ملفات خاصة

 
 
 

الفن العربي يفقد أهم أركانه..

في حياتنا رجل اسمه عمر الشريف «1932-2015»: ثلاثية الفارس والخواجة والمتمرد

أحمد الواصل

عن رحيل الأسطورة

عمر الشريف

   
 
 
 
 
 
 

تترسخ تقاليد مهنة التمثيل في الحضارة العربية منذ قرون تكامل العناصر الثقافية المكونة والمنتجة لها، فقد ارتبط مصطلح التمثيل الذي نعرفه في القرن العشرين بمصطلحين سابقين له في الثقافة العربية هما: المخايلة والإخراج لكل منهما يحمل معنى الأداء الحركي الذي استقر في القرن العشرين في مصطلح التمثيل بالإضافة إلى مصطلحات مزدوجة أدعى إليها التنوع في الأداء، مثل: المحبظين والظرفاء واللطاف وسواها. غير أن المهم هو بأن العروض ذات الأداء الحي -التمثيل البشري أو مسرح الدمى أو خيال الظل- موجودة في الثقافة العربية وقد طورتها عبر عواصمها المتوالية في الصعود والسقوط، مثل الحضر وصرواح والجرعاء وبترا حتى دمشق وبغداد والقاهرة وغرناطة منذ الألف الأول قبل الميلاد حتى الآن.

نشأت تلك التقاليد وتطورت عن الطقوس الدينية ما بين النص والحدث باعتبارهما المصدرين الأساسي لكل عمل ثقافي، فانتقلت إلى أن تكون تقاليد ثقافية عدة، أي منذ خربشات الصيد والرقص من العصر الثمودي وطقوس التعاويذ من العصر النبطي ثم في القرن السابع والثامن الميلادي في مشهديات النقائض عبر الفخر والهجاء بين الشعراء "جرير والفرزدق والأخطل" تكرّس الموضوع التاريخي والأسطوري، فقد أخذ الأخيران لقبيهما من أدوارهما التمثيلية كذلك ألبستهم ومجاميعهما. وتطورت الرقصات المصاحبة لتلك المشهديات التمثيلية مثل رقصة الكرج كما ذكرها المسعودي في القرن العاشر ثم أعاد ذكرها الفيلسوف موسى بن ميمون في القرن الثالث عشر، فإنه توالت النصوص تخلقها الأحداث فنشأت المقامات بوصفها مادة هزلية للتمثيل عند الهمذاني في القرن الحادي عشر والحريري في القرن الثاني عشر، وتوصلت الثقافة إلى وضع البابات التي تؤدى في طيف الخيال عند ابن دانيال في القرن الرابع عشر الميلادي.

وقد تنامى مسرح العرائس أو الدمى الذي تجلى منه الأراجوز حيث انتشر في القرن السابع عشر وانتقل من البلاد العربية إلى تركيا والصين والهند. وفي مدونات "عجائب الآثار" رصد المؤرخ الجبرتي في القرن التاسع عشر كذلك الرحالة الإنجليزي وليم لين بعض العروض ذات الأداء الحي الموسمية في مصر التي عرفت عن فرقة تدعى ابن رابية أسسها ومثل فيها أحمد فهيم الفار.

إن هذا التاريخ الطويل هو الذي جعل تنوع النصوص الأدبية المخصصة للأداء الحركي في صور مختلفة ما أدعى إلى تطور التمثيل العربي مع تجدد الوسائل كالمسرح والإذاعة والتلفزيون في القرن العشرين كما أنه رسخ التنوع في فنون الأداء الجادة والهزلية بموضوعات اجتماعية وتاريخية وأسطورية ودينية.

إن تاريخ الممثلين بوصفهم الكوادر الأساسية في تاريخ العروض ذات الأداء الحي، فقد نشط المسرح العربي في القرن التاسع عشر، وهو انتقال ارتبط بالتطور الصناعي مثلما ارتبط التمثيل في التلفزيون أي العروض المرئية، وهو انتقال ارتبط بالتطور التقني في نهايات القرن العشرين وبدايات الواحد والعشرين. احتكم تاريخ التمثيل، كذلك الغناء، بوصفهما الفنين الأكثر جماعية في الوضع والأداء، أي أنهم يرتبطان بالنص سواء شعراً أو سرداً، غير أن آلة الغناء هي الصوت، فإن آلة التمثيل الجسد.

إن تاريخ السينما العربية لم تكن له قائمة ما لم يعرف أن ترسخ تاريخ المسرح العربي الذي سبقها بما يقارب القرن الواحد منذ القرن التاسع عشر، هو الدافع لها في النماء والتطور كما أن الأعمال التلفزيونية، المسلسلات تحديداً، لم تكن لها تلك القائمة دون تكرس فن السينما غير أن الأخيرة ترتبط بالخيال المادة المعجمية الأولى للتمثيل بينما المسرح في خشبة والمسلسل في استوديو يرتبطان في المادة الثانية هي الإخراج أي الإدارة التمثيلية. وقد تهربت مادة المحبظ والمشخصاتي إلى المجال الساخر التي راحت إلى فنون وارثة في التلفزيون مثل برامج المنولوجستات حتى الكاميرا الخفية.

إن الإرث التاريخي لفن التمثيل، وهو يتعلق بالأدب أيضاً، بالإضافة إلى ارتباطه بالتطور الصناعي والتقني قد منح الممثل تعدداً في الوسائل والإمكانيات التي تمظهر وجوده الثقافي. والمسرح العربي الذي ظهر فيه عظام فن التراجيديا مثل جورج أبيض ويوسف وهبي يقابلهما علي الكسار ونجيب الرحياني، دون نسيان المسرح الغنائي والسينما الغنائي لاحقاً، فإن في السينما ظهر ما يماثل تلك الطاقات الملهمة. فقد ظهر عمر الشريف في لحظة شديدة الحساسية على المستوى الثقافي والاقتصادي والسياسي.

