ملفات خاصة

 
 
 

ولماذا لا يرحل عمر الشريف ؟!

عصام زكريا

عن رحيل الأسطورة

عمر الشريف

   
 
 
 
 
 
 

ما الذي يبقى للإنسان حين ترحل ذاكرته؟ وهل الإنسان سوى نقطة صغيرة لا تكاد ترى بالعين المجردة اسمها الذاكرة؟ وما الهوية إلا تلك الرواسب التي تبقى في الذاكرة من تجربة الحياة؟
منذ نحو عام ترددت الأخبار عن إصابة عمر الشريف بمرض الألزهايمر، وعن تفاقمه بشدة في الآونة الأخيرة، وعندما رحلت فاتن حمامة في بداية هذا العام لم يظهر عمر الشريف في المشهد، ولكن قيل على لسانه ما قاله، أو ما تصور البعض أنه يمكن أن يقوله في تلك اللحظة العصيبة.
خلال السنوات الماضية شهد عمر الشريف العالم الذي عرفه على مدى عمره، 83 عاما، وهو ينسحب ويتلاشى تدريجيا. أصعب شيء على المرء ليس موته، ولكن موت العالم من حوله. كل الذين عرفهم تقريبا كانوا يغادرون. ليس هذا بالطبع سبب إصابة عمر الشريف بالألزهايمر. لا يحتاج المرء إلى أسباب إضافية للمرض والموت. الشيخوخة تأتى إذا لم يسبقها الموت، والشيخوخة تجلب الموت تدريجيا
.

منذ لحظة ظهوره على كوكب الأرض كان عمر الشريف ممتلئا بالحيوية وبالرغبة في مشاكسة العالم من حوله.

في مدرسته «فيكتوريا كوليدج» بالإسكندرية كان نجما وشخصية معروفة منذ طفولته. حكايات كثيرة قيلت حول هذا الحضور الطاغي، الذي تكلل بأن أصبح رئيسا لفريق التمثيل بالمدرسة.

وعلى عكس ما هو شائع عن صداقة المخرج الراحل يوسف شاهين بعمر الشريف منذ أيام دراستهما في «فيكتوريا كوليدج»، يتذكر شاهين أنه شاهد عمر ذات يوم في إحدى الكافيتريات، فلفت أنظاره على الفور وتقدم إليه عارضا عليه اختباره في مجال التمثيل في فيلم جديد يقوم بإعداده.

تروى فاتن حمامة أيضا أنها تعلقت بعمر الشريف منذ اللحظة الأولى التي وقعت فيها عيناها على الشاب الخجول الذي زارها بصحبة يوسف شاهين لمناقشة مشروع فيلم «صراع في الوادي».

في كثير جدا من الحكايات التي تدور عن عمر الشريف، يمكن أن نلاحظ هذا الحضور الطاغي، والمغناطيسية الهائلة التي تجذب العيون والمشاعر والرغبات الحسية نحوه.

لقد كان يفيض بالحياة، وحتى في سنواته الأخيرة، والشيخوخة تنحل عظامه ولحمه وبريق عينيه المميز، كانت جذوة النار التي تشتعل داخله قوية لدرجة أنها تغطى على كل الموجودين حوله.

أتيح لى أن أشاهد عمر الشريف عدة مرات في مناسبات مختلفة، وأن أشاهد غيره من نجوم السينما المحليين والعالميين، وأستطيع أن أزعم أنه كان لعمر الشريف حضور من نوع خاص جدا. حضور لا يترتبط بصورته على الشاشة مثل معظم النجوم، ولكن بحضوره في المكان واللحظة، وآرائه وتعليقاته ووجهات نظره في الناس والأشياء من حوله.

دائما ما كان يبادر عمر الشريف بقول شيء مسل أو مضحك أو مثير للجدل، وفى مرة أو أكثر كان حادا وعنيفا بشكل غير محتمل، وغير معتاد منه.

هذه العصبية التي كانت تنتاب عمر الشريف في لحظات بعينها قد تعود إلى الشيخوخة، وهى أيضا من الأعراض المبكرة لمرض الألزهايمر، ولكنها كذلك من أعراض الحيوية الفائضة لديه. يمكن أن أقول، وفقا لما شعرت به وقتها، إنها نتيجة اصطدام حيويته بالاكتئاب الناتج عن الوهن والعجز.
على الشاشة كانت حيوية عمر الشريف تشع بالحركة والجاذبية والتوتر. لم يكن من الممثلين الذين يتحركون أو يصرخون كثيرا. فعل ذلك في بداية حياته الفنية في مصر، ثم تعلم بعد ذلك أنه يحتاج إلى التحكم وليس الإفراط
.

يستطيع عمر الشريف أن يفجر الشاشة بكلمة، بإيماءة، ونظرة عين.

لقد ملأ حياتنا بالحياة، ومع أنه رحل، إلا أنه ترك جزءا كبيرا من هذه الحياة على الشاشات، وهذه هي ذاكرة عمر الشريف التي لن تمحوها الشيخوخة.

منذ اللحظة التي ظهر فيها الشاب ميشيل شلهوب، أو عمر الشريف كما سيتسمى لاحقا، لأول مرة على الشاشة، وحتى آخر فيلم قام فيه بدور ثانوي، وخليط من آهات الإعجاب وصيحات اللعنات تطارده.

لا يوجد نجم مصرى أو عربى حظى بما حظى به عمر الشريف من نجاح، وثراء، وشهرة، وإنجازات فنية.

