ملفات خاصة

 
 
 

و قال “عمر الشريف”..  وداعا

أفنان فهيد – التقرير

عن رحيل الأسطورة

عمر الشريف

   
 
 
 
 
 
 

ليس المصري الوحيد الذي وصل إلى العالمية، ولكنه تربع على عرشها، وبالرغم من تصريحاته بأن التمثيل مهنة سهلة، ولا تستحق كل تلك الشهرة، وبأن موهبته ليست بهذه القوة، بجانب هفواته وسقطاته العديدة؛ خطف “الشريف” قلوب مشاهديه العرب والأجانب، ثم قال لهم -وللحياة- وداعًا في العاشر من يوليو الجاري.

وُلد “عمر” وتربى بالإسكندرية، لوالدين يهوديين، وهما “كلاري وجوزيف شلهوب”، وبعد أن تخرج من كليته انضم للعمل مع والده التاجر الثري، ولعبت الصدفة دورًا كبيرًا في حياته عندما جاء إليه بشكل مفاجئ زميل دراسته “يوسف شاهين”، وطلب منه لعب دور البطولة في فيلم (صراع في الوادي) بعد أن رفضت فاتن حمامة أن يقوم زميلها شكري سرحان بدور البطولة، وكان شاهين قد أعجب بتأديته لدور هملت على مسرح مدرستهما (كلية فيكتوريا) منذ سنوات.

في باديء الأمر رفض “عمر” فكرة التمثيل، وظن أنها مزحة، ولكن “شاهين” أقنعه بها وبالفعل سافر معه إلى القاهرة، وقام بتأدية الدور الذي ما كان ليضمن له كل هذه الشهرة لو لم تشتعل علاقة الحب بينه وبين “فاتن حمامة”. وهي العلاقة التي بدأت بقُبلة لم تكن مكتوبة في السيناريو الأمر الذي أثار الرأي العام عليها، فـ”عمر”-الذي كان اسمه وقتها ميشيل- شاب يهودي، وهي امرأة مسلمة متزوجة ولكن زوجها “عز الدين ذو الفقار” ما لبث أن طلقها، وبعدها أشهر “عمر” إسلامه، وبالرغم من ذلك لم يرض الرأي العام عن هذه الزيجة لفترة قصيرة حتى اكتسب رضا الجمهور التام بعد أن شاهد العديد من الأعمال الفنية التي جمعت بينهما فيما بعد.

ومن أشهر تلك الأفلام؛ فيلم “صراع في الميناء”، وهو فيلم آخر من إخراج “شاهين”، وكان مساعده وقتها “عاطف سالم”، وهذا الفيلم تسبب في قطيعة دامت خمس سنوات بين “الشريف” وصديقه المقرب “أحمد رمزي”، ففي أحد المشاهد يدور عراك بين “رمزي” والشريف”، وأراد المخرج أن يكون المشهد واقعيًا، فذهب “عاطف سالم” -مساعده- لـ”عمر” وأخبره بأنه شاهد أكثر من مرة “رمزي” يغازل “فاتن”، فما إن بدأ التصوير قام “عمر” بضرب “رمزي” بمنتهى العنف وألقاه في المياه وسط زيوت محركات السفن، وترك البلاتوه هو وزوجته بعد هذا المشهد.

وبعد سؤال “رمزي” و”فاتن” عن تصرف “عمر” الغريب؛ اتضحت إليهم فعلة “عاطف سالم” فغضبت “فاتن” غضبًا شديدًا، وقامت بالانسحاب من الفيلم، لولا تدخل الفنانين وإقناعها بالعودة للتصوير، إلا أنها خلال ذلك الوقت لم تتبادل كلمة واحدة مع “عاطف”، ولم تشترك معه في فيلم آخر حتى مات، إلا أن “عمر” لم ينه خلافه مع رمزي بهذه السهولة، واستمرت القطيعة لسنوات حتى قام الفنان “صلاح ذو الفقار” بدعوتهما لحفل ميلاد ابنته، هما والمخرج “عاطف سالم” الذي قام بالقسم أمام جميع الحاضرين أن أمر مغازلة “رمزي” لـ”فاتن” كان من وحي خياله، وعاد الود والصفاء للرجال الثلاث، وكدليل على مسامحة “عمر” لـ”رمزي” والعكس، قام بالتنازل له عن دوره في فيلم “حكاية العمر كله” أمام “فاتن حمامة” و”فريد الأطرش”.

إلا أن مغامرات فيلم “صراع في الميناء” لم تتوقف عند هذا الحد، فعند تصوير مشهد إنقاذ “عمر” لـ”رمزي” من النيران؛ أصر “شاهين” على أن  يشعل النيران فعلًا في الديكور، مما عرض حياة “شريف” ورمزي” للخطر؛ فأمسكت النيران في ذراع “عمر”، والتهب جلد “رمزي” من الحرارة، ولم يكتف “شاهين” بذلك، بل قرر إعادة المشهد لأنه لم ينل إعجابه، وقاموا بإشعال النيران مرة أخرى في اليوم التالي، إلا أن هذه المرة سكبوا المياه على النجمين حتى لا تمسك النيران بهما.

