلم إخراج/ محمد خان، وأخبر:» جلست أمام الأستاذ وعملت كاستنج على مشهد. ما بدا عليه الاقتناع بي، وعندما وصلت الى المنزل رحت أحلم بالعمل معه، حتى جاءت أسعد مكالمة لي عام 2009 للمشاركة في فيلم «القنبلة والمسطول» والذي تأجل أكثر من مرة ورحل «خان» دون تحقيق حلمي، خان هو صاحب الفضل الأول لحبي للشاشة الفضية ونجومها».

وقال الفنان خالد أبو النجا في تغريدة عبر حسابه الشخصي على «تويتر»: «سيعيش المخرج  محمد خان معنا دائماً، هو الذي فضل أن يصور لنا الحب مثلما شفناه أول مرة حبينا». وتابع: «سيبقى معنا دائماً الطفل محمد خان الذي فضل اللعب معنا في أفلامه مثلما كنا نحب اللعب كأطفال.. لأن البقاء لله.. لأن البقاء للحب».

وفي تصريحات للـ»الجريدة» عبرت الفنانة غادة عادل عن حزنها الشديد لرحيل خان، وعلقت: «رحلت عن السينما شخصية رائعة على المستوى الشخصي وعلى المستوى المهني والعبقرية في عمله. فخورة أني شاركت معه في «في شقة مصر الجديد» ، وحزنت لعدم حصولي على فرصة تانية للوقوف أمامه في فيلم «بنات روزا» وكنا نحضر له خلال الفترة الماضية ونتقابل بصفة مستمرة ولم أشعر أنه يتألم من شيء ما، لكنه رحل!».

الجريدة الكويتية في

28.07.2016

 
 

محمد خان في آخر حوار له مع الجمهورية الاسبوعي:

"نصرة المرأة" ما يشغلني في أفلامي

ياسمين كفافي

رحل في هدوء رغم حياته العبقرية وأعماله المثيرة للعقل. محمد خان مدرسة سينمائية متكاملة كان أحد رواد الواقعية الجديدة في الثمانينيات قدم العديد من الأفلام الرائعة منها "ضربة شمس". "زوجة رجل مهم". "موعد علي العشاء". "في شقة مصر الجديدة". "فتاة المصنع" ومؤخرا "قبل زحمة الصيف". رحل محمد خان نصير المرأة الذي تعاطف معها واستطاع رؤية الجانب المظلم في حياتها مهما كان غامضا. ومهما بدت سعيدة فهي كالقمر نري جانبه المشرق دون أن نري أحزانه.. سنعرض آخر حوار للمخرج العبقري الراحل محمد خان الذي حاورناه فيه عن ما يؤرقه ويشغله وما أحب الألقاب اليه.. في السطور التالية. 

·        مخرج مثلك ظل لسنوات بلا عمل لماذا؟ 

الانتاج صعب وبقالي سنتين قاعد في البيت بعد فيلم "فتاة المصنع" وفيلم "قبل زحمة الصيف" شاركت في انتاجه مع مجموعة من المنتجين. بصراحة مش عاوز تمويل من الخارج بصراحة "بنلم" من بعض والنجوم بيضحوا بأجرهم حتي يخرج العمل للنور بالعافية. بجانب سرقات الانترنت والقنوات التي لم تعد تشارك في الانتاج والحالة صعبة جدا. 

·        أنت صورت الفيلم في الساحل الشمالي لماذا لا نجد أعمال تكتشف مصر بدلا من اليونات مثلا؟ 

مصر حلوة قوي ولكن صعب التصوير بها لان نقل المعدات مكلف. هناك أماكن أثرية ندفع ملايين ليسمح لنا بالتصوير بها وأماكن طبيعية في حضن الجبال غير مسموح لنا بالتصوير هناك أصلا. طيب نعمل ايه أخذنا تصريحا من القرية في الساحل الشمالي للتصوير والادارة كانت متفهمة وأيضا تكبدنا العديد من الأموال. 

·        ألا تداعبك فكرة تقديم دراما التليفزيون؟ 

أبدا أنا لا أحب الدراما وأعشق السينما. والدراما التليفزيونية لا تستهويني مطلقا. 

·        ما الذي يمثله أي مهرجان لمحمد خان وقد حصد فيلم "فتاة المصنع" عدة جوائز أهمها أحسن ممثلة؟ 

أنا لا أحب هذه الكلمة المهرجانات لا تمثل لي أي شيء أنا أقوم باخراج الفيلم ثم أقدمه للجمهور ومش قضيتي أن الفيلم يحصد جوائز. أنا شاركت في عشرات المهرجانات ثم ان المهرجانات "مسيسة" مثل مهرجان "كان" وغيره مهرجانات لها توجهات سياسية. 

·        بصراحة ما رأيك في دعوات السينما النظيفة؟ 

عقلية المجتمع أصبحت مريضة. الممثلة الآن تتهم في شرفها لو قدمت دور عاهرة. المجتمع لا يفرق بين الفن والواقع والممثلة مضطرة للخضوع لقوانين المجتمع. والسينما النظيفة لم نعرفها أيام سعاد حسني أو نجلاء فتحي لأن المجتمع كان يحترم الفنان. 