لا يوجد أيضا نجم مصرى تعرض للهجوم، والانتقادات، ولاحقته الاتهامات، والشائعات، وحملات الكراهية التي وصلت إلى حد المطالبة بمقاطعة أعماله، بل وتنفيذ هذه المقاطعة فعليا بشكل غير رسمى لسنوات...سوى عمر الشريف.

المشاعر الملتبسة تجاه عمر الشريف سواء لدى الجمهور العالمى أو لدى جمهور وطنه تحتاج إلى تحليل نفس- اجتماعى مسهب، وهذا ليس موضوعنا اليوم.

أول ما أفكر فيه كلما دار الحديث عن عمر الشريف هو شخصيته النادرة بين النجوم. هذه الثقة الهائلة بالنفس التي تجعله يبدو أحيانا أكثر الناس بساطة وتواضعا، وتواضعه الجم الذي يصل أحيانا إلى حد الامتلاء بالذات وعدم التفكير في الآخرين.

كل من ذاق طعم الشهرة وسبح في أضواء النجومية ونظر إلى العالم من قمة جبل المجد يعرف أن أحدا تقريبا لا ينجو من تأثير هذه الحياة الصعبة، وحين نضيف إلى ذلك طبيعة التجربة التي خاضها عمر الشريف بين ثقافتين، وثلاث قارات، وعدة لغات، وفترة سياسية عصيبة، وتاريخ فنى ممتلئ بالصعود والهبوط والانحناءات الحادة، فإن العجب ينتابنا بلا شك، من قدرة عمر الشريف على احتمال ثقل هذه التجربة، والخروج منها منتصرا.

لم يفقد عمر الشريف نفسه في خضم المعارك التي تندلع ولا تتوقف حوله... أو ربما فقدها لبعض الوقت، أكثر من مرة، ولكنه سرعان ما كان يستعيدها مثلما يستعيد مساحاته المفقودة على الساحة الفنية بعد كل تراجع أو اختفاء فنى يتعرض له.

ولد عمر الشريف المثل السينمائى عملاقا، بطولة منذ اللقطة الأولى مع يوسف شاهين، وأمام فاتن حمامة، في فيلم «صراع في الوادي». وفى أقل من خمس سنوات كان قد تزوج فاتن وأصبح من كبار نجوم السينما المصرية، ومثل الصاروخ الذي يتحرك لأعلى سرعان ما أصبح واحدا من أشهر نجوم العالم عندما شارك في بطولة «لورانس العرب» للمخرج البريطانى ديفيد لين.

في لمح البصر صعد عمر الشريف إلى القمة، وفى لمح البصر أيضا بدأ رحلة الهبوط. بعد «لورانس العرب» انتهى تقريبا مستقبله الفنى في مصر ووقع في مصيدة إحدى الشركات الأمريكية الكبرى التي وقعت معه عقد احتكار في مقابل ملاليم، ولم تسنح له فرصة للظهور في أفلام على نفس مستوى «لورانس» لسنوات.. وكان ديفيد لين هو الذي أنقذه مرة أخرى عندما اختاره لبطولة فيلم «دكتور زيفاجو». ومنذ ذلك الحين وحياة عمر الشريف الفنية تصعد وتهبط على طريقة «الدنيا مثل المرجيحة... يوم تحت ويوم فوق».

مثل سيزيف، الذي حكمت عليه الآلهة بحمل الصخرة إلى أعلى جبل الأوليمب لتسقط ليحملها من جديد، تراوحت حياة عمر الشريف بين الصعود والهبوط، فكلما وصل إلى قمة نزل عنها مسرعا ليضطر إلى البدء من جديد، ليس فقط في المجال الفني، ولكن في الحياة. دوره في «فتاة مرحة» أمام باربرا سترايسند جلب له المتاعب في أمريكا ومصر. في أمريكا هاجمه اليهود المتعصبون وفى مصر اعتبروه خائنا لأنه لعب دور يهودى وأمام ممثلة متعصبة لإسرائيل، وعوقب بالكراهية والمقاطعة لسنوات.

الثروة التي جمعها من مجموعة من الأفلام الناجحة ضاعت فجأة ذات يوم عندما انهارت البورصة الفرنسية التي كان يستثمر فيها أمواله.

حتى عندما عاد لمصر في بداية الثمانينيات ليلعب ثلاثة من أفضل أدواره في أفلام «أيوب» و«الأراجوز» و«المواطن مصري»، تراجع فجأة واختفى لسنوات طويلة قبل أن يعود ثانية. ومرة أخرى بعد أن وصل إلى إحدى قممه المتأخرة في فيلم «السيد إبراهيم وزهور القرآن» اضطر إلى الهبوط مرة أخرى ليؤدى بعض الأدوار قليلة الشأن.

هذه الأزمات جعلت من عمر الشريف رجلا زاهدا، أكثر تسامحا وتقبلا لما تأتى به الحياة مهما كان. في لقاءاته الأخيرة سمعته مرة يتحدث عن مهنة التمثيل باعتبارها شيئا تافها مقارنة بالأجور الباهظة التي يحصل عليها الممثلون. لا أحد مثل عمر الشريف يمكنه أن يكون على هذه الدرجة من إنكار الذات.

في مرة أخرى سمعته يتحدث عن فيلم «بداية ونهاية»، الذي لعب فيه دورا ممتازا مع كوكبة من كبار الممثلين مثل سناء جميل وأمينة رزق وفريد شوقي. ولكنه حين أتى ذكر الفيلم لم يشد سوى بصلاح منصور الذي أدى أصغر دور في الفيلم، مؤكدا أنه الوحيد الذي مثل جيدا وأن الباقين كلهم لم يكونوا على مستواه. وجهة نظر لا تكشف فقط عن تواضع عمر الشريف ولكن عن ملكة نقد ميكروسكوبية صقلتها السنين.