وهكذا لعبت الصدفة دورها الأول في صنع نجومية “عمر الشريف”، ثم جاءت الصدفة التالية عندما جاء المخرج الأمريكي “ديفيد لين” إلى القاهرة بحثًا عن نجم عربي يقوم بدور الأمير “علي” في فيلمه الشهير “لورانس العرب” فدله البعض على النجم المصري “رشدي أباظة”، وأخبروه بأنه يتحدث أربع لغات بطلاقة، في وقت كان من النادر وجود نجم يتحدث بلغة غير العربية، وبالفعل أرسل المخرج العالمي مدير الإنتاج لمقابلة النجم “رشدي أباظة” وعرض الدور عليه، إلا أن مدير الإنتاج قد عرض الدور بطريقة أهانت كبرياء النجم “رشدي أباظة”، فأخبره بأنهم يريدون منه القيام بدور البطولة في فيلم أمريكي، وعمل اختبار كاميرا له في الصحراء، فما كان من “أباظة” إلا أن جن جنونه من هذا الطلب المهين، ورد عليه بمنتهى العنف قائلًا: “تست كاميرا! هو أنا كومبارس؟ أنا رشدي أباظة يا حيوان!” وسكب كأس الويسكي في وجهه، فعاد مدير التصوير للمخرج مخبرًا إياه بما حدث وعُرض عليه “شكري سرحان”، و”فريد شوقي” إلا أن كلاهما كانا لا يجيدان حرفًا واحدًا من الإنجليزية، ثم عُرض عليه “أحمد رمزي” والذي كان يعاني من فوبيا الطائرات فرفض الفيلم رفضًا تامًا.

وكان “ديفيد لين” على وشك العودة إلى دياره حتى رُشح “عمر الشريف” له فتحدث معه بالإنجليزية والفرنسية، ووجده يجيدهما تمامًا، فضمه لفريق عمله، وظل “رشدي أباظة” يلوم “عمر” بدلًا من أن يلوم نفسه على وصوله للعالمية-وهي حلم “رشدي” القديم- وبالرغم من أنهما كانا صديقين، مثّلا سويًا عددَا من الأفلام، وكانا يترددان معًا على الأندية للعب البلياردو، إلا أن علاقتهما توترت بعد هذا الموقف، وزاد التوتر بعد أن انتقد “عمر” أحد أدوار “رشدي” ووصفه بأنه قلل من شأن نفسه.

لورانس العرب أولى خطوات العالمية..

بعد أن ضم المخرج العالمي “ديفد لين” “عمر الشريف” لفريق عمله، واجه “الشريف” مشكلة كبيرة وقفت في طريقه إلى العالمية؛ وهي رفض زوجته “فاتن حمامة” السفر معه إلى الخارج وترك بلدها مصر، والبحث عن فرصة تمثيل في الأفلام الأجنبية -بالرغم من إجادتها اللغات الأجنبية- إلا أن ذلك لم يقف عائقًا أمام “عمر” كثيرًا، إذ قرر الإنفصال عن زوجته وحب حياته الوحيد وفضّل السفر خارجًا لتصوير الفيلم الذي فتح له باب العالمية على مصرعيه، وانهالت عليه العديد من الأدوار بعده.

ترشح “عمر الشريف” عن دوره في الفيلم لجائزة الأوسكار عن أفضل ممثل في دور ثانوي، وربح جائزة الجولدن جلوب عن دوره في نفس الفيلم.

ومن بعدها قام “الشريف” بدور البطولة في فيلم “دكتور زيفاجو” المأخوذ عن رواية العالمية بنفس العنوان، وربح “الشريف” للمرة الثانية جائزة الجولدن جلوب عن دوره في الفيلم.

وفي عام 1968 قام “عمر” بدور البطولة في فيلم (فتاة مرحة, Funny Girl), وشاركته في البطولة (باربرا ستريسيند- Barbra Streisand) مما أثار الرأي العام العربي والمصري ضده، فـ “برابرا” نجمة أمريكية إسرائيلية، وتم إنتاج الفيلم بعد عام واحد من النكسة، فاتهمه الجمهور العربي بالتطبيع مما اضطره هو و”برابرا” بتوضيح موقفهما بأن الشعوب ليس لها علاقة بالحكومات، وعلى جميع الأديان أن تعيش في سلام.

وبالرغم من تصريحه ذلك بأن الشعوب لا دخل لها بما تفعله الحكومات لم يقف “عمر” موقف المتفرج عام 1977، وقتما اعتاد أن يمر على السفارة المصرية في فرنسا كل يوم تقريبًا لشرب قهوته، وعندها أخبره السفير المصري في أحد الأيام بأن الرئيس الراحل “أنور السادات” يود أن يحدثه هاتفيًا، وبالفعل تحدث معه “عمر” ليطلب منه “السادات” بأن يتصل بـ”مناحم بيجين” رئيس وزراء إسرائيل آنذاك, وإخباره بأن الرئيس المصري يود الحضور لإسرائيل لعقد اتفاقية سلام، وبالطبع قبل “عمر” العرض، واتصل بـ”بيجين” وأخبره بطلب “السادات” ليرحب به “بيجين”، ويسافر “السادات” بعدها بأسبوع إلى الكينيست.

ومن أفلامه التي ندم على تمثيلها كان فيلم (Che!) الذي جسد فيه حياة المناضل “تشي جيفارا”والذي صرح بعد عرضه بسنوات بأنه شوّه صورته، وأن المخابرات الأمريكية هي التي قامت بإنتاجه، وهو الأمر الذي لم يعلمه في وقتها بل عرفه بعدها بسنوات.

في فترة الثمينينات عاد “عمر الشريف” للسينما المصرية التي لم ينفصل عنها بشكل كلي، ومن أشهر أفلامه في تلك الفترة الزمنية فيلما “أيوب” عام 1983، وفيلم “الأراجوز” عام 1989.

