ملفات خاصة

 
 
 

عمر الشريف الذي رحل بعد 60 عاما تحت الأضواء

عمر الشريف.. أسطورة سينمائية عالمية

أمير العمري

عن رحيل الأسطورة

عمر الشريف

   
 
 
 
 
 
 

عن 83 عاما، رحل عن عالمنا مؤخرا النجم السينمائي المصري عمر الشريف، الذي لمع في سماء السينما العالمية، ورشح للأوسكار مرتين، وحصل مرتين على جائزة الكرة الذهبية “غولدن غلوب”، ثم حصل في مرحلة متقدمة من حياته السينمائية على أرفع الجوائز السينمائية الفرنسية وهي جائزة “سيزار” لأحسن ممثل.

يستحق عمر الشريف أن نتوقف أمام مسيرته السينمائية، وأن نحاول رصد لماذا كان ذلك الصعود المدهش لعمر الشريف مع فيلم “لورنس العرب” عام 1962 ثم ما أعقب ذلك من قيامه بالبطولة المطلقة في فيلم “دكتور زيفاغو” (1965)، قبل أن يخبو نجمه كثيرا ويرحل من الصف الأول إلى الصف الثاني ثم الثالث من الممثلين. لماذا وما الذي حدث؟

بدايات

ينتمي عمر الشريف إلى جيل من الممثلين المصريين لم يأت من مدارس التمثيل، بل من نادي الجزيرة وغيره من نوادي الطبقة المرفهة في القاهرة، أو من عالم الغناء والطرب والرياضة والفروسية، مثل أبناء جيله أحمد رمزي وأحمد مظهر ورشدي أباظة وعبد الحليم حافظ وصلاح ذو الفقار، فهؤلاء لم يأتوا من عالم المسرح شأن معظم الممثلين الذين ظهروا في الخمسينات والستينات، ولم يدرسوا الدراما والتمثيل في معهد التمثيل، بل جاؤوا إما لوسامة شكلهم الخارجي، أو لتفوقهم الرياضي، أو شهرتهم في عالم الغناء.

غير أن عمر الشريف تعلم بمضي الوقت، أن ينتقل من الأدوار الخفيفة المرحة أو الرومانسية التي عرف بها في أفلام مثل “أيامنا الحلوة” و”سيدة القصر” و”إشاعة حب” و”نهر الحب”، إلى أدوار أكثر جدية وتعقيدا مثل دوره في فيلم “بداية ونهاية” (1959) عن رواية نجيب محفوظ ومن إخراج صلاح أبو سيف، ثم “في بيتنا رجل” (1960) للمخرج عز الدين ذو الفقار. وعندما غادر مصر عام 1961 ليقوم بدور “الشريف علي” في فيلم “لورنس العرب” مع المخرج الكبير ديفيد لين، كان يحمل خبرة 22 فيلما من إخراج كبار مخرجي السينما المصرية: يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وعاطف سالم وكمال الشيخ ونيازي مصطفى، ومن بين أفلامه هذه، فيلمان فرنسيان هما “بعثة لبنانية” (1956)، و”جحا” (1958)، أي أن الظهور الأول لعمر الشريف في السينما الأجنبية (التي يقال لها العالمية) لم يبدأ مع دوره في “لورنس العرب” بل قبل ذلك.

ينتمي عمر الشريف إلى جيل من الممثلين المصريين لم يأت من مدارس التمثيل، بل من نادي الجزيرة وغيره من نوادي الطبقة المرفهة في القاهرة، أو من عالم الغناء والطرب والرياضة والفروسية

مثّل عمر الشريف في أكثر من 80 فيلما، كما قام بأدوار بارزة في عدد كبير من المسلسلات والأفلام التليفزيونية الغربية، وفي مسلسل واحد مصري. ومن أكثر أفلامه نجاحا في الولايات المتحدة فيلم “فتاة مرحة” (1968) أمام الممثلة- المغنية باربرا ستريساند ومن إخراج وليم وايلر، وهو فيلم موسيقي رومانسي مقتبس عن مسرحية شهيرة عرضت بنجاح في “برودواي”، وقد حاول منتجو الفيلم استثمار نجاح ستريساند والشريف في فيلم آخر أنتج عام 1975 بعنوان “سيدة مرحة”.

صورة العربي

إلا أن اسم عمر الشريف في الغرب ظل مرتبطا بدوره في “لورنس العرب” (1962)، ثم في “دكتور زيفاغو” (1965). في الفيلم الأول كان يقوم بدور العربي البدوي الخشن الذي يتحلى بالشجاعة والشهامة، ولكن صورته بملابسه السوداء وملامحه الجميلة ولكن الصارمة، بعينيه السوداويتين ونظراته المبهمة التي تمثل “غموض الشرق وسحره” حسب المفهوم الاستشراقي الغربي، كانت تتبدى في تباين واضح مع صورة “لورنس″ (بيتر أوتول) بملابسه البيضاء وشعره الأشقر وعينيه الزرقاويتين ونزقه وحماسه المندفع الذي كان يهدئ منه رفيقه العربي، الأكثر خبرة بالمكان وبالبشر.

