ملفات خاصة

 
 
 

عمر الشريف في ذهابه إلى حيث السينما

حسن داوود

عن رحيل الأسطورة

عمر الشريف

   
 
 
 
 
 
 

في الأحاديث الصحافية التي كانت تجرى معه، وحده عمر الشريف من بين الفنانين العرب ذهب إلى أبعد من الكلام عن مهنته وما حقّقه فيها. كان هناك دائماً مكان للحكي عن الخيبة وعن التقدم في العمر وعن الفشل وعن الضيق بالنجومية. كان دائم التفكير في ما يفعل، وفي الوصول إلى خلاصة شخصية لكل من المسارات التي خاض فيها. كأنه لم يتوقّف عن مراقبة نفسه، وعن تسقّطّ ما يحلّ بها. ما يدلي به كان قابلاً لأن يتحوّل إلى "أقوال". ليس فقط لما يحمله من اعتراف، لكن أيضاً لاختلافه، بالمعنى الثقافي، عما درجنا على سماعه، بالعربية. ولا يقتصر ذلك الإختلاف على المعنى، إذ أن صيغة الكلام مختلفة هي أيضا. في ذلك كان عمر الشريف يذهب إلى أبعد من كونه ممثّلاً للأدوار، حالاً محل آخرين. كان يسعى، في ما يرويه عن نفسه، أن يصنع فيلمه هو، فيلم شخصه أو فيلم حياته التي، فيما أحسب، لم تستغرقها الشهرة وتطمسها.

لا شبيه له في ذلك، من بين من نسميهم الفنانين العرب، إلا أسمهان، على رغم الفارق في العمر الذي عاشه كلّ منهما (قضت أسمهان نحبها وهي في السابعة والعشرين بينما أتيح له أن يبقى حتى الثالثة والثمانين). كلاهما لم يكْفه المجد الذي حقّقه، وهو كبير في حالتيهما، فسعت هي إلى المغامرة في السياسة وفي الحياة، إلى حدّ الموت. هو أيضا كان يقول إنّ تعلّقه الأول لم يكن السينما، بل المقامرة والخيل. وفي تلك الأولى رويت عنه أكثر الأخبار إثارة للفضول، منها مثلاً خسارته، في ليلة واحدة، ما لا يعوّضه إلا بيعه لبيته في باريس. هي أيضاً، أسمهان، كانت لها علاقة جنونية بالمال إلى حدّ أنها أرهقت الخزانتين الماليتين لفرنسا وبريطانيا هنا في لبنان وسوريا، كما قال مرّة الجنرال سبيرس، وهذا ما دفعها إلى الإتصال بالألمان.
كأن الوصول إلى المجد الأقصى لا يكفي. كانت عيونهما، هما الإثنان، متطلعة إلى الخارج، إلى ما يتعدّى ما هما فيه. وفي عودة إلى فارق عمر العيش بينهما، كان على أسمهان أن تذهب بعيداً في المغامرة حتى تتألّف سيرة من عمرها القليل. أما عمر الشريف فلا أعرف إن كان سيعرّف نفسه بكونه "مواطناً من العالم" كما قال لجلن دانييل سيمون سنة 1967، لو بقي في مصر مؤدّياً بطولاته للأفلام العربية. حتى نحن، متابعيه ومشاهدي أفلامه، رحنا نراه في "صراع في الوادي" و"سيدة القصر" بعين ثانية بعدما شاهدنا له "دكتور جيفاكو" و"مايرلينغ" وسواهما. صرنا، بعودتنا إلى مشاهدته في الفيلم العربي، نحدّق فيه، نكتشف أشياء فيه لم نكن قد وقفنا عندها كثيراً من قبل. من ذلك صوته، المغوي التي تلازمه غنّة خاصة، ونظرته المحدّقة، وجسمه الطويل المتناسق. الماكياج الذي بدّله في الأفلام الأميركية، خصوصا في "دكتور جيفاكو" اقترح لوسامته شكلاً آخر، صورة أخرى تمثلت في جعل شعره منساباً مصففا بدلاً من شعره الجعد، وبإزالة تلك الشامة الكبيرة من أعلى خده، وبتبديل سمرته، كل ذلك بدّل صورته في أعيننا، نحن مشاهديه، فكيف بعينيه هو
.

في مطلع الستينات حين اختاره ديفيد لين من بين الممثلين العرب ليؤدي ذلك الدور في "لورنس العرب" بدا الحدث أكبر وأثقل مما يحتمله فضولنا إزاء متابعة مجريات الفن والفنانين. كان صعباً تصوّر ذلك الإنتقال الذي استمر متواصلاً مع الأفلام الأميركية الكبيرة التي تعاقبت. كان عمر الشريف يظهر لنا عالمياً، معرّفا إيانا إلى نفسه في الإمكانات غير المحدودة لكاريزماه وقدرته على التمثيل. وهو أحيا، مرّة أخرى، صورة العربي الأمير الفارس الشهم والوسيم التي تحطّمت الآن. وكذلك نطقه باللغة الإنكليزية (وقد شاع آنذاك أنّ إجادته لتلك اللغة هي السبب في اختيار ديفيد لين له من بين ممثلين عرب آخرين)، ثم اللغة الفرنسية أيضا، تلك التي كان يردّ بها على محاوريه الفرنسيين.

ذهابه إلى هوليوود يعني ذهابه إلى حيث هي السينما، بخلاف ذلك كان سيبقى مؤدّيا الأدوار المتشابهة أمام زوجته فاتن حمامة. هناك في أميركا كان يؤدّي أدواراً مختلفة، كل منها يشكل نصباً سينمائياً عالياً. وكان من يمثل أدوارهم رجالاً مختلفين، إنكليز وعرباً وروس، قادة وأمراء وعاشقين ومنشقين وثوريين. وأمامه بطلات مثل جولي كريستي وكاترين دونوف وباربارا سترايسند، وممثلون عظام مثل بيتر أوتول (في لورنس العرب). أخذته هوليوود إلى أبعد بكثير من المنافسة مع شكري سرحان ومع آخرين ظلّوا أبطال السينما العربية حتى أدركهم التعب

لا نعرف إن كان سيبقى واحداً من هؤلاء لو لم تحدث مصادفة "لورنس العرب". ربما كان طموحه سيأخذه إلى شيء آخر إذ هو يختلف عنهم بما كان قد حصّله إلى جانب اللغات التي يحسن النطق بها، وهذه، كما هو معلوم، ليست كلاماً فحسب ولا وسيلة للترجمة. ثم أنه، بعد فيلمه السادس أمام فاتن حمامة، كان قد قال، بطريقة ما، أن كفى.