أثناء تصوير فيلم “أيوب” تُوفى “محمود المليجي” وهو يؤدي آخر أدواره، فبينما يقول “يا أخي الحياة دي غريبة جدًا.. الواحد فيها ينام ويصحى، وينام ويصحى، وينام ويشخر”، ومال برأسه إلى الوراء ووقف جميع الحضور حوله ينتظرون أن يتحرك من جديد إلا أن “المليجي” كان قد فارق الحياة بالفعل، ووقف “عمر الشريف” بجواره ونظر له نظرة المودع قائلًا: “إيه يا محمود.. خلاص؟!”

أما عن آخر أعمال “الشريف” الفنية؛ فكانت مسلسل “حنان وحنين” والذي اعتزل بعده لملاقاته صعوبة في حفظ نص السيناريو، وبعدها بسنوت صرح ابنه الوحيد “طارق” بأنه أصيب بالزهايمر.

بجانب براعته في مهنته الرئيسة -التمثيل- التي لم يعترف يومًا بأنها مهنة صعبة أو تستحق تلك الشهرة المصحوبة بها، اشتهر أيضًا ببراعته في لعبة (البريدج)، وصنف اللاعب الأول في لعبها، بل -وأيضًا- صدر له كتاب لتعليم اللعبة، وعدد من المقالات الأسبوعية. عام 2006 اعتزل “عمر” اللعبة، وصرح بأنه لا يريد أن يكون له أي إدمان سوى عمله.

“عمر”.. في كل الأحوال كان قد تمكنت منه خصال المقامر قبل ذلك بزمن، فاعتاد أن يضحي بكل مضمون في سبيل كل ماهو جديد. فلم يكن الدين عائقًا أمام حبه، ولم يكن حبه عائقًا أمام سفره، ولا مستقبل مؤمن بثروة هائلة عائقًا أمام طاولة البريدج، كان يسير وراء عواطفه أكثر من عقله. وبالرغم من أنه كان محبًا لكل مباهج الحياة-تقريبًا- غير نادم على أيٍ من قراراته؛ إلا أنه بقى يردد أن كل ما يتمناه أن يكون حاله.. كحاله بالأمس.

بالرغم من أن “عمر الشريف” كان كأي انسان عادي لديه غلطاته وسقطاته التي لم ينكرها يومًا إلا أن الذي تركز في ذهن جمهورة هي صورة الرمز، والفنان العالمي آخر ما تبقى من زمن الكلاسيكيات، والمثل الأعلى لكل نجم عربي يود العمل بهوليوود أو أوروبا. رحل “عمر الشريف” وأصدر رحيله ضجة دوت بين معجبيه وأصدقائه العرب والأجانب، وتركهم يتساءلون كما تساءل هو سابقًا: “إيه يا عمر.. خلاص؟!”

 

التقرير الإلكترونية في

16.07.2015

 
 
 
 
 

مع بدء عرضه.. محمد رمضان يهدي فيلمه لعمر الشريف

القاهرة- أحمد الريدي

قبل ساعات من بدء موسم عيد الفطر السينمائي، الذي يشارك فيه مجموعة كبيرة من الأعمال التي تتنافس على حصيلة الإيرادات، قرر الفنان محمد رمضان أن يرد جزءاً قليلاً من دين الفنان العالمي الراحل عمر الشريف.

فقد طلب رمضان من منتج فيلمه "شد أجزاء" أحمد السبكي ومخرجه حسين المنباوي أن يتم إهداء الفيلم إلى فقيد السينما المصرية والعالمية عمر الشريف، وأن تتم كتابة الإهداء على التتر الخاص بالفيلم، وهو ما استجاب له المنتج أحمد السبكي والمخرج أيضاً حسبما أعلن محمد رمضان.

وتمنى رمضان أن يخرج الفيلم الذي يشارك في بطولته ياسر جلال ومحمد ممدوح ونسرين أمين، في صورة تليق بعمر الشريف الذي وصفه بأنه أبوه الروحي، معتبراً أن هذا الإهداء هو أقل ما يمكن تقديمه لصاحب الفضل عليه بعد الله.

ولعب الفنان الراحل دوراً كبيراً مع الفنان محمد رمضان، وذلك بعدما أشاد بأدائه من قبل، وهو ما يفتخر به رمضان كثيراً ويحرص في كل مناسبة على أن يتذكر تلك الكلمات التي كان لها مفعول السحر عليه.

ويطرح فيلم محمد رمضان مساء الخميس بدور العرض داخل مصر وعدد من الدول العربية، حيث قرر منتجه أن يطرحه بـ 120 نسخة في معظم قاعات العرض، ويجسد فيه رمضان دور ضابط مباحث يتعرض لموقف يجعله مطارداً من قبل قوات الشرطة.

 

العربية نت السعودية في

16.07.2015

 
 
 
 
 

موقف مُحرج تعرض له عمر الشريف في حفل «أوسكار»:

وقف لاستلام الجائزة ثم تلقى صدمة

غادة غالب

يعد الراحل عمر الشريف أول فنان عربي يرشح لنيل جائزة «أوسكار» في عام 1962، عن أفضل دور مساعد في فيلم «لورانس العرب»، وفاز بالعديد من الجوائز العالمية الهامة، أهمها 3 جوائز «جولدن جلوب» وجائزة «سيزر»، حيث فاز بجائزة «جولدن جلوب» لأفضل ممثل عام 1966 عن دوره في فيلم «الدكتور زيفاجو».

ويعد «لورانس العرب» أشهر أعمال «الشريف» عالميًا، حيث استمر تصويره لمدة عامين، وتم تصوير معظم مشاهده بالصحراء الأردنية، وإسبانيا، وشاركه التمثيل الفنان جميل راتب في دور «ماجد»، ونال العمل إعجاب النقاد، وأشادوا بأداء «الشريف» أمام الفنان المخضرم الذي لعب دور «لورانس العرب»، بيتر أوتول، الذي حل محل الفنان مارلون براندو.