قد تجد في كلمات عمر الشريف وآرائه حدة أو غرابة، ولكن المؤكد أنك لن تجد فيها زيفا أو ادعاء أو محاولة لإخفاء شيء يخجل منه. في المرات القليلة التي استمعت فيها إليه في جلسات خاصة، أو خلال جلسات سمعت عنها، فإن عمر الشريف هو واحد من أصدق الناس الذين يمكن أن تلتقى بهم. إنه فخور بما أنجزه بنفس قدر اعترافه بالأشياء التي فشل فيها.

لا أحد غير عمر الشريف يمكن أن يعترف في شيخوخته، وهو الرجل الذي صاحب أجمل نساء العالم، وعشقته معظم نساء العالم، بأنه لم يحب أحدا في حياته سوى فاتن حمامة، التي لم يعش معها سوى سنوات قليلة، قبل أن ينفصلا بلا عودة. وهو حين يقول ذلك تسود صوته نبرة حزن وندم تشعر معها بأنه ربما كان يتمنى لو أنه لم يغادر مصر ولا فاتن، ولم يحقق كل ما حققه من أفلام وأموال وغراميات!

مفتاح شخصية عمر الشريف في تصورى هو اللعب. إنه ينظر إلى الحياة ويتعامل معها كما لو كانت لعبة، أو فيلما يمثل فيه. الدنيا بالنسبة له، كما قال شكسبير، ليست سوى مسرح كبير، وكل الناس ممثلون يلعبون أدوارهم. التمثيل بالنسبة لعمر الشريف لعبة، أما الحياة فهى تمثيلية. ليس سرا أن عمر الشريف من عشاق لعبة البريدج، وأنه ضيع أموالا طائلة وسنوات طويلة في لعب البريدج.

يبدو عمر الشريف في معظم الوقت فوضويا إلى حد اللامبالاه بأى شىء، وكرمه اللامحدود غالبا ما يؤدى به إلى الإفلاس!

لكن عمر الشريف له جانبه المظلم أيضا، وأسوأ ما في هذا الجانب هو أن عدميته كانت تتحول أحيانا إلى قسوة مبالغ فيها ضد الآخرين.

في مذكراته «في غير محله» يروى المفكر إدوارد سعيد، زميل عمر الشريف في مدرسة «فيكتوريا كوليدج» في الإسكندرية، كيف أن الصبية الأصغر، وسعيد منهم، كانوا يتعرضون لمزاح ميشيل شلهوب الثقيل وتعذيبه لهم طوال الوقت. يستطيع عمر الشريف أن يكون قاسيا جدا، وقد شهدت إحدى نوبات قسوته ذات يوم عندما راح يعذب مذيعة شهيرة بكلمات مهينة وجارحة لأكثر من ساعة. نوبات عمر الشريف العصبية طالما ورطته في مشاكل عديدة، وقد قام بضرب شرطى أوربي ذات يوم وحكم عليه بغرامة باهظة، ومنذ سنوات قليلة شهدت وسائل الإعلام إحدى نوبات غضبه المفاجئ عندما قام بصفع صحفية حاولت الحصول منه على صورة فوتوغرافية.

النجومية لم تستطع أن تجعل من عمر الشريف مغرورا، أو رجل أعمال وإدارة ناجح يستطيع أن يدير موهبته ويجيد توظيفها، كما لم تستطع أن تجعل منه شخصا أكثر حكمة وقدرة على التحكم في انفعالاته وجموحه الفطري. وهذا الجموح طالما جلب عليه المتاعب، والمتاعب الكبيرة أحيانا. هو شخص لا يستمع سوى إلى صوته. لا يخشى الرأى العام كما لا يخشى التعبير عن آرائه بصراحة.

لا أعلم ما الذي كان يفكر فيه عمر الشريف في شيخوخته المتأخرة، حيث يقال إن مرض الألزهايمر قد تمكن منه.

شيء مؤسف لو أنه لم يستطع أن يتذكر حياته الممتلئة، أو يتعرف على صورته في الأفلام معتقدا أنها لشخص آخر.

الرجل الذي يعرفه ويبجله معظم سكان الكوكب هل يمكن أن يأتى يوم لا يستطيع فيه أن يتعرف على نفسه؟

إنها سخرية الأقدار مرة أخرى، التي دأبت على منحه كل شيء، لتنزع منه كل شيء!

 

البوابة نيوز المصرية في

12.07.2015

 
 
 
 
 

هل ظلمْنا عمر الشريف؟

طارق الشناوي

فى فيلم قدَّمه فى نهاية الخمسينيات المخرج الفرنسى فرانسوا تريفو «451 فهرنهايت» أرادوا أن يحرقوا الكتب، ومن هنا جاء عنوان الفيلم، مشيرا إلى درجة الاحتراق.

فى المشهد الأخير موقف دخل ذاكرة السينما لم ولن يغادرها، وذلك عندما يتحول البشر إلى كتب، كل إنسان أصبح بمثابة كتاب يحفظه تماما، هذا مثلا «عطيل» شكسبير، وذاك «البؤساء» فيكتور هيجو، والثالث «وفاة موظف» لتشيكوف.. وهكذا تغلبوا على حرق الكتب، الذى قررت الدولة القمعية أن تمارسه على مواطنيها، وهذا هو تحديدا ما عاشه عمر الشريف فى أسابيعه الأخيرة التى سبقت رحيله، لكن الذى كان يمارس القمع هو عقله، الذى صار يمحو من الذاكرة كل أفلامه، ولا يتذكر منها شيئا كما أذاع ذلك ابنه طارق عمر الشريف قبل نحو شهرين، عندما أكد وصول والده إلى مرحلة متأخرة من «ألزهايمر»، لكن المشهد الآخر من الصورة هو أننا صرنا نحفظ أفلام نجمنا الكبير، التى لا تكفّ الفضائيات عن بثها، هذا «صراع فى الوادى» وذاك «نهر الحب» والثالث «دكتور زيفاجو» والرابع «السيد إبراهيم وزهور القرآن».