ذلك الذي ذكره إدوارد سعيد في كتابه "خارج المكان"، واصفا إياه بالشاب النزق المتباهي بإغاظة رفاقه في المدرسة واستفزازهم، لطالما عملت التجارب على تغييره. حين عدنا إلى مشاهدته يؤدّي أدواراً عربية، بدا تدخّل الذاكرة، فيما نحن نتابع مشاهدة الأفلام، مؤلماً، إذ كيف لمن كان هناك أن يعود هكذا إلى هنا. في فيلم "حسن ومرقس" مثلاً بدا كما لو أننا نشهد عقاباً يحل بعمر الشريف. هي عودة غير مظفرّة إلى البدايات، لكن لا ينبغي لنا أن ننسى، فيما نحن نشاهد أفلامه العربية تلك، انه كانت للرجل...

 

المدن الإلكترونية في

12.07.2015

 
 
 
 
 

عمر الشريف: خسرت فاتن لعدم استقراري... وحليم أعز أصدقائي

كتب الخبرمصطفى ياسين

عرض عليّ شاهين دوراً في فيلم إسكندرية كمان وكمان وعندما رفضته مثله هو 

هو النجم الذي انطلق للعالمية في أسرع وقت.

كان قنبلة من الموهبة فجرها المخرج الكبير يوسف شاهين في فيلمه «صراع في الوادي».
جذب الانتباه بوسامته وأدائه وأسلوبه وأحاسيسه
.

وتحول عمر الشريف إلى بطل له ملامح خاصة وتحولت أفلامه إلى جزء عزيز وغال من تاريخ السينما المصرية.

وإنه مشوار من الجهد والعبقرية والفن وضعه على خريطة واحدة مع أشهر نجوم العالم.

عمر الشريف رغم الغربة الطويلة التي عاشها كان يحمل روح ابن البلد وتلقائيته تسبق كلامه وصراحته تؤكد ثقته بنفسه وجرأته في التعامل مع مشاعره وحياته جعلت منه نموذجا خاصا للفنان الذي منحته الدنيا الشهرة والمجد والأضواء.

وكانت ابتسامته هي عربون الصداقة الذي يقدمه لمن يرتاح له رغم أنه من الصعب أن يستريح لأحد، فقد كان حذرا في علاقاته، ومتمردا في أفكاره، وساخنا في التعبير عما يدور بأعماقه.

من يقرأ ملف حياتك الشخصية والفنية يكتشف أنك تعرف ماذا تريد.

- بالعكس أنا رجل لا يعرف كيف يخطط لحياته وأعيش الحياة يوما بيوم ولا أعمل حسابا للغد وإنما أعمل حسب مزاجي وحسب ظروفي المادية فمثلا لو أن مزاجي معتدل أشتغل ولو كنت مفلسا أضطر أن أشتغل.

فيلم الأراجوز مع المخرج هاني لاشين لم أكن حددت موعدا لتصويره لكن الدور عجبني واعتبرته نوعا من التحدي وارتبطت بكلمة شرف أني سأمثله وبدون أي تخطيط دخلت الاستديو وصورته.
تيجي نعمل فلاش باك لمشوارك الفني؟

- دخولي الحياة الفنية لم يكن سهلا وواجهتني صعوبات كثيرة ومتاعب عديدة لكني استفدت منها، عندما عرض عليّ يوسف شاهين أول أفلامي ظللت ستة أشهر كاملة في تمرينات وتدريبات مستمرة، كان يطلب مني أن ألقي أمامه بعض أجزاء من مسرحيات شكسبير وعملت عشرات البروفات قبل الوقوف أمام الكاميرا.

وما حدث مع شاهين حدث مع دافيد لين في فيلم لورانس العرب فقد أجرى لي اختبارا أمام الكاميرا في الصحراء ولمدة 4 أشهر قبل التصوير كنت أتعلم ركوب الخيل.

وأنا عملت مع كثير من مخرجي العالم مثل تيرنس يانج في فيلم (دكتور زيفاجو) وويليام وايلر في فيلم (فتاة مرحة) وسيدني لومييت في فيلم (الميعاد) وريتشارد فليتشر في فيلم (جيفارا) ومن كل هؤلاء المخرجين اختزنت الخبرة وعرفت اختلاف الأساليب.

ماأصعب فيلم في حياتك؟

- لورانس العرب لأن مدة تصويره وصلت الى عشرين شهرا أقمنا فيها إقامة دائمة في الصحراء وقضيت هذه المدة بعيدا عن زوجتي وابني.

يقال إنك ترفض كل ما يعرض عليك من سيناريوهات؟

- أذكر أن يوسف شاهين عرض عليّ الدور الذي قدمه محمود حميدة في فيلم المصير لكني رفضته وقبلها عرض عليّ فيلم إسكندرية كمان وكمان ولم يعجبني الدور وعمله هو، وفي مسلسل زيزينيا رفضت الدور الذي قدمه جميل راتب والمسلسل نفسه لم يعجبني. أنا لازم أحب الدور اللي حأعمله وإلا ما أعملوش خالص.

يقال إنك تعشق 3 أشياء: البريدج والخيل والنساء؟

- أحب البريدج والخيل أما المرأة فهذه أكذوبة.

معقول؟

- هناك ميل لدى الصحافة العالمية لإلصاق تهمة الدون جوان العربي بشخصي وهذا غير صحيح، وإذا كنت أزامل ممثلة تشترك معي في فيلم بحكم العمل فإن هواية الصحافة الفنية إعطاء الأمور أبعادا وأحجاما غير حقيقية للموضوع وأنا كنت مادة خصبة دائما للشائعات.
وأنا أعيش حياة متعبة للغاية ولا يمكن أن يكون فيها مكان لامرأة تبحث عن الاستقرار خاصة أن معظم عمري أقضيه في الفنادق فأنا غريب في كل مكان أذهب إليه ولا توجد عندي مواعيد نوم واستيقاظ وطعام وبصراحة كمان أنا لا أتفق مع (الستات الأجانب
).