وفي “دكتور زيفاغو” ينفرد عمر الشريف بالدور الأكبر في الفيلم، دور البطولة التي لا ينافسه فيها أحد، بعد أن قرر ديفيد لين أن يسند إليه دور الطبيب والشاعر الروسي الذي عاش قصة حب درامية ارتبطت بالأحداث العنيفة التي أحاطت بالثورة البلشفية في روسيا، تعرض خلالها للكثير من المتاعب، ففقد عمله، ونفي إلى منطقة نائية في الريف، وخضع لمدة ست سنوات للعمل الإجباري كطبيب في الجيش الأحمر خلال الحرب الأهلية بين الحمر والبيض، ولعب القدر دورا كبيرا في إجهاض قصة حبه لتلك “المرأة الذهبية”- “لارا” (جولي كريستي) التي تخلى لأجلها عن زوجته وابنه، إلى أن فقد أسرته وحبيبته وانتهى وحيدا، ومات قبل أن يتمكن من لقاء لارا مرة أخرى.

دور الغريب

كان اختيار عمر الشريف في الدور الرئيسي “دكتور زيفاغو” مغامرة محسوبة من طرف ديفيد لين، فعمر الأسمر الداكن الشعر والعينين، يختلف كثيرا عن صورة “يوري زيفاغو” الروسي، لكن بعض التعديلات الطفيفة في ملامح الوجه، مع وضع شارب وتصفيف الشعر بطريقة معينة، نجح في إعادة إطلاق صورة عمر الشريف للجمهور الغربي بعيدا عن صورته الراسخة في “لورنس العرب”.

ورغم قيامه بالبطولة إلا أنه على أيّ حال، كان يمثل دور رجل “أجنبي” من وجهة النظر الغربية، وكان يمكن بالتالي للجمهور الغربي قبوله على الشاشة، سواء بملامحه المميزة رغم الماكياج، أو بإنكليزيته التي تشوبها لكنة أجنبية لم يكن من الممكن إخفاؤها رغم الحوار الإنكليزي الرفيع الذي كتبه الكاتب المرموق روبرت بولت.

كانت نتيجة هذا أن أصبح عمر الشريف الممثل الذي يصلح -من وجهة نظر المنتجين الأميركيين والأوروبيين- لأداء دور “الأجنبي” أو “الغريب”، ولم يكن ممكنا بالتالي أن تسند إليه بطولات الأفلام التي كانت تقتضي وجود بطل “أنغلوساكسوني” أو إنكليزي أو أميركي مثلا. وكان هذا مشابها لمصير ممثل عملاق آخر هو أنطوني كوين الذي تخصص في القيام بأدوار الغريب الأجنبي: اليوناني والمكسيكي والعربي والهندي والصيني والفلبيني والإيطالي. ورغم ذلك كان من الطريف أن يسند المخرج أناتول ليتفاك إلى عمر الشريف دور رجل المخابرات الألماني المؤمن بعدالة القضاء في فيلم “ليلة الجنرالات” أمام بيتر أوتول الذي ارتبط عمر بصداقة طويلة معه منذ أن اشتركا معا في فيلم “لورنس العرب”. لكن الدور كان أيضا دور “رجل أجنبي” فالألماني المرتبط بالنظام النازي بشكل ما، كان لابد من “تغريب” صورته أمام المشاهد الغربي.

ومثله مثل أنطوني كوين، انحصر معظم أدوار عمر الشريف بعد “دكتور زيفاغو” في شخصية اليوناني واليوغسلافي والعربي والأرجنتيني (غيفارا) والمكسيكي والأسباني والمونغولي (جنكيز خان) والنمساوي (الأمير رودلف) والتركي (السيد إبراهيم وزهور القرآن).