من الأفلام التى قدمها عمر الشريف فى السنوات الأخيرة الفيلم الفرنسى «نسيت أن أقول لك» إخراح لوران فينس عام 2009، حيث نراه فى النهاية مريضًا بـ«ألزهايمر»، قبل أن يتحول الشريط السينمائى إلى حقيقة بعدها بخمس سنوات.

عمر الشريف نسىَ أفلامه، وربما قبل الرحيل نسىَ أيضا حتى أنه كان نجمًا أو لعله نسىَ اسمه، ولكن هل من الممكن أن تُمحى من الذاكرة البصرية سينما عمر الشريف عربيًّا وعالميًّا؟ بالطبع لا، سيظل عمر عنوانا مضيئا لنا فى العالم، فلقد أصبح اسمًا يمثّل كل العرب فى السينما العالمية.

سافر عمر الشريف إلى «هوليوود» وقدم «لورانس العرب»، وذلك فى مطلع الستينيات للمخرج العالمى ديفيد لين، ومن بعدها بدأت رحلته مع السينما العالمية، وأيضا مع هذا البحر من الشائعات، الذى لا تنقطع موجاته الهادرة!!

من الممكن أن يسىء البعض تفسير بعض كلماته، الكلمة تخرج من قلبه مباشرة إلى الناس، ولا يضع بين حساباته أى عوامل أخرى، ولهذا قد تصطدم بعض آرائه بما استقر عليه الناس.

عمر الشريف يتعامل دائما بقدر من البساطة والوضوح مع كل المواقف التى قد يراها البعض تحمل قدرا من الحساسية، وأحيانا لا يدرك مدلول الكلمة، عندما مثلا يقول فى ندوة فى مهرجان القاهرة قبل سبع سنوات إن عبد الناصر كان عميلا للأمريكان، نتلقفها فى الصحف والمجلات والفضائيات، ونعتبره يتعمد اتهام جمال عبد الناصر بالخيانة والجاسوسية، رغم أنه كان يقصد أنه «يتعامل»، لكن اللغة العربية التى لم يكن منذ مطلع الستينيات يتعامل بها بانتظام كانت تخونه أحيانا فى العثور على اللفظ الملائم، فقال «عميلا» بدلا من «يتعامل»، وهو لا يدرك الفارق بينهما، وحاول التوضيح، لكننا ظللنا نحاسبه على تلك الهفوة. وهو ما تكرر مرة أخرى عندما أقيمت ندوة فى مهرجان الإسكندرية قبل خمس سنوات، وكنت أديرها وقال إن الجمهور لا يختار الأفلام العظيمة ليقبل عليها، والدليل أن أفلام إسماعيل ياسين حققت أعلى الإيرادات، لم يكن يريد التقليل من شأن إسماعيل ياسين، لكن من السياق أراد أن أن يؤكد أن أفلاما بلا عمق فكرى من الممكن أن تحقق أعلى الإيرادات، ولم يرحموه، ليس حبًّا فى إسماعيل ياسين، لكن بدافع رغبة دفينة فى النيل من عمر الشريف. مثلما قال إن فلوس الفن حرام، بالتأكيد لم يكن متطرفا دينيا يحرّم الفنون، لكن كان يريد أن يقول إنه بلا مجهود يُذكر يحصل النجوم على أجور ضخمة.

لعب الإعلام أدوارا من حيث لا ندرى، أو لعل البعض كان يدرى، وظلمنا عمر الشريف عندما تعمدنا أن نحاسبه على زلة لسان هنا أو كلمة فى غير موضعها قالها هناك، ويبقى علينا دَيْن ينبغى أن نسدده لعمر الشريف، وهو أن نذكر دائما أفلام عمر الشريف، ونستعيدها حتى لا يمحوها النسيان، وأن نتذكر كم أحب هذا الفنان مصر وشعبها، وتحديدا فقراءها.

 

التحرير المصرية في

12.07.2015

 
 
 
 
 

على الكشوطى يكتب:

النابشون فى قبور فاتن حمامة وعمر الشريف

ضرب اليوم الدكتور محمد عبد الوهاب مثالا فى الرقى والإنسانية بحضوره جنازة النجم العالمى الراحل عمر الشريف، طليق زوجته الراحلة فاتن حمامة، ذلك الرجل الذى استباحوا خصوصياته والدخول فى شئون حياته وافتراض وقائع غير موثقة لنيل مكاسب معنوية زائفة والظهور أمام سكان مواقع التواصل الاجتماعى كشخص "فذلوك مقطع السمكة وديلها" وعالم ببواطن الأمور، ذلك الوصف الذى ينطبق على حال العديد من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعى ممن يحبون النهايات التى تنتمى إلى قصص الحب الرومانسية التى لا تمس أحيانا الواقع من قريب أو بعيد فخرجوا وهللوا أن عمر الشريف آبى أن يعيش بعد فراق فاتن حمامة وأخذوا يخوضون فى تفاصيل حياتهم ويرسمون نهايتها كما تتماشى مع أهوائهم انتصارا للحب الذى كان فعندما رحلت فاتن لم يسمح له مرض الزهايمر أن يتذكرها من الأساس.

