ترشيحات الغولدن غلوب وجمعية منتجي أميركا تزيد حرارة المنافسة على
جوائز السينما
عشرة أفلام رئيسية تتنوع ما بين الماضي والمستقبل
بالم سبرينغز (كاليفورنيا):
محمد رُضا
الطبول تُقرع أعلى من أي وقت مضى هذا الشهر استعدادا لحفلات توزيع
جوائز السينما والتلفزيون ومصدرها مدينة لوس أنجليس ولو أن صداها
يتردد في كل مكان.
ففي يوم الأحد، العاشر من هذا الشهر، ستقام حفلة توزيع جوائز «ذا
غولدن غلوبس»، وفي الثاني عشر من هذا الشهر، تعلن «جمعية كتاب
السينما الأميركية»
(DGA)
ترشيحاتها لجوائزها التي ستمنحها في السادس من فبراير (شباط)
المقبل. أما يوم الخميس 14 من هذا الشهر فتعلن أكاديمية العلوم
والفنون السينمائية عن ترشيحاتها الرسمية تمهيدًا لحفلة توزيع
جوائز الأوسكار في الثامن والعشرين من الشهر المقبل.
أما يوم السبت في 23 من هذا الشهر فتوزّع «جمعية منتجي أميركا»
(PGA)
جوائزها، وبعد ذلك بأسبوع تقوم جمعية الممثلين (SAG)
بتوزيع جوائزها السنوية أيضًا.
وإلى جانب لوس أنجليس تستعد لندن أيضا لموسم الجوائز، ففي في
الثامن من هذا الشهر تعلن «أكاديمية فنون السينما والتلفزيون»
المعروفة بـBAFTA
ترشيحاتها الرسمية التي ستعلن نتائجها في الرابع عشر من فبراير
(شباط). قبل ذلك، وفي السابع عشر من هذا الشهر حفل توزيع جوائز
«لندن فيلم سيركل».
كل ما سبق هو الحفلات الأميركية والبريطانية الأكثر شهرة وسخونة،
وهناك سواها في الولايات المتحدة وفي أوروبا عمومًا، لكن الاهتمام
ينصب على ما سبق، أو معظمه، كون الأفلام والشخصيات المرشّحة للفوز
هي - في غالبها – واحدة، ما يجعل التنافس بينها أكثر حرارة وإثارة،
خصوصًا عندما يفشل فيلم في نيل جائزة من هذه الجمعية لكنه ينجح في
نيل الجائزة في جمعية أخرى، ما يجعل السؤال إذا كان الفوز الأعلى
قدرًا (المناط بالأوسكار ذاته) سيميل إلى نتيجة الجمعية الأولى أو
الثانية.
*
أداءات مميّزة
التوقعات تزداد حرارة بالضرورة. هناك الكثير من الأفلام والكثير من
السيناريوهات والكثير من الممثلين والمخرجين ومديري التصوير الذين
أنجزوا مهام صعبة وناجحة، كل في مهامه. ولعل ترشيحات جوائز «جمعية
الممثلين الأميركية» بمثابة مرآة لهذا الوضع ولو على صعيد التمثيل
وحده.
فقد جاءت الترشيحات التي تم الإعلان عنها قبل أسبوع مثيرة للاهتمام
وذلك بسبب أداء كل المرشحين في كل قسم من الأقسام التي تمنح فيها
الجوائز. وما هو أهم حقيقة أن هذه الجائزة التي تمنحها جمعية
الممثلين عادة ما تعكس التوجه العام لمن سيفوز بالأوسكار من
الممثلين والممثلات، كون أعضاء الجمعية هم الكتلة الأكبر عددًا بين
أعضاء جمعية الأكاديمية التي تمنح جوائز الأوسكار.
في قسم «الأداء المميّز لفريق عمل في فيلم»: مجموعة ممثلي الأفلام
التالية: «وحوش بلا أمّة» و«ذا بيغ شورت» و«سبوتلايد» و«مباشرة من
كومبتون» و«ترامبو».
في قسم الأداء المميز لممثل في دور رئيس، نجد برايان كرانستون،
الذي يلعب دور كاتب السيناريو اليساري دالتون ترامبو، في عداد
الخمسة المرشحين. الأربعة الباقون هم إيدي ردماين عن «الفتاة
الدنماركية»، ومايكل فاسبيندر عن «ستيف جوبس»، وليوناردو ديكابريو
عن «المنبعث»، وجوني دَب عن «القداس الأسود».
على صعيد الممثلات في الأدوار الرئيسية تم ترشيح كايت بلانشيت عن
«كارول» وبري لارسون عن «غرفة»، وهيلين ميرين عن «امرأة في الذهب»،
وسواريز رونان عن «بروكلين»، وسارا سيلفرمان «أجيب بابتسامة»
(I Smile Back).
في عداد الممثلين المساندين نجد كرستيان بايل عن دوره في «ذا بيغ
شورت»، وإدريس ألبا عن «وحوش بلا أمّة». البارع بتواضع أدائه مارك
ريلانس عن «جسر الجواسيس» ومايكل شأنون عن 99 منزل» ثم جاكوب
ترمبلاي عن «غرفة».
على الصعيد ذاته بين الممثلات لدينا روني مارا عن «كارول»، راتشل
ماكأدامز عن «سبوتلايت»، هيلين ميرين عن «ترامبو»، أليسا فيكاندر
عن «الفتاة الدنماركية»، وكيت بانسليت عن «ستيف جوبس».