وعندما بدأ يقوم بأدوار أخرى كان طابعها الغالب هو الطابع الكوزموبوليتي، أي أن المشاهد لم يكن يستطيع تحديد أصول الشخصية التي يقوم بها، وبسبب إتقانه لخمس لغات هي اليونانية الإيطالية والفرنسية والعربية والإنكليزية، كانت لكنته -كما يقر هو نفسه- لكنة أجنبية ولكن غير محددة، مما سمح له بأداء تلك الشخصيات المتعددة، وكانت السبب في استمرار مسيرته السينمائية، ولكن في أفلام يمكن اعتبارها من “الدرجة الثانية” أو أفلام “حرف ب” مثل “مايرلنغ” و”الموعد” و”أشانتي” و”الوادي الأخير” و”الفرسان” و”الرولز رويس الصفراء” و”سقوط الإمبراطورية الرومانية” و”الممسوس” و”الثلج الأخضر”.. وغيرها من الأفلام التي لم يقف وراءها مخرجون من الصف الأول في هوليوود، بل وحتى تلك التي أخرجها مخرجون بارزون مثل ريتشارد فليتشر الذي أخرج فيلم “تشى” (1969) وقام فيه عمر الشريف بدور أرنستو تشى غيفارا، هذا الفيلم سقط سقوطا مروعا واختير فيما بعد ضمن قائمة “أسوأ 50 فيلما في تاريخ السينما الأميركية”.

التمثيل صنعة

كان مستوى عمر الشريف بشكل عام يرتبط بمستوى الأفلام التي يقوم ببطولتها أو يشارك بالتمثيل فيها، سواء من حيث السيناريو أو قيمة المخرج وموهبته وجديته في التعامل مع موضوعه، لذلك تفوّق الشريف كثيرا مثلا في بطولة فيلم “السيد إبراهيم وأزهار القرآن” الذي قام ببطولته من إخراج الفرنسي فرنسوا ديبيرون، وهو الدور الذي فاز عنه بجائزة سيزار لأحسن ممثل عام 2004. ويمكن القول إن الدور كان قد كتب خصيصا له، ولعله أفضل أداء سينمائي له منذ “لورنس العرب”.

بشكل عام كان عمر الشريف ممثلا متقلبا، وكان كثيرا ما يبدي نفوره من السينما، وكان يعتبر التمثيل مجرد “صنعة”، وقد صرّح ذات مرة بأن هذه الصنعة لا تستحق الحصول على كل ما حصل عليه من مال، وأن هناك الكثير من الأعمال الأخرى أكثر فائدة للبشرية من التمثيل، لا يحصل أصحابها على ما يستحقونه، وهو شعور إنساني نبيل شبيه بما سبق أن عبّر عنه مارلون براندو.

ويمكن القول إن التمثيل لم يكن العشق الأول لعمر الشريف، على العكس من صديقه الحميم بيتر أوتول الذي استطاع أن يمد تجربته في “لورنس العرب” على استقامتها ويطوّر نفسه كممثل ويدقق في اختيار أدواره، ولكن لا شك أيضا أن بيتر أوتول كونه إنكليزيا أصيلا، منحه امتيازا في الحصول على أدوار لم تتوفر لعمر الشريف. لقد وجد الشريف نفسه مشدودا في البداية إلى عالم السينما الذي جذبه إليه يوسف شاهين، وأعجبته أجواء السينما وأضواؤها ونجومية الممثل في مصر ثم بعد انطلاقه على الساحة العالمية مع “لورنس العرب”، بكل ما أتاحته له “النجومية” من الاقتراب من أجمل النساء، والإقامة في أفخم الفنادق والمنتجعات العالمية، وارتياد الكثير من الأماكن الساحرة، وصحبة الكثير من المشاهير في الغرب، وتحوله إلى نجم ومتحدث-حكاء بارع في برامج “التووك شو” في قنوات التليفزيون البريطانية والأميركية .

لمَ عشق عمر الشريف الأول لم يكن السينما، بل المقامرة، وتحديدا لعبة “البريدج” التي أجادها ومنحها الكثير من وقته وجهده وماله، حتى أصبح واحدا من أفضل عشرة لاعبين (محترفين) في العالم، بل وألّف أيضا بعض الكتب عنها، كما ظهر في الكثير من البرامج والإعلانات التليفزيونية المخصصة للحديث عن تلك اللعبة والترويج لها.

وكان التمثيل السينمائي قد أصبح منذ زمن بعيد، عند عمر الشريف مجرد وسيلة للحصول على المال لكي يقامر به. ولا شك أنه كسب الكثير من المال، كما خسر الكثير جدا، وقيل إنه خسر “فيلا” كان يمتلكها في إحدى الجزر الأسبانية عام 1970، وكانت تقدر بأربعة ملايين دولار!

عمر الشريف أحد الوجوه التي ارتبطت في أذهان الجمهور في العالم بتلك الفترة من الأفلام الرومانسية الكبيرة في الستينات، ومع نهاية ذلك العصر ظلت “أزمة” عمر الشريف كممثل، أن الجمهور ظل يطالبه دائما بأن يرتفع إلى دوره في “لورنس العرب” أو “دكتور زيفاغو”، لكنه لم يكن يقدر، ولذلك كان خلال السنوات الأخيرة، يبدو مؤرقا، متوترا، لا يحب الحديث كثيرا عن أدواره القديمة، يرفض فكرة الاحتفاء به، أو كتابة مذكراته مرددا “من أنا حتى أكتب مذكراتي.. إنني لست تشى غيفارا”!.