استباح هؤلاء البشر حرمة امرأة وارها الثرى قبل شهور مفتشين فى دفاترها القديمة مزايدين على مواقفها الصريحة والواضحة ضاربين بمشاعر زوجها الدكتور محمد عبد الوهاب الذى يعيش على قيد الحياة متألما بما يسمعه كل يوم عن علاقة حب فاتن حمامة وعمر الشريف عرض الحائط، متناسين سنوات طويلة عاش فيها معها ولها دون ضجيج دون أضواء يحابى على شمعة الحب الناضج بينهما محاولا تجاهل كل شطحات بعض رجال الإعلام ورواد وسكان مواقع التواصل الاجتماعى التى تنهش كل يوم فى سيرة زوجته وإقران سيرتها بسيرة رجل أحبها يوما ما وفرقت بينهما الظروف، يرسمون نهاية حياتهما وكأنهم نبشوا قبر فاتن وأقرت لهم أنها لا تزال تحب عمر الشريف وتنتظره فى جنة الخلد.

أتعجب كثيرا من هؤلاء ممن يسترسلون فى قصة حب فاتن وعمر باعتبار أن مشاعرهم جياشة ومن المفترض أنهم يشعرون بمشاعر الناس وأحاسيسهم إلا أنهم لا يدركون، وربما يدركون لكنهم يتجاهلون مراعاة مشاعر زوجها الثانى الذى وفر لها حياة كريمة دافئة إلى أن رحلت، إلا أنهم لا يعيرون انتباها ولا اهتماما بأن خوضهم فى سيرة فاتن وعمر أمر مؤلم له أشبه بالذبح بسكينة "تلمة" تجرح لكنها لا تزهق الروح.

استفيقوا وارحموا قلب رجل لا يزال ينزف على فراق رفيقة دربه استفيقوا واعلموا أن حياة البشر وسيرتهم مناطق محظورة لها حرمة يجب أن تحترم ولا يجب أن تكون مشاعا ينهش فيها من ليس له فيها ناقة ولا جمل، فلو أرهقت نفسك وفتشت على "جوجل" لعلمت بشكل واضح أن فاتن طوت صفحة زواجها من عمر منذ سنوات طويلة واحترمت أنها على ذمة رجل آخر رافضة وبوضوح الخوض والحديث عنه من قريب أو بعيد ولو فتشت أيضا حول عمر لعرفت بشكل واضح أنه اختار أن يغرد بعيدا ومنذ زمن وأنه عاش حياته بالطول وبالعرض وطوى صفحة فاتن كامرأة أحبها يوما ما، لها ولزوجها الذى حضر جنازة عمر الشريف بمسجد المشير اليوم الأحد فى لفتة إنسانية راقية، كل الاحترام والتقدير وهو ما يجب على الجميع أن يفعل ذلك ويحترم فاتن حمامة وعمر الشريف ودكتور محمد عبدالوهاب زوج فاتن الذى أحبها كما أحبها معجبوها وأكثر وأن يكفوا أيديهم عنه ويتركوه يطيب جراحه منتظرا موعد لقاء معشوقته فاتن التى رحلت وتركت مكانا فى قلبه لا يملأه غيرها ولا يؤنسه .. سواها

 

اليوم السابع المصرية في

12.07.2015

 
 
 
 
 

رحيل عمر الشريف..

السينما العالمية تطوي إحدى صفحات سحر الشرق

عمان - ناجح حسن

امتلك الممثل الراحل عمر الشريف، الذي غيبه الموت قبل ايام في القاهرة عن 83 عاما، طلته الآسرة على الشاشة العربية والعالمية، بفعل تلك الادوار اللافتة التي عمل فيها تحت ادارة نخبة من المخرجين الافذاذ: يوسف شاهين، هنري بركات، صلاح ابو سيف وديفيد لين وفريد زينمان وهنري هاثواي وسواهم كثير.

تفاوتت ادوار الشريف بالسينما العربية بين البراءة والتمرد والعنفوان المعمة باحاسيس ومشاعر انسانية، تدنو من اشتباكها بالحياة السياسية في خضم معوقات بيئتها الاجتماعية من صنوف الفقر والقسوة والتسلط، مثلما تجسد في افلام: (صراع فى الوادي)، (أيامنا الحلوة)، (في بيتنا رجل)، (صراع فى الميناء)، (سيدة القصر)، (إشاعة حب)، (غرام الأسياد)، (صراع في الوادي)، (نهر الحب)، و(احنا التلامذة).

لم يتردد النجم الراحل المولود بالاسكندرية العام 1932، في اقتناص الفرصة التي جاءته للعمل تحت ادارة البريطاني ديفيد لين في فيلم (لورنس العرب)1964–جرى تصويره في جنوب الاردن–وهو احد ابرز كلاسيكيات السينما العالمية العالمي، والذي اتبعه بعد عامين بفيلم ملحمي آخر مع المخرج ذاته في فيلم (دكتور زيفاغو)، ثم تكررت ادواره اللافتة بفضاءات السينما العالمية من انكلترا الى هوليوود ثم ايطاليا وفرنسا ليعود الى الاستقرار في القاهرة حيث ادى مجموعة من الادوار امام عدد من المخرجين المصريين الشباب: (ايوب)، (المسافر)، و(حسن ومرقص) والذي شاركه فيه الممثل عادل امام.