لم يكن يحمل الشريف العبء المسرحي لا في التاريخ أو الأداء مثلما نراه ماثلاً في شخصيات يوسف وهبي وزكي رستم، ولم يكن يمثل الأداء الأكاديمي عند حسين رياض وسراج منير، فقد فضل عن آخرين بأنه يعبر عن ثلاثية واضحة الأولى ترتبط بشخصية الإنسانية لكونه فارساً يحمل صفات الوسامة والنبل والشجاعة، والثانية شخصية الخواجة أي الدالة على التعددية الثقافية في الأعراق والأديان والطوائف التي استوعبتها قاهرة العشرينات والثلاثينات والأربعينات، والثالثة هي صورة السلوك المتمرد فقد انقلب الشريف على محاولات نمذجته عبر التثقيف والخبرة والجهوزية.

إن مسيرة العقود الخمسة للشريف لتكشف، والمقالة معنية بتجربته التمثيلية في مصر، عن تطور مذهل لهذا الممثل الذي صنع نفسه بعصامية مفرطة على أن الإعلام استهلكه عبر ممثلين ظل هاجس الطمع إلى نيل مكانته بالتمثيل في هوليوود هدفاً غير أن كثيراً من هؤلاء الممثلين العرب من مصر وسورية وتونس لم يحققوا شيئاً يذكر إذ إن السبب الموهبة وثقافتها وحظوظها.

ففي كل عقد تمكن مجموعة كبيرة من المؤلفين والمخرجين والمصورين، بالإضافة إلى زملائه وزميلاته من فن التمثيل، إلى الإسهام في صناعة مخرجات هذه الموهبة التي ظلت بين التكريس ورفض التصنيم عبر عوامل الفروسية والخواجة والتمرد لبناء شخصيته في عناصرها الأساسية من لغتها وحركتها وتعبيرها التمثيلي. إن اختيار نماذج، مقصودة في الهدف والتحليل، لتكشف عن الهموم الاجتماعية والسياسية والتاريخية عند الشريف في تجسيدها.

ففي عقد الخمسينات الذي انطلق بأول أفلامه تحت إدارة يوسف شاهين، وهو "صراع في الوادي" -1954- يتضح الوعي القومي في حقوق الطبقات العمالية والنضالية الذي تكرس عبر فيلمي "صراع في المينا" -1956- و"أرض السلام" -1957- الذي يعد من سلسلة أفلام القضية الفلسطينية في السينما المصرية كما أن رسم صورة عن الطبقة الوسطى في همومها الاجتماعية والاقتصادية واضح في نموذجي "لا أنام" -1957- الذي كان مبارزة تمثيلية بين يحيى شاهين وهند رستم وفاتن حمامة و"سيدة القصر" -1958-.

وفي عقد الستينات تستمر الموضوعات الاجتماعية في أفلام عدة غير أن اللافت هو اكتشاف الحس الساخر عبر فيلم "إشاعة حب" -1960- مع قامة تمثيلية كبرى هي يوسف وهبي غير أن الموضوع السياسي يعود ثانية ليضع شخصية المناضل ضد الاستعمار الإنجليزي في فيلم "في بيتنا رجل" -1961- المأخوذ من رواية لإحسان عبدالقدوس، وقد تمايز أداء الممثل الشريف في هذه الأفلام التي كرست شخصيته التمثيلية المتخذة من شخصيته ذات الطابع الفروسي والمتمرد علامة لارتفاع مستوى الأداء تحت إدارة مخرجين متميزين مثل هنري بركات.

على أن الشريف واتته فرصة العمل على موضوع سياسي آخر في أول أفلامه الهوليوودية "لورنس العرب" -1962- يتصل بالثورة العربية الكبرى 1916 ضد الإمبراطورية العثمانية بالتعاون مع ضابط انجليزي هو بطل العمل لورنس قابلته شخصية الشريف علي التي أداها عمر الشريف باقتدار، ويمكن اعتبار فيلم "المماليك" -1965- نقلة في شخصية الفارس الذي يعد ملهماً شعبياً حين يستمد موضوع المقاومة من التنويع في الموضوع السياسي لكن في صياغة تاريخية من أحد العصور السابقة من التاريخ المصري أي عصر المماليك بين القرن الثالث عشر والسادس عشر، وكان سجالاً تمثيلياً بين أداء حسين رياض وعماد حمدي وأمينة رزق ونبيلة عبيد الناشئة آنذاك.

حقق الشريف مجموعة من الأفلام باللغة الإنجليزية والفرنسية بين النصف الثاني من عقد الستينات حتى بدايات الثمانينات التي أعادته إلى تحقيق أفلام مصرية جعلت التعامل مع الشريف بين مطرقة الإعلام وسندان الإنتاج بينما اكتسب الشريف خبرة الممثل في طابع الإنساني، خارج عقد التخويج من الخواجة، بغض النظر عن كونه ممثلاً مصرياً أو أميركياً أو سواه، وقد برز في صورة ممثلين قلائل في العالم مثل الشريف نفسه وأنطوني كوين وبيتر أوتول وفي العالم العربي هناك محمود مرسي وجميل راتب.

في فيلم "أيوب" -1983- عن قصة لنجيب محفوظ ظهرت شخصية الممثل الصقيلة إذ تراكمت التجربة في التثقيف ونفاسة الموهبة مقابل الخبرة الأدائية في الحركة والتعبير مع أن الفيلم كشف عن لعبة مضمرة حين يحقق المخرج هاني لاشين التناغم بين ممثل مسرحي ساخر مثل فؤاد المهندس وممثل سينما بامتياز هو الشريف، ففي التناقض ما جعل موضوع أسرار الأثرياء ونكباتهم مجالاً لإنجاز قصة إنسانية بين الخيبة والفجيعة.

يحقق نفس المخرج فيلماً آخر يعتمد على عامل من التراث الثقافي هو الأراجوز وترميز لفساد الأجيال بعنوان "الأراجوز" 1989 يؤكد لاشين بأن الممثل قابل لأداء ما هو مضاد لما اختبره من أدوار أي أن التجربة هي محك الارتقاء والصقل الدائمين الذي لم يستوعبه ممثلون وممثلات يعدون من الكبار والكبيرات أضاعوا فرصاً لجهلهم وسوء تقديرهم. إن ما تميز به هذا الفيلم هو أن الشريف أسهم في كشف طاقة تمثيلية عند مشاركته البطولة مرفت أمين التي كانت فرصة لم تتكرر لها بعد.