رحم الله عمر الشريف الذي ستبقى ذكراه حية في قلوبنا جميعا.

كاتب وناقد سينمائي مصري

 

العرب اللندنية في

19.07.2015

 
 
 
 
 

وما الغريب فى هذه الجنازة!

بقلم   سمير فريد

ما نشر من احتجاجات عن «تواضع» جنازة عمر الشريف (١٠ إبريل ١٩٣٢- ١٠ يوليو ٢٠١٥)، وعدم إقامة جنازة رسمية، وعدم اشتراك عدد كبير من السينمائيين، كلها صحيحة، ولكنها تثير التأمل من عدة زوايا.

لم ألتق مع عمر الشريف سوى لقاءات معدودة بدأت منذ حوالى ٢٥ سنة، ولا مجال للحديث عنها هنا، ولكنى أعرف عنه الكثير مثل أغلب نقاد السينما، وذلك من خلال مشاهدة أفلامه وقراءة ما نشر عنه وما قاله فى محاوراته من الصحافة.

ومن خلال هذه اللقاءات وتلك المعرفة، يمكننى القول إن تواضع الجنازة لا يغضبه فى العالم الآخر، إن لم يكن يسعده. يكفيه أن يغطى التابوت الذى يحمل جثمانه بعلم مصر، وفوق العلم قماش كتبت عليه آيات من القرآن الكريم. يكفيه أن تنفذ وصيته بأن يدفن مع حفيدته فاطيما فى مقابر محمود فهمى باشا، وهى أيضاً حفيدة الباشا. وكانت وفاة فاطيما بعد نحو عامين من ولادتها، صدمة كبرى فى حياة الفنان، وهو الذى كان يقول دائماً إن له ثلاثة أحفاد، ويتمنى أن تكون له حفيدة.

ومن ناحية أخرى فأحد أسباب تواضع الجنازة تضارب الأخبار حول مكانها وموعدها وموقع المقبرة حتى الساعات الأخيرة، واختيار مسجد جديد فى منطقة جديدة شرق القاهرة ليس من السهل الوصول إليها. وكان ذلك عن عمد لتجنب الازدحام والفوضى كما قال زاهى حواس صديق الفنان الراحل. ومع هذا فقد وقعت الفوضى، ولكن من دون زحام.

توفى عمر الشريف فى الساعة الثانية بعد ظهر يوم الجمعة إثر أزمة قلبية فى مستشفى بهمن بالقاهرة، الذى كان يعالج فيه من مرض «الزهايمر». وكان الواجب أن يصدر عن المستشفى بيان رسمى بأسباب الوفاة فى الساعة الثالثة، وليس أن يعلن الخبر فى الرابعة عن طريق وكيل أعماله فى لندن. وكان الواجب أن يصدر فى نفس اليوم، ولو فى ساعة متأخرة، بيان رسمى بمكان وموعد الجنازة وموقع المقبرة.

ولا غرابة فى العجز عن تنظيم جنازة لائقة باسم الفنان ومكانته. هكذا كانت جنازة فاتن حمامة أيضاً مطلع هذا العام، وجنازة نجيب محفوظ عام ٢٠٠٦. ويسألونك ما الفرق بين هذه الجنازات وجنازات أم كلثوم عام ١٩٧٥ وعبدالحليم حافظ عام ١٩٧٧ وعبدالوهاب عام ١٩٩١، وكانت كلها منظمة ولائقة. أقول هو الفرق بين مصر فى هذه السنوات وتلك، ولنتذكر أن الأوانى المستطرقة ليست نظرية فى العلوم فقط، وإنما فى كل مظاهر الحياة.

samirmfarid@hotmail.com

 

المصري اليوم في

19.07.2015

 
 
 
 
 