كيف؟

-عقليتي لاتتفق معهن، أسلوب كلامهن وتصرفاتهن فوق قدرتي على الاحتمال فأنا أستطيع التعامل مع المرأة الأجنبية مدة معينة لكن بعد 24 ساعة لا أتحملها ولو كنت في مصر طوال الفترة الماضية من عمري لتزوجت أربع مرات على الأقل.

هل الأجنبية تتصرف بعقلها أكثر من مشاعرها؟

- ليست حكاية عقل. العلاقة عندهم علاقة (عافية) وأنا لست من النوع الذي يقول إن الرجل أهم من المرأة أو العكس، فأنا متحضر جدا لكن هناك أسلوبا لابد للمرأة أو بالذات الزوجة أن تعامل به رجلها. هذا الأسلوب هو أسلوب الأنوثة، أسلوب المشاعر وليس أسلوب القوة والعافية. وأنا غير معتاد أن الست تكلمني بطريقة مستعفية. وعلى فكرة أؤكد لك أن العرب يعاملون المرأة أفضل من أي إنسان آخر.

هل تقصد الحنان عند المرأة الشرقية؟

- بالضبط. نقطة (الحنية) هذه عند الشرقية هي أهم ما يميزها ونحن الرجال نهتم بمن ريحنا لأن عقلنا صغير وأشبه بعقل الأطفال.

لماذا أطلقوا عليك لقب فالنتينو؟

- أشعر بالخجل من هذا الموضوع لكن ربما لأنني لعبت أدوارا كثيرة فيها حب إلى جانب ملامحي الشرقية.

هل صحيح أنك كنت ستتزوج الممثلة والمغنية اليهودية بربارا سترايسند؟

- ما حدث في بعض الصحف المصرية ضدي جعلني أشعر بالأسى والحزن فأثناء بروفات استعراضات فيلم فتاة مرحة التقطوا صورا للدعاية وكان من بين هذه الصور صورة لي مع بربارا وقبل انتهاء تصوير الفيلم وقعت حرب 67 وفوجئت بمراسل الأسوشيتد برس يتصل بي ويقول إن مصر ستسحب مني الجنسية المصرية وطلب مقابلتي وعندما قابلته أعطاني نسخة من مجلة المصور فيها مقال بعنوان (امنعوا الجنسية العربية عن هذا الممثل الرقيع) وبجوار العنوان صورتي مع بربارا اليهودية.

من أكثر صديقة لك من الممثلات العالميات؟

- صوفيا لورين التي التقيت بها في ثاني أفلامي (سقوط في الامبراطورية الرومانية) الذي أعتبره وصمة عار في حياتي الفنية لأنه كان سيئا جدا.

- بدون الدخول في خصوصيات دعنا نفتح ملف انفصالك عن السيدة فاتن حمامة
لقد تركت مصر عام 62 وحدث انفصال لمدة طويلة ثم حدث الطلاق في أغسطس 69 فهل التمثيل في الخارج كان السبب الرئيسي في القضاء على هذا الزواج القوي؟

- دعني أقل إن فاتن كانت حلم كل شاب طموح يفكر في شق طريقة مع الفن وكانت نموذجا للسيدة التي أتمناها فأنا احب الأنثى الدقيقة التكوين الصغيرة الحجم المخلصة في التعبير. وعشت معها في مصر 7 سنوات وكان كل الوسط الفني والصحافي يردد أننا صورة للزواج المثالي الناجح. لكني أعترف بأن الزواج يحتاج لاستقرار والسفر والانشغال ساهما فعلا في الانفصال.

هل ممكن نسمع خبر زواجك مرة أخرى؟

- ممكن جدا فأنا أفعل أي شيء في أي وقت وقد استيقظ في الصباح وأتزوج امرأة أقتنع بها.
-
حدثني عن الأولاد
.

- طارق ونادية التي ربيتها منذ أن كان عمرها 3 سنوات وعاشت كابنتي فهي ابنة المخرج عزالدين ذوالفقار.

أما طارق فعاش فترة طويلة مع أمه في لندن ودرس وكبر وأنا أحبه لأنه ذكي وفنان يعشق الرسم والموسيقى والتمثيل ونجح في السينما عندما مثل دور الطفل جيفاجو ونادية اشتغلت معي فترة طويلة كسكرتيرة وهي ذكية جدا ودرست العلاقات العامة والترجمة في معاهد جنيف ثم تزوجت وأنجبت فاتن.

هل شعرت بأي نوع من الألم وأنت تتحول تدريجيا من أدوار البطولة إلى الأدوار الثانبة في السينما العالمية؟

- عانيت في الفترة الأولى من عدم قدرتي على تحديد المرحلة السنية لشخصيتي وبعد ظهور الشعر الابيض في رأسي أصبحت الأدوار تأتيني لتقديم شخصيات في سن متقدمة وهذه المرحلة أخذت مني 7 سنوات حتى استقروا على شخصيتي.

ما هي حكايتك مع العطور؟

- كانت هواية ثم أصبحت احترافا بعد أن اتفقت معي شركة عطور على إنتاج عطر يحمل اسمي تستخدمه المرأة والغرض منه أن يكون نموذجا للعطر الذي أفضله واخترت بنفسي تركيبة العطر من الياسمين وزهر البرتقال.

لماذا؟

- لأني أحب رائحة الصابون. أنا مثلا من هواة جمع الصابون ذي الرائحة الجميلة والمميزة واختياري للياسمين والبرتقال يرجع إلى أنهما يمثلان كل ما هو شرقي وأحس فيهما برائحة طفولتي.

هل قبولك الإعلانات سببه عدم وجود سينما تعمل بها؟

- أفضل تقديم إعلان أكسب منه الفلوس بدلا من أن أعمل فيلما لا يعجبني ولابد أن أكسب فلوسا لأن لا أحد ينفق عليّ.

القمار... هل أضاع جزءا كبيرا من ثروتك؟

- لا أريد أن أنفي أو أؤكد ولا أحب الكلام في هذا الموضوع.