تمكن المخرج صلاح أبوسيف من جعل الموضوع الاجتماعي/السياسي ذي صيغة ملحمية حين أدار مجموعة مبهرة من الممثلين في فيلم "المواطن مصري" -1991- عن قصة يوسف القعيد "الحرب في بر مصر" -1978- مستوحاة من حرب 1973، فقد تلاقت مواهب صفية العمري وعزت العلايلي وحسن حسني وعبدالله محمود وإنعام سالوسة وأشرف عبدالباقي وخالد النبوي في تناغم مبهر يماثل تناغم فيلم "باب الحديد" -1958- وطاقم الممثلين الذي كان من بينهم شاهين نفسه مع تألق كل من فريد شوقي وهند رستم وآخرين.

إن شخصية العمدة التي أداها الشريف تقابل شخصية الفتوة التي عرفت عن فريد شوقي ومحمود المليجي في أفلام الستينات والسبعينات ثم شخصية مثري النعمة من غسيل الأموال لاحقاً في الثمانينات والتسعينات غير أن ممثلاً في قامة عبدالله غيث بأدائه المسرحي استلهم شخصية العمدة في صورة عمر الشريف حين أدى فيلم "ديك البرابر" -1992-.

يعيد طارق التلمساني صياغة شخصية أخرى في ذات الحدث أي حرب 1973 حين يجعل من شخصية العمدة رجل الأعمال العصامي في فيلم "ضحك وجد ولعب وحب" -1993- إن التوازن ما بين الشريف وصفية العمري وخالد النبوي صار ما بين الشريف ويسرى وعمرو دياب غير أنه غاب عن الفيلم الطابع الملحمي لكونه حين يتجنب البعد الأسطوري بوصفه الأرضية المضمرة ينكشف الحس الواقعي في وضع طبقي معقم لموضوع تدار من دفة جبروت العمدة لحماية ابنه من التجنيد إلى وسائل رجل الأعمال لحماية ابنه من الفساد.

وفي ما بعد الألفية الثالثة حقق الشريف لأول مرة مسلسل "حنان وحنين" -2007- الذي يعرض لشخصية مغترب يعود إلى بلده. صار الشريف في هذا المسلسل قريباً من الشاشة يحمل جودة الخبرة وهموم السنين. وقد عاد ليحقق فيلم "حسن ومرقص" -2008- الذي سبق وأن قدم في صياغة سينمائية بعنوان "حسن ومرقص وكوهين" -1954- ثم في صياغة مسرحية "حسن ومرقص وكوهين" -1960- غير أن التفاوت في القصص لا يلغي محاولة عرض التنوع الإثني والديني في القاهرة بين اليهود والمسلمين والمسيحيين. وقد تنامت الطائفية ما جعل إحدى الروايات الفرنسية تصدر بعنوان "السيد إبراهيم وزهور القرآن" لإيريك شميت فتتحول إلى فيلم "السيد إبراهيم" -2003- لترصد علاقة بين بائع مسلم عجوز وصبي يهودي يتيم مستوحاة من أحداث في ستينات القرن العشرين لتقدم صورة عن تناغم ممكن حين يرث الصبي محل البائع بعد وفاته بعد علاقة التبني بين العجوز والصبي.

لكن يأتي موضوع الطائفية بصورة مختلفة في الثقافة العربية بعيداً عن الرومانسية الفرنسية نحو الواقع العربي في فيلم آخر. فقد تبارت المواهب المتضادة في هذا الفيلم عبر صيغته المحدثة "حسن ومرقص" -2008- لقصة يوسف معاطي وإدارة المخرج رامي إمام لمناقشة القضية الطائفية في التطرف في الإسلام والمسيحية على مبدأ أن الأضداد تظهر بعضها، فقد كان بين موهبة الشريف وعادل إمام صراع التضاد الذي مكن كل واحد منهما أن يتجلى في منطقته المختلفة عن الآخر على أن الفيلم يجمعهما معاً لكن لكل طريقة ومنهج.

يختتم الشريف مسيرته التمثيلية المصرية في فيلم "المسافر" -2011- الذي يعد مغامرة فنية لصناع الفيلم إلا أن المشكلة تكمن في أن الفيلم تناول أجيالاً عاصرت أحداثاً سياسية عاصرها الشريف بينما لم يعاصرها الممثلون والمؤلف الذي هو المخرج نفسه. السؤال الذي يتبدى للمشاهد عن الرابط بين أحداث هي نتيجة حروب عدة مثل الحرب العربية الإسرائيلية -1948- ثم الحرب العربية الإسرائيلية -1973- ثم تفجيرات 11 سبتمبر 2001. هل تكفي شخصية ساعي البريد في مراحل عمرية مختلفة كان من نصيب الشريف مرحلة الشيخوخة؟.

واجه هذا الفيلم إشكاليات بيروقراطية في الإنتاح وظروف في توقيت العرض والمشاركة غير أن هناك دلالة تنكشف أن الشريف شاهد تاريخي على صناعة السينما التي حين تخلت عن تراثها الثقافي الذي بدأ من الجذور الاجتماعية للطوائف والأعراق ثم نزع عنها، ومن ثم عدم اعترافها بالتطور التقني في عالم الفرجة عبر الوسائل الإلكترونية، وثالث أمر هو أن هناك تقنيات جديدة تخص سينما المؤلف التي بدأ إرثها مع يوسف وهبي ثم يوسف شاهين في مرحلة وفي أخرى مع رأفت الميهي وداوود عبدالسيد غير أنها تتطلب الانقلاب على هذا الإرث لا استعارة إرث خارج الجذور الثقافية.

لطالما يلمع الصوت من الحنجرة فتتوارى الكلمة والنغم كذلك حدث تجلت الحركة من جسد الممثل أي الشريف فتوارى السيناريو والإخراج.. هذا العمر الشريف وليد الإسكندرية عام 1932 من أب جاء من قرية زحلة في لبنان، والدارس في كلية فيكتوريا ثم جامعة القاهرة متخصصاً في العلوم التطبيقية ثم في الأكاديمية الملكية للدراما بلندن. تزوج من فاتن حمامة عام 1955 منجبين ولداً اسمه طارق، ثم انفصلا عام 1974، ولم يتزوج بعدها.