بالصور..مجلة "بارى ماتش" تضع صورة عمر الشريف على غلاف عددها الأخير

كتب أحمد علوى

تصدرت صورة الفنان العالمى الراحل عمر الشريف غلاف عدد شهر يوليو الجارى، من المجلة الفرنسية " parismatch" أو "بارى ماتش"، حيث أظهرت الصورة جاذبية عيناه التى كانت نظرتها حلم لكل فتاة، إضافة إلى ابتسامته البسيطة التى يكمن ورائها أناقته ورزانته، ووصفه الموقع الخاص بالمجلة إنه كان ساحرًا للنساء، وكان عدد كبير منهن يستسلمن أمام الكاريزمة التى كان يتمتع بها. وأشادت الصحيفة بمشوار الراحل عمر الشريف الفنى، حيث إنه استطاع لفت انتباه العالم بأسره فى سن لم يتعد الـ29 عاما، وكان له شهرة كبيرة وواسعة فى مصر والعالم العربى فى ذات الوقت، ثم استطاع بمهارته وموهبته الفنية أن يرفع قيمه نفسه فى هذا المجال. وفى عام 1954، وعندما كان يبلغ من عمره22 عاما، استطاع الشريف لفت نظر المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين وإثبات تمكنه وبراعته فى فيلم "صراع فى الوادى". تحدث عمر الشريف الكثير من اللغات الأجنبية منها :" الفرنسية والإنجليزية والإيطالية واليونانية والتركية"، بجانب لغته الأم العربية، مما ساعده فى شق طريقه فى الكثير من بلدان العالم والتى كانت الخطوة الأولى فى طريقه إلى العالمية، وكان أول الأفلام التى قدمها وكانت بمثابة دفعة كبيرة له أمام العالم هو فيلم لورانس العرب عام 1961 من إخراج ديفيد لين، ومن الأفلام التى قدمها أيضًا ضمن مشواره إلى العالمية هو فيلم " The Yellow Rolls Royce" والفيلم الكوميدى " Top Secret"، وغيرهم من الأعمال. ومن الأفلام المصرية التى جمع من خلالها قاعد ة جماهيرية عريضة، فيلم "صراع فى الوادى" و"صراع فى المينا" وسيدة القصر" و"فى بيتنا رجل" و"الأراجوز". توفى عمر الشريف عن عمر يناهز الـ83 عام فى دار لرعاية المسنين بمصر، التى كانت أخر محطة له فى جولاته حول العالم، وكان يعانى عمر الشريف قبل وفاته من مرض الزهايمر. يشار إلى أن مجلة "بارى ماتش" ليست الوحيدة التى تذكرته بعد موته، ولكن الكثير من القنوات والإذاعات الفرنسية أذاعت أشهر أفلامه والتى كان منها "الدكتور جيفاجو" أو بث حوارات وأحاديث سابقة له كان قد أجراها معها.

 

اليوم السابع المصرية في

19.07.2015

 
 
 
 
 

عمر الشريف.. نهاية «أيامنا الحلوة»

كتبت : فاتن الحديدي

تشبه لعبة البريدج كثيرا حياة النجم الراحل عمر الشريف.. هى لعبة ذكاء وإصرار.. وميشيل ديمترى جورج شلهوب ورث العناد والإصرار من أمه اليهودية التى كان لها كلمة مسموعة فى العائلة أخرجته من المدرسة الفرنسية لأنها كانت تقدم أكلا لذيذا أصابه بالسمنة وألحقته بفيكتوريا كوليدج ليزامل الملك حسين وصوفيا لورين ويوسف شاهين.

إصرار عمر الشريف وعناده جعله يعلن إسلامه عام 1950 بعد قصة حب مع فاتن حمامة أثناء تصوير أول أفلامه «صراع فى الوادى» أمام «باشكاتب» المحكمة الشرعية وينطق بالشهادتين كشرط للزواج كان عمره وقتها 22عاما! ومن المحكمة إلى منزل فاتن بالزمالك حيث كان المأذون بانتظاره لعقد القران الذى شهد عليه صلاح أبوسيف، وفطين عبدالوهاب ودفع وقتها مهرا قدره 2000 جنيه.

أهم المهارات التى يجب أن يجيدها لاعب البريدج ما يسمونه «المزاد»، والمزايدة بدأها عمر الشريف مبكرا بعد أن حاول تحدى والده والزواج بالفتاه الفرنسية «يان لى مولر» لكن أباه رفض الزيجة لأن الفتاة بروتستانتية وعائلة عمر الشريف كانت كاثوليكية وكانت الصدمة الأولى العاطفية فى حياة العاشق دائما عاشها بتفاصيلها فى باريس أحب المدن إلى قلبه.

أما الرهان الحقيقى حسب قواعد لعبة البريدج فكان على موهبته وحضوره وكاريزمته من «صراع فى الوادى» 1954 ليصبح نجم شباك حتى تنتهى مسيرته فى مصر.

فى أوائل الستينيات التقى النجم «عمر الشريف» بالمخرج العالمى «دايفيد لين» والذى أعجب به جدا وقدمه للجمهور العالمى.

أحاطت الشهرة والنساء بالفنان العالمى عمر الشريف طوال مسيرته الحافلة لكنهما شكلتا الضدين الأكبر فى حياته.