ورُشح «أوتول» في عام 1963 لجائزة أحسن ممثل عن دوره في الفيلم، لكن الجائزة ذهبت للفنان جريجوري بك، كما رُشح «الشريف» لجائزة «أوسكار» كأحسن ممثل مساعد عن دوره في الفيلم، وتم إبلاغه بفوزه بها، ومن ثم أعد «الشريف» نفسه لتلك اللحظة، وأثناء الإعلان عن جائزة أحسن ممثل مساعد، وقف «الشريف» منتظرًا نطق اسمه، ووجهت الكاميرات ناحيته، إلا أنه أعلن أن الفائز هو إيد بيجلي عن دوره في فيلم «روعة الشباب»، الأمر الذي أحرج «الشريف».

وحصد «الشريف» جائزة «جولدن جلوب» لأحسن ممثل مساعد عام 1963 عن دوره في نفس فيلم «لورانس العرب»، وهي أفضل ثاني جائزة بعد «أوسكار»، وهو الأمر الذي يعتبر من أهم إنجازات «الشريف» في تاريخه.

 

المصري لايت في

16.07.2015

 
 
 
 
 

المخرج عمر زهران يكشف أسرار فى حياة النجم العالمى الراحل

لماذا نصحه الشعراوى بالذهاب للحج؟..

وسر معركة الخمور مع حنان ترك..وحرب اليهود له لتمسكه بعروبته ..

وترك جزء من أجره عن مسلسل لصديق عمره أحمد رمزى

فور عودتى إلى بيتى بعد أن شيعنا جثمان المخرج العالمى يوسف شاهين، تجاذبت الحوار مع صديقى المخرج خالد يوسف عن الأيام الأخيرة فى حياة شاهين وتطرق الحوار اللى وصيته، وسألت خالد يوسف سؤالا مباشرا هل حقاً كانت له وصية خاصة بجنازته، وأنه كان يرغب فى أن يشيع جثمانه من مسجد عمر مكرم، بميدان التحرير، وكانت المفاجأة حين أكد لى خالد صدق هذه الشائعة، بالفعل رغب شاهين فى ذلك، لماذا لم يحدث؟ سوف أترك لخالد يوسف حرية أن يصرح بالأسباب التى منعت المقربين ليوسف شاهين من تنفيذ وصيته بخروج جثمانه من مسجد عمر مكرم، أو أن تكون نقطة انطلاق الجنازة من المسجد الذى خرج منه جثامين، عبدالناصر، وحليم، وأم كلثوم رحمهم الله جميعا، لكننى وبعد أن عرفت هذه الحقيقة لازمنى وجع شديد، وحسرة بلا حدود على حظ مصر الدائم فى الفرص الضائعة، وتخيلت لو أنه كانت هناك دولة بها وزارة ثقافة ومسؤولين لديهم بصيصا من الروية، والمعرفة بأبسط الأشياء، لأصبحت جنازة هذا المخرج العالمى هى أعظم فرصة لاقتناص الحدث، وتوصيل رسالة للعالم عن أرض الديانات والحضارات ولتنقل كل وسائل الإعلام العربية ووكالات الأنباء العالمية جنازة مخرج عالمى مصرى مسيحى من أشهر مساجد مصر ومن أشهر ميادينها، فمهما أنفقت الدولة بمؤسساتها وعلى رأسها الهيئة العامة للاستعلامات ووزارتى الثقافة والسياحة وأيضاً اتحاد الإذاعة والتليفزيون من مطبوعات تلقى أغلبها فى المخازن، وبرامج تليفزيونية لا تخاطب إلا القائمين على تنفيذها وهم موهومون بأنهم يخاطبون الآخر وأفلاما تسجيلية رديئة الإنتاج وفارغة المضمون، عن الوحدة الوطنية والروح التى تجمع مسيحى ومسلمى هذا الوطن فلن يؤثروا ولن يصلوا بقوة الرسالة التى كان من الممكن أن تؤثرها جنازة المخرج الراحل شاهين وانطلاقها من مسجد عمر مكرم.

فكرت فى إخراج الجنازة

ما أعادنى لهذا الحديث ولتلك الذكريات هو رحيل النجم الهوليوودى العالمى المصرى المسلم واليهودى سابقا، عمر الشريف، نعم منذ ما يقارب الشهر جمعنى حدث ما مع النجمة الجميلة يسرا وكنا فى الطائرة نتجاذب سويا الأحاديث عن مصر والتحديات التى تواجهنا جميعا شعبا ونظاما، وأفضيت إليها بحديث أزعجها كثيرا فى البداية، حين صارحتها برغبتى فى أن أعد لإخراج جنازة العالمى عمر الشريف فتغيرت ملامحها قليلا قائلة لى يا ساتر، فسارعت لشرح الأمر لها قائلاً: لدى تصور لجنازة تليق به واستغلالها عالميا كحدث يجعل أنظار العالم كله تتجه إلى مصر، وأرغب فى أن تنطلق الجنازة من منطقة الصوت والضوء ليصبح الهرم خلفية لموكب الجنازة، وليحتل الصفوف الأولى منتخب من الشخصيات العالمية فى مجال الفن والثقافة والرياضة، وأيضا السياسة لتنقل الكاميرات عبر الهواء لوكالات الأنباء هذا الحدث لهذا النجم الاستثنائى فى تاريخ مصر الفنى والثقافى وأيضا السياسى. ولمعت عينا الجميلة يسرا وابتسمت ابتسامة ذكية قائلة لى: فهمتك، فكرة رائعة، حاول تشتغل عليها ولكنها وفى نفس اللحظة قالت لى، بس مش هيفهموك.