حقق أفلاماً عده في خمسينات القرن العشرين ثم جاءت فرصة للعمل في هوليوود منذ الستينات والسبعينات، فعاد إلى السينما المصرية في الثمانينات غير أن عروض الأفلام الأوروبية والأمريكية ظلت مستمرة حتى آخر فيلم ظهر فيه "روك القصبة" -2013- للمخرجة المغربية ليلى مراكشي. ففي هذا الفيلم شهد مولانا حسن أي الأب صراع عائلته حول حياته ومماته يعدون الجنازة لكن الحياة تأخذهم إلى تهلكتها ويبقى الأب ذلك العاري أمام العائلة. فهو عار من الحياة إلا من ظلال الصوت والروح التي تترك كثافة هائلة من شخصية جمعت الفروسية والخواجة والمتمرد.. فعلاً، مضى؟. لا لم يمض ذلك الفارس عنا سوى ليزور الحبيبة فاتن حمامة. وسيبقى في حياتنا ذلك الرجل الذي اسمه عمر الشريف.

 

الرياض السعودية في

12.07.2015

 
 
 
 
 

رحيـل الممثل الذي حيّرت وسامته هوليوود

ترجمة : عبدالخالق علي

عرفت الشاشة العالمية الممثل عمر الشريف في واحد من أكثـر المشاهد الدرامية في تاريخ السينما. انه مشهد من فيلم لورنس العرب ( 1962 ) عندما يتصل لورنس (بيتر أوتول ) لأول مرة بزعيم القبيلة العربي الشريف علي (عمر الشريف ) الذي سيصبح حليفه البارز و الأخير في قتال الصحراء. من خلال هذا الفيلم صعد عمر الشريف فورا الى النجومية و الى شباك التذاكر الرئيسي، و تابع نجوميته في سلسلة من الأفلام ذات الميزانية الكبيرة خلال سنوات الستينات كان أبرزها ( دكتور زيفاكو 1965 ) و ( الفتاة المضحكة 1968 ) . لكن هذا الوضع لم يدم طويلا، فكما هو حال بطل الرواية في العصر الفكتوري، تفوّق نجاحه عليه الى حد انه، من أجل تسديد ديونه المتراكمة نتيجة انغماسه بالمقامرة و حياة اللهو، أخذ يقبل بأي عمل يجده أمامه، فدخل في دوامة من الأفلام ذات القيمة الهابطة.

ولد ميشيل شلهوب – اسمه الحقيقي – في مدينة الإسكندرية / مصر لعائلة مسيحية ميسورة لبنانية سورية، أمه ( كلير ) و أبوه ( جوزيف شلهوب ) ، و تلقى تعليمه في مدرسة أهلية و من ثم في جامعة القاهرة. عمل لفترة قصيرة -على مضض- في شركة الخشب التي يملكها والده، لكنه فشل بسبب هوايته للتمثيل ، و شعر بالسعادة عندما عرض عليه أحد أصدقائه – المخرج يوسف شاهين – دورا في فيلم ( صراع في الوادي 1954 ). كانت بطلة ذلك الفيلم الممثلة الراحلة فاتن حمامة التي أعجبت به و أصبحت زوجته في نفس ذلك العام بعد ان اعتنق الإسلام. دام زواجهما عشرين عاما و أنجبا ابنهما طارق الذي ظهر في فيلم دكتور زيفاكو بدور زيفاكو الطفل. أصبح عمر الشريف شخصية رئيسية راسخة في السينما المصرية، كما مثّل في الفيلم المدعوم فرنسياً ( جحا 1958 ) الذي زاد من شهرته. لكن اختياره من قبل المنتج سام سبيغل و المخرج ديفيد لين لدور الشريف علي في فيلم ( لورنس العرب ) كان نقطة التحوّل في مستقبله الفني. كما كتب في ما بعد يقول " ربما لو لم أمثل في فيلم لورنس العرب لاستمررت بالعيش في القاهرة و لكان عندي خمسة أبناء و الكثير من الأحفاد". انه يلقي اللوم في فشل زواجه من فاتن حمامة على غيابه المستمر في أوروبا و الولايات المتحدة. 

كان دور الشريف علي محوريا في المخطط الدرامي لفيلم لورنس العرب. كان لبشرته السمراء و هالته الرومانسية تأثير كبير أمام بشرة أوتول الشقراء و عينيه الزرقاوين. أصبح الاثنان صديقين مقرّبين خلال صناعة الفيلم. أكسبه أداؤه الكرة الذهبية كأفضل ممثل ثانوي واعد إضافة الى ترشيحه لجائزة الأكاديمية، رغم انه يشير بأسى الى انه وقّع عقدا مع الأستوديو الذي منحه 8 آلاف باون فقط عن دوره وعن العديد من الأدوار اللاحقة. لكونه كان يتقن الإنكليزية و الفرنسية بطلاقة، فقد عمل بتواصل على مدى السنتين التاليتين و لو بصفة أجنبي ينفع لكل الأدوار. و هكذا فقد لعب دور قسيس إسباني في فيلم ( انظر للحصان الشاحب 1964 )، كما لعب دور البطولة في الفيلم التاريخي الهزلي ( جنكيز خان 1965 )، و دور عضو حزب يوغسلافي في فيلم ( سيارة الرولز رايس الصفراء 1964 ) ، و حتى دور ضابط نازي بشعر يشوبه الشقار في فيلم ( ليلة الجنرالات 1967). لكن الفيلم الذي لعب فيه دور بطل روسي نحيف ( دكتور زيفاكو) هو الفيلم الذي حقّق فيه أفضل دور بحضوره الجذاب الذي لا ينساه المشاهدون، رغم ان بعض النقاد شعروا بأن أداءه كان فيه شيء من الضحالة . لا شك في مكانته عند شباك التذاكر، رغم ان فيلم ( فتاة مضحكة ) الغنائي تم تسويقه لمشاركة بربارا سترايساند دور البطولة مع عمر الشريف. يقال ان علاقته مع سترايساند تجاوزت الشاشة و هو أمر لم تتقبله مصر بسبب تعاطفها مع إسرائيل. في ما بعد اعترف عمر بأنه تصوّر نفسه يحب سترايساند، و يتذكّر أيضاً انبهاره بالممثلة آفا غاردنر التي شاركته فيلم ( مايرلنك 1968 ) و لعبت دور أمه، لم يكن الفيلم مميزاً لكنه أفضل من الأفلام الأخرى التي ظهر فيها عمر الشريف مثل ( تشي 1969 ) تلك القصة الهوليودية المسوّفة المملة عن حياة تشي جيفارا، حيث واجه فيه عمر الممثل جاك بالانس بدور فيدل كاسترو و هو يتمتم بعبارته " تشي، أنا لا أفهمك أحيانا ". كما تم تصنيف أفلام ( الوادي الأخير 1971 ) و ( الفرسان 1971 ) بأنها سيئة. 