ما حكاية الصحافية الإيطالية التي ادعت أنك والد ابنها الذي يشبهك؟

- لا أدري وقد يكون الولد نتيجة علاقة عابرة ولا أتذكر إن كنت التقيت بها أم لا.

ماذا يعمل ابنك طارق الآن؟

- الولد طلع بتاع قمصان. عنده تجارته ومحلاته ومصانعه الناجحة وحبه للتجارة كبير مثل حبه للفن.

من أكثر صديق لك في زمن الفن الجميل؟

- عبدالحليم حافظ وبدأت صداقتنا في فيلم أيامنا الحلوة الذي أخرجه حلمي حليم عام 55 وعندما سافرت إلى الخارج كان حليم يسافر معي كثيرا للعلاج خاصة في لندن.

هل لك أشقاء غيرك؟

- شقيقتي ماجدة عاشت مع والدتي ومعي في إسبانيا وتزوجت رجلا إسبانيا وأنجبت منه اثنين ثم انفصلت عنه وتزوجت رجلا أميركيا.

ووالدتك؟

- اسمها كلير وماتت في إسبانيا وكنت أحبها جدا. ماتت عام 98 ودفنت في مدريد.

هل فكرت تكتب مذكراتك؟

- أنا من النوع الذي لا يحتفظ بأسرار لأني كتاب مفتوح وأنا أيضا حريص على أناس آخرين وما ذنبهم حتى أحكي حكايتهم في طريقي وهم يعيشون الآن حياة هادئة بعيدا عن الفن والضجيج.

قصة هذا الحوار

عمر هذا اللقاء 13 عاما

وبالتحديد في مايو 2002

كنت وقتها في إحدى دورات مهرجان "كان" السينمائي الدولي وكان من بين الحضور في هذه الدورة النجم الكبير عمر الشريف الذي ترددت كثيرا قبل أن أطلب منه الحوار بعد أن نصحني أحد الأصدقاء بألا أفعل ذلك لأن عمر عصبي جدا ويرفض الحوارات ومن الممكن أن أسمع منه كلاما لا يرضيني لكني قررت انتهاز الفرصة التي لا تتكرر كثيرا وفوجئت به يوافق بعد أن منحني فترة زمنية معينة على ألا أتجاوزها وهو ما حدث بالفعل.

 

####

 

فنانون: النجومية لم تغيره وعلاقاته بزملائه كانت جيدة

كتب الخبرهيثم عسران و أمين خيرالله

رثى فنانون مصريون الفنان الراحل عمر الشريف، مؤكدين أن الفن المصري خسر أحد أهم أعمدته بوفاة الشريف، الذي يعتبر أكثر الفنانين المصريين نجاحا في السينما المصرية، وتصدر اسمه أفلاما أميركية وأوروبية.

وتحولت صفحات الفنانين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحات رثاء للفنان العالمي الراحل.

عادل إمام: خسارة كبيرة

من ناحيته، قال النجم الكبير عادل إمام: "إن خسارة الشريف كبيرة جداً للفن المصري والعربي والعالمي"، مؤكدا أنه يشعر بمرارة رحيله بعدما قدم حياته لإمتاع الجمهور، قائلا على صفحته بموقع "فيسبوك":"إنّا لله وإنّا إليه راجعون، رحمة الله على الفنان الكبير عمر الشريف".

صدمة كبيرة شعرت بها النجمة نادية لطفي عندما تلقت خبر وفاة الشريف لأنهما كانا صديقين على الرغم من عدم تعاونهما الفني كثيرا. وطلبت لطفي من الله الصبر على فراقه قائلة: "أنا حزينة ومكتئبة بعد سماع خبر وفاة صديقي وحبيبي عمر الشريف، مفتقداك يا أغلى الناس".

 من جهته، أكد الفنان سمير صبري، الذي تربطه علاقة قوية بالنجم الراحل، أنه كان بالنسبة له مثلا أعلى، حيث تربيا في منطقة واحدة، وتخرجا من مدرسة واحدة- رغم فارق السن بينهما- وكان معجبا بأدائه جدا، وكان يضع نصب عينيه المكانة التي وصل إليها النجم الراحل، موضحا أنه كان شخصا راقيا ومرهف الحس.

بدوره، ذكر الفنان عزت العلايلي أنه تعاون مع الشريف خلال فيلمهما الوحيد "المواطن مصري"، واستفاد منه كثيرا على المستويين الشخصي والفني، مشيرا إلى أنه رغم نجومية الشريف خارج مصر فإنه لم يكن يتعامل بتعال مع فريق العمل، بل على العكس كان يفضل دائما الوجود مبكرا ويذاكر دوره جيدا.

وأضاف أن الراحل كان من أصحاب الموهبة الحقيقية وليس من المدعين.

أشرف زكي: لم ينس بلده

نقيب الممثلين الفنان أشرف زكي، لفت إلى أن الفنان الراحل رغم نجوميته في هوليوود لم ينس بلده مصر حتى في الأيام الأخيرة بحياته، وحرص على المشاركة في العديد من الفعاليات الوطنية المصرية، إضافة إلى حديثه الدائم عن رغبته في الوفاة بمصر، مشيرا إلى أن أحد أسرار نجاح الشريف في مسيرته الفنية تواضعه واهتمامه بعمله بصورة تذهل كل من عمل معه.

من جهتها، قالت يسرا إن الشريف كان إنسانا خلوقا ويحترم زملاءه، الصغير قبل الكبير، ولم يصب بداء النجومية مثل بعض الفنانين، موضحة أنه عاش في جيل فني تعلم الالتزام وحرص عليه تحت أية ظروف.

وأشارت إلى أن الراحل رغم زيارته المتعددة للبلاد وإقامته فيها لسنوات لكنه كان دائما ما يعود إلى مصر ويشعر بالحنين لها ويتحدث عن اشتياقه لها باستمرار، لافتة إلى أنه ذكر واقعة رغبته في الموت بمصر أكثر من مرة.

من جانبه، قال المخرج أحمد ماهر إنه تعاون مع الراحل في آخر أعماله السينمائية "المسافر" ونشأت بينهما علاقة ود، وحرص على زيارته أكثر من مرة خلال وجوده في باريس، مشيرا إلى أن الشريف كان فنانا ملتزما ويحرص على الحضور قبل موعد التصوير بساعتين على الأقل، إضافة إلى علاقته الطيبة بكل فريق العمل في الفيلم فكان يذهل الجميع بتصرفاته وتواضعه.