·        لماذا ذهبت الي عالم "الكومبوند" بعدما قدمت عشوائيات "فتاة المصنع"؟ 

"قبل زحمة الصيف" فيلم مختلف جاءت لي فكرته في الساحل. وكاتبة السيناريو ليست كاتبة في الأساس ولكن العمل خرج مختلفا ولا يهم التقيد بالشكل الثابت فأنا أقول للمشاهد غير نفسك جرب الجديد يمكن يعجبك. الجمهور ترك الأبيض واسود وأصبح الآن يشاهد أفلاما ثلاثية الأبعاد ما الضرر لو النص مختلف. 

·        شخصيات الفيلم رغم قلتها لكنها تعبر عن طبقات عدة هل هذا مقصود؟ 

بالتأكيد كل شخصية ترمز لمجموعة من البشر لكنها أيضا حالات خاصة تمثل نفسها ولا يجب التعميم. 

·        ما اللقب الذي تحبه وترغب أن يرتبط باسمك؟ 

مخرج مجدد وغير نمطي أعمالي صادمة ليس فقط في أفكارها بل شكلها وأماكن تصويرها وحتي نصرتها للمرأة. الأفلام الآن رجالي والمرأة مقهورة علي كل الأصعدة ولا نجد من يراعي ظرفها. 

الجمهورية المصرية في

28.07.2016

 
 

المنتج حمدي يوسف يكشف عن آخر تعاون له مع المخرج محمد خان

الاء عثمان

كشف المنتج والسيناريست حمدي يوسف، عن وجود تجربة سينمائية جديدة كانت ستجمعه بالمخرج محمد خان، وبدأ بالفعل الاستعداد لها وعقد بشأنها جلستين مع خان، قبل أن توافيه المنية.

وقال يوسف، إن الفيلم كان سيتطرق لإظهار معالم مصر السياحية بأسوان والأقصر وشرم الشيخ، فى إطار رومانسي اجتماعي، وهو ما كان يحرص عليه خان، من إظهار الشكل الجمالي والحضاري لمصر أمام باقي دول العالم، لافتا إلى أنه كان يهدف للمشاركة بالفيلم فى عدة مهرجانات كبرى

جدير بالذكر  أن آخر أعمال المخرج محمد خان فيلم "قبل زحمة الصيف"، من بطولة "هنا شيحة، وماجد الكدواني، وأحمد داوود، تأليف شهيرة شهبندر، وإنتاج محمد حفظي، وآخر أعمال المنتج والسيناريست حمدي يوسف مسلسل "مملكة يوسف المغربي"، من بطولة مصطفى فهمي، ومنذر رياحنة، وعلا غانم وأنوشكا، وإخراج عادل الأعصر.

إبراهيم عيسى: محمد خان رحل طفلًا في عمر الـ74

إسلام سعفان

قال الإعلامي إبراهيم عيسى إن المخرج العظيم محمد خان رحل طفلًا في عمر الـ74 عامَا، وكان رجلًا لديه خبرات كثيرة، ولكن كانت روحه مثل الطفل أو أي شاب صغير.

وأضاف "عيسى"، ببرنامج "لدى أقوال أخرى" على إذاعة "نجوم إف إم"، مساء الأربعاء، أن خان كان ذاهبًا لبريطانيا من أجل دراسة الهندسة، ولكنه ذهب لدراسة الإخراج هناك، لحبه وعشقه للسينما، مشيرًا إلى أن أخر لقاء لى بخان منذ 6 أسابيع في معرض الكتاب بأبوظبي، وكان مازال طفلًا صغيرًا في جسد كهل كبير.

وذكر أن أعمال خان ستظل خالدة، لأنه مفكر سينمائي، وكان لديه شغف دائم للسينما في أي مكان، وكان يسعى دائمًا للإطلاع على أي تجربة جديدة في عالم الفن، مؤكدا أن "محمد خان كانت له سينما خاصة به، وأفلامه تمثل مدرسة ورؤية فنية مختلفة دائمًا، وكان الرجل يجمع بين الشغف والعلم والخيال".

الفجر الفني المصرية في

28.07.2016

 
 

محمد خان.. وداعاً لصاحب سينما البسطاء

العربي الجديد

رحل المخرج محمد خان (1942 – 2016) تاركاً وراءه قرابة الثلاثين فيلماً مصرياً، وهو الذي لم ينل الجنسية المصرية إلا في 2014، إذ وُلد لأب باكستاني وأم مصرية. مسيرة بدأت في بداية الثمانينيات مع مجموعة من المخرجين الشباب الذين أعطوا نفساً جديداً للسينما المصرية عُرف بـ "الواقعية الجديدة"، كان مرآة عاكسة لمرحلة "الانفتاح" وما تبعها من تغيّرات اجتماعية ونفسية حادّة.

مثّل فيلمه "أيام السادات" (2001) نقطة تحوّل؛ إذ تغيّرت مفرداته السينمائية في الأعمال التي قدّمها في الألفية الجديدة، لكنه ظل دائماً مسكوناً بهواجس المواطن البسيط وهو يعيش تقلّبات التاريخ المصري المعاصر.

العربي الجديد اللندنية في

28.07.2016

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)