أول لقاء 3 ساعات فوق السحاب

وعدت بذاكرتى للقاء الأول الذى جمعنى بالنجم العالمى عمر الشريف.. ذهبت إليه، حيث كان يقيم بصفة دائمة فى أبراج أحد الفنادق التى تطل على النيل، وكنت وقتها أجهز لمشروع برنامج يحكى عن ذكرياته وكان محددا لى أن نجلس سويا لمدة لا تزيد على النصف ساعة لكن الرائع عمر الشريف تحدث معى لمدة ثلاث ساعات، شعرت لحظتها أننى أحلق فوق السحاب، لا لأننى فى ضيافة الأسطورة فقط ولكن لأننى شعرت بأنه يرغب فى أن يحكى معى، ويحكى لى، سألته عن أمه، وعن مدى تأثره بها، فقال لى: من أهم الدروس التى علمتها لى أمى، أن أتقبل الناس على ما هم عليه، فلا أحاول تغيير أحد ولا أعترض على طباع أحد، فطالما أن هناك قدرا من الاحترام بيننا فلكل منا الحق فى الاحتفاظ بفكره وبديانته وبقناعاته الشخصية، طبقت هذا فى حياتى وعلاقاتى كلها فلم أصطدم بصديق ولم أختلف مع أحد خلافا يتطور إلى قطيعة.

عشاء انتهى بكارثة

سألته عن واقعة كنت أعرفها عن خلاف ما، كان قد حدث بينه وبين حنان ترك النجمة الشابة التى حلمت هى وزوجها على أن يدعواه للعشاء فى بيتهما، وكادت النجمة الصغيرة أن تطير من السعادة حينما وافق عمر على دعوتهم، ولكن الأمر انتهى بمأساة، حيث قامت النجمة الشابة بتجهيز وليمة ضخمة فلم تترك أكلة مصرية إلا وجهزتها بحب وسعادة، وهى لا تصدق أن عمر الشريف سيتناول العشاء معها هى وزوجها ولم تشأ أن تدعو أحدا آخر معه، فهى ترغب فى أن تنهل من حكاياته وذكرياته الكثير والكثير، وبينما تستعد لاستقباله، نصحتها إحدى الزميلات بأن تجهز له الخمور التى يعشق تناولها مع الأكل، وهنا احتدت النجمة حيث كان يتنامى بداخلها بعض الميول الدينية التى تطورت بعد ذلك لارتداء الحجاب، ثم الاعتزال بعدها بقليل. وأصرت حنان ترك على أنها لن تقدم أى خمور فى بيتها لضيفها النجم الكبير، واحتارت فى كيفية الخروج من هذا المأزق، وزاد الطين بلة حينما قررت أن تستشير أحد الأصدقاء المقربين، فنصحها بكارثة، حيث قال لها: بادرى فورا بالاتصال بعمر الشريف وأبلغيه بأنك لن تقدمى له خمورا على الإطلاق، قبل أن يأتى ويصطدم بالأمر، وبالفعل سارعت النجمة الممثلة بطلب عمر الشريف والذى كان قد استقل السيارة التى أرسلتها له لتقله إلى منزلها مع سائقها الخاص، واستقبل عمر المكالمة فى البداية بترحاب وود شديد، وطمأنها بأنه فى الطريق إليها وسيصل بعد دقائق قليلة، فسارعت بإبلاغه فورا بالمعلومة، والحقيقة أنه كان بإمكانها الانتظار قليلا ليصل الرجل إلى البيت وربما اختلف الأمر، نعم قالت له أستاذ عمر أنا عايزة أقول لحضرتك شىء مهم جداً، أنا مش هيكون عندى أى نوع من الخمور، وسمعها عمر الشريف وهو صامت لا يقاطعها إطلاقا، ولا يعلق على ما تقول، وشكرها هى وزوجها وأنهى المكالمة، ليعطى أوامره للسائق بأن يعود به إلى الفندق مرة أخرى. وحاولت النجمة أن تتواصل معه دون جدوى، وبلا شك أن الصدمة أربكتها كثيرا فلم تعرف ماذا تفعل، وهداها تفكيرها إلى أن ترسل له كل الأكل الذى قامت بتجهيزه له إلى فندقه حيث يقيم، وهى لا تكف عن البكاء.. كان بودى أن أعرف من عمر الشريف انطباعه عن هذه الواقعة، وتجرأت وسألته هل حضرتك غضبت ورفضت الذهاب للعشاء لعدم وجود خمور؟.. ابتسم عمر لى قائلاً: أنت عرفت الحكاية دى منين؟. قلت له: منها شخصيا، فابتسم قائلاً لى: يعنى لو كانت انتظرت لحد أنا ماوصلت، ولما مش هلاقى عندها أى حاجة من الحاجات دى، يعنى أنا بقى مدمن ولازم آخد الجرعة فورا.. مش مشكلة خالص يعنى كنت هعمل إيه، هتعشى وأقعد معاها هى وزوجها لأنهم لحوا عليا جداً فى قبول الدعوة، لكن اتصالها بى وإبلاغى قبل الوصول للبيت بأنه مفيش خمور بتتقدم فى بيتى، شعرت «والكلام لعمر» بأنه تصرف مش لطيف، وبالتالى مفهمتش هى متوقعة إنى هيغمى عليا من الصدمة، لكنه تدارك قائلاً: لكن الأكل اللى أرسلته لى كان حلو قوى، وفى اليوم التالى اتصلت بها لشكرها على الأكل الذى أرسلته له دون أن يتطرق للأمر نهائيا.