وأضاف ماهر أن الشريف رغم النجومية العالمية التي حققها فإنه كان يشعر بسعادة كبيرة عندما يوقفه الجمهور في الشارع لمناقشته في أعماله الفنية، لافتا إلى أنه نجح في خطف قلوب المشاهدين ببساطته.

هاني شاكر: أفلامه باقية

أما المطرب هاني شاكر، فنعى الفقيد الراحل قائلاً: "هو واحد من أهم نجوم السينما العالمية منذ أن اكتشفه المخرج الكبير يوسف شاهين، وصار أحد أهم نجوم العالم بأفلامه المهمة التي ستبقى ما بقيت الحياة".

بدورها، عبرت الفنانة مادلين طبر عن حزنها الشديد لرحيل الشريف، مؤكدة أنها أصيبت بصدمة بعد معرفتها الخبر أمس الأول، وأنها ستحرص على حضور الجنازة والعزاء لتعلقها الشديد بالراحل، والذكريات الطيبة التي جمعتهما سويا.

وأضافت أنها قدمت دور زوجة الشريف في مسلسل "حنان وحنين" عام 2008، حيث كان آخر عمل درامي قام الراحل بتقديمه على الشاشة، وأخرجته مديرة أعماله إيناس بكر، مشيرة إلى أنها كانت سعيدة بتقديم دور زوجته، حيث جمعتهما العديد من المشاهد والذكريات الجيدة.

من جانبها، نعت الفنانة التونسية درة النجم العالمي، الذي عملت معه في فيلم "المسافر" قائلة: "رحل عن عالمنا عمر الشريف لكن بقيت ابتسامته وأعماله التي ستظل خالدة طوال الحياة"، موضحة أنه كان يعامل الفنانين الصغار بمنتهى الرفق والرقة والحنان حتى لا يهابوا الوقوف أمامه.

النجمة الشابة نسرين إمام، التي وقفت أمام الراحل في مسلسل "حنان وحنين" ببداية حياتها الفنية، ذكرت أنها اكتشفت بساطته في التعامل مع الجميع، وأنه كان طيبا ومحبا للحياة ومعطاء وواثقا بنفسه بشكل كبير للغاية.

من ناحيته، اعترف الفنان محمد رمضان بفضل الشريف عليه، بعدما عمل معه في مسلسل "حنان وحنين"، مؤكدا أن الراحل أبهره بموهبته ومعاملته الحسنة مع الفنانين الصغار"، وأن كلمات الإطراء التي تلقاها منه كانت بالنسبة له قوة دفع كبيرة.

 

####

 

الشريف يثير جدلاً على مواقع التواصل

كتب الخبرعمر خليل

تصدر خبر وفاة النجم العالمي عمر الشريف مواقع التواصل الاجتماعي، بعد وفاته بدقائق، محققا أرقاما عالية سواء على مواقع التواصل الاجتماعي المصرية أو العالمية.

ووصفه جمهوره بـ"الأسطورة"، وهو اللقب الذي توج به في عدد من الصحف العالمية، بينما احتدم الجدل بين عدد من محبي النجم عمر الشريف حول طبيعة ديانته التي توفي عليها الفنان، خاصة بعد النعي الصادر من الكنيسة الكاثوليكية، والذي تضمن موعد ومكان الجنازة في أحد المساجد بضواحي القاهرة، وجدل آخر حول وفاته في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، وفي يوم الجمعة الأخيرة بما يعنيه ذلك في نفوس الكثيرين من "حسن الخاتمة" في أيام الرحمة والمغفرة.

وذهبت آراء أخرى حول طبيعة علاقته بحبيبة عمره ورفيقة مشواره سيدة الشاشة العربية والفارق الزمني (بضعة أشهر) بين رحيلها ورحيله، حيث كتبت إحداهن قائلة: "افترقا في الحياة سنوات وفي الموت شهورا... جف نهر الحب ورحلت سيدة القصر ولم يبق إلا الصراع في الوادي نتذكر دوما العشاق حتى بعد أن تنتهي الأسطورة... احتفاء خفي بالحب".

وعلى الجانب الآخر، توافدت الدعوات والوداع الأخير للممثل الأبرز في تاريخ السينما المصرية في العالم من كبار نجوم الفن، أبرزهم عالميا ما كتبه النجم الإسباني أنطونيو بانديراس، الذي نشر صورا تجمعه بالفنان العالمي عمر الشريف عبر صفحته على "تويتر".

وعلق بانديراس قائلا: "توفي صديقي الكبير عمر الشريف... وسوف نفتقده دائما". يذكر أن بانديراس شارك الشريف بطولة فيلم المحارب الثالث عشر عام 1999.

وذكر الفنان يوجين سيمون، بطل السلسلة التلفزيونية الشهيرة "لعبة العروش" عبر حسابه على "تويتر"، "عمر الشريف، يا له من عمل مذهل قدمته للعالم، فلترقد في سلام".

وقال الفنان العالمي جوش جاد، عبر حسابه على "تويتر": "حزين لمعرفة خبر وفاة عمر الشريف، فقد نشأت على (لورانس العرب) و(دكتور زيفاجو)".

وبينما علق المخرج رولاند إيمريخ الشهير بإخراج فيلمي Independence Day وThe Day After Tomorrow: "حزين جدا بوفاة عمر الشريف. محظوظ لأنني تمكنت من العمل مع هذا الممثل الأسطوري. أرسل حبي لعائلته".

وكان الفنان العالمي جين كلود فان دام أعرب عن حزنه قائلا: "اليوم أشعر بأسى عميق بعد أن فقد العالم اثنين من العظماء. أرسل التعازي الحارة إلى عائلة عمر الشريف الشهير بدوره في لورانس العرب ودكتور جيفاجو".

في سياق آخر، دشن المغردون على موقع "تويتر" هاشتاغ #عمر_الشريف، بعد ساعات قليلة من إعلان وفاة الفنان العالمي. وتفاعل عدد كبير من الناشطين مع الهاشتاغ ودونوا عليه الكثير من التغريدات سواء المتعلقة بأشهر مواقفه أو آرائه أو ما كتب عنه مثل ما قالته باربرا ستريسند التي كانت تتحدث بلسان ملايين النساء حيث قالت إنه "رجل من نار".

