تقول إنها لا تنتظر للحصول على الجوائز .. منة شلبى:
تكريمى فى مصر شرف كبير
حوار : نورا أنور
بين عفويتها وجنونها تكمن موهبة النجمة الشابة "منة شلبي" التي
أصبحت اليوم أكثر نضجا علي المستويين الفنى والإنسانى غيرتها
السنوات لتصبح واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية إن لم تكن
أهمهن.
منة أصبحت تمتلك مفاتيح النجاح والنجومية التي أهلتها لتصدر
المنافسة بين بنات جيلها فى المشهد السينمائي بأعمال تختصر مسافات
بينها وبين القمة أدوارها تختارها بعناية فتحرك المشاعر وتخطف
العين وتشغل العقل وتثير الجدل بجرأتها
منة يعرض لها حاليا أحدث اعمالها السينمائية "نوارة" الذي يعد أنضج
تجاربها السينمائية علي الإطلاق.
·
كيف تلقيت ردود أفعال الجمهور على فيلم «نوارة» بعد أيام من بدء
عرضه ؟
الحمد لله وجدت تفاعلاً كبيراً من الجمهور مع أحداث الفيلم خاصة
وأنها لمست واقعاً يعيشه ويراه، الفيلم يرصد المسافة الكبيرة بين
عيشة الغلابة وحياة أصحاب المال والنفوذ وتأثر كل منهما بثورة
يناير ورغم حالة الاختلاف والاتفاق علي ان الفيلم مع أو ضد الثورة،
لكن أنا يهمني رأي الجمهور في الدور والشخصيات فيه لأني أقدم دوراً
إنسانياً في فيلم مختلف دون النظر لتوجه الفيلم، أما موقف الفيلم
من شباك التذاكر تحكمه عوامل كثيرة مرتبطة بتوجه الجمهور وحالته
المزاجية وأنا متفائلة وسعيدة بالعمل.
وأضافت: قبلت الفيلم فور قراءته ولم أستغرق وقتا للتفكير لانني
تعايشت مع الشخصية وصدقتها.
·
بعد النجاح الذي تحقق لك في هذا الفيلم هل سنري منة شلبي تتصدر
افيشات اعمالها المقبلة؟
اطلاقا ليس ضروريا لو جاء فيلم مثل"نوارة" في الاهمية ولم يكن لي
دور كبير بالتأكيد سأقدمه ولو عرض علىّ بطولة فيلم سأمثله أيضا ما
يهمني أن أظل امثل كل جديد وجيد.
·
ما الذي جذبك لسيناريو «نوارة»؟
منذ أول مكالمة تليفونية بيني وبين المخرجة والمؤلفة هالة خليل
وحدثتني عن الفيلم ثم أرسلت لي السيناريو كنت مبهورة بالموضوع وقلت
لها شخصية نوارة لا تشبهني وانها شخصية مثالية جدا.. فقالت لي: هي
موجودة في حياتنا لا تقلقي.
·
هل اقتنعت ان شخصية «نوارة» حقيقية وهل لمست ذلك في حياتك ؟
«نوارة» بالفعل موجودة بيننا في كل المستويات ومعظم سيدات مصر
يشبهن «نوارة» حتي ولو اختلف المستوي الاجتماعي بشكل متفاوت وانا
صادفت أكثر من نسخة تشبه شخصية نوارة .
·
شخصية «نوارة» إنسانية وهى بسيطة لدرجة الصدق المفرط كيف تمكنتِ
منها؟
ببساطة شديدة «نوارة» نموذج موجود في المجتمع المصري وهناك كثيرات
مثل نوارة يعيشن حياة فقيرة لكن يتمسكن بكرامتهن وأخلاقهن ومبادئهن
في الحياة، وبصراحة لم أكن بحاجة لمعايشة المكان والشخصية بشكل
كبير لانها نموذج موجود في المناطق الشعبية والراقية وأماكن كثيرة
في مصر وبساطتها وطريقة كتابتها في السيناريو وبالمراجعة مع
المخرجة هالة خليل تشربت الشخصية وصدقتها فخرجت صادقة وبسيطة
وبتفاصيلها الإنسانية جعلت الجمهور يصدقها.