سنوات المنع

سألت عمر الشريف عن السنين التى منع فيها من دخول مصر، وهل كانت عاملا مساعدا لتوتر العلاقة بينه وبين أيقونة السينما العربية فاتن حمامة.. حقيقة كان قلبى يرتجف من الخوف وأنا أتطرق بحديثى إلى فاتن حمامة، لكنه وببساطة شديدة، رد قائلا لى: إطلاقا.. فاتن ماقدرتتش تسيب شغلها وتكون جنبى، لأنها نجمة كبيرة ومهم جدا وجودها جنب شغلها وأنا كنت أسابق الزمن وماكانشى طريقى مفروش ورد زى ما البعض بيتصور. فأكملت جرأتى بعض الشىء وسألت النجم العالمى: هل أثرت علاقاتك والشائعات التى كانت وقتها تتداول على كيان أسرتك الصغيرة، مما دفع سيدة الشاشة لطلب الطلاق. وبجدية وحسم شديدين قال لى عمر الشريف: اسمع أنا كنت لا يتعدى عمرى خمسة وعشرين عاما، نجم وزوج وأب، وكنت فى عنفوان شبابى ولم أخن زوجتى وحافظت على كيان هذه الأسرة الصغيرة رغم كل الإغراءات التى قد يضعف أى شاب صغير فى سنى عن مقاومتها، وبخصوص الشائعات والقصص التى كانت تتداول فى وقتها، والتى روجت عن قصص حب أعيشها مع نجمات عالميات، فلابد وأن أصارحك، لم أكن ملاكا بكل تأكيد، وأيضاً تخيل لو أن شخصا ما حتى ولو كان سوبر مان كيف له أن يعيش كل يوم علاقة مع نجمة ما وعلى اعتبار أن هوليوود فضيت من الرجالة مابقاش فيها غير عمر الشريف، وكمان بقعد على ترابيزات القمار ليل نهار، وبشرب لحد ما أغيب عن وعيى، طب هشتغل امتى وهعمل الأفلام دى كلها امتى وأتابع شغلى أمتى وأجيب صحة منين للحياة دى، واستطرد ليستكمل حواره: أنا كنت مادة خصبة جداً جداً للصحافة وقتها بملامحى الشرقية وتكوينى الجسمانى والصحافة عايزة شغل.. فى هوليوود يكتبوا وفى مصر يكملوا، وأنا بدفع التمن من استقرار عائلتى الصغيرة.. ثم تنبه فجأة قائلا لى: يجب أن تعلم جيدا أننا لن نتحدث إطلاقا عن أمورى الشخصية أنا وفاتن أمام الكاميرا، ولازم أكون صريح معاك، وأقولك إن دى رغبتها الشخصية، وأنا وعدتها ألا أتحدث مرة أخرى عن حياتنا التى انتهت، وبصوت هامس بعض الشىء قال لى عمر الشريف: ماتنساش كمان أن هناك رجلا محترما وهى زوجته الآن وتربطنى به علاقة طيبة وهم يعيشون الآن حياة هادئة لا أرغب فى أن أكون سببا فى توترهم.

زوج فاتن حمامة

وهنا قررت أن ألتقط الخيط وبإصرار فى غاية النعومة، قلت له هل قابلت د. محمد عبدالوهاب زوج فاتن حمامة وتعرفت عليه فسارع قائلا: نعم قابلته كثيرا، وهو شخصية غاية فى الاحترام ورجل ناجح مهنيا جدا، وكان لابد وأن أساله: وهل مازلت تتحدث مع سيدة الشاشة العربية، وبعيون ملئها الشجن ولمعة حزن تضفى عليهم عمقا عجيبا وبصوت هادئ كمن يبحث عن شىء يهتدى إليه قال لى: أيوه طبعا، أنا بحترمها جدا، ولما بيكون فى أصدقاء مشتركين عندهم عزومة بتطلبنى. تسألنى أنت هتروح، علشان لو أنا هروح هى بتعتذر لهم، ولو هى عندها رغبة تروح أنا بعتذر، لأننا نتحاشى أن نتواجد سويا فى مكان واحد، فقلت له: لماذا؟. فأجابنى: علشان الجو بيتوتر وما نبقاش مادة لملاحقة الآخرين لنا طوال الوقت. كنت أعلم أن عمر الشريف قد اعتنق الإسلام قبل زواجه من فاتن حمامة بقليل وكنت أعلم أن زواجهم كان قد أحدث ضجة كبيرة جدا كادت تعصف بجماهيرية سيدة الشاشة العربية وكنت أصارع رغبة دفينة بداخلى فى أن أفاتح النجم الكبير فى الأمر، وذلك خوفا من غضبه، إلا أن حالة الرغبة فى البوح شجعتنى على اقتناص الفرصة. سألته بشكل غير مباشر: هل أثرت العالمية والحياة بهوليوود على شرقيتك بشكل أو بآخر وكيف استطعت أن تعيش كمسلم هناك؟ فهم عمر الشريف المغزى الذى أقصده، وبذكاء شديد وبمباشرة أكثر قال لى: لقد حوربت كثيرا فى هوليوود وخاصة من اليهود المسيطرين على الصناعة هناك، وذلك لتمسكى الشديد بشرقيتى وبعروبتى، وأخذ يحدثنى عن الدور الذى لعبه فى كواليس السياسة إبان حكم السادات وخاصة فيما يتعلق بمبادرة السلام، وفاجأنى بأنه مبهور بالشيخ الشعراوى وبأنه تقابل معه وأكد عليه ضرورة أن يؤدى فريضة الحج.. وبالفعل قرر عمر الشريف أن يؤدى فريضة الحج وكان برفقته مجموعة من أصدقائه السعوديين وقال لى شعرت بأن هناك سرا كبيرا يكمن داخل هذه الكعبة، وقال إنه دعا الله كثيرا على جبل عرفات، وحكى أنه منذ أيام وهو فى بيته شاهد إحدى حفيداته وهى فى طريقها للخروج من البيت وكانت ترتدى «جيب» قصيرا بعض الشىء وبلوزة ليس بها أكمام «قط» فلامها كثيرا وقال لها لا يصح أن تخرجى إلى الشارع هكذا، فأنت تعيشين فى مجتمع لابد وأن تحترمى عاداته وتقاليده، وأن هذه الملابس لا تليق إطلاقا بالخروج بها للشارع هنا فى مصر.