في السينما العالمية قدم الشريف الكثير من الادوار المعقدة والتي تتطلب مجهودا وصبرا وجرأة، مثلما كان اقتحامه عوالم تاريخية والويسترن، وخوضه في غمار معارك وحروب طاحنة، الى جوار تلك الافلام التي تنهض على المطاردات والعنف واللحظات الرومانسية والموسيقية على غرار افلام: (جنكيز خان)، (تشي غيفارا)، (جاجرنات)، (ذهب ماكينزي)، و(فتاة مرحة).

هذه الادوار مجتمعة اسعفته لان يكون من ابرز نجوم الفن السابع على نحو متواصل لازيد من نصف قرن من الزمان، بفعل براعته واسلوبيته بتادية ادوار يتنقل فيها بسلاسة، بيد انه لم يكن احيانا مقتنعا باغلبية ما قدمه من ادوار، فهو يؤكد على انه مدين بشهرته الى المخرج يوسف شاهين الذي اسند اليه الدور الرئيسي في فيلم (صراع في الوادي) الى جوار فاتن حمامة وهو احد الاسباب التي ساعدته للوصول للعالمية، مستفيدا من ملامحه التي تتصف بأنها متعددة الثقافات، فهو من النجوم القلائل الذين يمكنهم الجمع بين تاذية شخصية الأمير العربي علي بن الحسين في (لورنس العرب) والدكتور الروسي زيفاغو والثائر اللاتيني تشي غيفارا، وهكذا في سائر ادواره إلى جوار اشهر نجوم الفن السابع باربارا ستراسند ، صوفيا لورين، أنطوني كوين، جريجوري بيك.

عقب عودته من هوليود واستقراره في مصر قبل عقدين من الزمان ظل على تواصل مع السينما العالمية حيث شارك بافلام: (المحارب الثالث عشر) الى جانب الممثل الاسباني أنطونيو بانديراس، مثلما لعب دوره اللافت بالفيلم الفرنسي (السيد إبراهيم وزهور القرآن)، و(هيدالجو).

احتفت بمنجز عمر الشريف الادائي اغلبية مهرجانات الفن السابع، حيث جرى استعادة الكثير من اعماله ومنح في البعض منها جوائز رفيعة مثلما كان ترشيحه لجائزتي الاوسكار والجولدن جلوب في هوليود والسيزار في فرنسا والاسد الذهبي في فينيسيا بايطاليا وكذلك تكريمه في مهرجانات دبي والقاهرة ومراكش ومهرجان الفيلم العربي الفرنسي بعمان العام الفائت.

برحيل عمر الشريف الذي تطوي السينما العربية والعالمية وجها اخر من قاماتها الابداعية ، حيث عرفه العالم قادماً من الوطن العربي بوسامته الشهيرة التي احسن توظيفها بالعديد من الأدوار في لغات عدة واعتبر بمثابة الاكتشاف النادر الآتي من سحر الشرق.

 

الدستور الأردنية في

12.07.2015

 
 
 
 
 

عمر الشريف.. فى حضرة الغياب

كتب ـ صفوت دسوقى:

لم يكن خبر رحيل  العالمى «عمر الشريف» صادمًا بقدر ما كان مؤلمًا ومحزنًا.. فى أيامه الأخيرة اصيب بمرض «الزهايمر» وتآكلت كل الاشياء والمواقف والاسماء بداخله.. أصبح أشبه بطفل تاه فى بحر بلا قاع.. واصبحت ذكرياته أهم ممتلكاته.. وكان من المتوقع ان يدفعه هذا المرض الصعب إلى الاكتئاب.. وان يدفعه الاكتئاب إلى الانكسار والرغبة فى اعتزال الحياة.. وهذا ما حدث بالفعل فقد قرر الامتناع عن تناول الطعام وتناول الدواء.. وعلى أثر ذلك حدث ارتباك فى كل وظائف الجسم وفى لحظة حاسمة استجاب الجسد لنداء القدر.. وتصدرت الشاشات والمواقع والصحف نبأ موت «لورانس العرب» مات بكل تأكيد وسوف يغيب عن العيون لكنه سيظل حيا فى عيون كل محبيه.

عاش عمر الشريف حياة صعبة رغم الشهرة والمال.. فقد نشأ فى منزل خالٍ تمامًا من الدفء ويقول عن هذه المرحلة ان أمه كانت مشغولة بـ« ترابيزة القمار» وبتصفيف  شعرها أكثر من أى شىء آخر.. ويرى ان والده كان رجلاً طيبًا لا يعرف أى شىء فى الحياة إلا العمل.. ويقول أيضًا إن عادة لعب القمار كانت أسوأ ما فيه ولو عاد به قطار العمر للوراء لتوقف عنها واعتزل اللعب.. فى شقة صغيرة فى شمال فرنسا كان يعيش عمر الشريف وعندما بدأت اعراض الزهايمر تقترب قرر العودة إلى مصر لم يكن يفكر فى العمل أو شراء أرض جديدة فى عالم الشهرة.. كان يفكر فقط فى الموت.. قال إنه جاء ليموت فى مصر.. وانه فخور بوطنه الذى يشعر بالراحة بين جدرانه..

كثير من الناس يظن أن عمر الشريف لم يكرر تجربة الزواج بعد تجربته مع سيدة القصر فاتن حمامة اخلاصا لها أو وفاء لحب العمر.. وهذا الظن خاطئ تمامًا لأنه لم يكرر التجربة حبًا فى العيش بحرية دون قيود أسرية تقيد حركته وتعرقل حلم العالمية.. هذا بالاضافة إلى انه لم يكن مغرمًا بالنساء رغم وقوفه أمام جميلات هوليوود. كان يرى نفسه انسانًا عاديًا ولا يستحق ان يحتفى به الناس وفى هذا السياق يقول: لا أعرف لماذا يحتفى بى الجمهور انا مجرد إنسان بيحفظ شوية كلام.. ويسمعهم أمام الكاميرا.. على الناس الاهتمام بالعلماء والاطباء الذين يساهمون فى تخفيف الالم عن المرضى.. لهذا الحد كان متواضعًا ولا يرى النجومية شيئًا مميزًا..