 

####

 

تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة عمر الشريف

عانى الزهايمر وخسر وزنه ولم يستوعب وفاة فاتن حمامة

كتب الخبرالجريدة - القاهرة

عاش الفنان العالمي عمر الشريف أياماً صعبة في الشهور الأخيرة من حياته، بسبب تدهور حالته الصحية، وعدم تذكره أفراد عائلته، والعصبية المفرطة في التعامل مع الآخرين، بينما لم يستوعب خبر وفاة حبه الوحيد، كما كان يوصفها دائماً في لقاءاته التليفزيونية الفنانة فاتن حمامة، التي رحلت عن عالمنا في يناير الماضي.

عاد عمر الشريف إلى القاهرة في سبتمبر الماضي، بعدما قضى فترة طويلة في باريس، ليستقر بأحد الفنادق الكبرى المطلة على النيل مدة 4 أشهر تقريباً، حيث كان يعيش بمفرده، ويفضل تناول الطعام على النيل، بالإضافة إلى السير في شوارع منطقة الزمالك، وهي الفترة التي ظهر فيها 3 مرات رسخت فكرة إصابته بالزهايمر التي كانت تنفيها دائماً مديرة أعماله الراحلة المخرجة إيناس بكر.

وظهر الشريف في تكريم مهرجان المسرح خلال شهر ديسمبر، حيث كان شخصاً عصبياً بصورة لم تعرف عنه من قبل، وهو نفس ما تكرر خلال تكريمه في أحد المهرجانات بعدها أسابيع، عندما انفعل وظل يصدم رأسه في الحيط أكثر من مرة، بسبب ضيقه من تأخير منظمي الحفل وطول انتظاره.

وأخفت عائلة عمر الشريف عنه خبر وفاة رفيقة حياته الفنانة فاتن حمامة عدة أسابيع قبل أن يتم إخباره بالخبر، لكنه ظل يسأل عليها باستمرار غير مستوعب أنها رحلت عن عالمنا، ليقرر نجله نقله إلى مستشفى بهمن بفرعها في الغردقة، حيث كان الشريف يحب البحر والنيل بشدة، لكن انفعاله المستمر وتدهور حالته الصحية جعلا الأطباء يستجيبون له وينقلونه إلى فرع المستشفى بالقاهرة قبل شهر من وفاته.

وتكتمت عائلة الشريف عن خبر نقله إلى المستشفى خلال الفترة الماضية، بينما قال عاملون في المستشفى، إن الشريف أصيب بحالة نفسية سيئة خلال آخر أسبوعين، ورفض تناول الطعام والشراب، وخسر جزءاً كبيراً من وزنه، وحاول الخروج من المستشفى أكثر من مرة لكن دون جدوى مع تشديد الإجراءات الأمنية على الأبواب.

وأعلنت وفاة عمر الشريف بأزمة قلبية صباح أول أمس (الجمعة)، بينما رفض المستشفى الإدلاء بمزيد من التصريحات الرسمية حول ملابسات الوفاة، التزاماً بالقانون الذي يجرم نشر أية أخبار متعلقة بوفاة المرضى النفسيين، بالإضافة إلى رغبة عائلته عدم نشر أية معلومات حول الحالة الصحية للراحل.

ومن المقرر أن تشيع جنازة الفنان الراحل ظهر اليوم (الأحد) من مسجد المشير بضاحية القاهرة الجديدة فور وصول نجله طارق من العاصمة الفرنسية باريس، على أن تكتفي العائلة بمراسم الجنازة دون أن تقيم عزاء للفنان الراحل.

 

####

 

تشييع جثمان عمر الشريف في القاهرة

تشيع مصر الأحد أسطورة السينما عمر الشريف الذي توفي قبل يومين جراء أزمة قلبية عن عمر يناهز 83 عاماً بعد مشوار فني حافل قاده إلى العالمية بعد فيلمي "لورنس العرب" و"دكتور جيفاغو".

ومن المقرر أن تنطلق جنازة الشريف، أحد أشهر الممثلين المصريين، ظهرا من مسجد المشير طنطاوي في ضاحية التجمع الخامس في شرق القاهرة.

وتوفي الشريف في مستشفى في حي حلوان بالقاهرة حيث نقل منذ شهر جراء اصابته بمرض الزهايمر.

وسيدفن في مقابر السيدة نفيسة في جنوب القاهرة، حسب ما أفاد سامح الصريطي عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثلية وكالة فرانس برس.

وأضاف الصريطي "لم يتم اخبارنا أن أحد من نجوم هوليوود سيحضر الجنازة".

وكان المرض اضطر الشريف إلى الابتعاد عن الشاشات في العام 2012 بعد آخر ظهور له في الفيلم المغربي "صخرة القصبة".

وقال وزير الآثار المصري السابق عالم المصريات المعروف زاهي حواس الذي كان صديقاً مقرباً لعمر الشريف أن الممثل المصري العالمي أن الحالة النفسية لعمر الشريف "تدهورت خلال الآونة الأخيرة ولم يكن يأكل أو يشرب".

وأصبح مسجد المشير طنطاوي الفخم والكبير مقصداً لتشييع جنازات كبار رجال الدولة والمشاهير المصريين.

ولد عمر الشريف في العاشر من أبريل عام 1932 في الاسكندرية مسيحياً واسمه الحقيقي ميشال شلهوب، من أب لبناني وأم لبنانية سورية، لكنه اعتنق الإسلام في العام 1955 ليتزوج من الممثلة المصرية سيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة التي أنجب منها ابنه الوحيد طارق.

ولم يتزوج الشريف مجدداً بعد انفصاله نهائياً في العام 1974 عن فاتن حمامة الذي ظل يقول عنها أنها "حب حياته" والتي توفيت في يناير الماضي.

وحصل عمر الشريف في العام 2003 على جائزة الأسد الذهبي عن مجمل أعماله في مهرجان البندقية السينمائي.

وأثناء حياته أقام عمر الشريف، الذي كان يتقن لغات عدة، في أماكن مختلفة منها فرنسا والولايات المتحدة وايطاليا.