حقيقة الابن غير الشرعى

سألت عمر الشريف عن حقيقة وجود ابن غير شرعى له وأنه قد أنجبه دون أن يعرف من جراء ليلة قضاها مع إحدى الفتيات وأنها أخفت عنه حملها وإنجابها لطفل لمدة خمسة عشر عاما، فى البداية تجهم عمر بتعبير ساخر قائلا لى: دى قصة تافهة من خيال ناس مرضى، وليه يعنى بعد خمسة عشر عاما تأتى لتقول لى هذا الكلام، وهوه بقى كل طفل ولا شاب شبهى شويه هيجوا يقولوا لى ده ابنك، ده كلام فاضى واستمرار لأكل عيش الصحافة، ولا أدرى لماذا غرق عمر الشريف بعد هذا الكلام فى نوبة ضحك من سذاجة القصة. قال لى عمر الشريف: ليس لى أبناء سوى طارق، وأخذت الخيط منه وسألته عن علاقته بطارق فرد بكلمة واحدة، ابنى، علاقتنا علاقة أب بابنه، وحدثنى عن مشروعه لإنتاج أنواع من الملابس المصرية المصنوعة من القطن المصرى. وأخذ يحدثنى عن حزنه الشديد لتخاذلنا عن زراعة وصناعة القطن المصرى قائلاً لى: لو تعرف الهوس والجنون اللى فى أمريكا وأوروبا بأى شىء مصنوع من القطن المصرى، عشان كده أنا شخصيا بعمل إعلان بنفسى للملابس اللى طارق بينتجها، ولكنه قال لى إنه بكل تأكيد طارق دفع ثمن إنه ابن لاتنين مشاهير ويمكن ده جه على حساب حريته الشخصية. عندما عرفت أن عمر الشريف مات فى العشر الأواخر من رمضان، لا أدرى لماذا تذكرت ما قالته لى الأستاذة إيناس بكر مديرة أعماله، والتى أكدت لى أن عمر الشريف مثَّل مسلسله التليفزيونى الأخير لا لشىء إلا ليعطى إيناس بكر أجره عن المسلسل لخوفه من أن يموت ويرحل ويتركها وحدها تعانى من مرض السرطان، وفاجأتنى بأن كل ما يتقاضاه عمر الشريف من أجر عن لقاءاته التليفزيونية كان يعطيه لإيناس بكر، وتشاء الأقدار أن ترحل إيناس قبله من الحياة وتتركه وحيدا، والمعروف أن فى مسلسله الأخير هذا شاركه صديق عمره أحمد رمزى العمل، وكان من إنتاج مدينة الإنتاج، والجميع يعرفون أنه طلب منه أن يأخذوا من أجره لزيادة أجر أحمد رمزى وطلب منهم أن يتم ذلك فى سرية تامة. رحم الله عمر الشريف، ونسأل الله أن يتقبل فى هذه الأيام المباركة دعوات جماهيره ومحبيه، وأن يعوض مصر والعالم العربى عنه فقده خيرا

 

اليوم السابع المصرية في

16.07.2015

 
 
 
 
 

كاريزما عمر الشريف

سما حسن

لم ألتق فتاة تقاربني سناً في مراهقتي إلا وصارحتني، همساً، بأن فارس أحلامها يشبه عمر الشريف، حين كنا لا نشاهد سوى فيلم عربي واحد، ننتظر موعد عرضه بلهفة على قناة إسرائيل الناطقة بالعربية مساء كل جمعة، وكان الفتى الأسمر هو فتى الأحلام الذي يعيش معنا، ونتأمل ملامحه وحركاته وسكناته ورصانته ووقاره، حتى وهو في  أوج حالات الحب والعشق، مع محبوبته التي غالباً ما تكون فاتن حمامة.

أما حين شاهدت، أنا ورفيقاتي، فيلم "إشاعة حب" الذي قام ببطولته أمام سعاد حسني فقد أصبحنا نبحث عن الشاب الخجول الذي يتصبب عرقاً، ويتلعثم في كلامه، مثل بطل الفيلم، حسين، ولا نلقي بالاً للشاب المرح الذي يتصنع خفة الظل ليضحك الفتيات. ولم تكن لقاءاتنا، بالطبع، مع الجنس الآخر حينها، إلا في إطار اللقاءات العائلية بأبناء الأعمام والعمات والأخوال والخالات، حيث كنا نجتمع في "حوش الدار"، لنتحدث ونتضاحك قبل أن يزجرنا الكبار، وينعتونا بـ "الفلتان الأخلاقي"، لكنهم لا يترددون في رسم مشاريع زواجنا، فابنة العم ستتزوج من ابن عمها لا محالة، حتى وهي تراه كالمهرج، ولا تجرؤ على البوح بأنها تريد فارساً في رجولة عمر الشريف الذي صارح ابنة عمه الصغيرة، سميحة، بحبه لها في تردد وتلعثم، لأنه كان يرى نفسه غريماً خاسراً أمام ابن خالتها الذي يشبه شباب هذه الأيام كثيراً، فهو يجيد الرقص والغناء، والفيلم الذي عرض في العام 1961 يؤكد حقيقة خلص إليها علماء النفس أن البنت فعلاً تضحك لنكات الشاب المرح، لكنها أبداً لا تفكر به زوجاً.