يبدو مهماً جدا ان يقف عمر الشريف في الفيلم الفرنسي ( اللصوص 1971 ) أمام بطل شباك التذاكر آنذاك جين بول بلموندو، لكن بدور شرير ماكر ينتهي به الأمر مخنوقا على يد بلموندو في صومعة مهجورة تحت أطنان من الحبوب، و هو إيحاء بالمصير الذي كان ينتظره مهنياً. الأهم من تقليل أهميته و عروضه، فقد ظهر بدور قبطان طاغية لسفينة منكوبة . تقول الناقدة الأميركية بولين كايل عن أدائه في هذا الفيلم " لم يسمح له ان يبتسم ابتسامته الشهيرة أو حتى ان يبدو عاشقاً، وإنما بقي متجهماً ". في تلك الفترة اقترن اسم عمر الشريف بلعبة البريدج أكثر من التمثيل، حيث صار يصنف من بين أبرز اللاعبين في العالم . و علاوةً على تنافسه في عدة مباريات عالمية في اللعبة، فقد كان يكتب عموداً لصحيفة شيكاغو تريبيون عن اللعبة لعدة سنوات و ألّف عدة كتب عنها، كما كان اسمه مرخصاُ في لعبة البردج على الحاسوب. بالإضافة الى ذلك كان مقامراً عريقاً في المغامرة، يلعب بانتظام في كازينوهات باريس و في مضمار سباق الخيل في دوفيل. كان يكثر من شرب الخمر و التدخين حتى أنه خضع لعملية جراحية في القلب عام 1993 كانت كلفتها عالية جدا . مهنياً، أخذ ينجرف من دور بسيط الى آخر في سلسلة من الأفلام التلفزيونية و المسلسلات الصغيرة من النوع الذي يعرض على القنوات المغمورة، حتى انه قال لإحدى الصحف عام 2003 " على مدى 25 عاما كنت أقدّم أفلاما تافهة ". علاوةً على ذلك، كانت هناك لحظات غير مهذبة في حياته الخاصة؛ ففي عام 2003 اعتدى بالضرب على شرطي في أحد كازينوهات باريس الصاخبة فتم تغريمه و حكم بالحبس مع وقف التنفيذ، حينها قال للصحافة ان الاعتداء على شرطي " هو حلم كل فرنسي". بعد عامين ضرب حارس موقف السيارات في مطعم بيفرلي هيلز، فوضع تحت المراقبة و أجبر على دفع التعويض. لكنه على الأقل عاد الى عالم التمثيل الجاد من خلال دور البطولة في الفيلم الفرنسي ( مسيو إبراهيم 2003 ) الذي جسّد فيه دور صاحب متجر تركي مسن، ضمن له جائزة سيزار كأفضل ممثل و هي تعادل جائزة الأوسكار. 

في عام 2006 صرّح بأنه ترك المقامرة و لعبة البريدج من أجل حياته العائلية و وصف نفسه بشبه المتقاعد من الشاشة . في العام السابق تسلم وسام اليونسكو لمساهماته في عالم السينما و التنوع الحضاري. تبدو أفلام لورنس العرب و دكتور زيفاكو من الماضي، لكن رغم ذلك أو ربما بسبب التقلبات المتداخلة في حياته، فقد بقيت شهرة عمر الشريف وهّاجة. 

كاد عمر الشريف ان يقدّم نسخة رائعة من جيمس بوند لو كان صنّاع السينما يمتلكون الذوق و الخيال لتقدير موهبته. لقد حقّق هذا الممثل المصري شهرةً كسراب نشأ من حرارة الصحراء في لورنس العرب، و كان ممثلا عالميا وسيما و رجلا بمعنى الكلمة.

رحل عمر الشريف عن عمر 83 عاماً، تاركاً وراءه ابناً و حفيدين . 

 عن : الغارديان البريطانية¨

 

####

 

صوفيا لورين تنعى عمر الشريف:

"ارقد في سلام"

نشرت النجمة العالمية صوفيا لورين، صورة تجمعها بالنجم العالمي الراحل عمر الشريف، على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، وكتبت: "ارقد في سلام". ويشار إلى أن النجمة صوفيا لورين شاركت عمر الشريف بطولة فيلم More Than A Miracle، إنتاج عام 1967، إخراج فرانشيسكو روسي. وكانت هناك أواصر صداقة جمعت بين النجمين وحكت صوفيا ذات مرة عن موقف طريف جمعها بالنجم الراحل قائلة: "أثناء تصوير فيلم More Than A Miracle في روما كنا نعاني من قلة جودة الطعام المحضّر لنا، ما دفعنا للاكتفاء بالسندويتشات، وفي يوم ما نظر إلي عمر الشريف بعينيه السوداوتين وقال: كيف تأكلين هذا الهراء؟.. وتمنى في هذه اللحظة أن يتناول مسقعة باذنجان من إعداد والدته".

 

####

 

فنسنت دونوفريو عن عمر الشريف:

تربيت على أعمالك

نعى الممثل والمنتج الأمريكي فنسنت دونوفريو النجم العالمي الراحل عمر الشريف عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر حيث قام بنشر بوسترات لعدد من أعمال عمر الشريف وعلق عليها "سوف أفتقدك، لقد شهدت أعمال هذا الممثل الرائع منذ أن كنت طفلا". يذكر أن الفنان الراحل عمر الشريف توفي في مصحة مخصصة لرعاية كبار السن بمنطقة حلوان بالقاهرة بعدما امتنع عن الطعام والشراب خلال الأيام العشرة الماضية، ومر بحالة زهد في الحياة، مما دفع الأطباء المعالجين إلى تغذيته عبر المحاليل الطبية.