وكان مدير أعمال الفنان المصري أعلن في مايو الماضي إصابته بمرض الزهايمر منذ فترة.

بدأ عمر الشريف مشواره في السينما مع المخرج المصري يوسف شاهين في فيلم "صراع في الوادي" عام 1954.

وقبل انطلاقه إلى السينما العالمية، شارك الشريف في عشرين فيلماً مصرياً في الفترة من 1954 حتى 1962.

وكان دور "الشريف علي" في الفيلم البريطاني "لورانس العرب" نقطة تحول في حياته إذ أصبح بعده ممثلاً عالمياً.

وحاز أداؤه في "لورانس العرب" ثناء النقاد، ورشح للفوز بجائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثل في دور مساعد، ليكون بذلك أول ممثل عربي يُرشح للأوسكار، وفاز عن الدور نفسه بجائزة الكرة الذهبية (غولدن غلوب).

لكنه وصل إلى القمة في السينما العالمية بأداء الدور الرئيسي في فيلم "دكتور جيفاغو" في العام 1965، وفاز عن دوره في الفيلم بجائزة الكرة الذهبية للمرة الثانية لكن هذه المرة كأفضل ممثل في دور رئيسي.

وبعد تنقله لسنوات طويلة خارج مصر عاد واستقر في مصر مطلع تسعينات القرن الماضي.

ومن أشهر أفلامه في السينما المصرية "صراع في الوادي" و"صراع في الميناء" و"اشاعة حب" و"في بيتنا رجل" و"نهر الحب" و "سيدة القصر".

 

####

 

رحيل عمر الشريف بعد 6 أشهر من وفاة فاتن حمامة

نعت الأوساط الفنية في انحاء العالم رحيل النجم العالمي العربي المصري عمر الشريف عن عمر يناهز 83 عاما واثر أزمة قلبية . وتأتي وفاة الراحل الكبير بعد 6أشهر من وفاة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، حيث وافته المنية وحيدا في احدى المصحات، بعد رحلة طويلة طاف فيها النجم العالمي بلدان العالم يمثل ويغني ويرقص، ويقدم تجارب فنية متنوعة أثرت السينما العالمية والعربية.

وحيدا بمفرده مات عمر الشريف.. لورانس العرب.. رحل في صمت وكبرياء، بعدما هاجمه مرض الزهايمر الملعون وأصبح لا يتحدث مع الناس واكتفى بنظراته الشاردة للبحر في أيامه الأخيرة، وربما لم يبق شيء في ذاكرة عمر الشريف سوى رائحة البحر.

داخل احدى المصحات بحلوان عاش أيامه الأخيرة، وان صح القول فهو لم يعشها بل كان «يتفرج عليها»، لا يتذكر مما دار على مسرح حياته شيئا، فالحياة التي عاشها في أواخر أيامه لا يربطه بها ما يربط الناس بحياتهم من أمل ويأس أو راحة وعذاب، لكنها كانت حياة لا يتحرك فيها ولا يشعر بمن حوله بل ينظر الى شريطها الزمني ودورانه فقط.

وحري بالذكر ان عمر الشريف.. يعد النجم العربي الأوحد الذي حقق شهرة في السينما العالمية، وكانت حياته تتشابه مع بيت الشعر «مسافر زادهُ الخيالُ والسحر والعطر والظلالُ، ظمآن والكأس في يديه والحب والفن والجمالُ»، فالنجم العالمي الراحل عاش حياته معطاءً للفن، للحب، للجمال في كل صوره سواء كانت امرأة، لوحة، أو فيلما سينمائيا، ولف العالم كـ«الرحّالة» وقدم أهم التجارب في السينما العربية والعالمية منها الشاب الثوري في فيلمه «في بيتنا رجل»، والبحّار في «صراع في الميناء»، والثري في «سيدة القصر»، والخجول في «اشاعة حب»، والمتمرد في «غرام الأسياد»، والقائد الثوري جيفارا في «تشي جيفارا»، وجنكيز خان وزيفاجو، واحتل فيلمه لورانس العرب المركز الـ31 في قائمة أعظم 301 فيلم في تاريخ السينما العالمية.. 

في نهاية 2014 اختار عمر الشريف بعد رحلة طويلة التي جاب خلالها الدنيا بطولها وعرضها، ان ترسو سفينته على شاطئ وطنه مصر، ليدفن بها، ويعيش فيها «بقية عمره»، لكن الضجيج والزحام الذي لم يعتد عليه جعله لا يطيق الجلوس في القاهرة طويلا واتجه للجونة ومنها الى احدى المصحات لكبار السن التي شهدت رحيل عملاق الفن.

وتحولت شهرة النجم العالمي الواسعة، لـ «نقمة» عليه في آواخر حياته، فأينما اتجه تطارده العيون والنظرات وعدسات المصورين، ولا يتركون الرجل يعيش حياته كما يقال «مع نفسه»، فالأجيال التي تربت على فنه ما تلبث ان تراه حتى كانت تهرول اليه.

ورغم عصبية عمر الشريف، وتقدمه في العمر، الا انه كان رجل «حنون» يحمل روح الحب والمرح والشباب، بجانب ابتسامته التي لا تشيب أبدا، وموهبته الفنية المتفردة.. وداعا عمر الشريف النجم الذي ليس كمثله نجم.

 

الجريدة الكويتية في

12.07.2015

 
 
 
 
 

مخرج أفلام الشريف: نهاية مهينة لفنان عالمي ووصمة عار في جبين الدولة

فن/ هند موسي

أبدى أحمد ماهر مخرج فيلم «المسافر»، آخر أعمال عمر الشريف السينمائية، حزنه الشديد من قلة عدد النجوم الذين حضروا جنازة النجم العالمي، وكذلك عدم اهتمام الدولة بنعيه أو بتأمين جنازته أو وجود رموزها في التشييع أيضًا.