ثم هناك ما يوازي ما سبق من أقسام على صعيد الأعمال والمواهب
التلفزيونية. من بين اللافت وجود الممثل العربي الأصل رامي مالك في
عداد المرشّحين لجائزة أفضل ممثل أول في مسلسل درامي وهو «مستر
روبوت». كيفن سبايسي وبيتر دينكلاج وجون هام وبوب أودنكيرك منافسوه
في هذه الجائزة.
نسائيًا هناك كلير دانس عن «هوملاند» وفيولا ديفيز عن «كيف تنفذ من
جريمة قتل» وجوليان مارغوليز عن «الزوجة الطيبة» وماغي سميث عن «داونتون
آبي» وروبين رايت عن «بيت أوراق اللعب»
(House of Cards).
*
بين الماضي والمستقبل
ترشيحات جوائز «جمعية منتجي أميركا» التي أعلنت يوم الثلاثاء
(الخامس من الشهر الحالي) شملت عشرة أفلام بالغة التنوّع وعلى قدر
من الاختلافات النوعية أيضًا. لكن معظم الأفلام توزّعت بين حكايات
من فترات ماضية مختلفة (لأحداث وقعت بالفعل) وبين خيالات مستقبلية.
ففي المستقبل رمى ريدلي سكوت شباكه في «المريخي» حول ذلك الملاح
الذي ينتهي إلى زرع البطاطا فوق سطح المريخ إلى أن يتم إنقاذه
بعملية أميركية - صينية مشتركة.
وتقدم جورج ميلر برابع فيلم من مسلسله «ماد ماكس» تحت عنوان «ماد
ماكس: طريق الغضب» حول مستقبل على الأرض مشحون بالقتال بين الناجين
من دمار كوني.
على منحى مختلف يجيء «إكس ماشينا» لألكس غارلاند مفضلاً دراسة
هادئة عما سيكون عليه الحال إذا ما تم استنساخ البشر.
أما الماضي فيعود في معظم الأفلام الأخرى. نجده في «المنبعث»،
إخراج أليخاندرو غونزاليس إيناريتو، إلى منتصف القرن التاسع عشر
حيث ليوناردو ديكابريو يجاهد في سبيل إنقاذ حياته من القتل على
أكثر من صعيد. ضد الهنود الحمر وضد الدب الضاري الذي يهاجمه ويتركه
على شفار الموت، ثم ضد الصياد الآخر الذي أراد قتله ليتخلص منه،
وقبل ذلك وبعده ضد الصقيع في تلك المنطقة الثلجية المعزولة من
العالم حيث تقع الأحداث.
ونجده أيضًا في «بروكلين» لجون فاولي حول امرأة آيرلندية شابة (سواريز
أونان) تنتقل للعيش في بروكلين، نيويورك، في خمسينات القرن الماضي.
الأقرب إلينا الدراما التي تقع أحداثها في بوسطن مطلع القرن الحالي
(سنوات قليلة قبل كارثة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، 2001
(
بعنوان «سبوتلايت» لتوم مكارثي عن أربعة من محرري صحيفة «ذا بوسطن
غلوبس» الذين انبروا لكشف الفساد الأخلاقي في الكنيسة الكاثوليكية،
وذلك بناء على أحداث واقعة.
كذلك هي أحداث واقعة (وإن ليست واقعية) في فيلم «ذا بيغ شورت»
لأدام ماكاي حول الأزمة الاقتصادية في عام 2008 وكيف استثمرها
البعض لصالحه مستغلين أوجاع الناس الاقتصادية (هناك فيلم أفضل منه
في هذا الخصوص وهو «99 منزلاً» لكنه لم يجد طريقه للترشيح).
في رحى القرن الحالي ذاته اقتبس المخرج ف. غاري غراي «مباشرة من
كومبتون» الوضع الاجتماعي لأحد أشهر وأفقر أحياء السود في مدينة
لوس أنجليس التي أنجبت، على ذلك، بعض نجوم الموسيقى من أمثال د.
دري (يؤديه في الفيلم كوري هوكينز) وإيزي إ (جاسون ميتشل) وايس
كيوب (أوشاي جاكسون) بين آخرين.
وفي الماضي الأبعد هناك، من بين هذه الأفلام المرشّـحة لجائزة أفضل
فيلم من قِـبل جمعية المنتجين: «جسر الجواسيس» لستيفن سبيلبرغ
معالجًا حكاية واقعة أخرى نشأت عندما قبض الأميركيون على جاسوس
سوفياتي والروس على جاسوس أميركي (وأميركي آخر بريء) وكيف تم
الاتفاق على تبادل الأسرى و«يا دار ما دخلك شر». أحداث هذا الفيلم
تدور أيام الحرب الباردة في الستينات.
الفيلم الوحيد من هذه الأعمال العشرة الذي يدور في الزمن الحاضر هو
«سيكاريو» لدنيس فيلينوف الذي يزرع الحدود المكسيكية - الأميركية
بمجموعة أبطاله الذين من المفترض بهم تمثيل القانون، لكنهم لا
يستطيعون تنفيذه إلا بخرقه على أكثر من نحو كما تكتشف عميلة الإف
بي، إميلي بْلْنت. |