 

####

 

أنطونيو بانديرس ناعياً عمر الشريف:

سوف أفتقده دائماً

نعى الفنان العالمي أنطونيو بانديرس، الفنان المصري العالمي عمر الشريف، الذي وافته المنية عصر الجمعة في إحدى دور رعاية كبار السن في حلوان عن عمر ناهز 83 عاما. وعلق بانديراس عبر صفحته الرسمية على موقع التدوينات القصيرة "تويت"، قائلا: "صديقي العظيم عمر الشريف رحل عن دنيانا، سوف أفتقده دائما، كان واحدا من أفضل الشخصيات.

 

####

 

«باربرا سترايسند» عن «عمر الشريف»:

كان وسيماً وراقياً وفخوراً بمصريته

قالت الممثلة الأمريكية الكبيرة باربرا سترايسند، في رثاء الفنان المصري العالمي عمر الشريف، الذي رحل أمس عن عمر ناهز 83 عاما، إنه كان أول رجل يقف أمامها في دور البطولة المطلقة. وأضافت الفنانة العالمية، على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن عمر الشريف «كان ساحرا وراقيا وفخورا بمصريته. ولذلك فإن البعض اعتقد أن فكرة اختياره لبطولة فيلم Funny Girl "مثيرة للجدل"». وأكملت سترايسند قائلة: «أنا محظوظة لأن الفرصة أتيحت لي للعمل مع عمر، وأنا حزينة بشكل عميق لسماع نبأ وفاته». كان عمر الشريف قد شارك النجمة باربرا سترايسند بطولة الفيلم الغنائي Funny Girl عام 1968، من إخراج ويليام ويلر. و قال زاهي حواس، أحد الأصدقاء المقربين للفنان الراحل، في تصريحات لـ«الشروق»، إن «الشريف» رفض تناول الطعام والشراب منذ 15 يومًا مما أدى لتدهور حالته الصحية بشكل كبير قبل وفاته.

 

####

 

9 حقائق عن النجم الراحل عمر الشريف

كتابة / ستيفان كيناسيز - ترجمة / أحمد فاضل

تناول الكاتب السينمائي الإنكليزي كيناسيز في مقالته المنشورة هذا الأسبوع في صحيفة ديلي أكسبرس اللندنية ذائعة الصيت 9 حقائق قد تكون خافية عن النجم العالمي الذي رحل أخيرا عمر الشريف قال عنها: توفي عمر الشريف بعد حياة حافلة بالنجومية والشهرة تخللتها مغامراته مع النساء ولعب القمار وإزعاجه المستمر للرجال الذين يسهرون على تطبيق القانون، ولكن الشيء الاكثـر إثارة للصدمة هو هذه الكمية الضئيلة من الحقائق المتعلقة بهذه الأسطورة السينمائية التي ودعتنا بعد رحلة عمرية أمدها 83 عاما .

1 . الفرصة الذهبية له في السينما العالمية

لا تزال هذه الحقيقة مجهولة للكثير من معجبيه عندما حصل على فرصته الكبيرة في هوليوود ، حيث وقّع عام 1962 مع المنتج السينمائي سام شبيغل عقدا لتمثيل فيلم " لورانس العرب " الذي سيرفعه بشكل مدهش إلى مصاف النجوم العالميين ، وكان المبلغ الذي حصل عليه لدى توقيعه لذلك العقد 15 مليون دولار وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت ، انهالت عليه بعدها عروض كبيرة لتمثيل " د . زيفاكو " و " هذا الحصان الشاحب " و " ليلة الجنرالات " و " جنكيز خان " و " فتاة مرحة " ، الطريف هنا هو بقاء عمر الشريف وبيتر أوتول الذي جمعها في فيلم " لورنس العرب " أصدقاء حتى وفاتهما. .

2. لقبه فريدي

كان عمر الشريف وبعد ذيوع شهرته يلقب فريدي من قبل أصدقائه المقربين وخاصة بيتر أوتول حيث كان يقول له دائما : ربما لا أحد يمكنه أن ينطق هذا الاسم عمر الشريف.

3. كسر القانون

عرف الشريف بمخالفته للقانون أينما كان تواجده وذلك بسبب لعبه القمار ومشاكل أخرى لا حصر لها ، منها حصوله على حكم بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة شهر واحد لضربه ضابط شرطة في كازينو بإحدى ضواحي باريس في يوليو / تموز 2003 ، فقد أهان الشرطي بونتواز الذي حاول التدخل في مشادة بينه وبين مدير إحدى موائد لعبة الروليت هناك حيث تم تغريمه 1700 دولار دفع منها 340 دولارا للشرطي نتيجة للأضرار التي لحقت به . 

4. ولعه بالقمار 

كان عمر الشريف كثيرا ما يلجأ لتمثيل أفلام ليست بشهرة وإمكانية أفلامه الكبيرة من قبل بسبب خسارته المستمرة بالقمار ومن أجل تسديد ديونه وهذه حقيقة لم يطلع الكثيرون عليها حيث قال عنها : أعترف أني أضعت أموالا كثيرة بسبب القمار حيث اضطررت للعمل في أفلام هابطة من أجل سداد الديون التي استحقت عليّ ومن أجل دعم عائلتي ونفسي ، ودائما ما كنت أشعر بأني أصبحت مثيرا للسخرية آنذاك حيث كان أحفادي يسخرون مني وهي باعتقادي مرحلة خطرة وصلت إليها. .

5. ممثل كبير على الرغم من كل ذلك .

وعلى الرغم من كل هذا فقد كان الشريف على مستوى عالمي كلاعب اساس في السينما العالمية ، حتى كان بمقدوره تأجيل تصوير فيلم من أجل أن يكون قادرا على حضور المناسبات الخاصة كما كان يحدث معه دائما وهي نادرة كان المشرفون على أفلامه يتقبلونها على مضض. 

6 . غضبه وانفعالاته 

عرف عن الشريف سرعة غضبه وانفعالاته ففي إحدى المرات في يونيو / حزيران 2005 وفي أحد مواقف السيارات في الولايات المتحدة أعلن عن غضبه بسبب رفض أحد العاملين في تلك الساحة من تسلم عملة أورويبة كان الشريف قد أعطاها له ما تسبب في مشادة كلامية معه حيث أمرت محكمة في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا غرامته بسبب ذلك الغضب .