أحببنا واحترمنا أيضا قصة حبه مع فاتن حمامة، وتابعنا في المجلات الفنية التي كانت تصل إلى غزة، مثل الموعد ونورا والشبكة، قصة زواجه بسيدة الشاشة العربية، وكيف جمع بينهما الحب في أثناء تصوير أحد الأفلام، وهو أول ممثل وافقت الممثلة، الأشهر في ذلك الوقت، أن يقبلها على الشاشة، حسبما روت فاتن حمامة وهي تسترجع شريط ذكرياتها، والتقط عمر الشريف طرف الشريط بعد سنوات، ليؤكد أن فاتن حبه الأول والأخير. وعلى الرغم من إصابته بالزهايمر قبل ثلاث سنوات، وإخفاء ابنهما الوحيد طارق ذلك عن الإعلام، كان دائم السؤال عن فاتن، حتى بعد وفاتها، ما يؤكد نظريات علم النفس أن الإنسان، حين يصاب بالزهايمر، لا ينسى محطات مهمة أو فاصلة أو شخصيات رئيسية في حياته. وهذا ما حدث مع عمر الشريف، الفنان العالمي، الذي أحاطت به أجمل جميلات السينما والواقع، لكن قلبه لم يدق إلا لفاتن، وهي التي أحبت وتزوجت بعده، وجعلته صفحة مطوية في حياتها.

في السنوات الأخيرة من حياة النجم العالمي، كان يخرج بتصريحات مثيرة عن عمله في الفن، وصداقته المميزة مع فتى السينما المشاغب، أحمد رمزي، ومنها تصريحه أمام المذيع اللامع طارق حبيب أن المال الذي جناه من الفن يعتبره مالاً "حراماً"، لأنه لم يتعب كثيراً مقابل الحصول عليه. ولذلك، ينفقه ببذخ، ويرى أن من حوله من الفنيين والعمال في الأستوديو أحق به منه. وربما يكون هذا المبدأ الذي عاش به عمر، منذ بدايته الفنية، أحد الأسباب التي أوصلته إلى العالمية، لأنه كان يدقق في اختيار أدواره، ولا يساوم على أجره، أو يتفاخر بأنه النجم الأعلى أجراً، مثلما يحدث مع نجوم السينما الحاليين، ما جعل من عمر الشريف الممثل الوحيد الذي كانت تراه الحسناوات الأجنبيات يمثل الشرق، بسحره وغموضه، فمصر لا تعني سوى عمر الشريف، فقد كانت له كاريزما خاصة، جعلت إحدى اليونانيات في أحد أفلام عادل إمام تطارده في ردهات الفندق، وهي تصرخ باسم عمر الشريف، فمن وجهة نظرها ترى أن كل فارس مصري ستلتقي به لن يكون إلا هذه الخلطة السحرية التي لن تتكرر على الساحة السينمائية.

سما حسن

كاتبة وصحفية فلسطينية مقيمة في غزة، أصدرت ثلاث مجموعات قصصية، ترجمت قصص لها إلى عدة لغات.

 

العربي الجديد اللندنية في

15.07.2015

 
 
 
 
 

سامح الصريطى:

الفنانون معذورون ولا يمكن مقارنة «عمرالشريف» بـ«فاتن حمامة»

كتب - أميرعبدالنبى

قال الفنان سامح الصريطى وكيل نقابة المهن التمثيلية إن سبب غياب عدد كبير من الفنانين عن جنازة الراحل عمر الشريف هو ابتعاد مكان الجنازة عن القاهرة وعدم معرفة الفنانين الطريق لمسجد المشير طنطاوى بالتجمع الخامس وأكد الطريطى أن النقابة ليست لها يد فى اختيار هذا المكان حيث تم اختيار هذا المسجد من خلال ابن الفنان الراحل عمر الشريف وأشار الصريطى إلى أنه أثناء الجنازة قام عدد كبير من الفنانين بالاتصال به ليأتوا إلى الجنازة ولكنهم لم يعرفوا الطريق .

وأوضح الصريطى أن جنازة عمر الشريف لاقت اهتماماً من الرئاسة حيث أرسل الرئيس عبدالفتاح السيسى مندوباً عنه لحضور الجنازة كما حضر أيضاً وزير الثقافة عبدالواحد النبوى وأشار الصريطى إلى أنه لا يمكن مقارنة جنازة الفنانة فاتن حمامة بالفنان عمر الشريف لأنهما فنانان كبار ورحلا عن عالمنا وليس معنى أن عمر الشريف فنان كبير وعالمى أن تكون جنازته مزدحمة للغاية لأن ذلك ليس مقياساً.

 وأكد الصريطى أن النقابة ستقوم بعمل عزاء اليوم الأربعاء بمسجد عمر مكرم حتى يتمكن كل من لم يستطع حضور مراسم الجنازة والدفن سواء من أهل الفن أو خلافه تقديم واجب العزاء ويذكر أن الفنان عمرالشريف قد رحل عن عالمنا يوم الجمعة الماضية وتم تشييع الجنازة يوم الأحد فى صلاة الظهر بمسجد المشير طنطاوى بالتجمع الخامس وحضر عدد قليل من الفنانين يعد أبرزهم حسين فهمى وسمير صبرى وخالد النبوى وميرفت أمين وسامى مغاورى ومادلين طبر.

 

روز اليوسف اليومية في

15.07.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004