·
هل أضفت علي الشخصية المكتوبة أم أن ما شاهدناه كان هو السيناريو
الأصلى؟
هالة من كاتبات السيناريو الرائعات وهي متمكنة من أدواتها فى هذا
المجال جيداً وأنا جلست معها كي أفهم كيف تراها هي فطلبت مني «تون»
الصوت وطريقة الاداء وشكل ونوع الملابس حتي توصلنا إلي الشكل
المطلوب وبدأنا التصوير علي الفور.
·
تردد انك أنت من رشح الفنان الشاب امير صلاح الدين ان يقدم البطولة
امامك ما حقيقة هذا ؟
هذا حقيقي كنا نبحث عن شاب بنفس مواصفات أمير وأحد الاصدقاء أرسل
لي الأعمال التي شارك فيها وعرضتها على هالة خليل وبالفعل اقتنعت
جدا به إلى درجة أنها عدلت الشخصية وحولته إلي شاب نوبي.
·
هل تتفقين معي ان نظرة الرضا الموجودة فى عيون «نوارة» غير موجودة
في الحقيقة؟
ذكرت هذا الأمر وصرحت به لهالة عندما انتهيت من قراءة السيناريو
ولكن بعد مراقبة معظم السيدات اللاتى يعشن فى نفس مستوي «نوارة»
لمست عندهن نفس الرضا واكتشفت أنه أعلي مما كانت تبديه نوارة رغم
الشقاء الذي تعيشه السيدة المصرية.
·
من الواضح أن هذه النوعية من الأدوار هي «تيمة» النجاح في أعمالك
هل تتفقين معي في ذلك؟
الأدوار شديدة الإنسانية والرومانسية الصادقة تجد من يصدقها إذا
نجح الممثل ان يقدمها بصدق ونجحت مع الجمهور .
·
ماذا يعني تكريمك في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ؟
أولا تكريمي في بلدي شرف لي فما بالك أن يتم تكريمي وسط فنانين
كبار من إفريقيا هذه سعادة لا توصف وخصوصا عندما يأتى من مهرجان
الأقصر للسينما الافريقية لان له خصوصية عندي وتعايشت معهم العام
الماضي كعضو لجنة تحكيم وهذا العام القائمون علي المهرجان فريق لا
يعرف التعب من اجل راحة ضيوفه وهذا في حد ذاته مجهود جبار.
·
تواجدك في مهرجان السينما الافريقية بالاقصر عامين متتاليين كنت
عضو لجنة تحكيم وهذا العام مكرمة ايهما .. قاطعتني قائلة؟
مسألة عضو لجنة تحكيم مهمة شاقة بدنيا ونفسيا لانه لابد أن يحكم
الفنان ضميره ولا ينحاز لأي طرف دون الآخر ولانني من الفنانين أعلم
مدي الجهد الذي يبذل في أي فيلم حتي يخرج للنور فهو يستغرق مجهودا
جبارا لذلك كنت أشعر بالرعب حتى لا أظلم اصحاب الأعمال المعروضة
بالمسابقة وأنا دائما اشبه الفنان بلاعب الكورة عنده مراحل صعود
وهبوط .. ولكن هذا العام الحياة ألطف كثيرا .
·
هل كنت تتوقعين الحصول علي جائزة أحسن ممثلة فى مهرجان دبى
السينمائى ؟
اطلاقاً فى... هذا المهرجان كان العرض الأول لفيلم «نوارة» وكنت
سعيدة لظهوره إلى النور وأن يكون أول عرض لهذا الفيلم فى مهرجان،
لقد كان شيئاً مهما أن احصل علي جائزة لم أكن لأطمح بالحصول عليها
لقد كانت مفاجأة مهمة وعندما أقدم دورا لا أضع في بالي هل سأحصل
علي جائزة أم لا ؟ ولكن عندما احصل علي جائزة لم اتوقعها ولم
انتظرها فهذا افضل بكثير لقد وصل بي الأمر أننى لم اصدق أذنى ان
اسمي هو الذي ينادي عليه "منة شلبي " افضل ممثلة لقد وصلت لدرجة
هيسترية من الصراخ ومن الفرحة.