وقال المخرج، في تصريحات خاصة لـ«التحرير»، «لم تكن جنازة، ولكنها فضيحة، وشىء لا يليق بعمر الشريف وتاريخه، فقد حضر الدفن خمسة أفراد بالعدد، وكنت أقف إلى جوار الفنان القدير جميل راتب الذي حرص على توديع صديق عمره، وسمعت بحضور فاروق الفيشاوي وأشرف زكي وسامح الصريطي ودلال عبد العزيز، وميرفت أمين، بينما اختفى الفنانون والمثقفون وممثلو الدولة، ولم أتخيل أن تتم إقامة صلاة الجنازة على نجم كبير له قامته الفنية في هذا الحضور الأقل من ضعيف، ولا أعلم لماذا لم تهتم الدولة به، ده مش هييجي فنان زيه».

وتساءل ماهر، «هل عمر الشريف أقل من النائب العام أو غيره من الذين تمت إقامة جنازة رسمية لهم؟.. لماذا لم تهتم الدولة بوضع ولو شريطة سوداء على شاشاتها؟.. هل هو أقل من النائب العام أو ملك السعودية اللذين تم إيقاف عرض المسلسلات يومًا واحدًا حدادًا على رحيلهما؟.. ما الذى يجعل الدولة تتغاضى عن فنان كانت الكاميرات تجرى ورائه بمجرد حضوره أي احتفالية فنية؟».

وتابع «هو شىء مؤذٍ لأقصى درجة ويدعو للبؤس واليأس، فقد عشنا في متاهة منذ دخولنا مقابر السيدة نفيسة، إذ لا توجد علامة توضح أن هناك سيتم دفن العالمي عمر الشريف، وهو ما يدعو للاندهاش بين كوننا ندعو الناس لزيارة مصر، في حين أن دول العالم كله اهتمت بنجمنا الكبير أكثر من بلده، وهو شىء لا يليق بنجم مثله.. حتى القنوات الفضائية لم تهتم بإذاعة برنامج واحد عنه، ولا وضع شريط أسود على شاشاتها، فى الوقت الذى اهتمت فيه القنوات العالمية به».

ورأى ماهر، أنه لو كان الشريف تملّق السلطة أو قدّم دعاية للأنظمة السياسية، لما كانت نهايته بهذه الصورة، مضيفًا: «إذا كان عمر الشريف مالوش قيمة، مين النجم اللى له قيمة؟!.. فهو يستحق أن تكون له جنازة شعبية أو رسمية خاصة، يكفي أنه فضّل أن يستكمل علاجه في مصر»، قائلًا «عشان الناس مايتعبوش في جنازتي»، مضيفًا «الدولة لم تكلف نفسها بتكريمه في وفاته، بعد أن نسيته في حياته، السيارة التى كانت تحمل جثمانه من مسجد المشير طنطاوي إلى السيدة نفيسة كانت تتجول في هدوء، دون أن يدرك المواطنون أنها تحمل جثمان نجم يضم تاريخ السينما المصرية والعالمية».

واختتم ماهر حديثه قائلًا: «نهاية عمر الشريف للأسف كانت مهينة، إذ تم دفنه في حوش صغير في ظل غياب النجوم الشباب الذى استفادوا منه، والذين منحهم فرصة المشاركة في أعماله، لدرجة أنه لم تكن هناك أي ملامح في المنطقة تشير إلى قبره».

 

####

 

جورجينا زكي: عمر الشريف اكتشفني ورشحني لدور تولا

فنl محمد مجلي

لم يكن لورانس العرب الفنان الراحل عمر الشريف يملك الموهبة الخاصة به كممثل وفنان لأداء الأدوار فقط، بل يبحث عن النجوم والمواهب الشابة ليجسدوا أدوارًا في أعماله الفنية.

وعن ذلك تقول الفنانة جورجينا زكي، يونانية من أصل مصري وتقيم بالإسكندرية وأحد أسرة الفنانة الراقصة كيتي، إن الفنان الراحل عمر الشريف اختارها لتمثيل دور "تولا"، في مسلسل "حنين وحنان"، وذلك بعد أن لاحظ أنها تمتلك موهبة فنية فضلاً عن أنها تتحدث اللغتين العربية واليونانية بطلاقة كبيرة.

وأضافت جورجينا أن ظروف اختيارها تعود إلى وجود صداقة بين والدتها اليونانية الأصل، والتي كانت صديقة لأسرة الفنان الراحل التي كانت تقيم بالإسكندرية، وكانت تجمعهم لقاءات عائلية، ومنذ نعومة أظافرها كان يرى فيها الموهبة الفنية.

وتؤكد: "طالبني الفنان عمر الشريف بالاتجاه للتمثيل الأمر الذي رفضته أسرتي في مطلع الأمر"، حتى تم الإعلان عن حضور النجم العالمي إلى مصر فى عام 2007 وأنه سيقوم بتصوير بطولة مسلسل جديد بالإسكندرية فتوجهنا لزيارته.

وذكرت: كنت أدرس بالأكاديمية العربية بالإسكندرية في تلك الفترة وحينما شاهدني لاحظ أنني اتحدث اللغتين العربية واليونانية بطلاقة طلب من والدتي أن أشارك في دور في مسلسل "حنين وحنان" وبالفعل وافقت على ذلك ورشحنى للقيام بدور "تولا"، وكانت تجربة أكثر من رائعة.

وأوضحت جورجينا: خلال عملي بالمسلسل معه وجدت أنه غاية في التواضع والبساطة ويرشدني ويتابع مشاهدي أثناء التصوير، وكان أول الملتزمين وأول من يحضر إلى الاستديو قبل جميع المشاركين في العمل، ودائمًا ما يسدي لي نصائحه وكان أهمها "حبي الكاميرا علشان الكاميرا تحبك" وكان يشرف على تدريبى على أداء الدور والإلقاء وعقب الانتهاء من تصوير المسلسل وعرضه تواصل معى بصورة كبيرة الأمر الذى دفعنى للمشاركة فى أعمال فنية أخرى بعد ذلك ومنها مسلسل كلام نسوان بطولة الفنانة لوسي وإخراج عمر عبد العزيز وبعض الإعلانات.

واختتمت بكلمات تملأها الحزن والأسى: فقدت وفقدت مصر والفن معلم وفنان تعلمت منه الكثير والكثير وكان يحب مصر جدا ويحدثنا أن جولاته خارج مصر لم تنسيه بلده التى يعشقها ويتمنى أن يموت ويدفن بترابها وهو ما حدث.

 

التحرير المصرية في

12.07.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004