7 . عاشق النساء

كان عمر الشريف يحظى بشعبية جارفة في الوسط النسائي في كل مكان يذهب إليه ، لكنه ومع كل ذلك الإعجاب قال : إنه تزوج من حبه الأول أيام شبابه من فاتن حمامة عام 1954 وعلى الرغم من أنهما انفصلا في عام 1974 قال في مقابلة مع التلفزيون المصري إن زوجته السابقة كانت الحب الحقيقي الوحيد في حياته وقد منحته ولدهما طارق عام 1957. 

8 . الشريف وعشقه الكبير للّغة .

وكان عمر الشريف يجيد خمس لغات هي : العربية، الإنكليزية والإسبانية واليونانية والفرنسية .

9 . صحته

كان مدخنا شرها للسكائر وكان يدخن يوميا 100 سيكارة حتى أخضع لجراحة تغيير ثلاثة من الشرايين القلبية عام 1992 بسببها ، أقلع بعدها عن التدخين فورا كما عانى من نوبة قلبية خفيفة في عام 1994 ، وتم الكشف في وقت سابق من هذا العام عليه حيث أظهرت التقارير التي أجريت له أنه يعاني من مرض الزهايمر حتى أن نجله طارق صرح لإحدى الفضائيات أن والده يجهل حتى وفاة والدته الممثلة المصرية الكبيرة فاتن حمامة ويقول إنها موجودة. 

عن / صحيفة الديلي أكسبرس اللندنية

 

المدى العراقية في

12.07.2015

 
 
 
 
 

الفنانون السوريون يرثون عمر الشريف: تعلمنا من «الدكتور جيفاغو»

من أروى الباشا

عمان – «القدس العربي» : رثى الفنّانون السّوريون النجم المصري عمر الشّريف عبر صفحاتهم على مواقع التّواصل الإجتماعي، وكتب الفنان جمال سليمان عبر صفحته الخاصة على «فيسبوك»، «رحل الدكتور جيفاجو، عمر الشريف، أيها الساحر وداعاً، وشكراً على أدوارك العظيمة، لا أتذكّر عدد المرات التي شاهدتك فيها وأنت الدكتور جيفاجو، ولكني أتذكّر كم تعلّمت من هذا الفيلم ومنك أيضاً، شكرا مرة أخرى».

«دكتور جيفاغو» فيلم أمريكي درامي أُنتج عام 1965، وقام ببطولته الفنان عمر الشريف، يحكي قصة طبيب جرّاح مشاعره متعلّقة بين امرأتين، وتدور أحداثه قـبل وأثـناء وبعـد الثـورة الروسـية.
كذلك رثى الفنان أيمن زيدان، الفنان العالمي، وكتب «عمر الشريف العربي الوحيد الذي يليق به لقب الفنان العالمي، رحل هذا الساحر وترك فضاء اللقب فارغاً يتمشى عليه أولئك الفنانون الذين صدّقوا أنهم عالميّون … وداعاً». أيضاً ودّع الفنان تيم حسن، عمر الشريف بكلمات كتبها وشاركها عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، «رحمك الله يا
عمر الشريف يا سيّد الشاشة العربية والعالمي العربي الأوحد حتى يومنا هذا، فقدٌ عظيم للفن العربي فقدك».

يذكر أنّ الفنان العالمي عمر الشريف توفّي عن عمر ناهز الـ83 عاماً جرّاء أزمة قلبية، وكان عانى من مرض «الزهايمر» في سنواته الثّلاث الأخيرة.

 

القدس العربي اللندنية في

12.07.2015

 
 
 
 
 

قبل عمر الشريف... نجوم غاب عن جنائزهم الفنانون

الجزائر ـ حنين عمر

خلّف غياب النجوم عن جنازة عمر الشريف استياءً كبيراً في الوسطين الجماهيري والإعلامي، نظراً لغياب معظم زملاء الفنان الراحل عن الجنازة، ففي حين كان أغلب هؤلاء يتدافعون لالتقاط الصور معه حينما كان حياً لاستقطاب ضوء عالميته، فإنهم تجاهلوا أهمية حضور جنازته بعد رحيله. غير أن هذا الغياب لم يعد حالة فردية، بقدر ما أصبح سمة غالبة على جنازات نجوم الزمن الجميل ممن لا مصالح مشتركة معهم في الوسط الفني، ولا شركات إنتاج في ميراثهم.

ففي شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، توفيت الفنانة الكبيرةمريم فخر الدين، تلك الفاتنة التي تربعت على عرش الجمال والموهبة، وحضرت طويلاً في وجدان السينما، والتي لم يكن أحد يتوقع غياب الفنانين عن جنازتها التي لم يحضرها سوى عدد قليل منهم، مثل أشرف عبدالغفور وسامح الصريطي وميرفت أمين ودلال عبدالعزيز، وأحمد بدير الذي أبدى استياءه الكبير يومها من غياب الفنانين وتخلفهم عن واجب العزاء.

أما فتى الشاشة أحمد رمزي، الذي عاش حياة نجومية صاخبة، فقد غادر في صمت وفي غياب زملائه أيضا، فلم يحضر لتوديعه سوى بعضهم مثل محمود حميدة، وأشرف عبدالغفور، وأحمد السقا وغسان مطر وسمير صبري ومادلين طبر ومها أبوعوف.

كما أن الفنان الكبير سعيد صالح، صاحب أكبر رصيد من الإفيهات الكوميدية التي لا تزال خالدة باسمه، غادر الحياة في مشهد درامي، إذ لم يحضر تشييعه سوى سامح الصريطي ومنير مكرم وعهدي صادق، وغاب جحافل النجوم الذين عمل معهم في مسيرته الطويلة، وكان بعضهم مثل عادل إمام ولبلبة ويسرا ومحمود عبدالعزيز قد حاولوا تدارك الأمر وحضروا مجلس العزاء فقط. والغريب أنه كان ضمنهم أيضا الممثل الشهير غسان مطر، الذي توفي قبل فترة وجيزة، وغاب النجوم عن حضور عزائه هو الآخر. وهو نفس ما حدث في جنازة الممثل الكبير جمال إسماعيل الذي اشتهر بأدوار الأب الطيب، فلم يحضر جنازته قبل عام، سوى سامح الصريطي ورشوان توفيق ومسعد فودة ومنير مكرم ومحمد الصاوي، وفيفي عبده.