وعندما أطلق نحو العالمية تغيرت وجهة نظر عمر الشريف فى السينما العربية وقال عنها إنها سينما كئيبة وليست غنية.. صناع السينما العربية يتنافسون لرسم الحزن على وجوه الناس بينما الأصل فى الفن هو اسعاد الناس ورسم الابتسامة على الوجوه.. ومن الأشياء التى كانت تصيبه بالضيق فى مصر اهمال الآثار المصرية ولأنه انسان وطنى قام بتسجيل أكثر من ثلاثة اعلانات بهدف الدعوة لحماية الآثار المصرية وتشجيع الجمهور على زيارة الآثار.. كما كان يشعر بالضيق من تلال القمامة التى تملأ الشوارع ويحكى انه بكى عندما وجد انسانًا يبحث عن الطعام بين تلال القمامة وتسأل وقتها قائلا: ما قيمة الوطن إذا عجز عن تلبية احتياجات ابنائه.. كان عمر الشريف شأن كل المصريين متحمسا لثورة 25 يناير أملاً فى حياة أفضل وعندما جاء الإخوان شعر بالخوف مما هو قادم من رحم الغيب وفضل الابتعاد لمدة 3 سنوات.. كان يرى ان الثورة ظاهرة صحية لأن الهدف منها هو تغيير أشياء خاطئة ونفوس فاسدة بأخرى صالحة وقادرة على العطاء.. ولكن قبل الإصابة بالمرض قال إن المجتمعات العربية فى حيرة شديدة وان الديمقراطية التى تبحث عنها الشعوب العربية من المحيط للخليج أشبه بابرة صغيرة فى كوم قش.. من الأشياء التى كان يستمتع بها لورانس العرب الجلوس مع احفاده والحديث معهم عن أيام الصبا.. كان يمشى فوق كوبرى قصر النيل للوصول للزمالك ولا يركب تاكسى الا فى حدود ضيقة جدًا.. وكان يعشق السلطة الخضراء وعصير البرتقال, وعندما تعبت ساقه اليسرى وأجرى فيها عملية جراحية كبيرة نصحه الأطباء بتخفيف وزنه ولذا لجأ لتناول السلطة الخضراء والموز فقط

نصحه أقرب اصدقائه بكتابة مذكراته لكنه رفض وقال ساخرًا لست جيفارا حتى أكتب مذكراتى.. انا انسان عادى يحبه الناس.. وحب الناس مكسب كبير.

كان يرى ان سعاد حسنى وفاتن حمامة تستحقان التقدير على مشوارهما الفنى الحافل بالعطاء، والفنان أحمد زكى هو الأفضل بين الرجال وكانت العالمية تقف على بابه لولا عائق اللغة امامه.. قبل ان يصاب عمر الشريف بمرض الزهايمر تلقى عدد من الضربات المبرحة منها وفاة صديق عمرة أحمد رمزى وإصابته بأزمة قلبية.. وكان يقول إن رمزى كان قريب جدًا منه وان رحيله كسر ضهره.. عاش عمر الشريف حياة صاخبة بالأضواء والشهرة لكنه كان يبحث عن الهدوء والسكون.

 

الوفد المصرية في

12.07.2015

 
 
 
 
 

وداع هادئ ومتواضع لعمر الشريف في القاهرة

تقدم المشيعين ابنه طارق من «سيدة الشاشة العربية» فاتن حمامة

القاهرة: «الشرق الأوسط»

بشكل هادئ ومتواضع، ووسط حضور من عشرات الفنانين والفنانات والمئات من عشاق فنه، شيع جثمان الممثل المصري عمر الشريف أمس الأحد من أحد مساجد شرق القاهرة. تقدم المشيعين ابنه طارق الذي أنجبه من سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وبعض أفراد العائلة. كما حضر وزير الثقافة المصري عبد الواحد النبوي، ونقيب المهن التمثيلية أشرف زكي، والممثلون حسين فهمي وفاروق الفيشاوي وجميل راتب وخالد النبوي ومجدي كامل ومها أحمد، وفنان الأوبرا حسن كامي.

وقال النبوي، في تصريحات للصحافيين بعد تشييع الجثمان: «كلنا في حالة حزن شديد.. اتصل للعزاء فيه وزراء ثقافة من عدة دول ومن فرنسا على وجه التحديد». وأضاف «ترك بصمة داخل مصر وخارجها لا يمكن لأحد أن ينكرها.. وسنبحث مع نقابة الممثلين الوجه الأمثل لتكريمه».

وأحضر جثمان الشريف في نعش ملفوف بعلم مصر وقماش داكن مطرز بآيات قرآنية. ثم صلى المشيعون وأغلبهم من الفنانين المصريين صلاة الجنازة عليه، قبل أن يُحمل الجثمان في سيارة خاصة ليوارى الثرى في مقابر السيدة نفيسة في جنوب القاهرة.