·
ما هي الخطوات التي تسعين إليها لتصلي الي مهرجانات العالم وما هو
المهرجان الذي تحلمين الوصول إليه ؟
نفسي أذهب للاوسكار بفيلم مصري يناقش مشاكلنا المصرية .
·
ماذا عن فيلمك القادم «الماء والخضرة والوجه الحسن»؟
الفيلم بطولة جماعية مع فنانين كبار مثل الجميلة ليلي علوي وصابرين
واحمد داود .... وهو مختلف جدا جدا بالنسبة لى وأقدم شخصية كريمة
هي كما نقول عليها كدة «لونة» تستخدم انوثتها في تعاملتها مع الناس
وقد انتهينا من تصويره أخيراً وننتظر عرضه، والفيلم من إنتاج
السبكي ويطرح فكرة جديدة لمجموعة من الأصدقاء يعملون طباخين في
الأفراح وتحدث بينهم بعض المواقف والمفارقات الكوميدية والإنسانية
والفيلم قيمته عندى في التعاون مع النجوم ليلي علوي وباسم سمرة وهو
تعاون مختلف مع المبدع المخرج يسري نصر الله وتأليف أحمد عبدالله
وأتوقع له حظاً جيداً في السينما.
·
تعاملت مع يسري نصرالله من قبل كيف تصنفين تعاونكما في جملة ؟
من أهم ما يميز هذا المخرج الكبير حبه للفنانين الذين يعملون معه
وهو شخصية مثقفة ودمه خفيف جدا وأنا أعرفه عن قرب وعلاقتنا
الإنسانية ممتازة وأعمل معه وأنا «سايبة إيدي».
·
لماذا تم تأجيل مسلسل «واحة الغروب»؟
تم تأجيله لانه يحتاج إلى تحضيرات كثيرة وأنا لا أحرص علي تواجدي
كل عام بمسلسل في رمضان وهذا ما جعلني انتظر بعض الوقت وسوف نبدأ
تصويره بعد رمضان مع المخرجة كاملة أبو ذكري.
·
وما الجديد عندك بعد هذا الفيلم ؟
احضر لفيلم جديد وسوف أعلن عنه بعد نهاية التحضيرات له وليس بطولتى
من الجلدة للجلدة بل هو بطولة رجالية.
·
وكيف ترين حال السينما الآن؟
لا ننكر أنها في أزمة والجميع يتحدث عن ذلك ويطرح الحلول لكننا لا
نري حلولاً خاصة في ظل انتشار القرصنة وسرقة الأفلام مازالت مستمرة
إلى جانب مستوي بعض الأفلام غير مشجع، وإذا كان هناك منتجون
مازالوا يبحثون عن التميز فكريا وشكليا مثل منتج فيلم «نوارة» صفي
محمود هذا الرجل غامر أن ينتج فيلما خاليا من الوصفة التجارية مثل
هذا النوع من المنتجين يستحق التشجيع وعلي الدولة أن تساعد السينما
في حل مشاكلها لأنها قوة ناعمة وداعمة في التواصل المجتمعي وبين
الشعوب وأكبر دليل علي ذلك الملتقي والحشد السينمائي الأفريقي الذي
أحدثه مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية وكيف جمع إفريقيا في الأقصر
أرض الحضارة والتاريخ وأوصل رسائل واضحة لا توصلها السياسة.
·
«السيشن» الأخير الذي صوره لك الفنان خالد فضة أثار ضجة علي
السوشيال ميديا ما رأيك ؟
لا أجد مبرراً لهذه الضجة كنت اصور"سيشن "مع خالد خارجي وكنت صاحبة
فكرة أن يتم تصويري داخل الغرفة بالاوتيل ولم أنزعج ممن هاجمني لأن
مثل هؤلاء من سطحيي التفكير لا يعنوني. |