أصبح مشهد غياب النجوم عن جنائز زملائهم مشهداً يتكرر لدرجة تحوله إلى ظاهرة بطلها "قلة الوفاء"، فكان مشهداً أخيراً في جنازة كمال الشناوي والنجمة هند رستم وإبراهيم خان وفايزة كمال وغيرهم.

القائمة طويلة إذن، وعمر الشريف ليس حالة استثنائية، غير أن وفاة هذا الأخير التي تزامنت مع وفاة سامي العدل، صاحب شركة العدل جروب، وتدفق التعازي على آل العدل، عرّى النوايا كثيراً، وجعل الجمهور يكتشف مؤشراً خطيراً في الساحة الفنية التي تراجعت إنسانيتها، لدرجة ذهاب بعضهم إلى الجنائز طمعاً في دور ما، وليس في ثواب ما.

 

العربي الجديد اللندينة في

13.07.2015

 
 
 
 
 

5 معلومات تكشف الوجه الآخر لـ عمر الشريف:

ولد في لبنان وتلقى تهديدًا بالقتل من «القاعدة»

عبدالله سالم

نسج نجيب محفوظ جانب كبير من أحداث روايته «خان الخليلي» على حياة شاب طائش، مسرف، يعشق اللهو، والقمار، والنساء، ولا يلتفت إلى صحته، ولا ماله، ولا والديه الكبيرين. أراد الاستقرار والاعتدال، فابتلاه الله بداء السل، وصار قعيد الفراش، لا يقوى على الكلام أو الجلوس أو النوم أو حتى مضغ الطعام، ورغم ذلك حافظ على طيشه وإسرافه، فنزل على مرضه كي يلتقي حبيبة له في جو مضطرب، وطريق أشد اضطرابًا، فزاد مرضًا على مرضه، وتقرر له أن يعيش أيامه الأخيرة في مصحة بحلوان، إلا أنه لم يطق الاحتمال، وضرع إلى أخيه كي يعيده إلى بيته، فلما رجع إليه، اشتد مرضه وساءت حاله، حتى قضى أجله.

يبدو أن ما حدث لـ«رشدي» في خيال «محفوظ» يتشابه إلى حد كبير مع مصاب الممثل العالمي نور الشريف، الذي عرف بانفعاله وتعلقه الشديد بألعاب القمار، كما أنه قضى أيامه الأخيرة بالمثل في مصحة حلوان. وشهدت حياة «لورانس العرب» سيلًا من الاضطرابات، فالتبست المعلومات حوله، فيما يتعلق باسمه، وموطنه الأصلي، وديانته، ونجاحه أيضًا.

ويرصد «المصري لايت» 5 معلومات تكشف الوجه الأخر لـ«الشريف» في هذا التقرير.

5.

ذكرت صحيفة الـ«جارديان» البريطانية، في عددها الصادر 31 أكتوبر 2005، أن «الشريف» ولد يهوديًا، وأن اسمه ميشال شلهوب، قبل أن يعتنق الإسلام كي يستطيع الزواج من السيدة فاتن حمامة.

وفي الوقت نفسه يقول الشاعر اللبناني، شربل بعيني، إن «الفنان العالمي القدير ولد بمدينة زحلة اللبنانية، ومن الحارة الشرقية بالذات، مسقط رأس المغنية الشهيرة شاكيرا، وأنه من عائلة شلهوب الكاثوليكية، وهاجر والده إلى مصر أيام الحكم العثماني، حيث برع في التجارة، فيما كان ابنه ميشال يبرع في التمثيل، لدرجة أوقعت أجمل فنانة عرفتها الشاشة العربية (فاتن حمامة) في غرامه، وأنجبت منه ولدًا، قبل أن يفرق أبغض الحلال بينهما، وقبل أن ينتقل فناننا إلى العالمية عام 1962 في فيلم (لورانس العرب)»، حسب الـ«جارديان».

4.

وأشارت الـ«جارديان» أيضًا إلى أن «تنظيم القاعدة هدد، في رسالة نشرها على الإنترنت، بقتل الفنان عمر الشريف، لقيامه بتمثيل دور القديس بطرس في فيلم إيطالي، ولأنه أبدى إعجابه بـ(الوثنية الصليبية خلال الفيلم)، لذلك اعتبروه صليبي أهان الإسلام والمسلمين، ويجب التخلص منه».

3.

تعرض «لورانس العرب» عام 1968 لغضب العرب المنكوبين من نكسة 1967، لأنه «قبل شفتي الممثلة اليهودية بربارة سترايسند، المعروفة بتأييدها الشديد لإسرائيل» في فيلم «فتاة مرحة»، بحسب الشاعر اللبناني شربل بعيني. كما ساءت علاقته بنظام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وبدأ يقضي معظم وقته بعيدًا عن مصر.

2.

كان «الشريف» حاد المزاج أحيانًا وهو ما أوقعه في العديد من المشاكل، فذات مرة أدين بالاعتداء على شرطي في باريس، وفي مناسبة أخرى، اعتدى على عامل بساحة انتظار السيارات في بيفرلي هيلز، عام 2007، لأنه رفض قبول عملات أوروبية قدمها إليه، بحسب موقع «بي بي سي».

1.

لكي يحصل على المال اللازم للعيش بصورة ممتعة ومواجهة ديونه في نوادي القمار، وافق عمر الشريف على الظهور في دور رجل أجنبي في عدة أفلام متواضعة، استغلت وسامته ونجوميته، مقابل بعض المال، وقال «الشريف» في وقت لاحق، بحسب موقع «بي بي سي»، إن «حياته ربما كانت لتتغير بشكل كبير لو لم يصل لهذه النجومية العالمية»، لكنه أشار إلى أنه لا يشعر بالندم: «أنا لا أعرف الندم، لو عدت إلى هنا مرة أخرى كنت سأعيش بالطريقة نفسها»، مؤكدًا: «لحسن الحظ، لم يكن كل ما قمت به سيئًا من أجل المال، وكان لدى بعض اللحظات العظيمة».

 

المصري لايت في

13.07.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004