وفاق عدد الصحافيين والمصورين عدد المشيعين بشكل كبير، بحسب ما لاحظ صحافي وكالة الصحافة الفرنسية الذي كان موجودا في المسجد الفخم والكبير الذي أصبح أخيرا مقصدا لتشييع جنازات كبار رجال الدولة والمشاهير المصريين. وبدا على أفراد أسرة عمر الشريف، وعلى رأسهم ابنه طارق، التأثر أثناء الجنازة التي خيم الصمت والهدوء على مجرياتها.

وقال الفنان المصري حسين فهمي، لوكالة الصحافة الفرنسية، قبل صلاة الجنازة إن «عمر الشريف مثل مصر أمام العالم بأحسن صورة ممكنة».

وقال الممثل ومقدم البرامج بالتلفزيون المصري سمير صبري: «هو رمز للزمن الجميل في السينما المصرية والعالمية أيضا.. صنع دعاية جيدة جدا لمصر بعد خروجه للعالمية ومشاركته في أفلام لورنس العرب ودكتور زيفاغو». وأضاف: «قال لي في آخر لقاء تلفزيوني معه مطلع هذا العام إنه عاد إلى مصر ليموت فيها».

وصرح وزير الآثار المصري الأسبق عالم المصريات المعروف زاهي حواس بتأثر: «فقدت صديقا مقربا لي. لقد كان أخا. العالم خسر ممثلا عظيما».

وعبرت الفنانة اللبنانية مادلين طبر عن حزنها لفقدان شخص بقيمة «أحد أهرامات مصر». وقالت طبر التي اتشحت السواد: «إنها خسارة كبيرة. كنت محظوظة أنني عملت معه وعرفته كصديق».

وجاءت وفاة الشريف بعد نحو ستة أشهر من وفاة الفنانة المصرية فاتن حمامة، السيدة الوحيدة التي تزوجها الشريف والتي طالما وصفها بأنها «حب عمره».

وعبر الرجل السبعيني محمد البسيوني عن تأثره لفقدان شخص «بقيمة عمر الشريف». وقال البسيوني: «هذا الثنائي (عمر الشريف وفاتن حمامة) ذو قيمة عالية جدا. إنهما شخصيتان تاريخيتان والكل يحبهما».

ورغم الوداع الهادئ، تصدر خبر وفاة عمر الشريف وسائل الإعلام المصرية، وحظي بمتابعة كثيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشرت صور عمر الشريف في مختلف حقبات عمره على الصفحات الشخصية لعدد كبير من مستخدميها المصريين.

وتوفي الشريف الجمعة الماضية في مستشفى في حي حلوان بالقاهرة، حيث نقل منذ شهر جراء إصابته بمرض الزهايمر. وكان المرض اضطره إلى الابتعاد عن الشاشات في عام 2012 بعد آخر ظهور له في الفيلم المغربي «صخرة القصبة».

ولد عمر الشريف في العاشر من أبريل (نيسان) عام 1932 في الإسكندرية مسيحيا، واسمه الحقيقي ميشال شلهوب، من أب لبناني وأم لبنانية - سورية. لكنه اعتنق الإسلام عام 1955 ليتزوج من الممثلة المصرية سيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة التي أنجب منها ابنه الوحيد طارق. ولم يتزوج الشريف مجددا بعد انفصاله نهائيا في عام 1974 عن فاتن حمامة التي ظل يقول عنها إنها «حب حياته»، والتي توفيت في يناير (كانون الثاني) الماضي. وحصل عمر الشريف في عام 2003 على جائزة الأسد الذهبي عن مجمل أعماله في مهرجان البندقية السينمائي. وأثناء حياته، أقام عمر الشريف، الذي كان يتقن لغات عدة، في أماكن مختلفة منها فرنسا والولايات المتحدة وإيطاليا. وكان مدير أعمال الفنان المصري أعلن في مايو (أيار) الماضي إصابته بمرض ألزهايمر منذ فترة.

بدأ الفنان الراحل مشواره في السينما مع المخرج المصري يوسف شاهين في فيلم «صراع في الوادي» عام 1954. وقبل انطلاقه إلى السينما العالمية، شارك الشريف في عشرين فيلما مصريا في الفترة من 1954 حتى 1962. وكان دور «الشريف علي» في الفيلم البريطاني «لورنس العرب» نقطة تحول في حياته إذ أصبح بعده ممثلا عالميا.

وحاز أداؤه في «لورنس العرب» ثناء النقاد، ورشح للفوز بجائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثل في دور مساعد، ليكون بذلك أول ممثل عربي يُرشح للأوسكار. وفاز عن الدور نفسه بجائزة الكرة الذهبية (غولدن غلوب). لكنه وصل إلى القمة في السينما العالمية بأداء الدور الرئيسي في فيلم «دكتور زيفاغو» في عام 1965. وفاز عن دوره في الفيلم بجائزة الكرة الذهبية للمرة الثانية لكن هذه المرة كأفضل ممثل في دور رئيسي.

وبعد تنقله لسنوات طويلة خارج مصر عاد واستقر فيها مطلع تسعينات القرن الماضي. ومن أشهر أفلامه في السينما المصرية «صراع في الوادي» و«صراع في الميناء» و«إشاعة حب» و«في بيتنا رجل» و«نهر الحب» و«سيدة القصر».

 

الشرق الأوسط في

12.07.2015

 
 
 
 
 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

 

####

 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

 

####

 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

 

####

 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

 

المصرية في

12.07.2015

 
 
 
 
 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

 

المصرية في

12.07.2015

 
 
 
 
 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

 

المصرية في

12.07.2015

 
 
 
 
 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

 

المصرية في

12.07.2015

 
 
 
 
 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

 

المصرية في

12.07.2015

 
 
 
 
 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

 

المصرية في

12.07.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004