فقد سلبت قبيلة  النساء الجميلات قلبه وعقله فى عام 1964 تخلى عن حب عمره الحقيقى الوحيد وأم ابنه «فاتن حمامة» بعد 14  عاما من الزواج وبعد قصة الحب العجيبة التى بدأت بقبلة، وأعطته هوليوود بدلا من جوهرة قلبه لقبا هوليوديا سارق قلوب نساء العالم

مارس عمر الشريف مهارة «الرهان» فى البريدج على قلوب النساء.. هؤلاء النساء اللاتى اصطففن فى حياته بينهن الجميلات والقبيحات، العربيات والغربيات، لكن أغلبهن أحبهن فقط بين المشهد الأول والأخير فى العمل الذى يجمعها.

فى أحد اللقاءات الصحفية صرح عمر الشريف: «لا أنكر أننى وقعت فى غرام نجمات أفلامى لبعض الوقت مثل «آفا جاردنر»، «نانجريد برجمان»، «باربرا سترايسند» و«أنوك إيمييه» لكنه كان مجرد إعجاب لم يتحول إلى حب صادق وحقيقى». 

وبمهارة البريدج الثالثة التى يجب أن يمتلكها اللاعب المتمكن «الدفاع»، وجد عمر الشريف الشجاعة بالاعتراف بابنه غير الشرعى أمام إيناس الدغيدى فى برنامج الجريئة من امرأة يهودية إيطالية أحبته وتمنت ابنا منه وقابله فى عمر الـ15 عاما ولم يطلب هذا الابن منه شيئا أبدا
لم يمارس عمر الشريف مهارة «الدفاع»، أما شائعة زواجه بـ«سهير رمزى» فقد أكدها عدد من المقربين
«لورانس العرب»

تعرف الملايين على عمر الشريف وهو يتقدم نحوهم خطوة خطوة ببطء شديد من بعيد من عمق البادية فى «لورانس العرب»، إخراج دايفيد لين، رجل عربى متشح بالسواد على ظهر جمل يقطع الصحراء تحت شمس قوية ويقترب فى اتجاه الكاميرا، ثم يقول وهو ينظر إلى جثة شخص ملقى على الأرض: «لقد مات».

كان عمر الشريف محظوظا فعلا مثل حظه فى لعبة البريدج التى صاحبته عمرا.. حتى أحال الزهايمر بينه وبينها، وبينه وبين كل شىء كأنه عاد إلى الأفق البعيد فى عمل الصحراء بعد نصف قرن من الصعود والهبوط من الانكسارات والأحلام والنهايات المحزنة

قدم على الشاشة الذهبية بعد لورانس العرب، «سقوط الإمبراطورية الرومانية»  عام 1964 ثم تلاها فيلم  CERAUNAVOLTA عام 1967 مع الإيطالية صوفيا لورين التى وصفها عمر الشريف بـ «صاحبة أجمل عينين»، والحقيقة أنه كان مفتونا بالعيون الساحرة فقد دفعه جمال عيون السويدية انجريد برجمان إلى الإعجاب بها وقد بادلته هى الأخرى الإعجاب وكثيرا ما صرحت بأنها تعشق النجم المصرى ومن أبرز أفلامها «الرولز رويس الصفراء» عام 1964 كما ربطت الشائعات بـ«آفا جاردنر» وصورا سويا عدداً من الأفلام الشهيرة أهمها فيلم «مايرلنج» عام .1968

ورغم كل مهاراته فى المراوغة ومهارة لعب دور العاشق إلا أن المرأة الوحيدة التى اقترب من الزواج منها هى الممثلة الفرنسية «أنوك إيميه».

فى أحد الحوارات التليفزيونية قال: «منحنى فيلم الموعد فرصة مقابلة من اعتبرها أغرب امرأة قابلتها فى حياتى»، «أنوك إيميه»، كانت فتاة رائعة الجمال تعرف كيف ترضى الرجل الذى تحبه، أردت فعلا أن أتزوجها لكننى رغبت فى الاحتفاظ بعزوبيتى كانت أقوى وكنت على حق!!

وقيل إن غراما صامتا جمعه و«بابرا سترايسند» أثناء تصوير فيلم «فتاة مرحة»، لكن القصة انتهت مع انتهاء المشهد الأخير من الفيلم.

لم يكن الحزن الكبير الذى رأيناه مع إعلان وفاة عمر الشريف فى الجرائد والمجلات الأجنبية وكثير من النجوم العالميين، على رأسهم «أنطونيو بانديراس» وغيره الكثيرون وليد لحظة فمنذ ظهور النجم العالمى على الساحة العالمية وأطلقوا عليه الكثير من الألقاب منها «الكوزموبوليتانى»، «رجل الحب الوحيد»، «صاحب الكاريزما الأسمر».

لا يمكن الحديث عن عمر الشريف من دون ذكر «دكتور زيفاجو»، ,1965 وأغنيته الشهيرة «لارا» «لموريس جار» ثم نظرة عينيه الغارقة فى الدموع والرومانسية وسط أجواء الحروب والدمار والخراب المحيط والذى نال عن دوره جائزة الجولدن جلوب لافضل ممثل دور رئيسى.

دوران اللعب

كدوران اللعب فى البريدج كرت سبحة من الأفلام التى قدمت عمر الشريف كنجم عالمى «فتاة مرحة»، «مايرلينج»، ليلة الجنرالات، الموعد، وصولا إلى أفلام أقل وهجا مثل  السيد إبراهيم وزهور القرآن، روك القصبة  للمغربية  ليلى المراكشى وقام فيه بدور ميت!

حتى أطل علينا بفيلمى المسافر 2008 والذى شارك فيه فى مهرجان البندقية وتم تكريمه فى هذا العام بمناسبة مرور 50 عاما على انطلاقاته كعدد أوراق الكوتشينة 52ورقة  وحسن ومرقص 2008مع عادل إمام.

فى لعبة البريدج تصنف الألوان والأشكال حسب القوة ، وفى أفلام عمر الشريف يصعب إيجاد خط واضح يربط هذه الأفلام ببعضها.. فى حواره لمجلة بارى ماتش قبل أكثر من 10 سنوات سئل إن كان نادما على بعض خياراته فى الأفلام أجاب «لقد كرهت معظم الأفلام التى قدمتها لكننى لست نادما سواء فى مهنتى أو حياتى»

السياسة !

لم يكن عمر الشريف مهتما بالسياسة.. لكنه أعلن صراحة أنه يكره الأنظمة الشمولية والظلم.
فى سنواته الأخيرة صارت حياته أشبه بمباراة بريدج قاربت على الانتهاء عاش غريبا مغتربا لا منتميا إلى مكان، يراهن بكل شىء وعلى كل شىء خاصة سباقات الخيول يقامر ينفق ببذخ  وخسارة أموالا طائلة كان يخاف من الألم ومن العوز
..

كما شاءت الأقدار أن يموت النجم العالمى قبل أن يشاهد آخر أعماله السينمائية التى شارك فيها وهو فيلم قصير بعنوان «ألف اختراع واختراع وعالم ابن الهيثم» والذى يتم إطلاقه نهاية العام الجارى والذى لعب فيه عمرالشريف دور الراوى الذى يقدم حكاية العالم العربى ونظرياته المتعلقة بالضوء نظرا لدراسته الفيزياء قبل دخوله التمثيل وهو ما لا يعرفه الكثيرون من عشاقه عنه
وتنتهى الرحلة ولعب البريدج وخط العمر.. تردد كلماته «أرغمت أن أعيش حياتى كلها وحيدا أنا الممثل الذى لا يمتلك جنسية لمهنته أنا مصرى لا أمثل أفلاما مصرية ألعب دوما دور الغريب أنا غربى الثقافة جدا وشرقى المزاج جدا.. لا مرفأ لى ولا مرساة لسفينة حياتى».

 

مجلة روز اليوسف المصرية في

18.07.2015

 
 
 
 
 

قصة تكشف سر إشهار عمر الشريف إسلامه مرتين:

رفض مسؤول سعودي أداءه للعمرة

غادة غالب

ولد عمر الشريف باسم ميشيل ديمتري جورج شلهوب، في الإسكندرية لأسرة ميسورة الحال لأب لبناني يعمل بتجارة الأخشاب هاجر من زحلة بلبنان إلي مصر في أوائل القرن العشرين، ووالدته هي كلير سعادة من أصل لبناني سوري، ووالدها كان يهوديا، وكان لوالدته شخصية قوية وكلمة مسموعة في العائلة، وفقا لحوار له لموقع «العربية. نت».

وتربى «الشريف» على الديانة المسيحية بمذهبها الروماني الكاثوليكي، والتحق بالمدرسة الفرنسية، لكنه تركها في سن العاشرة بسبب زيادة وزنه، وأدخلته والدته بعدها «كلية فيكتوريا» الإنجليزية بالإسكندرية، لأنها في ذلك الوقت، وحسب «العربية نت»، أيضًا كان طعامها سيء، وكان غرض والدته ألا يأكل ابنها المزيد، وفي المدرسة مارس الرياضة بانتظام، ومنها بدأ شغفه بالتمثيل، بعدما تعرف على الفنانة صوفيا لورين، والمخرج يوسف شاهين، والحسين بن طلال، ملك الأردن السابق، وفقا للموقع نفسه.

والتحق «الشريف» بجامعة القاهرة حيث درس الرياضيات والفيزياء، وبعد تخرجه في الكلية، عمل لمدة 5 أعوام بتجارة الأخشاب مع والده قبل أن يقرر دراسة التمثيل في «الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية» بالعاصمة البريطانية، لندن، وفقا لحواره لصحيفة «الشرق الأوسط».

جاءته الفرصة للتمثيل بالفعل حين عرض عليه صديقه المخرج يوسف شاهين بطولة فيلمه الجديد «صراع في الوادي» في عام 1954 أمام الفنانة فاتن حمامة، واختير له اسم «عُمر الشريف» الذي عرف به لبقية حياته، وفقا لموقع نفسه.

إشهار إسلامه أول مرة

ونجح الفيلم نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر، وتصاعدت نجومية «الشريف» بسرعة، حيث شارك في الفترة من 1954 حتى عام 1962 في أكثر من 20 فيلمًا سينمائيًا، وفقا لموقع «قاعدة بيانات السينما العربية».

وفي تلك الفترة، نشأت علاقة حب قوية بينه وبين «فاتن»، وحتى يتمكن من الزواج بها أشهر إسلامه في عام 1955، وبلا تردد وقف أمام «باشكاتب» محكمة مصر الشرعية لينطق بالشهادتين، ويعدل ديانته كشرط للزواج، وفقا لحواره لصحيفة «الأهرام».

ومن المحكمة إلى بيت «فاتن» بالزمالك، حيث كان في انتظاره المأذون لعقد القران، الذي شهد عليه المخرجان صلاح أبو سيف، وفطين عبد الوهاب، ودفع «الشريف» مهرا قدره 2000 جنيه، وكان عمره وقتها 22 عاما، وفقا لموقع MBC.

ويعتبر الفنان جميل راتب أول من علم «الشريف» الصلاة، وفي حوار له لمجلة «لها»، قال «راتب» إن علاقته بـ«الشريف» تمتد لزمن بعيد، ووصفه بالإنسان النادر بهذا الزمن، لكونه يمتلك صفات فنية وإنسانية لا توجد عند غيره، وكشف «راتب» عن كونه أول من علم «الشريف» الصلاة، حينما كانا يمثلان معا فيلم «لورانس العرب» في عام 1962، وفقا للموقع نفسه.

إشهار إسلامه للمرة الثانية

ومنذ ذلك الوقت، سجل «الشريف» في أوراقه الرسمية أنه مسلم الديانة، ولم يطالبه أحد بإثبات إسلامه إلا بعد أن دخل عامه الـ75، وذلك حينما ذهب إلى السعودية في صفقة عمل، اضطرته للذهاب إلى الرياض للقاء عدد من رجال الأعمال السعوديين، وفى السعودية، راوده الخاطر وألح عليه، قائلا: «لماذا لا تؤدى العُمرة؟»، خاصة أنه كثيرا ما يسمع من أصدقائه عن المتعة والنشوة والنور والروحانيات الإلهية التي تغمر من يدخل البيت الحرام معتمرا أو حاجا، فليجرب ذلك الشعور ويغسل قلبه المنهك من الغربة والشتات وتجارب السنين، وفقا لموقع MBC.

وعندما أبلغ «الشريف» مضيفيه بما يفكر فيه، رحبوا واعتبروه نصرا للإسلام سيطولهم ثوابه إذا شجعوه وساعدوه، واتصلوا بمسئول سعودي بارز ليبلغوه الخبر، وجاءتهم المفاجأة التي لم يتوقعوها، ولم يحسب «الشريف» حسابها، حيث طلب منه المسؤول أن يشهر إسلامه، إذ لا يدخل الحرم المكي إلا المسلمون، ورد «الشريف» بدهشة واستغراب: «لكني أشهرت إسلامي بالفعل قبل نصف قرن»، وقال له المسؤول السعودي: «نحن غير مطمئنين إلى إسلام ميشيل شلهوب، فعلها على الورق ليصح زواجه من امرأة مسلمة صحيحًا كما غير اسمه من أجلها ومن أجل السينما إلى عمر الشريف».

وأضاف: «ليجدد نيته على الأقل ويشهر إسلامه من جديد، إذا كان صادق النية فعلاً في أداء العمرة، والوقوف بين يدي الله»، وفقا للموقع نفسه.

وتوقع المضيفون أن يثور «الشريف»، خاصة أنه معروف بعصبيته وردود أفعاله غير المحسوبة، إلا أن رده فاق كل التوقعات، حيث استجاب «الشريف» بكل هدوء وسكينة للشرط «الغريب» دون انفعال أو عصبية، ونطق بالشهادتين، مشهرا إسلامه للمرة الثانية، مصمما على أداء العمرة، مؤكدا سلامة قلبه وطويته، وأحرم «الشريف» رافضا أي وجود إعلامي أو دعائي، بل مجرد التقاط صور تذكارية للمناسبة الجليلة، وفقا للموقع نفسه.

 

المصري لايت في

18.07.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004